الكتاب: الطبقات الكبرى المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) المحقق: إحسان عباس الناشر: دار صادر - بيروت الطبعة: الأولى، 1968 م عدد الأجزاء: 8   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمتي التخريج والتراجم] ---------- الطبقات الكبرى ط دار صادر ابن سعد الكتاب: الطبقات الكبرى المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) المحقق: إحسان عباس الناشر: دار صادر - بيروت الطبعة: الأولى، 1968 م عدد الأجزاء: 8   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمتي التخريج والتراجم] ـ[الطبقات الكبرى]ـ المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) المحقق: إحسان عباس الناشر: دار صادر - بيروت الطبعة: الأولى، 1968 م عدد الأجزاء: 8 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمتي التخريج والتراجم] محمد بن سعد وكتاب الطبقات ترجم له ابن النديم في الفهرست: 99 (ط. فلوجل) ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل رقم: 1433، والخطيب في تاريخ بغداد 5: 321، وابن خلكان في وفيات الأعيان رقم: 617 (ط. محيي الدين عبد الحميد) والصفدي في الوافي 3: 88 (رقم 1009) ، والذهبي في تذكرة الحفاظ، وابن حجر في تهذيب التهذيب، وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (وفيات 230) والجزري في طبقات القراء (1: 142) . ووردت عنه إشارات في كتاب بغداد لابن طيفور، ومعجم الأدباء لياقوت، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي. وألف عنه أتولث Otto Loth رسالة عان 1869 ثم درس طريقته في الطبقات في مقال له نشر بمجلة ZAMD ص 593 - 614 العدد 23، وكتب سخاو Sachau تحليلاً لكتابه في مقدمة الجزء الثالث من الطبقات، وتحدث عنه هوروفتز Horovitz بين كتاب المغازي الأول ص 126 - 132 (ترجمة حسين نصار) . يستطيع القارئ أن يراجع ما كتب عنه في دائرة المعارق الإسلامية وفي تاريخ بروكلمان (لأصل 1: 136 والتكملة 1: 208) . ومع كل ذلك، فإن المعلومات التي نحتاجها لنرسم منها هيكلاً لسيرته قليلة بسيرة لا تفي بشيء من هذا، لأن محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري المكنى بأبي عبد الله، يمثل شخصية الراوية الذي لم يسمح لذاته وعلاقاته وأحواله بأن ترسم على ما يرويه، أو أن تتدخل فيه، وإنه لمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 المفارقات أن ترى الشخص الذي حفظ لنا الصفات الخلفية والخلقية وأدق المظاهر أحياناً عن حياة الأشخاص، لا يجد من يكتب عنه ترجمة موضحة. فكل ما لدينا عنه أنه ولد سنة 168هـ؟. بالبصرة، فنسب إليها، وارتحل إلى بغداد وأقام فيها ملازماً لأستاذه الواقدي يكتب له، حتى عرف باسم " كاتب الواقدي ". وكانت له رحلة إلى المدينة والكوفة، ولا ريب في أن رحلته إلى المدينة تمت قبل سنة 200هـ؟، فهو يذكر أنه لقي فيها بعض الشيوخ عام 189 كما أن أكثر الذين روى عنهم من أهلها أدركتهم المنية قبل مطلع القرن الثالث. وقد كان أحد أجداده مولى لبني هاشم، ولكن ابن سعد نفسه كان قد تحلل من عهدة الولاء، وفي نسبته أنه زهري، وهي نسبة غريبة بعدما صرحت الروايات بولاء أهله لبني هاشم. وفي أثناء حله وترحاله، كان شغله الشاغل هو لقاء الشيوخ وكتابة الحديث وجمع الكتب، ولذلك اتصل بأعلام عصره من المحدثين فروى عنهم وقيد مروياته، وأفاد منها في تصنيف كتبه حتى وصف بأنه كان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، كثير الكتب. وهذا الخبر قد يدل على أن نشاطه لم يقف به عند تأليف الطبقات، وعلى سعة باعه في نواحٍ علمية كثيرة فإن المصادر لم تذكر له من المؤلفات إلا كتابين آخرين - عدا الطبقات الكبير - وهما كتاب الطبقات الصغير، وهو مستخرج من المؤلف الأول، وكتاب أخبار النبي - وهو الكتاب الوحيد الذي ذكره ابن النديم - وربما لم يكن شيئاً سوى الجزأين الأولين من الطبقات الكبير، أي أن الكتب الثلاثة في حقيقتها كتاب واحد، وتسكت المصادر عما سوى ذلك من مؤلفات. ونستطيع أن نقول إن محمد بن سعد كان على اتصال بأكبر رجال الحديث في عصره، سواء أكانوا شيوخاً أم تلامذة. ومن يطلع على الطبقات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 يجد له شيوخاً كثيرين منهم سفيان بن عيينة وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن سعدان الضرير ووكيع بن الجراح وسليمان بن حرب وهيثم والفضل بن دكين والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وعشرات غيرهم، ولو راجع القارئ تراجم هؤلاء الشيوخ في كتب الرجال، لوجد معظمهم ممن لا يشك في عدالته. وهذا ما يجعلنا نعتقد أن المادة التي نقلها ابن سعد قد وجهت بالنقد الضمني لأنه تحرى قبل نقلها أن تكون في الأكثر مأخوذة عن العدول الثقات. وهذا الموقف هو الذي كسب لابن سعد تقدير معاصريه ومن بعدهم، فكلهم تقريباً وثقه وأثنى عليه حتى قال فيه الخطيب: " محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته ". وقال ابن خلكان: " كان صدوقاً ثقة " وقال ابن حجر: " أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرين " ووصفوه بالفضل والفهم والنبل، وفضلوه على أستاذه الواقدي ضعيف ". وقد تستوقفنا هنا ثلاث روايات تتصل بعدالته: أولاها: أن ابن فهم - تلميذه - كان مرة عند مصعب الزبيري فمر بهم يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا، حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا، فقال له يحيى: كذب. وقد اعتذر عنه الخطيب بأن تلك الأحاديث التي أنكرها يحيى ربما كانت من المناكير التي يرويها الواقدي، أي أنه ألقى اللوم على أستاذه أيضاً. ومن أجل هذه القصة فيما يبدو قال ابن تغري بردي: وثقه جميع الحفاظ ما عدا يحيى بن معين. الثانية: أن ابن أبي حاتم سأل أباه عنه فقال له: " يصدق " (1) - ولم يستعمل نعتاً قوياً في توثيقه - وزاد قائلاً: رأيته إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.   (1) أصبحت هذه اللفظة في مصدر متأخر ((صدوق)) انظر ابن الجزري 1: 143. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 الثالثة: ما ذكر ابن طيفور (1) من أن المأمون كتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إشخاص سبعة من الفقهاء - بينهم محمد بن سعد كاتب الواقدي - فأشخصوا إليه، فسألهم وامتحنهم عن خلق القرآن فأجابوا جميعاً: إن القرآن مخلوق. فهذه الرواية إن صحت تدل أولاً على ما كان يتمتع به ابن سعد من شهرة وتقدم في بغداد، ولكنها قد تشير ثانياً إلى شيء من عدم الرضي عنه بين فئة من أهل الحديث. ومن ذلك فقد نرى بينه وبين أحمد بن حنبل الذي وقف أصلب موقف في فتنة خلق القرآن علاقة قوية إذ كان أحمد يوجه في كل جمعة برجل إلى ابن سعد يأخذ منه جزائين من حديث الواقدي فينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما. أما تلامذته فهم كثيرون أيضاً، ومنهم أحمد بن عبيد وابن أبي الدنيا والبلاذري والحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وغيرهم. وتكاد المصادر تجمع على أن ابن سعد توفي يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة 230هـ؟، بمدينة بغداد ودفن في مقبرة باب الشام وهو يومئذ ابن اثنتين وستين سنة. وهذا الخبر منقول عن الحسين بن فهم أحد تلامذته الأدنين، وأحد اثنين رويا كتاب الطبقات. ولكن ابن أبي حاتم يذكر أنه توفي سنة ست وثلاثين (يعني ومائتين) وقال الصفدي في الوافي أنه توفي سنة 222 على خلاف في ذلك. ويبدو أن رواية ابن فهم هي الصحيحة، فأما رواية الصفدي في الوافي فواضحة الخطأ لأن ابن سعد يؤرخ لأناس توفوا سنة 228 و 229هـ؟ (2) وليس هناك ما يدل على أن ذلك مما زاده الرواة الذين نقلوا الكتاب. أما رواية ابن أبي حاتم فقد كتبت بالأرقام لا بالحروف وهي في شكلها الذي كتبت به لا تسلم من الخطأ.   (1) جاء هذا الخبر على نحو أكمل في النجوم الزاهرة 2: 219. (2) انظر الطبقات 5: 326. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 ولم يقتصر ثقافة ابن سعد على الحديث والأخبار والسير بل إنه كتب الغريب والفقه، وربما دلت صلته بالنحويين واللغويين مثل أبي زيد الأنصاري (1) على استكماله للنواحي اللغوية والنحوية، على نحو واسع. أما صلته بمحمد ابن سعدان الضرير وهو من مشهوري القراء فتدل على اهتمامه بالقراءات. وقد صرح ابن الجزري بأن ابن سعد روى الحروف عن محمد بن عمر الواقدي ثم رواها عنه الحارث بن أبي أسامة. وكان توفره على كتابة تراجم الرجال سبباً في اطلاعه الواسع على علم الأنساب، ويبدو من الطبقات أنه أحكم هذا الفرع إحكاماً جيداً بحيث تمكن فيه من المناقشة والترجيح، وعمدته في ذلك رواية أستاذه الواقدي، ورواية ابن إسحاق، ورواية ابن عمارة الأنصاري في نسب الأنصار، ورواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وعن هذا الأخير روى ابن سعد كتابه " جمهرة الأنساب " (2) . و" الطبقات " معرض لنواح كثيرة من ثقافته، وهو عمل ضخم أراده أن يكون في خمسة عشر مجلداً، ليخدم به السنة أو علم الحديث، فتحدث فيه عن الرسول والصحابة والتابعين إلى عصرهن مقتفياً خطى أستاذه الواقدي الذي ألف أيضاً كتاب " الطبقات "، ويبدو أن عمل ابن سعد شمل رواية الواقدي نفسه في السيرة والتراجم مضافاً إليها روايات أخذها عن غير الواقدي في السيرة والتراجم أيضاً، فإذا كتابه صورة أكمل وأوسع لأنه يمثل نشاط المحدثين والإخباريين والنسابين في عصره وفيما قبله. غير أن الواقدي يغلب على من عداه في توجيه كثير من المادة، وإن كنا نجد فصولاً استجدها ابن سعد، فلم يرد فيها ذكر للواقدي إطلاقاً (مثل " ذكر كنية رسول الله، صلى الله عليه وسلم " 1/ 1: 66؛ ومثل " ذكر ما كان   (1) انباه الرواة 2: 30 - 31. (2) ياقوت 7: 250 (ط. مرجوليوث) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعوذ به ويعوذه به جبريل " 2/1: 14) وقد كان الواقدي قليل الاهتمام بأمر التاريخ الجاهلي، ولذلك نجد رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي قد غلبت على الفصول المتصلة بتاريخ الأنبياء وبالأنساب القديمة، على وجه الإجمال؛ غير أن الفصول التي لم يذكر فيها الواقدي قليلة، وأهم الفصول إنما هي من اجتهاده وتحريره، حتى ليصدق قول ابن النديم على ابن سعد " ألف كتبه من تصنيفات الواقدي ". وفي حديثه عن الوفود التي وفدت على الرسول نجد رواية الواقدي تسير جنباً إلى جنب - في أكثر الأحيان - مع رواية هشام بن الكلبي. بل لم يقتصر ابن سعد على الإفادة من " طبقات " الواقدي وإنما استقى معلومات من كتبه الأخرى مثل كتاب " أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم "، وكتاب " وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم "، وكتاب " أخبار مكة "، وكتاب " السيرة "، وكتاب " طعم النبي "، وأفاد بخاصة من كتاب " المغازي "، فقد دخل هذا الكتاب كله ضمن طبقات ابن سعد. غير أنه لك يكتف به في هذا الموضوع فأضاف إليه المعلومات التي رواها عن ثلاثة الرواة تتصل رواية الأول منهم (وهو رويم بم يزيد المقرئ) بمغازي ابن إسحاق، وتتصل وراية الثاني بأبي معشر أحد الذين كتبوا في المغازي، أما الثالث وهو إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني فتتصل روايته بمغازي موسى ابن عقبة. وهكذا يجيء هذا الفصل ممثلاً لأربعة كتب في المغازي (عدا روايات أخرى) . ولا بد لنا من أن نتذكر أن اثنين من هؤلاء الثلاثة وهما موسى بن عقبة وابن إسحاق كانا من تلامذة الزهري، وأن إحدى روايات الواقدي تتصل بالزهري، كما أن الواقدي نفسه اعتمد كثيراً على مغازي موسى بن عقبة ومغازي ابن إسحاق، دون أن يشير إليهما كثيراً. وفي هذا ما يدل على اختلاط الروايات واتفاقها في منبع واحد. أما أبو معشر فقد اعتمد عليه الواقدي أيضاً وكان موثقاً في السيرة والمغازي بصيراً بهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 غير أن ابن سعد نفسه وصفه بأنه " كان كثير الحديث ضعيفاً ". ويتبين لنا من هذا الغرض أن في رواة ابن سعد ثلاثة على الأقل بضعفهم أهل الحديث، وهم: هشام بن محمد بن السائب الكلبي (وإن كان عندهم أوثق من أبيه) ولكنه يروي عن أبيه، وكان ابن سعد يعرف أن المحدثين يضعفونه. ثم الواقدي نفسه فقد اتهموه بأنه أغرب على الرسول بعشرين ألف حديث وأنه كان يروي المناكير. والثالث أبو معشر هذا المذكور. غير أنهم جميعاً يوثقون في السيرة والمغازي. وهذا الانفصال بين الحديث من ناحية والسير والأخبار والمغازي من ناحية أخرى أمر يستحق النظر. ولعل التحري الدقيق يثبت أن المحدثين الذين جرحوا هؤلاء المؤرخين كانوا ينظرون من زاوية خاصة، لعلها ضيقة محدودة، آية ذلك أن الواقدي نفسه وهو ما يهمنا هنا - لأن أكثر علم ابن سعد مأخوذ عنه - كان موثقاً عند فريق كبير من المحدثين فكان ابن سلام الجمحي يقول: " محمد بن عمر الواقدي عالم دهره " وكان الإمام مالك يسأله إذا أشكل عليه أمر، وقال فيه الدراوردي " ذلك أمير المؤمنين في الحديث " وقال مصعب الزبيري " والله ما رأينا مثله قط "، إلى غير ذلك من شهادات الأئمة الأعلام فيه. وقد كان الواقدي ذا إحساس عميق بمهمة المؤرخ وواجبه وحدوده. وحسبنا شاهداً على ذلك أنه عند تأريخه المغازي لم يترك موضعاً حدثت فيه غزاة إلا كان يذهب لمعاينته، وقد شهد بعضهم أنه رآه وهو ذاهب إلى حنين ليرى موضع الوقعة. وأكبر ما عابه عليه المحدثون شيء اتبعه ابن سعد تلميذه أيضاً وهو جمع أسانيد كثيرة وإيراد متن واحد لها، وإدخال حديث الرجال بعضهم في بعض، مبتغياً بذلك الإيجاز إذا كثرت الروايات وتشابهت. على أن اعتماد مغازي موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبي معشر ورواة الواقدي من المدنين حقيقة هامة يمكن أن نرى فيها ما يسمى " مدرسة المدينة " في السيرة، وهذه المدرسة التي انتقل مركز الثقل فيها من المدينة إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 بغداد بانتقال ابن إسحاق وأبي معشر والواقدي، ثم انضم إليها ابن سعد نفسه بدراسته على الواقدي، قد علمت في ظل الخلافة العباسية وكان بعضهم يجد الحظوة التامة لدى العباسيين كابن إسحاق والواقدي. وبعد أن انتهى ابن سعد في أكثر الجزأين الأولين من سيرة الرسول، أضاف فصلاً عن الذين كانوا يفتون بالمدينة على عهد الرسول، ثم أخذ يترجم الأخير الذي خصصه للنساء. وقد راعى في التراجم عنصرين: عنصر الزمان وعنصر المكان - أما عنصر الزمان فقد تدخل في بناء الطبقات من أولها إلى آخرها، وكانت السابقة إلى الإسلام هي المحور الأكبر فيه، سواء اتصلت بالهجرة إلى الحبشة ثم بموقعة بدر أو وقتت بما قبل فتح مكة، أو غير ذلك من النقط الزمنية التي وجهت التقسيم في ذلك الكتاب. ومن ثم بدأ بالمهاجرين البدريين ثم بالأنصار البدريين ثم بمن أسلم قديماً ولم يشهد بدراً وإنما هاجر إلى الحبشة أو شهد أُحداً (فالبدريون مفضلون على من عداهم) ثم من أسلم قبل فتح مكة وهكذا. ونلاحظ في هذه القسمة أن ابن سعد احتذى فيها شيئاً شبيهاً بما صنعه عمر بن الخطاب عندما دون الدواوين. وبعد هذا تدخل العنصر المكاني فأخذ يترجم للصحابة ومن بعدهم على حسب الأمصار التي نزلوا فسمى من كان بالمدينة ومكة والطائف واليمن واليمامة، ثم من نزل الكوفة، ثم من نزل البصرة، ومن كان موطنه الشام ومصر وغيرهم. وفي أثناء هذا التقسيم التفت إلى التقسيمات المكانية، وبخاصة عند الحديث عن التابعين لأنه ترجم لهم في الطبقات، والطبقة في العادة تساوي جيلاً أو عشرين سنة أو عشر سنين، وهي تساوي في كتاب ابن سعد عشرين سنة تقريباً، فمثلاً تراوح نهاية الطبقة الثالثة بين سنتي 108 - 113 وتراوح نهاية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 الطبقة الرابعة بين سنتي 126 - 132. وقد أظهر هذا التقسيم عيباً واحداً في الكتاب إذ قد يكون أحد الأشخاص داخلاً في غير موضع واحد في هذا المنهج الكبير، أي قد يكون أحد الناس بدرياً، ممن يفتي ايام الرسول، ثم هاجر إلى مصر من الأمصار وعلى هذا فلا بد له من ثلاث تراجم، غير أن ابن سعد كان على وهي بهذا ولذلك ففي مثل هذه الأحوال تجده يطيل الترجمة في موطن واحد ويوجز في المواطن الأخرى. وهناك مظهر آخر لهذا التقسيم نتج من الاعتماد الكلي على الرواية وذلك هو أننا كلما ابتعدنا عن الطبقات الأولى التي تهم ابن سعد الرواية عنها من جميع النواحي، أخذت الترجمة تتذاءل وتقل قيمتها، وبدلاً من أن يكتب ابن سعد ترجمات مستفيضة لمن عاصرهم، نجده اكتفى في هذا بقولة موجزة وأفاض كثيراً في تراجم الصحابة وكبار التابعين وبلغ من الدقة حداً يجعل من كتابه وثيقة بالغة القيمة. وقد اختفت شخصية ابن سعد أو كادت وراء السند، بل إنه لا يضيرنا كثيراً أن نعتبر كتاب الطبقات رواية نقلها تلميذ ابن سعد " الحارث بن ابي أسامة " - مثلاً - بل إننا نجد في بعض المواطن هذه العبارة " حدثنا محمد بن سعد " أي أن الذي يروي النص تلميذه لا هو؛ وقد كفل هذا للكتاب قسطاً وافراً جداً من الموضوعية، كما هي الحال في أكثر نواحي الثقافة الإسلامية المعتمدة على الأسانيد. وليس لابن سعد في الكتاب تعليقات كثيرة ولكن ما يوجد منها يدل على قدرة نقدية طيبة. فمن ذلك قوله في التعليق على اختلاف العلماء في نسب معد: " ولم أر بينهم اختلافاً أن معداً من ولد قيذر بن إسماعيل، وهذا الاختلاف في نسبته يدل على أنه لم يحفظ وإنما أخذ ذلك من أهل الكتاب وترجموه لهم فاختلفوا فيه، ولم صح ذلك لكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أعلم الناس به، فالأمر عندنا على الانتهاء إلى معد بن عدنا ثم الإمساك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم " (1) . وهو يذكر رواية ابن الكلبي أن والد الرسول توفي بعد ما أتى على الرسول ثمانية وعشرون شهراً، ويقال سبعة اشهر ثم يعلق على ذلك بقوله: " والأول أثبت أنه توفي ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، حمل " (2) وأورد رواية يستفاد منها أن النبي بكى عند قبر أمه لما فتح مكة فقال " وهذا غلط وليس قبرها بمكة، وقبرها بالأبواء " (3) . وقال في موطن آخر يذكر وفاة حميد بن عبد الرحمن: " وقد سمعت من يذكر أنه توفي سنة خمس ومائة وهذا غلط وخطأ ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك، لا في سنة ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه واقرب إلى الصواب " (4) . ونقل عن هشام الكلبي قوله إن الذي حضر بدراً هو السائب ابن مظعون (لا السائب بن عثمان بن مظعون) فقال في التعليق عليه: " وذلك عندنا منه وهل لأن أصحاب السيرة ومن يعلم المغازي يثبتون السائب الخ " (5) . وهو يضعف شعراً يرويه (6) ، وروايته للشعر وبخاصة في السيرة، ليست قليلة، ولكنها في باب المغازي مثلاً أقل بكثير مما رواه الواقدي أو ابن إسحاق. وهذا الميل النقدي الذي تصوره هذه النصوص موجود عند أستاذه الواقدي أيضاً. ويجب أن نذكر أم متاب الطبقات من أوائل ما ألف في هذا الموضوع، وإننا لا نعلم كتاباً سبقه إلا طبقات الواقدي، وتذكر هذه الحقيقة يجعلنا ندرك قيمة الكتاب من حيث هو مصدر قديم ومن حيث هو أحد النماذج الأولى في موضوع " الرجال ". حقاً إن التأليف في هذه الناحية كثر من   (1) الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74. (2) الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74. (3) الطبقات 1 - 1: 29، 62، 74. (4) الطبقات 5: 115. (5) الطبقات 3 - 1: 292. (6) الطبقات 1 - 1: 47. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 بعده، وربما انقسم التأليف في الطبقات بعده قسمين، قسم خاص بالصحابة وقسم خاص بسائر رجال الحديث من بعدهم، ولكن أثر كتاب ابن سعد، سواء ذكر اسمه أو لم يذكر، قد ظهر في التواليف التي جاءت من بعد. وإذا كنا لا نعرف لابن سعد أثراً في " طبقات " خليفة بن خياط لأن هذا لم يصلنا، فنحن نعلم أن الصلة بين ابن سعد والبلاذري مثلاً كانت وثيقة، وأن مادة ابن سعد قد تركت أثراً واضحاً في كتاب " فتوح البلدان "، وكتاب " أنساب الأشراف "، والثاني من هذين الكتابين صورة أخرى للتأليف في الطبقات. وفي كتاب ابن سعد فصول هي الأصل الذي احتذاه المؤلفون في " دلائل النبوة " كأبي نعيم والبيهقي وعنه نقل ابن مندة في طبقاته، ويمكن أن تقارن أصول السند عنده بما عند ابي نعيم الأصفهاني في " حلية الأولياء " فإن المتن متشابه وطرق الإسناد هي نفس طرق ابن سعد، متجهة اتجاهاً آخر، على أيدي رواة آخرين. ومن الغريب أن ابن عبد البر القرطبي في " الاستيعاب " لا يذكر أنه اعتمد على طبقات ابن سعد ويقول أنه استمد من طبقات الواقدي نفسه عن طريق محمد بن سعد عن طرق إبراهيم بن موسى بن جميل (س0 300) وهذا الأخير أندلسي هاجر إلى المشرق وسمع ابن حنبل وابن أبي الدنيا وابن قتيبة وابن سعد نفسه. وتظل شهرة ابن سعد بين الأندلسيين محدودة - بعكس طبقات الواقدي - حتى إن الكلاعي مؤلف " الاكتفاء " اعتمد على ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي ومصعب الزبيري ولم يذكر شيئاً عن ابن سعد وطبقاته. على أنّا نجد أندلسياً متأخراً ينقل عنه وهو ابن أبي بكر (- 741) في كتابه " التمهيد والبين في مقتل الشهيد عثمان "، وهو كتاب ما يزال مخطوطاً. وأغرب من هذا أمر المشارقة وبخاصة ابن الأثير مؤلف " أسد الغابة " فإنه اكتفى في كتابه هذا بالاعتماد على أربعة كتب هي: كتاب ابن مندة وكتاب أبي نعيم وكتاب ابن عبد البر ثم تذييل الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني. وواضح من هذا أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 كتاب ابن سعد يدخل في " أسد الغابة " دخولاً غير مباشر، ولكن إغفال ابن الأثير له أمر يستوقف النظر. غير أن طبقات ابن سعد، مع ذلك كله، مصدر هام عند ابن عساكر في كتابه " تاريخ دمشق " ومصدر هام في " تاريخ الإسلام " للذهبي وفي " تجريد أسماء الصحابة " و " سير أعلام النبلاء " ومعتمد في " الإصابة " و " تهذيب التهذيب " لابن حجر. وينقل عنه ابن كثير في تاريخه ويصرح ابن تغري بردي بقوله: " ونقلنا عنه كثيراً في هذا الكتاب " - أي كتاب النجوم الزاهرة - وكذلك كان مرجعاً لمن كتبوا في السيرة من المتأخرين كالمقريزي في " إمتاع الأسماع "، ولكثير من الكتب في الرجال. وقد وصلنا هذا الكتاب برواية الحارث بن أبي اسامة لبعضه، والحسين ابن فهم لبعضه الآخر - كلاهما يرويه عن ابن سعد - ونحن نعلم أن الأول منهما له رواية مباشرة عن الواقدي نفسه. ثم تنقسم هذه الرواية فيأخذ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الحلاب عن الحارث، ويأخذ أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب عن ابن فهم، وتعود الروايتان فتجتمعان عند أبي الحسن ابن حيويه الخزاز وتتسلسل الرواية من بعد ذلك خلال عدد من الرواة حتى تصل إلى محدث الشام ومسنده شمس الدين أبي الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي ومنه إلى شرف الدين محمد بن عبد المؤمن الدمياطي. ومنذ سنة 1903 عمل في نشر هذا الكتاب جماعة من العلماء الألمان فأشرف عليه سخاو وعانه فيه هوروفنز ومنوخ وبروكلمان وشوالي ولبرت وميسنر وسترستين، وكان اعتمادهم على مخطوطات خمس وجدوها، فجاء عملهم في حدود الإمكانات التي توفرت لهم جيداً مضبوطاً دقيقاً. فإعادة طبع هذا الكتاب اليوم عمل هام ضروري، غايته تقريبه من أيدي الدارسين وتسهيل وصوله إليهم، ففي صفحاته كنز لا ينضب من المعرفة لمن شاء أن يدرس سيرة الرسول وحياة القرنين الأولين من تاريخ الإسلام، وهو المنيع الذي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 يمد الباحثين بموضوعات جديدة في كتابة السير والبحث عن طرق الإسناد وكيفية تدوين الحديث، ويعلمنا الشيء الكثير عن الأمور الاجتماعية المتصلة بحياة البيت والسوق وأمور الزي والطعام والشراب وعن جوانب من الأعمال والمهن والحياة التجارية، وعن كثير من النواحي الثقافية والأحكام الفقهية، والصراع بين السنة والأهواء، وعن عشرات من الموضوعات، كل ذلك في لغة سهلة مستوية جزلة، وفي اعتدال وقصد وموضوعية وتجرد لا يستطيعه إلا من كان مخلصاً، كابن سعد، يقدم الغاية العلمية على كل شيء آخر. إحسان عباس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ الْعَلَّامَةُ النَّسَّابَةُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الدُّمْيَاطِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ مُحَدِّثُ الشَّأْمِ وَمُسْنِدُهُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَهْبَلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَارَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُعَاذِ بْنِ حَيْوَيْهِ الْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَنِيعٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 ذِكْرُ مَنِ انْتَمَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ الْمَدَنِيُّ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «قَسَمَ اللَّهُ الْأَرْضَ نِصْفَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا، ثُمَّ قَسَمَ النِّصْفَ عَلَى ثَلَاثَةٍ فَكُنْتُ فِي خَيْرِ ثُلُثٍ مِنْهَا، ثُمَّ اخْتَارَ الْعَرَبَ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ اخْتَارَ قُرَيْشًا مِنَ الْعَرَبِ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ الْعَرَبَ، فَاخْتَارَ مِنْهُمْ كِنَانَةَ أَوِ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ قُرَيْشًا، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ الْعَرَبَ فَاخْتَارَ كِنَانَةَ مِنَ الْعَرَبِ وَاخْتَارَ قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] قَالَ: «قَدْ وَلَدْتُمُوهُ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ بِاللَّيْلِ وَمَعَهُ رَجُلٌ يُسَايِرُهُ إِذْ سَمِعَ حَادِيًا يَحْدُو وَقَوْمٌ أَمَامَهُ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: «لَوْ أَتَيْنَا حَادِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَقَرَّبْنَا حَتَّى غَشَيْنَا الْقَوْمَ» . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِمَّنِ الْقَوْمُ؟» . قَالُوا: مِنْ مُضَرَ فَقَالَ: «وَأَنَا مِنْ مُضَرَ وَنَى حَادِينَا فَسَمِعْنَا حَادِيَكُمْ فَأَتَيْنَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْبًا فَقَالَ: «مِمَّنِ الْقَوْمُ؟» . فَقَالُوا: مِنْ مُضَرَ فَقَالَ: «وَأَنَا مِنْ مُضَرَ» . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا رِدَافٌ وَلَيْسَ مَعَنَا زَادٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَنَحْنُ رِدَافٌ مَا لَنَا زَادٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ [ص: 22] إِذْ سَمِعَ صَوْتَ حَادٍ فَسَارَ حَتَّى أَتَاهُمْ فَلَمَّا أَتَاهُمْ قَالَ: " وَنَى حَادِينَا فَسَمِعْنَا صَوْتَ حَادِيكُمْ فَجِئْنَا نَسْمَعُ حُدَاءَهُ فَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» . قَالُوا: مُضَرِيُّونَ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «وَأَنَا مُضَرِيٌّ» . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا أَوَّلُ مَنْ حَدَا، بَيْنَمَا رَجُلٌ فِي سَفَرٍ فَضَرَبَ غُلَامًا لَهُ عَلَى يَدِهِ بِعَصًا فَانْكَسَرَتْ يَدُهُ فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَقُولُ وَهُوَ يُسَيِّرُ الْإِبِلَ: وَايَدَاهْ. . . . . وَايَدَاهْ وَقَالَ: هَيْبًا هَيْبًا فَسَارَتِ الْإِبِلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ وَكَانَ أَدْرَكَ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: جَاءَتْ بَنُو فُهَيْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّكَ مِنَّا، فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ لَيُخْبِرُنِي أَنِّي رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ ذَكَرَ مُضَرَ فِي كَلَامٍ لَهُ فَقَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَاءَ وَفْدُ كِنْدَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ جِبَابُ الْحِبَرَةِ وَقَدْ لَفُّوا جُيُوبَهَا وَأَكِمَّتَهَا بِالدِّيبَاجِ فَقَالَ: «أَلَيْسَ قَدْ أَسْلَمْتُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَأَلْقُوا هَذَا عَنْكُمْ» قَالَ: فَخَلَعُوا الْجِبَابَ قَالَ: فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَنُو آكِلِ الْمُرَارِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «نَاسِبُوا الْعَبَّاسَ وَأَبَا سُفْيَانَ» . قَالَ: فَقَالُوا: لَا نُنَاسِبُ غَيْرَكَ، قَالَ: «فلَا، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نُدَّعَى لِغَيْرِ أَبِينَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِوَفْدِ كِنْدَةَ حِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ فَزَعَمُوا أَنَّ بَنِي هَاشِمٍ مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 23] صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَنْ نَقْفُوَ أُمَّنَا، وَلَنْ نُدَّعَى لِغَيْرِ أَبِينَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ هَهُنَا نَاسًا مِنْ كِنْدَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إنَّما ذَلِكَ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ لِيَأْمَنَا بِالْيَمَنِ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نُزَنِّيَ أُمَّنَا، أَوْ نَقْفُوَ أَبَانَا، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْهَيْصَمِ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ مِنْ كِنْدَةَ لَا يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ، قَالَ عَفَّانُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكُمْ مِنَّا، قَالَ: فَقَالَ: «نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا» . قَالَ: فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَنْفِي قُرَيْشًا مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ لَا يُتَّهَمُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَانْتَسَبَ حَتَّى بَلَغَ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَهُ مِنَ الرِّعْدَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ [ص: 24] : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْسَطَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ لَيْسَ مِنْ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي قَرَابَتِي مِنْكُمْ وَتَحْفَظُونِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَكْثِرُوا عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَكَتَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَوْسَطَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ لَمْ يَكُنْ حَيُّ مِنْ أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي وَتَحْفَظُونِي فِي ذَلِكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمُ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قَالَ: قَلَّ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَقَدْ كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ وِلَادَةٌ فَقَالَ: «إِنْ لَمْ تَحْفَظُونِي فِيمَا جِئْتُ بِهِ فَاحْفَظُونِي لِقَرَابَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمُ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قَالَ: «أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ [ص: 25] النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ يَقُولُ: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219] قَالَ: «مِنْ نَبِيٍّ إِلَى نَبِيٍّ وَمِنْ نَبِيٍّ إِلَى نَبِيٍّ حَتَّى أُخْرِجَكَ نَبِيًّا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ نَبِيًّا نَظَرَ إِلَى خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ قَبِيلَةً فَيَبْعَثُ خَيْرَهَا رَجُلًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ذِكْرُ مَنْ وَلَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «النَّاسُ وَلَدُ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " خُلِقَ آدَمُ مِنْ أَرْضٍ [ص: 26] يُقَالُ لَهَا: دَحْنَاءُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَخَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «أَتَدْرِي لِمَ سُمِّيَ آدَمُ؟ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ جَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «خُلِقَ آدَمُ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِنْ أَسْوَدِهَا وَأَحْمَرِهَا وَأَبْيَضِهَا وَحَزْنِهَا وَسَهْلِهِا» قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ مِثْلَهُ وَخُلِقَ جُؤْجُؤُهُ مِنْ ضَرِيَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ آدَمُ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ إِنْسَانًا لِأَنَّهُ نَسِيَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِبْلِيسَ فَأَخَذَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ مِنْ عَذْبِهَا وَمِلْحِهَا فَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَ فَكُلُّ شَيْءٍ خَلْقَهُ مِنْ عَذْبِهَا فَهُوَ صَائِرٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ ابْنَ كَافِرٍ وَكُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ مِنْ مِلْحِهَا فَهُوَ صَائِرٌ إِلَى النَّارِ وَإِنْ كَانَ ابْنَ تَقِيٍّ قَالَ: فَمِنْ ثَمَّ قَالَ إِبْلِيسُ: أأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا؟ لِأَنَّهُ جَاءَ بِالطِّينَةِ، قَالَ: فَسُمِّيَ آدَمُ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَمَّا صَوَّرَ آدَمَ تَرَكَهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: " خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ قَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فِيهِ فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ وَخَرَجَ كُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا قَالَ: فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: «خَلَقَ اللَّهُ ابْنَ آدَمَ كَمَا شَاءَ وَمِمَّا شَاءَ، فَكَانَ كَذَلِكَ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ وَالْمَاءِ، فَمِنْهُ لَحْمُهُ وَدَمُهُ وَشَعْرُهُ وَعِظَامُهُ وَجَسَدُهُ كُلُّهُ، فَهَذَا بَدْءُ الْخَلْقِ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُ ابْنَ آدَمَ، ثُمَّ جُعِلَتْ فِيهِ النَّفْسُ، فَبِهَا يَقُومُ وَيَقْعُدُ، وَيَسْمَعُ وَيُبْصِرُ، وَيَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ الدَّوَابُّ، وَيَتَّقِي مَا تَتَّقِي، ثُمَّ جُعِلَ فِيهِ الرُّوحُ، فَبِهِ عَرَفَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَالرُّشْدَ مِنَ الْغَيِّ، وَبِهِ حَذَرَ وَتَقَدَّمَ، وَاسْتَتَرَ وَتَعَلَّمَ، وَدَبَّرَ الْأُمُورَ كُلَّهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 28] وسلم: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ جَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَعْجَبَهُ نُورُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ فِي آخِرِ الْأُمَمِ يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ قَالَ: أَيْ رَبِّ كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سُتُّونَ سَنَةً، قَالَ: فَزِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: إِذًا تُكْتَبَ وَتُخْتَمَ وَلَا تُبَدَّلَ، قَالَ: فَلَمَّا انْقَضَى عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَرَّرَهَا ثَلَاثًا، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ فَعَرَضَهُمْ عَلَيْهِ فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ بَنِيَّ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ قَالَ: فَكَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ فِي عُمُرِهِ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمُرِكَ، قَالَ: وَكَانَ عُمُرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمُرِي، قَالَ: فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ لِتَقْبِضَ رُوحَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَقَالُوا: إِنَّكَ جَعَلْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ [ص: 29] ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا فَعَلْتُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَأَقَامَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ، ثُمَّ أَكْمَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِآدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ وَأَكْمَلَ لِدَاوُدَ مِائَةَ سَنَةٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: 172] فَمَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ فَخَرَجَتْ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِنَعْمَانَ هَذَا الَّذِي وَرَاءَ عَرَفَةَ فَأَخَذَ مِيثَاقَهُمْ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: 172] قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَحَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ {قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 172] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَسَحَ رَبُّكَ ظَهْرَ آدَمَ بِنَعْمَانَ هَذِهِ فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ قَالَ: ثُمَّ تَلَا {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ} [الأعراف: 173] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ بِدِحْنَاءَ فَمَسَحَ ظَهْرَهُ فَأَخْرَجَ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172] " قَالَ سَعِيدٌ فَيَرَوْنَ أَنَّ الْمِيثَاقَ أُخِذَ يَوْمَئِذٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ وَأَهْبَطَ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا خُلِقَ مِنْ آدَمَ رَأْسُهُ فَجُعِلَ يُخْلَقُ جَسَدُهُ وَهُوَ يَنْظُرُ قَالَ: فَبَقِيَتْ رِجْلَاهُ عِنْدَ الْعَصْرِ قَالَ: يَا رَبِّ اللَّيْلُ أَعْجِلْ قَدْ جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ اللَّهُ: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ طِينٍ} [الأنعام: 2] قَالَ: اسْتُلَّ آدَمُ مِنَ الطِّينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ {أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] قَالَ: يَقُولُ بَعْضُهُمْ هُوَ نَبَاتُ الشَّعْرِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَفْخُ الرُّوحِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي ". فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: «عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ [ص: 31] : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " كَانَ أَوَّلُ مَا جَرَى فِيهِ الرُّوحُ مِنْ آدَمَ بَصَرَهُ وَخَيَاشِيمَهُ فَلَمَّا جَرَى الرُّوحُ مِنْهُ فِي جَسَدِهِ كُلِّهِ عَطَسَ فَلَقَّاهُ اللَّهُ حَمْدَهُ فَحَمِدَ رَبَّهُ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: رَحِمَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ يَا آدَمُ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَإِ فَقُلْ لَهُمْ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَرُدُّونَ عَلَيْكَ، فَفَعَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْجَبَّارِ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ فَقَالَ: قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا يَا آدَمُ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ الرُّوحُ عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ «سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ كَانَ يَمَسُّ رَأْسَهُ السَّمَاءَ قَالَ فَوَطَّدَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى صَارَ سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِ أَذْرُعٍ عَرْضًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ آدَمَ كَانَ رَجُلًا طُوَالًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، فَلَمَّا رَكِبَ الْخَطِيئَةَ بَدَتْ لَهُ عَوْرَتُهُ وَكَانَ لَا يَرَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا فِي الْجَنَّةِ فَتَعَلَّقَتْ بِهِ شَجَرَةٌ فَقَالَ لَهَا: أَرْسِلِينِي، فَقَالَتْ: لَسْتُ بِمُرْسِلَتِكَ، قَالَ: وَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا آدَمُ، أَمِنِّي تَفِرُّ؟ قَالَ: «رَبِّ إِنِّي اسْتَحْيَيْتُكَ» قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ آدَمُ طُوَالًا آدَمَ جَعْدًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ عَلَى خَلْقِ آدم سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِ أَذْرُعٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «بَكَى آدَمُ عَلَى الْجَنَّةِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الشَّامِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «آدَمُ» قُلْتُ أَوَنَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» . قَالَ: قُلْتُ: فَكَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ لِآدَمَ أَرْبَعَةُ أَوْلَادٍ تُؤَامٍ ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ، وَذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ، فَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْحَرْثِ وَضِيئَةً، وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ الْغَنَمِ قَبِيحَةً، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: وَيْحَكَ، أَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ، تَعَالَ حَتَّى نُقَرِّبَ قُرْبَانًا، فَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُكَ كُنْتَ أَحَقَّ بِهَا، وَإِنْ تُقُبِّلَ قُرْبَانِي كُنْتُ أَحَقَّ بِهَا، قَالَ: فَقَرَّبَا قُرْبَانَهُمَا فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَقْرَنَ أَبْيَضَ، وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ بِصُبْرَةٍ مِنْ طَعَامِهِ، فَقُبِلَ الْكَبْشُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ {لَأَقْتُلَنَّكَ} [المائدة: 27] فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ} [المائدة: 28] إِلَى قَوْلِهِ {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] فَقَتَلَهُ، فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَافِرِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ آدَمُ يُزَوِّجُ ذَكَرَ هَذَا الْبَطْنِ بِأُنْثَى هَذَا الْبَطْنِ وَأُنْثَى هَذَا الْبَطْنِ بِذَكَرِ هَذَا الْبَطْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، " أَنَّ آدَمَ، لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ، اطْلُبُوا لِي مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ فَإِنِّي قَدِ اشْتَهَيْتُهَا، فَذَهَبَ بَنُوهُ وَذَاكَ فِي مَرَضِهِ يَطْلُبُونَ لَهُ مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا هُمْ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ، قَالُوا لَهُمْ: يَا بَنِي آدَمَ مَا تَطْلُبُونَ؟ قَالُوا: إِنَّ أَبَانَا اشْتَاقَ إِلَى ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ فَنَحْنُ نَطْلُبُهَا قَالُوا: ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ الْأَمْرُ فَإِذَا أَبُوهُمْ قَدْ قُبِضَ فَأَخَذْتِ الْمَلَائِكَةُ آدَمَ فَغَسَّلُوهُ وَحَنَّطُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَفَرُوا لَهُ قَبْرًا وَجَعَلُوا لَهُ لَحْدًا ثُمَّ إِنَّ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَقَدَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفَهُ الْمَلَائِكَةُ وَبَنُو آدَمَ خَلْفَهُمْ ثُمَّ وَضَعُوهُ فِي حُفْرَتِهِ وَسَوَّوْا عَلَيْهِ فَقَالُوا: «يَا بَنِي آدَمَ هَذَا سَبِيلُكُمْ وَهَذِهِ سُنَّتُكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حَسَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتَيٌّ السَّعْدِيُّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ قَالَ لِبَنِيهِ: انْطَلِقُوا فَاجْتَنُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. فَخَرَجَ بَنُوهُ فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: بَعَثَنَا أَبُونَا لِنَجْتَنِيَ لَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. قَالُوا: ارْجِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، فَرَجَعُوا مَعَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى آدَمَ، فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ ذُعِرَتْ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو إِلَى آدَمَ فَتَلْزِقُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ: إِلَيْكِ عَنِّي فَمِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ، خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلَائِكَةِ رَبِّي [ص: 34] . فَقَبَضُوا رُوحَهُ، ثُمَّ غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ وَحَفَرُوا لَهُ، ثُمَّ دَفَنُوهُ، فَقَالُوا يَا بَنِي آدَمَ، هَذِهِ سُنَّتُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَنْ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنْ ثَلَاثِ تُرُبَاتٍ سَوْدَاءَ وَبَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: خَرَجْتُ خَرْجَةً لِي فَجِئْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ الْحَسَنُ: فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ لِلسَّمَاءِ خُلِقَ أَمْ لِلْأَرْضِ؟ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلٍ لِلْأَرْضِ خُلِقَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: «لِلْأَرْضِ خُلِقَ فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: «الشَّجَرَةُ الَّتِي افْتُتِنَ بِهَا آدَمُ الْكَرْمُ وَجُعِلَتْ فِتْنَةً لِوَلَدِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَزِيَادٍ، مَوْلَى مُصْعَبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ آدَمَ أَنَبِيًّا كَانَ أَوْ مَلَكًا؟ قَالَ: «بَلْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «النَّاسُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ لَنْ يَمْلَؤُوهُ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْأَلُكُمْ عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَلَا أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 عَبَّاسٍ قَالَ: " خَرَجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ فَأُنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ وَكَانَ مُكْثُهُ فِي الْجَنَّةِ نِصْفَ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا يَعُدُّ أَهْلُ الدُّنْيَا فَأُهْبِطَ آدَمُ عَلَى جَبَلٍ بِالْهِنْدِ يُقَالُ لَهُ: نَوْذُ وَأُهْبِطَتْ حَوَّاءُ بِجَدَّةَ فَنَزَلَ آدَمُ مَعَهُ رِيحُ الْجَنَّةِ فَعَلِقَ بِشَجَرِهَا وَأَوْدِيَتِهَا فَامْتَلَأَ مَا هُنَالِكَ طِيبًا فَمِنْ ثَمَّ يُؤْتَى بِالطِّيبِ مِنْ رِيحِ آدَمَ صلّى الله عليه وسلم وَقَالُوا: أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ أَيْضًا وَأُنْزِلَ مَعَهُ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ وَعَصَا مُوسَى وَكَانَتْ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ عَلَى طُولِ مُوسَى صلّى الله عليه وسلم وَمَرٌّ وَلُبَانٌ ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بَعْدُ الْعَلَاةُ وَالْمِطْرَقَةُ وَالْكَلْبَتَانِ فَنَظَرَ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ عَلَى الْجَبَلِ إِلَى قَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ نَابِتٍ عَلَى الْجَبَلِ فَقَالَ: هَذَا مِنْ هَذَا فَجَعَلَ يُكَسِّرُ أَشْجَارًا عَتَقَتْ وَيَبَسَتْ بِالْمِطْرَقَةِ ثُمَّ أَوَقَدْ عَلَى ذَلِكَ الْغُصْنِ حَتَّى ذَابَ فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ ضُرِبَ مِنْهُ مُدْيَةٌ فَكَانَ يَعْمَلُ بِهَا ثُمَّ ضُرِبَ التَّنُّورُ وَهُوَ الَّذِي وَرِثَهُ نُوحٌ وَهُوَ الَّذِي فَارَ بِالْهِنْدِ بِالْعَذَابِ فَلَمَّا حَجَّ آدَمُ وَضَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَكَانَ يُضِيءُ لِأَهْلِ مَكَّةَ فِي لَيَالِي الظُّلَمِ كَمَا يُضِيءُ الْقَمَرُ فَلَمَّا كَانَ قُبَيْلَ الْإِسْلَامِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ وَقَدْ كَانَ الْحُيَّضُ وَالْجُنُبُ يَصْعَدُونَ إِلَيْهِ يَمْسَحُونَهُ فَاسْوَدَّ فَأَنْزَلَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ وَحَجَّ آدَمُ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى مَكَّةَ أَرْبَعِينَ حَجَّةً عَلَى رِجْلَيْهِ وَكَانَ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ يَمْسَحُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ فَمِنْ ثَمَّ صَلُعَ وَأَوْرَثَ وَلَدَهُ الصَّلَعَ وَنَفَرَتْ مِنْ طُولِهِ دَوَابُّ الْبَرِّ فَصَارَتْ وَحْشًا مِنْ يَوْمَئِذٍ فَكَانَ آدَمُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ قَائِمًا يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلَائِكَةِ وَيَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ فَحُطَّ مِنْ طُولِهِ ذَلِكَ إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعًا فَكَانَ ذَلِكَ طُولُهُ حَتَّى مَاتَ وَلَمْ يُجْمَعْ حُسْنُ آدَمَ لِأَحَدٍ مِنْ وَلَدِهِ إِلَّا لِيُوسُفَ وَأَنْشَأَ آدَمُ يَقُولُ: رَبِّ كُنْتُ جَارَكَ فِي دَارِكَ لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرَكَ وَلَا رَقِيبٌ دُونَكَ آكُلُ فِيهَا رَغَدًا وَأَسْكُنُ حَيْثُ أَحْبَبْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 فَأَهْبَطْتَنِي إِلَى هَذَا الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ فَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلَائِكَةِ وَأَرَاهُمْ كَيْفَ يَحُفُّونُ بِعَرْشِكَ وَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ وَطِيبِهَا ثُمَّ أَهْبَطْتَنِي إِلَى الْأَرْضِ وَحَطَطْتَنِي إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعًا فَقَدِ انْقَطَعَ عَنِّي الصَّوْتُ وَالنَّظَرُ وَذَهَبَ عَنِّي رِيحُ الْجَنَّةِ فَأَجَابَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَعْصِيَتِكَ يَا آدَمُ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ عُرْيَ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَمَرَهُ أَنْ يَذْبَحَ كَبْشًا مِنَ الضَّأْنِ مِنَ الثَّمَانِيَةِ الْأَزْوَاجِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَخَذَ آدَمُ كَبْشًا فَذَبَحَهُ، ثُمَّ أَخَذَ صُوفَهُ فَغَزَلَتْهُ حَوَّاءُ وَنَسَجَهُ هُوَ وَحَوَّاءُ فَنَسَجَ آدَمُ جُبَّةً لِنَفْسِهِ وَجَعَلَ لِحَوَّاءَ دِرْعًا وَخِمَارًا فَلَبِسَاهُ وَقَدْ كَانَا اجْتَمَعَا بِجَمْعٍ فَسُمِّيَتْ جَمْعًا وَتَعَارَفَا بِعَرَفَةَ فَسُمِّيَتْ عَرَفَةَ وَبَكَيَا عَلَى مَا فَاتَهُمَا مِائَتَيْ سَنَةٍ وَلَمْ يَأْكُلَا وَلَمْ يَشْرَبَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَكَلَا وَشَرِبَا وَهُمَا يَوْمَئِذٍ عَلَى نَوْذَ الْجَبَلِ الَّذِي أُهْبِطَ عَلَيْهِ آدَمُ وَلَمْ يَقْرَبْ حَوَّاءَ مِائَةَ سَنَةٍ ثُمَّ قَرَبَهَا فَتَلَقَّتْ فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ أَوَّلَ بَطْنٍ قَابِيلَ وَأُخْتَهُ لَبُودَ تَوْأَمَتَهُ ثُمَّ حَمَلَتْ فَوَلَدَتْ هَابِيلَ وَأُخْتَهُ إِقْلِيمَا تَوْأَمَتَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا أَمَرَ اللَّهُ آدَمَ أَنْ يُزَوِّجَ الْبَطْنَ الْأَوَّلَ الْبَطْنَ الثَّانِيَ وَالْبَطْنَ الثَّانِيَ الْبَطْنَ الْأَوَّلَ يُخَالِفُ بَيْنَ الْبَطْنَيْنِ فِي النِّكَاحِ وَكَانَتْ أُخْتُ قَابِيلَ حَسَنَةً وَأُخْتُ هَابِيلَ قَبِيحَةً فَقَالُ آدَمُ لِحَوَّاءَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ فَذَكَرَتْهُ لِاِبْنَيْهَا فَرَضِيَ هَابِيلُ وَسَخِطَ قَابِيلُ وَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهَذَا قَطُّ وَلَكِنْ هَذَا عَنْ أَمْرِكَ يَا آدَمُ فَقَالَ آدَمُ: فَقَرِّبَا قُرْبَانًا فَأَيُّكُمَا كَانَ أَحَقَّ بِهَا أَنْزَلَ اللَّهُ نَارًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَكَلَتْ قُرْبَانَهُ فَرَضِيَا بِذَلِكَ فَعَدَا هَابِيلُ وَكَانَ صَاحِبُ مَاشِيَةٍ بِخَيْرِ غِذَاءِ غَنَمِهِ وَزُبْدٍ وَلَبَنٍ وَكَانَ قَابِيلُ زَرَّاعًا فَأَخَذَ طُنًّا مِنْ شَرِّ زَرْعِهِ ثُمَّ صَعَدَا الْجَبَلَ يَعْنِي نَوْذَ وَآدَمُ مَعَهُمَا فَوَضَعَا الْقُرْبَانَ وَدَعَا آدَمُ رَبَّهُ وَقَالَ قَابِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَا أُبَالِي أَيُقْبَلُ مِنِّي أَمْ لَا لَا يَنْكِحُ هَابِيلُ أُخْتِي أَبَدًا فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْ قُرْبَانَ هَابِيلَ وَتَجَنَّبَتْ قُرْبَانَ قَابِيلَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ زَاكِي الْقَلْبِ، فَانْطَلَقَ هَابِيلُ فَأَتَاهُ قَابِيلُ، وَهُوَ فِي غَنَمِهِ فَقَالَ: لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ: لِمَ تَقْتُلُنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنْكَ وَلَمْ يَتَقَبَّلْ مِنِّي وَرَدَّ عَلَيَّ قُرْبَانِي وَنَكَحْتَ أُخْتِي الْحَسَنَةَ وَنَكَحْتُ أُخْتَكَ الْقَبِيحَةَ وَيَتَحَدَّثُ النَّاسُ بَعْدَ الْيَوْمِ أَنَّكَ كُنْتَ خَيْرًا مِنِّي فَقَالَ لَهُ هَابِيلُ {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] أَمَّا قَوْلُهُ: بِإِثْمِي يَقُولُ: تَأْثَمُ بِقَتْلِي إِذَا قَتَلْتَنِي إِلَى إِثْمِكَ الَّذِي كَانَ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَنِي فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ فَتَرَكَهُ لَمْ يُوَارِ جَسَدَهُ {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة: 31] وَكَانَ قَتْلُهُ عَشِيَّةً، وَغَدَا إِلَيْهِ غُدْوَةً لَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ فَإِذَا هُوَ بِغُرَابٍ حَيٍّ يَبْحَثُ عَلَى غُرَابٍ مَيِّتٍ فَقَالَ {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي} [المائدة: 31] كَمَا يُوَارِي هَذَا سَوْءَةَ أَخِيهِ فَدَعَا بِالْوَيْلِ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ثُمَّ أَخَذَ قَابِيلُ بِيَدِ أَخِيهِ ثُمَّ هَبَطَ مِنَ الْجَبَلِ يَعْنِي نَوْذَ إِلَى الْحَضِيضِ فَقَالَ آدَمُ لِقَابِيلَ: اذْهَبْ فَلَا تَزَالُ مَرْعُوبًا أَبَدًا لَا تَأْمَنُ مَنْ تَرَاهُ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ إِلَّا رَمَاهُ فَأَقْبَلَ ابْنٌ لِقَابِيلَ أَعْمَى وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ لِلْأَعْمَى ابْنِهِ: هَذَا أَبُوكَ قَابِيلُ فَرَمَى الْأَعْمَى أَبَاهُ قَابِيلَ فَقَتَلَهُ فَقَالَ ابْنُ الْأَعْمَى يَا أَبَتَاهُ قَتَلْتَ أَبَاكَ فَرَفَعَ الْأَعْمَى يَدَهُ فَلَطَمَ ابْنَهُ فَمَاتَ ابْنُهُ فَقَالَ الْأَعْمَى: وَيْلٌ لِي قَتَلْتُ أَبِي بِرَمْيَتِي وَقَتَلْتُ ابْنِي بِلَطْمَتِي ثُمَّ حَمَلَتْ حَوَّاءُ فَوَلَدَتْ شِيثًا وَأُخْتَهُ عَزْوَرَا فَسُمِّيَ هِبَةُ اللَّهِ اشْتُقَّ لَهُ مِنِ اسْمِ هَابِيلَ فَقَالَ لَهَا جِبْرِيلُ حِينَ وَلَدَتْهُ: هَذَا هِبَةُ اللَّهِ لَكِ بَدَلَ هَابِيلَ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ شَثٌّ وَبِالسُّرْيَانِيَّةِ شَاثُ وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ شِيثٌ وَإِلَيْهِ أَوْصَى آدَمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَكَانَ آدَمُ يَوْمَ وُلِدَ شِيثٌ ابْنُ ثَلَاثِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ تَغَشَّاهَا آدَمُ فَحَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ يَقُولُ قَامَتْ وَقَعَدَتْ ثُمَّ أَتَاهَا الشَّيْطَانُ فِي غَيْرِ صُورَتِهِ فَقَالَ لَهَا: يَا حَوَّاءُ مَا هَذَا فِي بَطْنِكِ؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي قَالَ: فَلَعَلَّهُ يَكُونُ بَهِيمَةً مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 ثُمَّ قَالَتْ: مَا أَدْرِي ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا حَتَّى إِذَا هِيَ أَثْقَلَتْ أَتَاهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا حَوَّاءُ؟ قَالَتْ: إِنِّي لَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَالَّذِي خَوَّفْتَنِي مَا أَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ إِذَا قُمْتُ قَالَ: أَفَرَأَيْتِ إِنْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَجَعَلَهُ إِنْسَانًا مِثْلَكَ وَمِثْلَ آدَمَ تُسَمِّيهِ بِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَقَالَتْ لِآدَمَ لَقَدْ أَتَانِي آتٍ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِي بَهِيمَةً مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِمِ وَإِنِّي لَأَجِدُ لَهُ ثُقْلًا وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ فَلَمْ يَكُنْ لِآدَمَ وَلَا لِحَوَّاءَ هَمٌّ غَيْرَهُ حَتَّى وَضَعَتْهُ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {دَعَوْا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189] فَكَانَ هَذَا دُعَاؤُهُمَا قَبْلَ أَنْ تَلِدَ فَلَمَّا وَلَدَتْ غُلَامًا سَوِيًّا أَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَلَا سَمَّيْتِهِ كَمَا وَعَدْتِنِي؟ قَالَتْ: وَمَا اسْمُكَ؟ وَكَانَ اسْمُهُ عَزَازِيلُ وَلَوْ تَسَمَّى بِهِ لَعَرَفَتْهُ فَقَالَ: اسْمِي الْحَارِثُ فَسَمَّتْهُ: عَبْدُ الْحَارِثِ فَمَاتَ يَقُولُ اللَّهُ {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190] وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ إِنَّ لِي حَرَمًا بِحِيَالِ عَرْشِي فَانْطَلِقْ فَابْنِ لِي بَيْتًا فِيهِ ثُمَّ حُفَّ بِهِ كَمَا رَأَيْتَ مَلَائِكَتِي يَحُفُّونَ بِعَرْشِي فَهُنَالِكَ أَسْتَجِيبُ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي طَاعَتِي فَقَالَ آدَمُ: أَيْ رَبِّ وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ لَسْتُ أَقْوَى عَلَيْهِ وَلَا أَهْتَدِي لَهُ فَقَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَلَكًا فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ مَكَّةَ فَكَانَ آدَمُ إِذَا مَرَّ بِرَوْضَةٍ وَمَكَانٍ يُعْجِبُهُ قَالَ لِلْمَلَكِ: انْزِلْ بِنَا هَهُنَا فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: مَكَانَكَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَكَانَ كُلُّ مَكَانٍ نَزَلَ بِهِ عُمْرَانًا وَكَانَ كُلُّ مَكَانٍ تَعَدَّاهُ مَفَاوِزَ وَقِفَارًا فَبَنَى الْبَيْتَ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ: مِنْ طُورِ سِينَا، وَطُورِ زَيْتُونٍ وَلُبْنَانَ وَالْجُودِيِّ وَبَنَى قَوَاعِدَهُ مِنْ حِرَاءٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَائِهِ خَرَجَ بِهِ الْمَلَكُ إِلَى عَرَفَاتٍ فَأَرَاهُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا الَّتِي يَفْعَلُهَا النَّاسُ الْيَوْمَ ثُمَّ قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ فَمَاتَ عَلَى نَوْذَ فَقَالَ شِيثٌ لِجِبْرِيلَ: صَلِّ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ عَلَى أَبِيكَ وَكَبِّرْ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً فَأَمَّا خَمْسٌ وَهِيَ الصَّلَاةُ وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ تَفْضِيلًا لِآدَمَ وَلَمْ يَمُتْ آدَمُ حَتَّى بَلَغَ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 أَرْبَعِينَ أَلْفًا بِنَوْذَ وَرَأَى آدَمُ فِيهِمُ الزِّنَا وَشُرْبَ الْخَمْرِ وَالْفَسَادَ فَأَوْصَى أَنْ لَا يُنَاكِحَ بَنُو شِيثٍ بَنِي قَابِيلَ فَجَعَلَ بَنُو شِيثٍ آدَمَ فِي مَغَارَةٍ وَجَعَلُوا عَلَيْهِ حَافِظًا لَا يَقْرَبُهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي قَابِيلَ وَكَانَ الَّذِينَ يَأْتُونَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ بَنُو شِيثٍ فَكَانَ عُمْرُ آدَمَ تِسْعُمِائَةِ سَنَةً وَسِتًّا وَثَلَاثِينَ سَنَةً فَقَالَ مِائَةٌ مِنْ بَنِي شِيثٍ صِبَاحٌ: لَوْ نَظَرْنَا مَا فَعَلَ بَنُو عَمِّنَا يَعْنُونَ بَنِي قَابِيلَ فَهَبَطَتِ الْمِائَةُ إِلَى نِسَاءٍ قِبَاحٍ مِنْ بَنِي قَابِيلَ فَأَحْبَسَ النِّسَاءُ الرِّجَالَ ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ مِائَةٌ آخَرُونَ: لَوْ نَظَرْنَا مَا فَعَلَ إِخْوَتُنَا فَهَبَطُوا مِنَ الْجَبَلِ إِلَيْهِمْ فَاحْتَبَسَهُمُ النِّسَاءُ ثُمَّ هَبَطَ بَنُو شِيثٍ كُلُّهُمْ فَجَاءَتِ الْمَعْصِيَةُ وَتَنَاكَحُوا وَاخْتَلَطُوا وَكَثُرَ بَنُو قَابِيلَ حَتَّى مَلَأُوا الْأَرْضَ وَهُمُ الَّذِينَ غَرِقُوا أَيَّامَ نُوحٍ وَوَلَدَ شِيثُ بْنُ آدَمَ أَنُوشَ وَنَفَرًا كَثِيرًا وَإِلَيْهِ أَوْصَى شِيثٌ فَوَلَدُ أَنُوشُ قِينَانَ وَنَفَرًا كَثِيرًا وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدُ قِينَانُ مَهْلَالِيلَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدُ مَهْلَالِيلَ يَرْذَ وَهُوَ الْيَارِذُ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ وَفِي زَمَانِهِ عُمِلَتِ الْأَصْنَامُ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ عَنِ الْإِسْلَامِ فَوَلَدَ يَرْذُ خَنُوخَ وَهُوَ إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَنَفَرًا مَعَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 ذِكْرُ حَوَّاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1] قَالَ: " خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ قُصَيْرَى آدَمَ صلّى الله عليه وسلم وَالْقُصَيْرَى الضِّلَعُ الْأَقْصَرُ وَهُوَ نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: أَثًّا، امْرَأَةً بِالنَّبَطِيَّةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَتْ حَوَّاءُ [ص: 40] لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أُهْبِطَ آدَمُ بِالْهِنْدِ وَحَوَّاءُ بِجُدَّةَ فَجَاءَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى أَتَى جَمْعًا فَازْدُلِفَتْ إِلَيْهِ حَوَّاءُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ الْمُزْدَلِفَةَ وَاجْتَمَعَا بِجَمْعٍ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ جَمْعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ذِكْرُ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ آدَمَ إِدْرِيسُ وَهُوَ خَنُوخُ بْنُ يَرْذَ وَهُوَ الْيَارِذُ وَكَانَ يَصْعَدُ لَهُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يَصْعَدُ لِبَنِي آدَمَ فِي الشَّهْرِ فَحَسَدَهُ إِبْلِيسُ وَعَصَاهُ قَوْمُهُ فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَكَانًا عَلِيًّا كَمَا قَالَ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَقَالَ: لَسْتُ بِمُخْرِجِهِ مِنْهَا، وَهَذَا فِي حَدِيثٍ لِإِدْرِيسَ طَوِيلٍ فَوَلَدَ خَنُوخُ مُتَوَشْلِخَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدَ مُتَوَشْلِخُ لَمْكَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهُ الْوَصِيَّةُ فَوَلَدَ لَمْكٌ نُوحًا صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ لِلَمْكٍ يَوْمَ وَلَدَ نُوحًا اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ فَبَعَثَ اللَّهُ نُوحًا إِلَيْهِمْ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ثُمَّ دَعَاهُمْ فِي نُبُوَّتِهِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ أَمَرَهُ بِصُنْعَةِ السَّفِينَةِ فَصَنَعَهَا وَرَكَبَهَا وَهُوَ ابْنُ سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ وَغَرِقَ مَنْ غَرِقَ ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 السَّفِينَةِ ثَلَاثَمِائَةِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَوَلَدَ نُوحٌ سَامَ وَفِي وَلَدِهِ بَيَاضٌ وَأَدْمَةٌ وَحَامَ وَفِي وَلَدِهِ سَوَّادٌ وَبَيَاضٌ قَلِيلٌ وَيَافِثَ وَفِيهِمُ الشُّقْرَةُ وَالْحُمْرَةُ وَكَنْعَانَ وَهُوَ الَّذِي غَرِقَ وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ يَامَ وَذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: إِنَّمَا هَامَ عَمُّنَا يَامُ فَأُمُّ هَؤُلَاءِ وَاحِدَةٌ، وَبِجَبَلِ نَوْذَ نَجَّرَ نُوحٌ السَّفِينَةَ وَمِنْ ثَمَّ تَبَدَّأَ الطُّوفَانُ فَرَكِبَ نُوحٌ السَّفِينَةَ وَمَعَهُ بَنُوهُ هَؤُلَاءِ وَكَنَائِنُهُ نِسَاءُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ وَثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ مِنْ بَنِي شِيثٍ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ فَكَانُوا ثَمَانِينَ فِي السَّفِينَةِ وَحَمَلَ مَعَهُ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَكَانَ طُولُ السَّفِينَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ ذِرَاعٍ بِذِرَاعِ جَدِّ أَبِي نُوحٍ وَعَرْضُهَا خَمْسِينَ ذِرَاعًا وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا وَخَرَجَ مِنْهَا مِنَ الْمَاءِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَكَانَتْ مُطْبَقَةً وَجَعَلَ لَهَا ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ بَعْضَهَا أَسْفَلَ مِنْ بَعْضٍ فَأَرْسَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا فَأَقْبَلَتِ الْوَحْشُ حِينَ أَصَابَهَا الْمَطَرُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ كُلُّهَا إِلَى نُوحٍ وَسُخِّرَتْ لَهُ فَحَمَلَ فِيهَا كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَحَمَلَ مَعَهُ جَسَدَ آدَمَ فَجَعَلَهُ حَاجِزًا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ فَرَكِبُوا فِيهَا لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ وَخَرَجُوا مِنْهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَلِذَلِكَ صَامَ مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَرَجَ الْمَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ نِصْفَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} [القمر: 11] يَقُولُ: مُنْصَبٌّ {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} [القمر: 12] يَقُولُ: شَقَقْنَا الْأَرْضَ {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 12] فَصَارَ الْمَاءُ نِصْفَيْنِ نِصْفٌ مِنَ السَّمَاءِ وَنِصْفٌ مِنَ الْأَرْضِ وَارْتَفَعَ الْمَاءُ عَلَى أَطْوَلِ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا فَسَارَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَطَافَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ كُلَّهَا فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ لَا تَسْتَقِرُّ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى أَتَتِ الْحَرَمَ فَلَمْ تَدْخُلْهُ وَدَارَتْ بِالْحَرَمِ أُسْبُوعًا وَرُفِعَ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ آدَمُ رُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ وَالْحَجَرُ الْأَسْوَدُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَلَمَّا دَارَتْ بِالْحَرَمِ ذَهَبَتْ فِي الْأَرْضِ تَسِيرُ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى الْجُودِيِّ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْحِصْنَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَى الْجُودِيِّ بَعْدَ سِتَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 أَشْهُرٍ لِتَمَامِ السَّنَةِ فَقِيلَ بَعْدَ السِّتَّةِ الْأَشْهُرِ {بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44] فَلَمَّا اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قِيلَ {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] يَقُولُ: احْبِسِي مَاءَكِ {وَغِيضَ الْمَاءُ} [هود: 44] نَشَّفَتْهُ الْأَرْضُ فَصَارَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ هَذِهِ الْبُحُورَ الَّتِي تَرَوْنَ فِي الْأَرْضِ قَالَ: فَآخِرُ مَا بَقِيَ فِي الْأَرْضِ مِنَ الطُّوفَانِ مَاءٌ بِحِسْمَى بَقِيَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ الطُّوفَانِ ثُمَّ ذَهَبَ فَهَبَطَ نُوحٌ إِلَى قَرْيَةٍ فَبَنَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَيْتًا فَسُمِّيَتْ سُوقُ الثَّمَانِينَ فَغَرِقَ بَنُو قَابِيلَ كُلُّهُمْ وَمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى آدَمَ مِنَ الْآبَاءِ كَانُوا عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ: وَدَعَا نُوحٌ عَلَى الْأَسَدِ أَنْ تُلْقَى عَلَيْهِ الْحُمَّى وَلِلْحَمَامَةِ بِالْأُنْسِ وَلِلْغُرَابِ بِشَقَاءِ الْمَعِيشَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ نُوحٌ امْرَأَةً مِنْ بَنِي قَابِيلَ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا فَسَمَّاهُ يُونَاطِنَ فَوُلِدَ بِمَدِينَةٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: معلنور شَمْسًا فَلَمَّا ضَاقَتْ بِهِمْ سُوقُ الثَّمَانِينَ تَحَوَّلُوا إِلَى بَابِلَ فَبَنَوْهَا وَهِيَ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَالصُّرَاةِ، وَكَانَتِ اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا وَكَانَ بَابُهَا مَوْضِعَ دُورَانَ الْيَوْمَ فَوْقَ جِسْرِ الْكُوفَةِ يَسْرَةً، إِذَا عَبَرْتَ فَكَثُرُوا بِهَا حَتَّى بَلَغُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمَّا خَرَجَ نُوحٌ مِنَ السَّفِينَةِ دَفَنَ آدَمَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَاتَ نُوحٌ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «سَامٌ أَبُو الْعَرَبِ وَحَامٌ أَبُو الْحَبَشِ وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " وَلَدُ [ص: 43] نُوحٍ ثَلَاثَةٌ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافِثُ فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ وَفِي كُلِّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ وَوَلَدُ حَامٍ السُّودَانُ وَالْبَرْبَرُ وَالْقِبْطُ وَوَلَدُ يَافِثَ التُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى إِنَّكَ يَا مُوسَى وَقَوْمُكَ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ، وَأَهْلُ الْعَالِ مِنْ وَلَدِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْعَرَبُ وَالْفُرْسُ وَالنَّبْطُ وَالْهِنْدُ وَالسِّنْدُ وَالْبَنْدُ مِنْ وَلَدِ سَامِ بْنِ نُوحٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْهِنْدُ، وَالسِّنْدُ، وَالْبَنْدُ بَنُو يُوفِيرَ بْنِ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ قَالَ: وَمُكْرَانُ بْنُ الْبَنْدِ وَجُرْهُمُ اسْمُهُ هُذْرُمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَحَضْرَمُوتُ بْنُ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخٍ وَيَقْطَنُ هُوَ قَحْطَانُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ فِي قَوْلِ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ إِسْمَاعِيلَ. وَالْفُرْسُ بَنُو فَارِسَ بْنِ بَبْرَسَ بْنِ يَاسُورَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَالنَّبَطُ بَنُو نُبَيْطِ بْنِ مَاشِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ وَالْعَالُ مِنْ وَلَدِ مَاشِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَعِمْلِيقُ وَهُوَ عَرِيبُ وَطِسْمُ وَأَمِيمُ بَنُو لَوْذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعِمْلِيقُ هُوَ أَبُو الْعَمَالِقَةِ وَمِنْهُمُ الْبَرْبَرُ وَهُمْ بَنُو تميلَا بْنِ مَازِرِبِ بْنِ فَارَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِمْلِيقِ بْنِ لَوْذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ مَا خَلَا صِنْهَاجَةَ وَكَتَّامَةَ فَإِنَّهُمَا بَنُو فريقيس بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ سَبَأٍ وَيُقَالُ إِنَّ عِمْلِيقَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ حِينَ ظَعَنُوا مِنْ بَابِلَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ وَلِجُرْهُمَ الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ وَثَمُودُ وَجُدَيْسُ ابْنَا جَاثِرِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعَادٌ وَعُبَيْلُ ابْنَا عَوْصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَالرُّومُ بَنُو النَّطِّيِّ بْنِ يُونَانَ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ وَنَمْرُوذُ بْنُ كُوشَ بْنِ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ وَهُوَ صَاحِبُ بَابِلَ وَهُوَ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ لِعَادٍ فِي دَهْرِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 عَادُ إِرَمَ فَلَمَّا هَلَكَتْ عَادٌ قِيلَ لِثَمُودَ ثَمُودُ إِرَمَ، فَلَمَّا هَلَكَتْ ثَمُودُ قِيلَ لِسَائِرِ بَنِي إِرَمَ إِرْمَانُ فَهُمُ النَّبَطُ، فَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَهُمْ بِبَابِلَ حَتَّى مَلَكُهُمْ نَمْرُوذُ بْنُ كُوشَ بْنِ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَفَعَلُوا فَأَمْسَوْا وَكَلَامُهُمُ السُّرْيَانِيَّةُ ثُمَّ أَصْبَحُوا وَقَدْ بَلْبَلَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ فَجُعِلَ لَا يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ كَلَامَ بَعْضٍ فَصَارَ لِبَنِي سَامٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِسَانًا وَلِبَنِي حَامٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِسَانًا وَلِبَنِي يَافِثَ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ لِسَانًا فَفَهَّمَ اللَّهُ الْعَرَبِيَّةَ عَادًا وَعُبَيْلَ وَثَمُودَ وَجُدَيْسَ وَعِمْلِيقَ وَطِسْمَ وَأُمِيمَ وَبَنِي يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَكَانَ الَّذِي عَقَدَ لَهُمُ الْأَوْلَوِيَّةَ بِبَابِلَ يُونَاطِنُ بْنُ نُوحٍ فَنَزَلَ بَنُو سَامٍ الْمِجْدِلَ سُرَّةَ الْأَرْضِ وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ سَاتيدما إِلَى الْبَحْرِ وَمَا بَيْنَ الْيَمَنِ إِلَى الشَّأْمِ وجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَالْجَمَالَ وَالْأَدْمَةَ وَالْبَيَاضَ فِيهِمْ. وَنَزَلَ بَنُو حَامٍ مَجْرَى الْجَنُوبِ وَالدَّبُورِ وَيُقَالُ لِتِلْكَ النَّاحِيَةِ: الدَّارُومُ وَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ أَدْمَةً وَبَيَاضًا قَلِيلًا وَأَعْمَرَ بِلَادَهُمْ وَسَمَاءَهُمْ وَرَفَعَ عَنْهُمُ الطَّاعُونَ وَجَعَلَ فِي أَرْضِهِمُ الْأَثْلَ وَالْأَرَاكَ وَالْعَشْرَ وَالْغَافَ وَالنَّخْلَ وَجَرَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فِي سَمَائِهِمْ وَنَزَلَ بَنُو يَافِثَ الصُّفُونَ مَجْرَى الشِّمَالِ وَالصِّبَا وَفِيهِمُ الْحُمْرَةُ وَالشُّقْرَةُ وَأَخْلَى اللَّهُ أَرْضَهُمْ فَاشْتَدَّ بَرْدُهَا وَأَخْلَى سَمَاءَهَا فَلَيْسَ يَجْرِي فَوْقَهُمْ شَيْءٌ مِنَ النُّجُومِ السَّبْعَةِ الْجَارِيَةِ لِأَنَّهُمْ صَارُوا تَحْتَ بَنَاتِ نَعْشٍ وَالْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ وَابْتُلُوا بِالطَّاعُونِ. ثُمَّ لَحِقَتْ عَادٌ بِالشَّحْرِ فَعَلَيْهِ هَلَكُوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ فَخُلِفَتْ بَعْدَهُمْ مَهْرَةٌ بِالشَّحْرِ وَلَحِقْتُ عَبْيلُ بِمَوْضِعِ يَثْرِبَ وَلَحِقْتُ الْعَمَالِيقُ بِصَنْعَاءَ قَبْلَ أَنْ تُسَمَّى صَنْعَاءُ ثُمَّ انْحَدَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى يَثْرِبَ فَأَخْرَجُوا مِنْهَا عَبِيلًا فَنَزَلُوا مَوْضِعَ الْجُحْفَةِ فَأَقْبَلَ سَيْلٌ فَاجْتَحَفَهُمْ فَذَهَبَ بِهِمْ فَسُمِّيَتِ الْجُحْفَةُ وَلَحِقَتْ ثَمُودُ بِالْحِجْرِ وَمَا يَلِيهِ فَهَلَكُوا ثَمَّ، وَلَحِقَتْ طَسْمُ وَجُدَيْسُ بِالْيَمَامَةِ وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْيَمَامَةُ بِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَهَلَكُوا وَلَحِقَتْ أَمِيمُ بِأَرْضِ أبَارٍ فَهَلَكُوا بِهَا وَهِيَ بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَالشِّحْرِ وَلَا يَصِلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 إِلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ غَلَبَتْ عَلَيْهَا الْجِنُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَتُ آبَارٌ بِأَبَارِ بْنِ أَمِيمَ وَلَحِقَتْ بَنُو يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بِالْيَمَنِ فَسُمِّيَتْ الْيَمَنُ حَيْثُ تَيَامَنُوا إِلَيْهَا وَلَحِقَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي كَنْعَانَ بْنِ حَامٍ بِالشَّأْمِ فَسُمِّيَتِ الشَّأْمَ حَيْثُ تَشَاءَمُوا، وَكَانَتِ الشَّأْمُ يُقَالُ لَهَا أَرْضُ بَنِي كَنْعَانَ ثُمَّ جَاءَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ بِهَا وَنَفَوْهُمْ عَنْهَا فَكَانَتِ الشَّأْمُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَوَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ وَأَجْلَوْهُمْ إِلَى الْعِرَاقِ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ثُمَّ جَاءَتِ الْعَرَبُ فَغُلِبُوا عَلَى الشَّأْمِ فَكَانَ فَالِغٌ وَهُوُ فَالِغُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَهُوَ الَّذِي قَسَّمَ الْأَرْضَ بَيْنَ بَنِي نُوحٍ كَمَا سَمَّيْنَا فِي الْكِتَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ ثُمَّ الْمُرَادِيِّ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ فَقَالَ: «بَلَى» . ثُمَّ بَدَا لِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَا بَلْ أَهْلُ سَبَإٍ، هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً، قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِ سَبَإٍ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَهُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سَبَإٍ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ؟» . فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ فَرَدَّنِي فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: «ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَكَ مِنْهُمْ فَاقْبَلْ، وَمَنْ أَبَى فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِ حَتَّى تَحَدَّثَ إِلَيَّ» . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا سَبَإٍ أَرْضٌ هِيَ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: «لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلَا بِامْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً مِنَ الْعَرَبِ فَأَمَّا سِتَّةٌ فَتَيَامَنُوا وَأَمَّا أَرْبَعَةٌ فَتَشَاءَمُوا فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَالْأُزْدُ وَكِنْدَةُ وَحِمْيَرُ وَالْأَشْعَرُونَ وَأَنْمَارُ وَمَذْحِجُ» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَنْمَارُ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمُ وَبَجِيلَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ فَأَصَابَتْهُ سَنَةٌ فَأَتَى هَرْمَزَجْرَدَ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَاسْمُهَا نُونَا بِنْتُ كَرْنَبَا بْنِ كُوثَى مِنْ بَنِي أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: «اسْمُهَا ابيونا مِنْ وَلَدِ افرايم بْنِ ارغوا بْنِ فَالِغِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهْرُ كُوثَى كَرَاهُ كرنَبَا جَدُّ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قِبَلِ أُمَّهِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَلَى أَصْنَامِ الْمَلِكِ نَمْرُوذَ، فَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ بِهُرْمُزْجِرْدَ، وَكَانُ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى كُوثَى مِنْ أَرْضِ بَابِلَ، فَلَمَّا بَلَغَ إِبْرَاهِيمُ وَخَالَفَ قَوْمَهُ وَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، بَلَغَ ذَلِكَ الْمَلِكَ نُمْرُوذَ، فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ بَنَى لَهُ الْحَيْرَ بِحَصًى وَأَوْقَدَهُ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ وَأَلْقَى إِبْرَاهِيمَ فِيهِ، فَقَالَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَخَرَجَ مِنْهَا سَلِيمًا لَمْ يُكْلَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا هَرَبَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ كُوثَيْ وَخَرَجَ مِنَ النَّارِ وَلِسَانُهُ يَوْمَئِذٍ سُرْيَانِيٌّ فَلَمَّا عَبَرَ الْفُرَاتَ مِنْ حَرَّانَ غَيَّرَ اللَّهُ لِسَانَهُ فَقِيلَ: عِبْرَانِيٌّ حَيْثُ عَبَرَ الْفُرَاتَ وَبَعَثَ نَمْرُوذُ فِي أَثَرِهِ وَقَالَ لَا تَدْعُوا أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ إِلَّا جِئْتِمُونِي بِهِ فَلَقُوا إِبْرَاهِيمَ فَتَكَلَّمَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ فَتَرَكُوهُ وَلَمْ يَعْرِفُوا لُغَتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: «فَهَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَابِلَ إِلَى الشَّأَمِ فَجَاءَتْهُ سَارَةُ فَوَهَبَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَتَزَوَّجَهَا وَخَرَجَتْ مَعَهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً فَأَتَى حَرَّانَ فَأَقَامَ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ أَتَى الْأُرْدُنَّ فَأَقَامَ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْرَ فَأَقَامَ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّأَمِ فَنَزَلَ السَّبْعَ أَرْضًا [ص: 47] بَيْنَ إِيلِيَا وَفِلَسْطِينَ فَاحْتَفَرَ بِئْرًا وَبَنَى مَسْجِدًا ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْبَلَدِ آذَوْهُ فَتَحَوَّلَ مِنْ عِنْدَهُمْ فَنَزَلَ مَنْزِلًا بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَإِيلِيَا فَاحْتَفَرَ بِهِ بِئْرًا وَأَقَامَ بِهِ وَكَانَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَدَمِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَضَافَ الضَّيْفَ وَأَوَّلُ مَنْ ثَرَدَ الثَّرِيدَ وَأَوَّلُ مَنْ رَأَى الشَّيْبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ عَاصِمٌ: أَرَاهُ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ خَيْرًا فَأَصْبَحَ ثُلُثَا رَأْسِهِ أَبْيَضَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: عِبْرَةٌ فِي الدُّنْيَا وَنُورٌ فِي الْآخِرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ صلّى الله عليه وسلم يُكَنَّى أَبَا الْأَضْيَافِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالْقَدُّومِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَتَنَّبَأَهُ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُمِائَةِ عَبْدٍ أَعْتَقَهُمْ وَأَسْلَمُوا فَكَانُوا يُقَاتِلُونَ مَعَهُ بِالْعِصِيِّ، قَالَ: فَهُمْ أَوَّلُ مَوَالٍ قَاتَلُوا مَعَ مَوْلَاهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وُلِدَ لِإِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، وَأُمُّهُ هَاجَرُ، وَهِيَ قِبْطِيَّةٌ، وَإِسْحَاقُ وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَأُمُّهُ سَارَةُ بِنْتُ بثويل بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ بْنِ أرغوا بْنِ فَالِخِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَمَدَنُ وَمَدْيَنُ وَيَقْشَانُ وَزَمْرَانُ وَأَشْبَقُ وَشَوْخُ وَأُمُّهُمْ قَنْطُورَا بِنْتُ مَقْطُورٍ مِنَ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ فَأَمَّا يَقْشَانُ فَلَحِقَ بَنُوهُ بِمَكَّةَ وَأَقَامَ مَدْيَنُ بِأَرْضِ مَدْيَنَ فَسُمِّيَتْ بِهِ وَمَضَى سَائِرُهُمْ فِي الْبِلَادِ وَقَالُوا لِإِبْرَاهِيمَ: يَا أَبَانَا أَنْزَلْتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ مَعَكَ وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَنْزِلَ أَرْضَ الْغُرْبَةِ وَالْوَحْشَةِ قَالَ: بِذَلِكَ أُمِرْتُ قَالَ: فَعَلَّمَهُمُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَكَانُوا يَسْتَسْقُونَ بِهِ وَيَسْتَنْصِرُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ نَزَلَ خُرَاسَانَ فَجَاءَتْهُمُ الْخَزَرُ فَقَالُوا: يَنْبَغِي لِلَّذِي عَلَّمَكُمْ هَذَا أَنْ يَكُونَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ أَوْ مَلِكَ الْأَرْضِ قَالَ فَسَمُّوا مُلُوكَهُمْ خَاقَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ قَالَ: وُلِدَ لِإِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً فَكَانَ بِكْرُ أَبِيهِ وَوُلِدَ إِسْحَاقُ بَعْدَهُ بِثَلَاثِينَ سَنَةً وَإِبْرَاهِيمُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَاتَتْ سَارَةُ فَتَزَوَّجَ إِبْرَاهِيمُ امْرَأَةً مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ يُقَالُ لَهَا قَنْطُورَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ مَاذِي وَزَمْرَانَ وَسَرِحَجَ وَسَبْقَ قَالَ: وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً أُخْرَى يُقَالُ لَهَا حجوني فَوَلَدَتْ لَهُ سَبْعَةَ نَفَرٍ نَافِسَ وَمَدْيَنَ وَكَيْشَانَ وَشَرُّوخَ وَأَمِيمَ وَلُوطًا وَيَقْشَانَ فَجَمِيعُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْحَجِّ فِي آخِرِهِنَّ فَأَجَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ فَأَوَّلُ مَنْ أَجَابَهُ جُرْهُمُ قَبْلَ الْعَمَالِيقِ ثُمَّ أَسْلَمُوا وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بَلَدِ الشَّأْمِ فَمَاتَ بِهِ وَهُوَ ابْنُ مِائَتَيْ سَنَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 ذِكْرُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَتْ هَاجَرُ مِنَ الْقِبْطِ مِنْ قَرْيَةٍ أَمَامَ الْفَرَمَا قَرِيبٍ مِنْ فُسْطَاطِ مِصْرَ وَكَانَتْ لِفِرْعَوْنَ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ جُبَارٍ عَاتٍ مِنَ الْقِبْطِ وَهُوَ الَّذِي عَرَضَ لِسَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ [ص: 49] فَصُرِعَ وَيُقَالُ: بَلْ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُ يَدَهَا فَيَبَسَتْ يَدُهُ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَصَابَنِي وَلَا أُهَيِّجُكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ لَهُ فَأَطْلَقَ يَدَهُ وَسُرِّيَ عَنْهُ وَأَفَاقَ وَدَعَا بِهَاجَرَ، وَكَانَتْ آمَنَ خَدَمَهِ عِنْدَهُ، فَوَهَبَهَا لِسَارَةَ وَكَسَاهَا كِسَاءً، فَوَهَبَتْ سَارَةُ هَاجَرَ لِإِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم فَوَطِئَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، كَانَ اسْمُهُ أَشْمُوِيلَ فَأُعْرِبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: «آجَرُ بِغَيْرِ هَاءٍ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرَّ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ بِجَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَأُخْبِرَ الْجَبَّارُ بِهِمَا، فَأَرْسَلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَلَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، اثْنَتَيْنِ فِي اللَّهِ وَوَاحِدَةٌ فِي امْرَأَتِهِ، قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقَيمٌ} [الصافات: 89] ، وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِلْجَبَّارِ فِي امْرَأَتِهِ: هِيَ أُخْتِي، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْجَبَّارِ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ سَأَلَنِي عَنْكِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، وَأَنْتِ أُخْتِي فِي اللَّهِ فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا الْجَبَّارُ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ دَعَتِ اللَّهَ أَنْ يَكُفَّهُ عَنْهَا، قَالَ أَيُّوبُ: فَضُبِثَ بِيَدِهِ وَأُخِذَ أَخْذَةً شَدِيدَةً، فَعَاهَدَهَا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّانِيَةَ، فَأُخِذَ أَخْذَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى، فَعَاهَدَهَا أَيْضًا لِئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّالِثَةَ، فَأُخِذَ أَخْذَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَيَيْنِ، فَعَاهَدَهَا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ لِلَّذِي أَدْخَلَهَا: أَخْرِجْهَا عَنِّي فَإِنَّكَ أَدْخَلَتْ عَلَيَّ شَيْطَانًا وَلَمْ تُدْخِلْ عَلَيَّ إِنْسَانًا، وَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي وَيَدْعُو اللَّهَ فَقَالَتْ: أَبْشِرْ فَقَدْ كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْكَافِرِ الْفَاجِرِ وَأَخْدَمَنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 هَاجَرَ، ثُمَّ صَارَتْ هَاجَرُ لِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيَهْ وَسَلَّمَ بَعَدُ فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ، كَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ إِسْحَاقَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِذَا مَلَكْتُمُ الْقِبْطَ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَإِنَّ لَهُمْ رَحِمًا» . يَعْنِي أُمَّ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلُ مَا اتَّخَذَتِ النِّسَاءُ النُّطُقَ مِنْ قِبَلِ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ صلّى الله عليه وسلم اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ يَعْنِي حِينَ خَرَجَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِلَى مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى بَلَدِهِ الْحَرَامِ فَرَكِبَ إِبْرَاهِيمُ الْبُرَاقَ وَحَمَلَ إِسْمَاعِيلَ أَمَامَهُ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ وَهَاجَرَ خَلْفَهُ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ يَدُلُّهُ عَلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ حَتَّى قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَأَنْزَلَ إِسْمَاعِيلَ وَأُمَّهُ إِلَى جَانِبِ الْبَيْتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الشَّأْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ الرَّبِيعِ بْنِ قَزْبَعٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ؟ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ قُلْتُ فَمَا كَانَ كَلَامُ النَّاسِ قَبْلَ ذَلِكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ؟ قَالَ: الْعِبْرَانِيَّةُ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا كَانَ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى رُسُلِهِ وَعِبَادِهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: الْعِبْرَانِيَّةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ " أَنَّ [ص: 51] إِسْمَاعِيلَ أُلْهِمَ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ لِسَانَ الْعَرَبِ، وَوَلَدُ إِبْرَاهِيمَ أَجْمَعُونَ عَلَى لِسَانِ أَبِيهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمْ يَتَكَلَّمْ إِسْمَاعِيلُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَمْ يَسْتَحِلَّ خِلَافَ أَبِيهِ وَأَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ وَلَدِهِ بَنُو رِعْلَةَ بِنْتِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ لَوَزَانَ بْنِ جُرْهُمَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ إِسْمَاعِيلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اخْتَتَنَ وَهُوَ ابْنَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ الْبَجَلِيُّ السَّيْلَحِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَنْعَمَ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ سُوَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ اللَّخْمِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْعَرَبِ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّامِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: وُلِدَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا وَهُمْ يناوذ وَهُوَ نَبْتُ وَهُوَ نَابِتٌ وَهُوَ كُبْرُ وَلَدِهِ وقيذر وَأَذبلُ وَمنسي وَهُوَ مَنْشِي، وَمَسْمَعٌ وَهُوَ مَشْمَاعَةٌ ودما وَهُوَ دُومَا وَبِهِ سُمِّيَتْ دُومَةُ الْجَنْدَلِ وَمَاشِي وَأَذَرَ وَهُوَ أذور وطيما ويطور وينش وقيذما وَأُمُّهُمْ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ رِعْلَةُ بِنْتُ مُضَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْجُرْهُمِيِّ وَفِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ رِعْلَةُ بِنْتِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ عَلَى مَا نَسَبَهَا فِي حَدِيثِهِ الْأَوَّلِ، قَالَ الْكَلْبِيُّ: وَكَانَتْ لِإِسْمَاعِيلَ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَمَالِيقِ ابْنَةُ صَبْدَى قَبْلَ الْجُرْهُمِيَّةِ وَهِيَ الَّتِي كَانَ جَاءَهَا إِبْرَاهِيمُ فَجَفَتْهُ فِي الْقَوْلِ فَفَارَقَهَا [ص: 52] إِسْمَاعِيلُ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ إِسْمَاعِيلُ عِشْرِينَ سَنَةً تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ هَاجَرُ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِينَ سَنَةً فَدَفَنَهَا إِسْمَاعِيلُ فِي الْحِجْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبْنِيَ الْبَيْتَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِسْمَاعِيلُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَبَنَاهُ مَعَهُ وَتُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بَعْدَ أَبِيهِ فَدُفِنَ دَاخِلَ الْحِجْرِ مِمَّا يَلِي الْكَعْبَةَ مَعَ أُمِّهِ هَاجَرَ وَوَلِيَ نَابِتُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَيْتَ بَعْدَ أَبِيهِ مَعَ أَخْوَالِهِ جُرْهُمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا يُعْلَمُ مَوْضِعُ قَبْرِ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا ثَلَاثَةً: قَبْرُ إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّهُ تَحْتَ الْمِيزَابِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَيْتِ وَقَبْرُ هُودٍ فَإِنَّهُ فِي حُقْفٍ مِنَ الرَّمْلِ تَحْتَ جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الْيَمَنِ عَلَيْهِ شَجَرَةٌ تَنْدَى وَمَوْضِعُهُ أَشَدُّ الْأَرْضِ حَرًّا، وَقَبْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنَّ هَذِهِ قُبُورُهُمْ بِحَقٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 ذِكْرُ الْقُرُونِ وَالسِّنِينَ الَّتِي بَيْنَ آدَمَ وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ، وَبَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ، وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَلْفُ سَنَةٍ وَتِسْعُمَائَةِ سَنَةٍ وَلَمْ تَكُنْ بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ، وَإِنَّهُ أُرْسِلَ بَيْنَهُمَا أَلْفُ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِوَى مَنْ أُرْسِلَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَكَانَ بَيْنَ مِيلَادِ عِيسَى وَالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَتِسْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً بُعِثَ فِي أَوَّلِهَا ثَلَاثَةُ أَنْبِيَاءَ وَهُوَ قَوْلُهُ {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس: 14] وَالَّذِي عُزِّزَ بِهِ شَمْعُونُ وَكَانَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ وَكَانَتِ الْفَتْرَةُ الَّتِي لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ فِيهَا رَسُولًا أَرْبَعُمِائَةِ سَنَةٍ وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَإِنَّ حَوَارِيَّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَكَانَ قَدْ تَبِعَهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ حَوَارِيُّ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ الْقَصَّارُ وَالصَّيَّادُ، وَكَانُوا عُمَّالًا يَعْمَلُونَ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِنَّ الْحَوَارِيِّينَ هُمُ الْأَصْفِيَاءُ وَإِنَّ عِيسَى صلّى الله عليه وسلم حِينَ رُفِعَ كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَكَانَتْ نُبُوَّتُهُ ثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَإِنَّ اللَّهَ رَفَعَهُ بِجَسَدِهِ وَإِنَّهُ حَيُّ الْآنَ، وَسَيَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا فَيَكُونُ فِيهَا مَلِكًا ثُمَّ يَمُوتُ كَمَا يَمُوتُ النَّاسُ، وَكَانَتْ قَرْيَةُ عِيسَى تُسَمَّى نَاصِرَةَ وَكَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 أَصْحَابُهُ يُسَمَّوْنَ النَّاصِرِيِّينَ، وَكَانَ يُقَالُ لِعِيسَى: النَّاصِرِيُّ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ النَّصَارَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَنْسَابِهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ أَبُو النَّضْرِ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الشَّأْمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «آدَمُ» . قَالَ: قُلْتُ أَوَ نَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» . قَالَ: فَقُلْتُ: فَكَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَزِيَادٍ، مَوْلَى مُصْعَبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ آدَمَ أَنَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: «بَلَى نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ إِدْرِيسُ وَهُوَ خَنُوخُ بْنُ يَارِذَ بْنِ مَهْلَائِيلَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ أَنُوشِ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ ثُمَّ نُوحُ بْنُ لَمْكِ بْنِ مُتَوَشْلِخَ بْنِ خَنُوخَ وَهُوَ إِدْرِيسُ ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ تَارِحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ بْنِ ارغوا بْنِ فَالِغِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ثُمَّ لُوطُ بْنُ هَارَانَ بْنِ تَارِحِ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ وَهُوَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ هُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخُلُودِ بْنِ عَادِ بْنِ غُوصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ثُمَّ صَالِحُ بْنُ آسِفَ بْنِ كَمَاشِجِ بْنِ أَرْوَمِ بْنِ ثَمُودَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 بْنِ جَائِرِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ثُمَّ شُعَيْبُ بْنُ يوبب بْنِ عيفا بْنِ مَدْيَنَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ مُوسَى وَهَارُونُ ابْنَا عِمْرَانَ بْنِ قَاهِثِ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ إِلْيَاسَ بْنُ تشبين بْنِ الْعَازِرَ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ قَاهِثِ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ ثُمَّ الْيَسَعُ بْنُ عُزَّيِّ بْنِ نشوتلخِ بْنِ أفرايمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ثُمَّ يُونُسُ بْنُ مَتَّى مِنْ بَنِي يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ أَيُّوبُ بْنُ زَارِحِ بْنِ أَمْوَصَ بْنِ ليفزن بْنِ الْعِيصِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ دَاوُدُ بْنُ إيشا بْنِ عويذ بْنِ بَاعِرِ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ بْنِ عميناذب بْنِ إِرَمَ بْنَ حَصْرُونِ بْنِ فَارِصِ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ثُمَّ زَكَرِيَّاء بْنُ بَشْوَى مِنْ بَنِي يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ ثُمَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاء ثُمَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ مِنْ بَنِي يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ ثُمَّ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ذِكْرُ نَسَبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَةِ مَنْ وَلَدَهُ إِلَى آدَمَ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بِشْرٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: عَلَّمَنِي أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ نَسَبَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدٌ الطَّيِّبُ الْمُبَارَكُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ بْنُ هَاشِمِ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ وَإِلَى فِهْرٍ جِمَاعُ قُرَيْشٍ وَمَا كَانَ فَوْقَ فِهْرٍ فَلَيْسَ يُقَالُ لَهُ قُرَشِيُّ، يُقَالُ لَهُ كِنَانِيُّ، وَهُوَ فِهْرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ، وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ [ص: 56] بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْبَهْرَانِيِّ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ يَرَى بْنِ أَعْرَاقِ الثَّرَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 قَالَتْ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ " النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ إِذَا انْتَسَبَ لَمْ يُجَاوِزْ فِي نَسَبِهِ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ ثُمَّ يُمْسِكُ وَيَقُولُ: «كَذَبَ النَّسَّابُونَ» . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ شَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُعَلِّمَهُ لَعَلَّمَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ " {وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم: 9] كَذَبَ النَّسَّابُونَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَ مَعَدٍّ وَإِسْمَاعِيلَ صلّى الله عليه وسلم نَيِّفٌ وَثَلَاثُونَ أَبًا، وَكَانَ لَا يُسَمِّيهِمْ وَلَا يَنْفُذُهُمْ، وَلَعَلَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ حَيْثُ سَمِعَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَلَغَ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ أَمْسَكَ» قَالَ هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ أَبِي: وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَنْسِبُ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ عَوْصِ بْنِ يُوزَ بْنِ قَمْوَالِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ نَاشِدِ بْنِ حَزَّا بْنِ بِلْدَاسَ بْنِ تَدْلَافِ بْنِ طَابِخِ بْنِ جَاحِمِ بْنِ نَاحِشِ بْنِ مَاخِي بْنِ عَبْقَى بْنِ عَبْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الدَّعَّا بْنِ حَمْدَانَ بْنِ سَنْبَرِ بْنِ يَثْرِبِيِّ بْنِ نَحْزَنَ بْنِ يَلْحُنَ بْنِ أَرْعَوِيِّ بْنِ عَيْفَى بْنِ دَيْشَانَ بْنِ عَيْسَرِ بْنِ أَقْنَادِ بْنِ أَبْهَامَ بْنِ مَقْصِيِّ بْنِ نَاحِثِ بْنِ زَارِحِ بْنِ شُمِّيِّ بْنِ مَزَى بْنِ عَوْصِ بْنِ عَرَامِ بْنِ قَيْذَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ [ص: 57] قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ تَدْمُرَ يُكْنَى أَبَا يَعْقُوبَ مِنْ مُسْلِمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ قَرَأَ مِنْ كُتُبِهِمْ، وَعَلِمَ عِلْمَهُمْ، فَذَكَرَ أَنَّ بُورِخَ بْنَ نَارِيَا كَاتِبَ أَرْمِيَا أَثْبَتَ نَسَبَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ عِنْدَهُ، وَوَضَعَهُ فِي كُتُبِهِ، وَأَنَّهُ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَحْبَارِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعُلَمَائِهِمْ، مُثْبَتٌ فِي أَسْفَارِهِمْ، وَهُوَ مُقَارِبٌ لِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَلَعَلَّ خِلَافَ مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قِبَلِ اللُّغَةِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ تُرْجِمَتْ مِنَ الْعِبْرَانِيَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَ مَعَدٌّ عَلَى عَهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَهُوَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَقْدِرَ بْنِ يَقْدَمَ بْنِ أَمِينِ بْنِ مَنْحَرِ بْنِ صَابُوحِ بْنِ الْهَمَيْسَعِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ نَبْتِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ حَمَلِ بْنِ قَيْذَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَقَدْ قَدَّمَ بَعْضُهُمُ الْعَوَّامَ فِي بَعْضِ النَّسَبِ عَلَى الْهَمَيْسَعِ فَصَيَّرَهُ مِنْ وَلَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى الشَّأْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ كَانَ يَنْسِبُ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ عَلَى غَيْرِ هَذَا النَّسَبِ فِي بَعْضِ رِوَايَتِهِ يَقُولُ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ مُقَوَّمِ بْنِ نَاحُورِ بْنِ تَيْرَحَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ نَابِتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: وَيَقُولُ أَيْضًا فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لَهُ: مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ بْنِ أيتحبِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ قَيْذَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدِ انْتَمَى قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ إِلَى قَيْذَرَ فِي بَعْضِ شِعْرِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَأَنْشَدَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ شِعْرَ قُصَيٍّ: [البحر الوافر] فَلَسْتُ لحاضِنٍ إِنْ لَمْ تَأَثَّلْ ... بِهَا أَوْلَادُ قَيْدَرَ وَالنَّبِيتُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ أَرَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافًا أَنَّ مَعَدًّا مِنْ وَلَدِ قَيْذَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَهَذَا الِاخْتِلَافُ فِي نِسْبَتِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحْفَظْ، وَإِنَّمَا [ص: 58] أُخِذَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَتَرْجَمُوهُ لَهُمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، وَلَوْ صَحَّ ذَلِكَ لَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْلَمَ النَّاسِ بِهِ، فَالْأَمْرُ عِنْدَنَا عَلَى الِانْتِهَاءِ إِلَى مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ ثُمَّ الْإِمْسَاكُ عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: مَا وَجَدْنَا أَحَدًا يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ يَقُولُ: مَا وَجَدْنَا فِي عِلْمِ عَالِمٍ وَلَا شِعْرِ شَاعِرٍ أَحَدًا يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بِثَبْتٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا مُضَرَ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَعَدٌّ مَعَ بُخْتَنَصَّرَ حِينَ غَزَا حُصُونَ الْيَمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَلَدَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ نِزَارًا وَفِي وَلَدِهِ النُّبُوَّةُ وَالثَّرْوَةُ وَالْخِلَافَةُ وَقُنُصًا وَقَنَاصَةَ وَسِنَامًا وَالْعُرْفَ وَعَوْفًا وَشَكًّا وَحَيْدَانَ وَحَيْدَةَ وَعُبَيْدًا الرَّمَّاحَ وَجُنَيْدًا وَجُنَادَةَ وَالْقُحْمَ وَإِيَادًا، وَأُمُّهُمْ مَعَانَةُ بِنْتُ جَوْشَمَ بْنِ جُلْهُمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ دَوَّةَ بْنِ جُرْهُمَ، وَأَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ قُضَاعَةُ وَبَعْضُ الْقُضَاعِيِّينَ، وَبَعْضُ النَّسَّابِ يَقُولُ: قُضَاعَةُ بْنُ مَعَدٍّ وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى مَعَدٌّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَاسْمُ قُضَاعَةَ عَمْرٌو، وَإِنَّمَا قِيلَ: قُضَاعَةُ؛ لِأَنَّهُ انْقَضَعَ عَنْ قَوْمِهِ وَانْتَسَبَ فِي غَيْرِهِمْ، وَهَذِهِ لُغَتُهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: وَقَدْ تَفَرَّقَ وَلَدُ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ سِوَى نِزَارٍ فِي غَيْرِ بَنِي مَعَدِّ، وَبَعْضُهُمُ انْتَسَبَ إِلَى مَعَدٍّ فَوَلَدَ نِزَارُ بْنُ مَعَدٍّ مُضَرَ وَإِيَادًا وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى نِزَارٌ، وَأُمُّهُمَا سَوْدَةُ بِنْتُ عَكٍّ، وَرَبِيعَةَ وَهُوُ الْفَرَسُ وَهُوَ الْقَشْعَمُ، وَأَنْمَارًا وَأُمُّهُمَا الْحُذَالَةُ بِنْتُ وَعْلَانَ بْنِ جَوْشَمِ بْنِ جُلْهُمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُرْهُمَ وَكَانَ يُقَالُ لِمُضَرَ الْحَمْرَاءُ وَلِإِيَادٍ الشَّمْطَاءُ وَالْبَلْقَاءُ وَلِرَبِيعَةَ الْفَرَسُ وَلِأَنْمَارٍ الْحِمَارُ قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّ أَنْمَارًا هُوَ أَبُو بَجِيلَةَ وَخَثْعَمٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ قَالَ: هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ آزَرَ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْقُرْآنِ وَفِي التَّوْرَاةِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ تَارِحَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ آزَرُ بْنُ تَارِحَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ وَيُقَالُ شَرُوغُ بْنُ أرغوا وَيُقَالُ أرغوا بْنُ فَالِغٍ وَيُقَالُ: فَالِخُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالَخِ وَيُقَالُ: سَالِخُ بْنُ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ابْنِ لَمْكِ بْنِ مُتَوَشْلِخَ، وَيُقَالُ: مُتَوَشْلِخُ بْنُ خَنُوخَ، وَهُوَ إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنُ يَرْذَ، وَهُوَ الْيَارِذُ وَيُقَالُ الْيَارِذُ بْنُ مَهْلَائِيلَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيثٍ وَيُقَالُ شَثٌّ وَهُوَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 ذِكْرُ أُمَّهَاتِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ لِحْيَانَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ هِنْدِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لِحْيَانَ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ لِحْيَانَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّهَا دَبُّ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ غَاضِرَةَ بْنِ حَطِيطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ، وَهُوَ قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ، وَاسْمُهُ إِلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ، وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ، وَأُمُّ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جَدِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَيْلَةُ وَيُقَالُ: هِنْدُ بِنْتُ أَبِي قَيْلَةَ وَهُوَ وَجْزُ بْنُ غَالِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ مِنْ قُضَاعَةَ، وَأُمُّ وَجْزِ بْنِ غَالِبٍ السَّلَّافَةُ بِنْتُ وَاهِبِ بْنِ الْبُكَيْرِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ بُوَيِّ بْنِ مَلَكَانَ بْنِ أَفْصَى أَخِي أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، وَأُمُّهَا النَّجْعَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ جُمَلُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ أُمُّ قُصَيٍّ وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ وَهُوَ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ الْحَادِرِ مِنَ الْأَزْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبْتُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَمْسَمِائَةِ أُمٍّ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِنَّ سِفَاحًا وَلَا شَيْئًا مِمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا [ص: 61] خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ لَمْ أَخْرُجْ إِلَّا مِنْ طُهْرِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَرَجْتُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 ذِكْرُ الْفَوَاطِمِ وَالْعَوَاتِكِ اللَّاتِي وَلَدْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْعَاتِكَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الطَّاهِرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُمُّ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَقَدْ وَلَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هُضَيْبَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ هِلَالِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ يَخْلُدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّ عَمْرِو بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ بِلَالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثُمَالَةَ مِنَ الْأَزْدِ، وَأُمُّ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَقَدْ وَلَدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 الْحُظَيَّا وَهِيَ رَيْطَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ نُعْمُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا نَاهِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدَةَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَقَدْ وَلَدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَخْشِيَّةُ بِنْتُ عمرو بن سلول بن كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا الرِّبْعَةُ بِنْتُ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ مُدْلِجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ فَهَؤُلَاءِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهِيَ أَقْرَبُ الْفَوَاطِمِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ظَرِبِ بْنِ عَيَاذَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَكْرِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ عُدْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَيُقَالُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَائِلَةَ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ظَرِبٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ عَيَاذَةَ، وَأُمُّ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ سُعْدَى بِنْتُ وَهْبِ بْنِ تَيْمِ بْنِ غَالِبٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ، وَأُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَهِيَ أَقْرَبُ الْعَوَاتِكِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ فَاطِمَةُ بِنْتُ بُجَيْدِ بْنِ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُمُّ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ مَجْدُ بِنْتُ تَيْمٍ الْأَدْرَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 بْنِ غَالِبٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَأُمُّ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ سَهْمٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ إِخْوَةُ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ وُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ وَزَّامِ بْنِ جَحْوَشِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَأُمُّ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَأُمُّ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ مِنَ الْجَدَرَةِ مِنَ الْأَزْدِ، وَأُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ حُبَّى بِنْتُ حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ الْخُزَاعِيُّ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ نَصْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُحَيٍّ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ جَسْرِ بْنِ شِيَعِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ، وَأُمُّ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَخْلُدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ لَيْلَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَسَدِ بْنِ الْغَوْثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ غَيْرِ أَبِيهِ " أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ عَامِرِ بْنِ الظَّرِبِ مِنْ أُمَّهَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: أُمُّ بَرَّةَ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أُمَيْمَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ حُبْشِيِّ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لِحْيَانَ، وَأُمُّهَا قِلَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ لِحْيَانَ، وَأُمُّهَا دَبُّ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ، وَأُمُّهَا لُبْنَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَائِلَةَ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ نَاضِرَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ ظَرِبٍ، وَأُمُّهَا شَقِيقَةُ بِنْتُ مَعْنِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَاهِلَةَ، وَأُمُّهَا سَوْدَةُ بِنْتُ أَسِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَهَؤُلَاءِ الْعَوَاتِكُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 وَهُنَّ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَالْفَوَاطِمُ وَهُنَّ عَشْرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ذِكْرُ أُمَّهَاتِ آبَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَاسْمُ النَّجَّارِ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهَا عَمِيرَةُ بِنْتُ صَخْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَبْدِ الْأَشْهَلَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهَا أُثَيْلَةُ بِنْتُ زَعُورَا بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ وَيُقَالُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حَوْزَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ وَأُمُّهَا رَقَاشُ بِنْتُ الْأَسْحَمِ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الْعَشِيرَةُ مِنْ مَذْحِجٍ وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ الرَّافِقِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَمَاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ حُبَّى بِنْتُ حَلِيلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ ابْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ مَازِنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ وَهُوَ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ الْجَادِرُ مِنَ الْأَزْدِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى جِدَارَ الْكَعْبَةِ فَقِيلَ لَهُ الْجَادِرُ وَأُمُّهَا ظَرِيفَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ذِي الرَّأْسَيْنِ وَاسْمُهُ أُمَيَّةُ بْنُ جُشَمِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ بْنِ فَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَفْرَكَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْقَرِ بْنِ أَنْمَارٍ، وَأُمُّ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ هِنْدُ بِنْتُ سَرِيرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ مَخْشِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَأُمُّهَا وَحْشِيَّةُ بِنْتُ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ وَأُمُّهَا مَاوِيَّةُ بِنْتُ ضُبَيْعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، وَأُمُّ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ مَاوِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ جِسْرِ بْنِ شَيْعِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ، وَأُمُّ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَخْلُدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَهُوَ الْقَوْلُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ بَلْ أُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَأُمُّهَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَأُمُّهَا تُمَاضُرُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهَا رُهْمُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ لَيْلَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ وَيُقَالُ بَلْ هِيَ لَيْلَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنَ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَسَدِ بْنِ الْغَوْثِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وَائِلَ بْنِ قَاسِطِ بْنُ هِنْبٍ، وَأُمُّ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ جَنْدَلَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُضَاضِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ جُرْهُمَ وَيُقَالُ بَلْ هِيَ جَنْدَلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ مُضَاضِ بْنِ الْحَارِثِ وَلَيْسَ بِالْأَكْبَرِ ابْنِ عَوَانَةَ بْنِ عَامُوقَ بْنِ يَقْطُنَ مِنْ جُرْهُمَ وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ الظَّلِيمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ جُرْهُمَ، وَأُمُّ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ عِكْرِشَةُ بِنْتُ عَدْوَانَ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 ، وَأُمُّ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بَرَّةُ بِنْتُ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ أُخْتُ تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ، وَأُمُّ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ عَوَانَةُ وَهِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَأُمُّهَا دَعْدُ بِنْتُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ سَلْمَى بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَأُمُّ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ لَيْلَى وَهِيَ خِنْدِفُ بِنْتُ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَأُمُّهَا ضَرِيَّةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ وَبِهَا سُمِّيَ مَاءُ ضَرِيَّةَ الَّذِي فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالنِّبَاجِ، وَأُمُّ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الرَّبَابُ بِنْتُ حَيْدَةَ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَأُمُّ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ سَوْدَةُ بِنْتُ عَكِّ بْنِ الرَّيْثِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ، وَمَنْ يَنْتَسِبُ مِنْهُمْ إِلَى الْيَمَنِ يَقُولُ: عَكُّ بْنُ عَدْثَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ مِنَ الْأُسْدِ، وَأُمُّ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ مُعَانَةُ بِنْتُ جَوْشَمِ بْنِ جُلْهُمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَرَّةَ بْنِ جُرْهُمَ وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ مِنْ لَخْمٍ، وَأُمُّ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ مَهْدَدُ بِنْتُ اللَّهُمِ بْنِ جَلْحَبَ بْنِ جُدَيْسِ بْنِ جَاثِرِ بْنِ أَرَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 ذِكْرُ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالُوا: تَزَوَّجَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ فَاطِمَةَ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ سَيْلٍ، وَاسْمُ سَيْلٍ خَيْرُ بْنُ حَمَالَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ الْجَادِرُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى جِدَارَ الْكَعْبَةِ ابْنُ عَمْرِو بْنُ جُعْثُمَةَ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ صَعْبِ بْنِ دَهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ، وَكَانَ جُعْثُمَةُ خَرَجَ أَيَّامَ خَرَجَتِ الْأَزْدُ مِنْ مَأْرِبٍ فَنَزَلَ فِي بَنِي الدَّيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ فَحَالَفَهُمْ، وَزَوَّجَهُمْ وَزَوَّجُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 ، فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدٍ لِكِلَابِ بْنِ مُرَّةَ زُهْرَةَ بْنَ كِلَابٍ ثُمَّ مَكَثَتْ دَهْرًا، ثُمَّ وَلَدَتْ قُصَيًّا فَسُمِّيَ زَيْدًا، وَتُوُفِّيَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ وَقَدِمَ رَبِيعَةُ بْنُ حَرَامِ بْنِ ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ أَحَدُ قُضَاعَةَ فَاحْتَمَلَهَا إِلَى بِلَادِهِ مِنْ أَرْضِ عُذْرَةَ مِنْ أَشْرَافِ الشَّأَمِ إِلَى سَرْغٍ وَمَا دُونَهَا فَتَخَلَّفَ زُهْرَةُ بْنُ كِلَابٍ فِي قَوْمِهِ لِكِبَرِهِ، وَحَمَلَتْ قُصَيًّا مَعَهَا لِصِغَرِهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فَطِيمٌ، فَسُمِّيَ قُصَيًّا لِتَقَصِّيهَا بِهِ إِلَى الشَّأْمِ، فَوَلَدَتْ لِرَبِيعَةَ رَزَّاحًا، وَكَانَ قُصَيُّ يُنْسَبُ إِلَى رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامٍ فَنَاضَلَ رَجُلًا مِنْ قُضَاعَةَ يُدْعَى رُفَيْعًا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: وَهُوَ مِنْ عُذْرَةَ فَنَضَلَهُ قُصَيٌّ فَغَضِبَ الْمَنْضُولُ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمَا شَرٌّ حَتَّى تَقَاوَلَا وَتَنَازَعَا، فَقَالَ رُقَيْعٌ: أَلَا تَلْحَقُ بِبَلَدِكَ وَقَوْمِكَ فَإِنَّكَ لَسْتَ مِنَّا، فَرَجَعَ قُصَيٌّ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَتْ: أَبُوكَ رَبِيعَةُ قَالَ: لَوْ كُنْتُ ابْنَهُ مَا نُفِيتُ، قَالَتْ: أَوَقَدْ قَالَ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا أَحْسَنَ الْجِوَارَ وَلَا حَفِظَ الْحَقَّ أَنْتَ، وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ أَكْرَمُ مِنْهُ نَفْسًا وَوَالِدًا وَنَسَبًا وَأَشْرَفَ مَنْزِلًا أَبُوكَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ الْقُرَشِيُّ، وَقَوْمُكَ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ فَمَا حَوْلَهُ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا أُقِيمُ هَهُنَا أَبَدًا، قَالَتْ: فَأَقِمْ حَتَّى يَجِيءَ إِبَّانُ الْحَجِّ فَتَخْرُجَ فِي حَاجِّ الْعَرَبِ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ يُصِيبَكَ بَعْضُ النَّاسِ، فَأَقَامَ، فَلَمَّا حَضَرَ ذَلِكَ بَعَثَتْهُ مَعَ قَوْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ فَقَدِمَ مَكَّةَ، وَزُهْرَةُ يَوْمَئِذٍ حَيُّ، وَكَانَ أَشْعَرَ، وَقُصَيٌّ أَشْعَرُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ قُصَيٌّ: أَنَا أَخُوكَ، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَكَبِرَ، فَلَمَسَهُ، فَقَالَ: أَعْرِفُ وَاللَّهِ الصَّوْتَ وَالشَّبَهَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحَجِّ عَالَجَهُ الْقُضَاعِيُّونَ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَهُمْ وَالرُّجُوعِ إِلَى بِلَادِهِمْ فَأَبَى، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ رَجُلًا جَلْدًا نَهْدًا نَسِيبًا، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ خَطَبَ إِلَى حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ لُحَيٌّ الْخُزَاعِيُّ ابْنَتَهُ حُبَّى فَعَرَفَ حُلَيْلٌ النَّسَبَ وَرَغِبَ فِيهِ فَزَوَّجَهُ، وَحُلَيْلٌ يَوْمَئِذٍ يَلِي أَمْرَ مَكَّةَ وَالْحُكْمَ فِيهَا وَحِجَابَةَ الْبَيْتِ، ثُمَّ هَلَكَ حُلَيْلٌ فَحَجَبَ الْبَيْتَ ابْنُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 الْمُحْتَرِشُ وَهُوَ أَبُو غُبْشَانَ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَجْعَلُ لَهُ جُعْلًا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ فَقَصَّرُوا بِهِ فِي بَعْضِ الْمَوَاسِمِ، مَنَعُوهُ بَعْضَ مَا كَانُوا يُعْطُونَهُ، فَغَضِبَ، فَدَعَاهُ قُصَيٌّ فَسَقَاهُ، ثُمَّ اشْتَرَى مِنْهُ الْبَيْتَ بِأَزْوَادٍ وَيُقَالُ: بِزِقِّ خَمْرٍ فَرَضِيَ وَمَضَى إِلَى ظَهْرِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ الْأَسْلَمَيَّةُ، عَنْ فَاطِمَةَ الْخُزَاعِيَّةِ وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَا: لَمَّا تَزَوَّجَ قُصَيٌّ إِلَى حُلَيْلِ بْنِ حُبْشِيَّةَ ابْنَتَهُ حُبَّى، وَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادَهُ، قَالَ حُلَيْلٌ: إِنَّمَا وَلَدُ قُصَيٍّ وَلَدِي هُمْ بَنُو ابْنَتِي، فَأَوْصَى بِوَلَايَةِ الْبَيْتِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِ مَكَّةَ إِلَى قُصَيٍّ، وَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ وَاقِدِ الْأَسْلَمَيِّ وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيِّ الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمَّا هَلَكَ حُلَيْلُ بْنُ حُبْشِيَّةَ وَانْتَشَرَ وَلَدُ قُصَيٍّ وَكَثُرَ مَالُهُ وَعَظُمَ شَرَفُهُ رَأَى أَنَّهُ أَوْلَى بِالْبَيْتِ وَأَمْرِ مَكَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ وَأَنَّ قُرَيْشًا فَرَعَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَصَرِيحُ وَلَدِهِ، فَكَلَّمَ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِي كِنَانَةَ وَدَعَاهُمْ إِلَى إِخْرَاجِ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ مِنْ مَكَّةَ وَقَالَ: نَحْنُ أَوْلَى بِهَذَا مِنْهُمْ، فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ وَتَابَعُوهُ، وَكَتَبَ قُصَيٌّ إِلَى أَخِيهِ ابْنِ أُمِّهِ رَزَّاحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامٍ الْعُذْرِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى نُصْرَتِهِ، فَخَرَجَ رَزَّاحُ، وَخَرَجَ مَعَهُ إِخْوَتُهُ لِأَبِيهِ حَنٌّ وَمَحْمُودٌ وَجُلْهُمَةُ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قُضَاعَةَ حَتَّى قَدِمُوا مَكَّةَ، وَكَانَتْ صُوفَةُ وَهُمُ الْغَوْثُ بْنُ مُرٍّ يَدْفَعُونَ بِالنَّاسِ مِنْ عَرَفَةَ وَلَا يَرْمُونَ الْجِمَارَ حَتَّى يَرْمِيَ رَجُلٌ مِنْ صُوفَةَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَامِ فَعَلَتْ ذَلِكَ صُوفَةُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ فَأَتَاهَا قُصَيٌّ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ وَقُضَاعَةَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ، فَقَالُوا: نَحْنُ أَوْلَى بِهَذَا مِنْكُمْ، فَنَاكَرُوهُمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى انْهَزَمَتْ صُوفَةُ، وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 رَزَّاحٌ: أَجِزْ قُصَيُّ، فَأَجَازَ النَّاسَ وَغَلَبَهُمْ عَلَى مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمْ تَزَلِ الْإِفَاضَةُ فِي وَلَدِ قُصَيٍّ إِلَى الْيَوْمِ، وَنَدِمَتْ خُزَاعَةُ وَبَنُو بَكْرٍ فَانْحَازُوا عَنْهُ، فَأَجْمَعَ قُصَيٌّ لِحَرْبِهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا بِالْأَبْطَحِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى فِي الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ تَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ، وَحَكَّمُوا بَيْنَهُمْ يَعْمُرَ بْنَ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ فَقَضَى بَيْنَهُمْ بِأَنَّ قُصَيَّ بْنَ كَلْبٍ أَوْلَى بِالْبَيْتِ وَأَمْرِ مَكَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأَنَّ كُلَّ دَمٍ أَصَابَهُ قُصَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ مَوْضُوعٌ يَشْدَخُهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَأَنَّ مَا أَصَابَتْ خُزَاعَةُ وَبَنُو بَكْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِي كِنَانَةَ فَفِيهِ الدِّيَةُ، وَأَنْ يُخَلَّى بَيْنَ قُصَيٍّ وَبَيْنَ الْبَيْتِ وَأَمْرِ مَكَّةَ فَسُمِّيَ يَوْمَئِذٍ يَعْمَرَ الشَّدَّاخُ لِمَا شَدَخَ مِنَ الدِّمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: لَمَّا فَرَغَ قُصَيٌّ وَنَفَى خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ عَنْ مَكَّةَ، تَجَمَّعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَسُمِّيَتْ يَوْمَئِذٍ قُرَيْشًا لِحَالِ تَجَمُّعِهَا، وَالتَّقَرُّشُ التَّجَمُّعُ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ أَمْرُ قُصَيٍّ، انْصَرَفَ أَخُوهُ لِأُمِّهِ رَزَّاحُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعُذْرِيُّ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَقَوْمِهِ وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَكَانَ رَزَّاحٌ وَحَنٌّ يُوَاصِلَانِ قُصَيًّا وَيُوَافِيَانِ الْمَوْسِمَ، فَيَنْزِلَانَ مَعَهُ فِي دَارِهِ وَيَرَيَانِ تَعْظِيمَ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ لَهُ، وَكَانَ يُكْرِمُهُمَا وَيَصِلُهُمَا وَتُكْرِمُهُمَا قُرَيْشٌ لِمَا أَبْلَيَاهُمْ وَأَوْلَيَاهُمْ مِنَ الْقِيَامِ مَعَ قُصَيٍّ فِي حَرْبِ خُزَاعَةَ وَبَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا سُمُّوا قُرَيْشًا؛ لِأَنَّ بَنِي فِهْرٍ الثَّلَاثَةَ كَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ لِأُمٍّ، وَالْآخَرُ لِأُمٍّ أُخْرَى، فَافْتَرَقُوا، فَنَزَلُوا مَكَانًا مِنْ تَهَمَةِ مَكَّةَ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ بَنُو بَكْرٍ: لَقَدْ تَقَرَّشَ بَنُو جَنْدَلَةَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَزَلَ مِنْ مُضَرَ مَكَّةَ خُزَيْمَةُ بْنُ مُدْرِكَةَ وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ لِهُبَلَ الصَّنَمِ مَوْضِعَهُ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: صَنَمُ خُزَيْمَةَ فَلَمْ يَزَلْ بَنُوهُ بِمَكَّةَ حَتَّى وَرِثَ ذَلِكَ فِهْرُ بْنُ مَالِكٍ، فَخَرَجَتْ بَنُو أَسَدٍ وَمَنْ كَانَ مِنْ كِنَانَةَ بِهَا، فَنَزَلُوا مَنَازِلَهُمُ الْيَوْمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وُلِدَ لِقُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ وَلَدُهُ كُلُّهُمْ مِنْ حُبَّى بِنْتِ حُلَيْلٍ: عَبْدُ الدَّارِ بْنُ قُصَيٍّ وَكَانَ بِكْرَهُ، وَعَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قُصَيٍّ، وَعَبْدُ بْنُ قُصَيٍّ، وَتَخْمُرُ بِنْتُ قُصَيٍّ، وَبَرَّةُ بِنْتُ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ قُصَيٌّ يَقُولُ: وُلِدَ لِي أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَسَمَّيْتُ اثْنَيْنِ بِإِلَهِي، وَوَاحِدًا بِدَارِي، وَوَاحِدًا بِنَفْسِي، فَكَانَ يُقَالُ لِعَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ: عَبْدُ قُصَيٍّ، وَاللَّذَيْنِ سَمَّاهُمَا بَإِلَهِهِ عَبْدُ مَنَافٍ وَعَبْدُ الْعُزَّى، وَبِدَارِهِ عَبْدُ الدَّارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: كَانَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ أَوَّلَ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَصَابَ مُلْكًا أَطَاعَ لَهُ بِهِ قَوْمُهُ، فَكَانَ شَرِيفَ أَهْلِ مَكَّةَ لَا يُنَازَعُ فِيهَا، فَابْتَنَى دَارَ النَّدْوَةِ، وَجَعَلَ بَابَهَا إِلَى الْبَيْتِ، فَفِيهَا كَانَ يَكُونُ أَمْرُ قُرَيْشٍ كُلُّهُ وَمَا أَرَادُوا مِنْ نِكَاحٍ أَوْ حَرْبٍ أَوْ مَشُورَةٍ فِيمَا يَنُوبُهُمْ، حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْجَارِيَةُ تَبْلُغُ أَنْ تُدَرَّعَ فَمَا يُشَقُّ دِرْعُهَا إِلَّا فِيهَا، ثُمَّ يُنْطَلَقُ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا وَلَا يَعْقِدُونَ لِوَاءَ حَرْبٍ لَهُمْ وَلَا مِنْ قَوْمٍ غَيْرِهِمْ إِلَّا فِي دَارِ النَّدْوَةِ يَعْقِدُهُ لَهُمْ قُصَيٌّ، وَلَا يُعْذَرُ لَهُمْ غُلَامٌ إِلَّا فِي دَارِ النَّدْوَةِ، وَلَا تَخْرُجُ عِيرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَيَرْحَلُونَ إِلَّا مِنْهَا، وَلَا يَقْدَمُونَ إِلَّا نَزَلُوا فِيهَا، تَشْرِيفًا لَهُ وَتَيَمُّنًا بِرَأْيِهِ وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِهِ، وَيَتَّبِعُونَ أَمْرَهُ كَالدِّينِ الْمُتَّبَعِ لَا يُعْمَلُ بِغَيْرِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدِ مَوْتِهِ، وَكَانَتْ إِلَيْهِ الْحِجَابَةُ وَالسِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَاللِّوَاءُ وَالنَّدْوَةُ وَحُكْمُ مَكَّةَ كُلُّهُ، وَكَانَ يَعْشِرُ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ سِوَى أَهْلِهَا، قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ النَّدْوَةِ؛ لِأَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَنْتَدُونَ فِيهَا أَيْ يَجْتَمِعُونَ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالنَّدِيُّ مَجْمَعُ الْقَوْمِ إِذَا اجْتَمَعُوا، وَقَطَعَ قُصَيٌّ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 رِبَاعًا بَيْنَ قَوْمِهِ، فَأَنْزَلَ كُلَّ قَوْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَنَازِلَهُمُ الَّتِي أَصْبَحُوا فِيهَا الْيَوْمَ وَضَاقَ الْبَلَدُ، وَكَانَ كَثِيرُ الشَّجَرِ الْعِضَاهِ وَالسَّلَمِ، فَهَابَتْ قُرَيْشٌ قَطْعَ ذَلِكَ فِي الْحَرَمِ، فَأَمَرَهُمْ قُصَيٌّ بِقَطْعِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا تَقْطَعُونَهُ لِمَنَازِلِكُمْ وَلِخُطَطِكُمْ، بَهْلَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أَرَادَ فَسَادًا، وَقَطَعَ هُوَ بِيَدِهِ وَأَعْوَانُهُ، فَقَطَعَتْ حِينَئِذٍ قُرَيْشٌ وَسَمَّتْهُ مُجَمِّعًا لِمَا جَمَعَ مِنْ أَمْرِهَا، وَتَيَمَّنَتْ بِهِ وَبِأَمْرِهِ، وَشَرَّفَتْهُ قُرَيْشٌ وَمَلَّكَتْهُ، وَأَدْخَلَ قُصَيٌّ بُطُونَ قُرَيْشٍ كُلَّهَا الْأَبْطَحَ فَسُمُّوا قُرَيْشَ الْبِطَاحِ، وَأَقَامَ بَنُو مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَبَنُو تَيْمٍ الْأَدْرَمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَبَنُو مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ بِظَهْرِ مَكَّةَ، فَهَؤُلَاءِ الظَّوَاهِرُ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَهْبِطُوا مَعَ قُصَيٍّ إِلَى الْأَبْطَحِ إِلَّا أَنَّ رَهْطَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُمْ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ نَزَلُوا الْأَبْطَحَ فَهُمْ مَعَ الْمُطَيَّبِينَ أَهْلِ الْبِطَاحِ وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ وَهُوَ ذَكْوَانُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِلضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ ضَرَبَهُ: [البحر الطويل] فَلَوْ شَهِدَتْنِي مِنْ قُرَيْشٍ عِصَابَةٌ ... قُرَيْشُ الْبِطَاحِ لَا قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ وَقَالَ حُذَافَةُ بْنُ غَانِمٍ الْعَدَوِيُّ لِأَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الطويل] أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا ... بِهِ جَمَّعَ اللَّهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ فَدُعِيَ قُصَيٌّ مُجَمِّعًا بِجَمْعِهِ قُرَيْشًا وَبِقُصَيٍّ سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشًا وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ بَنُو النَّضْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ مَتَى سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشًا؟ قَالَ: " حِينَ اجْتَمَعَتْ إِلَى الْحَرَمِ مِنْ تَفَرُّقِهَا فَذَلِكَ التَّجَمُّعُ التَّقَرُّشُ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا سَمِعْتُ هَذَا وَلَكِنْ سَمِعْتُ أَنَّ قُصَيًّا كَانَ يُقَالُ لَهُ: الْقُرَشِيُّ وَلَمْ تُسَمَّ قُرَيْشٌ قَبْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 72] سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا نَزَل قُصَيٌّ الْحَرَمَ وَغَلَبَ عَلَيْهِ فَعَلَ أَفْعَالًا جَمِيلَةً فَقِيلَ لَهُ: الْقُرَشِيُّ فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: النَّضْرُ بْنُ كِنَانَةَ كَانَ يُسَمَّى الْقُرَشِيَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: كَانَتِ الْحُمْسُ: قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَخُزَاعَةُ وَمَنْ وَلَدَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ: أَوْ حَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالتَّحَمُّسُ أَشْيَاءُ أَحْدَثُوهَا فِي دِينِهِمْ تَحَمَّسُوا فِيهَا أَيْ شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فِيهَا فَكَانُوا لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الْحَرَمِ إِذَا حَجُّوا، فَقَصَّرُوا عَنْ بُلُوغِ الْحَقِّ وَالَّذِي شَرَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَوْقِفُ عَرَفَةَ وَهُوَ مِنَ الْحِلِّ، وَكَانُوا لَا يَسْلَئُونَ السَّمْنَ، وَلَا يَنْسِجُونَ مَظَالَّ الشَّعْرِ، وَكَانُوا أَهْلَ الْقُبَابِ الْحُمُرِ مِنَ الْأَدَمِ، وَشَرَعُوا لِمَنْ قَدِمَ مِنَ الْحَاجِّ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ مَا لَمْ يَذْهَبُوا إِلَى عَرَفَةَ، فَإِذَا رَجَعُوا مِنْ عَرَفَةَ لَمْ يَطُوفُوا طَوَافَ الْإِفَاضَةِ بِالْبَيْتِ إِلَّا عُرَاةً أَوْ فِي ثَوْبَيْ أَحْمَسِيٍّ وَإِنْ طَافَ فِي ثَوْبَيْهِ لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَلْبَسَهُمَا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقُصَيٌّ أَحْدَثَ وَقُودَ النَّارِ بِالْمُزْدَلِفَةِ حِينَ وَقَفَ بِهَا حَتَّى يَرَاهَا مَنْ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمْ تَزَلْ تُوقَدُ تِلْكَ النَّارُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ يَعْنِي لَيْلَةَ جَمْعٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ تِلْكَ النَّارُ تُوقَدُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهِيَ تُوقَدُ إِلَى الْيَوْمِ وَفَرَضَ قُصَيٌّ عَلَى قُرَيْشٍ [ص: 73] السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ جِيرَانُ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَأَهْلُ الْحَرَمِ وَإِنَّ الْحَاجَّ ضِيفَانُ اللَّهِ، وَزُوَّارُ بَيْتِهِ، وَهُمْ أَحَقُّ الضَّيْفِ بِالْكَرَامَةِ، فَاجْعَلُوا لَهُمْ طَعَامًا وَشَرَابًا أَيَّامَ الْحَجِّ حَتَّى يَصْدُرُوا عَنْكُمْ، فَفَعَلُوا، فَكَانُوا يُخْرِجُونَ ذَلِكَ كُلَّ عَامٍ مِنْ أَمْوَالِهِمْ خَرْجًا يَتَرَافَدُونَ ذَلِكَ فَيَدْفَعُونَهُ إِلَيْهِ فَيَصْنَعُ الطَّعَامَ لِلنَّاسِ أَيَّامَ مِنًى وَبِمَكَّةَ وَيَصْنَعُ حِيَاضًا لِلْمَاءِ مِنْ أَدَمٍ فَيَسْقِي فِيهَا بِمَكَّةَ وَمِنًى وَعَرَفَةَ، فَجَرَى ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى قَامَ الْإِسْلَامُ، ثُمَّ جَرَوْا فِي الْإِسْلَامِ عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ، فَلَمَّا كَبِرَ قُصَيٌّ وَرَقَّ، وَكَانَ عَبْدُ الدَّارِ بِكْرَهُ وَأَكْبَرَ وَلَدِهِ وَكَانَ ضَعِيفًا، وَكَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ شَرُفُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ قُصَيٌّ: أَمَا وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَأَلْحَقَنَّكَ بِالْقَوْمِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ شَرُفُوا عَلَيْكَ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْهُمُ الْكَعْبَةَ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ الَّذِي تَفْتَحُهَا لَهُ، وَلَا تَعْقِدُ قُرَيْشٌ لِوَاءً لِحَرْبِهِمْ إِلَّا كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَعْقِدُهُ بِيَدِكَ، وَلَا يَشْرَبُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ إِلَّا مِنْ سِقَايَتِكَ، وَلَا يَأْكُلُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَوْسِمِ طَعَامًا بِمَكَّةَ إِلَّا مِنْ طَعَامِكَ، وَلَا تَقْطَعُ قُرَيْشٌ أَمْرًا مِنْ أُمُورِهَا إِلَّا فِي دَارِكَ، فَأَعْطَاهُ دَارَ النَّدْوَةِ وَحِجَابَةَ الْبَيْتِ وَاللِّوَاءَ وَالسِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ، وَخَصَّهُ بِذَلِكَ لِيُلْحِقَهُ بِسَائِرِ إِخْوَتِهِ، وَتُوُفِّيَ قُصَيٌّ فَدُفِنَ بِالْحَجُونِ، فَقَالَتْ تَخْمُرُ بِنْتُ قُصَيٍّ تَرْثِي أَبَاهَا: [البحر الكامل] طَرَقَ النَّعِيُّ بُعَيْدَ نَوْمِ الْهُجَّدِ ... فَنَعَى قُصَيًّا ذَا النَّدَى وَالسُّؤْدَدِ فَنَعَى الْمُهَذَّبَ مِنْ لُؤَيٍّ كُلِّهَا ... فَانْهَلَّ دَمْعِي كَالْجُمَانِ الْمُفْرَدِ فَأَرِقْتُ مِنْ حَزْنٍ وَهَمٍّ دَاخِلٍ ... أَرَقَ السَّلِيمِ لِوَجْدِهِ الْمُتَفَقِّدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 ذِكْرُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا هَلَكَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ قَامَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ عَلَى أَمْرِ قُصَيٍّ بَعْدَهُ وَأَمْرِ قُرَيْشٍ إِلَيْهِ وَاخْتَطَ بِمَكَّةَ رُبَاعًا بَعْدَ الَّذِي كَانَ قُصَيٌّ قَطَعَ لِقَوْمِهِ وَعَلَى عَبْدِ مَنَافٍ اقْتَصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] خَرَجَ حَتَّى عَلَا الْمَرْوَةَ ثُمَّ قَالَ: " ياَلَفِهْرٍ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالَ أَبُو لَهَبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هَذِهِ فِهْرٌ عِنْدَكَ فَقُلْ فَقَالَ: يَا لَغَالِبٍ فَرَجَعَ بَنُو مُحَارِبٍ وَبَنُو الْحَارِثِ ابْنَا فِهْرٍ فَقَالَ: يَا لَلُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ فَرَجَعَ بَنُو تَيْمٍ الْأَدْرَمُ بْنُ غَالِبٍ فَقَالَ: يَا لَكَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ فَرَجَعَ بَنُو عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَقَالَ: يَا لَمُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ فَرَجَعَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو سَهْمٍ وَبَنُو جُمَحٍ ابْنَا عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ فَقَالَ: يَا لَكِلَابِ بْنِ مُرَّةَ فَرَجَعَ بَنُو مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ وَبَنُو تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ فَقَالَ: يَا لَقُصَيٍّ فَرَجَعَ بَنُو زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَقَالَ: يَا لَعَبْدِ مَنَافٍ فَرَجَعَ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَذِهِ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عِنْدَكَ فَقُلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ وَأَنْتُمُ الْأَقْرَبُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ حَظًّا وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَشْهَدَ بِهَا لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ وَتَدِينَ لَكُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتَذِلَّ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ فَلِهَذَا دَعَوْتَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {تَبَّتْ يَدًا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] [ص: 75] يَقُولُ خَسِرَتْ يَدًا أَبِي لَهَبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَلَدَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ قُصَيٍّ سِتَّةَ نَفَرٍ وَسِتَّ نِسْوَةٍ: الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ أَكْبَرَهُمْ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا إِلَى أَرْضِهِ، وَهَاشِمَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُهُ عَمْرٌو وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ هِرَقْلَ؛ لِأَنْ تَخْتَلِفَ إِلَى الشَّأَمِ آمِنَةً وَعَبْدَ شَمْسِ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَتُمَاضُرَ بِنْتَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَحَنَّةَ، وَقِلَابَةَ، وَبَرَّةَ، وَهَالَةَ بَنَاتِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، وَنَوْفَلَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ كِسْرَى إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَبَا عَمْرِو بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَبَا عُبَيْدٍ دَرَجًا، وَأُمُّهُمْ وَاقِدَةُ بِنْتُ أَبِي عَدِيٍّ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَرَيْطَةَ بِنْتَ عَبْدِ مَنَافٍ وَلَدَتْ بَنِي هِلَالِ بْنِ مُعَيْطٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا الثَّقَفِيَّةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 ذِكْرُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اسْمُ هَاشِمٍ عَمْرًا وَكَانَ صَاحِبُ إِيلَافِ قُرَيْشٍ، وَإِيلَافُ قُرَيْشٍ دَأَبُ قُرَيْشٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرِّحْلَتَيْنِ لِقُرَيْشٍ تَرْحَلُ إِحْدَاهُمَا فِي الشِّتَاءِ إِلَى الْيَمَنِ وَإِلَى الْحَبَشَةِ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَيُكْرِمُهُ وَيَحْبُوهُ، وَرِحْلَةً فِي الصَّيْفِ إِلَى الشَّأْمِ إِلَى غَزَّةَ وَرُبَّمَا بَلَغَ أَنْقَرَةَ فَيَدْخُلُ عَلَى قَيْصَرَ فَيُكْرِمُهُ وَيَحْبُوهُ، فَأَصَابَتْ قُرَيْشًا سَنَوَاتٌ ذَهَبْنَ بِالْأَمْوَالِ فَخَرَجَ هَاشِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 إِلَى الشَّأْمِ فَأَمَرَ بِخُبْزٍ كَثِيرٍ فَخُبِزَ لَهُ فَحَمَلَهُ فِي الْغَرَائِرِ عَلَى الْإِبِلِ حَتَّى وَافَى مَكَّةَ فَهَشَمَ ذَلِكَ الْخُبْزَ يَعْنِي كَسَرَهُ وَثَرَدَهُ وَنَحَرَ تِلْكَ الْإِبِلَ، ثُمَّ أَمَرَ الطُّهَاةَ فَطَبَخُوا ثُمَّ كَفَأَ الْقُدُورَ عَلَى الْجِفَانِ فَأَشْبَعَ أَهْلَ مَكَّةَ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ الْحَيَا بَعْدَ السَّنَةِ الَّتِي أَصَابَتْهُمْ فَسُمِّيَ بِذَلِكَ هَاشِمًا وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى فِي ذَلِكَ: [البحر الكامل] عَمْرُو الْعُلَى هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ الْخَرَّبُوذِ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ آلِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَالَ وَهْبُ بْنُ عَبْدِ قُصَيٍّ فِي ذَلِكَ: [البحر الوافر] تَحَمَّلَ هَاشِمٌ مَا ضَاقَ عَنْهُ ... وَأَعْيَا أَنْ يَقُومَ بِهِ ابْنُ بِيضْ أَتَاهُمْ بِالْغَرَائِرِ مُتْأَقَاتٍ ... مِنْ أَرْضِ الشَّأْمِ بِالْبُرِّ النَّفِيضْ فَأَوْسَعَ أَهْلَ مَكَّةَ مِنْ هَشِيمٍ ... وَشَابَ الْخُبْزَ بِاللَّحْمِ الْغَرِيضْ فَظَلَّ الْقَوْمُ بَيْنَ مُكَلَّلَاتٍ ... مِنَ الشِّيزَاءِ حَائِرُهَا يُفِيضْ قَالَ: فَحَسَدَهُ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَكَانَ ذَا مَالٍ فَتَكَلَّفَ أَنْ يَصْنَعَ صَنِيعَ هَاشِمٍ فَعَجَزَ عَنْهُ فَشَمَتَ بِهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَغَضِبَ وَنَالَ مِنْ هَاشِمٍ وَدَعَاهُ إِلَى الْمُنَافَرَةِ فَكَرِهَ هَاشِمٌ ذَلِكَ لِسِنِّهِ وَقَدْرِهِ فَلَمْ تَدَعْهُ قُرَيْشٌ وَأَحْفَظُوهُ قَالَ: فَإِنِّي أُنَافِرُكَ عَلَى خَمْسِينَ نَاقَةً سُودِ الْحَدَقِ تَنْحَرُهَا بِبَطْنِ مَكَّةَ وَالْجَلَاءُ عَنْ مَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ فَرَضِيَ أُمَيَّةُ بِذَلِكَ وَجَعَلَا بَيْنَهُمَا الْكَاهِنَ الْخُزَاعِيَّ، فَنَفَّرَ هَاشِمًا عَلَيْهِ فَأَخَذَ هَاشِمٌ الْإِبِلَ فَنَحَرَهَا، وَأَطْعَمَهَا مَنْ حَضَرَهُ وَخَرَجَ أُمَيَّةُ إِلَى الشَّأْمِ فَأَقَامَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ فَكَانَتْ هَذِهِ أَوَّلَ عَدَاوَةٍ وَقَعَتْ بَيْنَ هَاشِمٍ وَأُمَيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ هَاشِمًا، وَعَبْدَ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبَ وَنَوْفَلًا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَجْمَعُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَا بِأَيْدِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ مِمَّا كَانَ قُصَيٌّ جَعَلَ إِلَى عَبْدِ الدَّارِ مِنَ الْحِجَابَةِ وَاللِّوَاءِ وَالرِّفَادَةِ وَالسِّقَايَةِ وَالنَّدْوَةِ، وَرَأَوْا أَنَّهُمْ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ لِشَرَفِهِمْ عَلَيْهِمْ وَفَضْلِهِمْ فِي قَوْمِهِمْ، وَكَانَ الَّذِي قَامَ بِأَمْرِهِمْ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ فَأَبَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ أَنْ تُسَلِّمَ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ وَقَامَ بِأَمْرِهِمْ عَامِرُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ فَصَارَ مَعَ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَبَنُو زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَبَنُو تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَصَارَ مَعَ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بَنُو مَخْزُومٍ وَسَهْمٌ وَجُمَحُ وَبَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ بَنُو عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَمُحَارِبُ بْنُ فِهْرٍ فَلَمْ يَكُونُوا مَعَ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ فَعَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ عَلَى أَمْرِهِمْ حِلْفًا مُؤَكَّدًا أَلَّا يَتَخَاذَلُوا وَلَا يُسَلِّمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ وَمَنْ صَارَ مَعَهُمْ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيبًا فَوَضَعُوهَا حَوْلَ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا وَمَسَحُوا الْكَعْبَةَ بِأَيْدِيهِمْ تَوْكِيدًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَسُمُّوا الْمُطَيَّبِينَ، وَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ جَفْنَةً مِنْ دَمٍ فَغَمَسُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وَتَعَاقَدُوا وَتَحَالَفُوا أَلَّا يَتَخَاذَلُوا مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً فَسُمُّوا الْأَحْلَافَ وَلَعَقَةَ الدَّمِ وَتَهَيَّؤوا لِلْقِتَالِ وَعُبِّئَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ لِقَبِيلَةٍ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ تَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ إِلَى أَنْ يُعْطُوا بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ وَتَكُونَ الْحِجَابَةُ وَاللِّوَاءُ وَدَارُ النَّدْوَةِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا وَتَحَاجَزَ النَّاسُ فَلَمْ تَزَلْ دَارُ النَّدْوَةِ فِي يَدِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى بَاعَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَجَعَلَهَا مُعَاوِيَةُ دَارَ الْإِمَارَةِ فَهِيَ فِي أَيْدِي الْخُلَفَاءِ إِلَى الْيَوْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَاصْطَلَحُوا يَوْمَئِذٍ أَنْ وُلِّيَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ وَكَانَ رَجُلًا مُوسِرًا وَكَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَجَّ قَامَ فِي قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ جِيرَانُ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَإِنَّهُ يَأْتِيكُمْ فِي هَذَا الْمَوْسِمِ زُوَّارُ اللَّهِ يُعَظِّمُونَ حُرْمَةَ بَيْتِهِ فَهُمْ ضَيْفُ اللَّهِ وَأَحَقُّ الضَّيْفِ بِالْكَرَامَةِ ضَيْفُهُ وَقَدْ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ وَحَفِظَ مِنْكُمْ أَفْضَلَ مَا حَفِظَ جَارٌ مِنْ جَارِهِ فَأَكْرِمُوا ضَيْفَهُ وَزَوْرَهُ يَأْتُونَ شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ بَلَدٍ عَلَى ضَوَامِرَ كَأَنَّهُنَّ الْقِدَاحُ قَدْ أَزْحَفُوا وَتَفَلُوا وَقَمَلُوا وَأَرْمَلُوا فَاقْرُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُرَافِدُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَنْ كَانَ أَهْلُ الْبَيْتِ لَيُرْسِلُونَ بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ عَلَى قَدْرِهِمْ، وَكَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ يُخْرِجُ فِي كُلِّ عَامٍ مَالًا كَثِيرًا، وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَهْلَ يَسَارَةٍ يَتَرَافَدُونَ، وَكَانَ كُلُّ إِنْسَانٍ يُرْسِلُ بِمِائَةِ مِثْقَالٍ هِرْقَلِيَّةٍ، وَكَانَ هَاشِمٌ يَأْمُرُ بِحِيَاضٍ مِنْ أَدَمٍ فَتُجْعَلُ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ ثُمَّ يَسْتَقِي فِيهَا الْمَاءَ مِنَ الْبِئَارِ الَّتِي بِمَكَّةَ فَيَشْرَبُهُ الْحَاجُّ، وَكَانَ يُطْعِمُهُمْ أَوَّلَ مَا يُطْعِمُ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ بِمَكَّةَ وَبِمِنًى وَجَمْعٍ وَعَرَفَةَ وَكَانَ يُثْرِدُ لَهُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ وَالْخُبْزَ وَالسَّمْنَ وَالسَّوِيقَ وَالتَّمْرَ، وَيَجْعَلُ لَهُمُ الْمَاءَ فَيُسْقَوْنَ بِمِنًى وَالْمَاءُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فِي حِيَاضِ الْأَدَمِ إِلَى أَنْ يَصْدُرُوا مِنْ مِنًى فَتَنْقَطِعُ الضِّيَافَةُ وَيَتَفَرَّقُ النَّاسُ لَبِلَادِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللِّهْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ هَاشِمٌ رَجُلًا شَرِيفًا وَهُوَ الَّذِي أَخَذَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنْ قَيْصَرَ لِأَنْ تَخْتَلِفَ آمِنَةً وَأَمَّا مَنْ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَلَّفَهُمْ عَلَى أَنْ تَحْمِلَ قُرَيْشٌ بَضَائِعَهُمْ وَلَا كِرَاءَ عَلَى أَهْلِ الطَّرِيقِ، فَكَتَبَ لَهُ قَيْصَرُ كِتَابًا، وَكَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ أَنْ يُدْخِلَ قُرَيْشًا أَرْضَهُ وَكَانُوا تُجَّارًا، فَخَرَجَ هَاشِمٌ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ فِيهَا تِجَارَاتٌ وَكَانَ طَرِيقُهُمْ عَلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلُوا بِسُوقِ النَّبَطِ فَصَادَفُوا سُوقًا تَقُومُ بِهَا فِي السَّنَةِ يَحْشُدُونَ لَهَا فَبَاعُوا وَاشْتَرَوْا وَنَظَرُوا إِلَى امْرَأَةٍ عَلَى مَوْضِعِ مُشْرِفٍ مِنَ السُّوقِ فَرَأَى امْرَأَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 تَأْمُرُ بِمَا يُشْتَرَى وَيُبَاعُ لَهَا فَرَأَى امْرَأَةً حَازِمَةً جَلْدَةً مَعَ جَمَالٍ فَسَأَلَ هَاشِمٌ عَنْهَا أَأَيِّمٌ هِيَ أَمْ ذَاتُ زَوْجٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَيِّمٌ هِيَ أَمْ ذَاتُ زَوْجٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَيِّمٌ كَانَتْ تَحْتَ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَمَعْبَدًا ثُمَّ فَارَقَهَا وَكَانَتْ لَا تَنْكِحُ الرِّجَالَ لِشَرَفِهَا فِي قَوْمِهَا حَتَّى يَشْرِطُوا لَهَا أَنَّ أَمْرَهَا بِيَدِهَا، فَإِذَا كَرِهَتْ رَجُلًا فَارَقَتْهُ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، فَخَطَبَهَا هَاشِمٌ، فَعَرَفَتْ شَرَفَهُ وَنَسَبَهُ فَزَوَّجَتْهُ نَفْسَهَا وَدَخَلَ بِهَا، وَصَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا مَنْ هُنَاكَ مِنْ أَصْحَابِ الْعِيرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وَكَانُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَمَخْزُومٍ وَسَهْمٍ، وَدَعَا مِنَ الْخَزْرَجِ رِجَالًا، وَأَقَامَ بِأَصْحَابِهِ أَيَّامًا وَعَلِقَتْ سَلْمَى بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَلَدَتْهُ، وَفِي رَأْسِهِ شَيْبَةٌ، فَسُمِّيَ شَيْبَةَ، وَخَرَجَ هَاشِمٌ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الشَّأْمِ حَتَّى بَلَغَ غَزَّةَ فَاشْتَكَى فَأَقَامُوا عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ فَدَفَنُوهُ بِغَزَّةَ، وَرَجَعُوا بِتَرِكَتِهِ إِلَى وَلَدِهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ الَّذِيَ رَجَعَ بِتَرِكَتِهِ إِلَى وَلَدِهِ أَبُو رُهْمِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيُّ عَامِرُ بْنُ لُؤَيٍّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْصَى هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَبَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ يَدٌ وَاحِدَةٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَبَنُو عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنُو نَوْفَلٍ ابْنَا عَبْدِ مَنَافٍ يَدٌ إِلَى الْيَوْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَوَلَدَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَخَمْسَ نِسْوَةٍ شَيْبَةَ الْحَمْدِ وَهُوَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ حَتَّى هَلَكَ وَرُقَيَّةَ بِنْتَ هَاشِمٍ مَاتَتْ، وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تُبَرَّزْ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأَخَوَاهَا لِأُمِّهَا عَمْرٌو وَمَعْبَدٌ ابْنَا أُحَيْحَةُ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَوْسِ، وَأَبَا صَيْفِيِّ بْنَ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ عَمْرٌو وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ وَصَيْفِيًّا، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأَخَوَاهَا لِأُمِّهِمَا مَخْرَمَةُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأَسَدُ بْنُ هَاشِمٍ، وَأُمُّهُ قَيْلَةُ، وَكَانَتْ تُلَقَّبُ الْجَزُورُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَذِيمَةَ، وَهُوَ الْمُصْطَلِقُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَنَضْلَةَ بْنَ هَاشِمٍ وَالشِّفَاءَ وَرُقَيَّةَ، وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَأَخَوَاهَا لِأُمِّهَا نُفَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَدَوِيُّ وَعَمْرُو بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَالضَّعِيفَةَ بِنْتَ هَاشِمٍ وَخَالِدَةَ بِنْتَ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ وَاقِدَةُ بِنْتُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيُقَالُ: عُدَيٌّ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ نُهْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَحَنَّةَ بِنْتَ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا عُدَيُّ بِنْتُ حُبَيِّبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ قَسِّيٍّ، وَهُوَ ثَقِيفٌ قَالَ: وَكَانَ هَاشِمٌ يُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كَانَ يُكَنَّى بِابْنِهِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ هَاشِمٌ رَثَاهُ وَلَدُهُ بِأَشْعَارٍ كَثِيرَةٍ، فَكَانَ مِمَّا قِيلَ فِيمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِ قَالَتْ خَالِدَةُ بِنْتُ هَاشِمٍ تَرْثِي أَبَاهَا وَهُوَ شِعْرٌ فِيهِ ضَعْفٌ: [البحر الكامل] بَكَرَ النَّعِيُّ بِخَيْرِ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى ... ذِي الْمَكْرُمَاتِ وَذِي الْفِعَالِ الْفَاضِلِ بِالسَّيِّدِ الْغَمْرِ السَّمَيْدَعِ ذِي النُّهَى ... مَاضِي الْعَزِيمَةِ غَيْرِ نِكْسٍ وَاغِلِ زَيْنِ الْعَشِيرَةِ كُلِّهَا وَرَبِيعِهَا ... فِي الْمُطْبَقَاتِ وَفِي الزَّمَانِ الْمَاحِلِ بِأَخِي الْمَكَارِمِ وَالْفَوَاضِلِ وَالْعُلَى ... عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِ الْبَاطِلِ إِنَّ الْمُهَذَّبَ مِنْ لُؤَيٍّ كُلِّهَا ... بِالشَّأْمِ بَيْنَ صَفَائِحٍ وَجَنَادِلِ فَابْكِي عَلَيْهِ مَا بَقِيتِ بِعَوْلَةٍ ... فَلَقَدْ رُزِئْتِ أَخَا نَدًى وَفَوَاضِلِ وَلَقَدْ رُزِئْتِ قَرِيعَ فِهْرٍ كُلِّهَا ... وَرَئِيسِهَا فِي كُلِّ أَمْرٍ شَامِلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وَقَالَتِ الشِّفَاءُ بِنْتُ هَاشِمٍ تَرْثِي أَبَاهَا: [البحر المديد] عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَسُجُومِ ... وَاسْفَحِي الدَّمْعَ لِلْجَوَادِ الْكَرِيمِ عَيْنُ وَاسْتَعْبِرِي وَسُحِّي وَجُمِّي ... لِأَبِيكِ الْمُسَوَّدِ الْمَعْلُومِ هَاشِمُ الْخَيْرِ ذِي الْجَلَالَةِ وَالْمَجْدِ ... وَذِي الْبَاعِ وَالنَّدَى وَالصَّمِيمِ وَرَبِيعٍ لِلْمُجْتَدِينَ وَحِرْزٍ ... وَلَزَازٍ لِكُلِّ أَمْرٍ عَظِيمٍ شِمَّرِيٍّ نَمَاهُ لِلْعِزِ صَقْرٌ ... شَامِخُ الْبَيْتِ مِنْ سَرَاةِ الْأَدِيمِ شَيْظَمِيٍّ مُهَذَّبٍ ذِي فُضُولٍ ... أَرْيَحِيٍّ مِثْلِ الْقَنَاةِ وَسِيمِ غَالِبِيٍّ سَمَيْدَعٍ أَحْوَذِيٍّ ... بَاسِقِ الْمَجْدِ مَضْرَحِيٍّ حَلِيمِ صَادِقِ النَّاسِ فِي الْمَوَاطِنِ شَهْمٍ ... مَاجِدِ الْجَدِّ غَيْرِ نِكْسٍ ذَمِيمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 ذِكْرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: كَانَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَكْبَرَ مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ الَّذِي عَقَدَ الْحِلْفَ لِقُرَيْشٍ مِنَ النَّجَاشِيِّ فِي مَتْجَرِهَا، وَكَانَ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ مُطَاعًا سَيِّدًا، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُسَمِّيهِ الْفَيْضَ لِسَمَاحَتِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ هَاشِمٍ السِّقَايَةَ وَالرِّفَادَةَ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ: [البحر المتقارب] أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي هَاشِمٍ ... بِمَا قَدْ فَعَلْنَا وَلَمْ نُؤْمَرِ أَقَمْنَا لِنَسْقِيَ حَجِيجَ الْحَرَامِ ... إِذَا تُرِكَ الْمَجْدُ لَمْ يُؤْثَرِ نَسُوقُ الْحَجِيجَ لِأَبْيَاتِنَا كَأَنَّهُمْ بَقَرٌ تُحْشَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: وَقَدِمَ ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ وَهُوَ أَبُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فَلَقِيَ الْمُطَّلِبَ وَكَانَ لَهُ خَلِيلًا، فَقَالَ لَهُ: لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ أَخِيكَ شَيْبَةَ فِينَا لَرَأَيْتُ جَمَالًا وَهَيْبَةً وَشَرَفًا لَقَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُنَاضِلُ فِتْيَانًا مِنْ أَخْوَالِهِ فَيُدْخِلُ مِرْمَاتَيْهِ جَمِيعًا فِي مِثْلِ رَاحَتِي هَذِهِ، وَيَقُولُ كُلَّمَا خَسَقَ: أَنَا ابْنُ عَمْرِو الْعُلَى فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: لَا أُمْسِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِ فَأَقْدَمَ بِهِ، فَقَالَ ثَابِتٌ: مَا أَرَى سَلْمَى تَدْفَعُهُ إِلَيْكَ، وَلَا أَخْوَالَهُ هُمْ أَضَنُّ بِهِ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَدَعَهُ فَيَكُونَ فِي أَخْوَالِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ عَلَيْكَ إِلَى مَا هَهُنَا رَاغِبًا فِيكَ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: يَا أَبَا أَوْسٍ مَا كُنْتُ لِأَدَعَهُ هُنَاكَ، وَيَتْرُكُ مَآثِرَ قَوْمِهِ وَسِطَتَهُ وَنَسَبَهُ وَشَرَفَهُ فِي قَوْمِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي نَاحِيَةٍ، وَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى وَجَدَهُ يَرْمِي فِي فَتَيَانٍ مِنْ أَخْوَالِهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَ شِبْهَ أَبِيهِ فِيهِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَكَسَاهُ حُلَّةً يَمَانِيَةً، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] عَرَفْتُ شَيْبَةَ وَالنَّجَّارُ قَدْ حَفَلَتْ ... أَبْنَاؤُهَا حَوْلَهُ بِالنَّبْلِ تَنْتَضِلُ عَرَفْتُ أَجْلَادَهُ مِنَّا وَشِيمَتَهُ ... فَفَاضَ مِنِّي عَلَيْهِ وَابِلٌ سَبَلُ فَأَرْسَلَتْ سَلْمَى إِلَى الْمُطَّلِبِ فَدَعَتْهُ إِلَى النُّزُولِ عَلَيْهَا، فَقَالَ: شَأْنِي أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَحُلَّ عُقْدَةً حَتَّى أَقْبِضَ ابْنَ أَخِي وَأَلْحِقَهُ بِبَلَدِهِ وَقَوْمِهِ، فَقَالَتْ: لَسْتُ بِمُرْسِلَتِهِ مَعَكَ وَغَلَّظَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: لَا تَفْعَلِي فَإِنِّي غَيْرُ مُنْصَرَفٍ حَتَّى أَخْرُجَ بِهِ مَعِي، ابْنُ أَخِي قَدْ بَلَغَ وَهُوَ غَرِيبٌ فِي غَيْرِ قَوْمِهِ، وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ شَرُفَ قَوْمُنَا، وَالْمُقَامُ بِبَلَدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمُقَامِ هَهُنَا، وَهُوَ ابْنُكِ حَيْثُ كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ غَيْرُ مُقَصِّرٍ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ اسْتَنْظَرَتْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَ عِنْدَهُمْ فَأَقَامَ ثَلَاثًا، ثُمَّ احْتَمَلَهُ وَانْطَلَقَا جَمِيعًا فَأَنْشَأَ الْمُطَّلِبُ يَقُولُ كَمَا أَنْشَدَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: [البحر المنسرح] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 أَبْلِغْ بَنِي النَّجَّارِ إِنْ جِئْتَهُمْ ... أَنِّي مِنْهُمْ وَابْنُهُمْ وَالْخَمِيسِ رَأَيْتُهُمْ قَوْمًا إِذَا جِئْتُهُمْ ... هَوَوْا لِقَائِي وَأَحَبُّوا حَسِيسِي ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَدَخَلَ بِهِ الْمُطَّلِبُ مَكَّةَ ظُهْرًا، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أَخِي شَيْبَةُ بْنُ عَمْرٍو فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: ابْنُهُ لَعَمْرِي، فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى أَدْرَكَ وَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ تَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْيَمَنِ فَهَلَكَ بِرَدْمَانَ مِنْ أَرْضِ الْيَمَنِ فَوَلِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ بَعْدَهُ الرِّفَادَةَ وَالسِّقَايَةَ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ بِيَدِهِ يُطْعِمُ الْحَاجَّ وَيَسْقِيهِمْ فِي حِيَاضٍ مِنْ أَدَمٍ بِمَكَّةَ فَلَمَّا سُقِيَ زَمْزَمَ تَرَكَ السَّقْيَ فِي الْحِيَاضِ بِمَكَّةَ وَسَقَاهُمْ مِنْ زَمْزَمَ حِينَ حَفَرَهَا، وَكَانَ يَحْمِلُ الْمَاءَ مِنْ زَمْزَمَ إِلَى عَرَفَةَ فَيَسْقِيهِمْ، وَكَانَتْ زَمْزَمُ سُقْيَا مِنَ اللَّهِ أُتِيَ فِي الْمَنَامِ مَرَّاتٍ فَأُمِرَ بِحَفْرِهَا، وَوُصِفَ لَهُ مَوْضِعُهَا، فَقِيلَ لَهُ: احْفُرْ طَيْبَةَ قَالَ: وَمَا طَيْبَةُ؟ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ، فَقَالَ: احْفُرْ بَرَّةَ قَالَ: وَمَا بَرَّةُ؟ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: احْفُرِ الْمَضْنُونَةَ، قَالَ: وَمَا الْمَضْنُونَةُ؟ أَبِنْ لِي مَا تَقُولُ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَاهُ، فَقَالَ احْفُرْ زَمْزَمَ قَالَ: وَمَا زَمْزَمُ؟ قَالَ: لَا تُنْزَحُ وَلَا تُذَمُّ تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، وَهِيَ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ عِنْدَ نَقْرَةِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ، قَالَ: وَكَانَ غُرَابٌ أَعْصَمُ لَا يَبْرَحُ عِنْدَ الذَّبَائِحِ مَكَانَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، وَهِيَ شِرْبٌ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ: فَغَدَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِمِعْوَلِهِ وَمِسْحَاتِهِ مَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَيْسَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَلَدٌ غَيْرَهُ فَجَعَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَحْفِرُ بِالْمِعْوَلِ وَيَغْرِفُ بِالْمِسْحَاةِ فِي الْمِكْتَلِ فَيَحْمِلُهُ الْحَارِثُ فَيُلْقِيهِ خَارِجًا، فَحَفَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ بَدَا لَهُ الطَّوِيُّ فَكَبَّرَ وَقَالَ: هَذَا طَوِيُّ إِسْمَاعِيلَ فَعَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّهُ قَدْ أَدْرَكَ الْمَاءَ فَأَتَوْهُ، فَقَالُوا: أَشْرِكْنَا فِيهِ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، هَذَا أَمْرٌ خُصِصْتُ بِهِ دُونَكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 ، فَاجْعَلُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ مَنْ شِئْتُمْ أُحَاكِمْكُمْ إِلَيْهِ، قَالُوا: كَاهِنَةَ بَنِي سَعْدٍ هُذَيْمَ وَكَانَتْ بِمُعَانَ مِنْ أَشْرَافِ الشَّامِ فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، وَخَرَجَ مَعَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ بِعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ قَبَائِلِهَا، فَلَمَّا كَانُوا بِالْفَقِيرِ مِنْ طَرِيقِ الشَّامِ أَوْ حَذْوِهِ، فَنِيَ مَاءُ الْقَوْمِ جَمِيعًا فَعَطِشُوا، فَقَالُوا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: مَا تَرَى، فَقَالَ: هُوَ الْمَوْتُ فَلْيَحْفِرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ حُفْرَةً لِنَفْسِهِ، فَكُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ دَفَنَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا فَيَمُوتَ ضَيْعَةً أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَمُوتُوا جَمِيعًا، فَحَفَرُوا، ثُمَّ قَعَدُوا يَنْتَظِرُونَ الْمَوْتَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: وَاللَّهِ إِنَّ إِلْقَاءَنَا بِأَيْدِينَا هَكَذَا لَعَجْزٌ، أَلَا نَضْرِبُ فِي الْأَرْضِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَنَا مَاءً بِبَعْضِ هَذِهِ الْبِلَادِ، فَارْتَحَلُوا، وَقَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ انْفَجَرَ تَحْتَ خُفِّهَا عَيْنُ مَاءٍ عَذْبٍ، فَكَبَّرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ وَشَرِبُوا جَمِيعًا، ثُمَّ دَعَا الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: هَلُمُّوا إِلَى الْمَاءِ الرِّوَاءِ فَقَدْ سَقَانَا اللَّهُ فَشَرِبُوا وَاسْتَقُوا، وَقَالُوا: قَدْ قُضِيَ لَكَ عَلَيْنَا، الَّذِي سَقَاكَ هَذَا الْمَاءَ بِهَذِهِ الْفَلَاةِ هُوَ الَّذِي سَقَاكَ زَمْزَمَ فَوَاللَّهِ لَا نُخَاصِمُكَ فِيهَا أَبَدًا، فَرَجَعَ وَرَجَعُوا مَعَهُ وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى الْكَاهِنَةِ وَخَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَمْزَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ " أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أُتِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ، فَقَالَ: أَيْنَ؟ فَقِيلَ لَهُ: مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَحْتَفِرْ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ عِنْدَ الْفَرْثِ عِنْدَ النَّمْلِ عِنْدَ مَجْلِسِ خُزَاعَةَ وَنَحْوِهِ، فَاحْتَفَرَ فَوَجَدَ غَزَالًا وَسِلَاحًا وَأَظْفَارًا، فَقَالَ قَوْمُهُ لَمَّا رَأَوْا الْغَنِيمَةَ كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُغَازُوهُ قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ نَذَرَ لَئِنْ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ لَيَنْحَرَنَّ أَحَدَهُمْ، فَلَمَّا وُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ وَأَرَادَ ذَبْحَ عَبْدِ اللَّهِ مَنَعَتْهُ بَنُو زُهْرَةَ، وَقَالُوا: أَقْرِعْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْإِبِلِ وَإِنَّهُ أَقْرَعَ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَلَى الْإِبِلِ مَرَّةً قَالَ: لَا أَدْرِي السَّبْعَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَمْ لَا؟ ثُمَّ صَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ تَرَكَ ابْنَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وَنَحَرَ الْإِبِلَ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَكَانَتْ جُرْهُمُ حِينَ أَحَسُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ دَفَنُوا غَزَالَيْنِ وَسَبْعَةَ أَسْيَافٍ قَلْعِيَّةٍ وَخَمْسَةَ أَدْرَاعٍ سَوَابِغَ فَاسْتَخْرَجَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ يَتَأَلَّهُ وَيُعَظِّمُ الظُّلْمَ وَالْفُجُورَ فَضَرَبَ الْغَزَالَيْنِ صَفَائِحَ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَا مِنْ ذَهَبٍ، وَعَلَّقَ الْأَسْيَافَ عَلَى الْبَابَيْنِ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِزَ بِهِ خِزَانَةَ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَ الْمِفْتَاحَ وَالْقُفْلَ مِنْ ذَهَبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْغَزَالُ لِجُرْهُمَ فَلَمَّا حَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ اسْتَخْرَجَ الْغَزَالَ وَسُيُوفًا قَلْعِيَّةً فَضَرَبَ عَلَيْهَا بِالْقِدَاحِ، فَخَرَجَتْ لِلْكَعْبَةِ فَجَعَلَ صَفَائِحَ الذَّهَبِ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، فَغَدَا عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَرَقُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ، وَأَبِي الْمُقَوَّمِ وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَحْسَنَ قُرَيْشٍ وَجْهًا وَأَمَدَّهُ جِسْمًا وَأَحْلَمَهُ حِلْمًا وَأَجْوَدَهُ كَفًّا وَأَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ كُلِّ مُوبِقَةٍ تُفْسِدُ الرِّجَالَ، وَلَمْ يَرَهُ مَلِكٌ قَطُّ إِلَّا أَكْرَمَهُ وَشَفَّعَهُ، وَكَانَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ حَتَّى هَلَكَ، فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَقَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مُتَجَاوِرُونَ فِي الدَّارِ هَلُمَّ فَلْنُحَالِفْكَ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالْأَرْقَمِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ هَاشِمٍ وَالضَّحَّاكِ وَعَمْرٍو ابْنَيْ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمٍ وَلَمْ يَحْضُرْهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا نَوْفَلٍ فَدَخَلُوا دَارَ النَّدْوَةِ فَتَحَالَفُوا فِيهَا عَلَى التَّنَاصُرِ وَالْمُوَاسَاةِ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا وَعَلَّقُوهُ فِي الْكَعْبَةِ، وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي ذَلِكَ: [البحر الطويل] سَأُوصِي زُبَيْرًا إِنْ تَوَافَتْ مَنِيَّتِي ... بِإِمْسَاكِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي عَمْرِو وَأَنْ يَحْفَظَ الْحِلْفَ الَّذِي سَنَّ شَيْخُهُ ... وَلَا يُلْحِدَنَّ فِيهِ بِظُلْمٍ وَلَا غَدْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 هُمُ حَفَظُوا الْإِلَّ الْقَدِيمَ ... وَحَالَفُوا أَبَاكَ فَكَانُوا دُونَ قَوْمِكَ مِنْ فِهْرٍ قَالَ: فَأَوْصَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى ابْنِهِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَوْصَى الزُّبَيْرُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ وَأَوْصَى أَبُو طَالِبٍ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا وَرَدَ الْيَمَنَ نَزَلَ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ حِمْيَرَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ مَرَّةً مِنَ الْمَرِّ فَوَجَدَ عِنْدَهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدْ أُمْهِلَ لَهُ فِي الْعُمُرِ وَقَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ: تَأْذَنُ لِي أَنْ أُفَتِّشَ مَكَانًا مِنْكَ؟ قَالَ: لَيْسَ كُلُّ مَكَانٍ مِنِّي آذَنُ لَكَ فِي تَفْتِيشِهِ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ مَنْخَرَاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى يَارٍ وَهُوَ الشَّعْرُ فِي مَنْخَرَيْهِ، فَقَالَ: أَرَى نُبُوَّةً وَأَرَى مُلْكًا وَأَرَى أَحَدَهُمَا فِي بَنِي زُهْرَةَ فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَزَوَّجَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَوَلَدَتْ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ اللَّهُ فِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ النُّبُوَّةَ وَالْخِلَافَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ وَضَعَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: كَانَ أَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالْوَسْمَةِ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ هَاشِمٍ فَكَانَ إِذَا وَرَدَ الْيَمَنَ نَزَلَ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ حِمْيَرَ فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ هَلْ لَكَ أَنْ تُغَيِّرَ هَذَا الْبَيَاضَ فَتَعُودَ شَابًّا؟ قَالَ: ذَاكَ إِلَيْكَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَخُضِبَ بِحِنَّاءٍ ثُمَّ عُلِّيَ بِالْوَسْمَةِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: زَوِّدُنَا مِنْ هَذَا فَزَوَّدُوهُ فَأَكْثَرَ فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلًا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ بِالْغَدَاةِ كَأَنَّ شَعْرَهُ حَلَكُ الْغُرَابِ، فَقَالَتْ لَهُ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبٍ أُمُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: يَا شَيْبَةَ الْحَمْدِ لَوْ دَامَ هَذَا لَكَ كَانَ حَسَنًا، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: [البحر الطويل] لَوْ دَامَ لِي هَذَا السَّوَادُ حَمِدْتُهُ ... فَكَانَ بَدِيلًا مِنْ شَبَابٍ قَدِ انْصَرَمْ تَمَتَّعْتُ مِنْهُ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ ... وَلَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ نُتَيْلَةُ أَوْ هَرَمْ وَمَاذَا الَّذِي يُجْدِي عَلَى الْمَرْءِ خَفْضُهُ ... وَنِعْمَتُهُ يَوْمًا إِذَا عَرْشُهُ انْهَدَمْ فَمَوْتٌ جَهِيزٌ عَاجِلٌ لَا شَوًى لَهُ ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَقَالِهِمْ حَكَمْ قَالَ فَخَضَبَ أَهْلَ مَكَّةَ بِالسَّوَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي صَالِحٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرِّقَةِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَكَانَ عَالِمًا قَالَا: تَنَافَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ وَحَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ الْحَبَشِيِّ فَأَبَى أَنْ يُنَفِّرَ بَيْنَهُمَا فَجَعَلَا بَيْنَهُمَا نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ لِحَرْبٍ: يَا أَبَا عَمْرٍو أَتُنَافِرُ رَجُلًا هُوَ أَطْوَلُ مِنْكَ قَامَةً وَأَعْظَمُ مِنْكَ هَامَةً وَأَوْسَمُ مِنْكَ وَسَامَةً وَأَقَلُّ مِنْكَ لَامَةً وَأَكْثَرُ مِنْكَ وَلَدًا وَأَجْزَلَ مِنْكَ صَفَدًا وَأَطْوَلُ مِنْكَ مَذُودًا؟ فَنَفَّرَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حَرْبٌ: إِنَّ مِنِ انْتِكَاثِ الزَّمَانِ أَنْ جَعَلْنَاكَ حَكَمًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَدِيمًا لِحَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ حَتَّى تَنَافَرَا إِلَى نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى جَدِّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلَمَّا نَفَّرَ نُفَيْلٌ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ تَفَرَّقَا فَصَارَ حَرْبٌ نَدِيمًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مَاءٌ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْهَرِمِ وَكَانَ فِي يَدَيْ ثَقِيفٍ دَهْرًا، ثُمَّ طَلَبَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنْهُمْ فَأَبَوْا عَلَيْهِ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِ ثَقِيفٍ جُنْدُبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ فَأَبَى عَلَيْهِ وَخَاصَمَهُ فِيهِ، فَدَعَاهُمَا ذَلِكَ إِلَى الْمُنَافَرَةِ إِلَى الْكَاهِنِ الْعُذْرِيِّ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عُزَّى سَلَمَةَ وَكَانَ بِالشَّامِ فَتَنَافَرَا عَلَى إِبِلٍ سَمُّوهَا، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ وَلَا وَلَدَ لَهُ يَوْمَئِذٍ غَيْرَهُ وَخَرَجَ جُنْدُبٌ فِي نَفَرٍ مِنْ ثَقِيفٍ فَنَفِدَ مَاءُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابِهِ فَطَلَبُوا إِلَى الثَّقَفِيِّينَ أَنْ يَسْقُوهُمْ فَأَبَوْا فَفَجَّرَ اللَّهُ لَهُمْ عَيْنًا مِنْ تَحْتِ جِرَانِ بَعِيرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنَّةٌ، فَشَرِبُوا رِيَّهُمْ، وَحَمَلُوا حَاجَتَهُمْ وَنَفِدَ مَاءُ الثَّقَفِيِّينَ فَبَعَثُوا إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْتَسْقُونَهُ فَسَقَاهُمْ، وَأَتَوُا الْكَاهِنَ فَنَفَّرَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ عَلَيْهِمْ فَأَخَذَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ فَنَحَرَهَا، وَأَخَذَ ذَا الْهَرِمَ وَرَجَعَ وَقَدْ فَضَّلَهُ عَلَيْهِ، وَفَضَّلَ قَوْمَهُ عَلَى قَوْمِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 ذَكْرُ نَذْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: لَمَّا رَأَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قِلَّةَ أَعْوَانِهِ فِي حَفْرِ زَمْزَمَ وَإِنَّمَا كَانَ يَحْفِرُ وَحْدَهُ، وَابْنُهُ الْحَارِثُ هُوَ بِكْرُهُ نَذَرَ لَئِنْ أَكْمَلَ اللَّهُ لَهُ عَشَرَةَ ذُكُورٍ حَتَّى يَرَاهُمْ أَنْ يَذْبَحَ أَحَدَهُمْ فَلَمَّا تَكَامَلُوا عَشَرَةً، فَهُمُ الْحَارِثُ وَالزُّبَيْرُ وَأَبُو طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ وَحَمْزَةُ وَأَبُو لَهَبٍ وَالْغَيْدَاقُ وَالْمُقَوَّمُ وَضِرَارٌ وَالْعَبَّاسُ، جَمَعَهُمْ ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِنَذْرِهِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْوَفَاءِ لِلَّهِ بِهِ فَمَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَقَالُوا: أَوْفِ بِنَذْرِكَ وَافْعَلْ مَا شِئْتَ [ص: 89] فَقَالَ: لِيَكْتُبْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمُ اسْمَهُ فِي قِدْحِهِ فَفَعَلُوا فَدَخَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ وَقَال لِلسَّادِنِ: اضْرِبْ بِقِدَاحِهِمْ فَضَرَبَ فَخَرَجَ قَدَحُ عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلُهَا وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُحِبُّهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ يَقُودُهُ إِلَى الْمَذْبَحِ وَمَعَهُ الْمُدْيَةُ فَبَكَى بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكُنَّ قِيَامًا، وَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ لِأَبِيهَا: أَعْذِرْ فِيهِ بِأَنْ تَضْرِبَ فِي إِبِلِكَ السَّوَائِمِ الَّتِي فِي الْحَرَمِ فَقَالَ لِلسَّادِنِ: اضْرِبْ عَلَيْهِ بِالْقِدَاحِ وَعَلَى عَشْرٍ مِنَ الْإِبِلِ وَكَانَتِ الدِّيَةُ يَوْمَئِذٍ عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ فَضَرَبَ فَخَرَجَ الْقَدَحُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَجَعَلَ يَزِيدُ عَشْرًا عَشْرًا، كُلُّ ذَلِكَ يَخْرُجُ الْقَدَحُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى كَمَلَتِ الْمِائَةُ، فَضَرَبَ بِالْقِدَاحِ فَخَرَجَ عَلَى الْإِبِلِ فَكَبَّرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، وَاحْتَمَلَ بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَاهُنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَقَدَّمَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ الْإِبِلَ فَنَحَرَهَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَحَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ خَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ كُلِّ مَنْ وَرَدَهَا مِنْ إِنَسِيٍّ أَوْ سَبُعٍ أَوْ طَائِرٍ لَا يَذُبُّ عَنْهَا أَحَدًا وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتِ الدِّيَةُ يَوْمَئِذٍ عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ دِيَةَ النَّفْسِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَجَرَتْ فِي قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ وَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَشْعَرِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي رُقَيْقَةَ بِنْتَ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ تُحَدِّثُ وَكَانَتْ لِدَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُونَ ذَهَبْنَ بِالْأَمْوَالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وَأَشْفَيْنَ عَلَى الْأَنْفُسِ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ فِي الْمَنَامِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْمَبْعُوثَ مِنْكُمْ، وَهَذَا إِبَّانُ خُرُوجِهِ وَبِهِ يَأْتِيكُمُ الْحَيَا وَالْخِصْبُ فَانْظُرُوا رَجُلًا مِنْ أَوْسَطِكُمْ نَسَبًا طُوَالًا عِظَامًا أَبْيَضَ مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ جَعْدًا سَهْلَ الْخَدَّيْنِ رَقِيقَ الْعِرْنِينِ فَلْيَخْرُجْ هُوَ وَجَمِيعُ وَلَدِهِ، وَلْيَخْرُجْ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ، فَتَطَهَّرُوا وَتَطَيَّبُوا ثُمَّ اسْتَلِمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ ارْقَوْا رَأْسَ أَبِي قُبَيْسٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ هَذَا الرَّجُلُ فَيَسْتَسْقِي وَتُؤَمِّنُونَ، فَإِنَّكُمْ سَتُسْقَوْنَ، فَأَصْبَحَتْ فَقَصَّتْ رُؤْيَاهَا عَلَيْهِمْ، فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا هَذِهِ الصِّفَةَ صِفَةَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَخَرَجَ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَفَعَلُوا مَا أَمَرَتْهُمْ بِهِ، ثُمَّ عَلَوْا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَمَعَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ غُلَامٌ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَقَالَ: لَاهُمَّ هَؤُلَاءِ عَبِيدُكَ وَبَنُو عَبِيدِكَ، وَإِمَاؤُكَ وَبَنَاتُ إِمَائِكَ، وَقَدْ نَزَلَ بِنَا مَا تَرَى وَتَتَابَعَتْ عَلَيْنَا هَذِهِ السُّنُونَ، فَذَهَبَتْ بِالظُّلُفِ وَالْخُفِّ، وَأَشْفَتْ عَلَى الْأَنْفُسِ، فَأَذْهِبْ عَنَّا الْجَدْبَ، وَائْتِنَا بِالْحَيَا وَالْخِصْبِ، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سَاَلْتِ الْأَوْدِيَةُ، وَبِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُقُوا، فَقَالَتْ رُقَيْقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: [البحر البسيط] بِشَيْبَةِ الْحَمْدِ أَسْقَى اللَّهَ بَلْدَتَنَا ... وَقَدْ فَقَدْنَا الْحَيَا وَاجْلَوَّذَ الْمَطَرُ فَجَادَ بِالْمَاءِ جَوْنِيُّ لَهُ سَبَلٌ ... دَانٍ فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْعَامُ وَالشَّجَرُ مَنًّا مِنَ اللَّهِ بِالْمَيْمُونِ طَائِرُهُ ... وَخَيْرِ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْمًا بِهِ مُضَرُ مُبَارَكِ الْأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ ... مَا فِي الْأَنَامِ لَهُ عِدْلٌ وَلَا خَطَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الْكَعْبِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ [ص: 91] الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: كَانَ النَّجَاشِيُّ قَدْ وَجَّهَ أَرْيَاطَ أَبَا أَصْحَمَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ إِلَى الْيَمَنِ فَأَدَاخَهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا فَأَعْطَى الْمُلُوكَ وَاسْتَذَلَّ الْفُقَرَاءَ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ: أَبْرَهَةُ الْأَشْرَمُ أَبُو يَكْسُومَ فَدَعَا إِلَى طَاعَتِهِ فَأَجَابُوهُ فَقَتَلَ أَرْيَاطَ وَغَلَبَ عَلَى الْيَمَنِ، فَرَأَى النَّاسَ يَتَجَهَّزُونَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ لِلْحَجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامَ فَسَأَلَ أَيْنَ يَذْهَبُ النَّاسُ؟ فَقَالَ: يَحُجُّونَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ بِمَكَّةَ قَالَ: مِمَّ هُوَ؟ قَالُوا: مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: وَمَا كِسْوَتُهُ؟ قَالُوا: مَا يَأْتِي مِنْ هَهُنَا، الْوَصَائِلُ، قَالَ: وَالْمَسِيحِ لَأَبْنِيَنَّ لَكُمْ خَيْرًا مِنْهُ، فَبَنَى لَهُمْ بَيْتًا عَمِلَهُ بِالرُّخَامِ الْأَبْيَضِ وَالْأَحْمَرِ وَالْأَصْفَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَحَلَّاهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَحَفَّهُ بِالْجَوْهَرِ، وَجَعَلَ لَهُ أَبْوَابًا عَلَيْهَا صَفَائِحُ الذَّهَبِ وَمَسَامِيرُ الذَّهَبِ وَفَصَلَ بَيْنَهَا بِالْجَوْهَرِ، وَجَعَلَ فِيهَا يَاقُوتَةً حَمْرَاءَ عَظِيمَةً، وَجَعَلَ لَهُ حِجَابًا، وَكَانَ يُوقِدُ فِيهِ بِالْمَنْدَلِيِّ وَيُلَطِّخُ جَدْرَهُ بِالْمِسْكِ فَيَسْوَدُّ حَتَّى يَغِيبَ الْجَوْهَرُ، وَأَمَرَ النَّاسَ فَحَجُّوهُ فَحَجَّهُ كَثِيرٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ سِنِينَ، وَمَكَثَ فِيهِ رِجَالٌ يَتَعَبَّدُونَ وَيَتَأَلَّهُونَ وَنَسَكُوا لَهُ، وَكَانَ نُفَيْلٌ الْخَثْعَمِيُّ يُوَرِّضُ لَهُ مَا يَكْرَهُ، فَأُمْهِلَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي لَمْ يَرَ أَحَدًا يَتَحَرَّكُ، فَقَامَ فَجَاءَ بِعُذْرَةٍ فَلَطَّخَ بِهَا قِبْلَتَهُ، وَجَمَعَ جِيَفًا فَأَلْقَاهَا فِيهِ، فَأُخْبِرَ أَبْرَهَةُ بِذَلِكَ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: إِنَّمَا فَعَلَتْ هَذَا الْعَرَبُ غَضَبًا لِبَيْتِهِمْ، لَأَنْقُضَنَّهُ حَجَرًا حَجَرًا، وَكَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، وَيَسْأَلَهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِفِيلِهِ مَحْمُودٍ، وَكَانَ فِيلًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ فِي الْأَرْضِ عِظَمًا وَجِسْمًا وَقُوَّةً، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الْفِيلُ سَارَ أَبْرَهَةُ بِالنَّاسِ وَمَعَهُ مَلِكُ حِمْيَرَ وَنُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ الْخَثْعَمِيُّ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحَرَمِ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْغَارِةِ عَلَى نَعَمِ النَّاسِ فَأَصَابُوا إِبِلًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ نُفَيْلٌ صَدِيقًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ [ص: 92] فَكَلَّمَهُ فِي إِبِلِهِ، فَكَلَّمَ نُفَيْلٌ أَبْرَهَةَ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ قَدْ أَتَاكَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَأَفْضَلُهُمْ وَأَعْظَمُهُمْ شَرَفًا يَحْمِلُ عَلَى الْجِيَادِ وَيُعْطِي الْأَمْوَالَ وَيُطْعِمُ مَا هَبَّتِ الرِّيحُ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبْرَهَةَ فَقَالَ لَهُ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: تَرُدُّ عَلَيَّ إِبِلِي، قَالَ: مَا أَرَى مَا بَلَغَنِي عَنْكَ إِلَّا الْغُرُورُ، وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُكَلِّمُنِي فِي بَيْتِكُمْ هَذَا الَّذِي هُوَ شَرَفُكُمْ، قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: ارْدُدْ عَلَيَّ إِبِلِي وَدُونَكَ وَالْبَيْتَ، فَإِنَّ لَهُ رَبًّا سَيَمْنَعُهُ، فَأَمَرَ بِرَدِّ إِبِلِهِ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَبَضَهَا قَلَّدَهَا النِّعَالَ وَأَشْعَرَهَا وَجَعَلَهَا هَدْيًا وَبَثَّهَا فِي الْحَرَمِ لِكَيْ يُصَابَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَغْضَبَ رَبُّ الْحَرَمِ، وَأَوْفَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَأَبُو مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: [البحر الكامل] لَاهُمَّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ ... فَامْنَعْ حِلَالَكْ لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ ... وَمِحَالُهُمْ غَدْوًا مِحَالَكَ إِنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا ... فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكَ قَالَ: فَأَقْبَلَتِ الطَّيْرُ مِنَ الْبَحْرِ أَبَابِيلَ مَعَ كُلِّ طَائِرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ: حَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ وَحُجْرٌ فِي مِنْقَارَهِ، فَقَذَفَتِ الْحِجَارَةَ عَلَيْهِمْ لَا تُصِيبُ شَيْئًا إِلَّا هَشَمَتْهُ، وَإِلَّا نَفِطَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا كَانَ الْجُدَرِيُّ وَالْحَصْبَةُ وَالْأَشْجَارُ الْمُرَّةُ فَأَهْمَدَتْهُمُ الْحِجَارَةُ، وَبَعَثَ اللَّهُ سَيْلًا أَتِيًّا فَذَهَبَ بِهِمْ فَأَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ، قَالَ: وَوَلَّى أَبْرَهَةُ وَمَنْ بَقِيَ مَعَهُ هُرَّابًا، فَجَعَلَ أَبْرَهَةُ يَسْقُطُ عُضْوًا عُضْوًا، وَأَمَّا مَحْمُودٌ الْفِيلُ فِيلُ النَّجَاشِيِّ فَرَبَضَ وَلَمْ يَشْجُعْ عَلَى الْحَرَمِ فَنَجَا، وَأَمَّا الْفِيلُ الْآخَرُ فَشَجُعَ، فَحُصِبَ، وَيُقَالُ: كَانَتْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فِيلًا، وَنَزَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنْ حِرَاءٍ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الْحَبَشَةِ فَقَبَّلَا رَأْسَهُ، وَقَالَا لَهُ: أَنْتَ كُنْتَ أَعْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَلَدَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَسِتَّ نِسْوَةٍ: الْحَارِثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى وَمَاتَ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ جُنَيْدِبِ بْنُ حُجَيْرِ بْنِ زَبَّابِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ وَكَانَ شَاعِرًا شَرِيفًا وَإِلَيْهِ أَوْصَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا طَالِبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ، وَعَبْدَ الْكَعْبَةِ مَاتَ وَلَمْ يُعْقِبْ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ، وَعَاتِكَةَ، وَبَرَّةَ، وَأُمَيْمَةَ، وَأَرْوَى، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَحَمْزَةَ وَهُوَ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ شَهِدَ بَدْرًا وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَالْمُقَوَّمَ، وَحَجْلًا وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ وَصَفِيَّةَ، وَأُمُّهُمْ هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهَا الْعَيِّلَةُ بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَالْعَبَّاسَ وَكَانَ شَرِيفًا عَاقِلًا مَهِيبًا، وَضِرَارًا وَكَانَ مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ جَمَالًا وَسَخَاءً وَمَاتَ أَيَّامَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَلَا عَقِبَ لَهُ، وَقُثَمَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا عَقِبَ لَهُ، وَأُمُّهُمْ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ الضِّحْيَانُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَأَبَا لَهَبِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى وَيُكَنَّى أَبَا عُتْبَةَ كَنَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَبَا لَهَبٍ لِحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ وَكَانَ جَوَادًا، وَأُمُّهُ لُبْنَى بِنْتُ هَاجَرَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ ضَاطِرِ بْنِ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهَا السَّوْدَاءُ بِنْتُ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَالْغَيْدَاقَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاسْمُهُ مُصْعَبٌ، وَأُمُّهُ مُمَنَّعَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ مُؤَمَّلِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 ، قَالَ الْكَلْبِيُّ: فَلَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ بَنُو أَبٍ مِثْلَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَشْرَفَ مِنْهُمْ وَلَا أَجْسَمَ شُمَّ الْعَرَانِينَ تُشَرَّبُ أُنُوفُهُمْ قَبْلَ شِفَاهُهُمْ. وَقَالَ فِيهِمْ قُرَّةُ بْنُ حَجْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الكامل] اعْدُدْ ضِرَارًا إِنْ عَدَدْتَ فَتَى نَدًى ... وَاللَّيْثَ حَمْزَةَ وَاعْدُدِ الْعَبَّاسَا وَاعْدُدْ زُبَيْرًا وَالْمُقَوَّمَ بَعْدَهُ ... وَالصَّتْمَ حَجْلًا وَالْفَتَى الرَّأْآسَا وَأَبَا عُتَيْبَةَ فَاعْدُدْنَهُ ثَامِنًا ... وَالْقَرْمَ عَبْدَ مَنَافٍ وَالْجَسَّاسَا وَالْقَرْمَ غَيْدَاقًا تَعُدُّ جَحَاجِحًا ... سَادُوا عَلَى رَغْمِ الْعَدُوِّ النَّاسَا وَالْحَارِثَ الْفَيَّاضَ وَلَّى مَاجِدًا ... أَيَّامَ نَازَعَهُ الْهُمَامُ الْكَاسَا مَا فِي الْأَنَامِ عُمُومَةٌ كَعُمُومَتِي ... خَيْرًا وَلَا كَأُنَاسِنَا أُنَاسَا قَالَ: فَالْعَقِبُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِلْعَبَّاسِ وَأَبِي طَالِبٍ وَالْحَارِثِ وَأَبِي لَهَبٍ وَقَدْ كَانَ لِحَمْزَةَ وَالْمُقَوَّمِ وَالزُّبَيْرِ وَحَجْلٍ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْلَادٌ لِأَصْلَابِهِمْ فَهَلَكُوا وَالْبَاقُونَ لَمْ يُعْقِبُوا، وَكَانَ الْعَدَدُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فِي بَنِي الْحَارِثِ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى بَنِي أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ صَارَ فِي بَنِي الْعَبَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 ذِكْرُ تَزَوُّجِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَا: كَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فِي حِجْرِ عَمِّهَا وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَمَشَى إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَ عَلَيْهِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَزَوَّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَخَطَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ابْنَتَهُ هَالَةَ بِنْتَ وُهَيْبٍ عَلَى نَفْسِهِ فَزَوَّجَهُ إِيَّاهَا فَكَانَ تَزَوُّجُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَتَزَوُّجُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَوَلَدَتْ هَالَةُ بِنْتُ وُهَيْبٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَكَانَ حَمْزَةُ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّسَبِ وَأَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي الْفَيَّاضِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَا: لَمَّا تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا وَكَانَتْ تِلْكَ السُّنَّةَ عِنْدَهُمْ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي أَهْلِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 ذِكْرُ الْمَرْأَةِ الَّتِي عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِيهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ قُتَيْلَةَ بِنْتَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ أُخْتَ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالُوا جَمِيعًا: هِيَ قُتَيْلَةُ بِنْتُ نَوْفَلٍ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ وَكَانَتْ تَنْظُرُ وَتَعْتَافُ فَمَرَّ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَدَعَتْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 يَسْتَبْضِعُ مِنْهَا، وَلَزِمَتْ طَرَفَ ثَوْبِهِ، فَأَبَى وَقَالَ: حَتَّى آتِيَكِ وَخَرَجَ سَرِيعًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْمَرْأَةِ فَوَجَدَهَا تَنْظُرُهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكِ فِي الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ؟ فَقَالَتْ: لَا، مَرَرْتَ وَفِي وَجْهِكَ نُورٌ سَاطِعٌ، ثُمَّ رَجَعْتَ وَلَيْسَ فِيهِ ذَلِكَ النُّورُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَتْ: مَرَرْتَ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ غُرَّةٌ مِثْلُ غُرَّةِ الْفَرَسِ، وَرَجَعْتَ وَلَيْسَ هِيَ فِي وَجْهِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي عَرَضَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَا عَرَضَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَهِيَ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي الْفَيَّاضِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِامْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَشَبِّهِ وَأَعَفِّهِ، وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ وَكَانَ شَبَابُ قُرَيْشٍ يَتَحَدَّثُونَ إِلَيْهَا فَرَأَتْ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا فَتَى مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرَهَا قَالَتْ: هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ وَأُعْطِيَكَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ: [البحر الرجز] أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُونَهُ ... وَالْحِلُّ لَا حِلَّ فَأَسْتَبِينَهُ ... فَكَيْفَ بِالْأَمْرِ الَّذِي تَنْوِينَهُ؟ ثُمَّ مَضَى إِلَى امْرَأَتِهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فَكَانَ مَعَهَا، ثُمَّ ذَكَرَ الْخَثْعَمِيَّةَ وَجَمَالَهَا وَمَا عَرَضَتْ عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَرَ مِنْهَا مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِ آخِرًا كَمَا رَآهُ مِنْهَا أَوَّلًا، فَقَالَ: هَلْ لَكِ فِيمَا قُلْتِ لِي؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَاكَ مَرَّةً، فَالْيَوْمَ لَا، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَقَالَتْ: أَيَّ شَيْءٍ صَنَعْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى زَوْجَتِي آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ قَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ لَسْتُ بِصَاحِبِةِ رِيبَةٍ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِكَ فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِيَّ وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 يَجْعَلَهُ حَيْثُ جَعَلَهُ، وَبَلَغَ شَبَابَ قُرَيْشٍ مَا عَرَضَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَتَأَبِّيهِ عَلَيْهَا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهَا، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ: [البحر الكامل] إِنِّي رَأَيْتُ مَخْيِلَةً عَرَضَتْ ... فَتَلَأْلَأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ فَلِمَائِهَا نُورٌ يُضِيءُ لَهُ ... مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ الْفَجْرِ وَرَأَيْتُهُ شَرَفًا أَبُوءُ بِهِ ... مَا كُلُّ قَادِحِ زَنْدِهِ يُورِي لِلَّهِ مَا زُهْرِيَّةٌ سَلَبَتْ ... ثَوْبَيْكَ مَا اسْتَلَبَتْ وَمَا تَدْرِي وَقَالَتْ أَيْضًا: [البحر الطويل] بَنِي هَاشِمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أَخِيكُمُ ... أُمَيْنَةُ إِذْ لِلْبَاهِ يَعْتَلِجَانِ كَمَا غَادَرَ الْمِصْبَاحَ بَعْدَ خُبُوِّهِ ... فَتَائِلُ قَدْ مِيثَتْ لَهُ بِدِهَانِ وَمَا كُلُّ مَا يَحْوِي الْفَتَى مِنْ تِلَادِهِ ... بِحَزْمٍ وَلَا مَا فَاتَهُ لِتَوَانِ فَأَجْمِلْ إِذَا طَالَبْتَ أَمْرًا فَإِنَّهُ ... سَيَكْفِيكَهُ جَدَّانِ يَصْطَرِعَانِ سَيَكْفِيكَهُ إِمَّا يَدٌ مُقْفَعِلَّةٌ ... وَإِمَّا يَدٌ مَبْسُوطَةٌ بِبَنَانِ وَلَمَّا قَضَتْ مِنْهُ أُمَيْنَةُ مَا قَضَتْ ... نَبَا بَصَرِي عَنْهُ وَكَلَّ لِسَانِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ قَالَ: نُبِّئْتُ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ خَثْعَمٍ فَرَأَتْ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُورًا سَاطِعًا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ: هَلْ لَكَ فِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ حَتَّى أَرْمِي الْجَمْرَةَ فَانْطَلَقَ فَرَمَى الْجَمْرَةَ ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ ثُمَّ ذَكَرَ يَعْنِي الْخَثْعَمِيَّةَ فَأَتَاهَا فَقَالَتْ: هَلْ أَتَيْتَ امْرَأَةً بَعْدِي؟ قَالَ: نَعَمِ , امْرَأَتِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ قَالَتْ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيكَ إِنَّكَ مَرَرْتَ وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا وَقَعْتَ عَلَيْهَا ذَهَبَ فَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا قَدْ حَمَلَتْ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 ذِكْرُ حَمْلِ آمِنَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ كَانَتْ تَقُولُ: مَا شَعَرْتُ أَنِّي حَمَلْتُ بِهِ، وَلَا وَجَدْتُ لَهُ ثُقْلَةً كَمَا تَجِدُ النِّسَاءُ إِلَّا أَنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ رَفْعَ حَيْضَتِي، وَرُبَّمَا كَانَتْ تَرْفَعُنِي وَتَعُودُ وَأَتَانِي آتٍ وَأَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَقَالَ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكِ حَمَلْتِ؟ فَكَأَنِّي أَقُولُ: مَا أَدْرِي، فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا، وَذَلِكَ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، قَالَتْ: فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَقَّنَ عِنْدِي الْحَمْلَ ثُمَّ أَمْهَلَنِي حَتَّى إِذَا دَنَا وِلَادَتِي أَتَانِي ذَلِكَ الْآتِي فَقَالَ: قُولِي: أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَقُولُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِنِسَائِي، فَقُلْنَ لِي: تُعَلِّقِي حَدِيدًا فِي عَضُدَيْكِ وَفِي عُنُقِكِ قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، قَالَتْ: فَلَمْ يَكُنْ تُرِكَ عَلَيَّ إِلَّا أَيَّامًا فَأَجِدُهُ قَدْ قُطِعَ فَكُنْتُ لَا أَتَعَلَّقُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ آمِنَةُ: لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً حَتَّى وَضَعْتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: قَدْ حَمَلْتُ الْأَوْلَادَ فَمَا حَمَلْتُ سَخْلَةً أَثْقَلَ مِنْهُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ: وَهَذَا مِمَّا لَا يُعْرَفُ عِنْدَنَا وَلَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لَمْ تَلِدْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَلَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ مَوْلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ [ص: 99] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَا: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الشَّامِ إِلَى غَزَّةَ فِي عِيرٍ مِنْ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ تِجَارَاتٍ فَفَرَغُوا مِنْ تِجَارَاتِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفُوا فَمَرُّوا بِالْمَدِينَةِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ مَرِيضٌ، فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عِنْدَ أَخْوَالِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ مَرِيضًا شَهْرًا، وَمَضَى أَصْحَابُهُ، فَقَدِمُوا مَكَّةَ فَسَأَلَهُمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالُوا: خَلَّفْنَاهُ عِنْدَ أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَكْبَرَ وَلَدِهِ الْحَارِثَ فَوَجَدَهُ قَدْ تُوُفِّيَ وَدُفِنَ فِي دَارِ النَّابِغَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فِي الدَّارِ الَّتِي إِذَا دَخَلْتَهَا فَالدُّوَيْرَةُ عَنْ يَسَارِكِ وَأَخْبَرَهُ أَخْوَالُهُ بِمَرَضِهِ وَبِقِيَامِهِمْ عَلَيْهِ وَمَا وَلُوا مِنْ أَمْرِهِ وَأَنَّهُمْ قَبَرُوهُ، فَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ فَأَخْبَرَهُ فَوَجِدَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَإِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ وَجْدًا شَدِيدًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حَمْلٌ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ تُوُفِّيَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ: هَذَا هُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ وَالرِّوَايَةُ فِي وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَسِنِّهِ عِنْدَنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَبْدَ اللَّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْتَارُ لَهُ تَمْرًا فَمَاتَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ [ص: 100] ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا فِي وَفَاتِهِ وَجْهٌ آخَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَا: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعْدَمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا، وَيُقَالُ: سَبْعَةُ أَشْهُرٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْلٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: تَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُمَّ أَيْمَنَ وَخَمْسَةَ أَجْمَالٍ أَوَارِكٍ، يَعْنِي تَأْكُلُ الْأَرَاكَ، وَقَطْعَةَ غَنَمٍ، فَوَرِثَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ، وَاسْمُهَا بَرَكَةُ، وَقَالَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ تَرْثِي زَوْجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الطويل] عَفَا جَانِبُ الْبَطْحَاءِ مِنَ ابْنِ هَاشِمٍ ... وَجَاوَرَ لَحْدًا خَارِجًا فِي الْغَمَاغِمِ دَعَتْهُ الْمَنَايَا دَعْوَةً فَأَجَابَهَا ... وَمَا تَرَكَتْ فِي النَّاسِ مِثْلَ ابْنِ هَاشِمٍ عَشِيَّةَ رَاحُوا يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ ... تَعَاوَرَهُ أَصْحَابُهُ فِي التَّزَاحُمِ فَإِنْ يَكُ غَالَتْهُ الْمَنَايَا وَرَيْبُهَا ... فَقَدْ كَانَ مِعْطَاءً كَثِيرَ التَّرَاحُمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 ذِكْرُ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ [ص: 101] قَبْلَ ذَلِكَ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فَبَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسٌ وَخَمْسُونَ لَيْلَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ الْمَدَنِيُّ يَقُولُ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ نَبِيُّكُمْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنَةِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُكَيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالُوا جَمِيعًا: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفِيلِ يَعْنِي عَامَ الْفِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ حَشْرَجٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 : وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ قَالَتْ: لَقَدْ عَلِقْتُ بِهِ تَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَشَقَّةً حَتَّى وَضَعْتُهُ، فَلَمَّا فَصَلَ مِنِّي خَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَقَبَضَهَا وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَقَعَ جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَخَرَجَ مَعَهُ نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ وَأَسْوَاقُهَا حَتَّى رَأَيْتُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ " أُمَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا وَلَدَتْهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ فَوَلَدَتْهُ نَظِيفًا وَلَدْتُهُ كَمَا يُولَدُ السَّخْلُ مَا بِهِ قَذَرٌ وَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْأَرْضِ بِيَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ فِي مَوْلِدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَتْ أُمُّهُ: رَأَيْتُ كَأَنَّ شِهَابًا خَرَجَ مِنِّي أَضَاءَتْ لَهُ الْأَرْضُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَضَعَتْهُ تَحْتَ بُرْمَةٍ فَانْفَلَقَتْ عَنْهُ، قَالَتْ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ شَقَّ بَصَرُهُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «رَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي سَطَعَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَأَتْ أُمِّي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا وُلِدَ وَقَعَ عَلَى كَفَّيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ شَاخِصًا بَصَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ الْعَدَنِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَخْتُونًا مَسْرُورًا، قَالَ: وَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ، وَقَالَ: لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ فَكَانَ لَهُ شَأْنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: وَلَمَّا وَلَدَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَاءَهُ الْبَشِيرُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ، مَعَهُ وَلَدُهُ وَرِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ آمِنَةَ وَلَدَتْ غُلَامًا، فَسَّرَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَقَامَ هُوَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَتْهُ بِكُلِّ مَا رَأَتْ وَمَا قِيلَ لَهَا وَمَا أُمِرَتْ بِهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَأَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ وَقَامَ عِنْدَهَا يَدْعُو اللَّهَ وَيَشْكُرُ مَا أَعْطَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَالَ يَوْمَئِذٍ: [البحر الرجز] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْطَانِي ... هَذَا الْغُلَامَ الطَّيِّبَ الْأَرْدَانَ قَدْ سَادَ فِي الْمَهْدِ عَلَى الْغِلْمَانِ ... أُعِيذُهُ بِالْبَيْتِ ذِي الْأَرْكَانِ حَتَّى أَرَاهُ بَالِغَ الْبُنْيَانِ ... أُعِيذُهُ مِنْ شَرِّ ذِي شَنَآنِ مِنْ حَاسِدٍ مُضْطَرِبِ الْعَنَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ذِكْرُ أَسْمَاءِ الْرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلم وَكُنْيَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ سَهْلٍ، مَوْلَى عُثَيْمَةَ أَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ أَهْلِ مَرِيسٍ وَكَانَ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ فَذَكَرَ " أَنَّ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْإِنْجِيلِ وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، مَوْلَى عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أُمِرَتْ آمِنَةُ وَهِيَ حَامِلٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تُسَمِّيَهُ أَحْمَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «سُمِّيتُ أَحْمَدَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ وَالْمَاحِي وَالْخَاتِمُ وَالْعَاقِبُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ: «أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ وَالْمُقَفِّي وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ [ص: 105] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ أَسْمَاءً مِنْهَا مَا حَفِظْنَا فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ وَالْمَلْحَمَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، أَنَا رَسُولُ الرَّحْمَةِ، أَنَا رَسُولُ الْمَلْحَمَةِ، أَنَا الْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، بُعِثْتُ بِالْجِهَادِ وَلَمْ أُبْعَثْ بِالزُّرَّاعِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ " قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ وَزَادَ: وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ صَاحِبُ اللُّؤْلُؤِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ: أَتُحْصِي أَسْمَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ جُبَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُطْعِمٍ يَعُدُّهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، هِيَ سِتَّةٌ: مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَخَاتَمٌ وَحَاشِرٌ وَعَاقِبٌ وَمَاحٍ فَأَمَّا: حَاشِرٌ فَبُعِثَ مَعَ السَّاعَةِ نَذِيرًا لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، وَأَمَّا الْعَاقِبُ فَإِنَّهُ عَقِبَ الْأَنْبِيَاءَ، وَأَمَّا الْمَاحِي فَإِنَّ اللَّهَ مَحَا بِهِ سَيِّئَاتِ مَنِ اتَّبَعَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ [ص: 106] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عِبَادَ اللَّهِ، انْظُرُوا كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَهُمْ وَلَعْنَهُمْ» يَعْنِي قُرَيْشًا قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 ذِكْرُ كُنْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ يَسَارٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَجْمَعُوا اسْمِي وَكُنْيَتِي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ اللَّهُ يُعْطِي وَأَنَا أَقْسِمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ قَالَ: «وَمَحْلِوفِ أَبِي الْقَاسِمِ» يَعْنِي نَفْسَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِالْبَقِيعِ فَنَادَى رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ، فَقَالَ: لَمْ أَعْنِكَ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ [ص: 107] ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَغَضِبَتِ الْأَنْصَارُ وَقَالُوا: حَتَّى نَسْتَأْمِرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " قَدْ أَحْسَنَتِ الْأَنْصَارُ ثُمَّ، قَالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الرَّجُلِ يَكْتَنِي بَأَبِي الْقَاسِمِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ اكْتَنَى بِأَبِي الْقَاسِمِ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: مَا كُنَّا لِنُكَنِّيكَ بِهَا حَتَّى نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» . قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتَنِيَ الرَّجُلُ بِأَبِي الْقَاسِمِ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ اسْمُهُ مُحَمَّدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَتَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْاسْمِ وَالْكُنْيَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 ذِكْرُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَةِ إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: أَوَّلُ مَنْ أَرْضَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُوَيْبَةُ بِلَبَنِ ابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ: مَسْرُوحٌ أَيَّامًا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ حَلِيمَةُ وَكَانَتْ قَدْ أَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَرْضَعَتْ بَعْدَهُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةَ أَبِي لَهَبٍ قَدْ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامًا قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ حَلِيمَةُ وَأَرْضَعَتْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ مَعَهُ فَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ " أَنَّ ثُوَيْبَةَ كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ رَآهُ بَعْضُ أَهْلِهِ فِي النَّوْمِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، فَقَالَ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ نَذُقْ بَعْدَكُمْ رَخَاءً غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعِتَاقِي ثُوَيْبَةَ وَأَشَارَ إِلَى النُّقَيْرَةِ الَّتِي بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا مِنَ الْأَصَابِعِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصِلُهَا وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ تُكْرِمُهَا وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَمْلُوكَةٌ وَطَلَبَتْ إِلَى أَبِي لَهَبٍ أَنْ تَبْتَاعَهَا مِنْهُ لِتُعْتِقَهَا فَأَبَى أَبُو لَهَبٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِصِلَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وَكِسْوَةٍ حَتَّى جَاءَهُ خَبَرُهَا أَنَّهَا قَدْ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سَبْعٍ مَرْجِعَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنُهَا مَسْرُوحٌ؟ فَقِيلَ: مَاتَ قَبْلَهَا وَلَمْ يَبْقَ مِنْ قَرَابَتِهَا أَحَدٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ اللِّهْبِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ يَسْأَلُ عَنْ ثُوَيْبَةَ، فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا بِالصِّلَةِ وَالْكِسْوَةِ حَتَّى جَاءَهُ خَبَرُهَا أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ، فَسَأَلَ: «مَنْ بَقِيَ مِنْ قَرَابَتِهَا؟» قَالُوا: لَا أَحَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْضَعَتْهُمَا امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ كَانَ حَمْزَةُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ عِنْدَ قَوْمٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَكَانَتْ أُمُّ حَمْزَةَ قَدْ أَرْضَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ أُمِّهِ حَلِيمَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَعْنِي أَخَاهُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: قِيلَ لَهُ أَيْنَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ ابْنَةِ حَمْزَةَ أَوْ قِيلَ لَهُ: أَلَا تَخْطُبُ ابْنَةَ حَمْزَةَ قَالَ: «إِنَّ حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ [ص: 110] لِي، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ وَذَكَرْتُ لَهُ مِنْ جَمَالِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ذَكَرْتُ ابْنَةَ حَمْزَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟» وَقَالَ: «لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكَحْ أُمَّ سَلَمَةَ مَا حَلَّتْ لِي إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ مَكَّةَ عَشْرُ نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَطْلُبْنَ الرَّضَاعَ فَأَصَبْنَ الرَّضَاعَ كُلُّهُنَّ إِلَّا حَلِيمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شِجْنَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ رِزَامِ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَكَانَ مَعَهَا زَوْجُهَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ مِلَّانَ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ فُصَيَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَيُكْنَى أَبَا ذُؤَيْبٍ وَوَلَدُهَا مِنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ وَكَانَتْ تُرْضِعُهُ وَأُنَيْسَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَجُدَامَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهِيَ الشَّيْمَاءُ وَكَانَتْ هِيَ الَّتِي تَحْضُنُ رَسُولَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 صلّى الله عليه وسلم مَعَ أُمِّهَا وَتُوَرِّكُهُ فَعُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَعَلَتْ تَقُولُ: يَتِيمٌ وَلَا مَالَ لَهُ وَمَا عَسَتْ أُمُّهُ أَنْ تَفْعَلَ، فَخَرَجَ النِّسْوَةُ وَخَلَّفْنَهَا، فَقَالَتْ حَلِيمَةُ لِزَوْجِهَا: مَا تَرَى؟ قَدْ خَرَجَ صَوَاحِبِي وَلَيْسَ بِمَكَّةَ غُلَامٌ يُسْتَرْضَعُ إِلَّا هَذَا الْغُلَامُ الْيَتِيمُ، فَلَوْ أَنَّا أَخَذْنَاهُ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ نَرْجِعَ إِلَى بِلَادِنَا وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا زَوْجُهَا: خُذِيهِ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا فِيهِ خَيْرًا، فَجَاءَتْ إِلَى أُمِّهِ فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيَاهَا حَتَّى يَقْطُرَا لَبَنًا، فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى رُوِيَ وَشَرِبَ أَخُوهُ وَلَقَدْ كَانَ أَخُوهُ لَا يَنَامُ مِنَ الْغَرَثِ، وَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا ظِئْرُ سَلِي عَنِ ابْنِكِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ وَأَخْبَرَتْهَا مَا رَأَتْ وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ حِينَ وَلَدَتْهُ، وَقَالَتْ: قِيلَ لِي ثَلَاثَ لَيَالٍ: اسْتَرْضِعِي ابْنَكِ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ثُمَّ فِي آلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَإِنَّ أَبَا هَذَا الْغُلَامِ الَّذِي فِي حِجْرِي أَبُو ذُؤَيْبٍ وَهُوَ زَوْجِي، فَطَابَتْ نَفْسُ حَلِيمَةَ، وَسُرَّتْ بِكُلِّ مَا سَمِعَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهَا فَحَدَجُوا أَتَانَهُمْ فَرَكِبَتْهَا حَلِيمَةُ وَحَمَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهَا وَرَكِبَ الْحَارِثُ شَارِفَهُمْ فَطَلَعَا عَلَى صَوَاحِبِهَا بِوَادِي السِّرَرِ، وَهُنَّ مُرْتِعَاتٌ وَهُمَا يَتَوَاهَقَانِ فَقُلْنَ: يَا حَلِيمَةُ مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ: أَخَذْتُ وَاللَّهِ خَيْرَ مَوْلُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَأَعْظَمَهُمْ بَرَكَةً، قَالَ النِّسْوَةُ: أَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَتْ: فَمَا رَحَلْنَا مِنْ مَنْزِلِنَا ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ الْحَسَدَ مِنْ بَعْضِ نِسَائِنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ حَلِيمَةَ لَمَّا خَرَجَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بِلَادِهَا، قَالَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ: [البحر الرجز] أُعِيذُهُ بِاللَّهِ ذِي الْجَلَالِ ... مِنْ شَرِّ مَا مَرَّ عَلَى الْجِبَالِ حَتَّى أَرَاهُ حَامِلَ الْحِلَالَ ... وَيَفْعَلُ الْعُرْفَ إِلَى الْمَوَالِي وَغَيْرِهِمْ مِنْ حِشْوَةِ الرِّجَالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: مَكَثَ عِنْدَهُمْ سَنَتَيْنِ حَتَّى فُطِمَ، وَكَأَنَّهُ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، فَقَدِمُوا بِهِ عَلَى أُمِّهِ زَائِرِينَ لَهَا وَأَخْبَرَتْهَا حَلِيمَةُ خَبَرَهُ وَمَا رَأَوْا مِنْ بَرَكَتِهِ، فَقَالَتْ آمِنَةُ: ارْجِعِي بِابْنِي فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ، فَوَاللَّهِ لَيَكُونَنَّ لَهُ شَأْنٌ، فَرَجَعَتْ بِهِ، وَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعَ سِنِينَ كَانَ يَغْدُو مَعَ أَخِيهِ وَأُخْتِهِ فِي الْبَهْمِ قَرِيبًا مِنَ الْحَيِّ، فَأَتَاهُ الْمَلَكَانِ هُنَاكَ فَشَقَّا بَطْنَهُ وَاسْتَخْرَجَا عَلَقَةً سَوْدَاءَ فَطَرَحَاهَا، وَغَسَلَا بَطْنَهُ بِمَاءِ الثَّلْجِ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ وُزِنَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنَهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: دَعْهُ فَلَوْ وُزِنَ بِأُمَّتِهِ كُلِّهَا لَوَزَنَهُمْ، وَجَاءَ أَخُوهُ يَصِيحُ بِأُمِّهِ أَدْرِكِي أَخِي الْقُرَشِيَّ، فَخَرَجَتْ أُمُّهُ تَعْدُو وَمَعَهَا أَبُوهُ، فَيَجِدَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْتَقَعَ اللَّوْنِ فَنَزَلَتْ بِهِ إِلَى آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَأَخْبَرَتْهَا خَبَرَهُ، وَقَالَتْ: إِنَّا لَا نَرُدُّهُ إِلَّا عَلَى جَدْعِ آنُفِنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ بِهِ أَيْضًا فَكَانَ عِنْدَهَا سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا لَا تَدَعُهُ يَذْهَبُ مَكَانًا بَعِيدًا، ثُمَّ رَأَتْ غَمَامَةً تُظِلُّهُ إِذَا وَقَفَ وَقَفَتْ، وَإِذَا سَارَ سَارَتْ، فَأَفْزَعَهَا ذَلِكَ أَيْضًا مِنْ أَمْرِهِ، فَقَدِمَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهِ لِتَرُدَّهُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ فَأَضَلَّهَا فِي النَّاسِ، فَالْتَمَسَتْهُ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَأَتَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فَأَخْبَرَتْهُ، فَالْتَمَسَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَامَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: [البحر الرجز] لَاهُمَّ أَدِّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... أَدِّهْ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا أَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِي عَضُدَا ... لَا يُبْعِدِ الدَّهْرُ بِهِ فَيَبْعَدَا أَنْتَ الَّذِي سَمَّيْتَهُ مُحَمَّدَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كِنْدِيرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: " [البحر الرجز] رَبِّ رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... رَدَّهْ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا [ص: 113] قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ بَعَثَ بِابْنِ ابْنٍ لَهُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ وَلَمْ يَبْعَثْ بِهِ فِي حَاجَةٍ إِلَّا نَجَحَ، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ جَاءَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: لَا أَبْعَثُ بِكَ فِي حَاجَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا دَفَعَتْهُ إِلَى السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ قَالَتْ لَهَا: احْفَظِي ابْنِي وَأَخْبَرَتْهَا بِمَا رَأَتْ، فَمَرَّ بِهَا الْيَهُودُ، فَقَالَتْ: أَلَا تُحَدِّثُونِي عَنِ ابْنِي هَذَا فَإِنِّي حَمَلْتُهُ كَذَا، وَوَضَعْتُهُ كَذَا، وَرَأَيْتُ كَذَا كَمَا وَصَفَتْ أُمُّهُ؟ قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اقْتُلُوهُ، فَقَالُوا: أَيَتِيمٌ هُوَ؟ فَقَالَتْ: لَا، هَذَا أَبُوهُ، وَأَنَا أُمُّهُ، فَقَالُوا: لَوْ كَانَ يَتِيمًا لَقَتَلْنَاهُ، قَالَ: فَذَهَبَتْ بِهِ حَلِيمَةُ وَقَالَتْ: كِدْتُ أُخَرِّبُ أَمَانَتِي، قَالَ إِسْحَاقُ: وَكَانَ لَهُ أَخٌ رَضِيعٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: أَتَرَى أَنَّهُ يَكُونُ بَعْثٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَآخُذَنَّ بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَأَعْرِفَنَّكِ؟ قَالَ: فَلَمَّا آمَنَ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ يَجْلِسُ فَيَبْكِي وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَرْجُو أَنْ يَأْخُذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَنْجُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا أَعْرَبُكُمْ، أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ، وَلِسَانِي لِسَانُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ قَالَ: " قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَقَدْ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ فَتَشَكَّتْ جَدْبَ الْبِلَادِ وَهَلَاكَ الْمَاشِيَةِ، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ فِيهَا، فَأَعْطَتْهَا أَرْبَعِينَ شَاةً [ص: 114] وَبَعِيرًا مَوَقَّعًا لِلظَّعِينَةِ وَانْصَرَفَتْ إِلَى أَهْلِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَانَتْ أَرْضَعَتْهُ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ: «أُمِّي أُمِّي» وَعَمَدَ إِلَى رِدَائِهِ فَبَسَطَهُ لَهَا فَقَعَدَتْ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتْ ظِئْرُ النَّبِيِّ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ وَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي ثِيَابِهَا وَوَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا، قَالَ: وَقَضَى حَاجَتَهَا، قَالَ: فَجَاءَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، وَقَالَ لَهَا: دَعِينِي أَضَعُ يَدَيَّ خَارِجًا مِنَ الثِّيَابِ، قَالَ: فَفَعَلَ وَقَضَى لَهَا حَاجَتَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى عُمَرَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَابْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ بَعْدَمَا قَسَّمَ الْغَنَائِمَ وَفِي الْوَفْدِ عَمُّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ أَبُو ثَرْوَانَ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ مَنْ كَانَ يَكْفُلُكَ مِنْ عَمَّاتِكَ وَخَالَاتِكَ وَحَوَاضِنِكَ، وَقَدْ حَضَنَّاكَ فِي حُجُورِنَا، وَأَرْضَعْنَاكَ بِثَدْيِنَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُكَ مُرْضَعًا، فَمَا رَأَيْتُ مُرْضَعًا خَيْرًا مِنْكَ، وَرَأَيْتُكَ فَطِيمًا فَمَا رَأَيْتُ فَطِيمًا خَيْرًا مِنْكَ، ثُمَّ رَأَيْتُكَ شَابًّا فَمَا رَأَيْتُ شَابًّا خَيْرًا مِنْكَ، وَقَدْ تَكَامَلَتْ فِيكَ خِلَالُ الْخَيْرِ، وَنَحْنُ مَعَ ذَلِكَ أَصْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدِ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ لَا تَقْدَمُونَ» وَقَدْ قَسَمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم السَّبْيَ وَجَرَتْ فِيهِ السُّهْمَانُ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ هَوَازِنَ مُسْلِمِينِ وَجَاءُوا بِإِسْلَامِ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَكَانَ رَأْسُ الْقَوْمِ، وَالْمُتَكَلِّمُ أَبُو صُرَدٍ زُهَيْرُ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 صُرَدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ عَمَّاتُكَ وَخَالَاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ اللَّاتِي هُنَّ يَكْفُلْنَكَ وَلَوْ أَنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمْرٍ أَوْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ثُمَّ نَزَلَا مِنَّا بِمِثْلِ الَّذِي نَزَلْتَ بِهِ، رَجَوْنَا عَطْفَهُمَا وَعَائِدَتَهُمَا، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو صُرَدٍ: إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ أَخَوَاتُكَ وَعَمَّاتُكَ وَخَالَاتُكَ وَبَنَاتُ عَمِّكَ وَبَنَاتُ خَالَاتِكَ، وَأَبْعَدُهُنَّ قَرِيبٌ مِنْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنَّهُنَّ حَضَنَّكَ فِي حُجُورِهِنَّ، وَأَرْضَعْنَكَ بِثُدَيِّهِنَّ، وَتَوَرَّكْنَكَ عَلَى أَوْرَاكِهِنَّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ": إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ وَعِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَفَأَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَمَا كُنَّا لِنَعْدِلَ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا، فَرُدَّ عَلَيْنَا أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " أَمَّا مَا لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ وَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ، فَإِذَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَقُولُوا: نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ: مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وَسَأَطْلُبُ لَكُمْ إِلَى النَّاسِ " فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا كَانَ لَهُ وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَرَدَّ الْمُهَاجِرُونَ وَرَدَّ الْأَنْصَارُ وَسَأَلَ لَهُمْ قَبَائِلَ الْعَرَبِ فَاتَّفَقُوا عَلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ بِتَسْلِيمِهِمْ وَرِضَاهُمْ وَدَفْعِ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ إِلَّا قَوْمًا تَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ فَأَعْطَاهُمْ إِبِلًا عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 ذِكْرُ وَفَاةِ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فَلَمَّا بَلَغَ سِتَّ سِنِينَ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ تَزُورُهُمْ بِهِ وَمَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ وَهُمْ عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَنَزَلَتْ بِهِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ فَأَقَامَتْ بِهِ عِنْدَهُمْ شَهْرًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْكُرُ أُمُورًا كَانَتْ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ لَمَّا نَظَرَ إِلَى أُطُمِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَرَفَهُ، وَقَالَ: «كُنْتُ أُلَاعِبُ أُنَيْسَةَ جَارِيَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى هَذَا الْأُطُمِ وَكُنْتُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ أَخْوَالِي نُطَيِّرُ طَائِرًا كَانَ يَقَعُ عَلَيْهِ» وَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ فَقَالَ: " هَهُنَا نَزَلَتْ بِي أُمِّي، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ قُبِرَ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَحْسَنْتُ الْعَوْمَ فِي بِئْرِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ يَخْتَلِفُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمْ يَقُولُ: هُوَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ فَوَعَيْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ كَلَامِهِ " ثُمَّ رَجَعَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانُوا بِالْأَبْوَاءِ تُوُفِّيَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، فَقَبَرَهَا هُنَاكَ، فَرَجَعَتْ بِهِ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى الْبَعِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ قَدِمُوا عَلَيْهِمَا مَكَّةَ وَكَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمِّهِ، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ مَاتَتْ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ بِالْأَبْوَاءِ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ» فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَصْلَحَهُ وَبَكَى عِنْدَهُ وَبَكَى الْمُسْلِمُونَ لِبُكَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: «أَدْرَكَتْنِي رَحْمَتُهَا فَبَكَيْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ أَبُو غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ فَأُذِنَ لَهُ، فَسَأَلَ الْمَغْفِرَةَ لَهَا فَأُبِيَ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ فَقَالَ: «هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الِاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَرَقَقْتُ فَبَكَيْتُ» فَلَمْ يُرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ وَلَيْسَ قَبْرُهَا بِمَكَّةَ وَقَبْرُهَا بِالْأَبْوَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 ذِكْرُ ضَمِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ بَعْدَ وَفَاةِ أُمِّهِ، وَذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَوَصِيَّةِ أَبِي طَالِبٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكُونُ مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَضَمَّهُ وَرَقَّ عَلَيْهِ رِقَّةً لَمْ يَرِقَّهَا عَلَى وَلَدِهِ، وَكَانَ يُقَرِّبُهُ مِنْهُ وَيُدْنِيهِ وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ إِذَا خَلَا وَإِذَا نَامَ، وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِهِ فَيَقُولُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا رَأَى ذَلِكَ: دَعُوا ابْنِي إِنَّهُ لَيُؤْنِسُ مُلْكًا وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: احْتَفِظْ بِهِ فَإِنَّا لَمْ نَرَ قَدَمًا أَشْبَهَ بِالْقَدَمِ الَّتِي فِي الْمَقَامِ مِنْهُ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِأَبِي طَالِبٍ: اسْمَعْ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ، فَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْتَفِظُ بِهِ، وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّ أَيْمَنَ وَكَانَتْ تَحْضُنُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: يَا بَرَكَةُ، لَا تَغْفَلِي عَنِ ابْنِي فَإِنِّي وَجَدْتُهُ مَعَ غِلْمَانٍ قَرِيبًا مِنَ السِّدْرَةِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنِي هَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلَّا قَالَ عَلَيَّ بِابْنِي، فَيُؤْتَى بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَبَا طَالِبٍ بِحِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحِيَاطَتِهِ، وَلَمَّا نَزَلَ بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْوَفَاةُ قَالَ لِبَنَاتِهِ: ابْكِينَنِي وَأَنَا أَسْمَعُ، فَبَكَتْهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِشِعْرٍ، فَلَمَّا سَمِعَ قَوْلَ أُمَيْمَةَ وَقَدْ أَمْسَكَ لِسَانُهُ جَعَلَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ أَيْ قَدْ صَدَقْتِ، وَقَدْ كُنْتُ كَذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُهَا: [البحر المتقارب] أَعَيْنَيَّ جُودَا بِدَمْعٍ دِرَرْ ... عَلَى طَيِّبِ الْخَيْمِ وَالْمُعْتَصَرْ عَلَى مَاجِدِ الْجَدِّ وَارِي الزِّنَادِ ... جَمِيلِ الْمُحَيَّا عَظِيمِ الْخَطَرْ عَلَى شَيْبَةَ الْحَمْدِ ذِي الْمَكْرُمَاتِ ... وَذِي الْمَجْدِ وَالْعِزِّ وَالْمُفْتَخَرْ وَذِي الْحِلْمِ وَالْفَضْلِ فِي النَّائِبَاتِ ... كَثِيرِ الْمَكَارِمِ جَمِّ الْفَخَرْ لَهُ فَضْلُ مَجْدٍ عَلَى قَوْمِهِ ... مُبِينٍ يَلُوحُ كَضَوْءِ الْقَمَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أَتَتْهُ الْمَنَايَا فَلَمْ تُشْوِهِ بِصَرْفِ اللَّيَالِي وَرَيْبِ الْقَدَرْ قَالَ: وَمَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَدُفِنَ بِالْحَجُونِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَيُقَالُ ابْنُ مِائَةٍ وَعَشْرِ سِنِينَ، وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَذْكُرُ مَوْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ» قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يَبْكِي خَلْفَ سَرِيرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ قَبْلَ الْفِجَارِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 ذِكْرُ أَبِي طَالِبٍ وَضَمِّهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، وَخُرُوجِهِ مَعَهُ إِلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قَبَضَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَكَانَ يَكُونُ مَعَهُ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ لَا مَالَ لَهُ، وَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا لَا يُحِبُّهُ وَلَدَهُ، وَكَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا إِلَى جَنْبِهِ، وَيَخْرُجُ فَيَخْرُجُ مَعَهُ، وَصَبَا بِهِ أَبُو طَالِبٍ صَبَابَةً لَمْ يَصْبُ مِثْلَهَا بِشَيْءٍ قَطُّ، وَكَانَ يَخُصُّهُ بِالطَّعَامِ، وَكَانَ إِذَا أَكَلَ عِيَالُ أَبِي طَالِبٍ جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى لَمْ يَشْبَعُوا، وَإِذَا أَكَلَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَبِعُوا، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُغَذِّيَهُمْ قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 : كَمَا أَنْتُمْ حَتَّى يَحْضُرَ ابْنِي، فَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ، فَكَانُوا يُفْضِلُونَ مِنْ طَعَامِهِمْ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ لَمْ يَشْبَعُوا، فَيَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّكَ لَمُبَارَكٌ، وَكَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُونَ رُمْصًا شُعْثًا، وَيُصْبِحُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَهِينًا كَحِيلًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ: كَانَ أَبُو طَالِبٍ تُوضَعُ لَهُ وِسَادَةٌ بِالْبَطْحَاءِ مَثْنِيَّةً يَتَّكِئُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَبَسَطَهَا ثُمَّ اسْتَلْقَى عَلَيْهَا قَالَ: فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ فَأَرَادَ أَنْ يَتَّكِئَ عَلَيْهَا فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقَالُوا: أَخَذَهَا ابْنُ أَخِيكَ، فَقَالَ: وَحِلِّ الْبَطْحَاءِ؛ إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا لَيُحْسِنُ بِنَعِيمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو طَالِبٍ تُلْقَى لَهُ وِسَادَةٌ يَقْعُدُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ غُلَامٌ فَقَعَدَ عَلَيْهَا، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَإِلَهِ رَبِيعَةَ، إِنَّ ابْنَ أَخِي لَيُحْسِنُ بِنَعِيمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ " أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَوْ أَبَا طَالِبٍ شَكَّ خَالِدٌ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ عَطَفَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَكَانَ لَا يُسَافِرُ سَفَرًا إِلَّا كَانَ مَعَهُ فِيهِ وَإِنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الشَّامِ فَنَزَلَ مَنْزِلَهُ فَأَتَاهُ فِيهِ رَاهِبٌ، فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلًا صَالِحًا فَقَالَ: إِنَّ فِينَا مَنْ يَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَفُكُّ الْأَسِيرَ، وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلًا صَالِحًا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ: فَقَالَ: هَأَنَذَا وَلِيُّهُ أَوْ قِيلَ: هَذَا وَلِيُّهُ، قَالَ: احْتَفِظْ بِهَذَا الْغُلَامِ وَلَا تَذْهَبِ بِهِ إِلَى الشَّامِ إِنَّ الْيَهُودَ حَسَدٌ، وَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ: مَا أَنْتَ تَقُولُ ذَاكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَقُولُهُ فَرَدَّهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ مُحَمَّدًا ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 جَعْفَرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالُوا: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً خَرَجَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ فِي الْعِيرِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا لِلتِّجَارَةِ وَنَزَلُوا بِالرَّاهِبِ بَحِيرَا فَقَالَ لِأَبِي طَالِبٍ فِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِ فَرَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ وَشَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي طَالِبٍ يَكْلَؤُهُ اللَّهُ وَيَحْفَظُهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ وَمَعَايِبِهَا لِمَا يُرِيدُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَهُوَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى بَلَغَ أَنْ كَانَ رَجُلًا أَفْضَلَ قَوْمِهِ مُرُوءَةً، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، وَأَكْرَمَهُمْ مُخَالَطَةً، وَأَحْسَنَهُمْ جِوَارًا، وَأَعْظَمَهُمْ حِلْمًا وأَمَانَةً، وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيثًا، وَأَبْعَدَهُمْ مِنَ الْفُحْشِ، وَالْأَذَى وَمَا رُئِيَ مُلَاحِيًا وَلَا مُمَارِيًا أَحَدًا حَتَّى سَمَّاهُ قَوْمُهُ الْأَمِينَ؛ لِمَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأُمُورِ الصَّالِحَةِ فِيهِ، فَلَقَدْ كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ الْأَمِينُ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْفَظُهُ وَيَحُوطُهُ وَيُعَضِّدُهُ وَيَنْصُرُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ اسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِهِ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَخْرَجُوهُ وَسَائِرَ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى بَدْرٍ كُرْهًا فَخَرَجَ طَالِبٌ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] اللَّهُمَّ إِمَّا يَغْزُوَنَّ طَالِبْ ... فِي مِقْنَبٍ مِنْ هَذِهِ الْمَقَانِبْ فَلْيَكُنِ الْمَغْلُوبُ غَيْرَ الْغَالِبْ ... وَلْيَكُنِ الْمَسْلُوبُ غَيْرَ السَّالِبْ قَالَ: فَلَمَّا انْهَزَمُوا لَمْ يُوجَدْ فِي الْأَسْرَى وَلَا فِي الْقَتْلَى وَلَا رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَلَا يُدْرَى مَا حَالَهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَيُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَالِبٍ فِي السِّنِّ عَشْرُ سِنِينَ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قُرَيْشٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَقِيلٍ فِي السِّنِّ عَشْرُ سِنِينَ وَهُوَ قَدِيمٌ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا وَهُوَ ذُو الْجَنَاحَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَعْفَرٍ فِي السِّنِّ عَشْرُ سِنِينَ، وَأُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْمُهَا هِنْدٌ، وَجُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَرَيْطَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَطُلَيْقُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ عَلَّةُ وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ الْحُوَيْرِثُ بْنُ أَبِي ذُبَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَمِّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَقُولُ: «يَا عَمِّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» . وَيَقُولَانِ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ حَتَّى قَالَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: أَنَا عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ» فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَوْلَا رَهْبَةُ أَنْ تَقُولَ، قُرَيْشٌ دَهَرَنِي الْجَزَعُ فَيَكُونَ سُبَّةً [ص: 123] عَلَيْكَ وَعَلَى بَنِي أَبِيكَ لَفَعَلْتُ الَّذِي تَقُولُ وَأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا لِمَا أَرَى مِنْ شُكْرِكَ وَوَجْدِكَ بِي وَنَصِيحَتِكَ لِي، ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ دَعَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَمَا اتَّبَعْتُمْ أَمْرَهُ فَاتَّبِعُوهُ وَأَعِينُوهُ تَرْشُدُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَأْمُرُهُمْ بِهَا وَتَدَعُهَا لِنَفْسِكَ؟» فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَمَا لَوْ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي الْكَلِمَةَ وَأَنَا صَحِيحٌ لَتَابَعْتُكَ عَلَى الَّذِي تَقُولُ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُجَزَّعَ عِنْدَ الْمَوْتِ فَتَرَى قُرَيْشٌ أَنِّي أَخَذْتُهَا جَزَعًا وَرَدَدْتُهَا فِي صِحَّتِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَوْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَتْ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] فِي أَبِي طَالِبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ يَنْهَى عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُؤْذَى وَيَنْأَى أَنْ يَدْخُلَ فِي الْإِسْلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَوْتِ أَبِي طَالِبٍ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ وَكَفِّنْهُ وَوَارِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَرَحِمَهُ» قَالَ: فَفَعَلْتُ مَا قَالَ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَغْفِرُ لَهُ أَيَّامًا وَلَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَةِ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113] قَالَ عَلِيٌّ وَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ [ص: 124] قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَحِمَكَ اللَّهُ وَغَفَرَ لَكَ لَا أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لَكَ حَتَّى يَنْهَانِيَ اللَّهُ، قَالَ فَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَوْتَاهُمُ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ مُشْرِكُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ يَعْنِي أَبَاهُ قَالَ: «اذْهَبْ فَوَارِهِ وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي» فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ، فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ دَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي مَا عُرِّضَ بِهِنَّ مِنْ شَيْءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَهُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ أَخْبَرَهُ " أَنَّ أَبَا طَالِبٍ تُوُفِّيَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرِثْهُ جَعْفَرٌ وَلَا عَلِيٌّ وَوَرِثَهُ طَالِبٌ وَعَقِيلٌ وَذَلِكَ بِأَنَّهُ لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا زَالُوا كَافِّينَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ يَعْنِي قُرَيْشًا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَرْجُو [ص: 125] لِأَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: «كُلُّ الْخَيْرِ أَرْجُو مِنْ رَبِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ مِنْ حِينَ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ بَعْدَهُ بِشَهْرٍ وَخَمْسَةِ أَيَّامٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَاجْتَمَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصِيبَتَانِ مَوْتُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَمَوْتُ أَبِي طَالِبٍ عَمِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 ذِكْرُ رِعْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَنَمَ بِمَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَى الْغَنَمَ» قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَأَنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا إِلَّا رَاعِيَ الْغَنَمِ» قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَأَنَا رَعَيْتُهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرُّوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِثَمَرِ الْأَرَاكِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 126] صلّى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِمَا اسْوَدَّ مِنْهُ، فَإِنِّي كُنْتُ أَجْتَنِيهِ إِذْ أَنَا رَاعِي الْغَنَمِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَرَعَيْتَهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَاهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ، فَإِنِّي كُنْتُ أَجْنِيهِ إِذْ كُنْتُ أَرْعَى الْغَنَمَ» قُلْنَا: وَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَاهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا: زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَصْحَابِ الْغَنَمِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ تَنَازُعٌ فَاسْتَطَالَ عَلَيْهِمْ أَصْحَابُ الْإِبِلِ، قَالَ: فَبَلَغَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «بُعِثَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثْتُ وَأَنَا أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي بِأَجْيَادٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 ذِكْرُ حُضُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرْبَ الْفِجَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: وَغَيْرَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالُوا: كَانَ سَبَبُ حَرْبِ الْفِجَارِ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ بَعَثَ بَلْطِيمَةً لَهُ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ لِلتِّجَارَةِ وَأَجَارَهَا لَهُ الرَّحَّالُ عُرْوَةُ بْنُ عُتْبَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 بْنِ جَابِرِ بْنِ كِلَابٍ فَنَزَلُوا عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: أُوَارَةُ، فَوَثَبَ الْبَّرَّاضُ بْنُ قَيْسٍ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَ خَلِيعًا عَلَى عُرْوَةَ فَقَتَلَهُ وَهَرَبَ إِلَى خَيْبَرَ، فَاسْتَخْفَى بِهَا، وَلَقِيَ بِشْرَ بْنَ أَبِي خَازِمٍ الْأَسَدِيَّ الشَّاعِرَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعْلِمَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ، وَهِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، وَحَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَنَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ، وَبَلْعَاءَ بْنَ قَيْسٍ فَوَافَى عُكَاظًا فَأَخْبَرَهُمْ، فَخَرَجُوا مُوائِلِينَ مُنْكَشِفِينَ إِلَى الْحَرَمِ، وَبَلَغَ قَيْسًا الْخَبَرُ آخِرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَقَالَ أَبُو بَرَاءٍ: مَا كُنَّا مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا فِي خَدْعَةٍ فَخَرَجُوا فِي آثَارِهِمْ فَأَدْرَكُوهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا الْحَرَمَ، فَنَادَاهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهُ: الْأَدْرَمُ بْنُ شُعَيْبٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَنَّ مِيعَادَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هَذِهِ اللَّيَالِي مِنْ قَابِلٍ، وَإِنَّا لَا نَأْتَلِي فِي جَمْعٍ، وَقَالَ: [البحر البسيط] لَقَدْ وَعَدْنَا قُرَيْشًا وَهْيَ كَارِهَةٌ ... بِأَنْ تَجِيءَ إِلَى ضَرْبٍ رَعَابِيلِ قَالَ: وَلَمْ تَقُمْ تِلْكَ السَّنَةَ سُوقُ عُكَاظٍ، قَالَ: فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ وَغَيْرُهَا مِنْ كِنَانَةَ وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنَ الْأَحَابِيشِ وَهُمُ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَعَضَلٌ، وَالْقَارَةُ، وَدِيشٌ، وَالْمُصْطَلِقُ مِنْ خُزَاعَةَ لِحَلِفِهِمْ بِالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ سَنَةً يَتَأَهَّبُونَ لِهَذِهِ الْحَرْبِ، وَتَأَهَّبَتْ قَيْسُ عَيْلَانَ، ثُمَّ حَضَرُوا مِنْ قَابِلٍ، وَرُؤَسَاءُ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَحَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ وَأَبُو أُحَيْحَةَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَمَعْمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُمَحِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ وَخَرَجُوا مُتَسَانِدِينَ، وَيُقَالُ: بَلْ أَمْرُهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، وَكَانَ فِي قَيْسٍ أَبُو بَرَاءٍ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ وَسُبَيْعُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيُّ وَدُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ وَمَسْعُودُ بْنُ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو عُرْوَةَ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَوْفُ بْنُ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيُّ وَعَبَّاسُ بْنُ رِعْلٍ السُّلَمِيُّ، فَهَؤُلَاءِ الرُّؤَسَاءُ وَالْقَادَةُ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ أَمْرُهُمْ جَمِيعًا إِلَى أَبِي بَرَاءٍ وَكَانَتِ الرَّايَةُ بِيَدِهِ وَهُوَ سَوَّى صُفُوفَهُمْ فَالْتَقَوْا، فَكَانَتِ الدَّبْرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 أَوَّلَ النَّهَارِ لِقَيْسٍ عَلَى قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ وَمَنْ ضُوِيَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ صَارَتِ الدَّبْرَةُ آخِرَ النَّهَارِ لِقُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ عَلَى قَيْسٍ فَقَتَلُوهُمْ قَتْلًا ذَرِيعًا، حَتَّى نَادَى عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَشَابٌّ مَا كَمَلَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ سَنَةً إِلَى الصُّلْحِ، فَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ عَدُّوا الْقَتْلَى وَوَدَتْ قُرَيْشٌ لِقَيْسٍ مَا قَتَلَتْ فَضْلًا عَنْ قَتْلَاهُمْ، وَوضِعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا فَانْصَرَفَتْ قُرَيْشٌ وَقَيْسٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الْفِجَارَ، فَقَالَ: «قَدْ حَضَرْتُهُ مَعَ عُمُومَتِي، وَرَمَيْتُ فِيهِ بَأْسَهُمٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ» فَكَانَ يَوْمَ حَضَرَ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ الْفِجَارُ بَعْدَ الْفِيلِ بِعِشْرِينَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ فَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْفِجَارِ، وَقَدْ حَضَرَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَتِ الْعَرَبُ فِي الْفِجَارِ أَشْعَارًا كَثِيرَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 ذِكْرُ حُضُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِلْفَ الْفُضُولِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: كَانَ حِلْفُ الْفُضُولِ مُنْصَرِفَ قُرَيْشٍ مِنَ الْفِجَارِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ الْفِجَارُ فِي شَوَّالٍ وَهَذَا الْحِلْفُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَكَانَ أَشْرَفَ حِلْفٍ كَانَ قَطُّ وَأَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاجْتَمَعَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَزُهْرَةُ وَتَيْمُ فِي [ص: 129] دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَتَعَاقَدُوا وَتَعَاهَدُوا بِاللَّهِ الْقَائِلِ: لَنَكُونَنَّ مَعَ الْمَظْلُومِ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَيْهِ حَقُّهُ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً وَفِي التَّآسِي فِي الْمَعَاشِ فَسَمَّتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ الْحِلْفَ حِلْفَ الْفُضُولِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِحِلْفٍ حَضَرْتُهُ بِدَارِ ابْنِ جُدْعَانَ حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَغْدِرُ بِهِ: هَاشِمٌ وَزُهْرَةُ وَتَيْمٌ تَحَالَفُوا أَنْ يَكُونُوا مَعَ الْمَظْلُومِ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، وَلَوْ دُعِيتُ بِهِ لَأَجَبْتُ وَهُوَ حِلْفُ الْفُضُولِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا سَبَقَ بَنِي هَاشِمٍ بِهَذَا الْحِلْفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 ذِكْرُ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ أُخْتِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ قَالَتْ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: أَنَا رَجُلٌ لَا مَالَ لِي وَقَدِ اشْتَدَّ الزَّمَانُ عَلَيْنَا، وَهَذِهِ عِيرُ قَوْمِكَ وَقَدْ حَضَرَ خُرُوجُهَا إِلَى الشَّامِ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَبْعَثُ رِجَالًا مِنْ قَوْمِكَ فِي عِيرَاتِهَا، فَلَوْ جِئْتَهَا فَعَرَضْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهَا لَأَسْرَعَتْ إِلَيْكَ، وَبَلَغَ خَدِيجَةَ مَا كَانَ مِنْ مُحَاوَرَةِ عَمِّهِ لَهُ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ، وَقَالَتْ لَهُ: أَنَا أُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أُعْطِي رَجُلًا مِنْ قَوْمِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ خَدِيجَةَ اسْتَأْجَرَتْ فُلَانًا بِبَكْرَيْنِ وَلَسْنَا نَرْضَى لَكَ بِمِثْلِ مَا أَعْطَتْهُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تُكَلِّمَهَا قَالَ: «مَا أَحْبَبْتَ» فَخَرَجَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: هَلْ لَكِ يَا خَدِيجَةُ أَنْ تَسْتَأْجِرِي مُحَمَّدًا؟ فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّكِ اسْتَأْجَرْتِ فُلَانًا بِبَكْرَيْنِ وَلَسْنَا نَرْضَى لِمُحَمَّدٍ دُونَ أَرْبَعِ بِكَارٍ، قَالَ: فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: لَوْ سَأَلْتَ ذَاكَ لِبَعِيدٍ بَغِيضٍ فَعَلْنَا فَكَيْفَ وَقَدْ سَأَلْتَ لِحَبِيبٍ قَرِيبٍ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ: هَذَا رِزْقٌ قَدْ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، فَخَرَجَ مَعَ غُلَامِهَا مَيْسَرَةَ وَجَعَلَ عُمُومَتُهُ يُوصُونَ بِهِ أَهْلَ الْعِيرِ حَتَّى قَدِمَا بُصْرَى مِنَ الشَّامِ فَنَزَلَا فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ نُسْطُورٌ الرَّاهِبُ: مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيُّ، ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ: أَفِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ لَا تُفَارِقُهُ، قَالَ: هُوَ نَبِيُّ، وَهُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ بَاعَ سِلْعَتَهُ فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ تَلَاحٍ، فَقَالَ لَهُ: احْلِفْ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا حَلَفْتُ بِهِمَا قَطُّ، وَإِنِّي لَأَمُرُّ فَأُعْرِضُ عَنْهُمَا» فَقَالَ الرَّجُلُ: الْقَوْلُ قَوْلُكَ، ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ: هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ تَجِدُهُ أَحْبَارُنَا مَنْعُوتًا فِي كُتُبِهِمْ، وَكَانَ مَيْسَرَةُ إِذَا كَانَتِ الْهَاجِرَةُ وَاشْتَدَّ الْحَرُّيَرَى مَلَكَيْنِ يُظِلَّانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الشَّمْسِ، فَوَعَى ذَلِكَ كُلَّهُ مَيْسَرَةُ، وَكَانَ اللَّهُ قَدْ أَلْقَى عَلَيْهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ مَيْسَرَةَ، فَكَانَ كَأَنَّهُ عَبْدٌ لَهُ، وَبَاعُوا تِجَارَتَهُمْ، وَرَبِحُوا ضِعْفَ مَا كَانُوا يَرْبَحُونَ، فَلَمَّا رَجَعُوا فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، قَالَ مَيْسَرَةُ: يَا مُحَمَّدُ انْطَلِقْ إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبِرْهَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا عَلَى وَجْهِكَ، فَإِنَّهَا تَعْرِفُ لَكَ ذَلِكَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ فِي سَاعَةِ الظَّهِيرَةِ، وَخَدِيجَةُ فِي عُلَيَّةٍ لَهَا، فَرَأَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَمَلَكَانِ يُظِلَّانِ عَلَيْهِ، فَأَرَتْهُ نِسَاءَهَا، فَعَجَبْنَ لِذَلِكَ، وَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَبَّرَهَا بِمَا رَبِحُوا فِي وَجْهِهِمْ، فَسُرَّتْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ مَيْسَرَةُ عَلَيْهَا أَخْبَرَتْهُ بِمَا رَأَتْ، فَقَالَ مَيْسَرَةُ: قَدْ رَأَيْتُ هَذَا مُنْذُ خَرَجْنَا مِنَ الشَّامِ، وَأَخْبَرَهَا بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ نُسْطُورٌ، وَبِمَا قَالَ الْآخَرُ الَّذِي خَالَفَهُ فِي الْبَيْعِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِتِجَارَتِهَا فَرَبِحَتْ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ، وَأَضْعَفَتْ لَهُ ضِعْفَ مَا سَمَّتْ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ذِكْرُ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ قَالَتْ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ امْرَأَةً حَازِمَةً جَلْدَةً شَرِيفَةً مَعَ مَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْخَيْرِ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَوْسَطُ قُرَيْشٍ نَسَبًا وَأَعْظَمُهُمْ شَرَفًا وَأَكْثَرُهُمْ مَالًا، وَكُلُّ قَوْمِهَا كَانَ حَرِيصًا عَلَى نِكَاحِهَا لَوْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ قَدْ طَلَبُوهَا وَبَذَلُوا لَهَا الْأَمْوَالَ فَأَرْسَلَتْنِي دَسِيسًا إِلَى مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَنْ رَجَعَ فِي عِيرِهَا مِنَ الشَّامِ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزَوَّجَ؟ فَقَالَ: «مَا بِيَدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ» قُلْتُ: فَإِنْ كُفِيتَ ذَلِكَ، وَدُعِيتَ إِلَى الْجَمَالِ وَالْمَالِ وَالشَّرَفِ وَالْكَفَاءَةِ أَلَا تُجِيبُ؟ قَالَ: «فَمَنْ هِيَ؟» قُلْتُ: خَدِيجَةُ قَالَ: «وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟» قَالَتْ: قُلْتُ: عَلَيَّ، قَالَ: «فَأَنَا أَفْعَلُ» فَذَهَبْتُ، فَأَخْبَرْتُهَا، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنِ ائْتِ لَسَاعَةِ كَذَا وَكَذَا، وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَمِّهَا عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ لِيُزَوِّجَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ، فَحَضَرَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمُومَتِهِ، فَزَوَّجَهُ أَحَدُهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ: هَذَا الْبِضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ، وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَخَدِيجَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالُوا: إِنَّ عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنَّ أَبَاهَا مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: زَوَّجَ عَمْرُو بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَمْ يَبْقَ لِأَسَدٍ لِصُلْبِهِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهُ، وَلَمْ يَلِدْ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ شَيْئًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا مِجْلَزٍ حَدَّثَ " أَنَّ خَدِيجَةَ قَالَتْ لِأُخْتِهَا: انْطَلِقِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَاذْكُرِينِي لَهُ، أَوْ كَمَا قَالَتْ، وَأَنَّ أُخْتَهَا جَاءَتْ، فَأَجَابَهَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَنَّهُمْ تَوَاطَئُوا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّ أَبَا خَدِيجَةَ سُقِيَ مِنَ الْخَمْرِ حَتَّى أَخَذَتْ فِيهِ ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدًا فَزَوَّجَهُ، قَالَ: وَسُنَّتْ عَلَى الشَّيْخِ حُلَّةٌ، فَلَمَّا صَحَا قَالَ: مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ؟ قَالُوا: كَسَاكَهَا خَتَنُكَ مُحَمَّدٌ، فَغَضِبَ وَأَخَذَ السِّلَاحَ، وَأَخَذَ بَنُو هَاشِمٍ السِّلَاحَ، وَقَالُوا: مَا كَانَتْ لَنَا فِيكُمْ رَغْبَةٌ، ثُمَّ إِنَّهُمُ اصْطَلَحُوا بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ خَدِيجَةَ سَقَتْ أَبَاهَا الْخَمْرَ حَتَّى ثَمِلَ، وَنَحَرَتْ بَقَرَةً وَخَلَّقَتْهُ بِخَلُوقٍ، وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً [ص: 133] حِبَرَةً، فَلَمَّا صَحَا قَالَ: مَا هَذَا الْعَقِيرُ؟ وَمَا هَذَا الْعَبِيرُ؟ وَمَا هَذَا الْحَبِيرُ؟ قَالَتْ: زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدًا، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، أَنَا أَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ خَطَبَكِ أَكَابِرُ قُرَيْشٍ، فَلِمَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَهَذَا كُلُّهُ عِنْدَنَا غَلَطٌ وَوَهْلٌ، وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا الْمَحْفُوظُ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَاهَا خُوَيْلِدَ بْنَ أَسَدٍ مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ، وَأَنَّ عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 ذِكْرُ أَوْلَادِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَتِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ وُلِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ الْقَاسِمُ، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، ثُمَّ وُلِدَ لَهُ زَيْنَبُ، ثُمَّ رُقَيَّةُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ، ثُمَّ وُلِدَ لَهُ فِي الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ، فَسُمِّيَ الطَّيِّبَ وَالطَّاهِرَ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ الْقَاسِمُ، ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ: قَدِ انْقَطَعَ وَلَدُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ الْقَاسِمُ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تُقَبِّلُ خَدِيجَةَ فِي وِلَادِهَا وَكَانَتْ تَعِقُّ عَنْ كُلِّ غُلَامٍ بِشَاتَيْنِ وَعَنِ [ص: 134] الْجَارِيَةِ بِشَاةٍ، وَكَانَ بَيْنَ كُلِّ وَلَدَيْنِ لَهَا سَنَةٌ، وَكَانَتْ تَسْتَرْضِعُ لَهُمْ، وَتُعِدُّ ذَلِكَ قَبْلَ وِلَادِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ بَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُقَوْقِسِ الْقِبْطِيِّ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ خَيْرًا، وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَكَانَ مَخْتُومًا فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ، وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ، وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم جَوَابَ كِتَابِهِ وَلَمْ يُسْلِمْ، وَأَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ وَأُخْتَهَا سِيرِينَ وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ وَبَغْلَتَهُ دُلْدُلَ، وَكَانَتْ بَيْضَاءَ وَلَمْ يَكُ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: كَانَتْ مَارِيَةُ مِنْ حَفْنٍ مِنْ كُورَةِ أَنْصِنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَتَا، فَوَطِئَ مَارِيَةَ بِالْمِلْكِ وَحَوَّلَهَا إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ، كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَكَانَتْ فِيهِ فِي الصَّيْفِ وَفِي خُرَافَةِ النَّخْلِ، فَكَانَ يَأْتِيهَا هُنَاكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 ، وَكَانَتْ حَسَنَةَ الدِّينِ، وَوَهَبَ أُخْتَهَا سِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُلَامًا فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَقَّ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَاةٍ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ فَتَصَدَّقَ بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَأَمَرَ بِشَعَرِهِ فَدُفِنَ فِي الْأَرْضِ، وَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَتْ قَابِلَتُهَا سَلْمَى مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَتْ إِلَى زَوْجِهَا أَبِي رَافِعٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا، فَجَاءَ أَبُو رَافِعٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَشَّرَهُ فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا، وَغَارَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ عَلَيْهِنَّ حِينَ رُزِقَ مِنْهَا الْوَلَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَبَ مَارِيَةَ، وَكَانَتْ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَغِرْنَ عَلَيْهَا، وَلَا مِثْلَ عَائِشَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَدَتْهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحَ فَقَالَ: «إِنَّهُ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، وَإِنِّي سَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ وُلِدَ لِي الْبَارِحَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ إِبْرَاهِيمَ أَعْتَقَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَلَدُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ تَنَافَسَتْ فِيهِ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ أَيَّتُهُنَّ تُرْضِعُهُ فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُمِّ بُرْدَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَزَوْجُهَا الْبَرَاءُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ فَكَانَتْ تُرْضِعُهُ، وَكَانَ يَكُونُ عِنْدَ أَبَوَيْهِ فِي بَنِي النَّجَّارِ وَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ بُرْدَةَ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا وَيُؤْتَى بِإِبْرَاهِيمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَبِي إِبْرَاهِيمَ» قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَبِعْتُهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ وَقَدِ امْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا فَأَسْرَعْتُ فِي الْمَشْيِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَمْسَكَ وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ فِي عَوَالِي [ص: 137] الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَأْتِيهِ ونَجِيءُ مَعَهُ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَخِّنُ قَالَ: وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيَّ فَقَالَ: «انْظُرِي إِلَى شَبَهِهِ بِي» فَقُلْتُ: مَا أَرَى شَبَهًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تَرَيْنَ إِلَى بَيَاضِهِ وَلَحْمِهِ؟» فَقُلْتُ: إِنَّهُ مَنْ قُصِرَ عَلَيْهِ اللِّقَاحُ ابْيَضَّ وَسَمِنَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَتْ: مَنْ سُقِيَ أَلْبَانَ الضَّأْنِ سَمِنَ وَابْيَضَّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِطْعَةُ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ وَلَبَنُ لِقَاحٍ لَهُ، فَكَانَ جِسْمُهُ وَجِسْمُ أُمِّهِ مَارِيَةَ حَسَنًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَلَمَّا مَاتَ دَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ مَتَى يَرَكَ الْمُسْلِمُونَ تَبْكِي يَبْكُوا قَالَ: فَلَمَّا شُرِيَتْ عَنْهُ عَبْرَتُهُ قَالَ: «إِنَّمَا هَذَا رُحْمٌ، وَإِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ، إِنَّمَا نَنْهَى النَّاسَ عَنِ النِّيَاحَةِ، وَأَنْ يُنْدَبَ الرَّجُلُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ» ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ جَامِعٌ وَسَبِيلٌ مِئْتَاءٌ وَأَنَّ آخِرَنَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِنَا لَوَجِدْنَا عَلَيْهِ وَجْدًا غَيْرَ هَذَا وَإِنَّا عَلَيْهِ لَمَحْزُونُونَ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ وَفَضْلُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّخْلِ الَّذِي فِيهِ إِبْرَاهِيمُ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: " إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرِ فِي حَدِيثِهِ: «إِنَّمَا هَذَا رَحْمَةٌ، وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ، وَوَعْدٌ صَادِقٌ، وَأَنَّهَا سَبِيلٌ مَأْتِيَّةٌ، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَتَلْحَقُ أُولَانَا لَحَزَنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي السُّوقِ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَمَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: أَتَبْكِي وَقَدْ نَهَيْتَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النِّيَاحَةِ، وَأَنْ يُنْدَبَ الْمَيِّتُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْقَلْبَ سَيَحْزُنُ، وَإِنَّ الْعَيْنَ سَتَدْمَعُ وَلَنْ نَقُولَ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَلَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَيَوْمٌ جَامِعٌ لَاشْتَدَّ وَجْدُنَا عَلَيْكَ، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ [ص: 139] اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَكَى عَلَى إِبْرَاهِيمَ ابْنِهِ فَصَرَخَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: رَأَيْتُكَ تَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْبُكَاءُ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَالصُّرَاخُ مِنَ الشَّيْطَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْلَا أَنَّهُ أَجَلٌ مَعْدُودٌ، وَوَقْتٌ مَعْلُومٌ لَجَزِعْنَا عَلَيْكَ أَشَدَّ مِمَّا جَزِعْنَا، الْعَيْنُ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبُ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَّا مَا يُرْضِي الرَّبَّ، وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَّا خَيْرًا، وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» وَقَالَ: «تَمَامُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تَسْتَكْمِلُ لَهُ بَقِيَّةَ رَضَاعِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ: «تَمَامُ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ ظِئْرًا تُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ صِدِّيقٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تَسْتَتِمُّ بَقِيَّةَ رَضَاعِهِ» وَقَالَ: «إِنَّهُ صِدِّيقٌ شَهِيدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، لَوْ عَاشَ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَبَّرَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ أَرْبَعًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ مَاتَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: إِنَّ لِابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُتَوَفَّى لَمُرْضِعَةً فِي الْجَنَّةِ أَوْ ظِئْرًا شَكَّ مِسْعَرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «ادْفِنُوهُ فِي الْبَقِيعِ فَإِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» قَالَ: وَكَانَ مِنْ جَارِيَةٍ لَهُ قِبْطِيَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ يُخْبِرُنِي أَنَّ قَبْرَ إِبْرَاهِيمَ إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْبَقِيعِ فَجُزْتَ أَقْصَى دَارٍ عَنْ يَسَارِكَ تَحْتَ الْكِبَا الَّذِي خَلْفَ الدَّارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ دَفَنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَأْتِي بِقِرْبَةٍ؟» فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِقِرْبَةِ مَاءٍ، فَقَالَ: «رُشَّهَا عَلَى قَبْرِ إِبْرَاهِيمَ» قَالَ: وَقَبْرُ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبٌ مِنَ الطَّرِيقِ، وَأَشَارَ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ دَارِ عَقِيلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا سُوِّيَ جَدَثُهُ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى كَالْحَجَرِ فِي جَانِبِ الْجَدَثِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَوِّي بِإِصْبَعِهِ [ص: 142] وَيَقُولُ: «إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا فَلْيُتْقِنْهُ فَإِنَّهُ مِمَّا يُسَلِّي بِنَفْسِ الْمُصَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِ ابْنِهِ فَرَأَى فُرْجَةً فِي اللَّحْدِ فَنَاوَلَ الْحَفَّارَ مَدَرَةً وَقَالَ: «إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَكِنَّهَا تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَتُوُفِّيَ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ حَتَّى يَنْكَشِفَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّاسُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاةِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ» وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَبْكِي وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَخْشَعُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ» وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا [ص: 143] ، وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ دَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ الْمُعِزِّيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ عَرَفَ لِلَّهِ حَقَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَوَعْدٌ جَامِعٌ، وَأَنَّ الْآخِرَ لَاحِقٌ بِالْأَوَّلِ لَوَجِدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَشَدَّ مِنْ وَجْدِنَا وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّهِ سِيرِينَ قَالَتْ: حَضَرْتُ مَوْتَ إِبْرَاهِيمَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّمَا صِحْتُ أَنَا وَأُخْتِي مَا يَنْهَانَا، فَلَمَّا مَاتَ نَهَانَا عَنِ الصِّيَاحِ وَغَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْعَبَّاسُ جَالِسَانِ، ثُمَّ حُمِلَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، وَالْعَبَّاسُ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِهِ وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَنَا أَبْكِي عِنْدَ قَبْرِهِ مَا يَنْهَانِي أَحَدٌ وَخَسَفَتِ الشَّمْسُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ النَّاسُ: لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا لَا تَخْسِفُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ» وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فُرْجَةً فِي اللَّبِنِ فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُسَدَّ، فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَكِنْ تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُتْقِنَهُ» وَمَاتَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ [ص: 144] شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَنِي مَازِنٍ عِنْدَ أُمِّ بُرْدَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعَةً تُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ» وَحُمِلَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ بُرْدَةَ عَلَى سَرِيرٍ صَغِيرٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَقِيعِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ نَدْفِنُهُ؟ قَالَ: «عِنْدَ فَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَعْطَى أُمَّ بُرْدَةَ قِطْعَةَ نَخْلٍ نَاقَلَتْ بِهَا بَعْدَ مَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْأَسَدِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الْحَكَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَجَرٍ فَوُضِعَ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَرُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ عَمِّي يَعْنِي الزُّهْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَوَضَعْتُ الْجِزْيَةَ عَنْ كُلِّ قِبْطِيٍّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ الْبَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا مَاتَ: «لَوْ عَاشَ مَا رَقَّ لَهُ خَالٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 ذِكْرُ حُضُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدْمَ قُرَيْشٍ الْكَعْبَةَ وَبِنَاءَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: كَانَتِ الْجُرْفُ مُطِلَّةً عَلَى مَكَّةَ، وَكَانَ السَّيْلُ يَدْخُلُ مِنْ أَعْلَاهَا حَتَّى يَدْخُلُ الْبَيْتَ فَانْصَدَعَ فَخَافُوا أَنْ يَنْهَدِمَ، وَسُرِقَ مِنْهُ حِلْيَةٌ وَغَزَالٌ مِنْ ذَهَبٍ كَانَ عَلَيْهِ دُرٌّ وَجَوْهَرٌ، وَكَانَ مَوْضُوعًا بِالْأَرْضِ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ فِي الْبَحْرِ فِيهَا رُومٌ، وَرَأْسُهُمْ بَاقُومُ، وَكَانَ بَانِيًا فَجَنَحَتْهَا الرِّيحُ إِلَى الشُّعَيْبَةِ، وَكَانَتْ مَرْفَأَ السُّفُنِ قِبَلَ جُدَّةَ فَتَحَطَّمَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى السَّفِينَةِ فَابْتَاعُوا خَشَبَهَا، وَكَلَّمُوا الرُّومِيَّ بَاقُومَ فَقَدِمَ مَعَهُمْ، وَقَالُوا: لَوْ بَنَيْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، فَأَمَرُوا بِالْحِجَارَةِ تُجْمَعُ وَتُنَقَّى الضَّوَاحِي مِنْهَا، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانُوا يَضَعُونَ أُزْرَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ وَيَحْمِلُونَ الْحِجَارَةَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلُبِطَ بِهِ وَنُودِيَ: عَوْرَتُكَ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا نُودِيَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَقَالَ: " مَا أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إِلَّا فِي تَعَدِّيٍّ، فَمَا رُؤِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَوْرَةٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَجْمَعُوا عَلَى هَدْمِهَا، قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تُدْخِلُوا فِي بِنَائِهَا مِنْ كَسْبِكُمْ إِلَّا طَيِّبًا لَمْ تَقْطَعُوا فِيهِ رَحِمًا وَلَمْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا، فَبَدَأَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِهَدْمِهَا وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهَا يَطْرَحُ الْحِجَارَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَمْ تُرَعْ إِنَّمَا نُرِيدُ الْخَيْرَ، فَهَدَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 ، وَهَدَمَتْ مَعَهُ قُرَيْشٌ، ثُمَّ أَخَذُوا فِي بِنَائِهَا وَمَيَّزُوا الْبَيْتَ، وَأَقْرَعُوا عَلَيْهِ فَوَقَعَ لِعَبْدِ مَنَافٍ وَزُهْرَةَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى رُكْنِ الْحِجْرِ وَجْهُ الْبَيْتِ، وَوَقَعَ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَبَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ مَا بَيْنَ رُكْنِ الْحِجْرِ إِلَى رُكْنِ الْحِجْرِ الْآخَرِ، وَوَقَعَ لِتَيْمٍ وَمَخْزُومٍ مَا بَيْنَ رُكْنِ الْحِجْرِ إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ، وَوَقَعَ لِسَهْمٍ وَجُمَحٍ وَعَدِيٍّ وَعَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَبَنَوْا، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى حَيْثُ يُوضَعُ الرُّكْنُ مِنَ الْبَيْتِ، قَالَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ: نَحْنُ أَحَقُّ بِوَضْعِهِ، وَاخْتَلَفُوا حَتَّى خَافُوا الْقِتَالَ، ثُمَّ جَعَلُوا بَيْنَهُمْ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَضَعُهُ، وَقَالُوا: رَضِينَا وَسَلَّمْنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ قَدْ رَضِينَا بِمَا قَضَى بَيْنَنَا، ثُمَّ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رِدَاءَهُ وَبَسَطَهُ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ وَضَعَ الرُّكْنَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِيَأْتِ مِنْ كُلِّ رُبُعٍ مِنْ أَرْبَاعِ قُرَيْشٍ رَجُلٌ، فَكَانَ فِي رُبُعِ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَكَانَ فِي الرُّبُعِ الثَّانِي أَبُو زَمْعَةَ، وَكَانَ فِي الرُّبُعِ الثَّالِثِ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ فِي الرُّبُعِ الرَّابِعِ قَيْسُ بْنُ عَدِيٍّ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِزَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الثَّوْبِ، ثُمَّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا» فَرَفَعُوهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فِي مَوْضِعِهِ ذَلِكَ فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ لِيُنَاوِلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَجَرًا يَشُدُّ بِهِ الرُّكْنَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَا، وَنَحَّاهُ وَنَاوَلَ الْعَبَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَرًا فَشَدَّ بِهِ الرُّكْنَ، فَغَضِبَ النَّجْدِيُّ حَيْثُ نُحِّيَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ يَبْنِي مَعَنَا فِي الْبَيْتِ إِلَّا مِنَّا» قَالَ: فَقَالَ النَّجْدِيُّ: يَا عَجَبًا لِقَوْمٍ أَهْلِ شَرَفٍ وَعُقُولٍ وَسِنٍّ وَأَمْوَالٍ، عَمَدُوا إِلَى أَصْغَرِهِمْ سِنًّا وَأَقَلِّهِمْ مَالًا فَرَأَسُوهُ عَلَيْهِمْ فِي مَكْرُمَتِهِمْ وَحِرْزِهِمْ كَأَنَّهُمْ خَدَمٌ لَهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَيَفُوتَنَّهُمْ سَبْقًا وَلَيَقْسِمُنَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 بَيْنَهُمْ حُظُوظًا وَجُدُودًا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ إِبْلِيسُ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: [البحر الرجز] إِنَّ لَنَا أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ... فِي الْحُكْمِ وَالْعَدْلِ الَّذِي لَا نُنْكِرُهُ وَقَدْ جَهَدْنَا جَهْدَهُ لِنَعْمُرَهُ ... وَقَدْ عَمَرْنَا خَيْرَهُ وَأَكْثَرَهُ فَإِنْ يَكُنْ حَقًّا فَفِينَا أَوْفَرَهُ ثُمَّ بَنَوْا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الْخَشَبِ فَكَانَ خَمْسَةَ عَشَرَ جَائِزًا سَقَفُوا الْبَيْتَ عَلَيْهِ وَبَنَوْهُ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، وَأَخْرَجُوا الْحِجْرَ مِنَ الْبَيْتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَلَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ فِيهِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي أُرِيكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ» فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعِ أَذْرُعٍ فِي الْحِجْرِ، قَالَتْ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَدِيثِهِ: «وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الْأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، أَتَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابِهَا؟» فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَدْرِي قَالَ: «تَعَزُّزًا أَلَّا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ أَرَادُوا» وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَرِهُوا أَنْ يَدْخُلَ يَدَعُونَهُ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ حَتَّى يَسْقُطَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ قُرَيْشًا يَفْتَحُونَ الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَكَانَ حُجَّابُهُ يَجْلِسُونَ عَلَى بَابِهِ فَيَرْقَى الرَّجُلُ، فَإِذَا كَانُوا لَا يُرِيدُونَ دُخُولَهُ دُفِعَ فَطُرِحَ، فَرُبَّمَا عَطِبَ وَكَانُوا لَا يَدْخُلُونَ الْكَعْبَةَ بِحِذَاءٍ، يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، يَضَعُونَ نِعَالَهُمْ تَحْتَ الدَّرَجِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنِ ابْنِ مَرْسَا مَوْلًى لِقُرَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ الْبَيْتَ الْحِبَرَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 ذِكْرُ نُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «إِذْ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «بَيْنَ الرُّوحِ وَالطِّينِ مِنْ آدَمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَتَى اسْتُنْبِئْتَ؟ فَقَالَ: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ حِينَ أُخِذَ مِنِّي الْمِيثَاقُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارِ أَبُو الْعَلَاءِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ [ص: 149] سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ مِنْ ذَلِكَ دَعْوَةَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةَ عِيسَى بِي وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ» وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَهُوَ يَرْفَعُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129] حَتَّى أَتَمَّ الْآيَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ قَالَ: " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُنْتُ أَوَّلَ النَّاسِ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 ذِكْرُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنَا عَنُ نَفْسِكَ قَالَ: " نَعَمْ أَنَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ، وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا مَعُ أَخِي خَلْفَ بُيُوتِنَا نَرْعَى بَهْمًا، أَتَانِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ ثَلْجًا، فَأَخَذَانِي فَشَقَّا بَطْنِي فَاسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ فَاسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَاءَ فَطَرَحَاهَا، ثُمَّ غَسَلَا بَطْنِي وَقَلْبِي بِذَلِكَ الثَّلْجِ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِي بِهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: دَعْهُ فَلَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ لَوَزَنَهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ وَقَعَ عَلَى يَدَيْهِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَبَضَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ بِيَدِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ لِهْبٍ فَقَالَ لِصَاحِبٍ لَهُ: انْجُهُ لَئِنْ صَدَقَ الْفَأْلُ لَيَغْلِبَنَّ هَذَا الْمَوْلُودُ أَهْلَ الْأَرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَتَاهُ آتٍ فَأَخَذَهُ فَشَقَّ بَطْنَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ [ص: 151] : هَذِهِ نَصِيبُ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ، فَأَقْبَلَ الصِّبْيَانُ إِلَى ظِئْرِهِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَاسْتَقْبَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدِ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمَخِيطِ فِي صَدْرِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَتْ حَلِيمَةُ قَدِمَ مَعَهَا زَوْجُهَا وَابْنٌ لَهَا صَغِيرٌ تُرْضِعُهُ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ وَأَتَانٌ قَمْرَاءُ وَشَارِفٌ لَهُمْ عَجْفَاءُ قَدْ مَاتَ سَقْبُهَا مِنَ الْعَجَفِ لَيْسَ فِي ضِرْعِ أُمِّهِ قَطْرَةُ لَبَنٍ، فَقَالُوا: نُصِيبُ وَلَدًا نُرْضِعُهُ وَمَعَهَا نِسْوَةٌ سَعْدِيَّاتٌ، فَقَدِمْنَ، فَأَقَمْنَ أَيَّامًا فَأَخَذْنَ وَلَمْ تَأْخُذْ حَلِيمَةُ، وَيُعْرَضُ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَتِيمٌ لَا أَبَ لَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَخَذَتْهُ وَخَرَجَ صَوَاحِبُهَا قَبْلَهَا بِيَوْمٍ، فَقَالَتْ آمِنَةُ: يَا حَلِيمَةُ اعْلَمِي أَنَّكِ قَدْ أَخَذْتِ مَوْلُودًا، لَهُ شَأْنٌ، وَاللَّهِ لَحَمَلْتُهُ فَمَا كُنْتُ أَجِدُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ مِنَ الْحَمْلِ، وَلَقَدْ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي: إِنَّكِ سَتَلِدِينَ غُلَامًا فَسَمِّيهِ أَحْمَدَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْعَالَمِينَ وَلَوَقَعَ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَخَرَجَتْ حَلِيمَةُ إِلَى زَوْجِهَا فَأَخْبَرَتْهُ، فَسُّرَ بِذَلِكَ، وَخَرَجُوا عَلَى أَتَانِهِمْ مُنْطَلِقَةً، وَعَلَى شَارِفِهِمْ قَدْ دَرَّتْ بِاللَّبِنِ، فَكَانُوا يَحْلِبُونَ مِنْهَا غَبُوقًا وَصَبُوحًا فَطَلَعَتْ عَلَى صَوَاحِبِهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَهَا قُلْنَ: مَنْ أَخَذْتِ؟ فَأَخْبَرَتْهُنَّ، فَقُلْنَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ مُبَارَكًا قَالَتْ حَلِيمَةُ: قَدْ رَأَيْنَا بَرَكَتَهُ كُنْتُ لَا أَرْوِي ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ وَلَا يَدَعُنَا نَنَامُ مِنَ الْغَرَثِ فَهُوَ وَأَخُوهُ يَرْوَيَانِ مَا أَحَبَّا وَيَنَامَانِ، وَلَوْ كَانَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ لَرَوِيَ، وَلَقَدْ أَمَرَتْنِي أُمُّهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، فَرَجَعَتْ بِهِ إِلَى بِلَادِهَا، فَأَقَامَتْ بِهِ حَتَّى قَامَتْ سُوقُ عُكَاظٍ، فَانْطَلَقَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ إِلَى عَرَّافٍ مِنْ هُذَيْلٍ يُرِيهُ النَّاسُ صِبْيَانَهُمْ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ صَاحَ يَا مَعْشَرَ هُذَيْلٍ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَهْلِ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: اقْتُلُوا هَذَا الصَّبِيَّ وَانْسَلَّتْ بِهِ حَلِيمَةُ فَجَعَلَ النَّاسُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 يَقُولُونَ: أَيَّ صَبِيٍّ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الصَّبِيُّ وَلَا يَرَوْنَ شَيْئًا، قَدِ انْطَلَقَتْ بِهِ أُمُّهُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ غُلَامًا وَآلِهَتِهِ لَيَقْتُلَنَّ أَهْلَ دِينِكُمْ وَلَيُكَسِّرَنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَيَظْهَرَنَّ أَمْرُهُ عَلَيْكُمْ فَطُلِبَ بِعُكَاظٍ فَلَمْ يُوجَدْ وَرَجَعَتْ بِهِ حَلِيمَةُ إِلَى مَنْزِلِهَا فَكَانَتْ بَعْدُ لَا تَعْرِضُهُ لِعَرَّافٍ، وَلَا لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَعَلَ الشَّيْخُ الْهُذَلِيُّ يَصِيحُ يَا لَهُذَيْلٍ وَآلِهَتِهِ إِنَّ هَذَا لَيَنْتَظِرُ أَمْرًا مِنَ السَّمَاءِ قَالَ: وَجَعَلَ يُغْرِي بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ دَلِهَ فَذَهَبَ عَقْلُهُ حَتَّى مَاتَ كَافِرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَتْ حَلِيمَةُ تَطْلُبُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ بَدَتِ الْبَهْمُ تَقِيلُ فَوَجَدَتْهُ مَعَ أُخْتِهِ، فَقَالَتْ: فِي هَذَا الْحَرِّ؟ فَقَالَتْ أُخْتُهُ: يَا أُمَّهْ مَا وَجَدَ أَخِي حَرًّا رَأَيْتُ غَمَامَةً تُظِلُّ عَلَيْهِ إِذَا وَقَفَ وَقَفَتْ وَإِذَا سَارَ سَارَتْ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ يُفْرَشُ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فِرَاشٌ وَيَأْتِي بَنُوهُ فَيَجْلِسُونَ حَوَالَيِ الْفِرَاشِ يَنْتَظِرُونَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَيَأْتِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ غُلَامٌ جَفْرٌ حَتَّى يَرْقَى الْفِرَاشَ فَيَجْلِسَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ أَعْمَامُهُ: مَهْلًا يَا مُحَمَّدُ عَنْ فِرَاشِ أَبِيكَ، فَيَقُولُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِذَا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُ: إِنَّ ابْنِي لَيُؤْنِسُ مُلْكًا أَوْ أَنَّهُ لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمُلْكٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ " أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِذِي الْمَجَازِ وَمَعِي ابْنُ أَخِي يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْرَكَنِي الْعَطَشُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَخِي قَدْ عَطِشْتُ، وَمَا قُلْتُ لَهُ ذَاكَ وَأَنَا أَرَى أَنَّ عِنْدَهُ شَيْئًا إِلَّا الْجَزَعُ، قَالَ: فَثَنَى [ص: 153] وَرِكَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: «يَا عَمِّ أَعَطِشْتَ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ فَأَهْوَى بِعَقِبِهِ إِلَى الْأَرْضِ فَإِذَا بِالْمَاءِ، فَقَالَ: «اشْرَبْ يَا عَمِّ» قَالَ: فَشَرِبْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: أَرَادَ أَبُو طَالِبٍ الْمَسِيرَ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَيْ عَمِّ إِلَى مَنْ تُخَلِّفُنِي هَهُنَا؟ فَمَا لِي أُمٌّ تَكْفُلُنِي وَلَا أَحَدٌ يُؤْوِينِي» . قَالَ: فَرَقَّ لَهُ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ خَلْفَهُ، فَخَرَجَ بِهِ، فَنَزَلُوا عَلَى صَاحِبِ دَيْرٍ، فَقَالَ صَاحِبُ الدَّيْرِ: مَا هَذَا الْغُلَامُ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنِي، قَالَ: مَا هُوَ بِابْنِكِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ أَبٌ حَيُّ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ وَجْهَهُ وَجْهُ نَبِيٍّ، وَعَيْنَهُ عَيْنُ نَبِيٍّ، قَالَ: وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ: الَّذِي يُوحَى إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيُنْبِئُ بِهِ أَهْلَ الْأَرْضِ، قَالَ: اللَّهُ أَجَلُّ مِمَّا تَقُولُ، قَالَ: فَاتَّقِ عَلَيْهِ الْيَهُودَ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى نَزَلَ بِرَاهِبٍ أَيْضًا صَاحِبِ دَيْرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْغُلَامُ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنِي، قَالَ: مَا هُوَ بِابْنِكِ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ أَبٌ حَيُّ، قَالَ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ وَجْهَهُ وَجْهُ نَبِيٍّ وَعَيْنَهُ عَيْنُ نَبِيٍّ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، اللَّهُ أَجَلُّ مِمَّا تَقُولُ، وَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: أَيْ عَمِّ لَا تُنْكِرْ لِلَّهِ قُدْرَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالُوا: لَمَّا خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً فَلَمَّا نَزَلَ الرَّكْبُ بُصْرَى مِنَ الشَّامِ وَبِهَا رَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ: بَحِيرَا فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ وَكَانَ عُلَمَاءُ النَّصَارَى يَكُونُونَ فِي تِلْكَ الصَّوْمَعَةِ يَتَوَارَثُونَهَا عَنْ كِتَابٍ يَدْرُسُونَهُ، فَلَمَّا نَزَلُوا بَحِيرَا وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَمُرُّونَ بِهِ لَا يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَلِكَ الْعَامُ، وَنَزَلُوا مَنْزِلًا قَرِيبًا مِنْ صَوْمَعَتِهِ قَدْ كَانُوا يَنْزِلُونَهُ قَبْلَ ذَلِكَ كُلَّمَا مَرُّوا فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 ، ثُمَّ دَعَاهُمْ، وَإِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى دُعَائِهِمْ أَنَّهُ رَآهُمْ حِينَ طَلَعُوا وَغَمَامَةً تُظِلُّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنَ الْقَوْمِ حَتَّى نَزَلُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى تِلْكَ الْغَمَامَةِ أَظَلَّتْ تِلْكَ الشَّجَرَةَ وَاخْضَلَّتْ أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَظَلَّ تَحْتَهَا، فَلَمَّا رَأَى بَحِيرَا ذَلِكَ نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ، وَأَمَرَ بِذَلِكَ الطَّعَامِ فَأُتِيَ بِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكُمْ طَعَامًا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَحْضَرُوهُ كُلُّكُمْ وَلَا تُخَلِّفُوا مِنْكُمْ صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا حُرًّا وَلَا عَبْدًا، فَإِنَّ هَذَا شَيْءٌ تُكْرِمُونِي بِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ لَكَ لَشَأْنًا يَا بَحِيرَا مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِنَا هَذَا فَمَا شَأْنُكَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: فَإِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُكْرِمَكُمْ وَلَكُمْ حَقٌّ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ لِحَدَاثَةِ سِنِّهِ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَصْغَرُ مِنْهُ فِي رِحَالِهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا نَظَرَ بَحِيرَا إِلَى الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ الصِّفَةَ الَّتِي يَعْرِفُ وَيَجِدُهَا عِنْدَهُ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ وَلَا يَرَى الْغَمَامَةَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ وَيَرَاهَا مُتَخَلِّفَةً عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ بَحِيرَا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا يَتَخَلَّفَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَنْ طَعَامِي، قَالُوا: مَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ إِلَّا غُلَامٌ هُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنًّا فِي رِحَالِهِمْ، فَقَالَ: ادْعُوهُ فَلْيَحْضُرْ طَعَامِي فَمَا أَقْبَحَ أَنْ تَحْضُرُوا وَيَتَخَلَّفَ رَجُلٌ وَاحِدٌ مَعَ أَنِّي أُرَاهُ مِنْ أَنْفَسِكُمْ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هُوَ وَاللَّهِ أَوْسَطُنَا نَسَبًا وَهُوَ ابْنُ أَخِي هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنُونَ أَبَا طَالِبٍ - وَهُوَ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ بِنَا لَلُؤْمٌ أَنْ يَتَخَلَّفَ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ وَأَقْبَلَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ عَلَى الطَّعَامِ، وَالْغَمَامَةُ تَسِيرُ عَلَى رَأْسِهِ، وَجَعَلَ بَحِيرَا يَلْحَظُهُ لَحْظًا شَدِيدًا، وَيَنْظُرُ إِلَى أَشْيَاءَ فِي جَسَدِهِ قَدْ كَانَ يَجِدُهَا عِنْدَهُ مِنْ صِفَتِهِ، فَلَمَّا تَفَرَّقُوا عَنْ طَعَامِهِمْ قَامَ إِلَيْهِ الرَّاهِبُ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ اللَّاتِ وَالْعُزَّى إِلَّا أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَسْأَلْنِي بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَوَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ شَيْئًا بُغْضَهُمَا» قَالَ: فَبِاللَّهِ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ: «سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ» فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ حَالِهِ حَتَّى نَوْمِهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ، فَيُوَافِقُ ذَلِكَ مَا عِنْدَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَنْظُرُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَأَى خَاتَمَ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَى مَوْضِعِ الصِّفَةِ الَّتِي عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَبَّلَ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: إِنَّ لِمُحَمَّدٍ عِنْدَ هَذَا الرَّاهِبِ لَقَدْرًا، وَجَعَلَ أَبُو طَالِبٍ لِمَا يَرَى مِنَ الرَّاهِبِ يَخَافُ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ، فَقَالَ الرَّاهِبُ لِأَبِي طَالِبٍ: مَا هَذَا الْغُلَامُ مِنْكَ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: ابْنِي، قَالَ: مَا هُوَ بِابْنِكَ، وَمَا يَنْبَغِي لِهَذَا الْغُلَامِ أَنْ يَكُونَ أَبُوهُ حَيًّا، قَالَ: فَابْنُ أَخِي، قَالَ: فَمَا فَعَلَ أَبُوهُ؟ قَالَ: هَلَكَ وَأُمُّهُ حُبْلَى بِهِ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ أُمُّهُ؟ قَالَ: تُوُفِّيَتْ قَرِيبًا، قَالَ: صَدَقْتَ، ارْجِعْ بِابْنِ أَخِيكَ إِلَى بَلَدِهِ وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الْيَهُودَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ رَأَوْهُ وَعَرَفُوا مِنْهُ مَا أَعْرِفُ لَيَبْغُنَّهُ عَنَتًا، فَإِنَّهُ كَائِنٌ لِابْنِ أَخِيكَ هَذَا شَأْنٌ عَظِيمٌ نَجِدُهُ فِي كُتُبِنَا، وَمَا رُوِّينَا عَنْ آبَائِنَا، وَأَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تِجَارَاتِهِمْ خَرَجَ بِهِ سَرِيعًا، وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ يَهُودَ قَدْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَرَفُوا صِفَتَهُ، فَأَرَادُوا أَنْ يَغْتَالُوهُ فَذَهَبُوا إِلَى بَحِيرَا فَذَاكَرُوهُ أَمْرَهُ، فَنَهَاهُمْ أَشَدَّ النَّهْيِ، وَقَالَ لَهُمْ: أَتَجِدُونَ صِفَتَهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ فَصَدَّقُوهُ وَتَرَكُوهُ، وَرَجَعَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ فَمَا خَرَجَ بِهِ سَفَرًا بَعْدَ ذَلِكَ خَوْفًا عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ الرَّاهِبُ لِأَبِي طَالِبٍ: لَا تَخْرُجَنَّ بِابْنِ أَخِيكَ إِلَى مَا هَهُنَا فَإِنَّ الْيَهُودَ أَهْلُ عَدَاوَةٍ، وَهَذَا نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُوَ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْيَهُودُ تَحْسُدُهُ تُرِيدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَاحْذَرْ عَلَى ابْنِ أَخِيكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ، أُخْتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ قَالَتْ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَلَيْسَ لَهُ بِمَكَّةَ اسْمٌ إِلَّا الْأَمِينُ لِمَا تَكَامَلَ فِيهِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي أَنَا رَجُلٌ لَا مَالَ لِي وَقَدِ اشْتَدَّ الزَّمَانُ عَلَيْنَا وَأَلَحَّتْ عَلَيْنَا سُنُونَ مُنْكَرَةٌ وَلَيْسَتْ لَنَا مَادَّةٌ وَلَا تِجَارَةٌ، وَهَذِهِ عِيرُ قَوْمِكَ قَدْ حَضَرَ خُرُوجُهَا إِلَى الشَّامِ، وَخَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ تَبْعَثُ رِجَالًا مِنْ قَوْمِكَ فِي عِيرَاتِهَا، فَلَوْ تَعَرَّضْتَ لَهَا وَبَلَغَ خَدِيجَةَ ذَلِكَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، وَأَضْعَفَتْ لَهُ مَا كَانَتْ تُعْطِي غَيْرَهُ، فَخَرَجَ مَعَ غُلَامِهَا مَيْسَرَةَ حَتَّى قَدِمَا بُصْرَى مِنَ الشَّامِ فَنَزَلَا فِي سُوقِ بُصْرَى فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ قَرِيبًا مِنْ صَوْمَعَةِ رَاهِبٍ مِنَ الرُّهْبَانِ يُقَالُ لَهُ نُسْطُورٌ، فَاطَّلَعَ الرَّاهِبُ إِلَى مَيْسَرَةَ وَكَانَ يَعْرِفُهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا مَيْسَرَةُ مَنْ هَذَا الَّذِي نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ فَقَالَ مَيْسَرَةُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيٌّ، ثُمَّ قَالَ فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ؟ قَالَ مَيْسَرَةُ: نَعَمْ، لَا تُفَارِقُهُ، قَالَ الرَّاهِبُ: هُوَ هُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ يَا لَيْتَ أَنِّي أُدْرِكُهُ حِينَ يُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ، ثُمَّ حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُوقَ بُصْرَى فَبَاعَ سِلْعَتَهُ الَّتِي خَرَجَ بِهَا وَاشْتَرَى غَيْرَهَا، فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ اخْتِلَافٌ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: احْلِفْ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا حَلَفْتُ بِهِمَا قَطُّ، وَإِنِّي لَأَمُرُّ فَأُعْرِضُ عَنْهُمَا» قَالَ الرَّجُلُ: الْقَوْلُ قَوْلُكَ، ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرَةَ وَخَلَا بِهِ: يَا مَيْسَرَةُ هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ تَجِدُهُ أَحْبَارُنَا فِي كُتُبِهِمْ مَنْعُوتًا، فَوَعَى ذَلِكَ مَيْسَرَةُ، ثُمَّ انْصَرَفَ أَهْلُ الْعِيرِ جَمِيعًا، وَكَانَ مَيْسَرَةُ يَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا كَانَتِ الْهَاجِرَةُ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ يَرَى مَلَكَيْنِ يُظِلَّانِهِ مِنَ الشَّمْسِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، قَالُوا: كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَلْقَى عَلَى رَسُولِهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ مَيْسَرَةَ فَكَانَ كَأَنَّهُ عَبْدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعُوا فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، انْطَلِقْ إِلَى خَدِيجَةَ فَاسْبِقْنِي فَأَخْبِرْهَا بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 عَلَى وَجْهِكَ، فَإِنَّهَا تَعْرِفُ ذَلِكَ لَكَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فِي سَاعَةِ الظَّهِيرَةِ وَخَدِيجَةُ فِي عُلِّيَّةٍ لَهَا مَعَهَا نِسَاءٌ فِيهِنَّ نَفِيسَةُ بِنْتُ مُنْيَةَ فَرَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَعِيرِهِ وَمَلَكَانِ يُظِلَّانِ عَلَيْهِ فَأَرَتْهُ نِسَاءَهَا، فَعَجَبْنَ لِذَلِكَ وَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَبَّرَهَا بِمَا رَبِحُوا فِي وَجْهِهِمْ، فَسُرَّتْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ مَيْسَرَةُ عَلَيْهَا أَخْبَرَتْهُ بِمَا رَأَتْ، فَقَالَ مَيْسَرَةُ: قَدْ رَأَيْتُ هَذَا مُنْذُ خَرَجْنَا مِنَ الشَّامِ وَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ الرَّاهِبِ نُسْطُورٍ وَمَا قَالَ الْآخَرُ الَّذِي خَالَفَهُ فِي الْبَيْعِ وَرِبَحَتْ فِي تِلْكَ الْمَرَّةِ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ، وَأَضْعَفَتْ لَهُ ضِعْفَ مَا سَمَّتْ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ شَيْءٍ رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النُّبُوَّةِ أَنْ قِيلَ لَهُ: اسْتَتِرْ وَهُوَ غُلَامٌ، فَمَا رُئِيَتْ عَوْرَتُهُ مِنْ يَوْمَئِذٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ امْرَأَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ ذَاكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ بَرَّةَ ابْنَةِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ وَابْتِدَاءَهُ بِالنِّبُوَّةِ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى لَا يَرَى بَيْتًا وَيُفْضِيَ إِلَى الشِّعَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، فَلَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا قَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَانَ يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفَهُ فَلَا يَرَى أَحَدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ خُثَيْمٍ: كَانَ يُتَحَاكَمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ اخْتُصَّ فِي [ص: 158] الْإِسْلَامِ، قَالَ رَبِيعٌ: حَرْفٌ وَمَا حَرْفٌ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] آمَنَهُ أَيْ أَنَّ اللَّهَ آمَنَهُ عَلَى وَحْيِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " أَنَّ بَنِي غِفَارٍ، قَرَّبُوا عِجْلًا لَهُمْ لِيَذْبَحُوهُ عَلَى بَعْضِ أَصْنَامِهِمْ فَشَدُّوهُ فَصَاحَ: يَا لَذَرِيحٍ أَمْرٌ نَجِيحٌ صَائِحٌ يَصِيحُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِمَكَّةَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَنَظَرُوا فَإِذَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بُعِثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ قَالَتْ: كَانَ بِبُوَانَةَ صَنَمٌ تَحْضُرُهُ قُرَيْشٌ تُعَظِّمُهُ تَنْسُكُ لَهُ النَّسَائِكَ وَيَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَهُ وَيَعْكُفُونَ عِنْدَهُ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ، وَذَلِكَ يَوْمًا فِي السَّنَةِ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَحْضُرُهُ مَعَ قَوْمِهِ، وَكَانَ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْعِيدَ مَعَ قَوْمِهِ فَيَأْبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا طَالِبٍ غَضِبَ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ عَمَّاتِهِ غَضِبْنَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الْغَضَبِ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ: إِنَّا لَنَخَافُ عَلَيْكَ مِمَّا تَصْنَعُ مِنِ اجْتِنَابِ آلِهَتِنَا، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ: مَا تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَحْضُرَ لِقَوْمِكَ عِيدًا وَلَا تُكَثِّرَ لَهُمْ جَمْعًا، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَهَبَ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَزِعًا، فَقَالَتْ لَهُ عَمَّاتُهُ: مَا دَهَاكَ؟ قَالَ: «إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ» فَقُلْنَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيَكَ بِالشَّيْطَانِ، وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ، فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ قَالَ: «إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ لَا تَمَسَّهُ» قَالَتْ: فَمَا عَادَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ حَتَّى تَنَبَّأَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 : لَمَّا قَدِمَ تُبَّعٌ الْمَدِينَةَ وَنَزَلَ بِقَنَاةٍ فَبَعَثَ إِلَى أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: إِنِّي مُخَرِّبٌ هَذَا الْبَلَدَ حَتَّى لَا تَقُومَ بِهِ يَهُودِيَّةٌ وَيَرْجِعَ الْأَمْرُ إِلَى دِينِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَامُولُ الْيَهُودِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَعْلَمُهُمْ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّ هَذَا بَلَدٌ يَكُونُ إِلَيْهِ مُهَاجَرُ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، مَوْلِدُهُ مَكَّةُ، اسْمُهُ أَحْمَدُ، وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، إِنَّ مَنْزِلَكَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ بِهِ يَكُونُ بِهِ مِنَ الْقَتْلَى وَالْجِرَاحِ أَمْرٌ كَبِيرٌ فِي أَصْحَابِهِ وَفِي عَدُوِّهِمْ، قَالَ تُبَّعٌ: وَمَنْ يُقَاتِلُهُ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ نَبِيٌّ كَمَا تَزْعُمُونَ؟ قَالَ: يَسِيرُ إِلَيْهِ قَوْمُهُ فَيَقْتَتِلُونَ هَهُنَا قَالَ: فَأَيْنَ قَبْرُهُ؟ قَالَ: بِهَذَا الْبَلَدِ، قَالَ: فَإِذَا قُوتِلَ لِمَنْ تَكُونُ الدَّبْرَةُ؟ قَالَ: تَكُونُ عَلَيْهِ مَرَّةً وَلَهُ مَرَّةً، وَبِهَذَا الْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ تَكُونُ عَلَيْهِ وَيُقْتَلُ بِهِ أَصْحَابُهُ مَقْتَلَةً لَمْ يُقْتَلُوا فِي مَوْطِنٍ، ثُمَّ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ لَهُ وَيَظْهَرُ فَلَا يُنَازِعُهُ هَذَا الْأَمْرَ أَحَدٌ قَالَ: وَمَا صِفَتُهُ؟ قَالَ: رَجُلٌ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، يَرْكَبُ الْبَعِيرِ، وَيَلْبَسُ الشَّمْلَةَ، سَيْفُهُ عَلَى عَاتِقِهِ لَا يُبَالِي مَنْ لَاقَى أَخًا أَوِ ابْنَ عَمٍّ أَوْ عَمًّا حَتَّى يَظْهَرَ أَمْرُهُ، قَالَ تُبَّعٌ: مَا إِلَى هَذَا الْبَلَدِ مِنْ سَبِيلٍ، وَمَا كَانَ لِيَكُونَ خَرَابُهَا عَلَى يَدَيَّ فَخَرَجَ تُبَّعٌ مُنْصَرِفًا إِلَى الْيَمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَاطَا وَكَانَ أَعْلَمَ الْيَهُودِ يَقُولُ: إِنِّي وَجَدْتُ سِفْرًا كَانَ أَبِي يَخْتِمُهُ عَلَيَّ، فِيهِ ذِكْرُ أَحْمَدَ نَبِيٍّ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْقَرَظِ، صِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا، فَتَحَدَّثَ بِهِ الزُّبَيْرُ بَعْدَ أَبِيهِ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُبْعَثْ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ حَتَّى عَمَدَ إِلَى ذَلِكَ السِّفْرِ فَمَحَاهُ، وَكَتَمَ شَأْنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ يَهُودُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ وَفَدَكٍ وَخَيْبَرَ يَجِدُونَ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَهُمْ قُبَيْلَ أَنْ [ص: 160] يُبْعَثَ، وَأَنَّ دَارَ هِجْرَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ أَحْبَارُ الْيَهُودِ: وُلِدَ أَحْمَدُ اللَّيْلَةَ، هَذَا الْكَوْكَبُ قَدْ طَلَعَ، فَلَمَّا تَنَبَّى، قَالُوا: قَدْ تَنَبَّى أَحْمَدُ قَدْ طَلَعَ الْكَوْكَبُ الَّذِي يَطْلُعُ، وَكَانُوا يَعْرِفُونَ ذَلِكَ وَيُقِرُّونَ بِهِ وَيَصِفُونَهُ إِلَّا الْحَسَدَ وَالْبَغْيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ نَمْلَةَ بْنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ يَهُودُ بَنِي قُرَيْظَةَ يَدْرُسُونَ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي كُتُبِهِمْ، وَيُعَلِّمُونَهُ الْوِلْدَانَ بِصِفَتِهِ وَاسْمِهِ وَمُهَاجَرِهِ إِلَيْنَا، فَلَمَّا ظَهْرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَسَدُوا وَبَغَوْا، وَقَالُوا: لَيْسَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ أَنَّ إِسْلَامَ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَأُسَيْدِ بْنِ سَعْيَةَ وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدِ ابْنِ عَمِّهِمْ إِنَّمَا كَانَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ الْهَيِّبَانِ أَبِي عُمَيْرٍ قَدِمَ ابْنُ الْهَيِّبَانِ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ الشَّامِ قُبَيْلَ الْإِسْلَامِ بِسَنَوَاتٍ، قَالُوا: وَمَا رَأَيْنَا رَجُلًا لَا يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ خَيْرًا مِنْهُ، وَكَانَ إِذَا حُبِسَ عَنَّا الْمَطَرُ احْتَجْنَا إِلَيْهِ نَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ الْهَيِّبَانِ اخْرُجْ فَاسْتَسْقِ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا حَتَّى تُقَدِّمُوا أَمَامَ مَخْرَجِكُمْ صَدَقَةً، فَنَقُولُ: وَمَا نُقَدِّمُ؟ فَيَقُولُ: صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ مُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ عَنْ كُلِّ نَفْسٍ، فَنَفْعَلُ ذَلِكَ، فَيَخْرُجُ بِنَا إِلَى ظَهْرِ وَادِينَا، فَوَاللَّهِ لَنْ نَبْرَحُ حَتَّى تَمُرَّ السَّحَابُ فَتُمْطِرَ عَلَيْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِنَا مِرَارًا، كُلَّ ذَلِكَ نُسْقَى فَبَيْنَا هُوَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ مَا الَّذِي تَرَوْنَ أَنَّهُ أَخْرَجَنِي مِنْ أَرْضِ الْخَمْرِ وَالْخَمِيرِ إِلَى أَرْضِ الْبُؤْسِ وَالْجُوعِ؟ قَالُوا: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَبَا عُمَيْرٍ قَالَ: إِنَّمَا قَدِمْتُهَا أَتَوَكَّفُ خُرُوجَ نَبِيٍّ، قَدْ أَظَلَّكُمْ زَمَانُهُ، وَهَذَا الْبَلَدُ مُهَاجَرُهُ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُدْرِكَهُ فَأَتَّبِعَهُ، فَإِنْ سَمِعْتُمْ بِهِ فَلَا تُسْبَقُنَّ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ، وَيَسْبِي الذَّرَارِيَّ وَالنِّسَاءَ، فَلَا يَمْنَعُكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 هَذَا مِنْهُ، ثُمَّ مَاتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي فِي صَبِيحَتِهَا فُتِحَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ، قَالَ لَهُمْ ثَعْلَبَةُ وَأُسَيْدٌ ابْنَا سَعْيَةَ وَأَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِتْيَانٌ شَبَابٌ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي وَصَفَ لَنَا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ الْهَيِّبَانِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاتَّبِعُوهُ قَالُوا: لَيْسَ بِهِ، قَالُوا: بَلَى وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَهُوَ هُوَ، فَنَزَلُوا وَأَسْلَمُوا، وَأَبَى قَوْمُهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُعْطِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ صَنَمٍ بِبُوَانَةَ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَهْرٍ، فَنَحَرْنَا جُزْرًا، فَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ جَوْفٍ وَاحِدَةٍ: اسْمَعُوا إِلَى الْعَجَبِ، ذَهَبَ اسْتِرَاقُ الْوَحْيِ، وَنُرْمَى بِالشُّهُبِ لِنَبِيٍّ بِمَكَّةَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ مُهَاجَرُهُ إِلَى يَثْرِبَ، قَالَ: فَأَمْسَكْنَا وَعَجِبْنَا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا فِي عِيرٍ لَنَا إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنَّا بَيْنَ الزَّرْقَاءِ وَمُعَانٍ وَقَدْ عَرَّسْنَا مِنَ اللَّيْلِ إِذَا بِفَارِسٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النُّيَّامُ هُبُّوا، فَلَيْسَ هَذَا بِحِينِ رُقَادٍ، قَدْ خَرَجَ أَحْمَدُ وَطُرِّدَتِ الْجِنُّ كُلَّ مُطَّرَّدٍ، فَفَزِعْنَا وَنَحْنُ رُفْقَةٌ جَرَّارَةٌ، كُلُّهُمْ قَدْ سَمِعَ هَذَا، فَرَجَعْنَا إِلَى أَهْلِينَا، فَإِذَا هُمْ يَذْكُرُونَ اخْتِلَافًا بِمَكَّةَ بَيْنَ قُرَيْشٍ بِنَبِيٍّ خَرَجَ فِيهِمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اسْمُهُ أَحْمَدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحَكَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَقُولُ: أَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلَا أَرَانِي أُدْرِكُهُ، وَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ فَرَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَسَأُخْبِرُكَ مَا نَعْتُهُ حَتَّى لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، قُلْتُ: هَلُمَّ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِكَثِيرِ الشَّعْرِ وَلَا بِقَلِيلِهِ، وَلَيْسَتْ تُفَارِقُ [ص: 162] عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، وَخَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ، وَهَذَا الْبَلَدُ مَوْلِدُهُ وَمَبْعَثُهُ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ قَوْمُهُ مِنْهُ وَيَكْرَهُونَ مَا جَاءَ بِهِ حَتَّى يُهَاجِرَ إِلَى يَثْرِبَ فَيَظْهَرَ أَمْرُهُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنْهُ، فَإِنِّي طُفْتُ الْبِلَادَ كُلَّهَا أَطْلُبُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَكُلُّ مَنْ أَسْأَلُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ يَقُولُونَ: هَذَا الدِّينُ وَرَاءَكَ وَيَنْعَتُونَهُ مِثْلَ مَا نَعَتُّهُ لَكَ، وَيَقُولُونَ: لَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ غَيْرُهُ قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: فَلَمَّا أَسْلَمْتُ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهُ السَّلَامَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: شَامَمْتُ النَّصْرَانِيَّةَ وَالْيَهُودِيَّةَ فَكَرِهْتُهُمَا، فَكُنْتُ بِالشَّامِ وَمَا وَالَاهُ حَتَّى أَتَيْتُ رَاهِبًا فِي صَوْمَعَةٍ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ اغْتِرَابِي عَنْ قَوْمِي وَكَرَاهَتِي عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ، فَقَالَ لِي: أَرَاكَ تُرِيدُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ يَا أَخَا أَهْلِ مَكَّةَ، إِنَّكَ لَتَطْلُبُ دِينًا مَا يُؤْخَذُ الْيَوْمَ بِهِ، وَهُوَ دِينُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ كَانَ حَنِيفًا لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا كَانَ يُصَلِّي وَيَسْجُدُ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي بِبِلَادِكَ فَالْحَقْ بِبَلَدِكَ، فَإِنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ مِنْ قَوْمِكَ فِي بَلَدِكَ يَأْتِي بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ بِالْحَنِيفِيَّةِ، وَهُوَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَكَنَ يَهُودِيٌّ بِمَكَّةَ يَبِيعُ بِهَا تِجَارَاتٍ فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَيْشٍ: هَلْ كَانَ فِيكُمْ مِنْ مَوْلُودٍ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالُوا: لَا نَعْلَمُهُ قَالَ: أَخْطَأْتُ وَاللَّهِ حَيْثُ كُنْتُ أَكْرَهُ، انْظُرُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَأَحْصُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وُلِدَ اللَّيْلَةَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَدُ الْآخِرُ، فَإِنْ أَخْطَأَكُمْ فَبِفِلَسْطِينَ بِهِ شَامَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ سَوْدَاءُ صَفْرَاءُ [ص: 163] ، فِيهَا شَعَرَاتٌ مُتَوَاتِرَاتٌ، فَتَصَدَّعَ الْقَوْمُ مِنْ مَجَالِسِهِمْ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَلَمَّا صَارُوا فِي مَنَازِلِهِمْ ذَكَرُوا لِأَهَالِيهِمْ، فَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَالْتَقَوْا بَعْدُ مِنْ يَوْمِهِمْ فَأَتَوْا الْيَهُودِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالُوا: أَعَلِمْتَ أَنَّهُ وُلِدَ فِينَا مَوْلُودٌ، قَالَ: أَبْعَدُ خَبَرِي أَمْ قَبْلَهُ قَالُوا: قَبْلَهُ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ قَالَ: فَاذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ، خَرَجُوا مَعَهُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى أُمِّهِ، فَأَخْرَجَتْهُ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى الشَّامَةَ فِي ظَهْرِهِ فَغُشِيَ عَلَى الْيَهُودِيِّ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَرَجَ الْكِتَابُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَهَذَا مَكْتُوبٌ يَقْتُلُهُمْ وَيَبُزُّ أَخْبَارَهُمْ، فَازَتِ الْعَرَبُ بِالنِّبُوَّةِ أَفَرَحْتُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَيَسْطَوَنَّ بِكُمْ سَطْوَةً يَخْرُجُ نَبَؤُهَا مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعْنٍ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ الْعَرَبِ فَزِعَ لِرَمْيِ النُّجُومِ ثَقِيفٌ، فَأَتَوْا عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ مَا حَدَثَ؟ قَالَ: بَلَى فَانْظُرُوا، فَإِنْ كَانَتْ مَعَالِمُ النُّجُومِ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَيُعْرَفُ بِهَا أَنْوَاءُ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ انْتَثَرَتْ فَهُوَ طَيُّ الدُّنْيَا، وَذَهَابُ هَذَا الْخَلْقِ الَّذِي فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ نُجُومًا غَيْرَهَا فَأَمْرٌ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْخَلْقِ وَنَبِيٌّ يُبْعَثُ فِي الْعَرَبِ فَقَدْ تُحُدِّثَ بِذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى يَعْقُوبَ أَنِّي أَبْعَثُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مُلُوكًا وَأَنْبِيَاءَ حَتَّى أَبْعَثَ النَّبِيَّ الْحَرَمِيَّ الَّذِي تَبْنِي أُمَّتُهُ هَيْكَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَهُوَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فِي مَجَلَّةِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّهُ كَائِنٌ مِنْ وَلَدِكَ شُعُوبٌ وَشُعُوبٌ حَتَّى يَأْتِيَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ الَّذِي يَكُونُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْقَافْلَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ص: 164] قَالَ: لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ بِإِخْرَاجِ هَاجَرَ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِأَرْضٍ عَذْبَةٍ سَهْلَةٍ إِلَّا قَالَ: انْزِلْ هَاهُنَا يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ: لَا حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَقَالَ جِبْرِيلُ: انْزِلْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَيْثُ لَا ضَرْعَ وَلَا زَرْعَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هَاهُنَا يَخْرُجُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ ذُرِّيَّةِ ابْنِكَ الَّذِي تَتِمُّ بِهِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتْ هَاجَرُ بِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ تَلَقَّاهَا مُتَلَقٍّ فَقَالَ يَا هَاجَرُ: إِنَّ ابْنَكَ أَبُو شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ، وَمِنْ شُعَبِهِ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ سَاكِنُ الْحَرَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا، أَنَّ كَعْبَ بْنَ أَسَدٍ قَالَ لِبَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ نَزَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي حِصْنِهِمْ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ تَابِعُوا الرَّجُلَ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ النَّبِيُّ، وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَأَنَّهُ الَّذِي كُنْتُمْ تَجِدُونَهُ فِي الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى، وَأَنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ صِفَتَهُ قَالُوا: هُوَ بِهِ، وَلَكِنْ لَا نُفَارِقُ حُكْمَ التَّوْرَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَ الْمِدْرَاسِ فَقَالَ: «أَخْرِجُوا إِلَيَّ أَعْلَمَكُمْ» فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَا فَخَلَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَاشَدَهُ بِدِينِهِ وَبِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَأَطْعَمَهُمْ مِنَ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى وَظَلَّلَهُمْ بِهِ مِنَ الْغَمَامِ: «أَتَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَإِنَّ الْقَوْمَ لَيَعْرِفُونَ مَا أَعْرِفُ وَإِنَّ صِفَتَكَ وَنَعْتَكَ لَبَيِّنٌ فِي التَّوْرَاةِ وَلَكِنَّهُمْ حَسَدُوكَ، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْتَ؟» قَالَ: أَكْرَهُ خِلَافَ قَوْمِي وَعَسَى أَنْ يَتَّبِعُوكَ وَيُسْلِمُوا فَأُسْلِمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ وَفِيهِمْ أَبُو الْحَارِثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ لَهُ عِلْمٌ بِدِينِهِمْ وَرِئَاسَةٌ، وَكَانَ أَسْقُفَهُمْ وَإِمَامَهُمْ، وَصَاحِبَ مِدْرَاسِهِمْ، وَلَهُ فِيهِمْ قَدْرٌ، فَعَثَرَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ، فَقَالَ أَخُوهُ: تَعِسَ الْأَبْعَدُ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو الْحَارِثِ: بَلْ تَعِسْتَ أَنْتَ أَتَشْتِمُ رَجُلًا مِنَ الْمُرْسَلِينَ؟ إِنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى، وَإِنَّهُ لَفِي التَّوْرَاةِ، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دِينِهِ؟ قَالَ: شَرَّفَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَأَكْرَمُونَا وَمَوَّلُونَا، وَقَدْ أَبَوْا إِلَّا خِلَافَهُ، فَحَلَفَ أَخُوهُ أَلَّا يَثْنِي لَهُ صَعَرًا حَتَّى يَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَيُؤْمِنَ بِهِ، قَالَ: مَهْلًا يَا أَخِي، فَإِنَّمَا كُنْتُ مَازِحًا، قَالَ: وَإِنْ، فَمَضَى يَضْرِبُ رَاحِلَتَهُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الرجز] إِلَيْكَ يَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا ... مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا قَالَ: فَقَدِمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْعَبْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ وَغَيْرَهُمَا إِلَى يَهُودَ يَثْرِبَ وَقَالُوا لَهُمْ: سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا: أَتَيْنَاكُمْ لِأَمْرٍ حَدَثَ فِينَا مِنَّا غُلَامٌ يَتِيمٌ حَقِيرٌ يَقُولُ قَوْلًا عَظِيمًا يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ الرَّحْمَنِ وَلَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ إِلَّا رَحْمَانَ الْيَمَامَةِ قَالُوا: صِفُوا لَنَا صِفَتَهُ فَوَصَفُوا لَهُمْ قَالُوا: فَمَنْ تَبِعَهُ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: سَفَلَتُنَا فَضَحِكَ حَبْرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ: هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي نَجْدُ نَعْتَهُ وَنَجِدُ قَوْمَهُ أَشَدَّ النَّاسِ لَهُ عَدَاوَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَدِمَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنَ الشَّامِ تَاجِرًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ فَرَأَى رُؤْيَا أَنَّ آتِيًا أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ نَبِيًّا يَخْرُجُ بِمَكَّةَ يَا أَبَا أُمَامَةَ فَاتَّبِعْهُ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّكُمْ تَنْزِلُونَ مَنْزِلًا، فَيُصَابُ أَصْحَابُكَ، فَتَنْجُو أَنْتَ، وَفُلَانٌ [ص: 166] يُطْعَنُ فِي عَيْنِهِ، فَنَزَلُوا مَنْزِلًا فَبَيَّتَهُمُ الطَّاعُونُ، فَأُصِيبُوا جَمِيعًا غَيْرَ أَبِي أُمَامَةَ وَصَاحِبٍ لَهُ طُعِنَ فِي عَيْنِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ظُلْمَةً غَشِيَتْ مَكَّةَ حَتَّى مَا أَرَى جَبَلًا وَلَا سَهْلًا، ثُمَّ رَأَيْتُ نُورًا يَخْرُجُ مِنْ زَمْزَمَ مِثْلَ ضَوْءِ الْمِصْبَاحِ، كُلَّمَا ارْتَفَعَ عَظُمَ وَسَطَعَ حَتَّى ارْتَفَعَ فَأَضَاءَ لِي أَوَّلَ مَا أَضَاءَ الْبَيْتَ، ثُمَّ عَظُمَ الضَّوْءُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْ سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ إِلَّا وَأَنَا أَرَاهُ، ثُمَّ سَطَعَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ انْحَدَرَ حَتَّى أَضَاءَ لِي نَخْلَ يَثْرِبَ فِيهَا الْبُسُرُ وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ فِي الضَّوْءِ: سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَهَلَكَ ابْنُ مَارِدٍ بِهَضَبَةِ الْحَصَى بَيْنَ أَذْرُحَ وَالْأَكَمَةِ، سَعِدَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ، جَاءَ نَبِيُّ الْأُمِّيِّينَ، وَبَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، كَذَّبَتْهُ هَذِهِ الْقَرْيَةُ، تُعَذَّبُ مَرَّتَيْنِ، تَتُوبُ فِي الثَّالِثَةِ، ثَلَاثَ بَقِيَتْ ثِنْتَانِ بِالْمَشْرِقِ وَوَاحِدَةٌ بِالْمَغْرِبِ، فَقَصَّهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَ عَجَبًا وَإِنِّي لَأَرَى هَذَا أَمْرًا يَكُونُ فِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِذْ رَأَيْتَ النُّورَ خَرَجَ مِنْ زَمْزَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنَ عَبَّاسٍ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِ مَا ضَيَّعْتُمْ مِنْ أَمْرِي، فَإِنِّي حَلَفْتُ لَا يَأْتِيكُمُ رُوحُ الْقُدُسِ حَتَّى أَبْعَثَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ الَّذِي يَأْتِيهِ رُوحُ الْقُدُسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَدِمَ كَاهِنٌ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ، وَقَدْ قَدِمَتْ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ظِئْرُهُ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَتْ تَأْتِيهِ بِهِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْكَاهِنُ مَعَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اقْتُلُوا هَذَا الصَّبِيَّ، فَإِنَّهُ يَقْتُلُكُمْ وَيُفَرِّقُكُمْ، فَهَرَبَ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ تَزَلْ قُرَيْشٌ [ص: 167] تَخْشَى مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ الْكَاهِنُ حَذَّرَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ فِي بَنِي النَّجَّارِ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ كَانَ لَهَا تَابِعٌ مِنَ الْجِنِّ، فَكَانَ يَأْتِيهَا فَأَتَاهَا حِينَ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَانْقَضَّ عَلَى الْحَائِطِ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ لَمْ تَأْتِ كَمَا كُنْتَ تَأْتِي؟ قَالَ: قَدْ جَاءَ النَّبِيُّ الَّذِي يُحَرِّمُ الزِّنَا وَالْخَمْرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم دُحِرَ الْجِنُّ، وَرُمُوا بِالْكَوَاكِبِ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَسْتَمِعُونَ، لِكُلِّ قَبِيلٍ مِنَ الْجِنِّ مَقْعَدٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ، فَأَوَّلُ مَنْ فَزِعَ لِذَلِكَ أَهْلُ الطَّائِفِ، فَجَعَلُوا يَذْبَحُونَ لِآلِهَتِهِمْ مَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ أَوْ غَنْمٌ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى كَادَتْ أَمْوَالُهُمْ تَذْهَبُ، ثُمَّ تَنَاهَوْا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَعَالِمَ السَّمَاءِ كَمَا هِيَ لَمْ يَذْهَبْ مِنْهَا شَيْءٌ، وَقَالَ إِبْلِيسُ: هَذَا أَمْرٌ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ ائْتُونِي مِنْ كُلِّ أَرْضٍ بِتُرْبَةٍ، فَكَانَ يُؤْتَى بِالتُّرْبَةِ فَيَشُمُّهَا وَيُلْقِيهَا حَتَّى أُتِيَ بِتُرْبَةِ تِهَامَةَ فَشَمَّهَا، وَقَالَ: هَاهُنَا الْحَدَثُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ الْوَحْي يُسْتَمَعُ، وَكَانَ لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ تَابِعٌ، فَأَتَاهَا يَوْمًا وَهُوَ يَصِيحُ جَاءَ أَمْرٌ لَا يُطَاقُ، أَحْمَدُ حَرَّمَ الزِّنَا، فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ مُنِعُوا الِاسْتِمَاعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِي صَنَمَنَا سُوَاعَ، وَقَدْ سُقْنَا إِلَيْهِ الذَّبَائِحَ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ قَرَّبَ إِلَيْهِ بَقَرَةً سَمِينَةً، فَذَبَحْتُهَا عَلَى الصَّنَمِ، فَسَمِعْنَا صَوْتًا مِنْ جَوْفِهَا: الْعَجَبُ الْعَجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ خُرُوجُ نَبِيٍّ بَيْنَ الْأَخَاشِبِ يُحَرِّمُ الزِّنَا، وَيُحَرِّمُ الذَّبْحَ لِلْأَصْنَامِ، وَحُرِسَتِ السَّمَاءُ [ص: 168] ، وَرُمِينَا بِالشُّهُبِ، فَتَفَرَّقْنَا وَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَسَأَلْنَا فَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنَا بِخُرُوجِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى لَقِينَا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا بَكْرٍ، خَرَجَ أَحَدٌ بِمَكَّةَ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: نَعَمْ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دَعَانَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقُلْنَا حَتَّى نَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ قَوْمُنَا، وَيَا لَيْتَ أَنَّا أَسْلَمْنَا يَوْمَئِذٍ فَأَسْلَمْنَا بَعْدَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ صَنَمِنَا سُوَاعَ وَقَدْ جَلَبْتُ إِلَيْهِ غَنَمًا لِي مِائَتَيْ شَاةٍ قَدْ كَانَ أَصَابَهَا جَرَبٌ، فَأَدْنَيْتُهَا مِنْهُ أَطْلُبُ بَرَكَتَهُ، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا مِنْ جَوْفِ الصَّنَمِ يُنَادِي: قَدْ ذَهَبَ كَيَدُ الْجِنِّ، وَرُمِينَا بِالشُّهُبِ لِنَبِيٍّ اسْمُهُ أَحْمَدُ، قَالَ: قُلْتُ عُبِّرْتُ وَاللَّهِ، فَأَصْرِفُ وَجْهَ غَنَمِي مُنْحَدِرًا إِلَى أَهْلِي، قَالَ: فَلَقِيتُ رَجُلًا فَخَبَّرَنِي بِظُهُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الشَّامِيِّ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حِجْرِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ قَلِيلَ الْمَالِ كَانَتْ لَهُ قِطْعَةٌ مِنْ إِبِلٍ، فَكَانَ يُؤْتَى بِلَبَنِهَا فَإِذَا أَكَلَ عِيَالُ أَبِي طَالِبٍ جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى لَمْ يَشْبَعُوا، وَإِذَا أَكَلَ مَعَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم شَبِعُوا، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَهُمْ قَالَ: أَرْبِعُوا حَتَّى يَحْضُرَ ابْنِي، فَيَحْضُرُ فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ فَيَفْضُلُ مِنْ طَعَامِهِمْ، وَإِنْ كَانَ لَئِنْ شَرِبَ أَوَّلَهُمْ ثُمَّ يُنَاوِلُهُمْ فَيَشْرَبُونَ فَيُرْوَوْنَ مِنْ آخِرِهِمْ، فَيَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّكَ لَمُبَارَكٌ، وَكَانَ يُصْبِحُ الصِّبْيَانُ شُعْثًا رُمْصًا، وَيُصْبِحُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَدْهُونًا مَكْحُولًا قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم شَكَا صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا جُوعًا وَلَا عَطَشًا كَانَ يَغْدُو فَيَشْرَبُ مِنْ زَمْزَمَ فَأَعْرِضُ عَلَيْهِ الْغَدَاءَ فَيَقُولُ: «لَا أُرِيدُهُ أَنَا شَبْعَانُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 ذِكْرُ مَنْ تَسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمُحَمَّدٍ رَجَاءَ أَنْ تُدْرِكَهُ النُّبُوَّةُ لِلَّذِي كَانَ مِنْ خَبَرِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَسْمَعُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمِنَ الْكُهَّانِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ مِنَ الْعَرَبِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، فَسَمَّى مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنَ الْعَرَبِ وَلَدَهُ مُحَمَّدًا طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سُمِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيِّ بْنِ حُزَابَةَ مِنْ بَنِي ذَكْوَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ فَأَتَى أَبْرَهَةَ بِالْيَمَنِ فَكَانَ مَعَهُ عَلَى دِينِهِ حَتَّى مَاتَ فَلَمَّا وَجُهَ قَالَ أَخُوهُ قَيْسُ بْنُ خُزَاعِيٍّ: [البحر الطويل] فَذَلِكُمْ ذُو التَّاجِ مِنَّا مُحَمَّدٌ ... وَرَايَتُهُ فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ تَخْفِقُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ السَّكَنِ الْعُرَنِيِّ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي تَمِيمٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ، وَكَانَ أُسْقُفًا قِيلَ لِأَبِيهِ: إِنَّهُ يَكُونُ لِلْعَرَبِ نَبِيٌّ، اسْمُهُ مُحَمَّدٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، وَمُحَمَّدٌ الْجُشَمِيُّ فِي بَنِي سُوَاءَةَ، وَمُحَمَّدٌ الْأُسَيِّدِيُّ، وَمُحَمَّدٌ الْفُقَيْمِيُّ سَمُّوهُمْ طَمَعًا فِي النُّبُوَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 ذِكْرُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ بَعْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحَجُونِ وَهُوَ مُكْتَئِبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي» فَإِذَا شَجَرَةٌ مِنْ قِبَلَ عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ، فَنَادَاهَا، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَرَجَعَتْ، فَقَالَ: «مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ مُسَافِرًا فَذَهَبَ يُرِيدُ أَنْ يَتَبَرَّزَ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَتَوَارَى بِهِ مِنَ النَّاسِ فَرَأَى شَجَرَتَيْنِ بَعِيدَتَيْنِ فَقَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: " اذْهَبْ، فَقُمْ بَيْنَهُمَا فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَرَاءَكُمَا " فَذَهَبَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُمَا، فَأَقْبَلَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَقَضَى حَاجَتَهُ وَرَاءَهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ لِي: " ائْتِ تَيْنِكَ الْأَشَاءَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا " فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا ذَلِكَ، فَوَثَبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَاجْتَمَعَتَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَتَرَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ وَثَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى مَكَانِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ [ص: 171] الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْتِي الْخَلَاءَ فَلَا يُرَى مِنْكَ شَيْءٌ مِنَ الْأَذَى، فَقَالَ: «أَوَمَا عَلِمْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ الْأَرْضَ تَبْتَلِعُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ دَخَلَ جِبْرِيلُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ، فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ، فَقَعَدَ فِي وَاحِدَةٍ، وَقَعَدْتُ فِي أُخْرَى، فَسَمَتْ فَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ، وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفِي، فَالْتَفَتُّ إِلَى جِبْرِيلَ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ حِلْسٌ لَاطِئٌ فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللَّهِ، وَفُتِحَ لِي بَابُ السَّمَاءِ فَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ وَلَطَّ دُونِي الْحِجَابُ، رَفْرَفُهُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُحْرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] قَالَتْ: فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ لَهُمْ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ مِنَ النَّاسِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ تَنَامُ أَعْيُنُنَا، وَلَا تَنَامُ قُلُوبُنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، يَقُولُ: أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلًا فَقَالَ: اسْمَعْ سَمِعَتْ أُذُنُكَ، واعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ مَثَلُ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا، ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولًا يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ، فَاللَّهُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالدَّارُ هِيَ الْإِسْلَامُ، وَالبَيْتُ الجَنَّةُ، وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ الرَّسُولُ؛ مَنْ أَجَابَكَ يَا مُحَمَّدُ دَخَلَ الْإِسْلَامَ، وَمَنْ دَخَلَ الْإِسْلَامَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مَا فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ يَهُودِيَّةٌ شَاةً مَصْلِيَّةً، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي مَسْمُومَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّهَا قَدْ أَخْبَرَتْ أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» قَالَ: فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ قَالَ: فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضْرُرْكَ، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُضَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مَعَنَا مَا نَتَزَوَّدُهُ، فَقَالَ: «ابْتَغِيَا لِي سِقَاءً» فَجَاءَاهُ بِسِقَاءٍ، قَالَ: فَأَمَرَنَا فَمَلَأْنَاهُ، ثُمَّ أَوْكَأَهُ، وَقَالَ: «اذْهَبَا [ص: 173] حَتَّى تَبْلُغَا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُكُمَا» قَالَ: فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا ذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُمَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَانْحَلَّ سِقَاؤُهُمَا، فَإِذَا لَبَنٌ وَزُبْدُ غَنَمٍ، فَأَكَلَا وَشَرِبَا حَتَّى شِبَعَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرٍ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرٌ يَعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ يَهُشُّ عَلَيْهَا فِي بَيْدَاءِ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذْ عَدَا عَلَيْهِ ذِئْبٌ فَانْتَزَعَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ فَجَهْجَأَهُ الرَّجُلُ، وَرَمَاهُ بِالْحِجَارَةِ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ مِنْهُ شَاتَهُ، ثُمَّ إِنَّ الذِّئْبَ أَقْبَلَ حَتَّى أَقْعَى مُسْتَثْفِرًا بِذَنَبِهِ مُقَابِلَ الرَّجُلِ، فَقَالَ: أَمَا اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَنْ تَنْزِعَ مِنِّي شَاةً رَزَقْنِيهَا اللَّهُ؟ قَالَ الرَّجُلُ: تَالَلَّهِ مَا سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، قَالَ الذِّئْبُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ؟ قَالَ: أَعْجَبُ مِنْ مُخَاطَبَةِ الذِّئْبِ إِيَّايَ، قَالَ الذِّئْبُ: قَدْ تَرَكْتَ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، هَاذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ فِي النَّخَلَاتِ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا خَلَا، وَيُحَدِّثُهُمْ بِمَا هُوَ آتٍ، وَأَنْتَ هَهُنَا تَتْبَعُ غَنَمَكَ، فَلَمَّا أَنْ سَمِعَ الرَّجُلُ قَوْلَ الذِّئْبِ سَاقَ غَنَمَهُ يَحُوزُهَا حَتَّى أَدْخَلَهَا قُبَاءَ قَرْيَةِ الْأَنْصَارِ، فَسَأَلَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَصَادَفَهُ فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ الذِّئْبِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقْتَ احْضَرِ الْعَشِيَّةَ، فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ اجْتَمَعُوا، فَأَخْبِرْهُمْ ذَلِكَ» فَفَعَلَ، فَلَمَّا أَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ أَخْبَرَهُمُ الْأَسْلَمِيُّ خَبَرَ الذِّئْبِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ صَدَقَ صَدَقَ، تِلْكَ الْأَعَاجِيبُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ» قَالَهَا ثَلَاثًا: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَنْ يَغِيبَ عَنْ أَهْلِهِ الرَّوْحَةَ، أَوِ الْغَدْوَةَ، ثُمَّ يُخْبِرَهُ سَوْطُهُ أَوْ عَصَاهُ أَوْ نَعْلُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ: حَدَّثَنِي [ص: 174] شَهْرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسًا إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَكَشَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تَجْلِسُ؟» قَالَ: بَلَى، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَقْبِلَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ سَاعَةً إِلَى السَّمَاءِ، فَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ، فَتَحَرَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ جَلِيسِهِ عُثْمَانَ إِلَى حَيْثُ وَضَعَ بَصَرَهُ فَأَخَذَ يُنْغِضُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَسْتَفْقِهُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَابْنُ مَظْعُونٍ يَنْظُرُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ وَاسْتَفْقَهُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَشَخَصَ بَصَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ كَمَا شَخَصَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَأَتْبَعَهُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فِي السَّمَاءِ، فَأَقْبَلَ عَلَى عُثْمَانَ بِجِلْسَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَا كُنْتُ أُجَالِسُكَ وَآتِيكَ؟ مَا رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ كَفِعْلِكَ الْغَدَاةَ، قَالَ: «وَمَا رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ؟» قَالَ: رَأَيْتُكَ تَشْخَصُ بَصَرَكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعْتَهُ عَلَى يَمِينِكَ فَتَحَرَّفْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَنِي فَأَخَذْتَ تُنْغِضُ رَأْسَكَ كَأَنَّكَ تَسْتَفْقِهُ شَيْئًا يُقَالُ لَكَ قَالَ ": أَوَفَطِنْتَ لِذَاكَ؟ " قَالَ عُثْمَانُ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ آنِفًا وَأَنْتَ جَالِسٌ» قُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: " {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] قَالَ عُثْمَانُ: فَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَرَّ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِي وَأَحْبَبْتُ مُحَمَّدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، أَخْبَرَنَا شَهْرٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ حَدِّثْنَا عَنْ خِلَالٍ نَسْأَلْكَ عَنْهُنَّ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ: «سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللَّهِ، وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ لَئِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ [ص: 175] لَتُبَايِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ» قَالُوا: فَذَلِكَ لَكَ، قَالَ: «فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ» قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلْكَ عَنْهُنَّ: أَخْبِرْنَا أَيَّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ، وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ؟ وَكَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ؟ وَكَيْفَ تَكُونُ الْأُنْثَى؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ فِي النَّوْمِ؟ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ: «فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ لَئِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُبَايِعُنِّي» فَأَعْطُوهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا وَطَالَ سَقَمُهُ مِنْهُ فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلَا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِنْ عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِنْ عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ كَانَ أُنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ» . قَالَ: «فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ؟» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ» قَالُوا: أَنْتَ الْآنَ فَحَدِّثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ قَالَ: " فَإِنَّ وَلِيِّيَّ جِبْرِيلُ وَلَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا هُوَ وَلِيُّهُ، قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟» قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا فَعِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا [ص: 176] لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97] إِلَى قَوْلِهِ {كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101] فَعِنْدَ ذَلِكَ بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: زَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدًا فَقَالَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَبْرَدُوا جَاءُوا بِحِمَارٍ لَهُمْ أَعْرَابِيٍّ قَطُوفٍ، قَالَ: فَوَطَّئُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَطِيفَةٍ عَلَيْهِ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَادَ سَعْدٌ أَنْ يُرْدِفَ ابْنَهُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَرُدَّ الْحِمَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ كُنْتَ بَاعِثَهُ مَعِي فَاحْمِلْهُ بَيْنَ يَدَيَّ» قَالَ: لَا، بَلْ خَلْفَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَهْلُ الدَّابَّةِ هُمْ أَوْلَى بِصَدْرِهَا» قَالَ سَعْدٌ: لَا أَبْعَثُهُ مَعَكَ وَلَكِنْ رُدَّ الْحِمَارَ قَالَ: فَرَدَّهُ وَهُوَ هِمْلَاجٌ فَرِيعٌ مَا يُسَايَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ يَعْنِي الْبُنَانِيَّ قَالَ: اجْتَمَعَ الْمُنَافِقُونَ فَتَكَلَّمُوا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ رِجَالًا مِنْكُمُ اجْتَمَعُوا فَقَالُوا كَذَا، وَقَالُوا كَذَا، فَقُومُوا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ» فَلَمْ يَقُومُوا، فَقَالَ: «مَا لَكُمْ قُومُوا فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: «لَتَقُومُنَّ أَوْ لَأُسَمِّيَنَّكُمْ بِأَسْمَائِكُمْ» فَقَالَ: «قُمْ يَا فُلَانُ» قَالَ: فَقَامُوا خَزَايَا مُتَقَنِّعِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حُبِسَ الْمَطَرُ وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ فَوَبِلَتْنَا حَتَّى [ص: 177] رَأَيْتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: فَمُطِرْنَا سَبْعًا لَا تُقْلِعُ حَتَّى الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ وَحُبِسَ السِّفَارُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» قَالَ: فَتَقَوَّرَ مَا فَوْقَ رُءُوسِنَا مِنْهَا حَتَّى كَأَنَّا فِي إِكْلِيلٍ يُمْطَرُ مَا حَوْلَنَا وَلَا نُمْطَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: جَعَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طُعَيِّمًا لَهَا، ثُمَّ قَالَتْ لِزَوْجِهَا: اذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَادْعُهُ وَأَسِرَّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ قَدْ صَنَعَتْ طُعَيِّمًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ: «أَجِيبُوا أَبَا فُلَانٍ» قَالَ: فَجِئْتُ وَمَا تَكَادُ تُتْبِعُنِي رِجْلَايَ لِمَا تَرَكْتُ عِنْدَ أَهْلِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ جَاءَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: قَدِ افْتَضَحْنَا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ جَاءَ بِالنَّاسِ مَعَهُ، قَالَتْ: أَوَمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تُسِرَّ ذَلِكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَتْ: فَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْلَمُ، فَجَاءُوا حَتَّى مَلَئُوا الْبَيْتَ، وَمَلَئُوا الْحُجْرَةَ، وَكَانُوا فِي الدَّارِ، وَجِيءَ بِمِثْلِ الْكَفِّ، فَوُضِعَتْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْسُطُهَا فِي الْإِنَاءِ، وَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: «ادْنُوا فَكُلُوا، فَإِذَا شَبِعَ أَحَدُكُمْ فَلْيُخَلِّ لِصَاحِبِهِ» قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُومُ، وَالْآخَرُ يَقْعُدُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا شَبِعَ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي أَهْلَ الْحُجْرَةِ» فَجَعَلَ يَقْعُدُ قَاعِدٌ، وَيَقُومُ قَائِمٌ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي أَهْلَ الدَّارِ» فَصَنَعُوا مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَبَقِيَ مِثْلُ مَا كَانَ فِي الْإِنَاءِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُوا وَأَطْعِمُوا جِيرَانَكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ [ص: 178] : يَا أَبَا حَمْزَةَ حَدِّثْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ شَيْئًا شَهِدْتَهُ وَلَا تُحَدِّثْهُ عَنْ غَيْرِكَ. قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَاةَ الظُّهْرِ يَوْمًا، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَعَدَ عَلَى الْمَقَاعِدِ الَّتِي كَانَ يَأْتِيهِ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ، فَجَاءَ بِلَالٌ فَنَادَى بِالْعَصْرِ، فَقَامَ كُلُّ مَنْ كَانَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ أَهْلٌ يَقْضِي الْحَاجَةَ وَيُصِيبُ مِنَ الْوَضُوءِ، وَبَقِيَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ لَيْسَ لَهُمْ أَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ أَرْوَحَ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ، فَمَا وَسِعَ الْإِنَاءُ كَفَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّهَا، فَقَالَ بِهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «ادْنُوا فَتَوَضَّئُوا» وَيَدُهُ فِي الْإِنَاءِ، فَتَوَضَّئُوا حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا تَوَضَّأَ قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَبَا حَمْزَةَ، كَمْ تُرَاهُمْ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ وَالثَّمَانِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَعَا بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِهِ فِي قَدَحٍ رَحْرَاحٍ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ، فَشَرِبْنَا، قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ الْقَوْمَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ إِلَّا أَنَّ خَالِدًا قَالَ: فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّئُونَ، وَبَقِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، فَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بَعِيدَةً، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ فِيهِ مَاءٌ، مَا هُوَ بِمَلْآنَ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ، وَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ وَيَقُولُ: «تَوَضَّئُوا» حَتَّى تَوَضَّئُوا كُلُّهُمْ، وَبَقِيَ فِي الْمِخْضَبِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِبَعْضِ مَخَارِجِهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ [ص: 179] فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَجِدِ الْقَوْمُ مَا يَتَوَضَّئُونَ بِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَجِدُ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ وَرُئِيَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ عَلَى الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ: «هَلُمُّوا» فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا مَا يُرِيدُونَ مِنَ الْوضُوءِ فَسُئِلَ كَمْ بَلَغُوا؟ فَقَالَ: سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً مَا تُرْوِيهَا، فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى جَبَاهَا، فَإِمَّا بَزَقَ، وَإِمَّا دَعَا فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي زُهَاءِ أَرْبَعِمِائَةِ رَجُلٍ، فَنَزَلَ بِنَا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَكَأَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَى النَّاسِ، وَرَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ فَنَزَلُوا إِذْ أَقْبَلَتْ عَنْزٌ تَمْشِي حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَدَّدَةَ الْقَرْنَيْنِ، قَالَ: فَحَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَرْوَى الْجُنْدَ وَرُوِيَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَا نَافِعُ امْلِكْهَا وَمَا أَرَاكَ تَمْلُكُهَا» قَالَ: فَلَمَّا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا أَرَاكَ تَمْلِكُهَا» قَالَ فَأَخَذْتُ عُودًا فَرَكَزْتُهُ فِي الْأَرْضِ، قَالَ: وَأَخَذْتُ رِبَاطًا فَرَبَطْتُ الشَّاةَ فَاسْتَوْثَقْتُ مِنْهَا، قَالَ: وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَامَ النَّاسُ وَنِمْتُ، قَالَ: فَاسْتَيْقَظْتُ فَإِذَا الْحَبْلُ مَحْلُولٌ وَإِذَا لَا شَاةَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ: الشَّاةُ ذَهَبَتْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا نَافِعُ أَوَمَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ لَا تَمْلِكُهَا [ص: 180] ، إِنَّ الَّذِي جَاءَ بِهَا هُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْخُرَاسَانِيَّانِ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللَّهُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نُحِرَ لَقِينَا الْقَوْمَ غَدًا جِيَاعًا رِجَالًا؟ وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعَهَا ثُمَّ تَدْعُو اللَّهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ أَوْ سَيُبَارِكُ لَنَا فِي دَعَوْتِكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجِيئُونَ بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَعْلَاهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْثُوا فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَئُوهُ وَبَقِيَ مِنْهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ يُؤْمِنُ بِهِمَا إِلَّا حُجِبَتْ عَنْهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشِيَّةً، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تَسْرُونَ عَشِيَّتَكُمْ هَذِهِ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدَا» فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَإِنِّي لَأَسِيرُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ [ص: 181] ابْهَارَّ اللَّيْلُ، إِذْ نَعَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَمَالَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَدَعَمْتُهُ يَعْنِي أَسْنَدْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ فَاعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ سِرْنَا، ثُمَّ تَهَوَّرَ اللَّيْلُ، فَنَعَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَمَالَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مَيْلَةً أُخْرَى فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ فَاعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ مَالَ مَيْلَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ، فَدَعَمْتُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ: مَتَى كَانَ هَذَا مِنْ مَسِيرِكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: مَا زَالَ هَذَا مَسِيرِي مِنْكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: «حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ نَبِيَّهُ بِهِ» ثُمَّ قَالَ: «أَتُرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟» كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعَرِّسَ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، ثُمَّ قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ فَاجْتَمَعْنَا، وَكُنَّا سَبْعَةَ رَكَبَةٍ، فَمَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الطَّرِيقِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا» فَكَانَ أَوَّلَ مَا اسْتَيْقَظَ هُوَ بِالشَّمْسِ، فَقُمْنَا فَزِعِينَ، قَالَ: «ارْكَبُوا» فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ فَدَعَا بِمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي، فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأْنَا وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، وَبَقِيَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا قَتَادَةَ احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ هَذِهِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ» ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ كَمَا كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ: «ارْكَبُوا» ، فَرَكِبْنَا، فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الَّذِي تَهْمِسُونَ دُونِي؟» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَفْرِيطُنَا فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: فَقَالَ: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، وَلَكِنَّ التَّفْرِيطَ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّ حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا» ثُمَّ قَالَ: «مَا تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا؟» ثُمَّ قَالَ: " أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ أَبُو [ص: 182] بَكْرٍ وَعُمَرُ: رَسُولُ اللَّهِ يَعِدُكُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُخْلِفَكُمْ، فَقَالَ النَّاسُ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ تُطِيعُوا أَبَا بَكْرِ وَعُمَرَ تَرْشُدُوا، فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ حِينَ حَمِيَ كُلُّ شَيْءٍ، أَوْ قَالَ: حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا عَطَشًا، قَالَ: «لَا هَلَكَ عَلَيْكُمْ» ، فَنَزَلَ، فَقَالَ: «أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي» يَعْنِي بِالْغُمَرِ: الْقَعْبُ الصَّغِيرُ، وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ مَا فِيهَا تَكَابُّوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَحْسِنُوا الْمِلْءَ، فَكُلُّكُمْ سَيُرْوَى» قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، قَالَ: فَصَبَّ، وَقَالَ: «اشْرَبْ» ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ» قَالَ: فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رُوَاءً، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ: إِنِّي لَفِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا الْجَامِعِ أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ إِذْ قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: انْظُرْ أَيُّهَا الْفَتَى، انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ، فَإِنِّي أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِحَدِيثِكُمْ حَدِّثِ الْقَوْمَ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ الْقَوْمَ فَقَالَ عِمْرَانُ: وَقَدْ شَهِدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَمَا شَعَرْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَفِظَهُ كَمَا حَفِظْتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَطَفَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: بِمَ كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ شَيْئًا مِنَ النَّخْلَةِ فَأَجَابَنِي أَتُؤْمِنُ بِي؟» قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ، فَآمَنَ بِهِ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ [ص: 183] ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِيهِ وَقَالَ: «خُذُوا بِاسْمِ اللَّهِ» قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي، قَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ قَالَ: فَجَعَلْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا، قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ، قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُهُ، قَالَ: فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجَرْعَةِ فَاشْرَبْهَا، قَالَ: مَا زَالَ يُزَيِّنُ لِي حَتَّى شَرِبْتُهَا، فَلَمَّا وَغَلَتْ فِي بَطْنِي، وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ نَدَّمَنِي، قَالَ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ شَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ، فَيَجِيءُ فَلَا يَرَاهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ، فَتَهْلَكَ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، قَالَ: وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ مِنْ صُوفٍ، كُلَّمَا رُفِعَتْ عَلَى رَأْسِي خَرَجَتْ قَدَمَايَ، وَإِذَا أُرْسِلَتْ عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، قَالَ: وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي نَوْمٌ، قَالَ: وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَأَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، قُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلَكُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي» [ص: 184] قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَجُسُّهُنَّ أَيَّتُهُنَّ أَسْمَنُ فَأَذْبَحُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْعَمُونَ أَنْ يَحْلِبُوا فِيهِ، فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ الرَّغْوَةُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ ": أَمَا شَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ يَا مِقْدَادُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَأَخَذْتُ مَا بَقِيَ فَشَرِبْتُ، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ رُوِيَ وَأَصَابَتْنِي دَعْوَتُهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِحْدَى سَوْءَاتِكَ يَا مِقْدَادُ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا، وَصَنَعَتْ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا كَانَتْ هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، أَفَلَا كُنْتَ أَدْنَيْتَنِي فَتُوقِظَ صَاحِبَيْكَ هَذَيْنِ فَيُصِيبَانِ مِنْهَا؟» قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُبَالِي إِذْ أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا أَعْتَرِفُ لِأَحَدٍ أَسْلَمَ قَبْلِي أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي غَنَمِ أَهْلِي، فَقَالَ: «أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَخَذَ شَاةً فَلَمَسَ ضَرْعَهَا فَأَنْزَلَتْ، فَمَا أَعْتَرِفُ لِأَحَدٍ أَسْلَمَ قَبْلِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا، قَالَ لِي: «دُرْ خَلْفِي» وَطَرَحَ رِدَاءَهُ، فَرَأَيْتُ [ص: 185] الْخَاتَمَ وَقَبَّلْتُهُ، ثُمَّ دُرْتُ إِلَيْهِ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «كَاتِبْ» فَكَاتَبْتُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ وَدِيَّةٍ عَالِقَةٍ، وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعِينُوا أَخَاكُمْ» فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِالْوَدِيَّةِ وَالثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاثِ حَتَّى جَمَعُوا لِي ثَلَاثَمِائَةٍ، فَقُلْتُ: كَيْفَ لِي بِعُلُوقِهَا، فَقَالَ لِي: «انْطَلِقْ فَفَقِّرْ لَهَا بِيَدِكَ» فَفَقَّرْتُ لَهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَجَاءَ مَعِي فَوَضَعَهَا بِيَدِهِ فَمَا أَخْلَفَتْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ، وَبَقِيَ الذَّهَبُ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ أُتِيَ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ مِنْ ذَهَبٍ صَدَقَةً، فَقَالَ: «أَيْنَ الْعَبْدُ الْمُكَاتِبُ الْفَارِسِيُّ؟» فَقُمْتُ، فَقَالَ: «خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ مِنْهَا» فَقُلْتُ: وَكَيْفَ تَكْفِينِي هَذِهِ؟ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَانَهُ عَلَيْهَا، فَوزَنْتُ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، وَبَقِيَ عِنْدِي مِثْلُ مَا أَعْطَاهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَلَقَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِي، فَمَرَّ بِيَهُودِيٍّ وَمَعَهُ سِفْرٌ فِيهِ التَّوْرَاةُ يَقْرَؤُهَا عَلَى ابْنِ أَخٍ لَهُ مَرِيضٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «يَا يَهُودِيُّ نَشَدْتُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَجِدُ فِي تَوْرَاتِكَ نَعْتِي وَصِفَتِي وَمَخْرَجِي؟» فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ أَنْ لَا، فَقَالَ ابْنُ أَخِيهِ لَكِنِّي أَشْهَدُ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّهُ لَيَجِدُ نَعْتَكَ وَزَمَانَكَ وَصِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ فِي كِتَابِهِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَقِيمُوا الْيَهُودِيَّ عَنْ صَاحِبِكُمْ» وَقُبِضَ الْفَتَى، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَجَنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي جُمَحٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ مَعْبَدٍ قَالَ: «هَلْ مِنْ قِرًى؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: فَانْتَبَذَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَاحَ ابْنُهَا بِشُوَيْهَاتٍ فَقَالَ لِأُمِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 : مَا هَذَا السَّوَادُ الَّذِي أَرَى مُنْتَبِذًا؟ قَالَتْ: قَوْمٌ طَلَبُوا الْقِرَى فَقُلْتُ: مَا عِنْدَنَا قِرًى فَأَتَاهُمُ ابْنُهَا فَاعْتَذَرَ، وَقَالَ: إِنَّهَا امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَعِنْدَنَا مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْطَلِقْ فَأْتِنِي بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِكَ» فَجَاءَ، فَأَخَذَ عَنَاقًا، فَقَالَتْ أُمُّهُ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: سَأَلَانِي شَاةً، قَالَتْ: يَصْنَعَانِ بِهَا مَاذَا؟ قَالَ: مَا أَحَبَّا فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ضَرْعَهَا وَضَرَّتَهَا فَتَحَفَّلَتْ فَحَلَبَ حَتَّى مَلَأَ قَعْبًا وَتَرْكَهَا أَحْفَلَ مَا كَانَتْ، وَقَالَ: «انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ وَأْتِنِي بِشَاةٍ أُخْرَى مِنْ غَنَمِكَ» فَأَتَى أُمَّهُ بِالْقَعْبِ، فَقَالَتْ: أَنَّى لَكَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ لَبَنِ الْفُلَانَةِ، قَالَتْ: وَكَيْفَ وَلَمْ تَقْرِ سَلًا قَطُّ؟ أَظُنُّ هَذَا وَاللَّاتِ الصَّابِئَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَشَرِبَتْ مِنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ بِعَنَاقٍ أُخْرَى، فَحَلَبَهَا حَتَّى مَلَأَ الْقَعْبِ، ثُمَّ تَرَكَهَا أَحْفَلَ مَا كَانَتْ، ثُمَّ قَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبَ ثُمَّ، قَالَ: «جِئْنِي بِأُخْرَى» فَأَتَاهُ بِهَا فَحَلَبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «جِئْنِي بِأُخْرَى» فَأَتَاهُ بِهَا، فَحَلَبَ ثُمَّ شَرِبَ وَتَرَكَهُنَّ أَحْفَلَ مَا كُنَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ إِذْ أَقْبَلَ جَمَلٌ نَادٌّ حَتَّى وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجَرْجَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا الْجَمَلَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لِرَجُلٍ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَهُ فِي طَعَامٍ عَنْ أَبِيهِ الْآنَ فَجَاءَ يَسْتَغِيثُ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا جَمَلُ فُلَانٍ، وَقَدْ أَرَادَ بِهِ ذَلِكَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الرَّجُلَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَرَادَ ذَلِكَ بِهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَنْحَرَهُ فَفَعَلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُبَابِ بْنِ مُوسَى السَّعِيدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِتْنَا لَيْلَةً بِغَيْرِ عَشَاءٍ فَأَصْبَحْتُ فَخَرَجْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَهِيَ مَحْزُونَةٌ، فَقُلْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 : مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: لَمْ نَتَعَشَّ الْبَارِحَةَ، وَلَمْ نَتَغَدَّ الْيَوْمَ وَلَيْسَ عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَخَرَجْتُ فَالْتَمَسْتُ فَأَصَبْتُ مَا اشْتَرَيْتُ طَعَامًا وَلَحْمًا بِدِرْهَمٍ، ثُمَّ أَتَيْتُهَا بِهِ، فَخَبَزَتْ وَطَبَخَتْ، فَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ إِنْضَاجِ الْقِدْرِ قَالَتْ: لَوْ أَتَيْتَ أَبِي فَدَعَوْتَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْجُوعِ ضَجِيعًا» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدَنَا طَعَامٌ فَهَلُمَّ فَتَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ، وَالْقِدْرُ تَفُورُ، فَقَالَ: «اغْرِفِي لِعَائِشَةَ» فَغَرَفْتُ فِي صَحْفَةٍ، ثُمَّ قَالَ: «اغْرِفِي لِحَفْصَةَ» فَغَرَفْتُ فِي صَحْفَةٍ حَتَّى غَرَفْتُ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ التِّسْعِ، ثُمَّ قَالَ: «اغْرِفِي لِأَبِيكِ وَزَوْجِكِ» فَغَرَفْتُ، فَقَالَ: «اغْرِفِي فَكُلِي» فَغَرَفْتُ، ثُمَّ رَفَعْتُ الْقِدْرَ، وَإِنَّهَا لَتَفِيضُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ وَهُوَ بِمَكَّةَ فَاتَّخَذَتْ لَهُ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «ادْعُ لِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» فَدَعَا أَرْبَعِينَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «هَلُمَّ طَعَامَكَ» قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيْتُهُمْ بِثَرِيدَةٍ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِيَأْكُلُ مِثْلَهَا، فَأَكَلُوا مِنْهَا جَمِيعًا حَتَّى أَمْسَكُوا، ثُمَّ قَالَ: «اسْقِهِمْ» فَسَقَيْتُهُمْ بِإِنَاءٍ هُوَ رِيُّ أَحَدِهِمْ فَشَرِبُوا مِنْهُ جَمِيعًا حَتَّى صَدَرُوا، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَقَدْ سَحَرَكُمْ مُحَمَّدٌ فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَدْعُهُمْ، فَلَبِثُوا أَيَّامًا، ثُمَّ صَنَعَ لَهُمْ مِثْلَهُ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَجَمَعْتُهُمْ فَطَعِمُوا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يُؤَازِرُنِي عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهُ وَيُجِيبُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَلَهُ الْجَنَّةُ؟» فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنِّي لَأَحْدَثُهُمْ سِنًّا وَأَحْمَشُهُمْ سَاقًا، وَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ أَلَا تَرَى ابْنَكَ؟ قَالَ: دَعُوهُ فَلَنْ يَأْلُوَ ابْنَ عَمِّهِ خَيْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَغَيْرِهِ أَنَّ عَيْنَ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ أُصِيبَتْ، فَسَالَتْ عَلَى خَدِّهِ، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 188] وسلم بِيَدِهِ فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ وَأَحْسَنَهُمَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ انْقَطَعَ سَيْفُهُ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَذْلًا مِنْ شَجَرَةٍ، فَعَادَ فِي يَدِهِ سَيْفًا صَارِمًا صَافِيَ الْحَدِيدَةِ شَدِيدَ الْمَتْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى خَشَبَةٍ كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ فَصَعِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَنَّتِ الْخَشَبَةُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاحْتَضَنَهَا فَسَكَنَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَغَيْرِهِ أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ رَكِبَ فِي طَلَبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا اسْتَقْسَمَ بِالْأَزْلَامِ أَيَخْرُجُ أَمْ لَا يَخْرُجُ؟ فَكَانَ يَخْرُجُ لَهُ أَنْ لَا يَخْرُجَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَرَكِبَ فَلَحِقَهُمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَرْسَخَ قَوَائِمُ فَرَسِهِ فَرَسَخَتْ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ فَرَسِي فَأَرُدَّ عَنْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَأَطْلِقْ لَهُ فَرَسَهُ» فَخَرَجَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا تَكَاتَبَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانُوا تَكَاتَبُوا أَلَّا يُنْكِحُوهُمْ وَلَا يَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ وَلَا يَبِيعُوهُمْ، وَلَا يَبْتَاعُوا مِنْهُمْ، وَلَا يُخَالِطُوهُمْ فِي شَيْءٍ وَلَا يُكَلِّمُوهُمْ، فَمَكَثُوا ثَلَاثَ سِنِينَ فِي شِعْبِهِمْ مَحْصُورِينَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَبِي لَهَبٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمْ، وَدَخَلَ مَعَهُمْ بَنُو الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ أَطْلَعُ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى أَمْرِ صَحِيفَتِهِمْ، وَأَنَّ الْأَرَضَةَ قَدْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 أَكَلَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَحَقٌّ مَا تُخْبِرُنِي يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: «نَعَمْ وَاللَّهِ» قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ لِإِخْوَتِهِ، فَقَالُوا لَهُ: مَا ظَنُّكَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي قَطُّ قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَلْبَسُوا أَحْسَنَ مَا تَجِدُونَ مِنَ الثِّيَابِ ثُمَّ تَخْرُجُونَ إِلَى قُرَيْشٍ فَنَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهُمُ الْخَبَرُ، قَالَ: فَخَرَجُوا حَتَّى دَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَصَمَدُوا إِلَى الْحِجْرِ، وَكَانَ لَا يَجْلِسُ فِيهِ إِلَّا مَسَّانُ قُرَيْشٍ وَذُوُو نُهَاهُمْ، فَتَرَفَّعَتْ إِلَيْهِمُ الْمَجَالِسُ يَنْظُرُونَ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّا قَدْ جِئْنَا لِأَمْرٍ فَأَجِيبُوا فِيهِ بِالَّذِي يُعْرَفُ لَكُمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا وَعِنْدَنَا مَا يَسُرُّكَ، فَمَا طَلَبْتَ؟ قَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمُ يَكْذِبْنِي قَطُّ أَنَّ اللَّهَ سَلَّطَ عَلَى صَحِيفَتِكُمُ الَّتِي كَتَبْتُمُ الْأَرَضَةَ فَلَمَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، وَبَقِيَ فِيهَا كُلُّ مَا ذُكِرَ بِهِ اللَّهُ، فَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي صَادِقًا نَزَعْتُمْ عَنْ سُوءِ رَأْيِكُمْ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمْ فَقَتَلْتُمُوهُ أَوِ اسْتَحْيَيْتُمُوهُ إِنْ شِئْتُمْ، قَالُوا: قَدْ أَنْصَفْتَنَا فَأَرْسَلُوا إِلَى الصَّحِيفَةِ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ: اقْرَءُوهَا، فَلَمَّا فَتَحُوهَا إِذَا هِيَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أُكِلَتْ كُلُّهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فِيهَا، قَالَ فَسُقِطَ فِي أَيْدِي الْقَوْمِ، ثُمَّ نَكَسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: هَلْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّكُمْ أَوْلَى بِالظُّلْمِ وَالْقَطِيعَةِ وَالْإِسَاءَةِ، فَلَمْ يُرَاجِعْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ وَتَلَاوَمَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى مَا صَنَعُوا بِبَنِي هَاشِمٍ، فَمَكَثُوا غَيْرَ كَثِيرٍ، وَرَجَعَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشِّعْبِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ عَلَامَ نُحْصَرُ وَنُحْبَسُ وَقَدْ بَانَ الْأَمْرُ، ثُمَّ دَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا، وَقَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاسْتَحَلَّ مِنَّا مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَّا، ثُمَّ انْصَرَفُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ [ص: 190] عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ خَبَرٍ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهَا تَابِعٌ، فَجَاءَ فِي صُورَةِ طَائِرٍ حَتَّى وَقَعَ عَلَى حَائِطِ دَارِهِمْ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: انْزِلْ حَدِّثْنَا وَنُحَدِّثُكَ وَتُخْبِرُنَا وَنُخْبِرُكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ بِمَكَّةَ نَبِيٌّ حَرَّمَ عَلَيْنَا الزِّنَا، وَمَنَعَ مِنَّا الْقَرَارَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 ذِكْرُ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا بُعِثَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ السُّدِّيَّ يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7] قَالَ: كَانَ عَلَى أَمْرِ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ جَمِيعًا، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَعْنِي مِنْ مَوْلِدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَرْبَعِينَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، أَنَّهُ شَهِدَ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ الْعَدَوِيَّ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ بِسِنٍّ أَيِّ الرِّجَالِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذْ بُعِثَ؟ قَالَ: كَانَ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ كَانَ مَاذَا؟ قَالَ: كَانَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَلَمْ يَكُنْ يَقُولُهُ غَيْرُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ سَائِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ مَعَهُ إِسْرَافِيلُ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ عُزِلَ عَنْهُ إِسْرَافِيلُ، وَأُقْرِنَ بِهِ جِبْرِيلُ عَشْرَ سِنِينَ بِمَكَّةَ وَعَشْرَ سِنِينَ مُهَاجَرُهُ بِالْمَدِينَةِ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: لَيْسَ يَعْرِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِبَلَدِنَا أَنَّ إِسْرَافِيلَ قُرِنَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنَّ عُلَمَاءَهُمْ وَأَهْلَ السِّيرَةِ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: لَمْ يُقْرَنْ بِهِ غَيْرُ جِبْرِيلَ مِنْ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ إِلَى أَنْ قُبِضَ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يَقُولُ: الْقَرْنُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ عَامًا، قَالَ: فَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَرْنٍ كَانَ الْعَامُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ» قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْأَحْمَرُ: النَّاسُ، وَالْأَسْوَدُ: الْجِنُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا رَسُولُ مَنْ أَدْرَكْتُ حَيًّا وَمَنْ يُولَدُ بَعْدِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 192] وسلم: «بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَى الْعَرَبِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَى قُرَيْشٍ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَى بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِي فَإِلَيَّ وَحْدِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَبِي خُتِمَ النَّبِيُّونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ عَلَى إِثْرِ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا بُرْدٌ الْحَرِيرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَعْلَمُونَ أَنِّي رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ بُعِثْتُ لِرَفْعِ قَوْمٍ وَوَضْعِ آخَرِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَخَبْرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ [ص: 193] مُهْدَاةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ» وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَذَكَرَ قَوْمًا قَدِ اسْتَكْبَرُوا، فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: 35] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا مَنَعُوا مِنِّي أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 ذِكْرُ الْيَوْمِ الَّذِي بُعِثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نُبِّئَ نَبِيُّكُمْ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ [ص: 194] أَنَسٍ قَالَ: اسْتَنْبَأَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: نَزَلَ الْمَلَكُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحِرَاءٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَجِبْرِيلُ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 ذِكْرُ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87] قَالَ: هُوَ جِبْرِيلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، قَالَتْ: فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلْوَةُ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِي ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ بَأَجْيَادٍ إِذْ رَأَى مَلَكًا وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فِي أُفُقِ السَّمَاءِ يَصِيحُ يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ، يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ، فَذُعِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، وَجَعَلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 يَرَاهُ كُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ سَرِيعًا إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَهُ، وَقَالَ: يَا خَدِيجَةُ «وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ بُغْضَ هَذِهِ الْأَصْنَامِ شَيْئًا قَطُّ وَلَا الْكُهَّانِ، وَإِنِّي لَأَخْشَى أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا» قَالَتْ: كَلَّا يَا ابْنَ عَمِّ لَا تَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، وَإِنَّ خُلُقَكَ لَكَرِيمٌ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَهِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ مَا أَخْبَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ وَرَقَةُ: وَاللَّهِ إِنَّ ابْنَ عَمِّكِ لَصَادِقٌ، وَإِنَّ هَذَا لَبِدْءُ نُبُوَّةٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ، فَمُرِيهِ أَنْ لَا يَجْعَلَ فِي نَفْسِهِ إِلَّا خَيْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، إِنِّي أَرَى ضَوْءًا وَأَسْمَعُ صَوْتًا، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا» فَقَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَفْعَلُ بِكَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ تَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَحْسَبُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، إِنِّي أَسْمَعُ صَوْتًا، وَأَرَى ضَوْءًا، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ» فَقَالَتْ: لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَفْعَلَ بِكَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ صَادِقًا فَهَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى فَإِنْ يُبْعَثْ وَأَنَا حَيٌّ فَسَأُعَزِّرَهُ وَأَنْصُرَهُ وَأُومِنَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 ذِكْرُ أَوَّلِ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَمَا قِيلَ لَهُ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ عُلَمَائِنَا يَقُولُ: كَانَ أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 2] فَهَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حِرَاءٍ ثُمَّ نَزَلَ آخِرُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بِحِرَاءٍ مَكَثَ أَيَّامًا لَا يَرَى جِبْرِيلَ فَحَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى كَانَ يَغْدُو إِلَى ثَبِيرٍ مَرَّةً، وَإِلَى حِرَاءٍ مَرَّةً يُرِيدُ أَنْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَذَلِكَ عَامِدًا لِبَعْضِ تِلْكَ الْجِبَالِ إِلَى أَنْ سَمِعَ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَعِقًا لِلصَّوْتِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مُتَرَبِّعًا عَلَيْهِ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنَا جِبْرِيلُ قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ، وَرَبَطَ جَأْشَهُ ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْيُ بَعْدُ وَحَمِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 197] بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " قِيلَ لِي: يَا مُحَمَّدُ لِتَنَمْ عَيْنُكَ وَلْتَسْمَعْ أُذُنُكَ وَلْيَعِ قَلْبُكَ " قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «فَنَامَتْ عَيْنِي، وَوَعَى قَلْبِي، وَسَمِعَتْ أُذُنِيَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 ذِكْرُ شِدَّةِ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كُرِبَ لَهُ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «كَانَ إِذَا أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُقِذَ لِذَلِكَ سَاعَةً كَهَيْئَةِ السَّكْرَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أَرْوَى الدَّوْسِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ الْوَحْيَ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَتَرْغُو وَتَفْتِلُ يَدَيْهَا حَتَّى أَظُنَّ أَنَّ ذِرَاعَهَا تَنْقَصِمُ فَرُبَّمَا بَرَكَتْ، وَرُبَّمَا قَامَتْ مُوَتِّدَةً يَدَيْهَا حَتَّى يُسَرَّى عَنْهُ مِنْ ثُقْلِ الْوَحْيِ، وَإِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «كَانَ الْوَحْيُ يَأْتِينِي عَلَى نَحْوَيْنِ يَأْتِينِي بِهِ جِبْرِيلُ فَيُلْقِيهِ عَلَيَّ كَمَا يُلْقِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، فَذَلِكَ يَتَفَلَّتُ مِنِّي، وَيَأْتِينِي فِي شَيْءٍ [ص: 198] مِثْلِ صَوْتِ الْجَرَسِ حَتَّى يُخَالِطَ قَلْبِي فَذَاكَ الَّذِي لَا يَتَفَلَّتُ مِنِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ» قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيُفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْي يُعَالِجُ مِنْ ذَلِكَ شِدَّةً قَالَ: كَانَ يَتَلَقَّاهُ وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَيْ لَا يَنْسَاهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] لِتَعْجَلَ بِأَخْذِهِ {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} [القيامة: 17] وَقُرْآنَهُ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، قَالَ: قُرْآنُهُ أَنْ يَقْرَأَهُ قَالَ {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] قَالَ: أَنْصِتْ {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ، قَالَ: فَانْشَرَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً يُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16] عَلَيْنَا جَمْعُهُ فِي صَدْرِكَ، ثُمَّ تَقْرَؤُهُ قَالَ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] قَالَ: اسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ قَالَ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] [ص: 199] قَالَ: ثُمَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ لَهُ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ كَمَا أُقْرِئَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 ذِكْرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَصْدَعَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَأَنْ يُنَادِيَ النَّاسَ بِأَمْرِهِ وَأَنْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَكَانَ يَدْعُو مِنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ ثَلَاثَ سِنِينَ مُسْتَخْفِيًا إِلَى أَنْ أُمِرَ بِظُهُورِ الدُّعَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] قَالَ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ سِرًّا وَجَهْرًا فَاسْتَجَابَ لِلَّهِ مَنْ شَاءَ مِنْ أَحْدَاثِ الرِّجَالِ وَضُعَفَاءِ النَّاسِ حَتَّى كَثُرَ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَكُفَّارُ قُرَيْشٍ غَيْرُ مُنْكِرِينَ لِمَا يَقُولُ، فَكَانَ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ فِي مَجَالِسِهِمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ أَنَّ غُلَامَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيُكَلَّمُ مِنَ السَّمَاءِ، فَكَانَ ذَلِكَ حَتَّى عَابَ اللَّهُ آلِهَتَهُمُ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا دُونَهُ، وَذَكَرَ هَلَاكَ آبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الْكُفْرِ فَشَنِفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ وَعَادَوْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ [ص: 200] ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ» فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مُحَمَّدٌ عَلَى الصَّفَا يَهْتِفُ، فَأَقْبَلُوا وَاجْتَمَعُوا، فَقَالُوا: مَا لَكَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي؟» قَالُوا: نَعَمْ، أَنْتَ عِنْدَنَا غَيْرُ مُتَّهَمٍ، وَمَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا قَطُّ، قَالَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِي زُهْرَةَ حَتَّى عَدَّدَ الْأَفْخَاذَ مِنْ قُرَيْشٍ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ، وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَنْفَعَةً وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " قَالَ: يَقُولُ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] السُّورَةَ كُلَّهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: لَمَّا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ وَمَنْ مَعَهُ وَفَشَا أَمْرُهُ بِمَكَّةَ وَدَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو نَاحِيَةً سِرًّا، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَ عُثْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَ عُمَرُ يَدْعُو عَلَانِيَةً وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ مِنْ ذَلِكَ، وَظَهَرَ مِنْهُمْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَسَدُ وَالْبَغْيُ، وَأَشْخَصَ بِهِ مِنْهُمْ رِجَالٌ فَبَادَوْهُ، وَتَسَتَّرَ آخَرُونَ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الرَّأْيِ إِلَّا أَنَّهُمْ يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ عَنِ الْقِيَامِ وَالْإِشْخَاصِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ أَهْلَ الْعَدَاوَةِ وَالْمُبَادَاةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْخُصُومَةَ وَالْجَدَلَ: أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو لَهَبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ وَهُوَ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ، وَالْغَيْطَلَةُ أُمُّهُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأُمَيَّةُ، وَأُبَيٌّ ابْنَا خَلَفٍ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْفَاكِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُنَبِّهُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَالسَّائِبُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، وَالْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَالْعَاصُ بْنُ هَاشِمٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَابْنُ الْأَصْدَى الْهُذَلِيُّ وَهُوَ الَّذِي نَطَحَتْهُ الْأَرْوَى، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، وَعَدِيُّ بْنُ الْحَمْرَاءِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا جِيرَانَهُ، وَالَّذِينَ كَانَتْ تَنْتَهِي عَدَاوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ أَبُو جَهْلٍ، وَأَبُو لَهَبٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَهْلَ عَدَاوَةٍ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُشْخِصُوا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانُوا كَنَحْوِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو سُفْيَانَ وَالْحَكَمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُنْتُ بَيْنَ شَرِّ جَارَيْنِ بَيْنَ أَبِي لَهَبٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ إِنْ كَانَا لَيَأْتَيَانِ بِالْفُرُوثِ فَيَطْرَحَانِهَا عَلَى بَابِي حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْتُونَ بِبَعْضِ مَا يَطْرَحُونَ مِنَ الْأَذَى فَيَطْرَحُونَهُ عَلَى بَابِي» فَيَخْرُجُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَيُّ جِوَارٍ هَذَا؟» ثُمَّ يُلْقِيهِ بِالطَّرِيقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 ذِكْرُ مَمْشَى قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فِي أَمْرِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ظُهُورَ الْإِسْلَامِ وَجُلُوسَ الْمُسْلِمِينَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ فَمَشُوا إِلَى أَبِي طَالِبٍ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: أَنْتَ سَيُّدُنَا وَأَفْضَلُنَا فِي أَنْفُسِنَا، وَقَدْ رَأَيْتَ هَذَا الَّذِي فَعَلَ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ مَعَ ابْنِ أَخِيكَ مِنْ تَرْكِهِمْ آلِهَتَنَا وَطَعْنِهِمْ عَلَيْنَا وَتَسْفِيهِهِمْ أَحْلَامَنَا وَجَاءُوا بِعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالُوا: قَدْ جِئْنَاكَ بِفَتَى قُرَيْشٍ جَمَالًا وَنَسَبًا وَنَهَادَةً وَشِعْرًا نَدْفَعُهُ إِلَيْكَ، فَيَكُونُ لَكَ نَصَرُهُ وَمِيرَاثُهُ، وَتَدْفَعُ إِلَيْنَا ابْنَ أَخِيكَ فَنَقْتُلُهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ لِلْعَشِيرَةِ وَأَفْضَلُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ مَغَبَّةً، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللَّهِ مَا أَنْصَفْتُمُونِي تُعْطُوُنَنِي ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ وَأُعْطِيكُمُ ابْنَ أَخِي تَقْتُلُونَهُ، مَا هَذَا بِالنَّصَفِ تَسُومُونَنِي سَوْمَ الْعَرِيرِ الذَّلِيلِ، قَالُوا: فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَلْنُعْطِهِ النَّصَفَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي هَؤُلَاءِ عُمُومَتُكَ وَأَشْرَافُ قَوْمِكَ، وَقَدْ أَرَادُوا يُنْصِفُونَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُولُوا أَسْمَعْ» قَالُوا: تَدَعَنَا وَآلِهَتَنَا وَنَدَعُكَ وَإِلَهَكَ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَدْ أَنْصَفَكَ الْقَوْمُ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ هَذِهِ هَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّ كَلِمَةً إِنْ أَنْتُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِهَا مَلَكْتُمْ بِهَا الْعَرَبَ وَدَانَتْ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ؟» فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ مُرْبِحَةٌ، نَعَمْ وَأَبِيكَ لَنَقُولَنَّهَا وَعَشَرَ أَمْثَالِهَا، قَالَ: " قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَاشْمَأَزُّوا وَنَفَرُوا مِنْهَا وَغَضِبُوا وَقَامُوا وَهُمْ يَقُولُونَ: اصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لِشَيْءٌ يُرَادُ، وَيُقَالُ: الْمُتَكَلِّمُ بِهَذَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَقَالُوا: لَا نَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا، وَمَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُغْتَالَ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فُقِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَعُمُومَتُهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَجَمَعَ فِتْيَانًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَالَ لِيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ حَدِيدَةً صَارِمَةً ثُمَّ لِيَتَّبِعُنِي إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَنْظُرْ كُلُّ فَتًى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 مِنْكُمْ فَلْيَجْلِسْ إِلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَائِهِمْ فِيهِمُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِبْ عَنْ شَرٍّ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ قُتِلَ، فَقَالَ الْفِتْيَانُ: نَفْعَلُ، فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَوَجَدَ أَبَا طَالِبٍ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ: يَا زَيْدُ أَحْسَسْتَ ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ مَعَهُ آنِفًا، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: لَا أَدْخُلُ بَيْتِي أَبَدًا حَتَّى أَرَاهُ فَخَرَجَ زَيْدٌ سَرِيعًا حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتٍ عِنْدَ الصَّفَا وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَيْنَ كُنْتَ؟ أَكُنْتَ فِي خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: ادْخُلْ بَيْتَكَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَالِبٍ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَوَقَفَ بِهِ عَلَى أَنْدِيَةِ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ الْفِتْيَانُ الْهَاشِمِيُّونَ وَالْمُطَّلِبِيُّونَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَلْ تَدْرُونَ مَا هَمَمْتُ بِهِ؟ قَالُوا: لَا، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، وَقَالَ لِلْفِتْيَانِ: اكْشِفُوا عَمَّا فِي أَيْدِيكُمْ فَكَشَفُوا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَهُ حَدِيدَةٌ صَارِمَةٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُمُوهُ مَا بَقِّيْتُ مِنْكُمْ أَحَدًا حَتَّى نَتَفَانَى نَحْنُ وَأَنْتُمْ، فَانْكَسَرَ الْقَوْمُ وَكَانَ أَشَدَّهُمُ انْكِسَارًا أَبُو جَهْلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 ذِكْرُ هِجْرَةِ مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَظَهَرَ الْإِيمَانُ، وَتُحُدِّثُ بِهِ ثَارَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ بِمَنْ آمَنَ مِنْ قَبَائِلِهِمْ فَعَذَّبُوهُمْ وَسَجَنُوهُمْ، وَأَرَادُوا فِتْنَتَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَفَرَّقُوا فِي الْأَرْضِ» فَقَالُوا: أَيْنَ نَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَهُنَا وَأَشَارَ [ص: 204] إِلَى الْحَبَشَةِ» وَكَانَتْ أَحَبَّ الْأَرْضِ إِلَيْهِ أَنْ يُهَاجِرَ قِبَلِهَا، فَهَاجَرَ نَاسٌ ذَوُو عَدَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مِنْهُمْ مَنْ هَاجَرَ مَعَهُ بِأَهْلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ حَتَّى قَدِمُوا أَرْضَ الْحَبَشَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ قَالَا: فَخَرَجُوا مُتَسَلِّلِينَ سِرًّا، وَكَانُوا أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَأَرْبَعَ نِسْوَةٍ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الشُّعَيْبَةِ، مِنْهُمُ الرَّاكِبُ وَالْمَاشِي، وَوَفَّقَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُسْلِمِينَ سَاعَةَ جَاءُوا سَفِينَتَيْنِ لِلتُّجَّارِ حَمَلُوهُمْ فِيهِمَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ بِنِصْفِ دِينَارٍ، وَكَانَ مَخْرَجُهُمْ فِي رَجَبٍ مِنَ السَّنَةِ الْخَامِسَةِ مِنْ حِينَ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى جَاءُوا الْبَحْرَ حَيْثُ رَكِبُوا فَلَمْ يُدْرِكُوا مِنْهُمْ أَحَدًا، قَالُوا: وَقَدِمْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَجَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللَّهَ لَا نُؤْذَى وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: تَسْمِيَةُ الْقَوْمِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومٍ مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ، وَأَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيُّ، وَحَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 ذِكْرُ سَبَبِ رُجُوعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَا: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قَوْمِهِ كَفًّا عَنْهُ، فَجَلَسَ خَالِيًا، فَتَمَنَّى فَقَالَ: «لَيْتَهُ لَا يَنْزِلُ عَلَيَّ شَيْءٌ يُنَفِّرُهُمْ عَنِّي» وَقَارَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَوْمَهُ، وَدَنَا مِنْهُمْ، وَدَنَوْا مِنْهُ، فَجَلَسَ يَوْمًا مَجْلِسًا فِي نَادٍ مِنْ تِلْكَ الْأَنْدِيَةِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1] حَتَّى إِذَا بَلَغَ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19] ، {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 20] أَلْقَى الشَّيْطَانُ كَلِمَتَيْنِ عَلَى لِسَانِهِ: تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى، فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِمَا ثُمَّ مَضَى، فَقَرَأَ السُّورَةَ كُلَّهَا وَسَجَدَ وَسَجَدَ الْقَوْمُ جَمِيعًا، وَرَفَعَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ تُرَابًا إِلَى جَبْهَتِهِ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا أُحَيْحَةَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخَذَ تُرَابًا فَسَجَدَ عَلَيْهِ رَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّمَا الَّذِي رَفَعَ التُّرَابَ الْوَلِيدُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَبُو أُحَيْحَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: كِلَاهُمَا جَمِيعًا فَعَلَ ذَلِكَ، فَرَضُوا بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيَخْلُقُ وَيَرْزُقُ، وَلَكِنَّ آلِهَتَنَا هَذِهِ تَشْفَعُ لَنَا عِنْدَهُ، وَأَمَّا إِذْ جَعَلْتَ لَهَا نَصِيبًا فَنَحْنُ مَعَكَ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِمْ حَتَّى جَلَسَ فِي الْبَيْتِ، فَلَمَّا أَمْسَى أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَرَضَ عَلَيْهِ السُّورَةَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: جِئْتُكَ بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُلْتُ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَقُلْ» فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ {وَإِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} [الإسراء: 73] إِلَى قَوْلِهِ: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [الإسراء: 75] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: فَشَتْ تِلْكَ السَّجْدَةُ فِي النَّاسِ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَبَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَدْ سَجَدُوا وَأَسْلَمُوا حَتَّى إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَأَبَا أُحَيْحَةَ قَدْ سَجَدَا خَلْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْقَوْمُ: فَمَنْ بَقِيَ بِمَكَّةَ إِذَا أَسْلَمَ هَؤُلَاءِ؟ وَقَالُوا: عَشَائِرُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا، فَخَرَجُوا رَاجِعِينَ حَتَّى إِذَا كَانُوا دُونَ مَكَّةَ بِسَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ لَقُوا رَكْبًا مِنْ كِنَانَةَ، فَسَأَلُوهُمْ عَنْ قُرَيْشٍ وَعَنْ حَالِهِمْ، فَقَالَ الرَّكْبُ: ذَكَرَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ فَتَابَعَهُ الْمَلَأُ، ثُمَّ ارْتَدَّ عَنْهَا فَعَادَ لِشَتْمِ آلِهَتِهِمْ وَعَادُوا لَهُ بِالشَّرِّ، فَتَرَكْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَأْتَمَرَ الْقَوْمُ فِي الرُّجُوعِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمَّ قَالُوا: قَدْ بَلَغْنَا، نَدْخُلُ فَنَنْظُرُ مَا فِيهِ قُرَيْشٌ، وَيُحْدِثُ عَهْدًا مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِهِ ثُمَّ يَرْجِعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلُوا مَكَّةَ وَلَمْ يَدْخُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا بِجِوَارٍ إِلَّا ابْنَ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ مَكَثَ يَسِيرًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانُوا خَرَجُوا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ، فَأَقَامُوا شَعْبَانَ وَشَهْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَتِ السَّجْدَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقَدِمُوا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 ذِكْرُ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالُوا: لَمَّا قَدِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ مِنَ الْهِجْرَةِ الْأُولَى اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ قَوْمُهُمْ، وَسَطَتْ بِهِمْ عَشَائِرُهُمْ وَلَقُوا مِنْهُمْ أَذًى شَدِيدًا، فَأَذِنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَكَانَتْ خَرْجَتُهُمُ الْآخِرَةُ أَعْظَمَهَا مَشَقَّةً، وَلَقُوا مِنْ قُرَيْشٍ تَعْنِيفًا شَدِيدًا، وَنَالُوهُمْ بِالْأَذَى وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ مَا بَلَغَهُمْ عَنِ النَّجَاشِيِّ مِنْ حُسْنِ جِوَارِهِ لَهُمْ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهِجْرَتُنَا الْأُولَى، وَهَذِهِ الْآخِرَةُ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَلَسْتَ مَعَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيَّ، لَكُمْ هَاتَانِ الْهِجْرَتَانِ جَمِيعًا» قَالَ عُثْمَانُ: فَحَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ عِدَّةُ مَنْ خَرَجَ فِي هَذِهِ الْهِجْرَةِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانِينَ رَجُلًا، وَمِنَ النِّسَاءِ إِحْدَى عَشَرَةَ امْرَأَةً قُرَشِيَّةً، وَسَبْعٌ غَرَائِبُ، فَأَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ بِأَحْسَنِ جِوَارٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِمُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، رَجَعَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا، وَمِنَ النِّسَاءِ ثَمَانِي نِسْوَةٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ بِمَكَّةَ، وَحُبِسَ بِمَكَّةَ سَبْعَةُ نَفَرٍ وَشَهِدَ بَدْرًا مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، فَلَمَّا قُرِئَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ أَسْلَمَ، وَقَالَ: لَوْ قَدَرْتُ أَنْ آتِيَهُ لَأَتَيْتُهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَتْ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَتَنَصَّرَ هُنَاكَ وَمَاتَ، فَزَوَّجَهُ النَّجَاشِيُّ إِيَّاهَا وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ تَزْوِيجَهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ مَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَيَحْمِلُهُمْ فَفَعَلَ وَحَمَلَهُمْ فِي سَفِينَتَيْنِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ فَأَرْسَلُوا بِهِمْ إِلَى سَاحِلِ بُولَا وَهُوَ الْجَارُ، ثُمَّ تَكَارُوا الظَّهْرَ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَيَجِدُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَشَخَصُوا إِلَيْهِ، فَوَجَدُوهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُدْخِلُوهُمْ فِي سُهْمَانِهِمْ فَفَعَلُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 ذِكْرُ حَصْرِ قُرَيْشٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَنِي هَاشِمٍ فِي الشِّعْبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا بَلَغَ قُرَيْشًا فِعْلُ النَّجَاشِيِّ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ وَإِكْرَامِهِ إِيَّاهُمْ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَغَضِبُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، وَأَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَتَبُوا كِتَابًا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَلَّا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُخَالِطُوهُمْ، وَكَانَ الَّذِي كَتَبَ الصَّحِيفَةَ مَنْصُورُ بْنُ عِكْرِمَةَ العَبْدَرِيُّ فَشُلَّتْ يَدُهُ، وَعَلَّقُوا الصَّحِيفَةَ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ الْجُلَاسِ بِنْتِ مُخَرِّبَةَ الْحَنْظَلِيَّةِ خَالَةِ أَبِي جَهْلٍ وَحَصَرُوا بَنِي هَاشِمٍ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ حِينِ تُنِبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَانْحَازَ بَنُو الْمُطَّلِبِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فِي شِعْبِهِ مَعَ بَنِي هَاشِمٍ وَخَرَجَ أَبُو لَهَبٍ إِلَى قُرَيْشٍ، فَظَاهَرَهُمْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَقَطَعُوا عَنْهُمُ الْمِيرَةَ وَالْمَادَّةَ، فَكَانُوا لَا يَخْرُجُونَ إِلَّا مِنْ مَوْسِمٍ إِلَى مَوْسِمٍ حَتَّى بَلَغَهُمُ الْجَهْدُ، وَسُمِعَ أَصْوَاتُ صِبْيَانِهِمْ مِنْ وَرَاءِ الشِّعْبِ، فَمِنْ قُرَيْشٍ مَنْ سَرَّهُ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ سَاءَهُ وَقَالَ: انْظُرُوا مَا أَصَابَ مَنْصُورَ بْنَ عِكْرِمَةَ، فَأَقَامُوا فِي الشِّعْبِ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ أَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَى أَمْرِ صَحِيفَتِهِمْ، وَأَنَّ الْأَرَضَةُ قَدْ أَكَلَتْ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ وَظُلْمٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَتَبَتْ قُرَيْشٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا وَخَتَمُوا عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ خَوَاتِيمَ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الصَّحِيفَةِ دَابَّةً فَأَكَلَتْ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعِكْرِمَةَ قَالَا: أُكِلَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ إِلَّا بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَ جَدِّهِ، قَالَ: «أُكِلَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ مِنْ قَطِيعَةٍ غَيْرَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَوَّلِ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ لِإِخْوَتِهِ وَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ: إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمُ يَكْذِبْنِي قَطُّ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَلَّطَ عَلَى صَحِيفَتِكُمُ الْأَرَضَةَ فَلَحَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَبَقِيَ فِيهَا كُلُّ مَا ذُكِرَ بِهِ اللَّهُ، فَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي صَادِقًا نَزَعْتُمْ عَنْ سُوءِ رَأْيِكُمْ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمْ فَقَتَلْتُمُوهُ أَوِ اسْتَحْيَيْتُمُوهُ، قَالُوا: قَدْ أَنْصَفْتَنَا فَأَرْسَلُوا إِلَى الصَّحِيفَةِ فَفَتَحُوهَا، فَإِذَا هِيَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَنَكَسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: عَلَامَ نُحْبَسُ وَنُحْصَرُ وَقَدْ بَانَ الْأَمْرُ، ثُمَّ دَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا، وَقَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاسْتَحَلَّ مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَّا، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الشِّعْبِ، وَتَلَاوَمَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى مَا صَنَعُوا بِبَنِي هَاشِمٍ، فِيهِمْ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَدِيُّ بْنُ قَيْسٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَأَبُو الْبَحْتَرِيِّ بْنُ هَاشِمٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَبِسُوا السِّلَاحَ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَأَمَرُوهُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَى مَسَاكِنِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَعَرَفُوا أَنْ لَنْ يُسْلِمُوهُمْ، وَكَانَ خُرُوجُهُمْ مِنَ الشِّعْبِ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي الشِّعْبِ سَنَتَيْنِ وَقَالَ الْحَكَمُ: مَكَثُوا سِنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 ذِكْرُ سَبَبِ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الطَّائِفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَهْرٌ وَخَمْسَةُ أَيَّامٍ، اجْتَمَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصِيبَتَانِ فَلَزِمَ بَيْتَهُ، وَأَقَلَّ الْخُرُوجَ، وَنَالَتْ مِنْهُ قُرَيْشٌ مَا لَمْ تَكُنْ تَنَالُ، وَلَا تَطْمَعُ بِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا لَهَبٍ فَجَاءَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، امْضِ لِمَا أَرَدْتَ، وَمَا كُنْتَ صَانِعًا إِذْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيًّا فَاصْنَعْهُ، لَا وَاللَّاتِ لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ حَتَّى أَمُوتَ، وَسَبَّ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو لَهَبٍ، فَنَالَ مِنْهُ، فَوَلَّى وَهُوَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ صَبَأَ أَبُو عُتْبَةَ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ: مَا فَارَقْتُ دِينَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلَكِنِّي أَمْنَعُ ابْنَ أَخِي أَنْ يُضَامَ حَتَّى يَمْضِيَ لِمَا يُرِيدُ، قَالُوا: قَدْ أَحْسَنْتَ وَأَجْمَلْتَ وَوَصَلْتَ الرَّحِمَ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَذَلِكَ أَيَّامًا يَذْهَبُ وَيَأْتِي، لَا يَعْتَرِضُ لَهُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهَابُوا أَبَا لَهَبٍ إِلَى أَنْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى أَبِي لَهَبٍ، فَقَالَا لَهُ: أَخْبَرَكَ ابْنُ أَخِيكَ أَيْنَ مَدْخَلُ أَبِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ مَدْخَلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: " مَعَ قَوْمِهِ: فَخَرَجَ أَبُو لَهَبٍ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «مَعَ قَوْمِهِ» فَقَالَا: يَزْعُمُ أَنَّهُ فِي النَّارِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَدْخُلُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ النَّارَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ وَمَنْ مَاتَ عَلَى مِثْلِ مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ دَخَلَ النَّارَ» فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: وَاللَّهِ لَا بَرِحْتُ لَكَ عَدُوًّا أَبَدًا، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي النَّارِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ هُوَ وَسَائِرُ قُرَيْشٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ تَنَاوَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاجْتَرَءُوا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَذَلِكَ فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ حِينَ نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 الْإِسْنَادِ، فَأَقَامَ بِالطَّائِفِ عَشَرَةَ أَيَّامٍ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ إِلَّا جَاءَهُ وَكَلَّمَهُ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ وَخَافُوا عَلَى أَحْدَاثِهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، اخْرُجْ مِنْ بَلَدِنَا وَالْحِقْ بِمُجَابِكَ مِنَ الْأَرْضِ، وَأَغْرَوْا بِهِ سُفَهَاءَهُمْ، فَجَعَلُوا يَرْمُونَهُ بِالْحِجَارَةِ، حَتَّى إِنَّ رِجْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَتَدْمِيَانِ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَقِيهِ بِنَفْسِهِ حَتَّى لَقَدْ شُجَّ فِي رَأْسِهِ شِجَاجٌ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ رَاجِعًا إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مَحْزُونٌ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَلَا امْرَأَةٌ، فَلَمَّا نَزَلَ نَخْلَةَ قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَصُرِفَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ سَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ، فَاسْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْجِنِّ وَلَمْ يَشْعُرْ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ {، وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] فَهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَانُوا صُرِفُوا إِلَيْهِ بِنَخْلَةَ وَأَقَامَ بِنَخْلَةَ أَيَّامًا، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: كَيْفَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ يَعْنِي قُرَيْشًا وَهُمْ أَخْرَجُوكَ؟ فَقَالَ: «يَا زَيْدُ إِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لِمَا تَرَى فَرَجًا وَمَخْرَجًا، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ دِينَهُ وَمُظْهِرٌ نَبِيَّهُ» ثُمَّ انْتَهَى إِلَى حِرَاءٍ فَأَرْسَلَ رَجُلًا مِنْ خُزَاعَةَ إِلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: «أَدْخُلُ فِي جِوَارِكَ؟» فَقَالَ: نَعَمْ، وَدَعَا بَنِيهِ وَقَوْمَهُ فَقَالَ: تَلَبَّسُوا السِّلَاحَ، وَكُونُوا عِنْدَ أَرْكَانِ الْبَيْتِ فَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُ مُحَمَّدًا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَامَ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَنَادَى: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ مُحَمَّدًا فَلَا يَهْجُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ وَمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَوَلَدُهُ مُطِيفُونَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 ذِكْرُ الْمِعْرَاجِ وَفَرْضِ الصَّلَوَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، وَغَيْرِهِ مِنْ رِجَالِهِ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَائِمٌ فِي بَيْتِهِ ظُهْرًا، أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى مَا سَأَلْتَ اللَّهَ، فَانْطَلَقَا بِهِ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ، فَأُتِيَ بِالْمِعْرَاجِ، فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ مَنْظَرًا، فَعَرَجَا بِهِ إِلَى السَّمَاوَاتِ سَمَاءً سَمَاءً، فَلَقِيَ فِيهَا الْأَنْبِيَاءَ وَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَأُرِيَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَمْ أَسْمَعْ إِلَّا صَرِيفَ الْأَقْلَامِ» وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَصَلَّى بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصَّلَوَاتِ فِي مَوَاقِيتِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 ذِكْرُ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ مُوسَى: وَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ص: 214] وَغَيْرِهِمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " حُمِلْتُ عَلَى دَابَّةٍ بَيْضَاءَ بَيْنَ الْحِمَارِ وَبَيْنَ الْبَغْلَةِ فِي فَخْذَيْهَا جَنَاحَانِ تَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهَا، فَلَمَّا دَنَوْتُ لِأَرْكَبَهَا شَمَسَتْ فَوَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْتَحْيِينَ يَا بُرَاقُ مِمَّا تَصْنَعِينَ، وَاللَّهِ مَا رَكِبَ عَلَيْكِ عَبْدٌ لِلَّهِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، فَاسْتَحْيَتْ حَتَّى ارْفَضَّتْ عَرَقًا، ثُمَّ قَرَّتْ حَتَّى رَكِبْتُهَا، فَعَمِلَتْ بِأُذُنَيْهَا، وَقَبَضَتِ الْأَرْضَ حَتَّى كَانَ مُنْتَهَى وَقْعِ حَافِرِهَا طَرُفَهَا، وَكَانَتْ طَوِيلَةَ الظَّهْرِ طَوِيلَةَ الْأُذُنَيْنِ، وَخَرَجَ مَعِيَ جِبْرِيلُ لَا يَفُوتُنِي، وَلَا أَفُوتُهُ حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَانْتَهَى الْبُرَاقُ إِلَى مَوْقِفِهِ الَّذِي كَانَ يَقِفُ، فَرَبَطَهُ فِيهِ، وَكَانَ مَرْبِطُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: " وَرَأَيْتُ الْأَنْبِيَاءَ جُمِعُوا لِي، فَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِمَامٌ فَقَدَّمَنِي جِبْرِيلُ حَتَّى صَلَّيْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَسَأَلْتُهُمْ، فَقَالُوا: بُعِثْنَا بِالتَّوْحِيدِ " وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فُقِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَفَرَّقَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُونَهُ وَيَلْتَمِسُونَهُ، وَخَرَجَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى بَلَغَ ذَا طُوًى، فَجَعَلَ يَصْرُخُ يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ» قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي عَنَّيْتَ قَوْمَكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، فَأَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: «أَتَيْتُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» قَالَ: فِي لَيْلَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: هَلْ أَصَابَكَ إِلَّا خَيْرٌ، قَالَ: «مَا أَصَابَنِي إِلَّا خَيْرٌ» وَقَالَتْ أُمُّ هَانِئِ ابْنَةُ أَبِي طَالِبٍ: مَا أُسْرِيَ بِهِ إِلَّا مِنْ بَيْتِنَا نَامَ عِنْدَنَا تِلْكَ اللَّيْلَةِ صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الْفَجْرِ أَنْبَهْنَاهُ لِلصُّبُحِ [ص: 215] ، فَقَامَ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ، قَالَ: «يَا أُمَّ هَانِئٍ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَكُمُ الْعِشَاءَ كَمَا رَأَيْتِ بِهَذَا الْوَادِي، ثُمَّ قَدْ جِئْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَلَّيْتُ فِيهِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ مَعَكُمْ» ثُمَّ قَامَ لِيَخْرُجَ، فَقُلْتُ: لَا تُحَدِّثْ هَذَا النَّاسَ فَيُكَذِّبُوكَ وَيُؤْذُوكَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَأُحَدِّثُنَّهُمْ» فَأَخْبَرَهُمْ فَتَعَجَّبُوا، وَقَالُوا: لَمْ نَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: «يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ قَوْمِي لَا يُصَدِّقُونَنِي» قَالَ: يُصَدِّقُكَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ الصِّدِّيقُ، فَأَتَيْتُ نَاسًا كَثِيرًا كَانُوا قَدْ صَلُّوا وَسَلَّمُوا، وَقُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَخُيِّلَ إِلَيَّ بَيْتُ الْمَقْدِسِ فَطَفَفْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَمْ لِلْمَسْجِدِ مِنْ بَابٍ؟ وَلَمْ أَكُنْ عَدَدْتُ أَبْوَابَهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَعُدُّهَا بَابًا بَابًا، وَأُعْلِمُهُمْ وَأَخْبَرْتُهُمْ عَنْ عِيرَاتٍ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَعَلَامَاتٍ فِيهَا، فَوَجَدُوا ذَلِكَ كَمَا أَخْبَرْتُهُمْ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: كَانَتْ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا بِعَيْنِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيَّ أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ [ص: 216] مِنَ الصَّلَاةِ، قَالَ لِي قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 ذِكْرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبَائِلَ الْعَرَبِ فِي الْمَوَاسِمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي، قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ مِنْ أَوَّلِ نُبُوَّتِهِ مُسْتَخْفِيًا، ثُمَّ أَعْلَنَ فِي الرَّابِعَةِ، فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ عَشْرَ سِنِينَ يُوَافِي الْمَوَاسِمَ كُلَّ عَامٍ يَتَّبِعُ الْحَاجَّ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الْمَوَاسِمِ بِعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ وَذِي الْمَجَازِ يَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَمْنَعُوهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّهِ وَلَهُمُ الْجَنَّةُ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُجِيبُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْأَلُ عَنِ الْقَبَائِلِ وَمَنَازِلِهَا قَبِيلَةً قَبِيلَةً، وَيَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَتَمْلِكُوا بِهَا الْعَرَبَ، وَتَذِلَّ لَكُمُ الْعَجَمُ، وَإِذَا آمَنْتُمْ كُنْتُمْ مُلُوكًا فِي الْجَنَّةِ " وَأَبُو لَهَبٍ وَرَاءَهُ يَقُولُ: لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ فَيَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقْبَحَ الرَّدِّ وَيُؤْذُونَهُ وَيَقُولُونَ: أُسْرَتُكَ وَعَشِيرَتُكَ أَعْلَمُ بِكَ، حَيْثُ لَمْ يَتَّبِعُوكَ وَيُكَلِّمُونَهُ وَيُجَادِلُونَهُ وَيُكَلِّمُهُمْ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَوْ شِئْتَ لَمْ يَكُونُوا هَكَذَا» فَكَانَ مَنْ سُمِّيَ لَنَا مِنَ الْقَبَائِلِ الَّذِينَ أَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَعَاهُمْ وَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ: بَنُو عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمُحَارِبُ بْنُ خَصَفَةَ، وَفَزَارَةُ، وَغَسَّانُ، وَمُرَّةُ، وَحَنِيفَةُ، وَسُلَيْمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 ، وَعَبْسٌ، وَبَنُو نَضْرٍ، وَبَنُو الْبُكَاءِ، وَكِنْدَةُ، وَكَلْبٌ، وَالْحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ، وَعُذْرَةُ، وَالْحَضَارِمَةُ، فَلَمْ يَسْتَجِبْ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 ذِكْرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ رَبِيعٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ نَافِعِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إِلَى اللَّهِ وَيَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ كُلَّ سَنَةٍ بِمَجَنَّةَ وَعُكَاظٍ وَمِنًى أَنْ يُؤْوُوهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَلَهُمُ الْجَنَّةُ فَلَيْسَتْ، قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ تَسْتَجِيبُ لَهُ وَيُؤْذَى وَيُشْتَمُ حَتَّى أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ وَنَصْرَ نَبِيِّهِ وَإِنْجَازَ مَا وَعْدَهُ فَسَاقَهُ إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ فَانْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْهُمْ وَهُمْ يَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَاسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَأَسْرَعُوا وَآمَنُوا وَصَدَّقُوا، وَآوَوْا، وَنَصَرُوا وَوَاسَوْا، وَكَانُوا وَاللَّهِ أَطْوَلَ النَّاسِ أَلْسِنَةً وَأَحَدَّهُمْ سُيُوفًا فَاخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَجَابَ فَذَكَرُوا الرَّجُلَ بِعَيْنِهِ [ص: 218] وَذَكَرُوا الرَّجُلَيْنِ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنَ السِّتَّةِ، وَذَكَرُوا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ وَكَتَبْنَا كُلَّ ذَلِكَ وَذَكَرُوا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَالَ لَهُمَا: قَدْ شَغَلَنَا هَذَا الْمُصَلِّي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ يَتَكَلَّمَانِ بِالتَّوْحِيدِ بِيَثْرِبَ فَقَالَ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ حِينَ سَمِعَ كَلَامَ عُتْبَةَ: دُونَكَ هَذَا دِينُكَ، فَقَامَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَا، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيَ أَسْعَدُ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلَامِهِ وَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا دَعَا إِلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: فَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأُسْلِمُ، وَيُقَالُ أَنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ وَمُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرَيْنِ فَذُكِرَ لَهُمَا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَيَاهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَا، فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَأَوَّلُ مَسْجِدٍ قُرِئَ فِيهِ الْقُرْآنُ بِالْمَدِينَةِ مَسْجِدُ بَنِي زُرَيْقٍ وَيُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ نُزُولٍ بِمِنًى: ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ، مِنْهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، وَمِنْ بَنِي سَالِمٍ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ، وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا، وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَمْنَعُونَ لِي ظَهْرِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ مُجْتَهِدُونَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، نَحْنُ، فَاعْلَمْ، أَعْدَاءٌ مُتَبَاغِضُونَ، وَإِنَّمَا كَانَتْ [ص: 219] وَقْعَةُ بُعَاثٍ عَامَ الْأَوَّلِ، يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِنَا اقْتَتَلْنَا فِيهِ، فَإِنْ تَقْدَمَ وَنَحْنُ كَذَا لَا يَكُونُ لَنَا عَلَيْكَ اجْتِمَاعٌ، فَدَعْنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى عَشَائِرِنَا لَعَلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَمَوْعِدُكَ الْمَوْسِمُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَيُقَالُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ السِّتَّةَ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَحُلَفَاءُ يَهُودٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَأَسْلَمُوا، وَهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَفْرَاءَ، وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ، وَمِنْ بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِيءٍ، وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَلَمَةَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا عِنْدَنَا أَثْبَتُ مَا سَمِعْنَا فِيهِمْ وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: هَؤُلَاءِ السِّتَّةُ فِيهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: ثُمَّ قَدِمُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَعَوْا قَوْمَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ مَنْ أَسْلَمَ، وَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا فِيهَا ذِكْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 ذِكْرُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَيْ عَشَرَ لَيْسَ فِيهِمْ عِنْدَنَا اخْتِلَافٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ [ص: 220] أَبِيهِ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصِّنَاجِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالُوا: لَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ مِنَ الْعَامِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّفَرَ السِّتَّةَ لَقِيَهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا بَعْدَ ذَلِكَ بِعَامٍ، وَهِيَ الْعَقَبَةُ الْأُولَى مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفٌ وَمُعَاذٌ وَهُمَا ابْنَا الْحَارِثِ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ، وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَيَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ عَوْفٍ عَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ، وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِيءٍ، وَمِنْ بَنِي سَوَّادٍ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةٌ: مِنَ الْخَزْرَجِ وَمِنَ الْأَوْسِ رَجُلَانِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفٌ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلَ، وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ غَشِيَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَلَمْ يُفْرَضْ يَوْمَئِذٍ الْقِتَالُ، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ يَجْتَمِعُ بِالْمَدِينَةِ بِمَنْ أَسْلَمَ وَكَتَبَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ابْعَثْ إِلَيْنَا مُقْرِئًا يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيَّ فَنَزَلَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَكَانَ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، فَرَأَى بَعْضُهُمْ أَنَّ مُصْعَبًا كَانَ يَجْتَمِعُ بِهِمْ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ السَّبْعِينَ حَتَّى وَافَوُا الْمَوْسِمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 ذِكْرُ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ وَهُمُ السَّبْعُونَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا حَضَرَ الْحَجُّ مَشَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ أَسْلَمُوا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَتَوَاعَدُونَ الْمَسِيرَ إِلَى الْحَجِّ، وَمُوَافَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَالْإِسْلَامُ يَوْمَئِذٍ فَاشٍ بِالْمَدِينَةِ فَخَرَجُوا وَهُمْ سَبْعُونَ يَزِيدُونَ رَجُلًا أَوْ رَجُلَيْنِ فِي خَمَرِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَهُمْ خَمْسُمِائَةٍ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ وَعَدَهُمْ مِنًى وَسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ لَيْلَةَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَنْ يُوَافُوهُ فِي الشِّعْبِ الْأَيْمَنِ إِذَا انْحَدَرُوا مِنْ مِنًى بِأَسْفَلِ الْعَقَبَةِ حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُنْبِهُوا نَائِمًا وَلَا يَنْتَظِرُوا غَائِبًا، قَالَ: فَخَرَجَ الْقَوْمُ بَعْدَ هَدْأَةٍ يَتَسَلَّلُونَ: الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ، وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرَهُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 ثُمَّ تَوَافَى السَّبْعُونَ وَمَعَهُمُ امْرَأَتَانِ، قَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مِنَّا مَنْ كَانَ عَلَى قَوْلِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ يَمْنَعُهُ لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدٌ النَّاسَ كُلَّهُمْ غَيْرَكُمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ وَاسْتِقْلَالٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً تَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ فَارْتَئُوا رَأْيَكُمْ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ وَلَا تَفْتَرِقُوا إِلَّا عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ، فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا تَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاهُ، وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْنَا فَنَحْنُ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ وَأَجَابَ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَدَّقَهُ، وَقَالُوا: نَقْبَلُهُ عَلَى مُصِيبَةِ الْأَمْوَالِ وَقَتْلِ الْأَشْرَافِ وَلَغَطُوا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَخْفُوا جَرْسَكُمْ فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ هُمُ الَّذِينَ يَلُونَ كَلَامَنَا مِنْكُمْ، فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَحَالِّكُمْ فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَأَجَابَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَيُقَالُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَيُقَالُ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ثُمَّ ضَرَبَ السَّبْعُونَ كُلُّهُمْ عَلَى يَدِهِ وَبَايَعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُوسَى أَخَذَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا فَلَا يَجِدَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 غَيْرُهُ، فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ» فَلَمَّا تَخَيَّرَهُمْ، قَالَ لِلنُّقَبَاءِ: «أَنْتُمْ كُفَلَاءُ عَلَى غَيْرِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَنَا كَفِيلٌ عَلَى قَوْمِي» قَالُوا: نَعَمْ، فَلَمَّا بَايَعَ الْقَوْمَ وَكَمَلُوا صَاحَ الشَّيْطَانُ عَلَى الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سُمِعَ: يَا أَهْلَ الْأَخَاشِبِ، هَلْ لَكُمْ فِي مُحَمَّدٍ وَالصُّبَاةِ مَعَهُ، قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ» فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ أَحْبَبْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى بِأَسْيَافِنَا، وَمَا أَحَدٌ عَلَيْهِ سَيْفٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ غَيْرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ فَانْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ» فَتَفَرَّقُوا إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْقَوْمُ غَدَتْ عَلَيْهِمْ جُلَّةُ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافُهُمْ حَتَّى دَخَلُوا شِعْبَ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ لَقِيتُمْ صَاحِبَنَا الْبَارِحَةَ، وَوَاعَدْتُمُوهُ أَنْ تُبَايِعُوهُ عَلَى حَرْبِنَا وَايْمُ اللَّهِ، مَا حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ الْحَرْبُ مِنْكُمْ، قَالَ: فَانْبَعَثَ مَنْ كَانَ هُنَاكَ مِنَ الْخَزْرَجِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللَّهِ مَا كَانَ هَذَا، وَمَا عَلِمْنَا، وَجَعَلَ ابْنُ أُبَيٍّ يَقُولُ: هَذَا بَاطِلٌ، وَمَا كَانَ هَذَا، وَمَا كَانَ قَوْمِي لِيَفْتَاتُوا عَلَيَّ بِمِثْلِ هَذَا لَوْ كُنْتُ بِيَثْرِبَ مَا صَنَعَ هَذَا قَوْمِي حَتَّى يُؤَامِرُونِي، فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرَيْشٌ مِنْ عِنْدِهِمْ رَحَلَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَتَقَدَّمَ إِلَى بَطْنِ يَأْجَجَ وَتَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَطْلُبُهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَلَا تَعَدَّوْا طُرُقَ الْمَدِينَةِ وَحَزَّبُوا عَلَيْهِمْ، فَأَدْرَكُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَجَعَلُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِنِسْعَةٍ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ وَيَجُرُّونَ شَعْرَهُ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ، حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَكَّةَ، فَجَاءَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَالْحَارِثُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَخَلَّصَاهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَأَتَمَرَتِ الْأَنْصَارُ حِينَ فَقَدُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَنْ يَكُرُّوا إِلَيْهِ، فَإِذَا سَعْدٌ قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ فَرَحَلَ الْقَوْمُ جَمِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 ذِكْرُ مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنْ حِينِ تَنَبَّأَ إِلَى الْهِجْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَخَرَجَ مِنْهَا فِي صَفَرٍ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً: سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَالنُّورَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِي سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، زَادَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ [ص: 225] صلّى الله عليه وسلم عَشْرًا بِمَكَّةَ وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ ذَاكَ؟ لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَخَمْسًا يَعْنِي سِنِينَ أوْ أَكْثَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَقَرَأَ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106] قَالَ: كَانَ اللَّهُ يُنَزِّلُ بِهَا الْقُرْآنَ بَعْضَهُ قَبْلَ بَعْضٍ لِمَا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي النَّاسِ وَيُحَدَّثُ، لَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، أُنْزِلَ عَلَيْهِ ثَمَانِي سِنِينَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَعَشْرَ سِنِينَ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ بُعِثَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 ذِكْرُ إِذْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَا: لَمَّا صَدَرَ [ص: 226] السَّبْعُونَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَابَتْ نَفْسُهُ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مَنَعَةً وَقَوْمًا أَهْلَ حَرْبٍ وَعِدَّةٍ وَنَجْدَةٍ، وَجَعَلَ الْبَلَاءَ يَشْتَدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْخُرُوجِ فَضَيَّقُوا عَلَى أَصْحَابِهِ وَتَعَبَّثُوا بِهِمْ، وَنَالُوا مِنْهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَنَالُونَ مِنَ الشَّتْمِ وَالْأَذَى فَشَكَا ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: " قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ، وَهُمَا الْحَرَّتَانِ وَلَوْ كَانَتِ السُّرَاةُ أَرْضَ نَخْلٍ وَسِبَاخٍ لَقُلْتُ: «هِيَ هِيَ» ثُمَّ مَكَثَ أَيَّامًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ مَسْرُورًا، فَقَالَ: " قَدْ أُخْبِرْتُ بِدَارِ هِجْرَتِكُمْ وَهِيَ يَثْرِبُ، فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ فَلْيَخْرُجْ إِلَيْهَا، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَجَهَّزُونَ وَيَتَوَافَقُونَ وَيَتَوَاسُونَ وَيَخْرُجُونَ وَيُخْفُونَ ذَلِكَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ، فَهِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ ثُمَّ قَدِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَالًا، فَنَزَلُوا عَلَى الْأَنْصَارِ فِي دُورِهِمْ فَآوَوْهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَآسُوهُمْ، وَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ بِقُبَاءَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ فِي هِجْرَتِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ كَلِبَتْ قُرَيْشٌ عَلَيْهِمْ، وَحَرَبُوا وَاغْتَاظُوا عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنْ فِتْيَانِهِمْ، وَكَانَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى قُبَاءَ خَرَجُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ حَتَّى قَدِمُوا مَعَ أَصْحَابِهِ فِي الْهِجْرَةِ، فَهُمْ مُهَاجِرُونَ أَنْصَارِيُّونَ، وَهُمْ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كِلْدَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَزِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ جَمِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَبْقَ بِمَكَّةَ مِنْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ أَوْ مَفْتُونٌ مَحْبُوسٌ أَوْ مَرِيضٌ أَوْ ضَعِيفٌ عَنِ الْخُرُوجِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 ذِكْرُ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ لِلْهِجْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ حَمَلُوا الذَّرَارِيَّ وَالْأَطْفَالَ إِلَى الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ عَرَفُوا أَنَّهَا دَارُ مَنَعَةٍ وَقَوْمُ أَهْلِ حَلْقَةٍ وَبَأْسٍ، فَخَافُوا خُرُوجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاجْتَمَعُوا فِي دَارِ النَّدْوَةِ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ وَالْحِجَى مِنْهُمْ لِيَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِهِ، وَحَضَرَهُمْ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ كَبِيرٍ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ مُشْتَمِلٍ الصَّمَّاءَ فِي بَتٍّ، فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَشَارَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِرَأْيٍ , كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّهُ إِبْلِيسُ عَلَيْهِمْ وَلَا يَرْضَاهُ لَهُمْ إِلَى أَنْ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَرَى أَنْ نَأْخُذَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ غُلَامًا نَهْدًا جَلِيدًا، ثُمَّ نُعْطِيَهُ سَيْفًا صَارِمًا فَيَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَيَتَفَرَّقُ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ، فَلَا يَدْرِي بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَعْدَ ذَلِكَ مَا تَصْنَعُ، قَالَ: فَقَالَ النَّجْدِيُّ: لِلَّهِ دَرُّ الْفَتَى هَذَا، وَاللَّهِ الرَّأْيُ، وَإِلَّا فَلَا فَتَفَرَّقُوا عَلَى ذَلِكَ وَأَجْمَعُوا عَلَيْهِ، وَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَنَامَ فِي مَضْجَعِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» فَقَالَ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 بَكْرٍ: الصُّحْبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِالثَّمَنِ» وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ اشْتَرَاهُمَا بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ نَعَمِ بَنِي قُشَيْرٍ، فَأَخَذَ إِحْدَاهُمَا وَهِيَ الْقَصْوَاءُ، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَبِيتَ فِي مَضْجَعِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَبَاتَ فِيهِ عَلِيٌّ وَتَغَشَّى بُرْدًا أَحْمَرَ حَضْرَمِيًّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنَامُ فِيهِ، وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ النَّفْرُ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَطَلَّعُونَ مِنْ صِيرِ الْبَابِ وَيَرْصُدُونَهُ يُرِيدُونَ ثِيَابَهُ، وَيَأْتَمِرُونَ أَيُّهُمْ يَحْمِلُ عَلَى الْمُضْطَجِعِ صَاحِبَ الْفِرَاشِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى الْبَابِ، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، فَجَعَلَ يَذَرُهَا عَلَى رُءُوسِهِمْ وَيَتْلُو {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} [يس: 2] حَتَّى بَلَغَ {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يَؤْمِنُونَ} [البقرة: 6] وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ قَائِلٌ لَهُمْ: مَا تَنْتَظِرُونَ؟ قَالُوا: مُحَمَّدًا قَالَ: خِبْتِمْ وَخَسِرْتُمْ، قَدْ وَاللَّهِ مَرَّ بِكُمْ وَذَرَّ عَلَى رُءُوسِكُمُ التُّرَابَ، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَبْصَرْنَاهُ، وَقَامُوا يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ، وَهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَالْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَابْنُ الْغَيْطَلَةِ وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَأَبُو لَهَبٍ وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ وَنُبَيْهٌ وَمُنَبِّهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَامَ عَلِيٌّ عَنِ الْفِرَاشِ فَسَأَلُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ، وَصَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ فِيهِ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فَمَضِيَا إِلَى غَارِ ثَوْرٍ فَدَخَلَاهُ، وَضَرَبَتِ الْعَنْكَبُوتُ عَلَى بَابِهِ بِعِشَاشٍ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَطَلَبَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَشَدَّ الطَّلَبِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْغَارِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ عَلَيْهِ الْعَنْكَبُوتَ قَبْلَ مِيلَادِ مُحَمَّدٍ فَانْصَرَفُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ، أَخُو رِيَاحٍ [ص: 229] الْقَيْسِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَدْرَكْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْغَارِ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَةً فَنَبَتَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ الْعَنْكَبُوتَ فَنَسَجَتْ عَلَى وَجْهِهِ فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ فَوَقَعَتَا بِفَمِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ فَتَيَانُ قُرَيْشٍ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ بِأَسْيَافِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ وَهِرَاوَاتِهِمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْرَ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، نَظَرَ أَوَّلُهُمْ فَرَأَى الْحَمَامَتَيْنِ، فَرَجَعَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: مَا لَكَ لَمْ تَنْظُرْ فِي الْغَارِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ بِفَمِ الْغَارِ فَعَرَفْتُ أَنْ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَهُ فَعَرَفَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَ عَنْهُ بِهِمَا، فَسَمَّتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِنَّ وَفَرَضَ جَزَاءَهُنَّ وَانْحَدَرْنَ فِي حَرَمِ اللَّهِ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ مَنِيحَةُ غَنَمٍ يَرْعَاهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَكَانَ يَأْتِيهِمْ بِهَا لَيْلًا فَيَحْتَلِبُونَ، فَإِذَا كَانَ سَحَرٌ سَرَحَ مَعَ النَّاسِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَبَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ، وَقَطَعَتْ أُخْرَى فَصَيَّرَتْهُ عِصَامًا لِفَمِ الْقِرْبَةِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ وَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْغَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَاسْتَأْجَرَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ وَهُوَ عَلَى دِينِ الْكُفْرِ وَلَكِنَّهُمَا أَمِنَاهُ فَارْتَحَلَا، وَمَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ فَأَخَذَ بِهِمُ ابْنُ أُرَيْقِطٍ يَرْتَجِزُ فَمَا شَعَرَتْ قُرَيْشٌ أَيْنَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعُوا صَوْتًا مِنْ جِنِّيٍّ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَلَا يُرَى شَخْصُهُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتَيْ أَمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلَا بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّازُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَيُكَنَّى أَبَا أَحْمَدَ السُّكَّرِيَّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ فَمَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً بَرْزَةً تَحْتَبِي وَتَقْعُدُ بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا تَمْرًا أَوْ لَحْمًا يَشْتَرُونَ فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَإِذَا الْقَوْمُ مُرْمِلُونَ مُسْنِتُونَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ فِي كَسْرِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟» قَالَتْ: هَذِهِ شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟» قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالشَّاةِ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهَا فِي شَاتِهَا» قَالَ: فَتَفَاجَتْ وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ فَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يَرْبِضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عُلْبَةِ الثُّمَالِ فَسَقَاهَا فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوَيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا وَشَرِبَ صلّى الله عليه وسلم آخِرَهُمْ، وَقَالَ: «سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ» فَشَرِبُوا جَمِيعًا عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ حَتَّى أَرَاضُوا ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا، ثُمَّ ارْتَحُلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبَثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا حِيَالًا عِجَافٌا هَزْلَى مَا تُسَاوَقُ مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، لَا نِقْيَ بِهِنَّ، فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا وَالشَّاةُ عَازِبَةٌ وَلَا حَلُوبَةَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ: كَيْتَ وَكَيْتَ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي يُطْلَبُ، صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، مُتَبَلِّجَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطْفٌ وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ أَحْوَرُ أَكْحَلُ أَزَجُّ أَقْرَنُ، شَدِيدُ سَوَّادِ الشَّعْرِ، فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ، إِذَا صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ، وَكَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ حُلْوُ الْمِنْطَقِ، فَصْلٌ لَا نَزْرَ وَلَا هَذْرَ أَجْهَرُ النَّاسِ وَأَجْمَلُهُ مِنْ بَعِيدٍ وَأَحْلَاهُ وَأَحْسَنَهُ مِنْ قَرِيبٍ رَبْعَةٌ، لَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِذَا قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ، وَإِذَا أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لَا عَابِثَ وَلَا مُفَنِّدَ قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ، وَلَوْ كُنْتُ وَافَقْتُهُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ لَالْتَمَسْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يَسْمَعُونَهُ وَلَا يَرَوْنَ مَنْ يَقُولُ، وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حَلَّا خَيْمَتَيْ أَمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلَا بِهِ ... فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمْ ... بِهِ مِنْ فِعَالٍ لَا يُجَارَى وَسُؤْدَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... لَهُ بِصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ تُدِرُّ بِهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ وَأَصْبَحَ الْقَوْمُ قَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ وَأَخَذُوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ حَتَّى لَحِقُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فَأَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: [البحر الطويل] لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ غَابَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَلَّعُوا ... عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ فَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبِ ... فَتَصْدِيقُهَا فِي ضَحْوَةِ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ لِتَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدُ اللَّهُ يَسْعَدِ وَيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَكَانَ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدِهَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَرْصَدِ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَبَلَغَنَا أَنَّ أُمَّ مَعْبَدٍ هَاجَرَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَسْلَمَتْ، وَكَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَارِ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَقَالَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ بِقُدَيْدٍ، فَلَمَّا رَاحُوا مِنْهَا عَرَضَ لَهُمْ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسَخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ فَرَسِي وَأَرْجِعُ عَنْكَ، وَأَرُدُّ مَنْ وَرَائِي، فَفَعَلَ فَأُطْلِقَ وَرَجَعَ، فَوَجَدَ النَّاسَ يَلْتَمِسُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْجِعُوا فَقَدِ اسْتَبْرَأْتُ لَكُمْ مَا هَهُنَا، وَقَدْ عَرَفْتُمْ بَصَرِي بِالْأَثَرِ فَرَجَعُوا عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَرَضَ لَهُمَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ، فَسَاخَتْ فَرَسُهُ، فَقَالَ: يَا هَذَانِ ادْعُوَا لِي اللَّهَ وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ فَدَعَوَا اللَّهَ فَعَادَ، فَسَاخَتْ، فَقَالَ: ادْعُوَا لِي اللَّهَ، وَلَكُمَا أَلَّا أَعُودَ، قَالَ: وَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الزَّادَ وَالْحِمْلَانِ، فَقَالَا: أَكْفِنَا نَفْسَكَ، فَقَالَ: قَدْ كَفَيْتُكُمَاهَا، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالَ: وَسَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخَرَّارِ ثُمَّ جَازَ ثَنِيَّةَ الْمَرَةِ، ثُمَّ سَلَكَ لَقْفًا ثُمَّ أَجَازَ مَدْلَجَةَ لَقْفٍ، ثُمَّ اسْتَبْطَنَ مَدْلَجَةَ مِجَاجٍ، ثُمَّ سَلَكَ مِرْجَحَ مِجَاجٍ، ثُمَّ بَطْنَ مِرْجَحٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 ، ثُمَّ بَطْنَ ذَاتِ كَشْدٍ، ثُمَّ عَلَا الْحَدَائِدَ، ثُمَّ عَلَا الْأَذَاخِرَ، ثُمَّ بَطْنَ رِيغٍ، فَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ ذَا سَلَمٍ، ثُمَّ عَدَا مَدْلَجَةَ، ثُمَّ الْعُثَانيَّةَ، ثُمَّ جَازَ بَطْنَ الْقَاحَةِ، ثُمَّ هَبَطَ الْعَرْجَ، ثُمَّ سَلَكَ فِي الْجَدَوَاتِ، ثُمَّ فِي الْغَابِرِ عَنْ يَمِينِ رَكُوبَةَ، ثُمَّ هَبَطَ بَطْنَ الْعَقِيقِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجِثْجَاثَةِ، فَقَالَ: «مَنْ يَدُلُّنَا عَلَى الطَّرِيقِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَلَا يَقْرَبِ الْمَدِينَةَ؟» فَسَلَكَ عَلَى طَرِيقِ الظَّبْيِ حَتَّى خَرَجَ عَلَى الْعُصْبَةِ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ قَدِ اسْتَبْطَئُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِمْ، فَكَانُوا يَغْدُونَ مَعَ الْأَنْصَارِ إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْعُصْبَةِ فَيَتَحَيَّنُونَ قُدُومَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَإِذَا أَحْرَقَتْهُمُ الشَّمْسُ رَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَيُقَالُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، جَلَسُوا كَمَا كَانُوا يَجْلِسُونَ، فَلَمَّا أَحْرَقَتْهُمُ الشَّمْسُ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يَصِيحُ عَلَى أُطُمٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا بَنِي قَيْلَةَ: هَذَا صَاحِبَكُمْ قَدْ جَاءَ فَخَرَجُوا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ الثَّلَاثَةُ، فَسُمِعَتِ الرَّجَّةُ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَالتَّكْبِيرُ وَتَلَبَّسَ الْمُسْلِمُونَ السِّلَاحَ، فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ، وَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ يُسَلِّمُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي مَنْزِلِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى مَنْزِلَ الْعُزَّابِ؛ فَلِذَلِكَ قِيلَ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ يُعْرَفَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَا يُعْرَفُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بَكْرٍ: مَنْ هَذَا [ص: 234] الْغُلَامُ بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَقَالَ: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلَا الْحَرَّةَ وَبَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا، فَقَالُوا: قُومَا آمِنِينَ مُطْمَئِنِّينَ، قَالَ: فَشَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَيْنَا، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ وَلَا أَضْوَأَ مِنْ يَوْمِ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَيْنَا وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ، فَمَا رَأَيْتُ قَطُّ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ وَلَا أَظْلَمَ مِنْ يَوْمِ مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ نَاقَتَهُ، قَالَ: فَكُلَّمَا لَقِيَهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: مَنْ أَنْتَ قَالَ: بَاغٍ أَبْغِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: هَادٍ يَهْدِينِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَعْنِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي الْهِجْرَةِ، فَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ فَرَحًا مِنْهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَالْإِمَاءَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ قَدْ جَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَجَعَلَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ الْقُرْآنَ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلَالٌ وَسَعْدٌ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّاسَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِهِ حَتَّى رَأَيْتَ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ، فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ سَبِّحِ [ص: 235] اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَسُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا وَجْهُهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَقَامَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوهُ مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ، قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أُلْقِيَ بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، قَالَ: فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّمَا يَهْدِيهِ الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ قَالَ: وَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ فَصَرَعَتْهُ فَرَسُهُ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ [ص: 236] قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَقَالَ: «قِفْ مَكَانَكَ فَلَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا» قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ آخِرُ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ، قَالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَانِبَ الْحَرَّةِ وَبَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، قَالَ: فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَحَفُّوا حَوْلَهُمَا بِالسِّلَاحِ، قَالَ: فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ فَاسْتَشْرَفُوا نَبِيَّ اللَّهِ يَنْظُرُونَ، وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّتِي يَخْتَرِفُ فِيهَا فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟» قَالَ: فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا بَابِي، قَالَ: فَقَالَ: " اذْهَبْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا قَالَ: فَذَهَبَ فَهَيَّأَ لَهُمَا مَقِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ هَيَّأْتُ لَكُمَا مَقِيلًا قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَقِيلَا قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ وَخَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَمَّعَ فِي بَنِي سَالِمٍ وَيُقَالُ: أَقَامَ بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ارْتِفَاعَ النَّهَارِ دَعَا رَاحِلَتَهُ، وَحَشَدَ الْمُسْلِمُونَ وَتَلَبَّسُوا بِالسِّلَاحِ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ الْقَصْوَاءَ، وَالنَّاسُ مَعَهُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَاعْتَرَضَتْهُ الْأَنْصَارُ لَا يَمُرُّ بِدَارٍ مِنْ دُورِهِمْ إِلَّا قَالُوا: هَلُمَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِلَى الْقُوَّةِ وَالْمَنَعَةِ وَالثَّرْوَةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ خَيْرًا وَيَدْعُو لَهُمْ، وَيَقُولُ: «إِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهَا» فَلَمَّا أَتَى مَسْجِدَ بَنِي سَالِمٍ جَمَعَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ مِائَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ سَمِعَ شُرَحْبِيلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ قُبَاءَ اعْتَرَضَتْ لَهُ بَنُو سَالِمٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَخَذُوا بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ هَلُمَّ إِلَى الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالسِّلَاحِ وَالْمَنَعَةِ، فَقَالَ: «خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ» ثُمَّ اعْتَرَضَتْ لَهُ بَنُو الْحَارِثِ بْنُ الْخَزْرَجِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ اعْتَرَضَتْ لَهُ بَنُو عَدِيٍّ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى بَرَكَتْ حَيْثُ أَمَرَهَا اللَّهُ، قَالَ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالَ: ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ وَأَخَذَ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ حَتَّى جَاءَ بَلْحُبْلَى، ثُمَّ مَضَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّاسُ يُكَلِّمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النُّزُولِ عَلَيْهِمْ وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبٍ فَحَطَّ رَحْلَهُ فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمَرْءُ مَعَ رَحْلِهِ» وَجَاءَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فَأَخَذَ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَتْ عِنْدَهُ، وَهَذَا الثَّبْتُ. قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: فَأَوَّلُ هَدِيَّةٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ هَدِيَّةٌ دَخَلْتُ بِهَا: إِنَاءٌ قَصْعَةٌ مَثْرُودَةٌ، فِيهَا خُبْزٌ وَسَمْنٌ وَلَبَنٌ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَتْ بِهَذِهِ الْقَصْعَةِ أُمِّي، فَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» وَدَعَا أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا فَلَمْ أَرْمِ الْبَابَ حَتَّى جَاءَتْ قَصْعَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ثَرِيدٌ وَعِرَاقٌ، وَمَا كَانَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَعَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الثَّلَاثَةُ وَالْأَرْبَعَةُ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يِتَنَاوَبُونَ ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ مُقَامُهُ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَبَا رَافِعٍ وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَا عَلَيْهِ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَتِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 زَوْجَتَهُ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَكَانَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ هَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَحَبَسَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَحَمَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ امْرَأَتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ مَعَ ابْنِهَا أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مَعَهُمْ بِعِيَالِ أَبِي بَكْرٍ فِيهِمْ عَائِشَةُ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَأَنْزَلَهُمْ فِي بَيْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 ذِكْرِ مُؤَاخَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ وَآخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ آخَى بَيْنَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالْمُؤَاسَاةِ وَيَتَوَارَثُونَ بَعْدَ الْمَمَاتِ دُونَ ذَوِي الْأَرْحَامِ، وَكَانُوا تِسْعِينَ رَجُلًا: خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَيُقَالُ: كَانُوا مِائَةً خَمْسُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَخَمْسُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَانْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ فِي الْمِيرَاثِ وَرَجَعَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى نَسَبِهِ وَوَرِثَهُ ذَوُو رَحِمِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ [ص: 239] ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَالَفَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِ أَنَسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 ذِكْرُ بِنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَرَكَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْضِعِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي فِيهِ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَا فِي حِجْرِ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْغُلَامَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَ غَيْرُ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: فَابْتَاعَهُ مِنْهُمَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ قَالَ: وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُعْطِيَهُمَا ذَلِكَ، وَكَانَ جِدَارًا مُجَدَّرًا لَيْسَ عَلَيْهِ سَقْفٌ، وَقِبْلَتُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بَنَاهُ فَكَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فِيهِ، وَيُجَمِّعُ بِهِمْ فِيهِ الْجُمُعَةَ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ الَّذِي فِي الْحَدِيقَةِ وبِالْغَرْقَدِ الَّذِي فِيهِ أَنْ يُقْطَعَ، وَأَمَرَ بِاللَّبِنِ فَضُرِبَ، وَكَانَ فِي الْمِرْبَدِ قُبُورٌ جَاهِلِيَّةٌ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنُبِشَتْ وَأَمَرَ بِالْعِظَامِ أَنْ تُغَيَّبَ، وَكَانَ فِي الْمِرْبَدِ مَاءٌ مُسْتَنْجَلٌ فَسَيَّرُوهُ حَتَّى ذَهَبَ، وَأَسَّسُوا الْمَسْجِدَ فَجَعَلُوا طُولَهُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ إِلَى مُؤَخَّرِهِ مِائَةَ ذِرَاعٍ، وَفِي هَذَيْنِ الْجَانِبَيْنِ مِثْلُ ذَلِكَ فَهُوَ مُرَبَّعٌ، وَيُقَالُ: كَانَ أَقَلَّ مِنَ الْمِائَةِ، وَجَعَلُوا الْأَسَاسَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ عَلَى الْأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ بَنَوْهُ بِاللَّبِنِ وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، وَجَعَلَ يَنْقِلُ مَعَهُمُ الْحِجَارَةَ بِنَفْسِهِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: هَذَا الْحِمَالُ لَا حِمَالَ خَيْبَرْ هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ، وَجَعَلَ قِبْلَتَهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَعَلَ لَهُ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ: بَابًا فِي مُؤَخَّرِهِ، وَبَابًا يُقَالُ لَهُ: بَابُ الرَّحْمَةِ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُدْعَى بَابُ عَاتِكَةَ، وَالْبَابُ الثَّالِثُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يَلِي آلَ عُثْمَانَ، وَجَعَلَ طُولَ الْجِدَارِ بَسْطَةً وَعُمُدَهُ الْجُذُوعَ، وَسَقْفَهُ جَرِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَسْقِفُهُ؟ فَقَالَ: «عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى خُشَيْبَاتٌ وَثُمَامٌ الشَّأْنُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ» وَبَنَى بُيُوتًا إِلَى جَنْبِهِ بِاللَّبِنِ، وَسَقَفَهَا بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَالْجَرِيدِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْبِنَاءِ بَنَى بِعَائِشَةَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَابُهُ شَارِعٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَجَعَلَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ فِي الْبَيْتِ الْآخَرِ الَّذِي يَلِيهِ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي آلَ عُثْمَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ثُمَّ إِنَّهُ أُمِرَ بِالْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاؤُوهُ فَقَالَ: «ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا» ، قَالُوا: لَا وَاللَّهِ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ قَالَ أَنَسٌ فَكَانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَكَانَتْ فِيهِ خِرَبٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ وَبِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ قَالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةً وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً وَكَانُوا يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَةِ فَانْصُرِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: أَنَّ عَمَّارًا كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَيْهًا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ: هَذَا الْحِمَالُ لَا حِمَالَ خَيْبَرْ هَذَا أَبَرُّ، رَبَّنَا، وَأَطْهَرْ، قَالَ: فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا مِنَ الشَّعْرِ إِلَّا قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ أَوْ نَوَى ذَاكَ إِلَّا هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 ذِكْرُ صَرْفِ الْقِبْلَةِ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، وَعَنْ غَيْرِهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصْرَفَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «يَا جِبْرِيلُ وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ صَرَفَ وَجْهِي عَنْ قِبْلَةِ يَهُودَ» فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَادْعُ رَبَّكَ وَسَلْهُ، وَجَعَلَ إِذَا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] فَوُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ إِلَى الْمِيزَابِ وَيُقَالُ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَاسْتَدَارَ إِلَيْهِ، وَدَارَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَيُقَالُ: بَلْ زَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 242] وسلم أُمَّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَامًا وَحَانَتِ الظُّهْرُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَاسْتَقْبَلَ الْمِيزَابَ فَسُمِّيَ الْمَسْجِدُ: مَسْجِدُ الْقِبْلَتَيْنِ وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَفُرِضَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ عِنْدَنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ حُوِّلَ إِلَى الْكَعْبَةِ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّاهَا أَوْ صَلَّى صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَتْ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بِقُومٍ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلُّوا رَكْعَةً فَنَادَى أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَمَالُوا إِلَى الْكَعْبَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: صَلَّيْنَا إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، فَقَامَ رَجُلٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ فَنَادَى: إِنَّ الصَّلَاةَ قَدْ وُجِّهَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَتَحَوَّلَ أَوْ انْحَرَفَ إِمَامُنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبَعْدَمَا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: مَا خَالَفَ نَبِيٌّ نَبِيًّا قَطُّ فِي قِبْلَةٍ وَلَا فِي سُنَّةٍ إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مِنْ حَيْثِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ قَرَأَ {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشورى: 13] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ أَوْ قَالَ: عَلَى أَخْوَالِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا الْعَصْرَ وَصَلَّاهَا مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبُهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ وَقُتِلُوا [ص: 244] فَلَمْ نَدْرِ مَا يَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 ذِكْرُ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي غَزِيَّةَ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالُوا: لَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَ قُبَاءَ فَقَدَّمَ جِدَارَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ وَأَسَّسَهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «جِبْرِيلُ يَؤُمُّ بِيَ الْبَيْتَ» وَنَقَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ الْحِجَارَةَ لِبِنَائِهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوضُوءَ ثُمَّ جَاءَ مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ عُمْرَةٍ» ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْتِيهِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ بِطَرَفٍ مِنَ الْأَطْرَافِ لَضَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ , وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُ: هُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، وَكَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} [التوبة: 108] قَالَ: مَسْجِدُ قُبَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَدَخَلَ مَعَهُ صُهَيْبٌ فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ فَقَامَ يُصَلِّي فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: «يُشِيرُ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ وَهُوَ يُصَلِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُوعَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَوْ كَانَ مَسْجِدُ قُبَاءَ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ لَضَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا [ص: 246] عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَبْرَدِ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ عَنْ أَسَدِ بْنِ ظُهَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ كَانَ كَعُمْرَةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 ذِكْرُ الْأَذَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْقَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالُوا: كَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالْأَذَانِ يُنَادِي مُنَادِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ، فَلَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ أُمِرَ بِالْأَذَانِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَهَمَّهُ أَمْرُ الْأَذَانِ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَشْيَاءَ يَجْمَعُونَ بِهَا النَّاسَ لِلصَّلَاةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْبُوقُ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّاقُوسُ فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيُّ فَأُرِيَ فِي النَّوْمِ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، وَفِي يَدِهِ نَاقُوسٌ قَالَ: فَقُلْتُ: أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُ بِهِ؟ فَقُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَهُ لِكَيْ أَضْرِبَ بِهِ لِلصَّلَاةِ لِجَمَاعَةِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ بِخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: " قُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَكَ وَلْيُؤَذِّنْ [ص: 247] بِذَلِكَ فَفَعَلَ، وَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَذَلِكَ أَثْبَتُ» قَالُوا: وَأُذِّنَ بِالْأَذَانِ وَبَقِيَ يُنَادَى فِي النَّاسِ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً لِلْأَمْرِ يَحْدُثُ، فَيَحْضُرُونَ لَهُ يُخْبَرُونَ بِهِ مِثْلَ فَتْحٍ يُقْرَأُ، أَوْ أَمْرٍ يُؤْمَرُونَ بِهِ، فَيُنَادَى: الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَالَ: اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ فِي الْأَذَانِ فَقَالَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالًا فَيَقُومُونَ عَلَى آطَامِ الْمَدِينَةِ فَيُؤْذِنُونَ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَنْقُسُوا قَالَ: فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ أَهْلَهُ، فَقَالُوا: أَلَا نُعَشِّيكَ؟ قَالَ: لَا أَذُوقُ طَعَامًا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَهَمَّهُ أَمْرُهُ لِلصَّلَاةِ، فَنَامَ فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ خَضِرٌ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى سَقْفِ الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ قَامَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَقَامَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي رَأَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَ بِلَالًا فَفَعَلَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِي رَأَى، فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِيَ؟» قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ سُبِقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ شَيْئًا يَجْمَعُ بِهِ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ، فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْبُوقُ وَأَهْلُهُ فَكَرِهَهُ، وَذُكِرَ النَّاقُوسُ وَأَهْلُهُ فَكَرِهَهُ، حَتَّى أُرِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ، وَأُرِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ: إِذَا أَصْبَحْتُ [ص: 248] أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الْأَنْصَارِيُّ فَطَرَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ فَأَخْبَرَهُ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ، وَذَكَرَ أَذَانَ النَّاسِ الْيَوْمَ قَالَ: فَزَادَ بِلَالٌ فِي الصُّبْحِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَيْسَتْ فِيمَا أُرِيَ الْأَنْصَارِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 ذِكْرُ فَرْضِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَزَكَاةِ الْفِطْرِ وَصَلَاةِ الْعِيدَيْنِ وَسُنَّةِ الْأُضْحِيَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالُوا: نَزَلَ فَرْضُ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَمَا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ بِشَهْرٍ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الزَّكَاةُ فِي الْأَمْوَالِ، وَأَنْ تُخْرَجَ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى: صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ مُدَّانِ مِنْ بُرٍّ، وَكَانَ يَخْطُبُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمَيْنِ فَيَأْمُرُ بِإِخْرَاجِهَا قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى، وَقَالَ: «أَغْنُوهُمْ» يَعْنِي الْمَسَاكِينَ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ، وَكَانَ يَقْسِمُهَا إِذَا رَجَعَ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعِيدِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِالْمُصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَصَلَّى الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى وَأَمَرَ بِالْأُضْحِيَّةِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي فِي [ص: 249] كُلِّ عَامٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْأُضْحِيَّةِ، فَقَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ لَا يَدَعُ الْأَضْحَى ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَكَانَ يُصَلِّي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَكَانَتْ تُحْمَلُ الْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانَتِ الْعَنَزَةُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَدِمَ بِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَخَذَهَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَتْ تُحْمَلُ لَهُ عَنَزَةٌ يَوْمَ الْعِيدِ يُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا ضَحَّى اشْتَرَى كَبْشَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَإِذَا صَلَّى وَخَطَبَ أُتِيَ بِأَحَدِهِمَا وَهُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلَّاهِ فَذَبَحَهُ بِيَدِهِ بِالْمُدْيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذَا عَنْ أُمَّتِي جَمِيعًا مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ» ثُمَّ يُؤْتَى بِالْآخَرِ فَيَذْبَحُهُ هُوَ عَنْ نَفْسِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «هَذَا عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» فَيَأْكُلُ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْهُ وَيُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ، وَكَانَ يَذْبَحُ عِنْدَ طَرَفِ الزُّقَاقِ عِنْدَ دَارِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَذَلِكَ تَصْنَعُ الْأَئِمَّةُ عِنْدَنَا بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 ذِكْرُ مَنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيْضًا بِبَعْضِ ذَلِكَ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 250] وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فِي الْمَسْجِدِ قَائِمًا، فَقَالَ: «إِنَّ الْقِيَامَ قَدْ شَقَّ عَلَيَّ» فَقَالَ لَهُ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: أَلَا أَعْمَلُ لَكَ مِنْبَرًا كَمَا رَأَيْتُ يُصْنَعُ بِالشَّامِ، فَشَاوَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ فَرَأَوْا أَنْ يَتَّخِذَهُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ لِي غُلَامًا يُقَالُ لَهُ: كِلَابٌ أَعْمَلُ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُرْهُ أَنْ يَعْمَلَهُ» فَأَرْسَلَهُ إِلَى أَثْلَةٍ بِالْغَابَةِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ عَمِلَ مِنْهَا دَرَجَتَيْنِ وَمَقْعَدًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ عَلَيْهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وَقَالَ: «مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَقَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وَقَالَ: «مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وَقَالَ: «مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَيْمَانَ عَلَى الْحُقُوقِ عِنْدَ مِنْبَرِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وَقَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِي كَاذِبًا وَلَوْ عَلَى سِوَاكِ أَرَاكٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ سَلَّمَ، فَإِذَا جَلَسَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَكَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، وَيَجْلِسُ جَلْسَتَيْنِ، وَكَانَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ، وَيُؤَمِّنُ النَّاسُ، وَكَانَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا يَخْطُبُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَكَانَتْ مِنْ شَوْحَطٍ، وَكَانَ إِذَا خَطَبَ اسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ بِوجُوهِهِمْ وَأَصْغَوْا بِأَسْمَاعِهِمْ وَرَمَقُوهُ بِأَبْصَارِهِمْ، وَكَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ، وَكَانَ لَهُ بُرْدٌ يَمَنِيٌّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ فِي ثَلَاثِ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ وَإِزَارٌ مِنْ نَسْجِ عُمَانَ، طُولُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ فِي ذِرَاعَيْنِ وَشِبْرٍ، فَكَانَ يَلْبَسَهُمَا فِي الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ يُطْوَيَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ ابْنُ أُخْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَطَبَ إِلَى خَشَبَةٍ ذَاتِ فَرْضَتَيْنِ قَالَ: أَرَاهَا مِنْ دَوْمٍ [ص: 251] ، وَكَانَتْ فِي مُصَلَّاهِ، فَكَانَ يَتَّكِئُ إِلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا فَلَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ إِذَا خَطَبْتَ يَرَاكَ النَّاسُ، فَقَالَ: «مَا شِئْتُمْ» قَالَ سَهْلٌ: وَلَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا نَجَّارٌ وَاحِدٌ، ذَهَبْتُ أَنَا وَذَاكَ النَّجَّارُ إِلَى الْخَافِقَيْنِ فَقَطَعْنَا هَذَا الْمِنْبَرَ مِنْ أَثْلَةٍ، قَالَ: فَقَامَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَحَنَّتِ الْخَشَبَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تَعْجَبُونَ لِحَنِينِ هَذِهِ الْخَشَبَةِ» فَأَقْبَلَ النَّاسُ وَفَرِقُوا مِنْ حَنِينِهَا حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُمْ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَاهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِهَا فَدُفِنَتْ تَحْتَ مِنْبَرِهِ أَوْ جُعِلَتْ فِي السَّقْفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «قُطِعَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ وَأَنَّ سَهْلًا حَمَلَ خَشَبَةً مِنْهُنَّ حَتَّى وَضَعَهَا فِي مَوْضِعِ الْمِنْبَرِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ شَاوَرَ ذَوِي الرَّأْيِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَرَأَوْا أَنْ يَتَّخِذَهُ، فَاتَّخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا فَقَدَهُ الْجِذْعُ حَنَّ حَنِينًا أَفْزَعَ النَّاسَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَمَسَّهُ فَهَدَأَ، ثُمَّ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ حَنِينٌ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 252] الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ إِذْ كَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، فَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ أَنْ أَعْمَلَ لَكَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ وَتُسْمِعَهُمْ خُطْبَتَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَصُنِعَ لَهُ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ هُنَّ اللَّاتِي عَلَى الْمِنْبَرِ أَعْلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ وَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ، وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُومَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَمَرَّ إِلَيْهِ، فَخَارَ الْجِذْعُ حَتَّى تَصَدَّعَ وَانْشَقَّ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَّى إِلَى ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَكَانَ عِنْدَهُ فِي دَارِهِ حَتَّى بَلِيَ وَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ، وَعَادَ رُفَاتًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: «لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَسْأَلُ عَنِ الْمِنْبَرِ، مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟ فَقَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى فُلَانَةَ امْرَأَةٍ سَمَّاهَا، فَقَالَ: «مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ يَعْمَلْ لِي أَعْوَادًا أُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَيْهَا» فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ الدَّرَجَاتِ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوُضِعَتْ هَذَا الْمَوْضِعَ، قَالَ سَهْلٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ كَبَّرَ فَكَبَّرَ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَصَنَعَ فِيهَا كَمَا صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي [ص: 253] وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ الْمَسْجِدُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ فَكَانَ عَلَيْهِ قَالَ: فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَسَكَنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ» قَالَ: وَالتُّرْعَةُ الْبَابُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: إِنَّ الْمِنْبَرَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، قَالَ سَهْلٌ: أَتَدْرُونَ مَا التُّرْعَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ: الْبَابُ، قَالَ: نَعَمْ هُوَ الْبَابُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي [ص: 254] وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يَحْلِفُ رَجُلٌ عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ إِلَّا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ أَخْضَرَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي يُونُسَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يَحْلِفُ أَحَدٌ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ أَوْ عِنْدَ مِنْبَرِي عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ رَطْبٍ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَقْعَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ وَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو مَوْدُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ مَوْلًى لِهُذَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَلَا الْمَسْجِدُ أَخَذُوا بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ الصَّلْعَاءِ الَّتِي تَلِي الْقَبْرَ بِمَيَامِنِهِمْ ثُمَّ اسْتَقْبَلُوا الْقِبْلَةَ يَدْعُونَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الصَّلْعَاءَ وَلَمْ يَذْكُرْهَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 ذِكْرِ الصُّفَّةِ وَمَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا مَنَازِلَ لَهُمْ، فَكَانُوا يَنَامُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَيَظَلُّونَ فِيهِ مَا لَهُمْ مَأْوًى غَيْرَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ بِاللَّيْلِ إِذَا تَعَشَّى فَيُفَرِّقُهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَتَتَعَشَّى طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْغِنَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: 273] قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ، وَكَانُوا لَا مَسَاكِنَ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَلَا عَشَائِرَ، فَحَثَّ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّاسَ بِالصَّدَقَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ يُصَلُّونَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ عَلَيْهِمْ أُرْدِيَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ فِرَاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ قَالَ: رَأَيْتُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلُّونَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْأُزُرِ، أَنَا مِنْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خُوطٍ، عَنْ إِسْحَاقَ [ص: 256] بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ: «ادْعُ لِي أَصْحَابِي» يَعْنِي أَهْلَ الصُّفَّةِ فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا فَأُوقِظُهُمْ حَتَّى جَمَعْتُهُمْ، فَجِئْنَا بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَّا فَأُذِنَ لَنَا، فَوَضَعَ لَنَا صَحْفَةً فِيهَا صَنِيعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَهُ، وَقَالَ: «خُذُوا بِاسْمِ اللَّهِ» فَأَكَلْنَا مِنْهَا مَا شِئْنَا قَالَ: ثُمَّ رَفَعْنَا أَيْدِيَنَا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وُضِعَتِ الصَّحْفَةُ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ طَعَامٌ لَيْسَ شَيْئًا تَرَوْنَهُ» ، فَقُلْنَا لِأَبِي هُرَيْرَةَ: قَدْرُ كَمْ هِيَ حِينَ فَرَغْتُمْ؟ قَالَ: مِثْلُهَا حِينَ وُضِعَتْ، إِلِّا أَنَّ فِيهَا أَثَرَ الْأَصَابِعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ كَانَ لَيُغْشَى عَلَيَّ فِيمَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ مِنَ الْجُوعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ طِهْفَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْجَنَائِزِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " كُنَّا مَقْدَمَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ إِذَا حَضَرَ مِنَّا الْمَيِّتُ أَتَيْنَاهُ فَأَخْبَرْنَاهُ فَحَضَرَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ حَتَّى إِذَا قُبِضَ انْصَرَفَ وَمَنْ مَعَهُ، وَرُبَّمَا قَعَدَ حَتَّى يُدْفَنَ، وَرُبَّمَا طَالَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حَبْسِهِ، فَلَمَّا خَشِينَا مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لِبَعْضٍ: وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا لَا نُؤْذِنُ النَّبِيَّ بِأَحَدٍ حَتَّى يُقْبَضَ فَإِذَا قُبِضَ آذَنَّاهُ فَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مَشَقَّةٌ عَلَيْهِ وَلَا حُبِسَ، قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ: فَكُنَّا نُؤْذِنُهُ بِالْمَيِّتِ بَعْدَ أَنْ يَمُوتَ فَيَأْتِيَهُ فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرَ لَهُ فَرُبَّمَا انْصَرَفَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا مَكَثَ حَتَّى يُدْفَنَ الْمَيِّتُ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا حِينًا، ثُمَّ قَالُوا: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّا لَمْ نُشْخِصْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَمَلْنَا الْمَيِّتَ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى نُرْسِلَ إِلَيْهِ فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ عِنْدَ بَيْتِهِ لَكَانَ ذَلِكَ أَرْفَقَ بِهِ وَأَيْسَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَمِنْ هُنَاكَ سُمِّيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ؛ لِأَنَّ الْجَنَائِزَ حُمِلَتْ إِلَيْهِ ثُمَّ جَرَى ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ النَّاسِ فِي حَمْلِ جَنَائِزِهِمْ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَى الْيَوْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 ذِكْرُ بِعْثَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الرُّسُلَ بِكُتُبِهِ إِلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَمَا كَتَبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَاسٍ مِنَ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ الشِّفَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَهْلِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ أَرْسَلَ الرُّسُلَ إِلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ كُتُبًا، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمُلُوكَ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَصُّهُ مِنْهُ نَقْشُهُ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ، فَخَرَجَ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَأَصْبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ، فَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابَيْنِ يَدْعُوهُ فِي أَحَدِهِمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَتْلُو عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وَنَزَلَ مِنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ تَوَاضُعًا، ثُمَّ أَسْلَمَ [ص: 259] وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَهُ لَأَتَيْتُهُ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِجَابَتِهِ وَتَصْدِيقِهِ وَإِسْلَامِهِ عَلَى يَدَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَفِي الْكِتَابِ الْآخَرِ يَأْمُرُهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَتْ قَدْ هَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ فَتَنَصَّرَ هُنَاكَ، وَمَاتَ وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْكِتَابِ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِمَنْ قِبَلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَيَحْمِلَهُمْ، فَفَعَلَ فَزَوَّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَمَرَ بِجِهَازِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا يُصْلِحُهُمْ وَحَمَلَهُمْ فِي سَفِينَتَيْنِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَدَعَا بِحُقٍّ مِنْ عَاجٍ، فَجَعَلَ فِيهِ كِتَابَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: لَنْ تَزَالَ الْحَبَشَةُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ هَذَانِ الْكِتَابَانِ بَيْنَ أَظْهُرِهَا قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِمْصَ، وَقَيْصَرُ يَوْمَئِذٍ مَاشٍ فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ إِنْ ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ أَنْ يَمْشِيَ حَافِيًا مِنْ قُسْطَنْطِينِيَّةَ إِلَى إِيلِيَاءَ فَقَرَأَ الْكِتَابَ وَأَذَّنَ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يُثْبَتَ لَكُمْ مُلْكُكُمْ وَتَتَّبِعُونَ مَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ؟ قَالَتِ الرُّومُ: وَمَا ذَاكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ؟ قَالَ: تَتَّبِعُونَ هَذَا النَّبِيَّ الْعَرَبِيَّ، قَالَ: فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ وَتَنَاحَزُوا وَرَفَعُوا الصَّلِيبَ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ يَئِسَ مِنْ إِسْلَامِهِمْ وَخَافَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ وَمُلْكِهِ فَسَكَّنَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ مَا قُلْتُ أَخْتَبِرُكُمْ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَابَتُكُمْ فِي دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أُحِبُّ، فَسَجَدُوا لَهُ، قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى كِسْرَى يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا [ص: 260] ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُرِئَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَمَزَّقَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُ» وَكَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَانَ عَامِلِهِ عَلَى الْيَمَنِ أَنِ ابْعَثْ مِنْ عِنْدِكَ رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ فَلْيَأْتِيَانِي بِخَبَرِهِ، فَبَعَثَ بَاذَانُ قَهْرَمَانَهُ وَرَجُلًا آخَرَ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا كِتَابًا فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَدَفَعَا كِتَابَ بَاذَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَفَرَائِصُهُمَا تُرْعَدُ، وَقَالَ: «ارْجِعَا عَنِّي يَوْمَكُمَا هَذَا حَتَّى تَأْتِيَانِي الْغَدَ فَأُخْبِرَكُمَا بِمَا أُرِيدُ» فَجَاءَاهُ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ لَهُمَا: «أَبْلِغَا صَاحِبَكُمَا أَنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّهُ كِسْرَى فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لِسَبْعِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنْهَا» ، وَهِيَ لَيْلَةُ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ: «وَأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَلَّطَ عَلَيْهِ ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ» فَرَجَعَا إِلَى بَاذَانَ بِذَلِكَ فَأَسْلَمَ هُوَ وَالْأَبْنَاءُ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ. قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَظِيمِ الْقِبْطِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا فَأَوْصَلَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَتِهِ وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ نَبِيًّا قَدْ بَقِيَ وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ يَخْرُجُ بِالشَّامِ وَقَدْ أَكْرَمْتُ رَسُولَكَ وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِجَارِيَتَيْنِ لَهُمَا مَكَانٌ فِي الْقِبْطِ عَظِيمٌ وَقَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ كِسْوَةً وَبَغْلَةً تَرْكَبُهَا وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَمْ يُسَلِّمْ فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدِيَّتَهُ وَأَخَذَ الْجَارِيَتَيْنِ مَارِيَةَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا سِيرِينَ، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا وَهِيَ دُلْدُلٌ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ضَنَّ الْخَبِيثُ بِمُلْكِهِ [ص: 261] وَلَا بَقَاءَ لِمُلْكِهِ» قَالَ حَاطِبٌ: كَانَ لِي مُكْرِمًا فِي الضِّيَافَةِ وَقِلَّةِ اللُّبْثِ بِبَابِهِ مَا أَقَمْتُ عِنْدَهُ إِلَّا خَمْسَةَ أَيَّامٍ قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا قَالَ شُجَاعٌ: فَأَتَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ بِغَوْطَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ مَشْغُولٌ بِتَهْيِئَةِ الْإِنْزَالِ وَالْأَلْطَافِ لِقَيْصَرَ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ فَأَقَمْتُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً فَقُلْتُ لِحَاجِبِهِ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَقَالَ: لَا تَصِلُّ إِلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَجَعَلَ حَاجِبُهُ وَكَانَ رُومِيًّا اسْمُهُ مُرَى يَسْأَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكُنْتُ أُحَدِّثُهُ عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ فَيَرِقَّ حَتَّى يَغْلِبَهُ الْبُكَاءُ وَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِيلَ فَأَجِدُ صِفَةَ هَذَا النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِعَيْنِهِ فَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَخَافُ مِنَ الْحَارِثِ أَنْ يَقْتُلَنِي وَكَانَ يُكْرِمُنِي وَيُحْسِنُ ضِيَافَتِي وَخَرَجَ الْحَارِثُ يَوْمًا فَجَلَسَ وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ وَقَالَ: مَنْ يُنْتَزِعُ مِنِّي مُلْكِي أَنَا سَائِرٌ إِلَيْهِ وَلَوْ كَانَ بِالْيَمَنِ جِئْتُهُ عَلَيَّ بِالنَّاسِ فَلَمْ يَزَلْ يَفْرِضُ حَتَّى قَامَ وَأَمَرَ بِالْخُيُولِ تُنْعِلُ ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ مَا تَرَى وَكَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يُخْبِرُهُ خَبَرِي وَمَا عَزَمَ عَلَيْهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ قَيْصَرُ: أَلَّا تَسِيرُ إِلَيْهِ وَالْهَ عَنْهُ وَوَافِنِي بِإِيلِيَاءَ فَلَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ كِتَابِهِ دَعَانِي فَقَالَ: مَتَى تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى صَاحِبِكَ؟ فَقُلْتُ: غَدَا فَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ مِثْقَالٍ ذَهَبٍ وَوَصَّلَنِي مُرَى وَأَمَرَ لِي بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ وَقَال: أَقْرِئْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي السَّلَامَ فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «بَادَ مُلْكُهُ» ، وَأَقْرَأْتُهُ مِنْ مُرَى السَّلَامَ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ» ، وَمَاتَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شِمْرٍ عَامَ الْفَتْحِ [ص: 262] قَالُوا: وَكَانَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ عَامِلًا لِقَيْصَرَ عَلَى عُمَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ فَلَمْ يَكْتُبْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ فَرْوَةُ وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ وَأَهْدَى لَهُ، وَبَعَثَ مِنْ عِنْدِهِ رَسُولًا مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَهُ، وَقَبِلَ هَدِيَّتَهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ جَوَابَ كِتَابِهِ، وَأَجَازَ مَسْعُودًا بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو الْعَامِرِيَّ وَهُوَ أَحَدُ السِّتَّةِ إِلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَأَنْزَلَهُ وَحَبَاهُ وَقَرَأَ كِتَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَرَدَّ رَدًّا دُونَ رَدٍّ وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَا أَحْسَنَ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ وَأَجْمَلَهُ وَأَنَا شَاعِرُ قَوْمِي وَخَطِيبُهُمْ وَالْعَرَبُ تَهَابُ مَكَانِي فَاجْعَلْ لِي بَعْضَ الْأَمْرِ أَتَّبِعْكَ وَأَجَازَ سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو بِجَائِزَةٍ وَكَسَاهُ أَثْوَابًا مِنْ نَسْجِ هَجَرَ فَقَدِمَ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ عَنْهُ بِمَا قَالَ وَقَرَأَ كِتَابَهُ وَقَالَ: «لَوْ سَأَلَنِي سَيَابَةً مِنَ الْأَرْضِ مَا فَعَلْتُ بَادَ وَبَادَ مَا فِي يَدَيْهِ» ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ عَامِ الْفَتْحِ جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ إِلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنِي الْجُلَنْدَى وَهُمَا مِنَ الْأَزْدِ وَالْمَلِكُ مِنْهُمَا جَيْفَرُ يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِمَا كِتَابًا وَخَتَمَ الْكِتَابَ قَالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا قَدِمْتُ عُمَانَ عَمَدْتُ إِلَى عَبْدٍ وَكَانَ أَحْلَمَ الرَّجُلَيْنِ وَأَسْهَلَهُمَا خُلُقًا فَقُلْتُ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْكَ وَإِلَى أَخِيكَ فَقَالَ: أَخِي الْمُقَدَّمُ عَلَيَّ بِالسِّنِّ وَالْمُلْكِ وَأَنَا أُوصِلُكَ إِلَيْهِ حَتَّى يَقْرَأَ كِتَابَكَ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا بِبَابِهِ ثُمَّ إِنَّهُ دَعَانِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ مَخْتُومًا فَفَضَّ خَاتَمَهُ وَقَرَأَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِهِ [ص: 263] ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أَخِيهِ فَقَرَأَهُ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُ أَخَاهَ أَرَقَّ مِنْهُ فَقَالَ: دَعْنِي يَوْمِي هَذَا وَارْجِعْ إِلَيَّ غَدًا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ قَالَ: إِنِّي فَكَّرْتُ فِيمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ فَإِذَا أَنَا أَضْعَفُ الْعَرَبِ إِذَا مَلَّكْتُ رَجُلًا مَا فِي يَدِي قُلْتُ: فَإِنِّي خَارِجٌ غَدًا فَلَمَّا أَيْقَنَّ بِمَخْرَجِي أَصْبَحَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَجَابَ إِلَى الْإِسْلَامِ هُوَ وَأَخُوهُ جَمِيعًا وَصَدَّقَا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَخَلَّيَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ وَبَيْنَ الْحُكْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَكَانَا لِي عَوْنًا عَلَى مَنْ خَالَفَنِي فَأَخَذْتُ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَرَدَّدْتُهَا فِي فُقَرَائِهِمْ فَلَمْ أَزَلْ مُقِيمًا فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَنَا وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيِّ وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ وَتَصْدِيقِهِ وَإِنِّي قَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ عَلَى أَهْلِ هَجَرَ فَمِنْهُمْ مَنْ أَحَبَّ الْإِسْلَامَ وَأَعْجَبَهُ وَدَخَلَ فِيهِ وَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَهُ وَبِأَرْضِي مَجُوسٌ وَيَهُودُ فَأَحْدِثْ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ أَمْرَكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ مَهْمَا تُصْلِحُ فَلَنْ نَعْزِلَكَ عَنْ عَمَلِكَ وَمَنْ أَقَامَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ فَعَلَيْهِ الْجِزْيَةُ» ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ فَإِنْ أَبَوْا أُخِذَتْ مِنْهُمُ الْجِزْيَةُ وَبِأَنْ لَا تُنْكَحُ نِسَاؤُهُمْ وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا هُرَيْرَةَ مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَأَوْصَاهُ بِهِ خَيْرًا وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَلَاءِ فَرَائِضَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالثِّمَارِ وَالْأَمْوَالِ فَقَرَأَ الْعَلَاءُ كِتَابَهُ عَلَى النَّاسِ وَأَخَذَ صَدَقَاتِهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ الطَّائِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكْتُبُ كَمَا تَكْتُبُ قُرَيْشٌ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ {ارْكَبُوا [ص: 264] فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] فَكَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] فَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] فَكَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَالزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «وَافُونِي بِأَجْمَعِكُمْ بِالْغَدَاةِ» وَكَانَ صلّى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ حُبِسَ فِي مُصَلَّاهُ قَلِيلًا يُسَبِّحُ وَيَدْعُو، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَبَعَثَ عِدَّةً إِلَى عِدَّةٍ، وَقَالَ لَهُمُ: «انْصَحُوا لِلَّهِ فِي عِبَادِهِ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتُرْعِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ ثُمَّ لَمْ يَنْصَحْ لَهُمْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، انْطَلِقُوا وَلَا تَصْنَعُوا كَمَا صَنَعَتْ رُسُلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُمْ أَتَوُا الْقَرِيبَ وَتَرَكُوا الْبَعِيدَ فَأَصْبَحُوا» يَعْنِي الرُّسُلَ «وَكُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ» فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هَذَا أَعْظَمُ مَا كَانَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي أَمْرِ عِبَادِهِ» قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كِتَابًا يُخْبِرُهُمْ فِيهِ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَفَرَائِضِ الصَّدَقَةِ فِي الْمَوَاشِي وَالْأَمْوَالِ وَيُوصِيهِمْ بِأَصْحَابِهِ وَرُسُلِهِ خَيْرًا، وَكَانَ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَمَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ وَيُخْبِرُهُمْ بِوُصُولِ رَسُولِهِمْ إِلَيْهِ وَمَا بَلَّغَ عَنْهُمْ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سَمَّاهُمْ مِنْهُمُ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ وَشُرَيْحُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ وَنُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ وَنُعْمَانُ، قَيْلُ: ذِي يَزِنَ، وَمَعَافِرٌ وَهَمْدَانُ [ص: 265] وَزُرْعَةُ ذِي رُعَيْنٍ وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ مِنْ أَوَّلِ حِمْيَرَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا الصَّدَقَةَ وَالْجِزْيَةَ فَيَدْفَعُوهُمَا إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَمَالِكِ بْنِ مُرَارَةَ وَأَمَرَهُمْ بِهِمَا خَيْرًا، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ رَسُولَ أَهْلِ الْيَمَنِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ قَدْ بَلَّغَ الْخَبَرَ وَحَفِظَ الْغَيْبَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي عَمْرٍو مِنْ حِمْيَرَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَفِي الْكِتَابِ: وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ مَلِكِ غَسَّانَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ بِإِسْلَامِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً وَلَمْ يَزَلْ مُسْلِمًا حَتَّى كَانَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي سُوقِ دِمَشْقَ إِذْ وَطِئَ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ فَوَثَبَ الْمُزَنِيُّ فَلَطَمَهُ فَأُخِذَ وَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَقَالُوا: هَذَا لَطَمَ جَبَلَةَ قَالَ: فَلْيَلْطِمْهُ، قَالُوا: وَمَا يُقْتَلُ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: فَمَا تُقْطَعُ يَدُهُ؟ قَالَ: لَا إِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْقَوَدِ قَالَ جَبَلَةُ: أَوَتَرَوْنَ أَنِّي جَاعِلٌ وَجْهِي نِدًّا لِوَجْهِ جَدْيٍ جَاءَ مِنْ عُمْقٍ، بِئْسَ الدِّينُ هَذَا، ثُمَّ ارْتَدَّ نَصْرَانِيًّا وَتَرَحَّلَ بِقَوْمِهِ حَتَّى دَخَلَ أَرْضَ الرُّومِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَشَقَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: أَبَا الْوَلِيدِ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ صَدِيقَكَ جَبَلَةَ بْنَ الْأَيْهَمِ ارْتَدَّ نَصْرَانِيًّا؟ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَلِمَ؟ قَالَ: لَطَمَهُ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: وَحُقَّ لَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ فَضَرَبَهُ بِهَا، قَالُوا: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 266] الْبَجَلِيَّ إِلَى ذِي الْكُلَاعِ بْنِ نَاكُورَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ تُبَّعٍ وَإِلَى ذِي عَمْرٍو يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَا وَأَسْلَمَتْ ضَرِيبَةُ بِنْتُ أَبْرَهَةَ بْنِ الصَّبَّاحِ امْرَأَةُ ذِي الْكُلَاعِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ فَأَخْبَرَهُ ذُو عَمْرٍو بِوَفَاتِهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ جَرِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبْرَهَةَ أَنَّ لَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِ خَوْلَانَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَسْقُفِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَأَسَاقِفَةِ نَجْرَانَ وَكَهَنَتِهِمْ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَرُهْبَانِهِمْ أَنَّ لَهُمْ عَلَى مَا تَحْتِ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ مِنْ بِيَعِهِمْ وَصَلَوَاتِهِمْ وَرَهْبَانِيَّتِهِمْ، وَجُوَارُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَلَّا يُغَيَّرَ أَسْقُفٌ عَنْ أَسْقُفِيَّتِهِ، وَلَا رَاهِبٌ عَنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا كَاهِنٍ عَنْ كَهَانَتِهِ، وَلَا يُغَيَّرَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ، وَلَا سُلْطَانِهِمْ وَلَا شَيْءٍ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مَا نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُثْقِلِينَ بِظُلْمٍ وَلَا ظَالِمِينَ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِرَبِيعَةَ بْنِ ذِي مَرْحَبٍ الْحَضْرَمِيِّ وَإِخْوَتِهِ وَأَعْمَامِهِ أَنَّ لَهُمْ أَمْوَالَهُمْ وَنِحَلَهُمْ وَرَقِيقَهُمْ وَآبَارَهُمْ وَشَجَرَهُمْ وَمِيَاهَهُمْ وَسَوَاقِيَهُمْ وَنَبْتَهُمْ وَشَرَاجِعَهُمْ بِحَضْرَمَوْتَ، وَكُلَّ مَالٍ لِآلِ ذِي مَرْحَبٍ، وَأَنَّ كُلَّ مَا كَانَ فِي ثِمَارِهِمْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّهُ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ عَنْهُ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بَرَاءٌ مِنْهُ، وَأَنَّ نَصْرَ آلِ ذِي مَرْحَبٍ عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّ أَرْضَهُمْ بَرِيئَةٌ مِنَ الْجَوْرِ وَأَنَّ أَمْوَالَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ وَزَافِرَ حَائِطَ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ يَسِيلُ إِلَى آلِ قَيْسٍ وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ جَارٌ عَلَى ذَلِكَ. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ حَدَسٍ مِنْ لَخْمٍ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَعْطَى حَظَّ اللَّهِ وَحَظَّ رَسُولِهِ، وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَإِنَّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَمَنْ شَهِدَ لَهُ مُسْلِمٌ بِإِسْلَامِهِ فَإِنَّهُ آمِنٌ [ص: 267] بِذِمَّةِ مُحَمَّدٍ وَإِنَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِخَالِدِ بْنِ ضِمَادٍ الْأَزْدِيِّ أَنَّ لَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِهِ عَلَى أَنْ يُؤْمِنَ بِاللَّهِ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَعَلَى أَنْ يُقِيمَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَيَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَحُجَّ الْبَيْتَ وَلَا يَأْوِيَ مُحْدِثًا وَلَا يَرْتَابَ وَعَلَى أَنْ يَنْصَحَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَعَلَى أَنْ يُحِبَّ أَحِبَّاءَ اللَّهِ وَيُبْغِضَ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَعَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ أَنْ يَمْنَعَهُ مِمَّا يَمْنَعُ مِنْهُ نَفْسَهُ وَمَالَهُ وَأَهْلَهُ، وَأَنَّ لِخَالِدٍ الْأَزْدِيِّ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ النَّبِيِّ إِنْ وَفَّى بِهَذَا وَكَتَبَ أُبَيٌّ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَيْثُ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ عَهْدًا يُعَلِّمُهُ فِيهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَفَرَائِضَهُ وَحُدُودَهُ. وَكَتَبَ أُبَيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنُعَيْمِ بْنِ أَوْسٍ أَخِي تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ لَهُ حَبْرَى وَعَيْنُونَ بِالشَّامِ قَرْيَتَهَا كُلَّهَا سَهْلَهَا وَجَبَلَهَا وَمَاءَهَا وَحَرْثَهَا وَأَنْبَاطَهَا وَبَقَرَهَا وَلِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَلَا يَلِجُهُ عَلَيْهِمْ بِظُلْمٍ وَمَنْ ظَلْمَهُمْ وَأَخَذَ مِنْهُمْ شَيْئًا فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْحُصَيْنِ بْنِ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ أَعْطَاهُ الْفُرْغَيْنِ وَذَاتِ أَعْشَاشٍ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ النَّبْهَانِيِّينَ أَنَّهُ أَعْطَاهُمُ الْمِظَلَّةَ كُلَّهَا أَرْضَهَا وَمَاءَهَا وَسَهْلَهَا وَجَبَلَهَا حِمًى يَرْعُونَ فِيهِ مَوَاشِيَهُمْ. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي الضِّبَابِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ لَهُمْ سَارِبَةً وَرَافِعَهَا لَا يُحَاقُّهُمْ فِيهَا أَحَدٌ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَطَاعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ [ص: 268] . وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ بْنِ الطُّفَيْلِ الْحَارِثِيِّ أَنَّ لَهُ الْمَضَّةَ كُلَّهَا لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ مَا أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَحَارَبَ الْمُشْرِكِينَ. وَكَتَبَ جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي قَنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ أَنَّ لَهُمْ مَجَسًّا وَأَنَّهُمْ آمِنُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لعَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَعْلَةَ الْحَارِثِيِّ أَنَّ لَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِهَا وَأَشْيَائِهَا يَعْنِي نَخْلَهَا مَا أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَعْطَى خُمُسَ الْمَغَانِمِ فِي الْغَزْوِ وَلَا عُشْرَ وَلَا حُشْرَ، وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ. وَكَتَبَ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الْحَارِثِيِّينَ أَنَّ لَهُمْ جَمَّاءَ وَأَذْنِبَةَ وَأَنَّهُمْ آمِنُونَ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَحَارَبُوا الْمُشْرِكِينَ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ بْنِ الْمُحَجَّلِ الْحَارِثِيِّ أَنَّ لَهُمْ نَمِرَةً وَمِسَاقَيْهَا وَوَادِيَ الرَّحْمَنِ مِنْ بَيْنِ غَابَتِهَا، وَأَنَّهُ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَنِي مَالِكٍ وَعَقَبِهِ، لَا يُغْزَوْنَ وَلَا يُحْشَرُونَ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ أَمَانَةً لِبَنِي أَبِيهِ بَنِي الْحَارِثِ وَلِبَنِي نَهْدٍ أَنَّ لَهُمُ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، لَا يُحْشَرُونَ وَلَا يُعْشَرُونَ، مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ، وَأَشْهَدُوا عَلَى إِسْلَامِهِمْ، وَأَنَّ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقًّا لِلْمُسْلِمِينَ، قَالَ: وَكَانَ بَنُو نَهْدٍ خُلَفَاءَ بَنِي الْحَارِثِ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي قَنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْحَارِثِيِّينَ أَنَّ لَهُمْ مِذْوَدًا وَسَوَاقِيَهُ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَفَارَقُوا [ص: 269] الْمُشْرِكِينَ وَأَمَّنُوا السَّبِيلَ وَأَشْهَدُوا عَلَى إِسْلَامِهِمْ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَاصِمِ بْنِ الْحَارِثِ الْحَارِثِيِّ أَنَّ لَهُ نَجْمَةً مِنْ رَاكِسٍ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ. وَكَتَبَ الْأَرْقَمُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ جَرْوَلٍ الطَّائِيِّينَ لِمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَعْطَى مِنَ الْمَغَانِمِ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ أَنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَنَّ لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ وَالْغَنَمَ مَبِيتَةٌ، وَكَتَبَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَامِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُوَيْنٍ الطَّائِيِّ أَنَّ لَهُ وَلِقَوْمِهِ طَيِّئٍ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ بِلَادِهِمْ وَمِيَاهِهِمْ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي جُوَيْنٍ الطَّائِيِّينَ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَى مِنَ الْمَغَانِمِ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ، فَإِنَّ لَهُ أَمَانَ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَّ لَهُمْ أَرْضَهُمْ وَمِيَاهَهُمْ وَمَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ وَغَدْوَةَ الْغَنَمِ مِنْ وَرَائِهَا مَبِيتَةٌ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالَ: يَعْنِي بِغَدْوَةِ الْغَنَمِ: قَالَ: تَغْدُو الْغَنَمُ بِالْغَدَاةِ فَتَمْشِي إِلَى اللَّيْلِ فَمَا خَلَّفَتْ مِنَ الْأَرْضِ وَرَاءَهَا فَهُوَ لَهُمْ، وَقَوْلُهُ: مَبِيتَةٌ، يَقُولُ: حَيْثُ بَاتَتْ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي مَعْنٍ الطَّائِيِّ أَنَّ لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ بِلَادِهِمْ وَمِيَاهِهِمْ وَغَدْوَةِ الْغَنَمِ مِنْ وَرَائِهَا مَبِيتَةٌ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَطَاعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ وَأَشْهَدُوا عَلَى إِسْلَامِهِمْ وَأَمَّنُوا السَّبِيلَ. وَكَتَبَ الْعَلَاءُ وَشَهِدَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ [ص: 270] الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ إِلَى بَنِي أَسَدٍ، سَلَّامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَلَا تَقْرَبُنَّ مِيَاهَ طَيِّئٍ وَأَرْضَهُمْ، فَإِنَّهُ لَا تَحِلُّ لَكُمْ مِيَاهُهُمْ، وَلَا يَلِجَنَّ أَرْضَهُمْ إِلَّا مَنْ أَوْلَجُوا، وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ بَرِيئَةٌ مِمَّنْ عَصَاهُ وَلْيَقُمْ قُضَاعِيُّ بْنُ عَمْرٍو " وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: وَقُضَاعِيُّ بْنُ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، وَكَانَ عَامِلًا عَلَيْهِمْ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا لِجُنَادَةَ الْأَزْدِيِّ وَقَوْمِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ، وَأَطَاعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَوْا مِنَ الْمَغَانِمِ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَكَتَبَ أُبَيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدِ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَإِلَى جُذَامَ كِتَابًا وَاحِدًا يُعَلِّمُهُمْ فِيهِ فَرَائِضَ الصَّدَقَةِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَدْفَعُوا الصَّدَقَةَ وَالْخُمُسَ إِلَى رَسُولَيْهِ أُبَيٍّ وَعَنْبَسَةَ أَوْ مَنْ أَرْسَلَاهُ، قَالَ: وَلَمْ يُنْسَبَا لَنَا، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي زُرْعَةَ وَبَنِي الرَّبْعَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَأَنَّ لَهُمُ النَّصْرَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ أَوْ حَارَبَهُمْ إِلَّا فِي الدِّينِ وَالْأَهْلِ وَلِأَهْلِ بَادِيَتِهِمْ مَنْ بَرَّ مِنْهُمْ وَاتَّقَى مَا لِحَاضِرَتِهِمْ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي جُعَيْلٍ مِنْ بَلِيٍّ أَنَّهُمْ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَهُمْ مِثْلُ الَّذِي لَهُمْ، وَعَلَيْهِمْ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُمْ لَا يُحْشَرُونَ وَلَا يُعْشَرُونَ، وَأَنَّ لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَنَّ لَهُمْ سِعَايَةَ نَصْرٍ وَسَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَثُمَالَةَ وَهُذَيْلٍ، وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي صَيْفِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ أَبِي صَيْفِيٍّ وَالْأَعْجَمُ بْنُ سُفْيَانَ وَعَلِيُّ بْنُ سَعْدٍ، وَشَهِدَ عَلَى ذَلِكَ [ص: 271] الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: وَإِنَّمَا جَعَلَ الشُّهُودَ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ لِأَنَّهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَيَعْنِي لَا يُحْشَرُونَ مِنْ مَاءٍ إِلَى مَاءٍ فِي الصَّدَقَةِ، وَلَا يُعْشَرُونَ يَقُولُ فِي السَّنَةِ إِلَّا مَرَّةً، وَقَوْلُهُ: إِنَّ لَهُمْ سِعَايَةً يَعْنِي الصَّدَقَةَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأَسْلَمَ مِنْ خُزَاعَةَ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَنَاصَحَ فِي دِينِ اللَّهِ أَنَّ لَهُمُ النَّصْرَ عَلَى مَنْ دَهَمَهُمْ بِظُلْمٍ، وَعَلَيْهِمْ نَصْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا دَعَاهُمْ، وَلِأَهْلِ بَادِيَتِهِمْ مَا لِأَهْلِ حَاضِرَتِهِمْ وَأَنَّهُمْ مُهَاجِرُونَ حَيْثُ كَانُوا. وَكَتَبَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَشَهِدَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَوْسَجَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْجُهَنِيِّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَعْطَى الرَّسُولُ عَوْسَجَةَ بْنَ حَرْمَلَةَ الْجُهَنِيَّ مِنْ ذِي الْمَرْوَةِ أَعْطَاهُ مَا بَيْنَ بَلْكَثَةَ إِلَى الْمَصْنَعَةِ إِلَى الْجَفَلَاتِ إِلَى الْجَدِّ جَبَلِ الْقِبْلَةِ، لَا يُحَاقُّهُ أَحَدٌ، وَمَنْ حَاقَّهُ فَلَا حَقَّ لَهُ وَحَقُّهُ حَقٌّ " وَكَتَبَ عُقْبَةُ وَشَهِدَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي شَنْخٍ مِنْ جُهَيْنَةَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ بَنِي شَنْخٍ مِنْ جُهَيْنَةَ أَعْطَاهُمْ مَا خَطُّوا مِنْ صُفَيْنَةَ وَمَا حَرَثُوا، ومَنْ حَاقَّهُمْ فَلَا حَقَّ لَهُ وَحَقُّهُمْ حَقٌّ» . كَتَبَ الْعَلَاءُ بْنُ عُقْبَةَ وَشَهِدَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي الْجُرْمُزِ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِبِلَادِهِمْ وَلَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَمْرِو بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ وَبَنِي الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ وَبَنِي الْجُرْمُزِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ [ص: 272] وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَى مِنَ الْغَنَائِمِ الْخُمُسَ وَسَهْمَ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، وَمَنْ أَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ، وَمَا كَانَ مِنَ الدَّيْنِ مَدُونَةٌ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قُضِيَ عَلَيْهِ بِرَأْسِ الْمَالِ، وَبَطَلَ الرِّبَا فِي الرَّهْنِ وَأَنَّ الصَّدَقَةَ فِي الثِّمَارِ الْعُشْرُ، وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ مَا لَهُمْ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ أَنَّ لَهُ النَّخْلَ وَجَزَعَةَ شَطْرِهِ ذَا الْمَزَارِعِ وَالنَّخْلِ، وَأَنَّ لَهُ مَا أَصْلَحَ بِهِ الزَّرْعَ مِنْ قَدَسٍ، وَأَنَّ لَهُ الْمَضَّةَ وَالْجَزَعَ وَالْغِيلَةَ إِنْ كَانَ صَادِقًا. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ فَأَمَّا قَوْلُهُ: جَزْعَةٌ فَإِنَّهُ يَعْنِي قَرْيَةً، وَأَمَّا شَطْرُهُ فَإِنَّهُ يَعْنِي تُجَاهَهُ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] يَعْنِي تُجَاهَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ مِنْ قَدَسٍ فَالْقَدَسُ الْخُرْجُ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ آلَةِ السَّفَرِ، وَأَمَّا الْمَضَّةُ فَاسْمُ الْأَرْضِ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بُدَيْلِ وَبُسْرِ وَسَرَوَاتِ بَنِي عَمْرٍو، أَمَّا بَعْدُ: «فَإِنِّي لَمْ آثَمْ مَالَكُمْ، وَلَمْ أَضَعْ فِي جَنْبِكُمْ وَإِنَّ أَكْرَمَ أَهْلِ تِهَامَةَ عَلَيَّ وَأَقْرَبَهُمْ رَحِمًا مِنِّي أَنْتُمْ وَمَنْ تَبِعَكُمْ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لِمَنْ هَاجَرَ مِنْكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ لِنَفْسِي وَلَوْ هَاجَرَ بِأَرْضِهِ إِلَّا سَاكِنَ مَكَّةَ إِلَّا مُعْتَمِرًا أَوْ حَاجًّا، فَإِنِّي لَمْ أَضَعْ فِيكُمْ مُنْذُ سَالَمْتُ وَأَنَّكُمْ غَيْرُ خَائِفِينَ مِنْ قِبَلِي وَلَا مُحْصَرِينَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ وَابْنَا هَوْذَةَ وَهَاجَرَا وَبَايَعَا عَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ عِكْرِمَةَ، وَأَنَّ بَعْضَنَا مِنْ بَعْضٍ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُكُمْ وَلَيُحِبَّنَّكُمْ رَبُّكُمْ» قَالَ: وَلَمْ يَكْتُبْ فِيهَا السَّلَامَ؛ لِأَنَّهُ كَتَبَ بِهَا إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ فَهُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ [ص: 273] كِلَابٍ وَابْنَا هَوْذَةَ الْعَدَّاءُ وَعَمْرٌو ابْنَا خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ عِكْرِمَةَ فَإِنَّهُ عِكْرِمَةُ بْنُ خَصَفَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ وَمَنْ تَبِعَكُمْ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ فَهُمْ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو زُهْرَةَ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ وَتَيْمُ بْنُ مُرَّةَ وَأَسَدُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ عَامِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ مَا بَيْنَ الْمِصْبَاعَةِ إِلَى الزِّحِّ وَلِوَابَةَ يَعْنِي لِوَابَةَ الْخَرَّارِ وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ لَعَنَهُ اللَّهُ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُسَيْلِمَةُ جَوَابَ كِتَابِهِ وَيَذْكُرُ فِيهِ أَنَّهُ نَبِيٌّ مِثْلُهُ وَيَسْأَلَهُ أَنْ يُقَاسِمَهُ الْأَرْضَ، وَيَذْكُرُ أَنَّ قُرَيْشًا قَوْمٌ لَا يَعْدِلُونَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: «الْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ» وَكَتَبَ إِلَيْهِ بَلَغَنِي كِتَابُكَ الْكَذْبُ وَالْافْتِرَاءُ عَلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى قَالَ: وَبَعَثَ بِهِ مَعَ السَّائِبِ بْنِ الْعَوَّامِ أَخِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ السُّلَمِيِّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ أَنَّهُ أَعْطَاهُ مَدْفَوًّا، لَا يُحَاقُّهُ فِيهِ أَحَدٌ، وَمَنْ حَاقَّهُ فَلَا حَقَّ لَهُ، وَحَقُّهُ حَقٌّ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ أَعْطَاهُ مَدْفَوًّا، فَمَنْ حَاقَّهُ فَلَا حَقَّ لَهُ. وَكَتَبَ الْعَلَاءُ بْنُ عُقْبَةَ وَشَهِدَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِهَوْذَةَ بْنِ نُبَيْشَةَ السُّلَمِيِّ ثُمَّ مِنْ بَنِي عُصَيَّةَ أَنَّهُ أَعْطَاهُ مَا حَوَى الْجَفْرُ كُلُّهُ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْأَجَبِّ رَجُلٍ [ص: 274] مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَنَّهُ أَعْطَاهُ فَالِسًا. وَكَتَبَ الْأَرْقَمُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِرَاشِدِ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ أَعْطَاهُ غَلْوَتَيْنِ بِسَهْمٍ وَغَلْوَةً بِحَجَرٍ بِرُهَاطٍ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَمَنْ حَاقَّهُ فَلَا حَقَّ لَهُ، وَحَقُّهُ حَقٌّ. وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَرَامِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَنَّهُ أَعْطَاهُ إِذَامًا وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ شَوَاقٍ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَظْلِمَهُمْ وَلَا يَظْلِمُونَ أَحَدًا، وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هَذَا مَا حَالَفَ عَلَيْهِ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ رُخَيْلَةَ الْأَشْجَعِيُّ حَالَفَهُ عَلَى النَّصْرِ وَالنَّصِيحَةِ مَا كَانَ أَحَدٌ مَكَانَهُ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً. وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ إِنِّي أَعْطَيْتُهُ شَوَاقَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلَهُ لَا يُحَاقُّهُ فِيهِ أَحَدٌ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجَمِيلِ بْنِ رِزَامٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ أَعْطَاهُ الرَّمْدَاءَ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحُصَيْنِ بْنِ نَضْلَةَ الْأَسَدِيِّ أَنَّ لَهُ آرَامًا وَكِسَّةَ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ. وَكَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي غِفَارٍ أَنَّهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَنَّ النَّبِيَّ عَقَدَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَلَهُمُ النَّصْرُ عَلَى مَنْ بَدَأَهُمْ بِالظُّلْمِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ إِذَا دَعَاهُمْ لِيَنْصُرُوهُ أَجَابُوهُ، وَعَلَيْهِمْ نُصْرَةُ إِلَّا مَنْ حَارَبَ فِي الدِّينِ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، وَأَنَّ هَذَا الْكِتَابَ لَا يَحُولُ دُونَ إِثْمٍ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ [ص: 275] بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ لَهُمُ النَّصْرَ عَلَى مَنْ دَهَمَهُمْ بِظُلْمٍ وَعَلَيْهِمْ نَصْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَا بَلَ بَحْرٌ صُوفَةً إِلَّا أَنْ يُحَارِبُوا فِي دِينِ اللَّهِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ إِذَا دَعَاهُمْ أَجَابُوهُ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ ذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَهُمُ النَّصْرُ عَلَى مَنْ بَرَّ مِنْهُمْ وَاتَّقَى، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْهِلَالِ صَاحِبِ الْبَحْرَيْنِ: «سِلْمٌ أَنْتَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَتُطِيعُ وَتَدْخُلُ فِي الْجَمَاعَةِ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى اسيبخت بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ هَجَرَ: «إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي الْأَقْرَعُ بِكِتَابِكَ وَشَفَاعَتِكَ لِقَوْمِكَ، وَإِنِّي قَدْ شَفَّعْتُكَ وَصَدَّقْتُ رَسُولَكَ الْأَقْرَعَ فِي قَوْمِكَ، فَأَبْشِرْ فِيمَا سَأَلْتَنِي وَطَلَبْتَنِي بِالَّذِي تُحِبُّ، وَلَكِنِّي نَظَرْتُ أَنْ أُعَلِّمَهُ وَتَلْقَانِي، فَإِنْ تَجِئْنَا أُكْرِمْكَ، وَإِنْ تَقْعُدْ أُكْرِمْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي لَا أَسْتَهْدِي أَحَدًا وَإِنْ تُهْدِ إِلَيَّ أَقْبَلْ هَدِيَّتَكَ، وَقَدْ حَمِدَ عُمَّالِي مَكَانَكَ، وَأُوصِيكَ بِأَحْسَنِ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَقَرَابِةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنِّي قَدْ سَمَّيْتُ قَوْمَكَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ فَمُرْهُمْ بِالصَّلَاةِ وَبِأَحْسَنِ الْعَمَلِ وَأَبْشِرْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ الْمُؤْمِنِينَ» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ هَجَرَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِاللَّهِ وَبِأَنْفُسِكِمْ أَلَّا تَضِلُّوا بَعْدَ أَنْ هُدِيتُمْ وَلَا تَغْوُوا بَعْدَ أَنْ رُشِدْتُمَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي وَفْدُكُمْ فَلَمْ آتِ إِلَيْهِمْ إِلَّا مَا سَرَّهُمْ، وَلَوْ أَنِّي اجْتَهَدْتُ فِيكُمْ جُهْدِي كُلَّهُ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ هَجَرَ فَشَفَّعْتُ غَائِبَكُمْ، وَأَفْضَلْتُ عَلَى شَاهِدِكُمْ، فَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ [ص: 276] أَتَانِي الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يُحْسِنْ مِنْكُمْ لَا أَحْمِلْ عَلَيْهِ ذَنْبَ الْمُسِيءِ، فَإِذَا جَاءَكُمْ أُمَرَائِي فَأَطِيعُوهُمْ وَانْصُرُوهُمْ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِهِ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ مِنْكُمْ صَالِحَةً فَلَنْ تَضِلَّ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا عِنْدِي» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رُسُلِي قَدْ حَمَدُوكَ وَإِنَّكَ مَهْمَا تُصْلِحْ أُصْلِحْ إِلَيْكَ وَأَثِبْكَ عَلَى عَمَلِكَ وَتَنْصَحْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ» وَبَعَثَ بِهَا مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى كِتَابًا آخَرَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ قُدَامَةَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ فَادْفَعْ إِلَيْهِمَا مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ جِزْيَةِ أَرْضِكَ وَالسَّلَامُ» . وَكَتَبَ أُبَيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى مَنْ يَقْبِضْ مِنْهُ مَا اجْتَمَعَ عِنْدَهُ مِنَ الْجِزْيَةِ فَعَجِّلْهُ بِهَا، وَابْعَثْ مَعَهَا مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالْعُشُورِ وَالسَّلَامُ» . وَكَتَبَ أُبَيٌّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ضغاطر الْأَسْقُفِّ: «سَلَامٌ عَلَى مَنْ آمَنَ، أَمَّا عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ فَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَوْحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الزَّكِيَّةِ، وَإِنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ، وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى» . قَالَ: وَبَعَثَ بِهِ مَعَ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي جَنْبَةَ وَهُمْ [ص: 277] يَهُودُ بِمَقْنَا وَمَقْنَا قَرِيبٌ مِنْ أَيْلَةَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ نَزَلَ عَلَيَّ أَيُّتُكُمْ رَاجِعِينَ إِلَى قَرْيَتِكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا فَإِنَّكُمْ آمِنُونَ، لَكُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ غَافِرٌ لَكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَكُلَّ ذُنُوبِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ لَا ظُلْمَ عَلَيْكُمْ، وَلَا عِدًى، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَارُكُمْ مِمَّا مَنَعَ مِنْهُ نَفْسَهُ، فَإِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ بَزَّكُمْ وَكُلَّ رَقِيقٍ فِيكُمْ وَالْكُرَاعَ وَالْحَلْقَةَ إِلَّا مَا عَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ أَوْ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ رُبُعَ مَا أَخْرَجَتْ نَخْلُكُمْ، وَرُبُعَ مَا صَادَتْ عُرُوكُكُمْ وَرُبُعَ مَا اغْتَزَلَ نِسَاؤُكُمْ وَإِنَّكُمْ بَرِئْتُمْ بَعْدُ مِنْ كُلِّ جِزْيَةٍ أَوْ سُخْرَةٍ، فَإِنْ سَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ فَإِنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ كَرِيمَكُمْ وَيَعْفُوَ عَنْ مُسِيئِكُمْ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مَنْ أَطْلَعَ أَهْلَ مَقْنَا بِخَيْرٍ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَمَنْ أَطْلَعَهُمْ بِشْرٍ فَهُوَ شَرٌّ لَهُ، وَأَنْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَمِيرٌ إِلَّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَوْ مِنْ أَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ وَالسَّلَامُ» ، أَمَّا قَوْلُهُ: أَيَّتُكُمْ يَعْنِي رُسُلَهُمْ وَلِرَسُولِ اللَّهِ بَزُّكُمْ يَعْنِي بَزَّهُمُ الَّذِي يُصَالِحُونَ عَلَيْهِ فِي صُلْحِهِمْ وَرَقِيقِهِمْ، وَالْحَلْقَةُ مَا جَمَعَتِ الدَّارُ مِنْ سِلَاحٍ أَوْ مَالٍ، وَأَمَّا عُرُوكُكُمْ فَالْعُرُوكُ خَشَبٌ تُلْقَى فِي الْبَحْرِ يَرْكَبُونَ عَلَيْهَا فَيُلْقُونَ شِبَاكَهُمْ يَصِيدُونَ السَّمَكَ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى يُحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَسَرَوَاتِ أَهْلِ أَيْلَةَ: «سَلْمٌ أَنْتُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُقَاتِلَكُمْ حَتَّى أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ فَأَسْلِمْ أَوْ أَعْطِ الْجِزْيَةَ وَأَطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَرُسُلَ رَسُولِهِ، وَأَكْرِمْهُمْ وَاكْسُهُمْ كِسْوَةً حَسَنَةً غَيْرَ كِسْوَةِ الْغُزَّاءِ وَاكْسُ زَيْدًا كِسْوَةً حَسَنَةً، فَمَهْمَا رَضِيَتْ رُسُلِي فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ وَقَدْ عُلِمَ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَأْمَنَ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَأَطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُمْنَعُ عَنْكُمْ [ص: 278] كُلُّ حَقٍّ كَانَ لِلْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلَّا حَقُّ اللَّهِ وَحَقُّ رَسُولِهِ، وَإِنَّكَ إِنْ رَدَدْتَهُمْ وَلَمْ تُرْضِهِمْ لَا آخُذُ مِنْكُمْ شَيْئًا حَتَّى أُقَاتِلَكُمْ فَأَسْبِيَ الصَّغِيرَ وَأَقْتُلَ الْكَبِيرَ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ بِالْحَقِّ أُومِنُ بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَبِالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمَ أَنَّهُ كَلِمَةُ اللَّهِ، وَإِنِّي أُومِنُ بِهِ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأْتِ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّكُمُ الشَّرُّ، فَإِنِّي قَدْ أَوْصَيْتُ رُسُلِي بِكُمْ وَأَعْطِ حَرْمَلَةَ ثَلَاثَةَ أَوْسُقٍ شَعِيرًا، وَإِنَّ حَرْمَلَةَ شَفَعَ لَكُمْ، وَإِنِّي لَوْلَا اللَّهُ وَذَلِكَ لَمْ أُرَاسِلْكُمْ شَيْئًا حَتَّى تَرَى الْجَيْشَ، وَإِنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ رُسُلِي فَإِنَّ اللَّهَ لَكُمْ جَارٌ وَمُحَمَّدٌ وَمَنْ يَكُونُ مِنْهُ، وَإِنَّ رُسُلِي شُرَحْبِيلَ وَأُبَيًّا وَحَرْمَلَةَ وَحُرَيْثَ بْنَ زَيْدٍ الطَّائِيَّ فَإِنَّهُمْ مَهْمَا قَاضُوكَ عَلَيْهِ فَقَدْ رَضِيتُهُ، وَإِنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ وَجَهِّزُوا أَهْلَ مَقْنَا إِلَى أَرْضِهِمْ» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجُمَّاعٍ كَانُوا فِي جَبَلِ تِهَامَةَ قَدْ غَصَبُوا الْمَارَّةَ مِنْ كِنَانَةَ وَمُزَيْنَةَ وَالْحَكَمِ وَالْقَارَّةِ وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنَ الْعَبِيدِ، فَلَمَّا ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفَدَ مِنْهُمْ وَفْدٌ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لَعِبَادِ اللَّهِ الْعُتَقَاءِ إِنَّهُمْ إِنْ آمَنُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَعَبْدُهُمْ حُرٌّ، وَمَوْلَاهُمْ مُحَمَّدٌ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ قَبِيلَةٍ لَمْ يُرَدَّ إِلَيْهَا، وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ دَمٍ أَصَابُوهُ أَوْ مَالٍ أَخَذُوهُ فَهُوَ لَهُمْ، وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ فِي النَّاسِ رُدَّ إِلَيْهِمْ وَلَا ظُلْمَ عَلَيْهِمْ وَلَا عُدْوَانَ، وَإِنَّ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ» وَكَتَبَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ [ص: 279] الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللَّهِ لِبَنِي غَادِيَّا أَنَّ لَهُمُ الذِّمَّةَ، وَعَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ، وَلَا عَدَاءَ، وَلَا جَلَاءَ، اللَّيْلُ مَدٌّ، وَالنَّهَارُ شَدٌّ» وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا: وَهُمْ قَوْمٌ مِنْ يَهُودَ وَقَوْلُهُ: مَدٌّ يَقُولُ: يَمُدُّهُ اللَّيْلُ وَيَشُدُّهُ النَّهَارُ لَا يَنْقُضُهُ شَيْءٌ، قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَنِي عَرِيضٍ، طُعْمَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ قَمْحًا وَعَشَرَةُ أَوْسُقٍ شَعِيرًا فِي كُلِّ حَصَادٍ وَخَمْسِينَ وَسَقًا تَمْرًا يُوَفَّوْنَ فِي كُلِّ عَامٍ لِحِينِهِ لَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا» وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: وَبَنِي عَرِيضٍ: قَوْمٌ مِنْ يَهُودَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ بِقِطْعَةِ أَدِيمٍ أَوْ جِرَابٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقْرَأُ؟ أَوْ قَالَ: أَفِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَقْرَأُ، فَقَالَ: دُونَكَ هَذَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَهُ لِي، فَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ حَيٌّ مِنْ عُكْلٍ أَنَّهُمْ إِنْ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ وَأَقَرُّوا بِالْخُمُسِ فِي غَنَائِمِهِمْ وَسَهْمِ النَّبِيِّ وَصَفِيِّهِ فَإِنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ بَعْضُهُمْ: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَيْئًا تُحَدِّثْنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَحَدِّثْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ الصَّدْرِ فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ بَعْضُهُمْ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَرَاكُمْ تَخَافُونَ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا الْيَوْمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا لُوطُ بْنُ يَحْيَى [ص: 280] الْأَزْدِيُّ قَالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي ظَبْيَانَ الْأَزْدِيِّ مِنْ غَامِدٍ يَدْعُوهُ وَيَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَجَابَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ بِمَكَّةَ مِنْهُمْ: مِخْنَفٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَزُهَيْرُ بَنُو سُلَيْمٍ وَعَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَفِيفِ بْنِ زُهَيْرٍ هَؤُلَاءِ بِمَكَّةَ وَقَدِمَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ الْجَحِنُ بْنُ الْمُرَقَّعِ وَجُنْدَبُ بْنُ زُهَيْرٍ وَجُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدُ مَعَ الْأَرْبَعِينَ: الْحَكَمُ مِنْ مُغَفَّلٍ فَأَتَاهُ بِمَكَّةَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَكَتَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي ظَبْيَانَ كِتَابًا، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَأَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: وَفَدَ رَجُلٌ مِنَ الْأَجَئِيِّينَ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِحَبِيبِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي بَنِي أَجَأٍ وَلِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ أَنَّ لَهُ مَالَهُ وَمَاءَهُ مَا عَلَيْهِ حَاضَرُهُ وَبَادِيهِ عَلَى ذَلِكَ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي بُحْتُرٍ مِنْ طَيِّءٍ قَالَ: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَلِيدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ جُدِّيِّ بْنِ تَدُولَ بْنِ بُحْتُرٍ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ بِالْجَبَلَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ قَالُوا: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سِمْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُرَيْطِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْسَجَةَ الْعُرَنِيِّ فَرَقَّعَ بِكِتَابِهِ دَلْوَهُ، فَقِيلَ لَهُمْ بَنُو الرَّاقِعِ، ثُمَّ أَسْلَمَ سِمْعَانُ، وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: [البحر الطويل] أَقِلْنِي كَمَا أَمَّنْتَ وَرْدًا وَلَمْ أَكُنْ ... بِأَسْوَأَ ذَنْبًا إِذْ أَتَيْتُكَ مِنْ وَرْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ الْعُرَنِيَّ أَتَاهُ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ، فَقَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا سَتُصِيبُكَ قَارِعَةٌ أَتَاكَ كِتَابُ سَيِّدِ الْعَرَبِ فَرَقَّعْتَ بِهِ دَلْوَكَ، فَمَرَّ بِهِ جَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَبَاحُوا كُلَّ شَيْءٍ لَهُ فَأَسْلَمَ وَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَصَبْتَ مِنْ مَالٍ قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَهُ الْمُسْلِمُونَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو الْجُذَامِيِّ قَالَ: كَانَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ عَامِلًا لِلرُّومِ عَلَى عَمَّانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ أَوْ عَلَى مُعَانَ فَأَسْلَمَ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِبَغْلَةٍ بَيْضَاءَ وَفَرَسٍ وَحِمَارٍ وَأَثْوَابِ لِينٍ وَقَبَاءِ سُنْدُسٍ مُخَوَّصٍ بِالذَّهَبِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُكَ وَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتَ بِهِ وَخَبَّرَ عَمَّا قِبَلَكُمْ وَأَتَانَا بِإِسْلَامِكَ، وَأَنَّ اللَّهَ هَدَاكَ بِهُدَاهُ إِنْ أَصْلَحْتَ وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ» وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَعْطَى رَسُولَهُ مَسْعُودَ بْنَ سَعْدٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا قَالَ: وَبَلَغَ مَلِكَ الرُّومِ إِسْلَامُ فَرْوَةَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ نُمَلِّكْكَ قَالَ: لَا أُفَارِقُ دِينَ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ عِيسَى قَدْ بَشَّرَ بِهِ وَلَكِنَّكَ تَضِنُّ بِمُلْكِكَ، فَحَبَسَهُ ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَقَتَلَهُ وَصَلَبَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: «أَمَّا بَعْدُ فَأَسْلِمُوا تَسْلَمُوا» قَالَ قَتَادَةُ: فَمَا وَجَدُوا رَجُلًا يَقْرَأُهُ حَتَّى جَاءَهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَرَأَهُ فَهُمْ يُسَمَّوْنَ بَنِي الْكَاتِبِ [ص: 282] وَكَانَ الَّذِي أَتَاهُمْ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ظَبْيَانُ بْنُ مَرْثَدٍ السَّدُوسِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ: عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: أَرَانِي ابْنٌ لِسُعَيْرِ بْنِ عَدَّاءٍ كِتَابًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى السُّعَيْرِ بْنِ عَدَّاءٍ إِنِّي قَدْ أَخْفَرْتُكَ الرَّحِيحَ وَجَعَلْتُ لَكَ فَضْلَ بَنِي السَّبِيلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَارِثِ وَمَسْرُوحٍ وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ مِنْ حِمْيَرَ: " سَلْمٌ أَنْتُمْ مَا آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ بَعَثَ مُوسَى بِآيَاتِهِ، وَخَلَقَ عِيسَى بِكَلِمَاتِهِ قَالَتِ الْيَهُودُ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَقَالَتِ النَّصَارَى: اللَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ عِيسَى ابْنُ اللَّهِ " قَالَ: وَبَعَثَ بِالْكِتَابِ مَعَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ وَقَالَ: " إِذَا جِئْتَ أَرْضَهُمْ فَلَا تَدْخُلَنَّ لَيْلًا حَتَّى تُصْبِحَ، ثُمَّ تَطَهَّرْ فَأَحْسِنْ طَهُورَكَ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَسَلِ اللَّهَ النَّجَاحَ وَالْقَبُولَ، وَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَخُذْ كِتَابِي بِيَمِينِكَ وَادْفَعْهُ بِيَمِينِكَ فِي أَيْمَانِهِمْ فَإِنَّهُمْ قَابِلُونَ، وَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ} [البينة: 1] فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا فَقُلْ: آمَنُ مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَنْ تَأْتِيَكَ حُجَّةٌ إِلَّا دُحِضَتْ وَلَا كِتَابٌ زُخْرِفَ إِلَّا ذَهَبَ نُورُهُ وَهُمْ قَارِئُونَ عَلَيْكَ فَإِذَا رَطَنُوا فَقُلْ: تَرْجِمُوا وَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ، اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ، لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ، لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ، اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، فَإِذَا أَسْلَمُوا فَسَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثَّلَاثَةَ الَّتِي إِذَا حَضَرُوا بِهَا سَجَدُوا وَهِيَ مِنَ الْأَثْلِ: قَضِيبٌ مُلَمَّعٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 بِبَيَاضٍ وَصُفْرَةٍ، وَقَضِيبٌ ذُو عُجَرٍ كَأَنَّهُ خَيْزُرَانُ، وَالْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ كَأَنَّهُ مِنْ سَاسِمَ ثُمَّ أَخْرِجْهَا فَحَرِّقْهَا بِسُوقِهِمْ " قَالَ عَيَّاشٌ: فَخَرَجْتُ أَفْعَلُ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا دَخَلْتُ إِذَا النَّاسُ قَدْ لَبِسُوا زِينَتَهُمْ، قَالَ: فَمَرَرْتُ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سُتُورٍ عِظَامٍ عَلَى أَبْوَابِ دُورٍ ثَلَاثَةٍ، فَكَشَفْتُ السِّتْرَ وَدَخَلْتُ الْبَابَ الْأَوْسَطَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى قَوْمٍ فِي قَاعَةِ الدَّارِ، فَقُلْتُ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ وَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي فَقَبِلُوا، وَكَانَ كَمَا قَالَ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 قَالُوا بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَبْدِ الْقَيْسِ: «مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْأَكْبَرِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ رَسُولِهِ عَلَى مَا أَحْدَثُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْقُحَمِ وَعَلَيْهِمُ الْوَفَاءُ بِمَا عَاهَدُوا وَلَهُمْ أَنْ لَا يُحْبَسُوا عَنْ طَرِيقِ الْمِيرَةِ وَلَا يُمْنَعُوا صَوْبَ الْقَطْرِ وَلَا يُحْرَمُوا حَرِيمَ الثِّمَارِ عِنْدَ بُلُوغِهِ وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى بَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَحَاضِرِهَا وَسَرَايَاهَا وَمَا خَرَجَ مِنْهَا وَأَهْلُ الْبَحْرَيْنِ خُفَرَاؤُهُ مِنَ الضَّيْمِ وَأَعْوَانُهُ عَلَى الظَّالِمِ وَأَنْصَارُهُ فِي الْمَلَاحِمِ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَا يُبَدِّلُوا قَوْلًا وَلَا يُرِيدُوا فُرْقَةً وَلَهُمْ عَلَى جُنْدِ الْمُسْلِمِينَ الشَّرِكَةُ فِي الْفَيْءِ وَالْعَدْلِ فِي الْحُكْمِ وَالْقَصْدُ فِي السِّيَرَةِ، حُكْمٌ لَا تَبْدِيلَ لَهُ فِي الْفَرِقَيْنِ كِلَيْهِمَا وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَقْيَالِ حَضْرَمَوْتَ وَعُظَمَائِهِمْ كَتَبَ إِلَى زُرْعَةَ وَقَهْدٍ وَالْبَسِّيِّ وَالْبُحَيْرِيِّ وَعَبْدِ كُلَالٍ وَرَبِيعَةَ وَحَجَرَ وَقَدْ مَدَحَ الشَّاعِرُ بَعْضَ أَقْيَالِهِمْ فَقَالَ: [البحر الطويل] أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ كُلِّهِمُ قَهْدُ ... وَعَبْدُ كُلَالٍ خَيْرُ سَائِرِهِمْ بَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 وَقَالَ آخَرُ يَمْدَحُ زُرْعَةَ: أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... لَزُرْعَةُ إِنْ كَانَ الْبُحَيْرِيُّ أَسْلَمَا قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى نُفَاثَةَ بْنِ فَرْوَةَ الدُّؤَلِيِّ مَلِكِ السَّمَاوَةِ قَالُوا: وَكَتَبَ إِلَى عُذْرَةَ فِي عَسِيبٍ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ فَعَدَا عَلَيْهِ وَرَدُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمَ فَكَسَّرَ الْعَسِيبَ وَأَسْلَمَ وَاسْتُشْهِدَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ وَادِي الْقُرَى أَوْ غَزْوَةِ الْقَرَدَةِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمُطَرِّفِ بْنِ الْكَاهِنِ الْبَاهِلِيِّ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمُطَرِّفِ بْنِ الْكَاهِنِ وَلِمَنْ سَكَنَ بَيْشَةَ مِنْ بَاهِلَةَ أَنَّ مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَوَاتًا بَيْضَاءَ فِيهَا مُنَاخُ الْأَنْعَامِ وَمُرَاحٌ فَهِيَ لَهُ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ فَارِضٌ وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ عَتُودٌ وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ ثَاغِيَةٌ مُسِنَّةٌ وَلَيْسَ لِلْمُصَدِّقِ أَنْ يُصَدِّقَهَا إِلَّا فِي مَرَاعِيهَا وَهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ» قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَهْشَلِ بْنِ مَالِكٍ الْوَائِلِيِّ مِنْ بَاهِلَةَ: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِنَهْشَلِ بْنِ مَالِكٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي وَائِلٍ لِمَنْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَى مِنَ الْمَغْنَمِ خُمْسَ اللَّهِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَبَرِيءٌ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ مِنَ الظُّلْمِ كُلِّهِ وَأَنَّ لَهُمْ أَنْ لَا يُحْشَرُوا وَلَا يُعْشَرُوا وَعَامِلُهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ، وَكَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِثَقِيفٍ كِتَابًا أَنَّ لَهُمُ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى مَا كَتَبَ لَهُمْ وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 وَشَهِدَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَدَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْكِتَابَ إِلَى نُمَيْرِ بْنِ خَرَشَةَ قَالُوا: وَسَأَلَ وَفْدُ ثَقِيفٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُحَرِّمَ لَهُمْ وَجًّا فَكَتَبَ لَهُمْ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عِضَاهَ وَجٍّ وَصَيْدَهُ لَا يُعْضَدُ فَمَنْ وُجِدَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُؤْخَذُ فَيُبَلَّغُ النَّبِيُّ وَهَذَا أَمْرُ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ» ، وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ بِأَمْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَلَا يَتَعَدَّيَنَّهُ أَحَدٌ فَيَظْلِمَ نَفْسَهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَعِيدِ بْنِ سُفْيَانَ الرَّعْلِيِّ: " هَذَا مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعِيدَ بْنَ سُفْيَانَ الرَّعْلِيَّ أَعْطَاهُ نَخْلَ السُّوَارِقِيَّةِ وَقَصْرَهَا لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَنْ حَاقَّهُ فَلَا حَقَّ لَهُ وَحَقُّهُ حَقٌّ وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: «هَذَا مَا أَعْطَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ أَعْطَاهُ مَوْضِعَ دَارٍ بِمَكَّةَ يَبْنِيهَا مِمَّا يَلِي الْمَرْوَةَ فَلَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَنْ حَاقَّهُ فَإِنَّهُ لَا حَقَّ لَهُ وَحَقُّهُ حَقٌّ» وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَلَمَةَ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيِّ: «هَذَا مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَمَةَ بْنَ مَالِكٍ السُّلَمِيَّ أَعْطَاهُ مَا بَيْنَ ذَاتِ الْحَنَاطَى إِلَى ذَاتِ الْأَسَاوِدِ لَا يُحَاقُّهُ فِيهَا أَحَدٌ» شَهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَحَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَنِي جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِبَنِي جَنَابٍ وَأَحْلَافِهِمْ وَمَنْ ظَاهَرَهُمْ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالتَّمَسُّكِ بِالْإِيمَانِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَعَلَيْهِمْ فِي الْهَامِلَةِ الرَّاعِيَةِ فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ غَيْرَ ذَاتِ عَوَارٍ وَالْحَمُولَةُ الْمَائِرَةُ لَهُمْ لَاغِيَةٌ وَالسَّقْيُ الرِّوَاءُ وَالْعَذْيُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 مِنَ الْأَرْضِ يُقِيمُهُ الْأَمِينُ وَظِيفَةً لَا يُزَادُ عَلَيْهِمْ» ، شَهِدَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ وَدِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمَهْرِيِّ بْنِ الْأَبْيَضِ عَلَى مَنْ آمَنَ مِنْ مَهْرَةَ أَنَّهُمْ لَا يُؤْكَلُونَ وَلَا يُغَارُ عَلَيْهِمْ وَلَا يُعْرَكُونَ وَعَلَيْهِمْ إِقَامَةُ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ فَمَنْ بَدَّلَ فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَمَنْ آمَنَ بِهِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ اللُّقَطَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالسَّارِحَةُ مُنَدَّاةٌ وَالتَّفَثُ السَّيِّئَةُ وَالرَّفَثُ الْفُسُوقُ» ، وَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِخَثْعَمَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِخَثْعَمَ مِنْ حَاضِرٍ بِبَيْشَةَ وَبَادِيَتِهَا أَنَّ كُلَّ دَمٍ أَصَبْتُمُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَنْكُمْ مَوْضُوعٌ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْكُمْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا فِي يَدِهِ حَرْثٌ مِنْ خِبَارٍ أَوْ عَزَازٌ تَسْقِيهِ السَّمَاءُ أَوْ يَرْوِيهِ اللَّثَى فَزَكَا عُمَارَةً فِي غَيْرِ أَزِمَةٍ وَلَا حَطْمَةٍ فَلَهُ نَشْرُهُ وَأَكْلُهُ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ سَيْحٍ الْعُشْرُ وَفِي كُلِّ غَرْبٍ نِصْفُ الْعُشْرِ» ، شَهِدَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ حَضَرَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَفْدِ ثُمَالَةَ وَالْحُدَّانِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَادِيَةِ الْأَسْيَافِ وَنَازِلَةِ الْأَجْوَافِ مِمَّا حَازَتْ صُحَارَ لَيْسَ عَلَيْهِمْ فِي النَّخْلِ خِرَاصٌ وَلَا مِكْيَالٌ مُطْبِقٌ حَتَّى يُوضَعَ فِي الْفَدَاءِ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَوْسَاقٍ وَسْقٌ» وَكَاتِبُ الصَّحِيفَةِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ شَهِدَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبَارِقٍ مِنَ الْأَزْدِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَارِقٍ أَنْ لَا تُجَذَّ ثِمَارُهُمْ وَأَنْ لَا تُرْعَى بِلَادُهُمْ فِي مَرْبَعٍ وَلَا مَصِيفٍ إِلَّا بِمَسْأَلَةٍ مِنْ بَارِقٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 وَمَنْ مَرَّ بِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَرَكٍ أَوْ جَدْبٍ فَلَهُ ضِيَافَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَإِذَا أَيْنَعَتْ ثِمَارُهُمْ فَلِابْنِ السَّبِيلِ اللُّقَاطُ يُوَسِّعَ بَطْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْتَثِمَ» شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَكَتَبَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: الْجَدْبُ أَنْ لَا يَكُونَ مَرْعَى وَالْعَرَكُ أَنْ تُخَلِّيَ إِبِلَكَ فِي الْحَمْضِ خَاصَّةً فَتَأْكُلَ مِنْهُ حَاجَتَهَا وَيَقْتَثِمَ يَحْمِلُ مَعَهُ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ لَمَّا أَرَادَ الشُّخُوصَ إِلَى بِلَادِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي إِلَى قَوْمِي كِتَابًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اكْتُبْ لَهُ يَا مُعَاوِيَةُ إِلَى الْأَقْيَالِ الْعَبَاهِلَةِ لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ عَلَى التَّيْعَةِ السَّائِمَةِ لِصَاحِبِهَا التَّيْمَةُ لَا خِلَاطَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِغَارَ وَلَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا شِنَاقَ وَعَلَيْهِمُ الْعَوْنُ لِسَرَايَا الْمُسْلِمِينَ وَعَلَى كُلِّ عَشَرَةٍ مَا تَحْمِلُ الْعِرَابُ مَنْ أَجْبَأَ فَقَدْ أَرْبَى» ، وَقَالَ وَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي بِأَرْضِي الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ لَهُ أَقْيَالُ حِمْيَرَ وَأَقْيَالُ حَضْرَمَوْتَ فَكَتَبَ لَهُ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَيْلِ حَضْرَمَوْتَ وَذَلِكَ أَنَّكَ أَسْلَمْتَ وَجَعَلْتُ لَكَ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الْأَرَضِينَ وَالْحُصُونِ وَأَنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْكَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ يَنْظُرُ فِي ذَلِكَ ذَوَا عَدْلٍ وَجَعَلْتُ لَكَ أَنْ لَا تُظْلَمَ فِيهَا مَا قَامَ الدِّينُ وَالنَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَيْهِ أَنْصَارٌ» قَالُوا: وَكَانَ الْأَشْعَثُ وَغَيْرُهُ مِنْ كِنْدَةَ نَازَعُوا وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ فِي وَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ فَادَّعُوهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَتَبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَهْلِ نَجْرَانَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ نَجْرَانَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ حُكْمُهُ فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ صَفْرَاءَ أَوْ بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ أَوْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 رَقِيقٍ فَأَفْضَلَ عَلَيْهِمْ وَتَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ حُلَلِ الْأَوَاقِي فِي كُلِّ رَجِبٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، وَفِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ كُلُّ حُلَّةٍ أُوقِيَّةً فَمَا زَادَتْ حُلَلُ الْخَرَاجِ أَوْ نَقَصَتْ عَلَى الْأَوَاقِي فَبِالْحِسَابِ، وَمَا قَبَضُوا مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ أَوْ عَرْضٍ أُخِذَ مِنْهُمْ فَبِالْحِسَابِ، وَعَلَى نَجْرَانَ مَثْوَاةُ رُسُلِي عِشْرِينَ يَوْمًا فَدُونَ ذَلِكَ، وَلَا تُحْبَسُ رُسُلِي فَوْقَ شَهْرٍ، وَعَلَيْهِمْ عَارِيَّةُ ثَلَاثِينَ دِرْعًا وَثَلَاثِينَ فَرَسًا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا إِذَا كَانَ بِالْيَمَنِ كَيَدٌ وَمَا هَلَكَ مِمَّا أَعَارُوا رُسُلِي مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ فَهُوَ ضَمَانٌ عَلَى رُسُلِي حَتَّى يُؤَدُّوهُ إِلَيْهِمْ وَلِنَجْرَانَ وَحَاشِيَتِهِمْ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَصَلَوَاتِهِمْ لَا يُغَيِّرُوا أُسْقُفًا عَنْ أُسْقُفِيَّتِهِ، وَلَا رَاهِبًا عَنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا وَاقِفًا عَنْ وَقْفَانِيَّتِهِ وَكُلُّ مَا تَحْتِ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ وَلَيْسَ رِبًا وَلَا دَمَ جَاهِلِيَّةٍ وَمَنْ سَأَلَ مِنْهُمْ حَقًّا فَبَيْنَهُمُ النَّصْفُ غَيْرَ ظَالِمِينَ وَلَا مَظْلُومِينَ لِنَجْرَانَ، وَمَنْ أَكَلَ رِبًا مِنْ ذِي قَبْلَ فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَلَا يُؤَاخَذُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِظُلْمِ آخَرَ، وَعَلَى مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ النَّبِيِّ أَبَدًا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنْ نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُثْقَلِينَ بِظُلْمٍ» شَهِدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَغَيْلَانُ بْنُ عَمْرٍو وَمَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَالْمُسْتَوْرِدُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو بَلِيٍّ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَعَامِرٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ دُومَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ لِأُكَيْدِرَ هَذَا الْكِتَابَ وَجَاءَنِي بِالْكِتَابِ فَقَرَأْتُهُ وَأَخَذْتُ مِنْهُ نُسْخَتَهُ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِأُكَيْدِرَ حِينَ أَجَابَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَخَلَعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 الْأَنْدَادَ وَالْأَصْنَامَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ سَيْفِ اللَّهِ فِي دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَأَكْنَافِهَا أَنَّ لَهُ الضَّاحِيَةَ مِنَ الضَّحْلِ وَالْبَوْرِ وَالْمَعَامِيَ وَأَغْفَالَ الْأَرْضِ وَالْحَلْقَةَ وَالسِّلَاحَ وَالْحَافِرَ وَالْحِصْنَ وَلَكُمُ الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ وَالْمَعِينُ مِنَ الْمَعْمُورِ وَبَعْدَ الْخُمُسِ لَا تُعْدَلُ سَارِحَتُكُمْ وَلَا تُعَدُّ فَارِدَتُكُمْ وَلَا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النَّبَاتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ إِلَّا عُشْرُ الثَّبَاتِ، تُقِيمُونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ بِحَقِّهَا، عَلَيْكُمْ بِذَاكَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ وَلَكُمْ بِذَلِكَ الصِّدْقُ وَالْوَفَاءُ، شَهِدَ اللَّهُ وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الضَّحْلُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ وَالْمَعَامِي الْأَعْلَامُ مِنَ الْأَرْضِ مَا لَا حَدَّ لَهُ وَالضَّامِنَةُ مَا حَمَلَ مِنَ النَّخْلِ، وَقَوْلُهُ لَا تُعْدَلُ سَارِحَتُكُمْ، يَقُولُ: لَا تُنَحَّى عَنِ الرَّعْيِ، وَالْفَارِدَةُ مَا لَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ، وَالْأَغْفَالُ مَا لَا يُقَالُ عَلَى حَدِّهِ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْمَعِينُ الْمَاءُ الْجَارِي، وَالثَّبَاتُ النَّخْلُ الْقَدِيمُ الَّذِي قَدْ ضَرَبَ عُرُوقُهُ فِي الْأَرْضِ وَثَبَتَ، قَالَ: وَكَانَتْ دُومَةُ وَأَيْلَةُ وَتَيْمَاءُ قَدْ خَافُوا النَّبِيَّ لَمَّا رَأَوْا الْعَرَبَ قَدْ أَسْلَمَتْ، قَالَ: وَقَدِمَ يُحَنَّةُ بْنُ رُوبَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مَلِكَ أَيْلَةَ، وَأَشْفَقَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا بَعَثَ إِلَى أُكَيْدِرَ وَأَقْبَلَ وَمَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْيَمَنِ وَأَهْلُ الْبَحْرِ وَمِنْ جَرْبَا وَأَذْرُحَ فَأَتَوْهُ فَصَالَحَهُمْ وَقَطَعَ عَلَيْهِمْ جِزْيَةً مَعْلُومَةً وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِيُحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ لِسُفُنِهِمْ وَسَيَّارَتِهِمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْيَمَنِ وَأَهْلِ الْبَحْرِ، وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَإِنَّهُ لَا يَحُولُ مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ وَأَنَّهُ طَيِّبَةٌ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ، وَلَا طَرِيقًا يُرِيدُونَهُ مِنْ بَرٍّ وَبَحْرٍ. هَذَا كِتَابُ جُهَيْمِ بْنِ الصَّلْتِ وَشُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ بِإِذْنِ رَسُولِ اللَّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى يُحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ يَوْمَ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلِيبًا مِنْ ذَهَبٍ وَهُوَ مَعْقُودُ النَّاصِيَةِ فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَفَّرَ وَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَصَالَحَهُ يَوْمَئِذٍ وَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُرْدًا يَمَنِيَّةً وَأَمَرَ بِإِنْزَالِهِ عِنْدَ بِلَالٍ قَالَ: وَرَأَيْتُ أُكَيْدِرًا حِينَ قَدِمَ بِهِ خَالِدٌ وَعَلَيْهِ صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ وَعَلَيْهِ الدِّيبَاجُ ظَاهِرًا قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَسَخْتُ كِتَابَ أَهْلِ أَذْرُحَ فَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِأَهْلِ أَذْرُحَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةَ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً، وَاللَّهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ بِالنُّصْحِ وَالْإِحْسَانِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَخَافَةِ وَالتَّعْزِيرِ إِذَا خَشُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ آمِنُونَ حَتَّى يُحَدِّثَ إِلَيْهِمْ مُحَمَّدٌ قَبْلَ خُرُوجِهِ» يَعْنِي إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ قَالَ: وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِ أَيْلَةَ ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ، وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَهْلِ جَرْبَا وَأَذْرُحَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِأَهْلِ جَرْبَا وَأَذْرُحَ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةَ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً وَاللَّهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ» قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَهْلِ مَقْنَا «أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ رُبُعَ غُزُولِهِمْ وَرُبُعَ ثِمَارِهِمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَالَحَ أَهْلَ مَقْنَا [ص: 291] عَلَى أَخْذِ رُبُعِ ثِمَارِهِمْ وَرُبُعِ غُزُولِهِمْ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَهْلُ مَقْنَا يَهُودٌ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَأَهْلُ جَرْبَا وَأَذْرُحَ يَهُودٌ أَيْضًا، وَقَوْلُهُ: طَيِّبَةً، يَعْنِي مِنَ الْخَلَاصِ، أَيْ ذَهَبٌ خَالِصٌ، وَقَوْلُهُ: خُرُوجُهُ، يَعْنِي إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 ذِكْرُ وِفَادَاتِ الْعَرَبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 وَفْدُ مُزَيْنَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مُضَرَ أَرْبَعُمِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَذَلِكَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ فَجَعَلَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْهِجْرَةَ فِي دَارِهِمْ، وَقَالَ: «أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ حَيْثُ كُنْتُمْ فَارْجِعُوا إِلَى أَمْوَالِكُمْ» فَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مِسْكِينٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانِيُّ قَالَا: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ مُزَيْنَةَ مِنْهُمْ خُزَاعِيُّ بْنُ عَبْدِ نُهْمٍ فَبَايَعَهُ عَلَى قَوْمِهِ مُزَيْنَةَ وَقَدِمَ مَعَهُ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ فِيهِمْ: بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ وَالنُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَأَبُو أَسْمَاءَ وَأُسَامَةُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ بُرْدَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُرَّةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُحْتَفِرِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ هِشَامٍ: وَكَانَ فِيهِمْ: دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ: وَقَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ إِنَّ خُزَاعِيًّا خَرَجَ إِلَى قَوْمِهِ فَلَمْ يَجِدْهُمْ كَمَا ظَنَّ فَأَقَامَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ: «اذْكُرْ خُزَاعِيًّا وَلَا تَهْجُهُ» فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: [البحر الوافر] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 أَلَا أَبْلِغْ خُزَاعِيًّا رَسُولًا ... بِأَنَّ الذَّمَّ يَغْسِلُهُ الْوَفَاءُ وَأَنَّكَ خَيْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو ... وَأَسْنَاهَا إِذَا ذُكِرَ السَّنَاءُ وَبَايَعْتَ الرَّسُولَ وَكَانَ خَيْرًا ... إِلَى خَيْرٍ وَأَدَّاكَ الثَّرَاءُ فَمَا يُعْجِزْكَ أَوْ مَا لَا تُطِقْهُ ... مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا تَعْجِزْ عَدَاءُ قَالَ: وَعَدَاءُ بَطْنُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُ قَالَ: فَقَامَ خُزَاعِيٌّ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ قَدْ خَصَّكُمْ شَاعِرُ الرَّجُلِ فَأُنْشِدُكُمُ اللَّهَ قَالُوا: فَإِنَّا لَا نَنْبُو عَلَيْكَ، قَالَ: وَأَسْلَمُوا وَوَافَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءَ مُزَيْنَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ إِلَى خُزَاعِيٍّ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ أَلْفَ رَجُلٍ وَهُوَ أَخُو الْمُغَفَّلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ وَأَخُو عَبْدِ اللَّهِ ذِي الْبِجَادَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 وَفْدُ أَسَدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: قَدِمَ عَشَرَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ، فِيهِمْ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ، وَضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ، وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ الْقَايِفِ، وَسَلَمَةُ بْنُ حُبَيْشٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ، وَنَقَادَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ، فَقَالَ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ: أَتَيْنَاكَ نَتَدَرَّعُ اللَّيْلَ الْبَهِيمَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ وَلَمْ تَبْعَثْ إِلَيْنَا بَعْثًا، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات: 17] وَكَانَ مَعَهُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي الزِّنْيَةِ وَهُمْ بَنُو مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتُمْ بَنُو الرِّشْدَةِ» فَقَالُوا: لَا نَكُونُ مِثْلَ بَنِي مُحَوَّلَةَ يَعْنُونَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ النَّخَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَقَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ مُرِّيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيِّ: «يَا نَقَادَةُ ابْغِ لِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً وَلَا تُولِهِهَا عَلَى وَلَدٍ» فَطَلَبَهَا فِي نَعَمِهِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ: سِنَانُ بْنُ ظَفِيرٍ فَأَطْلَبَهُ إِيَّاهَا، فَسَاقَهَا نَقَادَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، وَدَعَا نَقَادَةَ فَحَلَبَهَا حَتَّى إِذَا بَقَّى فِيهَا بَقِيَّةً مِنْ لَبَنِهَا قَالَ: «أَيْ نَقَادَةُ اتْرُكْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ» فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَقَى أَصْحَابَهُ مِنْ لَبَنِ تِلْكَ النَّاقَةِ، وَسَقَى نَقَادَةَ سُؤْرَهُ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهَا مِنْ نَاقَةٍ، وَفِيمَنْ مَنَحَهَا» قَالَ نَقَادَةُ: قُلْتُ: وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: «وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وَفْدُ تَمِيمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشْرَ بْنَ سُفْيَانَ وَيُقَالُ: النَّحَّامُ الْعَدَوِيُّ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ فَجَاءَ وَقَدْ حَلَّ بِنَوَاحِيهِمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَجَمَعَتْ خُزَاعَةُ مَوَاشِيَهَا لِلصَّدَقَةِ، فَاسْتَنْكَرَ ذَلِكَ بَنُو تَمِيمٍ وَأَبَوْا وَابْتَدَرُوا الْقِسِّيَّ وَشَهَرُوا السُّيُوفَ، فَقَدِمَ الْمُصَدِّقُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «مَنْ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ» فَانْتَدَبَ لَهُمْ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ الْفَزَارِيَّ فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي خَمْسِينَ فَارِسًا مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ فِيهِمْ مُهَاجِرِيٌّ وَلَا أَنْصَارِيٌّ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ فَأَخَذَ أَحَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 عَشَرَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلَاثِينَ صَبِيًّا، فَجَلَبَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَدِمَ فِيهِمْ عِدَّةٌ مِنْ رُؤَسَاءِ بَنِي تَمِيمٍ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ وَنُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَرِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ، وَيُقَالُ: كَانُوا تِسْعِينَ أَوْ ثَمَانِينَ رَجُلًا فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، وَقَدْ أَذَّنَ بِلَالٌ بِالظُّهْرِ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَجَّلُوا وَاسْتَبْطَئُوهُ، فَنَادَوْهُ: يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ إِلَيْنَا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَقَامَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ أَتَوْهُ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: يَا مُحَمَّدُ ائْذَنْ لِي فَوَاللَّهِ إِنَّ جَهْدِي لَزِينٌ، وَإِنَّ ذَمِّي لَشِينٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَذَبْتَ ذَلِكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَلَسَ وَخَطَبَ خَطِيبُهُمْ وَهُوَ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ: «أَجِبْهُ» فَأَجَابَهُ، ثُمَّ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ائْذَنْ لِشَاعِرِنَا فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ فَأَنْشَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: «أَجِبْهُ» فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَخَطِيبُهُ أَبْلَغُ مِنْ خَطِيبِنَا، وَلَشَاعِرُهُ أَشْعُرُ مِنْ شَاعِرِنَا، وَلَهُمْ أَحْلَمُ مِنَّا، وَنَزَلَ فِيهِمْ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» وَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَسْرَى وَالسَّبْيَ، وَأَمَرَ لَهُمْ بِالْجَوَائِزِ كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَالَتْ: أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْوَفْدِ يَوْمَئِذٍ يَأْخُذُونَ جَوَائِزَهُمْ عِنْدَ بِلَالٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، قَالَتْ: وَقَدْ رَأَيْتُ غُلَامًا أَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ خَمْسَ أَوَاقٍ يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْأَهْتَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُنَاحٍ أَخُو بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: وَفَدَ سُفْيَانُ بْنُ الْعُذَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَصَادِ بْنِ مَازِنِ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ قَيْسٌ: يَا أَبَتِ دَعْنِي آتِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَعَكَ، قَالَ: سَنَعُودُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: قَالَ غُنَيْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُفْيَانَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَاكِبٌ فَنَعَى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ فَنَهَضْنَا مِنَ الْأَحْوَيَةِ فَقُلْنَا: بِأَبِينَا وَأَمِّنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُلْتُ: [البحر الرجز] أَلَا لِيَ الْوَيْلُ عَلَى مُحَمَّدِ ... قَدْ كُنْتُ فِي حَيَاتِهِ بِمُقْعَدِ وَفِي أَمَانٍ مِنْ عَدُوٍّ مُعْتَدِ قَالَ: وَمَاتَ قَيْسُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْعُذَيْلِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ فَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] فَإِنْ يَكُ قَيْسٌ قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ ... فَقَدْ طَافَ قَيْسٌ بِالرَّسُولِ وَسَلَّمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 وَفْدُ عَبْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الشَّغَبِ عِكْرِشَةُ بْنُ أَرْبَدَ الْعَبْسِيُّ وَعِدَّةٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالُوا: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِسْعَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ فَكَانُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ: مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَالْحَارِثُ بْنُ الرَّبِيعِ وَهُوَ الْكَامِلُ وَقَنَانُ بْنُ دَارِمٍ وَبِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَادَةَ وَهَدْمُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَسِبَاعُ [ص: 296] بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو الْحِصْنِ بْنُ لُقْمَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ وَفَرْوَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ فَضَالَةَ فَأَسْلَمُوا فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْرٍ وَقَالَ: «ابْغُونِي رَجُلًا يَعْشِرُكُمْ أَعْقِدْ لَكُمْ لِوَاءً» ، فَدَخَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً وَجَعَلَ شِعَارَهَمْ: يَا عَشَرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْسٍ الدُّؤَلِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّامِ فَبَعَثَ بَنِي عَبْسٍ فِي سَرِيَّةٍ وَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَقْسِمُ غَنِيمَةً إِنْ أَصَبْنَاهَا وَنَحْنُ تِسْعَةٌ قَالَ: «أَنَا عَاشِرُكُمْ» وَجَعَلَتِ الْوُلَاةُ اللِّوَاءَ الْأَعْظَمَ لِوَاءَ الْجَمَاعَةِ، وَالْإِمَامُ لِبَنِي عَبْسٍ لَيْسَتْ لَهُمْ رَايَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا قُرَّاؤُنَا فَأَخْبَرُونَا أَنَّهُ لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَا هِجْرَةَ لَهُ، وَلَنَا أَمْوَالٌ وَمَوَاشٍ هِيَ مَعَاشُنَا، فَإِنْ كَانَ لَا إِسْلَامَ لِمَنْ لَا هِجْرَةَ لَهُ بِعْنَاهَا وَهَاجَرْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا اللَّهَ حَيْثُ كُنْتُمْ فَلَنْ يَلِتَكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كُنْتُمْ بِصَمَدٍ وَجَازَانَ» وَسَأَلَهُمْ عَنْ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ، فَقَالُوا: لَا عَقِبَ لَهُ، فَقَالَ: «نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ» ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ حَدِيثَ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 وَفْدُ فَزَارَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ وَكَانَتْ سَنَةَ تِسْعٍ قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي فَزَارَةَ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ: خَارِجَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ عَلَى رِكَابٍ عِجَافٍ، فَجَاءُوا مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ، وَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ بِلَادِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْنَتَتْ بِلَادُنَا، وَهَلَكَتْ مَوَاشِينَا، وَأَجْدَبَ جَنَابُنَا، وَغَرَثَ عِيَالُنَا، فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ وَدَعَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِ بِلَادَكَ وَبَهَائِمَكَ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا مُطْبِقًا وَاسِعًا عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ، وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ وَلَا مُحْقٍ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَانْصُرْنَا عَلَى الْأَعْدَاءِ» فَمَطَرَتْ فَمَا رَأَوْا السَّمَاءَ سِتًّا فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَدَعَا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ: فَانْجَابَتِ السَّمَاءُ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 وَفْدُ مُرَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي مُرَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ مِنْ تَبُوكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، رَأْسُهُمُ [ص: 298] الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمُكَ وَعَشِيرَتُكَ، وَنَحْنُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ؟» قَالَ: بِسُلَاحٍ وَمَا وَالَاهَا قَالَ: «وَكَيْفَ الْبِلَادُ؟» قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَمُسْنِتُونَ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اسْقِهِمُ الْغَيْثَ» وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُجِيزَهُمْ فَأَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ عَشْرِ أَوَاقٍ فِضَّةٍ، وَفَضَّلَ الْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ أَعْطَاهُ اثْنَتَي عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَوَجَدُوهَا قَدْ مُطِرَتْ فِي الْيَوْمِ الَّذِي دَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 وَفْدُ ثَعْلَبَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْجِعْرَانَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ وَقُلْنَا: نَحْنُ رُسُلُ مَنْ خَلْفَنَا مِنْ قَوْمِنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مُقِرُّونَ بِالْإِسْلَامِ فَأَمَرَ لَنَا بِضِيَافَةٍ وَأَقَمْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جِئْنَاهُ لِنَوَدِّعَهُ فَقَالَ لِبِلَالٍ: «أَجِزْهُمْ كَمَا تُجِيزُ الْوَفْدَ» ، فَجَاءَ بِنَقَرٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا خَمْسَ أَوَاقٍ قَالَ: لَيْسَ عِنْدَنَا دَرَاهِمُ فَانْصَرَفْنَا إِلَى بِلَادِنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 وَفْدُ مُحَارِبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ مُحَارِبٍ سَنَةَ عَشْرٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُمْ عَشَرَةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ: سَوَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُهُ خُزَيْمَةُ بْنُ سَوَاءٍ فَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَ بِلَالٌ يَأْتِيهِمْ بِغَدَاءٍ وَعَشَاءٍ فَأَسْلَمُوا، وَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي تِلْكَ الْمَوَاسِمِ أَفَظَّ وَلَا أَغْلَظَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَعَرَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَبْقَانِي حَتَّى صَدَّقْتُ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ بِيَدِ اللَّهِ» وَمَسَحَ وَجْهَ خُزَيْمَةَ بْنِ سَوَاءٍ فَصَارَتْ لَهُ غُرَّةٌ بَيْضَاءُ، وَأَجَازَهُمْ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ وَانْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 وَفْدُ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَكَانَ جَلْدًا أَشْعُرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، فَأَغْلَظَ فِي الْمَسْأَلَةِ، سَأَلَهُ عَمَّنْ أَرْسَلَهُ وَبِمَا أَرْسَلَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ كُلِّهِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ مُسْلِمًا قَدْ خَلَعَ الْأَنْدَادَ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْهُ، فَمَا أَمْسَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا مُسْلِمًا وَبَنُوا الْمَسَاجِدَ وَأَذَّنُوا بِالصَّلَوَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 وَفْدُ كِلَابٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي كِلَابٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ: لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَجَبَّارُ بْنُ سَلْمَى فَأَنْزَلَهُمْ دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَ بَيْنَ جَبَّارٍ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ خُلَّةٌ، فَبَلَغَ كَعْبًا قُدُومُهُمْ فَرَحَّبَ بِهِمْ وَأَهْدَى لِجَبَّارٍ وَأَكْرَمَهُ، وَخَرَجُوا مَعَ كَعْبٍ فَدَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِسَلَامِ الْإِسْلَامِ، وَقَالُوا: إِنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ سَارَ فِينَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَبِسُنَّتِكَ الَّتِي أَمَرْتَهُ، وَإِنَّهُ دَعَانَا إِلَى اللَّهِ فَاسْتَجَبْنَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَإِنَّهُ أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَرَدَّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 وَفْدُ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نُفَيْعٍ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ الرُّؤَاسِيِّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ بُجَيْدِ بْنُ رُؤَاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالُوا: حَتَّى نُصِيبَ مِنْ بَنِي عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ مِثْلَ مَا أَصَابُوا مِنَّا، فَخَرَجُوا يُرِيدُونَهُمْ وَخَرَجَ مَعَهُمْ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ فَأَصَابُوا فِيهِمْ، ثُمَّ خَرَجُوا يَسُوقُونَ النَّعَمَ فَأَدْرَكَهُمْ فَارِسٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ يُقَالُ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ الْمُنْتَفِقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 أَقْسَمْتُ لَا أَطْعَنُ إِلَّا فَارِسَا ... إِذَا الْكُمَاةُ لَبِسُوا الْقَوَانِسَا قَالَ أَبُو نُفَيْعٍ: فَقُلْتُ نَجَوْتُمْ يَا مَعْشَرَ الرَّجَّالَةِ سَائِرَ الْيَوْمِ فَأَدْرَكَ الْعُقَيْلِيُّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسٍ يُقَالُ لَهُ: الْمُحْرِسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤَاسٍ فَطَعَنَهُ فِي عَضُدِهِ فَاخْتَلَّهَا فَاعْتَنَقَ الْمُحْرِسُ فَرَسَهُ وَقَالَ: يَا آلَ رُؤَاسٍ، فَقَالَ رَبِيعَةُ: رُؤَاسٌ خَيْلٌ أَوْ أُنَاسٌ فَعَطَفَ عَلَى رَبِيعَةَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا نَسُوقُ النَّعَمَ وَأَقْبَلَ بَنُو عَقِيلٍ فِي طَلَبِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى تُرَبَةَ، فَقَطَعَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ وَادِي تُرَبَةَ، فَجَعَلَتْ بَنُو عَقِيلٍ يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا وَلَا يَصِلُونَ إِلَى شَيْءٍ، فَمَضَيْنَا، قَالَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ: فَأَسْقَطَ فِي يَدَيَّ، وَقُلْتُ: قَتَلْتُ رَجُلًا وَقَدْ أَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَشَدَدْتُ يَدِيَّ فِي غُلٍّ إِلَى عُنُقِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُرِيدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «لَئِنْ أَتَانِي لَأَضْرِبَنَّ مَا فَوْقَ الْغُلِّ مِنْ يَدِهِ» قَالَ: فَأَطْلَقْتُ يَدِيَّ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَأَتَيْتُهُ عَنْ يَمِينِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّبَّ لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ: «قَدْ رَضِيتُ عَنْكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 وَفْدُ عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ، عَنْ أَشْيَاخِ قَوْمِهِ قَالُوا: وَفَدَ مِنَّا مِنْ بَنِي عَقِيلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبِيعُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَقِيلٍ وَأَنَسُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ فَبَايِعُوا وَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوهُ عَلَى مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ فَأَعْطَاهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْعَقِيقَ عَقِيقَ بَنِي عَقِيلٍ، وَهِيَ أَرْضٌ فِيهَا عُيُونٌ وَنَخْلٌ، وَكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ كِتَابًا فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبِيعًا وَمُطَرَّفًا وَأَنَسًا أَعْطَاهُمُ الْعَقِيقَ مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَسَمِعُوا وَأَطَاعُوا وَلَمْ يُعْطِهِمْ حَقًّا لِمُسْلِمٍ» فَكَانَ الْكِتَابُ فِي يَدِ مُطَرِّفٍ، قَالَ: وَوَفَدَ عَلَيْهِ أَيْضًا لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ المُنْتَفِقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ وَهُوَ أَبُو رَزِينٍ فَأَعْطَاهُ مَاءً يُقَالُ لَهُ: النَّظِيمُ وَبَايَعَهُ عَلَى قَوْمِهِ، قَالَ: وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو حَرْبِ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ فَقَرَأَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ، فَقَالَ: أَمَا وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ لَقِيتَ اللَّهَ أَوْ لَقِيتَ مَنْ لَقِيَهُ، وَإِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلًا لَا نُحْسِنُ مِثْلَهُ، وَلَكِنِّي سَوْفَ أَضْرِبُ بِقِدَاحِي هَذِهِ عَلَى مَا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَعَلَى دِينِي الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَضَرَبَ بِالْقِدَاحِ فَخَرَجَ عَلَيْهِ سَهْمُ الْكُفْرِ ثُمَّ أَعَادَهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَبَى هَذَا إِلَّا مَا تَرَى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَخِيهِ عِقَالِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، فَقَالَ لَهُ: قَلَّ خَيْسُكَ هَلْ لَكَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَدْعُو إِلَى دِينِ الْإِسْلَامِ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَقَدْ أَعْطَانِي الْعَقِيقَ إِنْ أَنَا أَسْلَمْتُ؟ فَقَالَ لَهُ عِقَالٌ: أَنَا وَاللَّهِ أُخِطُّكَ أَكْثَرَ مِمَّا يُخِطُّكَ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ رَكِبَ فَرَسَهُ وَجَرَّ رُمْحَهُ عَلَى أَسْفَلِ الْعَقِيقِ فَأَخَذَ أَسْفَلَهُ وَمَا فِيهِ مِنْ عَيْنٍ، ثُمَّ إِنَّ عِقَالًا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ وَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟» فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ هُبَيْرَةَ بْنَ النُّفَاضَةِ نِعْمَ الْفَارِسُ يَوْمَ قَرْنَيْ لَبَانٍ، ثُمَّ قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ الصَّرِيحَ تَحْتَ الرَّغْوَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الثَّالِثَةَ: «أَتَشْهَدُ؟» قَالَ: فَشَهِدَ وَأَسْلَمَ، قَالَ وَابْنُ النُّفَاضَةِ هُبَيْرَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَادَةِ بْنِ عَقِيلٍ وَمُعَاوِيَةُ هُوَ فَارِسُ الْهَرَّارِ، وَالْهَرَّارُ اسْمُ فَرَسِهِ وَلَبَانٌ هُوَ مَوْضِعٌ، خَيْسُكَ خَيْرُكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُصَيْنُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَقِيلٍ وَذُو الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيُّ فَأَسْلَمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 وَفْدُ جَعْدَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ قَالَ: " وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الرُّقَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْفَلْجِ ضَيْعَةٍ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَهُوَ عِنْدَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 وَفْدُ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَا: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ قُشَيْرٍ فِيهِمْ ثَوْرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرٍ فَأَسْلَمَ فَأَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَطِيعَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا كِتَابًا وَمِنْهُمْ حَيْدَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُشَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَعْدَ حُنَيْنٍ وَمِنْهُمْ قُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ بْنِ سَلَمَةَ الْخَيْرِ بْنِ قُشَيْرٍ فَأَسْلَمَ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَسَاهُ بُرْدًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى قَوْمِهِ أَيْ يَلِي الصَّدَقَةَ فَقَالَ قُرَّةُ حِينَ رَجَعَ: [البحر الطويل] حَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ إِذْ نَزَلَتْ بِهِ ... وَأَمْكَنَهَا مِنْ نَائِلٍ غَيْرِ مُنْفَدِ فَأَضْحَتْ بِرُوضِ الْخَضِرِ وَهِيَ حَثِيثَةٌ ... وَقَدْ أَنْجَحَتْ حَاجَاتِهَا مِنْ مُحَمَّدِ عَلَيْهَا فَتًى لَا يُرْدِفُ الذَّمَّ رَحْلَهُ ... تَرُوكٌ لِأَمْرِ الْعَاجِزِ الْمُتَرَدِّدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 وَفْدُ بَنِي الْبَكَّاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَكَّائِيِّ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَكَّائِيِّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: وَفَدَ مِنْ بَنِي الْبَكَّاءِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: بِشْرٌ وَالْفُجَيْعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَنْدَحِ بْنِ الْبَكَّاءِ وَمَعَهُمْ عَبْدُ عَمْرٍو الْبَكَّائِيِّ وَهُوَ الْأَصَمُّ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَنْزِلٍ وَضِيَافَةٍ وَأَجَازَهُمْ وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنِّي أَتَبَرَّكُ بِمَسِّكَ وَقَدْ كَبِرْتُ وَابْنِي هَذَا بَرٌّ بِي فَامْسَحْ وَجْهَهُ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجْهَ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأَعْطَاهُ أَعْنُزًا عُفْرًا وَبَرَّكَ عَلَيْهِنَّ، قَالُ الْجَعْدُ: فَالسَّنَةُ رُبَّمَا أَصَابَتْ بَنِي الْبَكَّاءِ وَلَا تُصِيبُهُمْ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ: [البحر الكامل] وَأَبِي الَّذِي مَسَحَ الرَّسُولُ بِرَأْسِهِ ... وَدَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَاتِ أَعْطَاهُ أَحْمَدُ إِذْ أَتَاهُ أَعْنُزًا ... عُفْرًا نَوَاجِلَ لَيْسَ بِاللِّجِبَاتِ يَمْلَآنِ وَفْدَ الْحَيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... وَيَعُودُ ذَاكَ الْمِلْءُ بِالْغَدَوَاتِ بُورِكْنَ مِنْ مَنْحٍ وَبُورِكَ مَانِحًا ... وَعَلَيْهِ مِنِّي مَا حَيِيتُ صَلَاتِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْفُجَيْعِ كِتَابًا: «مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِلْفُجَيْعِ وَمَنْ تَبِعَهُ وَأَسْلَمَ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَأَعْطَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَعْطَى مِنَ الْمَغَانِمِ [ص: 305] خُمُسَ اللَّهِ وَنَصَرَ النَّبِيَّ وَأَصْحَابَهُ، وَأَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِ وَفَارَقَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ» قَالَ هِشَامٌ: وَسَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ عَمْرٍو الْأَصَمَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَكَتَبَ لَهُ بِمَائِهِ الَّذِي أَسْلَمَ عَلَيْهِ ذِي الْقَصَّةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَصْحَابِ الظُّلَّةِ يَعْنِي الصُّفَّةَ، صُفَّةَ الْمَسْجِدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 وَفْدُ كِنَانَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الزُّهْرِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَعَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، فِي رِجَالٍ آخَرِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِيمَا ذَكَرُوا مِنْ وُفُودِ الْعَرَبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: وَفَدَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ فَصَلَّى مَعَهُ الصُّبْحَ، فَقَالَ لَهُ: «مَا أَنْتَ وَمَا جَاءَ بِكَ وَمَا حَاجَتُكَ؟» فَأَخْبَرَهُ عَنْ نَسَبِهِ، وَقَالَ: أَتَيْتُكَ لِأُومِنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ: «فَبَايِعْ عَلَى مَا أَحْبَبْتُ وَكَرِهْتُ» فَبَايَعَهُ وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ كَلِمَةً أَبَدًا وَسَمِعَتْ أُخْتُهُ كَلَامَهُ فَأَسْلَمَتْ وَجَهَّزَتْهُ، فَخَرَجَ رَاجِعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدَهُ قَدْ صَارَ إِلَى تَبُوكَ فَقَالَ: مَنْ يَحْمِلُنِي عَقِبَهُ وَلَهُ سَهْمِي؟ فَحَمَلَهُ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ حَتَّى لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ مَعَهُ تَبُوكَ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 عليه وسلم مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِرَ فَغَنِمَ فَجَاءَ بِسَهْمِهِ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ وَسَوَّغَهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا حَمَلْتُكَ لِلَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وَفْدُ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ وَفِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ أُهْبَانَ وَعُوَيْمِرُ بْنُ الْأَخْرَمِ وَحَبِيبُ وَرَبِيعَةُ ابْنَا مُلَّةَ وَمَعَهُمْ رَهْطٌ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ نَحْنُ أَهْلُ الْحَرَمِ وَسَاكِنُهُ وَأَعَزُّ مَنْ بِهِ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ قِتَالَكَ وَلَوْ قَاتَلْتَ غَيْرَ قُرَيْشٍ قَاتَلْنَا مَعَكَ، وَلَكِنَّا لَا نُقَاتِلُ قُرَيْشًا وَإِنَّا لَنُحِبُّكَ وَمَنْ أَنْتَ مِنْهُ، فَإِنْ أَصَبْتَ مِنَّا أَحَدًا خَطَأً فَعَلَيْكَ دِيَتُهُ، وَإِنْ أَصَبْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ فَعَلَيْنَا دِيَتُهُ، فَقَالَ: «نَعَمْ» فَأَسْلَمُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وَفْدُ أَشْجَعَ قَالُوا: وَقَدِمَتْ أَشْجَعُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْخَنْدَقِ وَهُمْ مِائَةٌ رَأْسُهُمْ مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ فَنَزَلُوا شِعْبَ سَلْعٍ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَمَرَ لَهُمْ بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ قَوْمِنَا أَقْرَبَ دَارًا مِنْكَ مِنَّا وَلَا أَقَلَّ عَدَدًا وَقَدْ ضِقْنَا بِحَرْبِكَ وَبِحَرْبِ قَوْمِكَ فَجِئْنَا نُوَادِعُكَ فَوَادَعَهُمْ وَيُقَالُ: بَلْ قَدِمَتْ أَشْجَعُ بَعْدَمَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَهُمْ سَبْعُمِائَةٍ فَوَادَعَهُمْ، ثُمَّ أَسْلَمُوا بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وَفْدُ بَاهِلَةَ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُطَرِّفُ بْنُ الْكَاهِنِ الْبَاهِلِيُّ بَعْدَ الْفَتْحِ وَافِدًا لِقَوْمِهِ فَأَسْلَمَ وَأَخَذَ لِقَوْمِهِ أَمَانًا وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَاتِ، ثُمَّ قَدِمَ نَهْشَلُ بْنُ مَالِكٍ الْوَائِلِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافِدًا لِقَوْمِهِ، فَأَسْلَمَ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ كِتَابًا فِيهِ شَرَائِعُ الْإِسْلَامِ وَكَتَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 وَفْدُ سُلَيْمٍ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: قَيْسُ بْنُ نُسَيْبَةَ فَسَمِعَ كَلَامَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَأَجَابَهُ وَوَعَى ذَلِكَ كُلَّهُ، وَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ تَرْجَمَةَ الرُّومِ وَهَيْمَنَةَ فَارِسَ وَأَشْعَارَ الْعَرَبِ وَكَهَانَةَ الْكَاهِنِ وَكَلَامَ مَقَاوِلِ حِمْيَرَ فَمَا يُشْبِهُ كَلَامُ مُحَمَّدٍ شَيْئًا مِنْ كَلَامِهِمْ فَأَطِيعُونِي وَخُذُوا بِنَصِيبِكُمْ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ خَرَجَتْ بَنُو سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقُوهُ بِقُدَيْدٍ وَهُمْ تِسْعُمِائَةٍ، وَيُقَالُ: كَانُوا أَلْفًا فِيهِمُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ رِعْلٍ وَرَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَأَسْلَمُوا، وَقَالُوا: اجْعَلْنَا فِي مُقَدِّمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِوَاءَنَا أَحْمَرَ، وَشِعَارَنَا مُقَدَّمًا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ، فَشَهِدُوا مَعَهُ الْفَتْحَ وَالطَّائِفَ، وَحُنَيْنًا، وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاشِدَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ رُهَاطًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 وَفِيهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ الرَّسُولِ، وَكَانَ رَاشِدٌ يُسْدِنُ صَنَمًا لِبَنِي سُلَيْمٍ فَرَأَى يَوْمًا ثَعْلَبَيْنِ يَبُولَانِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: [البحر الطويل] أَرَبٌّ يَبُولُ الثَّعْلَبَانِ بِرَأْسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَسَرَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: غَاوِي بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: «أَنْتَ رَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ» فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَشَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَيْرُ قُرًى عَرَبِيَّةٍ خَيْبَرُ، وَخَيْرُ بَنِي سُلَيْمٍ رَاشِدٌ» وَعَقَدَ لَهُ عَلَى قَوْمِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ بَنِي الشَّرِيدِ قَالَ: وَفَدَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: قِدْرُ بْنُ عَمَّارٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَسْلَمَ وَعَاهَدَهُ عَلَى أَنْ يَأْتِيَهُ بِأَلْفٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْخَيْلِ، وَأَنْشَدَ يَقُولُ: [البحر الطويل] شَدَدْتُ يَمِينِي إِذْ أَتَيْتُ مُحَمَّدًا بِخَيْرِ يَدٍ شُدَّتْ بِحُجْزَةِ مِئْزَرِ وَذَاكَ امْرُؤٌ قَاسَمْتُهُ نِصْفَ دِينِهِ وَأَعْطَيْتُهُ أَلْفَ امْرِئٍ غَيْرَ أَعْسَرِ ثُمَّ أَتَى إِلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ مَعَهُ تِسْعُمِائَةٍ وَخَلَّفَ فِي الْحَيِّ مِائَةً فَأَقْبَلَ بِهِمْ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَأَوْصَى إِلَى ثَلَاثَةِ رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ وَأَمَّرَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَإِلَى جَبَّارِ بْنِ الْحَكَمِ، وَهُوَ الْفَرَّارُ الشَّرِيدِيُّ، وَأَمَّرَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَإِلَى الْأَخْنَسِ بْنِ يَزِيدَ وَأَمَّرَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَقَالَ: ائْتُوا هَذَا الرَّجُلَ حَتَّى تَقْضُوا الْعَهْدَ الَّذِي فِي عُنُقِي، ثُمَّ مَاتَ فَمَضَوْا حَتَّى قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَيْنَ الرَّجُلُ الْحَسَنُ الْوَجْهِ الطَّوِيلُ اللِّسَانِ الصَّادِقُ الْإِيمَانِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعَاهُ اللَّهُ فَأَجَابَهُ وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ فَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 : «أَيْنَ تَكْمِلَةُ الْأَلْفِ الَّذِينَ عَاهَدَنِي عَلَيْهِمْ؟» قَالُوا: قَدْ خَلَّفَ مِائَةً بِالْحَيِّ مَخَافَةَ حَرْبٍ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ: «ابْعَثُوا إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيكُمْ فِي عَامِكُمْ هَذَا شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ» فَبَعَثُوا إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ بِالْهَدَّةِ وَهِيَ مِائَةٌ عَلَيْهَا الْمُنَقَّعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَمَلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا وَئِيدَ الْخَيْلِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُتِينَا، قَالَ: «لَا، بَلْ لَكُمْ لَا عَلَيْكُمْ هَذِهِ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ قَدْ جَاءَتْ» فَشَهِدُوا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا وَلِلْمُنَقَّعِ يَقُولُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْقَائِدُ: [البحر الكامل] الْقَائِدُ الْمِائَةَ الَّتِي وَفَّى بِهَا ... تِسْعَ الْمِئِينَ فَتَمَّ أَلْفٌ أَقْرَعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 وَفْدُ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ فِيهِمْ عَبْدُ عَوْفِ بْنُ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبَةَ بْنِ الْهُزَمِ مِنْ رُؤَيْبَةَ فَسَأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ» وَأَسْلَمَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ: [البحر الطويل] جَدِّي الَّذِي اخْتَارَتْ هَوَازِنُ كُلُّهَا ... إِلَى النَّبِيِّ عَبْدُ عَوْفٍ وَافِدَا ، وَمِنْهُمْ قَبِيصَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَمَلْتُ عَنْ قَوْمِي حَمَالَةً فَأَعِنِّي فِيهَا، قَالَ: «هِيَ لَكَ فِي الصَّدَقَاتِ إِذَا جَاءَتْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ كِلَابٍ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لِبَنِي عَامِرٍ قَالُوا: وَفَدَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَدِينَةَ تَوَجَّهَ إِلَى مَنْزِلِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ خَالَةُ زِيَادٍ أُمَّهُ غُرَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَابٌّ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَضِبَ فَرَجَعَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنُ أُخْتِي فَدَخَلَ إِلَيْهَا ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَمَعَهُ زِيَادٌ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَدْنَى زِيَادًا فَدَعَا لَهُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَدَرَهَا عَلَى طَرَفِ أَنْفِهِ فَكَانَتْ بَنُو هِلَالٍ تَقُولُ: مَا زِلْنَا نَتَعَرَّفُ الْبَرَكَةَ فِي وَجْهِ زِيَادٍ وَقَالَ الشَّاعِرُ لِعَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ: [البحر الكامل] يَا ابْنَ الَّذِي مَسَحَ النَّبِيُّ بِرَأْسِهِ ... وَدَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ أَعْنِي زِيَادًا لَا أُرِيدُ سِوَاءَهُ ... مِنْ غَائِرٍ أَوْ مُتْهِمٍ أَوْ مُنْجِدِ مَا زَالَ ذَاكَ النُّورُ فِي عِرْنِينِهِ ... حَتَّى تَبَوَّأَ بَيْتَهُ فِي الْمُلْحَدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 وَفْدُ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ قَالُوا: وَقَدِمَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَأَرْبَدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَامِرٌ: يَا مُحَمَّدُ مَا لِي إِنْ أَسْلَمْتُ؟ فَقَالَ: «لَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكَ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ» قَالَ: أَتَجْعَلُ لِي الْأَمْرَ مِنْ بَعْدَكِ؟ قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ لَكَ وَلَا لِقَوْمِكَ» قَالَ: أَفَتَجْعَلُ لِي الْوَبَرَ وَلَكَ الْمَدَرَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَجْعَلُ لَكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ» قَالَ: أَوَلَيْسَتْ لِي؟ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا وَرِجَالًا ثُمَّ وَلَّيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَكْفِنِيهُمَا، اللَّهُمَّ وَاهْدِ بَنِي عَامِرٍ وَأَغْنِ الْإِسْلَامَ عَنْ عَامِرٍ» ، يَعْنِي ابْنَ الطُّفَيْلِ فَسَلَّطَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى عَامِرٍ دَاءً فِي رَقَبَتِهِ فَانْدَلَعَ لِسَانُهُ فِي حَنْجَرَتِهِ كَضَرْعِ الشَّاةِ، فَمَالَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَلُولٍ، وَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ، وَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَى أَرْبَدَ صَاعِقَةً فَقَتَلَتْهُ، فَبَكَاهُ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْوَفْدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَبُو مُطَرِّفٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُنَا وَذُو الطَّوْلِ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «السَّيِّدُ اللَّهُ لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ رَبِيعَةَ وَابْنُهُ، وَكَانَ عُمَرُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «أَوْسِعْ لِعَلْقَمَةَ» فَأَوْسَعَ لَهُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ فَقَصَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ قُرْآنًا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ لَكَرِيمٌ وَقَدْ آمَنْتُ بِكَ وَبَايَعْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ أَخِي قَيْسٍ، وَأَسْلَمَ هَوْذَةُ وَابْنُهُ وَابْنُ أَخِيهِ وَبَايَعَ هَوْذَةُ عَلَى عِكْرِمَةَ أَيْضًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَبْدِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي عَامِرٍ وَكُنْتُ مَعَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدْنَاهُ بِالْأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: بَنُو عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: «مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكُمْ» وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ وَجَعَلَ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ مِنْ وَضُوئِهِ، فَجَعَلْنَا لَا نَأْلُوا أَنْ نَتَوَضَّأَ مِمَّا بَقِيَ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ أَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ حَضَرَتِ الْعَصْرُ فَقَامَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ فَجَعَلَ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 وَفْدُ ثَقِيفٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ: لَمْ يَحْضُرْ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَلَا غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ حِصَارَ الطَّائِفِ كَانَا بِجُرَشَ يَتَعَلَّمَانِ صَنْعَةَ الْعَرَّادَاتِ وَالْمَنْجَنِيقِ وَالدَّبَّابَاتِ، فَقَدِمَا وَقَدِ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الطَّائِفِ فَنَصَبَا الْمَنْجَنِيقَ وَالْعَرَّادَاتِ وَالدَّبَّابَاتِ وَأَعَدَّا لِلْقِتَالِ، ثُمَّ أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ عُرْوَةَ الْإِسْلَامَ وَغَيَّرَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ إِلَى قَوْمِهِ لِيَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ: «إِنَّهُمْ إِذًا قَاتِلُوكَ» قَالَ: لَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْكَارِ أَوْلَادِهِمْ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَاخْرُجْ» فَخَرَجَ فَسَارَ إِلَى الطَّائِفِ خَمْسًا فَقَدِمَ عِشَاءً فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَحَيُّوهُ بِتَحِيَّةِ الشِّرْكِ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَحِيَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ يَأْتَمِرُونَ بِهِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ أَوْفَى عَلَى غُرْفَةٍ لَهُ فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ فَخَرَجَتْ ثَقِيفٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ يُقَالُ لَهُ: أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ فَأَصَابَ أَكْحُلَهُ فَلَمْ يَرْقَأْ دَمُهُ، وَقَامَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَكِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ وَوُجُوهُ الْأَحْلَافِ فَلَبِسُوا السِّلَاحَ وَحَشَدُوا، فَلَمَّا رَأَى عُرْوَةُ ذَلِكَ قَالَ: قَدْ تَصَدَّقْتُ بِدَمِي عَلَى صَاحِبِهِ لِأُصْلِحَ بِذَاكَ بَيْنَكُمْ وَهِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا، وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيَّ وَقَالَ: ادْفُنُونِي مَعَ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرُهُ فَقَالَ: «مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يَاسِينَ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ» وَلَحِقَ أَبُو الْمَلِيحِ بْنُ عُرْوَةَ وَقَارَبُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا، وَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 : تَرَكْنَاهُ بِالطَّائِفِ فَقَالَ: «خَبِّرُوهُ أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ وَأَعْطَيْتَهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ» فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَكْفِيكَ ثَقِيفًا أَغِيرُ عَلَى سَرْحِهِمْ حَتَّى يَأْتُوكَ مُسْلِمَيْنِ فَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَالْقَبَائِلِ، فَكَانَ يُغِيرُ عَلَى سَرْحِ ثَقِيفٍ وَيُقَاتِلُهُمْ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ ثَقِيفٌ مَشَوْا إِلَى عَبْدِ يَالِيلَ وَاتَّمَرُوا بَيْنَهُمْ أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفَرًا مِنْهُمْ وَفْدًا، فَخَرَجَ عَبْدُ يَالِيلَ وَابْنَاهُ كِنَانَةُ وَرَبِيعَةُ وَشُرَحْبِيلُ بْنُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ مُعَتِّبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ وَنُمَيْرُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسَارُوا فِي سَبْعِينَ رَجُلًا وَهَؤُلَاءِ السِّتَّةُ رُؤَسَاؤُهُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانُوا جَمِيعًا بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَهُوَ أَثْبَتُ، قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنِّي لَفِي رِكَابِ الْمُسْلِمِينَ بِذِي حُرُضٍ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ تَلَقَّانِي يَسْتَخْبِرُنِي، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ أُبَشِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُدُومِهِمْ فَأَلْقَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِقُدُومِهِمْ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَا تَسْبِقْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَبَرِهِمْ فَدَخَلَ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسُرَّ بِمَقْدِمِهِمْ، وَنَزَلَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الْأَحْلَافِ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَأَكْرَمَهُمْ وَضَرَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِمَنْ كَانَ فِيهِمْ مِنْ بَنِي مَالِكٍ قُبَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِيهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَيَقِفُ عَلَيْهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ حَتَّى يُرَاوِحَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ وَيَشْكُو قُرَيْشًا وَيُذْكُرُ الْحَرْبَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ قَاضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ثَقِيفًا عَلَى قَضِيَّةٍ، وَعُلِّمُوا الْقُرْآنَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَاسْتَعْفَتْ ثَقِيفٌ مِنْ هَدْمِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى فَأَعْفَاهُمْ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَكُنْتُ أَنَا هَدَمْتُهَا، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 فَلَا أَعْلَمُ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ بَنِي أَبٍ وَلَا قَبِيلَةً كَانُوا أَصَحَّ إِسْلَامًا وَلَا أَبْعَدَ أَنْ يُوجَدَ فِيهِمْ غِشٌّ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ مِنْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 وُفُودُ رَبِيعَةَ عَبْدِ الْقَيْسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُمَّانَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ عِشْرُونَ رَجُلًا رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ وَفِيهِمُ الْجَارُودُ وَمُنْقِذُ بْنُ حَيَّانَ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ الْأَشَجِّ، وَكَانَ قُدُومُهُمْ عَامَ الْفَتْحِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: «مَرْحَبًا بِهِمْ نِعْمَ الْقَوْمُ عَبْدُ الْقَيْسِ» قَالَ: وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْأُفُقِ صَبِيحَةَ لَيْلَةَ قَدِمُوا، وَقَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ رَكْبٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يُكْرَهُوا عَلَى الْإِسْلَامِ قَدْ أَنْضُوا الرِّكَابَ وَأَفْنُوا الزَّادَ بِصَاحِبِهِمْ عَلَامَةٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْنِي لَا يَسْأَلُونِي مَالًا هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ» قَالَ: فَجَاءُوا فِي ثِيَابِهِمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ الْأَشَجُّ؟» قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يُسْتَسْقَى فِي مُسُوكِ الرِّجَالِ إِنَّمَا يُحْتَاجُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَصْغَرَيْهِ لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: «الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ» قَالَ: أَشَيْءٌ حَدَثَ أَمْ جُبِلْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «بَلْ جُبِلْتَ عَلَيْهِ» وَكَانَ الْجَارُودُ [ص: 315] نَصْرَانِيًّا فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَأَنْزَلَ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَأَجْرَى عَلَيْهِمْ ضِيَافَةً، وَأَقَامُوا عَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَشَجُّ يُسَائِلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْفِقْهِ وَالْقُرْآنِ وَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ وَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ الْأَشَجَّ فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجْهَ مُنْقِذِ بْنِ حَيَّانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 وَفْدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ بِإِسْنَادِهِ الْأَوَّلِ قَالُوا: وَقَدِمَ وَفْدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: هَلْ تَعْرِفُ قُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَيْسَ هُوَ مِنْكُمْ هَذَا رَجُلٌ مِنْ إِيَادٍ تَحَنَّفَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَوَافَى عُكَاظًا وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكَلَامِهِ الَّذِي حُفِظَ عَنْهُ» ، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْثَدٍ وَحَسَّانُ بْنُ حَوْطٍ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ حَسَّانَ: [البحر الرجز] أَنَا ابْنُ حَسَّانَ بْنِ حَوْطٍ وَأَبِي ... رَسُولُ بَكْرٍ كُلِّهَا إِلَى النَّبِيِّ قَالُوا: وَقَدِمَ مَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْوَدَ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَدُوسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ يَنْزِلُ الْيَمَامَةَ فَبَاعَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ مَالٍ بِالْيَمَامَةِ وَهَاجَرَ وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجِرَابٍ مِنْ تَمْرٍ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وَفْدُ تَغْلِبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِي تَغْلِبَ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا مُسْلِمِينَ وَنَصَارَى عَلَيْهِمْ صُلُبُ الذَّهَبِ فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَصَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّصَارَى عَلَى أَنْ يُقِرَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ عَلَى أَنْ لَا يُصْبِغُوا أَوْلَادَهُمْ فِي النَّصْرَانِيَّةِ، وَأَجَازَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وَفْدُ حَنِيفَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مَنْ سَمَّى مِنْ رِجَالِهِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ: رَحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ، وَسَلْمَى بْنُ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيُّ، وَطَلْقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ قَيْسٍ، وَحُمْرَانُ بْنُ جَابِرٍ مِنْ بَنِي شَمِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ سِنَانٍ، وَالْأَقْعَسُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَزَيْدُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو، وَمُسَيْلَمَةُ بْنُ حَبِيبٍ وَعَلَى الْوَفْدِ سَلْمَى بْنُ حَنْظَلَةَ فَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ ضِيَافَةٌ، فَكَانُوا يُؤْتَوْنَ بِغَدَاءٍ وَعَشَاءٍ مَرَّةً خُبْزًا وَلَحْمًا، وَمَرَّةً خُبْزًا وَلَبَنًا، وَمَرَّةً خُبْزًا وَسَمْنًا، وَمَرَّةً تَمْرًا نُثِرَ لَهُمْ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَشَهِدُوا شَهَادَةَ الْحَقِّ، وَخَلَّفُوا مُسَيْلِمَةَ فِي رِحْلِهِمْ، وَأَقَامُوا أَيَّامًا يَخْتَلِفُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 ، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَوَائِزِهِمْ: خَمْسُ أَوَاقٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا خَلَّفْنَا صَاحِبًا لَنَا فِي رِحَالِنَا يُبْصِرُهَا لَنَا، وَفِي رِكَابِنَا يَحْفَظُهَا عَلَيْنَا، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا أَمَرَ بِهِ لِأَصْحَابِهِ، وَقَالَ: " لَيْسَ بِشَرِّكُمْ مَكَانًا لِحِفْظِهِ رِكَابَكُمْ وَرِحَالَكُمْ، فَقِيلَ ذَلِكَ لمُسَيْلِمَةَ فَقَالَ: عَرَفَ أَنَّ الْأَمْرَ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِهِ وَرَجَعُوا إِلَى الْيَمَامَةِ وَأَعْطَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فِيهَا فَضْلُ طَهُورٍ، فَقَالَ: " إِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَأَنْضَحُوا مَكَانَهَا بِهَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوا مَكَانَهَا مَسْجِدًا، فَفَعَلُوا، وَصَارَتِ الْإِدَاوَةُ عِنْدَ الْأَقْعَسِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَصَارَ الْمُؤَذِّنُ طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَذَّنَ، فَسَمِعَهُ رَاهِبُ الْبَيْعَةِ، فَقَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ وَدَعْوَةُ حَقٍّ، وَهَرَبَ فَكَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ، وَادَّعَى مُسَيْلِمَةُ لَعَنَهُ اللَّهُ النُّبُوَّةَ، وَشَهِدَ لَهُ الرَّحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَشْرَكَهُ فِي الْأَمْرِ فَافْتَتَنَ النَّاسُ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 وَفْدُ شَيْبَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ، أَخُو بَنِي كَعْبٍ مِنْ بَلْعَنْبَرَ أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتَاهُ، صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ حَدَّثَتَاهُ عَنْ حَدِيثِ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ وَكَانَتَا رَبِيبَتَيْهَا، وَقَيْلَةُ جَدَّةُ أَبِيهِمَا أُمُّ أُمِّهِ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ حَبِيبِ بْنِ أَزْهَرَ أَخِي بَنِي جَنَابٍ وَأَنَّهَا وَلَدَتْ لَهُ النِّسَاءَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَانْتَزَعَ بَنَاتِهَا مِنْهَا عَمُّهُنَّ أَثْؤُبُ بْنُ أَزْهَرَ فَخَرَجَتْ تَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَبَكَتْ جُوَيْرِيَةُ مِنْهُنَّ حُدَيْبَاءُ وَكَانَتْ أَخَذَتْهَا الْفُرْصَةُ، عَلَيْهَا سُبَيِّجٌ مِنْ صُوفٍ، قَالَ: فَذَهَبَتْ بِهَا مَعَهَا فَبَيْنَا هُمَا تُرْتِكَانِ الْجَمَلَ إِذِ انْتَفَجَتِ الْأَرْنَبُ، فَقَالَتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 الْحُدَيْبَاءُ الْقَصْيَةُ: وَاللَّهِ لَا يَزَالُ كَعْبُكِ أَعْلَى مِنْ كَعْبِ أَثْؤُبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَبَدًا، ثُمَّ سَنَحَ الثَّعْلَبُ، فَسَمَّتْهُ بِاسْمٍ نَسِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ، ثُمَّ قَالَتْ فِيهِ مِثْلَ مَا قَالَتْ فِي الْأَرْنَبِ، فَبَيْنَمَا هُمَا تُرْتِكَانِ الْجَمَلَ إِذْ بَرَكَ الْجَمَلُ فَأَخَذْتُهُ رِعْدَةٌ، فَقَالَتِ الْحُدَيْبَاءُ: أَدْرَكَتْكِ وَالْأَمَانَةِ أَخْذَةُ أَثْؤُبِ فَقُلْتُ: وَاضْطُرِرْتُ إِلَيْهَا: وَيْحَكِ، فَمَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَتِ: اقْلِبِي ثِيَابَكِ ظُهُورَهَا لِبُطُونِهَا وَادَّحْرِجِي ظَهْرَكِ لِبَطْنِكِ، وَاقْلِبِي أَحْلَاسَ جَمَلِكِ، ثُمَّ خَلَعْتَ سُبَيِّجَهَا فَقَلَبَتْهُ، ثُمَّ ادَّحْرَجَتْ ظَهْرَهَا لِبَطْنِهَا، فَلَمَّا فَعَلْتُ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ انْتَفَضَ الْجَمَلُ، ثُمَّ قَامَ فَفَاجَ وَبَالَ، فَقَالَتْ: أَعِيدِي عَلَيْكِ أَدَاتَكِ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْنَا نُرْتِكُ، فَإِذَا أَثْؤُبُ يَسْعَى وَرَاءَنَا بِالسَّيْفِ صَلْتًا فَوَأَلْنَا إِلَى حِوَاءٍ ضَخْمٍ قَدْ أَرَاهُ حِينَ أَلْقَى الْجَمَلَ إِلَى رَوَاقِ الْبَيْتِ الْأَوْسَطِ جَمَلًا ذَلُولًا وَاقْتَحَمْتُ دَاخِلَهُ وَأَدْرَكَنِي بِالسَّيْفِ فَأَصَابَتْ ظُبَتُهُ طَائِفَةً مِنْ قُرُونِي، ثُمَّ قَالَ: أَلْقِي إِلَيَّ بِنْتَ أَخِي يَا دِفَارُ، فَرَمَيْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَهَا عَلَى مَنْكَبِهِ فَذَهَبَ بِهَا، وَكَانَتْ أَعْلَمَ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَخَرَجْتُ إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ أَبْتَغِي الصَّحَابَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهَا لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي تَحْسَبُنِي نَائِمَةً إِذْ جَاءَ زَوْجُهَا مِنَ السَّامِرِ، فَقَالَ: وَأَبِيكِ لَقَدْ وَجَدْتُ لِقَيْلَةَ صَاحِبَ صَدْقٍ، فَقَالَتْ أُخْتِي: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيُّ غَادِيًا، وَافِدَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَا صَبَاحٍ فَغَدَوْتُ إِلَى جَمَلِي، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَا فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَشَدْتُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَسَأَلْتُهُ الصُّحْبَةَ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ وَرِكَابُهُمْ مُنَاخَةٌ فَخَرَجْتُ مَعَهُ صَاحِبَ صِدْقٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، وَقَدْ أُقِيمَتْ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ وَالنُّجُومُ شَابِكَةٌ فِي السَّمَاءِ، وَالرِّجَالُ لَا تَكَادُ تَعَارَفُ مَعَ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَصَفَفْتُ مَعَ الرِّجَالِ، وَكُنْتُ امْرَأَةً حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، فَقَالَ لِي الرَّجُلُ الَّذِي يَلِينِي مِنَ الصَّفِّ: امْرَأَةٌ أَنْتِ أَمْ رَجُلٌ؟ فَقُلْتُ: لَا، بَلِ امْرَأَةٌ، فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ كِدْتِ تَفْتِنِينِي فَصَلِّي مَعَ النِّسَاءِ وَرَاءَكَ، وَإِذَا صَفٌّ مِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 نِسَاءٍ قَدْ حَدَثَ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ حِينَ دَخَلْتُ، فَكُنْتُ فِيهِنَّ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَنَوْتُ، فَجَعَلْتُ إِذَا رَأَيْتُ رَجُلًا ذَا رُوَاءٍ وَذَا قِشْرٍ، طَمَحَ إِلَيْهِ بَصَرِي لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوْقَ النَّاسِ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ وَقَدِ ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» وَعَلَيْهِ تَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَسْمَالٌ مُلَبَّبَتَيْنِ كَانَتَا بِزَعْفَرَانٍ فَقَدْ نُفِّضَتَا وَمَعَهُ عَسِيبُ نَخْلَةٍ مَقْشُورٌ غَيْرُ خَوْصَتَيْنِ مِنْ أَعْلَاهُ وَهُوَ قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَخَشِّعًا فِي الْجَلْسَةِ أَرْعَدْتُ مِنَ الْفَرَقِ، فَقَالَ جَلِيسُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْعَدَتِ الْمِسْكِينَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ وَأَنَا عِنْدَ ظَهْرِهِ: «يَا مِسْكِينَةُ عَلَيْكِ السَّكِينَةُ» فَلَمَّا قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ أُدْخِلَ قَلْبِي مِنَ الرُّعْبِ، وَتَقَدَّمَ صَاحِبِي أَوَّلَ رَجُلٍ فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ عَلَيْهِ وَعَلَى قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ بِالدَّهْنَاءِ لَا يُجَاوِزُهَا إِلَيْنَا مِنْهُمْ إِلَّا مُسَافِرٌ أَوْ مُجَاوِرٌ، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ اكْتُبْ لَهُ بِالدَّهْنَاءِ» فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَمَرَ لَهُ بِأَنْ يَكْتُبَ لَهُ بِهَا شُخِصَ بِي وَهِيَ وَطَنِي وَدَارِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْكَ السَّوِيَّةَ مِنَ الْأَرْضِ إِذْ سَأَلَكَ إِنَّمَا هَذِهِ الدَّهْنَاءُ عِنْدَكَ مُقَيَّدُ الْجَمَلِ وَمَرْعَى الْغَنَمِ وَنِسَاءُ تَمِيمٍ وَأَبْنَاؤُهَا وَرَاءَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَمْسِكْ يَا غُلَامُ، صَدَقَتِ الْمِسْكِينَةُ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ» فَلَمَّا رَأَى حُرَيْثٌ أَنْ قَدْ حِيلَ دُونَ كِتَابِهِ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَقَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَنْتِ كَمَا قِيلَ: حَتْفَهَا تَحْمِلُ ضَأْنٌ بِأَظْلَافِهَا فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَدَلِيلًا فِي الظَّلْمَاءِ، جَوَّادًا بِذِي الرَّحْلِ، عَفِيفًا عَنِ الرَّفِيقَةِ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَكِنْ لَا تَلُمْنِي عَلَى حَظِّي إِذْ سَأَلْتَ حَظَّكَ فَقَالَ: وَمَا حَظُّكِ فِي الدَّهْنَاءِ لَا أَبَا لَكِ، فَقُلْتُ: مُقَيَّدُ جَمَلِي تَسْأَلُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 لِجَمَلِ امْرَأَتِكَ، فَقَالَ: لَا جَرَمَ إِنِّي أُشْهِدُ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي لَكِ أَخٌ مَا حَيِيتُ إِذْ أَثْنَيْتِ هَذَا عَلَيَّ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِذْ بَدَأْتُهَا فَلَنْ أُضَيِّعَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُلَامُ ابْنُ ذِهِ أَنْ يَفْصِلَ الْخُطَّةَ وَيَنْتَصِرَ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَزَةِ» فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ كُنْتُ وَلَدَتْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَازِمًا فَقَاتَلَ مَعَكَ يَوْمَ الرَّبَذَةِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُمِيرُنِي مِنْ خَيْبَرَ فَأَصَابَتْهُ حُمَّاهَا وَتَرَكَ عَلَيَّ النِّسَاءَ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تَكُونِي مِسْكِينَةً لَجَرَرْنَاكِ الْيَوْمَ عَلَى وَجْهِكِ، أَوْ لَجُرِرْتِ عَلَى وَجْهِكِ شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ أَيُغْلَبُ أُحَيْدُكُمْ أَنْ يُصَاحِبَ صُوَيْحِبَهُ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، فَإِذَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْهُ اسْتَرْجَعَ» ثُمَّ قَالَ: «رَبِّ أَنِسْنِي مَا أَمْضَيْتَ وَأَعِنِّي عَلَى مَا أَبْقَيْتَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ أُحَيْدَكُمْ لَيَبْكِي فَيَسْتَعْبِرُ إِلَيْهِ صُوَيْحِبُهُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ لَا تُعَذِّبُوا إِخْوَانَكُمْ، وَكَتَبَ لَهَا فِي قِطْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ أَحْمَرَ لِقَيْلَةَ وَلِلنِّسْوَةِ بَنَاتِ قَيْلَةَ أَنْ لَا يُظْلَمْنَ حَقًّا وَلَا يُكْرَهْنَ عَلَى مُنْكِحٍ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٍ لَهُنَّ نُصَيْرٌ أَحْسِنَّ وَلَا تُسِئْنَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ عَاصِمٍ - وَكَانَ جَدِّي أَبَا أُمِّي - عَنْ حَدِيثِ حَرْمَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ الْكَعْبِيِّ مِنْ كَعْبِ بَلْعَنْبَرَ قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ، صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ - وَكَانَ جَدُّهُمَا حَرْمَلَةَ -: أَنَّ حَرْمَلَةَ خَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى عَرَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ ارْتَحَلَ قَالَ: فَلُمْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَذْهَبُ حَتَّى أَزْدَادَ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي أَعْمَلُ؟ فَقَالَ: «يَا حَرْمَلَةُ ائْتِ الْمَعْرُوفَ وَاجْتَنِبِ الْمُنْكَرَ» وَانْصَرَفْتُ حَتَّى أَتَيْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 أَعْمَلُ، فَقَالَ: «يَا حَرْمَلَةُ، ائْتِ الْمَعْرُوفَ، وَاجْتَنِبِ الْمُنْكَرَ، وَانْظُرِ الَّذِي تُحِبُّ أُذُنُكَ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ الْقَوْمِ أَنْ يَقُولُوهُ لَكَ فَأْتِهِ، وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَقُولُوهُ لَكَ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَاجْتَنِبْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 وِفَادَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ - وَفْدُ طَيِّئٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ، وَكَانَ يَتِيمَ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَادَةُ الطَّائِيُّ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ طَيِّئٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، رَأْسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ زَيْدُ الْخَيْرِ وَهُوَ زَيْدُ الْخَيْلِ بْنُ مُهَلْهِلٍ مِنْ بَنِي نَبْهَانَ، وَفِيهِمْ وَزَرُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَدُوسِ بْنِ أَصْمَعَ النَّبْهَانِيُّ وَقَبِيصَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ جَرْمِ طَيِّئٍ وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَيْبَرِيٍّ مِنْ بَنِي مَعْنٍ وَقُعَيْنُ بْنُ خُلَيْفِ بْنِ جَدِيلَةَ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي بَوْلَانَ فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَعَقَدُوا رَوَاحِلَهُمْ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلُوا فَدَنَوْا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا وَجَازَهُمْ بِخَمْسِ أَوَاقٍ فِضَّةٍ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَأَعْطَى زَيْدَ الْخَيْلِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا ذُكِرَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا رَأَيْتُهُ دُونَ مَا ذُكِرَ لِي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ كُلَّ مَا فِيهِ» وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ الْخَيْرِ وَقَطَعَ لَهُ فَيْدَ وَأَرْضِينَ فَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا وَرَجَعَ مَعَ قَوْمِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: الْفَرْدَةُ مَاتَ هُنَاكَ فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى [ص: 322] كُلِّ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَتَبَ لَهُ بِهِ فَخَرَّقَتْهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْفُلْسِ صَنَمِ طَيِّئٍ يَهْدِمُهُ وَيَشِنُّ الْغَارَاتِ، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ فَرَسٍ فَأَغَارَ عَلَى حَاضِرِ آلِ حَاتِمٍ فَأَصَابُوا ابْنَةَ حَاتِمٍ فَقَدِمَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبَايَا مِنْ طَيِّئٍ، وَفِي حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِمْ وَسَبَى ابْنَةَ حَاتِمٍ مِنْ خَيْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ قَالَ: وَهَرَبَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مِنْ خَيْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى لَحِقَ بِالشَّامِ وَكَانَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ، وَكَانَ يَسِيرُ فِي قَوْمِهِ بِالْمِرْبَاعِ وَجُعِلَتِ ابْنَةُ حَاتِمٍ فِي حَظِيرَةٍ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً جَزْلَةً فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: هَلَكَ الْوَالِدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ: «مَنْ وَافِدُكِ؟» قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَقَالَ: «الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ» وَقَدِمَ وَفْدٌ مِنْ قُضَاعَةَ مِنَ الشَّامِ قَالَتْ: فَكَسَانِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَعْطَانِي نَفَقَةً وَحَمَلَنِي وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ عَلَى عَدِيٍّ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: الْقَاطِعُ الظَّالِمُ احْتَمَلْتَ بِأَهْلِكِ وَوَلَدِكَ وَتَرَكْتَ بَقِيَّةَ وَالِدِكَ فَأَقَامَتْ عِنْدَهُ أَيَّامًا، وَقَالَتْ لَهُ: أَرَى أَنْ تَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ عَدِيٌّ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ؟» قَالَ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً مَحْشُوَّةً بِلِيفٍ، وَقَالَ: «اجْلِسْ عَلَيْهَا» فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْأَرْضِ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ عَدِيٌّ وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى صَدَقَاتِ قَوْمِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ الطَّائِيُّ، مِنْ بَنِي مَعْنٍ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الْمُسَبِّحِ بْنِ كَعْبِ [ص: 323] بْنِ عَمْرِو بْنِ عَصْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَوْبِ بْنِ مَعْنٍ الطَّائِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّيْدِ، فَقَالَ: «كُلْ مَا أَصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ» وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حَجَرِ وَكَانَ أَرْمَى الْعَرَبِ: [البحر الرمل] رُبَّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلٍ ... مُخْرِجٍ كَفَّيْهِ مِنْ سُتُرِهْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 وَفْدُ تُجِيبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ تُجِيبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَسَاقُوا مَعَهُمْ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمُ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِمْ، وَقَالَ: " مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَكْرَمَ مَنْزِلَهُمْ وَحَبَاهُمْ، وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُحْسِنَ ضِيَافَتَهُمْ وَجَوَائِزَهُمْ وَأَعْطَاهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يُجِيزُ بِهِ الْوَفْدَ، وَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟» قَالُوا: غُلَامٌ خَلَّفْنَاهُ عَلَى رِحَالِنَا وَهُوَ أَحْدَثُنَا سِنًّا، قَالَ: «أَرْسِلُوهُ إِلَيْنَا» فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي أَبْنَاءِ الرَّهْطِ الَّذِينَ أَتَوْكَ آنِفًا فَقَضَيْتُ حَوَائِجَهُمْ فَاقْضِ حَاجَتِي، قَالَ: «وَمَا حَاجَتُكَ؟» قَالَ: تَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَيَرْحَمَنِي وَيَجْعَلَ غِنَايَ فِي قَلْبِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاجْعَلْ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ» ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَمَرَ بِهِ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْطَلَقُوا رَاجِعِينَ إِلَى أَهْلِيهِمْ، ثُمَّ وَافَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَوْسِمِ بِمِنًى سِتَّةَ عَشَرَ فَسَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْغُلَامِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ أَقْنَعَ مِنْهُ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ نَمُوتَ جَمِيعًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 وَفْدُ خَوْلَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ خَوْلَانَ وَهُمْ عَشَرَةُ نَفَرٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عَشْرٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ مُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَمُصَدِّقُونَ بِرَسُولِهِ، وَنَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا وَقَدْ ضَرَبْنَا إِلَيْكَ الْإِبِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلَ عَمُّ أَنَسٍ؟» صَنَمٌ لَهُمْ، قَالُوا: بِشَرٍّ وَعْرٍ أَبْدَلَنَا اللَّهُ بِهِ مَا جِئْتَ بِهِ وَلَوْ قَدْ رَجَعْنَا إِلَيْهِ هَدَمْنَاهُ وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِهَا، وَأَمَرَ مَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ، وَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَأَمَرَ بِضِيَافَةٍ فَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ جَاءُوا بَعْدَ أَيَّامٍ يُوَدِّعُونَهُ فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ، وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَلَمْ يَحِلُّوا عُقْدَةً حَتَّى هَدَمُوا عَمَّ أَنَسٍ، وَحَرَّمُوا مَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَحَلُّوا مَا أَحَلَّ لَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 وَفْدُ جُعْفِيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ قَيْسٍ الْجُعْفِيِّ قَالَا: كَانَتْ جُعْفِيُّ يُحَرِّمُونَ الْقَلْبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَوَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَانِ مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ مِنْ بَنِي مُرَّانَ بْنِ جُعْفِيٍّ وَسَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمُجَمِّعِ وَهُمَا أَخَوَانِ لِأُمٍّ وَأُمُّهُمَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ فَأَسْلَمَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلَغَنِي أَنَّكُمْ لَا تَأْكُلُونَ الْقَلْبَ» قَالَا: نَعَمْ قَالَ: «فَإِنَّهُ لَا يَكْمُلُ إِسْلَامُكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 إِلَّا بِأَكْلِهِ» ، وَدَعَا لَهُمَا بِقَلْبٍ فَشُوِيَ ثُمَّ نَاوَلَهُ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ فَلَمَّا أَخَذَهُ أُرْعِدَتْ يَدُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلْهُ» ، فَأَكَلَهُ وَقَالَ: [البحر الوافر] عَلَى أَنِّي أَكَلْتُ الْقَلْبَ كَرْهًا ... وَتَرْعَدُ حِينَ مَسَّتْهُ بَنَانِي قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ كِتَابًا نُسْخَتُهُ: «كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ أَنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى مُرَّانَ وَمَوَالِيهَا وَحَرِيمٍ وَمَوَالِيهَا وَالْكِلَابِ وَمَوَالِيهَا مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَصَدَّقَ مَالَهُ وَصَفَّاهُ» قَالَ: الْكِلَابُ: أَوْدٌ وَزُبَيْدٌ وَجُزْءُ بْنُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ وَزَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ وَعَائِذُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ وَبَنُو صَلَاءَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ بِنْتِ الْحُلْوِ كَانَتْ تَفُكُّ الْعَانِيَ وَتُطْعِمُ الْبَائِسَ وَتَرْحَمُ الْمِسْكِينَ وَإِنَّهَا مَاتَتْ وَقَدْ وَأَدَتْ بُنَيَّةً لَهَا صَغِيرَةً فَمَا حَالُهَا؟ قَالَ: «الْوَائِدَةُ وَالْمَوْؤُدَةُ فِي النَّارِ» ، فَقَامَا مُغْضَبَيْنِ فَقَالَ: «إِلَيَّ فَارْجِعَا» ، فَقَالَ: «وَأُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا» . فَأَبَيَا وَمَضَيَا وَهُمَا يَقُولَانِ: وَاللَّهِ إِنَّ رَجُلًا أَطْعَمَنَا الْقَلْبَ وَزَعَمَ أَنَّ أُمَّنَا فِي النَّارِ لَأَهْلٌ أَنْ لَا يُتَّبَعَ وَذَهَبَا فَلَمَّا كَانَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَأَوْثَقَاهُ وَطَرَدَا الْإِبِلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَعَنَهُمَا فِيمَنْ كَانَ يَلْعَنُ فِي قَوْلِهِ: «لَعَنِ اللَّهُ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَلِحْيَانَ وَابْنِي مُلَيْكَةَ مِنْ حَرِيمٍ وَمُرَّانَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: وَفَدَ أَبُو سَبْرَةَ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ مُرَّانَ بْنِ جُعْفِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنَاهُ سَبْرَةُ وَعَزِيزٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله [ص: 326] عليه وسلم لِعَزِيزٍ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: عَزِيزٌ قَالَ: «لَا عَزِيزَ إِلَّا اللَّهُ أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» فَأَسْلَمُوا وَقَالَ لَهُ أَبُو سَبْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِظَهْرِ كَفِّي سِلْعَةٌ قَدْ مَنَعْتَنِي مِنْ خِطَامِ رَاحِلَتِي، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِهِ عَلَى السِّلْعَةِ وَيَمْسَحُهَا فَذَهَبَتْ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِابْنَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْطِعْنِي وَادِيَ قَوْمِي بِالْيَمَنِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: حُرْدَانُ فَفَعَلَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وَفْدُ صُدَاءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَلْمُصْطَلِقَ عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ بَعَثَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنَ عُبَادَةَ إِلَى نَاحِيَةِ الْيَمَنِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَطَأَ صُدَاءَ فَعَسْكَرَ بِنَاحِيَةِ قَنَاةَ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ صُدَاءَ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ الْبَعْثِ فَأُخْبِرَ بِهِمْ، فَخَرَجَ سَرِيعًا حَتَّى وَرَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: جِئْتُكَ وَافِدًا عَلَى مَنْ وَرَائِي فَارْدُدِ الْجَيْشَ وَأَنَا لَكَ بِقَوْمِي، فَرَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَفَشَا فِيهِمُ الْإِسْلَامُ فَوَافَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِائَةُ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ [ص: 327] عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَبْعَثُ إِلَى قَوْمِي جَيْشًا فَارْدُدِ الْجَيْشَ وَأَنَا لَكَ بِقَوْمِي فَرَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَقَدِمَ قَوْمِي عَلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمَكِ» قَالَ: قُلْتُ: بَلْ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ أَنْ يُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ لِيُقِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 وَفْدُ مُرَادٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ وَافِدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ وَمُتَابِعًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعَهُ، وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَحَمَلَهُ عَلَى بَعِيرٍ نَجِيبٍ وَأَعْطَاهُ حُلَّةً مِنْ نَسْجِ عُمَانَ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى مُرَادٍ وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ وَبَعَثَ مَعَهُ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى الصَّدَقَةِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 وَفْدُ زُبَيْدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ عُمَرُ بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ مِنْ زُبَيْدٍ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبَحْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ، وَأَقَامَ أَيَّامًا ثُمَّ أَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَائِزَةٍ وَانْصَرَفَ إِلَى بِلَادِهِ، وَأَقَامَ مَعَ قَوْمِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَدَّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَبْلَى يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَغَيْرِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 وَفْدُ كِنْدَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَضْعَةَ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ كِنْدَةَ فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَهُ قَدْ رَجَّلُوا جُمَمَهُمْ وَاكْتَحَلُوا، وَعَلَيْهِمْ جِبَابُ الْحِبَرَةِ قَدْ كَفُّوهَا بِالْحَرِيرِ، وَعَلَيْهِمُ الدِّيبَاجُ ظَاهِرٌ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ، وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَمْ تُسْلِمُوا؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَمَا بَالُ هَذَا عَلَيْكُمْ؟» فَأَلْقُوهُ، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ، وَأَعْطَى الْأَشْعَثَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 وَفْدُ الصَّدِفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّدَفِيِّ، عَنْ آبَائِهِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَلَى قَلَائِصَ لَهُمْ فِي أُزُرٍ وَأَرْدِيَةٍ فَصَادَفُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيمَا بَيْنَ بَيْتِهِ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ فَجَلَسُوا وَلَمْ يُسَلِّمُوا فَقَالَ: «مُسْلِمُونَ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلَّا سَلَّمْتُمْ، فَقَامُوا قِيَامًا، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ: «وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ اجْلِسُوا» فَجَلَسُوا وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ فَأَخْبَرَهُمْ بِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 وَفْدُ خُشَيْنٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى خَيْبَرَ فَأَسْلَمَ وَخَرَجَ مَعَهُ فَشَهِدَ خَيْبَرَ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ خُشَيْنٍ فَنَزَلُوا عَلَى أَبِي ثَعْلَبَةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 وَفْدُ سَعْدِ هُذَيْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ [ص: 330] قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافِدًا فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي فَنَزَلْنَا نَاحِيَةً مِنَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجْنَا نَؤُمُّ الْمَسْجِدَ، فَنَجِدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: مِنْ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمٍ فَأَسْلَمْنَا وَبَايَعْنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا إِلَى رِحَالِنَا فَأَمَرَ بِنَا فَأُنْزِلْنَا وَضُيِّفْنَا فَأَقَمْنَا ثَلَاثًا ثُمَّ جِئْنَاهُ نُوَدِّعُهُ، فَقَالَ: «أَمِّرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدَكُمْ» وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَازَنَا بِأَوَاقٍ مِنْ فِضَّةٍ وَرَجَعْنَا إِلَى قَوْمِنَا فَرَزَقَهُمُ اللَّهُ الْإِسْلَامَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 وَفْدُ بَلِيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَلَوِيِّ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ قَوْمِي فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ فَأَنْزَلْتُهُمْ فِي مَنْزِلِي بِبَنِي جَدِيلَةَ، ثُمَّ خَرَّجْتُهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي بَيْتِهِ فِي الْغَدَاةِ فَقَدِمَ شَيْخُ الْوَفْدِ أَبُو الضِّبَابِ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ وَأَسْلَمَ الْقَوْمُ وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الضِّيَافَةِ وَعَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ فَأَجَابَهُمْ ثُمَّ رَجَعْتُ بِهِمْ إِلَى مَنْزِلِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِي بِحِمْلِ تَمْرٍ يَقُولُ: «اسْتَعِنْ بِهَذَا التَّمْرِ» قَالَ: فَكَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ فَأَقَامُوا ثَلَاثًا ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُوَدِّعُونَهُ فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ كَمَا كَانَ يُجِيزُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 وَفْدُ بَهْرَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا، كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي، ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ بَهْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ وَهُمْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَقْبَلُوا يَقُودُونَ رَوَاحِلَهُمْ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو بِبَنِي جَدِيلَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الْمِقْدَادُ فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَأَنْزَلَهُمْ فِي مَنْزِلٍ مِنَ الدَّارِ وَأَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَأَقَامُوا أَيَّامًا، ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُوَدِّعُونَهُ فَأَمَرَ بِجَوَائِزِهِمْ، وَانْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 وَفْدُ عُذْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ آبَائِي قَالُوا: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَفْدُنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فِيهِمْ حَمْزَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعُذْرِيُّ، وَسُلَيْمٌ وَسَعْدٌ ابْنَا مَالِكٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَبِي رِيَاحٍ، فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ النَّجَّارِيَّةِ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا بِسَلَامِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالُوا: نَحْنُ إِخْوَةُ قُصَيٍّ لِأُمِّهِ، وَنَحْنُ الَّذِينَ أَزَاحُوا خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ عَنْ مَكَّةَ، وَلَنَا قَرَابَاتٌ وَأَرْحَامٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا، مَا أَعْرَفَنِي بِكُمْ، مَا مَنَعَكُمْ مِنْ تَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ؟» قَالُوا: قَدِمْنَا مُرْتَادِينَ لِقَوْمِنَا، وَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ، فَأَجَابَهُمْ فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 وَأَسْلَمُوا وَأَقَامُوا أَيَّامًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ، وَكَسَا أَحَدَهُمْ بُرْدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرْقِيُّ بْنُ الْقُطَّامِيِّ، عَنْ مُدْلِجِ بْنِ الْمِقْدَادِ بْنِ زَمِلٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ أَبُو زُفَرَ الْكَلْبِيُّ قَالَا: وَفَدَ زَمِلُ بْنُ عَمْرٍو الْعُذْرِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَا سَمِعَ مِنْ صَنَمِهِمْ، فَقَالَ: «ذَلِكَ مُؤْمِنٌ مِنَ الْجِنِّ» فَأَسْلَمَ وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً عَلَى قَوْمِهِ، فَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ شَهِدَ بِهِ الْمَرْجَ فَقُتِلَ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ حِينَ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الطويل] إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَصَّهَا ... أُكَلِّفُهَا حُزْنًا وَقَوْزًا مِنَ الرَّمَلِ لِأَنْصُرَ خَيْرَ النَّاسِ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ... وَأَعْقِدَ حَبْلًا مِنْ حِبَالِكَ فِي حَبْلِي وَأَشْهَدَ أَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... أَدِينُ لَهُ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِي نَعْلِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 وَفْدُ سَلَامَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي: أَنَّ حَبِيبَ بْنَ عَمْرٍو السَّلَامَانِيَّ، كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَدِمْنَا وَفْدَ سَلَامَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ سَبْعَةٌ فَصَادَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى جَنَازَةٍ دُعِيَ إِلَيْهَا فَقُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكُمْ، مَنْ أَنْتُمْ؟» قُلْنَا: نَحْنُ مِنْ سَلَامَانَ قَدِمْنَا لِنُبَايِعَكَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَنَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا فَالْتَفَتَ إِلَى ثَوْبَانَ غُلَامِهِ، فَقَالَ: «أَنْزِلْ هَؤُلَاءِ الْوَفْدَ حَيْثُ يَنْزِلُ الْوَفْدُ» فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ جَلَسَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَبَيْتِهِ فَتَقَدَّمْنَا [ص: 333] إِلَيْهِ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَمْرِ الصَّلَاةِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَعَنِ الرُّقَى وَأَسْلَمْنَا وَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا خَمْسَ أَوَاقٍ وَرَجَعْنَا إِلَى بِلَادِنَا، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 وَفْدُ جُهَيْنَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَفَدَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ بَدْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْجُهَنِيُّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ وَمَعَهُ أَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو رَوْعَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لعَبْدِ الْعُزَّى: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ وَلِأَبِي رَوْعَةَ أَنْتَ رَعْتَ الْعَدُوَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» وَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: بَنُو غَيَّانَ قَالَ: «أَنْتُمْ بَنُو رَشْدَانَ» وَكَانَ اسْمُ وَادِيهِمْ غَوًى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رُشْدًا وَقَالَ لِجَبَلَيْ جُهَيْنَةَ الْأَشْعَرِ وَالْأَجْرَدِ: «هُمَا مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ لَا تَطَؤُهُمَا فِتْنَةٌ» وَأَعْطَى اللِّوَاءَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَدْرِ وَخَطَّ لَهُمْ مَسْجِدَهُمْ وَهُوَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ خُطَّ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ مِنْ بَنِي دَهْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ: كَانَ لَنَا صَنَمٌ وَكُنَّا نُعَظِّمُهُ وَكُنْتُ سَادِنَهُ فَلَمَّا سَمِعْتُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَسَرْتُهُ وَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَآمَنْتُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ فَذَلِكَ حِينَ أَقُولُ: [البحر الطويل] شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَإِنَّنِي ... لِآلِهَةِ الْأَحْجَارِ أَوَّلُ تَارِكِ وَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقِي الْإِزَارَ مُهَاجِرًا ... إِلَيْكَ أَجْوَبُ الْوَعْثَ بَعْدَ الدَّكَادِكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 لِأَصْحُبَ خَيْرَ النَّاسِ نَفْسًا وَوَالِدًا ... رَسُولَ مَلِيكِ النَّاسِ فَوْقَ الْحَبَائِكِ قَالَ: ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَجَابُوهُ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا رَدَّ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَدَعَا عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فَسَقَطَ فُوهُ فَمَا كَانَ يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ وَعَمِيَ وَاحْتَاجَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 وَفْدُ كَلْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَمِّهِ، عُمَارَةَ بْنِ جُزْءٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَاوِيَّةَ مِنْ كَلْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو لَيْلَى بْنُ عَطِيَّةَ الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَا: قَالَ عَبْدُ عَمْرِو بْنُ جَبَلَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ الْجُلَاحِ الْكَلْبِيُّ: شَخَصْتُ أَنَا وَعَاصِمٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَقَاشٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا وَقَالَ: «أَنَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ الصَّادِقُ الزَّكِيُّ وَالْوَيْلُ كُلَّ الْوَيْلِ لِمَنْ كَذَّبَنِي وَتَوَلَّى عَنِّي وَقَاتَلَنِي وَالْخَيْرُ كُلَّ الْخَيْرِ لِمَنْ آوَانِي وَنَصَرَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَّقَ قُولِي وَجَاهَدَ مَعِي» , قَالَا: فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِكَ وَنُصَدِّقُ قَوْلَكَ فَأَسْلَمْنَا وَأَنْشَأَ عَبْدُ عَمْرٍو يَقُولُ: [البحر الطويل] أَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى ... وَأَصْبَحْتُ بَعْدَ الْجَحْدِ بِاللَّهِ أَوْجَرَا وَوَدَّعْتُ لَذَّاتِ الْقِدَاحِ وَقَدْ أُرَى ... بِهَا سَدِكًا عُمْرِي وَلِلَّهْوِ أَصْوُرَا وَآمَنْتُ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ مَكَانُهُ ... وَأَصْبَحْتُ لِلْأَوْثَانِ مَا عِشْتُ مُنْكِرَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي صَالِحٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: وَفَدَ حَارِثَةُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زَائِرِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ الْكَلْبِيُّ وَحَمَلُ بْنُ سَعْدَانَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مُغَفَّلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا، فَعَقَدَ لِحَمَلِ بْنِ سَعْدَانَةَ لِوَاءً فَشَهِدَ بِذَلِكَ اللِّوَاءَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَكَتَبَ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَنٍ كِتَابًا فِيهِ: " هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَمَا يَلِيهَا مِنْ طَوَائِفِ كَلْبٍ مَعَ حَارِثَةَ بْنِ قَطَنٍ لَنَا الضَّاحِيَةُ مِنَ الْبَعْلِ وَلَكُمُ الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ، عَلَى الْجَارِيَةِ الْعُشْرُ، وَعَلَى الْغَائِرَةِ نِصْفُ الْعُشْرُ، لَا تُجْمَعُ سَارِحَتُكُمْ، وَلَا تُعْدَلُ فَارِدَتُكُمْ، تُقِيمُونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ بِحَقِّهَا لَا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النَّبَاتُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ عُشْرُ الْبَتَاتِ لَكُمْ بِذَلِكَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ، وَلَنَا عَلَيْكُمُ النُّصْحُ وَالْوَفَاءُ وَذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهُ، شَهِدَ اللَّهُ وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وَفْدُ جَرْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مُرَّةَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَانِ مِنَّا يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: الْأَصْقَعُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ صُرَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ الْهُونِ بْنِ أَعْجَبَ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ جُرْمِ بْنِ رَيَّانَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَالْآخَرُ هَوْذَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيْدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِيَاحٍ فَأَسْلَمَا وَكَتَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا قَالَ: فَأَنْشَدَنِي بَعْضُ الْجَرْمِيِّينَ شِعْرًا قَالَهُ عَامِرُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ يَعْنِي الْأَصْقَعَ: [البحر الوافر] وَكَانَ أَبُو شُرَيْحٍ الْخَيِّرُ عَمِّي ... فَتَى الْفِتْيَانِ حَمَّالَ الْغَرَامَهْ عَمِيدَ الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ إِذَا مَا ... ذَوُو الْآكَالِ سَامُونَا ظُلَامَهْ وَسَابَقَ قَوْمَهُ لَمَّا دَعَاهُمْ ... إِلَى الْإِسْلَامِ أَحْمَدُ مِنْ تِهَامَهْ [ص: 336] فَلَبَّاهُ وَكَانَ لَهُ ظَهِيرًا ... فَرَفَّلَهُ عَلَى حَيَّيْ قُدَامَهْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْجَرْمِيُّ: أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ وَفَدُوا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَقَضُوا حَوَائِجَهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: مَنْ يُصَلِّي بِنَا أَوْ لَنَا؟ فَقَالَ: «لِيُصَلِّ بِكُمْ أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ» قَالَ: فَجَاءُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَسَأَلُوا فِيهِمْ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِمْ أَحَدًا أَكْثَرَ أَخْذًا أَوْ جَمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ أَوْ أَخَذْتُ قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ، فَقَدَّمُونِي فَصَلَّيْتُ بِهِمْ فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا وَأَنَا إِمَامُهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا قَالَ يَزِيدُ: قَالَ مِسْعَرٌ: وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ وَيَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِهِمْ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَبُو زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: كُنَّا بِحَضْرَةِ مَاءٍ، مَمَرُّ النَّاسِ عَلَيْهِ وَكُنَّا نَسْأَلُهُمْ مَا هَذَا الْأَمْرُ؟ فَيَقُولُونَ: رَجُلٌ زَعَمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا، فَجَعَلْتُ لَا أَسْمَعُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ إِلَّا حَفِظْتُهُ كَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي بِغِرَاءٍ حَتَّى جَمَعْتُ فِيهِ قُرْآنًا كَثِيرًا قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهَا الْفَتْحَ، يَقُولُونَ: انْظُرُوا فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ صَادِقٌ وَهُوَ نَبِيٌّ، فَلَمَّا جَاءَتْنَا وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلَامِ حِوَائِنَا ذَلِكَ، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا دَنَا مِنَّا تَلَقَّيْنَاهُ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ حَقًّا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا وَكَذَا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ كَذَا وَكَذَا، وَأَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا قَالَ: فَنَظَرَ أَهْلُ حِوَائِنَا فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِلَّذِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ [ص: 337] مِنَ الرُّكْبَانِ، قَالَ: فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ، وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، قَالَ: فَكَسُونِي قَمِيصًا مِنْ مَعْقَدِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ: فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ فَيُقْرِئُونِي الْآيَةَ فَكُنْتُ أَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا: شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: ذَهَبَ أَبِي بِإِسْلَامِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ: «يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: غَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ؟ فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ مَا فَرِحْتُ بِذَلِكَ الْقَمِيصِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: إِنَّهُ قَالَ: «لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ» قَالَ: فَدَعَوْنِي فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ قَالَ: فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِأَبِي: أَلَا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 وَفْدُ الْأَزْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الْكَعْبِيُّ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ فِي بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ وَفْدًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 فَنَزَلُوا عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو فَحَيَّاهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَأَقَامُوا عِنْدَهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ صُرَدٌ أَفْضَلَهُمْ فَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُجَاهِدَ بِهِمْ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ جُرَشَ وَهِيَ مَدِينَةٌ حَصِينَةٌ مُغَلَّقَةٌ وَبِهَا قَبَائِلُ مِنَ الْيَمَنِ قَدْ تَحَصَّنُوا فِيهَا فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا، فَحَاصَرَهُمْ شَهْرًا وَكَانَ يُغِيرُ عَلَى مَوَاشِيهِمْ فَيَأْخُذُهَا، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْهُمْ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: شَكَرٌ، فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدِ انْهَزَمَ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ فَصَفَّ صُفُوفَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ هُوَ وَالْمُسْلِمُونَ فَوَضَعُوا سُيُوفَهُمْ فِيهِمْ حَيْثُ شَاءُوا، وَأَخَذُوا مِنْ خَيْلِهِمْ عِشْرِينَ فَرَسًا فَقَاتَلُوهُمْ عَلَيْهَا نَهَارًا طَوِيلًا، وَكَانَ أَهْلُ جُرَشَ بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ يَرْتَادَانِ وَيَنْظُرَانِ فَأَخْبَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمُلْتَقَاهُمْ وَظُفْرِ صُرَدٍ بِهِمْ، فَقَدِمَ رَجُلَانِ عَلَى قَوْمِهِمَا فَقَصَّا عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ، فَخَرَجَ وَفْدُهُمْ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِكُمْ أَحْسَنَ النَّاسِ وجُوهًا وَأَصْدَقَهُ لِقَاءً وَأَطْيَبَهُ كَلَامًا وَأَعْظَمَهُ أَمَانَةً أَنْتُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْكُمْ» وَجَعَلَ شِعَارَهُمْ مَبْرُورًا وَحَمَّى لَهُمْ حِمًى حَوْلَ قَرْيَتِهِمْ عَلَى أَعْلَامٍ مَعْلُومَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 وَفْدُ غَسَّانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ قَوْمِهِ غَسَّانَ قَالُوا: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَنَزَلْنَا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَإِذَا وُفُودُ الْعَرَبِ كُلُّهُمْ مُصَدِّقُونَ بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْنَا فِيمَا بَيْنَنَا: أَيَرَانَا شَرَّ مَنْ يَرَى مِنَ الْعَرَبِ؟ ثُمَّ [ص: 339] أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْنَا وَصَدَّقْنَا وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ وَلَا نَدْرِي أَيَتْبَعُنَا قَوْمُنَا أَمْ لَا فَأَجَازَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَوَائِزَ وَانْصَرَفُوا رَاجِعِينَ فَقَدِمُوا عَلَى قَوْمِهِمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ فَكَتَمُوا إِسْلَامَهُمْ حَتَّى مَاتَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ مُسْلِمَيْنِ وَأَدْرَكَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَامَ الْيَرْمُوكِ فَلَقِيَ أَبَا عُبَيْدَةَ فَخَبَّرَهُ بِإِسْلَامِهِ فَكَانَ يُكْرِمُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 وَفْدُ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ بِنَجْرَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ ثَلَاثًا فَفَعَلَ فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ هُنَاكَ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَدَخَلُوا فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَنَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ يُعَلِّمُهُمُ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ وَكِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعَثَ بِهِ مَعَ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ يُخْبِرُهُ عَمَّا وَطِئُوا وَإِسْرَاعِ بَنِي الْحَارِثِ إِلَى الْإِسْلَامِ فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَالِدٍ أَنْ بَشِّرْهُمْ وَأَنْذِرْهُمْ وَأَقْبِلْ وَمَعَكَ وَفْدُهُمْ، فَقَدِمَ خَالِدٌ وَمَعَهُ وَفْدُهُمْ، مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ ذُو الْغُصَّةِ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ وَيَزِيدُ بْنُ الْمُحَجَّلِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرَادٍ وَشَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنَانِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنْزَلَهُمْ خَالِدٌ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ خَالِدٌ وَهُمْ مَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَأَنَّهُمْ رِجَالُ الْهِنْدِ؟» فَقِيلَ: بَنُو الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَأَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ، وَأَجَازَ قَيْسَ بْنَ الْحُصَيْنِ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةُ أُوقِيَّةٍ وَنَشٍّ وَأَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فِي بَقِيَّةِ شَوَّالٍ فَلَمْ يَمْكُثُوا بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ كَثِيرًا دَائِمًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَبْدَةُ بْنُ مُسْهِرٍ الْحَارِثِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِمَّا خَلَّفَ وَرَأَى فِي سَفَرِهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَسْلِمْ يَا ابْنَ مُسْهِرٍ لَا تَبِعْ دِينَكَ بِدُنْيَاكَ» فَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 وَفْدُ هَمْدَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هَانِئِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ لِأَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ الْأَرْحَبِيُّ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، قَالُوا: قَدِمَ قَيْسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لِأَيٍّ الْأَرْحَبِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَيْتُكَ لِأُومِنَ بِكَ وَأَنْصُرَكَ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم له: «مَرْحَبًا بِكَ أَتَأْخُذُونِي بِمَا فِيَّ يَا مَعْشَرَ هَمْدَانَ؟» قَالَ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «فَاذْهَبْ إِلَى قَوْمِكَ، فَإِنْ فَعَلُوا فَارْجِعْ أَذْهَبْ مَعَكَ» فَخَرَجَ قَيْسٌ إِلَى قَوْمِهِ فَأَسْلَمُوا وَاغْتَسَلُوا فِي جَوْفِ الْمِحْوَرَةِ وَتَوَجَّهُوا إِلَى الْقِبْلَةِ، ثُمَّ خَرَجَ بِإِسْلَامِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَدْ أَسْلَمَ قَوْمِي وَأَمَرُونِي أَنْ آخُذَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم نِعْمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 وَافِدُ الْقَوْمِ قَيْسٌ " وَقَالَ: «وَفَّيْتَ وَفَّى اللَّهُ بِكَ» وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَكَتَبَ عَهْدَهُ عَلَى قَوْمِهِ هَمْدَانَ أَحْمُورِهَا وَغَرْبِهَا وَخَلَائِطِهَا وَمَوَالِيهَا أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا وَأَنَّ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ مَا أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَطْعَمَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ فَرَقٍ مِنْ خَيْوَانَ: مِائَتَانِ زَبِيبٌ وَذُرَةٌ شَطْرَانِ، وَمِنْ عِمْرَانَ الْجَوْفِ مِائَةُ فَرَقٍ بُرٍّ جَارِيَةٌ أَبَدًا مِنْ مَالِ اللَّهِ، قَالَ هِشَامٌ الْفَرَقُ مِكْيَالٌ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَحْمُورُهَا قُدَمُ وَآلُ ذِي مَرَّانٍ وَآلُ ذِي لَعْوَةٍ وَأَذْوَاءُ هَمْدَانَ وَغَرْبُهَا أَرْحُبُ وَنِهْمٌ وَشَاكِرٌ وَوَادِعَةُ وَيَامٌ وَمُرْهِبَةُ وَدَالَانُ وَخَارِفُ وَعُذَرُ وَحَجُورٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَشْيَاخِ قَوْمِهِ قَالُوا: عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ بِالْمَوْسِمِ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَرْحَبَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ أُمِّ غَزَالٍ فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَ قَوْمِكَ مِنْ مَنَعَةٍ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّهُ خَافَ أَنْ يَخْفِرَهُ قَوْمُهُ فَوَعَدَهُ الْحَجَّ مِنْ قَابِلَ، ثُمَّ وَجَّهَ الْهَمْدَانِيُّ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ يُقَالُ لَهُ: ذُبَابٌ، ثُمَّ إِنَّ فِتْيَةً مِنْ أَرْحَبَ قَتَلُوا ذُبَابًا الزُّبَيْدِيَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ، عَمَّنْ سَمَّى مِنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ هَمْدَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ مُقَطَّعَاتُ الْحِبَرَةِ مُكَفَّفَةٌ بِالدِّيبَاجِ، وَفِيهِمْ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ ذِي مِشْعَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْحَيُّ هَمْدَانُ مَا أَسْرَعَهَا إِلَى النَّصْرِ وَأَصْبَرَهَا عَلَى الْجَهْدِ، وَمِنْهُمْ أَبْدَالُ وَأَوْتَادُ الْإِسْلَامِ» فَأَسْلَمُوا وَكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا بِمِخْلَافِ خَارِفٍ وَيَامٍ وَشَاكِرٍ وَأَهْلِ الْهَضْبِ وَحِقَافِ الرَّمْلِ مِنْ هَمْدَانَ لِمَنْ أَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 وَفْدُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: لَمَّا سَمِعُوا بِخُرُوجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَثَبَ ذُبَابٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَنَسِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ إِلَى صَنَمٍ كَانَ لِسَعْدِ الْعَشِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: فَرَّاضٌ فَحَطَّمَهُ، ثُمَّ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: [البحر الطويل] تَبِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى ... وَخَلَّفْتُ فَرَّاضًا بِدَارِ هَوَانِ شَدَدْتُ عَلَيْهِ شِدَّةً فَتَرَكْتُهُ ... كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَالدَّهْرُ ذُو حِدْثَانِ فَلَمَّا رَأَيْتُ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... أَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ حِينَ دَعَانِي فَأَصْبَحْتُ لِلْإِسْلَامِ مَا عِشْتُ نَاصِرًا ... وَأَلْقَيْتُ فِيهَا كُلْكُلِي وَجِرَانِي فَمَنْ مُبَلِّغٌ سَعْدَ الْعَشِيرَةِ أَنَّنِي ... شَرَيْتُ الَّذِي يَبْقَى بِآخَرَ فَانِ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُبَابٍ الْأَنَسِيُّ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ فَكَانَ لَهُ غِنَاءٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 وَفْدُ عَنْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُفَرٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنْسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ مَذْحِجٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ وَهُوَ يَتَعَشَّى فَدَعَاهُ إِلَى الْعَشَاءِ فَجَلَسَ، فَلَمَّا تَعَشَّى أَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: «أَرَاغِبًا جِئْتَ أَمْ رَاهِبًا؟» فَقَالَ: أَمَّا الرَّغْبَةُ فَوَاللَّهِ مَا فِي يَدَيْكَ مَالٌ، وَأَمَّا الرَّهْبَةُ فَوَاللَّهِ إِنَّنِي لَبِبَلَدٍ مَا تَبْلُغُهُ جُيُوشُكَ، وَلَكِنِّي خُوِّفْتُ فَخِفْتُ، وَقِيلَ لِي: آمِنْ بِاللَّهِ آمَنْتُ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: «رُبَّ خَطِيبٍ مِنْ عَنْسٍ» فَمَكَثَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ جَاءَهُ يُوَدِّعُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اخْرُجْ» وَبَتِّتْهُ، وَقَالَ: «إِنْ أَحْسَسْتَ شَيْئًا فَوَائِلْ إِلَى أَدْنَى قَرْيَةٍ» فَخَرَجَ فَوُعِكَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَوَاءَلَ أَدْنَى قَرْيَةٍ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 وَفْدُ الدَّارِيِّينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: قَدِمَ وَفْدُ الدَّارِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ وَهُمْ عَشَرَةُ نَفَرٍ فِيهِمْ: تَمِيمٌ وَنُعَيْمٌ ابْنَا أَوْسِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ دَرَّاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ بْنِ هَانِئِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نُمَارَةَ بْنِ لَخْمٍ وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَارِجَةَ وَالْفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ صَفَّارَةَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: صَفَّارَةُ، وَقَالَ هِشَامٌ: صَفَّارُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ دَرَّاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ صَفَّارَةَ وَأَبُو هِنْدٍ وَالطَّيِّبُ ابْنَا ذَرٍّ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِينِ بْنِ عِمِّيتِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دَرَّاعِ وَهَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ وَعَزِيزٌ وَمُرَّةُ ابْنَا مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ جَذِيمَةَ فَأَسْلَمُوا وَسَمَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّيِّبَ [ص: 344] عَبْدَ اللَّهِ وَسَمَّى عَزِيزًا عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأَهْدَى هَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاوِيَةَ خَمْرٍ وَأَفْرَاسًا وَقَبَاءً مُخَوَّصًا بِالذَّهَبِ، فَقَبِلَ الْأَفْرَاسَ وَالْقَبَاءَ وَأَعْطَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: «انْتَزِعِ الذَّهَبَ فَتُحَلِّيَهُ نِسَاءَكَ أَوْ تَسْتَنْفِقَهُ ثُمَّ تَبِيعَ الدِّيبَاجَ فَتَأْخُذَ ثَمَنَهُ» فَبَاعَهُ الْعَبَّاسُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ بِثَمَانِيَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ تَمِيمٌ: لَنَا جِيرَةٌ مِنَ الرُّومِ لَهُمْ قَرْيَتَانِ يُقَالُ لِإِحْدَاهُمَا: حَبْرَى، وَالْأُخْرَى بَيْتُ عَيْنُونَ فَإِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الشَّامَ فَهَبْهُمَا لِي قَالَ: «فَهُمَا لَكَ» فَلَمَّا قَامَ أَبُو بَكْرٍ أَعْطَاهُ ذَلِكَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَأَقَامَ وَفْدُ الدَّارِيِّينَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَوْصَى لَهُمْ بِحَادِ مِائَةِ وَسْقٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 وَفْدُ الرَّهَاوِيِّينَ حَيٍّ مِنْ مَذْحِجٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ قَالَ: قَدِمَ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الرَّهَاوِيِّينَ وَهُمْ حَيٌّ مِنْ مَذْحِجٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ عَشْرٍ فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَحَدَّثَ عِنْدَهُمْ طَوِيلًا وَأَهْدُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدَايَا مِنْهَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: الْمِرْوَاحُ وَأَمَرَ بِهِ فَشُوِّرَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْجَبَهُ فَأَسْلَمُوا وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَالْفَرَائِضَ وَأَجَازَهُمْ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ، أَرْفَعَهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا وَأَخْفَضَهُمْ خَمْسَ أَوَاقٍ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ، ثُمَّ قَدِمَ مِنْهُمْ نَفَرٌ، فَحَجُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم من المدينة، وأقاموا حتى توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فَأَوْصَى لَهُمْ بحَادِ مِائَةِ وَسْقٍ بِخَيْبَرَ فِي الْكَتِيبَةِ جَارِيَةٍ عَلَيْهِمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا فَبَاعُوا ذَلِكَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ هِزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدَ مِنَّا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ سُبَيْعٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ فَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً فَقَاتَلَ بِذَلِكِ اللِّوَاءِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ فِي إِتْيَانِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الطويل] إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَصَّهَا ... تَجُوبُ الْفَيَافِيَ سَمْلَقًا بَعْدَ سَمْلَقِ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ أَكْلَفَهَا السَّرَى ... تَخُبُّ بِرَحْلِي مَرَّةً ثُمَّ تُعْنِقِ فَمَا لَكِ عِنْدِي رَاحَةٌ أَوْ تَلَجْلَجِي ... بِبَابِ النَّبِيِّ الْهَاشِمِيِّ الْمُوَفَّقِ عَتَقْتِ إِذًا مِنْ رِحْلَةٍ ... ثُمَّ رِحْلَةٍ وَقَطْعِ دَيَامِيمَ وَهَمٍّ مُؤَرَّقِ قَالَ هِشَامٌ: التَّلَجْلُجُ أَنْ تَبْرُكَ فَلَا تَنْهَضُ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَمَنْ مُبْلِغُ الْحَسْنَاءِ أَنَّ حَلِيلَهَا ... مَصَادُ بْنُ مَذْعُورٍ تَلَجْلَجَ غَادِرَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وَفْدُ غَامِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ غَامِدٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَهُمْ عَشَرَةٌ فَنَزَلُوا بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، ثُمَّ لَبِسُوا مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَأَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ، وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا فِيهِ شَرَائِعُ الْإِسْلَامِ وَأَتَوْا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَعَلَّمَهُمْ قُرْآنًا وَأَجَازَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ وَانْصَرَفُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وَفْدُ النَّخَعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْيَاخِ النَّخَعِ، قَالُوا: بَعَثَتِ النَّخَعُ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَافِدَيْنِ بِإِسْلَامِهِمْ أَرْطَاةَ بْنَ شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ وَالْجُهَيْشَ، وَاسْمُهُ الْأَرْقَمُ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ، فَقَبِلَاهُ، فَبَايَعَاهُ عَلَى قَوْمِهِمَا، فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَأْنُهُمَا وَحُسْنُ هَيْئَتِهِمَا، فَقَالَ: «هَلْ وَرَاءَكُمَا مِنْ قَوْمِكُمَا مِثْلُكُمَا؟» قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَلَّفْنَا مِنْ قَوْمِنَا سَبْعِينَ رَجُلًا، كُلُّهُمْ أَفْضَلُ مِنَّا، وَكُلُّهُمْ يَقْطَعُ الْأَمْرَ وَيُنْفِذُ الْأَشْيَاءَ مَا يُشَارِكُونَنَا فِي الْأَمْرِ إِذَا كَانَ، فَدَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِقَوْمِهِمَا بِخَيْرٍ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي النَّخَعِ» وَعَقَدَ لِأَرْطَاةَ لِوَاءً عَلَى قَوْمِهِ فَكَانَ فِي يَدَيْهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ بِهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَأَخَذَهُ أَخُوهُ دُرَيْدٌ، فَقُتِلَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ فَأَخَذَهُ سَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ فَدَخَلَ بِهِ الْكُوفَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: كَانَ آخِرُ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْوَفْدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفْدُ النَّخَعِ وَقَدِمُوا مِنَ الْيَمَنِ لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ، فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ، وَقَدْ كَانُوا بَايَعُوا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فَكَانَ فِيهِمْ زُرَارَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: هُوَ زُرَارَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدَّاءٍ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 وَفْدُ بَجِيلَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ الْمَدِينَةَ وَمَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» فَطَلَعَ جَرِيرٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَعَهُ قَوْمُهُ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا، قَالَ جَرِيرٌ: فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَايَعَنِي وَقَالَ: «عَلَى أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَتُطِيعَ الْوَالِيَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا؟» فَقَالَ: نَعَمْ، فَبَايَعَهُ وَقَدِمَ قَيْسُ بْنُ عَزْرَةَ الْأَحْمَسِيُّ فِي مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسِ فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من أنتم» فقالوا: نحن أحمس اللَّهِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ ذَاكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ لِلَّهِ» ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ: «أَعْطِ رَكْبَ بَجِيلَةَ وَابْدَأْ بِالْأَحْمَسِيِّينَ» فَفَعَلَ وَكَانَ نُزُولُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيِّ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَائِلُهُ عَمَّا وَرَاءَهُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَأَظْهَرَ الْأَذَانَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَسَاحَاتِهِمْ وَهَدَّمَتِ الْقَبَائِلُ أَصْنَامَهَا الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ، قَالَ: «فَمَا فَعَلَ ذُو الْخَلَصَةِ؟» قَالَ: هُوَ عَلَى حَالِهِ قَدْ بَقِيَ، وَاللَّهُ مُرِيحٌ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى هَدْمِ ذِي الْخَلَصَةِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَثْبَتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَدْرِهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ وَهُمْ زُهَاءَ مِائَتَيْنِ فَمَا أَطَالَ الْغَيْبَةَ حَتَّى رَجَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَدَمْتَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ [ص: 348] بِالْحَقِّ وَأَخَذْتُ مَا عَلَيْهِ وَأَحْرَقْتُهُ بِالنَّارِ فَتَرَكْتُهُ كَمَا يَسُوءُ مَنْ يَهْوَى هَوَاهُ وَمَا صَدَّنَا عَنْهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَبَرَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 وَفْدُ خَثْعَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: وَفَدَ عَثْعَثُ بْنُ زَحْرٍ وَأَنَسُ بْنُ مُدْرِكٍ فِي رِجَالٍ مِنْ خَثْعَمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَدَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ذَا الْخَلَصَةِ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْ خَثْعَمَ فَقَالُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَاكْتُبْ لَنَا كِتَابًا نَتَّبِعُ مَا فِيهِ فَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا شَهِدَ فِيهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ حَضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 وَفْدُ الْأَشْعَرِينَ قَالُوا: وَقَدِمَ الْأَشْعَرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَإِخْوَةٌ لَهُمْ وَمَعَهُمْ رَجُلَانِ مِنْ عَكٍّ وَقَدِمُوا فِي سُفُنٍ فِي الْبَحْرِ وَخَرَجُوا بِجُدَّةَ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَقُولُونَ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، ثُمَّ قَدِمُوا فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرِهِ بِخَيْبَرَ، ثُمَّ لَقَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 349] وسلم فَبَايَعُوا وَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْأَشْعَرُونَ فِي النَّاسِ كَصُرَّةٍ فِيهَا مِسْكٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 وَفْدُ حَضْرَمَوْتَ قَالُوا: وَقَدِمَ وَفْدُ حَضْرَمَوْتَ مَعَ وَفْدِ كِنْدَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ بَنُو وَلِيعَةَ مُلُوكُ حَضْرَمَوْتَ حَمْدَةُ وَمِخْوَسٌ وَمِشْرَحٌ وَأَبْضَعَةُ فَأَسْلَمُوا، وَقَالَ مِخْوَسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي هَذِهِ الرُّتَّةَ مِنْ لِسَانِي، فَدَعَا لَهُ وَأَطْعَمَهُ طُعْمَةً مِنْ صَدَقَةِ حَضْرَمَوْتَ وَقَدِمَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَافِدًا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: جِئْتُ رَاغِبًا فِي الْإِسْلَامِ وَالْهِجْرَةِ فَدَعَا لَهُ وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَنُودِيَ لِيَجْتَمِعَ النَّاسُ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً سُرُورًا بِقُدُومِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ أَنْ يُنْزِلَهُ فَمَشَى مَعَهُ وَوَائِلٌ رَاكِبٌ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَلْقِ إِلَيَّ نَعْلَكَ قَالَ: لَا، إِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَلْبَسَهَا وَقَدْ لَبِسْتُهَا، قَالَ: فَأَرْدِفْنِي: قَالَ: لَسْتَ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قَالَ: إِنَّ الرَّمْضَاءَ قَدْ أَحْرَقَتْ قَدَمَيَّ، قَالَ: امْشِ فِي ظِلِّ نَاقَتِي كَفَاكَ بِهِ شَرَفًا، وَلَمَّا أَرَادَ الشُّخُوصَ إِلَى بِلَادِهِ كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَيْلِ حَضْرَمَوْتَ إِنَّكَ أَسْلَمْتَ، وَجَعَلْتُ لَكَ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الْأَرَضِينَ وَالْحُصُونِ وَأَنْ يُؤْخَذَ مِنْكَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ يَنْظُرُ فِي ذَلِكَ ذُو عَدْلٍ وَجَعَلْتُ لَكَ أَنْ لَا تُظْلَمَ فِيهَا مَا قَامَ الدِّينُ، وَالنَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَيْهِ أَنْصَارٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ [ص: 350] مِنْ وَلَدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: وَفَدَ مِخْوَسُ بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ فِيمَنْ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَأَصَابَ مِخْوَسًا اللَّقْوَةُ فَرَجَعَ مِنْهُمْ نَفَرٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَيِّدُ الْعَرَبِ ضَرَبَتْهُ اللَّقْوَةُ فَادْلُلْنَا عَلَى دَوَائِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خُذُوا مِخْيَطًا فَاحْمُوهُ فِي النَّارِ، ثُمَّ اقْلِبُوا شَفْرَ عَيْنِهِ، فَفِيهَا شِفَاؤُهُ، وَإِلَيْهَا مَصِيرُهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا قُلْتُمْ حِينَ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِي» فَصَنَعُوهُ بِهِ فَبَرَأَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ ثُمَّ مِنْ تِنْعَةَ يُقَالُ لَهَا: تَهْنَاةُ بِنْتُ كُلَيْبٍ صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِسْوَةً، ثُمَّ دَعَتِ ابْنَهَا كُلَيْبَ بْنَ أَسَدِ بْنِ كُلَيْبٍ فَقَالَتِ: انْطَلِقْ بِهَذِهِ الْكِسْوَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ بِهَا، وَأَسْلَمَ، فَدَعَا لَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ يُعَرِّضُ بِنَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ: [البحر الوافر] لَقَدْ مَسَحَ الرَّسُولُ أَبَا أَبِينَا ... وَلَمْ يَمْسَحْ وُجُوهَ بَنِي بَحِيرِ شَبَابُهُمْ وَشَيْبُهُمْ سَوَاءٌ فَهُمْ فِي اللُّؤْمِ أَسْنَانُ الْحَمِيرِ وَقَالَ كُلَيْبٌ حِينَ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] مِنْ وَشْزِ بِرْهَوْتَ تَهْوِي بِي عَذَافِرُهُ ... إِلَيْكَ يَا خَيْرَ مَنْ يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ تَجُوبُ بِي صَفْصَفًا غُبْرًا مَنَاهِلُهُ ... تَزْدَادُ عَفْوًا إِذَا مَا كَلَّتِ الْإِبِلُ شَهْرَيْنِ أَعْمَلُهَا نَصًّا عَلَى وَجَلٍ ... أَرْجُو بِذَاكَ ثَوَابَ اللَّهِ يَا رَجُلُ أَنْتَ النَّبِيُّ الَّذِي كُنَّا نُخَبَّرُهُ ... وَبَشَّرَتْنَا بِكَ التَّوْرَاةُ وَالرُّسُلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، وَحُجْرٌ ابْنَا عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: وَفَدَ وَائِلُ بْنُ حُجْرِ بْنِ سَعْدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَدَعَا لَهُ [ص: 351] وَرَفَّلَهُ عَلَى قَوْمِهِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ أَتَاكُمْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ رَاغِبًا فِي الْإِسْلَامِ» ثُمَّ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «انْطَلِقْ بِهِ فَأَنْزِلْهُ مَنْزِلًا بِالْحَرَّةِ» قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَانْطَلَقْتُ بِهِ وَقَدْ أَحْرَقَتْ رِجْلَيَّ الرَّمْضَاءُ، فَقُلْتُ: أَرْدِفْنِي قَالَ: لَسْتَ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قُلْتُ: فَأَعْطِنِي نَعْلَيْكَ أَتَوَقَّى بِهِمَا مِنَ الْحَرِّ، قَالَ: لَا يَبْلُغُ أَهْلَ الْيَمَنِ أَنَّ سُوقَةً لَبِسَ نَعْلَ مَلِكٍ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ قَصَّرْتُ عَلَيْكَ نَاقَتِي فَسِرْتَ فِي ظِلِّهَا، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَنْبَأْتُهُ بِقَوْلِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ فِيهِ لَعُبَيَّةً مِنْ عُبَيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ» فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 وَفْدُ أَزْدِ عُمَانَ ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: أَسْلَمَ أَهْلُ عُمَانَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ لِيُعَلِّمَهُمْ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَيَصْدُقَ أَمْوَالَهُمْ، فَخَرَجَ وَفْدُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَسَدُ بْنُ يَبْرَحَ الطَّاحِيُّ فَلَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُقِيمُ أَمْرَهُمْ، فَقَالَ مُخَرِّبَةُ الْعَبْدِيُّ وَاسْمُهُ مُدْرِكُ بْنُ خُوطٍ: ابْعَثْنِي إِلَيْهِمْ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَيَّ مِنَّةً أَسَرُونِي يَوْمَ جَنُوبٍ فَمَنُّوا عَلَيَّ، فَوَجَّهَهُ مَعَهُمْ إِلَى عُمَانَ، وَقَدِمَ بَعْدَهُمْ سَلَمَةُ بْنُ عِيَاذٍ الْأَزْدِيُّ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّا يَعْبُدُ وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ كَلِمَتَنَا وَأُلْفَتَنَا، فَدَعَا لَهُمْ، وَأَسْلَمَ سَلَمَةُ وَمَنْ مَعَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 وَفْدُ غَافِقٍ قَالُوا: وَقَدِمَ جُلَيْحَةُ بْنُ شَجَّارِ بْنِ صُحَارٍ الْغَافِقِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْكَوَاهِلُ مِنْ قَوْمِنَا وَقَدْ أَسْلَمْنَا وَصَدَقَاتُنَا مَحْبُوسَةٌ بِأَفْنِيَتِنَا، فَقَالَ: «لَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ» فَقَالَ عَوْزُ بْنُ سُرَيْرٍ الْغَافِقِيُّ: آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 وَفْدُ بَارِقٍ قَالُوا: وَقَدِمَ وَفْدُ بَارِقٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا، وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِبَارِقٍ: لَا تُجَزَّ ثِمَارُهُمْ وَلَا تُرْعَى بِلَادُهُمْ فِي مِرْبَعٍ وَلَا مِصْيَفٍ إِلَّا بِمَسْأَلَةٍ مِنْ بَارِقٍ وَمَنْ مَرَّ بِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَرْكٍ أَوْ جَدْبٍ فَلَهُ ضِيَافَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَإِذَا أَيْنَعَتْ ثِمَارُهُمْ فَلِابْنِ السَّبِيلِ اللُّقَاطُ يُوَسِّعُ بَطْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْتَثِمَ " شَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَكَتَبَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 وَفْدُ دَوْسٍ قَالُوا: لَمَّا أَسْلَمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ دَعَا قَوْمَهُ فَأَسْلَمُوا وَقَدِمَ مَعَهُ مِنْهُمُ الْمَدِينَةَ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ أَهْلُ بَيْتٍ، وَفِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُزَيْهِرٍ الدَّوْسِيُّ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَسَارُوا إِلَيْهِ فَلَقُوهُ هُنَاكَ فَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَسَمَ لَهُمْ مِنْ غَنِيمَةِ خَيْبَرَ، ثُمَّ قَدِمُوا مَعَهُ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ الطُّفَيْلُ بْنُ عُمَيْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي فَأَنْزَلَهُمْ حَرَّةَ الدَّجَّاجِ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي هِجْرَتِهِ حِينَ خَرَجَ مِنْ دَارِ قَوْمِهِ: [البحر الطويل] يَا طُولَهَا مِنْ لَيْلَةٍ وَعَنَاءَهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُزَيْهِرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي فِي قَوْمِي سِطَةً وَمَكَانًا فَاجْعَلْنِي عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَخَا دَوْسٍ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَمَنْ صَدَقَ اللَّهَ نَجَا، وَمَنْ آلَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ هَلَكَ إِنَّ أَعْظَمَ قَوْمِكَ ثَوَابًا أَعْظَمُهُمْ صِدْقًا، وَيُوشِكُ الْحَقُّ أَنْ يَغْلِبَ الْبَاطِلَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وَفْدُ ثُمَالَةَ وَالْحُدَّانِ قَالُوا: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلَسٍ الثُّمَالِيُّ وَمُسْلِيَةُ بْنُ هِزَّانَ الْحُدَّانِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِمَا بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمِهِمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا بِمَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي [ص: 354] أَمْوَالِهِمْ كَتَبَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَشَهِدَ فِيهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وَفْدُ أَسْلَمَ قَالُوا: قَدِمَ عَمِيرَةُ بْنُ أَقْصَى فِي عِصَابَةٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَقَالُوا: قَدْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّبَعْنَا مِنْهَاجَكَ فَاجْعَلْ لَنَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً تَعْرِفُ الْعَرَبُ فَضِيلَتَهَا، فَإِنَّا إِخْوَةُ الْأَنْصَارِ وَلَكَ عَلَيْنَا الْوَفَاءُ وَالنَّصْرُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا» وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأَسْلَمَ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَسْكُنُ السَّيْفَ وَالسَّهْلَ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُ الصَّدَقَةِ وَالْفَرَائِضِ فِي الْمَوَاشِي، وَكَتَبَ الصَّحِيفَةَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 وَفْدُ جُذَامَ قَالُوا: قَدِمَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُذَامِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي الضُّبَيْبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْهُدْنَةِ قَبْلَ خَيْبَرَ وَأَهْدَى لَهُ عَبْدًا وَأَسْلَمَ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابًا: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِرَفَاعَةَ بْنِ زَيْدٍ إِلَى قَوْمِهِ وَمَنْ دَخَلَ مَعَهُمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَمَنْ أَقْبَلَ فَفِي حِزْبِ اللَّهِ، وَمَنْ أَبَى فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ» فَأَجَابَهُ قَوْمُهُ وَأَسْلَمُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عَنِ ابْنِ قَيْسِ بْنِ نَاتِلٍ الْجُذَامِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نُفَاثَةَ يُقَالُ لَهُ: فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّافِرَةِ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَانَ فَرْوَةُ عَامِلًا لِلرُّومِ عَلَى مَا يَلِيهِمْ مِنَ الْعَرَبِ وَكَانَ مَنْزِلُهُ مُعَانَ، وَمَا حَوْلَهَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّومَ إِسْلَامُهُ طَلَبُوهُ حَتَّى أَخَذُوهُ فَحَبَسُوهُ عِنْدَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ: « [البحر الكامل] أَبْلِغْ سَرَاةَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّنِي ... سِلْمٌ لِرَبِّي أَعْظُمِي وَمُقَامِي» فَضَرَبُوا عُنُقَهُ وَصَلَبُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 وَفْدُ مَهْرَةَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ مَهْرَةَ عَلَيْهِمْ مَهْرِيُّ بْنُ الْأَبْيَضِ فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمُوا وَوَصَلَهُمْ وَكَتَبَ لَهُمْ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمَهْرِيِّ بْنِ الْأَبْيَضِ عَلَى مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ مَهْرَةَ أَلَّا يُؤْكَلُوا، وَلَا يُعْرَكُوا، وَعَلَيْهِمْ إِقَامَةُ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ بَدَّلَ فَقَدْ حَارَبَ، وَمَنْ آمَنَ بِهِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ اللُّقَطَةُ مُؤَدَّاةٌ، وَالسَّارِحَةُ مُنَدَّاةٌ، وَالتَّفَثُ السَّيِّئَةُ، وَالرَّفَثُ الْفُسُوقُ» وَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَا يُؤْكَلُونُ أَيْ لَا يُغَارُ عَلَيْهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ مَهْرَةَ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْرُ بْنُ قِرْضِمِ بْنِ الْعُجَيْلِ بْنِ قَبَاثِ بْنِ قَمْوَمَيِّ بْنِ نَقْلَانَ الْعَبْدِيُّ بْنِ [ص: 356] الْآمِرِيِّ بْنِ مَهْرِيِّ بْنِ حَيْدِانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ مِنَ الشِّحْرِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُدْنِيهِ وَيُكْرِمُهُ لِبُعْدِ مَسَافَتِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ ثَبَّتَهُ وَحَمَلَهُ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فَكِتَابُهُ عِنْدَهُمْ إِلَى الْيَوْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 وَفْدُ حِمْيَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَفَدَ عَلَيْهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ رَسُولُ مُلُوكِ حِمْيَرَ بِكِتَابِهِمْ وَإِسْلَامِهِمْ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ فَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنْزِلَهُ وَيُكْرِمَهُ وَيُضَيِّفَهُ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ وَإِلَى نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ وَإِلَى النُّعْمَانِ قَيْلِ ذِي رُعَيْنٍ وَمَعَافِرٍ وَهَمْدَانَ: «أَمَّا بَعْدُ ذَلِكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ بِنَا رَسُولُكُمْ مَقْفَلَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتُمْ وَخَبَّرَ عَمَّا قِبَلَكُمْ وَأَنْبَأَنَا بِإِسْلَامِكُمْ وَقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ هَدَاكُمْ بِهُدَاهُ إِنْ أَصْلَحْتُمْ وَأَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ خُمُسَ اللَّهِ وَخُمُسَ نَبِيِّهِ وَصَفِيَّهُ، وَمَا كُتِبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الصَّدَقَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 وَفْدُ نَجْرَانَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالُوا: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ نَجْرَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَفْدُهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ نَصَارَى، فِيهِمُ الْعَاقِبُ وَهُوَ عَبْدُ الْمَسِيحِ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ وَأَبُو الْحَارِثِ بْنُ عَلْقَمَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ وَأَخُو كُرْزٍ وَالسَّيِّدُ وَأَوْسُ ابْنَا الْحَارِثِ وَزَيْدُ بْنُ قَيْسٍ وَشَيْبَةُ وَخُوَيْلِدٌ وَخَالِدٌ وَعَمْرٌو وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَفِيهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَوَلُّونَ أُمُورَهُمْ وَالْعَاقِبُ وَهُوَ أَمِيرُهُمْ، وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمْ وَالَّذِي يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِ وَأَبُو الْحَارِثِ أَسْقُفُهُمْ وَحَبْرُهُمْ وَإِمَامُهُمْ وَصَاحِبُ مَدَارِسِهِمْ وَالسَّيِّدُ وَهُوَ صَاحِبُ رِحْلَتِهِمْ، فَتَقَدَّمَهُمْ كُرْزٌ أَخُو أَبِي الْحَارِثِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] إِلَيْكَ تَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا ... مُعْتَرِضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَ ... ى دِينُهَا فَقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ الْوَفْدُ بَعْدَهُ فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الْحِبَرَةِ وَأَرْدِيَةٌ مَكْفُوفَةٌ بِالْحَرِيرِ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهُمْ» ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عَنْهُمْ وَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ زِيِّكُمْ هَذَا، فَانْصَرَفُوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ ثُمَّ غَدَوْا عَلَيْهِ بِزِيِّ الرُّهْبَانِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا وَكَثُرَ الْكَلَامُ وَالْحِجَاجُ بَيْنَهُمْ وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ أَنْكَرْتُمْ مَا أَقُولُ لَكُمْ فَهَلُمَّ أُبَاهِلْكُمْ» فَانْصَرَفُوا عَلَى ذَلِكَ فَغَدَا عَبْدُ الْمَسِيحِ وَرَجُلَانِ مِنْ ذَوِي رَأْيِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لَنَا أَنْ لَا نُبَاهِلَكَ فَاحْكُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 عَلَيْنَا بِمَا أَحْبَبْتَ نُعْطِكَ وَنُصَالِحْكَ، فَصَالَحَهُمْ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ: أَلْفٌ فِي رَجَبٍ، وَأَلْفٌ فِي صَفَرٍ أُوقِيَّةٌ كُلُّ حُلَّةٍ مِنَ الْأَوَاقِي وَعَلَى عَارِيَةٍ ثَلَاثِينَ دِرْعًا وَثَلَاثِينَ رُمْحًا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا وَثَلَاثِينَ فَرَسًا إِنْ كَانَ بِالْيَمَنِ كَيَدٌ، وَلِنَجْرَانَ وَحَاشِيَتِهِمْ جِوَارُ اللَّهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَبِيَعِهِمْ لَا يُغَيَّرُ أَسْقُفٌ عَنْ سِقِّيفَاهُ، وَلَا رَاهِبٌ عَنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا وَاقِفٌ عَنْ وَقْفَانِيَّتِهِ، وَأَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ شُهُودًا مِنْهُمْ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَلَمْ يَلْبَثْ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا وَأَنْزَلَهُمَا فِي دَارِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَأَقَامَ أَهْلُ نَجْرَانَ عَلَى مَا كَتَبَ لَهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوَانُهُ وَسَلَامُهُ، ثُمَّ وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَكَتَبَ بِالْوَصَاةِ بِهِمْ عِنْدَ وَفَاتِهِ، ثُمَّ أَصَابُوا رِبًا فَأَخْرَجَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ أَرْضِهِمْ وَكَتَبَ لَهُمْ: هَذَا مَا كَتَبَ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِنَجْرَانَ مَنْ سَارَ مِنْهُمْ أَنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَفَاءً لَهُمْ بِمَا كَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ وَقَعُوا بِهِ مِنْ أُمَرَاءِ الشَّامِ وَأُمَرَاءِ الْعِرَاقِ فَلْيُوَسِّعْهُمْ مِنْ جَرِيبِ الْأَرْضِ، فَمَا اعْتَمَلُوا مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ لَهُمْ صَدَقَةٌ وَعُقْبَةٌ لَهُمْ بِمَكَانِ أَرْضِهِمْ لَا سَبِيلَ عَلَيْهِمْ فِيهِ لِأَحَدٍ، وَلَا مَغْرَمَ، أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ حَضَرَهُمْ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَلْيَنْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ فَإِنَّهُمْ أَقْوَامٌ، لَهُمُ الذِّمَّةُ وَجِزْيَتُهُمْ عَنْهُمْ مَتْرُوكَةٌ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَهْرًا بَعْدَ أَنْ تَقَدَّمُوا وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا مِنْ ضَيْعَتِهِمُ الَّتِي اعْتَمَلُوا غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلَا مَعْنُوفٍ عَلَيْهِمْ، شَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَمُعَيْقِبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ فَوَقَعَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْعِرَاقِ فَنَزَلُوا النَّجْرَانِيَةَ الَّتِي بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 وَفْدُ جَيْشَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تَكُونُ بِالْيَمَنِ قَالَ: فَسَمُّوا لَهُ الْبِتْعَ مِنَ الْعَسَلِ وَالْمِزْرَ مِنَ الشَّعِيرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَلْ تَسْكَرُونَ مِنْهَا؟» قَالُوا: إِنْ أَكْثَرْنَا سَكِرْنَا قَالَ: «فَحَرَامٌ قَلِيلُ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ» وَسَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ يَتَّخِذُ الشَّرَابَ فَيَسْقِيهِ عُمَّالَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 وَفْدُ السِّبَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قال: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ بِالْمَدِينَةِ فِي أَصْحَابِهِ أَقْبَلَ ذِئْبٌ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَوَى بَيْنَ يَدَيْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا وَافِدُ السِّبَاعِ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَفْرِضُوا لَهُ شَيْئًا لَا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَإِنْ أَحْبَبْتُمْ تَرَكْتُمُوهُ وَتَحَرَّزْتُمْ مِنْهُ، فَمَا أَخَذَ فَهُوَ رِزْقُهُ» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَطِيبُ أَنْفُسُنَا لَهُ بِشَيْءٍ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِأَصَابِعِهِ أَيْ خَالِسْهُمْ فَوَلَّى وَلَهُ عَسَلَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 ذِكْرُ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ: كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ؟ فَقَالَ: نَجِدُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجَرُهُ إِلَى طَابَةَ، وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ لَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلَا بِصَخَّابِ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، أخبرنا همام بن يحيى، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ نَعْتَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ: مُحَمَّدٌ عَبْدِي الْمُخْتَارُ لَا فَظَّ وَلَا غَلِيظَ وَلَا صَخَّابَ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجَرُهُ بِالْمَدِينَةِ وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّا نَجْدُ فِي التَّوْرَاةِ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْمُخْتَارُ لَا فَظَّ وَلَا غَلِيظَ وَلَا صَخَّابَ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخِبٍ بِالْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتَّى أُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْمُتَعَوِّجَةَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ [ص: 361] بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا وَقُلْفًا فَبَلَّغُوا ذَلِكَ كَعْبًا، فَقَالَ: صَدَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ أَلَا إِنَّهَا بِلِسَانِهِمْ أَعْيُنًا عَمُومِيِّينَ، وَآذَانًا صَمُومِيِّينَ، وَقُلُوبًا غَلُوفِيِّينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيًّا قَالَ: مَا كَانَ بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ إِلَّا رَأَيْتُهُ إِلَّا الْحِلْمَ، وَإِنِّي أَسْلَفْتُهُ ثَلَاثِينَ دِينَارًا إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ فَتَرَكْتُهُ حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنَ الْأَجَلِ يَوْمٌ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ اقْضِ حَقِّي فَإِنَّكُمْ مَعَاشِرَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَطْلٌ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا يَهُودِيُّ الْخَبِيثُ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا مَكَانُهُ لَضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا حَفْصٍ نَحْنُ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَكُونَ أَمَرْتَنِي بِقَضَاءِ مَا عَلَيَّ وَهُوَ إِلَى أَنْ تَكُونَ أَعَنْتَهُ فِي قَضَاءِ حَقِّهِ أَحْوَجُ» قَالَ: فَلَمْ يَزِدْهُ جَهْلِي عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا قَالَ: «يَا يَهُودِيُّ، إِنَّمَا يَحِلُّ حَقُّكَ غَدًا» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا حَفْصٍ اذْهَبْ بِهِ إِلَى الْحَائِطِ الَّذِي كَانَ سَأَلَ أَوَّلَ يَوْمٍ، فَإِنْ رَضِيَهُ فَأَعْطِهِ كَذَا وَكَذَا صَاعًا وَزِدْهُ لِمَا قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا صَاعًا، فَإِنْ لَمْ يَرْضَ فَاعْطِهِ ذَلِكَ مِنْ حَائِطِ كَذَا وَكَذَا» ، فَأَتَى بِي الْحَائِطَ فَرَضِيَ تَمْرَهُ فَأَعْطَاهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا أَمَرَهُ مِنَ الزِّيَادَةِ، قَالَ: فَلَمَّا قَبَضَ الْيَهُودِيُّ تَمْرَهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا حَمَلَنِي عَلَى مَا رَأَيْتَنِي صَنَعْتُ يَا عُمَرُ إِلَّا أَنِّي قَدْ كُنْتُ رَأَيْتُ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صِفَتَهُ فِي التَّوْرَاةِ كُلَّهَا إِلَّا الْحِلْمَ، فَاخْتَبَرْتُ حِلْمَهُ الْيَوْمَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مَا وُصِفَ فِي التَّوْرَاةِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا التَّمْرَ وَشَطْرَ مَالِي فِي فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: أَوْ بَعْضِهِمْ، فَقَالَ: أَوْ بَعْضِهِمْ، قَالَ: وَأَسْلَمَ أَهْلُ بَيْتِ الْيَهُودِيِّ كُلُّهُمْ إِلَّا شَيْخًا كَانَ ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ فَعَسَا عَلَى الْكُفْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ [ص: 362] أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَا: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَمُلَيْحٌ أَخْبَرَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ مَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتَّى أُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ عَطَاءٌ فِي حَدِيثِ فُلَيْحٍ: ثُمَّ لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ فَمَا اخْتَلَفَ فِي حَرْفٍ إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ أَعْيُنًا عَمُومًى، وَآذَانًا صَمُومًى، وَقُلُوبًا غَلُوفًى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ لَيْسَ بِوَاهِنٍ، وَلَا كَسِيلٍ يَفْتَحُ أَعْيُنًا كَانَتْ عُمْيًا، وَيُسْمِعُ آذَانًا كَانَتْ صُمًّا وَيَخْتُنُ قُلُوبًا كَانَتْ غُلْفًا، وَيُقِيمُ سُنَّةً كَانَتْ عَوْجَاءَ حَتَّى يُقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخُوبٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةَ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43] قَالَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ [ص: 363] : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] الْآيَةَ قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ كَتَمُوا مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، قَالَ {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] قَالَ: مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ: لَا فَظَّ وَلَا غَلِيظَ وَلَا صَخَّابَ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ سَهْلٍ، مَوْلَى عُتَيْبَةَ أَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ أَهْلِ مَرِيسٍ وَأَنَّهُ كَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أُمِّهِ وَعَمِّهِ، وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ قَالَ: فَأَخَذْتُ مُصْحَفًا لِعَمِّي فَقَرَأْتُهُ حَتَّى مَرَّتْ بِي وَرَقَةٌ فَأَنْكَرْتُ كِتَابَتَهَا حِينَ مَرَّتْ بِي وَمَسِسْتُهَا بِيَدِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فَصُولُ الْوَرَقَةِ مُلْصَقٌ بِغِرَاءٍ، قَالَ: فَفَتَقْتُهَا فَوَجَدْتُ فِيهَا نَعْتَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّهُ لَا قَصِيرَ وَلَا طَوِيلَ، أَبْيَضُ، ذُو ضَفِيرَيْنِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمٌ، يُكْثِرُ الِاحْتِبَاءَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَالْبَعِيرَ، وَيَحْتَلِبُ الشَّاةَ، وَيَلْبَسُ قَمِيصًا مَرْقُوعًا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْكِبْرِ وَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ، اسْمُهُ أَحْمَدُ، قَالَ سَهْلٌ: فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى هَذَا مِنْ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ عَمِّي، فَلَمَّا رَأَى الْوَرَقَةَ ضَرَبَنِي وَقَالَ: مَا لَكَ وَفَتْحِ هَذِهِ الْوَرَقَةِ وَقِرَاءَتِهَا، فَقُلْتُ: فِيهَا نَعْتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَحْمَدُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 ذِكْرُ صِفَةِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، حَدَّثَنِي مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ لَهَا: حَدِّثِينِي بِأَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: أَلَسْتَ رَجُلًا عَرَبِيًّا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: «فَإِنَّ الْقُرْآنَ خُلُقُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنُ، قَالَ قَتَادَةُ: وَإِنَّ الْقُرْآنَ جَاءَ بِأَحْسَنِ أَخْلَاقِ النَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعُوا فَقَالُوا: لَوْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلْنَاهُنَّ عَمَّا نَحَلُوا عَلَيْهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْعَمَلِ لَعَلَّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ فَأَرْسَلُوا إِلَى هَذِهِ ثُمَّ هَذِهِ، فَجَاءَ الرَّسُولُ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ إِنَّكُمْ تُسْأَلُونَ عَنْ خُلُقِ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، وَخُلُقُهُ الْقُرْآنُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبِيتُ يُصَلِّي وَيَنَامُ وَيَصُومُ وَيُفْطِرُ وَيَأْتِي أَهْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ قَالَتْ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ لَهُ، وَكَانَ إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا، أَفَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا خَلَا فِي بَيْتِهِ، قَالَتْ: كَانَ أَلْيَنَ النَّاسِ وَأَكْرَمَ النَّاسِ وَكَانَ رَجُلًا مِنْ رِجَالِكُمْ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ ضَحَّاكًا بَسَّامًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ فَصَلَّى، وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ شُعْبَةُ [ص: 366] : وَفِي الصَّحِيفَةِ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَحَفِظَ شُعْبَةُ: قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ يُرَقِّعُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَعْمَلُ مَا تَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَرُبَّمَا قَالَتْ: قَامَ تَعْنِي بِالْمِهْنَةِ فِي خِدْمَةِ أَهْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْفُرَافِصَةِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْمَلُ عَمَلَ الْبَيْتِ، وَأَكْثَرُ مَا يَعْمَلُ الْخَيَاطَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ الَّذِي هُوَ الْأَيْسَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةَ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَنُعْمَانُ قَالَ عَفَّانُ: أَوْ أَحَدُهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ شَيْئًا يُؤْتَى إِلَيْهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يَضْرِبَ بِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا سُئِلَ شَيْئًا قَطُّ فَمَنَعَهُ إِلَّا أَنْ يُسْأَلَ مَأْثَمًا، فَإِنَّهُ كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، وَقَالَتْ: كَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ يُدَارِسُهُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَادِمًا لَهُ وَلَا امْرَأَةً وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَادِمًا قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرَهُمَا حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ الْإِثْمِ وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَكُونَ هُوَ يَنْتَقِمُ لَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ [ص: 368] كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَضْرِبِ امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ الشَّيْءَ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَهِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَقَالَ هِشَامٌ: عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أُتِيَ فِي غَيْرِ حَدٍّ إِلَّا عَفَا عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُتْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ يَعْنِي الزَّنْجِيَّ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: شَهِدْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ، فَقَالَ: لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ، وَخَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَكَادُ يَقُولُ لِشَيْءٍ لَا، فَإِذَا هُوَ سُئِلَ فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ قَالَ: «نَعَمْ» ، وَإِذَا لَمْ يُرِدْ أَنْ يَفْعَلَ سَكَتَ، فَكَانَ قَدْ عُرِفَ ذَلِكَ مِنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ [ص: 369] بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ فَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالٍ وَهُوَ هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ وَابْنُ أَبِي هِلَالِ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمُعَاتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَتْ خَصْلَتَانِ لَا يَكِلُهُمَا إِلَيَّ أَحَدٌ: الْوُضُوءُ مِنَ اللَّيْلِ حِينَ يَقُومُ، وَالسَّائِلُ يَقُومُ حَتَّى يُعْطِيَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُرَ خَارِجًا مِنَ الْغَائِطِ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ مِخْضَبٍ لِي صُفْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا حَمْزَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ [ص: 370] إِلَّا أَنْ يُؤْذَى فِي اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكِلُ صَدَقَتَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَلَ وَضُوءَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُهَيِّءُ وَضُوءَهُ لِنَفْسِهِ حَتَّى يَقُومَ مِنَ اللَّيْلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُرْدِفُ بَعْدَهُ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كَانَتْ فِي النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خِصَالٌ لَيْسَتْ فِي الْجَبَّارِينَ كَانَ لَا يَدْعُوهُ أَحْمَرُ وَلَا أَسْوَدُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَجَابَهُ، وَكَانَ رُبَّمَا وَجَدَ تَمْرَةً مُلْقَاةً فَيَأْخُذُهَا فَيَهْوِي بِهَا إِلَى فِيهِ وَإِنَّهُ لَيَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ عُرْيًا لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكِبَ حِمَارًا عُرْيًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبْعِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ الْمُقْرَئِيِّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجَابَ دَعْوَةَ عَبْدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَازَةَ وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيَأْتِي دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ خِطَامُهُ لِيفٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْعُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ وَيَقُولُ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ» وَكَانَ يَعْقِلُ شَاتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُقَاتِلِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ» وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَجْلِسُ مُحْتَفِزًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَأَخْبَرُوهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ النَّبِيُّ صلّى الله [ص: 372] عليه وسلم وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَنَّ الْحَسَنَ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم قَالَ: هَذَا نَبِيِّي هَذَا خِيَارِي ائْتَسُوا بِهِ، وَخُذُوا فِي سُنَّتِهِ وَسَبِيلِهِ لَمْ يَكُنْ تُغْلَقُ دُونَهُ الْأَبْوَابُ، وَلَا تَقُومُ دُونَهُ الْحُجَّةُ، وَلَا يُغْدَى عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ، وَلَا يُرَاحُ عَلَيْهِ بِهَا، يَجْلِسُ بِالْأَرْضِ، وَيَأْكُلُ طَعَامَهُ بِالْأَرْضِ، وَيَلْبَسُ الْغَلِيظَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ بَعْدَهُ، وَيَلْعَقُ أَصَابِعَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: «مَنْ يَرْغَبْ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ، وَيَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا ضَحِكُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: جَالَسْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ فِي الْمَسْجِدِ وَأَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ [ص: 373] أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْوَدَ وَلَا أَنْجَدَ وَلَا أَشْجَعَ وَلَا أَوْضَأَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَشْجَعَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ، قَالَ: فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ سَبَقَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ: «لَنْ تُرَاعُوا» وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: «لَنْ تُرَاعُوا» وَقَالَ: وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ يَعْنِي الْفَرَسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا فَاسْتَحْضَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 ذِكْرُ مَا أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْجِمَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهَا، فَأُعْطِيتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضْعَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَأُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِضْعَ ثَمَانِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ صَارَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمُ عَلَى الْقَلَانِسِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 ذِكْرُ إِعْطَائِهِ الْقَوَدَ مِنْ نَفْسِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْتَأْدِيهِ عَلَى أَمِيرٍ ضَرَبَهُ، فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُقِيدَهُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَتُقِيدُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِذًا لَا نَعْمَلُ لَكَ عَلَى عَمَلٍ، قَالَ: لَا أُبَالِي أَلَّا أُقِيدَ مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ [ص: 375] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْطِي الْقَوَدَ مِنْ نَفْسِهِ، قَالَ: أَفَلَا نُرْضِيهِ؟ قَالَ: أَرْضُوهُ إِنْ شِئْتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقَادَ مِنْ خَدْشٍ مِنْ نَفْسِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَقَادَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ، وَأَقَادَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَقَادَ عُمَرُ مِنْ نَفْسِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 بَابُ صِفَةِ كَلَامِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا، يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ فَصْلٍ يَحْفَظُهُ مَنْ سَمِعَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَرْتِيلٌ وَتَرْسِيلٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 بَابُ صِفَةِ قِرَاءَتِهِ صلّى الله عليه وسلم فِي صَلَاتِهِ وَغَيْرِهَا، وَحُسْنِ صَوْتِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُعْرَفُ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَوَصَفْتُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] قَالَ: فَوَصَفَتْ حَرْفًا حَرْفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَتْ مَدًّا، ثُمَّ قَالَ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يَمُدُّ (بِسْمِ اللَّهِ) وَيَمُدُّ (الرَّحْمَنَ) وَيَمُدُّ (الرَّحِيمَ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الصَّوْتِ، حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، فَبَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ، وَلَمْ يَكُنْ يُرَجِّعُ، وَلَكِنْ كَانَ يَمُدُّ بَعْضَ الْمَدِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْعِرْقِ، أَخْبَرَنَا الطَّيِّبُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَتْنَا عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 ذِكْرُ صِفَتِهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خُطْبَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 377] كَانَ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صَبَّحَتْكُمْ أَوْ مَسَّتْكُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى، ثُمَّ يَقُولُ: «أَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ مَنْ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ بِمِخْصَرَةٍ فِي يَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 ذِكْرُ حُسْنِ خُلُقِهِ وَعِشْرَتِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ أَطْلَقَ كُلَّ أَسِيرٍ وَأَعْطَى كُلَّ سَائِلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْبِرَ النَّاسِ عَلَى أَوْزَارِ النَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ، وَمَا اطَّلَعَ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَبْخَلُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ أَحْدَثَ تَوْبَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التغلبيُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا لَقِيَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لَمْ يَنْزَعْ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزَعُهَا، وَلَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُهُ، وَلَمْ يُرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي دِرْهَمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ وَشَمَمْتُ الْعِطْرَ كُلَّهُ فَلَمْ أَشُمَّ نَكْهَةً أَطْيَبَ مِنْ نَكْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَامَ مَعَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَإِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَلَمْ يَنْزَعْ يَدَهُ مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ أُذُنَهُ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ لَمْ يَنْزَعْهَا عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزَعُهَا عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه [ص: 379] وسلم كَانَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ فَرَأَى فِي وَجْهِهِ بِشْرًا أَخَذَ بِيَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ وَلَمْ يُكَوِّنْهُ يَعْمَلُ بِهِ مَرَّةً وَيَدَعَهُ مَرَّةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 ذِكْرُ صِفَتِهِ فِي مَشْيِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى مَشَى مَشْيَ السُّوقِيِّ لَيْسَ بِالْعَاجِزِ وَلَا الْكَسْلَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَكُنْتُ إِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي فَالْتَفَتُّ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَلْتَفِتُ إِذَا مَشَى، وَكَانَ رُبَّمَا تَعَلَّقَ رِدَاؤُهُ بِالشَّجَرَةِ أَوْ بِالشَّيْءِ فَلَا يَلْتَفِتُ وَكَانُوا يَضْحَكُونَ، وَكَانُوا قَدْ أَمِنُوا الْتِفَاتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى أَسْرَعَ حَتَّى يُهَرْوِلَ الرَّجُلُ وَرَاءَهُ فَلَا يُدْرِكُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي [ص: 380] هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى لَهُ إِنَّا لَنُجْهَدُ وَهُوَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 ذِكْرُ صِفَتِهِ فِي مَأْكَلِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَا رؤِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رِجْلَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، كِلَاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا آكُلُ مُتَّكِئًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ أَكْلَ الْمُلُوكِ؟ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ قَبْلَهَا، وَمَعَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ الْمَلَكُ وَجِبْرِيلُ صَامِتٌ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى [ص: 381] جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَأْمِرِ لَهُ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا» قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَأْكُلْ مُنْذُ قَالَهَا مُتَّكِئًا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَةُ لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِيَ جِبَالُ الذَّهَبِ أَتَانِي مَلَكٌ، وَإِنَّ حُجْزَتَهُ لَتُسَاوِي الْكَعْبَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا فَأَشَارَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ ضَعْ نَفْسَكَ فَقُلْتُ: نَبِيًّا عَبْدًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا وَيَقُولُ: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قِرَاءَةً عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّ ابْنَ كَعْبِ بْنَ عُجْرَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، قَالَ هِشَامٌ: بِالْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا وَالْوسْطَى، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَمْسَحَهَا قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا فَلَعِقَ قَبْلُ الْوسْطَى، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ الْإِبْهَامَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا فَقُلْتُ: «لَا يَا رَبِّي، وَلَكِنِّي أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا» وَقَالَ: ثَلَاثًا أَوْ نَحْوَ ذَا: «فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 ذِكْرٌ مِنْ مَحَاسِنِ أَخْلَاقِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ فَرَأَيْتُ صِبْيَانًا فَقَعَدْتُ مَعَهُمْ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَى الصِّبْيَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَلَ وَصِيفَةً لَهُ فَأَبْطَأَتْ، فَقَالَ: «لَوْلَا الْقِصَاصُ لَأَوْجَعْتُكَ بِهَذَا السِّوَاكِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ فَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ أَدْنَى رُكْبَتَيْنِ مِنْ رُكْبَةِ جَلِيسِهِ، وَلَا صَافَحَهُ إِنْسَانٌ فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُفَارِقُهُ، وَلَا قَاوَمَهُ إِنْسَانٌ فَانْصَرَفَ عَنْهُ حَتَّى يَكُوَنَ هَوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلَا قَالَ: أَلَا صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلَقَدْ شَمِمْتُ الْعِطْرَ فَمَا شَمِمْتُ رِيحَ شَيْءٍ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَصْغَى إِلَيْهِ رَجُلٌ فَنَحَّى رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَتَنَحَّى عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: كَفَى بِالْإِسْلَامِ وَالشَّيْبِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا [ص: 383] وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَفَى بِالْإِسْلَامِ وَالشَيْبِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا عَلَّمَكَ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ يَتَمَثَّلُ شِعْرًا قَطُّ؟ قَالَتْ: كَانَ أَحْيَانًا إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ يَقُولُ: « [البحر الطويل] وَيَأْتِيكِ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ يُرَدِّدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا وَاصِلٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْجَهْضَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، جَمِيعًا، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَبُولُ قَائِمًا مُنْذُ نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمِرْفَقَ لَبِسَ حِذَاءَهُ وَغَطَّى رَأْسَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يُهْرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ فَيَقُولُ: «وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ [ص: 384] ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَطُّ، وَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فَرْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَطُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْغَائِطَ لَمْ يَرْفَعْ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يُرِيدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُومُ حَتَّى تَرِمَ رِجْلَاهُ أَوْ قَدَمَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَكَانَ يَقُولُ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَزَعَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِصَامٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ [ص: 385] فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ: «هُوَ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ» قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مِنْدَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمِّيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا عَطَسَ غَضَّ صَوْتَهُ وَغَطَّى وَجْهَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُؤَخِّرَ سُحُورَنَا وَنُعَجِّلَ إِفْطَارِنَا وَأَنْ نُمْسِكَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي صَلَاتِنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: مَا رُئِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُتَثَاوِبًا فِي صَلَاةٍ قَطُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ قَطُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً أَكْثَرَ الصُّمَاتَ وَأَكْثَرَ حَدِيثَ نَفْسِهِ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّمَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِأَمْرِ الْمَيِّتِ وَمَا يَرِدُ عَلَيْهِ وَمَا هُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَذْكُرُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ خَالَتِي فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلَ، فَأُتِيَ بِمِنْدِيلٍ فَلَمْ يَمَسَّهُ وَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا قَالَ: يَعْنِي يَنْفُضُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ: «بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي» وَأَدْخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ ذَقَنِهِ كَأَنَّهُ يَرْفَعُ لِحْيَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: أُخْبِرْتُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بِهَا عِنْدَ الْوُضُوءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي طُهُورِهِ وَفِي تَرَجُّلِهِ وَفِي تَنَعُّلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ وَيُسَمِّي فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ يَعْنِي يَنْسَاهَا رَبَطَ فِي خِنْصَرِهِ أَوْ فِي خَاتَمِهِ الْخَيْطَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ قَدْ أَفْطَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ عَلَى تَمَرَاتٍ ثُمَّ يَغْدُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَا يَقْعُدُ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ حَتَّى يُضَاءَ لَهُ بِالسِّرَاجِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يُقَامُ لِي إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى لَهُ بِالْبَاكُورَةِ فَيُقَبِّلُهَا وَيَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ كَمَا أَرَيْتَنَا أَوَّلَهُ فَأَرِنَا آخِرَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ [ص: 388] مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 ذِكْرُ قَبُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْهَدِيَّةَ وَتَرْكِهِ الصَّدَقَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُلَيْكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ قَالَ: «أَهَدِيَّةٌ أَوْ صَدَقَةٌ؟» فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ لَمْ يَأْكُلْ وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ أَكَلَ " قَالَ: فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ بِجَفْنَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «هَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟» فَقَالُوا: هَدِيَّةٌ فَأَكَلَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَلَسَ مُحَمَّدٌ جِلْسَةَ الْعَبْدِ فَفَهِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَأَنَا عَبْدٌ وَأَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ قَالَ: «أَصَدَقَةٌ أَوْ هَدِيَّةٌ؟» فَإِنْ قَالُوا: صَدَقَةٌ صَرَفَهَا إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَإِنْ قَالُوا: هَدِيَّةٌ أَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ، ثُمَّ دَعَا أَهْلَ الصُّفَّةِ إِلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: «كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ طَلْقٍ، امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ عَنْ جَدِّي أَبِي عَمِيرَةَ رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: «مَا هَذَا أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلْ صَدَقَةٌ، فَقَالَ: «قَدِّمْهَا إِلَى الْقَوْمِ» قَالَ: وَالْحَسَنُ يَتَعَفَّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ، ثُمَّ قَذَفَهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَتْ أُخْتِي تَبْعَثُنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْهَدِيَّةِ فَيَقْبَلُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ مَالِكٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَهْدَى كِسْرَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتْ لَهُ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ يَعْنِي إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ لَقَبِلْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأُتِيَ بِطَعَامٍ لَيْسَ فِيهِ لَحْمٌ، فَقَالَ: «أَلَمْ أَرَ عِنْدَكُمْ بُرْمَةً؟» قَالُوا: بَلَى تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يُتَصَدَّقْ بِهِ عَلَيَّ وَلَوْ أَطْعَمْتُمُونِي لَأَكَلْتُ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ عَلَى بَرِيرَةَ صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ يَعْنِي مِنْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيَّ الصَّدَقَةَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي لَأَرَى التَّمْرَةَ مُلْقَاةٌ فِي بَيْتِي أَشْتَهِيهَا فَيَمْنَعُنِي مِنْ أَكْلِهَا مَخَافَةَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِتَمْرَةٍ مَطْرُوحَةٍ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا» قَالَ: وَمَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِتَمْرَةٍ مَطْرُوحَةٍ فَأَكَلَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَائِمًا فَتَحَرَّكَ مِنَ اللَّيْلِ فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ فَأَخَذَهَا [ص: 391] فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَلَا يَأْتِيهِ النَّوْمُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِبَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا، ثُمَّ تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ الصَّدَقَةَ أَوْسَاخُ النَّاسِ فَلَا تَأْكُلُوهَا وَلَا تَعْمَلُوا عَلَيْهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 ذِكْرُ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا كَانَ يُعْجِبُهُ مِنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْحُلْوُ وَالْعَسَلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا خَيَّاطٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدْ دَعَاهُ فَأَتَاهُ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، فَإِذَا فِيهَا قَرْعٌ، فَجَعَلْتُ أَرَاهُ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ فَجَعَلْتُ أُقَدِّمُهُ قُدَّامَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ أَزَلْ يُعْجِبُنِي الْقَرْعُ مُنْذُ رَأَيْتُهُ يُعْجِبُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ أَوْ قَالَ: الْقَرْعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ [ص: 392] ، عَنْ أَبِي طَالُوتَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَأْكُلُ الْقَرْعَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا لَكِ شُجَيْرَةً مَا أُحِبُّكِ إِلَّا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّاكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ عِنْدَنَا دُبَّاءٌ آثَرْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ قِثَّاءً بِرُطَبٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتِي الْقِدْرَ فَيَأْخُذُ الذِّرَاعَ مِنْهَا فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ وَلَا يُمَضْمِضُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو السَّكَنِ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَتَمَضْمَضَ وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ مِمَّا تَهْدِي الشَّيْءَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَذَاكَ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ كَتِفًا، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَسْحَاهَا وَالنَّبِيُّ يَأْكُلُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَحْمًا وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: ذَبَحْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَاةً فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ ثُمَّ قَالَ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟ فَقَالَ: «لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مَا دَعَوْتُ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرُّطَبِ وَالطَّبِيخِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُوهُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الثَّرِيدَ مِنَ الْخُبْزِ، وَالثَّرِيدَ مِنَ التَّمْرِ يَعْنِي الْحَيْسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ يَعْنِي الثَّرِيدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ تَمْرًا، فَإِذَا مَرَّ بِحَشَفَةٍ أَمْسَكَهَا فِي يَدِهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَعْطِنِي هَذِهِ الَّتِي بَقِيَتْ قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أَرْضَى لَكُمْ مَا أَسْخَطُهُ لِنَفْسِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ أُهْدِيَ لَهُ صَحْفَةٌ نَقِيُّ يَعْنِي حُوَّارَى فَقَالَ: مَا هَذَا؟ إِنَّ هَذَا الطَّعَامَ مَا رَأَيْتُهُ، قَالَ: مَا كَانَ يَأْكُلُهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: لَا وَلَا رَآهُ بِعَيْنِهِ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يُطْحَنُ لَهُ الشَّعِيرُ فَيُنْفَخُ نَفْخَتَيْنِ ثُمَّ يُصْنَعُ لَهُ فَيَأْكُلُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [ص: 394] قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا يُنْخَلُ لِي الدَّقِيقُ بَعْدَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ وَأَجْرٍ زُغْبٍ، قَالَتْ: فَأَكَلَ مِنْهُ وَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّهِ حُلِيًّا أَوْ ذَهَبًا، وَقَالَ: «تَحَلِّي بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنَ السُّقْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَبَقٌ مِنْ رُطَبٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَأَخَذَ يُنَاوِلُنِي قُبْضَةً قُبْضَةً يُرْسِلُ بِهِ إِلَى نِسَائِهِ وَأَخَذَ قُبْضَةً مِنْهَا فَأَكَلَهَا وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ فَنَاوَلَهَا فَأَكَلْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 ذِكْرُ مَا كَانَ يَعَافُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ يَدَيَّ فِيهِ حَتَّى كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَجَلْ إِنَّ فِيهِ [ص: 395] بَصَلًا فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَهُ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ الَّذِي يَأْتِينِي، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثُومٌ، فَوَجَدَ رِيحَ الثُّومِ فَكَفَّ يَدَهُ، فَكَفَّ مُعَاذٌ يَدَهُ، فَكَفَّ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَكُمْ؟» فَقَالُوا: كَفَفْتَ يَدَكَ فَكَفَفْنَا أَيْدِيَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَخْرٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِسَوِيقِ لُوزٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَخِّرُوهُ هَذَا شَرَابُ الْمُتْرَفِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَوِيقٍ مِنْ سَوِيقِ اللُّوزِ فَلَمَّا خِيفَ لَهُ، قَالَ: «مَاذَا؟» قَالُوا: سَوِيقُ اللُّوزِ، قَالَ: «أَخِّرُوهُ عَنِّي هَذَا شَرَابُ الْمُتْرَفِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ الْحَمِيدِ، عَنْ وَاقِدٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمْنٌ وَأَقْطٌ وَضَبٌّ» قَالَ: فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالْأَقْطِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلضَّبِّ: «إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا أَكَلْتُهُ قَطُّ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَأْكُلْهُ» ، فَقَالَ: فَأُكِلَ عَلَى خِوَانِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ أُتِيَ بِضَبٍّ فَقَالَ: «أُمَّةٌ مُسِخَتْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ [ص: 396] زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَصَبْنَا ضِبَابًا فَشَوَيْنَاهَا، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا بِضَبٍّ فَأَخَذَ عُودًا فَجَعَلَ يَعُدُّ أَصَابِعَهُ، فَقَالَ: " مُسِخَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ دَوَابَّ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدْرِي أَيَّ دَوَابٍّ هِيَ؟ قَالَ: فَلَمْ يَأْكُلْهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ إِذْ قَرَّبَتْ إِلَيْهِ خَوَانًا عَلَيْهِ لَحْمُ ضَبٍّ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْرِي مَا هَذَا؟ قَالَ: «لَا» قَالَتُ: هَذَا لَحْمُ ضَبٍّ، قَالَ: «هَذَا لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ» وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لَا» وَقَالَ: «كُلُوا» فَأَكَلَ الْفَضْلُ وَخَالِدٌ وَالْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ مِنْ شَيْءٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَضُبٍّ فِي جَفْنَةٍ وَقَدْ صُبَّ عَلَيْهَا سَمْنٌ، فَقَالَ: «كُلُوا» وَلَمْ يَأْكُلْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَأْكُلُ وَلَا تَأْكُلُ فَقَالَ: «إِنِّي أَعَافُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُتِيَ بِضَبٍّ فَقَالَ: «اقْلِبُوهُ لِظَهْرِهِ» فَقَلَبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: «اقْلِبُوهُ لِبَطْنِهِ» فَقَلَبُوهُ، فَقَالَ: «تَاهَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 397] وسلم أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَقَالَتْ: أَلَا أُطْعِمُكُمْ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَنَا أُمُّ عَقِيقٍ فَقَالَ: «بَلَى» فَجِيءَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ فَتَبَزَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: كَأَنَّكَ تَقْذَرُهُ، قَالَ: «أَجَلْ» قَالَتْ: أَلَا أَسْقِيكُمْ مِنْ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَنَا؟ قَالَ: «بَلَى» قَالَ: فَجِيءَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: «اشْرَبْ هُوَ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهِ خَالِدًا» فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِي مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالْأَقِطِ وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا، قَالَ: وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَوَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " نَادَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُ فِي الضَّبِّ، قَالَ: «لَسْتُ بِآكِلِهِ وَلَا مُحَرِّمِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أُتِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضَبٍّ فَقَالَ: «إِنَّا قَوْمٌ قَرَوِيُّونَ وَإِنَّا نَعَافُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 ذِكْرُ مَا حُبِّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَحْبَبْتُ مِنْ عَيْشِ الدُّنْيَا إِلَّا الطِّيبَ وَالنِّسَاءَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: مَا نَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَيْشِ الدُّنْيَا إِلَّا الطِّيبَ وَالنِّسَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ يُعْجِبُ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: الطِّيبُ وَالنِّسَاءُ وَالطَّعَامُ فَأَصَابَ اثْنَتَيْنِ وَلَمْ يُصِبْ وَاحِدَةً أَصَابَ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ وَلَمْ يُصِبِ الطَّعَامَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: لَمْ يُصِبْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: مَا كَانَ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَيْلِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا بَلِ النِّسَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نَعْرِفُ خُرُوجَ [ص: 399] النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِرِيحِ الطِّيبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْرَفُ بِرِيحِ الطِّيبِ إِذَا أَقْبَلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا، كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ وَزَعَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُرِضَ عَلَيْهِ طَيِّبٌ قَطُّ فَرَدَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا أُمَّهْ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَطَيَّبُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِذِكَارَةِ الطِّيبِ، قُلْتُ: وَمَا ذِكَارَةُ الطِّيبِ؟ قَالَتِ: الْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَهُ سُكٌّ يَتَطَيَّبُ مِنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرُوا الْمِسْكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَسْتَحِبُّ هَذَا الْخَلُوقَ فَقَالَ: كَانَ أَحَبَّ الطِّيبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله [ص: 400] عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ إِذَا اسْتَجْمَرَ يَجْعَلُ الْكَافُورَ عَلَى الْعُودِ، ثُمَّ يَسْتَجْمِرُ بِهِ وَيَقُولُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَجْمِرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 ذِكْرُ شِدَّةِ الْعَيْشِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَا: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَبِيتُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمُ الشَّعِيرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ، صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ جَاءَتْ بِكَسْرَةِ خُبْزٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الْكِسْرَةُ يَا فَاطِمَةُ؟» قَالَتْ: قُرْصٌ خَبَزْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتَكَ بِهَذِهِ الْكِسْرَةِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ دَخَلَ فَمَ أَبِيكِ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي طَلِيقٍ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ جَزْءٍ أَبُو بَحْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَشُدُّ صُلْبَهُ بِالْحَجَرِ مِنَ الْغَرَثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُحَدِّثُنِي ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ بَكَتْ، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: مَا مَلَأْتُ بَطْنِي مِنْ [ص: 401] طَعَامٍ فَشِئْتُ أَنْ أَبْكِيَ إِلَّا بَكَيْتُ، أَذَكَرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْجَهْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: مَا أَشْبَعُ فَأَشَاءُ أَنْ أَبْكِيَ إِلَّا بَكَيْتُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ تَأْتِي عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ مَا يَشْبَعُ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ غَدَاءً وَعَشَاءً مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ثَلَاثًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى قُبِضَ، وَمَا رُفِعَ عَنْ مَائِدَتِهِ كِسْرَةٌ فَضْلًا حَتَّى قُبِضَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ لَا يُوقَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ بُيُوتِهِ نَارٌ لَا لِخُبْزٍ وَلَا لِطَبِيخٍ، قَالُوا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: بِالْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، قَالَ: وَكَانَ لَهُ جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا لَهُمْ مَنَائِحُ يُرْسِلُونَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ لَبَنٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: مَا كَانَ يَفْضُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ [ص: 402] بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ» وَإِنَّهَا لَتِسْعَةُ أَبْيَاتٍ، وَاللَّهِ مَا قَالَهَا اسْتِقْلَالًا لَرِزْقِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ تَأَسَّى بِهِ أُمَّتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم اللَّيَالِي مَا يَجِدُونَ فِيهَا عَشَاءً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ بَعْضِ بَنِي الْوَلِيدِ مَوْلَى الْأَخْنَسِيِّينَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى طَعَامٍ لَنَا فِي مَخْرَجٍ لَنَا طَلَعَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَحَّبْنَا بِهِ، وَقُلْنَا: هَلُمَّ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَذُوقُهُ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُهُ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَفَعْنَا لَهُ فَضْلَ طَعَامٍ عَنْ شِبَعٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ إِلَّا أَنْ نَرْفَعَهُ لِغَائِبٍ، فَقِيلَ لَهَا: مَا كَانَتْ مَعِيشَتُكُمْ؟ قَالَتِ: الْأَسْوَدَانِ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَقَالَتْ: وَكَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَهُمْ رَبَائِبُ يَسْقُونَنَا مِنْ لَبَنِهَا جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى قُبِضَ، وَمَا رُفِعَتْ عَنْ مَائِدَتِهِ كِسْرَةٌ فَضْلًا حَتَّى قُبِضَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ يَوْمَيْنِ تِبَاعًا فَصَاعِدًا إِلَّا مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُطِيعٌ، حَدَّثَنِي كُرْدُوسٌ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا ذَكَرَتْ " أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَمْ يَشْبَعُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِسَبِيلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم شَهْرٌ لَا نَخْبِزُ فِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا كَانَ يَأْكُلُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ لَبَنٍ يُهْدُونَ مِنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لَنَا جَلِيسًا، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، وَإِنَّهُ انْقَلَبَ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا دَخَلْنَا بَيْتَهُ وَدَخَلَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ مَعَنَا، وَأَتَانَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَلَمَّا وُضِعَتْ بَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: فَارَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُ بَيْتِهِ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، وَلَا أُرَانَا أَخَّرْنَا لِهَذَا لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْكِسَرِ الْيَابِسَةِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا وَأَصْبَحْتُمْ تَهْدُرُونَ بِالدُّنْيَا وَنَقَرَ بِأَصَابِعِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَمُرُّ بِالْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ وَهُوَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، فَقَالَ: مَا هَذَا الطَّعَامُ؟ قَالَ: خُبْزُ النَّقِيِّ، وَاللَّحْمُ السَّمِينُ، قَالَ: وَمَا النَّقِيُّ؟ قَالَ: الدَّقِيقُ، فَتَعَجَّبَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: عَجَبًا لَكَ يَا مُغِيرَةُ [ص: 404] ، رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَبِعَ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ مَرَّتَيْنِ فِي يَوْمٍ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ تَهْدُرُونَ هَهُنَا الدُّنْيَا بَيْنَكُمْ، وَنَقَرَ بِإِصْبَعِهِ يَقُولُ كَأَنَّهُمْ صِبْيَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُجْمَعْ لَهُ غَدَاءٌ، وَلَا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: شَهِدْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَلِيمَةً مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ فَقَالَ يَوْمًا: كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا بِعَيْنِهِ حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ وَلَا شَاةً سَمِيطًا قَطُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا اجْتَمَعَ فِي بَطْنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم طَعَامَانِ فِي يَوْمٍ قَطُّ إِنْ أَكَلَ لَحْمًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَكَلَ تَمْرًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَكَلَ خُبْزًا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ وَكَانَ رَجُلًا مِسْقَامًا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَنْعَتُ لَهُ فَيَتَدَاوَى بِمَا تَنْعَتُ لَهُ الْعَرَبُ، وَكَانَتِ الْعَجَمُ تَنْعَتُ لَهُ فَيَتَدَاوَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْبَعْ مَرَّتَيْنِ فِي يَوْمٍ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، قَالَتْ: وَإِنْ كَانَ لَيُهْدَى لَنَا قِنَاعٌ فِيهِ تَمْرٌ فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إِهَالَةٍ فَنَفْرَحُ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي [ص: 405] ابْنَ هِلَالٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ قَائِمَةَ شَاةٍ لَيْلًا فَقَطَّعْتُ وَأَمْسَكَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَوْ قَطَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَمْسَكْتُ عَلَيْهِ قَالَ: فَقِيلَ لَهَا: عَلَى غَيْرِ مِصْبَاحٍ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مِصْبَاحٌ لَائْتَدَمْنَا بِهِ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ شَهْرٌ مَا يَخْبِزُونَ خُبْزًا وَلَا يَطْبُخُونَ قِدْرًا قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِصَفْوَانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْتِي عَلَيْهِمُ الشَّهْرَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَضْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: إِنِّي لَجَالِسَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ فَأَهْدَى لَنَا أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ شَاةٍ، فَإِنِّي لَأُقَطِّعُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ظُلْمَةِ الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا قَائِلٌ: أَمَا كَانَ لَكُمْ سِرَاجٌ؟ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ لَنَا مَا يُسْرَجُ بِهِ أَكَلْنَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمِيعٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَتْنَا لَيْلَةً قَائِمَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي بَكْرٍ تَعْنِي مَسْلُوخًا فَأَنَا أَمْسِكُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُقَطِّعُ، أَوِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَمْسِكُ عَلَيَّ وَأَنَا أُقَطِّعُ، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا كَانَ عِنْدَكُمْ حِينَئِذٍ مِصْبَاحٌ؟ قَالَتْ " لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا مِصْبَاحًا أَكَلْنَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَذْكُرُ [ص: 406] مَا فُتِحَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْتَوِي يَوْمَهُ مِنَ الْجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ: احْمَدُوا اللَّهَ فَرُبَّمَا أَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْيَوْمَ يَظَلُّ يَلْتَوِي مَا يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَوْ نَبِيُّكُمْ يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ وَمَا تَرْضَوْنَ دُونَ أَلْوَانِ التَّمْرِ وَالزُّبْدِ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ وَأَلْوَانِ الثِّيَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَازِنِيُّ أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي وَالِدِي قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْنَا: سَلَامٌ عَلَيْكِ يَا أُمَّهْ فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ثُمَّ بَكَتْ، فَقُلْنَا: مَا بُكَاؤُكِ يَا أُمَّهْ؟ قَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَأْكُلُ مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ حَتَّى يَلْتَمِسَ لِذَلِكَ دَوَاءً يُمْرِئُهُ، فَذَكَرْتُ نَبِيَّكُمْ صلّى الله عليه وسلم فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَمْلَأْ بَطْنَهُ فِي يَوْمٍ مِنْ طَعَامَيْنِ، كَانَ إِذَا شَبِعَ مِنَ التَّمْرِ لَمْ يَشْبَعْ مِنَ الْخُبْزِ، وَإِذَا شَبِعَ مِنَ الْخُبْزِ لَمْ يَشْبَعْ مِنَ التَّمْرِ فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَدْرَكَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّي عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَمْكُثُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مَا نُوقِدُ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنَارٍ مِصْبَاحًا وَلَا غَيْرَهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ: فَبِمَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ؟ فَقَالَتْ: بِالْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا بِسْطَامٌ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ أَبِي لَقَدْ غَبَرْنَا مَعَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ، ثُمَّ قَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي مَا الْأَسْوَدَانِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّهْرِيُّ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ يَقُولُ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَمْرٌ فَأَخَذَ يَهْدِيهِ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْهُ مُقْعِيًا مِنَ الْجُوعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ، بَعَثَتْ مَعَهُ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَعَلَ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ثُمَّ أَكَلَ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنْ يَهُودِيًّا دَعَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ فَأَجَابَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعْنَا مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، صَفِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعَ النَّاسُ مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْأَعَزِّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، سَمِعَهُ يَقُولُ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُبْعَتَيْنِ فِي يَوْمٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ [ص: 408] : مَا رُفِعَ مِنْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْءٌ قَطُّ وَلَا حُمِلَتْ مَعَهُ طِنْفِسَةٌ يَجْلِسُ عَلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا فَرْقَدُ السِّنْجِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنِي شَهِيدٌ، حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَهْلٍ أَكَانَتِ الْمَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مُنْخُلًا فِي ذَاكَ الزَّمَانِ، وَمَا أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الشَّعِيرَ مَنْخُولًا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهَا ثُمَّ نَنْفُخُ قِشْرَهَا فَيَطِيرُ مَا طَارَ وَنَسْتَمْسِكُ مَا اسْتَمْسَكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَافِعٍ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ مُنْخُلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا فَائِدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: مَا كَانَ لَنَا مُنْخُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّمَا كُنَّا نَنْسِفُ الشَّعِيرَ إِذَا طُحِنَ نَسْفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ دُومَانَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ [ص: 409] بِكَ مِنَ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ طَعَامِهِ خُبْزَ الشَّعِيرِ وَالتَّمْرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: رُئِيَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم دُبَّاءٌ فَقِيلَ: مَا تَصْنَعُونَ بِهِ؟ قَالُوا نُكَثِّرُ بِهِ الطَّعَامَ قَالَ غَيْرُ مَنْصُورٍ: نَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الْعِيَالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَجُوعُ قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ الْجُوعُ؟ قَالَ: لِكَثْرَةِ مَنْ يَغْشَاهُ وَأَضْيَافُهُ وَقَوْمٌ يَلْزَمُونَهُ لِذَلِكَ فَلَا يَأْكُلُ طَعَامًا أَبَدًا إِلَّا وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ وَأَهْلُ الْحَاجَةِ يَتَتَبَّعُونَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا فَتْحَ اللَّهُ خَيْبَرَ اتَّسَعَ النَّاسُ بَعْضَ الِاتِّسَاعِ وَفِي الْأَمْرِ بَعْدُ ضِيقٌ وَالْمَعَاشُ شَدِيدٌ هِيَ بِلَادُ ظَلَفٍ لَا زَرْعَ فِيهَا إِنَّمَا طَعَامُ أَهْلِهَا التَّمْرُ وَعَلَى ذَلِكَ أَقَامُوا قَالَ مَخْرَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُورُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْذُ يَوْمَ نَزَلَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ وَغَيْرُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَتَوَاسُونَ وَلَكِنَّ الْحُقُوقَ تَكْثُرُ وَالْقُدَّامُ يَكْثُرُونَ وَالْبِلَادُ ضَيِّقَةٌ لَيْسَ فِيهَا مَعَاشٌ إِنَّمَا تَخْرُجُ ثَمَرَتُهُمْ مِنْ مَاءٍ ثَمِرٍ يَحْمِلُهُ الرِّجَالُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ أَمِ الْإِبِلُ، وَالْإِبِلُ أَكَلَ ذَلِكَ وَرُبَّمَا أَصَابَ نَخْلَهُمُ الْقُشَامُ فَيُذْهِبُ ثَمَرَتَهُمْ تِلْكَ السَّنَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَقُولُ: كُلُّ مَا اشْتَدَّ مِنَ الْأَمْرِ فَهُوَ ظَلَفٌ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الْقُشَامُ شَيْءٌ يُصِيبُ الْبَلَحَ بِمِثْلِ الْجُدَرِيِّ فَيُقَيَّرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مَلَأَ آدَمَيُّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أَكْلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 ذِكْرُ صِفَةِ خَلْقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ، ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيُّ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ سَأَلَ عَلِيًّا وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ عَنْ نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصِفَتِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا حُمْرَةً أَدْعَجَ الْعَيْنِ سَبِطَ الشَّعْرِ كَثَّ اللِّحْيَةِ سَهْلَ الْخَدِّ ذَا وَفْرَةٍ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ لَهُ شَعْرٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ يَجْرِي كَالْقَضِيبِ لَيْسَ فِي بَطْنِهِ وَلَا صَدْرِهِ شَعْرٌ غَيْرِهِ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمَ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ وَإِذَا قَامَ كَأَنَّمَا يَنْقَلِعُ مِنْ صَخْرٍ إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا كَأَنَّ عَرَقَهُ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ وَلَرِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْعَاجِزِ وَلَا اللَّئِيمِ وَلَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْهَامَةِ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ [ص: 411] مُشْرَبَ الْعَيْنَيْنِ حُمْرَةً كَثَّ اللِّحْيَةِ أَزْهَرَ اللَّوْنِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ مُشْرَبَ اللَّوْنِ حُمْرَةً ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحُدَّانِيُّ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ الرَّاسِبِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صِفْهُ لَنَا قَالَ: كَانَ لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا وَفَوْقَ الرَّبْعَةِ إِذَا جَاءَ مَعَ الْقَوْمِ غَمَرَهُمْ أَبْيَضَ شَدِيدَ الْوضْحِ ضَخْمَ الْهَامَةِ أَغَرَّ أَبْلَجَ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ إِذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَغِّطِ وَلَا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ كَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا السَّبْطِ كَانَ جَعْدًا رَجِلًا وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلَا الْمُكَلْثَمُ وَكَانَ فِي وَجْهِهِ تَدْوِيرٌ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ جَلِيلَ الْمُشَاشِ وَالْكَتِدِ أَجْرَدَ ذَا مَسْرُبَةٍ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا [ص: 412] ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ أَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا وَأَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَأَوْفَى النَّاسِ بِذِمَّةٍ وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: يَا أَبَا حَسَنٍ انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبٌ بَيَاضُهُ حُمْرَةً أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ أَسْوَدَ الْحَدَقَةِ لَا قَصِيرًا وَلَا طَوِيلًا وَهُوَ إِلَى الطُّوَلِ أَقْرَبُ عَظِيمَ الْمَنَاكِبِ فِي صَدْرِهِ مَسْرُبَةٌ لَا جَعْدٌ وَلَا سَبْطٌ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَإِنِّي لَأَخْطُبُ يَوْمًا عَلَى النَّاسِ وَحَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ وَاقِفٌ فِي يَدِهِ سِفْرٌ يَنْظُرُ فِيهِ فَنَادَى إِلَيَّ فَقَالَ: صِفْ لَنَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ هُوَ رَجِلُ الشَّعْرِ أَسْوَدُهُ ضَخْمُ الرَّأْسِ مُشْرَبٌ لَوْنُهُ حُمْرَةً عَظِيمُ الْكَرَادِيسِ شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ وَهُوَ الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّحْرِ إِلَى السُّرَّةِ أَهْدَبُ الْأَشْفَارِ مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ صَلْتُ الْجَبِينِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ إِذَا مَشَى يَتَكَفَّأُ كَأَنَّمَا يَنْزِلُ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ قَالَ عَلِيٌّ ثُمَّ سَكَتُّ فَقَالَ لِي الْحَبْرُ: وَمَاذَا؟ قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مَا يَحْضُرُنِي قَالَ الْحَبْرُ: فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ حَسَنُ اللِّحْيَةِ [ص: 413] حَسَنُ الْفَمِ تَامُّ الْأُذُنَيْنِ يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَتُهُ قَالَ الْحَبْرُ: وَشَيْءٌ آخَرُ فَقَالَ عَلِيٌّ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ الْحَبْرُ: وَفِيهِ جَنَأٌ قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ الَّذِي قُلْتُ لَكَ كَأَنَّمَا يَنْزِلُ مِنْ صَبَبٍ قَالَ الْحَبْرُ: فَإِنِّي أَجِدُ هَذِهِ الصِّفَةَ فِي سِفْرِ آبَائِي وَنَجِدُهُ يُبْعَثُ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ وَمَوْضِعِ بَيْتِهِ ثُمَّ يُهَاجِرُ إِلَى حَرَمٍ يُحَرِّمُهُ هُوَ وَيَكُونُ لَهُ حُرْمَةٌ كَحُرْمَةِ الْحَرَمِ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ وَنَجِدُ أَنْصَارَهُ الَّذِينَ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ قَوْمًا مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ أَهْلَ نَخْلٍ وَأَهْلَ الْأَرْضِ قَبْلَهُمْ يَهُودُ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ هُوَ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ الْحَبْرُ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى النَّاسِ كَافَّةً فَعَلَى ذَلِكَ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ وَعَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: فَكَانَ يَأْتِي عَلِيًّا فَيُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ وَيُخْبِرُهُ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ خَرَجَ عَلِيٌّ وَالْحَبْرُ هُنَالِكَ حَتَّى مَاتَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَدِّقُ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، كِلَاهُمَا عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمَ وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَمَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً وَلَا حَرِيرَةً وَلَا شَيْئًا قَطُّ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً مَا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: مَا مَسِسْتُ قَطُّ حَرِيرَةً وَلَا خَزَّةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ [ص: 414] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا شَمِمْتُ رَائِحَةً قَطُّ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ رَائِحَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْمَرَ وَمَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ كَثِيرَ الْعَرَقِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَنْعَتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: شَبْحُ الذِّرَاعَيْنِ أَهْدَبُ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا - بِأَبِي وَأُمِّي - لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ إِذَا رَأَى أَحَدًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَوْ أَحَدًا لَمْ يَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: أَلَا أَصِفُ لَكُمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ: شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ هَدِبَ الْعَيْنَيْنِ أَبْيَضَ الْكَشْحَيْنِ يُقْبِلُ مَعًا [ص: 415] وَيُدْبِرُ مَعًا فِدًى لَهُ أَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ إِنَّا نُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ ضَخْمَ السَّاقَيْنِ عَظِيمَ السَّاعِدَيْنِ ضَخْمَ الْمَنْكِبَيْنِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ رَحِبَ الصَّدْرِ رَجِلَ الرَّأْسِ أَهْدَبَ الْعَيْنَيْنِ حَسَنَ الْفَمِ حَسَنَ اللِّحْيَةِ تَامَّ الْأُذُنَيْنِ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ لَا طَوِيلًا وَلَا قَصِيرًا أَحْسَنَ النَّاسِ لَوْنًا يُقْبِلُ مَعًا وَيُدْبِرُ مَعًا لَمْ أَرَ مِثْلَهُ وَلَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى ابْنَةِ قَارِظٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رُبَّمَا كَانَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: حَدَّثَنِيهِ أَهْدَبُ الشِّفْرَيْنِ، أَبْيَضُ الْكَشْحَيْنِ إِذَا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيعًا وَإِذَا أَدْبَرَ أَدْبَرَ جَمِيعًا لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ وَلَنْ تَرَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ مَشْيًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى لَهُ وَإِنَّا لَنُجْهَدُ أَنْ نُدْرِكَهُ وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 أَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، فَاطِمَةُ بِنْتُ مُضَرَ عَنْ جَدِّهَا، خَشْرَمِ بْنِ بَشَّارٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَتَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا [ص: 416] أُمَامَةَ إِنَّكَ رَجُلٌ عَرَبِيُّ إِذَا وَصَفْتَ شَيْئًا شَفَيْتَ مِنْهُ فَصِفْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى كَأَنِّي أَرَاهُ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلًا أَبْيَضَ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ ضَخْمَ الْمَنَاكِبِ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ شَثْنَ الْأَطْرَافِ ذَا مَسْرُبَةٍ فِي الرِّجَالِ أَطْوَلُ مِنْهُ وَفِي الرِّجَالِ أَقْصَرُ مِنْهُ عَلَيْهِ سَحُولِيَّتَانِ إِزَارَهُ تَحْتَ رُكْبَتَيْهِ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ أَوْ أَرْبَعٍ إِذَا تَعَطَّفَ بِرِدَائِهِ لَمْ يُحِطْ بِهِ فَهُوَ مُتَأَبِّطُهُ تَحْتَ إِبْطِهِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ حَتَّى يَمْشِي فِي صُعُودٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، قَالَ الْعَامِرِيُّ: قَدْ وَصَفْتَ لِي صِفَةً لَوْ كَانَ فِي جَمِيعِ النَّاسِ لَعَرَفْتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ مَنْهُوسَ الْعَقِبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، وَوَصَفَ النَّبِيَّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَجُلُ: أَوَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: مِثْلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرُ مُسْتَدِيرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: يَبْلُغُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّهُ وَصَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ رَجُلًا [ص: 417] ، سَأَلَ الْبَرَاءَ: أَلَيْسَ كَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا مِثْلُ الْقَمَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي» ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْعَتُ لَكَ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ حَسَنُ الْمَضْحَكِ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مَا لَدُنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صُدْغَيْهِ حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ قَالَ عَوْفٌ: وَلَا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «إِنِّي رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فَأَمَّا عِيسَى فَجَعْدٌ أَحْمَرُ عَرِيضُ الصَّدْرِ وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ» ، فَقَالُوا لَهُ: إِبْرَاهِيمُ؟ فَقَالَ: «انْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ» ، يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا وَإِذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي طُفَيْلٍ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 418] وسلم غَيْرِي قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْوَدَ وَلَا أَنْجَدَ وَلَا أَشْجَعَ وَلَا أَوْضَأَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ مِسْمَارٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا وَلَا هَمَّ بِهِ قَالَ: كَانَ شَيْبُهُ فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ وَلَوْ أَشَاءُ أَعُدُّهَا لَعَدَدْتُهَا قُلْتُ: فَمَا صِفَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمَ وَلَا بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْقَطِيطِ وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ حَسَنَةً وَجَبِينُهُ صَلْتًا مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ شَثْنَ الْأَصَابِعِ شَدِيدَ سَوَادِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَصَفَهُ فَقَالَ: أَبْيَضَ مَرْبُوعًا كَأَحْسَنِ الرِّجَالِ وَجْهًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ بَشِيرٍ، مَوْلَى الْمَأْرَبِيِّينَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْيَضَ [ص: 419] مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ شَثْنَ الْأَصَابِعِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْجَعْدِ إِذَا مَشَى هَرْوَلَ النَّاسُ وَرَاءَهُ وَلَا تَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَمَا أَنْسَى شِدَّةَ بَيَاضِ وَجْهِهِ وَشِدَّةَ سَوَادِ شَعْرِهِ إِنَّ مِنَ الرِّجَالِ لِمَنْ هُوَ أَطْوَلُ مِنْهُ وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ أَقْصَرُ مِنْهُ يَمْشِي وَيَمْشُونَ» , قُلْتُ لِخَوْلَةَ أُمِّي: فَمَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ: مَا كَانَتْ ثِيَابُهُ؟ قَالَتْ: مَا أَحْفَظُ ذَلِكَ الْآنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هِلَالٍ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا مِثْلَهُ مُتَجَرِّدًا كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَحْسَنَ الْبَشَرِ قَدَمًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْتَرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى يُرَى ظَاهِرُهَا أَسْوَدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْبَطْشِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ أَبْيَضَ أَزْهَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُصُّ مِنْ شَارِبِهِ قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ مِنْ شَارِبِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ فَكَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ وَلَمْ يَكُنْ يُرَجِّعُ وَكَانَ يَمُدُّ بَعْضَ الْمَدِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي قَدْ بَدَنْتُ فَلَا تُبَادِرُونِي بِالْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يُصَلِّي شَيْئًا مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ فَلَمَّا دَخَلَ فِي السِّنِّ جَعَلَ يَجْلِسُ حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنَ السُّورَةِ أَرْبَعُونَ آيَةً أَوْ ثَلَاثُونَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ سَجَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ، كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِالْقَاعِ مِنْ عَزَّةَ فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ فَأَنَاخُوا نَاحِيَةَ الطَّرِيقِ فَقَالَ لِي أَبِي: وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَإِذَا فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَاجِدًا مُخَوِّيًا فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ جَافَى يَدَيْهِ حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا: مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ كَشْحِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاجِدٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَصَفَ لَنَا الْبَرَاءَ فَاعْتَمَدَ عَلَى كَفَّيْهِ وَرَفَعَ لِي عَجِيزَتَهُ وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْجُدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي أَعْلَى جَبْهَتِهِ مَعَ قُصَاصِ الشَّعْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا جَمِيعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، بِمَكَّةَ عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ، رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ عَظِيمَ الْهَامَةِ رَجِلَ الشَّعْرِ إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ فُرِّقَ وَإِلَّا فَلَا، يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ أَزْهَرَ اللَّوْنِ وَاسِعَ الْجَبِينِ أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قُرُنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِيرُهُ الْغَضَبُ أَقْنَى الْعِرْنَيْنِ لَهُ نُورٌ تَعْلُوهُ يَحْسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشُمَّ كَثَّ اللِّحْيَةِ ضَلِيعَ الْفَمِ مُفْلَجَ الْأَسْنَانِ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ بَادِنًا مُتَمَاسِكًا سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ عَرِيضَ الصَّدْرِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ أَنْوَرَ الْمُتَجَرِّدِ مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ عَارِي الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ رَحْبَ الرَّاحَةِ سَبْطَ الْقَصَبِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ سَائِلَ الْأَطْرَافِ خُمْصَانَ الْأَخْمَصَيْنِ مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قَلْعًا يَخْطُو تَكَفُّؤًا وَيَمْشِي هَوْنًا ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ وَإِذَا أَلْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا خَافِضَ الطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ يَعْنِي جُلَّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ يَسْبِقُ أَصْحَابَهُ يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلَامِ قَالَ: قُلْتُ صِفْ لِي مَنْطِقَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَواصِلًا لِلْأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ طَوِيلَ السَّكْتِ يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ، فَضْلٌ لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ دَمِثًا لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمَهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ لَا يَذِمُّ [ص: 423] مِنْهَا شَيْئًا لَا يَذِمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ لَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهَا فَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ لَا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ وَلَا يَنْتَصِرُ لَهَا إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلَّهَا وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَّبَهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا يَضْرِبُ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضَحِكُهُ التَّبَسُّمُ وَيَفْتِرُّ عَنْ مِثْلِ حُبِّ الْغَمَامِ قَالَ: فَكَتَمْتُهَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ زَمَانًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مُدْخَلِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمُخْرَجِهِ وَشَكْلِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا قَالَ الْحُسَيْنُ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دُخُولِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ جُزْءًا لِلَّهِ وَجُزْءًا لِأَهْلِهِ وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ ثُمَّ جَزَّأَ جُزْءَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ فَيُسْرِدُ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا وَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ نَادِيَهُ وَقَسْمَهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيَشْغَلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ وَالْأُمَّةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْهُمْ وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ وَيَقُولُ: «لِيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغِي حَاجَتَهُ فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا إِيَّاهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . لَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَلِكَ وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرَهُ يَدْخُلُونَ رُوَّادًا وَلَا يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذَوَاقٍ وَيُخْرِجُونَ أَدِلَّةً قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُخْرَجِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلَّا مِمَّا يُعِينُهُمْ وَيُؤَلِّفَهُمْ وَلَا يُفَرِّقُهُمْ أَوْ قَالَ: يُنَفِّرُهُمْ وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُولِيهِ عَلَيْهِمْ وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بَشَرَهُ وَلَا خُلُقَهُ وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ [ص: 424] ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوهِنُهُ، مُعْتَدِلُ الْأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ لَا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ لَا يَقْصُرُ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يَجُوزُهُ الذِّينُ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُؤَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ لَا يُوطِنُ الْأَمَاكِنِ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ الْمَجْلِسُ وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ لَا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرَفُ وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ فَصَارَ لَهُمْ أَبًا وَصَارُوا فِي الْحَقِّ عِنْدَهُ سَوَاءً مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ وَلَا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرَمُ وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ مُتَعَادِلِينَ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ وَيَحْفَظُونَ أَوْ يَحُوطُونَ الْغَرِيبَ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَائِمَ الْبِشْرِ سَهْلَ الْخُلُقِ لَيِّنَ الْجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا صَخَّابٍ وَلَا فَحَّاشٍ وَلَا عَيَّابٍ يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِي وَلَا يَدْنَسُ مِنْهُ وَلَا يُجْنِبُ فِيهِ قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: الْمِرَاءِ وَالْإِكْثَارِ وَمِمَّا لَا يَعْنِيهِ وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَذِمُّ أَحَدًا وَلَا يُعَيِّرُهُ وَلَا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا وَلَا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ، حَدِيثُ أَوَّلِيَّتِهِمْ يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا [ص: 425] فَأَرْدِفُوهُ وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِئٍ وَلَا يَقْطَعُ عَنْ أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْي أَوْ قِيَامٍ. قَالَ: فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ؟ قَالَ: كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَرْبَعٍ عَلَى الْحِلْمِ وَالْحَذَرِ وَالتَّقْرِيرِ وَالتَّفَكُّرِ فَأَمَّا تَقْرِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ وَالْاسْتِمَاعِ مِنَ النَّاسِ وَأَمَّا تَذَكُّرُهُ أَوْ تَفَكُّرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى وَجَمَعَ الْحِلْمَ وَالصَّبْرَ وَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلَا يَسْتَنْفِرُهُ وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ أَخَذِهِ بِالْحُسْنَى لِيُقْتَدَى بِهِ وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُتَنَاهَى عَنْهُ وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لِهَمِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 ذِكْرُ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: وَرَأَيْتُ خَاتَمَهُ عِنْدَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ تُشْبِهُ جِسْمَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْخَاتَمَ الَّذِي فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلْعَةً مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: نَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ بَيْضَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا عِلْبَاءُ [ص: 426] بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا رِمْثَةَ ادْنُ مِنِّي امْسَحْ ظَهْرِي» ، فَدَنَوْتُ فَمَسَحَتْ ظَهْرَهُ ثُمَّ وَضَعَتْ أَصَابِعِي عَلَى الْخَاتَمِ فَغَمَزْتُهَا قُلْنَا لَهُ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعْرٌ مُجْتَمِعٌ عِنْدَ كَتِفَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْتُهُ وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ ثُمَّ أَدْخَلْتُ يَدِي فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ فَدُرْتُ مِنْ خَلْفِهِ فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُهُ فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى بَعْضِ الْكَتِفِ مِثْلَ الْجُمْعِ قَالَ حَمَّادٌ: جُمْعُ الْكَفِّ: وَجَمَعَ حَمَّادٌ كَفَّهُ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ حَوْلَهُ خِيلَانٌ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ ثُمَّ جِئْتُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَلَكَ» فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَسْتَغْفِرُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكُمْ وَتَلَا الْآيَةَ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] هَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ فَقَالَ: ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى أَسْتَقْبِلَهُ فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» ، ثُمَّ أَجْمَعَا عَلَى آخِرِ الْحَدِيثِ أَيْضًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فَنَظَرَ أَبِي إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَقَالَ: «لَا طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا فِي كَتِفِهِ مِثْلَ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُدَاوِيكَ مِنْهَا فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَتَطَبَّبُ فَقَالَ: «يُدَاوِيهَا الَّذِي وَضَعَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنِي فَقَالَ: «أَتُحِبُّهُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «لَا يَحْنَى عَلَيْكَ وَلَا تَحْنَى عَلَيْهِ» ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا خَلْفَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُدَاوِي فَدَعْنِي حَتَّى أَبُطَّهَا وَأُدَاوِيهَا قَالَ: «طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ , عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنٌ لِي فَقُلْتُ: يَا ابْنِي هَذَا نَبِيُّ اللَّهِ فَلَمَّا رَآهُ أَرْعَدَ مِنْ هَيْبَتِهِ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي طَبِيبٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ وَكَانَ أَبِي طَبِيبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَعْرُوفًا ذَلِكَ لَنَا فَأْذَنْ لِي فِي الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَإِنْ كَانَتْ سِلْعَةً بَطَطْتُهَا فَشَفَى اللَّهُ نَبِيَّهُ فَقَالَ: «لَا طَبِيبَ لَهَا إِلَّا اللَّهُ» ، وَهِيَ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 ذِكْرُ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَصِفُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 428] وسلم فَقَالَ: كَانَ شَعْرُهُ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّ جُمَّتَهُ لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْمَلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُتَرَجِّلًا فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ شَعْرُهُ قَرِيبٌ مِنْ عَاتِقَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَانَ شَعْرًا رَجِلًا لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْجَعْدِ زَادَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ أُذُنَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُعْرٌ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ وَقَالَ عَمْرٌو: يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ شَعْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالْجَعْدِ وَلَا بِالسَّبْطِ شَعْرُهُ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ [ص: 429] أَنَسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ أُذُنَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْءٌ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ فَرَأَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ ذَا وَفْرَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوْقَ الْوَفْرَةِ وَدُونَ الْجُمَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ لِمَّةٌ تُغَطِّي شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: «رَأَيْتُ فِيَ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَفَائِرَ أَرْبَعًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ تَعْنِي شَعْرَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي [ص: 430] ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ فَسَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِيهِ، حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْرِقُ وَيَأْمُرُ بِالْفِرْقِ وَيَنْهَى عَنِ السَّكَيْنِيَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: سَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثَّرَ يَعْنِي الشَّعْرَ وَاللِّحْيَةَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: كَثِيرُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَغْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ فَقَالَ حَسَنٌ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ يَعْنِي حَسَنٌ نَفْسَهُ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا ابْنَ أَخِي شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ وَأَطْيَبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ يَسْجُدُ عَلَى قُصَاصِ شَعْرِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ أَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْجُدُ عَلَى قُصَاصِ شَعْرِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ شَعْرًا أَشْبَهَ بِشَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ شَعْرِ قَتَادَةَ فَفَرِحَ يَوْمَئِذٍ قَتَادَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَالْحَلَّاقُ يَحْلُقُهُ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ مَا يُرِيدُونَ أَنْ يَقَعَ شَعْرُهُ إِلَّا فِي يَدِي رَجُلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 ذِكْرُ شَيْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو حَمْزَةَ اللَّيْثِيُّ، وَمُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا شَانَهُ اللَّهُ بِالشَّيْبِ وَمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الشَّيْبِ مَا يُخْضَبُ قَالَ إِسْمَاعِيلُ وَيَزِيدُ فِي حَدِيثِهِمَا: إِنَّمَا كَانَتْ شَعَرَاتٌ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ وَأَشَارَ حُمَيْدٌ بِيَدِهِ إِلَى مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ وَفَعَلَ ذَلِكَ يَزِيدُ وَقَالَ مُعَاذٌ: فِي حَدِيثِهِ وَلَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبُ الَّذِي كَانَ بِهِ عِشْرِينَ شَعْرَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْضِبُ؟ قَالَ: كَانَ شَمَطُهُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَبْلُغْ مَا فِي لِحْيَتِهِ مِنَ الشَّيْبِ عِشْرِينَ شَعْرَةً قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَصْغَى حُمَيْدٌ إِلَى رَجُلٍ عَنْ يَمِينِهِ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ: هَلْ شَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا شَانَهُ اللَّهُ [ص: 432] بِالشَّيْبِ مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ إِلَّا سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِي عَشْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ مَا يُخْضَبُ قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّمَا كَانَ شَمَطَاتٍ فِي لِحْيَتِهِ وَلَوْ شِئْتُ عَدَدْتَهُنَّ وَقَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ: لَوْ شِئْتُ لَعَدَدْتُ شَيْبَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قُلْتُ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ خَضَبَ قَالَ: فَجِئْتُ يَوْمَئِذٍ فَاخْتَضَبْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَخْضِبْ قَطُّ إِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ فِي الْعَنْفَقَةِ قَلِيلًا وَفِي الرَّأْسِ نَبْذٌ يَسِيرٌ لَا يَكَادُ يُرَى قَالَ الْمُثَنَّى مَرَّةً: وَالصُّدْغَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْضِبُ؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغِ الْخِضَابَ كَانَتْ فِي لِحْيَتِهِ شُعَيْرَاتٌ بِيضٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَشَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ شَيْبٌ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ إِذَا ادَّهَنَ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَيْبِ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ وَإِذَا لَمْ يَدْهُنْ تَبَيَّنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَكَانَ إِذَا دَهَنَهُ وَمَشَّطَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ جِرَاحٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ حَجَّامًا، أَخَذَ مِنْ شَارِبِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَرَأَى شَيْبَةً فِي لِحْيَتِهِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَقَالَ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، وَيَحْيَى بْنُ حليف بن عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدًا يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا كَانَ بَلَغَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ جَعْدًا أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا وَلَا هَمَّ بِهِ قَالَ: كَانَ شَيْبُهُ فِي عَنْفَقَتِهِ [ص: 434] وَنَاصِيَتِهِ لَوْ أَشَاءُ أَعُدُّهَا عَدَدْتُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ شَيْبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ حَزَرْتُهُ يَكُونُ ثَلَاثِينَ شَيْبَةً عَدَدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ بَشِيرٍ، مَوْلَى الْمَازِنِيِّينَ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَا مَا كَانَ شَيْبُهُ يَحْتَاجُ إِلَى الْخِضَابِ كَانَ وَضَحَ فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ وَلَوْ أَرَدْنَا أَنْ نُحْصِيَهَا أَحْصَيْنَاهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ: أَشَيْخًا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بِشْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ أَشَبَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهَذَا مِنْهُ أَبْيَضُ وَوَضَعَ زُهَيْرٌ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ قِيلَ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَةَ وَأُرَيِّشُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ وَهُوَ أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُ بَيَاضًا مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى مِثْلَ مَوْضِعِ إِصْبَعِ الْعَنْفَقَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَابَتْ عَنْفَقَتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: شَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَنَظَرَ إِلَى الصَّلْتِ بَيَّنَ زُبَيْدٌ وَشَمَطٌ سَائِلٌ عَلَى عَنْفَقَتِهِ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: هَكَذَا كَانَ شَمَطُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَائِلًا عَلَى عَنْفَقَتِهِ فَفَرِحَ الصَّلْتُ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ قَالَ: " شَيَّبَتْنِي الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتِهِ ثُمَّ فُصِّلَتْ وَأَخَوَاتُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى فِي رَأْسِكَ شَيْبًا قَالَ: " مَا لِي لَا أَشِيبُ وَأَنَا أَقْرَأُ هُودًا وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَا أَكْبَرُ مِنْكَ مَوْلِدًا وَأَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَفْضَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا وَمَا فُعِلَ بِالْأُمَمِ قَبْلِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَرَاكَ قَدْ شِبْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ فَقَالَ: «أَجَلْ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا» ، قَالَ عَطَاءٌ: أَخَوَاتُهَا: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: شِبْتَ وَعَجَّلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ [ص: 436] فَقَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا أَوْ ذَوَاتُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: «هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالُوا: لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ جَالِسَانِ فِي نَحْرِ الْمِنْبَرِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ يَمْسَحُ لِحْيَتَهُ وَيَرْفَعُهَا فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ أَكْثَرَ شَيْبًا مِنْ رَأْسِهِ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِمَا سَلَّمَ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا رَقِيقًا وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا شَدِيدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي لَقَدْ أَسْرَعَ فِيكَ الشَّيْبُ. فَرَفَعَ لِحْيَتَهُ بِيَدِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَجَلْ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي وَمَا أَخَوَاتُهَا؟ قَالَ: «الْوَاقِعَةُ وَالْقَارِعَةُ وَسَأَلَ سَائِلٌ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» قَالَ أَبُو صَخْرٍ: فَأَخْبَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ ابْنَ قُسَيْطٍ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَشْيَاخِي فَلِمَ تَرَكْتَ الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 ذِكْرُ مَنْ قَالَ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا صُرَّةً فِيهَا شَعْرٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ قَالَ عَفَّانُ وَيُونُسُ فِي حَدِيثِهِمَا: وَالْكَتَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا نُصَيْرُ بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ ابْنِ مَوْهَبٍ " أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَرَتْهُ شَعْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْمَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: عِنْدِي مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَخْضُوبٌ مَصْبُوغٌ فِي سِكَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لَنَا جُلْجُلٌ مِنْ ذَهَبٍ فَكَانَ النَّاسُ يَغْسُلُونَهُ وَفِيهِ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَخْرُجُ مِنْهُ شَعَرَاتٌ قَدْ غُيِّرَتْ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ آلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ شَعَرَاتٍ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَصْبُوغَةً بِالْحِنَّاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ لِي: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 438] بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: شَمِطَ عَارِضَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَضَبَهُ بِحِنَّاءٍ وَكَتَمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: ذُو وَفْرَةٍ وَبِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَاكَ تُغَيِّرُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُغَيِّرُ لِحْيَتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: جِئْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: رَأَيْتُكَ لَا تُغَيِّرُ لِحْيَتَكَ إِلَّا بِهَذِهِ الصُّفْرَةِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَاكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَفِّرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُغَيِّرُ لِحْيَتَهُ بِمَاءِ السِّدْرِ وَيَأْمُرُ بِتَغْيِيرِ الشَّعْرِ مُخَالَفَةً لِلْأَعَاجِمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي تَغْيِيرِ الشَّيْبِ وَكَرَاهَةِ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَحْسَنُ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي كَهْمَسٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَيْفَ تَصْنَعُ الْيَهُودُ بِشَيْبِهَا؟» قَالُوا: لَا يُغَيِّرُونَهُ بِشَيْءٍ قَالَ: «فَخَالِفُوهُمْ فَإِنَّ أَمْثَلَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الْأَنْصَارَ، دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرُءُوسُهُمْ وَلِحَاهُمْ بِيضٌ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغَيِّرُوا قَالَ فَرَاحَ النَّاسُ بَيْنَ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلَ سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الْخِضَابِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَ مُغَيِّرًا لَا بُدَّ فَاخْضِبُوا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكْرَهُ تَغْيِيرَ الشَّيْبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ بَنِي طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِمْ طَاوُسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ قَالَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا» ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ فَقَالَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» قَالَ: مَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ قَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ فَقَالَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ أَخْبَرَنَا: ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا بِالْأَصْبَاغِ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَحَبُّهَا إِلَيَّ أَحْلَكُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ حَدَّثَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ خِضَابِ السَّوَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «قَوْمٌ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَامِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا نَاهِضُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَجُلًا أَسْوَدَ الشَّعْرِ قَدْ رَآهُ بِالْأَمْسِ أَبْيَضَ الشَّعْرِ قَالَ: «مَنْ أَنْتَ» قَالَ: أَنَا فُلَانٌ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ شَيْطَانٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَهَا بِالسَّوَادِ يَعْنِي اللِّحْيَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ خِضَابِ الْوَسْمَةِ، فَقَالَ: هُوَ مِمَّا أَحْدَثَ النَّاسُ قَدْ رَأَيْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 442] وسلم فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ خَضَبَ بِالْوَسْمَةِ وَمَا كَانُوا يَخْتَضِبُونَ إِلَّا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَهَذِهِ الصُّفْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 ذِكْرُ مَنْ قَالَ اطَّلَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنُّورَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ أَبِي الْمَسْرَفِيِّ قَالَ الْفَضْلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَقَالَ مُوسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اطَّلَى بِالنُّورَةِ وَلِيَ عَانَتَهُ وَفَرْجَهُ بِيَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ حَبِيبٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اطَّلَى وَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، وَسُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اطَّلَى بِالنُّورَةِ وَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَنَوَّرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا تَنَوَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَا الْخُلَفَاءُ وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: وَلَا الْحَسَنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله [ص: 443] عليه وسلم لَمْ يَتَنَوَّرْ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنَ الْفِطْرَةِ قَصُّ الْأَظْفَارِ وَالشَّارِبِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 ذِكْرُ حِجَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَبُو طَيْبَةَ الْمَحَاجِمَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ رَمَضَانَ نَهَارًا فَقُلْتُ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْجُمُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَمَهُ ثُمَّ سَأَلَهُ: «كَمْ خَرَاجُكَ» قَالَ: ثَلَاثَةُ أَيْصُعٍ فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 أَخْبَرَنَا أَبُو الْجَوَّابِ بْنُ الْأَحْوَصِ بْنِ جَوَّابٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «كَمْ خَرَاجُكَ؟» قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَوَضَعَ عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ وَلَمْ يَنْهَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ [ص: 444] الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ مَوْلًى كَانَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ فَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ قَالَ: وَقَالَ: «الْحِجَامَةُ مِنْ أَفْضَلِ دَوَائِكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ وَلَوْ كَانَ خَبِيثًا لَمْ يُعْطِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ صَائِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ فَلِذَلِكَ كُرِهَتِ الْحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَجَمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ قَالَ: فَقَالَ: «كَمْ خَرَاجُكَ؟» قَالَ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَوَضَعَ عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ قَالَ: وَلَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْرَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَا حَجَّامًا فَحَجَمَهُ بِمَحَاجِمِ مِنْ قُرُونٍ وَجَعَلَ يَشْرُطُهُ بِطَرَفِ شَفْرَةٍ قَالَ: فَدَخَلَ أَعْرَابِيُّ فَرَآهُ وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي مَا الْحِجَامَةُ قَالَ: فَفَزِعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ تُعْطِي هَذَا يَقْطَعُ جِلْدَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا الْحَجْمُ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْحَجْمُ؟ قَالَ: «هُوَ خَيْرُ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ [ص: 445] أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاشْتَطَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ أَكْلَةٍ أَكَلَهَا مِنْ شَاةٍ سَمَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ شَاكِيًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مِنْدَلٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ السُّلَمِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاضِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ وَسُئِلَ: أَتَسَوَّكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ ثَلَاثًا: عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ ثِنْتَيْنِ، وَعَلَى الْكَاهِلِ وَاحِدَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَكَانِ النَّاتِئِ مِنَ الرَّأْسِ فَوْقَ الْيَافُوخِ فَقَالَ: هَذَا مَوْضِعُ مِحْجَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ يَحْتَجِمُ قَالَ عَقِيلٌ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُسَمِّيهَا الْمُغِيثَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هِزَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ عَلَى هَامَتِهِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالُوا: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، مَا هَذِهِ الْحِجَامَةُ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِمُهَا، وَقَالَ: «مَنْ أَهْرَاقَ مِنْهُ هَذِهِ الدِّمَاءَ فَلَا يَضُرُّهُ أَلَّا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ لِشَيْءٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 447] يَحْتَجِمُ ثِنَتَيْنِ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَوَاحِدَةً فِي الْكَاهِلِ، وَكَانَ يَأْمُرُ بِالْوِتْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِمُ ثِنْتَيْنِ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَوَاحِدَةً فِي الْكَاهِلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَسَطَ رَأْسِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ رَأْسِهِ وَكَانَ يُسَمِّيهَا مُنْقِذًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ فِي الْقَمَحْدُوَةِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ لِمَ احْتَجَمْتَ وَسَطَ رَأْسِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا ابْنَ حَابِسٍ إِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ وَجَعِ الرَّأْسِ وَالْأَضْرَاسِ وَالنُّعَاسِ وَالْمَرَضِ وَأَشُكُّ فِي الْجُنُونِ لَيْتَ يَشُكُّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ يَعْنِي أَبَا حَفْصٍ الْعَبْدِيَّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحْتَجِمُوا فِي رُءُوسِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْحِجَامَةُ فِي الرَّأْسِ هِيَ الْمُغِيثَةُ أَمَرَنِي بِهَا جِبْرِيلُ حِينَ أَكَلْتُ طَعَامَ الْيَهُودِيَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ الطَّوِيلُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مَرَرْتُ بِمَلَكٍ أَوْ قَالَ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى - شَكَّ الرَّبِيعُ - إِلَّا أَمَرُونِي بِالْحِجَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ دَوَاءٌ لَدَاءِ السَّنَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِدَفْنِ الدَّمِ إِذَا احْتَجَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: «ادْفِنْهُ لَا يَبْحَثُ عَنْهُ كَلْبٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّمَا كُرِهَتِ الْحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: فَنَافَقَ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعِطُ بِالسِّمْسِمِ وَيَغْسِلُ رَأْسَهُ بِالسِّدْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 ذِكْرُ أَخْذِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ شَارِبِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تَحْفِي شَارِبَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُحْفِي شَارِبَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْخُذُ الشَّارِبَ مِنْ أَطْرَافِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ مَجُوسِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَعْفَى شَارِبَهُ وَأَحْفَى لِحْيَتَهُ فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟» قَالَ: رَبِّي، قَالَ: «لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُحْفِيَ شَارِبِي وَأُعْفِيَ لِحْيَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 ذِكْرُ لِبَاسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا رُوِيَ فِي الْبَيَاضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْبَيَاضِ مِنَ الثِّيَابِ فَلْيَلْبَسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: «فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، وَحَبِيبِ بْنِ [ص: 450] أَبِي ثَابِتٍ، وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّ ثِيَابِكُمْ إِلَى اللَّهِ الْبَيَاضَ فَصَلُّوا فِيهَا وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 الْحُمْرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَصَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ حُلَّةً حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنَ ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ [ص: 451] وَحُلَّةٌ عَلَيْهِ حَمْرَاءُ قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ يُقَالُ لَهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَّكِىءٌ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ كِنَانَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ وَيَعْتَمُّ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 الصُّفْرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعْنَا لَهُ غُسْلًا فَاغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ فَاشْتَمَلَ بِهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِلْحَفَةٌ مُوَرَّسَةٌ فَإِذَا دَارَ عَلَى نِسَائِهِ رَشَّهَا بِالْمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [ص: 452] أُمَيَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ مِلْحَفَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَصْبُوغَةً بِوَرْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ رُكَيْحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: رُبَّمَا صُبِغَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ بِزَعْفَرَانٍ وَوَرْسٍ ثُمَّ يَخْرُجُ فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ ثِيَابَهُ بِالزَّعْفَرَانِ قَمِيصَهُ وَرِدَاءَهُ وَعِمَامَتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُخْبِرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رِدَاءً وَعِمَامَةً مَصْبُوغَيْنِ بِالْعَبِيرِ» قَالَ مُصْعَبٌ: وَالْعَبِيرُ عِنْدَنَا الزَّعْفَرَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا بِالزَّعْفَرَانِ حَتَّى الْعِمَامَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، لَا أَدْرِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَمْ لَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ ثِيَابَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا بِالزَّعْفَرَانِ حَتَّى الْعِمَامَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 الْخَضِرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسَعِيدُ [ص: 453] بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُضْطَبِعًا بِبُرْدٍ أَخْضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 الصُّوفُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الْمُلَبَّدَةِ فَأَقْسَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جُعِلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بُرْدَةً سَوْدَاءَ مِنْ صُوفٍ فَلَبِسَهَا فَذَكَرَتْ بَيَاضَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَسَوَادَهَا فَلَمَّا عَرِقَ فِيهَا وَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الصُّوفِ تَعْنِي فَقَذَفَهَا وَكَانَ تُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فُلَانِ بْنِ الصَّامِتِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِي كِسَاءٍ يَلْتَفُّ بِهِ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ مَشْيَخَةِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ مُلْتَحِفًا بِكِسَاءٍ [ص: 454] فَكَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الْكِسَاءِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى إِذَا سَجَدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتَاهَا قَالَ سَهْلٌ: وَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: الشَّمْلَةُ قَالَ: نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسَجْتُ هَذِهِ الْبُرْدَةَ بِيَدِي فَجِئْتُ بِهَا أَكْسُوكَهَا قَالَ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ فَجَسَّهَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ سَمَّاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةِ اكْسُنِيهَا فَقَالَ: «نَعَمْ» ، فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ رَجَعَ فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، كَسِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا أَسْمَاءُ جُبَّةً مِنْ طَيَالِسَةٍ لَهَا لَبِنَةُ شِبْرٍ مِنْ دِيبَاجٍ كَسْرَوَانِيٍّ وَفُرُوجُهَا مَكْفُوفَةٌ بِهِ فَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُهَا فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَبَضْتُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرِيضِ مِنَّا إِذَا اشْتَكَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ [ص: 455] : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَصَلَّى فِي مِرْطِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ مِرْطٍ وَاللَّهِ تَعْنِي مِنْ صُوفٍ يَعْنِي لَا كَثِيفٌ وَلَا لَيِّنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 السَّوَادُ وَالْعَمَائِمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَتْ عِمَامَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَوْدَاءَ تُسَمَّى الْعُقَابُ وَعِمَامَتُهُ سَوْدَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَتْ رَايَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُودًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَيْوَانَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ رَفَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ جَبْهَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ فَرَفَعَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ وَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا [ص: 456] أَبُو شَيْبَةَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْتَمُّ وَيُرْخِي عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِمَامَةٌ مُعَلَّمَةٌ فَقَطَعَ عَلَمَهَا ثُمَّ لَبِسَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 الْحِبَرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَيُّ اللِّبَاسِ كَانَ أَحَبَّ وَأَعْجَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: الْحِبَرَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بُرْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حِبَرَةٍ لَهُ حَاشِيَتَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 السُّنْدُسُ وَالْحَرِيرُ الَّذِي لَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ تَرَكَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ فَلَبِسَهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تَذَبْذَبَانِ مِنْ طُولِهِمَا فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ [ص: 457] مِنَ السَّمَاءِ؟ فَقَالَ: «وَمَا تَعْجَبُونَ مِنْهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مِنْدِيلًا مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا» ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَبِسَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا» قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: «ابْعَثْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرُّوجٌ يَعْنِي قُبَاءَ حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ ثُمَّ قَالَ: «لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي وَأْتُونِي بِأَنْبَجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَهْدَى أَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمِيصَةً شَامِيَّةً لَهَا عَلَمٌ فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلَاةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «رُدُّوا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ عَلَى أَبِي جَهْمٍ فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ فَكَادَ يَفْتِنُنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَبِسَ خَمِيصَةً لَهَا عَلَمٌ ثُمَّ أَعْطَاهَا أَبَا جَهْمٍ وَأَخَذَ مِنْ أَبِي جَهْمٍ أَنْبَجَانِيًّا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلِمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 ذِكْرُ أَصْنَافِ لِبَاسِهِ صلّى الله عليه وسلم أَيْضًا وَطُولِهَا وَعَرْضِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيُّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً قَالَ أَنَسٌ: حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ قَالَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ: قَمِيصُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُطْنًا قَصِيرَ الطُّوَلِ قَصِيرَ الْكُمَّيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ: كَانَ كُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الرُّسْغِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ طُولَ رِدَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَعَرْضَهُ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، " أَنَّ ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهِ إِلَى الْوَفْدِ وَرِدَاءَهُ حَضْرَمِيُّ طُولُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ فَهُوَ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ قَدْ خَلِقَ وَطَوُوهُ بِثَوْبٍ يَلبَسُونَهُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُرَّةَ، مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَلْبَسُ قَمِيصًا قَصِيرَ الْيَدَيْنِ وَالطُّولِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْهُ قَالَ: فَقَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَآمِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 صِفَةُ أُزْرَتِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَرْخِي الْإِزَارَ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَيَرْفَعُهُ مِنْ وَرَائِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا اتَّزَرَ أَرْخَى مُقَدَّمَ إِزَارِهِ حَتَّى تَقَعَ حَاشِيَتَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ وَيَرْفَعُ الْإِزَارَ مِمَّا وَرَاءَهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَأْتَزِرُ هَكَذَا؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتَزِرُ هَذِهِ الْأُزْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْتَزِرُ تَحْتَ سُرَّتِهِ وَتَبْدُو سُرَّتُهُ وَرَأَيْتُ عُمَرَ يَأْتَزِرُ فَوْقَ سُرَّتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 ذِكْرُ قَنَاعَتِهِ صلّى الله عليه وسلم بِثَوْبِهِ وَلِبَاسِهِ الْقَمِيصَ وَمَا كَانَ يَقُولُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الْقِنَاعَ حَتَّى تُرَى حَاشِيَةَ ثَوْبِهِ كَأَنَّهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ بِثَوْبِهِ حَتَّى كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ أَوْ دَهَّانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْتُهُ وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ ثُمَّ أَدْخَلْتُ يَدَيَّ مِنْ جَيْبِ قَمِيصِهِ فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَابْنَهُ فِي شِتَاءٍ وَلَا حَرٍّ إِلَّا مُطْلِقَيْ أَزْرَارَهُمَا لَا يَزُرَّانِ أَبَدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَمِيصًا أَوْ إِزَارًا أَوْ عِمَامَةً وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا أَوْ قَالَ إِذَا لَبِسَ أَحَدُكُمْ ثَوْبًا فَلْيَقُلِ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ إِلَى مَكَّةَ فَأَجَارَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ حَمَلَهُ عَلَى سَرْجِهِ وَرَدَفَهُ حَتَّى قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ أَرَاكَ مُتَخَشِّعًا أَسْبِلْ إِزَارَكَ كَمَا يُسْبِلُ قَوْمُكَ قَالَ: هَكَذَا يَأْتَزِرُ صَاحِبُنَا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ قَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ طُفْ بِالْبَيْتِ قَالَ: إِنَّا لَا نَصْنَعُ شَيْئًا حَتَّى يَصْنَعَ صَاحِبُنَا وَنَتْبَعَ أَثَرَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خِرْقَةٌ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَسَّحَ بِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اشْتَرَى حُلَّةً وَإِمَّا قَالَ: ثَوْبًا بِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اشْتَرَى حُلَّةً بِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى الْحَارِثِيُّ، فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ قَالَ: وُصِفَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّيْلَسَانُ فَقَالَ: «هَذَا ثَوْبٌ لَا يُؤَدَّى شُكْرُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كَانَ بُرْدُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم رِدَاؤُهُ ثَمَنُهُ دِينَارٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَبْسِهِ إِيَّاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ الْقَوْمِ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ قَاعِدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَامَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَقُلْنَا: أَتُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ فِي مَرَضِهِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ وَالْمُرْسَلَاتِ مَا صَلَّى بَعْدَهَا صَلَاةً حَتَّى قُبِضَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ [ص: 463] بَيْنَ طَرَفَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فِي بَيْتِهِ مُلْتَحِفًا بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قُلْنَا لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: صَلِّ بِنَا كَمَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَالَ: فَأَخَذَ مِلْحَفَةً فَشَدَّهَا مِنْ تَحْتِ ثُنْدُؤَتِهِ وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَأَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَعِنْدَهُ ثِيَابُهُ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: قَالَ جَابِرٌ: إِنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي إِزَارٍ مُؤْتَزِرًا بِهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ عُمَرُ: فِيهِ وَفِيهِ قَالَ: «نَعَمْ» يَعْنِي الْجَنَابَةَ وَالصَّلَاةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ أُخْتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُهَا فِيهِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِ أَذًى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 ذِكْرُ ضِجَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَافْتِرَاشِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ ضِجَاعُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوًّا لِيفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، أَخْبَرَنَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [ص: 465] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى جَدَّتِي عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاقِدٌ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ إِلَّا حَصِيرٌ وَقَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وَعَلَى رَأْسِهِ أُهُبٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا رِيحٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً فَانْطَلَقَتْ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِفِرَاشٍ حَشْوُهُ صُوفٌ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُلَانَةُ الْأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشِكَ فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ بِهَذَا فَقَالَ: «رُدِّيهِ» فَلَمْ أَرُدَّهُ وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ: «وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ لَوْ شِئْتُ لَأَجْرَى اللَّهُ مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَفْرِشُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً، فَجَاءَ لَيْلَةً وَقَدْ رَبَّعَتْهَا فَنَامَ عَلَيْهَا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَا لِفِرَاشِي اللَّيْلَةَ لَيْسَ كَمَا كَانَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَبَّعْتُهَا لَكَ قَالَ: «فَأَعِيدِيهِ كَمَا كَانَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ فَرَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلَالِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: أَصَابَتِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُشَاءَةُ نَخْلَةٍ فَأَدْمَتْ إِصْبَعَهُ فَقَالَ: «مَا هِيَ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيَتْ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتُ» قَالَ: فَحُمِلَ فَوُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشُرُطٍ وَوُضِعَ تَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةً بِلِيفٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِهِ فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ يَجْلِسُونَ عَلَى سُرَرِ الذَّهَبِ وَيَلْبَسُونَ السُّنْدُسَ وَالْإِسْتَبْرَقَ أَوْ قَالَ الْحَرِيرَ وَالْإِسْتَبْرَقَ فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونَ لَكُمُ الْآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا» قَالَ: وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ لَهَا رِيحٌ فَقَالَ: «لَوْ أَمَرْتَ بِهَذِهِ فَأُخْرِجَتْ» ، فَقَالَ: لَا، مَتَاعُ الْحَيِّ يَعْنِي الْأَهْلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَآهُ عَلَى حَصِيرٍ أَوْ سَرِيرٍ - أَبُو الْأَشْهَبِ شَكَّ - قَالَ أُرَاهُ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ قَالَ: وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ عَطَنَةٌ قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟» قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَكِسْرَى وَقَيْصَرُ عَلَى أَسِرَّةِ الذَّهَبِ قَالَ يَا عُمَرُ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى ضِجَاعٍ مِنْ أَدَمٍ قَالَ الْفَضْلُ فِي حَدِيثِهِ: مَحْشُوٍّ لِيفًا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَزَادَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ مُلْقَاةٌ فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟» قَالَ أَبْكِي أَنَّ كِسْرَى فِي الْخَزِّ وَالْقَزِّ وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَقَيْصَرَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ وَأَنْتَ نَجِيبُ اللَّهِ وَخَيْرَتُهُ كَمَا أَرَى قَالَ: «لَا تَبْكِ يَا عُمَرُ فَلَوْ أَشَاءُ أَنْ تَسِيرَ الْجِبَالُ ذَهَبًا لَسَارَتْ وَلَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ ذُبَابٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا [ص: 467] مِنْهَا شَيْئًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ وَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا آذَنْتَنَا نَبْسُطُ لَكَ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَالِي وَلِلدُّنْيَا وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرْكَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى خَصَفَةٍ أَوْ حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ يُصَلِّي عَلَى بِسَاطٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ تَغَيَّرَ مِنَ الْقَدَمِ قَالَ وَنَضَّحَهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرْوٌ وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ تَكُونَ لَهُ فَرْوَةٌ مَدْبُوغَةٌ يُصَلِّي عَلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ رَبِّ هَذِهِ الدَّارِ جَرِيرٍ أَوْ أَبِي جَرِيرٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 468] وَهُوَ يَخْطُبُ بِنَا فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى مِيرَكَتِهِ فَإِذَا مَسْكُ ضَائِنَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَصِيرٌ يَفْتَرِشُهُ بِالنَّهَارِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ احْتَجَزَ حُجْرَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اتَّخَذَ فِي الْمَسْجِدِ حُجْرَةً مِنْ حَصِيرٍ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا لَيَالِي فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي أَرَى مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتُبَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 ذِكْرُ الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: دَخَلْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُ ابْنَةَ ابْنِهَا أُمَّ كُلْثُومٍ عَنْ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَتْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ خُمْرَةٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أُنَحِّيَهَا فَقَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم [ص: 469] كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ: «إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: «نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ» ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا حَائِضٌ فَقَالَ: «إِنَّ حَيْضَتَهَا لَيْسَتْ فِي يَدِهَا» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَرَادَ أَنْ نَبْسُطَهَا فَيُصَلِّي عَلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا عَائِشَةُ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَائِضٌ قَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى الْخُمْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، جَمِيعًا عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 ذِكْرُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الذَّهَبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، فَصَنَعَ الْنَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَعَهُ وَقَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ بَاطِنِ كَفِّي» ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» ، وَنَبَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْخَاتَمَ فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا [ص: 471] مِنْ ذَهَبٍ فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمًا نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «لَهُ نَظْرَةٌ وَلَكُمْ أُخْرَى» ، ثُمَّ خَلَعَهُ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: «لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَطَفِقُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى خِنْصَرِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَرَمَى بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 ذِكْرُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفِضَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قَيْصَرَ أَوْ إِلَى الرُّومِ وَلَمْ يَخْتِمْهُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ كِتَابَكَ لَا يَقْرَأُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَخْتُومًا فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ فَنَقَشَهُ وَنَقَشَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا [ص: 472] حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هَلِ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ أَخَّرَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلُّوا وَنَامُوا وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا» . قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ الْآنَ إِلَى وَمِيضِ خَاتَمِهِ فِي يَدِهِ وَرَفَعَ أَنَسٌ يَدَهُ الْيُسْرَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اصْطَنَعَ خَاتَمًا كُلَّهُ مِنْ فِضَّةٍ وَقَالَ: «لَا يَصْنَعُ أَحَدٌ عَلَى صِفَتِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ كُلُّهُ فَصَّهُ مِنْهُ قَالَ زُهَيْرٌ: فَسَأَلْتُ حُمَيْدًا عَنِ الْفَصِّ كَيْفَ هُوَ؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي كَيْفَ هُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْبَصْرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَصُّهُ حَبَشِيٌّ , قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا فَصَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ فَلَبِسُوهَا فَطَرَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمَهُ فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَكَانَ فِي [ص: 473] يَدِهِ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَهُ ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ حَتَّى وَقَعَ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ، نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ نَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَجَعَلَ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَطَاءٌ قَالَا: كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِضَّةً وَفِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَرَحَ خَاتَمَهُ الذَّهَبَ ثُمَّ تَخَتُّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَجَعَلَهُ فِي يَسَارِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 ذِكْرُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَلْوِيِّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّازِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيدًا مَلْوِيًّا عَلَيْهِ فِضَّةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، " أَنَّ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيُّ [ص: 474] عَلَيْهِ فِضَّةٌ غَيْرَ أَنَّ فَصَّهُ بَادٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟» فَقَالَ: خَاتَمٌ اتَّخَذْتُهُ فَقَالَ: «اطْرَحْهُ إِلَيَّ» ، فَطَرَحَهُ فَإِذَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيُّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ فَقَالَ: «مَا نَقْشُهُ؟» فَقَالَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَبِسَهُ فَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ حِينَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ فِي يَدِكَ يَا عَمْرُو؟» قَالَ: هَذِهِ حَلْقَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَمَا نَقْشُهَا؟» قَالَ " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَخَتَّمَهُ فَكَانَ فِي يَدِهِ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ فِي يَدِ عُمَرَ حَتَّى قُبِضَ ثُمَّ لَبِسَهُ عُثْمَانُ فَبَيْنَا هُوَ يَحْفِرُ بِئْرًا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ أَرِيسٍ فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى شَفَتِهَا يَأْمُرُ بِحَفْرِهَا سَقَطَ الْخَاتَمُ فِي الْبِئْرِ وَكَانَ عُثْمَانُ يُكْثِرُ إِخْرَاجَ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَإِدْخَالَهُ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 ذِكْرُ نَقْشِ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ فِي خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ [ص: 475] ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَقْشُهُ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ فِي سَطْرٍ، وَرَسُولٌ فِي سَطْرٍ، وَاللَّهُ فِي سَطْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: اصْطَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَاتَمًا فَقَالَ: «إِنَّا قَدِ اصْطَنَعْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا فَلَا يَنْقُشْ عَلَيْهِ أَحَدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ النَّاسَ هَاهُنَا - كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْعَجَمَ - لَا يُجْرُونَ عِنْدَهُمْ كِتَابًا إِلَّا وَعَلَيْهِ طَابَعٌ فَكَانَ هُوَ الَّذِي هَاجَهُ عَلَى أَنِ اتَّخَذَ خَاتَمَهُ وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ: «لَا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِ خَاتَمِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدِ اتَّخَذْتُ خَاتَمًا فَلَا يَتَخَلَّفْ عَلَيْهِ أَحَدٌ» قَالَ: وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الرَّجُلِ، يَكُونُ فِي خَاتَمِهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَيَدْخُلُ بِهِ الْخَلَاءَ فَقَالَ: أَوَلَمْ يَكُنْ فِي خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّازِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا [ص: 476] الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: مَا كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ ثُمَّ الْحَقُّ الْحَقُّ بَعْدَهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهَا قَدِمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ وَرِقٍ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَكْتُبُ إِلَى النَّاسِ فَأَفْرَقُ أَنْ يُزَادَ فِيهَا وَيُنْقَصَ مِنْهَا فَاتَّخَذْتُ خَاتَمًا أَخْتِمُ بِهِ قَالَ: «وَمَا نَقْشُهُ؟» قَالَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «آمَنَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ مُعَاذٍ حَتَّى خَاتَمُهُ» ، ثُمَّ أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَخَتَّمَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 ذِكْرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ أَمْرُ خَاتَمِهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ حَتَّى مَاتَ وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى مَاتَا ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ [ص: 477] سِتَّ سِنِينَ فَلَمَّا كَانَ فِي السِّتِّ الْبَاقِيَةِ كُنَّا مَعَهُ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَهُوَ يُحَرِّكُ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ فَوَقَعَ فِي الْبِئْرِ فَطَلَبْنَاهُ مَعَ عُثْمَانَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمَّا أَخَذَهُ عُثْمَانُ سَقَطَ فَهَلَكَ فَنَقَشَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَقْشَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، " أَنَّ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىْ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ مِنْ يَدِ عُثْمَانَ فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي يَسَارِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا [ص: 478] تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَلَا عُمَرُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَلَا عُثْمَانُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ ثُمَّ ذَكَرَ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 ذِكْرُ نَعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لِنَعْلِهِ قِبَالَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْرَجَ لَهُمْ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرَانِي مُعَقَّبَةً مِثْلَ الْحَضْرَمِيَّةِ لَهَا قِبَالَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَتْ نَعْلُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهَا زِمَامَانِ شِرَاكُهُمَا مَثْنِيُّ فِي الْعُقْدَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَعْلُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهَا قِبَالَانِ , قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: مِنْ سِبْتٍ أَيْ لَيْسَ عَلَيْهَا شَعْرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُخَصَّرَةً مُعَقَّبَةَ مُلَسَّنَةً لَهَا قِبَالَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: أَمَرَ أَنَسٌ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَأُخْرِجَ نَعْلًا لَهَا قِبَالَانِ فَسَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: «هَذِهِ نَعْلُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ رَأَى نَعْلَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانَتَا مُقَابَلَتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: ذَهَبْتُ بِنَعْلَيَّ أُشَرِّكُهُمَا بِمَكَّةَ قَالَ: أَظُنُّهُ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فَأَتَيْتُ حَذَّاءً لِيُشَرِّكَهُمَا قَالَ وَلَهُمَا قِبَالَانِ قَالَ: فَقُلْتُ شَرِّكْهُمَا قَالَ: فَقَالَ: أَلَا أُشَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ رَأَيْتَهُمَا؟ قَالَ: عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ: شَرِّكْهُمَا قَالَ: فَشَرَّكَهُمَا فَجَعَلَ أُذَنْيَهُمَا عَلَى الْيَمِينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ: شِرِّكْ لِي نَعْلِي فَقَالَ: إِنَّ شِئْتَ شَرَّكْتُهُمَا عَلَى الْيَمِينِ كَمَا رَأَيْتُ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ رَأَيْتَهُمَا؟ قَالَ: رَأَيْتُهُمَا عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: شَرِّكْهُمَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَشَرَّكَهُمَا كِلْتَيْهِمَا عَلَى الْيَمِينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، جَمِيعًا عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَرَأَى نَاسًا لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ لَنَا قَالَ: رَأَيْتُ نَعْلَ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم مَخْصُوفَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلًا وَيَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنْتَعِلًا وَحَافِيًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِذْ وَضَعَ نَعْلَيْهِ عَلَى يَسَارِهِ فَأَلْقَى النَّاسُ نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ؟» قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ فَأَلْقَيْنَا فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا أَوْ أَذًى فَمَنْ رَأَى يَعْنِي فِي نَعْلِهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُمَا ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ صَلَوَاتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي نَعْلَيْهِ [ص: 481] قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ فِيهِمَا شَيْئًا فَخَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ فَخَلَعُوا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ: «لِمَ خَلَعْتُمْ؟» قَالُوا: رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا شَيْئًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نَزَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ قَدْ طَرَحَ نَعْلَيْهِ طَرَحُوا نِعَالَهُمْ قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ طَرَحُوا نِعَالَهُمْ لَبِسَ نَعْلَيْهِ فَمَا رُئِيَ نَازِعًا نَعْلَيْهِ بَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: انْقَطَعَ شِرَاكُ نَعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَصَلَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُمْ: «انْزَعُوا هَذَا وَاجْعَلُوا الْأَوَّلَ مَكَانَهُ» ، قِيلَ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَنَا أُصَلِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَنَعْلِهِ , قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَنْتَعِلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَيُتَقَبَّلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ هَذِهِ [ص: 482] النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْبَسُهَا وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ، يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: جِئْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ لَا تَلْبَسُ مِنَ النِّعَالِ إِلَّا السِّبْتِيَّةَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَنَسٌ صَاحِبَ نَعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِدَاوَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 ذِكْرُ خُفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ سَاذَجَيْنِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ فَلَبِسَهُمَا وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 ذِكْرُ سِوَاكِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَوْ غَيْرُهُ عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرْقُدُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا فَيَسْتَيْقِظُ إِلَّا تَسَوَّكَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ السِّوَاكُ قَدْ أَحْفَى لِثَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُوضَعُ لَهُ السِّوَاكُ مِنَ اللَّيْلِ وَكَانَ اسْتَأْنَفَ السِّوَاكَ فَكَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَاكَ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ ثُمَّ أَوْتَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسْتَنُّ بِمِسْوَاكٍ بِيَدِهِ وَالْمِسْوَاكُ فِي فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: «عَا عَا» ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «اسْتَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَرِيدِ رُطَبً وَهُوَ صَائِمٌ» فَقِيلَ لِقَتَادَةَ: إِنَّ أُنَاسًا يَكْرَهُونَهُ قَالَ: اسْتَاكَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِجَرِيدِ رُطَبٍ وَهُوَ صَائِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَافِرُ بِالسِّوَاكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 ذِكْرُ مُشْطِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمِكْحَلَتِهِ وَمِرْآتِهِ وَقَدَحِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُشْطُ عَاجٍ يَتَمَشَّطَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَافِرُ بِالْمُشْطِ وَالْمِرْآةِ وَالدُّهْنِ وَالسِّوَاكِ وَالْكُحْلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُكْثِرُ دُهْنَ رَأْسِهِ وَيُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِكْحَلَةٌ يَكْتَحِلُ بِهَا عِنْدَ النَّوْمِ ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَكْتَحِلُ فِي عَيْنِهِ الْيُمْنَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَالْيُسْرَى مَرَّتَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: أَخْبَرَنَا حِبَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ وَهُوَ صَائِمٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَأَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خُثَيْمٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ [ص: 485] بِالْإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ» ، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: «وَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَنْجَالِكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَهْدَى الْمُقَوْقَسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدَحَ زُجَاجٍ كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدَحُ زُجَاجٍ فَكَانَ يَشْرَبُ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسٍ فِيهِ فِضَّةٌ أَوْ قَدْ شُدَّ بِفِضَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّهُ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُغْتَسَلٌ مِنْ صُفْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 ذِكْرُ سُيُوفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ بِسَيْفٍ كَانَ لِأَبِي مَأْثُورٍ يَعْنِي أَبَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَنِمَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، مِثْلَهُ فَأَقَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْمَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ [ص: 486] اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا قَبِيعَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَإِذَا حَلْقَتُهُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْحَمَائِلُ مِنْ فِضَّةٍ وَسِلْسِلَتُهُ فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ قَدْ نَحِلَ كَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيِّ أَصَابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَنَفَّلَ سَيْفًا لِنَفْسِهِ يَوْمَ بَدْرٍ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْفَقَارِ وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اسْمَ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذُو الْفَقَارِ وَاسْمَ رَايَتِهِ الْعِقَابُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَسْيَافٍ: سَيْفٌ قَلَعِيُّ، وَسَيْفٌ يُدْعَى بَتَّارًا، وَسَيْفٌ يُدْعَى الْحَتْفَ وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمِخْذَمُ وَرَسُوبٌ أَصَابَهُمَا مِنَ الْفُلْسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَا: كَانَ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْفِيًّا لَهُ قَرْنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي جَفْنِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذِي الْفَقَارِ: الْعَقْلُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُتْرَكْ مُفَرَّحٌ فِي الْإِسْلَامِ وَالْمُفَرَّحُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ لَا يُعْلَمُ لَهُ مَوْلًى وَلَا يُقْتَلْ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِضَّةً قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ نَعْلُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِضَّةً وَقَبِيعَتُهُ فِضَّةً وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ حِلَقُ فِضَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ فِضَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ نَعْلُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحِلَقُهُ وَقِبَاعَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 ذِكْرُ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِ قَيْنُقَاعَ دِرْعَيْنِ دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدِيَّةُ وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا: فِضَّةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ دِرْعَهُ ذَاتَ الْفُضُولِ وَدِرْعَهُ فِضَّةً وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ دِرْعَيْنِ ذَاتَ الْفُضُولِ وَالسَّعْدِيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ص: 488] يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا هِيَ يَمَانِيَةٌ رَقِيقَةٌ ذَاتُ زَرَافَيْنِ إِذَا عُلِّقَتْ بِزَرَافِينِهَا لَمْ تَمَسَّ الْأَرْضَ وَإِذَا أُرْسِلَتْ مَسَّتِ الْأَرْضَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ جَمِيعًا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي دِرْعِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَلَقَتَانِ مِنْ فِضَّةٍ عِنْدَ مَوْضِعٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الثَّدْيِ وَقَالَ خَالِدٌ: الصَّدْرِ وَحَلَقَتَانِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مِنْ فِضَّةٍ قَالَ خَالِدٌ: فِي حَدِيثِهِ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ أَبِي: فَلَبِسْتُهَا فَخَطَّتْ فِي الْأَرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَهَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِرْعًا لَهُ عِنْدَ أَبِي الشَّحْمِ الْيَهُودِيِّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ظُفُرٍ فِي شَعِيرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّ دِرْعَهُ لَمَرْهُونَةٌ قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ فِي حَدِيثِهِ: بِسِتِّينَ صَاعًا أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ وَزَادَ أَحَدُهُمَا رِزْقًا لِعِيَالِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، أَخْبَرَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقِ شَعِيرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 ذِكْرُ تُرْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرْسٌ فِيهِ تِمْثَالُ رَأْسِ كَبْشٍ فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَانَهُ فَأَصْبَحَ وَقَدْ أَذْهَبَهُ اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 ذِكْرُ أَرْمَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقِسِيِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَرْمَاحٍ وَثَلَاثَ قِسِّيٍّ: قَوْسٌ اسْمُهَا الرَّوْحَاءُ، وَقَوْسٌ شَوْحَطٌ تُدْعَى الْبَيْضَاءُ، وَقَوْسٌ صَفْرَاءُ تُدْعَى الصَّفْرَاءُ مِنْ نَبْعٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 ذِكْرُ خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدَوَابِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ فَرَسٍ مَلِكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسٌ ابْتَاعَهُ بِالْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ بِعَشْرِ أَوَاقٍ وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ الضِّرْسُ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّكْبَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا غَزَا عَلَيْهِ أُحُدًا لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فَرَسٌ غَيْرَهُ وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ يُقَالُ لَهُ: مُلَاوَحٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي [ص: 490] حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُدْعَى السَّكْبُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اسْمَ فَرَسِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم السَّكْبُ وَكَانَ أَغَرَّ مُحَجَّلًا طَلِقَ الْيَمِينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَاهَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا سَيْحَةُ فَجَاءَتْ سَابِقَةً فَهَشَّ لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُدْعَى الْمُرْتَجِزُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنِ الْمُرْتَجِزِ، فَقَالَ: هُوَ الْفَرَسُ الَّذِي اشْتَرَاهُ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي شَهِدَ لَهُ فِيهِ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ الْأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي مُرَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدِي ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ: لِزَازٌ وَالظِّرْبُ وَاللُّحَيْفُ فَأَمَّا لِزَازٌ فَأَهْدَاهُ لَهُ الْمُقَوْقَسُ وَأَمَّا اللُّحَيْفُ فَأَهْدَاهُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْبَرَاءِ فَأَثَابَهُ عَلَيْهِ فَرَائِضَ مِنْ نَعَمِ بَنِي كِلَابٍ وَأَمَّا الظَّرِبُ فَأَهْدَاهُ لَهُ فَرْوَةُ بْنُ عُمَيْرٍ الْجُذَامِيُّ وَأَهْدَى تَمِيمٌ الدَّارِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسًا يُقَالُ لَهُ: الْوَرْدُ فَأَعْطَاهُ عُمَرَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَجَدَهُ يُبَاعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَاقِدٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَامَ إِلَى فَرَسٍ لَهُ فَمَسَحَ وَجْهَهُ بِكُمِّ قَمِيصِهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ [ص: 491] اللَّهِ أَبِقَمِيصِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَاتَبَنِي فِي الْخَيْلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ فَهِيَ أَوَّلُ شَهْبَاءُ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى زَوْجَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ فَأَتَيْتُهُ بِصُوفٍ وَلِيفٍ ثُمَّ فَتَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهَا رَسَنًا وَعِذَارًا ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَأَخْرَجَ عَبَاءَةً مُطَرَّفَةً فَثَنَاهَا ثُمَّ رَبَّعَهَا عَلَى ظَهْرِهَا ثُمَّ سَمَّى وَرَكِبَ ثُمَّ أَرْدَفَنِي خَلْفَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ دُلْدُلُ بَغْلَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ بَغْلَةٍ رُئِيتُ فِي الْإِسْلَامِ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقَسُ وَأَهْدَى مَعَهَا حِمَارًا يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ فَكَانَتِ الْبَغْلَةُ قَدْ بَقِيَتْ حَتَّى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دُلْدُلُ أَهْدَاهَا فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اسْمَ بَغْلَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الدُّلْدُلُ وَكَانَتْ شَهْبَاءَ وَكَانَتْ بِيَنْبُعَ حَتَّى مَاتَتْ ثَمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ زَامِلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَهْدَى فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةً يُقَالُ لَهَا: فِضَّةٌ فَوَهَبَهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَحِمَارَهُ يَعْفُورَ فَنُفِقَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَغْلَةٌ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّا أَنْزَيْنَا الْحُمُرَ عَلَى خَيْلِنَا فَجَاءَتْنَا بِمِثْلِ هَذِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 492] الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اسْمَ حِمَارِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْيَعْفُورُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَيَحْلِبُونَ الشَّاءَ وَيَرْكَبُونَ الْحُمُرَ وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِمَارٌ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُسَمَّى الشَّهْبَاءُ وَحِمَارُهُ الْيَعْفُورُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 ذِكْرُ إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْقَصْوَاءُ مِنْ نَعَمِ بَنِي الْحَرِيشِ ابْتَاعَهَا أَبُو بَكْرٍ وَأُخْرَى مَعَهَا بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى نَفَقَتْ وَهِيَ الَّتِي هَاجَرَ عَلَيْهَا وَكَانَتْ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ رَبَاعِيَّةً وَكَانَ اسْمُهَا الْقَصْوَاءَ وَالْجَدْعَاءَ وَالْعَضْبَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ اسْمُهَا الْعَضْبَاءَ وَكَانَ فِي طَرَفِ أُذُنِهَا جَدْعٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [ص: 493] ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْقَصْوَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اسْمَ نَاقَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْقَصْوَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاءُ وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ قَالَ فَقَدِمَ أَعْرَابِيُّ عَلَى قُعُودٍ لَهُ فَسَابَقَهَا فَسُبِقَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ قَالُوا: سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ إِلَّا وَضَعَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَتِ الْقَصْوَاءُ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَسْبِقُ كُلَّمَا دُفِعَتْ فِي سُبَّاقٍ فَسُبِقَتْ فَكَانَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَآبَةٌ أَنْ سُبِقَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَفَعُوا شَيْئًا أَوْ أَرَادُوا رَفْعَ شَيْءٍ وَضَعَهُ اللَّهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ يَرْمِي عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّهِ بِعَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 ذِكْرُ لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَاحٌ وَهِيَ الَّتِي أَغَارَ عَلَيْهَا الْقَوْمُ بِالْغَابَةِ وَهِيَ عِشْرُونَ لِقْحَةً وَكَانَتِ الَّتِي يَعِيشُ بِهَا أَهْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُرَاحَ إِلَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِرْبَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ فَكَانَ فِيهَا لَقَائِحُ لَهَا غُزْرٌ: الْحِنَّاءُ وَالسَّمْرَاءُ وَالْعَرِيسُ وَالسَّعْدِيَّةُ وَالْبُغُومُ وَالْيَسِيرَةُ وَالدُّبَّاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبْهَانَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: وَكَانَ عَيْشُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللَّبَنَ أَوْ قَالَتْ: أَكْثَرُ عَيْشِنَا كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَقَائِحُ بِالْغَابَةِ كَانَ قَدْ فَرَّقَهَا عَلَى نِسَائِهِ فَكَانَتْ لِي مِنْهَا لِقْحَةٌ تُدْعَى: الْعَرِيسُ وَكُنَّا مِنْهَا فِيمَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ وَكَانَتْ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِقْحَةٌ تُدْعَى: السَّمْرَاءُ غَزِيرَةٌ وَلَمْ تَكُنْ كَلِقْحَتِي فَقَرَّبَ رَاعِيهُنُّ اللِّقَاحَ إِلَى مَرْعًى بِنَاحِيَةِ الْجَوَّانِيَةِ فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا فَنُؤْتَى بِهِمَا فَتَحْلِبَانِ فَتُوجَدُ لِقْحَتُهُ تَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَغْزَرَ مِنْهَا بِمِثْلِ لَبَنِهَا أَوْ أَكْثَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: أَهْدَى الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلَابِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقْحَةً تُدْعَى: بُرْدَةٌ لَمْ أَرَ مِنَ الْإِبِلِ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا وَتَحْلِبُ مَا تَحْلِبُ لِقْحَتَانِ غَزِيرَتَانِ فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا يَرْعَاهَا هِنْدٌ وَأَسْمَاءُ يَعْتَقَبَانِهَا بِأُحُدٍ مَرَّةً وَبِالْجُمَّاءِ مَرَّةً ثُمَّ يَأْوِي بِهَا إِلَى مَنْزِلِنَا مَعَهُ مِلْءَ ثَوْبِهِ مِمَّا يَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرِ وَمَا يُهَشُّ مِنَ الشَّجَرِ فَتَبِيتُ فِي عَلَفٍ حَتَّى الصَّبَّاحِ فَرُبَّمَا حُلِبَتْ عَلَى أَضْيَافِهِ فَيَشْرَبُونَ حَتَّى يَنْهَلُوا غَبُوقًا وَيُفَرِّقُ عَلَيْنَا [ص: 495] بَعْدُ مَا فَضَلَ، وَحِلَابُهَا صَبُوحًا حَسَنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعُ لَقَائِحَ تَكُونُ بِذِي الْجَدْرِ وَتَكُونُ بِالْجَمَّاءِ فَكَانَ لَبَنُهَا يَؤُوبُ إِلَيْنَا، لِقْحَةٌ تُدْعَى مَهْرَةً وَلِقْحَةٌ تُدْعَى الشَّقْرَاءَ وَلِقْحَةٌ تُدْعَى الدُّبَّاءَ فَكَانَتْ مَهْرَةٌ أَرْسَلَ بِهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ نَعَمِ بَنِي عَقِيلٍ وَكَانَتْ غَزِيرَةً وَكَانَتِ الشُّقْرَاءُ وَالدُّبَّاءِ ابْتَاعَهُمَا بِسُوقِ النَّبَطِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ وَكَانَتْ بُرْدَةٌ وَالسَّمْرَاءُ وَالْعَرِيسُ وَالْيَسِيرَةُ وَالْحِنَّاءُ يُحْلَبْنَ وَيُرَاحُ إِلَيْهِ بِلَبَنِهِنَّ كُلَّ لَيْلَةٍ وَكَانَ فِيهَا غُلَامُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَسَارٌ فَقَتَلُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَأْتِهِ لَبَنُ لِقَاحِهِ قَالَ: «عَطَّشَ اللَّهُ مَنْ عَطَّشَ آلَ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 ذِكْرُ مَنَايِحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَنَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُقْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: كَانَتْ مَنَايِحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْغَنَمِ سَبْعًا: عَجْوَةُ وَزَمْزَمُ وَسُقْيَا وَبَرَكَةُ وَوَرِسَةُ وَإِطْلَالُ وَإِطْرَافُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعُ أَعْنُزٍ مَنَايِحَ تَرْعَاهُنَّ أُمُّ أَيْمَنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ [ص: 496] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: كَانَتْ مَنَايِحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرْعَى بِأُحُدٍ وَتَرُوحُ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَدُورُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ وَجِيهَةَ، مَوْلَاةِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سُئِلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْدُو؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُهُ كَانَتْ لَنَا أَعْنُزٌ سَبْعٌ فَكَانَ الرَّاعِي يَبْلُغُ بِهِنَّ مَرَّةً الْجَمَّاءَ وَمَرَّةً أُحُدًا وَيَرُوحُ بِهِنَّ عَلَيْنَا فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِقَاحٌ بِذِي الْجَدْرِ فَتَؤُوبُ إِلَيْنَا أَلْبَانُهَا بِاللَّيْلِ وَتَكُونُ بِالْغَابَةِ فَتَؤُوبُ إِلَيْنَا أَلْبَانُهَا بِاللَّيْلِ وَهُوَ كَانَ أَكْثَرَ عَيْشِنَا مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، وَالنُّعْمَانِ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جِلْدِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَاةٌ تُسَمَّى: قَمَرُ فَفَقَدَهَا يَوْمًا فَقَالَ: «مَا فَعَلَتْ قَمَرُ؟» فَقَالُوا: مَاتَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَمَا فَعَلْتُمْ بِإِهَابِهَا؟» قَالُوا: مَيْتَةٌ قَالَ: «دِبَاغُهَا طَهُورُهَا» وَلَمْ يَذْكُرْ الْهَيْثَمُ فِي حَدِيثِهِ النُّعْمَانَ وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ زَيْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ شَاةٌ إِلَّا وَفِي بَيْتِهِمْ بَرَكَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَرُوحُ عَلَيْهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْغَنَمِ إِلَّا بَاتَتِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِمْ حَتَّى تُصْبِحَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 ذِكْرُ خَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَوَالِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ هِنْدَ وَأَسْمَاءَ ابْنَيْ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيَّيْنِ إِلَّا مَمْلُوكَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَا يَخْدِمَانِهِ لَا يَرِيمَانِ بَابَهُ هُمَا وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا فَايِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: كَانَ خَدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَخُضْرَةُ وَرَضْوَى وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعْدٍ أَعْتَقَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّهُنَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ جَارِيَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُسَمَّى خُضْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ الْأَشْهَلَيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنِ افْحَصْ لِي عَنْ أَسْمَاءِ خَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَمَوَالِيهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ " أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ وَاسْمُهَا بَرَكَةُ كَانَتْ لِأَبِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَرِثَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهَا وَكَانَ عُبَيْدٌ الْخَزْرَجِيُّ قَدْ تَزَوَّجَهَا بِمَكَّةَ فَوَلَدَتْ أَيْمَنَ ثُمَّ إِنَّ خَدِيجَةَ مَلَكَتْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ اشْتَرَاهُ لَهَا حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ بِسُوقِ عُكَاظٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ أَنْ تَهَبَ لَهُ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تَزَوَّجَهَا فَوَهَبَتْهُ لَهُ فَأَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَعْتَقَ بَرَكَةَ امْرَأَتَهُ وَكَانَ أَبُو كَبْشَةَ مِنْ مُوَلِّدِي مَكَّةَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ أَنَسَةٌ مِنْ مُوَلِّدِي السَّرَاةِ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ صَالِحٌ شُقْرَانُ غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 وَكَانَ سَفِينَةُ غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ ثَوْبَانُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ابْتَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَعْتَقَهُ وَلَهُ نَسَبٌ فِي الْيَمَنِ وَكَانَ رَبَاحٌ أَسْوَدَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ يَسَارٌ عَبْدًا نُوبِيًّا أَصَابَهُ فِي غَزْوَةِ بَنِي عَبْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ لِلْعَبَّاسِ فَوَهَبَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ بَشَّرَ أَبُو رَافِعٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِهِ فَسُّرَ بِهِ فَأَعْتَقَهُ وَاسْمُهُ أَسْلَمُ وَكَانَ فَضَالَةُ مَوْلًى لَهُ يَمَانِيًّا نَزَلَ الشَّأْمَ بَعْدُ وَكَانَ أَبُو مُوَيْهِبَةَ مُوَلَّدًا مِنْ مُوَلِّدِي مُزَيْنَةَ فَأَعْتَقَهُ وَكَانَ رَافِعٌ غُلَامًا لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَوَرِثَهُ وَلَدُهُ فَأَعْتَقَ بَعْضُهُمْ نَصِيبَهُ فِي الْإِسْلَامِ وَتَمَسَّكَ بَعْضٌ فَجَاءَ رَافِعٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعِينُهُ فِيمَنْ لَمْ يُعْتِقْ حَتَّى يُعْتِقَهُ فَكَلَّمَهُ فِيهِ فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ يَقُولُ: أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مِدْعَمٌ غُلَامًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهَبَهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ وَكَانَ مِنْ مُوَلِّدِي حِسْمَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَهَبَهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ فَلَمَّا شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ انْصَرَفَ إِلَى وَادِي الْقُرَى فَلَمَّا نَزَلَ يَحُطُّ رَحْلَهُ بِوَادِي الْقُرَى جَاءَهُ سَهْمُ غَرَبٍ فَقَتَلَهُ فَقِيلَ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا عَنَّا يَوْمَ خَيْبَرَ تُحْرَقُ عَلَيْهِ فِي النَّارِ» رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ قَالَ: وَكَانَ كَرْكَرَةُ غُلَامًا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ وَكَانَ فِي ظَهْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِ ابْنُ عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 ذِكْرُ بُيُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحُجَرِ أَزْوَاجِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورَةٌ بِالطِّينِ عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَرَأَيْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وُحُجْرَتَهَا مِنْ لَبَنٍ فَسَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهَا فَقَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزْوَةَ دُومَةَ بَنَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حُجْرَتَهَا بِلَبِنٍ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى اللَّبِنِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَوَّلَ نِسَائِهِ فَقَالَ: «مَا هَذَا الْبِنَاءُ؟» فَقَالَتْ: أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَكُفَّ أَبْصَارَ النَّاسِ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيهِ مَالُ الْمُسْلِمِينَ الْبُنْيَانُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ، مُعَاذَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عُمَرُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ يَقُولُ وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ: أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقْرَأُ يَأْمُرُ بِإِدْخَالِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ عَطَاءٌ: فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا يَنْشَأُ نَاشِئٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الْأُفُقِ فَيَرَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَيَاتِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا يُزَهِّدُ النَّاسَ فِي التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ قَالَ مُعَاذٌ: فَلَمَّا فَرَغَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ: كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَبْيَاتٍ بِلَبِنٍ لَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ وَكَانَتْ خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جَرِيدٍ مَطِينَةٍ لَا حُجَرَ لَهَا عَلَى أَبْوَابِهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ ذَرَعْتُ السِّتْرَ فَوَجَدْتُهُ ثَلَاثَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ وَالْعَظْمِ أَوْ أَدْنَى مِنَ الْعَظْمِ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْبُكَاءِ يَوْمَئِذٍ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حَتَّى أَخْضَلَ لِحَاهُمُ الدَّمْعُ وَقَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ: لَيْتَهَا تُرِكَتْ فَلَمْ تُهْدَمْ حَتَّى يَقْصُرَ النَّاسُ عَنِ الْبِنَاءِ وَيَرَوْا مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا بِيَدِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ فِيمَا بَيْنَ الْإِسْطُوَانَةِ الَّتِي تَلِي حَرْفَ الْقَبْرِ الَّتِي تَلِي الْأُخْرَى إِلَى طَرِيقِ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا بَيْتُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيهِ وَهَذَا كُلُّهُ إِلَى بَابِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْيَوْمَ إِلَى رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ فَهَذِهِ بُيُوتُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي رَأَيْتُهَا بِالْجَرِيدِ قَدْ طُرَّتْ بِالطِّينِ عَلَيْهَا مُسُوحُ شَعْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا نَجَادُ بْنُ فَرُّوخَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: رَأَيْتُ حُجَرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُهْدَمَ بِجَرَائِدِ النَّخْلِ مُلْبَسَةً الْأَنْطَاعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا الْمُسُوحُ يَعْنِي مَتَاعَ الْأَعْرَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ [ص: 501] : أَخْبَرَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَتَنَاوَلُ سُقُفَهَا بِيَدِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 ذِكْرُ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رَفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: أَوَّلُ صَدَقَةٍ فِي الْإِسْلَامِ وَقْفُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْوَالَهُ لَمَّا قُتِلَ مُخَيْرِيقٌ بِأُحُدٍ وَأَوْصَى: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَبَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَصَدَّقَ بِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ مُخَيْرِيقٌ يَوْمَ أُحُدٍ: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ وَهِيَ عَامَّةُ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ فِي خِلَافَتِهِ بِخُنَاصَرَةَ: سَمِعْتُ بِالْمَدِينَةِ، وَالنَّاسُ، يَوْمَئِذٍ بِهَا كَثِيرٌ مِنْ مَشْيَخَةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَنَّ حَوَائِطَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَعْنِي السَّبْعَةَ الَّتِي وَقَفَ مِنْ أَمْوَالِ مُخَيْرِيقٍ وَقَالَ: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي لِمُحَمَّدٍ يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُخَيْرِيقٌ خَيْرُ يَهُودَ» ، ثُمَّ دَعَا لَنَا عُمَرُ بِتَمْرٍ مِنْهَا فَأُتِيَ بِتَمْرٍ فِي طَبَقٍ فَقَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ يُخْبِرُنِي أَنَّ هَذَا التَّمْرَ مِنَ الْعِذْقِ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَنَا قَالَ: فَقَسَمَهُ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا تِسْعَ تَمَرَاتٍ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَدْ دَخَلْتُهَا إِذْ كُنْتُ وَالِيًا بِالْمَدِينَةِ وَأَكَلْتُ مِنْ هَذِهِ النَّخْلَةِ وَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا مِنَ التَّمْرِ أَطْيَبَ وَلَا أَعْذَبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدٍ السَّعْدِيِّ قَالَ: كَانَ مُخَيْرِيقٌ أَيْسَرَ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَكَانَ مِنْ أَحْبَارِ يَهُودَ وَعُلَمَائِهَا بِالتَّوْرَاةِ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ يَنْصُرُهُ وَهُوَ عَلَى دِينِهِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ: إِنْ أُصَبْتُ فَأَمْوَالِي إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم يَضَعُهَا حَيْثُ أَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ السَّبْتِ وَانْكَسَفَتْ قُرَيْشٌ وَدُفِنَ الْقَتْلَى وُجِدَ مُخَيْرِيقٌ مَقْتُولًا بِهِ جِرَاحٌ فَدُفِنَ نَاحِيَةً مِنْ مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يُسْمَعْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَلَا بَعْدَهُ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى أَنْ قَالَ: «مُخَيْرِيقٌ خَيْرُ يَهُودَ» فَهَذَا أَمْرُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: مَا هَذِهِ الْحَوَائِطُ إِلَّا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ لَقَدْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ فَفَرَّقَ أَمْوَالَ مُخَيْرِيقٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هَذِهِ الْحَوَائِطُ السَّبْعَةُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُمَرَ الْحَارِثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: كَانَتْ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ وَهِيَ سَبْعَةٌ: الْأَعْوَافُ وَالصَّافِيَةُ وَالدَّلَالُ وَالْمَيْثِبُ وَبُرْقَةُ وَحُسْنَى وَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ مَشْرُبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ لِأَنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ مَارِيَةَ كَانَتْ تَنْزِلُهَا وَكَانَ ذَلِكَ الْمَالُ لِسَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ النَّضْيرِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمَيْسُورِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَتِ الْحُبُسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُبُسَ سَبْعَةِ حَوَائِطَ بِالْمَدِينَةِ: الْأَعْوَافُ وَالصَّافِيَةُ وَالدَّلَالُ وَالْمَيْثَبُ وَبُرْقَةُ وَحُسْنَى وَمَشْرَبَةُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ ابْنُ كَعْبٍ: وَقَدْ حَبَسَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَهُ عَلَى أَوْلَادِهِمْ وَأَوْلَادِ أَوْلَادِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثُ صَفَايَا فَكَانَتْ بَنُو النَّضِيرِ حُبُسًا لِنَوَائِبِهِ وَكَانَتْ فَدَكٌ لِابْنِ السَّبِيلِ وَكَانَتْ خَيْبَرُ فَكَانَ الْخُمْسُ قَدْ جَزَّأَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَجُزْءَانِ لِلْمُسْلِمِينَ وَجُزْءٌ كَانَ يُنْفِقُ مِنْهُ عَلَى أَهْلِهِ فَإِنْ فَضُلَ مِنْهُ فَضْلٌ رَدَّهُ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 ذِكْرُ الْبِئَارِ الَّتِي شَرِبَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْتُ قَدْ طَلَبْتُ الْبِئَارَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعْذِبُ مِنْهَا وَالَّتِي بَرَّكَ فِيهَا وَبَصَقَ فِيهَا فَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ وَبَصَقَ فِيهَا وَبَرَّكَ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمٍ وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ أَبِي أَنَسٍ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ جُنُبَ قَصْرِ بَنِي حُدَيْلَةَ الْيَوْمَ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ جَاسِمَ بِئْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ بِرَاتِجَ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ بَقُبَاءَ وَبَرَّكَ فِيهَا وَقَالَ: «هِيَ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ» وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ الْعَبِيرَةِ [ص: 504] بِئْرِ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَقَفَ عَلَى بِئْرِهَا فَبَصَقَ فِيهَا وَشَرِبَ مِنْهَا وَنَزَلَ وَسَأَلَ عَنِ اسْمِهَا فَقِيلَ: الْعَبِيرَةُ فَسَمَّاهَا: الْيَسِيرَةُ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ رُومَةَ بِالْعَقِيقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، سَلْمَى قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْزِلَ أَبِي أَيُّوبَ كَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَخْدُمُهُ وَيَسْتَعْذِبُ لَهُ مِنْ بِئْرِ أَبِي أَنَسٍ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ فَلَمَّا صَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِهِ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَهِنْدُ وَأَسْمَاءُ ابْنَا حَارِثَةَ يَحْمِلُونَ قُدُورَ الْمَاءِ إِلَى بُيُوتِ نِسَائِهِ مِنْ بِئْرِ السُّقْيَا ثُمَّ كَانَ خَادِمُهُ رَبَاحٌ عَبْدًا أَسْوَدَ يَسْتَقِي مَرَّةً مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ وَمَرَّةً مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا بِأَمْرِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَزِمْتُ بَابَهُ فِي قَوْمٍ مَحَاوِيجَ فَكُنْتُ آتِيهِ بِالْمَاءِ مِنْ جَاسِمَ بِئْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَكَانَ مَاؤُهَا طَيِّبًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ نَافِعًا، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ بِئْرِ غَرْسٍ: «رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي جَالِسٌ عَلَى عَيْنٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ» يَعْنِي هَذِهِ الْبِئْرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِئْرُ غَرْسٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْبِئْرُ بِئْرُ [ص: 505] غَرْسٍ هِيَ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ الْمِيَاهِ» ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْهَا وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رُقَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جِئْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبَاءً فَانْتَهَى إِلَى بِئْرِ غَرْسٍ وَإِنَّهُ لَيَسْتَقِي مِنْهَا عَلَى حِمَارٍ ثُمَّ نَقُومُ عَامَّةَ النَّهَارِ مَا نَجْدُ فِيهَا مَاءً فَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّلْوِ وَرَدَّهُ فِيهَا فَجَاشَتْ بِالرَّوَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ وَمِنْهَا غُسِّلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَبُو أُسَيْدٍ وَأَبُو حُمَيْدٍ وَأَبِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ يَقُولُونَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِئْرَ بُضَاعَةَ فَتَوَضَّأَ فِي الدَّلْوِ وَرَدَّهُ فِي الْبِئْرِ، وَمَجَّ فِي الدَّلْوِ مَرَّةً أُخْرَى وَبَصَقَ فِيهَا وَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ الْمَرِيضُ فِي عَهْدِهِ يَقُولُ: «اغْسِلُوهُ مِنْ مَاءِ بُضَاعَةَ» ، فَيُغْسَلُ، فَكَأَنَّمَا حُلَّ مِنْ عِقَالٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفًا مِرَارًا عَلَى بِئْرِ بُضَاعَةَ وَخَيْلُهُ تُسْقَى مِنْهَا وَشَرِبَ مِنْهَا وَتَوَضَّأَ وَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 506] إِلَى رُومَةَ، وَكَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ يَسْقِي عَلَيْهَا بِأَجْرٍ، فَقَالَ: «نِعْمَ صَدَقَةُ الْمُسْلِمِ هَذِهِ مِنْ رَجُلٍ يَبْتَاعُهَا مِنَ الْمُزَنِيِّ فَيُتَصَدَّقُ بِهَا» ، فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا، فَلَمَّا عُلِّقَ عَلَيْهَا الْعَلَقُ مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَرَاهَا وَتَصَدَّقَ بِهَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لَهُ الْجَنَّةَ» ، وَدَعَا بِدَلْو مِنْ مَائِهَا فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا النُّقَاخُ، أَمَا إِنَّ هَذَا الْوَادِيَ سَتُسْتَكْثَرُ مِيَاهُهُ وَيُعْذِبُونَ، وَبِئْرُ الْمُزَنِيِّ أَعْذَبُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا بِبِئْرِ الْمُزَنِيِّ، وَلَهُ خَيْمَةٌ إِلَى جَنْبِهَا وَجَرَّةٌ فِيهَا مَاءٌ بَارِدٌ، فَسَقَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَاءً بَارِدًا فِي الصَّيْفِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا الْعَذْبُ الزُّلَالُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَنَّهُ يَعْقِلُ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّلْوِ فِي بِئْرِ أَنَسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بِئْرِنَا هَذِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ قَالَ: شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ مِنْ بِئْرِ السُّقْيَا فَكَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا بَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 ذِكْرُ عَدَدِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَرَايَاهُ وَأَسْمَائِهَا وَتَوَارِيخِهَا، وَجَمْلِ مَا كَانَ فِي كُلِّ غَزَاةٍ وَسَرِيَّةٍ مِنْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَمُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَشْهَلِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَكَمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَأَخْبَرَنِي رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: كَانَ عَدَدُ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي غَزَا بِنَفْسِهِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً، وَكَانَتْ سَرَايَاهُ الَّتِي بَعَثَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 بِهَا سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَرِيَّةً، وَكَانَ مَا قَاتَلَ فِيهِ مِنَ الْمَغَازِي تِسْعَ غَزَوَاتٍ: بَدْرُ الْقِتَالِ، وَأُحُدٌ، وَالْمُرَيْسِيعُ، وَالْخَنْدَقُ، وَقُرَيْظَةُ، وَخَيْبَرُ، وَفَتَحُ مَكَّةَ، وَحُنَيْنٌ، وَالطَّائِفُ، فَهَذَا مَا اجْتُمِعَ لَنَا عَلَيْهِ ". وَفِي بَعْضِ رِوَايَتِهِمْ أَنَّهُ قَاتَلَ فِي بَنِي النَّضِيرِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَهُ نَفْلًا خَاصَّةً، وَقَاتَلَ فِي غَزْوَةِ وَادِي الْقُرَى مُنْصَرَفُهُ مِنْ خَيْبَرَ، وَقُتِلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، وَقَاتَلَ فِي الْغَابَةِ. قَالُوا: وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، حِينَ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ: أَنَّهُ قَدِمَ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَكَانَ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءٌ أَبْيَضُ، فَكَانَ الَّذِي حَمَلَهُ أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَالَ بَعْضُهُمْ: كَانُوا شَطْرَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ أَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَلَمْ يَبْعَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَبْعَثًا حَتَّى غَزَا بِهِمْ بَدْرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ شَرَطُوا لَهُ أَنَّهُمْ يَمْنَعُونَهُ فِي دَارِهِمْ وَهَذَا الثَّبَتُ عِنْدَنَا. وَخَرَجَ حَمْزَةُ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ قَدْ جَاءَتْ مِنَ الشَّأْمِ تُرِيدُ مَكَّةَ وَفِيهَا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ، فَبَلَغُوا سَيْفَ الْبَحْرِ يَعْنِي سَاحِلَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ فَالْتَقَوْا حَتَّى اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، فَمَشَى مَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا إِلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً وَإِلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمْ وَلَمْ يَقْتَتِلُوا فَتَوَجَّهَ أَبُو جَهْلٍ فِي أَصْحَابِهِ وَعِيرِهِ إِلَى مَكَّةَ وَانْصَرَفَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 سَرِيَّةُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ إِلَى بَطْنِ رَابِغٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُقِدَ لَهُ لِوَاءٌ أَبْيَضُ كَانَ الَّذِي حَمَلَهُ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سِتِّينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ فِيهِمْ أَنْصَارِيُّ فَلَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَهُوَ فِي مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُوَ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ أَحْيَاءٌ مِنْ بَطْنِ رَابِغٍ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَنْتَ تُرِيدُ قُدَيْدًا عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَإِنَّمَا نَكَبُوا عَنِ الطَّرِيقِ لِيَرْعَوْا رِكَابَهُمْ فَكَانَ بَيْنَهُمُ الرَّمْيُ وَلَمْ يَسُلُّوا السُّيُوفَ، وَلَمْ يَصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، وَإِنَّمَا كَانَتْ بَيْنَهُمُ الْمُنَاوَشَةُ إِلَّا أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَدْ رُمِيَ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ فَكَانَ أَوَّلَ سَهْمٍ رُمِيَ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْفَرِيقَانِ عَلَى حَامِيَتِهِمْ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْقَوْمِ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى الْخَرَّارِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُقِدَ لَهُ لِوَاءٌ أَبْيَضُ حَمَلَهُ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ وَبَعْثَهُ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ تَمُرُّ بِهِ، وَعُهِدَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يُجَاوِزَ الْخَرَّارَ، وَالْخَرَّارُ حِينَ تَرُوحُ مِنَ الْجُحْفَةِ إِلَى مَكَّةَ آبَارٌ عَنْ يَسَارِ الْمَحَجَّةِ قَرِيبٌ مِنْ خُمٍّ، قَالَ سَعْدٌ فَخَرَجْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا فَكُنَّا نَكْمُنُ النَّهَارَ وَنَسِيرُ اللَّيْلَ حَتَّى صَبَّحْنَاهَا صُبْحَ خَمْسٍ، فَنَجِدُ الْعِيرَ قَدْ مَرَّتْ بِالْأَمْسِ فَانْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 غَزْوَةُ الْأَبْوَاءِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَبْوَاءُ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ لِوَاءٌ أَبْيَضَ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، وَخَرَجَ فِي الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ فِيهِمْ أَنْصَارِيُّ حَتَّى بَلَغَ الْأَبْوَاءَ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَهِيَ غَزْوَةُ وَدَّانٍ، وَكِلَاهُمَا قَدْ وَرَدَ، وَبَيْنَهُمَا سِتَّةُ أَمْيَالٍ وَهِيَ أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا بِنَفْسِهِ وَفِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَادَعَ مَخْشِيِّ بْنَ عَمْرٍو الضَّمْرِيَّ، وَكَانَ سَيِّدَهُمْ فِي زَمَانِهِ عَلَى أَنْ لَا يَغْزُو بَنِي ضَمْرَةَ وَلَا يَغْزُوهُ وَلَا يُكْثِرُوا عَلَيْهِ جَمْعًا وَلَا يُعِينُوا عَدُوًّا وَكَتَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا. وَضَمْرَةُ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْأَبْوَاءَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 غَزْوَةُ بُوَاطٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُوَاطٌ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَكَانَ لِوَاءٌ أَبْيَضَ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَخَرَجَ فِي مِائَتَيْنِ مِنْ [ص: 9] أَصْحَابِهِ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فِيهَا أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ وَمِائَةُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةِ بَعِيرٍ فَبَلَغَ بُوَاطَ وَهِيَ جِبَالٌ مِنْ جِبَالِ جُهَيْنَةَ مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى وَهِيَ قَرِيبٌ مِنْ ذِي خُشُبٍ مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الشَّأْمِ، وَبَيْنَ بُوَاطٍ وَالْمَدِينَةِ نَحْوَ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، فَلَمْ يَلْقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَيْدًا، فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 غَزْوَةُ طَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِطَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ لِوَاءً أَبْيَضَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ قَدْ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَاقَهُ، وَكَانَ يَرْعَى بِالْجَمَّاءِ، وَالسَّرْحُ: مَا رَعَوْا مِنْ نَعَمِهِمْ، وَالْجَمَّاءُ: جَبَلٌ نَاحِيَةَ الْعَقِيقِ إِلَى الْجُرُفِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ، فَطَلَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ سَفَوَانُ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ وَفَاتَهُ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ فَلَمْ يَلْحَقْهُ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 غَزْوَةُ ذِي الْعُشَيْرَةِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَا الْعُشَيْرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ عَلَى رَأْسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، وَحَمَلَ لِوَاءَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ لِوَاءَ أَبْيَضَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ وَخَرَجَ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِمَّنِ انْتَدَبَ، وَلَمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 يُكْرِهْ أَحَدًا عَلَى الْخُرُوجِ، وَخَرَجُوا عَلَى ثَلَاثِينَ بَعِيرًا يَعْتَقِبُونَهَا، خَرَجَ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ حِينَ أَبْدَأَتْ إِلَى الشَّأْمِ وَكَانَ قَدْ جَاءَهُ الْخَبَرُ بِفُصُولِهَا مِنْ مَكَّةَ فِيهَا أَمْوَالُ قُرَيْشٍ فَبَلَغَ ذَا الْعَشِيرَةِ وَهِيَ لِبَنِي مُدْلِجٍ بِنَاحِيَةِ يَنْبُعَ وَبَيْنَ يَنْبُعَ وَالْمَدِينَةِ تِسْعَةُ بُرُدٍ، فَوَجَدَ الْعِيرَ الَّتِي خَرَجَ لَهَا قَدْ مَضَتْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ وَهِيَ الْعِيرُ الَّتِي خَرَجَ لَهَا أَيْضًا يُرِيدُهَا حِينَ رَجَعَتْ مِنَ الشَّأْمِ فَسَاحَلَتْ عَلَى الْبَحْرِ، وَبَلَغَ قُرَيْشًا خَبَرُهَا فَخَرَجُوا يَمْنَعُونَهَا، فَلَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ فَوَاقَعَهُمْ وَقَتْلَ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ، وبِذِي الْعُشَيْرَةِ كَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَبَا تُرَابٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ نَائِمًا مُتَمَرِّغًا فِي الْبَوْغَاءِ فَقَالَ: اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ فَجَلَسَ، وَفِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَادَعَ بَنِي مُدْلِجٍ وَحُلَفَاءَهُمْ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى نَخْلَةَ فِي رَجَبَ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بَعَثَهُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ كُلُّ اثْنَيْنِ يَعْتَقِبَانِ بَعِيرًا إِلَى بَطْنِ نَخْلَةَ، وَهُوَ بُسْتَانُ ابْنِ عَامِرٍ الَّذِي قُرْبَ مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْصُدَ بِهَا عِيرَ قُرَيْشٍ فَوَرَدَتْ عَلَيْهِ فَهَابَهُمْ أَهْلُ الْعِيرِ، وَأَنْكَرُوا أَمْرَهُمْ، فَحَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ رَأْسَهُ حَلَقَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ لِيَطْمَئِنَّ الْقَوْمُ، فَأَمِنُوا وَقَالُوا: هُمْ عُمَّارٌ لَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ فَسَرَّحُوا رِكَابَهُمْ وَصَنَعُوا طَعَامًا وَشَكُّوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَهُوَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَمْ لَا؟ ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ، فَقَاتَلُوهُمْ، فَخَرَجَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ يَقْدُمُ الْمُسْلِمِينَ، فَرَمَى عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَتَلَهُ وَشَدَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ فَاسْتَأْسَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ وَأَعْجَزَهُمْ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 ، وَاسْتَاقُوا الْعِيرَ وَكَانَ فِيهَا خَمْرٌ وَأُدْمٌ وَزَبِيبٌ جَاءُوا بِهِ مِنَ الطَّائِفِ فَقَدِمُوا بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَقَفَهُ وَحَبَسَ الْأَسِيرَيْنِ وَكَانَ الَّذِي أَسَرَ الْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ وَقُتِلَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ زَمِيلَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ لِعُتْبَةَ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ، فَضَلَّ الْبَعِيرُ بِحَرَّانَ وَهِيَ نَاحِيَةُ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَأَقَامَا عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ يَبْغِيَانِهِ، وَمَضَى أَصْحَابُهُمْ إِلَى نَخْلَةَ فَلَمْ يَشْهَدْهَا سَعْدٌ وَعُتْبَةُ وَقَدِمَا الْمَدِينَةَ بَعْدَهُمْ بِأَيَّامٍ وَيُقَالُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ لَمَّا رَجَعَ مِنْ نَخْلَةَ خَمَّسَ مَا غَنِمَ وَقَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ سَائِرَ الْغَنَائِمِ فَكَانَ أَوَّلَ خُمْسٍ خُمِّسَ فِي الْإِسْلَامِ وَيُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَفَ غَنَائِمَ نَخْلَةَ حَتَّى رَجَعَ مِنْ بَدْرٍ، فَقَسَّمَهَا مَعَ غَنَائِمِ بَدْرٍ، وَأَعْطَى كُلَّ قَوْمٍ حَقَّهُمْ، وَفِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ سُمِيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 غَزْوَةُ بَدْرٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرُ الْقِتَالِ، وَيُقَالُ بَدْرٌ الْكُبْرَى، قَالُوا: لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم انْصِرَافَ الْعِيرِ مِنَ الشَّأْمِ الَّتِي كَانَ خَرَجَ لَهَا يُرِيدُهَا حَتَّى بَلَغَ ذَا الْعُشَيْرَةِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ، فَبَلَغَا التَّجْبَارَ مِنْ أَرْضِ الْحَوْرَاءِ، فَنَزَلَا عَلَى كَشَدٍّ الْجُهَنِيِّ فَأَجَارَهُمَا وَأَنْزَلَهُمَا وَكَتَمَ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَرَّتِ الْعِيرُ ثُمَّ خَرَجَا وَخَرَجَ مَعَهُمَا كَشَدٌّ خَفِيرًا حَتَّى أَوْرَدَهُمَا ذَا الْمَرْوَةِ، وَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ فَسَارُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَرَقًا مِنَ الطَّلَبِ، فَقَدِمَ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرَ الْعِيرِ فَوَجَدَاهُ قَدْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 خَرَجَ وَكَانَ قَدْ نَدَبَ الْمُسْلِمِينَ لِلْخُرُوجِ مَعَهُ وَقَالَ: هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُغْنِمَكُمُوهَا، فَأَسْرَعَ مَنْ أَسْرَعِ إِلَى ذَلِكَ وَأَبْطَأَ عَنْهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ وَكَانَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يُلَمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا عَلَى قِتَالٍ إِنَّمَا خَرَجُوا لِلْعِيرِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا وَجَّهَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ بِعَشْرِ لَيَالٍ، وَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَخَرَجَتْ مَعَهُ الْأَنْصَارُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ وَلَمْ يَكُنْ غَزَا بِأَحَدٍ مِنْهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَسْكَرَهُ بِبِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ، وَهِيَ عَلَى مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَ أَصْحَابَهُ وَرَدَّ مَنِ اسْتَصْغَرَ وَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ وَخَمْسَةِ نَفَرٍ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلًا، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَثَمَانِيَةٌ تَخَلَّفُوا لِعِلَّةٍ ضَرَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَلَّفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَتِهِ رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَأَقَامَ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بَعَثَهُمَا يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ وَخَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ خَلَّفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيُّ خَلَّفَهُ عَلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ الْعُمَرِيُّ رَدَّهُ مِنَ الرَّوْحَاءِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ، وَخَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ كُسِرَ أَيْضًا فَهَؤُلَاءِ ثَمَانِيَةٌ لَا اخْتِلَافَ فِيهِمْ عِنْدَنَا وَكُلُّهُمْ مُسْتَوْجِبٌ وَكَانَتِ الْإِبِلُ سَبْعِينَ بَعِيرًا يَتَعَاقَبُ النَّفَرُ الْبَعِيرَ وَكَانَتِ الْخَيْلُ فَرَسَيْنِ: فَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَامَهُ عَيْنَيْنِ لَهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يَأْتِيَانِهِ بِخَبَرِ عَدُوِّهِ وَهُمَا: بَسْبَسُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَهُمَا مِنْ جُهَيْنَةَ حَلِيفَانِ لِلْأَنْصَارِ فَانْتَهَيَا إِلَى مَاءِ بَدْرٍ فَعَلِمَا الْخَبَرَ، وَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ بَلَغَ الْمُشْرِكِينَ بِالشَّأْمِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْصُدُ انْصِرَافَهُمْ فَبَعَثُوا ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو حِينَ فَصَلُوا مِنَ الشَّأْمِ إِلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُونَهَمْ بِمَا بَلَغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَأْمُرُونَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فَيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ سِرَاعًا وَمَعَهُمُ الْقِيَانُ، وَالدُّفُوفُ وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِالْعِيرِ وَقَدْ خَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا حِينَ دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ وَاسْتَبْطَؤُوا ضَمْضَمًا وَالنَّفِيرَ حَتَّى وَرَدَ بَدْرًا وَهُو َخَائِفٌ مِنَ الرَّصَدَ، فَقَالَ لِمَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو هَلْ أَحْسَسْتَ أَحَدًا مِنْ عُيُونِ مُحَمَّدٍ؛ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِمَكَّةَ مِنْ قُرَشِيٍّ وَلَا قُرَشِيَّةٍ لَهُ نَشٌّ فَصَاعِدًا إِلَّا قَدْ بَعَثَ بِهِ مَعَنَا، فَقَالَ مَجْدِيُّ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُنْكِرُهُ إِلَّا رَاكِبَيْنِ أَتَيَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ وَأَشَارَ لَهُ إِلَى مُنَاخِ عَدِيٍّ وَبَسْبَسٍ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَخَذَ أَبْعَارًا مِنْ بَعِيرَيْهِمَا فَفَتَّهُ فَإِذَا فِيهِ نَوًى، فَقَالَ: عَلَائِفُ يَثْرِبَ هَذِهِ عُيُونُ مُحَمَّدٍ، فَضَرَبَ وُجُوهَ الْعِيرِ فَسَاحَلَ بِهَا وَتَرَكَ بَدْرًا يَسَارًا، وَانْطَلَقَ سَرِيعًا، وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ قَيْسَ بْنَ امْرِئِ الْقَيْسِ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَزَ الْعِيرَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالرُّجُوعِ، فَأَبَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَرْجِعَ وَرَدُّوا الْقِيَانَ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَلَحِقَ الرَّسُولُ أَبَا سُفْيَانَ بِالْهَدَّةِ وَهِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ عُسْفَانَ إِذَا رُحْتَ مِنْ مَكَّةَ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ وَسُكَّانُهَا بَنُو ضَمْرَةَ وَنَاسٌ مِنْ خُزَاعَةَ، فَأَخْبَرَهُ بِمُضِيِّ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: وَاقَوْمَاهُ هَذَا عَمَلُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ يَعْنِي أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا نَبْرَحُ حَتَّى نَرِدَ بَدْرًا، وَكَانَتْ بَدْرٌ مَوْسِمًا مِنْ مَوَاسِمِ الْجَاهِلِيَّةِ يَجْتَمِعُ بِهَا الْعَرَبُ بِهَا سُوقٌ، وَبَيْنَ بَدْرٍ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ وَمِيلَانِ وَكَانَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ عَلَى الرَّوْحَاءِ وَبَيْنَ الرَّوْحَاءِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمُنْصَرَفِ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِذَاتِ أَجْذَالً، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمَعْلَاةِ وَهِيَ: خَيْفُ السَّلَمِ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْأَثِيلِ، ثُمَّ مِيلَانِ إِلَى بَدْرٍ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ أَرْسَلَتْ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ، وَكَانَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حِينَ فَصَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يُخْبِرُهُ بِمَسِيرِهَا وَفُصُولِهَا فَخَالَفَ أَبَا سُفْيَانَ فِي الطَّرِيقِ، فَوَافَى الْمُشْرِكِينَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 بِالْجُحْفَةِ فَمَضَى مَعَهُمْ فَجُرِحَ يَوْمَ بَدْرٍ جِرَاحَاتٍ وَهَرَبَ عَلَى قَدَمَيْهِ وَرَجَعَتْ بَنُو زُهْرَةَ مِنَ الْجُحْفَةِ، أَشَارَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا وَكَانَ اسْمُهُ أُبَيُّ فَلَمَّا رَجَعَ بِبَنِي زُهْرَةَ قِيلَ: خَنَسَ بِهِمْ فَسُمِّيَ الْأَخْنَسُ، وَكَانَ بَنُو زُهْرَةَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ رَجُلٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ، وَكَانَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ النَّفِيرِ، فَلَمَّا بَلَغُوا ثَنِيَّةَ لِفَتٍ عَدَلُوا فِي السَّحَرِ إِلَى السَّاحِلِ مُنْصَرِفِينَ إِلَى مَكَّةَ، فَصَادَفَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَدِيٍّ، كَيْفَ رَجَعْتُمْ لَا فِي الْعِيرِ وَلَا فِي النَّفِيرِ فَقَالُوا أَنْتَ أَرْسَلْتَ إِلَى قُرَيْشٍ أَنْ تَرْجِعَ، وَيُقَالُ: بَلْ لَقِيَهُمْ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَلَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ دُونَ بَدْرٍ أَتَاهُ الْخَبَرُ بِمَسِيرِ قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ وَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بَرْكِ الْغُمَادِ لَسِرْنَا مَعَكَ حَتَّى نَنْتَهِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَشِيرُوا عَلَيَّ» وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْأَنْصَارَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَنَا أُجِيبُ عَنِ الْأَنْصَارِ، كَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرِيدُنَا، قَالَ: «أَجَلْ» ، قَالَ: فَامْضِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوِ اسْتَعْرَضْتَ هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ، مَا بَقِيَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ» ، وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ الْأَلْوِيَةَ وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ الْأَعْظَمُ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَلِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ: يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشِعَارُ الْخَزْرَجِ: يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ، وَشِعَارُ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا يَوْمَئِذٍ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثَلَاثَةُ أَلْوِيَةٍ: لِوَاءٌ مَعَ أَبِي عَزِيزِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلِوَاءٌ مَعَ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلِوَاءٌ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَدْنَى بَدْرٍ عِشَاءَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو يَتَحَسَّسُونَ خَبَرَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمَاءِ، فَوَجَدُوا رَوَايَا قُرَيْشٍ فِيهَا سُقَّاؤُهُمْ فَأَخَذُوهُمْ. وَبَلَغَ قُرَيْشاً خَبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سُقَّاؤُهُمْ، فَمَاجَ الْعَسْكَرُ وَأُتِيَ بِالسُّقَّاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَيْنَ قُرَيْشٌ» ، فَقَالُوا: خَلْفَ هَذَا الْكَثِيبِ الَّذِي تَرَى، قَالَ: «كَمْ هُمْ؟» ، قَالُوا: كَثِيرٌ، قَالَ: «كَمْ عَدَدُهُمْ؟» ، قَالُوا: لَا نَدْرِي، قَالَ: «كَمْ يَنْحَرُونَ؟» ، قَالُوا: يَوْمًا عَشْرًا، وَيَوْمًا تِسْعًا، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «الْقَوْمُ مَا بَيْنَ الْأَلْفِ وَالتِّسْعِمِائَةِ» ، فَكَانُوا تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ إِنْسَانًا، وَكَانَتْ خَيْلُهُمْ مِائَةُ فَرَسٍ وَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ لَيْسَ بِمَنْزِلٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ فَإِنِّي عَالِمٌ بِهَا وَبِقُلُبِهَا بِهَا قَلِيبٌ قَدْ عَرَفْتُ عُذُوبَةَ مَائِهِ لَا يُنْزَحُ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُعَوِّرُ مَا سِوَاهُ مِنَ الْقُلُبِ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ الرَّأْي مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَانَ الْوَادِي دَهْسًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى السَّمَاءَ، فَلَبَّدَتِ الْوَادِيَ وَلَمْ يَمْنَعِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَسِيرِ، وَأَصَابَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمَطَرِ مَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ وَإِنَّمَا بَيْنَهُمْ قَوْزٌ مِنَ الرَّمْلِ وَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ النُّعَاسُ، وَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَرِيشٌ مِنْ جَرِيدٍ فَدَخَلَهُ النَّبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ مُتَوَشِّحًا بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَفَّ أَصْحَابَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ قُرَيْشٌ وَطَلَعَتْ قُرَيْشٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّفُ أَصْحَابَهُ، وَيُعَدِّلُهُمْ كَأَنَّمَا يُقَوِّمُ بِهِمُ الْقَدَحَ، وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ قَدَحٌ يُشِيرُ بِهِ إِلَى هَذَا تَقَدَّمْ وَإِلَى هَذَا تَأَخَّرْ حَتَّى اسْتَوَوْا، وَجَاءَتْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 رِيحٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهَا شِدَّةً ثُمَّ ذَهَبَتْ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى ثُمَّ ذَهَبَتْ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى، فَكَانَتِ الْأُولَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَالثَّانِيَةُ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْمَنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَالثَّالِثَةُ إِسْرَافِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْسَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلَائِكَةِ عَمَائِمُ قَدْ أَرْخُوهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ خُضْرٌ، وَصُفْرٌ، وَحُمْرٌ مِنْ نُورٍ وَالصُّوفُ فِي نَوَاصِي خَيْلِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ، فَسَوِّمُوا» ، فَأَعْلَمُوا بِالصُّوفِ فِي مَغَافِرِهِمْ وَقَلَانِسِهِمْ، وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، قَالَ: فَلَمَّا اطْمَأَنَّ الْقَوْمُ بَعَثَ الْمُشْرِكُونَ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ الْجُمَحِيَّ وَكَانَ صَاحِبُ قِدَاحٍ، فَقَالُوا: احْزُرْ لَنَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، فَصَوَّبَ فِي الْوَادِي وَصَعَّدَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا مَدَدَ لَهُمْ وَلَا كَمِينَ، الْقَوْمُ ثَلَاثُمِائَةٍ، إِنْ زَادُوا زَادُوا قَلِيلًا، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ بَعِيرًا وَفَرَسَانِ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ الْبَلَايَا تَحْمِلُ الْمَنَايَا نَوَاضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ الْمَوْتَ النَّاقِعَ، قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا مَلْجَأٌ إِلَّا سُيُوفَهُمْ، أَمَا تَرَوْنَهُمْ خُرْسًا لَا يَتَكَلَّمُونَ، يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْأَفَاعِي؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ نَقْتُلَ مِنْهُمْ رَجُلًا حَتَّى يُقْتَلَ مِنَّا رَجُلٌ فَإِذَا أَصَابُوا مِنْكُمْ عَدَدَهُمْ فَمَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَوْا رَأْيَكُمْ، فَتَكَلَّمَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَمَشَى فِي النَّاسِ، وَأَتَى شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ وَكَانَا ذَوَيْ تَقِيَّةٍ فِي قَوْمِهِمَا فَأَشَارُوا عَلَى النَّاسِ بِالِانْصِرَافِ، وَقَالَ عُتْبَةُ: لَا تَرُدُّوا نَصِيحَتِي وَلَا تُسَفِّهُوا رَأْيِي، فَحَسَدَهُ أَبُو جَهْلٍ حِينَ سَمِعَ كَلَامَهُ فَأَفْسَدَ الرَّأْيَ وَحَرَّشَ بَيْنَ النَّاسِ وَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنْشِدَ أَخَاهُ عَمْرًا وَكَانَ قُتِلَ بِنَخْلَةَ فَكَشَفَ عَامِرٌ وَحَثَا عَلَى اسْتِهِ التُّرَابَ وَصَاحَ: وَاعُمَرَاهُ يُخْزِي بِذَلِكَ عُتْبَةَ لِأَنَّهُ حَلِيفُهُ مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ، وَجَاءَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فَنَاوَشَ الْمُسْلِمِينَ فَثَبَتَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى صَفِّهِمْ وَلَمْ يَزُولُوا وَشَدَّ عَلَيْهِمْ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَنَشَبَتِ الْحَرْبُ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 وَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وَيُقَالُ قَتَلَهُ حَبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةَ وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ الْعُقَيْلِيُّ ثُمَّ خَرَجَ شَيْبَةُ وَعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَدَعَوْا إِلَى الْبَرَازِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَنُو عَفْرَاءَ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ وَعَوْفٌ بَنُو الْحَارِثِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ قِتَالٍ لَقِيَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ فِي الْأَنْصَارِ وَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ الشَّوْكَةُ بِبَنِي عَمِّهِ وَقَوْمِهِ فَأَمَرَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى مَصَافِّهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: خَيْرًا ثُمَّ نَادَى الْمُشْرِكُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ إِلَيْنَا الْأَكْفَاءَ مِنْ قَوْمِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي هَاشِمٍ، قُومُوا قَاتِلُوا بِحَقِّكُمُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّكُمْ إِذْ جَاؤُوا بِبَاطِلِهِمْ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ» ، فَقَامَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَمَشَوْا إِلَيْهِ، فَقَالَ عُتْبَةُ: تَكَلَّمُوا نَعْرِفْكُمْ، وَكَانَ عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ، فَقَالَ حَمْزَةُ: أَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، فَقَالَ عُتْبَةُ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، وَأَنَا أَسَدُ الْحُلَفَاءِ، مَنْ هَذَانِ مَعَكَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: كُفْآنِ كَرِيمَانِ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ: قُمْ يَا وَلِيدُ فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ، ثُمَّ قَامَ شَيْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَضَرَبَ شَيْبَةُ رِجْلَ عُبَيْدَةَ بِذُبَابِ السَّيْفِ، يَعْنِي طَرَفَهُ فَأَصَابَ عَضَلَةَ سَاقِهِ، فَقَطَعَهَا فَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى شَيْبَةَ فَقَتَلَاهُ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] ، وَنَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ أَوْ عَامَّتُهَا. {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16] ، يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ. وَ {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 55] ، وَ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] ، قَالَ: فَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَثَرِهِمْ مُصْلِتًا لِلسَّيْفِ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ، وَأَجَازَ عَلَى جَرِيحِهِمْ وَطَلَبَ مُدْبِرَهُمْ وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا سِتَّةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَثَمَانِيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فِيهِمْ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَعُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وعَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَصَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ ومُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَحَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وعَوْفٌ ومُعَوِّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ، وَرَافِعُ بْنُ مُعَلَّى وَيَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ فُسْحُمِ وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلًا وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا وَكَانَ فِي مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ شَيْبَةُ وعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَالْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَهُوَ ابْنُ الْعَدَوِيَّةِ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالْأَثِيلِ، وعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالصَّفْرَاءِ، وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَالُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَمُنَبِّهُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ومَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ، وَكَانَ فِي الْأُسَارَى نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ، وعَدِيُّ بْنُ الْخِيَارِ، وَأَبُو عَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَأَبُو عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيُّ الشَّاعِرُ، وَوَهْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ، وَأَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ. وَكَانَ فِدَاءُ الْأُسَارَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى ثَلَاثَةِ آلَافٍ إِلَى أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفٍ إِلَّا قَوْمًا لَا مَالَ لَهُمْ، مَنَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ وَغَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَصَابَ مِنْهُمْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْغَنَائِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَسَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسَيَرِ شِعْبٍ بِالصَّفْرَاءِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ قَوَاصِدَ وَتَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفًا ذَا الْفَقَّارِ وَكَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَكَانَ صَفِيَّهُ يَوْمَئِذٍ، وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 الْغَنِيمَةَ كُلَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ حَضَرُوا بَدْرًا، وَلِلثَّمَانِيَةِ النَّفْرِ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا بِإِذْنِهِ، فَضَرَبَ لَهُمْ بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَهْمَهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِ جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ وَكَانَ مَهْرِيًّا فَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهُ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ يُخْبِرُهُمْ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ وَخَبَرِ بَدْرٍ وَمَا أَظْفَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَغَنْمِهِ مِنْهُمْ وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَالْعَالِيَةُ: قُبَاءُ، وَخَطْمَةُ وَوَائِلٌ وَوَاقِفٌ وَبَنُو أُمَيَّةَ بْنُ زَيْدٍ وَقُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ، فَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ حِينَ سُوِّيَ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم التُّرَابُ بِالْبَقِيعِ وَكَانَ أَوَّلَ النَّاسِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمُصَابِ أَهْلِ بَدْرٍ، وَبِهَزِيمَتِهِمُ الْحَيْسُمَانُ بْنُ حَابِسٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ، وَأَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: " كَانَتْ عِدَّةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ جَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا النَّهَرَ، قَالَ: وَمَا جَازَ مَعَهُ النَّهَرَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا مُؤْمِنٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: «كَانَ عِدَّةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ جَالُوتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: «كَانَ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالُوا أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: «كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى [ص: 20] سِتِّينَ وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ نَيِّفًا عَلَى أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ، قَالَ الْبَرَاءُ: لَا وَاللَّهِ، مَا جَازَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ، قَالَ: «كَانَ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، سَبْعُونَ وَمِائَتَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَقِيَتُهُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ أَهْلُ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ، وَكَانَتْ هَزِيمَةُ أَهْلِ بَدْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِثَلَثِمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ كَمَا خَرَجَ طَالُوتُ فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجُوا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ» ، فَفَتَحَ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَانْقَلَبُوا حِينَ انْقَلَبُوا وَمَا فِيهِمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ رَجَعَ بِحِمْلٍ أَوْ حِمْلَيْنِ وَاكْتَسَوْا وَشَبِعُوا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ، قَالَ: " شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَوَالِي بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَقَالَ مَطَرٌ: لَقَدْ ضَرَبُوا فِيهِمْ بِضَرْبَةٍ صَالِحَةٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ لَيْلَةِ بَدْرٍ فَقَالَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ بَدْرٌ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا الثَّبْتُ أَنَّهُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحَدِيثُ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ شَاذُّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ، فِي السَّفَرِ فَحَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ غَزْوَتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَيَوْمَ الْفَتْحِ فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزَا غَزْوَةَ بَدْرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَصُمْ يَوْمًا حَتَّى رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو أَيُّوبَ عَنْ يَوْمِ بَدْرٍ فَقَالَ: «إِمَّا لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ، أَوْ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ، أَوْ لِإِحْدَى عَشْرَةَ بَقِيَتْ، أَوْ لِتِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ: وَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ إِذَا كَانَتْ عُقْبَةُ النَّبِيِّ قَالَا: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ فَيَقُولُ: «مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي، وَمَا أَنَا أَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا أَسَرْنَا الْقَوْمَ يَوْمَ بَدْرٍ قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا أَلْفًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَخَذْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ، يَعْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ عِدَّتِهِمْ فَقَالَ: كُنَّا أَلْفًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «كَانَ فِدَاءُ أُسَارَى بَدْرٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ أُمِرَ أَنْ يُعَلِّمَ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «أَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَكَانَ يُفَادِي بِهِمْ عَلَى قَدْرِ أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَكْتُبُونَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ لَا يَكْتُبُونَ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِدَاءٌ دَفَعَ إِلَيْهِ عَشَرَةَ غِلْمَانٍ مِنْ غِلْمَانِ الْمَدِينَةِ فَعَلَّمَهُمْ، فَإِذَا حَذَقُوا فَهُوَ فِدَاؤُهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قُرَيْشٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «كَانَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عَلَّمَ عَشْرَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْكِتَابَةَ، فَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِمَّنْ عُلِّمَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ أَنَّ جِبْرِيلَ، نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي أُسَارَى بَدْرٍ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ، وَاسْتُشْهِدَ قَابِلٌ مِنْكُمْ سَبْعُونَ؛ قَالَ: فَنَادَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ فَجَاءُوا، أَوْ مَنْ جَاءَ مِنْهُمْ فَقَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ يُخَيِّرُكُمْ بَيْنَ أَنْ تُقَدِّمُوهُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَبَيْنَ أَنْ تُفَادُوهُمْ وَاسْتُشْهِدَ قَابِلٌ مِنْكُمْ بِعِدَّتِهِمْ» ، فَقَالُوا: بَلْ نُفَادِيهِمْ فَنَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْهِمْ، وَيَدْخُلُ قَابِلٌ مِنَّا الْجَنَّةَ سَبْعُونَ، فَفَادَوْهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ عَلَيْكَ بِالْعِيرِ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ، قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ: أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ [ص: 23] ذَلِكَ لَكَ، قَالَ: «لِمَ؟» قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، فَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَادَى يَوْمَ بَدْرٍ: «أَلَا إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ عِنْدِي مِنَّةٌ إِلَّا لِأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، فَمَنْ كَانَ أَخَذَهُ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ» ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ آمَنَهُ قَالَ: فَوُجِدَ قَدْ قُتِلَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَبْعَةٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى عَلَى بَدْرٍ، قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، وَحَضَرَ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَأْسًا يَوْمَئِذٍ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ بَرَزَ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَبَرَزَ شَيْبَةُ لِحَمْزَةَ فَقَالَ لَهُ شَيْبَةُ، مَنْ أَنْتَ فَقَالَ: أَنَا أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ، ثُمَّ بَرَزَ الْوَلِيدُ لِعَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ؛ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ بَرَزَ عُتْبَةُ لِعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ فَقَالَ عُتْبَةُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي فِي الْحِلْفِ، قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ «أَوْهَنَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَأَجَازَ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى عُتْبَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَالثَّبْتُ عَلَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ أَنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ عُتْبَةَ، وَأَنَّ عَلِيًّا قَتَلَ الْوَلِيدَ، وَأَنَّ عُبَيْدَةَ بَارَزَ شَيْبَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَوْمَ بَدْرٍ إِلَّا فَرَسَانِ: فَرَسٌ عَلَيْهِ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَلِيفُ الْأَسْوَدِ خَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ حَلِيفِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ فَرَسٍ ". قَالَ قُتَيْبَةُ: فِي حَدِيثِهِ كَانَتْ ثَلَاثَةَ أَفْرَاسٍ: فَرَسٌ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَدِيَّ بْنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو، طَلِيعَةَ يَوْمِ بَدْرٍ، فَأَتَيَا الْمَاءَ فَسَأَلَا عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَأُخْبِرَا بِمَكَانِهِ، فَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَزَلَ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا، وَنَنْزِلُ نَحْنُ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا، وَيَنْزِلُ هُوَ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا، وَنَنْزِلُ نَحْنُ مَاءَ كَذَا يَوْمَ كَذَا حَتَّى نَلْتَقِيَ نَحْنُ وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى نَزَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ فَسَأَلَ الْقَوْمَ: هَلْ رَأَيْتُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا: لَا إِلَّا رَجُلَيْنِ قَالَ: أَرُونِي مُنَاخَ رِكَابِهِمَا قَالَ: فَأَرَوْهُ، قَالَ: فَأَخَذَ الْبَعْرَ فَفَتَّهُ، فَإِذَا فِيهِ النَّوَى، فَقَالَ: نَوَاضِحُ يَثْرِبَ وَاللَّهِ قَالَ: فَأَخَذَ سَاحِلَ الْبَحْرِ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِمَسِيرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ النَّاسَ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ أَوْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِرْ إِذَا شِئْتَ، وَانْزِلْ حَيْثُ شِئْتَ، وَحَارِبْ مَنْ شِئْتَ، وَسَالِمْ مَنْ شِئْتَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغُمَادِ مِنْ ذِي يَمَنٍ تَبِعْنَاكَ، مَا تَخَلَّفَ عَنْكَ مِنَّا أَحَدٌ، قَالَ: وَقَالَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: ارْجِعُوا بِوُجُوهِكُمْ هَذِهِ الَّتِي كَأَنَّهَا الْمَصَابِيحُ عَنْ هَؤُلَاءِ [ص: 25] الَّذِينَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَيَّاتُ، فَوَاللَّهِ لَا تَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى يَقْتُلُوا مِنْكُمْ مِثْلَهُمْ فَمَا خَيْرُكُمْ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ يَوْمَئِذٍ تَمْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ابْتَدِرُوا جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَات وَالْأَرْضُ» قَالَ وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ فِي نَاحِيَةٍ بِيَدِهِ تَمْرٌ يَأْكُلُهُ، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْ» ، قَالَ: لَنْ تَعْجِزَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: لَا أَزِيدُ عَلَيْكُنَّ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ ثُمَّ قَالَ: هِيهْ حَبَسَتْنِي، ثُمَّ قَذَفَ مَا فِي يَدِهِ وَقَامَ إِلَى سَيْفِهِ وَهُوَ مُعَلَّقٌ مَلْفُوفٌ بِخِرَقٍ، فَأَخَذَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ يَمِيدُونَ مِنَ النُّعَاسِ وَنَزَلُوا عَلَى كَثِيبٍ أَهْيَلَ، قَالَ: فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ فَصَارَ مِثْلَ الصَّفَا يَسْعَوْنَ عَلَيْهِ سَعْيًا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: 11] قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ لَمَّا نَزَلَتْ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] قَالَ: قُلْتُ: وَأَيُّ جَمِعٍ يُهْزَمُ وَمَنْ يُغْلَبُ؟، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَثِبُ فِي الدِّرْعِ وَثَبَا وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَهْزِمَهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 26] قَالَ: " نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ. قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15] قَالَ: نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] يَوْمَ بَدْرٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عِكْرِمَةَ، يَقْرَأُ: {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12] قَالَ حَمَّادٌ: وَزَادَ أَيُّوبُ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ} [الأنفال: 12] قَالَ: «كَانَ يَوْمَئِذٍ [ص: 26] يَنْدُرُ رَأْسُ الرَّجُلِ لَا يُدْرَى مَنْ ضَرَبَهُ وَتَنْدُرُ يَدُ الرَّجُلِ لَا يُدْرَى مَنْ ضَرَبَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ: «اطْلُبُوا أَبَا جَهْلٍ» ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ فَقَالَ: «اطْلُبُوهُ، فَإِنَّ عَهْدِي بِهِ وَرُكْبَتُهُ مَحُوزَةٌ» ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ وَرُكْبَتُهُ مَحُوزَةٌ. قَالَ: وَبَلَغَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ فَمَا دُونَ ذَلِكَ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يُحْسِنُ الْخَطَّ فُودِيَ عَلَى أَنْ يُعَلِّمَ الْخَطَّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ ثُمَّ جِئْتُ مُسْرِعًا إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَأَنْظُرَ مَا فَعَلَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: " يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقِتَالِ ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: «نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَيْهِمْ عَمَائِمُ صُفْرٌ، وَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ رَيْطَةٌ صَفْرَاءُ قَدِ اعْتَجَرَ بِهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانَيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قِتَالِ أَهْلِ بَدْرٍ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَى فَرَسٍ أُنْثَى حَمْرَاءَ عَاقِدًا نَاصِيَتَهُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ دِرْعُهُ وَمَعَهُ رُمْحُهُ، قَدْ عَصَمَ ثَنِيَّتَهُ الْغُبَارُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعَثَنِي [ص: 27] إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أُفَارِقَكَ حَتَّى تَرْضَى، هَلْ رَضِيتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ رَضِيتُ» ، فَانْصَرَفَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ: " وَكَانَ هَؤُلَاءِ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي، وَهَؤُلَاءِ عَلَى الشَّفِيرِ الْآخَرِ، قَالَ: وَهَكَذَا قَرَأَهُ عَفَّانُ: بِالْعُدْوَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَمْرَو ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» صَلَّى عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءَ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ بَدْرًا إِنَّمَا كَانَتْ لِرَجُلٍ يُدْعَى بَدْرًا قَالَ: يَعْنِي مَيْرًا ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَصْحَابُنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةَ وَمَنْ رَوَى السِّيرَةَ يَقُولُونَ: اسْمُ الْمَوْضِعِ بَدْرٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ الْخَطْمِيِّ إِلَى عَصْمَاءَ بِنْتِ مَرْوَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ عَصْمَاءُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيِّ، وَكَانَتْ تَعِيبُ الْإِسْلَامَ، وَتُؤْذِي النَّبِيَّ وَتُحَرِّضُ عَلَيْهِ وَتَقُولُ الشَّعْرَ، فَجَاءَهَا عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 بَيْتَهَا، وَحَوْلَهَا نَفَرٌ مِنْ وَلَدِهَا نِيَامٌ مِنْهُمْ مَنْ تُرْضِعُهُ فِي صَدْرِهَا، فَجَسَّهَا بِيَدِهِ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَنَحَّى الصَّبِيَّ عَنْهَا وَوَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتَّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَقَتَلْتَ ابْنَةَ مَرْوَانَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: «لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» . فَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ أَوَّلَ مَا سُمِعَتْ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَيْرًا الْبَصِيرَ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَمْرِيِّ إِلَى أَبِي عَفَكٍ الْيَهُودِيِّ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو عَفَكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا: عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ أَقْتُلَ أَبَا عَفَكٍ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ، فَأَمْهَلَ يَطْلُبُ لَهُ غِرَّةً حَتَّى كَانَتْ لَيْلَةٌ صَائِفَةٌ، فَنَامَ أَبُو عَفَكٍ بِالْفِنَاءِ، وَعَلِمَ بِهِ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَقْبَلَ فَوَضَعَ السَّيْفَ عَلَى كَبِدِهِ ثُمَّ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ حَتَّى خَشَّ فِي الْفِرَاشِ، وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِمَّنْ هُمْ عَلَى قَوْلِهِ فَأَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ وَقَبَرُوهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 غَزْوَةُ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قَيْنُقَاعَ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 مِنْ شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، وَكَانُوا قَوْمًا مِنْ يَهُودَ حُلَفَاءَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ، وَكَانُوا أَشْجَعَ يَهُودٍ، وَكَانُوا صَاغَةً، فَوَادَعُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ أَظْهَرُوا الْبَغْيَ وَالْحَسَدَ، وَنَبَذُوا الْعَهْدَ وَالْمِرَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال: 58] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا أَخَافُ بَنِي قَيْنُقَاعَ» ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ. وَكَانَ الَّذِي حَمَلَ لِوَاءَهُ يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْيَضَ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّايَاتُ يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَمْرِيَّ، ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِمْ فَحَاصَرَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً إِلَى هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ غَدَرَ مِنَ الْيَهُودِ وَحَارَبُوا وَتَحَصَّنُوا فِي حِصْنِهِمْ، فَحَاصَرَهُمْ أَشَدَّ الْحِصَارِ حَتَّى قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْوَالَهُمْ، وَأَنَّ لَهُمُ النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَكُتِّفُوا، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى كِتَافِهِمُ الْمُنْذِرَ بْنَ قُدَامَةَ السُّلَمِيَّ مِنْ بَنِي السِّلْمِ رَهْطِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، فَكَلَّمَ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: «خَلُّوهُمْ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَلَعَنَهُ مَعَهُمْ» ، وَتَرَكَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَأَمَرَ بِهِمْ أَنْ يُجْلَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَوَلَّى إِخْرَاجَهُمْ مِنْهَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَلَحِقُوا بِأَذْرُعَاتَ فَمَا كَانَ أَقَلَّ بَقَاءَهُمْ بِهَا، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ سِلَاحِهِمْ ثَلَاثَ قَسِّيٍّ: قَوْسًا تُدْعَى الْكَتُومُ كُسِرَتْ بِأُحُدٍ، وَقُوسًا تُدْعَى الرَّوْحَاءُ، وَقُوسًا تُدْعَى الْبَيْضَاءُ، وَأَخَذَ دِرْعَيْنِ مِنْ سِلَاحِهِمْ: دِرْعًا يُقَالُ لَهَا الصُّغْدِيَّةُ، وَأُخْرَى فِضَّةٌ، وَثَلَاثَةُ أَسْيَافٍ سَيْفٌ قَلَعِيُّ، وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ بَتَّارٌ، وَسَيْفٌ آخَرَ، وَثَلَاثَةُ أَرْمَاحٍ، وَوَجَدُوا فِي حِصْنِهِمْ سِلَاحًا كَثِيرًا وَآلَةَ الصِّيَاغَةِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَفِيَّهُ وَالْخُمُسَ وَفَضَّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَكَانَ أَوَّلَ خُمْسٍ خُمِّسَ بَعْدَ بَدْرٍ، وَكَانَ الَّذِي وُلِّيَ قَبْضَ أَمْوَالِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 غَزْوَةُ السَّوِيقِ ثُمَّ غَزْوَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي تُدْعَى غَزْوَةُ السَّوِيقِ. خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحَدِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَمْرِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ لَمَّا رَجَعَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَكَّةَ حَرَّمَ الدُّهْنَ حَتَّى يَثْأَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ كَعْبٍ، فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا فَسَلَكُوا النَّجْدِيَّةَ، فَجَاءُوا بَنِي النَّضِيرِ لَيْلًا فَطَرَقُوا حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ لِيَسْتَخْبِرُوهُ مِنْ أَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ، وَطَرَقُوا سَلَّامَ بْنَ مِشْكَمٍ فَفَتَحَ لَهُمْ وَقَرَاهُمْ وَسَقَاهُمْ خَمْرًا وَأَخْبَرَهُمْ مِنْ أَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَ بِالسَّحَرِ خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَمَرَّ بِالْعُرَبْضِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ فَقَتَلَ بِهِ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَجِيرًا لَهُ وَحَرَّقَ أَبْيَاتًا هُنَاكَ وَتِبْنًا، وَرَأَى أَنَّ يَمِينَهُ قَدْ حَلَّتْ ثُمَّ وَلَّى هَارِبًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ وَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي أَثَرِهِمْ يَطْلُبُهُمْ وَجَعَلَ أَبُو سُفْيَانُ وَأَصْحَابُهُ يَتَخَفَّفُونَ فَيُلْقَوْنَ جُرُبَ السَّوِيقِ وَهِيَ عَامَّةُ أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَأْخُذُونَهَا فَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ السَّوِيقِ وَلَمْ يَلْحَقُوهُمْ وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ غَابَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 غَزْوَةُ قَرْقَرَةِ الْكُدْرِ، وَيُقَالُ: قَرَارَةُ الْكُدْرِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ وَيُقَالُ: قَرَارَةُ الْكُدْرِ، لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ قَرِيبٌ مِنَ الْأَرْحَضِيَّةِ وَرَاءَ سُدِّ مَعُونَةَ، وَبَيْنَ الْمَعْدِنِ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، وَكَانَ الَّذِي حَمَلَ لِوَاءَهُ، صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَانَ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَذَا الْمَوْضِعِ جَمْعًا مِنْ سُلَيْمٍ وَغَطَفَانَ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَجِدْ فِي الْمَجَالِ أَحَدًا وَأَرْسَلَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي أَعْلَى الْوَادِي وَاسْتَقْبَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَطْنِ الْوَادِي فَوَجَدَ رِعَاءً فِيهِمْ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ، فَسَأَلَهُ عَنِ النَّاسِ فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ، إِنَّمَا أُورِدُ لِخُمُسَ وَهَذَا يَوْمٌ رِبْعِيُّ وَالنَّاسُ قَدِ ارْتَفَعُوا إِلَى الْمِيَاهِ وَنَحْنُ عُزَّابٌ فِي النَّعَمِ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ ظَفَرَ بِالنَّعَمِ فَانْحَدَرَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَاقْتَسَمُوا غَنَائِمَهُمْ بِصِرَارٍ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتِ النَّعَمُ خَمْسَمِائَةِ بَعِيرٍ، فَأَخْرَجَ خُمُسَهُ وَقَسَّمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَعِيرَانِ وَكَانُوا مِائَتَيْ رَجُلٍ وَصَارَ يَسَارٌ فِي سَهْمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي. وَغَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 سَرِيَّةُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ ثُمَّ سَرِيَّةُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيِّ وَذَلِكَ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا شَاعِرًا يَهْجُو النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِمْ وَيُؤْذِيهِمْ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ كُبِتَ وَذُلَّ وَقَالَ: بَطْنُ الْأَرْضِ خَيْرٌ مِنْ ظَهْرِهَا الْيَوْمَ، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَبَكَى قَتْلَى قُرَيْشٍ وَحَرَّضَهُمْ بِالشِّعْرِ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي ابْنَ الْأَشْرَفِ بِمَا شِئْتَ فِي إِعْلَانِهِ الشَّرَّ وَقَوْلِهِ الْأَشْعَارَ» ، وَقَالَ أَيْضًا: " مَنْ لِي بِابْنِ الْأَشْرَفِ فَقَدْ آذَانِي؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أَقْتُلُهُ، فَقَالَ: «افْعَلْ وَشَاوِرْ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي أَمْرِهِ» وَاجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَنَفَرٌ مِنَ الْأَوْسِ مِنْهُمْ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو نَائِلَةَ سِلْكَانُ بْنُ سَلَامَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ نَقْتُلُهُ فَأْذَنْ لَنَا فَلْنَقُلْ، فَقَالَ: «قُولُوا» وَكَانَ أَبُو نَائِلَةَ أَخَا كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَأَنْكَرَهُ كَعْبٌ وَذُعِرَ مِنْهُ، فَقَالَ: أَنَا أَبُو نَائِلَةَ إِنَّمَا جِئْتُ أُخْبِرُكَ أَنَّ قُدُومَ هَذَا الرَّجُلِ كَانَ عَلَيْنَا مِنَ الْبَلَاءِ، حَارَبَتْنَا الْعَرَبُ وَرَمَتْنَا عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ وَنَحْنُ نُرِيدُ التَّنَحِّيَ مِنْهُ وَمَعِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي عَلَى مِثْلِ رَأْيِي وَقَدُ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِهِمْ فَنَبْتَاعَ مِنْكَ طَعَامًا وَتَمْرًا وَنَرْهَنَكَ مَا يَكُونُ لَكَ فِيهِ ثِقَةٌ، فَسَكَنَ إِلَى قَوْلِهِ وَقَالَ: جِئْ بِهِمْ مَتَى شِئْتَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ عَلَى مِيعَادٍ فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَأَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ عَلَى أَنْ يَأْتُوهُ إِذَا أَمْسَى، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى أَتَى الْبَقِيعَ ثُمَّ وَجَّهَهُمْ، وَقَالَ: «امْضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ» ، قَالَ: وَفِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَمَضَوْا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ فَهَتَفَ لَهُ أَبُو نَائِلَةَ فَوَثَبَ فَأَخَذْتِ امْرَأَتُهُ بِمِلْحَفَتِهِ وَقَالَتْ: أَيْنَ تَذْهَبْ؟ إِنَّكَ رَجُلٌ مُحَارِبٌ وَكَانَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ: مِيعَادٌ عَلَيَّ وَإِنَّمَا هُوَ أَخِي أَبُو نَائِلَةَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ الْمِلْحَفَةَ، وَقَالَ: لَوْ دُعِيَ الْفَتَى لِطَعْنَةٍ أَجَابَ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِمْ فَحَادَثُوهُ سَاعَةً حَتَّى انْبَسَطَ إِلَيْهِمْ وَأَنِسَ بِهِمْ ثُمَّ أَدْخَلَ أَبُو نَائِلَةَ يَدَهُ فِي شَعْرِهِ وَأَخَذَ بِقُرُونِ رَأْسِهِ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّهِ فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ فَالْتَفَّتْ عَلَيْهِ فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا وَرَدَّ بَعْضُهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 بَعْضًا وَلَصِقَ بِأَبِي نَائِلَةَ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَذَكَرْتُ مِغْوَلًا كَانَ فِي سَيْفِي فَانْتَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ فِي سُرَّتِهِ ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ فَقَطَّطْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَانَتِهِ فَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً مَا بَقِيَ أُطُمٌ مِنْ آطَامِ يَهُودٍ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ ثُمَّ حَزُّوا رَأْسَهُ وَحَمَلُوهُ مَعَهُمْ فَلَمَّا بَلَغُوا بَقِيعَ الْغَرْقَدِ كَبَّرُوا وَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُصَلِّي فَلَمَّا سَمِعَ تَكْبِيرَهُمْ كَبَّرَ وَعَرَفَ أَنْ قَدْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ انْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» فقَالُوا: وَوَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَمَوْا بِرَأْسِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: مَنْ ظَفَرْتُمْ بِهِ مِنْ رِجَالِ يَهُودٍ فَاقْتُلُوهُ، فَخَافَتِ الْيَهُودُ فَلَمْ يَطْلُعُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَلَمْ يَنْطِقُوا وَخَافُوا أَنْ يُبَيَّتُوا كَمَا بُيِّتَ ابْنُ الْأَشْرَفِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] ، قَالَ: " هُوَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَكَانَ يُحَرِّضُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، يَعْنِي فِي شِعْرِهِ يَهْجُو النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ خَمْسَةُ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبْسٍ، فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ بِالْعَوَالِي فَلَمَّا رَآهُمْ ذُعِرَ مِنْهُمْ وَأَنْكَرَ شَأْنَهُمْ، قَالُوا جِئْنَاكَ فِي حَاجَةٍ قَالَ: فَلْيَدْنُ إِلَيَّ بَعْضُكُمْ فَلْيُخْبِرْنِي بِحَاجَتِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَبِيعَكَ أَدْرَاعًا عِنْدَنَا لِنَسْتَنْفِقَ بِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَقَدْ جُهِدْتُمْ مُذْ نَزَلَ بِكُمْ هَذَا الرَّجُلُ. فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ عِشَاءً حِينَ تَهْدَأُ عَنْهُمُ النَّاسُ، فَنَادَوْهُ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا طَرَقَكَ هَؤُلَاءِ سَاعَتَهُمْ هَذِهِ لِشَيْءٍ مِمَّا تُحِبُّ قَالَ: إِنَّهُمْ حَدَّثُونِي بِحَدِيثِهِمْ وَشَأْنِهِمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَكَلَّمُوهُ وَقَالَ: مَا تَرْهَنُونَ عِنْدِي؟ أَتَرْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ؟ وَأَرَادَ أَنْ يُسْلِفَهُمْ تَمْرًا قَالُوا: إِنَّا نَسْتَحِي أَنْ يُعَيَّرَ أَبْنَاؤُنَا فَيُقَالُ: هَذَا رَهِينَةُ وَسْقٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 وَهَذَا رَهِينَةُ وَسْقَيْنِ قَالَ: فَتَرْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ قَالُوا: أَنْتَ أَجْمَلُ النَّاسِ وَلَا نَأْمَنُكَ وَأَيُّ امْرَأَةٍ تَمْتَنِعُ مِنْكَ لِجَمَالِكَ؟ وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ سِلَاحَنَا وَقَدْ عَلِمْتَ حَاجَتَنَا إِلَى السِّلَاحِ الْيَوْمَ قَالَ: نَعَمِ , ائْتُونِي بِسِلَاحِكُمْ وَاحْتَمِلُوا مَا شِئْتُمْ قَالُوا: فَانْزِلْ إِلَيْنَا نَأْخُذْ عَلَيْكَ، وَتَأْخُذْ عَلَيْنَا، فَذَهَبَ يَنْزِلُ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ وَقَالَتْ: أَرْسِلْ إِلَى أَمْثَالِهِمْ مِنْ قَوْمِكَ يَكُونُوا مَعَكَ قَالَ لَوْ وَجَدُونِي هَؤُلَاءِ نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي، قَالَتْ فَكَلِّمْهُمْ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ فَأَبَى عَلَيْهَا فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ تَفُوحُ رِيحُهُ، فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الرِّيحُ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: عِطْرُ أُمِّ فُلَانٍ لِامْرَأَتِهِ، فَدَنَا بَعْضُهُمْ يَشُمُّ رَأْسَهُ ثُمَّ اعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّه ِ فَطَعَنَهُ أَبُو عَبْسٍ فِي خَاصِرَتِهِ، وَعَلَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ رَجَعُوا فَأَصْبَحَتِ الْيَهُودُ مَذْعُورِينَ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: قُتِلَ سَيِّدُنَا غِيلَةً فَذَكَّرَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم صَنِيعَهُ وَمَا كَانَ يَحُضُّ عَلَيْهِمْ وَيُحَرِّضُ فِي قِتَالِهِمْ وَيُؤْذِيهِمْ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يَكْتُبُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ صُلْحًا أَحْسَبُهُ قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بَعْدُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ غَطَفَانَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَطَفَانَ إِلَى نَجْدٍ وَهِيَ ذُو أَمَرٍّ نَاحِيَةُ النَّخِيلِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ جَمْعًا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ وَمُحَارِبٍ بِذِي أَمَرٍّ قَدْ تَجْمَعُوا يُرِيدُونَ أَنْ يُصِيبُوا مِنْ أَطْرَافِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ دُعْثُورُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُحَارِبٍ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ وَخَرَجَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 وَمَعَهُمْ أَفْرَاسٌ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَأَصَابُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بِذِي الْقَصَّةِ يُقَالُ لَهُ جُبَارٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَأُدْخِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ مِنْ خَبَرِهِمْ وَقَالَ: لَنْ يُلَاقُوكَ لَوْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ هَرَبُوا فِي رُؤوسِ الْجِبَالِ وَأَنَا سَائِرٌ مَعَكَ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ. فَأَسْلَمَ وَضَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بِلَالٍ وَلَمْ يُلَاقِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدًا إِلَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. وَأَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ مَطَرٌ، فَنَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَوْبَيْهِ، وَنَشَرَهُمَا لِيَجِفَّا وَأَلْقَاهُمَا عَلَى شَجَرَةٍ وَاضْطَجَعَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ يُقَالُ لَهُ دُعْثُورُ بْنُ الْحَارِثِ وَمَعَهُ سَيْفٌ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَمْنَعْكَ مِنِّي الْيَوْمَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: اللَّهُ وَدَفَعَ جِبْرِيلُ فِي صَدْرِهِ فَوَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ لَهُ مَنْ يَمْنَعْكَ مِنِّي قَالَ: لَا أَحَدَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَجَعَلَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} (الْآيَةَ) ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي سُلَيْمٍ بِبَحْرَانَ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى عَلَى رَأْسِ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَبِحَرَّانَ بِنَاحِيَةِ الْفُرُعِ وَبَيْنَ الْفُرُعِ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَا جَمْعًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ كَثِيرًا فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ [ص: 36] ابْنَ أُمِّ الْمَكْتُومِ، وَأَغَذَّ السَّيْرَ حَتَّى وَرَدَ بِحَرَّانَ فَوَجَدَهُمْ قَدْ تَفَرَّقُوا فِي مِيَاهِهِمْ فَرَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ عَشْرَ لَيَالٍ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْقَرَدَةِ وَكَانَتْ لِهِلَالِ جُمَادَى الْآخِرَةِ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهِيَ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ خَرَجَ فِيهَا زَيْدٌ أَمِيرًا، وَالْقَرَدَةُ مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ بَيْنَ الرَّبَذَةِ وَالْغَمْرَةِ نَاحِيَةُ ذَاتِ عِرْقٍ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ فِيهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَمَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ نُقَرُّ، وَآنِيَةُ فِضَّةٍ وَزْنُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَكَانَ دَلِيلُهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، فَخَرَجَ بِهِمْ عَلَى ذَاتِ عِرْقٍ طَرِيقَ الْعِرَاقِ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرُهُمْ فَوَجَّهَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي مِائَةِ رَاكِبٍ فَاعْتَرَضُوا لَهَا، فَأَصَابُوا الْعِيرَ وَأَفْلَتَ أَعْيَانُ الْقَوْمِ وَقَدِمُوا بِالْعِيرِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَمَّسَهَا فَبَلَغَ الْخُمُسُ فِيهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَقَسَّمَ مَا بَقِيَ عَلَى أَهْلِ السَّرِيَّةِ، وَأُسِرَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: «إِنْ تُسْلِمْ تُتْرَكْ» فَأَسْلَمَ فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْقَتْلِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ. قَالُوا: لَمَّا رَجَعَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 مَنْ حَضَرَ بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى مَكَّةَ وَجَدُوا الْعِيرَ الَّتِي قَدِمَ بِهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ مَوْقُوفَةً فِي دَارِ النَّدْوَةِ، فَمَشَتْ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالُوا: نَحْنُ طَيِّبُو أَنْفُسٍ إِنْ تُجَهِّزُوا بِرِبْحِ هَذِهِ الْعِيرِ جَيْشًا إِلَى مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ إِلَى ذَلِكَ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مَعِي؛ فَبَاعُوهَا فَصَارَتْ ذَهَبًا فَكَانَتْ أَلْفَ بَعِيرٍ وَالْمَالُ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ الْعِير رُءوسَ أَمْوَالِهِمْ وَأَخْرَجُوا أَرْبَاحَهُمْ وَكَانُوا يَرْبَحُونَ فِي تِجَارَتِهِمْ لِلدِّينَارِ دِينَارًا وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنفال: 36] ، وَبَعَثُوا رُسُلَهُمْ يَسِيرُونَ فِي الْعَرَبِ يَدْعُونَهُمْ إِلَى نَصْرِهِمْ، فَأَوْعَبُوا وَتَأَلَّبَ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ وَحَضَرُوا، فَأَجْمَعُوا عَلَى إِخْرَاجِ الظُّعُنِ يَعْنِي النِّسَاءَ، مَعَهُمْ لِيُذَكِّرْنَهُمْ قَتْلَى بَدْرٍ فَيَحْفِزْنَهُمْ فَيَكُونُ أَحَدَّ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ وَكَتَبَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِخَبَرِهِمْ كُلِّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ الرَّبِيعِ بِكِتَابِ الْعَبَّاسِ وَأَرْجَفَ الْمُنَافِقُونَ وَالْيَهُودُ بِالْمَدِينَةِ وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُمْ أَبُو عَامِرٍ الْفَاسِقُ وَكَانَ يُسَمَّى قَبْلَ ذَلِكَ الرَّاهِبُ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ وَكَانَ عَدَدُهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ فِيهِمْ سَبْعُمِائَةِ دَارِعٍ وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ وَثَلَاثَةُ آلَافِ بَعِيرٍ وَالظُّعُنُ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً وَشَاعَ خَبَرُهُمْ وَمَسِيرُهُمْ فِي النَّاسِ حَتَّى نَزَلُوا ذَا الْحُلَيْفَةِ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَيْنَيْنِ لَهُ أَنَسًا وَمُؤْنِسًا ابْنَيْ فَضَالَةَ الظَّفَرِيَّيْنِ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ شَوَّالٍ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَبَرِهِمْ وَأَنَّهُمْ قَدْ خَلُّوا إِبِلَهُمْ وَخَيْلَهُمْ فِي الزَّرْعِ الَّذِي بِالْعُرَيْضِ حَتَّى تَرَكُوهُ لَيْسَ بِهِ خَضْرَاءُ، ثُمَّ بَعَثَ الْحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ أَيْضًا فَدَخَلَ فِيهِمْ فَحَزَرَهُمْ وَجَاءَهُ بِعِلْمِهِمْ، وَبَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فِي عِدَّةِ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فِي الْمَسْجِدِ بِبَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحُرِسَتِ الْمَدِينَةُ حَتَّى أَصْبَحُوا وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ كَأَنَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَكَأَنَّ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ قَدِ انْفَصَمَ مِنْ عِنْدِ ظُبَتِهِ، وَكَأَنَّ بَقَرًا تُذَبَّحُ وَكَأَنَّهُ مُرْدِفٌ كَبْشًا فَأَخْبَرَ بِهَا أَصْحَابَهُ، وَأَوَّلَهَا فَقَالَ: أَمَّا الدِّرْعُ الْحَصِينَةُ فَالْمَدِينَةُ، وَأَمَّا انْفِصَامُ سَيْفِي فَمُصِيبَةٌ فِي نَفْسِي، وَأَمَّا الْبَقَرُ الْمَذَبَّحُ فَقَتْلٌ فِي أَصْحَابِي، وَأَمَّا مُرْدِفٌ كَبْشًا فَكَبْشُ الْكَتِيبَةِ يَقْتُلُهُ اللَّهُ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ، فَكَانَ رَأْي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ لِهَذِهِ الرُّؤْيَا، فَأَحَبَّ أَنْ يُوَافَقَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ فِي الْخُرُوجِ فَأَشَارَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ أَنْ لَا يَخْرُجَ وَكَانَ ذَلِكَ رَأْي الْأَكَابِرِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «امْكُثُوا فِي الْمَدِينَةِ وَاجْعَلُوا النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَّ فِي الْآطَامِ» . فَقَالَ فَتَيَانٌ أَحْدَاثٌ لَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا فَطَلَبُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخُرُوجَ إِلَى عَدُوِّهِمْ وَرَغِبُوا فِي الشَّهَادَةِ، وَقَالُوا: اخْرُجْ بِنَا إِلَى عَدُوِّنَا، فَغَلَبَ عَلَى الْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُونَ الْخُرُوجَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ بِالنَّاسِ ثُمَّ وَعَظَهُمْ وَأَمَرَهُمْ بِالْجِدِّ وَالْجِهَادِ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ لَهُمُ النَّصْرَ مَا صَبَرُوا وَأَمَرَهُمْ بِالتَّهَيُّؤِ لِعَدُوِّهِمْ فَفَرِحَ النَّاسُ بِالشُّخُوصِ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الْعَصْرَ وَقَدْ حُشِدُوا وَحَضَرَ أَهْلُ الْعَوَالِي ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَهُ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَعَمَّمَاهُ وَلَبَّسَاهُ، وَصَفَّ النَّاسَ لَهُ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ، فَقَالَ لَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: اسْتَكْرَهْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْخُرُوجِ، وَالْأَمْرُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَيْهِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ لَبِسَ لَأْمَتَهُ وَأَظْهَرَ الدِّرْعَ وَحَزَّمَ وَسَطَهَا بِمِنْطَقَةٍ مِنْ أَدَمٍ مِنْ حَمَائِلِ السَّيْفِ، وَاعْتَمَّ وَتَقَلَّدَ السَّيْفَ وَأَلْقَى التُّرْسَ فِي ظَهْرِهِ فَنَدِمُوا جَمِيعًا عَلَى مَا صَنَعُوا، وَقَالُوا: مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُخَالِفَكَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِ فَانْظُرُوا مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوهُ وَامْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَلَكُمُ النَّصْرُ مَا صَبَرْتُمْ» ثُمَّ دَعَا بِثَلَاثَةِ أَرْمَاحٍ، فَعَقَدَ ثَلَاثَةَ أَلْوِيَةٍ فَدَفَعَ لِوَاءَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 الْأَوْسِ إِلَى أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، وَدَفَعَ لِوَاءَ الْخَزْرَجِ إِلَى الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَيُقَالُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَدَفَعَ لِوَاءَهُ لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَيُقَالُ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسَهُ وَتَنَكَّبَ الْقَوْسَ وَأَخَذَ قَنَاةً بِيَدِهِ وَالْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ قَدْ أَظْهَرُوا الدُّرُوعَ فِيهِمْ مِائَةُ دَارِعٍ، وَخَرَجَ السَّعْدَانِ أَمَامَهُ يَعْدُوَانِ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دَارِعٌ وَالنَّاسُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّيْخَيْنِ وَهُمَا أُطْمَانِ الْتَفَتَ فَنَظَرَ إِلَى كَتِيبَةٍ خَشْنَاءَ لَهَا زُجَلٌ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ، قَالُوا: حُلَفَاءُ ابْنُ أُبَيٍّ مِنْ يَهُودٍ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَسْتَنْصِرُوا بِأَهْلِ الشِّرْكِ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ» . وَعُرِضَ مَنْ عُرِضَ بِالشَّيْخَيْنِ فَرَدَّ مَنْ رَدِّ وَأَجَازَ مَنْ أَجَازَ وَغَابَتِ الشَّمْسُ وَأَذَّنَ بِلَالٌ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ، وَبَاتَ بِالشَّيْخَيْنِ وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِي النَّجَّارِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْحَرَسِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا يُطِيفُونَ بِالْعَسْكَرِ. وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ قَدْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ رَاحَ وَنَزَلَ فَاجْتَمَعُوا وَاسْتَعْمَلُوا عَلَى حَرَسِهِمْ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ فِي خَيْلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَدْلَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السَّحَرِ وَدَلِيلُهُ أَبُو حَثْمَةَ الْحَارِثِيُّ فَانْتَهَى إِلَى أُحُدٍ إِلَى مَوْضِعِ الْقَنْطَرَةِ الْيَوْمَ فَحَانَتِ الصَّلَاةُ وَهُوَ يَرَى الْمُشْرِكِينَ فَأَمَرَ بِلَالًا وَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الصُّبْحَ صُفُوفًا وَانْخَزَلَ ابْنُ أُبَيٍّ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ فِي كَتِيبَةٍ كَأَنَّهُ هَيْقٌ يَقْدُمُهُمْ وَهُوَ يَقُولُ عَصَانِي وَأَطَاعَ الْوِلْدَانَ وَمَنْ لَا رَأْيَ لَهُ، وَانْخَزَلَ مَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ فَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبْعِمِائَةٍ وَمَعَهُ فَرَسُهُ وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نَيَارٍ وَأَقْبَلَ يَصِفُ أَصْحَابَهُ وَيُسَوِّي الصُّفُوفَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَجَعَلَ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ وَمِغْفَرٌ وَبَيْضَةٌ وَجَعَلَ أُحُدًا خَلْفَ ظَهْرِهِ وَاسْتَقْبَلَ الْمَدِينَةَ وَجَعَلَ عَيْنَيْنِ جَبَلًا بِقَنَاةٍ عَنْ يَسَارِهِ وَجَعَلَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ مِنَ الرُّمَاةِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 جُبَيْرٍ وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: قُومُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ هَذِهِ فَاحْمُوا ظُهُورَنَا فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرَكُونَا وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا، وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ قَدْ صَفُّوا صُفُوفَهُمْ وَاسْتَعْمَلُوا عَلَى الْمَيْمَنَةِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ وَلَهُمْ مُجَنَّبَتَانِ مِائَتَا فَرَسٍ وَجَعَلُوا عَلَى الْخَيْلِ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ وَيُقَالُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعَلَى الرُّمَاةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَكَانُوا مِائَةَ رَامٍ، وَدَفَعُوا اللِّوَاءَ إِلَى طَلْحَةَ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْمُشْرِكِينَ؟» ، قِيلَ عَبْدُ الدَّارِ، قَالَ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ مِنْهُمْ، أَيْنَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ؟» ، قَالَ: هَأَنَذَا قَالَ: «خُذِ اللِّوَاءَ» ، فَأَخَذَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَتَقَدَّمَ بِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَنْشَبَ الْحَرْبَ بَيْنَهُمْ أَبُو عَامِرٍ الْفَاسِقُ، طَلَعَ فِي خَمْسِينَ مِنْ قَومِهِ فَنَادَى: أَنَا أَبُو عَامِر، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لَا مَرْحَبًا بِكَ وَلَا أَهْلًا يَا فَاسِقُ، قَالَ: لَقَدْ أَصَابَ قَوْمِي بَعْدِي شَرٌّ وَمَعَهُ عَبِيدُ قُرَيْشٍ، فَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ حَتَّى وَلَّى أَبُو عَامِرٍ وَأَصْحَابُهُ، وَجَعَلَ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ يَضْرِبْنَ بِالْأَكْبَارِ وَالدُّفُوفِ وَالْغَرَابِيلِ وَيُحَرِّضْنَ وَيُذَكِّرْنَهُمْ قَتْلَى بَدْرٍ وَيَقُلْنَ: [البحر الرجز] نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ ... أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ قَالَ: وَدَنَا الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَالرُّمَاةُ يَرْشُقُونَ خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ بِالنَّبْلِ فَتَوَلَّى هَوَازِنُ، فَصَاحَ طَلْحَةُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ صَاحِبُ اللِّوَاءِ مَنْ يُبَارِزُ فَبَرَزَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَالْتَقَيَا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَبَدَرَهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى فَلَقَ هَامَتَهُ فَوَقَعَ، وَهُوَ كَبْشُ الْكَتِيبَةِ فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ وَأَظْهَرَ التَّكْبِيرَ وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ وَشَدُّوا عَلَى كَتَائِبِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 الْمُشْرِكِينَ يَضْرِبُونَهُمْ حَتَّى نَغَضَتْ صُفُوفُهُمْ ثُمَّ حَمَلَ لِوَاءَهُمْ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ أَبُو شَيْبَةَ وَهُوَ أَمَامَ النِّسْوَةِ يَرْتَجِزُ، وَيَقُولُ: [البحر الرجز] إِنَّ عَلَى أَهْلِ اللِّوَاءِ حَقَّا ... أَنْ تُخْضَبَ الصَّعْدَةُ أَوْ تَنْدَقَّا . وَحَمَلَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى كَاهِلِهِ فَقَطَعَ يَدَهُ وَكَتِفَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُؤْتَزَرِهِ وَبَدَا سَحْرُهُ ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ سَاقِي الْحَجِيجِ، ثُمَّ حَمَلَهُ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَرَمَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَصَابَ حَنْجَرَتَهُ فَأَدْلَعَ لِسَانَهُ إِدْلَاعَ الْكَلْبِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ مُسَافِعُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَرَمَاهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ الْحَارِثُ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَرَمَاهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَتَلَهُ ثُمَّ حَمَلَهُ كِلَابُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثُمَّ حَمَلَهُ الجُلَاسُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثُمَّ حَمَلَهُ أَرْطَاةُ بْنُ شُرَحْبِيلَ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ حَمَلَهُ شُرَيْحُ بْنُ قَارِظٍ فَلَسْنَا نَدْرِي مَنْ قَتَلَهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ صُؤَابٌ غُلَامُهُمْ وَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلَهُ قُزْمَانُ، وَهُوَ أَثْبَتُ الْقَوْلِ. فَلَمَّا قُتِلَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ انْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ مُنْهَزِمِينَ لَا يَلْوُونَ عَلَى شَيْءٍ وَنِسَاؤُهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ، وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ السِّلَاحَ فِيهِمْ حَيْثُ شَاءُوا حَتَّى أَجْهَضُوهُمْ عَنِ الْعَسْكَرِ، وَوَقَعُوا يَنْتَهِبُونَ الْعَسْكَرَ وَيَأْخُذُونَ مَا فِيهِ مِنَ الْغَنَائِمِ، وَتَكَلَّمَ الرُّمَاةُ الَّذِينَ عَلَى عَيْنَيْنِ وَاخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ وَثَبَتَ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ دُونَ الْعَشَرَةِ مَكَانَهُمْ وَقَالَ: لَا أُجَاوِزُ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَوَعَظَ أَصْحَابَهُ وَذَكَّرَهُمْ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا، قَدِ انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ فَمَا مُقَامُنَا هَاهُنَا فَانْطَلَقُوا يَتْبَعُونَ الْعَسْكَرَ يَنْتَهِبُونَ مَعَهُمْ وَخَلَّوُا الْجَبَلَ وَنَظَرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ فَكَرَّ بِالْخَيْلِ وَتَبِعَهُ عِكْرِمَةُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّمَاةِ فَقَتَلُوهُمْ، وَقُتِلَ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَانْتَقَضَتْ صُفُوفُ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ وَحَالَتِ الرِّيحُ فَصَارَتْ دَبُورًا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ صَبًّا وَنَادَى إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ وَاخْتَلَطَ الْمُسْلِمُونَ فَصَارُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى غَيْرِ شِعَارٍ وَيَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا يَشْعُرُونَ بِهِ مِنَ الْعَجَلَةِ وَالدَّهَشِ، وَقُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ مَلَكٌ فِي صُورَةِ مُصْعَبٍ وَحَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَئِذٍ وَلَمْ تُقَاتِلْ وَنَادَى الْمُشْرِكُونَ بِشِعَارِهِمْ: يَا لَلْعُزَّى، يَا لَهُبَلَ، وَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ قَتْلًا ذَرِيعًا وَوَلَّى مَنْ وَلَّى مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا يَزَالُ يَرْمِي عَنْ قَوْسِهِ حَتَّى صَارَتْ شَظَايَا وَيَرْمِي بِالْحَجَرِ وَثَبَتَ مَعَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا: سَبْعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى تَحَاجَزُوا وَنَالُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وِجْهِهِ مَا نَالُوا، أُصِيبَتْ رَبَاعِيَّتُهُ وَكُلِمَ فِي وَجْنَتَيْهِ وَجَبْهَتِهِ وَعَلَاهُ ابْنُ قَمِيئَةَ بِالسَّيْفِ فَضَرَبَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ وَاتَّقَاهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ فَشُلَّتْ إِصْبَعُهُ وَادَّعَى ابْنُ قَمِيئَةَ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا رَعَّبَ الْمُسْلِمِينَ وَكَسَرَهُمْ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَتَلَهُ ابْنُ قَمِيئَةَ، وَشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ الْمَخْزُومِيُّ قَتَلَهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنَ ابْنَا الْهُبَيْبِ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ، وَوَهْبُ بْنُ قَابُوسَ الْمُزَنِيُّ وَابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَابُوسَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 ، وَقُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ سَبْعُونَ رَجُلًا، فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ مُعَاذٍ أَخُو سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَالْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ قَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ خَطَأً وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ، وَخَيْثَمَةُ أَبُو سَعْدِ بْنُ خَيْثَمَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ صِهْرُ أَبِي بَكْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَمَالِكُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَمُحَذَّرُ بْنُ زِيَادٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ فِي نَاسٍ كَثِيرٍ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا فِيهِمْ حَمَلَةُ اللِّوَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَبُو عَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَسِبَاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَنْمَارٍ قَتَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِشَامُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَخَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ الْعُقَيْلِيُّ وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَأَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَقَدْ كَانَ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَا أُكْثِرُ عَلَيْكَ جَمْعًا ثُمَّ خَرَجَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أَحَدٍ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسِيرًا وَلَمْ يَأْخُذْ أَسِيرًا غَيْرَهُ، فَقَالَ: مُنَّ عَلَيَّ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُلْدَغُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ، لَا تَرْجِعُ إِلَى مَكَّةَ تَمْسَحُ عَارِضَيْكَ تَقُولُ: سَخِرْتُ بِمُحَمَّدٍ مَرَّتَيْنِ "، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ أُحُدٍ أَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يُغَسِّلْهُ وَلَمْ يُغَسِّلِ الشُّهَدَاءَ وَقَالَ: «لُفُّوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَجِرَاحِهِمْ أَنَا الشَّهِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ ضَعُوهُمْ» ، فَكَانَ حَمْزَةُ أَوَّلَ مَنْ كَبَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعًا ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 فَكَانَ كُلَّمَا أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّهِيدِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَقَدْ سَمِعْنَا مَنْ يَقُولُ: لَمْ يُصَلِّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أَحَدٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَوْسِعُوا وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فَكَانَ مِمَّنْ نَعْرِفُ أَنَّهُ دُفِنَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ فِي قَبْرٍ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ فِي قَبْرٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ وَعَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَكَانَ النَّاسُ أَوْ عَامَّتُهُمْ قَدْ حَمَلُوا قَتْلَاهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَفَنُوهُمْ فِي نَوَاحِيهَا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: رُدُّوا الْقَتْلَى إِلَى مَضَاجِعِهِمْ فَأَدْرَكَ الْمُنَادِي رَجُلًا وَاحِدًا لَمْ يَكُنْ دُفِنَ فَرُدَّ وَهُوَ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ بِالْمَدِينَةِ، وَشَمَتَ ابْنُ أُبَيٍّ وَالْمُنَافِقُونَ بِمَا نِيلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَنْ يَنَالُوا مِنَّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ حَتَّى نَسْتَلِمَ الرُّكْنَ» ، وَبَكَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى قَتْلَاهُمْ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَجَاءَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ فَدَعَا لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُنَّ بِالِانْصِرَافِ فَهُنَّ إِلَى الْيَوْمِ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنَ الْأَنْصَارِ بَدَأَ النِّسَاءُ فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ ثُمَّ بَكَيْنَ عَلَى مَيِّتِهِنَّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «مَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمُشْرِكِينَ وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ مَكَرَ فِيهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ [ص: 45] : «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ» ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ. قَالَ: فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قَالَ عُرْوَةُ «فَوَاللَّهِ مَا زَالَ حُذَيْفَةُ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «رَأَيْتُ كَأَنِّيَ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنَحَّرَةً فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَةُ وَالْبَقَرَ نَفَرٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا» . فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا دَخَلَتْ عَلَيْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَدْخُلُ عَلَيْنَا فِي الْإِسْلَامِ قَالَ: «فَشَأْنُكُمْ إِذًا» فَذَهَبُوا فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأْمَتَهُ. فَقَالُوا: مَا صَنَعْنَا؟ رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْيَهُ. فَجَاءُوا فَقَالُوا: شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «الْآنَ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعُهَا حَتَّى يُقَاتِلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَبَاعِيَةَ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ أَصَابَهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَشَجَّهُ فِي جَبْهَتِهِ فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَغْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الدَّمَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ صَنَعُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ [ص: 46] أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: " فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، عَرَفْتُ عَيْنَيْهِ تَحْتَ الْمِغْفَرِ فَنَادَيْتُ بِصَوْتِي الْأَعْلَى: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى جَدُّهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ} [آل عمران: 144] الْآيَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ الْجُمَحِيَّ، أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمَّا افْتُدِيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهَا كُلَّ يَوْمٍ فَرَقَ ذُرَةٍ لَعَلِّي أَقْتُلَكَ عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ عَلَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسَهُ تِلْكَ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاعْتَرَضَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ لِيَقْتُلُوهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اسْتَأْخِرُوا اسْتَأْخِرُوا» ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَرْبَةٍ فِي يَدِهِ فَرَمَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ فَكَسَرَتِ الْحَرْبَةُ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثَقِيلًا فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى وَلَّوْا بِهِ وَطَفِقُوا يَقُولُونَ لَهُ: لَا بَأْسَ بِكَ، فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ: أَلَمْ يَقُلْ لِي: «بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَمَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَدَفَنُوهُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] " الْآيَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: «كَانَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " لَقَدْ أُصِيبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَجِيءُ حَتَّى يَجْثُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَوْ قَالَ: يَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوَفَاءُ، وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ، وَعَلَيْكَ سَلَّامُ اللَّهِ غَيْرُ مُوَدَّعٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَا أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الرُّمَاةِ وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيَّ، وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا وَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» ، قَالَ: فَهَزَمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ قَدْ بَدَتْ أَسْؤُقُهُنَّ وَخَلَاخِلُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ فَقَالَ: أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمِ الْغَنِيمَةَ، قَدْ ظَهْرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْظُرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ، قَالَ: فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَلِكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَيْرَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ رَجُلًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً: سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: اتَّهَمَ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى: أَيْ لَيْسَ فَوْقَهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، وَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ. قَالَ فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، ثُمَّ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ جَعَلَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونَهُ» ؟ [ص: 48] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَاذَا نُجِيبُهُ؟ قَالَ: قُولُوا: «اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ» ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونَهُ» قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، تَغْسِلُ جُرْحَهُ وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَيْهَا بِالْمِجَنِّ يَعْنِي التُّرْسَ فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ فَاطِمَةُ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ عَلَيْهِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى إِذَا جَاوَزَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ إِذَا هُوَ بِكَتِيبَةٍ خَشْنَاءَ فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ» قَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ فِي سِتِّمِائَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ أَهْلِ قَيْنُقَاعَ وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: «وَقَدْ أَسْلَمُوا؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُولُوا لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْرَاءُ الْأَسَدِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْرَاءُ الْأَسَدِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِثَمَانِي لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 : لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ مَسَاءَ يَوْمِ السَّبْتِ بَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى بَابِهِ نَاسٌ مِنْ وُجُوهِ الْأَنْصَارِ وَبَاتَ الْمُسْلِمُونَ يُدَاوُونَ جِرَاحَاتِهِمْ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصُّبْحَ يَوْمَ الْأَحَدِ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَأْمُرُكُمْ بِطَلَبِ عَدُوِّكُمْ وَلَا يَخْرُجْ مَعَنَا إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْقِتَالَ بِالْأَمْسِ فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ أَبِي خَلَّفَنِي يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى أَخَوَاتٍ لِي فَلَمْ أَشْهَدِ الْحَرْبَ فَأْذَنْ لِي أَنْ أَسِيرَ مَعَكَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ أَحَدٌ لَمْ يَشْهَدِ الْقِتَالَ غَيْرَهُ. وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلِوَائِهِ وَهُوَ مَعْقُودٌ لَمْ يُحَلُّ فَدَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَيُقَالُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَخَرَجَ وَهُوَ مَجْرُوحٌ فِي وَجْهِهِ، وَمَشْجُوجٌ فِي جَبْهَتِهِ، وَرُبَاعِيَّتُهُ قَدْ شَظِيَتْ، وَشَفَتُهُ السُّفْلَى قَدْ كُلِمَتْ فِي بَاطِنِهَا، وَهُوَ مُتَوَهِّنٌ مَنْكِبَهُ الْأَيْمَنَ مِنْ ضَرْبَةِ ابْنِ قَمِيئَةَ وَرُكْبَتَاهُ مَجْحُوشَتَانِ، وَحُشِدَ أَهْلُ الْعَوَالِي وَنَزَلُوا حَيْثُ أَتَاهُمُ الصَّرِيخُ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَسَهُ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ فَبَعَثَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ طَلِيعَةً فِي آثَارِ الْقَوْمِ فَلَحِقَ اثْنَانِ مِنْهُمُ الْقَوْمَ بِحَمْرَاءَ الْأَسَدِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ طَرِيقَ الْعَقِيقِ مُتَيَاسِرَةً عَنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِذَا أَخَذْتَهَا فِي الْوَادِي وَلِلْقَوْمِ زَجَلٌ وَهُمْ يَأْتَمِرُونَ بِالرُّجُوعِ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ يَنْهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَبَصُرُوا بِالرَّجُلَيْنِ فَعَطَفُوا عَلَيْهِمَا فَعَلَوْهُمَا وَمَضَوْا وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ حَتَّى عَسْكَرُوا بِحَمْرَاءَ الْأَسَدِ، فَدَفَنَ الرَّجُلَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ وَهُمَا الْقَرِينَانِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُوقِدُونَ تِلْكَ اللَّيَالِي خَمْسَمِائَةِ نَارٍ حَتَّى تُرَى مِنَ الْمَكَانِ الْبَعِيدِ، وَذَهَبَ صَوْتُ مُعَسْكَرِهِمْ وَنِيرَانِهِمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ فَكَبَتَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَخَلَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقَدْ غَابَ خَمْسَ لَيَالٍ وَكَانَ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 سَرِيَّةُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ إِلَى قَطَنٍ وَهُوَ جَبَلٌ بِنَاحِيَةِ فَيْدٍ بِهِ مَاءٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ فِي هِلَالِ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ طُلَيْحَةَ وَسَلَمَةَ ابْنَيْ خُوَيْلِدٍ قَدْ سَارَا فِي قَوْمِهِمَا وَمَنْ أَطَاعَهُمَا يَدْعُوَانِهِمْ إِلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سَلَمَةَ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ مِائَةً وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ، قَالَ: سِرْ حَتَّى تَنْزِلَ أَرْضَ بَنِي أَسَدٍ فَأَغِرْ عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ تَلَاقَى عَلَيْكَ جُمُوعُهُمْ، فَخَرَجَ فَأَغَذَّ السَّيْرَ وَنَكَّبَ عَنْ سَنَنِ الطَّرِيقِ وَسَبَقَ الْأَخْبَارَ وَانْتَهَى إِلَى أَدْنَى قَطَنٍ، فَأَغَارَ عَلَى سَرْحٍ لَهُمْ فَضَمُّوهُ وَأَخَذُوا رِعَاءً لَهُمْ مَمَالِيكَ ثَلَاثَةً، وَأَفْلَتَ سَائِرُهُمْ فَجَاءُوا جَمْعَهُمْ فَحَذَّرُوهُمْ فَتَفَرَّقُوا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَفَرَّقَ أَبُو سَلَمَةَ أَصْحَابَهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِي طَلَبِ النَّعَمِ وَالشَّاءِ فَآبُوا إِلَيْهِ سَالِمِينَ قَدْ أَصَابُوا إِبِلًا وَشَاءً وَلَمْ يُلْقَوْا أَحَدًا فَانْحَدَرَ أَبُو سَلَمَةَ بِذَلِكَ كُلِّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِي بِعُرَنَةَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ خَالِدٍ الْهُذَلِيَّ ثُمَّ اللِّحْيَانِيَّ وَكَانَ يَنْزِلُ عُرَنَةَ وَمَا وَالَاهَا فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ قَدْ جَمَعَ الْجُمُوعَ لِرَسُولِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ لِيَقْتُلَهُ فَقَالَ: صِفْهُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ وَفَرِقْتَ مِنْهُ وَذَكَرْتَ الشَّيْطَانَ» قَالَ: وَكُنْتُ لَا أَهَابُ الرِّجَالَ وَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ فَأَذِنَ لِي فَأَخَذْتُ سَيْفِي وَخَرَجْتُ أَعْتَزِي إِلَى خُزَاعَةَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَطْنِ عُرَنَةَ لَقِيتُهُ يَمْشِي وَوَرَاءَهُ الْأَحَابِيشُ وَمَنْ ضَوِيَ إِلَيْهِ فَعَرَفْتُهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهِبْتُهُ فَرَأَيْتُنِي أَقْطُرُ فَقُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ سَمِعْتُ بِجَمْعِكَ لِمُحَمَّدٍ فَجِئْتُكَ لَأَكُونَ مَعَكَ، قَالَ: أَجَلْ إِنِّي لَأَجْمَعُ لَهُ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ وَحَدَّثْتُهُ وَاسْتَحْلَى حَدِيثِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى خِبَائِهِ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِذَا هَدَأَ النَّاسُ وَنَامُوا اغْتَرَرْتُهُ فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ رَأْسَهُ ثُمَّ دَخَلْتُ غَارًا فِي الْجَبَلِ وَضَرَبَتِ الْعَنْكَبُوتُ عَلَيَّ، وَجَاءَ الطَّلَبُ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا فَانْصَرَفُوا رَاجِعِينَ. ثُمَّ خَرَجْتُ فَكُنْتُ أَسِيرُ اللَّيْلَ وَأَتَوَارَى بِالنَّهَارِ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: أَفْلَحَ الْوَجْهُ، قُلْتُ: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَضَعْتُ رَأْسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَدَفَعَ إِلَيَّ عَصًا، وَقَالَ: تَخَصَّرْ بِهَذِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَهْلَهُ أَنْ يُدْرِجُوهَا فِي كَفَنِهِ، فَفَعَلُوا وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ ثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً وَقَدِمَ السَّبْتَ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 سَرِيَّةُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو ثُمَّ سَرِيَّةُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو السَّاعِدِي إِلَى بِئْرِ مَعُونَةَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَقَدِمَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو بَرَاءٍ مُلَاعِبُ الْأَسِنَّةِ الْكِلَابِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 صلّى الله عليه وسلم فَأَهْدَى لَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يُبْعِدْ، وَقَالَ: لَوْ بَعَثْتَ مَعِيَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى قَوْمِي لَرَجَوْتُ أَنْ يُجِيبُوا دَعَوْتَكَ وَيَتَّبِعُوا أَمْرَكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ، فَقَالَ: أَنَا لَهُمُ جَارٌ إِنْ يَعْرِضْ لَهُمْ أَحَدٌ. فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ شَبَبَةً يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءُ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرِو السَّاعِدِيَّ، فَلَمَّا نَزَلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَهُوَ مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي سُلَيْمٍ وَهُوَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، كِلَا الْبَلَدَيْنِ يُعَدُّ مِنْهُ وَهُوَ بِنَاحِيَةِ الْمَعْدِنِ، نَزَلُوا عَلَيْهَا وَعَسْكَرُوا بِهَا وَسَرَّحُوا ظَهْرَهُمْ وَقَدَّمُوا حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَوَثَبَ عَلَى حَرَامٍ فَقَتَلَهُ وَاسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ بَنِي عَامِرٍ فَأَبَوْا، وَقَالُوا: لَا يُخْفَرُ جِوَارُ أَبِي بَرَاءٍ، فَاسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ قَبَائِلَ مِنْ سُلَيْمِ عُصَيَّةَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ فَنَفَرُوا مَعَهُ وَرَأَسُوهُ. وَاسْتَبْطَأَ الْمُسْلِمُونَ حَرَامًا فَأَقْبَلُوا فِي أَثَرِهِ فَلَقِيَهُمُ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ فَكَاثَرُوهُمْ فَتَقَاتَلُوا فَقُتِلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِيهِمْ سُلَيْمُ بْنُ مِلْحَانَ وَالْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا فَلَمَّا أُحِيطَ بِهِمْ، قَالُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَجِدُ مَنْ يُبَلِغُ رَسُولَكَ مِنَّا السَّلَامَ غَيْرَكَ، فَأَقْرِئْهُ مِنَّا السَّلَامَ. فَأَخْبَرَهُ جَبْرَائِيلُ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ» ، وَبَقِيَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ أَمَّنَّاكَ، فَأَبَى وَأَتَى مَصْرَعَ حَرَامٍ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْنَقَ لِيَمُوتَ» ، يَعْنِي أَنَّهُ تَقَدَّمَ عَلَى الْمَوْتِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، وَكَانَ مَعَهُمْ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فَقُتِلُوا جَمِيعًا غَيْرَهُ، فَقَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: قَدْ كَانَ عَلَى أُمِّي نَسَمَةٌ فَأَنْتَ حُرٌّ عَنْهَا وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ وَفَقَدَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مِنْ بَيْنَ الْقَتْلَى فَسَأَلَ عَنْهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ يُقَالُ لَهُ جُبَارُ بْنُ سُلْمَى لَمَّا طَعَنَهُ قَالَ فُزْتُ وَاللَّهِ وَرَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ عُلُوًّا. فَأَسْلَمَ جُبَارُ بْنُ سُلْمَى لَمَّا رَأَى مِنْ قَتْلِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَرَفْعِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَارَتْ جُثَّتَهُ وَأُنْزِلَ عِلِّيِّينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 وَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرُ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ وَجَاءَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا مُصَابُ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ وَبَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا عَمَلُ أَبِي بَرَاءٍ، قَدْ كُنْتُ لِهَذَا كَارِهًا» ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَتَلَتِهِمْ بَعْدَ الرَّكْعَةِ مِنَ الصُّبُحِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرٍ اللَّهُمَّ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِبَنِي لِحْيَانَ وَعَضَلَ وَالْقَارَةَ وَزِغْبٍ وَرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ فَإِنَّهُمْ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ» . وَلَمْ يَجِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى مَا وَجَدَ عَلَى قَتْلَى بِئْرِ مَعُونَةَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ قُرْآنًا حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: «بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ» ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اهْدِ بَنِي عَامِرٍ وَاطْلُبْ خُفْرَتِي مِنْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ» . وَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ سَارَ أَرْبَعًا عَلَى رِجْلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ بِصُدُورِ قَنَاةٍ لَقِيَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ قَدْ كَانَ لَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَانٌ فَقَتَلَهُمَا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِمَقْتَلِ أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أُبْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ» . وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْعَامِرِيَّيْنِ، فَقَالَ: «بِئْسَ مَا صَنَعْتَ قَدْ كَانَ لَهُمَا مِنِّي أَمَانٌ وَجِوَارٌ، لَأَدِيَنَّهُمَا فَبَعَثَ بِدِيَّتِهِمَا إِلَى قَوْمِهِمَا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَبَنِي لِحْيَانَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانُوا يُدْعَوْنَ فِينَا الْقُرَّاءُ، كَانُوا يَخْطُبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ فَقَتَلُوهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيَانَ. قَالَ: فَقَرَأْنَا بِهِمْ قُرْآنًا زَمَانًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ أَوْ نُسِيَ: «بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَبَا حَمْزَةَ، الْقُرَّاءُ، قَالَ: وَيْحَكَ، قُتِلُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، كَانُوا قَوْمًا يَسْتَعْذِبُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَحْتَطِبُونَ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ قَامُوا إِلَى السَّوَارِي لِلصَّلَاةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو السَّاعِدِيَّ قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَعْنَقَ لَيَمُوتَ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ اسْتَنْصَرَ لَهُمْ بَنِي سُلَيْمٍ فَنَفَرُوا مَعَهُ فَقَتَلُوهُمْ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أُبْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ» ، وَكَانَ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنُوا، قَالَ عُرْوَةُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ هِيَ دَفَنَتْهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: «بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ» . وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ ثَلَاثِينَ غَدَاةً، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى أَحَدٍ مَا وَجَدَ عَلَى أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 سَرِيَّةُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ إِلَى الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الظَّفَرِيِّ، وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَهْطٌ مِنْ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ وَهُمْ إِلَى الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فِينَا إِسْلَامًا فَابْعَثْ مَعَنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ يُفَقِّهُونَا وَيُقْرِئُونَا الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَا شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُمْ عَشَرَةَ رَهْطٍ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ وَمَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَارِقٍ وَخُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ وَزَيْدَ بْنَ الدِّثِنَّةِ وَخَالِدَ بْنَ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُعَتِّبَ بْنَ عُبَيْدٍ وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَارِقٍ لِأُمِّهِ وَهُمَا مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفَانِ فِي بَنِي ظَفَرٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ، فَخَرَجُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا عَلَى الرَّجِيعِ وَهُوَ مَاءٌ لِهُذَيْلٍ بِصُدُورِ الْهَدَةِ، وَالْهَدَةُ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا، وَالْهَدَةُ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ عُسْفَانَ، فَغَدَرُوا بِالْقَوْمِ وَاسْتَصْرَخُوا عَلَيْهِمْ هُذَيْلًا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بَنُو لِحْيَانَ فَلَمْ يُرَعِ الْقَوْمَ إِلَّا الرِّجَالُ بِأَيْدِيهِمُ السُّيُوفُ قَدْ غَشَوْهُمْ، فَأَخَذَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُيُوفَهُمْ فَقَالُوا لَهُمْ: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قِتَالَكُمْ، إِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ نُصِيبَ بِكُمْ ثَمَنًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَلَّا نَقْتُلَكُمْ. فَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَمَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ وَخَالِدُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَا نَقْبَلُ مِنْ مُشْرِكٍ عَهْدًا وَلَا عَقْدًا أَبَدًا، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى قُتِلُوا، وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَّةِ وَخُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ فَاسْتَأْسَرُوا وَأَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ، وَأَرَادُوا رَأْسَ عَاصِمٍ لِيَبِيعُوهُ مِنْ سُلَافَةَ [ص: 56] بِنْتِ سَعْدِ بْنِ شَهِيدٍ وَكَانَتْ نَذَرَتْ لَتَشْرَبَنَّ فِي قِحْفِ عَاصِمٍ الْخَمْرَ وَكَانَ قَتَلَ ابْنَيْهَا مُسَافِعًا وَجُلَاسًا يَوْمَ أُحُدٍ فَحَمَتْهُ الدَّبْرُ فَقَالُوا: أَمْهِلُوهُ حَتَّى تُمْسِيَ، فَإِنَّهَا لَوْ قَدْ أَمْسَتْ ذَهَبَتْ عَنْهُ. فَبَعَثَ اللَّهُ الْوَادِيَ فَاحْتَمَلَهُ، وَخَرَجُوا بِالنَّفَرِ الثَّلَاثَةِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ انْتَزَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ يَدَهُ مِنَ الْقِرَانِ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُ الْقَوْمُ فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَبْرُهُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَقَدِمُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ مَكَّةَ. فَأَمَّا زَيْدٌ فَابْتَاعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقَتَلَهُ بِأَبِيهِ وَابْتَاعَ حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ خُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ لِابْنِ أُخْتِهِ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ فَحَبَسُوهُمَا حَتَّى خَرَجَتِ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ثُمَّ أَخْرَجُوهُمَا إِلَى التَّنْعِيمِ فَقَتَلُوهُمَا وَكَانَا صَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَا، فَخُبَيبٌ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ مَوْهَبٌ: قَالَ لِي خُبَيْبٌ وَكَانُوا جَعَلُوهُ عِنْدِي: يَا مَوْهَبُ، أَطْلُبُ إِلَيْكَ ثَلَاثًا: أَنْ تَسْقِيَنِي الْعَذْبَ، وَأَنْ تُجَنِّبَنِي مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، وَأَنْ تُؤْذِنِّي إِذَا أَرَادُوا قَتْلِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: " أَنَّ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ حَضَرُوا قَتْلَ زَيْدٍ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: يَا زَيْدُ، أُنْشِدُكَ اللَّهَ، أَتُحِبُّ أَنَّكَ الْآنَ فِي أَهْلِكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا مَكَانَكَ نَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا أَحَبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا يُشَاكُ فِي مَكَانِهِ بِشَوْكَةٍ تُؤْذِيهِ وَأَنِّي جَالِسٌ فِي أَهْلِي، قَالَ: يَقُولُ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنَ قَوْمٍ قَطُّ أَشَدَّ حُبًّا لِصَاحِبِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ لَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي النَّضِيرِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي النَّضِيرِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ وَكَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي النَّضِيرِ بِنَاحِيَةِ الْغَرْسِ وَمَا وَالَاهَا مَقْبَرَةَ بَنِي خَطْمَةَ الْيَوْمَ فَكَانُوا حُلَفَاءَ لِبَنِي عَامِرٍ. قَالُوا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ السَّبْتِ فَصَلَّى فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ ثُمَّ أَتَى بَنِي النَّضِيرِ فَكَلَّمَهُمْ أَنْ يُعِينُوهُ فِي دِيَةِ الْكِلَابِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ قَتَلَهُمَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، فَقَالُوا: نَفْعَلُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا أَحْبَبْتَ، وَخَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَهَمُّوا بِالْغَدْرِ بِهِ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جِحَاشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ بَسِيلٍ النَّضْرِيُّ: أَنَا أَظْهَرُ عَلَى الْبَيْتِ فَأَطْرَحُ عَلَيْهِ صَخْرَةً، فَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِشْكَمٍ: لَا تَفْعَلُوا وَاللَّهِ لَيُخْبَرَنَّ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ وَإِنَّهُ لَنَقْضُ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ وَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرُ بِمَا هَمُّوا فَنَهَضَ سَرِيعًا كَأَنَّهُ يُرِيدُ حَاجَةً، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَحِقَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: أَقُمْتَ وَلَمْ نَشْعُرْ؟ قَالَ: «هَمَّتْ يَهُودُ بِالْغَدْرِ فَأَخْبَرَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ فَقُمْتُ» ، وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَنِ اخْرُجُوا مِنْ بَلَدِي فَلَا تُسَاكِنُونِي بِهَا وَقَدْ هَمَمْتُمْ بِمَا هَمَمْتُمْ بِهِ مِنَ الْغَدْرِ وَقَدْ أَجَّلْتُكُمْ عَشْرًا فَمَنْ رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ أَيَّامًا يَتَجَهَّزُونَ وَأَرْسَلُوا إِلَى ظَهْرٍ لَهُمْ بِذِي الْجَدْرِ وَتَكَارَوْا مِنْ نَاسٍ مِنْ أَشْجَعَ إِبِلًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنُ أُبَيٍّ: لَا تَخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ وَأَقِيمُوا فِي حِصْنَكُمْ فَإِنَّ مَعِيَ أَلْفَيْنِ مِنْ قَوْمِي وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ يَدْخُلُونَ مَعَكُمْ حِصْنَكُمْ فَيَمُوتُونَ عَنْ آخِرِهِمْ وَتُمِدُّكُمْ قُرَيْظَةُ وَحُلَفَاؤُكُمْ مِنْ غَطَفَانَ. فَطَمِعَ حُيَيٌّ فِيمَا قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنَّا لَا نَخْرُجُ مِنْ دِيَارِنَا فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ. فَأَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم التَّكْبِيرَ وَكَبَّرَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 الْمُسْلِمُونَ لِتَكْبِيرِهِ، وَقَالَ: «حَارَبَتْ يَهُودُ» ، فَصَارَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ فَصَلَّى الْعَصْرَ بِفَضَاءِ بَنِي النَّضِيرِ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْمِلُ رَايَتَهُ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَامُوا عَلَى حُصُونِهِمْ مَعَهُمُ النَّبْلَ وَالْحِجَارَةَ وَاعْتَزَلَتْهُمْ قُرَيْظَةُ فَلَمْ تُعِنْهُمْ، وَخَذَلَهُمُ ابْنُ أُبَيٍّ وَحُلَفَاؤُهُمْ مِنْ غَطَفَانَ فَأَيِسُوا مِنْ نَصْرِهِمْ، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَطَعَ نَخْلَهُمْ، فَقَالُوا: نَحْنُ نُخْرِجُ عَنْ بِلَادِكَ، فَقَالَ: «لَا أَقْبَلُهُ الْيَوْمَ، وَلَكِنِ اخْرُجُوا مِنْهَا وَلَكُمْ دِمَاؤُكُمْ وَمَا حَمَلَتِ الْإِبِلُ إِلَّا الْحَلْقَةَ» . فَنَزَلَتْ يَهُودُ عَلَى ذَلِكَ وَكَانَ حَاصَرَهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَكَانُوا يُخَرِّبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ أَجْلَاهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلَّى إِخْرَاجَهُمْ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَحَمَلُوا النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَتَحَمَّلُوا عَلَى سِتِّمِائَةِ بَعِيرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَؤُلَاءِ فِي قَوْمِهِمْ بِمَنْزِلَةِ بَنِي الْمُغِيرَةِ فِي قُرَيْشٍ» ، فَلَحِقُوا بِخَيْبَرَ وَحَزِنَ الْمُنَافِقُونَ عَلَيْهِمْ حُزْنًا شَدِيدًا وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَمْوَالَ وَالْحَلْقَةَ فَوَجَدَ مِنَ الْحَلْقَةِ خَمْسِينَ دِرْعًا وَخَمْسِينَ بَيْضَةً وَثَلَاثَمِائَةِ سَيْفٍ وَأَرْبَعِينَ سَيْفًا. وَكَانَتْ بَنُو النَّضِيرِ صَفِيًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَالِصَةً لَهُ حَبْسًا لِنَوَائِبِهِ وَلَمْ يُخَمِّسْهَا وَلَمْ يُسْهَمْ مِنْهَا لِأَحَدٍ، وَقَدْ أَعْطَى نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَوَسَّعَ فِي النَّاسِ مِنْهَا، فَكَانَ مِمَّنْ أُعْطِيَ مِمَّنْ سُمِّيَ لَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِئْرَ حُجْرٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِئْرَ جَرَمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ سُوَالَةَ، وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ الضَّرَّاطَةَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ الْبُوَيْلَةَ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَأَبُو دُجَانَةَ مَالًا يُقَالُ لَهُ مَالُ ابْنُ خَرَشَةَ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرَّقَ نَخْلَ النَّضِيرِ وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا قَطَعْتُمْ مِّنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} [الحشر: 5] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ قَالَ: «امْضُوا، فَإِنَّ هَذَا أَوَّلَ الْحَشْرِ وَأَنَا عَلَى الْأَثَرِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرَ الْمَوْعِدِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرَ الْمَوْعِدِ وَهِيَ غَيْرُ بَدْرٍ الْقِتَالِ وَكَانَتْ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا لَمَّا أَرَادَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنْ يَنْصَرِفَ يَوْمَ أُحُدٍ نَادَى: الْمَوْعِدُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ بَدْرٌ الصَّفْرَاءُ رَأْسَ الْحَوْلِ نَلْتَقِيَ بِهَا فَنَقْتَتِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «قُلْ نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَافْتَرَقَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَتْ قُرَيْشٌ فَخَبَّرُوا مَنْ قِبْلَهُمْ بِالْمَوْعِدِ وَتَهَيَّؤُوا لِلْخُرُوجِ فَلَمَّا دَنَا الْمَوْعِدُ كَرِهَ أَبُو سُفْيَانَ الْخُرُوجَ وَقَدِمَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ: إِنِّي قَدْ وَاعَدْتُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ أَنْ نَلْتَقِيَ بِبَدْرٍ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ، وَهَذَا عَامٌ جَدْبٌ وَإِنَّمَا يُصْلِحُنَا عَامٌ خِصْبٌ غَيْدَاقٌ وَأَكْرَهُ أَنْ يَخْرُجَ مُحَمَّدٌ وَلَا أَخْرَجُ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْنَا فَنَجْعَلُ لَكَ عِشْرِينَ فَرِيضَةً يَضْمَنُهَا لَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى أَنْ تَقْدُمَ الْمَدِينَةَ فَتُخَذِّلُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نَعَمْ. فَفَعَلُوا وَحَمَلُوهُ عَلَى بَعِيرٍ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَخْبَرَهُمْ بِجَمْعِ أَبِي سُفْيَانَ لَهُمْ وَمَا مَعَهُ مِنَ الْعُدَّةِ وَالسِّلَاحِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرُجَنَّ وَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ مَعِيَ أَحَدٌ» . فَنَصَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ وَأَذْهَبَ عَنْهُمُ الرُّعْبَ. فَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَحَمَلَ لِوَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسَارَ فِي الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ، وَكَانَتِ الْخَيْلُ عَشْرَةُ أَفْرَاسٍ، وَخَرَجُوا بِبَضَائِعَ لَهُمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 وَتِجَارَاتٍ، وَكَانَتْ بَدْرٌ الصَّفْرَاءُ مُجْتَمَعًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْعَرَبُ وَسُوقًا تَقُومُ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى ثَمَانٍ تَخْلُو مِنْهُ ثُمَّ يَتَفَرَّقُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَانْتَهَوْا إِلَى بَدْرٍ لَيْلَةَ هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ وَقَامَتِ السُّوقُ صَبِيحَةَ الْهِلَالِ فَأَقَامُوا بِهَا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَبَاعُوا مَا خَرَجُوا بِهِ مِنَ التِّجَارَاتِ فَرَبِحُوا لِلدِّرْهَمِ دِرْهَمًا وَانْصَرَفُوا، وَقَدْ سَمِعَ النَّاسُ بِسَيْرِهِمْ، وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ مِنْ مَكَّةَ فِي قُرَيْشٍ وَهُمْ أَلْفَانِ وَمَعَهُمْ خَمْسُونَ فَرَسًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَجَنَّةَ، وَهِيَ مَرُّ الظَّهْرَانِ ثُمَّ قَالَ: ارْجِعُوا فَإِنَّهُ لَا يُصْلِحُنَا إِلَّا عَامٌ خِصْبٌ غَيْدَاقٌ نَرْعَى فِيهِ الشَّجَرَ وَنَشْرَبَ فِيهِ اللَّبَنَ، وَإِنَّ عَامَكُمْ هَذَا عَامُ جَدْبٍ فَإِنِّي رَاجِعٌ فَارْجِعُوا فَسَمَّى أَهْلُ مَكَّةَ ذَلِكَ الْجَيْشَ جَيْشَ السَّوِيقِ، يَقُولُونَ: خَرَجُوا يَشْرَبُونَ السَّوِيقَ. وَقَدِمَ مَعْبَدُ بْنُ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيُّ مَكَّةَ بِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمُوَافَاتِهِ بَدْرًا فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ لِأَبِي سُفْيَانَ: قَدْ نَهَيْتُكَ يَوْمَئِذٍ أَنْ تَعِدَ الْقَوْمَ وَقَدِ اجْتَرَءُوا عَلَيْنَا وَرَأَوْا أَنْ قَدْ أَخْلَفْنَاهُمْ ثُمَّ أَخَذُوا فِي الْكَيْدِ وَالنَّفَقَةِ وَالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوَةِ الْخَنْدَقِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: 173] ، قَالَ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: يَا مُحَمَّدُ، مَوْعِدَكُمْ بَدْرٌ حَيْثُ قَتَلْتُمْ أَصْحَابَنَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم: «عَسَى» ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِمَوْعِدِهِ حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا فَوَافَقُوا السُّوقَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] . وَالْفَضْلُ مَا أَصَابُوا مِنَ التِّجَارَةِ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الصُّغْرَى " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ الرِّقَاعِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ الرِّقَاعِ فِي الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: قَدِمَ قَادِمٌ الْمَدِينَةَ بِجَلَبٍ لَهُ فَأَخْبَرَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَنَّ أَنْمَارًا وَثَعْلَبَةَ قَدْ جَمَعُوا لَهُمُ الْجُمُوعَ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهَ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَخْلَفْ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَخَرَجَ لَيْلَةَ السَّبْتِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَيُقَالُ سَبْعِمِائَةٍ فَمَضَى حَتَّى أَتَى مَحَالَّهُمْ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، وَهُوَ جَبَلٌ فِيهِ بُقَعٌ حُمْرَةٌ وَسَوَادٌ وَبَيَاضٌ قَرِيبٌ مِنَ النَّخِيلِ بَيْنَ السَّعْدِ وَالشَّقْرَةِ فَلَمْ يَجِدْ فِي مَحَالِّهِمْ أَحَدًا إِلَّا نِسْوَةً فَأَخَذَهُنَّ وَفِيهِنَّ جَارِيَةٌ وَضِيئَةٌ، وَهَرَبَتِ الْأَعْرَابُ إِلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَخَافَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَيْهِمْ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا صَلَّاهَا. وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَابْتَاعَ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ جَمَلَهُ بِأُوقِيَّةٍ وَشَرَطَ لَهُ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَسَأَلَهُ عَنْ دَيْنِ أَبِيهِ وَأَخْبَرَهُ بِهِ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، جِعَالَ بْنَ سُرَاقَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَلَامَتِهِ وَسَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدِمَ صِرَارًا يَوْمَ الْأَحَدِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَصِرَارٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ وَهِيَ بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ عَلَى طَرِيقِ الْعِرَاقِ وَغَابَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ [ص: 62] فَأَخَذَهُ فَاخْتَرَطَهُ وَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَتَخَافُنِي؟ قَالَ: «لَا» . قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ: «اللَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ» ، قَالَ فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَغْمَدَ السَّيْفَ وَعَلَّقَهُ. قَالَ: فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ. قَالَ: فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دُومَةَ الْجَنْدَلِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دُومَةَ الْجَنْدَلِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ بِدُومَةَ الْجَنْدَلِ جَمْعًا كَثِيرًا وَأَنَّهُمْ يَظْلِمُونَ مَنْ مَرِّ بِهِمْ مِنَ الضَّافِطَةِ وَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَهِيَ طَرَفٌ مِنْ أَفْوَاهِ الشَّأْمِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِمَشْقَ خَمْسَ لَيَالٍ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ وَخَرَجَ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، وَمَعَهُ دَلِيلٌ لَهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُقَالَ لَهُ مَذْكُورٌ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ إِذَا هُمْ مُغَرِّبُونَ، وَإِذَا آثَارُ النَّعَمِ وَالشَّاءِ فَهَجَمَ عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَرُعَاتِهِمْ فَأَصَابَ مَنْ أَصَابَ وَهَرَبَ مَنْ هَرَبَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَجَاءَ الْخَبَرُ أَهْلَ دُومَةَ فَتَفَرَّقُوا وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَاحَتِهِمْ فَلَمْ يَجِدْ بِهَا أَحَدًا فَأَقَامَ بِهَا أَيَّامًا وَبَثَّ السَّرَايَا وَفَرَّقَهَا فَرَجَعَتْ وَلَمْ تَصُبْ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَأَخَذَ مِنْهُمْ رَجُلًا فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَقَالَ: هَرَبُوا حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّكَ أَخَذْتَ نَعَمَهُمْ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَلْقَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 كَيْدًا، لِعَشْرِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ، وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ وَادَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ أَنْ يَرْعَى بِتَغْلَمَيْنِ وَمَا وَالَاهُ إِلَى الْمَرَاضِ وَكَانَ مَا هُنَاكَ قَدْ أَخْصَبَ وَبِلَادُ عُيَيْنَةَ قَدْ أَجْدَبَتْ، وَتَغْلَمَيْنِ مِنَ الْمَرَاضِ عَلَى مِيلَيْنِ، وَالْمَرَاضُ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الرَّبَذَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُرَيْسِيعَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، الْمُرَيْسِيعَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: إِنَّ بَلْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُمْ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مُدْلِجٍ وَكَانُوا يَنْزِلُونَ عَلَى بِئْرٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا الْمُرَيْسِيعُ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفُرْعِ نَحْوٌ مِنْ يَوْمٍ، وَبَيْنَ الْفُرْعِ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، وَكَانَ رَأْسَهُمْ وَسَيِّدَهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ فَسَارَ فِي قَوْمِهِ وَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَرَبِ فَدَعَاهُمْ إِلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَجَابُوهُ وَتَهَيَّؤُوا لِلْمَسِيرِ مَعَهُ إِلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيَّ يَعْلَمُ عِلْمَ ذَلِكَ، فَأَتَاهُمْ وَلَقِيَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ وَكَلَّمَهُ وَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُمْ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، النَّاسَ إِلَيْهِمْ فَأَسْرَعُوا الْخُرُوجَ وَقَادُوا الْخُيُولَ وَهِيَ ثَلَاثُونَ فَرَسًا فِي الْمُهَاجِرِينَ مِنْهَا عَشَرَةٌ، وَفِي الْأَنْصَارِ عِشْرُونَ، وَخَرَجَ مَعَهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا فِي غَزَاةٍ قَطُّ مِثْلَهَا، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَكَانَ مَعَهُ فَرَسَانِ لِزَازٍ وَالظَّرِبِ. وَخَرَجَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ. وَبَلَغَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ وَمَنْ مَعَهُ مَسِيرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ قَدْ قَتَلَ عَيْنَهُ الَّذِي كَانَ وَجَّهَهُ لَيَأْتِيَهُ بِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسِيءَ بِذَلِكَ الْحَارِثُ وَمَنْ مَعَهُ وَخَافُوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 خَوْفًا شَدِيدًا وَتَفَرَّقَ عَنْهُمْ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ، وَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُرَيْسِيعِ وَهُوَ الْمَاءُ فَاضْطَرَبَ عَلَيْهِ قُبَّتَهُ وَمَعَهُ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ، فَتَهَيَّئُوا لِلْقِتَالِ وَصَفَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ وَدَفَعَ رَايَةَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَرَايَةَ الْأَنْصَارِ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَرَمَوْا بِالنَّبْلِ سَاعَةً ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَصْحَابَهُ فَحَمَلُوا حَمَلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ وَقُتِلَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ وَأُسِرَ سَائِرُهُمْ وَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ وَالنِّعَمَ وَالشَّاءَ وَلَمْ يُقْتَلْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَغَارَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ غَارُّونَ وَنَعَمُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ وَأَمَرَ بِالْأُسَارَى فَكُتِّفُوا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ وَأَمَرَ بِالْغَنَائِمِ فَجُمِعَتْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا شُقْرَانَ مَوْلَاهُ، وَجَمَعَ الذُّرِّيَّةَ نَاحِيَةً وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَقْسَمِ الْخُمُسِ وَسُهْمَانِ الْمُسْلِمِينَ مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ وَاقْتُسِمَ السَّبْيُ وَفُرِّقَ وَصَارَ فِي أَيْدِي الرِّجَالِ وَقُسِّمَ النَّعَمُ وَالشَّاءُ فَعُدِلَتِ الْجَزُورُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَبِيعَتِ الرِّثَّةُ فِي مَنْ يَزِيدُ، وَأُسْهِمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمٌ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ، وَكَانَتِ الْإِبِلُ أَلْفَيْ بَعِيرٍ وَالشَّاءُ خَمْسَةُ آلَافِ شَاةٍ، وَكَانَ السَّبْي مِائَتَيْ أَهْلِ بَيْتٍ وَصَارَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَاهَا عَلَى تِسْعِ أَوَاقِي ذَهَبٍ فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابَتِهَا وَأَدَّاهَا عَنْهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَكَانَتْ جَارِيَةٌ حُلْوَةً، وَيُقَالُ جَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ أَسِيرٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَيُقَالُ: جَعَلَ صَدَاقَهَا عَتَقَ أَرْبَعِينَ مِنْ قَوْمِهَا وَكَانَ السَّبْي مِنْهُمْ مَنْ مَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَيْرِ فِدَاءٍ، وَمِنْهُمْ مَنِ افْتُدِيَ فَافْتُدِيَتِ الْمَرْأَةُ وَالذُّرِّيَّةُ بِسِتِّ فَرَائِضَ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِبَعْضِ السَّبْيِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ أَهْلُوهُمْ فَافْتَدَوْهُمْ فَلَمْ تُبْقَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ إِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا. وَتَنَازَعَ سِنَانُ بْنُ وَبْرٍ الْجُهَنِيُّ حَلِيفُ بَنِي سَالِمٍ مِنَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 الْأَنْصَارِ وَجَهْجَاهُ بْنُ سَعِيدٍ الْغِفَارِيُّ عَلَى الْمَاءِ فَضَرَبَ جَهْجَاهُ سِنَانًا بِيَدِهِ فَنَادَى سِنَانٌ: يَا لَلْأَنْصَارِ وَنَادَى جَهْجَاهُ: يَا لَقُرَيْشٍ يَا لَكِنَانَةَ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ سِرَاعًا وَأَقْبَلَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَشَهَرُوا السِّلَاحَ، فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى تَرَكَ سِنَانٌ حَقَّهُ وَعَفَا عَنْهُ وَاصْطَلَحُوا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ؛ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ حَضَرَ مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ: هَذَا مَا فَعَلْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ؛ وَسَمِعَ ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَأَبْلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَهُ فَأَمَرَ بِالرَّحِيلِ وَخَرَجَ مِنْ سَاعَتِهِ وَتَبِعَهُ النَّاسُ، فَقَدَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ النَّاسَ حَتَّى وَقَفَ لِأَبِيهِ عَلَى الطَّرِيقِ فَلَمَّا رَآهُ أَنَاخَ بِهِ وَقَالَ: لَا أُفَارِقُكَ حَتَّى تَزْعُمَ أَنَّكَ الذَّلِيلُ وَمُحَمَّدٌ الْعَزِيزُ فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «دَعْهُ فَلَعَمْرِي لَنُحْسِنَنَّ صُحْبَتَهُ مَا دَامَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا» ، وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ سَقَطَ عِقْدٌ لِعَائِشَةَ فَاحْتَبَسُوا عَلَى طَلَبِهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلِ أَبِي بَكْرٍ. وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ كَانَ حَدِيثُ عَائِشَةَ وَقَوْلُ أَهْلِ الْإِفْكِ فِيهَا. قَالَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، بَرَاءَتَهَا، وَغَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فِي غَزَاتِهِ هَذِهِ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ لِهِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَحْزَابِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ وَهِيَ غَزْوَةُ الْأَحْزَابِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: لَمَّا أَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي النَّضِيرِ سَارُوا إِلَى خَيْبَرَ فَخَرَجَ نَفَرٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَوُجُوهِهِمْ إِلَى مَكَّةَ فَأَلَّبُوا قُرَيْشًا وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَاهَدُوهُمْ وَجَامَعُوهُمْ عَلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 قِتَالِهِ وَوَعَدُوهُمْ لِذَلِكَ مَوْعِدًا، ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِمْ فَأَتَوْا غَطَفَانَ وَسُلَيْمًا فَفَارَقُوهُمْ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَتَجَهَّزَتْ قُرَيْشٌ وَجَمَعُوا أَحَابِيَشَهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ فَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَعَقَدُوا اللِّوَاءَ فِي دَارِ النَّدْوَةِ وَحَمَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَقَادُوا مَعَهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ فَرَسٍ وَكَانَ مَعَهُمْ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ بَعِيرٍ، وَخَرَجُوا يَقُودُهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَوَافَتْهُمْ بَنُو سُلَيْمٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَهُمْ سَبْعُمِائَةٍ يَقُودُهُمْ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ حَلِيفُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ أَبُو أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ الَّذِي كَانَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِصِفِّينَ، وَخَرَجَتْ مَعَهُمْ بَنُو أَسَدٍ يَقُودُهُمْ طَلْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيُّ، وَخَرَجَتْ فَزَارَةُ فَأَوْعَبَتْ، وَهُمْ أَلْفُ بَعِيرٍ يَقُودُهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَخَرَجَتْ أَشْجَعُ وَهُمْ أَرْبَعُمِائَةٍ يَقُودُهُمْ مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ، وَخَرَجَتْ بَنُو مُرَّةَ وَهُمْ أَرْبَعُمِائَةٍ يَقُودُهُمُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ، وَخَرَجَ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ بِبَنِي مُرَّةَ فَلَمْ يَشْهَدِ الْخَنْدَقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَكَذَلِكَ رَوَتْ بَنُو مُرَّةَ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُمْ قَدْ شَهِدُوا الْخَنْدَقَ مَعَ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ، وَهَجَاهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فَكَانَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ وَافُوا الْخَنْدَقَ مِمَّنْ ذُكِرَ مِنَ الْقَبَائِلِ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَهُمُ الْأَحْزَابُ وَكَانُوا ثَلَاثَةَ عَسَاكِرٍ وَعِنَاجُ الْأَمْرِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ؛ فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فُصُولُهُمْ مِنْ مَكَّةَ نَدَبَ النَّاسَ وَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَ عَدُوِّهِمْ وَشَاوَرَهُمْ فِي أَمْرِهِمْ فَأَشَارَ عَلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ بَالْخَنْدَقِ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ وَعَسْكَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَفْحِ سَلْعٍ وَجَعَلَ سَلْعًا خَلْفَ ظَهْرِهِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثَةُ آلَافٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ خَنْدَقَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَعْمَلُونَ مُسْتَعْجِلِينَ يُبَادِرُونَ قُدُومَ عَدُوِّهِمْ عَلَيْهِمْ، وَعَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُمْ بِيَدِهِ لِيُنَشِّطَ الْمُسْلِمِينَ، وَوَكَّلَ بِكُلِّ جَانِبٍ مِنْهُ قَوْمًا فَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَحْفِرُونَ مِنْ نَاحِيَةِ رَاتِجٍ إِلَى ذُبَابٍ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ مِنْ ذُبَابٍ إِلَى جَبَلِ بَنِي عُبَيْدٍ، وَكَانَ سَائِرُ الْمَدِينَةِ مُشَبَّكًا بِالْبُنْيَانِ فَهِيَ كَالْحِصْنِ، وَخَنْدَقَتْ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَلَيْهَا مِمَّا يَلِي رَاتِجٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 إِلَى خَلْفِهَا حَتَّى جَاءَ الْخَنْدَقُ مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، وَخَنْدَقَتْ بَنُو دِينَارٍ مِنْ عِنْدِ جُرْبَا إِلَى مَوْضِعِ دَارِ ابْنِ أُبَيٍّ الْجَنُوبُ الْيَوْمَ، وَفَرَغُوا مِنْ حَفْرِهِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ فِي الْآطَامِ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثَمَانِي لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَكَانَ يَحْمِلُ لِوَاءَهُ، لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَكَانَ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْأَنْصَارِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَدَسَّ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ يَسْأَلُهُمْ أَنْ يَنْقُضُوا الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَكُونُوا مَعَهُمْ عَلَيْهِ، فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ أَجَابُوا إِلَيْهِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» . قَالَ: وَنَجَمَ النِّفَاقُ وَفَشِلَ النَّاسُ وَعَظُمَ الْبَلَاءُ وَاشْتَدَّ الْخَوْفُ وَخِيفَ عَلَى الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} . وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ وِجَاهَ الْعَدُوِّ لَا يَزُولُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْتَقِبُونَ خَنْدَقَهُمْ وَيَحْرُسُونَهُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُ سَلَمَةَ بْنَ أَسْلَمَ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ، وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ يَحْرُسُونَ الْمَدِينَةَ وَيُظْهِرُونَ التَّكْبِيرَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَخَافُ عَلَى الذَّرَارِيِّ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَكَانَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عَلَى حَرَسِ قُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ يَحْرُسُونَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَنَاوَبُون بَيْنَهُمْ فَيَغْدُو أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فِي أَصْحَابِهِ يَوْمًا وَيَغْدوُ، َخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَوْمًا وَيَغْدو عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمًا وَيَغْدُو هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ يَوْمًا وَيَغْدُو ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ يَوْمًا، فَلَا يَزَالُونَ يُجِيلُونَ خَيْلَهُمْ وَيَتَفَرَّقُونَ مَرَّةً وَيَجْتَمِعُونَ أُخْرَى وَيُنَاوِشُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُقَدِّمُونَ رُمَاتَهُمْ فَيَرْمُونَ، فَرَمَى حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ، فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّار‍‍‍‍‍‍‍ِ» ، وَيُقَالُ الَّذِي رَمَاهُ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ؛ ثُمَّ أَجْمَعَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 رُؤَسَاؤُهُمْ أَنْ يَغْدُوا يَوْمًا فَغَدَوْا جَمِيعًا وَمَعَهُمْ رُؤَسَاءُ سَائِرِ الْأَحْزَابِ وَطَلَبُوا مَضِيقًا مِنَ الْخَنْدَقِ يُقْحِمُونَ مِنْهُ خَيْلَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ فَلَمْ يَجِدُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: إِنَّ هَذِهِ لَمَكِيدَةٌ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَصْنَعُهَا؛ فَقِيلَ لَهُمْ: إِنَّ مَعَهُ رَجُلًا فَارِسِيًّا أَشَارَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ. قَالُوا فَمِنْ هُنَاكَ إِذًا فَصَارُوا إِلَى مَكَانٍ ضَيِّقٍ أَغْفَلَهُ الْمُسْلِمُونَ فَعَبَرَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، فَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ يَدْعُو إِلَى الْبَرَازِ وَيَقُولُ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ بَحِحْتُ مِنَ النِّدَا ... ءِ لِجَمْعِهِمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنَا أُبَارِزُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفَهُ وَعَمَّمَهُ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ» ، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ وَدَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ وَثَارَتْ بَيْنَهُمَا غَبَرَةً وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ وَكَبَّرَ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ وَوَلَّى أَصْحَابُهُ هَارِبِينَ وَظَفَرَتْ بِهِمْ خُيُولُهُمْ. وَحَمَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ فَضَرَبَهُ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ ثُمَّ اتَّعَدُوا أَنْ يَغْدُوا مِنَ الْغَدِ فَبَاتُوا يُعَبِّئُونَ أَصْحَابَهُمْ وَفَرَّقُوا كَتَائِبَهُمْ وَنَحَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَتِيبَةً غَلِيظَةً فِيهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَاتَلُوهُمْ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ إِلَى هُوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ مَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَزُولُوا مِنْ مَوْضِعِهِمْ وَلَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَصْحَابُهُ ظُهْرًا وَلَا عَصْرًا وَلَا مَغْرِبًا وَلَا عِشَاءً حَتَّى كَشَفَهُمُ اللَّهُ فَرَجَعُوا مُتَفَرِّقِينَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَعَسْكَرِهِمْ وَانْصَرَفَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى قُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ عَلَى الْخَنْدَقِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَكَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَطْلُبُونَ غِرَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَاوَشُوهُمْ سَاعَةً وَمَعَ الْمُشْرِكِينَ وَحْشِيٌّ، فَزَرَقَ الطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ بِمِزْرَاقِهِ فَقَتَلَهُ، وَانْكَشَفُوا وَصَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُبَّتِهِ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ الظُّهْرَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَقَامَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةً إِقَامَةً وَصَلَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَا فَاتَهُمْ مِنَ الصَّلَوَاتِ، وَقَالَ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى يَعْنِي الْعَصْرَ، مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» . وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ قِتَالٌ جَمِيعًا حَتَّى انْصَرَفُوا إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَدَعُونَ يَبْعَثُونَ الطَّلَائِعَ بِاللَّيْلِ يَطْمَعُونَ فِي الْغَارَةِ. وَحُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى خَلَصَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمُ الْكَرْبُ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُصَالِحَ غَطَفَانَ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُمْ ثُلُثَ الثَّمَرَةِ وَيُخَذِّلُوا بَيْنَ النَّاسِ وَيَنْصَرِفُوا عَنْهُ فَأَبَتْ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ فَتَرَكَ مَا كَانَ أَرَادَ مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ قَدْ أَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ فَمَشَى بَيْنَ قُرَيْشٍ وَقُرَيْظَةَ وَغَطَفَانَ وَأَبْلَغَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ كَلَامًا وَهَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ كَلَامًا يُرِي كُلَّ حِزْبٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ يَنْصَحُ لَهُ فَقَبِلُوا قَوْلَهُ وَخَذَّلَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاسْتَوْحَشَ كُلُّ حِزْبٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَطَلَبَتْ قُرَيْظَةُ مِنْ قُرَيْشٍ الرَّهْنَ حَتَّى يَخْرُجُوا فَيُقَاتِلُوا مَعَهُمْ فَأَبَتْ ذَلِكَ قُرَيْشٌ وَاتَّهَمُوهُمْ وَاعْتَلَّتْ قُرَيْظَةُ عَلَيْهِمْ بِالسَّبْتِ وَقَالُوا لَا نُقَاتِلُ فِيهِ لِأَنَّ قَوْمًا مِنَّا عَدُوا فِي السَّبْتِ فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: أَلَا أُرَانِي أَسْتَعِينُ بِإِخْوَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، وَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَفَعَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ وَتَرَكَتْ لَا تُقِرُّ لَهُمْ بِنَاءً وَلَا قِدْرًا. وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ إِلَيْهِمْ لَيَأْتِيَهُ بِخَبَرِهِمْ وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ لَقَدْ هَلَكَ الْخُفُّ وَالْحَافِرُ وَأَجْدَبَ الْجَنَابُ وَأَخْلَفَتْنَا بَنُو قُرَيْظَةَ وَلَقَدْ لَقِينَا مِنَ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ فَارْتَحِلُوا فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ؛ وَقَامَ فَجَلَسَ عَلَى بَعِيرِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ، ثُمَّ ضَرَبَهُ فَوَثَبَ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا بَعْدَمَا قَامَ وَجَعَلَ النَّاسُ يَرْحَلُونَ وَأَبُو سُفْيَانَ قَائِمٌ حَتَّى خَفَّ الْعَسْكَرُ، فَأَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ سَاقَةً لِلْعَسْكَرِ وَرِدْءًا لَهُمْ مَخَافَةَ الطَّلَبِ فَرَجَعَ حُذَيْفَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 صلّى الله عليه وسلم وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَسَاكِرِ قَدِ انْقَشَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ فَأَذِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، لِلْمُسْلِمِينَ فِي الِانْصِرَافِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَخَرَجُوا مُبَادِرِينَ مَسْرُورِينَ بِذَلِكَ وَكَانَ فِيمَنْ قُتِلَ أَيْضًا فِي أَيَّامِ الْخَنْدَقِ أَنَسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الْأَشْهَلِيُّ وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَابِيءٍ قَتَلَهُ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ، وَكَعْبُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ بَنِي دِينَارٍ قَتَلَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقُتِلَ أَيْضًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ عُثْمَانُ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَحَاصَرَهُمُ الْمُشْرِكُونَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةَ سَنَةَ خَمْسٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» ، فَأَجَابُوهُ: [البحر الرجز] نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ، صلّى الله عليه وسلم، كَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ: [البحر الرجز] نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» . وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ عَلَيْهِ إِهَالَةٌ سَنِخَةٌ فَأَكَلُوا مِنْهَا، وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشَ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ [ص: 71] ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ وَيَقُولُ: «الَّلهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا، إِنَّ الْأُولَى لَقَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا» ، أَبَيْنَا، يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ كِنَانَةَ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَطَفَانَ، وَطُلَيْحَةُ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَأَبُو الْأَعْوَرِ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَقُرَيْظَةُ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهْدٌ فَنَقَضُوا ذَلِكَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26] فَأَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَعَهُ الرِّيحُ فَقَالَ حِينَ رَأَى جِبْرِيلَ: «أَلَا أَبْشِرُوا، ثَلَاثًا» ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ فَهَتَكَتِ الْقِبَابَ وَكَفَأَتِ الْقُدُورَ وَدَفَنَتِ الرِّحَالَ وَقَطَعَتِ الْأَوْتَادَ، فَانْطَلَقُوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] . فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ غَسَلَ جَانِبَ رَأْسِهِ الْأَيْمَنَ وَبَقِيَ الْأَيْسَرُ فَقَالَ لَهُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا أَرَاكَ تَغْسِلُ رَأْسَكَ فَوَاللَّهِ مَا نَزَلْنَا بَعْدُ، انْهَضْ؛ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَنْهَضُوا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدَةُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [ص: 72] ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُمْ لَمْ يُصَلُّوا يَوْمَ الْأَحْزَابِ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ أَوْ قَالَ: آبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ امْلَأْ بُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» أَوْ قَالَ «آبَتِ الشَّمْسُ» قَالَ: فَعَرَفْنَا أَنَّ صَلَاةَ الْوُسْطَى هِيَ الْعَصْرُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَا لَهُمْ مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى» وَهِيَ الْعَصْرُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي جُمُعَةَ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْأَحْزَابِ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «هَلْ عَلِمَ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنِّي صَلَّيْتُ الْعَصْرَ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، مَا صَلَّيْنَاهَا، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَغْرِبَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ حَفَرَ الْخَنْدَقَ وَخَافَ أَنْ يُبَيِّتَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ:: إِنْ بُيِّتُّمْ فَإِنَّ دَعْوَاكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْخَنْدَقِ: «وَإِنِّي لَا أَرَى الْقَوْمَ إِلَّا مُبَيِّتِيكُمُ اللَّيْلَةَ، كَانَ شِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «حَاصَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكُونَ فِي الْخَنْدَقِ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ حُصِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى خَلَصَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمُ الْكَرْبُ وَحَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ» . فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ: «أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ ثَمَرِ الْأَنْصَارِ أَتَرْجِعُ بِمَنْ مَعَكَ مِنْ غَطَفَانَ وَتُخَذِّلُ بَيْنَ الْأَحْزَابِ؟» فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ: إِنْ جَعَلْتَ لِيَ الشَّطْرَ فَعَلْتُ. فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَخْبَرَهُمَا بِذَلِكَ فَقَالَا: إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ بِشَيْءٍ فَامْضِ لِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ مَا أَسْتَأْمِرُ بِكُمَا، وَلَكِنْ هَذَا رَأْيٌ أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمَا» قَالَا: فَإِنَّا نَرَى أَنْ لَا نُعْطِيَهُمْ إِلَّا السَّيْفَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مَعْمَرٌ: عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ،: فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ وَكَانَ يَأْمَنُهُ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، فَخَذَّلَ بَيْنَ النَّاسِ فَانْطَلَقَ الْأَحْزَابُ مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ الْأَحْزَابِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَعَرَفْنَا الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَائِظٌ إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ مَنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْخَنْدَقِ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَوَقَفَ عِنْدَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَقَالَ: عَذِيرَكَ مِنْ مُحَارِبٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَزِعًا، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَسِيرَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ؛ فَإِنِّي عَامِدٌ إِلَيْهِمْ فَمُزَلْزِلٌ بِهِمْ حُصُونَهُمْ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَفَعَ إِلَيْهِ لِوَاءَهُ، وَبَعَثَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَلَّا تُصَلُّوا الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِمْ فِي الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ، وَالْخَيْلُ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ فَرَسًا، وَذَلِكَ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَحَاصَرَهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا أَشَدَّ الْحِصَارِ، وَرُمُوا بِالنَّبْلِ فَانْجَرَحُوا فَلَمْ يَطْلُعْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحِصَارُ أَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَرْسِلْ إِلَيْنَا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ، فَشَاوَرُوهُ فِي أَمْرِهِمْ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنَّهُ الذَّبْحُ ثُمَّ نَدِمَ فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: خُنْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَانْصَرَفَ فَارْتَبَطَ فِي الْمَسْجِدِ، وَلَمْ يَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ، ثُمَّ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَكُتِّفُوا وَنُحُّوا نَاحِيَةً، وَأُخْرِجَ النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ فَكَانُوا نَاحِيَةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ، وَجَمَعَ أَمْتِعَتَهُمْ وَمَا وُجِدَ فِي حُصُونِهِمْ مِنَ الْحَلْقَةِ وَالْأَثَاثِ وَالثِّيَابِ، فَوُجِدَ فِيهَا أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ سَيْفٍ، وَثَلَاثُمِائَةِ دِرْعٍ، وَأَلْفَا رُمْحٍ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ تُرْسٍ، وَحَجَفَةٌ وَخَمْرٌ وَجِرَارُ سَكَرٍ، فَأُهْرِيقَ ذَلِكَ كُلُّهُ وَلَمْ يُخَمَّسْ، وَوَجَدُوا جِمَالًا نَوَاضِحَ وَمَاشِيَةً كَثِيرَةً. وَكَلَّمَتِ الْأَوْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَهَبَهُمْ لَهُمْ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُمْ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ يُقْتَلَ كُلُّ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي، وَتُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَتُقْسَمُ الْأَمْوَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ» ، وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَأُدْخِلُوا الْمَدِينَةَ وَحَفَرَ لَهُمْ أُخْدُودًا فِي السُّوقِ وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ وَأُخْرِجُوا إِلَيْهِ رِسْلًا رِسْلًا فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ فَكَانُوا مَا بَيْنَ سِتِّمِائَةٍ إِلَى سَبْعِمِائَةٍ. وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَيْحَانَةَ بِنْتَ عَمْرٍو لِنَفْسِهِ وَأَمَرَ بِالْغَنَائِمِ فَجُمِعَتْ فَأَخْرَجَ الْخُمُسَ مِنَ الْمَتَاعِ وَالسَّبْيِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْبَاقِي فَبِيعَ فِي مَنْ يَزِيدُ وَقَسَّمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَتِ السُّهْمَانُ عَلَى ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَاثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ سَهْمًا لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمٌ وَصَارَ الْخُمُسُ إِلَى مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْتِقُ مِنْهُ، وَيَهَبُ مِنْهُ، وَيُخْدِمُ مِنْهُ مَنْ أَرَادَ، وَكَذَلِكَ صَنَعَ بِمَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الرِّثَّةِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ الْأَصَمِّ، قَالَ: " لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ الْأَحْزَابَ وَرَجَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِهِ فَأَخَذَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: «عَفَا اللَّهُ عَنْكَ، وَضَعَتَ السِّلَاحَ وَلَمْ تَضَعْهُ مَلَائِكَةُ اللَّهِ، ائْتِنَا عِنْدَ حِصْنِ بَنِي قُرَيْظَةَ؛ فَنَادَى [ص: 76] رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ أَنِ ائْتُوا حِصْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُمْ عِنْدَ الْحِصْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ الْأَحْزَابَ لَمَّا انْصَرَفُوا نَادَى فِيهِمْ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ» ؛ فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الصَّلَاةِ فَصَلُّوا وَقَالَ آخَرُونَ: لَا نُصَلِّي إِلَّا حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ فَاتَ الْوَقْتُ، قَالَ: فَمَا عَنَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاحِدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الْبَهِيِّ وَغَيْرِهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، لَمَّا أَتَى قُرَيْظَةَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَرِيٍّ وَالنَّاسُ يَمْشُونَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مَوْكِبِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي عَمِّيَ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى فَرَسٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، عَلَى ثَنَايَاهُ الْغُبَارُ، وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ، فَقَالَ: أَوَضَعْتَ السِّلَاحَ قَبْلَ أَنْ نَضَعَهُ؟ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَسِيرَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «حَاصَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ شُعْبَةَ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَطِيَّةُ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: «كُنْتُ فِيمَنْ [ص: 77] أُخِذَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَكَانُوا يَقْتُلُونَ مَنْ أَنَبَتَ وَيَتْرُكُونَ مَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْأَحْزَابُ بِمَا جَاؤُوا بِهِ مِنَ الْجُنُودِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بَعَثَ اللَّهُ الْجُنُودَ وَالرِّيحَ فَانْطَلَقُوا هَارِبِينَ وَبَقِيَ الْآخَرُونَ فِي حِصْنِهِمْ قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ السِّلَاحَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ صلّى الله عليه وسلم، إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَسَانِدٌ إِلَى لَبَانِ الْفَرَسِ قَالَ: يَقُولُ جِبْرِيلُ مَا وَضَعْنَا السِّلَاحَ بَعْدُ وَإِنَّ الْغُبَارَ لَعَاصِبٌ عَلَى حَاجِبِهِ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي أَصْحَابِي جَهْدًا فَلَوْ أَنْظَرْتَهُمْ أَيَّامًا قَالَ: يَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: انْهَدْ إِلَيْهِمْ، لَأُدْخِلَنَّ فَرَسِي هَذَا عَلَيْهِمْ فِي حُصُونِهِمْ ثُمَّ لَأُضَعْضِعَنَّهَا قَالَ: فَأَدْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى سَطَعَ الْغُبَارُ فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْلِسْ فَلْنُكْفِكَ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَنَالُونَ مِنْكَ قَالَ: «قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا» . قَالَ: وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ إِيَّايَ إِيَّايَ» قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ مَا عَهِدْنَاهُ فَحَّاشًا. قَالَ: وَقَدْ كَانَ رُمِيَ أَكْحَلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَرَقَأَ الْجَرْحُ وَأَجْلَبَ وَدَعَا اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَهُ حَتَّى يَشْفِيَ صَدْرَهُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَ: فَأَخَذَهُمْ مِنَ الْغَمِّ فِي حِصْنِهِمْ مَا أَخَذَهُمْ فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ. قَالَ: فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ. قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: وَتَكُونُ الدِّيَارُ لِلْمُهَاجِرِينَ دُونَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِخْوَتُنَا كُنَّا مَعَهُمْ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتَغْنُوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 عَنْكُمْ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمْ وَحُكْمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ مَرَّتْ عَلَيْهِ عَنْزٌ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَأَصَابَتِ الْجَرْحَ بِظِلْفِهَا، فَمَا رَقَأَ حَتَّى مَاتَ. وَبَعَثَ صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ فَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِ الْجُبَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ» يَعْنِي مِنْ هَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى الْقُرَطَاءِ ثُمَّ سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى الْقُرَطَاءِ، خَرَجَ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةٍ وَخَمْسِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، بَعَثَهُ فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا إِلَى الْقُرَطَاءِ وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ مِنْ كِلَابٍ وَكَانُوا يَنْزِلُونَ الْبَكَرَاتِ بِنَاحِيَةِ ضَرِيَّةَ، وَبَيْنَ ضَرِيَّةَ وَالْمَدِينَةِ سَبْعُ لَيَالٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ، فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ وَأَغَارَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ نَفَرًا مِنْهُمْ وَهَرَبَ سَائِرُهُمْ وَاسْتَاقَ نَعَمًا وَشَاءً وَلَمْ يُعَرَّضْ لِلطَّعْنِ، وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَخَمَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مَا جَاءَ بِهِ وَفَضَّ عَلَى أَصْحَابِهِ مَا بَقِيَ فَعَدَلُوا الْجَزُورَ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَكَانَتِ النَّعَمُ مِائَةً وَخَمْسِينَ بَعِيرًا وَالْغَنَمُ ثَلَاثَةَ آلَافِ شَاةٍ، وَغَابَ تِسْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَقَدِمَ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي لِحْيَانَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي لِحْيَانَ، وَكَانُوا بِنَاحِيَةِ عُسْفَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَصْحَابِهِ وَجْدًا شَدِيدًا، فَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الشَّأَمَ وَعَسْكَرَ لِغُرَّةِ هِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَمَعَهُمْ عِشْرُونَ فَرَسًا، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ أَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْنِ غُرَّانَ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ عُسْفَانَ خَمْسَةُ أَمْيَالٍ حَيْثُ كَانَ مُصَابُ أَصْحَابِهِ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ وَدَعَا لَهُمْ فَسَمِعَتْ بِهِمْ بَنُو لِحْيَانَ فَهَرَبُوا فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ فَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ، فَأَقَامَ يَوْمَاً أَوْ يَوْمَيْنِ فَبَعَثَ الْسَّرَايَا فِي كِلِّ نَاحِيَةٍ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَحَدٍ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ فَبَعَثَ أَبَا بَكْرٍ فِي عَشَرَةِ فَوَارِسَ لِتَسْمَعَ بِهِ قُرَيْشٌ فَيُذْعِرَهُمْ، فَأَتَوْا الْغَمِيمَ ثُمَّ رَجَعُوا وَلَمْ يَلْقَوْا أَحَدًا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: «آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» وَغَابَ عَنِ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي غَزْوَةِ بَنِي لِحْيَانَ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الشَّأَمْ لَيُصِيبَ مِنْهُمْ غِرَّةً، فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَسَلَكَ عَلَى غُرَابٍ ثُمَّ عَلَى مَخِيضٍ ثُمَّ عَلَى الْبَتْرَاءِ ثُمَّ صَفَّقَ ذَاتَ الْيَسَارِ، فَخَرَجَ عَلَى بَيْبَنَ ثُمَّ عَلَى صُخَيْرَاتِ الثُّمَامِ ثُمَّ اسْتَقَامَ بِهِ الطَّرِيقُ عَلَى السَّيَّالَةِ، فَأَغَذَّ السَّيْرَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَلَ عَلَى غُرَّانَ، هَكَذَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ، وَهِيَ مَنَازِلُ بَنِي لِحْيَانَ فَوَجَدَهُمْ قَدْ تَمَنَّعُوا فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ، فَلَمَّا أَخْطَأَهُ مِنْ عَدُوِّهِ مَا أَرَادَ قَالُوا: لَوْ أَنَا هَبَطْنَا عُسْفَانَ فَنُرِيَ أَهْلَ مَكَّةَ أَنَا قَدْ جِئْنَاهَا، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ عُسْفَانَ ثُمَّ بَعَثَ فَارِسَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى بَلَغَا كُرَاعَ الْغَمِيمِ ثُمَّ كَرَّا وَرَاحَ قَافِلًا؛ فَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَائِبُونَ آئِبُونَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، حَامِدُونَ لِرَبِّنَا عَابِدُونَ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 80] الله عليه وسلم بَعْثًا إِلَى بَنِي لِحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ وَقَالَ: «لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ أَوَّلَ مَا غَزَا عُسْفَانَ ثُمَّ رَجَعَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَابَةَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَابَةَ وَهِيَ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقَ الشَّامِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: كَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ عِشْرُونَ لِقْحَةً تَرْعَى بِالْغَابَةِ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ فِيهَا، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ فِي أَرْبَعِينَ فَارِسًا فَاسْتَاقُوهَا، وَقَتَلُوا ابْنَ أَبِي ذَرٍّ، وَجَاءَ الصَّرِيخُ فَنَادَى: الْفَزَعَ الْفَزَعَ، فَنُودِيَ: يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي وَكَانَ أَوَّلَ مَا نُودِيَ بِهَا وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ غَدَاةَ الْأَرْبِعَاءِ فِي الْحَدِيدِ مُقَنَّعًا فَوَقَفَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو وَعَلَيْهِ الدِّرْعُ وَالْمِغْفَرُ شَاهِرًا سَيْفَهُ، فَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً فِي رُمْحِهِ، وَقَالَ: «امْضِ حَتَّى تَلْحَقَكَ الْخُيُولُ، إِنَّا عَلَى أَثَرِكَ» . وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَخَلَّفَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ يَحْرُسُونَ الْمَدِينَةَ. قَالَ الْمِقْدَادُ: فَخَرَجْتُ فَأَدْرَكْتُ أُخْرَيَاتِ الْعَدُوِّ وَقَدْ قَتَلَ أَبُو قَتَادَةَ مَسْعَدَةَ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ وَقَتْلَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَثَارَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أَثَارٍ، وَقَتْلَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَبِيبَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 بْنَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَقِرْفَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ قَتَلَهُ مَسْعَدَةُ، وَأَدْرَكَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ الْقَوْمَ وَهُوَ عَلَى رِجْلَيْهِ فَجَعَلَ يُرَامِيهِمْ بِالنَّبْلِ، وَيَقُولُ: خُذْهَا [البحر الرجز] وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... الْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ حَتَّى انْتَهَى بِهِمْ إِلَى ذِي قَرَدٍ وَهِيَ نَاحِيَةُ خَيْبَرٍ مِمَّا يَلِي الْمُسْتَنَاخَ. قَالَ سَلَمَةُ: فَلَحِقَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ وَالْخُيُولَ عِشَاءً فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ فَلَوْ بَعَثْتَنِي فِي مِائَةِ رَجُلٍ اسْتَنْقَذْتُ مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ السَّرْحِ وَأَخَذْتُ بِأَعْنَاقِ الْقَوْمِ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَلَكَتَ فَأَسْجِحْ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُمُ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي غَطَفَانَ» ، وَذَهَبَ الصَّرِيخُ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَجَاءَتِ الْأَمْدَادُ فَلَمْ تَزَلِ الْخَيْلُ تَأْتِي وَالرِّجَالُ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَعَلَى الْإِبِلِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي قَرَدٍ فَاسْتَنْقَذُوا عَشْرَ لَقَائِحَ وَأَفْلَتَ الْقَوْمُ بِمَا بَقِيَ وَهِيَ عَشْرٌ، وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي قَرَدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَأَقَامَ بِهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً يَتَحَسَّسُ الْخَبَرَ، وَقَسَمَ فِي كُلِّ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ جَزُورًا يَنْحَرُونَهَا، وَكَانُوا خَمْسَمِائَةٍ، وَيُقَالُ سَبْعَمِائَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِأَحْمَالِ تَمْرٍ وَبِعَشْرِ جَزَائِرَ فَوَافَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي قَرَدٍ، وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَمَّرَ عَلَى هَذِهِ السَّرِيَّةِ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيَّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ نَسَبُوهَا إِلَى الْمِقْدَادِ، لِقَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: [البحر الكامل] غَدَاةَ فَوَارِسِ الْمِقْدَادِ فَعَاتَبَهُ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: اضْطَرَّنِي الرَّوِيُّ إِلَى الْمِقْدَادِ. وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَقَدْ غَابَ خَمْسَ لَيَالٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ غُلَامُ النَّبِيِّ صلّى الله [ص: 82] عليه وسلم بِظَهْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجْتُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أُنَدِّيَهُ مَعَ الْإِبِلِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِغَلَسٍ أَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَتَلَ رَاعِيَهَا، وَخَرَجَ يَطْرُدُهَا هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ، وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ أُغِيرَ عَلَى سَرْحِهِ. قَالَ: وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ فَجَعَلْتُ وَجْهِي مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ وَمَعِي سَيْفِي وَنَبْلِي، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ وَذَلِكَ حِينَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ جَلَسْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَمَيْتُ، فَلَا يُقْبِلُ عَلَيَّ فَارِسٌ إِلَّا عَقَرْتُ بِهِ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّجُلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَبِدَهُ فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَإِذَا كُنْتُ فِي الشَّجَرَةِ أَحْدَقْتُهُمْ بِالنَّبْلِ، وَإِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَرَمَيْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنَهُمْ أَتَّبِعُهُمْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا وَلَا يُلْقُونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً وَجَمَعْتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ مَدَدًا لَهُمْ وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ، ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَأَنَا فَوْقَهُمْ. قَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرَحَ مَا فَارَقْنَا بِسَحَرٍ حَتَّى الْآنَ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، فَقَالَ عُيَيْنَةَ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى أَنَّ وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ؛ فَقَامَ إِلَيَّ نَفَرٌ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ لَهُمْ: أَتَعْرِفُونَنِي؟ [ص: 83] قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي، وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتَنِي، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنَّ ذَا ظَنٌّ. قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ وَعَلَى أَثَرِهِ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَلَى أَثَرِ أَبِي قَتَادَةَ الْمِقْدَادُ، فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ وَأَنْزِلُ مِنَ الْجَبَلِ فَأَعْرَضُ لِلْأَخْرَمِ فَآخُذُ عِنَانَ فَرَسِهِ قُلْتُ: يَا أَخْرَمُ، انْذَرِ الْقَوْمَ يَعْنِي احْذَرْهُمْ، فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ. قَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، فَخَلَّيْتُ عَنَانَ فَرَسِهِ فَيَلْحَقَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، فَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ، فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ وَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ الْقَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا وَيَعْرِضُونَ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ ذُو قَرَدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْهُ فَأَبْصَرُونِي أَعْدُو وَرَاءَهُمْ فَعَطَفُوا عَنْهُ وَأَسْنَدُوا فِي الثَّنِيَّةِ ثَنِيَّةِ ذِي دُبُرٍ وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَلْحَقُ رَجُلًا فَأَرْمِيَهُ فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّي، أَأَكْوَعِيُّ بُكْرَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، فَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكْرَةً فَاتَّبَعْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَعَلِقَ فِيهِ سَهْمَانِ، وَيَخْلُفُونَ فَرَسَيْنِ، فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّأْتُهُمْ عَنْهُ ذُو قَرَدٍ، فَإِذَا نَبِيُّ اللَّهِ فِي خَمْسِمِائَةٍ، وَإِذَا بِلَالٌ قَدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ [ص: 84] كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنْ أَصْحَابِكَ مِائَةً فَآخُذُ عَلَى الْكُفَّارِ بِالْعَشْوَةِ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ؛ قَالَ: «أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ» قُلْتُ: نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُمُ الْآنَ يُقْرَوْنَ بِأَرْضِ بَنِي غَطَفَانَ» فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: مُرُّوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ، فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا، فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هُرَّابًا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا الْيَوْمَ سَلَمَةُ» ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ، ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيبًا مِنْ ضَحْوَةٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَا يُسْبَقُ جَعَلَ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ أَلَا رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُرْدِفِي فَقُلْتُ لَهُ: مَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي خَلِّنِي فَلْأُسَابِقِ الرَّجُلَ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ» ؛ فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ. فَطَفَرَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ يَعْنِي اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكُّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدَيَّ. قُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ إِلَى فَوْزِهِ أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوَهَا، قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: «إِنِّي إِنْ أَظُنُّ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْغَمْرِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْغَمْرِ غَمْرِ مَرْزُوقٍ وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ فَيَدٍ طَرِيقَ الْأَوَّلِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ [ص: 85] الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ إِلَى الْغَمْرِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَخَرَجَ سَرِيعًا يُغِذُّ السَّيْرَ وَنَذِرَ بِهِ الْقَوْمُ فَهَرَبُوا فَنَزَلُوا عَلْيَاءَ بِلَادِهِمْ وَوَجَدُوا دَارَهُمْ خُلُوفًا، فَبَعَثَ شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ طَلِيعَةً فَرَأَى أَثَرَ النَّعَمِ فَتَحَمَّلُوا فَأَصَابُوا رَبِيئَةً لَهُمْ، فَأَمَّنُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى نَعَمٍ لِبَنِي عَمٍّ لَهُ، فَأَغَارُوا عَلَيْهَا فَاسْتَاقُوا مِائَتَيْ بَعِيرٍ فَأَرْسَلُوا الرَّجُلَ وَحَدَرُوا النَّعَمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ إِلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ وَبَنِي عُوَالٍ مِنْ ثَعْلَبَةَ وَهُمْ بِذِي الْقَصَّةِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ مِيلًا طَرِيقَ الرَّبَذَةِ فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ فَوَرَدُوا عَلَيْهِمْ لَيْلًا فَأَحْدَقَ بِهِ الْقَوْمُ، وَهُمْ مِائَةُ رَجُلٍ فَتَرَامَوْا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ حَمَلَتِ الْأَعْرَابُ عَلَيْهِمْ بِالرِّمَاحِ، فَقَتَلُوهُمْ وَوَقَعَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ جَرِيحًا فَضُرِبَ كَعْبُهُ فَلَا يَتَحَرَّكُ وَجَرَّدُوهُمْ مِنَ الثِّيَابِ، وَمَرَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَحَمَلَهُ حَتَّى وَرَدَ بِهِ الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا وَوَجَدُوا نَعَمًا وَشَاءً فَسَاقَهُ وَرَجَعَ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 سَرِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ إِلَى ذِي الْقَصَّةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: أَجْدَبَتْ بِلَادُ بَنِي ثَعْلَبَةَ وَأَنْمَارٌ وَوَقَعَتْ سَحَابَةٌ بِالْمَرَاضِ إِلَى تَغْلَمَيْنِ وَالْمَرَاضُ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَسَارَتْ بَنُو مُحَارِبٍ وَثَعْلَبَةُ وَأَنْمَارٌ إِلَى تِلْكَ السَّحَابَةِ، وَأَجْمَعُوا أَنْ يُغِيرُوا عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَرْعَى بِهَيْفَا مَوْضِعٌ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ صَلُّوا الْمَغْرِبَ، فَمَشَوْا إِلَيْهِمْ حَتَّى وَافَوْا ذَا الْقَصَّةِ مَعَ عَمَايَةِ الصُّبْحِ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَأَعْجَزُوهُمْ هَرَبًا فِي الْجِبَالِ، وَأَصَابَ رَجُلًا وَاحِدًا فَأَسْلَمَ وَتَرَكَهُ، فَأَخَذَ نَعَمًا مِنْ نَعَمِهِمْ فَاسْتَاقَهُ وَرِثَّةً مِنْ مَتَاعِهِمْ وَقَدِمَ بِذَلِكَ الْمَدِينَةَ فَخَمَّسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَسَمَ مَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ بِالْجَمُومِ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ بِالْجَمُومِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَسَارَ حَتَّى وَرَدَ الْجَمُومَ نَاحِيَةَ بَطْنِ نَخْلٍ عَنْ يَسَارِهَا، وَبَطْنُ نَخْلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، فَأَصَابُوا عَلَيْهِ امْرَأَةً مِنْ مُزَيْنَةَ يُقَالُ لَهَا حَلِيمَةُ، فَدَلَّتْهُمْ عَلَى مَحَلَّةٍ مِنْ مَحَالِّ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَصَابُوا فِي تِلْكَ الْمَحِلَّةِ نَعَمًا وَشَاءً وَأَسْرَى، فَكَانَ فِيهِمْ زَوْجُ حَلِيمَةَ الْمُزَنِيَّةِ، فَلَمَّا قَفَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِمَا أَصَابَ وَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمُزَنِيَّةِ نَفْسَهَا وَزَوْجَهَا فَقَالَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ فِي ذَلِكَ شِعْرًا: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا أَخْنَى الْمَسُولَ وَلَا وَنَتْ ... حَلِيمَةُ حَتَّى رَاحَ رَكْبُهُمَا مَعَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْعِيصِ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْعِيصِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعُ لَيَالٍ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ ذِي الْمَرْوَةِ لَيْلَةٌ، فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّامِ فَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي سَبْعِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهَا، فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا وَأَخَذُوا يَوْمَئِذٍ فِضَّةً كَثِيرَةً لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَسَرُوا نَاسًا مِمَّنْ كَانَ فِي الْعِيرِ، مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ، وَقَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ فَاسْتَجَارَ أَبُو الْعَاصِ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَجَارَتْهُ وَنَادَتْ فِي النَّاسِ حِينَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفَجْرَ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا وَقَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ» وَرَدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذَ مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الطَّرَفِ ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الطَّرَفِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى الطَّرَفِ وَهُوَ مَاءٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَرَاضِ دُونَ النُّخَيْلِ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقَ الْبَقَرَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ، فَخَرَجَ إِلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَصَابَ نَعَمًا وَشَاءً وَهَرَبَتِ الْأَعْرَابُ وَصَبَّحَ زَيْدٌ بِالنَّعَمِ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ عِشْرُونَ بَعِيرًا وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَغَابَ أَرْبَعَ لَيَالٍ وَكَانَ شِعَارُهُمْ أَمِتْ أَمِتْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى حِسْمَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى حِسْمَى وَهِيَ وَرَاءَ وَادِي الْقُرَى فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: أَقْبَلَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ مِنْ عِنْدِ قَيْصَرَ وَقَدْ أَجَارَهُ وَكَسَاهُ، فَلَقِيَهُ الْهُنَيْدُ بْنُ عَارِضٍ وَابْنُهُ عَارِضُ بْنُ الْهُنَيْدِ فِي نَاسٍ مِنْ جُذَامٍ بِحِسْمَى، فَقَطَعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيقَ فَلَمْ يَتْرُكُوا عَلَيْهِ إِلَّا سَمَلَ ثَوْبٍ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ فَنَفَرُوا إِلَيْهِمْ فَاسْتَنْقَذُوا لِدِحْيَةَ مَتَاعَهُ، وَقَدِمَ دِحْيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي خَمْسِمِائَةِ رَجُلٍ وَرَدَّ مَعَهُ دِحْيَةَ، فَكَانَ زَيْدٌ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ وَمَعَهُ دَلِيلٌ لَهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَأَقْبَلَ بِهِمْ حَتَّى هَجَمْ بِهِمْ مَعَ الصُّبْحِ عَلَى الْقَوْمِ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَقَتَلُوا فِيهِمْ فَأَوْجَعُوا وَقَتَلُوا الْهُنَيْدَ وَابْنَهُ وَأَغَارُوا عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَنَعَمِهِمْ وَنِسَائِهِمْ فَأَخَذُوا مِنَ النَّعَمِ أَلْفَ بَعِيرٍ، وَمَنَ الشَّاءِ خَمْسَةَ آلَافِ شَاةٍ، وَمَنَ السَّبْيِ مِائَةً مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَرَحَلَ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الْجُذَامِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَفَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَهُ الَّذِي كَانَ كَتَبَ لَهُ وَلِقَوْمِهِ لَيَالِيَ قَدِمَ عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُحَرِّمْ عَلَيْنَا حَلَالًا وَلَا تُحِلُّ لَنَا حَرَامًا؛ فَقَالَ: «كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْقَتْلَى؟» قَالَ أَبُو يَزِيدَ بْنُ عَمْرٍو: أَطْلِقْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: صَدَقَ أَبُو يَزِيدَ فَبَعَثَ مَعَهُمْ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَأْمُرُهُ أَنْ يُخَلِّيَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ حُرُمِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، فَتَوَجَّهَ عَلِيُّ فَلَقِيَ رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ الْجُهَنِيُّ بَشِيرَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ الْقَوْمِ، فَرَدَّهَا عَلِيٌّ عَلَى الْقَوْمِ، وَلَقِيَ زَيْدًا بِالْفَحْلَتَيْنِ، وَهِيَ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي الْمَرْوَةِ، فَأَبْلَغَهُ أَمَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَدَّ إِلَى النَّاسِ كُلَّ مَا كَانَ أُخِذَ لَهُمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى فِي رَجَبَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدًا أَمِيرًا سَنَةَ سِتٍّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 سَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَأَقْعَدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «اغْزُ بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَاتِلْ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ لَا تَغُلَّ وَلَا تَغْدِرْ وَلَا تَقْتُلْ وَلِيدًا» ، وَبَعَثَهُ إِلَى كَلْبٍ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ وَقَالَ: «إِنِ اسْتَجَابُوا لَكَ فَتَزَوَّجِ ابْنَةَ مَلِكِهِمْ» ، فَسَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى قَدِمَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ الْأَصْبَغُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا وَكَانَ رَأْسَهُمْ، وَأَسْلَمَ مَعَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ قَوْمِهِ وَأَقَامَ مَنْ أَقَامَ عَلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ وَتَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ وَقَدِمَ بِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ بِفَدَكَ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ بِفَدَكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ لَهُمُ جَمْعًا يُرِيدُونَ أَنْ يُمِدُّوا يَهُودَ خَيْبَرَ فَبَعَثَ [ص: 90] إِلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي مِائَةِ رَجُلٍ فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْهَمَجِ وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ خَيْبَرَ وَفَدَكَ، وَبَيْنَ فَدَكَ وَالْمَدِينَةِ سِتُّ لَيَالٍ، فَوَجَدُوا بِهِ رَجُلًا فَسَأَلُوهُ عَنِ الْقَوْمِ فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ عَلَى أَنَّكُمْ تُؤَمِّنُونِي، فَأَمَّنُوهُ، فَدَلَّهُمْ فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ فَأَخَذُوا خَمْسَمِائَةِ بَعِيرٍ وَأَلْفَ شَاةٍ وَهَرَبَتْ بَنُو سَعْدٍ بِالظُّعُنِ وَرَأْسُهُمْ وَبَرُ بْنُ عُلَيْمٍ فَعَزَلَ عَلِيٌّ صَفِيَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَقُوحًا تُدْعَى الْحَفَذَةَ ثُمَّ عَزَلَ الْخُمُسَ وَقَسَّمَ سَائِرَ الْغَنَائِمِ عَلَى أَصْحَابِهِ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ بِوَادِي الْقُرَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ بِنَاحِيَةٍ بِوَادِي الْقُرَى عَلَى سَبْعِ لَيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ بَضَائِعُ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ دُونَ وَادِي الْقُرَى لَقِيَهُ نَاسٌ مِنْ فَزَارَةَ مِنْ بَنِي بَدْرٍ فَضَرَبُوهُ وَضَرَبُوا أَصْحَابَهُ وَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُمْ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ زَيْدٌ وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَكَمَنُوا النَّهَارَ وَسَارُوا اللَّيْلَ وَنَذِرَتْ بِهِمْ بَنُو بَدْرٍ ثُمَّ صَبَّحَهُمْ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ، فَكَبِّرُوا وَأَحَاطُوا بِالْحَاضِرِ وَأَخَذُوا أُمَّ قِرْفَةَ، وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَابْنَتَهَا جَارِيَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَكَانَ الَّذِي أَخَذَ الْجَارِيَةَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لِحَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ، وَعَمَدَ قَيْسُ بْنُ الْمُحَسَّرِ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ، وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَقَتَلَهَا قَتْلًا عَنِيفًا: رَبَطَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا حَبْلًا ثُمَّ رَبَطَهَا بَيْنَ بَعِيرَيْنِ ثُمَّ زَجَرَهُمَا فَذَهَبَا فَقَطَّعَاهَا، وَقَتْلَ النُّعْمَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ ابْنَيْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 مَسْعَدَةَ بْنِ حَكَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَدْرٍ. وَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ فَقَرَعَ بَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ إِلَيْهِ عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ حَتَّى اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَسَايَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا ظَفَّرَهُ اللَّهُ بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ إِلَى أَبِي رَافِعٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ إِلَى أَبِي رَافِعٍ سَلَّامِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ النَّضَرِيِّ بِخَيْبَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: كَانَ أَبُو رَافِعِ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ قَدْ أَجْلَبَ فِي غَطَفَانَ وَمَنْ حَوْلَهُ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَجَعَلَ لَهُمُ الْحَفْلَ الْعَظِيمَ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ وَأَبَا قَتَادَةَ وَالْأَسْوَدَ بْنَ خُزَاعِيِّ وَمَسْعُودَ بْنَ سِنَانٍ وَأَمَرَهُمْ بِقَتْلِهِ فَذَهَبُوا إِلَى خَيْبَرَ فَكَمَنُوا فَلَمَّا هَدَأَتِ الرِّجْلُ جَاءُوا إِلَى مَنْزِلِهِ فَصَعِدُوا دَرَجَةً لَهُ وَقَدَّمُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ لِأَنَّهُ كَانَ يَرْطُنُ بِالْيَهُودِيَّةِ، فَاسْتَفْتَحَ وَقَالَ: جِئْتُ أَبَا رَافِعٍ بِهَدِيَّةٍ، فَفَتَحَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتِ السِّلَاحَ أَرَادَتْ أَنْ تَصِيحَ فَأَشَارُوا إِلَيْهَا بِالسَّيْفِ، فَسَكَتَتْ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَمَا عَرَفُوهُ إِلَّا بِبَيَاضِهِ كَأَنَّهُ قُبْطِيَّةٌ فَعَلَوْهُ بِأَسْيَافِهِمْ قَالَ ابْنُ أُنَيْسٍ: وَكُنْتُ رَجُلًا أَعْشَى لَا أُبْصِرُ فَأَتَّكِئُ بِسَيْفِي عَلَى بَطْنِهِ حَتَّى سَمِعْتُ خَشَّهُ فِي الْفِرَاشِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ قَضَى، وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَضْرِبُونَهُ جَمِيعًا ثُمَّ نَزَلُوا وَصَاحَتِ امْرَأَتُهُ فَتَصَايَحَ أَهْلُ الدَّارِ وَاخْتَبَأَ الْقَوْمُ فِي بَعْضِ مَنَاهِرِ خَيْبَرَ وَخَرَجَ الْحَارِثُ أَبُو زَيْنَبَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ فِي آثَارِهِمْ يَطْلُبُونَهُمْ بِالنِّيرَانِ فَلَمْ يَرَوْهُمْ، فَرَجَعُوا وَمَكَثَ الْقَوْمُ يَوْمَيْنِ حَتَّى سَكَنَ الطَّلَبُ ثُمَّ خَرَجُوا مُقْبِلِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ يَدَّعِي قَتْلَهُ، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ» ، فَقَالُوا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ فَأَخَذَ أَسْيَافَهُمْ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَإِذَا أَثَرُ الطَّعَامِ فِي ذُبَابِ سَيْفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، فَقَالَ: «هَذَا قَتَلَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ إِلَى أُسَيْرِ بْنِ زَارِمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ إِلَى أُسَيْرِ بْنِ زَارِمٍ الْيَهُودِيِّ بِخَيْبَرَ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا قُتِلَ أَبُو رَافِعٍ سَلَّامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ أَمَّرَتْ يَهُودُ عَلَيْهِمْ أُسَيْرَ بْنَ زَارِمٍ فَسَارَ فِي غَطَفَانَ وَغَيْرِهِمْ يَجْمَعُهُمْ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِرًّا فَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهِ وَغِرَّتِهِ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ فَانْتَدَبَ لَهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا فَبَعَثَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَقَدِمُوا عَلَى أُسَيْرٍ فَقَالُوا: نَحْنُ آمِنُونَ حَتَّى نَعْرِضَ عَلَيْكَ مَا جِئْنَا لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلِيَ مِنْكُمْ مِثْلُ ذَلِكَ وَقَالُوا: نَعَمْ، فَقُلْنَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَنَا إِلَيْكَ لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ فَيَسْتَعْمِلَكَ عَلَى خَيْبَرَ وَيُحْسِنَ إِلَيْكَ؛ فَطَمِعَ فِي ذَلِكَ فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ رَدِيفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بَقَرْقَرَةِ ثِبَارٍ نَدِمَ أُسَيْرٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَكَانَ فِي السَّرِيَّةِ: وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِي فَفَطِنْتُ لَهُ وَدَفَعْتُ بَعِيرِي وَقُلْتُ: غَدْرًا أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ فَنَزَلْتُ فَسُقْتُ بِالْقَوْمِ حَتَّى انْفَرَدَ لِي أُسَيْرٌ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَأَنْدَرْتُ عَامَّةَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ وَسَقَطَ عَنْ بَعِيرِهِ وَبِيَدِهِ مِخْرَشٌ مِنْ شَوْحَطٍ فَضَرَبَنِي فَشَجَّنِي مَأْمُومَةً، وَمِلْنَا عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَتَلْنَاهُمْ كُلَّهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَعْجَزَنَا شَدًّا، وَلَمْ يُصَبْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 وسلم فَحَدَّثْنَاهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: «قَدْ نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 سَرِيَّةُ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ إِلَى الْعُرَنِيِّينَ ثُمَّ سَرِيَّةُ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ إِلَى الْعُرَنِيِّينَ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُرَيْنَةَ ثَمَانِيَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمُوا وَاسْتَوْبَئُوا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، إِلَى لِقَاحِهِ وَكَانَتْ تَرْعَى بِذِي الْجَدْرِ نَاحِيَةَ قُبَاءَ قَرِيبًا مِنْ عَيْرٍ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَكَانُوا فِيهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا فَغَدَوْا عَلَى اللِّقَاحِ فَاسْتَاقُوهَا فَيُدْرِكُهُمْ يَسَارٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ نَفَرٌ فَقَاتَلَهُمْ فَقَطَعُوا يَدَهُ وَرِجْلَهُ وَغَرَزُوا الشَّوْكَ فِي لِسَانِهِ وَعَيْنَيْهِ حَتَّى مَاتَ. وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرُ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمْ عِشْرِينَ فَارِسًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَحَاطُوا بِهِمْ وَأَسَرُوهُمْ وَرَبَطُوهُمْ وَأَرْدَفُوهَمْ عَلَى الْخَيْلِ حَتَّى قَدِمُوا بِهِمُ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْغَابَةِ فَخَرَجُوا بِهِمْ نَحْوَهُ، فَلَقَوْهُ بِالزَّغَابَةِ بِمُجْتَمَعِ السُّيُولِ وَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ فَصُلِبُوا هُنَاكَ وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} [المائدة: 33] الْآيَةُ، فَلَمْ يَسْمِلْ بَعْدَ ذَلِكَ عَيْنًا. وَكَانَتِ اللِّقَاحُ خَمْسَ عَشْرَةَ لِقْحَةً غِزَارًا فَرَدُّوهَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا لِقْحَةً تُدْعَى الْحِنَّاءَ فَسَأَلَ عَنْهَا فَقِيلَ نَحَرُوهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَسَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 : أَلَا أَحَدٌ يَغْتَالُ مُحَمَّدًا، فَإِنَّهُ يَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَقَالَ: قَدْ وَجَدْتَ أَجْمَعَ الرِّجَالِ قَلْبًا وَأَشَدَّهُ بَطْشًا وَأَسْرَعَهُ شَدًّا فَإِنْ أَنْتَ قَوَّيْتَنِي خَرَجْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أَغْتَالَهُ وَمَعِيَ خِنْجَرٌ مِثْلُ خَافِيَةِ النِّسْرِ فَأُسْوِرُهُ ثُمَّ آخُذُ فِي عِيرٍ وَأَسْبِقُ الْقَوْمَ عَدْوًا فَإِنِّي هَادٍ بِالطَّرِيقِ خَرِّيتٌ قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُنَا فَأَعْطَاهُ بَعِيرًا وَنَفَقَةً وَقَالَ: اطْوِ أَمْرَكَ، فَخَرَجَ لَيْلًا فَسَارَ عَلَى رَاحِلَتِهِ خَمْسًا وَصَبَّحَ ظَهْرَ الْحِرَّةِ صُبْحَ سَادِسَةٍ ثُمَّ أَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى دُلَّ عَلَيْهِ فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ هَذَا لَيُرِيدُ غَدْرًا» فَذَهَبَ لِيَجْنِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَذَبَهُ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِذَا بِالْخِنْجَرُ، فَسُقِطَ فِي يَدَيْهِ وَقَالَ: دَمِي دَمِي فَأَخَذَ أُسَيْدٌ بِلَبَّتِهِ فَدَعَتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اصْدُقْنِي مَا أَنْتَ؟» قَالَ: وَأَنَا آمِنٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَمَا جَعَلَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَخَلَّى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ وَسَلَمَةَ بْنَ أَسْلَمَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَقَالَ: «إِنْ أَصَبْتُمَا مِنْهُ غِرَّةً فَاقْتُلَاهُ» فَدَخَلَا مَكَّةَ وَمَضَى عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَيْلًا فَرَآهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَعَرَفَهُ، فَأَخْبَرَ قُرَيْشًا بِمَكَانِهِ فَخَافُوهُ وَطَلَبُوهُ وَكَانَ فَاتِكًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالُوا: لَمْ يَأْتِ عَمْرٌو لَخَيْرٍ؛ فَحَشَدَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَتَجَمَّعُوا وَهَرَبَ عَمْرٌو وَسَلَمَةُ فَلَقِيَ عَمْرٌو عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ فَقَتَلَهُ، وَقَتَلَ آخَرَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ سَمِعَهُ يَتَغَنَّى، وَيَقُولُ: [البحر الوافر] وَلَسْتُ بِمُسْلِمٍ مَا دُمْتُ حَيًّا ... وَلَسْتُ أَدِينُ دِينَ الْمُسْلِمِينَا وَلَقِيَ رَسُولَيْنِ لِقُرَيْشٍ بَعَثَتْهُمَا يَتَحَسَّبَانِ الْخَبَرَ فَقَتَلَ أَحَدَهُمَا وَأَسَرَ الْآخَرَ فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ عَمْرٌو يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَبَرَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَضْحَكُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةُ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ. خَرَجَ لِلْعُمْرَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِهِ. قَالُوا: اسْتَنْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ إِلَى الْعُمْرَةِ فَأَسْرَعُوا وَتَهَيَّأُوا وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْتَهُ فَاغْتَسَلَ وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ الْقَصْوَاءَ وَخَرَجَ، وَذَلِكَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ بِسِلَاحٍ إِلَّا السُّيُوفِ فِي الْقِرَبِ وَسَاقَ بُدْنًا، وَسَاقَ أَصْحَابَهُ أَيْضًا بُدْنًا فَصَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمَّ دَعَا بِالْبُدْنِ الَّتِي سَاقَ فَجُلِّلَتْ ثُمَّ أَشْعَرَهَا فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ وَقَلَّدَهَا وَأَشْعَرَ أَصْحَابَهُ أَيْضًا وَهُنَّ مُوَجَّهَاتٌ إِلَى الْقِبْلَةِ وَهِيَ سَبْعُونَ بَدَنَةً فِيهَا جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي غَنِمَهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَحْرَمَ وَلَبَّى، وَقَدَّمَ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ أَمَامَهُ طَلِيعَةً فِي عِشْرِينَ فَرَسًا مِنْ خَيْلِ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَخَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَلْفٌ وَسَتُّمِئَةٍ، وَيُقَالُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِئَةٍ، وَيُقَالُ أَلْفٌ وَخَمْسِمِائَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا، وَأَخْرَجَ مَعَهُ زَوْجَتَهُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَبَلَغَ الْمُشْرِكِينَ خُرُوجُهُ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى صَدِّهِ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَسْكَرُوا بَبَلْدَحَ وَقَدِّمُوا مِائَتَيْ فَارِسٍ إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ وَعَلَيْهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَيُقَالُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَدَخَلَ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْخُزَاعِيُّ مَكَّةَ فَسَمِعَ كَلَامَهُمْ وَعَرَفَ رَأْيَهُمْ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ وَرَاءَ عُسْفَانَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ. وَدَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فَتَقَدَّمَ فِي خَيْلِهِ فَأَقَامَ بِإِزَائِهِ وَصَفَّ أَصْحَابَهُ وَحَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «تَيَامَنُوا فِي هَذَا الْعَصَلِ فَإِنَّ عُيُونَ قُرَيْشٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَبِضَجْنَانَ» ؛ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 فَسَارَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهِيَ طَرَفُ الْحَرَمِ عَلَى تِسْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَوَقَعَتْ يَدَا رَاحِلَتِهِ عَلَى ثَنِيَّةٍ تَهْبُطُهُ عَلَى غَائِطِ الْقَوْمِ فَبَرَكَتْ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: حَلْ حَلْ يَزْجُرُونَهَا، فَأَبَتْ أَنْ تَنْبَعِثَ، فَقَالُوا: خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مَا خَلَأَتْ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ، أَمَا وَاللَّهِ لَا يَسْأَلُونِي الْيَوْمَ خُطَّةً فِيهَا تَعْظِيمُ حُرْمَةِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا» ، ثُمَّ زَجَرَهَا فَقَامَتْ فَوَلَّى رَاجِعًا عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ حَتَّى نَزَلَ بِالنَّاسِ عَلَى ثَمَدٍ مِنْ أَثْمَادِ الْحُدَيْبِيَةِ ظَنُونٍ قَلِيلِ الْمَاءِ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُرِزَ فِيهَا فَجَاشَتْ لَهُمْ بِالرِّوَاءِ حَتَّى اغْتَرَفُوا بِآنِيَتِهِمْ جُلُوسًا عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ وَمُطِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ مِرَارًا وَكَرَّتِ الْمِيَاهُ. وَجَاءَهُ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ وَرَكْبٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَقَالَ بُدَيْلٌ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمِكَ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَعَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَدِ اسْتَنْفَرُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، مَعَهُمُ الْعُوذُ وَالْمَطَافِيلُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يُقْسِمُونَ بِاللَّهِ لَا يُخَلُّوَنَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَيْتِ حَتَّى تَبِيدَ خَضْرَاؤُهُمْ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ أَحَدٍ إِنَّمَا جِئْنَا لِنَطُوفَ بِهَذَا الْبَيْتِ فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ» فَرَجَعَ بُدَيْلٌ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ قُرَيْشًا فَبَعَثُوا عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِنَحْو مِمَّا كَلَّمَ بِهِ بُدَيْلًا فَانْصَرَفَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالُوا: نَرُدَّهُ عَنِ الْبَيْتِ فِي عَامِنَا هَذَا وَيَرْجِعُ مِنْ قَابِلٍ فَيَدْخُلَ مَكَّةَ وَيَطُوفَ بِالْبَيْتِ. ثُمَّ جَاءَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ فَكَلَّمَهُ بِنَحْو مِمَّا كَلَّمَ بِهِ صَاحِبَيْهِ فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبِرْهُمْ، فَبَعَثُوا الْحُلَيْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِيشِ وَكَانَ يَتَأَلَّهُ فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ عَلَيْهِ الْقَلَائِدُ قَدْ أَكَلَ أَوْبَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ رَجَعَ وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لِمَا رَأَى فَقَالَ: لِقُرَيْشٍ: وَاللَّهِ لَتَخْلُنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا جَاءَ لَهُ أَوْ لَأَنْفِرَنَّ بِالْأَحَابِيشِ قَالُوا: فَاكْفُفُ عَنَّا حَتَّى نَأْخُذَ لِأَنْفُسِنَا مَا نَرْضَى بِهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى قُرَيْشٍ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيَّ لِيُخْبِرَهُمْ مَا جَاءَ لَهُ، فَعَقَرُوا بِهِ وَأَرَادُوا قَتْلَهُ فَمَنَعَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 مَنْ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِهِ فَأَرْسَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَإِنَّمَا جِئْنَا زُوَّارًا لِهَذَا الْبَيْتِ مُعَظِّمِينَ لِحُرْمَتِهِ، مَعَنَا الْهَدْي نَنْحَرَهُ وَنَنْصَرِفُ، فَأَتَاهُمْ فَأَخْبِرْهُمْ، فَقَالُوا: لَا كَانَ هَذَا أَبَدًا وَلَا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا الْعَامَ وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ، فَذَلِكَ حَيْثُ دَعَا الْمُسْلِمِينَ إِلَى بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَبَايَعَهُمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَبَايَعَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَضَرَبَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: «إِنَّهُ ذَهَبَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ» . وَجَعَلْتِ الرُّسُلُ تَخْتَلِفُ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ قُرَيْشٍ فَأَجْمِعُوا عَلَى الصُّلْحِ وَالْمُوَادَعَةِ، فَبَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فِي عِدَّةٍ مِنْ رِجَالِهِمْ فَصَالَحَهُ عَلَى ذَلِكَ وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَاصْطَلَحَا عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشَرَ سِنِينَ يَأْمَنُ فِيهَا النَّاسُ وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ عَلَى أَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ وَأَنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً، وَأَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَهْدِ مُحَمَّدٍ وَعَقْدِهِ فَعَلَ وَأَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَعَقْدِهَا فَعَلَ، وَأَنَّهُ مَنْ أَتَى مُحَمَّدًا مِنْهُمْ بِغَيْرِ إِذَنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ مَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَرُدُّوهْ وَأَنَّ مُحَمَّدًا يَرْجِعُ عَنَّا عَامَهُ هَذَا بِأَصْحَابِهِ وَيَدْخُلُ عَلَيْنَا قَابِلًا فِي أَصْحَابِهِ فَيُقِيمُ بِهَا ثَلَاثًا لَا يَدْخُلُ عَلَيْنَا بِسِلَاحٍ إِلَّا سِلَاحِ الْمُسَافِرِ، السُّيُوفُ فِي الْقُرُبِ. وَشَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَمُكْرِزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ. وَكَتَبَ عَلِيٌّ صَدْرَ هَذَا الْكِتَابِ فَكَانَ هَذَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ نُسْخَتُهُ عِنْدَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَخَرَجَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْسُفُ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا أَوَّلُ مَنْ أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «يَا أَبَا جَنْدَلٍ قَدْ تَمَّ الصُّلْحُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ فَاصْبِرْ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا» ، وَوَثَبَتْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 خُزَاعَةُ فَقَالُوا: نَحْنُ نَدْخُلُ فِي عَهْدِ مُحَمَّدٍ وَعَقْدِهِ، وَوَثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ فَقَالُوا: نَحْنُ نَدْخُلُ مَعَ قُرَيْشٍ فِي عَهْدِهَا وَعَقْدِهَا؛ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْكِتَابِ انْطَلَقَ سُهَيْلٌ وَأَصْحَابُهُ وَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَدْيَهُ وَحُلِقَ، حَلَقَهُ خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيُّ، وَنَحَرَ أَصْحَابُهُ وَحَلَقَ عَامَّتُهُمْ وَقَصَّرَ الْآخَرُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» قَالَهَا ثَلَاثًا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالْمُقَصِّرِينَ؟، قَالَ: «وَالْمُقَصِّرِينَ» وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَيُقَالُ عِشْرِينَ يَوْمًا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانُوا بِضَجْنَانَ نَزَلَ عَلَيْهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] . فَقَالَ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يُهَنِّئُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَنَّأَهُ الْمُسْلِمُونَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: «كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، قَالَ: «كُنَّا يَوْمَئِذٍ أَلْفًا وَثَلَاثَمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ يَوْمَئِذٍ ثُمُنَ الْمُهَاجِرِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، وَذَكَرَ عَطَشًا أَصَابَهُمْ قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا الْعُيُونُ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ [ص: 99] صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً مَا تُرْوِيهَا، قَالَ: فَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى جَبَاهَا، فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَزَقَ، قَالَ: فَجَاشَتْ، قَالَ: فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الْمَسْجِدُ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ حَيْثُ بَايَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: " أَنَّهُ كَانَ فِي مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ: «فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا» . قَالَ سَعِيدٌ: إِنْ كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَتَذَاكَرُوا الشَّجَرَةَ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، «أَنَّهُ كَانَ ذَلِكَ الْعَامَ مَعَهُمْ، وَأَنَّهُ قَدْ شَهِدَهَا، فَنَسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَصَّاصِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ يُبَايِعُ النَّاسَ وَأَبِي رَافِعٌ أَغْصَانَهَا عَنْ رَأْسِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ وَكَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ وَأَنَا أَرْفَعُ بِيَدِي غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ عَنْ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَبَايَعَهُمْ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا، وَلَمْ يُبَايِعْهُمْ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْنَا لِمَعْقِلٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةِ رَجُلٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِيَدِهِ عَنْ رَأْسَهِ فَبَايَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا، قَالَ: قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الرِّضْوَانِ فَيُصَلُّونَ عِنْدَهَا قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَوْعَدَهُمْ فِيهَا وَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: هَذَا وَهْلٌ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ قُتِلَ فِي حِصَارِ بَنِي قُرَيْظَةَ قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالَّذِي بَايَعَهُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سِنَانُ بْنُ سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَمْ كَانُوا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: " كُنَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً فَبَايَعْنَاهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهِيَ سَمُرَةٌ، وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ غَيْرَ جَدِّ بْنِ قَيْسٍ اخْتَبَأَ تَحْتَ إِبِطِ بَعِيرِهِ وَسَأَلْتُهُ كَيْفَ بَايَعُوهُ قَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَسَأَلْتُهُ: هَلْ بَايَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ صَلَّى بِهَا وَلَمْ يُبَايِعْ عِنْدَ الشَّجَرَةِ إِلَّا الشَّجَرَةِ الَّتِي بِالْحُدَيْبِيَةِ وَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بِئْرِ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَنَّهُمْ نَحَرُوا سَبْعِينَ بَدَنَةً بَيْنَ كُلِّ سَبْعَةٍ مِنْهُمْ بَدَنَةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 قَالَ جَابِرٌ: وَأَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّهَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه [ص: 101] وسلم يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» ، قَالَتْ حَفْصَةُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَانْتَهَرَهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ» : {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: صَالِحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: عَلَى أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُرَدُّ إِلَيْهِمْ وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهْ إِلَيْهِمْ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلُهَا مِنْ قَابِلٍ فَيُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَا يَدْخُلُهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ، فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ فِي قَيْدِهِ فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " لَمَّا كَتَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْكِتَابَ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ: اكْتُبُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالُوا: أَمَّا اللَّهُ فَنَعْرِفُهُ وَأَمَّا الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فَلَا نَعْرِفُهُ؛ قَالَ: فَكَتَبُوا «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» ، قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَسْفَلِ الْكِتَابِ: «وَلَنَا عَلَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِي لَكُمْ عَلَيْنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:: قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَقَدْ صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلَ مَكَّةَ عَلَى صُلْحٍ وَأَعْطَاهُمْ شَيْئًا لَوْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهَ أَمَّرَ عَلَيَّ أَمِيرًا فَصَنَعَ الَّذِي صَنَعَ نَبِيُّ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ لَهُ وَلَا أَطَعْتُ، وَكَانَ الَّذِي جَعَلَ لَهُمْ أَنَّ مَنْ لَحِقَ مِنَ الْكُفَّارِ بِالْمُسْلِمِينَ يَرُدُّوهُ وَمَنْ لَحِقَ بِالْكُفَّارِ لَمْ يَرُدُّوهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ [ص: 102] بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «اشْتَرَطَ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلَّا يَدْخُلَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَكَّةَ بِسِلَاحٍ إِلَّا سِلَاحًا فِي قِرَابٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " اشْتَرَطَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلَّا يَدْخُلَهَا بِسِلَاحٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِلَّا «جُلُبَّانُ السِّلَاحِ» ؛ قَالَ: وَهُوَ الْقِرَابُ وَمَا فِيهِ السَّيْفُ وَالْقَوْسُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ سَفَرُ الْحُدَيْبِيَةِ صَدَّ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ عَنِ الْبَيْتِ، فَقَاضُوا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ قَضِيَّةً أَنَّ لَهُمُ أَنْ يَعْتَمِرُوا الْعَامَ الْمُقْبِلَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي صَدُّوهُمْ فِيهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ شَهْرًا حَرَامًا يَعْتَمِرُونَ فِيهِ مَكَانَ شَهْرِهِمُ الَّذِي صُدُّوا فِيهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهْدٌ، أَنْ لَا يَلِجَ عَلَيْنَا بِسِلَاحٍ، وَلَا يُقِيمَ بِمَكَّةَ إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ خَرَجَ مِنَّا إِلَيْكُمْ رَدَدْتُمُوهُ عَلَيْنَا، وَمَنْ أَتَانَا مِنْكُمْ رَدَدْنَاهُ إِلَيْكُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «نَحَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم سَبْعِينَ بَدَنَةً عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ» ، وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: وَكُنَّا يَوْمَئِذٍ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَمَنْ لَمْ يُضَحِّ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِمَّنْ ضَحَّى " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ [ص: 103] سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزْوَةَ الْحُدَيْبِيَةِ فَنَحَرْنَا مِائَةَ بَدَنَةٍ وَنَحْنُ بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَمَعَهُمْ عُدَّةُ السِّلَاحِ وَالرِّجَالِ وَالْخَيْلِ، وَكَانَ فِي بُدْنِهِ جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ، فَنَزَلَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَصَالَحَتْهُ قُرَيْشٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الْهَدْيَ مَحَلُّهُ حَيْثُ حَبَسْنَاهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «نَحَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، عَنْ سَبْعَةٍ سَبْعَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَحَرْنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِيَشْتَرِكْ مِنْكُمُ النَّفْرُ الْهَدْيَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّهُمْ نَحَرُوا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، عَنْ كُلِّ سَبْعَةٍ بَدَنَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَرَجَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فَرَأَى رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ قَصَّرُوا فَقَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُحَلِّقِينَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: ذَلِكَ ثَلَاثًا وَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ عِنْدَ الرَّابِعَةِ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى أَصْحَابَهُ حَلَّقُوا رُؤُوسَهُمْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ غَيْرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَأَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» فَقَالَ رَجُلٌ " وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ» قَالَ: وَأَنَا مَحْلُوقٌ يَوْمَئِذٍ، فَمَا سَرَّنِي حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خِطْرٌ عَظِيمٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: «لَمَّا صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ وَحَلَقُوا بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحَرُوا، بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا عَاصِفًا فَاحْتَمَلَتْ أَشْعَارَهُمْ فَأَلْقَتْهَا فِي الْحَرَمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] قَالَ: نَزَلَتْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] إِنَّا قَضَيْنَا لَكَ قَضَاءً مُبِينًا، فَنَحَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ وَحَلَقَ رَأْسَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حِينَ رَجَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «الْهِجْرَةُ مَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ إِلَى الْفَتْحِ، وَالْحُدَيْبِيَةُ هِيَ الْفَتْحُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا عَنْهَا إِذَا النَّاسُ يُوجِفُونَ الْأَبَاعِرَ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا لِلنَّاسِ؟ قَالُوا: أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجْنَا نُوجِفُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى وَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفًا عِنْدَ كُرَاعِ الْغَمِيمِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ بَعْضُ مَا يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ قَرَأَ عَلَيْهِمْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: «إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْحٌ» ، قَالَ: ثُمَّ قُسِّمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمَسَمِائَةٍ، فِيهِمْ ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ وَكَانَ لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ: «أَمَّا نَحْنُ، فَنُسَمِّي الَّذِي يُسَمَّوْنَ فَتْحَ مَكَّةَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ بَأَعْوَامٍ فَمَا عَرَفَ أَحَدٌ مِنْهُمُ الشَّجَرَةَ وَاخْتَلَفُوا فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَابَنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ مَطَرٌ لَمْ يَبُلَّ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، خَيْبَرَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ وَهِيَ عَلَى ثَمَانِيَةِ بُرُدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالُوا: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ بِالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوَةِ خَيْبَرَ وَيُجَلِّبُ مَنْ حَوْلَهُ يَغْزُونَ مَعَهُ فَقَالَ: «لَا يَخْرُجَنَّ مَعَنَا إِلَّا رَاغِبٌ فِي الْجِهَادِ» ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْيَهُودِ فَخَرَجَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ، وَأَخْرَجَ مَعَهُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَتَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ لَمْ يَتَحَرَّكُوا تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَلَمْ يَصِحْ لَهُمْ دِيكٌ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَصْبَحُوا وَأَفْئِدَتُهُمْ تَخْفِقُ، وَفَتَحُوا حُصُونَهِمْ، وَغَدَوْا إِلَى أَعْمَالِهِمْ مَعَهُمُ الْمَسَاحِي وَالْكَرَازِينَ وَالْمَكَاتِلَ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، يَعْنُونَ بِالْخَمِيسِ الْجَيْشَ، فَوَلَّوْا هَارِبِينَ إِلَى حُصُونِهِمْ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» ، وَوَعَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ، وَفَرَّقَ فَيَهُمُ الرَّايَاتِ، وَلَمْ يَكُنْ الرَّايَاتُ إِلَّا يَوْمَ خَيْبَرَ إِنَّمَا كَانَتِ الْأَلْوِيَةُ، فَكَانَتْ رَايَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم السَّوْدَاءُ مِنْ بُرْدٍ لِعَائِشَةَ تُدْعَى الْعُقَابُ، وَلِوَاؤهُ أَبْيَضُ، وَدَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَايَةٌ إِلَى الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَرَايَةٌ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ شِعَارُهُمْ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ، فَقَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ، قَاتَلُوهُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقَتَلُوا مِنْ أَصْحَابِهِ عِدَّةً، وَقَتَلَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً كَثِيرَةً وَفَتَحَهَا حِصْنًا حِصْنًا وَهِيَ حُصُونٌ ذَوَاتُ عَدَدٍ مِنْهَا، النَّطَاةُ، وَمِنْهَا حِصْنُ الصَّعْبِ بْنِ مُعَاذٍ، وَحِصْنُ نَاعِمٍ، وَحِصْنُ قَلْعَةِ الزُّبَيْرِ، وَالشَّقُّ، وَبِهِ حُصُونٌ مِنْهَا، حِصْنُ أُبَيٍّ، وَحِصْنُ النَّزَارِ، وَحُصُونُ الْكَتِيبَةِ مِنْهَا: الْقَمُوصُ وَالْوَطِيحُ وَسَلَالِمُ، وَهُوَ حِصْنُ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ، وَأَخَذَ كَنْزَ آلِ أَبِي الْحُقَيْقِ الَّذِي كَانَ فِي مُسْكِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 الْجَمَلِ وَكَانُوا قَدْ غَيَّبُوهُ فِي خَرِبَةٍ فَدَلَّ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَيْهِ، فَاسْتَخْرَجَهُ وَقُتِلَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَتِسْعِينَ رَجُلًا مِنْ يَهُودَ مِنْهُمُ الْحَارِثُ أَبُو زَيْنَبَ وَمَرْحَبٌ وَأُسَيْرٌ وَيَاسَرٌ وَعَامِرٌ وَكِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ وَأَخُوهُ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا هَؤُلَاءِ وَسَمَّيْنَاهُمْ لِشَرَفِهِمْ، وَاسْتُشْهِدَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ وَثَقْفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُمَيْطٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ مَسْرُوحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ وَهْبٍ حَلِيفٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَمَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَبُو ضَيَّاحِ بْنُ النُّعْمَانِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَعَدِيُّ بْنُ مُرَّةَ بْنِ سُرَاقَةَ وَأَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ وَأُنَيْفُ بْنُ وَائِلٍ وَمَسْعُودُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسٍ وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنُ مَعْرُورٍ مَاتَ مِنَ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ، وَفُضَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ أَصَابَ نَفْسَهُ فَدُفِنَ هُوَ وَمَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي غَارٍ وَاحِدٍ بِالرَّجِيعِ بِخَيْبَرَ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ مُلَيْلٍ، وَيَسَارٌ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ، وَرَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَجَمِيعُهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَفِي هَذِهِ الْغَزَاةِ سَمَّتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ امْرَأَةُ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَهْدَتْ لَهُ شَاةً مَسْمُومَةً فَأَكَلَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فَمَاتَ مِنْهَا فَيُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَتَلَهَا، وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْغَنَائِمِ فَجُمِعَتْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا فَرْوَةَ بْنَ عَمْرٍو الْبَيَاضِيَّ ثُمَّ أَمَرَ بِذَلِكَ فَجُزِّئَ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ وَكُتِبَ فِي سَهْمٍ مِنْهَا لِلَّهِ وَسَائِرِ السُّهْمَانِ أَغْفَالٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا خَرَجَ سَهْمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَتَخَيَّرْ فِي الْأَخْمَاسِ فَأَمَرَ بِبَيْعِ الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ فِي مَنْ يَزِيدُ فَبَاعَهَا فَرْوَةُ وَقَسَمَ ذَلِكَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ. وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ إِحْصَاءَ النَّاسِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَحْصَاهُمْ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ وَالْخَيْلُ مِائَتَيْ فَرَسٍ، وَكَانَتِ السُّهْمَانُ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا لِكُلِّ مِائَةِ رَأْسٍ وَلِلْخَيْلِ أَرْبَعُمِائَةِ سَهْمٍ، وَكَانَ الْخُمُسُ الَّذِي صَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْطَى مِنْهُ عَلَى مَا أَرَاهُ اللَّهُ مِنَ السِّلَاحِ وَالْكِسْوَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 ، وَأَعْطَى مِنْهُ أَهْلَ بَيْتِهِ وَرِجَالًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنِسَاءً وَالْيَتِيمَ وَالسَّائِلَ وَأَطْعَمَ مِنَ الْكَتِيبَةِ نِسَاءَهُ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَغَيْرَهُمْ، وَقَدِمَ الدَّوْسِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَقَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَلَحِقُوهُ بِهَا، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فِيهِمْ أَنْ يُشْرِكُوهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ فَفَعَلُوا، وَقَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَهْلُ السَّفِينَتَيْنِ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أُسَرُّ، بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَوْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ؟» وَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ مِمَّنْ سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَقَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ السُّلَمِيُّ عَلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أَسَرَتْهُ يَهُودٌ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ وَقُتِلُوا وَهُمْ قَادِمُونَ بِهِمْ عَلَيْكُمْ، وَاقْتَضَى الْحَجَّاجُ دَيْنَهُ وَخَرَجَ سَرِيعًا فَلَقِيَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَقِّهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُمَ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ، فَفَعَلَ الْعَبَّاسُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْحَجَّاجُ أَعْلَنَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ وَأَظْهَرَ السُّرُورَ وَأَعْتَقَ غُلَامًا يُقَالُ لَهُ أَبُو زَبِيبَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ وَأَفْطَرَ آخَرُونَ، فَلَمْ يَعِبْ عَلَى الصَّائِمِ صَوْمَهُ وَلَا عَلَى الْمُفْطِرِ فِطْرَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى خَيْبَرَ لَيْلًا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْغَدَاةَ رَكِبَ وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فَخَرَجَ وَخَرَجَ أَهْلُ خَيْبَرَ حِينَ أَصْبَحُوا بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ كَمَا كَانُوا فِي أَرَضِيهِمْ فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْجَيْشُ، ثُمَّ رَجَعُوا هِرَابَا إِلَى [ص: 109] مَدِينَتِهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمَيَّ لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: " لَمَّا صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ وَقَدْ أَخَذُوا مَسَاحِيَهُمْ وَغَدَوْا إِلَى حُرُوثِهِمْ وَأَرَضِيَهُمْ فَلَمَّا رَأَوْا نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ الْجَيْشُ نَكَصُوا مُدْبِرِينَ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَضْرَةِ خَيْبَرَ فَزِعَ أَهْلُ خَيْبَرَ وَقَالُوا: جَاءَ مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ يَثْرِبَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَأَى فَزَعَهُمْ " إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَدَمِي تَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ وَقَدْ أَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ وَخَرَجُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُورِهِمْ وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَ: فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، قَالَ: فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «أَتَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَهْلَ خَيْبَرَ عِنْدَ الْفَجْرِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى قَصْرِهِمْ وَغَلَبَهُمْ عَلَى الْأَرْضِ وَالنَّخْلِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَحْقُنَ دِمَاءَهُمْ وَلَهُمْ مَا حَمَلَتْ رِكَابُهُمْ وَلِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الصَّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ وَالْحَلْقَةُ، وَهُوَ السِّلَاحُ، وَيُخْرِجُهُمْ، وَشَرَطُوا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَكْتُمُوهُ شَيْئًا فَإِنْ فَعَلُوا فَلَا ذِمَّةَ لَهُمْ وَلَا عَهْدَ، فَلَمَّا وَجَدَ الْمَالَ الَّذِي غَيَّبُوهُ فِي مَسْكِ الْجَمَلِ سَبَى نِسَاءَهُمْ وَغَلَبَ عَلَى الْأَرْضِ وَالنَّخْلِ وَدَفَعَهَا إِلَيْهِمْ عَلَى الشَّطْرِ، فَكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ يَخْرُصُهَا عَلَيْهِمْ وَيُضَمِّنَهُمُ الشَّطْرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: «كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ مِائَتَا فَرَسٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيَفْتَحُ عَلَيْهِ» قَالَ: قَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ فَتَطَاوَلْتُ لَهَا وَاسْتَشْرَفْتُ رَجَاءَ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَيَّ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَعَا عَلِيًّا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: «قَاتِلْ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يُفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ» فَسَارَ قَرِيبًا ثُمَّ نَادَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ أُقَاتِلُ قَالَ: «حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: " بَارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبَ الْيَهُودِيَّ فَقَالَ مَرْحَبٌ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ [ص: 111] فَقَالَ عَمِّي عَامِرٌ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ شَاكُ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ: فَلَقِيتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ قَالَ سَلَمَةُ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَالَ: «وَمَنْ قَالَ ذَاكَ؟» قُلْتُ: أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَاكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» إِنَّهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفِيهِمُ النَّبِيُّ يَسُوقُ الرِّكَابَ وَهُوَ يَقُولُ: تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَمَا تَصَدَّقْنَا وَمَا صَلَّيْنَا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا؟» قَالُوا: عَامِرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ» قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ لِإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ مَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، فَتَقَدَّمَ فَاسْتُشْهِدَ. قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ [ص: 112] : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِي مَرْحَبُ شَاكُ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيٌّ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ: أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ أَكِيلُهُمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ الْمَنْدَرَهْ فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي الْكُوفَةِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا ظَهْرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى خَيْبَرَ صَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ لَيْسَ لَهُمْ بَيْضَاءُ وَلَا صَفْرَاءُ، فَأُتِيَ بِكِنَانَةِ وَالرَّبِيعِ، وَكَانَ كِنَانَةُ زَوْجَ صَفِيَّةَ، وَالرَّبِيعُ أَخُوهُ وَابْنُ عَمِّهِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيْنَ آنِيَتُكُمَا الَّتِي كُنْتُمَا تُعِيرَانِهَا أَهْلَ مَكَّةَ؟» قَالَا: هَرَبْنَا فَلَمْ تَزَلْ تَضَعُنَا أَرْضٌ وَتَرْفَعُنَا أُخْرَى، فَذَهَبْنَا فَأَنْفَقْنَا كُلَّ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُمَا: «إِنَّكُمَا إِنْ كَتَمْتُمَانِي شَيْئًا فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ اسْتَحْلَلْتُ بِهِ دِمَاءَكُمَا، وَذَرَارِيَّكُمَا» ، فَقَالَا: نَعَمْ، فَدَعَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى قَرَاحِ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ ائْتِ النَّخْلَ فَانْظُرْ نَخْلَةً عَنْ يَمِينِكَ أَوْ عَنْ يَسَارِكَ فَانْظُرْ نَخْلَةً مَرْفُوعَةً فَأْتِنِي بِمَا فِيهَا» . قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُ بِالْآنِيَةِ وَالْأَمْوَالِ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمَا وَسَبَى أَهْلَيْهِمَا وَأَرْسَلَ رَجُلًا فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ فَمَرَّ بِهَا عَلَى مَصْرَعِهِمَا، فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ فَعَلْتَ؟» فَقَالَ: أَحْبَبْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَغِيظَهَا. قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَى بِلَالٍ وَإِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ [ص: 113] يَوْمُ خَيْبَرَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، فَأَخَذُوا الْحُمُرَ الْإِنْسِيَّةَ فَذَبَحُوهَا وَمَلَؤُوا مِنْهَا الْقُدُورَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَفَأْنَا الْقُدُورَ وَهِيَ تَغْلِي، فَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُمُرَ الْإِنْسِيَّةَ، وَلُحُومَ الْبِغَالِ، وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَكُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَحَرَّمَ الْمُجَثَّمَةَ وَالْخُلْسَةَ وَالنُّهْبَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى آتٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتُ الْحُمُرَ، ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَنِيَتِ الْحُمُرُ فَأَمَرَ أَبَا طَلْحَةَ فَنَادَى: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ» ، فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " أَصَبْنَا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ قَالَ: فَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَنِ اكْفِئُوا الْقُدُورَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَلِيطٍ، وَكَانَ، بَدْرِيًّا، قَالَ: «أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَإِنَّا جِيَاعٌ فَكَفَأْنَاهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ قَسَّمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، وَجَعَلَ نِصْفَهَا لِنَوَائِبِهِ وَمَا يَنْزِلُ بِهِ، وَعَزَلَ النِّصْفَ الْآخَرَ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَسَهْمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه [ص: 114] وسلم فِيمَا قُسِّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الشِّقُّ وَنَطَاةُ وَمَا حَيِّزَ مَعَهُمَا، وَكَانَ فِيمَا وَقَفَ الْوَطِيحَةُ وَالْكُتَيْبَةُ وَسَلَالِمُ وَمَا حَيِّزَ مَعَهُنَّ، فَلَمَّا صَارَتِ الْأَمْوَالُ فِي يَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنَ الْعُمَّالِ مَا يَكْفُونَ عَمَلَ الْأَرْضِ فَدَفَعَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَهُودِ يَعْمَلُونَهَا عَلَى نِصْفِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكَثُرَ فِي يَدَيِ الْمُسْلِمِينَ الْعُمَّالُ وَقَوُوا عَلَى عَمَلِ الْأَرْضِ، فَأَجْلَى عُمَرُ الْيَهُودَ إِلَى الشَّامِ وَقَسَمَ الْأَمْوَالَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَوْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «لَمَّا افْتَتَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ أَخَذَهَا عَنْوَةً فَقَسَمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا، فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَقَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَشَهِدَهَا مِائَةُ فَرَسٍ وَجَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْهَمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمَانِ لِفَرَسِهِ وَسَهْمٌ لَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي عُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ سَيِّدِي يَوْمَ خَيْبَرَ، فَشَهِدْتُ فَتْحَهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَقْسِمَ لِيَ مَعَهُمْ فَأَعْطَانِي مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَلَمْ يَقْسِمْ لِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ لِسَهْلَةَ بِنْتَ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَلِابْنَةٍ لَهَا وُلِدَتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [ص: 115] إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ فُلَانٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَوْ قَالَ: عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ مَوْلَى تُجِيبَ عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: شَهِدْتُ فَتْحَ جَرْبَةَ مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْبَلَوِيِّ، قَالَ: فَخَطَبَنَا فَقَالَ: شَهِدْتُ فَتْحَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَسْقِ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقْضِ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ السَّبْيِ حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَبِعْ مَغْنَمًا حَتَّى يُقْسَمَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَرْكَبْ دَابَّةً مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَعْجَفَهَا رَدَّهَا فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ يَلْبَسَ ثَوْبًا حَتَّى إِذَا أَخْلَقَهُ رَدَّهُ فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَالَ الْحَكَمُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فِي قَوْلِهِ: " {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18] قَالَ: خَيْبَرُ. {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} [الفتح: 21] قَالَ: فَارِسُ وَالرُّومُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اجْمَعُوا مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ» ، فَجَمَعُوا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ» قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَذَبْتُمْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ» قَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ» قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 116] صلّى الله عليه وسلم: «اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا» ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ» قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَالَ لَهُمْ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا اسْتَرَحْنَا مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضْرُرْكَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَيْبَرَ قَالَ الْقَوْمُ: " الْآنَ نَعْلَمُ، أَسُرِّيَّةٌ صَفِيَّةُ أَمِ امْرَأَةٌ، فَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةٌ فَإِنَّهُ سَيَحْجِبُهَا وَإِلَّا فَهِيَ سُرِّيَّةٌ، فَلَمَّا خَرَجَ أَمَرَ بِسِتْرٍ فَسُتِرَ دُونَهَا فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّهَا امْرَأَةٌ، فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَرْكَبَ أَدْنَى فَخِذَهُ مِنْهَا لِتَرْكَبَ عَلَيْهَا فَأَبَتْ، وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ حَمْلَهَا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ نَزَلَ فَدَخَلَ الْفُسْطَاطَ وَدَخَلَتْ مَعَهُ وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ فَبَاتَ عِنْدَ الْفُسْطَاطِ مَعَهُ السَّيْفُ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى الْفُسْطَاطِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمِعَ الْحَرَكَةَ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا» ؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَقَدْ صَنَعَتْ بِزَوْجِهَا مَا صَنَعَتْ فَلَمْ آمَنْهَا، قُلْتُ: إِنْ تَحَرَّكَتْ كُنْتُ قَرِيبًا مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا أَيُّوبَ، مَرَّتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " وَقَعَتْ صَفِيَّةُ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ وَكَانَتْ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ وَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُّصَنِّعُهَا وَتُهَيِّئُهَا، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ قَالَ: فَفُحِصَتِ الْأَرْضُ أَفَاحِيصَ وَجِيءَ بِالْأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيهَا ثُمَّ جِيءَ بِالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ وَالتَّمْرِ فَشَبِعَ النَّاسُ، قَالَ: وَقَالَ النَّاسُ: مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا [ص: 117] أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ؟ قَالَ: فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجَزِ الْبَعِيرِ قَالَ: فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ فِي ذَلِكَ السَّبْيِ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَصَارَتْ إِلَى دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَعْتَقَهَا ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا» قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ قُلْتَ لِأَنَسٍ مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا، قَالَ: فَحَرَّكَ ثَابِتٌ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ صَدَّقَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 سَرِيَّةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ الْلَّهُ إِلَى تُرْبَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى تُرْبَةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى عَجُزِ هَوَازِنَ بِتُرْبَةَ، وَهِيَ بِنَاحِيَةِ الْعَبْلَاءِ عَلَى أَرْبَعِ لَيَالٍ مِنْ مَكَّةَ طَرِيقَ صَنْعَاءَ وَنَجْرَانَ، فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ دَلِيلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، فَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، فَأَتَى الْخَبَرُ هَوَازِنَ فَهَرَبُوا، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَحَالَّهُمْ فَلَمْ يَلْقَ مِنْهُمْ أَحَدًا فَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 سَرِيَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ إِلَى بَنِي كِلَابٍ بِنَجْدٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى بَنِي كِلَابٍ بِنَجْدٍ نَاحِيَةَ ضَرِيَّةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَسَبَى نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ شِعَارُنَا: أَمِتْ أَمِتْ، قَالَ: فَقَتَلْتُ بِيَدَيَّ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ إِلَى فَزَارَةَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا مَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ عَرَّسَ أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى إِذَا مَا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، فَوَرَدْنَا الْمَاءَ فَقَتَلَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ قَتَلَ وَنَحْنُ مَعَهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَرَأَيْتُ عُنُقًا مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذَّرَارِيُّ فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ فَأَدْرَكْتُهُمْ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا رَأَوُا السَّهْمَ قَامُوا فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ فِيهِمْ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ، مَعَهَا ابْنَتُهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ثُمَّ بَاتَتْ عِنْدِي فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ» ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، فَسَكَتَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ، لِلَّهِ أَبُوكَ» قَالَ: فَقُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَفَدَى بِهَا أَسْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى فَدَكَ ثُمَّ سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى فَدَكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 119] بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي مُرَّةَ بِفَدَكَ فَخَرَجَ يَلْقَى رِعَاءَ الشَّاءِ فَسَأَلَ عَنِ النَّاسِ فَقِيلَ فِي بَوَادِيهِمْ فَاسْتَاقَ النَّعَمَ وَالشَّاءَ وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ الصَّرِيخُ فَأَخْبَرَهُمْ فَأَدْرَكَهُ الدَّهْمُ مِنْهُمْ عِنْدَ اللَّيْلِ فَأَتَوْا يُرَامُونَهُمْ بِالنَّبْلِ حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلُ أَصْحَابِ بَشِيرٍ وَأَصْبَحُوا، فَحَمَلَ الْمُرِّيُّونَ عَلَيْهِمْ فَأَصَابُوا أَصْحَابَ بَشِيرٍ وَقَاتَلَ بَشِيرٌ حَتَّى ارْتُثَّ وَضُرِبَ كَعْبُهُ فَقِيلَ قَدْ مَاتَ، وَرَجَعُوا بِنَعَمِهِمْ وَشَائِهِمْ وَقَدِمَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ بِخَبَرِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ مِنْ بَعْدِهِ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى الْمَيْفَعَةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى الْمَيْفَعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى بَنِي عُوَالٍ وَبَنِي عَبْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُمْ بِالْمَيْفَعَةِ وَهِيَ وَرَاءَ بَطْنِ نَخْلٍ إِلَى النُّقْرَةِ قَلِيلًا بِنَاحِيَةِ نَجْدٍ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ، بَعَثَهُ فِي مِائَةٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا وَدَلِيلُهُمْ يَسَارٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَهَجَمُوا عَلَيْهِمْ جَمِيعًا وَوَقَعُوا وَسَطَ مَحَالِّهِمْ، فَقَتَلُوا مِنْ أَشْرَفَ لَهُمْ وَاسْتَاقُوا نَعَمًا وَشَاءً فَحَدَرُوهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَأْسِرُوا أَحَدًا، وَفِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ قَتَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ الرَّجُلَ الَّذِي قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا شَقَقْتَ قَلْبَهُ فَتَعْلَمَ صَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ؟» فَقَالَ أُسَامَةُ: لَا أُقَاتِلُ أَحَدًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى يَمْنٍ وَجَبَارٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى يَمْنٍ وَجَبَارٍ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ بِالْجَنَابِ قَدْ وَاعَدَهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ لِيَكُونَ مَعَهُمْ لِيَزْحَفُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ فَسَارُوا اللَّيْلَ وَكَمَنُوا النَّهَارَ حَتَّى أَتَوْا إِلَى يَمْنٍ وَجَبَارٍ وَهِيَ نَحْوَ الْجَنَابِ، وَالْجَنَابُ يُعَارَضُ سَلَاحَ وَخَيْبَرَ وَوَادِيَ الْقُرَى فَنَزَلُوا بِسَلَاحٍ ثُمَّ دَنَوْا مِنَ الْقَوْمِ فَأَصَابُوا لَهُمْ نَعَمًا كَثِيرًا وَتَفَرَّقَ الرِّعَاءُ فَحَذَّرُوا الْجَمْعَ فَتَفَرَّقُوا وَلَحِقُوا بِعَلْيَاءَ بِلَادِهِمْ، وَخَرَجَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى أَتَى مَحَالَّهُمْ فَيَجِدْهَا وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ فَرَجَعَ بِالنَّعَمِ وَأَصَابَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ فَأَسَرَهُمَا وَقَدِمَ بِهِمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَا فَأَرْسَلَهُمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 عُمْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَضِيَّةَ ثُمَّ عُمْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَضِيَّةَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ هِلَالُ ذِي الْقَعْدَةِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَعْتَمِرُوا قَضَاءً لِعُمْرَتِهِمُ الَّتِي صَدَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ عَنْهَا بِالْحُدَيْبِيَةِ وَأَنْ لَا يَتَخَلَّفَ أَحَدٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ فَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا رِجَالٌ اسْتُشْهِدُوا مِنْهُمْ بِخَيْبَرَ وَرِجَالٌ مَاتُوا. وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَمَّارًا فَكَانُوا فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ أَلْفَيْنِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ وَسَاقَ رَسُولُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، سِتِّينَ بَدَنَةً وَجَعَلَ عَلَى هَدْيِهِ نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدَبٍ الْأَسْلَمِيَّ، وَحَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السِّلَاحَ الْبِيضَ وَالدُّرُوعَ وَالرِّمَاحَ وَقَادَ مِائَةَ فَرَسٍ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ قَدَّمَ الْخَيْلَ أَمَامَهُ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَقَدَّمَ السِّلَاحَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ وَأَحْرَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ وَلَبَّى وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ يُلَبُّونَ، وَمَضَى مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي الْخَيْلِ إِلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ فَوَجَدَ بِهَا نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَبِّحُ هَذَا الْمَنْزِلَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ فَأَتَوْا قُرَيْشًا فَأَخْبَرُوهُمْ فَفَزِعُوا وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَقَدَّمَ السِّلَاحَ إِلَى بَطْنِ يَأْجَجَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَى أَنْصَابِ الْحَرَمِ، وَخَلَّفَ عَلَيْهِ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ فِي مِائَةِ رَجُلٍ وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ وَخَلُّوا مَكَّةَ فَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْهَدْيَ أَمَامَهُ فَحُبِسَ بِذِي طُوًى، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ وَالْمُسْلِمُونَ مُتَوَشِّحُونَ السُّيُوفَ مُحْدِقُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُلَبُّونَ فَدَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي تُطْلِعُهُ عَلَى الْحَجُونِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ مُضْطَبِعًا بِثَوْبِهِ وَطَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَالْمُسْلِمُونَ يَطُوفُونَ مَعَهُ قَدِ اضْطَبَعُوا بِثِيَابِهِمْ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ ... خَلُّوا فَكُلُّ الْخَيْرِ مَعْ رَسُولِهْ نَحْنُ ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهْ ... كَمَا ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ ... وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهْ يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهْ فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ إِيهًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 : «يَا عُمَرُ إِنِّي أَسْمَعُ» فَأَسْكَتَ عُمَرَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِيهًا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ» قَالَ: «قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ نَصْرَ عَبْدَهُ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» ، قَالَ: فَقَالَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَهَا النَّاسُ كَمَا قَالَ ثُمَّ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمَّا كَانَ الطَّوَافُ السَّابِعُ عِنْدَ فَرَاغِهِ وَقَدْ وَقَفَ الْهَدْي عِنْدَ الْمَرْوَةِ قَالَ: «هَذَا الْمَنْحَرُ وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ» ؛ فَنَحَرَ عِنْدَ الْمَرْوَةِ وَحَلَقَ هُنَاكَ وَكَذَلِكَ فَعَلَ الْمُسْلِمُونَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْهُمْ أَنَّ يَذْهَبُوا إِلَى أَصْحَابِهِمْ بِبَطْنِ يَأْجَجَ فَيُقِيمُوا عَلَى السِّلَاحِ وَيَأْتِي الْآخَرُونَ فَيَقْضُوا نُسُكَهُمْ فَفَعَلُوا ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ فَلَمْ يَزَلْ فِيهَا إِلَى الظُّهْرِ ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثًا وَتَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةَ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ ظُهْرٍ مِنَ الْيَوْمِ الرَّابِعِ أَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَالَا: قَدِ انْقَضَى أَجَلُكَ فَاخْرُجْ عَنَّا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَنْزِلْ بَيْتًا بَلْ ضُرِبَتْ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ بِالْأَبْطَحِ، فَكَانَ هُنَاكَ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا وَأَمَرَ أَبَا رَافِعٍ فَنَادَى بِالرَّحِيلِ وَقَالَ: «لَا يُمْسِيَنَّ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» وَأَخْرَجَ عُمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ مَكَّةَ وَأُمَّ عُمَارَةَ سَلْمَى بِنْتَ عُمَيْسٍ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيُّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَيُّهُمْ تَكُونُ عِنْدَهُ فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ خَالَتَهَا عِنْدَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَ سَرِفَ وَتَتَامَّ النَّاسُ إِلَيْهِ. وَأَقَامَ أَبُو رَافِعٍ بِمَكَّةَ حَتَّى أَمْسَى فَحَمَلَ إِلَيْهِ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَبَنَى عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَرِفَ ثُمَّ أَدْلَجَ فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ [ص: 123] عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ قَدِمُوا مَكَّةَ يَعْنِي فِي الْقَضِيَّةِ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ: إِنَّهُ يَقْدُمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، قَالَ: وَقَعَدُوا مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَهُمْ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ. قَالَ ابْنَ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمُ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا إِبْقَاءٌ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا رَمَلُوا قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 سَرِيَّةُ ابْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيِّ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ الْسُلَمِيِّ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، وَتَقَدَّمَهُ عَيْنٌ لَهُمْ كَانَ مَعَهُ فَحَذَّرَهُمْ فَجَمَعُوا فَأَتَاهُمُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَهُمْ مُعِدُّونَ لَهُ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَى مَا دَعَوْتَنَا فَتَرَامَوْا بِالنَّبْلِ سَاعَةً، وَجَعَلْتِ الْأَمْدَادُ تَأْتِي حَتَّى أَحْدَقُوا بِهِمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَقَاتَلَ الْقَوْمُ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى قُتِلَ عَامَّتُهُمْ وَأُصِيبَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ جَرِيحًا مَعَ الْقَتْلَى ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ ثُمَّ سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي كَلْبِ بْنِ عَوْفٍ فِي سَرِيَّةٍ، فَكَتَبَ فِيهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ وَهُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِقُدَيْدٍ لَقِينَا الْحَارِثَ بْنَ الْبَرْصَاءِ اللَّيْثِيَّ فَأَخَذْنَاهُ فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قُلْنَا إِنْ تَكُنْ مُسْلِمًا لَمْ يَضْرُرْكَ رِبَاطُنَا يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَإِنْ تَكُنْ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ نَسْتَوْثِقُ مِنْكَ. قَالَ: فَشَدَدْنَاهُ وِثَاقًا وَخَلَّفْنَا عَلَيْهِ رُوَيْجِلًا مِنَّا أَسْوَدَ فَقُلْنَا: إِنْ نَازَعَكَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْكَدِيدَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَكَمَنَّا فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي وَبَعَثَنِي أَصْحَابِي رَبِيئَةً لَهُمْ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ تَلًّا مُشْرِفًا عَلَى الْحَاضِرِ يُطْلِعُنِي عَلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا أَسْنَدْتُ عَلَيْهِمْ فِيهِ عَلَوْتُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ اضْطَجَعْتُ عَلَيْهِ قَالَ: فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ خِبَاءٍ لَهُ فَقَالَ: لِامْرَأَتِهِ إِنِّي أَرَى عَلَى هَذَا الْجَبَلِ سَوَادًا مَا رَأَيْتُهُ أَوَّلَ مِنْ يَوْمِي هَذَا، فَانْظُرِي إِلَى أَوْعِيَتِكِ لَا تَكُونُ الْكِلَابُ جَرَّتْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَنَظَرَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَفْقِدُ مِنْ أَوْعِيَتِي شَيْئًا. قَالَ: فَنَاوِلِينِي قَوْسِي وَنَبْلِي، فَنَاوَلَتْهُ قَوْسَهُ وَسَهْمَيْنِ مَعَهَا، فَأَرْسَلَ سَهْمًا فَوَاللَّهِ مَا أَخْطَأَ بَيْنَ عَيْنَيَّ، قَالَ: فَانْتَزَعَتُهُ وَثَبَتُّ مَكَانِي، ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِي مَنْكِبِي، فَانْتَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ وَثَبَتُّ مَكَانِي، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ رَبِيئَةً لَقَدْ تَحَرَّكَتْ بَعْدُ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَالَطَهَا سَهْمَايَ لَا أَبَا لَكِ، فَإِذَا أَصْبَحْتِ فَانْظُرِيهِمَا، لَا تَمْضُغُهُمَا [ص: 125] الْكِلَابُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ وَرَاحَتِ الْمَاشِيَةُ مِنْ إِبِلِهِمْ وَأَغْنَامِهِمْ فَلَمَّا احْتَلَبُوا وَعَطَنُوا وَاطْمَأَنُوا، فَنَامُوا شَنَنَّا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ وَاسْتَقْنَا النَّعَمَ قَالَ: فَخَرَجَ صَرِيخُ الْقَوْمِ فِي قَوْمِهِمْ فَجَاءَ مَا لَا قَبْلَ لَنَا بِهِ فَخَرَجْنَا بِهَا نَحْدِرُهَا حَتَّى مَرَرْنَا بِابْنِ الْبَرْصَاءِ فَاحْتَمَلْنَاهُ وَاحْتَمَلْنَا صَاحِبَنَا فَأَدْرَكَنَا الْقَوْمُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْنَا مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ إِلَّا الْوَادِي وَنَحْنُ مُوَجَّهُونَ فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي إِذْ جَاءَ اللَّهُ بِالْوَادِي مِنْ حَيْثُ شَاءَ يَمْلَأُ جَنَبَتَيْهِ مَاءٌ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا يَوْمَئِذٍ سَحَابًا وَلَا مَطَرًا فَجَاءَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَجُوزَهُ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ وقُوفًا يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَسْنَدْنَاهَا فِي الْمَسِيلِ، هَكَذَا قَالَ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْنَدْنَاهَا فِي الْمُشَلَّلِ نَحْدِرُهَا وَفُتْنَاهُمْ فَوْتًا لَا يَقْدِرُونَ فِيهِ عَلَى طَلَبِنَا، قَالَ: فَمَا أَنْسَى قَوْلَ رَاجِزٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَقُولُ: أَبَى أَبُو الْقَاسِمِ أَنْ تَعَزَّ بِي فِي خَضِلٍ نَبَاتُهُ مُغْلَوْلِبِ صُفْرٌ أَعَالِيهِ كَلَوْنِ الْمُذْهِبِ وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي رِوَايَتِهِ: وَذَاكَ قَوْلُ صَادِقٍ لَمْ يَكْذِبِ قَالَ: فَكَانُوا بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا " قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَرْفَ رَجُلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ أَنَّهُ " كَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ: أَمِتْ أَمِتْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ أَيْضًا إِلَى مُصَابِ أَصْحَابِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ بِفَدَكَ ثُمَّ سَرِيَّةُ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيِّ إِلَى مُصَابِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ بِفَدَكَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " هَيَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَقَالَ لَهُ: " سِرْ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُصَابِ أَصْحَابِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ فَإِنْ أَظْفَرَكَ اللَّهُ بِهِمْ فَلَا تُبْقِ فِيهِمْ وَهَيَّأَ مَعَهُمْ مِائَتَيْ رَجُلٍ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً فَقَدِمَ غَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيُّ مِنَ الْكَدِيدِ مِنْ سَرِيَّةٍ قَدْ ظَفَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ: «اجْلِسْ» وَبَعَثَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَخَرَجَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فِيهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُصَابِ أَصْحَابِ بَشِيرٍ وَخَرَجَ مَعَهُ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ فِيهَا فَأَصَابُوا مِنْهُمْ نَعَمًا وَقَتَلُوا مِنْهُمْ قَتْلَى " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: «خَرَجَ مَعَ غَالِبٍ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَسْعُودٍ وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُوَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ مَعَ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى بَنِي مُرَّةَ فَأَغَرْنَا عَلَيْهِمْ مَعَ الصُّبْحِ وَقَدْ أَوْعَزَ إِلَيْنَا، أَمَرَنَا أَلَا نَفْتَرِقَ وَوَاخَى بَيْنَنَا فَقَالَ: لَا تَعْصُونِي فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي» ، وَإِنَّكُمْ مَتَى مَا تَعْصُونِي فَإِنَّكُمْ تَعْصُونَ نَبِيَّكُمْ قَالَ: فَآخَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: فَأَصَبْنَا الْقَوْمَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 سَرِيَّةُ شُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى بَنِي عَامِرٍ بِالسِّيِّ ثُمَّ سَرِيَّةُ شُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيُّ إِلَى بَنِي عَامِرٍ بِالسِّيِّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ فِي أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى جَمْعٍ مِنْ هَوَازِنَ بِالسِّيِّ نَاحِيَةَ رُكْبَةَ مِنْ وَرَاءِ الْمَعْدِنِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى خَمْسِ لَيَالٍ، «وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَيْهِمْ» ، وَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ حَتَّى صَبَّحَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ، فَأَصَابُوا نَعَمًا كَثِيرًا وَشَاءً وَاسْتَاقُوا ذَلِكَ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَاقْتَسَمُوا الْغَنِيمَةَ، وَكَانَتْ سِهَامُهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ بَعِيرًا وَعَدَلُوا الْبَعِيرَ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَغَابَتِ السَّرِيَّةُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 سَرِيَّةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيِّ إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيِّ إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ وَادِي الْقُرَى فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيَّ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فَوَجَدُوا جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ كَثِيرًا فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى [ص: 128] قُتِلُوا وَأَفْلَتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ جَرِيحٌ فِي الْقَتْلَى، فَلَمَّا بَرَدَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ تَحَامَلَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَهُمَّ بِالْبَعْثِ إِلَيْهِمْ فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ قَدْ سَارُوا إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَتَرَكَهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 سَرِيَّةُ مُؤْتَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ مُؤْتَةَ، وَهِيَ بِأَدْنَى الْبَلْقَاءِ، وَالْبَلْقَاءُ دُونَ دِمَشْقَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيَّ أَحَدَ بَنِي لِهْبٍ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابٍ، فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ فَقَتَلَهُ وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَسُولٌ غَيْرُهُ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَنَدَبَ النَّاسَ فَأَسْرَعُوا وَعَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ، وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمِيرُ النَّاسِ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَإِنْ قُتِلَ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَإِنْ قُتِلَ فَلْيَرْتَضِ الْمُسْلِمُونَ بَيْنَهُمْ رَجُلًا فَيَجْعَلُوهُ عَلَيْهِمْ» ، وَعَقَدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً أَبْيَضَ وَدَفَعَهُ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأَوْصَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتُوا مَقْتَلَ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ وَأَنْ يُدْعُوا مَنْ هُنَاكَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوا وَإِلَّا اسْتَعَانُوا عَلَيْهِمْ بِاللَّهِ وَقَاتَلُوهُمْ. وَخَرَجَ مُشَيِّعًا لَهُمْ حَتَّى بَلَغَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ فَوَقَفَ وَوَدَّعَهُمْ فَلَمَّا سَارُوا مِنْ مُعَسْكَرِهِمْ نَادَى الْمُسْلِمُونَ: دَفَعَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَرَدَّكُمْ صَالِحِينَ غَانِمِينَ فَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ عِنْدَ ذَلِكَ: [البحر البسيط] لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدَا قَالَ: فَلَمَّا فَصَلُوا مِنَ الْمَدِينَةِ سَمِعَ الْعَدُوُّ بِمَسِيرِهِمْ فَجَمَعُوا لَهُمْ وَقَامَ فِيهِمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو فَجَمَعَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَقَدَّمَ الطَّلَائِعَ أَمَامَهُ، وَقَدْ نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مُعَانٍ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ وَبَلَغَ النَّاسَ أَنَّ هِرَقْلَ قَدْ نَزَلَ مَآبَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنْ بَهْرَاءَ وَوَائِلٍ وَبَكْرٍ وَلَخْمٍ وَجُذَامٍ فَأَقَامُوا لَيْلَتَيْنِ لِيَنْظُرُوا فِي أَمْرِهِمْ وَقَالُوا: نَكْتُبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنُخْبِرُهُ الْخَبَرَ فَشَجَّعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ عَلَى الْمُضِيِّ فَمَضَوْا إِلَى مُؤْتَةَ وَوَافَاهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَجَاءَ مِنْهُمْ مَا لَا قِبَلَ لِأَحَدٍ بِهِ مِنَ الْعَدَدِ وَالسِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ وَالدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَقَاتَلَ الْأُمَرَاءُ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَرْجُلِهِمْ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَاتَلَ وَقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ عَلَى صُفُوفَهُمْ حَتَّى قُتِلَ طَعَنًا بِالرِّمَاحِ، رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَنَزَلَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَرْقَبَهَا فَكَانَتْ أَوَّلَ فَرَسٍ عُرْقِبَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ فَقَطَعَهُ بِنِصْفَيْنِ، فَوُجِدَ فِي أَحَدِ نِصْفَيْهِ بِضْعَةً وَثَلَاثُونَ جُرْحًا وَوُجِدَ فِيمَا قِيلَ مِنْ بَدَنِ جَعْفَرٍ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ ضَرْبَةً بِسَيْفٍ وَطَعْنَةً بِرُمْحٍ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَاصْطَلَحَ النَّاسُ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ وَانْكَشَفَ النَّاسُ فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ فَتَبِعَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرُفِعَتِ الْأَرْضُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَظَرَ إِلَى مُعْتَرَكِ الْقَوْمِ فَلَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ اللِّوَاءَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِجَيْشِ مُؤْتَةَ قَادِمِينَ تَلَقَّوْهُمْ بِالْجُرْفِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَحْثُونَ فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ وَيَقُولُونَ يَا فُرَّارُ أَفَرَرْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَيْسُوا بِفُرَّارٍ وَلَكِنَّهُمْ كُرَّارٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَاضِي الْكُوفَةِ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا رَجَعْتُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 مَرَرْتُ عَلَى أَصْحَابِي وَهُمْ يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ بِمُؤْتَةَ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ الْيَوْمَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَمَرُهُمْ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلَبِسَ السِّلَاحَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَخَذَ زَيْدٌ اللِّوَاءَ وَكَانَ رَأْسَ الْقَوْمِ ثُمَّ حَمَلَ جَعْفَرٌ حَتَّى إِذَا هَمَّ أَنْ يُخَالِطَ الْعَدُوَّ رَجَعَ فَوَحَّشَ بِالسِّلَاحِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ وَطَاعَنَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَطَاعَنَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الْلِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَطَاعَنَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ أَسْوَأَ هَزِيمَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، حَتَّى لَمْ أَرَ اثْنَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ سَعَى بِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَمَامَ النَّاسِ رَكَزَهُ ثُمَّ قَالَ: إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى إِذَا كَثُرُوا مَشَى بِاللِّوَاءِ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: لَا آخُذُهُ مِنْكَ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا لَكَ، فَأَخَذَ خَالِدُ اللِّوَاءَ ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ أَسْوَأَ هَزِيمَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، حَتَّى وَضَعَ الْمُسْلِمُونَ أَسْيَافَهُمْ حَيْثُ شَاءُوا وَقَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ دَخَلَ وَكَانَ إِذَا صَلَّى الظُّهْرَ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ صَلَّى الْعَتَمَةَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلَاةَ الصُّبْحِ دَخَلَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ تَبَسَّمَ وَكَانَ تِلْكَ السَّاعَةِ لَا يَقُومُ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ حَتَّى يُصَلِّي الْغَدَاةَ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ حِينَ تَبَسَّمَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَنْفُسِنَا أَنْتَ، مَا يَعْلَمُ إِلَّا اللَّهُ مَا كَانَ بِنَا مِنَ الْوَجْدِ مُنْذُ رَأَيْنَا مِنْكَ الَّذِي رَأَيْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَانَ الَّذِي رَأَيْتُمْ مِنِّي أَنَّهُ أَحْزَنَنِي قَتْلُ أَصْحَابِي حَتَّى رَأَيْتُهُمْ فِي الْجَنَّةِ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ، وَرَأَيْتُ فِيَ بَعْضِهِمْ إِعْرَاضًا كَأَنَّهُ كَرِهَ السَّيْفَ، وَرَأَيْتُ جَعْفَرًا مَلَكًا ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجًا بِالدِّمَاءِ مَصْبُوغَ الْقَوَادِمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى ذَاتِ السَّلَاسِلِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَهِيَ وَرَاءَ وَادِي الْقُرَى وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ عَشَرَةُ أَيَّامٍ وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ جَمْعًا مِنْ قُضَاعَةَ قَدْ تَجَمَّعُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوا إِلَى أَطْرَافِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً أَبْيَضَ وَجَعَلَ مَعَهُ رَايَةً سَوْدَاءَ وَبَعَثَهُ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ سَرَاةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَعَهُ ثَلَاثُونَ فَرَسًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِمَنْ يَمُرُّ بِهِ مِنْ بَلِيِّ وَعُذْرَةَ وَبَلْقَيْنَ، فَسَارَ اللَّيْلَ. وَكَمَنَ النَّهَارَ فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْقَوْمِ بَلَغَهُ أَنَّ لَهُمْ جَمْعًا كَثِيرًا فَبَعَثَ رَافِعَ بْنَ مَكِيثٍ الْجُهَنِيَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَمِدُّهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي مِائَتَيْنِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ سَرَاةَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَلْحَقَ بِعَمْرٍو وَأَنْ يَكُونَا جَمِيعًا وَلَا يَخْتَلِفَا فَلَحِقَ بِعَمْرٍو فَأَرَادَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّمَا قَدِمْتَ عَلَيَّ مَدَدًا وَأَنَا الْأَمِيرُ فَأَطَاعَ لَهُ بِذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَانَ عَمْرٌو يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَسَارَ حَتَّى وَطِئَ بِلَادَ بَلِيٍّ وَدَوَّخَهَا حَتَّى أَتَى إِلَى أَقْصَى بِلَادِهِمْ وَبِلَادِ عُذْرَةَ وَبَلْقَيْنِ وَلَقِيَ فِي آخِرِ ذَلِكَ جَمْعًا فَحَمَلَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ فَهَرَبُوا فِي الْبِلَادِ وَتَفَرَّقُوا ثُمَّ قَفَلَ وَبَعَثَ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ بَرِيدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِقُفُولِهِمْ وَسَلَامَتِهِمْ وَمَا كَانَ فِي غَزَاتِهِمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 سَرِيَّةُ الْخَبَطِ أَمِيرُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ سَرِيَّةُ الْخَبَطِ أَمِيرُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَكَانَتْ فِي رَجَبَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فِي ثَلَاثِمِائِةٍ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ مِمَّا يَلِي سَاحِلَ الْبَحْرِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسُ لَيَالٍ فَأَصَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ جُوعٌ شَدِيدٌ فَأَكَلُوا الْخَبَطَ وَابْتَاعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ جُزُرًا وَنَحَرَهَا لَهُمْ وَأَلْقَى لَهُمُ الْبَحْرُ حُوتًا عَظِيمًا فَأَكَلُوا مِنْهُ وَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى خَضِرَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى خَضِرَةَ، وَهِيَ أَرْضُ مُحَارِبٍ بِنَجْدٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا قَتَادَةَ وَمَعَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا إِلَى غَطَفَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ فَسَارَ اللَّيْلَ وَكَمَنَ النَّهَارَ فَهَجَمَ عَلَى حَاضِرٍ مِنْهُمْ عَظِيمٍ فَأَحَاطَ بِهِمْ فَصَرَخَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَا خَضِرَةُ وَقَاتِلَ مِنْهُمْ رِجَالٌ فَقَتَلُوا مَنْ أَشْرَفَ لَهُمْ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ فَكَانَتِ الْإِبِلُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ وَالْغَنَمُ أَلْفَيْ شَاةٍ وَسَبَوْا سَبْيًا كَثِيرًا وَجَمَعُوا الْغَنَائِمَ فَأَخْرَجُوا الْخُمُسَ فَعَزَلُوهُ وَقَسَمُوا مَا بَقِيَ عَلَى أَهْلِ السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ بَعِيرًا فَعُدِلَ الْبَعِيرُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ وَصَارَتْ فِي سَهْمِ أَبِي قَتَادَةَ جَارِيَةٌ وَضِيئَةٌ فَاسْتَوْهَبَهَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَهَبَهَا لَهُ فَوَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ وَغَابُوا فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمَ ثُمَّ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَزْوِ أَهْلِ مَكَّةَ بَعَثَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ فِي ثَمَانِيَةِ نَفَرٍ سَرِيَّةً إِلَى بَطْنِ إِضَمَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ ذِي خَشَبٍ وَذِي الْمَرْوَةِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ بُرُدٍ لِيَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَوَجَّهَ إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ وَلِأَنْ تَذْهَبَ بِذَلِكَ الْأَخْبَارُ وَكَانَ فِي السَّرِيَّةِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيُّ فَمَرَّ عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ فَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ فَأَمْسَكَ عَنْهُ الْقَوْمُ وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ فَقَتَلَهُ وَسَلَبَهُ بَعِيرَهُ وَمَتَاعَهُ وَوَطْبَ لَبَنٍ كَانَ مَعَهُ فَلَمَّا لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَمَضَوْا وَلَمْ يَلْحَقُوا جَمْعًا فَانْصَرَفُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى ذِي خَشَبٍ فَبَلَغَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ فَأَخَذُوا عَلَى بَيْبَنَ حَتَّى لَقُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالسُّقْيَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ شَعْبَانُ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ كَلَّمْتُ بَنُو نُفَاثَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ أَنْ يُعِينُوهُمْ عَلَى خُزَاعَةَ بِالرِّجَالِ وَالسِّلَاحِ فَوَعَدُوهُمْ وَوَافَوْهُمْ بِالْوَتِيرِ مُتَنَكِّرِينَ مُتَنَقِّبِينَ فِيهِمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَمِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنُ الْأَخْيَفِ فَبَيَّتُوا خُزَاعَةَ لَيْلًا وَهُمْ غَارُّونَ آمِنُونَ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ عِشْرِينَ رَجُلًا ثُمَّ نَدِمَتْ قُرَيْشٌ عَلَى مَا صَنَعَتْ وَعَلِمُوا أَنَّ هَذَا نَقْضٌ لِلْمُدَّةِ وَالْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ الْخُزَاعِيُّ فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا مِنْ خُزَاعَةَ فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُونَهُ بِالَّذِي أَصَابَهُمْ وَيَسْتَنْصِرُونَهُ فَقَامَ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَا نُصِرْتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ مِمَّا أَنْصُرُ مِنْهُ نَفْسِي» ، وَقَالَ: «إِنَّ هَذَا السَّحَابَ لَيَسْتَهِلُ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ» وَقَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ يَسْأَلُهُ أَنْ يُجَدِّدَ الْعَهْدَ وَيَزِيدَ فِي الْمُدَّةِ فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ» ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَكَّةَ فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَخْفَى أَمَرَهُ وَأَخَذَ بِالْأَنْقَابِ وَقَالَ اللَّهُمَّ خُذْ عَلَى أَبْصَارَهُمْ فَلَا يَرَوْنِي إِلَّا بَغْتَةً فَلَمَّا أَجْمَعَ الْمَسِيرَ كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو فَأَخَذَا رَسُولَهُ وَكِتَابَهُ فَجَاءَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَجُلُّهُمْ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 وَجُهَيْنَةُ وَأَشْجَعُ وَسُلَيْمٌ فَمِنْهُمْ مَنْ وَافَاهُ بِالْمَدِينَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَحِقَهُ بِالطَّرِيقِ فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ عَشْرَةُ آلَافٍ وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَخَرَجَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّلْصُلِ قَدَّمَ أَمَامَهُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي مِائَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ ثُمَّ سَارَ فَلَمَّا كَانَ بِقُدَيْدٍ عَقَدَ الْأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ وَدَفَعَهَا إِلَى الْقَبَائِلِ، ثُمَّ نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ عِشَاءً فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَوْقَدُوا عَشَرَةَ آلَافِ نَارٍ وَلَمْ يَبْلُغْ قُرَيْشًا مَسِيرُهُ وَهُمْ مُغْتَمُّونَ لِمَا يَخَافُونَ مِنْ غَزْوِهِ إِيَّاهُمْ فَبَعَثُوا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ يَتَحَسَّبُ الْأَخْبَارَ وَقَالُوا: إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا فَخُذْ لَنَا مِنْهُ أَمَانًا فَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ فَلَمَّا رَأَوُا الْعَسْكَرَ أَفْزَعَهُمْ , وَقَدِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَلَى الْحَرَسِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَسَمِعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صَوْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ أَبَا حَنْظَلَةَ فَقَالَ: لَبَّيْكَ فَمَا وَرَاءَكَ فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي عَشْرَةِ آلَافٍ فَأَسْلِمْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكُ وَعَشِيرَتُكَ فَأَجَارَهُ وَخَرَجَ بِهِ وَبِصَاحِبَيْهِ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا وَجَعَلَ لِأَبِي سُفْيَانَ أَنَّ مَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَقَدْ حُبِسَ أَبُو سُفْيَانَ فَرَأَى مَا لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنُ أَخِيكَ عَظِيمًا فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَيْحَكَ إِنَّهُ لَيْسَ بِمِلْكٍ وَلَكِنَّهَا نُبُوَّةٌ قَالَ: فَنَعَمْ. وَكَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَبَلَغَهُ عَنْهُ فِي قُرَيْشٍ كَلَامٌ وَتَوَاعُدٌ لَهُمْ فَأَخَذَهَا مِنْهُ فَدَفَعَهَا إِلَى ابْنِهِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ كَدَاءٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 وَالزُّبَيْرَ مِنْ كُدًى وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مِنَ اللِّيطِ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَذَاخِرَ وَنَهَى عَنِ الْقِتَالِ وَأَمَرَ بِقَتْلِ سِتَّةِ نَفَرٍ وَأَرْبَعِ نِسْوَةٍ: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَهَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ وَمِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ اللَّيْثِيُّ وَالْحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالِ بْنِ خَطَلٍ الْأَدْرَمِيُّ وَهِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَسَارَةُ مَوْلَاةُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ وَفَرْتَنَا وَقَرِيبَةَ فَقُتِلَ مِنْهُمُ ابْنُ خَطَلٍ وَالْحُوَيْرِثُ بْنُ نُقَيْذٍ وَمِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ وَكُلُّ الْجُنُودِ لَمْ يُلْقَوْا جَمْعًا غَيْرَ خَالِدٍ لَقِيَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فِي جَمَعٍ مِنْ قُرَيْشٍ بِالْخَنْدَمَةِ فَمَنَعُوهُ مِنَ الدُّخُولِ وَشَهَرُوا السِّلَاحَ وَرَمَوْا بِالنَّبْلِ فَصَاحَ خَالِدٌ فِي أَصْحَابِهِ وَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَرْبَعَةَ نَفَرٍ مِنْ هُذَيْلٍ وَانْهَزَمُوا أَقْبَحَ الِانْهِزَامِ فَلَمَّا ظَهْرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ رَأَى الْبَارِقَةَ فَقَالَ: «أَلَمْ أَنْهَ عَنِ الْقِتَالِ؟» ، فَقِيلَ خَالِدٌ قُوتِلَ فَقَاتَلَ فَقَالَ: «قَضَاءُ اللَّهِ خَيْرٌ» وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلَانِ أَخْطَئَا الطَّرِيقَ أَحَدُهُمَا كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ، وَخَالِدٌ الْأَشْقَرُ الْخُزَاعِيُّ وَضُرِبَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ بِالْحَجُونِ فَمَضَى الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بِرَايَتِهِ حَتَّى رَكَزَهَا عِنْدَهَا وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَخَلَهَا فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَنْزِلُ مَنْزِلَكَ؟ فَقَالَ وَهَلْ تَرَكَ عَقِيلٌ لَنَا مَنْزِلًا وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنْوَةً فَأَسْلَمَ النَّاسُ طَائِعِينَ وَكَارِهِينَ وَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا فَجَعَلَ كُلَّمَا مَرَّ بِصَنَمٍ مِنْهَا يُشِيرُ إِلَيْهِ بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ، فَيَقَعُ الصَّنَمُ لِوَجْهِهِ وَكَانَ أَعْظَمَهَا هُبَلُ وَهُوَ وِجَاهَ الْكَعْبَةِ ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَقَامِ وَهُوَ لَاصِقٌ بِالْكَعْبَةِ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَرْسَلَ بِلَالًا إِلَى عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ فَجَاءَ بِهِ عُثْمَانُ فَقَبَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَفَتَحَ الْبَابَ وَدَخَلَ الْكَعْبَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 فَصَلَّى فِيهَا رَكْعَتَيْنِ وَخَرَجَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَالْمِفْتَاحُ مَعَهُ وَقَدْ لُبِطَ بِالنَّاسِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَخَطَبَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ وَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْمِفْتَاحَ وَقَالَ: " خُذُوهَا يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ تَالِدَةً خَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ظَالِمٌ وَدَفَعَ السِّقَايَةَ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: «أَعْطَيْتُكُمْ مَا تَرْزَأُكُمْ وَلَا تَرْزَؤُونَهَا» . ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ فَجَدَّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ وَحَانَتِ الظُّهْرُ فَأَذَّنَ بِلَالٌ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تُغْزَى قُرَيْشٌ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» يَعْنِي عَلَى الْكُفْرِ وَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحَزْوَرَةِ، وَقَالَ: «إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ - يَعْنِي مَكَّةَ - وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» ، وَبَثَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّرَايَا إِلَى الْأَصْنَامِ الَّتِي حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَكَسَرَهَا مِنْهَا، الْعُزَّى وَمَنَاةُ وَسُوَاعٌ وَبُوَانَةُ وَذُو الْكَفَّيْنِ فَنَادَى مُنَادِيَهُ بِمَكَّةَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَدَعُ فِي بَيْتِهِ صَنَمًا إِلَّا كَسَرَهُ , وَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ تَحِلُّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَجَعَتْ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ وَلَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ غَنَائِمِهَا شَيْءٌ» . وَفَتَحَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَأَقَامَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ وَالْفِقْهَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ عَامَ الْفَتْحِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ الْآخِرَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ [ص: 138] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ أَخَذَ قَعْبًا فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ قَبِلَ الرُّخْصَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَبِلَهَا وَمَنْ صَامَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ صَامَ» . فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ الْأَحْدَثَ فَالْأَحْدَثَ مِنْ أَمْرِهِ وَيَرَوْنَ الْمُحْكَمَ النَّاسِخَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَّبِعُونَ الْأَحْدَثَ فَالْأَحْدَثَ مِنْ أَمْرِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، أَخْبَرَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: آذَنَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ صُوَّامٌ حَتَّى إِذَا بَلَغْنَا الْكَدِيدَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْفِطْرِ فَأَصْبَحْنَا شُرْجَيْنِ مِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ حَتَّى إِذَا بَلَغَنَا مَرَّ الظَّهْرَانِ أَعْلَمَنَا أَنَا نَلْقَى الْعَدُوَّ وَأَمَرَنَا بِالْفِطْرِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 وَأَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحْنَا مَكَّةَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ فَصَامَ بَعْضُنَا وَأَفْطَرَ بَعْضُنَا: فَلَمْ يَعِبِ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ وَلَا الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَأَفْطَرَ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ الْجَعْفَرِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم افْتَتَحَ مَكَّةَ فِي عَشْرٍ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ صَائِمٌ مُسَافِرٌ مُجَاهِدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ بِثَمَانِيَةِ آلَافٍ أَوْ عَشَرَةِ آلَافٍ وَخَرَجَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِأَلْفَيْنِ إِلَى حُنَيْنٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ: «دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي عَشْرَةِ آلَافٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَنَيِّفٌ , يَعْنِي قَوْمَهُ مُزَيْنَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ مَكَّةَ وَحُنَيْنًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ ثُمَّ نَزَعَهُ» ، قَالَ مَعْنٌ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِمَا: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْتُلُوهُ» قَالَ مَعْنٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ [ص: 140] وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ عَنْ رَأْسِهِ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْتُلُوهُ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «لَمْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ إِلَّا مُحْرِمًا إِلَّا يَوْمَ الْفَتْحِ دَخَلَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءٍ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ [ص: 141] لِأَصْحَابِهِ: «إِنَّ هَذَا يَوْمُ قِتَالٍ فَأَفْطِرُوا» . قَالَ شَبَابَةُ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَا: " لَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي أَرْضٌ بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي أَرْضٌ بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِي أَرْضٌ بِهَا تَرْسَخُ أَوْتَادِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ يَوْمَ الْفَتْحِ وَفَرْتَنَا وَابْنِ الزَّبَعْرَى وَابْنِ خَطَلٍ فَأَتَاهُ أَبُو بَرْزَةَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَبَقَرَ بَطْنَهُ , وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ نَذَرَ إِنْ رَأَى ابْنَ أَبِي سَرْحٍ أَنْ يَقْتُلَهُ فَجَاءَ عُثْمَانُ وَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَشَفَعَ لَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَخَذَ الْأَنْصَارِيُّ بِقَائِمِ السَّيْفِ يَنْتَظِرُ النَّبِيَّ مَتَى يُومِئُ إِلَيْهِ أَنْ يَقْتُلَهُ فَشَفَعَ لَهُ عُثْمَانُ حَتَّى تَرَكَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِيِّ: «هَلَّا وَفَّيْتَ بِنَذْرِكَ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَائِمِ السَّيْفِ أَنْتَظِرُ مَتَى تُومِئُ فَأَقْتُلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «الْإِيمَاءُ خِيَانَةٌ، لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِئَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ أَرْسَلَ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَإِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَإِلَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُمْ، أَعْرَفَهُمْ بِمَا صَنَعُوا، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ [ص: 142] صلّى الله عليه وسلم: " مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَا قَالَ: يُوسُفُ، لِإِخْوَتِهِ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] قَالَ عُمَرُ: فَانْفَضَحْتُ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَرَاهِيَةً لِمَا كَانَ مِنِّي وَقَدْ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ زَمَنَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا وَلَمْ يَدْخُلْهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى مُحِيَتْ كُلُّ صُورَةٍ فِيهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ الْبَيْتَ فَكَانَ يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ، وَيَدْعُو وَلَا يَرْكَعُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " جَلَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: فِيمَا تَكَلَّمَ بِهِ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ بْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ دُخَانٌ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِيَاسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَةٍ وَهُوَ يَسِيرُ وَيَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ وَيُرَجِّعُ، وَيَقُولُ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ص: 143] مَعْبَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ: «أَذْهِبُوا عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِآبَائِهَا , النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: هَلْ غَنِمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ شَيْئًا؟، قَالَ: «لَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْصُرُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ وَأَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا يَقْصُرُ حَتَّى رَجَعَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: «أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلَاةَ حَتَّى سَارَ إِلَى حُنَيْنٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ لِسِتٍّ مَضَيْنَ، فَسَارَ سَبْعًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا نِصْفَ شَهْرٍ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ , ثُمَّ خَرَجَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى حُنَيْنٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى بِمَكَّةَ [ص: 144] عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: «أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَمَنَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَأَقَامَ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنْ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأُمِّ هَانِئٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ أَخْبَرَتْهُ: " أَنَّهَا دَخَلَتْ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ تُكَلِّمُهُ فِي رَجُلٍ تَسْتَأَمِنُ لَهُ، قَالَتْ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ وَقَعَ الْغُبَارُ عَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَسُتِرَ بِثَوْبٍ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْ ثَوْبِهِ، فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ فَرَّ إِلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ فَأَجَارَتْهُمَا فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَيْهَا فَقَالَ: لَأَقْتُلَنَّهُمَا، قَالَتْ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَحَّبَ بِي وَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكِ يَا أُمَّ هَانِئٍ؟» ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ [ص: 145] ، كُنْتُ قَدْ آمَّنْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي، فَأَرَادَ عَلِيٌّ قَتْلَهُمَا، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ» ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرْتُهُ فَاطِمَةُ بِثَوْبٍ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُوقِ مَكَّةَ حِينَ افْتَتَحَهَا سَعِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَلَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الطَّائِفِ خَرَجَ مَعَهُ سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ فَاسْتُشْهِدَ بِالطَّائِفِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الطَّائِفِ فِي عَامِ الْفَتْحِ اسْتَخْلَفَ عَلَى مَكَّةَ هُبَيْرَةَ بْنَ شِبْلِ بْنِ الْعَجْلَانِ الثَّقَفِيَّ فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ وَأَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ اسْتَعْمَلَ عَتَّابَ بْنَ أُسَيْدٍ عَلَى مَكَّةَ وَعَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَمَانٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكِ بْنِ بَرْصَاءَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ يَقُولُ: «لَا تُغْزَى بَعْدَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى ثُمَّ سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى لِيَهْدِمَهَا , فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى انْتَهَوْا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 إِلَيْهَا فَهَدَمَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا» ، قَالَ: لَا قَالَ: «فَإِنَّكَ لَمْ تَهْدِمْهَا فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَاهْدِمْهَا» فَرَجَعَ خَالِدٌ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ فَجَرَّدَ سَيْفَهُ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ سَوْدَاءُ نَاشِرَةُ الرَّأْسِ فَجَعَلَ السَّادِنَ يَصِيحُ بِهَا، فَضَرَبَهَا خَالِدٌ فَجَزَلَهَا بِاثْنَتَيْنِ , وَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «نَعَمْ تِلْكَ الْعُزَّى وَقَدْ يَئِسَتْ أَنْ تُعْبَدَ بِبِلَادِكُمْ أَبَدًا وَكَانَتْ بِنَخْلَةَ , وَكَانَتْ لِقُرَيْشٍ وَجَمِيعِ بَنِي كِنَانَةَ وَكَانَتْ أَعْظَمَ أَصْنَامِهِمْ وَكَانَ سَدَنَتَهَا بَنُو شَيْبَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ صَنَمِ هُذَيْلٍ لِيَهْدِمَهُ قَالَ عَمْرٌو: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَعِنْدَهُ السَّادِنُ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ قُلْتُ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ أَهْدِمَهُ قَالَ: لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ: لَمَ؟ قَالَ: تُمْنَعُ قُلْتُ: حَتَّى الْآنَ أَنْتَ فِي الْبَاطِلِ وَيْحَكَ وَهَلْ يَسْمَعُ أَوْ يُبْصِرُ قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَكَسَرْتُهُ وَأَمَرْتُ أَصْحَابِي فَهَدَمُوا بَيْتَ خِزَانَتِهِ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِ شَيْئًا ثُمَّ قُلْتُ لِلسَّادِنِ: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ قَالَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ إِلَى مَنَاةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ إِلَى مَنَاةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيَّ إِلَى مَنَاةَ , وَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَغَسَّانَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيَّ يَهْدِمُهَا فَخَرَجَ فِي عِشْرِينَ فَارِسًا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا سَادِنٌ فَقَالَ: السَّادِنُ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ: هَدْمَ مَنَاةَ، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، فَأَقْبَلَ سَعْدٌ يَمْشِي إِلَيْهَا وَتَخْرُجُ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ سَوْدَاءُ ثَائِرَةُ الرَّأْسِ تَدْعُو بِالْوَيْلِ وَتَضْرِبُ صَدْرَهَا، فَقَالَ: السَّادِنُ: مَنَاةُ دُونَكَ بَعْضَ غَضَبَاتِكِ وَيَضْرِبُهَا سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ الْأَشْهَلَيُّ وَقَتَلَهَا وَيُقْبِلُ إِلَى الصَّنَمِ مَعَهُ أَصْحَابُهُ فَهَدَمُوهُ وَلَمْ يَجِدُوا فِي خَزَانَتِهَا شَيْئًا وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ ذَلِكَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ كِنَانَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ كِنَانَةَ وَكَانُوا بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عَلَى لَيْلَةٍ نَاحِيَةَ يَلَمْلَمَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَهُوَ يَوْمُ الْغُمَيْصَاءِ، قَالُوا: لَمَّا رَجَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ هَدْمِ الْعُزَّى وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِيمٌ بِمَكَّةَ بَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ دَاعِيًا إِلَى الْإِسْلَامِ وَلَمْ يَبْعَثْهُ مُقَاتِلًا فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَبَنِي سُلَيْمٍ فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ قَالُوا: مُسْلِمُونَ قَدْ صَلَّيْنَا وَصَدَّقْنَا بِمُحَمَّدٍ وَبَنَيْنَا الْمَسَاجِدَ فِي سَاحَاتِنَا وَأَذَّنَّا فِيهَا , قَالَ: فَمَا بَالُ السِّلَاحِ عَلَيْكُمْ؟ فَقَالُوا إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ عَدَاوَةٌ فَخِفْنَا أَنْ تَكُونُوا هُمْ فَأَخَذْنَا السِّلَاحَ قَالَ: فَضَعُوا السِّلَاحَ قَالَ: فَوَضَعُوهُ فَقَالَ لَهُمْ: اسْتَأْسِرُوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 فَاسْتَأْسَرَ الْقَوْمُ فَأَمَرَ بَعْضَهُمْ فَكَتَّفَ بَعْضًا وَفَرَّقَهُمْ فِي أَصْحَابِهِ , فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ نَادَى خَالِدٌ: مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسِيرٌ فَلْيُدَافِّهِ وَالْمُدَافَةُ الْإِجْهَازُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَأَمَّا بَنُو سُلَيْمٍ فَقَتَلُوا مَنْ كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ , وَأَمَّا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَأَرْسَلُوا أَسَارَاهُمْ , فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ خَالِدٌ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» وَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَدَّى لَهُمْ قَتْلَاهُمْ وَمَا ذَهَبَ مِنْهُمْ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْجَوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّتِي أَغَارَتْ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى بَنِي جَذِيمَةَ يَوْمَ الْغُمَيْصَاءِ فَلَحِقْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ مَعَهُ نِسْوَةٌ فَجَعَلَ يُقَاتِلُنَا عَنْهُنَّ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] رَخِّينَ أَذْيَالَ الْحِقَاءِ وَأَرْبَعَنْ مَشْيَ حَيِيَّاتٍ كَأَنْ لَمْ تُفْزَعَنْ إِنْ يَمْنَعِ الْقَوْمَ ثَلَاثٌ تُمْنَعَنْ قَالَ: فَقَاتَلَ ثَلَاثًا عَنْهُنَّ حَتَّى أَصْدَعَهُنَّ الْجَبَلُ قَالَ: إِذَ لَحِقْنَا آخَرَ مَعَهُ نِسْوَةٌ قَالَ: فَجَعَلَ يُقَاتِلُ عَنْهُنَّ وَيَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ بَيْضَاءُ حَمْرَاءُ الْإِطِلْ يَحُوزُهَا ذُو ثَلَّةٍ وَذُو إِبِلْ لَأُغْنَيَنَّ الْيَوْمَ مَا أَغْنَى رَجُلْ فَقَاتَلَ عَنْهُنَّ حَتَّى أَصْعَدَهُنَّ الْجَبَلَ، قَالَ: إِذْ لَحِقْنَا آخَرَ مَعَهُ نِسْوَةٌ فَجَعَلَ يُقَاتِلُ عَنْهُنَّ وَيَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ بَيْضَاءُ تُلْهِي الْعِرْسَا لَا تَمْلَأُ اللَّجِينَ مِنْهَا نَهْسَا لَأَضْرِبَنَّ الْيَوْمَ ضَرْبًا وَعْسَا ضَرْبَ الْمُذِيدِينَ الْمَخَاضَ الْقُعْسَا فَقَاتَلَ عَنْهُنَّ حَتَّى أَصْعَدَهُنَّ الْجَبَلَ فَقَالَ خَالِدٌ: لَا تَتَّبِعُوهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَطْنِ نَخْلَةَ فَقَالَ: «اقْتُلُوا مَا لَمْ تَسْمَعُوا مُؤَذِّنًا أَوْ تَرَوْا مَسْجِدًا» . إِذْ لَحِقْنَا رَجُلًا فَقُلْنَا لَهُ: كَافِرٌ أَوْ مُسْلِمٌ؟ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ كَافِرًا فَمَهْ، قُلْنَا لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَافِرًا قَتَلْنَاكَ قَالَ: دَعُونِي أَقْضِ إِلَى النِّسْوَانِ حَاجَةً قَالَ: إِذْ دَنَا إِلَى امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ فَقَالَ لَهَا: اسْلَمِي حُبَيْشُ عَلَى نَفَدِ الْعَيْشِ: [البحر الطويل] أَرَيْتَكِ إِذْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحِلْيَةَ أَوْ أَدْرَكْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ أَمَا كَانَ أَهْلًا أَنْ يُنَوَّلَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلَاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ فَلَا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ نَحْنُ جِيرَةٌ ... أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ النَّوَى ... وَيَنْأَى أَمِيرِي بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ فَقَالَتْ: نَعَمْ، حُيِّيتَ عَشْرًا، وَسَبْعًا وِتْرًا، وَثَمَانِيًا تَتْرَى، قَالَ: فَقَرَّبْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ , قَالَ: فَجَاءَتْ فَجَعَلَتْ تَرْشُفُهُ حَتَّى مَاتَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَ سُفْيَانُ: وَإِذَا امْرَأَةٌ كَثِيرَةٌ النَّحْضِ يَعْنِي اللَّحْمَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ وَهِيَ غَزْوَةُ هَوَازِنَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَحُنَيْنٌ وَادٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثُ لَيَالٍ، قَالُوا: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ مَشَتْ أَشْرَافُ هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَحَشَدُوا وَبَغَوْا وَجَمَعَ أَمَرَهُمْ مَالِكُ بْنُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً , وَأَمَرَهُمْ فَجَاءُوا مَعَهُمْ بِأَمْوَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ حَتَّى نَزَلُوا بِأَوْطَاسٍ وَجَعَلَتِ الْأَمْدَادُ تَأْتِيهِمْ فَأَجْمِعُوا الْمَسِيرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتِّ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ , عَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لَا نُغْلَبُ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ» ، وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَعَارَ مِنْهُ مِائَةَ دِرْعٍ بِأَدَاتِهَا فَانْتَهَى إِلَى حُنَيْنٍ مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ فَبَعَثَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ يَأْتُونَهُ بِخَبَرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرَجَعُوا إِلَيْهِ وَقَدْ تَفَرَّقَتْ أَوْصَالُهُمْ مِنَ الرُّعْبِ وَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمَيَّ فَدَخَلَ عَسْكَرَهُمْ فَطَافَ بِهِ وَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ عَمَدَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ إِلَى أَصْحَابِهِ فَعَبَّأَهُمْ فِي وَادِي حُنَيْنٍ فَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ حَمَلَةً وَاحِدَةً وَعَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فِي السَّحَرِ وَصَفَّهُمْ صُفُوفًا وَوَضَعَ الْأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ فِي أَهْلِهَا , مَعَ الْمُهَاجِرِينَ لِوَاءٌ يَحْمِلُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَرَايَةٌ يَحْمِلُهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ , وَرَايَةٌ يَحْمِلُهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ يَحْمِلُهُ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَيُقَالُ لِوَاءُ الْخَزْرَجِ الْآخَرِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , وَلِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَفِي كُلِّ بَطْنٍ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ لِوَاءٌ أَوْ رَايَةٌ يَحْمِلُهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ مُسَمًّى , وَقَبَائِلُ الْعَرَبِ فِيهِمُ الْأَلْوِيَةُ وَالرَّايَاتُ يَحْمِلُهَا قَوْمٌ مِنْهُمْ مُسَمَّوْنَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَدَّمَ سُلَيْمًا مِنْ يَوْمِ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ حَتَّى وَرَدَ الْجِعْرَانَةَ وَانْحَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَادِي الْحُنَيْنِ عَلَى تَعْبِئَةٍ وَرَكِبَ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ دُلْدُلَ وَلَبِسَ دِرْعَيْنِ وَالْمِغْفَرَ وَالْبَيْضَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 فَاسْتَقْبَلَهُمْ مِنْ هَوَازِنَ شَيْءٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ مِنَ السَّوَادِ وَالْكَثْرَةِ وَذَلِكَ فِي غَبَشِ الصُّبْحِ وَخَرَجَتِ الْكَتَائِبُ مِنْ مَضِيقِ الْوَادِي وَشُعَبِهِ فَحَمَلُوا حَمَلَةً وَاحِدَةً وَانْكَشَفَتِ الْخَيْلُ خَيْلُ بَنِي سُلَيْمٍ مُوَلِّيَةً وَتَبِعَهُم أَهْلُ مَكَّةَ وَتَبِعَهُمُ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْعَسْكَرِ وَثَّابَ إِلَيْهِ مَنِ انْهَزَمَ وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ لِلْعَبَّاسِ: «نَادِ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ، يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ» , فَنَادَى وَكَانَ صَيِّتًا، فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ عَلَى أَوْلَادِهَا، يَقُولُونَ: يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، فَحَمَلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى قِتَالِهِمْ فَقَالَ: «الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ , أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» ، ثُمَّ قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: «نَاوِلْنِي حَصَيَاتٍ» فَنَاوَلْتُهُ حَصَيَاتٍ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» وَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» ، وَقَذْفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ وَانْهَزَمُوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , أَنْ يُقْتَلَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ , فَحَنَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ يَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَهَى عَنْ قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ , عَمَائِمُ حُمْرٌ قَدْ أَرْخَوْهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ» وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِطَلَبِ الْعَدُوَّ، فَانْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى الطَّائِفِ وَبَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ وَتَوَجَّهَ قَوْمٌ مِنْهُمْ إِلَى أَوْطَاسٍ فَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 الله عليه وسلم لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ لِوَاءً وَوَجَّهَهُ فِي طَلَبِهِمْ وَكَانَ مَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ فَإِذَا هُمْ مُمْتَنِعُونَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَبُو عَامِرٍ تِسْعَةً مُبَارَزَةً ثُمَّ بَرَزَ لَهُ الْعَاشِرُ مُعَلَّمًا بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ فَقَتَلَهُ وَاسْتَخْلَفَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَتَلَ قَاتَلَ أَبِي عَامِرٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي عَامِرٍ وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ» ، وَدَعَا لِأَبِي مُوسَى أَيْضًا. وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا أَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيُّ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ، أَخُو أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لِأُمِّهِ , وَسُرَاقَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرُقَيْمُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ، وَاسْتَحَرَّ الْقِتَالُ فِي بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ فِي بَنِي رَبَابٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ مُسْلِمًا: هَلَكَتْ بَنُو رَبَابٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اَجْبِرْ مُصِيبَتَهُمْ» وَوَقَفَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ عَلَى ثَنِيَّةٍ مِنَ الثَّنَايَا حَتَّى مَضَى ضُعَفَاءُ أَصْحَابِهِ وَتَتَامَّ آخِرُهُمْ، ثُمَّ هَرَبَ فَتَحَصَّنَ فِي قَصْرِ بَلِيَّةَ وَيُقَالُ دَخَلَ حِصْنَ ثَقِيفٍ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالسَّبْيِ وَالْغَنَائِمِ تُجْمَعُ , فَجُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ وَحَدَرُوهُ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، فَوَقَفَ بِهَا إِلَى أَنِ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ وَهُمْ فِي حَظَائِرِهِمْ يَسْتَظِلُّونَ بِهَا مِنَ الشَّمْسِ وَكَانَ السَّبْيُ سِتَّةَ آلَافِ رَأْسٍ وَالْإِبِلُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَعِيرٍ وَالْغَنَمُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفِ شَاةٍ , وَأَرْبَعَةُ آلَافِ أُوقِيَّةِ فِضَّةٍ , فَاسْتَأْنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالسَّبْيِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ وَفْدُهُمْ وَبَدَأَ بِالْأَمْوَالِ فَقَسَمَهَا وَأَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , قَالَ: ابْنِي يَزِيدَ قَالَ: أَعْطُوهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ قَالَ: ابْنِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أَعْطُوهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، ثُمَّ سَأَلَهُ مِائَةً أُخْرَى فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، ثُمَّ سَأَلَهُ مِائَةً أُخْرَى فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَأَعْطَى النَّصْرَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , وَأَعْطَى أُسَيْدَ بْنَ جَارِيَةَ الثَّقَفِيَّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 وَأَعْطَى الْعَلَاءَ بْنَ حَارِثَةَ الثَّقَفِيَّ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَى مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَى الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعَ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى قَيْسَ بْنَ عَدِيٍّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُثْمَانَ بْنَ وَهْبٍ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى هِشَامَ بْنَ عَمْرٍو الْعَامِرِيَّ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التَّمِيمِيَّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ أَرْبَعِينَ مِنَ الْإِبِلِ فَقَالَ فِي ذَلِكَ شَعَرًا فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَيُقَالُ خَمْسِينَ وَأَعْطَى ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الْخُمُسِ , وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا , ثُمَّ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بِإِحْصَاءِ النَّاسِ وَالْغَنَائِمِ ثُمَّ فَضَّهَا عَلَى النَّاسِ فَكَانَتْ سِهَامُهُمْ لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعُونَ شَاةً , فَإِنْ كَانَ فَارِسًا أَخَذَ اثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْإِبِلِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ شَاةٍ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ فَرَسٍ لَمْ يُسْهَمْ لَهُ. وَقَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَرَأَسَهُمْ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ , وَفِيهِمْ أَبُو بُرْقَانَ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِالسَّبْيِ فَقَالَ: «أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟» قَالُوا: مَا كُنَّا نَعْدِلُ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا. فَقَالَ: «أَمَّا مَا لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وَسَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ» فَقَالَ: الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فَلَا، وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا، وَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: وَهَّنْتُمُونِي وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 : «إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ جَاءُوا مُسْلِمَيْنِ , وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِسَبْيِهِمْ وَقَدْ خَيَّرْتُهُمْ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَبْنَاءِ وَالنِّسَاءِ شَيْئًا فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَطَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يَرُدَّهُ فَسَبِيلُ ذَلِكَ , وَمَنْ أَبَى فَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ وَلْيَكُنْ ذَلِكَ قَرْضًا عَلَيْنَا سِتَّ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا» ، قَالُوا: رَضِينَا وَسَلَّمْنَا فَرَدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُ عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنٍ فَإِنَّهُ أَبَى أَنْ يَرُدَّ عَجُوزًا صَارَتْ فِي يَدِهِ مِنْهُمْ ثُمَّ رَدَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَسَا السَّبْيَ قُبْطِيَّةً قُبْطِيَّةً، قَالُوا: فَلَمَّا رَأَتِ الْأَنْصَارُ مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟» قَالُوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِكَ حَظًّا وَقَسْمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ» . وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقُوا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى الْجِعْرَانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَدَخَلَ مَكَّةَ فَطَافَ وَسَعَى وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَرَجَعَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ مِنْ لَيْلَتِهِ كَبَائِتٍ ثُمَّ غَدَا يَوْمَ الْخَمِيسِ فَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَلَكَ فِي وَادِي الْجِعْرَانَةِ حَتَّى خَرَجَ عَلَى سَرِفَ ثُمَّ أَخَذَ الطَّرِيقَ إِلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ ثُمَّ إِلَى الْمَدِينَةِ , صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى هَوَازِنَ فِي اثْنَيْ [ص: 155] عَشَرَ أَلْفًا، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا قَتَلَ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرَابًا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَرَمَى بِهِ وُجُوهَنَا فَانْهَزَمْنَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَذَ بِغَرْزِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ مَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِلِجَامِهِ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» ، قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، فَنَادَيْتُ بِصَوْتِيَ الْأَعْلَى: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةَ؟ فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ إِلَى أَوْلَادِهَا: يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ , وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَقَوْا هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ، وَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَى فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنَ الْخَزْرَجِ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنَ الْحَصَى فَرَمَاهُمْ بِهَا ثُمَّ قَالَ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَمَرُهُمْ مُدْبِرًا وَحَدُّهُمْ كَلِيلًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّهُمْ أَصَابُوا يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ آلَافٍ مِنَ السَّبْيِ، فَجَاءُوا مُسْلِمَيْنِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنْتَ خَيْرُ النَّاسِ، وَقَدْ أَخَذْتَ أَبْنَاءَنَا، وَنِسَاءَنَا، وَأَمْوَالَنَا، فَقَالَ: «إِنَّ عِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ، وَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا مِنِّي، إِمَّا ذَرَارِيَّكُمْ وَنِسَاءَكُمْ، وَإِمَّا أَمْوَالَكُمْ» ، قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَعْدِلَ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاؤُوا مُسْلِمَيْنِ وَإِنَّا قَدْ خَيَّرْنَاهُمْ بَيْنَ الذَّرَارِيِّ وَالْأَمْوَالِ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَطَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يَرُدَّهُ فَسَبِيلُ ذَلِكَ , وَمَنْ لَا فَلْيُعْطِنَا وَلْيَكُنْ قَرْضًا عَلَيْنَا حَتَّى نُصِيبَ شَيْئًا فَنُعْطِيَهُ [ص: 156] مَكَانَهُ» , قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ رَضِينَا وَسَلَّمْنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلَّ فِيكُمْ مَنْ لَا يَرْضَى، فَمُرُوا عُرَفَاءَكُمْ يَرْفَعُونَ ذَلِكَ إِلَيْنَا» ، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ الْعُرَفَاءُ أَنْ قَدْ رَضُوا وَسَلَّمُوا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأْمَتِي وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , حَانَ الرَّوَاحُ؟ فَقَالَ: «أَجَلْ» , ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ» ، فَثَارَ مِنْ تَحْتِ شَجَرَةِ سَمُرَةَ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ، قَالَ: «أَسْرِجْ لِي فَرَسِي» ، فَأَخْرَجَ سَرْجًا دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِمَا أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ , قَالَ: فَأَسْرَجَ، فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا، فَصَافَفْنَاهُمْ عَشِيَّتَنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخِيلَانُ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ": يَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " , ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ، قَالَ: ثُمَّ اقْتَحَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسِهِ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنِّي أَنَّهُ ضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ وَقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 قَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ: فَحَدَّثَنِي أَبْنَاؤُهُمْ، عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: «لَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ وَفُوهُ تُرَابًا، وَسَمِعْنَا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْجَدِيدِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ: " أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيًا فَنَادَى: «إِنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَصَابَنَا مَطَرٌ بِحُنَيْنٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيَهُ فَنَادَى: إِنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 وَأَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالُوا: " نُودِيَ فِي النَّاسِ يَوْمَ حُنَيْنٍ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَأَقْبَلُوا بِسُيُوفِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 سَرِيَّةُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ ثُمَّ سَرِيَّةُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ: صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ الدَّوْسِيِّ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّيْرَ إِلَى الطَّائِفِ بَعَثَ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ الدَّوْسِيِّ يَهْدِمُهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَمِدَّ قَوْمَهُ وَيُوَافِيَهُ بِالطَّائِفِ، فَخَرَجَ سَرِيعًا إِلَى قَوْمِهِ فَهَدَمَ ذَا الْكَفَّيْنِ وَجَعَلَ يَحُشُّ النَّارَ فِي وَجْهِهِ وَيَحْرِقُهُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] يَا ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عُبَّادِكَا ... مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَا إِنِّي حَشَشْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا قَالَ: وَانْحَدَرَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ أَرْبَعُمِائَةٍ سِرَاعًا، فَوَافَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالطَّائِفِ بَعْدَ مَقْدِمِهِ بِأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ , وَقَدِمَ بِدَبَّابَةٍ وَمَنْجَنِيقٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 ، وَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَزْدِ، مَنْ يَحْمِلُ رَايَتَكُمْ» ؟ فَقَالَ الطُّفَيْلُ: مَنْ كَانَ يَحْمِلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ النُّعْمَانُ بْنُ بَازِيَةَ اللِّهْبِيُّ، قَالَ: «أَصَبْتُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّائِفَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطَّائِفَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ. قَالُوا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ يُرِيدُ الطَّائِفَ، وَقَدَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، وَقَدْ كَانَتْ ثَقِيفٌ رَمَّوْا حِصْنَهُمْ وَأَدْخَلُوا فِيهِ مَا يُصْلِحُهُمْ لِسَنَةٍ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا مِنْ أَوْطَاسٍ دَخَلُوا حِصْنَهُمْ وَأَغْلَقُوهُ عَلَيْهِمْ وَتَهَيَّأُوا لِلْقِتَالِ , وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَ قَرِيبًا مِنْ حِصْنِ الطَّائِفِ وَعَسْكَرَ هُنَاكَ , فَرَمَوُا الْمُسْلِمِينَ بِالنَّبْلِ رَمْيًا شَدِيدًا كَأَنَّهُ رِجْلُ جَرَادٍ، حَتَّى أُصِيبَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِجِرَاحَةٍ , وَقُتِلَ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَرُمِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَوْمَئِذٍ فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ ثُمَّ انْتَفَضَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَمَاتَ مِنْهُ. فَارْتَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَوْضِعِ مَسْجِدِ الطَّائِفِ الْيَوْمَ وَكَانَ مَعَهُ مِنْ نِسَائِهِ أُمُّ سَلَمَةَ وَزَيْنَبُ فَضَرَبَ لَهُمَا قُبَّتَيْنِ , وَكَانَ يُصَلِّي بَيْنَ الْقُبَّتَيْنِ حِصَارَ الطَّائِفِ كُلَّهُ فَحَاصَرَهُمْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَنَصَبَ عَلَيْهِمُ الْمَنْجَنِيقَ وَنَثَرَ الْحَسَكَ سُقْبَيْنِ مِنْ عِيدَانٍ حَوْلَ الْحِصْنِ فَرَمَتْهُمْ ثَقِيفٌ بِالنَّبْلِ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رِجَالٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَطْعِ أَعْنَابِهِمْ وَتَحْرِيقِهَا فَقَطَعَ الْمُسْلِمُونَ قَطْعًا ذَرِيعًا ثُمَّ سَأَلُوهُ أَنْ يَدَعَهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَإِنِّي أَدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ» وَنَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِيُّمَا عَبْدٍ نَزَلَ مِنَ الْحِصْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 وَخَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ حُرٌّ» فَخَرَجَ مِنْهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ أَبُو بَكْرَةَ نَزَلَ فِي بَكْرَةٍ فَقِيلَ أَبُو بَكْرَةَ , فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَدَفَعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُونُهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ مَشَقَّةً شَدِيدَةً وَلَمْ يُؤْذَنْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي فَتْحِ الطَّائِفِ وَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ فَقَالَ: «مَا تَرَى؟» فَقَالَ: ثَعْلَبٌ فِي جُحْرٍ إِنْ أَقَمْتَ عَلَيْهِ أَخَذْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ فَضَجَّ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ وَقَالُوا: نَرْحَلُ وَلَمْ يُفْتَحْ عَلَيْنَا الطَّائِفُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» فَغَدَوْا فَأَصَابَتِ الْمُسْلِمِينَ جِرَاحَاتٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» فَسُرُّوا بِذَلِكَ وَأَذْعَنُوا وَجَعَلُوا يَرْحَلُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَضْحَكُ وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» فَلَمَّا ارْتَحَلُوا وَاسْتَقَلُّوا قَالَ: «قُولُوا آئِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» وَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا وَأْتِ بِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ قَالَ: فَرُمِيَ رَجُلٌ مِنْ فَوْقِ سُورِهَا فَقُتِلَ، فَأَتَى عُمَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ عَلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْذَنْ فِي ثَقِيفٍ» قَالَ: فَكَيْفَ نَقْتُلُ فِي قَوْمٍ لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ فِيهِمْ؟ قَالَ: «فَارْتَحِلُوا» ، فَارْتَحَلُوا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ يَعْنِي ابْنَ أَرْطَاَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الطَّائِفِ: «مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا مِنَ الْعَبِيدِ فَهُوَ حُرٌّ» فَخَرَجَ عَبِيدٌ مِنْ عَبِيدِهِمْ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُصَدِّقِينَ قَالُوا: لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هِلَالَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ بَعَثَ الْمُصَدِّقِينَ يُصَدِّقُونَ الْعَرَبَ فَبَعَثَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ يُصَدِّقُهُمْ، وَبَعَثَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ إِلَى أَسْلَمَ وَغِفَارٍ يُصَدِّقُهُمْ، وَيُقَالَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَبَعَثَ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ الْأَشْهَلَيَّ إِلَى سُلَيْمٍ وَمُزَيْنَةَ، وَبَعَثَ رَافِعَ بْنَ مَكِيثٍ إِلَى جُهَيْنَةَ، وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى بَنِي فَزَارَةَ، وَبَعَثَ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّ إِلَى بَنِي كِلَابٍ، وَبَعَثَ بُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ الْكَعْبِيَّ إِلَى بَنِي كَعْبٍ، وَبَعَثَ ابْنَ اللُّتْبِيَّةَ الْأَزْدِيَّ إِلَى بَنِي ذُبْيَانَ، وَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ سَعْدِ هُذَيْمٍ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصَدِّقِيهِ أَنْ يَأْخُذُوا الْعَفْوَ مِنْهُمْ، وَيَتَوَقَّوْا كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 سَرِيَّةُ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُيَيْنَةَ بْنَ الْحِصْنِ الْفَزَارِيِّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ , وَكَانُوا فِيمَا بَيْنَ السُّقْيَا وَأَرْضِ بَنِي تَمِيمٍ وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيَّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ فِي خَمْسِينَ فَارِسًا مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ فِيهِمْ مُهَاجِرِيٌّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 وَلَا أَنْصَارِيٌّ فَكَانَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ فَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي صَحْرَاءَ فَدَخَلُوا وَسَرَّحُوا مَوَاشِيَهُمْ فَلَمَّا رَأَوُا الْجَمْعَ وَلَّوْا وَأَخَذَ مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَوَجَدُوا فِي الْمَحِلَّةِ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلَاثِينَ صَبِيًّا فَجَلَبَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحُبِسُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَقَدِمَ فِيهِمْ عِدَّةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ: عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ وَنُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ وَرَبَاحُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ مُجَاشِعٍ فَلَمَّا رَأَوْهُمْ بَكَى إِلَيْهِمُ النِّسَاءُ وَالذَّرَارِيُّ فَعَجِلُوا فَجَاءُوا إِلَى بَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَادَوْا: يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ إِلَيْنَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ وَتَعَلَّقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُكَلِّمُونَهُ فَوَقَفَ مَعَهُمْ ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ , فَقَدَّمُوا عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ فَتَكَلَّمَ وَخَطَبَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنَ شَمَّاسٍ فَأَجَابَهُمْ وَنَزَلَ فِيهِمْ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ الْأَسْرَى وَالسَّبْيَ ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى بَلْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ يُصَدِّقْهُمْ وَكَانُوا قَدْ أَسْلَمُوا وَبَنَوُا الْمَسَاجِدَ فَلَمَّا سَمِعُوا بِدُنُوِّ الْوَلِيدِ خَرَجَ مِنْهُمْ عِشْرُونَ رَجُلًا يَتَلَقَّوْنَهُ بِالْجَزُورِ وَالْغَنَمِ فَرَحًا , بِهِ فَلَمَّا رَآهُمْ وَلَّى رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأُخْبِرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , أَنَّهُمْ لَقُوهُ بِالسِّلَاحِ يَحُولُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ. فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ مَنْ يَغْزُوهُمْ وَبَلَغَ ذَلِكَ الْقَوْمَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ الرُّكَبُ الَّذِينَ لَقُوا الْوَلِيدَ فَأَخْبَرُوا النَّبِيَّ الْخَبَرَ عَلَى وَجْهِهِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ وَبَعَثَ مَعَهُمْ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَيُقْرِئَهُمُ الْقُرْآنَ , فَلَمْ يَعْدُ مَا أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُضَيِّعْ حَقًّا وَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاضِيًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 سَرِيَّةُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ إِلَى خَثْعَمٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرٍ بْنِ حَدِيدَةَ إِلَى خَثْعَمٍ بِنَاحِيَةِ بِيشَةَ قَرِيبًا مِنْ تُرْبَةَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُطْبَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ خَثْعَمٍ بِنَاحِيَةِ تَبَالَةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ الْغَارَةَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجُوا عَلَى عَشْرَةِ أَبْعِرَةٍ يَعْتَقِبُونَهَا فَأَخَذُوا رَجُلًا فَسَأَلُوهُ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يَصِيحُ بِالْحَاضِرِ وَيُحَذِّرُهُمْ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ ثُمَّ أَمْهَلُوا حَتَّى نَامَ الْحَاضِرُ فَشُنُّوا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْجَرْحَى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا وَقَتَلَ قُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ مَنْ قَتَلَ وَسَاقُوا النَّعَمَ وَالشَّاءَ وَالنِّسَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَاءَ سَيْلٌ أَتِيٌّ فَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَمَا يَجِدُونَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَكَانَتْ سُهْمَانُهُمْ أَرْبَعَةُ أَبْعِرَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْعِرَةٍ وَالْبَعِيرُ يُعْدَلُ بِعَشْرٍ مِنَ الْغَنَمِ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَ الْخُمُسَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 سَرِيَّةُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ إِلَى بَنِي كِلَابٍ ثُمَّ سَرِيَّةُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ إِلَى بَنِي كِلَابٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشًا إِلَى الْقُرَطَاءِ [ص: 163] عَلَيْهِمُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْكِلَابِيُّ وَمَعَهُ الْأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قُرْطٍ فَلَقَوْهُمْ بِالزُّجِّ زُجِّ لَاوَهْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا فَقَاتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ فَلَحِقَ الْأَصْيَدُ أَبَاهُ سَلَمَةَ , وَسَلَمَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي غَدِيرٍ بِالزُّجِّ فَدَعَا أَبَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَعْطَاهُ الْأَمَانَ فَسَبَّهُ وَسَبَّ دِينَهُ فَضَرَبَ الْأَصْيَدُ عُرْقُوبَيْ فَرَسِ أَبِيهِ , فَلَمَّا وَقَعَ الْفَرَسُ عَلَى عُرْقُوبَيْهِ ارْتَكَزَ سَلَمَةُ عَلَى رُمْحِهِ فِي الْمَاءِ ثُمَّ اسْتَمْسَكَ بِهِ حَتَّى جَاءَهُ أَحَدُهُمْ فَقَتَلَهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ ابْنُهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 سَرِيَّةُ عَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِيِّ إِلَى الْحَبَشَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ نَاسًا مِنَ الْحَبَشَةِ تَرَايَاهُمْ أَهْلُ جُدَّةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَزِّزٍ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ فَانْتَهَى إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ وَقَدْ خَاضَ إِلَيْهِمُ الْبَحْرَ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَلَمَّا رَجَعَ تَعَجَّلَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى أَهْلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ فَتَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ فِيهِمْ فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ تَعَجَّلَ وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ فَنَزَلُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَأَوْقَدُوا نَارًا يَصْطَلُونَ عَلَيْهَا وَيَصْطَنِعُونَ فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ إِلَّا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ فَقَامَ بَعْضُ الْقَوْمِ فَاحْتَجَزُوا حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ فِيهَا فَقَالَ: اجْلِسُوا إِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُمْ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا تُطِيعُوهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْفُلْسِ صَنَمُ طَيِّئٍ لِيَهْدِمَهُ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْفُلْسِ صَنَمِ طَيِّئٍ لِيَهْدِمَهُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ وَخَمْسِينَ فَرَسًا وَمَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ وَلِوَاءٌ أَبْيَضُ إِلَى الْفُلْسِ لِيَهْدِمَهُ فَشَنُّوا الْغَارَةَ عَلَى مَحِلَّةِ آلِ حَاتِمٍ مَعَ الْفَجْرِ فَهَدَمُوا الْفُلْسَ وَخَرَّبُوهُ وَمَلَأُوا أَيْدِيَهُمْ مِنَ السَّبْيِ وَالنِّعَمِ وَالشَّاءِ وَفِي السَّبْيِ أُخْتُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهَرَبَ عَدِيُّ إِلَى الشَّامِ وَوُجِدَ فِي خِزَانَةِ الْفُلْسِ ثَلَاثَةُ أَسْيَافٍ رَسُوبٌ وَالْمِخْذَمُ وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ الْيَمَانِيُّ وَثَلَاثَةُ أَدْرَاعٍ وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى السَّبْيِ أَبَا قَتَادَةَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَاشِيَةِ وَالرَّثَّةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ فَلَمَّا نَزَلُوا رَكَكَ اقْتَسَمُوا الْغَنَائِمَ وَعَزَلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , صَفِيًّا وَرَسُوبًا وَالْمِخْذَمَ ثُمَّ صَارَ لَهُ بَعْدُ السَّيْفُ الْآخَرُ , وَعَزَلَ الْخُمُسَ وَعَزَلَ آلَ حَاتِمٍ فَلَمْ يَقْسِمْهُمْ حَتَّى قَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْجَنَابِ , أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيٌّ ثُمَّ سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ إِلَى الْجَنَابِ , أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيٌّ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ فِي رَجَبَ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ، قَالُوا: بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ الرُّومَ قَدْ جَمَعَتْ جُمُوعًا كَثِيرَةً بِالشَّامِ وَأَنَّ هِرَقْلَ قَدْ رَزَقَ أَصْحَابَهُ لِسَنَةٍ وَأَجْلَبَتْ مَعَهُ لَخْمٌ وَجُذَامٌ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ وَقَدَّمُوا مُقَدِّمَاتِهِمْ إِلَى الْبَلْقَاءِ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْخُرُوجِ وَأَعْلَمَهُمُ الْمَكَانَ الَّذِي يُرِيدُ لِيَتَأَهَّبُوا لِذَلِكَ وَبَعَثَ إِلَى مَكَّةَ وَإِلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَسْتَنْفِرُهُمْ , وَذَلِكَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَحَمَلُوا صَدَقَاتٍ كَثِيرَةٍ وَقَوُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَجَاءَ الْبَكَّاؤُونَ وَهُمْ سَبْعَةٌ يَسْتَحْمِلُونَهُ فَقَالَ: " {لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92] " وَهُمْ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهَرَمِيُّ بْنُ عَمْرٍو وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو لَيْلَى الْمَازِنِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عَنَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ وَالْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُونَ الْبَكَّاءُونَ بَنُو مُقَرِّنٍ السَّبْعَةُ، وَهُمْ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي التَّخَلُّفِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ وَهُمْ بِضْعَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا , وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤَذَنَ لَهُمْ فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ فَلَمْ يَعْذُرْهُمْ وَهُمُ اثْنَانِ وَثَمَانُونَ رَجُلًا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ قَدْ عَسْكَرَ عَلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ فِي حُلَفَائِهِ مِنَ الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ فَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ عَسْكَرُهُ بِأَقَلِّ الْعَسْكَرِيِّنَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَخْلَفَ عَلَى عَسْكَرِهِ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , وَاسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّنْ قَالَ اسْتَخْلَفَ غَيْرَهُ فَلَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 عليه وسلم تَخَلَّفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ وَتَخَلَّفَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا ارْتِيَابٍ مِنْهُمْ: كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَهِلَالُ بْنُ رَبِيعٍ وَمُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو خَيْثَمَةَ السَّالِمِيِّ , وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّ بَطْنٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ أَنْ يَتَّخِذُوا لِوَاءً أَوْ رَايَةً وَمَضَى لِوَجْهِهِ يَسِيرُ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ فِي ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ , وَالْخَيْلُ عَشَرَةُ آلَافِ فَرَسٍ فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يُصَلِّي بِهَا رَكْعَتَيْنِ وَلَحِقَهُ بِهَا أَبُو خَيْثَمَةَ السَّالِمِيُّ وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَهِرَقْلُ يَوْمَئِذٍ بِحِمْصَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَارِسًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ , سَرِيَّةً إِلَى أُكَيْدِرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَكَانَ أُكَيْدِرُ مِنْ كِنْدَةَ قَدْ مَلَكَهُمْ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَانْتَهَى إِلَيْهِ خَالِدٌ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ حِصْنِهِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ إِلَى بَقَرٍ يُطَارِدُهَا هُوَ وَأَخُوهُ حَسَّانُ فَشَدَّتْ عَلَيْهِ خَيْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَاسْتَأْسَرَ أُكَيْدِرَ وَامْتَنَعَ أَخُوهُ حَسَّانُ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَهَرَبَ مَنْ كَانَ مَعَهُمَا فَدَخَلَ الْحِصْنَ وَأَجَارَ خَالِدٌ أُكَيْدِرَ مِنَ الْقَتْلِ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُ دُومَةَ الْجَنْدَلِ فَفَعَلَ وَصَالَحَهُ عَلَى أَلْفَيْ بَعِيرٍ وَثَمَانِمِائَةِ رَأْسٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ دِرْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ رُمْحٍ فَعَزَلَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم صَفِيًّا خَالِصًا ثُمَّ قَسَمَ الْغَنِيمَةَ فَأَخْرَجَ الْخُمُسَ , وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَصَارَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ خَمْسُ فَرَائِضَ ثُمَّ خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِأُكَيْدِرَ وَبِأَخِيهِ مَصَادٍ وَكَانَ فِي الْحِصْنِ وَبِمَا صَالَحَهُ عَلَيْهِ قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَدِمَ بِأُكَيْدِرَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً فَصَالَحَهُ عَلَى الْجِزْيَةِ وَحَقَنَ دَمَهُ وَدَمَ أَخِيهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُمَا وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى. اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا فِيهِ أَمَانُهُمْ وَمَا صَالَحَهُمْ عَلَيْهِ وَخَتَمَهُ يَوْمَئِذٍ بِظُفْرِهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ عَلَى حَرَسِهِ بِتَبُوكَ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فَكَانَ يَطُوفُ فِي أَصْحَابِهِ عَلَى الْعَسْكَرِ ثُمَّ انْصَرَفَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ , فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا رُزِقْنَا فِي سَفَرِنَا هَذَا مِنْ أَجْرٍ وَحِسْبَةٍ» وَجَاءَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَحَلَفُوا لَهُ فَعَذَرَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَأَرْجَأَ أَمَرَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ حَتَّى نَزَلَتْ تَوْبَتُهُمْ بَعْدُ , وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَبِيعُونَ أَسْلِحَتَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَدِ انْقَطَعَ الْجِهَادُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَهَاهُمْ وَقَالَ: «لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُجَاهِدُونَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَلَّ مَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا، وَغَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ , فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمَرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فِي قَوْلِهِ: {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة: 117] قَالَ: «خَرَجُوا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ الرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ عَلَى بَعِيرٍ، وَخَرَجُوا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَأَصَابَهُمْ يَوْمًا عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى جَعَلُوا يَنْحَرُونَ إِبِلَهُمْ فَيَعْصِرُونَ أَكْرَاشَهَا وَيَشْرَبُونَ مَاءَهَا , فَكَانَ ذَلِكَ عُسْرَةً مِنَ الْمَاءِ، وَعُسْرَةً مِنَ الْظَّهْرِ، وَعُسْرَةً مِنَ النَّفَقَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغِسِّيلُ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوِ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَانَتْ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: «غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكًا، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يُصَلِّي بِهَا صَلَاةَ الْمُسَافِرِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟، قَالَ «نَعَمْ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بَعْدَ أَنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 حَجَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالنَّاسِ ثُمَّ حَجَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالنَّاسِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالُوا: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَجِّ فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ وَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , بِعِشْرِينَ بَدَنَةً قَلَّدَهَا وَأَشْعَرَهَا بِيَدِهِ عَلَيْهَا نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيُّ وَسَاقَ أَبُو بَكْرٍ خَمْسَ بَدَنَاتٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَرْجِ لَحِقَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَصْوَاءِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: اسْتَعْمَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الْحَجِّ؟، قَالَ: لَا , وَلَكِنْ بَعَثَنِي أَقْرَأُ بَرَاءَةً عَلَى النَّاسِ وَأَنْبِذُ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ , الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ وَقَرَأَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَرَاءَةً عَلَى النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَنَبَذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ وَقَالَ: لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ , ثُمَّ رَجَعَا قَافِلِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي رَهْطٍ يُؤْذِنُونَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ: أَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ , وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ "، فَكَانَ حُمَيْدٌ يَقُولُ: يَوْمَ النَّحْرَةِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ بِنَجْرَانَ ثُمَّ سَرِيَّةُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ بِنَجْرَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى الْيَمَنِ , , يُقَالُ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ سَرِيَّةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ يُقَالُ مَرَّتَيْنِ , إِحْدَاهُمَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , عَلِيًّا إِلَى الْيَمَنِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: «امْضِ وَلَا تَلْتَفِتْ فَإِذَا نَزَلْتَ بِسَاحَتِهِمْ فَلَا تُقَاتِلْهُمْ حَتَّى يُقَاتِلُوكَ» . فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ فَارِسٍ وَكَانَتْ أَوَّلَ خَيْلٍ دَخَلَتْ إِلَى تِلْكَ الْبِلَادِ , وَهِيَ بِلَادُ مَذْحِجٍ فَفَرَّقَ أَصْحَابَهُ فَأَتَوْا بِنَهْبٍ وَغَنَائِمَ وَنِسَاءٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 وَأَطْفَالٍ وَنِعَمٍ وَشَاءٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ , وَجَعَلَ عَلِيُّ عَلَى الْغَنَائِمِ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيَّ , فَجَمَعَ إِلَيْهِ مَا أَصَابُوا ثُمَّ لَقِيَ جَمْعَهُمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا وَرَمَوْا بِالنَّبْلِ وَالْحِجَارَةِ , فَصَفَّ أَصْحَابَهُ وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إِلَى مَسْعُودِ بْنِ سِنَانٍ السُّلَمِيِّ , ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ بِأَصْحَابِهِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ عِشْرِينَ رَجُلًا فَتَفَرَّقُوا وَانْهَزَمُوا , فَكَفَّ عَنْ طَلَبِهِمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْرِعُوا وَأَجَابُوا وَبَايَعَهُ نَفَرٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا وَهَذِهِ صَدَقَاتُنَا فَخُذْ مِنْهَا حَقَّ اللَّهِ وَجَمَعَ عَلِيُّ الْغَنَائِمَ فَجَزَّأَهَا عَلَى خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ فَكَتَبَ فِي سَهْمٍ مِنْهَا لِلَّهِ وَأَقْرَعَ عَلَيْهَا فَخَرَجَ أَوَّلَ السِّهَامِ سَهْمُ الْخُمُسِ وَقَسَّمَ عَلِيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ بَقِيَّةَ الْمَغْنَمِ ثُمَّ قَفَلَ فَوَافَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , بِمَكَّةَ قَدْ قَدِمَهَا لِلْحَجِّ سَنَةَ عَشْرٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 ذِكْرُ عُمْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَشِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرٍ: عَمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ وَهِيَ عُمْرَةُ الْحَصْرِ، وَعُمْرَةُ الْقَضَاءِ مِنْ قَابِلٍ , وَعُمْرَةُ الْجِعْرَانَةِ , وَالرَّابِعَةُ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «اعْتَمَرَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَاعْتَمَرَ عَامَ صَالَحَ قُرَيْشًا فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَاعْتَمَرَ مَرْجِعَهُ مِنَ الطَّائِفِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْهُذَلِيَّ، عَنْ عِكْرِمَةَ [ص: 171] ، قَالَ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عُمَرٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرَ كُلُّهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمْرَةً إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «عُمَرُ النَّبِيِّ كُلُّهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ,؟ قَالَ: أَرْبَعًا: عُمْرَتَهُ الَّتِي صَدَّهُ فِيهَا الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْبَيْتِ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَعُمْرَتُهُ أَيْضًا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حِينَ صَالَحُوهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَعُمْرَتُهُ حِينَ قَسَّمَ غَنِيمَةَ حُنَيْنٍ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَعُمْرَتُهُ مَعَ حَجَّتِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فَقَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ، هَكَذَا قَالَ: قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , لَيْلًا مِنَ الْجِعْرَانَةِ ثُمَّ رَجَعَ كَبَائِتٍ , قَالَ: فَلِذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ , قَالَ دَاوُدُ: عَامَ الْفَتْحِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ وَقَالَ: «اعْتَمَرَ مِنْهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتِ " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا: عَمْرَةٌ فِي شَوَّالٍ , وَعُمْرَتَيْنِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا مَرَّةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقَامَ فِي عُمَرِهِ ثَلَاثًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: «أَدَخَلَ النَّبِيُّ الْبَيْتَ فِي عُمُرِهِ؟» ، قَالَ: لَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 حَجَّةُ الْوَدَاعِ ثُمَّ حَجَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِهِ وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّي النَّاسُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ , وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُسَمُّونَهَا حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، قَالُوا: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي كُلَّ عَامٍ وَلَا يَحْلِقُ وَلَا يُقَصِّرُ وَيَغْزُو الْمَغَازِيَ وَلَا يَحُجُّ حَتَّى كَانَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَجْمَعَ الْخُرُوجَ إِلَى الْحَجِّ وَآذَنَ النَّاسَ بِذَلِكَ , فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 يَأْتَمُّونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَلَمْ يَحُجَّ غَيْرَهَا مُنْذُ تُنُبئَ إِلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللَّهُ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ وَيَقُولُ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ مُغْتَسِلًا مُتَدَهِّنًا مُتَرَجِّلًا مُتَجَرِّدًا فِي ثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ إِزَارٌ , وَرِدَاءٌ , وَذَلِكَ يَوْمُ السَّبْتِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَصَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ، وَأَشْعَرَ هَدْيَهُ وَقَلَّدَهُ ثُمَّ رَكِبَ نَاقَتَهُ , فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا بِالْبَيْدَاءِ أَحْرَمَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ وَكَانَ عَلَى هَدْيِهِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمَيُّ , وَاخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِيمَا أَهَلَّ بِهِ فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، يَقُولُونَ: أَهَلَّ بِالْحَجِّ مُفْرِدًا , وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِمْ أَنَّهُ قَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً وَقَالَ: بَعْضُهُمْ دَخَلَ مَكَّةَ مُتَمَتِّعًا بِعُمْرَةٍ ثُمَّ أَضَافَ إِلَيْهَا حَجَّةً , وَفِي كُلٍّ رِوَايَةٌ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمَضَى يَسِيرُ الْمَنَازِلَ وَيَؤُمُّ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلَوَاتِ فِي مَسَاجِدَ لَهُ قَدْ بَنَاهَا النَّاسُ وَعَرَفُوا مَوَاضِعَهَا وَكَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَغَرَبَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِسَرِفٍ ثُمَّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ وَدَخَلَ مَكَّةَ نَهَارًا وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ , فَدَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ بَنِي شَيْبَةَ , فَلَمَّا رَأَى الْبَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً , وَزِدْ مَنْ عَظَّمَهُ مِمَّنْ حَجَّهُ وَاعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَتَعْظِيمًا وَبِرًا» ثُمَّ بَدَأَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَرَمَلَ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِرِدَائِهِ , ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ. وَكَانَ قَدِ اضْطَرَبَ بِالْأَبْطَحِ فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةَ بِيَوْمٍ خَطَبَ بِمَكَّةَ بَعْدَ الظُّهْرِ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمَ التَّرْوِيَةَ إِلَى مِنًى فَبَاتَ بِهَا ثُمَّ غَدَا إِلَى عَرَفَاتٍ فَوَقَفَ بِالْهِضَابِ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَقَالَ: «كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ» ؛ فَوَقَفَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَدْعُو فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ دَفَعَ فَجَعَلَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 يَسِيرُ الْعَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ فَنَزَلَ قَرِيبًا مِنَ النَّارِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ ثُمَّ بَاتَ بِهَا فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ أَذِنَ لِأَهْلِ الضَّعْفِ مِنَ الذُّرِّيَّةَ وَالنِّسَاءِ أَنْ يَأْتُوا مِنًى قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: «أَبَنِيَّ لَا تَرْمُوا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» , يَعْنِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ , فَلَمَّا بَرَقَ الْفَجْرُ صَلَّى نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَوَقَفَ عَلَى قُزَحٍ، وَقَالَ: «كُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ مُحَسِّرٍ» ثُمَّ دَفَعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى مُحَسِّرٍ أَوْضَعَ وَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ , ثُمَّ نَحَرَ الْهَدْيَ وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَأَخَذَ مِنْ شَارِبَهِ وَعَارِضَيْهِ وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ وَأَمَرَ بِشَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَنْ تُدْفَنَ , ثُمَّ أَصَابَ الطِّيبَ وَلَبِسَ الْقَمِيصَ , وَنَادَى مُنَادِيَهُ بِمِنًى: «إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: «وَبَاءَةٍ» , وَجَعَلَ يَرْمِي الْجِمَارَ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ , ثُمَّ خَطَبَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ ثُمَّ صَدَرَ يَوْمَ الصَّدْرِ الْآخِرِ وَقَالَ: «إِنَّمَا هُنَّ ثَلَاثٌ يُقِيمُهُنَّ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ الصَّدَرِ» , يَعْنِي بِمَكَّةَ , ثُمَّ وَدَّعَ الْبَيْتَ وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَبَّى بِالْحَجِّ وَحْدَهُ , قَالَ فَلَقِيتُ أَنَسًا فَحَدَّثْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ أَنَسٌ: مَا يَعُدُّونَنَا إِلَّا كَالصِّبْيَانِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَبَّيْكَ عَمْرَةً وَحَجًّا مَعًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ: مِنَّا مَنْ قَرَنَ بَيْنَ عُمْرَةٍ وَحَجٍّ , [ص: 175] وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ , وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ , فَأَمَّا مَنْ قَرَنَ بَيْنَ عُمْرَةٍ وَحَجٍّ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ حَتَّى يَقْضِيَ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، وَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْهِ حَتَّى يَقْضِيَ الْمَنَاسِكَ، وَمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَإِنَّهُ إِذَا طَافَ وَسَعَى حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الْحَجَّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَرَّحَ بِهِمَا جَمِيعًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «لَبَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ سَبَّحَ وَكَبَّرَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَحِلُّوا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ , وَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ بَدَنَاتٍ بِيَدِهِ قِيَامًا، وَضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوهَا عَمْرَةً، إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ، قَالَ: فَلُبِسَتِ الْقُمُصُ، وَسُطِعَتِ الْمَجَامِرُ وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ [ص: 176] الْهَدْيُ» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَافُوا، وَلَمْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ فَقَدِمَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ بِالْبَطْحَاءِ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَجْعَلْهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ سُئِلَ كَيْفَ حَجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ حَجَّ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ حَجَّ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُمُ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ. قَالَ مَكْحُولٌ: تَمَتَّعُوا بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَحَلُّوا فَأُحِلَّ لَهُمْ مَا يَحِلُّ لِلْحَلَالِ مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ، أَنَّ مَكْحُولًا حَدَّثَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ جَمِيعًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو طَلْحَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَفْرَدَ بِالْحَجِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفْرَدَ بِالْحَجِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَفْرَدَ بِالْحَجِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ. قَالَ وَكِيعٌ: يَسْتَوِي أَوْ لَا يَسْتَوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ. قَالَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: أُرَاهَا ثَمَنَ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمٍ؛ فَلَمَّا تَوَجَّهَ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَجَّةً لَا رِئَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , أَهَلَّ بِالْحَجِّ عِنْدَ الظُّهْرِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَهْدَى فِي حَجَّتِهِ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِمُضْغَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا؛ قُلْتُ: مَنِ الَّذِي أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَشَرِبَ مِنَ الْمَرَقِ؟ قَالَ عَلِيٌّ "، جَعْفَرٌ يَقُولُهُ لِي , يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ وَشَرِبَ مِنَ الْمَرَقِ قَالَ وَجَعْفَرٌ يَقُولُهُ لِابْنِ جُرَيْجٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ مَنْ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم سَائِرًا إِلَى مِنًى، وَبِلَالٌ إِلَى جَانِبِهِ، «وَبِيَدِ بِلَالٍ عُودٌ، عَلَيْهِ ثَوْبٌ وَشَيْءٌ يُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ [ص: 178] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: " أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «ارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْإِهْلَالِ؛ فَإِنَّهُ شِعَارُ الْحَجِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، أَخْبَرَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي: «ارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْإِهْلَالِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ: " {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا} [البقرة: 201] عَذَابَ النَّارِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ: " كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «صَلَّى رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَيْتَ هُوَ وَبِلَالٌ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَسَأَلْتُ بِلَالًا: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي مُقَدَّمِ الْبَيْتِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَيْتُ فَقِيلَ لِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ دَخَلَ الْبَيْتَ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ وَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا عِنْدَ الْبَابِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، قَالَ: «لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمًا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَعَلَيْهِ كَآبَةٌ، فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «فَعَلْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُهُ، دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وَلَعَلَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يُدْخُلَهُ فَيَنْصَرِفُ وَفِي نَفْسِهِ حَزَازَةٌ , وَإِنَّمَا أُمِرْنَا بِالطَّوَافِ بِهِ، وَلَمْ نُؤْمَرْ بِالدُّخُولِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم طَافَ قَبْلَ عَرَفَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ قَالَ: «الْحَجُّ عَرَفَاتٌ أَوْ يَوْمُ عَرَفَةَ , مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ الصُّبْحِ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ» ، وَقَالَ: «أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَأْمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟، فَقَالَ: «مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ مَعَنَا هَاهُنَا وَقَدْ شَهِدَ قَبْلَ ذَلِكَ [ص: 180] عَرَفَاتٍ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " سُئِلَ أُسَامَةُ وَأَنَا جَالِسٌ، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حِينَ دَفَعَ؟ قَالَ: «كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ عَطَاءٌ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ الْفَضْلَ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَغَدَاةَ جَمْعٍ حِينَ دَفَعُوا، قَالَ: «عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ» ، وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مِنْ مُحَسِّرٍ فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي تَرْمُونَ بِهِ الْجَمْرَةَ» ، وَأَشَارَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَدَاةَ الْعَقَبَةِ: «الْقُطْ لِي» فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَى الْخَذْفِ [ص: 181] فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ: «نَعَمْ بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي يَوْمَ النَّحْرِ ضَحًى وَأَمَّا مَا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ لَنَا: «خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنِي مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «كَانَ يَرْمِي الْجِمَارَ مَاشِيًا، ذَاهِبًا وَرَاجِعًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم نَحَرَ ثُمَّ حَلَقَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، مَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، " أَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ فَغَدَا غُدُوًّا قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الصَّلَوَاتِ بِمِنًى. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَطَاءٌ: وَمَنْ أَفَاضَ فَلْيُصَلِّ الظُّهْرَ بِمِنًى، قَالَ: وَإِنِّي لِأُصَلِّيَ الظُّهْرَ بِمِنًى قَبْلَ أَنْ أَفِيضَ وَالْعَصْرَ بِالطَّرِيقِ، وَكُلُّ ذَلِكَ أَصْنَعُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَفِيضُوا نَهَارًا، وَأَفَاضَ فِي نِسَائِهِ لَيْلًا، وَطَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ زَمْزَمَ فَقَالَ: «نَاوِلُونِي» ، فَنُووِلَ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ مَضْمَضَ فَمَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُفْرِغَ فِي الْبِئْرِ، يَعْنِي زَمْزَمَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّ طَاوُسًا حَدَّثَهُمْ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: «نَاوِلُونِي» ، فَنُووِلَ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ مَضْمَضَ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ أَمَرَ بِمَاءٍ فِي الدَّلْوِ فَأُفْرِغَ فِي، الْبِئْرِ ثُمَّ مَشَى إِلَى السِّقَايَةِ سِقَايَةِ النَّبِيذِ لِيَشْرَبَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْعَبَّاسِ: إِنَّ هَذَا سَاطَتْهُ الْأَيْدِي مُنْذُ الْيَوْمِ، وَفِي الْبَيْتِ شَرَابٌ صَافٍ، فَأَبَى النَّبِيُّ أَنْ يَشْرَبَ إِلَّا مِنْهُ فَشَرِبَ مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَ طَاوُسٌ يَقُولُ: الشُّرْبُ مِنَ النَّبِيذِ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَرِبَ مِنَ النَّبِيذِ وَمِنْ زَمْزَمَ وَقَالَ: «لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَنَزَعْتُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا، نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ: أَسُنَّةً تَبْتَغُونَ [ص: 183] بِهَذَا النَّبِيذِ أَمْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَسَلِ وَاللَّبَنِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِعِسَاسٍ فِيهَا النَّبِيذُ فَلَمَّا شَرِبَ صلّى الله عليه وسلم، عَجِلَ قَبْلَ أَنْ يُرْوَى فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «أَحْسَنْتُمْ هَكَذَا اصْنَعُوا» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرِضَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فِي ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا عَلَيْنَا عَسَلًا وَلَبَنًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، لَمَّا أَفَاضَ نَزَعَ لِنَفْسِهِ بِالدَّلْوِ لَمْ يَنْزِعْ مَعَهُ أَحَدٌ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَفْرَغَ مَا بَقِيَ فِي الدَّلْوِ فِي الْبِئْرِ، وَقَالَ: «لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَمْ يَنْزِعْ مِنْهَا أَحَدٌ غَيْرِي» . قَالَ: فَنَزَعَ هُوَ نَفْسُهُ الدَّلْوَ الَّتِي شَرِبَ مِنْهَا، لَمْ يُعِنْهُ عَلَى نَزْعِهَا أَحَدٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ، أُمُّهُ تَحْتَ عُمَرَ، قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِنًى وَالنَّاسُ أَكْثَرُ مَا كَانُوا، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمِنًى وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ نَاقَتِهِ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا وَإِنَّ لُعَابَهَا لَيَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه [ص: 184] وسلم وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحِجَّةِ الَّتِي حَجَّ فَقَالَ لِلنَّاسِ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» فَقَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: الْبَلَدُ الْحَرَامُ قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: الشَّهْرُ الْحَرَامُ " فَقَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي هَذَا الْيَوْمِ» ثُمَّ قَالَ: «هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ، ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ فَقَالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: " إِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِذْ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ، وَوَضَعْتُ رِجْلَيَّ عَلَى عَاتِقَيْ أَبِي، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمَ؟» قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمَ؟» قَالُوا: هَذَا الشَّهْرُ، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمَ؟» قَالُوا: هَذَا الْبَلَدُ قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، هَلْ بَلَّغْتُ» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، أَلَا لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الْحُصَيْنِ، وَالْعَيْزَارُ بْنُ الْحُرَيْثِ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ، قَالَتْ [ص: 185] : " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عَلَى بَعِيرٍ قَائِلًا بِرِدَائِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ أَبُو بَكْرٍ، أَلْقَاهُ عَلَى عَضُدِهِ الْأَيْسَرِ مِنْ تَحْتِ عَضُدِهِ، وَأَخْرَجَ عَضُدَهُ الْأَيْمَنَ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي الْعَنْبَرِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ، قَالَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِمِنًى قَالَ: فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا، قَالَ: فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ فَقَالَ: «بِحَصَى الْخَذْفِ» ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ أَنْ يَنْزِلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَزَلَ النَّاسُ بَعْدُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ، أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَإِنْ جَاءُوا بِذَنْبٍ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَذِّبُوهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: «كُنْتُ رِدْفَ أَبِي يَوْمَ الْأَضْحَى وَنَبِيُّ اللَّهِ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ بِمِنًى» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا [ص: 186] الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: «انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي مُرْدِفِي وَرَاءَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ وَأَنَا صَبِيُّ صَغِيرٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ يَوْمَ الْأَضْحَى بِمِنًى» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السُّنَّةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حَرَّمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرٍ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ "، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: " أَلَيْسَ الْيَوْمُ النَّحْرُ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: " أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيَهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: «أَلَيْسَتِ الْبَلْدَةُ الْحَرَامُ؟» قُلْنَا: بَلَى قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ أَلَا لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا لِيُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ» قَالَ مُحَمَّدٌ: قَدْ كَانَ ذَاكَ، قَدْ كَانَ بَعْضُ مَنْ بَلَغَهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حَجَّ أَبُو بَكْرٍ وَنَادَى عَلِيٌّ بِالْأَذَانِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَالَ: فَكَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ يَحُجُّونَ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ السُّنَّةِ عَامَيْنِ فَوَافَقَ حَجَّ نَبِيِّ اللَّهِ [ص: 187] صلّى الله عليه وسلم فِي ذِي الْحِجَّةِ، فَقَالَ: " هَذَا يَوْمٌ اسْتَدَارَ الزَّمَانُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَالَ أَبُو بِشْرٍ: إِنَّ النَّاسَ لَمَّا تَرَكُوا الْحَقَّ نَسَأُوا الشُّهُورَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَنْهَى عَنْ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَقَالَ: «إِنَّهُنَّ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذَكَرٍ لِلَّهِ» ، قَالَ مَعْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَانْتَهَى الْمُسْلِمُونَ عَنْ صَوْمِهِنَّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنْ أُنَادِيَ: «هَذِهِ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ فَلَا يَصُومُهُنَّ أَحَدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: " لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءِ، حِينَ وَقَفَ عَلَى شِعْبِ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَيَّامُ صِيَامٍ، إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَهْلَلْنَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ بِالْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ خَالِصًا وَحْدَهُ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نُحِلَّ فَقَالَ: «أَحِلُّوا وَاجْعَلُوهَا عَمْرَةً» فَبَلَغَهُ أَنَّا نَقُولُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ أَمَرَنَا أَنْ نُحِلَّ فَنَرُوحَ إِلَى مِنًى وَمَذَاكِيرُنَا تَقْطُرُ مِنَ الْمَنِيِّ؛ فَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَخَطَبَنَا فَقَالَ: «قَدْ بَلَغَنِيَ الَّذِي قُلْتُمْ، وَإِنِّي لَأَبَرُّكُمْ وَأَتْقَاكُمْ، وَلَوْلَا الْهَدْيُ لَأَحْلَلْتُ [ص: 188] ، وَلَوْ كُنْتُ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ» قَالَ: وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ: «بِمَ أَهْلَلْتَ» قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ؛ قَالَ: «فَأَهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ» قَالَ وَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ أَهِيَ لِعَامِنَا هَذَا أَوْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ: «بَلْ لِلْأَبَدِ» قَالَ إِسْمَاعِيلُ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] قَالَ: «نَزَلَتْ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ حِينَ وَقَفَ مَوْقِفَ إِبْرَاهِيمَ، وَاضْمَحَلَّ الشِّرْكُ، وَهُدِمَتْ مَنَارُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " صَدَرْتُ مَعَ ابْنَ عُمَرَ يَوْمَ الصَّدَرِ، فَمَرَّتْ بِنَا رُفْقَةٌ يَمَانِيَّةٌ رِحَالِهِمُ الْأُدُمُ وَخُطُمُ إِبِلِهِمُ الْجُرُرُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رُفْقَةٍ وَرَدَتِ الْحَجَّ الْعَامَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَصْحَابِهِ إِذْ قَدِمُوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ الرُّفْقَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ قَالَ: فَقُلْتُ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ، قَالَ: نَعَمْ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ [ص: 189] ، قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ وَيَقُولُ: حَجَّةُ الْإِسْلَامِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ، نَمِرٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: " كَمْ حَجَّةٍ حَجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: حَجَّةً وَاحِدَةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَبَعْدَمَا هَاجَرَ حَجَّةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَا: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ: «قَالَ انْظُرِي فَإِذَا طَهُرَتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّي مِنْهُ ثُمَّ الْقِينَا بِجَبَلِ كَذَا وَكَذَا» قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ كَذَا وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ قَالَ قَدْرِ نَفَقَتِكِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 سَرِيَّةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ثُمَّ سَرِيَّةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أَهْلِ أُبْنَى، وَهِيَ أَرْضُ السَّرَاةِ نَاحِيَةَ الْبَلْقَاءِ، قَالُوا: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ بِالتَّهَيُّؤِ لِغَزْوِ الرُّومِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: «سِرْ إِلَى مَوْضِعِ مَقْتَلِ أَبِيكَ فَأَوْطِئْهُمُ الْخَيْلَ فَقَدْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْجَيْشَ فَأَغِرْ صَبَاحًا عَلَى أَهْلِ أُبْنَى وَحَرِّقْ عَلَيْهِمْ وَأَسْرَعِ السَّيْرَ تَسْبِقُ الْأَخْبَارَ، فَإِنْ ظَفَّرَكَ اللَّهُ فَأَقْلِلِ اللُّبْثَ فِيهِمْ وَخُذْ مَعَكَ الْأَدِلَّاءَ وَقَدِّمِ الْعُيُونَ وَالطَّلَائِعَ أَمَامَكَ» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ بُدِيءَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحُمَّ وَصُدِّعَ فَلَمَّا أَصْبَحَ يَوْمَ الْخَمِيسِ عَقَدَ لِأُسَامَةَ لِوَاءً بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «اغْزُ بِسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَاتِلْ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ» فَخَرَجَ بِلِوَائِهِ مَعْقُودًا فَدَفَعَهُ إِلَى بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيِّ وَعَسْكَرَ بِالْجُرْفِ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ وُجُوهِ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَّا انْتُدِبَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ وَقَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ وَسَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ وَقَالُوا: يَسْتَعْمِلُ هَذَا الْغُلَامَ عَلَى الْمُهَاجِرِينِ الْأَوَّلِينَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، غَضَبًا شَدِيدًا فَخَرَجَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ عِصَابَةً وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَمَا مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْ بَعْضِكُمْ فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ وَلَئِنْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَتِي أُسَامَةَ، لَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَتِي أَبَاهُ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لِلْإِمَارَةِ لَخَلِيقًا وَإِنَّ ابْنَهُ مِنْ بَعْدِهِ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّهُمَا لَمَخِيلَانِ لِكُلِّ خَيْرٍ وَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ» ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ، وَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مَعَ أُسَامَةَ يُوَدِّعُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ويمضون إلى العسكر بالجرف، وثقل رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَنْفِذُوا بَعَثَ أُسَامَةَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فَدَخَلَ أُسَامَةُ مِنْ مُعَسْكَرِهِ وَالنَّبِيُّ مَغْمُورٌ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لَدُّوهُ فِيهِ، فَطَأْطَأَ أُسَامَةُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 فَقَبَّلَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَتَكَلَّمُ فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَضَعُهُمَا عَلَى أُسَامَةَ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَدْعُو لِيَ وَرَجَعَ أُسَامَةُ إِلَى مُعَسْكَرِهِ ثُمَّ دَخَلَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مُفِيقًا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ: اغْدُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَوَدَّعَهُ أُسَامَةُ وَخَرَجَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ فَأَمَرَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ؛ فَبَيْنَا هُوَ يُرِيدُ الرُّكُوبَ إِذَا رَسُولُ أُمِّهِ أُمِّ أَيْمَنَ قَدْ جَاءَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَمُوتُ فَأَقْبَلَ وَأَقْبَلَ مَعَهُ عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ فَانْتَهَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ فَتُوُفِّيَ، صلّى الله عليه وسلم صَلَاةً يُحِبُّهَا وَيَرْضَاهَا حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ عَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدَخَلَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بِلِوَاءِ أُسَامَةَ مَعْقُودًا حَتَّى أَتَى بِهِ بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَغَرَزَهُ عِنْدَهُ، فَلَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ أَمَرَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ بِاللِّوَاءِ إِلَى بَيْتِ أُسَامَةَ لِيُمْضِيَ لِوَجْهِهِ فَمَضَى بِهِ بُرَيْدَةُ إِلَى مُعَسْكَرِهِمُ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ كُلِّمَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَبْسِ أُسَامَةَ فَأَبَى، وَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ أُسَامَةَ فِي عُمَرَ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي التَّخَلُّفِ فَفَعَلَ فَلَمَّا كَانَ هِلَالُ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ خَرَجَ أُسَامَةُ فَسَارَ إِلَى أَهْلِ أُبْنَى عِشْرِينَ لَيْلَةٍ فَشَنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ وَكَانَ شِعَارُهُمْ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ فَقَتَلَ مَنْ أَشْرَفَ لَهُ وَسَبَى مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ وَحَرَّقَ فِي طَوَائِفِهَا بِالنَّارِ وَحَرَّقَ مَنَازِلَهُمْ وَحُرُوثَهُمْ وَنَخْلَهُمْ فَصَارَتْ أَعَاصِيرُ مِنَ الدَّخَّاخِينَ وَأَجَالَ الْخَيْلَ فِي عَرَصَاتِهِمْ وَأَقَامُوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ فِي تَعْبِئَةِ مَا أَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ وَكَانَ أُسَامَةُ عَلَى فَرَسِ أَبِيهِ سُبْحَةَ وَقَتْلَ قَاتِلَ أَبِيهِ فِي الْغَارَةِ وَأَسْهَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا وَأَخَذَ لِنَفْسِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَمْسَى أَمَرَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ ثُمَّ أَغَذَّ السَّيْرَ فَوَرَدُوا وَادِيَ الْقُرَى فِي تِسْعِ لَيَالٍ ثُمَّ بَعَثَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ يُخْبِرُ بِسَلَامَتِهِمْ، ثُمَّ قَصَدَ بَعْدُ فِي السَّيْرِ فَسَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتًّا وَمَا أُصِيبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَلَقَّوْنَهُمْ سُرُورًا بِسَلَامَتِهِمْ وَدَخَلَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 عَلَى فَرَسِ أَبِيهِ سُبْحَةَ وَاللِّواءُ أَمَامَهُ يَحْمِلُهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، وَبَلَغَ هِرَقْلَ وَهُوَ بِحِمْصَ مَا صَنَعَ أُسَامَةُ فَبَعَثَ رَابِطَةً يَكُونُونَ بِالْبَلْقَاءِ فَلَمْ تَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى قَدِمَتِ الْبُعُوثُ إِلَى الشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 ذِكْرُ مَا قَرُبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَجَلِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» فَلَمَّا نَزَلَتْ: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] " قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 2] " قَالَ: «قَرُبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجَلُهُ، وَأُمِرَ بِكَثْرَةِ التَّسْبِيحِ وَالِاسْتِغْفَارِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ: «دَاعٍ مِنَ اللَّهِ، وَوَدَاعٌ مِنَ الدُّنْيَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي آخِرِ عُمُرِهِ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِهِ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ [ص: 193] مَا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ، قَالَتْ فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي كَانَ أَخْبَرَنِي بِعَلَامَةٍ فِي أُمَّتِي فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَهَا فَسَبَّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ، فَقَدْ رَأَيْتُهَا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالٍ يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فَقَالَ: «إِنِّي نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «لَا تَبْكِي» فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا "، فَضَحِكَتْ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] «وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَابَعَ الْوَحْيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ الْوَحْيُ فِي يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: لَأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ فِينَا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ عَرْشًا؛ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ آخَوْكَ قَالَ «وَاللَّهِ لَا أَزَالُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ يُنَازِعُونِي رِدَائِي، وَيُصِيبُنِي غُبَارُهُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يُرِيحُنِي مِنْهُمْ» ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَعَرَفْنَا أَنَّ بَقَاءَ رَسُولِ اللَّهِ فِينَا قَلِيلٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَتَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً؟» أَلَا وَإِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً وَتَتَّبِعُونِي أَقْتَادًا يُهْلِكُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا "، قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ فِي حَدِيثِهِ: «أَفْنَادًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أُتِيتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِمَفَاتِيحِ الدُّنْيَا، ثُمَّ ذُهِبَ بِنَبِيِّكُمْ إِلَى خَيْرِ مَذْهَبٍ، وَتُرِكْتُمْ فِي الدُّنْيَا تَأْكُلُونَ الْخَبِيصَ أَحْمَرَهُ، وَأَصْفَرَهُ، وَأَبْيَضَهُ، الْأَصْلُ وَاحِدٌ، الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ وَالدَّقِيقُ، وَلَكِنَّكُمُ اتَّبَعْتُمُ الشَّهَوَاتِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ كَانَتْ وَفَاتِي خَيْرًا لَكُمْ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُ خَيْرًا حَمِدْتُ اللَّهَ، وَإِنْ رَأَيْتُ شَرًّا اسْتَغْفَرَتُ اللَّهَ لَكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي، كِتَابُ اللَّهِ حَبَلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 ذِكْرُ عَرْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ وَاعْتِكَافِهِ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: «كَانَ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي رَمَضَانَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ، فَلَمَّا [ص: 195] كَانَتِ السُّنَّةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ الْبَصْرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «كَانَ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كُلَّ عَامٍ مَرَّةً فِي رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ» . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتُنَا الْعَرْضَةَ الْأَخِيرَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ، فَإِذَا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ لَيْلَتِهِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، فَلَمَّا كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ عَرَضَهُ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ إِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا لِعَائِشَةَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَعْرِضُ عَلَيَّ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فَقَدْ عَرَضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلَّا عَاشَ نِصْفَ عُمْرِ أَخِيهِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ» ، عَاشَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِائَةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَهَذِهِ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةً وَمَاتَ فِي نِصْفِ السَّنَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ [ص: 196] عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ فِي رَمَضَانَ مَرَّةً حَتَّى إِذَا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَقْرَأَهُ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ الْعَامَ. وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغَنَّيهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ الْيَهُودَ سَحَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُحِرَ لَهُ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَصْنَعُ الشَّيْءَ وَلَمْ يَصْنَعْهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ رَأَيْتُهُ يَدْعُو فَقَالَ: " أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ؟ أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: مَطْبُوبٌ، فَقَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ فَقَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ فِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي ذِي ذَرْوَانَ "، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَجَعَ أَخْبَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: «كَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْرِجْهُ لِلنَّاسِ، قَالَ: «أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ: «أَنَّ لَبِيدَ بْنَ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيَّ سَحَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى الْتَبَسَ [ص: 197] بَصَرُهُ، وَعَادَهُ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمِيكَائِيلَ أَخْبَرَاهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَاعْتَرَفَ فَاسْتَخْرَجَ السِّحْرَ مِنَ الْجُبِّ مِنْ تَحْتِ الْبِئْرِ، ثُمَّ نَزَعَهُ فَحَلَّهُ، فَكُشِفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعَفَا عَنْهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَدَخَلَ الْمُحَرَّمُ جَاءَتْ رُؤَسَاءُ يَهُودَ الَّذِينَ بَقُوا بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ مُنَافِقٌ إِلَى لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيِّ وَكَانَ حَلِيفًا فِي بَنِي زُرَيْقٍ، وَكَانَ سَاحِرًا، قَدْ عَلِمَتْ ذَلِكَ يَهُودُ أَنَّهُ أَعْلَمُهُمْ بِالسِّحْرِ وَبِالسَّمُومِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الْأَعْصَمِ، أَنْتَ أَسْحَرُ مِنَّا، وَقَدْ سَحَرْنَا مُحَمَّدًا فَسَحَرَهُ مِنَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَلَمْ نَصْنَعْ شَيْئًا، وَأَنْتَ تَرَى أَثَرَهُ فِينَا، وَخِلَافَهُ دِينَنَا، وَمَنْ قَتَلَ مِنَّا وَأَجْلَى، وَنَحْنُ نَجْعَلُ لَكَ عَلَى ذَلِكَ جُعْلًا عَلَى أَنْ تَسْحَرَهُ لَنَا سِحْرًا يَنْكَؤُهُ، فَجَعَلُوا لَهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ عَلَى أَنْ يَسْحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَمَدَ إِلَى مُشْطٍ وَمَا يُمْشَطُ مِنَ الرَّأْسِ مِنَ الشَّعْرِ، فَعَقَدَ فِيهِ عُقَدًا، وَتَفِلَ فِيهِ تَفْلًا، وَجَعَلَهُ فِي جَبِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، ثُمَّ انْتَهَى بِهِ حَتَّى جَعَلَهُ تَحْتَ أُرْعُوفَةِ الْبِئْرِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْرًا أَنْكَرَهُ، حَتَّى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلَا يَفْعَلُهُ، وَأَنْكَرَ بَصَرَهُ حَتَّى دَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَدَعَا جُبَيْرَ بْنَ إِيَاسَ الزُّرَقِيَّ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا فَدَلَّهُ عَلَى مَوْضِعٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ أُرْعُوفَةِ الْبِئْرِ، فَخَرَجَ جُبَيْرٌ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ فَقَالَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، فَقَدْ دَلَّنِي اللَّهُ عَلَى سِحْرِكَ، وَأَخْبَرَنِي مَا صَنَعْتَ» ، قَالَ: حُبُّ الدَّنَانِيرِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ " قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: إِنَّمَا سَحَرَهُ بَنَاتُ أَعْصَمَ أَخَوَاتُ لَبِيدٍ، وَكُنَّ أَسْحَرَ مِنْ لَبِيدٍ وَأَخْبَثَ، وَكَانَ لَبِيدٌ هُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ أُرْعُوفَةِ الْبِئْرِ فَلَمَّا عَقَدُوا تِلْكَ الْعَقَدَ أَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 ، تِلْكَ السَّاعَةَ بَصَرَهُ وَدَسَّ بَنَاتُ أَعْصَمٍ إِحْدَاهُنَّ فَدَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَخَبَّرْتُهَا عَائِشَةُ أَوْ سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَذْكُرُ مَا أَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مِنْ بَصَرِهِ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى أَخَوَاتِهَا وَإِلَى لَبِيدٍ فَأَخْبَرَتْهُمْ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: إِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَسَيُخْبَرُ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَسَوْفَ يُدَلِّهُهُ هَذَا السِّحْرُ حَتَّى يُذْهِبَ عَقْلَهُ، فَيَكُونَ بِمَا نَالَ مِنْ قَوْمِنَا وَأَهْلِ دِينِنَا، فَدَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نُهَوِّرُ الْبِئْرَ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَهَوَّرَهَا الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَأَصْحَابُهُ وَكَانَ يُسْتَعْذَبُ مِنْهَا. قَالَ: وَحَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى فَأَعَانَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَفْرِهَا حِينَ هَوَّرُوا الْأُخْرَى الَّتِي سُحِرَ فِيهَا حَتَّى أَنْبَطُوا مَاءَهَا، ثُمَّ تَهَوَّرَتْ بَعْدُ. وَيُقَالُ إِنَّ الَّذِي اسْتَخْرَجَ السِّحْرَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَيْسُ بْنُ مِحْصَنٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سَحَرَتْنِي يَهُودُ بَنِي زُرَيْقٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخِّذَ عَنِ النِّسَاءِ وَعَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ وَهُوَ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا شَكْوُهُ؟ قَالَ: طُبَّ، يَعْنِي سُحِرَ، قَالَ: وَمَنْ فَعَلَهُ؟ قَالَ لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ الْيَهُودِيُّ قَالَ: فَفِي أَيِّ شَيْءٍ جَعَلَهُ؟، قَالَ: فِي طَلْعَةٍ، قَالَ: فَأَيْنَ وَضَعَهَا؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، قَالَ: فَمَا شِفِاؤُهُ؟ قَالَ: تُنْزَحُ الْبِئْرُ، وَتُرْفَعُ الصَّخْرَةُ، وَتُسْتَخْرَجُ الطَّلْعَةُ، وَارْتَفَعَ الْمَلَكَانِ، فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَعَمَّارٍ فَأَمَرَهُمَا أَنْ يَأْتِيَا الرَّكِيَّ فَيَفْعَلَا الَّذِي سُمِعَ، فَأَتَيَاهَا وَمَاؤُهَا كَأَنَّهُ قَدْ خُضِبَ بِالْحِنَّاءِ، فَنَزَحَاهَا ثُمَّ رَفَعَا الصَّخْرَةَ فَأَخْرَجَا طَلْعَةٍ [ص: 199] ، فَإِذَا بِهَا إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، وَنَزَلَتْ هَاتَانِ السُّورَتَانِ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، حَتَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ وَانْتَشَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ الْمُحَلَّمِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: " عَقَدَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عُقَدًا وَكَانَ يَأْمَنُهُ وَرَمَى بِهِ فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَجَاءَ الْمَلَكَانِ يَعُودَانِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَدْرِي مَا بِهِ؟ عَقَدَ لَهُ فُلَانٌ الْأَنْصَارِيُّ وَرَمَى بِهِ فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، وَلَوْ أَخْرَجَهُ لَعُوفِيَ، فَبُعِثُوا إِلَى الْبِئْرِ فَوَجَدُوا الْمَاءَ قَدِ اخْضَرَّ، فَأَخْرَجُوهُ، فَرَمَوْا بِهِ، فَعُوفِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَا حَدَّثَ بِهِ، وَلَا رُئِيَ فِي وَجْهِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي سَاحِرِ أَهْلِ الْعَهْدِ، قَالَ: «لَا يُقْتَلْ، قَدْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلَمْ يَقْتُلْهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَفَا عَنْهُ» ، قَالَ عِكْرِمَةُ: «ثُمَّ كَانَ يَرَاهُ بَعْدَ عَفْوِهِ فَيُعْرِضَ عَنْهُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّنْ رَوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَتَلَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 ذِكْرُ مَا سُمَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ الْيَهُودَ سَمَّتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَمَّتْ أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، شَاةً مَسْمُومَةً فَأَخَذَ مِنْهَا بِضْعَةً فَلَاكَهَا فِي فِيهِ ثُمَّ طَرَحَهَا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «أَمْسِكُوا، فَإِنَّ فَخِذَهَا تُعْلِمُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» ، قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَإِنَّ اللَّهَ سَيُطْلِعُكَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ يَهُودِيَّةٌ شَاةً مَقْلِيَّةً، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَقَالَتْ: إِنِّي مَسْمُومَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» ، فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» ، قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضْرُرْكَ، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ، فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، شَاةً مَسْمُومَةً ثُمَّ عَلِمَ بِهَا أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَسَيُطْلِعُكَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 201] صلّى الله عليه وسلم، إِذَا وَجَدَ شَيْئًا احْتَجَمَ، قَالَ: فَخَرَجَ مَرَّةً إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا أَحْرَمَ وَجَدَ شَيْئًا فَاحْتَجَمَ ". أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ، أَوْ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَعْرِضْ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: «طُبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَحَجَمَهُ بِقَرْنٍ عَلَى ذُؤَابَتَيهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَمَّتِ الشَّاةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُتِلَ قَتْلًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، وَذَلِكَ بِأَنَ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا وَجَعَلَهُ شَهِيدًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، زَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: " لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ وَاطْمَأَنَّ جَعَلَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَخِي مَرْحَبٍ، وَهِيَ امْرَأَةُ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ تَسْأَلُ: أَيُّ الشَّاةِ أَحَبُّ إِلَى مُحَمَّدٍ؟ فَيَقُولُونَ: الذِّرَاعُ، فَعَمَدَتْ إِلَى عَنْزٍ لَهَا فَذَبَحَتْهَا وَصَلَتْهَا، ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى سُمٍّ لَا يُطْنِي، وَقَدْ شَاوَرَتْ يَهُودَ فِي سُمُومٍ، فَأَجْمَعُوا لَهَا عَلَى هَذَا السُّمِّ بِعَيْنِهِ، فَسَمَّتِ الشَّاةَ وَأَكْثَرَتْ فِي [ص: 202] الذِّرَاعَيْنِ وَالْكَتِفِ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ بِالنَّاسِ انْصَرَفَ وَهِيَ جَالِسَةٌ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ، فَأَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَأُخِذَتْ مِنْهَا فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَصْحَابُهُ حُضُورٌ أَوْ مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ، وَفِيهِمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ادْنُوا فَتَعَشَّوْا» وَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، الذِّرَاعَ فَانْتَهَشَ مِنْهَا وَتَنَاوَلَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ عَظْمًا آخَرَ فَانْتَهَشَ مِنْهُ فَلَمَّا ازْدَرَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لُقْمَتَهُ ازْدَرَدَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ مَا فِي فِيهِ وَأَكَلَ الْقَوْمُ مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّ هَذِهِ الذِّرَاعَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَإِنَّ كَتِفَ الشَّاةِ تُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ "، فَقَالَ بِشْرٌ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لَقَدْ وَجَدْتُ ذَلِكَ مِنْ أُكْلَتِي الَّتِي أَكَلْتُ حِينَ الْتَقَمْتُهَا، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَلْفَظَهَا إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُبَغِّضَ إِلَيْكَ طَعَامَكَ، فَلَمَّا أَكَلْتَ مَا فِي فِيكَ لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِي عَنْ نَفْسِكَ، وَرَجَوْتُ أَنْ لَا تَكُونَ ازْدَرَدْتَهَا وَفِيهَا بُغًى، فَلَمْ يَقُمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَانِ وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً لَا يَتَحَوَّلُ إِلَّا مَا حُوِّلَ ثُمَّ مَاتَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَمْ يَرِمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ قَالَ: وَطُرِحَ مِنْهَا لِكَلْبٍ فَأَكَلَ فَلَمْ يَتْبَعْ يَدَهُ حَتَّى مَاتَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ زَيْنَبَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» فَقَالَتْ: نِلْتَ قَوْمِي مَا نِلْتَ، قَتَلْتَ أَبِي، وَعَمِّي، وَزَوْجِي، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَسَتُخْبِرُهُ الذِّرَاعُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَإِنْ كَانَ مَلِكًا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ، وَرَجَعَتِ الْيَهُودِيَّةُ كَمَا كَانَتْ قَالَ: فَدَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى وُلَاةِ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ فَقَتَلُوهَا، وَهُوَ الثَّبْتُ، وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَلَى كَاهِلِهِ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَكَلَ، حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ بِالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا أَوْسَاطَ رُؤُوسِهِمْ، وَعَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ، حَتَّى كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي قُبِضَ [ص: 203] فِيهِ، جَعَلَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُهَا يَوْمَ خَيْبَرَ عِدَادًا، حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانَ انْقِطَاعِ أَبْهَرَيَّ» ، وَهُوَ عِرْقٌ فِي الظَّهْرِ، وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهِيدًا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ وَرِضْوَانُهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 ذِكْرُ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْبَقِيعِ وَاسْتِغْفَارِهِ لِأَهْلِهِ وَالشُّهَدَاءِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرْتُ خَادِمَتِي بَرِيرَةَ فَتَبِعَتْهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ الْبَقِيعَ وَقَفَ فِي أَدْنَاهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَبَقَتْهُ بَرِيرَةُ فَأَخْبَرَتْنِي فَلَمْ أَذْكُرْ لَهُ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ لِأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ فَتَبِعْتُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ، قَالَتْ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «وَيْحَهَا لَوْ تَسْتَطِيعُ مَا فَعَلَتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 204] صلّى الله عليه وسلم، كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، إِيَّانَا وَإِيَّاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " وَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مِنْ مَضْجَعِهِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ» قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَهُ مَوْلَاهُ أَبُو رَافِعٍ، فَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُحَدِّثُ قَالَ: اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ طَوِيلًا ثُمَّ انْصَرَفَ وَجَعَلَ يَقُولُ: «يَا أَبَا رَافِعٍ إِنِّي قَدْ خُيِّرْتُ بَيْنَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ ثُمَّ الْجَنَّةِ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ، فَاخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ فَانْطَلِقْ مَعِي» فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَاسْتَغْفَرَ لِأَهْلِهِ طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ: «لِيَهْنِئَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ فِيهِ أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتَّبِعُ بَعْضُهَا بَعْضًا يَتَّبِعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الْآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، إِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ ثُمَّ الْجَنَّةَ، فَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ» ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَخُذْ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ ثُمَّ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، قَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي وَالْجَنَّةَ» ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ابْتَدَأَهُ وَجَعُهُ، فَقَبَضَهُ اللَّهُ، صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ [ص: 205] بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَصَلِّ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَ فَرَقَدَ، فَقِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَصَلِّ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، فَذَهَبَ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ» ، ثُمَّ رَجَعَ فَرَقَدَ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَصَلِّ عَلَى الشُّهَدَاءِ فَذَهَبَ إِلَى أُحُدٍ، فَصَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، فَرَجَعَ مَعْصُوبَ الرَّأْسِ، فَكَانَ بَدْءُ الْوَجَعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ثُمَّ اطَّلَعَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَنَا فِي مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تُنَافِسُوا فِيهَا» قَالَ عُقْبَةُ: وَكَانَتْ آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 ذِكْرُ أَوَّلِ مَا بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَعُهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَكْوُهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَخَرَجَ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ حَتَّى [ص: 206] دَخَلَ عَلَيَّ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ: «وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ وَأَنَا حَيٌّ، فَأُصَلِّيَ عَلَيْكِ وَأَدْفِنَكَ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ غَيْرَى: أَوَكَأَنَّكَ تُحِبُّ ذَلِكَ؟، لَكَأَنِّي أَرَاكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُعْرِسًا بِبَعْضِ نِسَاءٍ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ» ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ» فَكَانَ أَوَّلَ وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَكَانَ لَا يَشْكُو وَجَعًا يَيْجَعُهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَكْوُهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءَ فَكَانَ شَكْوُهُ إِلَى أَنْ قُبِضَ صلّى الله عليه وسلم، ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 ذِكْرُ شِدَّةِ الْمَرَضِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، جَمِيعًا قَالَا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَجَعٌ، فَجَعَلَ يَشْتَكِي وَيَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ صَنَعَ هَذَا بَعْضُنَا لَوَجِدْتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: إِنَّ الصَّالِحِينَ، وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُ لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ [ص: 207] نَكْبَةٌ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا» ، قَالَ مُسْلِمٌ: «وَلَا وَجَعٌ، إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً» ، وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: «فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ بَعْضِ، أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيَحْسَبُهَا عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَضًا اشْتَدَّ مِنْهُ ضَجَرُهُ أَوْ وَجَعُهُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَجْزَعُ أَوْ تَضْجَرُ، لَوْ فَعَلَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَّا عَجِبْتَ مِنْهَا، قَالَ: «أَوَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِخَطَايَاهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ حَتَّى أَعْلَزَهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَتْ لَهُ إِحْدَى نِسَائِهِ: لَقَدِ اشْتَكَيْتَ فِي شَكْوِكَ شَكْوَى لَوْ أَنَّ إِحْدَانَا اشْتَكَتْهُ لَخَافَتْ أَنْ تَجِدَ عَلَيْهَا، قَالَ: «أَوَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ لِيُحَطَّ بِهِ خَطَايَاهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَقَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» قَالَ: قُلْتُ إِنَّ لَكَ لَأَجْرَيْنِ، قَالَ: «نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرِضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ [ص: 208] الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي لَأُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَلِكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ، قَالَ: «أَجَلْ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " جِئْنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا عَلَيْهِ صَالِبٌ مِنَ الْحُمَّى، مَا تَكَادُ تَقَرُّ يَدُ أَحَدِنَا عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحُمَّى، فَجَعَلْنَا نُسَبِّحُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَيْسَ أَحَدٌ أَشَدَّ بَلَاءً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا يَشْتَدُّ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ كَذَلِكَ يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ الْقَمْلُ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ لَيُعَرَّى مَا يَجِدُ شَيْئًا يُوَارِي عَوْرَتَهُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَدَّرِعُهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَوْعُوكٌ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ فَقَالَ: مَا أَشَدُّ حُمَّاكَ، فَقَالَ: «إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ وَيُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ» قَالَ: مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: «الصَّالِحُونَ، لَقَدْ كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَجُوبُهَا، وَيُبْتَلَى بِالْقَمْلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَلَأَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدَّ فَرَحًا بِالْبَلَاءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَحْمُومٌ أَوْ مَوْرُودٌ [ص: 209] ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَبَضَهَا مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَشَدَّ وِرْدَكَ، أَوْ أَشَدَّ حُمَّاكَ قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ قَرَأْتُ اللَّيْلَةَ، أَوِ الْبَارِحَةَ بِحَمْدِ اللَّهِ سَبْعِينَ سُورَةً، فِيهِنَّ السَّبْعُ الطُّوَلُ» ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَلَوْ رَفِقْتَ بِنَفْسِكَ، أَوْ خَفَّفْتَ عَنْ نَفْسِكَ، قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ يَعْنِي الْبُنَانِيَّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَلَى أَصْحَابِهِ يُعْرَفُ فِيهِ الْوَجَعُ، فَقَالَ: «إِنِّي عَلَى مَا تَرَوْنَ قَدْ قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ السَّبْعَ الطُّوَلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ الْفَضْلُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - وَلَمْ يَذْكُرْهُ يَزِيدُ - " إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيَجْتَهِدُ فِي الصَّلَاةِ وَفِي الصِّيَامِ فَيَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيُشَبَّهُ بِالشَّنِّ الْبَالِي. قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ أَصَحَّ النَّاسِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ قَالَ: «النَّبِيُّونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسْبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسْبِ دِينِهِ، فَمَا تَبْرَحُ الْبَلَايَا عَلَى الْعَبْدِ حَتَّى تَدَعَهُ يَمْشِي فِي الْأَرْضِ لَيْسَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [ص: 210] ، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً؟ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرِضَ حَتَّى اشْتَدَّ بِهِ، فَصَاحَتُ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ: «مَهْ، إِنَّهُ لَا يَصِيحُ إِلَّا كَافِرٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَا أَزَالُ أَغْبِطُ الْمُؤْمِنَ بِشِدَّةِ الْمَوْتِ بَعْدَ شِدَّتِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 ذِكْرُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يُعَوِّذُ بِهِ وَيُعَوِّذُهُ جِبْرِيلُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» قَالَتْ: فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ بِهَا وَأُعَوِّذُهُ بِهَا، قَالَتْ: فَنَزَعَ يَدَهُ مِنِّي، وَقَالَ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ» ، قَالَتْ: وَكَانَ هَذَا آخِرُ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا عَادَ مَرِيضًا مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ وَقَالَ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» قَالَ: فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَسَانَدَ إِلَى عَائِشَةَ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتْ [ص: 211] تَمْسَحُهَا عَلَى وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ وَتَقُولُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، فَانْتَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنْهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ. قَالَتْ: فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أُمِرُّهَا عَلَى صَدْرِهِ وَدَعَوْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ وَقَالَ: «أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى الْأَسْعَدَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ عَنْ ذَلِكَ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ أُعَوِّذُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ مَرَضُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ بِهِ فَقَالَ: «ارْفَعِي عَنِّي، فَإِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ تَنْفَعُنِي فِي الْمَرَّةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تُعَوِّذُ النَّبِيَّ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مَرَضِهِ، وَتَنْفُثُ وَتَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ [ص: 212] ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَمْسَحُ صَدْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَقُولُ: " اكْشِفِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، أَنْتَ الطَّبِيبُ وَأَنْتَ الشَّافِي، فَيَقُولُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ، أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " لُسِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ، فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ حَتَّى خَتَمَهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ مِنَّا مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ وَقَالَ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» ، قَالَتْ: فَلَمَّا ثَقُلَ أَخَذْتُ يَمِينِهِ فَمَسَحْتُهُ بِهَا وَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدَيَّ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاجْعَلْنِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، مَرَّتَيْنِ» قَالَتْ: فَمَا عَلِمْتُ بِمَوْتِهِ حَتَّى وَجَدْتُ ثِقَلَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَائِشٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «يَا ابْنَ عَائِشٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ الْهِلَالِيِّ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَتْ لِي مَيْمُونَةُ: " يَا ابْنَ أَخِي، تَعَالَ حَتَّى أَرْقِيَكَ بِرُقْيَةِ [ص: 213] رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: «بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمَرَضِ: «بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَقَاهُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: " إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ، وَقَالَ:: بِسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَجُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: " أَنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَوِّذُ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ، وَنَفْسِ حَاسِدٍ وَبَاغٍ يَبْغِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله [ص: 214] عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ التَّعْوِيذَ الَّذِي عَوَّذَ بِهِ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ سَحَرَتْهُ الْيَهُودُ فِي طَعَامِهِ: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُعَنِّيكَ، خُذْهَا فَلْتَهْنِيكَ، مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فِي مَرَضِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ وَجِعًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ قَاعِدًا وَهُمْ قِيَامٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنِ اقْعُدُوا فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا قَعَدَ فَاقْعُدُوا، وَاصْنَعُوا مِثْلَ مَا يَصْنَعُ الْإِمَامُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا، فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ قُعُودًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ [ص: 215] ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «أَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ وَهُوَ ثَقِيلٌ مُعْتَمِدًا فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعِينَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 ذِكْرُ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا افْتَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الصَّلَاةَ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خِفَّةً فَخَرَجَ فَجَعَلَ يَفْرُجُ الصُّفُوفَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ الْحِسَّ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتَقَدَّمُ ذَلِكَ التَّقَدُّمَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَخَنَسَ إِلَى الصَّفِّ وَرَاءَهُ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَانِهِ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ، فَلَمَّا فَرَغَا مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ أَرَاكَ أَصْبَحْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ صَالِحًا، وَهَذَا يَوْمُ ابْنَةِ خَارِجَةَ، امْرَأَةٍ لِأَبِي بَكْرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مُصَلَّاهُ أَوْ إِلَى جَانِبِ الْحُجَرِ، فَحَذَّرَ النَّاسَ الْفِتَنَ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ حَتَّى إِنَّ صَوْتَهُ لَيَخْرُجُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «إِنِّي [ص: 216] وَاللَّهِ لَا يُمْسِكُ النَّاسُ عَلَيَّ بِشَيْءٍ، لَا أَحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَلَا أُحَرِّمُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، اعْمَلَا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ، ثُمَّ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَمَا انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ فِي وَجَعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةٌ بِمُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ضَاحِكًا، فَبُهِشْنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الْفَرَحِ بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَرْخَى السِّتْرَ، قَالَ: فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ تَخَشْخَشُوا، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنِ امْكُثُوا مَكَانَكُمْ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ أَلْقَى السِّجْفَ وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا [ص: 217] الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، إِلَّا أَنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا الرَّبَّ فِيهِ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ قَالَ: «لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ» ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، كَثِيرُ الْبُكَاءِ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ فَرَاجَعَتْهُ عَائِشَةُ بِمِثْلِ مَقَالَتِهِا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهُ لَنْ يُحِبَّ النَّاسُ رَجُلًا بَعْدَهُ قَامَ مَقَامَهُ، وَكُنْتُ أَرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ مَقَامَهُ أَحَدٌ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ: " أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَمَا هُمْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِهِمْ، لَمْ يُفَاجِئْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي صَلَاتِهِمْ فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ أَنَسٌ: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ فَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ. قَالَ [ص: 218] أَنَسٌ وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ذَلِكَ الْيَوْمَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: حَدِّثِينِي عَنْ مَرِضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ": أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْتُ: لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ» ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» فَقُلْتُ لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ، فَقَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ» ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» فَقُلْتُ لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ، فَقَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ» ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» ، فَقُلْنَا: لَا، هُمُ يَنْتَظِرُونَكَ، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، قَالَتْ: فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ وَقَالَ لَهُمَا: «أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ» ، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَاعِدٌ " قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ [ص: 219] مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرِضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: هَاتِ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: سَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أُوذِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، بِالصَّلَاةِ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: «هَلْ أَمَرْتُنَّ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ؟» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَرُبَّ قَائِلٍ وَمُتَمَنٍّ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا اسْتُعِزَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقُلْتُ " يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، ضَعِيفُ الصَّوْتِ، كَثِيرُ الْبُكَاءِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: «مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، قَالَتْ: فَعُدْتُ بِمِثْلِ قُولِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَحَبُّ أَنْ يَصْرِفَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي، وَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَنْ يُحِبُّوا رَجُلًا قَامَ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَدًا، وَإِنَّهُمْ سَيَتَشَاءَمُونَ بِهِ فِي كُلِّ حَدَثٍ كَانَ، فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَصْرِفَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الِاثْنَيْنِ بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَنِفًا، فَلَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا أَصْبَحَ فِي الْمَسْجِدِ لِوَجَعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ [ص: 220] يُؤْذِنُهُ بِالصُّبْحِ، فَقَالَ: «قُلْ لِأَبِي بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ فِي صَلَاتِهِ فَكَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السِّتْرَ فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُرَّةَ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» . وَأَصْبَحَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مُفِيقًا فَخَرَجَ يَتَوَكَّأُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَلَى ثَوْبَانَ غُلَامَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ سَجَدَ النَّاسُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ سَجْدَةً مِنَ الصُّبْحِ وَهُمْ قِيَامٌ فِي الْأُخْرَى، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ فَرِحُوا بِهِ فَجَاءَ حَتَّى قَامَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فَقَدَّمَهُ فِي مُصَلَّاهُ، فَصَفَّا جَمِيعًا، رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ عَلَى رُكْنِهِ الْأَيْسَرِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ السُّورَةَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ يَتَشَهَّدُ، فَلَمَّا سَلَّمَ صَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ ثُمَّ انْصَرَفَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: " عُدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَجَاءَهُ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ نَاسًا لَا أُكَلِّمُهُمْ، فَلَمَّا لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ أَبْغِ مَنْ وَرَاءَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ لَهُ: صَلِّ بِالنَّاسِ يَا عُمَرُ فَقَامَ عُمَرُ فِي الْمَقَامِ وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا مُجْهَرًا، فَلَمَّا كَبَّرَ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَوْتَهُ فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ حَتَّى أَطْلَعَهُ لِلنَّاسِ مِنْ حُجْرَتِهِ، فَقَالَ: «لَا، لَا، لَا، لِيُصَلِّ بِهِمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ» ، قَالَ: يَقُولُ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُغْضَبًا. قَالَ: فَانْصَرَفَ عُمَرُ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَأْمُرَنِيَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنِّي لَمَّا رَأَيْتُكَ لَمْ أَبْغِ مَنْ وَرَاءَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ حِينَ أَمَرْتَنِي إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَكَ بِذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا صَلَّيْتُ [ص: 221] بِالنَّاسِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَمَّا لَمْ أَرَ أَبَا بَكْرٍ رَأَيْتُكَ أَحَقَّ مِنْ غَيْرِهِ بِالصَّلَاةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» . فَلَمَّا قَامَ أَبُو بَكْرٍ مَقَامَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ وَافْتُتِنَ، وَاشْتَدَّ بُكَاءُ مَنْ خَلْفَهُ لِفَقْدِ نَبِيِّهِمْ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ جَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قُولُوا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ افْتُتِنَ مِنَ الْبُكَاءِ وَالنَّاسِ خَلْفَهُ؛ فَقَالَتْ حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مُرُوا عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى يَرْفَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ؛ قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى عُمَرَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَهُ قَالَ: " مَنْ هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ تَكْبِيرَهُ؟ فَقَالَ لَهُ أَزْوَاجُهُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ جَاءَ، فَقَالَ: قُولُوا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ افْتُتِنَ مِنَ الْبُكَاءِ فَقَالَتْ حَفْصَةُ: مُرُوا عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكُنَّ لَصَوَاحِبُ يُوسُفَ، قُولُوا لِأَبِي بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَلَوْ لَمْ يَسْتَخْلِفْهُ مَا أَطَاعَ النَّاسُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً فَجَاءَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَثَبَتَ مَكَانَهُ، وَقَعَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ مِنَ الْآيَةِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ [ص: 222] الْمُؤَذِّنُ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ لِنِسَائِهِ: «مُرْنَ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مَرِيضٌ لِأَبِي بَكْرٍ: " صَلِّ بِالنَّاسِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خِفَّةً فَخَرَجَ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «لَمْ يُقْبَضْ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمْ يُقْبَضْ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَبَّرَ عُمَرُ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَهُ، فَأَطْلَعَ رَأْسَهُ مُغْضَبًا فَقَالَ: «أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟» أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ إِذَا وَجَدَ خِفَّةً خَرَجَ، وَإِذَا ثَقُلَ وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ يَوْمًا لِأَمْرٍ يَأْمُرُ النَّاسَ يُصَلُّونَ وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ غَائِبٌ، فَصَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا، لَا، أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟» قَالَ: فَانْتُقِضَتِ الصُّفُوفُ وَانْصَرَفَ عُمَرُ، قَالَ [ص: 223] : فَمَا بَرَحْنَا حَتَّى طَلَعَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَكَانَ بِالسُّنْحِ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَبْيَضِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي وَجَعِهِ إِذَا خُفَّ عَنْهُ مَا يَجِدُ خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَإِذَا وَجَدَ ثِقْلَهُ قَالَ: «مُرُوا النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا» ، فَصَلَّى بِهِمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ يَوْمًا الصُّبْحَ فَصَلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ فَأَتَمَّ بِأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ الصَّلَاةَ أَتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا فَاتَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى فِي مَرَضِهِ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ ثُمَّ قَضَى الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَأَيْتُ هَذَا الثَّبْتَ عِنْدَ أَصْحَابِنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ: كَمْ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ، قَالَ: «صَلَّى بِهِمْ سَبْعَ عَشْرَةَ صَلَاةً» قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ ذَلِكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ [ص: 224] الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «صَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ ثَلَاثًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَكَدْ يُسْمِعُ النَّاسَ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالُوا: «نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ لِأَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " إِنَّ أَحْدَثَ عَهْدِي بِنَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِخَمْسٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَيُحَرِّكُ كَفَّهُ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ خَلِيلٌ، أَلَا وَإِنَّ خَلِيلِي أَبُو بَكْرٍ، إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي [ص: 225] مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَغْلِبُهُ الْبُكَاءُ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ دَعَوْنَا لَكَ ابْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: «ادْعُوا أَبَا بَكْرٍ» ، قَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ يَرِقُّ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ دَعَوْنَا لَكَ ابْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ وَابْنِهِ، فَلْيَكْتُبْ، أَنْ يَطْمَعَ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ طَامِعٌ، أَوْ يَتَمَنَّ مُتَمَنٍّ» . ثُمَّ قَالَ: «يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَأَبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ» ، فَدَعَوْا لَهُ ابْنَ الْخَطَّابِ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ» ، فَدَعَوْا لَهُ ابْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَ يُوسُفَ» ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا لَكِ لَمْ تَدْعِي أَبَاكِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا أَمَرَكُمْ؟، قَالَتْ: عَلِمْتُ أَنَّهُمْ سَيَقُولُونَ إِذَا سَمِعُوا صَوْتَ أَبِي: بِئْسَ الْخَلَفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانُوا يَقُولُونَهَا لِعُمَرَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُولُوهَا لِأَبِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالَتْ: " بُدِئَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهُ، فَقَالَ: «لَوْ كَانَ ذَلِكَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ، وَأَدْعُو لَكِ، وَأُكَفِّنُكَ وَأَدْفِنُكِ» ، فَقُلْتُ: وَاثَكْلَاهُ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَظَلِلْتَ [ص: 226] يَوْمَكَ مُعْرِسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ، لَقَدْ هَمَمْتُ، أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِيكِ وَإِلَى أَخِيكِ فَأَقْضِيَ أَمْرِي، وَأَعْهَدَ عَهْدِي، فَلَا يَطْمَعُ فِي الْأَمْرِ طَامِعٌ، وَلَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ، أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ» ، ثُمَّ قَالَ: «كَلَّا، يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ» ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِهِ: «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ عَلَيَّ ثَوْبَيْ حِبَرَةٍ وَأَنَا أَطَأُ فِي عَذِرَاتِ النَّاسِ وَفِي صَدْرِي رَقْمَتَيْنِ، فَقَالَ: «أَمَّا الرَّقْمَتَانِ فَتَلِيَ سَنَتَيْنِ، وَأَمَّا الثَّوْبُ الْحِبَرَةُ فَمَا تُحْبَرُ بِهِ مِنْ وَلَدِكَ، وَأَمَّا الْعَذِرَةُ فَمَا يَنَالُكَ مِنْ أَذَاهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُذَاكِرُهُ فِي الشَّيْءِ، فَقَالَ: إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟، قَالَ: «فَأْتِ أَبَا بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يَعْنِي بَعْدَ الْمَوْتِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنَ قَتَادَةَ، قَالَ: " ابْتَاعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعِيرًا مِنْ رَجُلٍ إِلَى أَجَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟، يَعْنِي بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: «فَأْتِ أَبَا بَكْرٍ» ، قَالَ: فَإِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْ أَبَا بَكْرٍ؟، يَعْنِي بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: «فَأْتِ عُمَرَ» ، فَإِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْ عُمَرَ؟، قَالَ: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ إِذَا مَاتَ عُمَرُ فَمُتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 ذِكْرُ سَدِّ الْأَبْوَابِ غَيْرَ بَابِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ سَالِمٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ» ، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُنَا عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ فَاخْتَارَ؟ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا بَكْرٍ، لَا تَبْكِ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا كَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ عَلَيَّ مَنًّا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَأَغْلِقُوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ كُلَّهَا فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: فَقَالَ نَاسٌ: أَغْلَقَ أَبْوَابَنَا وَتَرَكَ بَابَ خَلِيلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي قُلْتُمْ فِي بَابِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي أَرَى عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ نُورًا، وَأَرَى عَلَى أَبْوَابِكُمْ ظُلْمَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ [ص: 228] وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّ خُلَّةَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنْ كُلِّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، وَمَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ فَاسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ، فَلَمَّا مَضَى تَشَهُّدُهُ كَانَ أَوَّلَ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنِ اسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عَبْدًا مِنْ عَبَّادِ اللَّهِ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ رَبِّهِ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ رَبِّهِ» ، فَفَطِنَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَوَّلَ النَّاسِ، فَعَرَفَ أَنَّمَا يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَفْسَهُ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ امْرَأً أَفْضَلَ عِنْدِي يَدًا فِي الصَّحَابَةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: " لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْأَبْوَابِ لِتُسَدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَفْتَحُ كَوَّةً أَنْظُرْ إِلَيْكَ حِينَ تَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُرِّ الْوَاقِفِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ فَتَحْتَ أَبْوَابَ رِجَالٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَا بَالُكَ سَدَدْتَ أَبْوَابَ رِجَالٍ فِي الْمَسْجِدِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبَّاسُ، مَا فَتَحْتُ عَنْ أَمْرِي، وَلَا سَدَدْتُ عَنْ أَمْرِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 ذِكْرُ تَخْيِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كُنْتُ سَمِعْتُ أَنَّهُ، لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَتْ: فَأَصَابَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ فِي مَرَضِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: « {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا» } [النساء: 69] ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا تُقْبَضُ نَفْسُهُ ثُمَّ يُرَى الثَّوَابَ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَيْهِ فَيُخَيَّرُ بَيْنَ أَنْ تُرَدَّ إِلَيْهِ إِلَى أَنْ يُلْحَقَ» ، قَالَتْ: فَكُنْتُ قَدْ حَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى مَالَتْ عُنُقُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ قَضَى، وَعَرَفْتُ الَّذِي قَالَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى ارْتَفَعَ وَنَظَرَ، قَالَتْ: قُلْتُ: إِذًا وَاللَّهِ لَا يَخْتَارُنَا، فَقَالَ: " مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الْجَنَّةِ، {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسَنُ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] "، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذَيَّ غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ سَقْفِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: الْآنَ لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا، وَهُوَ صَحِيحٌ، فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْآنَ يُخَيَّرُ، إِذًا لَا يَخْتَارُنَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهِيَ مُسْنَدَةٌ إِلَى ظَهْرِهِ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ حَتَّى يُخَيَّرُ» . قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى» ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ ذَاهِبٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَسْنَدَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى صَدْرِهَا فَأَفَاقَ وَهِيَ تَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ، فَقَالَ: «لَا، بَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى الْأَسْعَدَ، مَعَ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 231] الله عليه وسلم فِي الْمَرَضِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهِ، قَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ وَصَفْوَانَ: «وَالَّذِي نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ بِيَدِهِ» وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ، إِنَّ رَجُلًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ» ، فَلَمْ يَعْقِلْهَا مِنَ الْقَوْمِ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ " فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا، وَأَبْنَائِنَا، وَأَنْفُسِنَا، وَأَمْوَالِنَا، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ، فَمَا قَامَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 ذِكْرُ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ نِسَائِهِ فِي مَرَضِهِ مِنْ نَفْسِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُحْمَلُ فِي ثَوْبٍ يُطَافُ بِهِ عَلَى نِسَائِهِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَقْسِمُ بَيْنَهُنَّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيُسَوِّي بَيْنَهُنَّ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذَا مَا أَمْلِكُ، وَأَنْتَ أَوْلَى بِمَا لَا أَمْلِكُ» . يَعْنِي الْحُبَّ فِي الْقَلْبِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 ذِكْرُ اسْتِئْذَانِ رَسُولِ اللَّهِ، صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ [ص: 232] اسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا قَالَتْ ذَلِكَ لَهُنَّ فَاطِمَةُ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ يَشُقُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الِاخْتِلَافُ فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ مَيْمُونَةَ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، تَخُطُّ رِجْلَاهُ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ، فَزَعَمُوا أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي، قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، تَعْنِي الْفَضْلَ، وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَا قَالَتْ قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ عَلِيٌّ، إِنَّ عَائِشَةَ لَا تُطَيِّبُ لَهُ نَفْسًا بِخَيْرٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ: «أَهْرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ» ، قَالَتْ: فَأَجْلَسَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ حَتَّى جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُمْ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى بِهِمْ وَخَطَبَهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَرَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِي عَلَى عَائِشَةَ فَأَذِنَتْ لَنَا، فَلَمَّا دَخَلْنَا جَذَبَتِ الْحِجَابَ، وَأَلْقَتْ لَنَا وِسَادَةً فَجَلَسْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِبَابِي يُلْقِي إِلَيَّ الْكَلِمَةَ يَنْفَعُ اللَّهُ بِهَا، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ مَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ، أَلْقِي لِي وِسَادَةً عَلَى الْبَابِ، فَأَلْقَتْ لِي وِسَادَةً [ص: 233] ، فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا فِي طَرِيقِهِ، وَعَصَبْتُ رَأْسِي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟» فَقُلْتُ: أَشْتَكِي رَأْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا وَارَأْسَاهُ» . ثُمَّ مَضَى فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جِيءَ بِهِ مَحْمُولًا فِي كِسَاءٍ فَأُدْخِلَ بَيْتِي فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَاجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ فَقَالَ: «إِنِّي أَشْتَكِي، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدُورَ بُيُوتَكُنَّ، فَإِنْ شِئْتُنَّ أَذِنْتُنَّ لِي فَكُنْتُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ» ، فَأَذِنَّ لَهُ، فَكُنْتُ وَأَنَا أُوَصِّبُهُ وَلَمْ أُوَصِّبْ مَرِيضًا قَطُّ قَبْلَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَيْنَ أَنَا غَدًا؟» قَالُوا: عِنْدَ فُلَانَةَ، قَالَ: «فَأَيْنَ أَنَا بَعْدَ غَدٍ؟» قَالُوا: عِنْدَ فُلَانَةَ، فَعَرَفَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لِأُخْتِنَا عَائِشَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ حَتَّى اسْتُعِزَّ بِهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَعَرَفَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمُنَا الَّذِي يُصِيبُنَا لِأُخْتِنَا، يَعْنِينَ عَائِشَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 ذِكْرُ السِّوَاكِ الَّذِي اسْتَنَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَخَلَ حُجْرَتِي فَاضْطَجَعَ فِي حِجْرِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ فِي يَدِهِ [ص: 234] سِوَاكٌ أَخْضَرُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ وَهُوَ فِي يَدِهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ هَذَا السِّوَاكَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ حَتَّى لَيَّنْتُهُ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَشَدِّ مَا رَأَيْتُهُ اسْتَنَّ بِسِوَاكٍ قَبْلَهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَكْوِهِ وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، وَفِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْضِمَهُ فَقَضَمَتْهُ، ثُمَّ أَعْطَتْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " كَانَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عِنْدِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَاتَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَجُمِعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، قَالَ الْقَاسِمُ: قَدْ عَرَفْنَا كُلَّ الَّذِي تَقُولِينَ فَكَيْفَ جُمِعَ بَيْنَ رِيقِكِ وَرِيقِهِ؟ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أُمِّ رُومَانَ أَخِي عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ رَطْبٌ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُولَعًا بِالسِّوَاكِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُشْخِصُ بَصَرَهُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ اقْضُمِ السِّوَاكِ فَنَاوَلَنِيهِ، فَمَضَغْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَتَسَوَّكَ بِهِ، فَجُمِعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 ذِكْرُ اللَّدُودِ الَّذِي لُدَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ يَعْنِي حَاتِمَ بْنَ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اشْتَكَى فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ حِينَ أَفَاقَ وَالنِّسَاءُ يَلْدُدْنَهُ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ قَدْ لَدَدْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ، لَعَلَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَمَرَتْكُمْ بِهَذَا، أَكَانَتْ تَخَافُ أَنْ يَكُونَ فِيَّ ذَاتُ الْجَنْبِ؟ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَ عَلَيَّ ذَاتُ الْجَنْبِ، لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدُّ كَمَا لَدَدْنَنِي غَيْرُ عَمِّيَ الْعَبَّاسُ» . فَوَثَبَ النِّسَاءُ يَلِدُّ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَتْ تَأْخُذُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَاصِرَةُ، فَاشْتَدَّتْ بِهِ جِدًّا، وَأَخَذَتْهُ يَوْمًا فَأُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ عَلَى الْفِرَاشِ فَلَدَدْنَاهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ عَرَفَ أَنَا قَدْ لَدَدْنَاهُ فَقَالَ: «كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ كَانَ يُسَلِّطُ عَلَيَّ ذَاتَ الْجَنْبِ؟ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْعَلَ لَهَا عَلَيَّ سُلْطَانًا، وَاللَّهِ لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لَدَدْتُمُوهُ إِلَّا عَمِّيَ الْعَبَّاسُ» ، قَالَتْ: فَمَا بَقِيَ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ نِسَائِهِ تَقُولُ: أَنَا صَائِمَةٌ، قَالُوا: تَرَيْنَ أَنَّا نَدَعُكِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ؟ فَلَدَدْنَاهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَبْيَضِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: بُدِيءَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَكَانَ إِذَا خُفَّ عَنْهُ مَا يَجِدُ خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَإِذَا وَجَدَ ثَقْلَةً قَالَ: «مُرُوا النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا» ، فَتَخَوَّفْنَا [ص: 236] عَلَيْهِ ذَاتَ الْجَنْبِ، وَثَقُلَ فَلَدَدْنَاهُ فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خُشُونَةَ اللُّدِّ فَأَفَاقَ فَقَالَ: «مَا صَنَعْتُمْ بِي؟» قَالُوا: لَدَدْنَاكَ، قَالَ: «بِمَاذَا؟» قُلْنَا: بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ، وَشَيْءٍ مِنْ وَرْسٍ وَقَطَرَاتِ زَيْتٍ، فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِهَذَا؟» قَالُوا: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ: " هَذَا طِبٌّ أَصَابَتْهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا الْتَدَّ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، يَعْنِي الْعَبَّاسَ ثُمَّ قَالَ: «مَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخَافُونَ عَلَيَّ؟» قَالُوا: ذَاتَ الْجَنْبِ، قَالَ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَيَّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، قَالَ: دَخَلَتْ أُمُّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ مِثْلَ هَذِهِ الْحُمَّى الَّتِي عَلَيْكَ عَلَى أَحَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَهَا: «يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلَاءُ كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ مَا يَقُولُ النَّاسُ؟» قَالَتْ: قُلْتُ: يَقُولُونَ: بِهِ ذَاتُ الْجَنْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَى رَسُولِهِ، إِنَّهَا هُمَزَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنَّهَا مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُهَا أَنَا وَابْنُكِ، هَذَا أَوَانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ وَجَعُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَدُّوهُ فَقَالَ: «مَنْ أَمَرَكُمْ بِهَذَا؟ أَخِفْتُمْ أَنْ تَكُونَ بِي ذَاتُ الْجَنْبِ؟ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطُهَا عَلَيَّ، أَمَرَتْكُمْ بِهَذَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، جَاءَتْ بِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا الْتَدَّ إِلَّا عَمِّيَ الْعَبَّاسُ» ، قَالَ: فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَلِدُّ بَعْضًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ هُمَا لَدَّتَاهُ، قَالَ: فَالْتَدَّتْ يَوْمَئِذٍ مَيْمُونَةُ وَهِيَ صَائِمَةٌ لِقَسَمِ [ص: 237] النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ:، وَكَأَنَّهُ مِنْهُ عُقُوبَةٌ لَهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 ذِكْرُ الدَّنَانِيرِ الَّتِي قَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: " أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَنَانِيرَ فَقَسَمَهَا إِلَّا سِتَّةً فَدَفَعَ السِّتَّةَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَلَمْ يَأْخُذْهُ النَّوْمُ حَتَّى قَالَ: «مَا فَعَلَتِ السِّتَّةُ؟» قَالُوا: دَفَعْتَهَا إِلَى فُلَانَةَ قَالَ: «ائْتُونِي بِهَا» ، فَقَسَمَ مِنْهَا خَمْسَةً فِي خَمْسَةِ أَبْيَاتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ قَالَ: «اسْتَنْفِقُوا هَذَا الْبَاقِيَ» ، وَقَالَ: «الْآنَ اسْتَرَحْتُ» فَرْقَدَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: لِعَائِشَةَ وَهِيَ مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِهَا: «يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلَتْ تِلْكَ الذَّهَبُ؟» قَالَتْ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ: «فَأَنْفِقِيهَا» ثُمَّ غُشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى صَدْرِهَا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «أَنْفَقْتِ تِلْكَ الذَّهَبَ يَا عَائِشَةُ؟» قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ: فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ فَعَدَّهَا فَإِذَا هِيَ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، فَقَالَ: «مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِرَبِّهِ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟» ، فَأَنْفَقَهَا كُلَّهَا وَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَحْسِبُهُ الزُّبَيْرِيَّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أُحُدًا ذَاكُمْ [ص: 238] عِنْدِي ذَهَبًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا تَأْتِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ وَأَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنِّي صَدَقَةً، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَأَسْرَعَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِمْ عَرَفَ مَا فِي وُجُوهِهِمْ فَقَالَ: «كَانَ عِنْدِي تِبْرٌ فِي الْبَيْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ عِنْدِي فَأَمَرْتُ بِقَسْمِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا فَعُرِفَ فِي وَجْهِهِ أَنَّهُ بَاتَ قَدْ أَهَمَّهُ أَمَرٌ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَسْتَنْكِرُ وَجْهَكَ، فَإِنَّكَ قَدْ أَهَمَّكَ اللَّيْلَةَ أَمْرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ذَاكَ مِنْ أُوقِيَّتَيْنِ مِنْ ذَهَبِ الصَّدَقَةِ بَاتَتَا عِنْدِي، لَمْ أَكُنْ وَجَّهْتُهُمَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ: «مَا فَعَلَتِ الْأَذْهُبُ؟» ، فَقُلْتُ: هِيَ عِنْدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ائْتِينِي بِهَا» وَهِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعَةِ وَالْخَمْسَةِ، فَجَعَلَهَا فِي كَفِّهِ ثُمَّ قَالَ: «مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟، أَنْفِقِيهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّي تِلْكَ الذَّهَبَ» قَالَتْ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، وَهِيَ أَحَدُ الْعَدَدَيْنِ تِسْعَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَقَالَ: «مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - شَكَّ يَعْقُوبُ - عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَتَتْ [ص: 239] رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةُ دَرَاهِمَ بَعْدَ أَنْ أَمْسَيْنَا، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَقَاعِدًا لَا يَأْتِيهِ النَّوْمُ حَتَّى سَمِعَ سَائِلًا يَسْأَلُ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي، فَمَا عَدَا أَنْ دَخَلَ فَسَمِعْتُ غَطِيطَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكُ أَوَّلَ اللَّيْلِ قَائِمًا وَقَاعِدًا لَا يَأْتِيكُ النَّوْمُ حَتَّى خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِي، فَمَا عَدَا أَنْ دَخَلْتَ فَسَمِعْتُ غَطِيطَكَ قَالَ: «أَجَلْ، أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ثَمَانِيَةُ دَرَاهِمَ بَعْدَ أَنْ أَمْسَى، فَمَا ظَنُّ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهِيَ عِنْدَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَةُ دَنَانِيرَ وَضَعَهَا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، ابْعَثِي بِالذَّهَبِ إِلَى عَلِيٍّ» ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَغَلَ عَائِشَةَ مَا بِهِ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يُغْمَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَشْغَلُ عَائِشَةَ مَا بِهِ، فَبَعَثَتْ، يَعْنِي بِهِ، إِلَى عَلِيٍّ فَتَصَدَّقَ بِهِ، ثُمَّ أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ فِي جَدِيدِ الْمَوْتِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ النِّسَاءِ بِمِصْبَاحِهَا، فَقَالَتْ: اقْطُرِي لَنَا فِي مِصْبَاحِنَا مِنْ عُكَّتِكِ السَّمْنَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَمْسَى فِي جَدِيدِ الْمَوْتِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 ذِكْرُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ وَمَا قَالَ فِي ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَذَاكَرْنَ عِنْدَهُ فِي مَرَضِهِ كَنِيسَةً بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرْنَ مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرِهَا، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ قَدْ أَتَتَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله [ص: 240] عليه وسلم: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرِ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسً، قَالَا: " لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، يُحَذِّرُهُمْ مِثْلَ مَا صَنَعُوا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا جُنْدُبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى بِخَمْسٍ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّهُ كَانَ فِي آخِرِ مَا عَهِدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ قَالَ: «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، لَا يَبْقَيَنَّ دِينَانِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ [ص: 241] عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ فَإِنَّهُمُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، فَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَزُورُوا قَبْرَهُ، وَلَكِنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ائْتَمَرُوا أَنْ يَدْفِنُوهُ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ وَاضِعًا رَأْسَهُ فِي حِجْرِي إِذْ قَالَ: «قَاتَلَ اللَّهُ أَقْوَامًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، وَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ أَنْ يَدْفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَحْدَثَ عَهْدِي بِنَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِخَمْسٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اتَّخَذُوا بُيُوتَهُمْ قُبُورًا، أَلَا وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا قَدْ غَطَّى وَجْهَهُ بِبُرْدٍ عَدَنِيٍّ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، يُحَرِّمُونَ الشُّحُومَ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَانَهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ [ص: 242] ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 ذِكْرُ الْكِتَابِ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَهُ لِأُمَّتِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اشْتَكَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَمِيسِ فَجَعَلَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، يَبْكِي وَيَقُولُ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ لَيَهْجُرُ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ: أَلَا نَأْتِيكَ بِمَا طَلَبْتَ؟، قَالَ: «أَوَ بَعْدَ مَاذَا؟» ، قَالَ: فَلَمْ يَدْعُ بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، خَالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ، أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ، وَأَوْصَى بِثَلَاثٍ» ، قَالَ: «أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوٍ مِمَّا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ» ، وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، فَلَا أَدْرِي قَالَهَا فَنَسِيتُهَا، أَوْ سَكَتَ عَنْهَا عَمْدًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ فِي مَرِضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ دَعَا بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا لِأُمَّتِهِ كِتَابًا لَا يَضِلُّونَ وَلَا يَضِلُّونَ، قَالَ: فَكَانَ فِي الْبَيْتِ لَغَطٌ وَكَلَامٌ وَتَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: فَرَفَضَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا ثَقُلَ قَالَ: «يَا عَلِيُّ، ائْتِنِي بِطَبَقٍ أَكْتُبُ فِيهِ مَا لَا تَضِلُّ أُمَّتِي بَعْدِي» ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ تَسْبِقَنِيَ نَفْسُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَحْفَظُ ذِرَاعًا مِنَ الصَّحِيفَةِ، قَالَ: فَكَانَ رَأْسُهُ بَيْنَ ذِرَاعِي وَعَضُدِي، فَجَعَلَ يُوصِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالَ: كَذَلِكَ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ، وَأَمَرَ بِشَهَادَةِ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ، مَنْ شَهِدَ بِهِمَا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ يَقُولُ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى خَدِّهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، قَالَ فَقَالُوا: إِنَّمَا يَهْجُرُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ النِّسَاءِ حِجَابٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اغْسِلُونِي بِسَبْعِ قِرَبٍ، وَأْتُونِي بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» فَقَالَ النِّسْوَةُ: ائْتُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَاجَتِهِ. قَالَ عُمَرُ [ص: 244] : فَقُلْتُ: اسْكُتْنَ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُهُ، إِذَا مَرِضَ عَصَرْتُنَّ أَعْيُنَكُنَّ، وَإِذَا صَحَّ أَخَذْتُنَّ بِعُنْقِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هُنَّ خَيْرٌ مِنْكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «دَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لِأُمَّتِهِ لَا يَضِلُّوا وَلَا يُضَلُّوا، فَلَغَطُوا عِنْدَهُ حَتَّى رَفَضَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَفَاةُ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا كَثُرَ اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ وَغَمُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «قُومُوا عَنِّي» ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ الرَّزِيَّةُ كُلُّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ لِفُلَانَةَ وَفُلَانَةَ مَدَائِنَ الرُّومِ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْسَ بِمَيِّتٍ حَتَّى نَفْتَتِحَهَا، وَلَوْ مَاتَ لَانْتَظَرْنَاهُ كَمَا انْتَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فَقَالَتْ [ص: 245] زَيْنَبُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَلَا تَسْمَعُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَعْهَدُ إِلَيْكُمْ؟ فَلَغَطُوا فَقَالَ: «قُومُوا» ، فَلَمَّا قَامُوا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مَكَانَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 ذِكْرُ مَا قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: أَلَا تَرَى؟ أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا إِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، فَوَاللَّهِ لَا نَسْأَلُهُ أَبَدًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: " إِنِّي أَكَادُ أَعْرِفُ فِيهِ الْمَوْتَ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ فَنَسْأَلْهُ مَنْ يَسْتَخْلِفُ، فَإِنِ اسْتَخْلَفَ مِنَّا فَذَاكَ، وَإِلَّا أَوْصَى [ص: 246] بِنَا فَحَفَظَنَا مَنْ بَعْدَهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عِنْدَ ذَلِكَ مَا قَالَ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: «ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ تُبَايِعْكَ النَّاسُ» ، فَقَبَضَ الْآخَرُ يَدَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَرْسَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَمَعَهُمْ عِنْدَهُ، قَالَ وَكَانَ عَلِيُّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةٍ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيَا لَمْ أُحِبُّ أَنْ أَقْطَعَ فِيهِ شَيْئًا حَتَّى أَسْتَشِيرَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَمَا هُوَ؟، قَالَ: نَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَنَسْأَلُهُ إِلَى مَنْ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَإِنْ كَانَ فِينَا لَمْ نُسَلِّمْهُ وَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنَّا فِي الْأَرْضِ طَارِفٌ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا لَمْ نَطْلُبْهَا بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا عَمِّ، وَهَلْ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا إِلَيْكَ، وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ يُنَازِعُكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا، وَلَمْ يَدْخُلُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا تُرِيدُ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: " أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَخْلِفَ مِنَّا خَلِيفَةً؛ فَقَالَ عَلِيُّ: لَا تَفْعَلْ قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ أَخْشَى أَنْ يَقُولَ لَا، فَإِذَا ابْتَغَيْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا أَلَيْسَ قَدْ أَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ يُحَدِّثُ عَمِّيَ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ الْعَبَّاسُ: «يَا عَلِيُّ قُمْ حَتَّى أُبَايِعَكَ وَمَنْ حَضَرَ، فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا كَانَ لَمْ يُرَدُّ مِثْلُهُ وَالْأَمْرُ فِي أَيْدِينَا» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَأَحَدٌ؟ يَعْنِي يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُنَا؛ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَظُنُّ وَاللَّهِ سَيَكُونُ، فَلَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَرَجَعُوا إِلَى الْمَسْجِدِ [ص: 247] فَسَمِعَ عَلِيٌّ التَّكْبِيرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: هَذَا مَا دَعَوْتُكَ إِلَيْهِ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيَكُونُ هَذَا؟، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا رُدَّ مِثْلُ هَذَا قَطُّ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ وَتَخَلَّفَ عِنْدَهُ عَلِيُّ وَعَبَّاسٌ وَالزُّبَيْرُ، فَذَلِكَ حِينَ قَالَ عَبَّاسٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ ابْنَتِهِ فِي مَرَضِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَامُهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: «أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ هَذَا، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لَحَاقًا بِهِ فَضَحِكْتُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ جَالِسَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا شَيْئًا فَبَكَتْ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ، آسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَدِيثِهِ ثُمَّ تَبْكِينَ؟ قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَسَرَّ إِلَيْكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سَرَّهُ [ص: 248] فَلَمَّا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: قَالَ: «إِنَّ جَبْرَائِيلَ كَانَ يَأْتِينِي كُلَّ عَامٍ فَيُعَارِضَنِي بِالْقُرْآنِ مَرَّةً وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَظُنُّ إِلَّا أَجَلِي قَدْ حَضَرَ وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» قَالَتْ وَقَالَ: «أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قَالَتْ: فَضَحِكْتُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا فَاطِمَةَ فَنَاجَاهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ نَاجَاهَا فَضَحِكَتْ، فَلَمْ أَسْأَلْهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُ فَاطِمَةَ عَنْ بُكَائِهَا وَضَحِكِهَا فَقَالَتْ: أَخْبَرَنِي صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَمُوتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، فَلِذَلِكَ ضَحِكْتُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ ضَاحَكَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا أَنَّهُ قَدْ تُمُودِيَ بِطَرَفِ فِيهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ بَعَثَ أُسَامَةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُوطِئَ الْخَيْلَ نَحْوَ الْبَلْقَاءِ حَيْثُ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَعْفَرٌ، فَجَعَلَ أُسَامَةُ وَأَصْحَابُهُ يَتَجَهَّزُونَ وَقَدْ عَسْكَرَ بِالْجُرْفِ، فَاشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 249] وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ رَاحَةً فَخَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ» ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتُعِزَّ بِهِ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلُ النَّاسِ: اسْتَعْمَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ فَلَعَمْرِي لَئِنْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَتِهِ لَقَدْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ بِالْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ لَخَلِيقًا بِهَا» ، قَالَ: فَخَرَجَ جَيْشُ أُسَامَةَ حَتَّى عَسْكَرُوا بِالْجُرْفِ وَتَتَامَّ النَّاسُ إِلَيْهِ فَخَرَجُوا وَثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَقَامَ أُسَامَةُ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ مَا اللَّهُ قَاضٍ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أُسَامَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ هَبَطْتُ مِنْ مُعَسْكَرِي وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يُصُبُّهَا عَلَيَّ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَكَانَ النَّاسُ طَعَنُوا فِيهِ أَيْ فِي صِغَرِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ، وَقَدْ كَانُوا طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُمَا لَخَلِيقَانِ لَهَا، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ آلًا فَأُوصِيكُمْ بِأُسَامَةَ خَيْرًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنُ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ [ص: 250] ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، جَمِيعًا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا أُسَامَةَ وَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَقَالَ كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ: «أَلَا إِنَّكُمْ تَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَبِيهِ مِنْ قَبْلُ وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبُّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا مِنْ بَعْدِهِ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا، فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ» . قَالَ سَالِمٌ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ قَطُّ، إِلَّا قَالَ: مَا حَاشَا فَاطِمَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 ذِكْرُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ لِلْأَنْصَارِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نَصُبَّ عَلَيْهِ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ مِنْ سَبْعِ آبَارٍ فَفَعَلْنَا , فَلَمَّا اغْتَسَلَ وَجَدَ الرَّاحَةَ [ص: 251] فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ خَطَبَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أُحُدٍ وَدَعَا لَهُمْ، ثُمَّ أَوْصَى بِالْأَنْصَارِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وَأَصْبَحَتِ الْأَنْصَارُ لَا تَزِيدُ عَلَى هَيْئَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ هُمْ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا , أَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وَأَصْبَحَتِ الْأَنْصَارُ لَا تَزِيدُ عَلَى هَيْئَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ , وَإِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ محمود بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مُسْتَكِفُّونَ يَتَخَبَّرُونَ عَنْهُ , فَخَرَجَ مُشْتَمِلًا، قَدْ طَرَحَ طَرَفَيْ ثَوْبِهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، عَاصِبًا رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ بَيْضَاءَ , فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، قَالَ فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي وَنَعْلِي وَكِرْشِي الَّتِي آكُلُ فِيهَا، فَاحْفَظُونِي فِيهِمُ اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ مُرَّةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةٌ، أَوْ ضَيْعَةٌ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ تَرِكَتِي، أَوْ ضَيْعَتِي , وَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ [ص: 252] عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي , وَإِنَّ كَرِشِيَ الْأَنْصَارُ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغِسِّيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ هَذِهِ الْأَنْصَارُ فِي الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهَا وَرِجَالُهَا يَبْكُونَ عَلَيْكَ قَالَ: «وَمَا يُبْكِيهِمْ؟» قَالُوا: يَخَافُونَ أَنْ تَمُوتَ ثُمَّ اجْتَمَعُوا فِي الْحَدِيثِ، فَقَالُوا جَمِيعًا فِي حَدِيثِهِمْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ مُشْتَمِلًا مُتَعَطِّفًا عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ طَارِحًا طَرَفَهَا عَلَى مَنْكَبَيْهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ , قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَسِخَةٍ , وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ دَسْمَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ النَّاسِ إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ , فَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمَرِهِمْ شَيْئًا فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِ: خَرَجَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ حَتَّى قُبِضَ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بِأَوْلَادِهِمْ وَخَدَمِهِمْ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوْا مَا عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ مَا عَلَيْكُمْ , فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «آمُرُكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، أَخَذَ عَرِيفَ الْأَنْصَارِ فَهَمَّ بِهِ , قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَوَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْأَنْصَارِ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ فِيهِمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَوْصَى أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأَنْ يُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ , قَالَ: فَتَمَعَّكَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى سَقَطَ عَلَى بِسَاطِهِ، وَتَمَعَّكَ عَلَيْهِ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ عَلَى الْبِسَاطِ، وَقَالَ: أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ , أَرْسِلَاهُ، أَوْ قَالَ: دَعَاهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ، حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا كَادَ يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ: «الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ [ص: 254] بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَوْتِ جَعَلَ يَقُولُ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» قَالَ يَزِيدُ: فَجَعَلَ يَقُولُهَا وَمَا يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ , وَقَالَ عَفَّانُ: فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا وَمَا يُفِيضُ لِسَانُهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «اللَّهَ اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمُ أَلْبِسُوا ظُهُورَهُمْ، وَأَشْبِعُوا بُطُونَهُمْ، وَأَلِينُوا لَهُمُ الْقَوْلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخِرَ عَهْدِهِ أَوْصَى أَنْ لَا يُتْرَكَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ دِينَانِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ , لَا يَبْقَيَنَّ دِينَانِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّهُ كَانَ فِي آخِرِ مَا عَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْصَى بِالرُّهَاوِيِّينَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ الرُّهَاءِ , قَالَ: وَأَعْطَاهُمْ مِنْ خَيْرٍ، قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: «لَئِنْ بَقِيتُ لَا أَدَعُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ هِزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالدَّارِيِّينَ وَالرُّهَاوِيِّينَ وَبِالدُّوسِيِّينَ خَيْرًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ وَهُوَ يَقُولُ: «أَلَا لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: دَخَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: «يَا فَضْلُ، شُدَّ هَذِهِ الْعِصَابَةَ عَلَى رَأْسِي» , فَشَدَّهَا، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَرِنَا يَدَكَ» قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَانْتَهَضَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، وَإِنَّمَا أَنَا بِشْرٌ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ شَيْئًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَقْتَصَّ وَأَيُّمَا رَجُلٍ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ بَشَرِهِ شَيْئًا فَهَذَا بَشَرِي فَلْيَقْتَصَّ وَأَيُّمَا رَجُلٍ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا فَهَذَا مَالِي فَلْيَأْخُذْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَاكُمْ بِي رَجُلٌ كَانَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَأَخَذَهُ أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ رَبِّي وَأَنَا مُحَلَّلٌ لِي، وَلَا يَقُولَنَّ رَجُلٌ إِنِّي أَخَافُ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ طَبِيعَتِي، وَلَا مِنْ خُلُقِي وَمَنْ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى شَيْءٍ فَلْيَسْتَعِنْ بِي حَتَّى أَدْعُوَ لَهُ» ؛ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَتَاكَ سَائِلٌ فَأَمَرْتَنِي فَأَعْطَيْتُهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمٍ. قَالَ: «صَدَقَ، أَعْطِهَا إِيَّاهُ يَا فَضْلُ» قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَبَخِيلٌ، وَإِنِّي لَجَبَانٌ، وَإِنِّي لَنَؤُومٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالنَّوْمَ فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي لِكَذَا، وَإِنِّي لِكَذَا، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي ذَلِكَ قَالَ: «اذْهَبِي إِلَى مَنْزِلِ عَائِشَةَ» فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِ عَائِشَةَ وَضَعَ عَصَاهُ عَلَى رَأْسِهَا ثُمَّ دَعَا لَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَكَثَتْ تُكْثِرُ السُّجُودَ، فَقَالَ: «أَطِيلِي السُّجُودَ، فَإِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ إِذَا كَانَ سَاجِدًا» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَوَاللَّهِ مَا فَارَقَتْنِي حَتَّى عَرَفْتُ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَعَلَّقُوا عَلَيَّ بِوَاحِدَةٍ , مَا أَحْلَلْتُ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَمَا حَرَّمْتُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ وَاللَّهِ لَا تُمْسِكُونَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ , إِنِّي لَا أُحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَلَا أُحَرِّمُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ , يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ , اعْمَلَا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ , إِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي عَبْدَ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سَلُونِي مَا شِئْتُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ , بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أَمِّنَا عَائِشَةَ وَتَشَدَّدَ لَنَا فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، جَبَرَكُمُ الْلَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفَعَكُمُ الْلَّهُ نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَقَاكُمُ اللَّهُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ، أَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَأُحَذِّرُكُمُ اللَّهَ، إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَلَكُمْ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلَهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83] ، وَقَالَ: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 60] ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى أَجَلُكَ؟، قَالَ [ص: 257] : «دَنَا الْفِرَاقُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، وَالْكَأْسِ الْأَوْفَى، وَالْحَظِّ وَالْعَيْشِ الْمُهَنَّى» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُغَسِّلُكَ؟، فَقَالَ: «رِجَالٌ مِنْ أَهْلِي، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟، فَقَالَ: «فِي ثِيَابِي هَذِهِ إِنْ شِئْتُمْ، أَوْ ثِيَابِ مِصْرَ، أَوْ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ» ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ وَبَكَيْنَا وَبَكَى، فَقَالَ: «مَهْلًا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا إِذَا أَنْتُمْ غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي هَذَا عَلَى شَفَةِ قَبْرِي فِي بَيْتِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ حَبِيبِي وَخَلِيلِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَعَهُ جُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهِمْ , ثُمَّ ادْخُلُوا فَوْجًا فَوْجًا فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلَّمُوا تَسْلِيمًا، وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ وَلَا بِرَنَّةٍ، وَلْيَبْتَدِئ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِي، ثُمَّ نِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ غَابَ مِنْ أَصْحَابِي، وَاقْرَأُوا السَّلَامَ عَلَى مَنْ تَبِعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ قَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ؟ قَالَ: «أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرِينَ، يَرَونَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 ذِكْرُ نُزُولِ الْمَوْتِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَشْتَكِ شَكْوَى إِلَّا سَأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ حَتَّى كَانَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَدْعُو بِالشِّفَاءِ وَطَفِقَ يَقُولُ: «يَا نَفْسُ، مَا لَكِ تَلُوذِينَ كُلَّ مَلَاذٍ؟» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتُ دَعَا بِقَدَحٍ [ص: 258] مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ يَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى كَرْبِ الْمَوْتِ» قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: «ادْنُ مِنِّي يَا جِبْرِيلُ , ادْنُ مِنِّي يَا جِبْرِيلُ» , ثَلَاثًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ وَهُوَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتُ كَانَ عِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ يَمْسَحُ يَدَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتُ طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا أَلْقَاهَا عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 ذِكْرُ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا بَقِيَ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثٌ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ , يَقُولُ لَكَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟، قَالَ: «أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا» فَلَمَّا [ص: 259] كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ , يَقُولُ لَكَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: «أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا» ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَهَبَطَ مَعَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَنَزَلَ مَعَهُ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ يَسْكُنُ الْهَوَاءَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاءِ قَطُّ، وَلَمْ يَهْبِطِ إِلَى الْأَرْضِ مُنْذُ يَوْمَ كَانَتِ الْأَرْضُ، عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ لَيْسَ مِنْهُمْ مَلَكٌ إِلَّا عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ، فَسَبَقَهُمْ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ , وَيَقُولُ لَكَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا» ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: جِبْرِيلُ: يَا أَحْمَدُ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمَيٍّ كَانَ قَبْلَكَ وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمَيٍّ بَعْدَكَ قَالَ: «ائْذَنْ لَهُ» فَدَخَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ فِي كُلِّ مَا تَأْمُرُنِي , إِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْبِضَ نَفْسَكَ قَبَضْتُهَا وَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتْرُكَهَا تَرَكْتُهَا قَالَ: «وَتَفْعَلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟» ، قَالَ: بِذَلِكَ أُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ فِي كُلِّ مَا أَمَرْتَنِي فَقَالَ: جِبْرِيلُ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَيْكَ قَالَ: «فَامْضِ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ لَمَا أُمِرْتَ بِهِ» قَالَ: جِبْرِيلُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا آخِرُ مُوَاطَئِي الْأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَالْحِسَّ وَلَا يَرَوْنَ الشَّخْصَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوفُونَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185] إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً عَنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ , فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، إِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ " [ص: 260] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرْكُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَا: بَلَى، حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ: لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ عَلِيُّ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لَا قَالَ: هَذَا الْخِضْرُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُوصِ وَإِنَّهُ تُوُفِّيَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: آَوْصَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ. قَالَ مَالِكٌ وَقَالَ طَلْحَةُ قَالَ هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَأَبُو بَكْرٍ كَانَ يَتَأَمَرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهْدًا فَخُزِمَ أَنْفُهُ بِخِزَامَةٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: آَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَيْفَ أَوْصَى وَلَقَدْ دَعَا بِالطَّسْتِ لِيَبُولَ فِيهَا فَانْخَنَثَ فِي حِجْرِي وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ مَاتَ , وَمَا مَاتَ إِلَّا بَيْنَ سَحْرِي [ص: 261] وَنَحْرِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قِيلَ لِأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟ قَالَتْ: «لَقَدْ كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَبَالَ فِيهَا، فَلَقَدِ انْخَنَثَ فِي حِجْرِي وَمَا شَعَرْتُ بِهِ. فَمَتَى أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُوصِ، وَقُبِضَ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِ عَائِشَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى صَدْرِي، وَقَدْ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى عَاتِقِي، إِذْ مَالَ رَأْسُهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ شَيْئًا مِنْ رَأْسِي، وَخَرَجَتْ مِنْ فِيهِ نُطْفَةٌ بَارِدَةٌ فَوَقَعَتْ عَلَى ثُغْرَةِ نَحْرِي فَاقْشَعَرَّ لَهَا جِلْدِي , فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَسَجَّيْتُهُ بِثَوْبٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي , وَكَانَ جِبْرِيلُ يَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ فَذَهَبْتُ أَدْعُو لَهُ , فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى» قَالَتْ: فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً , قَالَتْ فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا وَطَيَّبْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا , ثُمَّ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا فَسَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ أَوْ سَقَطَتْ يَدُهُ , فَجَمَعَ اللَّهُ رِيقِي وَرِيقَهُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [ص: 262] ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «إِنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ مَاتَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَفِي بَيْتِي، وَفِي دَوْلَتِي، وَلَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَفِي دَوْلَتِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَفِي دَوْلَتِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا , فَعَجِبْتُ مِنْ حَدَاثَةِ سِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ فِي حِجْرِي فَلَمْ أَتْرُكْهُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى يُغَسَّلَ، وَلَكِنْ تَنَاوَلْتُ وِسَادَةً فَوَضَعْتُهَا تَحْتَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قُمْتُ مَعَ النِّسَاءِ أَصِيحُ وَأَلْتَدِمُ , وَقَدْ وَضَعْتُ رَأْسَهُ عَلَى الْوِسَادَةِ، وَأَخَّرْتُهُ عَنْ حِجْرِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 ذِكْرُ مَنْ قَالَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حِجْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارَ قَامَ زَمَنَ عُمَرَ فَقَالَ وَنَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَ عُمَرُ: سَلْ عَلِيًا؛ قَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ هُنَا؛ فَسَأَلَهُ فَقَالَ عَلِيُّ: " أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى مَنْكِبِي، فَقَالَ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» فَقَالَ كَعْبٌ: كَذَلِكَ آخِرُ [ص: 263] عَهْدِ الْأَنْبِيَاءِ، وَبِهِ أُمِرُوا، وَعَلَيْهِ يُبْعَثُونَ. قَالَ: فَمَنْ غَسَّلَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَلْ عَلِيًّا؛ قَالَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: كُنْتُ أنَا أُغَسِّلُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ جَالِسًا، وَكَانَ أُسَامَةُ وَشُقْرَانُ يَخْتَلِفَانِ إِلَيَّ بِالْمَاءِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ: «ادْعُوا لِي أَخِي» ، قَالَ: فَدُعِيَ لَهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: «ادْنُ مِنِّي» ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَاسْتَنَدَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَنِدًا إِلَيَّ وَإِنَّهُ لِيُكَلِّمُنِي حَتَّى إِنَّ بَعْضَ رِيقِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَيُصِيبُنِي، ثُمَّ نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَثَقُلَ فِي حِجْرِي، فَصِحْتُ: يَا عَبَّاسُ، أَدْرَكَنِي فَإِنِّي هَالِكٌ، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ فَكَانَ جَهْدُهُمَا جَمِيعًا أَنْ أَضْجَعَاهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ، وَغَسَّلَهُ عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ، وَأُسَامَةُ يُنَاوِلُ الْفَضْلَ الْمَاءَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ أَحَدٍ؟ قَالَ: " تُوُفِّيَ وَهُوَ لَمُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِ عَلِيٍّ. قُلْتُ: فَإِنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَعْقِلُ؟ وَاللَّهِ لَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَمُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِ عَلِيٍّ , وَهُوَ الَّذِي غَسَّلَهُ وَأَخِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبَى أَبِي أَنْ يَحْضُرَ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنَا [ص: 264] أَنْ نَسْتَتِرَ، فَكَانَ عِنْدَ السِّتْرِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 ذِكْرُ تَسْجِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ بِثَوْبٍ حِبَرَةٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: «سُجِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ بِثَوْبٍ حِبَرَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُجِّي بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 ذِكْرُ تَقْبِيلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسْيَانِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم [ص: 265] لَمَّا قُبِضَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَ حَيَاتَكَ، وَأَطْيَبَ مِيتَتَكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا أَطْيَبَ مَحْيَاكَ وَمَمَاتِكَ لَأَنْتَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَسْقِيَكَ مَرَّتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَرَفَعْتُ الْحِجَابَ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَاسْتَرْجَعَ فَقَالَ: «مَاتَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ» ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَقَالَ: وَانَبِيَّاهُ ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: وَاخَلِيلَاهُ ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: وَاصَفِيَّاهُ ثُمَّ حَدَرَ فَمَهُ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ سَجَّاهُ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ خَرَجَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَلَكَ، فَقَالُوا: لَا إِذْنَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، فَقَالَ: «صَدَقْتُمْ فَدَخَلَ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَبَّلَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ , فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا , أَمَّا الْمُوتَةُ الْأُولَى الَّتِي [ص: 266] كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا انْتَهَى أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى، قَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: «طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، قَالَا: «قَبَّلَ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , يَعْنِيَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 ذِكْرُ كَلَامِ النَّاسِ حِينَ شَكُّوا فِي وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَكَى النَّاسُ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيبًا فَقَالَ: «لَا أَسْمَعَنَّ أَحَدًا يَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَلَكِنَّهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ كَمَا أُرْسِلَ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلُهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَاتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّمَا عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى، قَالَ: وَقَامَ عُمَرُ خَطِيبًا يُوعِدُ الْمُنَافِقِينَ , قَالَ: وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا عُرِجَ بِرُوحِهِ كَمَا عُرِجَ بِرُوحِ مُوسَى، لَا يَمُوتُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي أَقْوَامٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ قَالَ: فَمَا زَالَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ حَتَّى أَزْبَدَ شِدْقَاهُ , قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْسَنُ كَمَا يَأْسَنُ الْبَشَرُ , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ , أَيُمِيتُ أَحَدَكُمْ إِمَاتَةً وَيُمِيتُهُ إِمَاتَتَيْنِ؟ هُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ , فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُونَ فَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ التُّرَابَ فَيُخْرِجَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , مَا مَاتَ حَتَّى تَرَكَ السَّبِيلَ نَهْجًا وَاضِحًا , أَحَلَّ الْحَلَالَ، وَحَرَّمَ الْحَرَامَ، وَنَكَحَ وَطَلَّقَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ , وَمَا كَانَ رَاعِيَ غَنَمٍ يَتَّبِعُ بِهَا صَاحِبُهَا رُءُوسَ الْجِبَالِ يَخْبِطُ عَلَيْهَا الْعِضَاةَ بِمِخْبَطِهِ وَيَمْدُرُ حَوْضَهَا بِيَدِهِ بِأَنْصَبَ وَلَا أَدْأَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِيكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَأْذَنَ عُمَرُ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَكَشَفَا الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاغَشْيَا مَا أَشَدَّ غَشْيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَا فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْبَابِ قَالَ الْمُغِيرَةُ: يَا عُمَرُ، مَاتَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ تَحُوشُكَ فِتْنَةٌ، وَلَنْ يَمُوتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى يُفْنِيَ الْمُنَافِقِينَ. ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: اسْكُتْ فَسَكَتَ فَصَعِدَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] , حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ: " مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ لَا يَمُوتُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا [ص: 268] أَبُو بَكْرٍ وَذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ فَبَايِعُوهُ. فَبَايَعَهُ النَّاسُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الْمَسْجِدَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاسَ , فَمَضَى حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجًّى بِهِ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ الْمَوْتَتَيْنِ , لَقَدْ مِتَّ الْمُوتَةَ الَّتِي لَا تَمُوتُ بَعْدَهَا» ، ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ وَعُمَرُ يُكَلِّمُهُمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ , فَكَلَّمَهُ أَبُو بَكْرٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا أَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ تَشَهُّدَهُ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] . فَلَمَّا تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ أَيْقَنَ النَّاسُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَتَلَقَّاهَا النَّاسُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ حِينَ تَلَاهَا أَوْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَزَعَمَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَتْلُوهَا فَعَقِرْتُ وَأَنَا قَائِمٌ حَتَّى خَرَرْتُ إِلَى الْأَرْضِ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم [ص: 269] مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، فَقَامَ عُمَرُ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ عُمَرُ " وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: " بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَبَا بَكْرٍ وَجَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ لَا يَمُوتُ. وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] . فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ , فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يُبْلِغَهُ أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغُ النَّاسِ فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ السُّلَمِيُّ: لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ أَبَدًا , مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا، وَأَكْرَمُهُمْ أَحْسَابًا , يَعْنِي قُرَيْشًا , فَبَايِعُوا عُمَرَ وَأَبَا عُبَيْدَةَ , فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ , فَأَنْتَ سَيِّدُنَا، وَأَنْتَ خَيْرُنَا، وَأَحَبُّنَا إِلَى نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ , فَبَايَعَهُ النَّاسُ , فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ [ص: 270] ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " أَنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ خَطِيبًا فَقَالَ: أَلَا لَا أَسْمَعَنَّ أَحَدًا يَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا مَاتَ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَبُّهُ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ تِلْكَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَتَيَمَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا , أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ , فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ , قَالَ اللَّهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا حِينَ تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ , قَالَ: فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا تَسْمَعُ بَشَرًا إِلَّا يَتْلُوهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: «وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا، فَعَقِرْتُ حَتَّى وَاللَّهِ مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، وَعَرَفْتُ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي [ص: 271] أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْغَدَ حِينَ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَمْسِ مَقَالَةً لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ , وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُهَا فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَلَا فِي عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ كَلِمَةً يُرِيدُ حَتَّى يَكُونَ آخِرَنَا , فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ , وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هُدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَكُمْ فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا لِمَا هُدِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ائْتَمَرَ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: " تَرَبَّصُوا بِنَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم لَعَلَّهُ عُرِجَ بِهِ، قَالَ: فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى رَبَا بَطْنُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: اقْتَحَمَ النَّاسُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَقَالُوا: " كَيْفَ يَمُوتُ وَهُوَ شَهِيدٌ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ، فَيَمُوتَ وَلَمْ يَظْهَرْ عَلَى النَّاسِ؟ لَا وَاللَّهِ مَا مَاتَ، وَلَكِنَّهُ رُفِعَ كَمَا رُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلّى الله عليه وسلم وَلَيَرْجِعَنَّ وَتَوَعَّدُوا مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَاتَ، وَنَادَوْا فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَعَلَى الْبَابِ: «لَا تَدْفِنُوهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَرَجَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 272] فِي وَفَاتِهِ فَيُحَدِثْنَاهُ؟» ، فَقَالُوا: لَا قَالَ: هَلْ عِنْدَكَ يَا عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ: لَا قَالَ الْعَبَّاسُ: «اشْهَدُوا أَنَّ أَحَدًا لَا يَشْهَدُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ إِلَّا كَذَّابٌ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَقَدْ ذَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَوْتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهَا الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ عَنْ أُمِّ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ لَمَّا شُكَّ فِي مَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ مَاتَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَمُتْ وَضَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ يَدَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَالَتْ: «قَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , قَدْ رُفِعَ الْخَاتَمُ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 ذِكْرُ كَمْ مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَالْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اشْتَكَى يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَاشْتَكَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً , وَتُوُفِّيَ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ [ص: 273] أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قال: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالُوا: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فَجَلَسَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى دُفِنَ مِنَ اللَّيْلِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَمَكَثَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ حَتَّى دُفِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ: «بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ نَبِيُّكُمْ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: «تُرِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً حَتَّى رَبَا قَمِيصُهُ، وَرُئِيَ فِي خِنْصَرِهِ انْثِنَاءٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «لَمْ يُدْفَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى عُرِفَ الْمَوْتُ فِيهِ، فِي أَظْفَارِهِ اخْضَرَّتْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَظْلَمَ مِنْهَا , يَعْنِي الْمَدِينَةَ , كُلُّ شَيْءٍ وَمَا نَفَضْنَا عَنْهُ الْأَيْدِي مِنْ دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 ذِكْرُ التَّعْزِيَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 275] صلّى الله عليه وسلم «سَيُعَزِّي النَّاسَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي التَّعْزِيَةُ بِي» فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ مَا هَذَا؟ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيُعَزِّي الْمُسْلِمِينَ فِي مَصَائِبِهِمُ الْمُصِيبَةُ بِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَتِ التَّعْزِيَةُ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ، قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185] ، إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ , فَبِاللَّهِ فَثِقُوا , وَإِيَّاهُ فَارْجُوا , إِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابُ , وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 ذِكْرُ الْقَمِيصِ الَّذِي غُسِّلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، جَمِيعًا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 276] وسلم غُسِّلَ فِي قَمِيصٍ» . قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: فِي حَدِيثِهِ: حِينَ قُبِضَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، بَلَغَهُ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ عِنْدَ غَسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرَادُوا نَزْعَ قَمِيصِهِ فَسَمِعُوا، صَوْتًا يَقُولُ: «لَا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ فَلَمْ يُنْزَعْ قَمِيصُهُ وَغُسِّلَ وَهُوَ عَلَيْهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: «لَا تَخْلَعُوا الْقَمِيصَ فَغُسِّلَ وَعَلَيْهِ الْقَمِيصُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا هُمْ يُغَسِّلُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِذْ نُودُوا: لَا تُجَرِّدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ أَرَادُوا أَنْ يُغَسِّلُوهُ أَرَادُوا أَنْ يَخْلَعُوا قَمِيصَهُ فَسَمِعُوا صَوْتًا: لَا تُعَرُّوا نَبِيَّكُمْ قَالَ: فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: نُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ: أَلَّا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، أَخْبَرَنَا مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ذَهَبُوا أَنْ يَنْزِعُوا عَنْهُ قَمِيصَهُ، فَنَادَى مُنَادٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: أَلَّا تَخْلَعُوا قَمِيصَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا نِسَاؤُهُ. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا قُبِضَ اخْتَلَفَ أَصْحَابُهُ فِي غُسْلِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اغْسِلُوهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَخَذَتْهُمْ نَعْسَةٌ، فَوَقَعَ [ص: 277] لَحْيُ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَلَى صَدْرِهِ , قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ لَا يُدْرَى مَنْ هُوَ: اغْسِلُوهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اخْتَلَفَ الَّذِينَ يُغَسِّلُونَهُ، فَسَمِعُوا قَائِلًا لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ يَقُولُ: اغْسِلُوا نَبِيَّكُمْ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ فَغُسِّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَمِيصِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 ذِكْرُ غُسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتَسْمِيَةِ مَنْ غَسَّلَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ:، غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يُغَسِّلُهُ، وَيَقُولُ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ مَيِّتًا وَحَيًّا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «كَانَ عَلِيٌّ يُغَسِّلُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَالْفَضْلُ وَأُسَامَةُ يَحْجُبَانِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «غُسِّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْعَبَّاسُ قَاعِدٌ، وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ، وَعَلِيٌّ يُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ، وَأُسَامَةُ يَخْتَلِفُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَبَّاسُ [ص: 278] ، وَعَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ» , قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ: وَالْعَبَّاسُ يَسْتُرُهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِيَ غُسْلَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «وَلِيَ غُسْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجَنَّهُ الْعَبَّاسُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَيْسَانَ أَبُو عُمَرَ الْقَصَّارُ، عَنْ مَوْلَاهُ يَزِيدَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: «أَوْصَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَلَّا يُغَسِّلَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَإِنَّهُ لَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي إِلَّا طُمِسَتْ عَيْنَاهُ» , قَالَ عَلِيٌّ: فَكَانَ الْفَضْلُ وَأُسَامَةُ يُنَاوِلَانِي الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ وَهُمَا مَعْصُوبَا الْعَيْنِ , قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَنَاوَلْتُ عُضْوًا إِلَّا كَأَنَّمَا يُقَلِّبُهُ مَعِي ثَلَاثُونَ رَجُلًا، حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ غُسْلِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " لَمَّا أَخَذْنَا فِي جِهَازِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَغْلَقْنَا الْبَابَ دُونَ النَّاسِ جَمِيعًا، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: " نَحْنُ أَخْوَالُهُ، وَمَكَانُنَا مِنَ الْإِسْلَامِ مَكَانُنَا وَنَادَتْ قُرَيْشُ: نَحْنُ عَصَبَتُهُ فَصَاحَ أَبُو بَكْرٍ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كُلُّ قَوْمٍ أَحَقُّ بِجَنَازَتِهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ , فَنُنْشِدُكُمُ اللَّهَ فَإِنَّكُمْ إِنْ دَخَلْتُمْ أَخَّرْتُمُوهُمْ عَنْهُ , وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ دُعِيَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: نَادَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّ لَنَا حَقًّا، فَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ أُخْتِنَا، وَمَكَانُنَا مِنَ الْإِسْلَامِ مَكَانُنَا , وَطَلَبُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «الْقَوْمُ أَوْلَى بِهِ، فَاطْلُبُوا [ص: 279] إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ إِلَّا مَنْ أَرَادُوا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، قَالَ: «غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَشُقْرَانُ، وَوَلِيَ غُسْلَ سَفِلَتِهِ عَلِيٌّ , وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَشُقْرَانُ يَصُبُّونَ الْمَاءَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَكَفَّنَهُ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَشُقْرَانُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ، وَأَمَرُوا الْعَبَّاسَ أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ غُسْلِهِ، فَأَبَى فَقَالَ: «أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَتِرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ , وَكَانَ يُقَلِّبُهُ وَكَانَ رَجُلًا أَيِّدًا، وَكَانَ الْعَبَّاسُ بِالْبَابِ، فَقَالَ: «لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَحْضُرَ غُسْلَهُ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَسْتَحِي أَنْ أَرَاهُ حَاسِرًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَالْعَبَّاسُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ، وَنَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ: «أَنَّهُ غَسَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ وَعُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ [ص: 280] بْنَ أَبِي جَهْمٍ، يَقُولُ: غَسَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَشُقْرَانُ، وَأَسْنَدَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ وَالْفَضْلُ مَعَهُ يُقَلِّبُونَهُ , وَكَانَ أُسَامَةُ وَشُقْرَانُ يَصُبَّانِ الْمَاءَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ , وَكَانَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ، قَالَ: يَا عَلِيُّ، أُنْشِدُكَ اللَّهَ، وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «ادْخُلْ» فَدَخَلَ فَجَلَسَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: غُسِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ غَسَلَاتٍ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَغُسِلَ فِي قَمِيصٍ , وَغُسِلَ مِنْ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا الْغَرْسُ لِسَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ بِقُبَاءَ , وَكَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا، وَوَلِيَ عَلِيٌّ غَسْلَتَهُ وَالْعَبَّاسُ يَصُبُّ الْمَاءَ وَالْفَضْلُ مُحْتَضِنُهُ يَقُولُ: «أَرِحْنِي أَرِحْنِي، قَطَعْتَ وَتِينِي إِنِّي أَجِدُ شَيْئًا يَتَنَزَّلُ عَلَيَّ , مَرَّتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ: " أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَامَ فَأَرْتَجَ الْبَابَ، قَالَ: فَجَاءَ الْعَبَّاسُ مَعَهُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَامُوا عَلَى الْبَابِ وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَقُولُ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا» ، قَالَ: وَسَطَعَتْ رِيحٌ طَيِّبَةٌ لَمْ يَجِدُوا مِثْلَهَا قَطُّ , قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ: دَعْ خَنِينًا كَخَنِينِ الْمَرْأَةِ، وَأَقْبِلُوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ادْخُلُوا عَلَى الْفَضْلِ، قَالَ: وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نُنَاشِدُكُمُ اللَّهَ فِي نَصِيبِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَدْخَلُوا رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ يَحْمِلُ جَرَّةً بِإِحْدَى يَدَيْهِ، قَالَ: فَغَسَلَهُ عَلِيٌّ يُدْخِلُ يَدَهُ تَحْتَ الْقَمِيصِ وَالْفَضْلُ يُمْسِكُ الثَّوْبَ عَلَيْهِ وَالْأَنْصَارِيُّ يَنْقُلُ الْمَاءَ، وَعَلَى يَدِ عَلِيٍّ خِرْقَةٌ تَدْخُلُ يَدُهُ وَعَلَيْهِ الْقَمِيصُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ [ص: 281] أَبِي طَالِبٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: «اغْسِلْنِي يَا عَلِيُّ إِذَا مِتُّ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا غَسَلْتُ مَيِّتًا قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ سَتُهَيَّأُ أَوْ تَيَسِّرُ» قَالَ عَلِيٌّ فَغَسَلْتُهُ فَمَا آخُذُ عُضْوًا إِلَّا تَبِعَنِي , وَالْفَضْلُ آخِذٌ بِحُضْنِهِ يَقُولُ: اعْجَلْ يَا عَلِيُّ، انْقَطَعَ ظَهْرِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، قَالَ: «وَلِيَ سِفْلَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: الْتَمَسَ عَلِيٌّ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ غُسْلِهِ مَا يُلْتَمَسُ مِنَ الْمَيِّتِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا , فَقَالَ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 ذِكْرُ مَنْ قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَّةٍ بِيضٍ كُرْسُفٍ لَيْسَ فِي كَفَنِهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» , قَالَ عُرْوَةُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: فَأَمَّا الْحُلَّةُ فَإِنَّهَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِيُكَفَّنَ فِيهَا فَتُرِكَتْ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي [ص: 282] بَكْرٍ فَقَالَ: أَحْبِسُهَا حَتَّى أُكَفَّنَ فِيهَا , قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم لَكَفَّنَهُ فِيهَا , فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو صُفْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَّةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ لِعَائِشَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ: " فِي كَمْ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَتْ: «كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ، وَلَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ [ص: 283] يَمَانِيَّةٍ سَحُولِيَّةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ رِيَاطٍ يَمَانِيَّةٍ بِيضٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْ كُرْسُفٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثِ رِيَاطٍ بِيضٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ. قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , قَالَ: شُعْبَةُ يَقُولُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: دُفِعْتُ إِلَى مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ فَقُلْتُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: «فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَبَاءٌ، وَلَا قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ غِلَاظٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 ذِكْرُ مَنْ قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ أَحَدُهَا حِبَرَةٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي رَيْطَتَيْنِ وَبُرْدٍ نَجْرَانِيٍّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ , ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ وَبُرْدَةٍ حِبَرَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَأَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: أَحَدُهَا بُرْدٌ حِبَرَةٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى [ص: 285] الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ , ثَوْبَيْنِ صَحَارِيَّيْنِ وَثَوْبٍ حِبَرَةٍ , وَأَوْصَانِي وَالِدِي بِذَلِكَ وَقَالَ: لَا تَزِيدَنَّ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا " , جَعْفَرٌ يَقُولُ ذَلِكَ , مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ يَقُولُ: أَحْسِبُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، أَحَدُهَا حِبَرَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ , أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ وَبُرْدٍ أَحْمَرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَا: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، مِنْهَا بُرْدٌ حِبَرَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 ذِكْرُ مَنْ قَالَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بُرُودٍ , وَمَنْ قَالَ كُفِّنَ فِي قَمِيصٍ وَحُلَّةٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بُرُودٍ يَمَانِيَّةٍ غِلَاظٍ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَلِفَافَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَتَيْتُ أَشْيَاخًا لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسَأَلْتُهُمْ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالُوا: فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ وَقَطِيفَةٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي قَطِيفَةٍ وَحُلَّةٍ حِبَرَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْشٍ الْجَعْفَرِيُّ، وَحَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ وَقَمِيصٍ» . قَالَ الْفَضْلُ وَطَلْقٌ فِي حَدِيثِهِمَا: حُلَّةٌ يَمَانِيَّةٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ وَقَمِيصٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ نَجْرَانِيَّةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا وَقَمِيصٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الضَّحَّاكِ يَعْنِي ابْنَ مُزَاحِمٍ , قَالَ: «كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،: أَنَّهُ أَتَى صُفَّةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَ أَشْيَاخَهُمْ: فِيمَ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: «فِي ثَوْبَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، لَيْسَ مَعَهُمَا قَمِيصٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ مِنَ السَّحُولِ قَدِمَ بِهِمَا مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا عِنْدَنَا وَهْلٌ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمُعَاذٌ بِالْيَمَنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ ثُمَّ نُزِعَتْ وَكُفِّنَ فِي بَيَاضٍ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: «هَذِهِ مَسَّتْ جِلْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَا تُفَارِقُنِي حَتَّى أُكَفَّنَ فِيهَا , فَحَبَسَهَا مَا حَبَسَهَا» ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ فِيهَا خَيْرٌ لَآثَرَ اللَّهُ بِهَا نَبِيَّهُ , لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا» , قَالَ: فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ رَأْيِهِ الْأَوَّلِ، وَمِنْ رَأْيِهِ الْآخِرِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ فِي كَفَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِمَامَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «أَلَا تَعْجَبُ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ عَلَيْنَا فِي كَفَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 ذِكْرُ حَنُوطِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُنِّطَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ عَلِيٍّ مِسْكٌ، فَأَوْصَى أَنْ يُحَنَّطَ بِهِ , قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: «هُوَ فَضْلُ حَنُوطِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ , قُلْتُ: " أَحُنِّطَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا أَدْرِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ وُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ أَفْوَاجًا يَقُومُونَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ آخَرُونَ، حَتَّى صَلَّوْا عَلَيْهِ كُلُّهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَكَانَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ زُمَرًا زُمَرًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ، وَلَمْ يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ رَسُولَ [ص: 289] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «لَمَّا تُوُفِّيَ صَلَّى عَلَيْهِ النَّاسُ أَفْذَاذًا، لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَرِيرٍ، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمُونَ، لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا فَيُصَلُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَؤُمُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ إِمَامٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَسِيمٍ شَهِدَ ذَلِكَ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: " كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالُوا: ادْخُلُوا مِنْ ذَا الْبَابِ أَرْسَالًا أَرْسَالًا، فَصَلُّوا عَلَيْهِ، وَاخْرُجُوا مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَيْثُ قَبَضَهُ اللَّهُ دَخَلَ الْمُهَاجِرُونَ فَوْجًا فَوْجًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ دَخَلَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ , حَتَّى إِذَا فَرَغْتِ الرِّجَالُ دَخَلْتِ النِّسَاءُ، فَكَانَ مِنْهُنَّ صَوْتٌ وَجَزَعٌ، لِبَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْهُنَّ , فَسَمِعْنَ هَدَّةً فِي الْبَيْتِ فَفَرَقْنَ فَسَكَتْنَ , فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: «فِي اللَّهِ عَزَاءٌ عَنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَعِوَضٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ , وَالْمَجْبُورُ مِنْ جَبَرَهُ الثَّوَابُ، وَالْمُصَابُ مَنْ لَمْ يَجْبُرْهُ الثَّوَابُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وُضِعَ [ص: 290] فِي أَكْفَانِهِ، ثُمَّ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ رُفْقًا رُفْقَا وَلَا يَؤُمُّهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ , دَخَلَ الرِّجَالُ فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، ثُمَّ النِّسَاءُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: «كُنْتُ فِيمَنْ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَكُنَّا صُفُوفًا نِسَاءً نَقُومُ فَنَدْعُو وَنُصَلِّي عَلَيْهِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ: قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا فِي صَحِيفَةٍ بِخَطِّ أَبِي فِيهَا: لَمَّا كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَا: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» ، وَمَعَهُمَا نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ قَدْرَ مَا يَسَعُ الْبَيْتُ , فَسَلَّمُوا كَمَا سَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَصَفُّوا صُفُوفًا , لَا يَؤُمُّهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَهُمَا فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ حِيَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ دِينَهُ، وَتَمَّتْ كَلِمَاتُهُ، فَآمَنَ بِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , فَاجْعَلْنَا يَا إِلَهَنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْقَوْلَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَتَّى يَعْرِفَنَا وَنَعْرِفَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفًا رَحِيمًا , لَا نَبْتَغِي بِالْإِيمَانِ بَدَلًا، وَلَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا أَبَدًا , فَيَقُولُ النَّاسُ: آمِينَ آمِينَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ آخَرُونَ، حَتَّى صَلَّوْا عَلَيْهِ , الرِّجَالُ ثُمَّ النِّسَاءُ ثُمَّ الصِّبْيَانُ , فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ تَكَلَّمُوا فِي مَوْضِعِ قَبْرِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ , يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ دَخَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، ثُمَّ النَّاسُ رُفَقًا رُفَقًا , فَلَمَّا انْقَضَى النَّاسُ دَخَلَ عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ صُفُوفًا، ثُمَّ النِّسَاءُ» [ص: 291] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَرِيرِهِ مِنْ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إِلَى أَنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ , فَصَلَّى النَّاسُ عَلَى سَرِيرِهِ يَلِي شَفِيرَ قَبْرِهِ , فَلَمَّا أَرَادُوا يَقْبُرُونَهُ نَحُّوا السَّرِيرَ قِبَلَ رِجْلَيْهِ، وَأُدْخِلَ مَنْ هُنَاكَ وَدَخَلَ فِي حُفْرَتَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَشُقْرَانُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى السَّرِيرِ قَالَ عَلِيُّ: أَلَا يَقُومُ عَلَيْهِ أَحَدٌ لَعَلَّهُ يَؤُمَّ؟ هُوَ إِمَامِكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا فَكَانَ يَدْخُلُ النَّاسُ رَسَلًا رَسَلًا فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ صَفًّا صَفًّا، لَيْسَ لَهُمْ إِمَامٌ، وَيُكَبِّرُونَ، وَعَلِيٌّ قَائِمٌ بِحِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ إنا نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ دِينَهُ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُهُ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَثَبِّتْنَا بَعْدَهُ، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فَيَقُولُ النَّاسُ: آمِينَ آمِينَ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ الرِّجَالُ، ثُمَّ النِّسَاءُ، ثُمَّ الصِّبْيَانُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنُو هَاشِمٍ ثُمَّ الْمُهَاجِرُونَ ثُمَّ الْأَنْصَارُ ثُمَّ النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ النِّسَاءُ، ثُمَّ الصِّبْيَانُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صُلِّيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِغَيْرِ إِمَامٍ يَدْخُلُ [ص: 292] عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ زُمَرًا زُمَرًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ , فَلَمَّا فَرَغُوا نَادَى عُمَرُ: «خَلُّوا الْجَنَازَةَ وَأَهْلَهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 ذِكْرُ مَوْضِعِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَشَاوَرُونَ أَيْنَ يَدْفِنُونَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «ادْفِنُوهُ حَيْثُ قَبَضَهُ اللَّهُ , فَرُفِعَ الْفِرَاشُ وَدُفِنَ تَحْتَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " أَيْنَ يُدْفَنُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: عِنْدَ الْمِنْبَرِ , وَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: حَيْثُ كَانَ يُصَلِّي يَؤُمُّ النَّاسَ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ يُدْفَنُ حَيْثُ تَوَفَّى اللَّهُ نَفْسَهُ , فَأُخِّرَ الْفِرَاشُ ثُمَّ حُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: أَيْنَ يُدْفَنُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا فُرِغَ مِنْ جِهَازِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِهِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِهِ فَقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ فِي مَسْجِدِهِ , وَقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ مَعَ أَصْحَابِهِ بِالْبَقِيعِ , قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مَاتَ نَبِيٌّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ» . فَرُفِعَ فِرَاشُ النَّبِيِّ صلّى الله [ص: 293] عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ عَلَيْهِ ثُمَّ حُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بَهْمَاهِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّمَا تُدْفَنُ الْأَجْسَادُ حَيْثُ تُقْبَضُ الْأَرْوَاحُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ تُقْبَضُ رُوحُهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ، يَقُولُ: «مَا مَاتَ نَبِيُّ قَطُّ فِي مَكَانٍ إِلَّا دُفِنَ فِيهِ» . قُلْتُ لِابْنِ ذَرٍّ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ نَاسٌ: يُدْفَنُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ , وَقَالَ آخَرُونَ: يُدْفَنُ بِالْبَقِيعِ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا دُفِنَ نَبِيٌّ إِلَّا فِي مَكَانِهِ الَّذِي قَبَضَ اللَّهُ فِيهِ نَفْسَهُ» ، قَالَ: فَأُخِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْمَكَانِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَحُفِرَ لَهُ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي بَكْرٍ: " إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَيْرٌ قَالَ يَحْيَى: فَسَمِعْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا قُبِضَ فَدُفِنَ فِي بَيْتِهَا قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ خَيْرُهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " رَأَيْتُ فِيَ حُجْرَتِي ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ، فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: مَا [ص: 294] أَوَّلْتِهَا؟ قُلْتُ: أَوَّلْتُهَا وَلَدًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: خَيْرُ أَقْمَارِكِ ذُهِبَ بِهِ ثُمَّ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ دُفِنُوا جَمِيعًا فِي بَيْتِهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: " قُسِمَ بَيْتُ عَائِشَةَ بِاثْنَيْنِ: قِسْمٌ كَانَ فِيهِ الْقَبْرُ , وَقِسْمٌ كَانَ تَكُونُ فِيهِ عَائِشَةُ , وَبَيْنَهُمَا حَائِطٌ , فَكَانَتْ عَائِشَةُ رُبَّمَا دَخَلَتْ حَيْثُ الْقَبْرُ فُضُلًا , فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ لَمْ تَدْخُلْهُ إِلَّا وَهِيَ جَامِعَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ «تَكْشِفُ قِنَاعَهَا حَيْثُ دُفِنَ أَبُوهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ تَقَنَّعَتْ فَلَمْ تَطْرَحِ الْقِنَاعَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ، قَالَا: «لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَيْتِ النَّبِيِّ حَائِطٌ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَنِي عَلَيْهِ جِدَارًا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ: كَانَ جِدَارُهُ قَصِيرًا ثُمَّ بَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدُ وَزَادَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 ذِكْرُ حَفْرِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاللَّحْدِ لَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ الْبَجَلِيِّ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا» . قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: «وَالشَّقُّ لِأَهْلِ الْكِتَابِ» وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ فِي حَدِيثِهِ [ص: 295] : «وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ يَحْفِرَانِ الْقُبُورَ، يَلْحَدُ أَحَدُهُمَا وَيَشُقُّ الْآخَرُ , قَالَ: فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: انْظُرُوا أَوَّلَهُمَا يَجِيءُ فَلْيَعْمَلْ عَمَلَهُ , فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ يَزِيدُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ بِالْمَدِينَةِ - قَالَ يَزِيدُ - حَفَّارَانِ، - وَقَالَ هِشَامٌ - قَبَّارَانِ , أَحَدُهُمَا يَلْحَدُ وَالْآخَرُ يَشُقُّ , فَانْتَظِرُوا أَنْ يَجِيءَ أَحَدُهُمَا، فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَا: «أُرْسِلَ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ وَإِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , وَأَهْلُ مَكَّةَ يَشُقُّونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَلْحِدُونَ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَحَفَرَ لَهُ وَأَلْحَدَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثُوا إِلَى حَافِرَيْنِ إِلَى الَّذِي يَشُقُّ وَإِلَى الَّذِي يَلْحَدُ، فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَشُقُّ وَآخَرُ يَلْحَدُ , [ص: 296] فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِمَا وَقَالُوا: اللَّهُمَّ خِرْ لَهُ , فَطَلَعَ الَّذِي يَلْحَدُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ بِالْمَدِينَةِ حَفَّارَانِ , أَحَدُهُمَا يَحْفِرُ الضَّرِيحَ , وَالْآخَرُ يَحْفِرُ اللَّحْدَ , وَأَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالُوا: أَيُّهُمَا يَسْبِقُ أَمَرْنَاهُ فَيَحْفِرُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَسَبَقَ الَّذِي يَحْفِرُ اللَّحْدَ ". قَالَ هِشَامٌ: فَكَانَ أَبِي يَعْجَبُ مِمَّنْ يُدْفَنُ فِي الضَّرِيحِ، وَقَدْ دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي اللَّحْدِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ , أَحَدُهُمَا يَلْحَدُ وَالْآخَرُ لَا يَلْحَدُ فَقَالُوا: أَيُّهُمَا جَاءَ أَوَّلًا عَمِلَ عَمَلَهُ، فَجَاءَ الَّذِي يَلْحَدُ , فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُلْحِدَ لَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِسَعْدٍ: نَجْعَلُ لَكَ خَشَبًا نَدْفِنُكَ فِيهِ؟، فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنِ الْحَدُوا لِي كَمَا لُحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ:: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ نَافِعٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لُحِدَ لَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ الَّذِي أَلْحَدَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَبُو طَلْحَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ سَعْدًا حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ نَصْبًا كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , يَعْنِي اللَّبِنَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ أُلْحِدَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَنُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ لَبِنٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: «أُلْحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ نُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: «لُحِدَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَحْدٌ وَنُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ نَصْبًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: «لُحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنُصِبَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «لُحِدَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجُعِلَ عَلَى لَحْدِهِ اللَّبِنُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هُوَ بِلَحْدٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ [ص: 298] : أَضُرِحَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ضَرِيحٌ، أَوْ أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ؟ قَالَ: «أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ وَجُعِلَ فِي قَبْرِهِ اللَّبِنُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ الْجَعْفَرِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُلْحِدَ لَهُ قَبْرُهُ، وَأُدْخِلَ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ وَلَمْ يُسَلُّ سَلًّا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ هَذِهِ الْأَقْبُرَ الثَّلَاثَةَ، قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُبِرَ أَبِي بَكْرٍ وَقُبِرَ عُمَرَ كُلُّهَا بِلَبِنٍ وَبِلَحْدٍ وَقِبْلَةٍ وَجَثًا قَالَ جَابِرٌ: وَكُلُّهُمْ جَدُّهُ فِيهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَانِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَضْرَحُ حَفْرَ أَهْلِ مَكَّةَ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ هُوَ الَّذِي يَحْفِرُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ يَلْحَدُ , فَدَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: اذْهَبْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ , وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ , اللَّهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، فَوَجَدَ صَاحِبَ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ فَأَلْحَدَ لَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: " اخْتَلَفُوا فِي الشَّقِّ وَاللَّحْدِ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: الْمُهَاجِرُونَ: شُقُّوا كَمَا يَحْفِرُ أَهْلُ مَكَّةَ , وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: الْحَدُوا كَمَا نَحْفِرُ بِأَرْضِنَا , فَلَمَّا اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ قَالُوا: " اللَّهُمَّ خِرْ لِنَبِيِّكَ , ابْعَثُوا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَإِلَى أَبِي طَلْحَةَ فَأَيُّهُمَا جَاءَ قَبْلَ الْآخَرِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلَهُ. قَالَ: فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ خَارَ لِنَبِيِّهِ [ص: 299] صلّى الله عليه وسلم، إِنَّهُ كَانَ يَرَى اللَّحْدَ فَيُعْجِبَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 ذِكْرُ مَا أُلْقِيَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «جُعِلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ» قَالَ وَكِيعٌ: هَذَا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَاصَّةً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ الَّذِي أَلْقَى الْقَطِيفَةَ شُقْرَانُ مَوْلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُسِطَ تَحْتَهُ سَمَلُ قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا , قَالَ: وَكَانَتْ أَرْضًا نَدِيَّةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «فُرِشَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَمَلُ قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «افْرِشُوا لِي قَطِيفَتَيْ فِي لَحْدِي؛ فَإِنَّ الْأَرْضَ لَمْ تُسَلَّطْ عَلَى أَجْسَادِ الْأَنْبِيَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فُرِشَ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ،: أَنَّ غُلَامًا كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلّى [ص: 300] الله عليه وسلم، فَلَمَّا دُفِنَ صلّى الله عليه وسلم رَأَى قَطِيفَةً كَانَ يَلْبَسُهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَأَلْقَاهَا فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ: «لَا يَلْبَسُهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ أَبَدًا» ، فَتُرِكَتْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 ذِكْرُ مَنْ نَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ» . قَالَ عَامِرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَرْحَبٌ أَوِ ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا مَعَهُمُ فِي الْقَبْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَإِنَّمَا يَلِي الْمَيِّتَ أَهْلُهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ» , قَالَ الْفَضْلُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْحَبٌ أَوِ ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةً، أَحَدُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ خَوَلِيُّ أَوِ ابْنُ خَوَلِيِّ [ص: 301] : قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ أَشْهَدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ , فَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ , فَأَدْخَلُوهُ مَعَهُمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " وَلِيَ وَضْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ الَّذِينَ غَسَّلُوهُ: الْعَبَّاسُ، وَعَلِيُّ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَاهُ، وَخَلَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَهْلِهِ فَوَلَّوْا إِجْنَانَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «نَزَلَ فِي حُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَالْعَبَّاسُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، «أَنَّهُ نَزَلَ فِي حُفْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم هُوَ، وَعَبَّاسٌ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ، وَهُمُ الَّذِينَ وُلُّوا كَفَنَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «نَزَلَ فِي حُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ، وَالْفَضْلُ، وَأُسَامَةُ , وَيَقُولُونَ صَالِحٌ، وَشُقْرَانُ، وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «نَزَلَ فِي حُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيُّ، وَالْفَضْلُ، وَشُقْرَانُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: " سَأَلْتُهُ مَنْ نَزَلَ فِي حُفْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَ: أَهْلُهُ، وَنَزَلَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَلْحُبْلَى: أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: قَالَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ: «يَا أَبَا حَسَنٍ، نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَمَكَانَنَا مِنَ الْإِسْلَامِ أَلَّا أَذِنْتَ لِي أَنْزِلُ فِي قَبْرِ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم» ، فَقَالَ: انْزِلْ. فَقُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: وَكَمْ كَانُوا؟، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 ذِكْرُ قَوْلِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ إِنَّهُ آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُنَا هَاهُنَا , يَعْنِي بِالْكُوفَةِ , قَالَ: " أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، لَمَّا دُفِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْقَبْرِ، أُلْقِيَتْ خَاتَمِي فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، خَاتَمِي قَالَ: انْزِلْ فَخُذْ خَاتَمَكَ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ خَاتَمِي وَوَضَعْتُ خَاتَمِي عَلَى اللَّبِنِ ثُمَّ خَرَجْتُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشْيَخَتِنَا، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْقَبْرِ أَلْقَى الْمُغِيرَةُ خَاتَمَهُ فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: خَاتَمِي فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: «ادْخُلْ فَنَاوِلْهُ خَاتَمَهُ» , فَفَعَلَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَسِيمٍ، شَهِدَ ذَاكَ قَالَ: لَمَّا وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَحْدِهِ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ شَيْءٌ لَوْ تُصْلِحُونَهُ، قَالُوا: فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ , فَدَخَلَ فَمَسَحَ قَدَمَيْهِ [ص: 303] صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ، فَخَرَجَ فَجَعَلَ يَقُولُ: «أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وُضِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَحْدِهِ أَلْقَى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ خَاتَمَهُ فِي الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: خَاتَمِي خَاتَمِي فَقَالُوا: ادْخُلْ فَخُذْهُ فَدَخَلَ ثُمَّ، قَالَ: «أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ» ، فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ، فَخَرَجَ , فَلَمَّا سُوِّيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «اخْرُجُوا حَتَّى أُغْلِقَ الْبَابَ، فَإِنِّي أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» ، فَقَالُوا: لَعَمْرِي لَئِنْ كُنْتَ أَرَدْتَهَا لَقَدْ أَصَبْتَهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، أَلْقَى فِي قَبْرِهِ خَاتَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: «خَاتَمِي» ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُ، وَقَالَ: «مَا أَلْقَيْتُهُ إِلَّا لِذَلِكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ أَلْقَى فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ خَرَجُوا خَاتَمَهُ لِيَنْزِلَ فِيهِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " إِنَّمَا أَلْقَيْتَ خَاتَمَكَ لِكَيْ تَنْزِلَ فِيهِ فَيُقَالَ: نَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَنْزِلُ فِيهِ أَبَدًا " وَمَنْعَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّكَ نَزَلَتْ فِيهِ، وَلَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ خَاتَمَكَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ عَلِيُّ وَقَدْ رَأَى مَوْقِعَهُ فَتَنَاوَلَهُ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ: " زَعَمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَنَّهُ آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، كَانَ أَصْغَرُ مَنْ كَانَ فِي الْقَبْرِ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ صَعِدَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 ذِكْرُ دَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَشُغِلَ النَّاسُ عَنْ دَفْنِهِ بِشُبَّانِ الْأَنْصَارِ، فَلَمْ يُدْفَنْ حَتَّى كَانَتِ الْعَتَمَةُ، وَلَمْ يَلِهِ إِلَّا أَقَارِبُهُ , وَلَقَدْ سَمِعَتْ بَنُو غَنْمٍ صَرِيفَ الْمَسَاحِي حِينَ حُفِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنَّهُمْ لَفِي بُيُوتِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي غَنْمٍ: «أَنَّهُمْ سَمِعُوا صَرِيفَ الْمَسَاحِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُدْفَنُ لَيْلًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: دُفِنَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلًا، فَقَالَتْ بَنُو لَيْثٍ: «كُنَّا نَسْمَعُ صَرِيفَ الْمَسَاحِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُدْفَنُ بِاللَّيْلِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ: «مَا صَدَّقْتُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ بِوَقْعِ الْكَرَازِينِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ فِي السَّحَرِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلًا، قَالَ شُيُوخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي غَنْمٍ: سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي آخِرَ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ» . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «أُدْخِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: كَمْ نُزِّلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ؟، قَالَ: «ثَلَاثًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 ذِكْرُ رَشِّ الْمَاءِ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «رُشَّ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَاءُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 ذِكْرُ تَسْنِيمِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْبَرَاءِ - قَالَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: أَظُنُّهُ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ - قَالَ: «دَخَلْتُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ , يَعْنِي قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَرَأَيْتُ قُبُورَهُمُ مُسْتَطِيلَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُسَنَّمَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُرَيْسٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جُعِلَ عَلَى قَبْرِهِ شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى يُعْرَفَ أَنَّهُ قَبْرُهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ نَبَثُ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شِبْرًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [ص: 307] حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: «كَانَ قَبْرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُسَنَّمَةٌ عَلَيْهَا نَقَلٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: «اطَّلَعْتُ وَأَنَا صَغِيرٌ عَلَى الْقُبُورِ فَرَأَيْتُ عَلَيْهَا حَصْبَاءَ حَمْرَاءَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " انْهَدَمَ الْجِدَارُ الَّذِي عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَأَمَرَ عُمَرُ بِعِمَارَتِهِ , قَالَ: فَإِنَّهُ لَجَالِسٌ وَهُوَ يُبْنَى إِذْ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَقُمَّ الْبَيْتَ , يَعْنِي بَيْتَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: وَأَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ: نَعَمْ وَأَنْتَ فَقُمْ , ثُمَّ قَالَ لَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَأَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ: اجْلِسُوا جَمِيعًا وَقُمْ يَا مُزَاحِمُ فَقُمَّهُ , فَقَامَ مُزَاحِمٌ فَقُمَّهُ , قَالَ مُسْلِمٌ: وَقَدْ أُثْبِتَ لِي بِالْمَدِينَةِ أَنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ قَبْرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَيْتُ عَائِشَةَ وَأَنَّ بَابَهُ وَبَابَ حُجْرَتِهِ تُجَاهَ الشَّامِ، وَأَنَّ الْبَيْتَ كَمَا هُوَ سَقْفُهُ عَلَى حَالِهِ وَأَنَّ فِي الْبَيْتِ جَرَّةً وَخَلَقَ رِحَالِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «سَقَطَ حَائِطُ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي وِلَايَةِ الْوَلِيدِ , وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ نَهَضَ فَنَظَرْتُ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِذَا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَائِطِ عَائِشَةَ إِلَّا نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهْ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 ذِكْرُ سِنِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ قُبِضَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، أَنَّهُ شَهِدَ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ الْعَدَوِيَّ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ سِنُّ أَيِّ الرِّجَالِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ تُوُفِّيَ؟، قَالَ:: «تَمَّتْ لَهُ سِتُّونَ سَنَةً يَوْمَ قَبَضَهُ اللَّهُ، كَأَشَبِّ الرِّجَالِ، وَأَحْسَنِهِ، وَأَجْمَلِهِ، وَأَلْحَمِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ تُنُبّئَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، إِنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ إِلَّا عُمِّرَ الَّذِي بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِهِ , وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ بُعِثَ لِأَرْبَعِينَ، وَإِنِّي بُعِثْتُ لِعِشْرِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَعِيشُ كُلُّ نَبِيٍّ [ص: 309] نِصْفَ عُمُرِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَكَثَ فِي قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ , وَأَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالُوا جَمِيعًا: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهُوَ الثَّبَتُ [ص: 310] إِنْ شَاءَ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ " كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: " مَا كُنْتُ أَرَى مِثْلَكَ مِنْ قَوْمِهِ يَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ قُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ عَنْ ذَاكَ فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ , قَالَ: أَتَحْسِبُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: أَمْسِكْ , أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا , وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً بِمَكَّةَ يُكَامِنُ وَيَخَافُ , وَعَشْرٌ مُهَاجَرُهُ بِالْمَدِينَةِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 ذِكْرُ مُقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ إِلَى أَنْ قُبِضَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالُوا [ص: 311] : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنُ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالُوا جَمِيعًا: «أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ» , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ أَبِي جَمْرَةَ: وَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 ذِكْرُ الْحُزْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ نَدَبَهُ وَبَكَى عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَا كَرْبَ أَبَتَاهُ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ» فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ , يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ , يَا أَبَتَاهْ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهْ. قَالَ: فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم التُّرَابَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، أَتَبْكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَتْ: «أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَيْهِ أَلَّا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا , وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا بَكَى» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بَكَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ , فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ: " لَا تَبْكِي يَا بُنَيَّةُ قُولِي إِذَا مَا مِتُّ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَإِنَّ لِكُلِّ إِنْسَانٍ بِهَا مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ مَعْوَضَةً "، قَالَتْ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «وَمِنِّي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ فَاطِمَةَ ضَاحَكَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا أَنَّهَا قَدْ تُمُودِيَ فِي طَرَفِ فِيهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ يَرْبُوعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، قَالَ: " جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمًا مُتَقَنِّعًا مُتَحَازِنًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَرَاكَ مُتَحَازِنًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّهُ عَنَانِي مَا لَمْ يُعْنِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: اسْمَعُوا مَا يَقُولُ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَتَرَوْنَ أَحَدًا كَانَ أَحْزَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي؟ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحَزِنَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يُوَسْوِسُ , فَكُنْتُ مِمَّنْ حَزِنَ عَلَيْهِ , فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ وَقَدْ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ إِذْ مَرَّ بِي عُمَرُ فَلَمْ أَشْعُرْ بِهِ لِمَا بِي مِنَ الْحُزْنِ , فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَلَا أُعَجِّبُكَ؟ مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ فَأَقْبَلَا جَمِيعًا حَتَّى أَتَيَانِي فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: يَا عُثْمَانُ [ص: 313] ، جَاءَنِي أَخُوكَ فَزَعَمَ أَنَّهُ مَرَّ بِكَ فَسَلَّمَ عَلَيْكَ فَلَمْ تُرَدَّ عَلَيْهِ , فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا فَعَلْتُ فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللَّهِ وَلَكِنَّهَا عُبِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِي وَلَا سَلَّمْتَ عَلَيَّ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ , أَرَاكَ وَاللَّهِ شُغِلْتَ عَنْ ذَلِكَ بِأَمْرٍ حَدَّثْتَ بِهِ نَفْسَكَ قَالَ: فَقُلْتُ: أَجَلْ قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا هُوَ , وَكُنْتُ أُحَدِّثُ بِذَلِكَ نَفْسِي وَأَعْجَبُ مِنْ تَفْرِيطِي فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِي بِهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا هُوَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَجَاةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَقَالَ: «مَنْ قَبِلَ مِنِّي الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ» ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي عَرْضَهَا عَلَى عَمِّهِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا أَرْسَلَهُ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نِسَاؤُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ زَوْجَتُهُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِيَ بِكَ بِي، فَغَمَزَتْهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبْصَرَهُنَّ النَّبِيُّ فَقَالَ: «مَضْمِضْنَ» فَقُلْنَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِصَاحِبَتِكُنَّ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَقَالَ: «إِنَّمَا كُنْتُ أُرِيدُهُمَا لِأَنْظُرَ بِهِمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَّا إِذْ قَبَضَ اللَّهُ نَبِيِّهُ فَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا بِهِمَا بِظَبْيٍ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَضْطَجِعُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى [ص: 314] الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَأَتْهُ خَرَجَ عَلَيْهَا فِي النَّوْمِ، فَقَالَتْ: «وَاللَّهِ مَا هَذَا إِلَّا لِشَيْءٍ فُتِنْتُ بِهِ، وَلَا يَخْرُجُ عَلَيَّ أَبَدًا فَتَرَكَتْ ذَلِكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 ذِكْرُ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا تَرَكَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّا لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ نَفْسَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْمَخْلَدِ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا , مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ، قَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ: " مَنْ يَرِثُكَ إِذَا مِتَّ؟ قَالَ: وَلَدِي وَأَهِلِّي قَالَتْ: فَمَا لَكَ وَرِثْتَ النَّبِيَّ دُونَنَا؟ فَقَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا وَرِثْتُ أَبَاكِ أَرْضًا، وَلَا ذَهَبًا، وَلَا فِضَّةً، وَلَا غُلَامًا، وَلَا مَالًا قَالَتْ: فَسَهْمُ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ لَنَا، وَصَافِيَتُنَا الَّتِي بِيَدِكَ، فَقَالَ [ص: 315] : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَنِيهَا اللَّهُ، فَإِذَا مِتُّ كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ , وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِيِّ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ , فَقَالُ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ , فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا , فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ , وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا وَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُ مِيرَاثَهُ وَجَاءَ مَعَهُمَا عَلِيٌّ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» ، وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يَعُولُ فَعَلَيَّ، , فَقَالَ عَلِيٌّ: وَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ، وَقَالَ زَكَرِيَّاءَ: يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ هَكَذَا وَأَنْتَ وَاللَّهِ تَعْلَمُ مِثْلَمَا أَعْلَمُ , فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ فَسَكَتُوا وَانْصَرَفُوا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: " لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مَعَهَا عَلِيٌّ فَقَالَتْ: مِيرَاثِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَبِي صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِنَ الرِّثَّةِ أَوْ مِنَ الْعُقَدِ؟ قَالَتْ: فَدَكُ [ص: 316] وَخَيْبَرُ وَصَدَقَاتُهُ بِالْمَدِينَةِ أَرِثُهَا كَمَا يَرِثُكَ بَنَاتُكَ إِذَا مِتَّ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبُوكِ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَنْتِ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ بَنَاتِي , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَا نُورَثُ , مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» , يَعْنِي هَذِهِ الْأَمْوَالَ الْقَائِمَةَ، فَتَعْلَمِينَ أَنَّ أَبَاكِ أَعْطَاكِهَا , فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتِ نَعَمْ لَأَقْبَلَنَّ قَوْلَكِ وَلَأُصَدِّقَنَّكِ قَالَتْ: جَاءَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ أَعْطَانِي فَدَكَ , قَالَ: فَسَمِعْتِهِ يَقُولُ هِيَ لَكِ؟ فَإِذَا قُلْتِ قَدْ سَمِعْتُهُ فَهِيَ لَكِ، فَأَنَا أُصَدِّقُكِ، وَأَقْبَلُ قَوْلَكِ، قَالَتْ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ مَا عِنْدِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُوصِ إِلَّا بِمَسْكَنِ أَزْوَاجِهِ وَأَرْضٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخِي امْرَأَتِهِ جُوَيْرِيَةَ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً، وَلَا شَيْئًا، إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، , يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: «لَمْ يَتْرُكْ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، كُلُّهُمْ عَنْ 4059 عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ إِنْسَانًا سَأَلَهَا عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ تَسْأَلُنِي لَا أَبَا لَكَ؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا [ص: 317] ، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، وَلَا وَلِيدَةً , وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُوَدِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 ذِكْرُ مَنْ قَضَى دَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعِدَاتِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، قَالَا: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ لَمَّا جَاءَهُ مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ عَلَى النَّبِيِّ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنِي , قَالَ: فَجَاءَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ وَعَدَنِي إِذَا أَتَاهُ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يُعْطِيَنِي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا , وَأَشَارَ بِكَفَّيْهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خُذْ، فَأَخَذَ بِكَفَّيْهِ فَعَدَّهُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَأَلْفًا , ثُمَّ جَاءَهُ نَاسٌ كَانَ وَعَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانَ وَعَدَهُ، ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا بَرَدَانُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 318] : «لَوْ قَدِمَ مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» ، فَلَمْ يُقْدَمْ بِهِ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُدِمَ بِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلْيَأْتِ، قَالَ جَابِرٌ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ وَعَدَنِي إِذَا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَنْ يُعْطِيَنِي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا , قَالَ: خُذْ، فَأَخَذْتُ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَكَانَتْ خَمْسَمِائَةٍ، ثُمَّ أَخَذْتُ الثِّنْتَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا» وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ ثَلَاثًا , فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا , قَالَ جَابِرٌ: فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: خُذْ فَأَخَذْتُ غُرْفَةً فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ وَأَخَذْتُ أَخْذَتَيْنِ مِثْلَهَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ،: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، خَطَبَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلْيَقُمْ فَقَامَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: " وَعَدَنِي إِذَا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ يَحْثِي لِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , قَالَ: فَحَثَا لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: «اغْرِفْ» ، فَغَرَفْتُ أَوَّلَ غُرْفَةٍ فَوَجَدْتُهَا خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: عُدِ اغْرِفْ مِثْلَهَا فَفَعَلْتُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُنَادِيَ أَبِي بَكْرٍ يُنَادِي بِالْمَدِينَةِ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ مَالُ الْبَحْرَيْنِ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِدَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلْيَأْتِ فَيَأْتِيهِ رِجَالٌ فَيُعْطِيَهُمْ , فَجَاءَ أَبُو بَشِيرٍ الْمَازِنِيُّ فَقَالَ: إِنَّ [ص: 319] رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا أَبَا بَشِيرٍ، إِذَا جَاءَنَا شَيْءٌ فَأْتِنَا» , فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ حِفْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَوَجَدَهَا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: «قَضَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ دَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَضَى أَبُو بَكْرٍ عِدَاتِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ أَمَرَ عَلِيٌّ صَائِحًا يَصِيحُ: «مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنِي فَكَانَ يَبْعَثُ كُلَّ عَامٍ عِنْدَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ مَنْ يَصِيحُ بِذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ عَلِيٌّ , ثُمَّ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ , ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنُ يَفْعَلُ ذَلِكَ , وَانْقَطَعَ ذَلِكَ بَعْدَهُ , رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ» . قَالَ ابْنُ أَبِي عَوْنٍ: فَلَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَى عَلِيٍّ بِحَقٍّ وَلَا بَاطِلٍ إِلَّا أَعْطَاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 ذِكْرُ مَنْ رَثَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ عَنْ رِجَالِهِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر المتقارب] يَا عَيْنُ فَابْكِي وَلَا تَسْأَمِي ... وَحُقَّ الْبُكَاءُ عَلَى السَّيِّد ِ عَلَى خَيْرِ خِنْدِفَ عِنْدَ الْبَلَاءِ ... أَمْسَى يُغَيَّبُ فِي الْمُلْحَدِ فَصَلَّى الْمَلِيكُ وَلِيُّ الْعِبَادِ ... وَرَبُّ الْبِلَادِ عَلَى أَحْمَدِ فَكَيْفَ الْحَيَاةُ لِفَقْدِ الْحَبِيبَ ... وَزَيْنُ الْمَعَاشِرِ فِي الْمَشْهَدِ فَلَيْتَ الْمَمَاتَ لَنَا كُلِّنَا ... وَكُنَّا جَمِيعًا مَعَ الْمُهْتَدِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَيْضًا: [البحر الكامل] لَمَّا رَأَيْتُ نَبِيَّنَا مُتَجَدِّلًا ... ضَاقَتْ عَلَيَّ بِعَرْضِهِنَّ الدُّورُ وَارْتَعْتُ رَوْعَةَ مُسْتَهَامٍ وَالِهٍ ... وَالْعَظْمُ مِنِّي وَاهِنٌ مَكْسُورُ أَعَتِيقُ وَيْحَكَ إِنَّ حِبَّكَ قَدْ ثَوَى ... وَبَقِيتَ مُنْفَرِدًا وَأَنْتَ حَسِيرُ يَا لَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ مَهْلِكِ صَاحِبِي ... غُيِّبْتُ فِي جَدَثٍ عَلَيَّ صُخُورُ فَلَتَحْدُثَنَّ بَدَائِعٌ مِنْ بَعْدِهِ ... تَعْيَا بِهِنَّ جَوَانِحٌ وَصُدُورُ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا: [البحر البسيط] بَاتَتْ تَأَوَّبُنِي هُمُومٌ. . . . . حُشَّدٌ ... مِثْلُ الصُّخُورِ فَأَمْسَتْ هَدَّتِ الْجَسَدَا يَا لَيْتَنِي حَيْثُ نُبِّئْتُ الْغَدَاةَ بِهِ ... قَالُوا الرَّسُولُ قَدَ أَمْسَى مَيِّتًا فُقِدَا لَيْتَ الْقِيَامَةَ قَامَتْ بَعْدَ مَهْلِكِهِ ... وَلَا نَرَى بَعْدَهُ مَالًا وَلَا وَلَدَا وَاللَّهِ أُثْنِي عَلَى شَيْءٍ فُجِعْتُ بِهِ ... مِنَ الْبَرِيَّةِ حَتَّى أَدْخَلَ الَّلحَدَا كَمْ لِي بَعْدَكَ مِنْ هَمٍّ يُنَصِّبُنِي ... إِذَا تَذَكَّرْتُ أَنِّي لَا أَرَاكَ بَدَا كَانَ الْمِصَفَّاءَ فِي الْأَخْلَاقِ قَدْ عَلِمُوا ... وَفِي الْعَفَافِ فَلَمْ نَعْدِلْ بِهِ أَحَدَا نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ مَيْتٍ وَمِنْ بَدَنٍ ... مَا أَطْيَبَ الذِّكْرَ وَالْأَخْلَاقَ وَالْجَسَدَا وَأَنْشَدَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ بِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الطويل] تَطَاوَلَ لِيَلِي وَاعْتَرَتْنِي الْقَوَارِعُ ... وَخَطْبٌ جَلِيلٌ لِلْبَلِيَّةِ جَامِعُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 غَدَاةَ نَعَى النَّاعِي إِلَيْنَا مُحَمَّدًا ... وَتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكُّ مِنْهَا الْمَسَامِعُ فَلَوْ رَدَّ مَيْتًا قَتْلُ نَفْسِي قَتَلْتُهَا ... وَلَكِنَّهُ لَا يَدْفَعُ الْمَوْتَ دَافِعُ فَآلَيْتُ لَا أُثْنِيَ عَلَى هُلْكِ هَالِكٍ ... مِنَ النَّاسِ مَا أَوْفَى ثَبِيرٌ وَفَارِعُ وَلَكِنَّنِي بَاكٍ عَلَيْهِ وَمُتْبِعٌ ... مُصِيبَتَهُ إِنِّي إِلَى اللَّهِ رَاجِعُ وَقَدْ قَبَضَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ ... وَعَادٌ أُصِيبَتْ بِالرُّزَى وَالتَّبَابِعُ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يَقُومُ بِأَمْرِنَا؟ ... وَهَلْ فِي قُرَيْشٍ مِنْ إِمَامٍ يُنَازِعُ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ هُمُ هُمُ ... أَزِمَّةُ هَذَا الْأَمْرِ وَاللَّهُ صَانِعُ عَلِيٌّ أَوِ الصِّدِّيقُ أَوْ عُمَرٌ لَهَا ... وَلَيْسَ لَهَا بَعْدَ الثَّلَاثَةِ رَابِعُ فَإِنْ قَالَ مِنَّا قَائِلٌ غَيْرَ هَذِهِ ... أَبَيْنَا وَقُلْنَا اللَّهُ رَاءٍ وَسَامِعُ فَيَا لَقُرَيْشٍ قَلِّدُوا الْأَمْرَ بَعْضَهُمْ ... فَإِنَّ صَحِيحَ الْقَوْلِ لِلنَّاسِ نَافِعُ وَلَا تُبْطِئُوا عَنْهَا فُوَاقًا فَإِنَّهَا ... إِذَا قُطِعَتْ لَمْ يُمْنَ فِيهَا الْمَطَامِعُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو رَجَاءٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ وَهُوَ يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] وَاللَّهِ مَا حَمَلَتْ أُنْثَى وَلَا وَضَعَتْ مِثْلَ النَّبِيِّ رَسُولِ الْأُمَّةِ الْهَادِي أَمْسَى نِسَاؤُكَ عَطَّلْنَ الْبُيُوتَ فَمَا يَضْرِبْنَ خَلْفَ قَفَا سِتْرٍ بَأَوْتَادٍ مِثْلَ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ الْمُسُوحَ وَقَدْ أَيْقَنَّ بِالْبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيمَا أَنْشَدَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 : آلَيْتُ حِلْفَةَ بَرٍّ غَيْرَ ذِي دَخَلٍ مِنِّي أَلِيَّةَ حَقٍّ غَيْرَ إِفْنَادِ بِاللَّهِ مَا حَمَلَتْ أُنْثَى وَلَا وَضَعَتْ مِثْلَ النَّبِيِّ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ الْهَادِي وَلَا مَشَى فَوْقَ ظَهْرِ الْأَرْضٍ مِنْ أَحَدٍ أَوْفَى بِذِمَّةِ جَارٍ أَوْ بِمِيعَادِ مِنَ الَّذِي كَانَ نُورًا يُسْتَضَاءُ بِهِ مُبَارَكَ الْأَمْرِ ذَا حَزْمٍ وَإِرْشَادِ مُصَدِّقًا لِلنَّبِيِّينَ الْأُلَى سَلَفُوا وَأَبْذَلَ النَّاسِ لِلْمَعْرُوفِ لِلْجَادِي خَيْرَ الْبَرِيَّةِ إِنِّي كُنْتُ فِي نَهَرٍ جَارٍ فَأَصْبَحَتُ مِثْلَ الْمُفْرِدِ الصَّادِي [البحر] أَمْسَى نِسَاؤُكَ عَطَّلْنَ الْبُيُوتَ فَمَا يَضْرِبْنَ خَلْفَ قَفَا سِتْرٍ بَأَوْتَادِ مِثْلَ الرَّوَاهِبِ يَلْبَسْنَ الْمُسُوحَ وَقَدْ أَيْقَنَّ بِالْبُؤْسِ بَعْدَ النِّعْمَةِ الْبَادِي وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَالَ حَسَّانُ يَرْثِيهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الكامل] مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَنَامُ كَأَنَّمَا كُحِلَتْ مَآقِيهَا بِكُحْلِ الْأَرْمَدِ جَزَعًا عَلَى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِيًا يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لَا تَبْعَدِ يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهِ بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ الْمُلْحَدِ جَنْبِي يَقِيكَ التُّرْبَ لَهْفِي لَيْتَنِي كُنْتُ الْمُغَيَّبُ فِي الضَّرِيحِ الْمُلْحَدِ يَا بِكْرَ آمِنَةَ الْمُبَارَكَ ذِكْرُهُ وَلَدَتْهُ مُحْصَنَةً بِسَعْدِ الْأَسْعَدِ نُورًا أَضَاءَ عَلَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا مَنْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِ أَأُقِيمُ بَعْدَكَ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَهُمْ؟ يَا لَهْفَ نَفْسِي لَيْتَنِي لَمْ أُولَدِ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ النَّبِيَّ الْمُهْتَدِي فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَلَدِّدًا يَا لَيْتَنِي صُبِّحْتُ سُمَّ الْأَسْوَدِ أَوْ حَلَّ أَمْرُ اللَّهِ فِينَا عَاجِلًا فِي رَوْحَةٍ مِنْ يَوْمِنَا أَوْ مِنْ غَدِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 فَتَقُومُ سَاعَتُنَا فَنَلْقَى سَيِّدًا مَحْضًا مَضَارِبُهُ كَرِيمَ الْمُحْتِدِ يَا رَبِّ فَاجْمَعْنَا مَعًا وَنَبِيَّنَا فِي جَنَّةٍ تُفْقِي عُيُونَ الْحُسَّدِ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ وَاكْتُبْهَا لَنَا يَا ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْعُلَا وَالسُّؤْدَدِ وَاللَّهِ أَسْمَعُ مَا حَيِيتُ بِهَالِكٍ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ ضَاقَتْ بِالْأَنْصَارِ الْبِلَادُ فَأَصْبَحُوا سُودًا وُجُوهُهُمُ كَلَوْنِ الْإِثْمِدِ وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ وَفِينَا قَبْرُهُ وَفُضُولُ نِعْمَتِهِ بِنَا لَا تُجْحَدُ وَاللَّهُ أَهْدَاهُ لَنَا وَهَدَى بِهِ أَنْصَارَهُ فِي كُلِّ سَاعَةِ مَسْهَدِ صَلَّى الْإِلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ وَالطَّيِّبُونَ عَلَى الْمُبَارَكِ أَحْمَدِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: يَا عَيْنُ جُودِي بِدَمْعٍ مِنْكِ إِسْبَالِ وَلَا تَمَلِّنَّ مِنْ سَحٍّ وَإِعْوَالِ لَا يَنْفَدَنْ لِيَ بَعْدَ الْيَوْمِ دَمْعُكُمَا إِنِّي مُصَابٌ وَإِنِّي لَسْتُ بِالسَّالِي فَإِنَّ مَنْعَكُمَا مِنْ بَعْدِ بَذْلِكُمَا إِيَّايَ مِثْلُ الَّذِي قَدْ غُرَّ بِالْآلِ لَكِنْ أَفِيضِي عَلَى صَدْرِي بِأَرْبَعَةٍ إِنَّ الْجَوَانِحَ فِيهَا هَاجِسٌ صَالِي سَحَّ الشَّعِيبِ وَمَاءِ الْغَرْبِ يَمْنَحُهُ سَاقٍ يُحَمِّلُهُ سَاقٍ بِإِزْلَالِ حَامِي الْحَقِيقَةِ نَسَّالُ الْوَدِيقَةِ فَكَّ ـاكُ الْعُنَاةِ كَرِيمٌ مَاجِدٌ عَالِ عَلَى رَسُولٍ لَنَا مَحْضٍ ضَرِيبَتُهُ سَمْحِ الْخَلِيقَةِ عَفٍّ غَيْرِ مِجْهَالِ كَشَّافِ مَكْرُمَةٍ مِطْعَامِ مَسْغَبَةٍ وَهَّابِ عَانِيَةٍ وَجْنَاءَ شِمْلَالِ عَفٍّ مَكَاسِبُهُ جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ سَمْحٍ غَيْرِ نَكَّالِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 وَارِي الزِّنَادِ وَقَوَّادِ الْجِيَادِ إِلَى يَوْمِ الطِّرَادِ إِذَا شَبَّتْ بِأَجْذَالِ وَلَا أُزَكِّي عَلَى الرَّحْمَنِ ذَا بَشَرٍ لَكِنَّ عِلْمَكَ عِنْدَ الْوَاحِدِ الْعَالِي إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ وَالْأَيَّامَ يَفْجَعُنِي بِالصَّالِحِينَ وَأَبْقَى نَاعِمَ الْبَالِ يَاعَيْنُ فَابْكِي رَسُولَ اللَّهِ إِذْ ذُكِرَتْ ذَاتُ الْإِلَهِ فَنِعْمَ الْقَائِدُ الْوَالِي قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: نَبِّ الْمَسَاكِينَ أَنَّ الْخَيْرَ فَارَقَهُمْ مَعَ الرَّسُولِ تَوَلَّى عَنْهُمُ سَحَرَا مِنْ ذَا الَّذِي عِنْدَهُ رَحْلِي وَرَاحِلَتِي وَرِزْقُ أَهْلِي إِذَا لَمْ نُؤْنِسِ الْمَطَرَا ذَاكَ الَّذِي لَيْسَ يَخْشَاهُ مُجَالِسُهُ إِذَا الْجَلِيسُ سَطَا فِي الْقَوْلِ أَوْ عَثَرَا كَانَ الضِّيَاءَ وَكَانَ النُّورَ نَتْبَعُهُ وَكَانَ بَعْدَ الْإِلَهِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَا فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمَخْبَئِهِ وَغَيَّبُوهُ وَأَلْقَوْا فَوْقَهُ الْمَدَرَا لَمْ يَتْرُكِ اللَّهُ خَلْقًا مِنْ بَرِيَّتِهِ وَلَمْ يُعِشْ بَعْدَهُ أُنْثَى وَلَا ذَكَرَا ذَلَّتْ رِقَابُ بَنِي النَّجَّارِ كُلِّهِمُ وَكَانَ أَمْرًا مِنَ الرَّحْمَنِ قَدْ قُدِرَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر المتقارب] يَا عَيْنُ فَابْكِي بِدَمْعٍ ذَرَى لِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ وَالْمُصْطَفَى وَابْكِي الرَّسُولَ وَحَقَّ الْبُكَاءُ عَلَيْهِ لَدَى الْحَرْبِ عِنْدَ اللِّقَا عَلَى خَيْرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ وَأَتْقَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ التُّقَى عَلَى سَيِّدٍ مَاجِدٍ جَحْفَلٍ وَخَيْرِ الْأَنَامِ وَخَيْرِ اللَّهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 لَهُ حَسَبٌ فَوْقَ كُلِّ الْأَنَامِ مِنْ هَاشِمٍ ذَلِكَ الْمُرْتَجَى نَخُصُّ بِمَا كَانَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَانَ سِرَاجًا لَنَا فِي الدُّجَى وَكَانَ بَشِيرًا لَنَا مُنْذِرًا وَنُورًا لَنَا ضَوْءُهُ قَدْ أَضَا فَأَنْقَذَنَا اللَّهُ فِي نُورِهِ وَنَجَّى بِرَحْمَتِهِ مِنْ لَظَى قَالَ: وَفِيهَا أَنْشَدَنَا الْوَاقِدِيُّ: قَالَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الوافر] أَلَا يَا عَيْنُ وَيْحَكِ أَسْعِدِينِي بِدَمْعِكِ مَا بَقِيتِ وَطَاوِعِينِي أَلَا يَا عَيْنُ وَيْحَكِ وَاسْتَهِلِّي عَلَى نُورِ الْبِلَادِ وَأَسْعِدِينِي فَإِنْ عَذَلَتْكِ عَاذِلَةٌ فَقُولِي عَلَامَ وَفِيمَ وَيْحَكِ تَعْذُلِينِي؟ عَلَى نُورِ الْبِلَادِ مَعًا جَمِيعًا رَسُولِ اللَّهِ أَحْمَدَ فَاتْرُكِينِي فَإِلَّا تُقْصِرِي بِالْعَذْلِ عَنِّي فَلُومِي مَا بَدَا لَكِ أَوْ دَعِينِي لِأَمْرٍ هَدَّنِي وَأَذَلَّ رُكْنِي وَشَيَّبَ بَعْدَ جِدَّتِهَا قُرُونِي وَقَالَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: [البحر الطويل] أَلَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا وَكُنْتَ بِنَا رَءُوفًا رَحِيمًا نَبِيَّنَا لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا لَعَمْرُكَ مَا أَبْكِي النَّبِيَّ لِمَوْتِهِ وَلَكِنْ لِهَرْجٍ كَانَ بَعْدَكَ آتِيَا كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا أَفَاطِمُ صَلَّى اللَّهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا أَبَا حَسَنٍ فَارَقْتَهُ وَتَرَكْتَهُ فَبَكِّ بِحُزْنٍ آخِرَ الدَّهْرِ شَاجِيَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 فِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ أُمِّي وَخَالَتِي وَعَمِّي وَنَفْسِي قُصْرَةً ثُمَّ خَالِيَا صَبَرْتَ وَبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقًا وَقُمْتَ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُنَا كَانَ مَاضِيَا عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ السَّلَامُ تَحِيَّةً وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا قَالَ: وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] عَيْنَيَّ جُودَا طَوَالَ الدَّهْرِ وَانْهَمِرَا سَكْبًا وَسَحًّا بِدَمْعٍ غَيْرِ تَعْذِيرِ يَا عَيْنِ فَاسْحَنْفِرِي بِالدَّمْعِ وَاحْتَفِلِي حَتَّى الْمَمَاتِ بِسَجْلٍ غَيْرِ مَنْزُورِ يَا عَيْنِ فَانْهَمِلِي بِالدَّمْعِ وَاجْتَهِدِي لِلْمُصْطَفَى دُونَ خَلْقِ اللَّهِ بِالنُّورِ بِمُسْتَهَلٍّ مِنَ الشُّؤُبُوبِ ذِي سَيَلٍ فَقَدْ رُزِئْتِ نَبِيَّ الْعَدْلِ وَالْخِيرِ وَكُنْتِ مِنْ حَذَرٍ لِلْمَوْتِ مُشْفِقَةً وَلِلَّذِي خُطَّ مِنْ تِلْكَ الْمَقَادِيرِ مِنْ فَقْدِ أَزْهَرَ ضَافِي الْخَلْقِ ذِي فَخَرٍ صَافٍ مِنَ الْعَيْبِ وَالْعَاهَاتِ وَالزُّورِ فَاذْهَبْ حَمِيدًا جَزَاكَ اللَّهُ مَغْفِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الكامل] يَا عَيْنُ جُودِي مَا بَقِيتِ بِعَبْرَةٍ سَحًّا عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ أَحْمَدِ يَا عَيْنُ فَاحْتَفِلِي وَسُحِّي وَاسْجُمِي وَابْكِي عَلَى نُورِ الْبِلَادِ مُحَمَّدِ أَنَّى لَكِ الْوَيْلَاتُ مِثْلُ مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ نَائِبَةٍ تَنُوبُ وَمَشْهَدِ فَابْكِي الْمُبَارَكَ وَالْمُوَفَّقَ ذَا التُّقَى حَامِي الْحَقِيقَةِ ذَا الرَّشَادِ الْمُرْشِدِ مَنْ ذَا يَفُكُّ عَنِ الْمُغَلَّلِ غُلَّهُ بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي الضَّرِيحِ الْمُلْحَدِ؟ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 أَمْ مَنْ لِكُلِّ مُدَفَّعٍ ذِي حَاجَةٍ وَمُسَلْسَلٍ يَشْكُو الْحَدِيدَ مُقَيَّدِ أَمْ مَنْ لِوَحْيِ اللَّهِ يُتْرَكُ بَيْنَنَا فِي كُلِّ مَمْسَى لَيْلَةٍ أَوْ فِي غَدِ فَعَلَيْكَ رَحْمَةُ رَبِّنَا وَسَلَامُهُ يَا ذَا الْفَوَاضِلِ وَالنَّدَى وَالسُّؤْدَدِ هَلَّا فَدَاكَ الْمَوْتَ كُلُّ مُلَعَّنٍ شَكْسٍ خَلَائِقُهُ لَئِيمِ الْمَحْتِدِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: [البحر الطويل] أَعَيْنَيَّ جُودَا بِالدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ عَلَى الْمُصْطَفَى بِالنُّورِ مِنْ آلِ هَاشِمِ عَلَى الْمُصْطَفَى بِالْحَقِّ وَالنُّورِ وَالْهُدَى وَبِالرُّشْدِ بَعْدَ الْمَنْدُبَاتِ الْعَظَائِمِ وَسُحَّا عَلَيْهِ وَابْكِيَا مَا بَكَيْتُمَا عَلَى الْمُرْتَضَى لِلْمُحْكَمَاتِ الْعَزَائِمِ عَلَى الْمُرْتَضَى لِلْبِرِّ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى وَلِلدِّينِ وَالْإِسْلَامِ بَعْدَ الْمَظَالِمِ عَلَى الطَّاهِرِ الْمَيْمُونِ ذِي الْحِلْمِ وَالنَّدَى وَذِي الْفَضْلِ وَالدَّاعِي لَخَيْرِ التَّرَاحُمِ أَعَيْنَيَّ مَاذَا بَعْدَمَا قَدْ فُجِعْتُمَا بِهِ تَبْكِيَانِ الدَّهْرَ مِنْ وُلْدِ آدَمِ؟ فَجُودَا بِسَجْلٍ وَانْدُبَا كُلَّ شَارِقٍ رَبِيعَ الْيَتَامَى فِي السِّنِينَ الْبَوَازِمِ قَالَ: وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الخفيف] لَهْفَ نَفْسِي وَبِتُّ كَالْمَسْلُوبِ آرِقَ اللَّيْلِ فِعْلَةَ الْمَحْرُوبِ مِنْ هُمُومٍ وَحَسْرَةٍ رَدِفَتْنِي لَيْتَ أَنِّي سُقِيتُهَا بِشَعُوبِ حِينَ قَالُوا: إِنَّ الرَّسُولَ قَدَ أَمْسَى وَافَقَتْهُ مَنِيَّةُ الْمَكْتُوبِ إِذْ رَأَيْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَرِيعٌ فَأَشَابَ الْقَذَالَ أَيُّ مَشِيبِ إِذْ رَأَيْنَا بُيُوتَهُ مُوحِشَاتٍ لَيْسَ فِيهِنَّ بَعْدَ عَيْشٍ حَبِيبِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 أَوْرَثَ الْقَلْبَ ذَاكَ حُزْنًا طَوِيلًا خَالَطَ الْقَلْبَ فَهُوَ كَالْمَرْعُوبِ لَيْتَ شَعْرِي وَكَيْفَ أُمْسِي صَحِيحًا بَعْدَ أَنْ بِينَ بِالرَّسُولِ الْقَرِيبِ أَعْظَمِ النَّاسِ فِي الْبَرِيَّةِ حَقًّا سَيِّدِ النَّاسِ حُبُّهُ فِي الْقُلُوبِ فَإِلَى اللَّهِ ذَاكَ أَشْكُو وَحَسْبِي يَعْلَمُ اللَّهُ حَوْبَتِي وَنَحِيبِي وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر المتقارب] أَفَاطِمُ بَكِّي وَلَا تَسْأَمِي بِصُبْحِكِ مَا طَلَعَ الْكَوْكَبُ هُوَ الْمَرْءُ يُبْكَى وَحَقَّ الْبُكَا هُوَ الْمَاجِدُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ فَأَوْحَشَتِ الْأَرْضُ مِنْ فَقْدِهِ وَأَيُّ الْبَرِيَّةِ لَا يُنْكَبُ فَمَا لِيَ بَعْدَكَ حَتَّى الْمَمَاتِ إِلَّا الْجَوَى الدَّاخِلُ الْمُنْصِبُ فَبَكِّي الرَّسُولَ وَحُقَّتْ لَهُ شُهُودُ الْمَدِينَةِ وَالْغُيَّبُ لِتَبْكِيكَ شَمْطَاءُ مَضْرُورَةٌ إِذَا حُجِبَ النَّاسُ لَا تُحْجَبُ لِيَبْكِيكَ شَيْخٌ أَبُو وِلْدَةٍ يَطُوفُ بِعَقْوَتِهِ أَشْهَبُ وَيَبْكِيكَ رَكْبٌ إِذَا أَرْمَلُوا فَلَمْ يُلْفَ مَا طَلَبَ الطُّلَّبُ وَتَبْكِي الْأَبَاطِحُ مِنْ فَقْدِهِ وَتَبْكِيهِ مَكَّةُ وَالْأَخْشَبُ وَتَبْكِي وُعَيْرَةُ مِنْ فَقْدِهِ بِحُزْنٍ وَيُسْعِدُهَا الْمِيثَبُ فَعَيْنِيَ مَا لَكِ لَا تَدْمَعِينَ؟ وَحُقَّ لِدَمْعِكِ يُسْتَسْكَبُ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: أَعَيْنِي جُودَا بِدَمْعٍ سَجَمْ يُبَادِرُ غَرْبًا بِمَا مُنْهَدِمْ أَعَيْنِي فَاسْحَنْفِرَا وَاسْكُبَا بِوَجْدٍ وَحُزْنٍ شَدِيدِ الْأَلَمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 عَلَى صَفْوَةِ اللَّهِ رَبِّ الْعِبَادِ وَرَبِّ السَّمَاءِ وَبَارِي النَّسَمْ عَلَى الْمُرْتَضَى لِلْهُدَى وَالتُّقَى وَلِلرُّشْدِ وَالنُّورِ بَعْدَ الظُّلَمْ عَلَى الطَّاهِرِ الْمُرْسَلِ الْمُجْتَبَى رَسُولٍ تَخَيَّرَهُ ذُو الْكَرَمْ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: [البحر الوافر] أَرِقْتُ فَبِتُّ لَيْلِيَ كَالسَّلِيبِ لِوَجْدٍ فِي الْجَوَانِحِ ذِي دَبِيبِ فَشَيَّبَنِي وَمَا شَابَتْ لِدَاتِي فَأَمْسَى الرَّأْسُ مِنِّي كَالْعَسِيبِ لِفَقْدِ الْمُصْطَفَى بِالنُّورِ حَقًّا رَسُولِ اللَّهِ مَا لَكَ مِنْ ضَرِيبِ كَرِيمِ الْخِيمِ أَرْوَعِ مَضْرَحِيٍّ طَوِيلِ الْبَاعِ مُنْتَجَبٍ نَجِيبِ ثَمَالِ الْمُعْدَمِينِ وَكُلِّ جَارٍ , وَمَأْوَى كُلِّ مُضْطَهَدٍ غَرِيبِ فَإِمَّا تُمْسِ فِي جَدَثٍ مُقِيمًا فَقِدْمًا عِشْتَ ذَا كَرَمٍ وَطِيبِ وَكُنْتَ مُوَفَّقًا فِي كُلِّ أَمْرٍ وَفِيمَا نَابَ مِنْ حَدَثِ الْخُطُوبِ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: عَيْنُ جُودِي بِدَمْعَةٍ تَسْكَابِ لِلنَّبِيِّ الْمُطَهَّرِ الْأَوَّابِ وَانْدُبِي الْمُصْطَفَى فَعُمِّيَ وَخُصِّي بِدُمُوعٍ غَزِيرَةِ الْأَسْرَابِ عَيْنِ مَنْ تَنْدُبِينَ بَعْدَ نَبِيٍّ خَصَّهُ اللَّهُ رَبُّنَا بِالْكِتَابِ فَاتِحٍ خَاتَمٍ رَحِيمٍ رَءُوفٍ صَادِقِ الْقِيلِ طَيِّبِ الْأَثْوَابِ مُشْفِقٍ نَاصِحٍ شَفِيقٍ عَلَيْنَا رَحْمَةً مِنْ إِلَهِنَا الْوَهَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ وَجَزَاهُ الْمَلِيكُ حُسْنَ الثَّوَابِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: عَيْنِ جُودِي بِدَمْعَةٍ وَسُهُودِ وَانْدُبِي خَيْرَ هَالِكٍ مَفْقُودِ وَانْدُبِي الْمُصْطَفَى بِحُزْنٍ شَدِيدٍ خَالَطَ الْقَلْبَ فَهُوَ كَالْمَعْمُودِ كِدْتُ أَقْضِي الْحَيَاةَ لَمَّا أَتَاهُ قَدَرٌ خُطَّ فِي كِتَابٍ مَجِيدِ فَلَقَدْ كَانَ بِالْعِبَادِ رَؤُوفًا وَلَهُمْ رَحْمَةً وَخَيْرَ رَشِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيًّا وَمَيْتًا وَجَزَاهُ الْجِنَّانَ يَوْمَ الْخُلُودِ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا: آبَ لَيْلِي عَلَيَّ بِالتَّسْهَادِ وَجَفَا الْجَنْبُ غَيْرُ وَطْءِ الْوِسَادِ وَاعْتَرَتْنِي الْهُمُومُ جِدًّا بِوَهْنٍ لِأُمُورٍ نَزَلْنَ حَقًّا شِدَادِ رَحْمَةً كَانَ لِلْبَرِيَّةِ طُرًّا فَهَدَى مَنْ أَطَاعَهُ لِلسَّدَادِ طَيِّبُ الْعُودِ وَالضَّرِيبَةِ وَالشِّيَمِ مَحْضُ الْأَنْسَابِ وَارِي الزِّنَادِ أَبْلَجٌ صَادِقُ السَّجِيَّةِ عَفٌّ صَادِقُ الْوَعْدِ مُنْتَهَى الرُّوَّادِ عَاشَ مَا عَاشَ فِي الْبَرِيَّةِ بَرَّا وَلَقَدْ كَانَ نُهْبَةَ الْمُرْتَادِ ثُمَّ وَلَّى عَنَّا فَقِيدًا حَمِيدًا فَجَزَاهُ الْجِنَّانَ رَبُّ الْعِبَادِ وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر البسيط] يَا عَيْنِ جُودِي بِدَمْعٍ مِنْكِ وَابْتَدِرِي كَمَا تَنَزَّلَ مَاءُ الْغَيْثِ فَانْثَعَبَا أَوْ فَيْضُ غَرْبٍ عَلَى عَادِيَّةٍ طُوِيَتْ فِي جَدْوَلٍ خَرِقٍ بِالْمَاءِ قَدْ سَرِبَا لَقَدْ أَتَتْنِي مِنَ الْأَنْبَاءِ مُعْضِلَةٌ أَنَّ ابْنَ آمِنَةَ الْمَأْمُونَ قَدْ ذَهَبَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 أَنَّ الْمُبَارَكَ وَالْمَيْمُونَ فِي جَدَثٍ قَدْ أَلْحَفُوهُ تُرَابَ الْأَرْضِ وَالْحَدَبَا أَلَيْسَ أَوْسَطَكُمْ بَيْتًا وَأَكْرَمَكُمْ خَالًا وَعَمَّا كَرِيمًا لَيْسَ مُؤْتَشَبَا قَالَ: وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أُخْتُ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ تَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الوافر] أَشَابَ ذُؤَابَتِي وَأَذَلَّ رُكْنِي بُكَاؤُكِ فَاطِمُ الْمَيْتَ الْفَقِيدَا فَأَعْطَيْتَ الْعَطَاءَ فَلَمْ تُكَدِّرْ وَأَخْدَمْتَ الْوَلَائِدَ وَالْعَبِيدَا وَكُنْتَ مَلَاذَنَا فِي كُلِّ لِزْبٍ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَّةٌ بَرُودَا وَإِنَّكَ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا وَأَكْرَمُهُمْ إِذَا نُسِبُوا جُدُودَا رَسُولُ اللَّهِ فَارَقَنَا وَكُنَّا نُرَجِّي أَنْ يَكُونَ لَنَا خُلُودَا أَفَاطِمُ فَاصْبِرِي فَلَقَدْ أَصَابَتْ رَزِيئَتُكِ التَّهَائِمَ وَالنُّجُودَا وَأَهْلُ الْبِرِّ وَالْأَبْحَارِ طُرًّا فَلَمْ تُخْطِيءْ مُصِيبَتُهُ وَحِيدَا وَكَانَ الْخَيْرُ يُصْبِحُ فِي ذُرَاهُ سَعِيدُ الْجَدِّ قَدْ وَلَدَ السُّعُودَا وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ أَيْضًا: أَلَا يَا عَيْنِ بَكِّي لَا تَمَلِّي فَقَدْ بَكَرَ النَّعِيُّ بِمَنْ هَوِيتُ وَقَدْ بَكَرَ النَّعِيُّ بِخَيْرِ شَخَصٍ رَسُولِ اللَّهِ حَقًّا مَا حَيِيتُ وَلَوْ عِشْنَا وَنَحْنُ نَرَاكَ فِينَا وَأَمَرُ اللَّهِ يَتْرُكُ , مَا بَكَيْتُ فَقَدْ بَكَرَ النَّعِيُّ بِذَاكَ عَمْدًا فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مَنْ نُعِيتُ وَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُهُ وَجَلَّتْ وَكُلُّ الْجَهْدِ بَعْدَكَ قَدْ لَقِيتُ إِلَى رَبِّ الْبَرِيَّةِ ذَاكَ نَشْكُو فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا أُتِيتُ أَفَاطِمُ إِنَّهُ قَدْ هُدَّ رُكْنِي وَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مَنْ رُزِيتُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ أَيْضًا: [البحر البسيط] قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرِ الْخُطَبُ إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا فَاحْتَلْ لِقَوْمِكَ وَاشْهَدْهُمْ وَلَا تَغِبُ قَدْ كُنْتَ بَدْرًا وَنُورًا يُسْتَضَاءُ بِهِ عَلَيْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُبُ وَكَانَ جِبْرِيلُ بِالْآيَاتِ يَحْضُرُنَا فَغَابَ عَنَّا وَكُلُّ الْغَيْبِ مُحْتَجِبُ فَقَدْ رُزِئْتُ أَبًا سَهْلًا خَلِيقَتُهُ مَحْضَ الضَّرِيبَةِ وَالْأَعْرَاقِ وَالنَّسَبِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَرْثِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: [البحر المتقارب] أَمْسَتْ مَرَاكِبُهُ أَوْحَشَتْ وَقَدْ كَانَ يَرْكَبُهَا زَيْنُهَا وَأَمْسَتْ تُبَكِّي عَلَى سَيِّدٍ تُرَدِّدُ عَبْرَتَهَا عَيْنُهَا وَأَمْسَتْ نِسَاؤُكَ مَا تَسْتَفِيقُ مِنَ الْحُزْنِ يَعْتَادُهَا دَيْنُهَا وَأَمْسَتْ شَوَاحِبَ مِثْلَ النِّصَالِ قَدْ عُطِّلَتْ وَكَبَا لَوْنُهَا يُعَالِجْنَ حُزْنًا بَعِيدَ الذَّهَابِ وَفِي الصَّدْرِ مُكْتَنِعٌ حَيْنُهَا يَضْرِبْنَ بِالْكَفِّ حُرَّ الْوُجُوهِ عَلَى مِثْلِهِ جَادَهَا شُونُهَا هُوَ الْفَاضِلُ السَّيِّدُ الْمُصْطَفَى عَلَى الْحَقِّ مُجْتَمِعٌ دِينُهَا فَكَيْفَ حَيَاتِيَ بَعْدَ الرَّسُولِ وَقَدْ حَانَ مِنْ مَيْتَةٍ حِينُهَا وَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَرْثِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم: [البحر الخفيف] عَيْنِ جُودِي فَإِنَّ بِذَلِكَ لِلدَّمْ ـعِ شِفَاءٌ، فَأَكْثِرِي مِ الْبُكَاءِ حِينَ قَالُوا: الرَّسُولُ أَمْسَى فَقِيدًا مَيِّتًا كَانَ ذَاكَ كُلَّ الْبَلَاء ِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 وَابْكِيَا خَيْرَ مَنْ رُزِئْنَاهُ فِي الدُّنْ ـيَا وَمَنْ خَصَّهُ بِوَحْيِ السَّمَاءِ بِدُمُوعٍ غَزِيرَةٍ مِنْكِ حَتَّى يَقْضِي اللَّهُ فِيكِ خَيْرَ الْقَضَاءِ فَلَقَدْ كَانَ مَا عَلِمْتِ وَصُولًا وَلَقَدْ جَاءَ رَحْمَةً بِالضِّيَاءِ وَلَقَدْ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ نُورًا وَسِرَاجًا يُضِيءُ فِي الظَّلْمَاءِ طَيِّبَ الْعُودِ وَالضَّرِيبَةِ وَالْمَعْـ ـدِنِ وَالْخِيمِ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ. آخِرُ خَبَرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 ذِكْرُ مَنْ كَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ وَيُقْتَدَى بِهِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْدَ ذَلِكَ وَإِلَى مَنِ انْتَهَى عِلْمُهُمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ،: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالُوا: قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلَى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي» ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْعَلَاءِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مَا بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي» ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، «وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ سُئِلَ مَنْ كَانَ يُفْتِي النَّاسَ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: «أَبُو [ص: 335] بَكْرٍ وَعُمَرُ، مَا أَعْلَمُ غَيْرَهُمَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَمْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ وَعَلِيُّ يُفْتُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظَافِيرِي» ، أَوْ قَالَ: «أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلَهُ عُمَرَ» ، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟، قَالَ: «الْعِلْمَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ خَتَنِ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءٍ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءٍ،: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَإِذَا خَطَبَ عُمَرُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ مُعَلَّمٌ فَتَعَجَّبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ مِنْهُ؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لِمَ تَعْجَبُ مِنْهُ؟، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَتِيقٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا فِي أُمَّتِهِ مُعَلَّمٌ أَوْ مُعَلَّمَانِ، وَإِنْ يَكُنُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَابْنُ الْخَطَّابِ إِنَّ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ الْأَسَدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: ": إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ، عَنْ عُمَرَ،: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنِي هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: «دُفِعْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَإِذَا الْفُقَهَاءُ عِنْدَهُ مِثْلُ الصِّبْيَانِ، قَدِ اسْتَعْلَى عَلَيْهِمْ فِي فَقْهِهِ وَعِلْمِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «لَوْ وُضِعَ عِلْمُ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي كِفَّةٍ وَعِلْمُ عُمَرَ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَ بِهِمْ عِلْمُ عُمَرَ» قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: فَقَالَ الْأَعْمَشُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ كُنَّا لَنَحْسِبُ عُمَرَ قَدْ ذَهَبَ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «لَكَأَنَّ عِلْمَ النَّاسِ كَانَ مَدْسُوسًا فِي جُحْرٍ مَعَ عُمَرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمَرٍ فَانْظُرْ كَيْفَ قَضَى فِيهِ عُمَرُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقْضِي فِي أَمَرٍ لَمْ يُقْضَ فِيهِ قَبْلَهُ حَتَّى يُشَاوِرَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْجَدِّ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ لَقَدْ حَفِظْتُ فِيهِ مِائَةَ قَضِيَّةٍ عَنْ عُمَرَ قُلْتُ: كُلُّهَا عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُلُّهَا عَنْ عُمَرَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَلِأَبِي الدَّرْدَاءِ وَلِأَبِي ذَرٍّ: " مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، عَلَى مِنْبَرٍ يَقُولُ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَرْوِي حَدِيثًا لَمْ يَسْمَعْ بِهِ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَلَا عَهْدِ عُمَرَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَلَّا أَكُونَ مِنْ أَوْعَى أَصْحَابِهِ [ص: 337] عَنْهُ، أَلَا إِنِّي سَمِعْتُهُ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقَلْ فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتَنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانُهُ» فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُرْسِلُنِي إِلَى قَوْمٍ يَسْأَلُونَنِي وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ، وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، فَإِذَا قَعَدَ الْخَصْمَانِ بَيْنَ يَدَيْكَ فَلَا تَقْضِ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ» ، فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا أَوْ مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَبَشِيٍّ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَحَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ شُيُوخٍ ذَوِي أَسْنَانٍ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أُصِيبَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ نُصَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: «وَاللَّهِ، مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَعَلَى مَنْ نَزَلَتْ، إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبًا عَقُولًا، وَلِسَانًا طَلْقًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ أَبِي دُبَيٍّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «سَلُونِي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ آيَةٍ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُ بِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ، فِي سَهْلٍ أَمْ فِي جَبَلٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عَلِيًّا، أَبْطَأَ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَلَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: «أَكَرِهْتَ إِمَارَتِي؟» ، فَقَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي آلَيْتُ بِيَمِينٍ أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَائِي إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ» قَالَ: فَزَعَمُوا أَنَّهُ كَتَبَهُ عَلَى تَنْزِيلِهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَلَوْ أُصِيبَ ذَلِكَ الْكِتَابُ كَانَ فِيهِ عِلْمٌ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَسَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ ذَلِكَ الْكِتَابِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قِيلَ لِعَلِيٍّ: مَا لَكَ أَكْثَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا؟، فَقَالَ: «إِنِّي كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ أَنْبَأَنِي، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِذَا حَدَّثَنَا ثِقَةٌ عَنْ عَلِيٍّ بِفُتْيَا لَا نَعْدُوهَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: «أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «عَلِيُّ أَقْضَانَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَيْسٍ مَوْلَى ابْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَصْحَابِهِ يَوْمًا فَقَالَ: أَفْتُونِي فِي شَيْءٍ صَنَعْتُهُ الْيَوْمَ فَقَالُوا: مَا هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ لِي فَأَعْجَبَتْنِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ: فَعَظَّمَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ فَقَالَ: " جِئْتَ حَلَالًا وَيَوْمًا مَكَانَ يَوْمٍ فَقَالَ: أَنْتَ خَيْرُهُمْ فَتْوَى " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ فِيهَا أَبُو حَسَنٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَطَبَنَا عُمَرُ فَقَالَ: " عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَتْرُكَ أَشْيَاءَ مِمَّا يَقُولُ أُبَيُّ، إِنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَدَعُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ نَزَلَ بَعْدَ أُبَيٍّ كِتَابٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «أَقْضَانَا عَلِيُّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيُّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ [ص: 340] عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَرْغَبُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ لَحْنِ أُبَيٍّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «عَلِيُّ أَقْضَانَا، وَأُبَيُّ أَقْرَؤُنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ، يَقُولُ: «عَلِيُّ أَقْضَانَا لِلْقَضَاءِ، وَأُبَيُّ أَقْرَؤُنَا لِلْقُرْآنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ «مِمَّنْ يُفْتِي فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ بِمَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ مُؤَمَّلٌ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَقَالَ قَبِيصَةُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَا جَمِيعًا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَبَّةَ الْبَدْرِيَّ، وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ [ص: 341] بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأُبَيَّ بْنِ كَعْبٍ: «أُمِرْتُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: قُلْتُ وَقَدْ ذُكِرْتُ هُنَاكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَمَّانِي اللَّهُ لَكَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَبِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» . قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ: لَمْ يَكُنْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، جَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَكَ حَتَّى تَأْخُذَهَا وَتَسْتَظْهِرَهَا» ، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمَّانِي اللَّهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو فَرْوَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «أُبَيُّ أَقْرَؤُنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوْلَى؟ قَالَ: قُلْنَا: قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ مَرَّةً، إِلَّا الْعَامَ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَحَضَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَشَهِدَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَا نَزَلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ أَوِ الْمَطَايَا لَأَتَيْتُهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ» ؛ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ» - وَقَالَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ - «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] ، - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ - فَقَالَ لِي: «حَسْبُكَ» وَقَالَا جَمِيعًا: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا نَزَلَ فَلْيَقْرَأْهُ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ [ص: 343] مَسْرُوقٍ، قَالَ: «لَقَدْ جَالَسْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُهُمْ كَالْإِخَاذِ، فَالْإِخَاذُ يُرْوِي الرَّجُلَ، وَالْإِخَاذُ يُرْوِي الرَّجُلَيْنِ، وَالْإِخَاذُ يُرْوِي الْعَشَرَةَ، وَالْإِخَاذُ يُرْوِي الْمِائَةَ، وَالْإِخَاذُ لَوْ نَزَلَ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ لَأَصْدَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مِنْ ذَلِكَ الْإِخَاذِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي دَارِ أَبِي مُوسَى يَعْرِضُونَ مُصْحَفًا قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَخَرَجَ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: «هَذَا أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم» ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: «إِنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَقَدْ كَانَ يُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: «لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: " هَلْ سَأَلْتَ عَنْهَا أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ أَبَا مُوسَى، وَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ، فَخَالَفَهُ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: «لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ وَهَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «أَخَذْتُ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: " خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ أُمِرَ فِي [ص: 344] الْمَصَاحِفِ بِمَا أُمِرَ، قَالَ: فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَقَالَ: إِنَّهُ مَنْ يَغُلَّ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَغَلَّوُا الْمَصَاحِفَ، فَلَأَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ أُحِبُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ لَأَتَيْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ شَقِيقٌ: فَقَعَدْتُ فِي الْحِلَقِ وَفِيهِمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَغَيْرُهُمْ فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا رَدَّ عَلَيْهِ مَا قَالَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: " أَقْبَلُ عَبْدُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَعُمَرُ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآهُ مُقْبِلًا قَالَ: " كَنِيفٌ مُلِئَ فِقْهًا وَرُبَّمَا قَالَ الْأَعْمَشُ: عِلْمًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ،: أَنَّ عُمَرَ، ذَكَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «كَنِيفٌ مُلِئَ عِلْمًا، آثَرْتُ بِهِ أَهْلَ الْقَادِسِيَّةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَوْ عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمِعَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: «لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ [ص: 345] ،: أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَامَ لَيْلَةً يُصَلِّي فَسَمِعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْتِ، فَقُمْنَ يَسْمَعْنَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ: إِنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَسْتَمِعْنَ فَقَالَ: «لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُكُنَّ تَحْبِيرًا، وَلَشَوَّقْتُكُنَّ تَشْوِيقًا» . وَقَدْ قَالَ حَمَّادُ: «لَحَبَّرْتُكُمْ وَشَوَّقْتُكُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لِي عُمَرُ: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَشْعَرِيَّ؟ فَقُلْتُ لَهُ: " تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَيِّسٌ، وَلَا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَعْرَابَ؟ قُلْتُ: الْأَشْعَرِيِّينَ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، قُلْتُ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ سَمِعُوا هَذَا لَشَقَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَلَا تُبْلِغْهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَعْرَابٌ، إِلَّا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلًا جِهَادًا "، قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ لِمَازَةَ بْنِ زَبَّارٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: «مَا كَانَ يُشَبَّهُ كَلَامُ أَبِي مُوسَى إِلَّا بِالْجَزَّارِ الَّذِي لَا يُخْطِئُ الْمَفْصِلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ كَمَا يَتَبَيَّنُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو مُوسَى " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 مَشَايِخُ شَتَّى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: " أَتَيْنَا عَلِيًّا فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: عَلِمَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى، وَكَفَى بِذَلِكَ عِلْمًا، قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: صُبِغَ فِي الْعِلْمِ صِبْغَةً ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَقَالَ: مُؤْمِنٌ نَسِيَ، وَإِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمِّدٍ بِالْمُنَافِقِينَ قَالَ: قُلْنَا حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: وَعَى عِلْمًا ثُمَّ عَجَزَ فِيهِ، قَالَ: قُلْنَا: أَخْبِرْنَا عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: أَدْرَكَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ، وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، بَحْرٌ لَا يُنْزَحُ قَعْرُهُ، مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ: قُلْنَا: فَأَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِيَّاهَا أَرَدْتُمْ كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِئْتُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ: «سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «ثَكِلَتْ سَلْمَانَ أُمُّهُ، لَقَدْ أُشْبِعَ مِنَ الْعِلْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَأْتِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُعَاذٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَتْوَةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَمَامَ الْعُلَمَاءِ رَتْوَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ 63 مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي: «بِمَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؛ قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ؛ قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ؟» قَالَ [ص: 348] : قُلْتُ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «خَلَّفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِمَكَّةَ حِينَ وُجِّهَ إِلَى حُنَيْنٍ يُفَقِّهُ أَهْلَ مَكَّةَ وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ حِينَ خَرَجَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الشَّامِ: لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوجُهُ بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا فِي الْفِقْهِ وَمَا كَانَ يُفْتِيهِمْ بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَأَبَى عَلَيَّ وَقَالَ: رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهًا يُرِيدُ الشَّهَادَةَ فَلَا أَحْبِسُهُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ وَفِي بَيْتِهِ عَظِيمُ الْغِنَى عَنْ مِصْرِهِ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا حَضَرُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَذْفَةً بِحَجَرٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ نُسِّيتَهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ، وَالْأُمَّةُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ [ص: 349] الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقُلْتُ: غَلَطَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] ، فَأَعَادَهَا عَلَيَّ، فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ تَعَمَّدَ الْأَمْرَ تَعَمُّدًا، فَسَكَتُّ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا الْأُمَّةُ وَمَا الْقَانِتُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ فَقَالَ: الْأُمَّةُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَكَذَلِكَ كَانَ مُعَاذٌ، كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَكَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، وَمُجَالِدٍ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَا: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا قَالَ لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: نَسِيَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِبْرَاهِيمَ تَعْنِي؟ قَالَ: وَهَلْ سَمِعْتَنِي ذَكَرْتُ إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُ مُعَاذًا بِإِبْرَاهِيمَ، أَوْ كَانَ يُشَبَّهُ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا الْأُمَّةُ؟ فَقَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالْقَانِتُ الَّذِي يُطِيعُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ: " إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} [النحل: 120] ، وَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْهَمَ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْأُمَّةُ؟ قَالُوا: مَا الْأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْقَانِتُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: الْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَقُولُ: " حَدِّثُونَا عَنِ الْعَاقِلَيْنَ، فَيُقَالُ: مَنِ الْعَاقِلَانِ؟ فَيَقُولُ: مُعَاذٌ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: «خُذِ الْعِلْمَ أَنَّى أَتَاكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 بَابُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، «كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمَرٌ يُرِيدُ فِيهِ مُشَاوَرَةَ أَهْلِ الرَّأْيِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَدَعَا رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ دَعَا عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ يُفْتِي فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّمَا تَصِيرُ فَتْوَى النَّاسِ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ فَكَانَ يَدْعُو هَؤُلَاءِ النَّفْرَ، وَكَانَتِ الْفَتْوَى تَصِيرُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِلَى عُثْمَانَ وَأُبَيٍّ وَزَيْدٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ الَّذِينَ يُفْتُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيُّ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ [ص: 351] الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ «يَسْتَشِيرُ فِي خِلَافَتِهِ إِذَا حَزَبَهُ الْأَمْرُ أَهْلَ الشُّورَى، وَمِنَ الْأَنْصَارِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: " كَانَ عِلْمُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْتَهِي إِلَى سِتَّةٍ: إِلَى عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: شَامَمْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: إِلَى عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَمُعَاذٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَشَامَمْتُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " كَانَ عُلَمَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلّى الله عليه وسلم سِتَّةٌ: عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَإِذَا قَالَ عُمَرُ قَوْلًا وَقَالَ هَذَانِ قَوْلًا كَانَ قَوْلُهُمَا لِقَوْلِهِ تَبَعًا، وَعَلِيُّ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَإِذَا قَالَ عَلِيٌّ قَوْلًا وَقَالَ هَذَانِ قَوْلًا كَانَ قَوْلُهُمَا لِقَوْلِهِ تَبَعًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابَ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرُ وَعَلِيُّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدٌ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " قُضَاةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَرْبَعَةٌ: عُمَرُ وَعَلِيُّ وَزَيْدٌ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَدُهَاةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَرْبَعَةٌ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ [ص: 352] شُعْبَةَ وَزِيَادٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلُوا الْعَصَبَةَ، وَالْعَصَبَةُ قَرِيبٌ مِنْ قُبَاءَ، قَبْلَ مَقْدِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّهُمْ لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ قُرْآنًا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيِّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذٍ: " أَنَّ مُعَاذًا أَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ " أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ مُعَاذٍ، مِثْلَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَحَدَّثَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَعَدَ يَزِيدُ عِنْدَ رَأْسِهِ [ص: 353] يَبْكِي، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مُعَاذٌ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي لِدُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْكَ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِمَا فَاتَنِي مِنَ الْعِلْمِ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: " إِنَّ الْعِلْمَ كَمَا هُوَ لَمْ يَذْهَبْ، فَاطْلُبِ الْعِلْمَ بَعْدِي عِنْدَ أَرْبَعَةٍ، عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هُوَ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ» ، وَعِنْدَ عُمَرَ، وَلَكِنَّ عُمَرَ يُشْغَلُ عَنْكَ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ "؛ قَالَ: وَقُبِضَ مُعَاذٌ وَلَحِقَ يَزِيدُ بِالْكُوفَةِ فَأَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] قَالَ: «اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] قَالَ: «اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَنْ يَعْلَمُهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 197] قَالَ: «كَانُوا خَمْسَةً، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، وَابْنُ يَامِينَ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَسَدٌ، وَأُسَيْدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 أَبُو ذَرٍّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَرَجُلٌ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَا: سُئِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: «وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ، وَكَانَ شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ فَيُعْطَى وَيُمْنَعُ، أَمَا إِنْ قَدْ مُلِيءَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ» فَلَمْ يَدْرُوا مَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ، أَعْجَزَ عَنْ كَشْفِهِ، أَمْ عَنْ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ، أَمْ عَنْ طَلَبِ مَا طَلَبَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ، حَدَّثَنِي مَرْثَدٌ أَوِ ابْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " جَلَسْتُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَمْ يَنْهَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «وَاللَّهِ، لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأَنْفَذْتُهَا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا يَقْلِبُ طَائِرٌ جَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلَّا ذَكَرَ لَنَا مِنْهُ عِلْمًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 ذِكْرُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتَّةُ نَفَرٍ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَسَعْدٌ وَأَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: وَكَانَ مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ إِلَّا سُورَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ أَخَذَ بِضْعًا وَتِسْعِينَ سُورَةً وَتَعَلَّمَ بَقِيَّةَ الْقُرْآنِ مِنْ مُجَمِّعٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، جَمِيعًا عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِتَّةُ رَهْطٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَبُو زَيْدٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَدْ كَانَ بَقِيَ عَلَى الْمُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ سُورَةٌ أَوْ سُورَتَانِ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: «جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ "، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: مِنْ عُمُومَةِ أَنَسٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ [ص: 356] كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْخَامِسُ يُخْتَلَفُ فِيهِ، وَالنَّفَرُ الَّذِينَ جَمَعُوهُ مِنَ الْأَنْصَارِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَالَّذِي يُخْتَلَفُ فِيهِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: " مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو زَيْدٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أَخَذَ الْقُرْآنَ أَرْبَعَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو أَيُّوبَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ. قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي رَجُلَيْنِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُثْمَانُ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُثْمَانُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ مَرْسَا مَوْلًى لِقُرَيْشٍ قَالَ: «عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ [ص: 357] : " جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو أَيُّوبَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَدْ كَثُرُوا وَرَبَلُوا وَمَلَئُوا الْمَدَائِنَ، وَاحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ، فَأَعِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِرِجَالٍ يُعَلِّمُونَهُمْ، فَدَعَا عُمَرُ أُولَئِكَ الْخَمْسَةَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَدِ اسْتَعَانُونِي بِمَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ، فَأَعِينُونِي رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، إِنْ أَجَبْتُمْ فَاسْتَهِمُوا، وَإِنِ انْتُدِبَ ثَلَاثَةٌ مِنْكُمْ فَلْيَخْرُجُوا، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَتَسَاهَمَ، هَذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ لِأَبِي أَيُّوبَ وَأَمَّا هَذَا فَسَقِيمٌ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَخَرَجَ مُعَاذٌ وَعُبَادَةُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: ابْدَؤُوا بِحِمْصَ فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ النَّاسَ عَلَى وُجُوهٍ مُخْتَلِفَةٍ، مِنْهُمْ مَنْ يُلَقَّنُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَوَجِّهُوا إِلَيْهِ طَائِفَةً مِنَ النَّاسِ فَإِذَا رَضِيتُمْ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ بِهَا وَاحِدٌ وَلْيَخْرُجْ وَاحِدٌ إِلَى دِمَشْقَ وَالْآخَرُ إِلَى فِلَسْطِينَ. وَقَدِمُوا حِمْصَ فَكَانُوا بِهَا حَتَّى إِذَا رَضُوا مِنَ النَّاسِ أَقَامَ بِهَا عُبَادَةُ وَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى دِمَشْقَ وَمُعَاذٌ إِلَى فِلَسْطِينَ، وَأَمَّا مُعَاذً فَمَاتَ عَامَ طَاعُونِ عَمْوَاسَ، وَأَمَّا عُبَادَةَ فَصَارَ بَعْدُ إِلَى فِلِسْطِينَ فَمَاتَ بِهَا، وَأَمَّا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَلَمْ يَزَلْ بِدِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَأَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: «لَا يَكُونُ عَالِمًا حَتَّى يَكُونَ مُتَعَلِّمًا، وَلَا يَكُونُ عَالِمًا حَتَّى يَكُونَ بِالْعِلْمِ عَامِلًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّكَ لَنْ تَفْقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا شُجَاعُ بْنُ أَبِي شُجَاعٍ [ص: 358] ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ فَأَحِبُّوا أَهْلَهُ، فَإِنْ لَمْ تُحِبُّوهُمْ فَلَا تُبْغِضُوهُمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " مَنْ يَزْدَدْ عِلْمًا يَزْدَدْ وَجَعًا قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: وَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ أَنْ يُقَالَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلِمْتَ؟ فَأَقُولَ: نَعَمْ، فَيُقَالُ: فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ "، أُخْبِرْتُ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ. وَأُخْبِرْتُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «أَلَا إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ، أَلَا إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ، أَلَا إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ لَعِلْمٌ كَالثِّمَارِ وَإِنْ كُنَّا فِيهِ لَمُفَرِّطِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ يَأْتِينِي كُتُبٌ مِنْ أُنَاسٍ لَا أُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَهَا أَحَدٌ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعَلَّمَ كِتَابَ الْعِبْرَانِيَّةِ، أَوْ قَالَ السُّرْيَانِيَّةِ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قَالَ لِي: «تَعَلَّمْ كِتَابَ الْيَهُودِ فَإِنِّي وَاللَّهِ [ص: 359] مَا آمَنُ الْيَهُودَ عَلَى كِتَابِي» قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهُ فِي أَقَلِّ مِنْ نِصْفِ شَهْرٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُمِلُّ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ، فَقَالَ: «ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ، فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمِلِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «مَا كَانَ عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَحَدًا فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْفَرَائِضِ وَالْقِرَاءَةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَسْتَخْلِفُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي كُلِّ سَفَرٍ، أَوْ قَالَ سَفَرٍ يُسَافِرُهُ، وَكَانَ يُفَرِّقُ النَّاسَ فِي الْبُلْدَانِ وَيُوَجِّهُهُ فِي الْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ، وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ الرِّجَالَ الْمُسَمَّوْنَ، فَيُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَيَقُولُ [ص: 360] : «لَمْ يَسْقُطْ عَلَيَّ مَكَانُ زَيْدٍ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ يَحْتَاجُونَ إِلَى زَيْدٍ فِيمَا يَجِدُونَ عِنْدَهُ فِيمَا يَحْدُثُ لَهُمْ مَا لَا يَجِدُونَ عِنْدَ غَيْرِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خَلْدَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ، قَالَ: «كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مُتَرَئِّسًا بِالْمَدِينَةِ فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْقِرَاءَةِ وَالْفَرَائِضِ فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ فِي مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ خَمْسَ سِنِينَ حَتَّى وَلِيَ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ فَكَانَ كَذَلِكَ أَيْضًا حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا رَزِينٌ، بَيَّاعُ الرُّمَّانِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالرِّكَابِ وَقَالَ: «هَكَذَا يُفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: أَنَّهُ أَخَذَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالرِّكَابِ فَقَالَ: «تَنَحَّ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» فَقَالَ: «هَكَذَا نَفْعَلُ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنُ حَازِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، قَالَ: " جُلُّ مَا أَخَذَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنَ الْقَضَاءِ وَمَا كَانَ يُفْتِي بِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ قَلَّ قَضَاءٌ أَوْ فَتْوَى جَلِيلَةٌ تَرِدُ عَلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ تُحْكَى لَهُ عَنْ بَعْضِ مَنْ هُوَ غَائِبٌ عَنِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ [ص: 361] صلّى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ إِلَّا قَالَ: فَأَيْنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ هَذَا؟ إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنْ قَضَاءٍ وَأَبْصَرُهُمْ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِمَّا لَمْ يُسْمَعْ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لَا أَعْلَمُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَوْلًا لَا يُعْمَلُ بِهِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَوْ يَعْمَلُ بِهِ أَهْلُ مِصْرٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِيَنَا عَنْ غَيْرِهِ أَحَادِيثُ وَعِلْمٌ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يَعْمَلُ بِهَا وَلَا مَنْ هُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقُلْتُ: " مَاتَ عَالِمُ النَّاسِ الْيَوْمَ ‍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ الْيَوْمَ، فَقَدْ كَانَ عَالِمُ النَّاسِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَحَبْرُهَا، فَرَّقَهُمْ عُمَرُ فِي الْبُلْدَانِ وَنَهَاهُمْ أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ وَجَلَسَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِالْمَدِينَةِ يُفْتِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الطُّرَّاءِ يَعْنِي، الْقُدَّامِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَخَلَّادِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: " أَنَّ مَرْوَانَ أَجْلِسَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَجُلًا وَرَاءَ السِّتْرِ ثُمَّ دَعَاهُ فَجَلَسَ يَسْأَلُهُ وَيَكْتُبُونَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ زَيْدٌ فَقَالَ: «يَا مَرْوَانُ عُذْرًا إِنَّمَا أَقُولُ بِرَأْيِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: «هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ» وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى قَبْرِهِ، «يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي يَعْلَمُ الشَّيْءَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ، فَيَذْهَبُ مَا كَانَ مَعَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَدُفِنَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: لَمَّا [ص: 362] مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَعَدْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، فَقَالَ: «هَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ حِينَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: «الْيَوْمَ مَاتَ حَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهُ خَلَفًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَبُو هُرَيْرَةَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْذَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِي: «ابْسُطْ ثَوْبَكَ» ، فَبَسَطْتُهُ ثُمَّ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّهَارَ ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا مِمَّا حَدَّثَنِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ فَقَالَ: «ابْسُطْ رِدَاءَكَ» فَبَسَطْتُهُ فَغَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: «ضُمَّهُ» فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدَهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ الْحَدِيثِ [ص: 363] ، وَوَاللَّهِ لَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَقْرَأُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] ، حَتَّى يَبْلُغَ: {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 160] ثُمَّ يَقُولُ: عَلَى أَثَرِهِمَا: «إِنَّ إِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَإِنَّ إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى شِبَعِ بَطْنِهِ فَيَسْمَعُ مَا لَا يَسْمَعُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْحَدِيثِ: «مَنْ شَهِدَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ» ؛ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: أَخْبِرِيهِ كَيْفَ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ، فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم غَرْسُ الْوَدِيِّ، وَلَا الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «أَنْتَ أَعْلَمُنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَحْفَظُنَا لِحَدِيثِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ النَّاسَ قَدْ قَالُوا: قَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ الْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَقِيتُ رَجُلًا فَقُلْتُ: أَيَّةَ سُورَةٍ قَرَأَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ فِي الْعَتَمَةِ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَقُلْتُ: أَلَمْ تَشْهَدْهَا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قُلْتُ وَلَكِنِّي أَدْرِي، قَرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ص: 364] ،: أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ،» إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيَّانِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ: عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: " إِنَّكَ لَتُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ؛ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَا أُمَّهْ طَلَبْتُهَا وَشَغَلَكِ عَنْهَا الْمِرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ، وَمَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْهَا شَيْءٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَقُولُونَ أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ، يَعْنِي الْمَزَابِلَ، ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيَّانِ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بِالْخَرْقِ وَقَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ؛ قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ، لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ وَيُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: «إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَا يَكْتُمُ، وَلَا يَكْتُبُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 ابْنُ عَبَّاسٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُؤْتِيَنِي اللَّهُ الْحِكْمَةَ، مَرَّتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي وَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «اللَّهُمَّ أَعْطِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحِكْمَةَ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَوَضَعَتُ لَهُ وَضُوءًا مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، قَالَ: فَذَكَرَ أَنَّهُ سَأَلَهُمْ وَسَأَلَهُ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَرَوْنَ؟» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ [ص: 366] أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانَا يَدْعُوَانِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَيُشِيرُ مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ مَاتَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَالنَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " لَوْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَدْرَكَ أَسْنَانَنًا مَا عَشَّرَهُ مِنَّا رَجُلٌ، وَزَادَ النَّضْرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [الكهف: 22] قَالَ: «أَنَا مِنْ أُولَئِكَ الْقَلِيلِ، وَهُمْ سَبْعَةٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْأَمْرِ، فَإِنْ كَانَ فِي الْقُرْآنِ أَخْبَرَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخْبَرَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَلَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَخْبَرَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ اجْتَهَدَ رَأْيَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ الْأَعْمَشُ: حُدِّثْنَا، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرُ مِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ» ، وَأُخْبِرْتُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقَالُ لَهُ الْبَحْرُ؛ قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: قَالَ الْبَحْرُ، وَفَعَلَ الْبَحْرُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَأَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ [ص: 367] أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُسٍ لَزِمْتَ هَذَا الْغُلَامَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، وَتَرَكْتَ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ صَارُوا إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ: " أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يُسْأَلُ عَنِ الْقُرْآنِ كَثِيرًا فَيَقُولُ: هُوَ كَذَا وَكَذَا، أَمَا سَمِعْتُمُ الشَّاعِرَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمَهُمَا بِالْقُرْآنِ، وَكَانَ عَلِيٌّ أَعْلَمَهُمَا بِالْمُبْهَمَاتِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ أَوْ ثَبْتٌ عَنْهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: «كَانَ نَاسٌ يَأْتُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ لِلشِّعْرِ، وَنَاسٌ لِلْأَنْسَابِ، وَنَاسٌ لِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ صِنْفٍ إِلَّا يُقْبِلُ عَلَيْهِ بِمَا شَاءَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ عُرِّفَ بِالْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَكَانَ مِثَجَّةً كَثِيرَ الْعِلْمِ، قَالَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَفَسَّرَهَا آيَةً آيَةً " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، قَالَ فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْحَدِيثِ فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ [ص: 368] عَنِ الرَّجُلِ فَآتِي بَابَهُ وَهُوَ قَائِلٌ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تَسْفِي الرِّيحُ عَلَيَّ التُّرَابَ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ لِي: " يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي لَيَسْأَلُونِي فَيَقُولُ: «هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «وَجَدْتُ عَامَّةَ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ الْأَنْصَارِ، فَإِنْ كُنْتُ لَآتِي الرَّجُلَ فَأَجِدُهُ نَائِمًا لَوْ شِئْتُ أَنْ يُوقَظَ لِي لَأُوقِظَ، فَأَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ تَسْفِي عَلَى وَجْهِي الرِّيحُ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ مَتَى مَا اسْتَيْقَظَ، وَأَسْأَلُهُ عَمَّا أُرِيدُ ثُمَّ أَنْصَرِفُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي كُلْثُومٍ، قَالَ: لَمَّا دُفِنَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: «الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فَاتَ النَّاسَ بِخِصَالٍ: بِعِلْمِ مَا سَبَقَهُ، وَفِقْهٍ فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ، وَحِلْمٍ وَسَيْبٍ وَنَائِلٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْلَمَ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ مِنْهُ، وَلَا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِشِعْرٍ وَلَا عَرَبِيَّةٍ وَلَا بِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَلَا بِحِسَابٍ وَلَا بِفَرِيضَةٍ مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِمَا مَضَى وَلَا أَثْقَفَ رَأَيَا فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ كَانَ يَجْلِسُ يَوْمًا مَا يَذْكُرُ فِيهِ إِلَّا الْفِقْهَ، وَيَوْمًا التَّأْوِيلَ، وَيَوْمًا لِلِمَغَازِي، وَيَوْمًا الشِّعْرَ، وَيَوْمًا أَيَّامَ الْعَرَبِ، وَمَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ جَلَسَ إِلَيْهِ إِلَّا خَضَعَ لَهُ، وَمَا رَأَيْتُ سَائِلًا قَطُّ سَأَلَهُ إِلَّا وَجَدَ عِنْدَهُ عِلْمًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي دَاودُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ [ص: 369] ، يَقُولُ: «ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ النَّاسِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْضَرَ فَهْمًا، وَلَا أَلَبَّ لُبًّا، وَلَا أَكْثَرَ عِلْمًا، وَلَا أَوْسَعَ حِلْمًا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَدْعُوهُ لِلْمُعْضِلَاتِ ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَكَ قَدْ جَاءَتْكَ مُعْضِلَةٌ، ثُمَّ لَا نُجَاوِزُ قَوْلَهُ، وَإِنَّ حَوْلَهُ لَأَهْلَ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبْهَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَرَى النَّاسَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مُنْقَصِفِينَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: «هُوَ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ،: أَنَّهَا نَظَرَتْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَعَهُ الْحَلَقُ لَيَالِيَ الْحَجِّ وَهُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْمَنَاسِكِ فَقَالَتْ: «هُوَ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَنَاسِكِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمًا فَسَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ، كَتَبَ إِلَيْهِ بِهَا يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ مِنَ الْيَمَنِ وَأَجَبْتُهُ فِيهَا، فَقَالَ عُمَرُ: «أَشْهَدُ أَنَّكَ تَنْطِقُ عَنْ بَيْتِ نُبُوَّةٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «أَعْلَمُنَا ابْنُ عَبَّاسٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ [ص: 370] : «مَوْلَاكَ وَاللَّهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَعَاشَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي وَعْلَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: «مَوْلَاكَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، هُوَ أَعْلَمُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ بَسَقَ عَلَى النَّاسِ فِي الْعِلْمِ كَمَا تَبْسُقُ النَّخْلُ السَّحُوقُ عَلَى الْوَدِيِّ الصِّغَارِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «إِنْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيُحَدِّثُنِي الْحَدِيثَ، فَلَوْ يَأْذَنُ لِي أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَهُ لَفَعَلْتُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْمًا وَلَقْنًا وَعِلْمًا، مَا كُنْتُ أَرَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ، وَكَانَ عِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَامَ فَقَالَ: «هَذَا يَكُونُ حَبْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أُوتِيَ عَقْلًا وَفَهْمًا، وَقَدْ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَعُودُهُ وَهُوَ يُحَمُّ فَقَالَ عُمَرُ: " أَخَلَّ بِنَا مَرَضُكَ، فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «مَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ قَطُّ حَدِيثًا فَاسْتَفْهَمْتُهُ، فَلَقَدْ كُنْتُ آتِي بَابَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَقِيلُ عَلَى بَابِهِ، وَلَوْ عَلِمَ بِمَكَانِي لَأَحَبَّ أَنْ يُوقَظَ لِي؛ لِمَكَانِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى قَالَتْ: «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَعَهُ أَلْوَاحٌ يَكْتُبُ عَلَيْهَا عَنْ أَبِي رَافِعٍ شَيْئًا مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " كُنْتُ أَلْزَمُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ فَأَسْأَلَهُمْ عَنْ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي ذَلِكَ، وَكُنْتَ لَا آتِي أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا سُرَّ بِإِتْيَانِي؛ لِقُرْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَسْأَلُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَوْمًا، وَكَانَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ عَمَّا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: نَزَلَ بِهَا سَبْعٌ وَعِشْرُونَ سُورَةً وَسَائِرُهَا بِمَكَّةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: «ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُنَا بِمَا مَضَى، وَأَفْقَهُنَا فِيمَا نَزَلَ مِمَّا لَمْ يَأْتِ فِيهِ شَيْءٌ» . قَالَ عِكْرِمَةُ: فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدَهُ لَعِلْمًا، وَلَقَدْ كَانَ يَسْأَلُ رَسُولَ [ص: 372] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ خَالَفَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَفَارَقَهُ حَتَّى يُقَرِّرَهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَصَفَقَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى: «مَاتَ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَحْلَمُ النَّاسِ، وَلَقَدْ أُصِيبَتْ بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ مُصِيبَةً لَا تُرْتَقُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: «مَاتَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فِي الْعِلْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ بُحَيْنَةَ مَعَ أَشْبَاهٍ لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُفْتُونَ بِالْمَدِينَةِ وَيُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ لَدُنْ تُوُفِّيَ عُثْمَانُ إِلَى أَنْ تُوُفُّوا، وَالَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمُ الْفَتْوَى مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا أَحْذَرَ أَنْ لَا يَزِيدَ فِيهِ وَلَا يُنْقِصَ مِنْهُ وَلَا وَلَا. . مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَحْدَاثِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 وَأُخْبِرْتُ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ جَيِّدَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُنْ جَيِّدَ الْفِقْهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابَةِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، قَالَ: فَأَذِنَ لِي فَكَتَبْتُهُ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ،: عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ صَحِيفَةً فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالَ: «هَذِهِ الصَّادِقَةُ فِيهَا مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أَحَدٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 بَابٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «كَانَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ يُعَدُّ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ، يُخْبِرُ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: «لَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالشَّامِ أَحَدٌ كَانَ أَوْثَقَ وَلَا أَفْقَهَ وَلَا أَرْضَى مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ابْتِدَاءً: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَكَمِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا قَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ كَانَ حَدِيثُهُمُ الْفِقْهَ، إِلَّا أَنْ يَأْمُرُوا رَجُلًا فَيَقْرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةً، أَوْ يَقْرَأَ رَجُلٌ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَحْدَاثِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفْقَهَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خَلْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ، قَالَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ، يَسْأَلُهَا الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَشُكُّونَ فِي شَيْءٍ إِلَّا سَأَلُوا عَنْهُ عَائِشَةَ، فَيَجِدُونَ عِنْدَهَا مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ قَالَ: «إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مَشْيَخَةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ إِنِ احْتِيجَ إِلَى رَأْيِهِ، وَلَا أَعْلَمَ بِآيَةٍ فِيمَا نَزَلَتْ، وَلَا فَرِيضَةٍ مِنْ عَائِشَةَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: «كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَحْفَظْنَ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا وَلَا مِثْلًا لِعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى أَنْ مَاتَتْ، يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكَانَ الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرُ وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ يُرْسِلَانِ إِلَيْهَا فَيَسْأَلَانِهَا عَنِ السُّنَنِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ عَائِشَةُ قَدِ اسْتَقَلَّتْ بِالْفَتْوَى فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى أَنْ مَاتَتْ يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكُنْتُ مُلَازِمًا لَهَا مَعَ بِرِّهَا بِي، وَكُنْتُ أُجَالِسُ الْبَحْرَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ فَأَكْثَرْتُ، فَكَانَ هُنَاكَ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، وَرَعٌ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 وَعِلْمٌ جَمٌّ وَوُقُوفٌ عَمَّا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ» . قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ: إِنَّمَا قَلَّتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَنَّهُمْ هَلَكُوا قَبْلَ أَنْ يُحْتَاجَ إِلَيْهِمْ، وَإِنَّمَا كَثُرَتْ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِأَنَّهُمَا وَلِيَا فَسُئِلَا وَقَضَيَا بَيْنَ النَّاسِ، وَكُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانُوا أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ وَيُحْفَظُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ وَيُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ، وَسِمِعُوا أَحَادِيثَ فَأَدَّوْهَا فَكَانَ الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَقَلَّ حَدِيثًا عَنْهُ مِنْ غَيْرِهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَنُظَرَائِهِمْ، فَلَمْ يَأْتِ عَنْهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ مِثْلُ مَا جَاءَ عَنِ الْأَحْدَاثِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِثْلُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ، وَنُظَرَائِهِمْ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانَ يُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانُوا يَلْزَمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ غَيْرِهِمْ مِنْ نُظَرَائِهِمْ، وَأَحْدَثُ مِنْهُمْ مِثْلُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ وَمَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ الزُّرَقِيِّ وَرَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمَيِّ وَهِنْدَ وَأَسْمَاءَ ابْنَيْ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيَّيْنِ، وَكَانَا يَخْدُمَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيَلْزَمَانِهِ، فَكَانَ أَكْثَرُ الرِّوَايَةِ وَالْعِلْمِ فِي هَؤُلَاءِ وَنُظَرَائِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَنَّهُمْ بَقَوْا وَطَالَتْ أَعْمَارُهُمْ وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ. وَمَضَى كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ بِعِلْمِهِ لَمْ يُؤْثَرْ عَنْهُ بِشَيْءٍ وَلَمْ يُحْتَجْ إِلَيْهِ لِكَثْرَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكًا وَهِيَ آخِرُ غَزَاةٍ. غَزَاهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَذَلِكَ سِوَى مَنْ قَدْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ فِي بِلَادِهِ وَمَوْضِعِهِ لَمْ يَغْزُ، فَكَانُوا عِنْدَنَا أَكْثَرَ مِمَّنْ غَزَا مَعَهُ تَبُوكًا فَأَحْصَيْنَا مِنْهُمْ مَنْ أَمْكَنَنَا اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَعُلِمَ أَمْرُهُ فِي الْمَغَازِي وَالسَّرَايَا وَمَا ذُكِرَ مِنْ مَوْقِفٍ وَقَفَهُ، وَمَنِ اسْتُشْهِدَ مِنْهُمْ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْدَهُ وَمَنْ وَفْدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ الْحَدِيثَ مِمَّنْ قَدْ عُرِفَ نَسَبُهُ وَإِسْلَامُهُ، وَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ تَقَدَّمَ مَوْتُهُ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَهُ نَسَبٌ وَذِكْرٌ وَمَشْهَدٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَخَّرَ مَوْتُهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُمْ أَكْثَرُ فَمِنْهُمْ مَنْ حُفِظَ عَنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْتَى بِرَأْيِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا وَلَعَلَّهُ أَكْثَرُ لَهُ صُحْبَةً وَمُجَالَسَةً وَسَمَاعًا مِنَ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ، وَلَكِنَّا حَمَلَنَا الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ مِنْهُمْ عَلَى التَّوَقِّي فِي الْحَدِيثِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحْتَجْ إِلَيْهِ لِكَثْرَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَى الِاشْتِغَالِ بِالْعِبَادَةِ وَالْأَسْفَارِ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى مَضَوْا وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَيْءٌ. وَقَدْ أَحَاطَتِ الْمَعْرِفَةُ بِصُحْبَتِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلُقِيِّهِمْ إِيَّاهُ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ كَانَ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، مِنْهُمْ مَنْ أَقَامَ مَعَهُ وَلَزِمَهُ وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ فَرَآهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَقْدِمُ عَلَيْهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ مِنْ مَنْزِلِهِ بِالْحِجَازِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ كَتَبْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 كُلَّ مَنِ انْتَهَى إِلَيْنَا اسْمُهُ فِي الْمَغَازِي مَنْ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْعَرَبِ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ، وَبَيَّنَّا مِنْ ذَلِكَ مَا أَمْكَنَ عَلَى مَا بَلَغَنَا وَرَوَيْنَا وَلَيْسَ كُلَّ الْعِلْمِ وَعَيْنَا. ثُمَّ كَانَ التَّابِعُونَ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ فِيهِمْ فُقَهَاءُ وَعُلَمَاءُ وَعِنْدَهُمْ رِوَايَةُ الْحَدِيثِ وَالْآثَارِ وَالْفِقْهِ وَالْفَتْوَى، ثُمَّ مَضَوْا وَخَلَفَ بَعْدَهُمْ طَبَقَةٌ أُخْرَى ثُمَّ طَبَقَاتٌ بَعْدُ إِلَى زَمَانِنَا هَذَا، وَقَدْ فَصَّلْنَا ذَلِكَ وَبَيَّنَّاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 ذِكْرُ مَنْ كَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، قَالَ: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُفْتِي وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْيَاءٌ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي» ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ مِسْعَرٌ: «وَأَحْسِبُ قَدْ قَالَ وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، يَقُولُ: «كَانَ رَأْسَ مَنْ بِالْمَدِينَةِ فِي دَهْرِهِ وَالْمُقَدَّمَ عَلَيْهِمْ فِي الْفَتْوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَيُقَالُ فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: «مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ عَنِ الْمُسَيِّبِ وَالشَّعْبِيِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ، أَهْلِهَا فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مُقْتَبِسٌ وَلَسْتُ بِمُتَعَنِّتٍ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ وَجَعَلَ يُجِيبُنِي رَجُلٌ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: كَفَّ عَنِّي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَحْفَظَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ لَا يَحْفَظَ. وَقَدْ جَالَسْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ [ص: 380] ، فَلَمَّا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قُمْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعِيدٍ، فَكَانَ مِنَ الْإِمَامِ شَيْءٌ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ شَيْئًا؟، قَالَ: لَا، قُلْتُ: كَمْ مِنْ إِنْسَانٍ جَالَسَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَقَلْبُهُ فِي مَكَانٍ آخَرَ، قَالَ: أَرَأَيْتَكَ مَا أَجَبْتُكَ فِيهِ هَلْ خَالَفَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ؟، قُلْتُ: لَا، إِلَّا فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: " تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ، أَوْ قَالَ: فَتَنَتِ النِّسَاءَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: " سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، قَالَ مَعْنٌ فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: " ذَلِكَ خَيْرُنَا وَسَيِّدُنَا وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: ذَلِكَ سَيِّدُنَا وَعَالِمُنَا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ: «أَنَّهُ شَهِدَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَسْتَفْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ وَسَأَلَهُ سَائِلٌ: " عَمَّنْ أَخَذَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عِلْمَهُ؟ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَجَالَسَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَدَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَعَلِيٍّ، وَصُهَيْبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَجُلُّ رِوَايَتِهِ الْمُسْنَدَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ، وَسَمِعَ مِنَ أَصْحَابِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَكَانَ يُقَالُ لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِكُلِّ مَا قَضَى بِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ مِنْهُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: «كُنَّا نُجَالِسُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وَنُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَمَّا أَبُو هُرَيْرَةَ فَكَانَ سَعِيدٌ أَعْلَمَنَا بِمُسْنَدَاتِهِ لِصِهْرِهِ مِنْهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ [ص: 381] أَبِي عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، يَقُولُ: «سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الْآثَارِ وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مَكْحُولًا: " مَنْ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيتَ؟ قَالَ: ابْنُ الْمُسَيِّبِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: «أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا، فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلْتُهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ، قَالَ: " حَجَجْتُ فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْنَا عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا، فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ فَسَأَلْنَا عَنْ أَفْضَلِ أَهْلِهَا، فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: إِنَّا سَأَلْنَا عَنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقِيلَ لَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: " أَنَا أُخْبِرُكُمُ عَمَّنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّي مِائَةَ ضِعْفٍ: عَمْرُو بْنُ عُمَرَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ،: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «إِنْ كُنْتُ لِأَسِيرُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ، مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ سَعِيدٌ: " لَا أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا، قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِثْلُ ذَلِكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ رَاوِيَةُ عُمَرَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: " لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ اسْتَوَى النَّاسُ [ص: 382] ، مَا كَانَ أَحَدٌ يَأْنَفُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى حَلْقَةِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِيهَا مُجَاهِدًا وَهُوَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ عَالِمٌ إِلَّا يَأْتِينِي بِعِلْمِهِ وَأُوتَى بِمَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَقْضِي بِقَضَاءٍ حَتَّى يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِنْسَانًا يَسْأَلُهُ فَدَعَاهُ فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ فَقَالَ عُمَرُ: «أَخْطَأَ الرَّسُولُ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاهُ يَسْأَلُكَ فِي مَجْلِسِكَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: " أَدْرَكْتُ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةَ بِحُورٍ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيَّ أَتَعَلَّمَ مِنْهُ نَسَبَ قَوْمِي، فَأَتَاهُ رَجُلٌ جَاهِلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْمُطَلَّقَةِ وَاحِدَةً ثِنْتَيْنِ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ وَدَخَلَ بِهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا عَلَى كَمْ تَرْجِعُ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي، اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ، وَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا أَقْدَمُ مِنْ سَعِيدٍ بِدَهْرٍ، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُجَّ عَلَى وَجْهِهِ، فَقُمْتُ فَاتَّبَعْتُ السَّائِلَ حَتَّى سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَلَزِمْتُ سَعِيدًا، فَكَانَ هُوَ الْغَالِبُ عَلَى عِلْمِ الْمَدِينَةِ وَالْمُسْتَفْتَى هُوَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بَحْرٌ مِنَ الْبُحُورِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فَمِثْلُ ذَلِكَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَالْقَاسِمُ وَسَالِمٌ فَصَارَتِ الْفَتْوَى إِلَى هَؤُلَاءِ وَصَارَتْ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ص: 383] وَسُلَيْمَانِ بْنِ يَسَارٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى كَفٍّ مِنَ الْقَاسِمِ عَنِ الْفَتْوَى إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ بُدًّا، وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ أَشْبَاهِهِمْ وَأَسَنَّ مِنْهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ وَمَنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ يُسْأَلُونَ وَلَا يَنْصِبُونَ أَنْفُسَهُمْ هَيْئَةَ مَا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، وَكَانَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عِنْدَ النَّاسِ قَدْرٌ كَبِيرٌ عَظِيمٌ لِخِصَالِ وَرَعٍ يَابِسٍ وَنَزَاهَةٍ وَكَلَامٍ بِحَقٍّ عِنْدَ السُّلْطَانِ وَغَيْرِهِمْ وَمُجَانَبَةِ السُّلْطَانِ وَعِلْمٍ لَا يُشَاكِلُهُ عَلِمُ أَحَدٍ وَرَأْيٍ بَعْدُ صَلِيبٍ وَنِعْمَ الْعَوْنُ الرَّأْي الْجَيِّدُ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ رَجُلٍ فِيهِ عَزَّةٌ لَا تَكَادُ تُرَاجَعُ إِلَّا إِلَى مَحَكٍّ، مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُوَاجِهَهُ بِمَسْأَلَةٍ حَتَّى أَقُولَ: قَالَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا، فَيُجِيبُ حِينَئِذٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 أُخْبِرْتُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: فَقَالَ لِي يَوْمًا: " تُرِيدُ هَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: عَلَيْكَ بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَجَالَسْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: «أَدْرَكْتُ رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَرِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ التَّابِعِينَ يُفْتُونَ بِالْبَلَدِ، فَأَمَّا الْمُهَاجِرُونَ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَالْقَاسِمُ وَسَالِمٌ، وَمِنَ الْأَنْصَارِ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ وَعُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الزُّرَقِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «كَانَ الَّذِينَ يُفْتُونَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الصَّحَابَةِ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَا جَمِيعًا فِي حِجْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبَوَاهُمَا [ص: 384] بَدْرِيَّانِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ السَّبْعَةُ الَّذِي يُسْأَلُونَ بِالْمَدِينَةِ وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بَقِيَّةُ النَّاسِ، وَسَمِعْتُ السَّائِلَ، يَأْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَيَقُولُ: «اذْهَبْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ الْيَوْمَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: «سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَفْهَمُ عِنْدَنَا مِنَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَخُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِهَا بِالطَّلَاقِ؟ فَقَالُوا: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: " خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ مَكَّةَ فَقِيلَ: عَلَيْكَ بِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 عِكْرِمَةُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ وَجَعَلَ يَقُولُ: «هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا الْبَحْرُ فَسَلُوهُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ كَفَّ عَنْهُمْ عِكْرِمَةُ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنَ عَبَّاسٍ هَذَا اتَّقَى اللَّهَ وَكَفَّ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: «كَانَ عِكْرِمَةُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: «إِنِّي لِأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: " جَاءَ عِكْرِمَةُ فَحَدَّثَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، حَاضِرٌ، فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ، وَقَالَ: أَصَابَ الْحَدِيثَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلَيَّ الْكَبْلَ وَيُعَلِّمُنِي الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ أَبُو مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: " مَا لَكُمْ أَفْلَسْتُمْ، يَعْنِي: لَا أَرَاكُمُ تَسْأَلُونِي " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا بَسَّامُ الصَّيْرَفِيُّ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: «مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَنَاسِكِ الْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: «كَانَ عَطَاءٌ يَتَكَلَّمُ فَإِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَكَأَنَّمَا يُؤَيِّدُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " كَانَ عَطَاءٌ إِذَا حَدَّثَ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: عِلْمٌ أَوْ رَأْي، فَإِنْ كَانَ أَثَرًا قَالَ: عِلْمٌ، وَإِنْ كَانَ رَأْيًا قَالَ: رَأْيٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، قَالَ: " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ يُرِيدُ عَطَاءً، فَأَشَارُوا إِلَى سَعِيدٍ فَقَالَ أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا لَنَا هَاهُنَا مَعَ عَطَاءٍ شَيْءٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: عَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ: لِي طَاوُسٌ: «إِذَا حَدَّثْتُكَ حَدِيثًا، قَدْ آتَيْتُهُ لَكَ فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدًا» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: «أَنِ انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ أَوْ حَدِيثِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاكْتُبْهُ، فَإِنِّي قَدْ خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ، وَذَهَابَ أَهْلِهِ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 أُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ مِنْهَا، يَعْنِي عَمْرَةَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَسْأَلُهَا. وَأُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَسْأَلُ عَمْرَةَ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: «كُنْتُ إِذَا حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، ثُمَّ حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ يُصَدَّقُ عِنْدِي حَدِيثُ عُرْوَةَ، فَلَمَّا تَبَحَّرْتُهُمَا إِذَا عُرْوَةُ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: «أَيَّ شَيْءٍ تَعَلَّمُوا فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ صِغَارٌ، وَتُوشِكُونَ أَنْ تَكُونُوا كِبَارًا، وَإِنَّمَا تَعَلَّمْنَا صِغَارًا وَأَصْبَحْنَا كِبَارًا، وَصِرْنَا الْيَوْمَ نُسَاءَلُ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَا أَرَى أَحَدًا جَمَعَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ: " احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ، لِحَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، يَعْنِي الزُّهْرِيَّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: " مَا أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ فَقِيهًا مُحَدِّثًا غَيْرَ وَاحِدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: " زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتِّكِي عَلَيْهِمْ، فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ؟ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " لَمَّا نَشَأْتُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ فَجَعَلْتُ آتِي أَشْيَاخَ آلِ عُمَرَ رَجُلًا رَجُلًا فَأَقُولُ مَا سَمِعْتَ مِنَ سَالِمٍ؟ فَكُلَّمَا أَتَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ شِهَابٍ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَلْزَمُهُ قَالَ: وَابْنُ شِهَابٍ بِالشَّامِ حِينَئِذٍ، قَالَ: فَلَزِمْتُ نَافِعًا فَجَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: " اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ، وَنَحْنُ، نَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقُلْنَا نَكْتُبُ السُّنَنَ قَالَ: وَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: ثُمَّ قَالَ نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ سَنَّةٌ، قَالَ: قُلْتُ إِنَّهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَلَا [ص: 389] نَكْتُبُهُ، قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ، قَالَ: قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّا مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا أَنَا كُنَّا نَأْتِي الْمَجْلِسَ فَيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَمَّا يُرِيدُ وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ، فَرَأَيْنَا أَنْ لَا يُمْنَعَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 وَأُخْبِرْتُ عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 وَأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا، قَالَ: " كُنَّا نَرَى أَنَا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ، فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خَزَائِنِهِ، يَقُولُ: مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ذِكْرُ الطَّبَقَةِ الْأُولَى، تَسْمِيَةُ مَنْ أَحْصَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ وَمَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ وَكُنَاهُمْ وَصِفَاتِهِمْ طَبَقَةً طَبَقَةً. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَعَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، وَعَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ أَيْضًا مِمَّنْ لَقِيَ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحٍ الْمَدِينِيِّ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 إِسْحَاقَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلِيِّ، وَزَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الزَّوَائِدِ السَّعْدِيِّ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ نُوحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الظُّفَرِيُّ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ بِتَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرًا وَالنُّقَبَاءِ وَعَدَدِهِمْ وَتَسْمِيَتِهِمْ , وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ، وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَشِيرٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ , وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ , فَكُلُّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَخْبَرَنِي فِي تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ بِشَيْءٍ , فَجَمَعْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَبَيَّنْتُ مَنْ أَمْكَنَنِي تَسْمِيَتُهُ مِنْهُمْ فِي مَوْضِعِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 الطَّبَقَةُ الْأُولَى عَلَى السَّابِقَةِ فِي الْإِسْلَامِ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَمِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ جَمِيعًا وَمَوَالِيهِمْ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ. شَهِدَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَإِلَى فِهْرٍ اجْتِمَاعُ قُرَيْشِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الطِّيبُ، الْمُبَارَكُ، سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْوَلَدِ الْقَاسِمُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وُلِدَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ صلّى الله عليه وسلم، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ الطِّيبُ، وَهُوَ الطَّاهِرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَرُقَيَّةُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمْ كُلُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، بَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُقَوْقِسُ صَاحِبُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ أَكْبَرُ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقَاسِمُ، ثُمَّ زَيْنَبُ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ، ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ رُقْيَةُ، فَمَاتَ الْقَاسِمُ وَهُوَ أَوَّلُ مَيِّتٍ مِنْ وَلَدِهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ: لَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] ، ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ مَارِيَةُ بِالْمَدِينَةِ إِبْرَاهِيمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا " قَالُوا: وَبَدَأَ وَجَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ صَفَرٍ وَتُوُفِّيَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَة لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ مَقَامُهُ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَكَانَ مَقَامُهُ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ مِنْ حِينَ تَنَبَّأَ إِلَى أَنْ هَاجَرَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبُعِثَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَوُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَتُوُفِّيَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَعَمُّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ هَالَةُ بِنْتُ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ يَعْلَى، وَكَانَ يُكْنَى بِهِ حَمْزَةُ أَبَا يَعْلَى، وَعَامِرٌ دَرَجَ، وَأُمُّهُمَا بِنْتُ الْمُلَّةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ فَائِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ، وَعُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ، وَقَدْ كَانَ يُكْنَى بِهِ أَيْضًا، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ الْأَنْصَارِيَّةُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمَامَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ، أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ، وَأُمَامَةُ الَّتِي اخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَأَرَادَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ تَكُونَ عِنْدَهُ، فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ خَالَتَهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ عِنْدَهُ، وَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ، وَقَالَ: «هَلْ جُزِيتَ سَلَمَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 فَهَلَكَ قَبْلَ أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَيْهِ، وَقَدْ كَانَ لِيَعْلَى بْنِ حَمْزَةَ أَوْلَادٌ: عُمَارَةُ وَالْفَضْلُ وَالزُّبَيْرُ، وَعُقَيْلٌ، وَمُحَمَّدٌ، دَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَدٌ وَلَا عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قَالَ: «نَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَدِيُّ بْنُ الْحَمْرَاءِ وَابْنُ الْأَصْدَاءِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَشَتَمُوهُ وَآذَوْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ مُغْضَبًا فَضَرَبَ رَأْسَ أَبِي جَهْلٍ بِالْقَوْسِ ضَرْبَةً أَوْضَحَتْ فِي رَأْسِهِ، وَأَسْلَمَ حَمْزَةُ، فَعَزَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ، وَذَلِكَ بَعْدَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ أَرْقَمَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: «نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَإِلَيْهِ أَوْصَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ حَضَرَ الْقِتَالُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: «أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، بَعَثَهُ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا حَتَّى بَلَغُوا قَرِيبًا مِنْ سَيْفِ الْبَحْرِ يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ، وَهِيَ مُنْحَدِرَةٌ إِلَى مَكَّةَ، قَدْ جَاءَتْ مِنَ الشَّامِ، وَفِيهَا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ» [ص: 10] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: " وَهُوَ الْخَبَرُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا إِنَّ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ حَمْزَةُ مُعَلَّمًا يَوْمَ بَدْرٍ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَمَلَ حَمْزَةُ لِوَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّايَاتُ يَوْمَئِذٍ " وَقُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، كَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَشَقَّ بَطْنَهُ، وَأَخَذَ كَبِدَهُ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَمَضَغَتْهَا، ثُمَّ لَفَظَتْهَا، ثُمَّ جَاءَتْ فَمَثَّلَتْ بِحَمْزَةَ، وَجَعَلَتْ مِنْ ذَلِكَ مَسْكَتَيْنِ، وَمَعْضَدَيْنِ، وَخَدْمَتَيْنِ، حَتَّى قَدِمَتْ بِذَلِكَ وَبِكَبِدِهِ مَكَّةَ. وَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي بُرْدَةٍ، فَجَعَلُوا إِذَا خَمَّرُوا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ قَدَمَاهُ، وَإِذَا خَمَّرُوا بِهَا رِجْلَيْهِ تَنْكَشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غَطُّوا وَجْهَهُ» وَجَعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ.» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ، قَالُوا: «دُفِنَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَحَمْزَةُ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: " وَنَزَلَ فِي قَبْرِ حَمْزَةَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى حُفْرَتِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَغْسِلُ حَمْزَةَ لِأَنَّهُ كَانَ [ص: 11] جُنُبًا ذَلِكَ الْيَوْمِ» ، وَكَانَ حَمْزَةُ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ الشُّهَدَاءِ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ جَمَعَ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءَ فَكُلَّمَا أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّهِيدِ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً ". وَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبُكَاءَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَسَمِعَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَرَجَعَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَسَاقَهُنَّ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدَعَا لَهُنَّ، وَرَدَّهُنَّ، فَلَمْ تَبْكِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ عَلَى مَيِّتٍ إِلَّا بَدَأَتْ بِالْبُكَاءِ عَلَى حَمْزَةَ ثُمَّ بَكَتْ عَلَى مَيِّتِهَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ عَيْنَهُ الَّتِي بِأُحُدٍ كَتَبُوا إِلَيْهِ: إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْرِيَهَا إِلَّا عَلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: فَكَتَبَ: انْبُشُوهُمْ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُمْ يُحْمَلُونَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ كَأَنَّهُمْ قَوْمٌ نِيَامٌ، وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ طَرَفَ رِجْلِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَانْبَعَثَتْ دَمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " أَلَا تَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ ابْنَةَ حَمْزَةَ فَإِنَّهَا، قَالَ سُفْيَانُ: أَجْمَلُ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَحْسَنُ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ حَمْزَةَ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: " مَا لِي أَرَاكَ تَتُوقُ فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا، قَالَ: «عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: «تِلْكَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُرِيدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ: " أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ قَالَ: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرَاهُ» ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَاقْعُدْ مَكَانَكَ» قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْكَعْبَةِ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَضَعُونَ ثِيَابَهُمْ عَلَيْهَا إِذَا طَافُوا بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: «ارْفَعْ طَرْفَكَ فَانْظُرْ» ، فَنَظَرَ فَإِذَا قَدَمَاهُ مِثْلُ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «يَا عَلِيُّ، نَادِ لِي حَمْزَةَ» ، وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ إِلَى الْمُشْرِكِينَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِسَيْفَيْنِ، وَيَقُولُ أَنَا أَسَدُ اللَّهِ، وَجَعَلَ يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ عَثَرَ عَثْرَةً فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ، وَبَصُرَ بِهِ الْأَسْوَدُ، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: فَزَرَقَهُ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ، وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ فَطَعَنَهُ الْحَبَشِيُّ بِحَرْبَةٍ أَوْ رُمْحٍ فَبَقَرَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ جَاءَتْ فِي الْأَحْزَابِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَتْ قَدْ نَذَرَتْ لَئِنْ قَدَرَتْ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَتَأْكُلَنَّ مِنْ كَبِدِهِ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ حَيْثُ أُصِيبَ حَمْزَةُ وَمَثَّلُوا بِالْقَتْلَى وَجَاءُوا بِحُزَّةٍ مِنْ كَبِدِ حَمْزَةَ، فَأَخَذَتْهَا تَمْضُغُهَا لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَبْتَلِعَهَا فَلَفَظَتْهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ [ص: 13] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ أَنْ تَذُوقَ مِنْ لَحْمِ حَمْزَةَ شَيْئًا أَبَدًا» ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذِهِ شَدَائِدٌ عَلَى هِنْدٍ الْمِسْكِينَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ أُحُدٍ " قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَإٍ مِنِّي، مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ، وَلَا أَحْبَبْتُ وَلَا كَرِهْتُ، وَلَا سَاءَنِي وَلَا سَرَّنِي، قَالَ: وَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدٌ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ هِنْدٌ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَكَلَتْ مِنْهَا شَيْئًا؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَعَزَّكَ اللَّهُ، أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ» ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ جَرِيحٍ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلَّا جَاءَ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمِي، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ كَانَ أَوَجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَإِنَّكَ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ وَصُولًا لِلرَّحِمِ [ص: 14] ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ، وَلَوْلَا حُزْنُ مَنْ بَعْدِكَ عَلَيْكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَتْرُكَكَ حَتَّى يَحْشُرَكَ اللَّهُ مِنْ أَرْوَاحٍ شَتَّى، أَمَا وَاللَّهِ عَلَيَّ ذَلِكَ، لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ» ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفٌ بِخَوَاتِيمِ النَّحْلِ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَكَفَّرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ، وَأَمْسَكَ عَنِ الَّذِي أَرَادَ وَصَبَرَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ تَطْلُبُهُ لَا تَدْرِي مَا صَنَعَ، قَالَ: فَلَقِيَتْ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيْرِ: اذْكُرْ لِأُمِّكَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: لَا، بَلِ اذْكُرْ أَنْتَ لِعَمَّتِكَ، قَالَتْ: مَا فَعَلَ حَمْزَةُ؟ قَالَ: فَأَرَيَاهَا أَنَّهُمَا لَا يَدْرِيَانِ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا» ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا لَهَا، فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: «لَوْلَا جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُونِ السِّبَاعِ» . قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالْقَتْلَى فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَيَضَعُ تِسْعَةً وَحَمْزَةَ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، ثُمَّ يُرْفَعُونَ وَيُتْرَكُ حَمْزَةُ، ثُمَّ يُجَاءُ بِتِسْعَةٍ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِعَمِّهِ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ جُدِّعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ، حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ» ، قَالَ: فَكُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خُمِّرَ بِرَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، قَالَ: وَقَلَّتِ الثِّيَابُ وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى، فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ وَالثَّلَاثَةُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَجْمَعُ الثَّلَاثَةَ وَالِاثْنَيْنِ فِي [ص: 15] قَبْرٍ، ثُمَّ يَسْأَلُ «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا» فَيُقَدِّمَهُ فِي اللَّحْدِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ خَبَّابٌ: «كُفِّنَ حَمْزَةُ فِي بُرْدَةٍ، إِذَا غُطِّيَ رَأْسُهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّيَتْ رِجْلَاهُ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَغُطِّيَ رَأْسُهُ وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَسِيدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: " أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ، فَجَعَلُوا يَجُرُّونَ النَّمِرَةَ فَتَنْكَشِفُ قَدَمَاهُ، وَيَجُرُّونَهَا عَلَى قَدَمَيْهِ فَيَنْكَشِفُ وَجْهُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا عَلَى وَجْهِهِ، وَاجْعَلُوا عَلَى قَدَمَيْهِ مِنْ هَذَا الشَّجَرِ» . قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فَإِذَا أَصْحَابُهُ يَبْكُونَ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكُمْ؟» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا نَجْدُ لِعَمِّكَ الْيَوْمَ ثَوْبًا وَاحِدًا يَسَعُهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُونَ إِلَى الْأَرْيَافِ فَيُصِيبُونَ فِيهَا مَطْعَمًا وَمَلْبَسًا وَمَرْكَبًا» أَوْ قَالَ: " مَرَاكِبُ، فَيَكْتُبُونَ إِلَى أَهْلِهِمْ: هَلُمُّوا إِلَيْنَا فَإِنَّكُمْ بِأَرْضٍ جَرَدِيَّةٍ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: " أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهَا ثَوْبَانِ تُرِيدُ أَنْ تُكَفِّنَ أَخَاهَا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيهِمَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَهِيَ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُهَا: «عَلَيْكَ الْمَرْأَةَ» ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهَا لِيَرُدَّهَا، قَالَتْ: هَكَذَا لَا أَرْضَ لَكَ، وَلَا أُمَّ لَكَ، فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ صَرِيعٌ فَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي أَوْسَعِ [ص: 16] الثَّوْبَيْنِ وَكُفِّنَ الْأَنْصَارِيُّ فِي الْآخَرِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْعَثُ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ: أَيُغَسَّلُ الشُّهَدَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَغْسِلُ حَمْزَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ عَشَرَةً عَشَرَةً يُصَلِّي عَلَى حَمْزَةَ مَعَ كُلِّ عَشَرَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حَمْزَةَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ تِسْعًا، ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى فَكَبَّرَ عَلَيْهَا سَبْعًا، ثُمَّ جِيءَ بِأُخْرَى فَكَبَّرَ عَلَيْهَا خَمْسًا، حَتَّى فَرَغَ مِنْ جَمِيعِهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُ وَتَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَجِيءَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ، ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ جِيءَ بِرَجُلٍ فَوُضِعَ فَصَلَّى عَلَيْهِمَا جَمِيعًا، ثُمَّ رُفِعَ الرَّجُلُ وَجِيءَ بِآخَرَ، فَمَا زَالَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى صَلَّى يَوْمَئِذٍ عَلَى حَمْزَةَ سَبْعِينَ صَلَاةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ [ص: 17] : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَتْلَى أُحُدٍ، وَنَزَلَ فِيهِمْ {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140] قَالَ: " قُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَالشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الْأَسَدِيُّ وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ: " أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا} [الحج: 19] إِلَى قَوْلِهِ {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [الحج: 14] فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ سَمِعَ نِسَاءَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ فَقَالَ: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» قَالَ: فَاجْتَمَعَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ عِنْدَهُ فَبَكَيْنَ عَلَى حَمْزَةَ وَرَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَيْقَظَ وَهُنَّ يَبْكِينَ، فَقَالَ: «يَا وَيْحَهُنَّ، إِنَّهُنَّ هَاهُنَا حَتَّى الْآنَ، مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أُحُدٍ فَسَمِعَهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنْهُمْ بِأُحُدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَسَمِعَهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ [ص: 18] فَذَهَبَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَذْهَبْنَ إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ، فَذَهَبْنَ فَبَكَيْنَ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُكَاءَهُنَّ، فَقَالَ: «مَنْ هَؤُلَاءِ؟» ، فَقِيلَ: نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِنَّ فَقَالَ: «ارْجِعْنَ، لَا بُكَاءَ بَعْدَ الْيَوْمِ» وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو فِي حَدِيثِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكُنَّ، وَعَلَى أَوْلَادِكُنَّ، وَعَلَى أَوْلَادِ أَوْلَادِكُنَّ» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ: «رَحِمَكُنَّ اللَّهُ، وَرَحِمَ أَوْلَادَكُنَّ، وَأَوْلَادَ أَوْلَادِكُنَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، حِينَ انْصَرَفَ مِنْ أُحُدٍ، وَبَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ نِسَاؤُهُمْ يَبْكِينَ عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَسَاقَ نِسَاءَهُ حَتَّى جَاءَ بِهِنَّ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَخَرَجْنَا إِلَيْهِنَّ نَبْكِي مَعَهُنَّ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَبْكِي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَصَلَّى صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، ثُمَّ نَامَ وَنَحْنُ نَبْكِي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَسَمِعَ الصَّوْتَ، فَقَالَ: «أَلَا أَرَاهُنَّ هَاهُنَا إِلَى الْآنَ، قُولُوا لَهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ» ، ثُمَّ دَعَا لَهُنَّ وَلِأَزْوَاجِهِنَّ وَلِأَوْلَادِهِنَّ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَنَهَى عَنِ الْبُكَاءِ كَأَشَدِّ مَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ فَمَرَّ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَنِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ يَنْدُبْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، قَالَ: فَدَخَلَ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نِسَائِهِمْ، فَقَالُوا: حَوِّلْنَ بُكَاءَكُنَّ وَنَدْبَكُنَّ عَلَى حَمْزَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 19] فَطَالَ قِيَامُهُ يَسْتَمِعُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنَ الْغَدِ، فَنَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ كَأَشَدِّ مَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ قَطُّ، وَقَالَ: «كُلُّ نَادِبَةٍ كَاذِبَةٍ إِلَّا نَادِبَةَ حَمْزَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَذْكُرُ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَعَلَ النَّاسُ يَبْكُونَ عَلَى قَتْلَاهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ» ، قَالَ: فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ فَأَمَرُوا نِسَاءَهُمْ فَبَكَيْنَ عَلَيْهِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ وَاضِعَةٌ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا تَرِنُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَعَلْتِ فِعْلَ الشَّيْطَانِ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ يَرِنُّ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَلَا مَنْ خَرَقَ، وَلَا مَنْ سَلَقَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: «كَانَتْ فَاطِمَةُ تَأْتِي قَبْرَ حَمْزَةَ تَرُمُّهُ وَتُصْلِحُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُهُ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ زَيْدٌ، وَيُكَنَّى عَلِيُّ أَبَا الْحَسَنِ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَزَيْنَبُ الْكُبْرَى، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَكْبَرُ وَهُوَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّولِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ بِالْمَذَارِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ، قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ، وَلَا عَقِبَ لَهُمَا، وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ سُلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَالْعَبَّاسُ الْأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانُ، وَجَعْفَرٌ الْأَكْبَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قُتِلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَا بَقِيَّةَ لَهُمْ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حِزَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْوَحِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ كِلَابٍ، وَمُحَمَّدُ الْأَصْغَرُ بْنُ عَلِيٍّ قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَيَحْيَى وَعَوْنُ ابْنَا عَلِيٍّ، وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَعُمَرُ الْأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَرُقَيَّةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَأُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْعَبْدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ وَكَانَتْ سَبِيَّةً أَصَابَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حِينَ أَغَارَ عَلَى بَنِي تَغْلِبَ بِنَاحِيَةِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَمُحَمَّدُ الْأَوْسَطُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَرَمْلَةُ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيدِ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُتْعَبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ، وَأُمُّ هَانِئِ بِنْتُ عَلِيٍّ، وَمَيْمُونَةُ، وَزَيْنَبُ الصُّغْرَى، وَرَمْلَةُ الصُّغْرَى، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى، وَفَاطِمَةُ، وَأُمَامَةُ، وَخَدِيجَةُ، وَأُمُّ الْكِرَامِ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ، وَجُمَانَةُ، وَنَفِيسَةُ بَنَاتُ عَلِيٍّ، وَهُنَّ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَابْنَةٌ لِعَلِيٍّ لَمْ تُسَمَّ لَنَا، هَلَكَتْ وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تَبْرُزْ، وَأُمُّهَا مُحَيَّاةُ بِنْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ، وَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهِيَ جَارِيَةٌ، فَيُقَالُ لَهَا: مَنْ أَخْوَالُكِ؟ فَتَقُولُ: وَهْ وَهْ، تَعْنِي كَلْبًا، فَجَمِيعُ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِصُلْبِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا، وَتِسْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَكَانَ النَّسْلُ مِنْ وَلَدِهِ لِخَمْسَةٍ: الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْعَبَّاسِ ابْنِ الْكِلَابِيَّةِ، وَعُمَرَ ابْنِ التَّغْلِبِيَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَصِحَّ لَنَا مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَيْرُ هَؤُلَاءِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 ذِكْرُ إِسْلَامِ عَلِيٍّ وَصَلَاتِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيٌّ» قَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: «أَوَّلُ مَنْ صَلَّى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: «أَسْلَمَ عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، «أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ دَعَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ كَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِينَ» . قَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ: " وَيُقَالُ: دُونَ الْتِّسْعِ سِنِينَ، وَلَمْ يَعْبُدِ الْأَوْثَانَ قَطُّ لِصِغَرِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّى» ، قَالَ يَزِيدُ: أَوْ أَسْلَمَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا مُجْمِعُونَ أَنَّ أَوَّلَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، ثُمَّ اخْتُلِفَ عِنْدَنَا فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ أَيُّهُمْ أَسْلَمَ أَوَّلًا، فِي أَبِي بَكْرٍ [ص: 22] ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَمَا نَجْدُ إِسْلَامَ عَلِيٍّ صَحِيحًا إِلَّا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فِي الْهِجْرَةِ أَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ بَعْدَهُ حَتَّى أُؤَدِّيَ وَدَائِعَ كَانَتْ عِنْدَهُ لِلنَّاسِ، وَلِذَا كَانَ يُسَمَّى الْأَمِينَ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثًا، فَكُنْتُ أَظْهَرُ مَا تَغَيَّبْتُ يَوْمًا وَاحَدًا، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ طَرِيقَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمْتُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِيمٌ، فَنَزَلْتُ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ، وَهُنَالِكَ مَنْزِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «قَدِمَ عَلِيٌّ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُبَاءَ لَمْ يَرِمْ بَعْدُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ، وآخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَلَمْ تَكُنْ مُؤَاخَاةٌ إِلَّا قَبْلَ بَدْرٍ، آخَى بَيْنَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالْمُؤَاسَاةِ، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ: «أَنْتَ أَخِي، تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ» ، فَلَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ قَطَعَتْ ذَاكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [ص: 23] ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ مُعَلَّمًا بِصُوفَةٍ بَيْضَاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: «أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَفِي كُلِّ مَشْهَدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 ذِكْرُ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَلِيٌّ مِمَّنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى بَنِي سَعْدٍ بِفَدَكَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ، وَكَانَ مَعَهُ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَبَعْثَهُ سَرِيَّةً إِلَى الْفُلُسِ إِلَى طَيِّئٍ، وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا غَزْوَةَ تَبُوكَ، خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَضْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: " غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 24] غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا فِي أَهْلِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَخْرُجَ بِهِ إِلَّا أَنَّهُ كَرِهَ صُحْبَتَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَيَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَنْزِلَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَقِيمٍ الْكِنَانِيُّ قَالَ: " قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَلَقِيَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ وَخَلَّفْتَنِي، فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ وَأَنَا أَهَابُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، قَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِيَ عِلْمًا فَسَلْنِي عَنْهُ وَلَا تَهَبْنِي، فَقُلْتُ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ حِينَ خَلَّفَهُ بِالْمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ: قَالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الْخَالِفَةِ فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» . فَأَدْبَرَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ قَدَمَيْهِ يَسْطَعُ "، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: «فَرَجَعَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفُ بْنُ بَنْدَوَيْهِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَا: " لَمَّا كَانَ عِنْدَ غَزْوَةِ جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهِيَ تَبُوكُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «إِنَّهُ لَابُدَّ مِنْ أَنْ أُقِيمَ أَوْ تُقِيمَ» ، فَخَلَّفَهُ، فَلَمَّا فَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَازِيًا، قَالَ نَاسٌ: مَا خَلَّفَ عَلِيًّا إِلَّا لِشَيْءٍ كَرِهَهُ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَاتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «مَا جَاءَ بِكَ يَا عَلِيُّ» قَالَ: لَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّكَ إِنَّمَا [ص: 25] خَلَّفْتَنِي لِشَيْءٍ كَرِهْتَهُ مِنِّي، فَتَضَاحَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّهُ كَذَلِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: مَنْ كَانَ صَاحِبُ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنَّكَ لَرِخْوُ اللَّبَبِ، فَقَالَ لِي مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ: أَنَا أُخْبِرُكُ، كَانَ يَحْمِلُهَا فِي الْمَسِيرِ ابْنُ مَيْسَرَةَ الْعَبْسِيُّ فَإِذَا كَانَ الْقِتَالُ أَخَذَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 ذِكْرُ صِفَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا وَكَانَ عَرِيضَ اللِّحْيَةِ، وَقَدْ أَخَذَتْ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، أَصْلَعَ عَلَى رَأْسِهِ زُغَيْبَاتٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا فَقَالَ لِي أَبِي: قُمْ يَا عَمْرُو فَانْظُرْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَرَهُ يَخْضِبُ لِحْيَتَهُ، ضَخْمُ اللِّحْيَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا أَصْلَعَ، أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، رَفَعَنِي أَبِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «كَانَ عَلِيٌّ يَطْرُدُنَا مِنَ الرَّحَبَةِ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ، أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عَلِيٍّ الْجُمُعَةَ حِينَ مَالَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: «فَرَأَيْتُهُ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ أَجْلَحَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَيْبَانُ وَقَيْسٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَعْرَضَ لِحْيَةً مِنْ عَلِيٍّ، قَدْ مَلَأَتْ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، بَيْضَاءُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةَ قَالَ: «خَضَبَ عَلِيٌّ بِالْحِنَّاءِ مَرَّةً، ثُمَّ تَرَكَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا أَصْلَعَ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، كَأَنَّمَا اجْتَابَ إِهَابَ شَاةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ: " كَانَ عَلِيٌّ ضَخْمَ الْبَطْنِ، ضَخْمَ مُشَاشَةِ الْمَنْكِبِ، ضَخْمَ عَضَلَةِ الذِّرَاعِ، دَقِيقَ مُسْتَدَقَّهَا، ضَخْمَ عَضَلَةِ السَّاقِ، دَقِيقَ مُسْتَدَقَّهَا، قَالَ: رَأَيْتُهُ يَخْطُبُ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الشِّتَاءِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ قِهْزٌ، وَإِزَارَانِ قِطْرِيَّانِ مُعْتَمًّا بِسِبِّ كَتَّانٍ مِمَّا يُنْسَجُ فِي سَوَادِكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَنْعَتُ عَلِيًّا، قَالَ: " كَانَ رَجُلًا فَوْقَ الرَّبْعَةِ، ضَخْمَ الْمَنْكِبَيْنِ، طَوِيلَ اللِّحْيَةِ، وَإِنَّ شِئْتَ قُلْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ: هُوَ آدَمُ، وَإِنِ [ص: 27] تَبَيَّنْتَهُ مِنْ قَرِيبٍ قُلْتَ: أَنْ يَكُونَ أَسْمَرَ أَدْنَى مِنْ أَنَّ يَكُونَ آدَمَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ قُلْتُ: مَا كَانَتْ صِفَةُ عَلِيٍّ؟ قَالَ: «رَجُلٌ آدَمُ، شَدِيدُ الْأَدَمَةِ، ثَقِيلُ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمُهُمَا، ذُو بَطْنٍ، أَصْلَعُ، إِلَى الْقِصَرِ أَقْرَبُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ بَيَّاعُ الْكَرَابِيسِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَأْتِي السُّوقَ فِي الْأَيَّامِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رَأَوْهُ قَالُوا: (بوذا شكنب أمذ) ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ " إِنَّكَ ضَخْمُ الْبَطْنِ، فَقَالَ: إِنَّ أَعْلَاهُ عِلْمٌ، وَأَسْفَلَهُ طَعَامٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ بَيْضَاوَانِ كَأَنَّهُمَا قُطْنٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ مُدْرِكٍ أَبِي الْحَجَّاجِ قَالَ: «رَأَيْتُ فِيَ عَيْنَيْ عَلِيٍّ أَثَرَ الْكُحْلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَضِيءِ الْقَيْسِيُّ قَالَ: «رُبَّمَا رَأَيْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُنَا وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، مُرْتَدِيًا بِهِ غَيْرَ مُلْتَحِفٍ، وَعِمَامَةٌ، فَيَنْظُرُ إِلَى شَعْرِ صَدْرِهِ وَبَطْنِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 ذِكْرُ لِبَاسِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا وَقَدْ لَحِقَ إِزَارُهُ بِرُكْبَتَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ قَمِيصٌ رَازِيُّ، إِذَا مَدَّ كُمَّهُ بَلَغَ [ص: 28] الظُّفُرَ، فَإِذَا أَرْخَاهُ، قَالَ يَعْلَى: بَلَغَ نِصْفَ سَاعِدِهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: بَلَغَ نِصْفَ الذِّرَاعِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَمِيصًا مِنْ هَذِهِ الْكَرَابِيسِ غَيْرَ غَسِيلٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا يَأْتَزِرُ فَوْقَ السُّرَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ: " أَنَّ عَلِيًّا رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: «يُخَشِّعُ الْقَلْبَ، وَيَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَرُّ بْنُ جُرْمُوزٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنَ الْقَصْرِ وَعَلَيْهِ قَطْرِيَّتَانِ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَرِدَاءٌ مُشَمَّرٌ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَمَعَهُ دِرَّةٌ لَهُ يَمْشِي بِهَا فِي الْأَسْوَاقِ، وَيَأْمُرُهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنِ الْبَيْعِ وَيَقُولُ: " أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ، وَيَقُولُ: لَا تَنْفُخُوا اللَّحْمَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ: «أَنَّهُ رَأَى عَلَى عَلِيٍّ بُرْدَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ قَالَ: سَمِعْتُ فَرُّوخَ مَوْلًى لِبَنِي الْأَشْتَرِ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا فِي بَنِي دَيْوَارٍ وَأَنَا غُلَامٌ فَقَالَ: أَتَعْرِفُنِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ أَتَى آخَرَ فَقَالَ: أَتَعْرِفُنِي؟ فَقَالَ: لَا، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا زَابِيًّا فَلَبِسَهُ، فَمَدَّ كُمَّ الْقَمِيصِ فَإِذَا هُوَ مَعَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ لَهُ: كُفَّهُ، فَلَمَّا كَفَّهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي: «أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا يَمْشِي فِي السُّوقِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، وَبُرْدَةٌ عَلَى ظَهْرِهِ» ، قَالَ: وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدَيْنِ نَجْرَانِيَّيْنِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [ص: 29] الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ كَثِيرَةَ: «أَنَّهَا رَأَتْ عَلِيًّا وَمَعَهُ مِخْفَقَةٌ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ سُنْبُلَانَيُّ، وَقَمِيصٌ كَرَابِيسُ، وَإِزَارٌ كَرَابِيسُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، الْإِزَارُ وَالْقَمِيصُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَطُوفُ فِي السُّوقِ بِيَدِهِ دِرَّةٌ، فَأُتِيَ بِقَمِيصٍ لَهُ سُنْبُلَانِيِّ فَلَبِسَهُ فَخَرَجَ كُمَّاهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِمَا فَقُطِعَا حَتَّى اسْتَوَيَا بِيَدِيهِ، ثُمَّ أَخَذَ دِرَّتَهُ فَذَهَبَ يَطُوفُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «ابْتَاعَ عَلِيٌّ قَمِيصًا سُنْبُلَانِيًّا بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَجَاءَ الْخَيَّاطُ فَمَدَّ كُمَّ الْقَمِيصِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْطَعَهُ مِمَّا خَلْفَ أَصَابِعِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ هُرْمُزَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا مُتَعَصِّبًا بِعِصَابَةٍ سَوْدَاءَ، مَا أَدْرِي أَيَّ طَرَفَيْهَا أَطْوَلَ، الَّذِي قُدَّامَهُ أَوِ الَّذِي خَلْفَهُ، يَعْنِي عِمَامَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مَوْلَى لِجَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ هُرْمُزُ: قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ قَدْ أَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ: وَرَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي ظُلَّةِ النِّسَاءِ، وَسَمِعْتُهُ يَوْمَئِذٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الدَّهْرِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ حِينَ [ص: 30] ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ كَرَابِيسُ كَسْكَرِيُّ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ وَكُمَّاهُ إِلَى الْأَصَابِعِ، وَأَصْلُ الْأَصَابِعِ غَيْرُ مَغْسُولٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 ذِكْرُ قَلَنْسُوَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخَاتَمِهِ، وَتَخَتُّمِهِ لَهُ، وَمَا كَانَ نَقْشُهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ بِهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَأْتَزِرْ بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ قَالَ: «كَانَتْ قَلَنْسُوَةُ عَلِيٍّ لَطِيفَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ كَيْسَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ مِصْرِيَّةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ قَطَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: " أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ تَخَتَّمَ فِي يَسَارِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عَلِيًّا تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: " قَرَأْتُ نَقْشَ خَاتَمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي صُلْحِ أَهْلِ الشَّامِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِيٍّ: اللَّهُ الْمَلِكُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِيٍّ: اللَّهُ الْمَلِكُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ فِي إِزَارٍ أَصْفَرَ وَخَمِيصَةٍ سَوْدَاءَ» . الْخَمِيصَةُ: شِبْهُ الْبَرْنَكَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 ذِكْرُ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَبَيْعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالُوا: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَبُويِعَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِالْمَدِينَةِ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ عُثْمَانَ بِالْخِلَافَةِ بَايَعَهُ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَأَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَجَمِيعُ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَيْرِهِمْ، ثُمَّ ذَكَرَ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ أَنَّهُمَا بَايَعَا كَارِهِينَ غَيْرَ طَائِعِينَ، وَخَرَجَا إِلَى مَكَّةَ وَبِهَا عَائِشَةُ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُمَا عَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ، وَبَلَغَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْعِرَاقِ وَخَلَّفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، وَوَلَّى الْمَدِينَةَ أَبَا حَسَنٍ الْمَازِنِيَّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 فَنَزَلَ ذَا قَارٍ، وَبَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ لِلْمَسِيرِ مَعَهُ فَقَدِمُوا عَلَيْهِ، فَسَارَ بِهِمْ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَلَقِيَ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَائِشَةَ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهِمْ يَوْمَ الْجَمْلِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَظَفِرَ بِهِمْ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَغَيْرُهُمَا، وَبَلَغَتِ الْقَتْلَى ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفِ قَتِيلٍ، وَأَقَامَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 ذِكْرُ عَلِيًّ، وَمُعَاوِيَةَ، وَقِتَالِهِمَا0 وَتَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالشَّامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَخَرَجَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَالْتَقَوْا بِصِفِّينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَلَمْ يَزَالُوا يَقْتَتِلُونَ بِهَا أَيَّامًا، وَقُتِلَ بِصِفِّينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو عَمْرَةَ الْمَازِنِيُّ، وَكَانُوا مَعَ عَلِيٍّ، وَرَفَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْمَصَاحِفَ يَدْعُونَ إِلَى مَا فِيهَا مَكِيدَةٌ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَشَارَ بِذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مَعَهُ، فَكَرِهَ النَّاسُ الْحَرْبَ وَتَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ، وَحَكَّمُوا الْحَكَمَيْنِ، فَحَكَّمَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَحَكَّمَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا، أَنْ يُوافُوا رَأْسَ الْحَوْلِ بِأَذْرُحَ فَيَنْظُرُوا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ، فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ بِالْأُلْفَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَانْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ بِالِاخْتِلَافِ وَالدَّغَلِ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ الْخَوَارِجُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ، وَقَالُوا: لَا حَكَمَ إِلَّا اللَّهُ، وَعَسْكَرُوا بِحَرُورَاءَ، فَبِذَلِكَ سَمُّوا الْحَرُورِيَّةُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَغَيْرَهُ فَخَاصَمَهُمْ وَحَاجَّهُمْ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرٌ، وَثَبَتَ قَوْمٌ عَلَى رَأْيِهِمْ، وَسَارُوا إِلَى النَّهْرَوَانِ فَعَرَضُوا لِلسَّبِيلِ، وَقَتَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 ، وَقَتْلَ مِنْهُمْ ذَا الثُّدَيَّةِ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا يَخَافُونَ عَلَيْهِ الْخَوَارِجَ مِنْ يَوْمَئِذٍ إِلَى أَنْ قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَاجْتَمَعَ النَّاسُ بِأَذْرُحَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَحَضَرَهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدَّمَ عَمْرٌو أَبَا مُوسَى، فَتَكَلَّمَ فَخَلَعَ عَلِيًّا، وَتَكَلَّمَ عَمْرٌو فَأَقَرَّ مُعَاوِيَةَ وَبَايَعَ لَهُ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى هَذَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 ذِكْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيِّ وَبَيْعَةِ عَلِيٍّ وَرَدِّهِ إِيَّاهُ وَقَوْلِهِ: لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَتَمَثُّلِهِ بِالشِّعْرِ، وَقَتْلِهِ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَيْفَ قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: " دَعَا عَلِيٌّ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: «مَا يَحْبِسُ أَشْقَاهَا، لَتُخَضَّبَنَّ أَوْ لَتُصْبَغَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا» ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: [البحر الهزج] اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْ ... تِ فَإِنَّ الْمَوْتَ آتِيَكَ وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْقَتْلِ ... إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَزَادَنِي غَيْرُ أَبِي نُعَيْمٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ [ص: 34] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلْمُرَادِيِّ: [البحر الوافر] أُرِيدُ حِبَاءَهُ وَيُرِيدُ قَتْلِي ... عَذِيرُكَ مِنْ خَلِيلِكَ مِنْ مُرَادِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: احْتَرِسْ فَإِنَّ نَاسًا مِنْ مُرَادِ يُرِيدُونَ قَتْلَكَ، فَقَالَ: «إِنَّ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ مِمَّا لَمْ يُقَدَّرْ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدْرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَإِنَّ الْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «مَا يَحْبِسُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يَجِيءَ فَيَقْتُلَنِي؟ اللَّهُمَّ قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، فَأَرِحْهُمْ مِنِّي، وَأَرِحْنِي مِنْهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَمَا يُنْتَظَرُ بِالْأَشْقَى» ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبِرْنَا بِهِ نُبِيرُ عِتْرَتَهُ، فَقَالَ: «إِذًا وَاللَّهِ تَقْتُلُوا بِي غَيْرَ قَاتِلِي» ، قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: «أَقُولُ» اللَّهُمَّ تَرَكْتُكَ فِيهِمْ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ نُبَلَ بِنْتِ بَدْرٍ، عَنْ زَوْجِهَا قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ أَوْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، أَوْ كِلَيْهِمَا، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ، مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ؟» ، قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَشْقَى الْأَوَّلِينَ عَاقِرُ النَّاقَةِ، وَأَشَقَى الْآخَرِينَ الَّذِي يَطْعَنُكَ يَا عَلِيُّ» وَأَشَارَ إِلَى حَيْثُ يُطْعَنُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ سُرِّيَّةِ عَلِيٍّ قَالَتْ: " إِنِّي لَأَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ الْمَاءَ، إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَرَفَعَهَا إِلَى أَنْفِهِ فَقَالَ: «وَاهًا لَكِ، لَتُخَضَّبَنَّ بِدَمٍ» ، قَالَتْ: فَأُصِيبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَا أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا ابْنُ مُلْجَمٍ الْحَمَّامَ، وَأَنَا وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ جُلُوسٌ فِي الْحَمَّامِ، فَلَمَّا دَخَلَ كَأَنَّهُمَا اشْمَأَزَّا مِنْهُ، وَقَالَا: «مَا أَجْرَأَكَ تَدْخُلُ عَلَيْنَا» ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمَا: دَعَاهُ عَنْكُمَا، فَلَعَمْرِي مَا يُرِيدُ بِكُمَا أَحْشَمُ مِنْ هَذَا. فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ أُتِيَ بِهِ أَسِيرًا قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: " مَا أَنَا الْيَوْمَ بِأَعْرَفَ بِهِ مِنِّي يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا الْحَمَّامَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: «إِنَّهُ أَسِيرٌ فَأَحْسِنُوا نُزُلَهُ، وَأَكْرِمُوا مَثْوَاهُ، فَإِنْ بَقِيَتُ قَتَلْتُ أَوْ عَفَوْتُ، وَإِنْ مُتُّ فَاقْتُلُوهُ قَتْلَتي، وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ قُثَمَ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَتَبَ عَلِيٌّ فِي وَصِيَّتِهِ: «إِلَى أَكْبَرِ وَلَدِي، غَيْرُ طَاعِنٍ عَلَيْهِ فِي بَطْنٍ وَلَا فَرْجٍ» قَالُوا: انْتُدِبَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْخَوَارِجِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ وَهُوَ مِنْ حِمْيَرَ، وِعِدِادُهُ فِي مُرَادٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي جَبَلَةَ مِنْ كِنْدَةَ , وَالْبُرَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ , فَاجْتَمَعُوا بِمَكَّةَ وَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا لَيُقْتَلَنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , وَمُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ , وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , وَيُرِيحَنَّ الْعِبَادَ مِنْهُمْ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 مُلْجَمٍ: أَنَا لَكُمُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَالَ الْبُرَكُ: وَأَنَا لَكُمْ بِمُعَاوِيَةَ , وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بُكَيْرٍ: أَنَا أَكْفِيكُمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ وَتَعَاقَدُوا وَتَوَاثَقُوا لَا يَنْكُصُ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ الَّذِي سَمَّى، وَيَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَهُ , فَاتَّعَدُوا بَيْنَهُمْ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , ثُمَّ تَوَجَّهَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى الْمِصْرِ الَّذِي فِيهِ صَاحِبُهُ، فَقَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْكُوفَةَ فَلَقِيَ أَصْحَابَهُ مِنَ الْخَوَارِجِ فَكَاتَمَهُمْ مَا يُرِيدُ , وَكَانَ يَزُورُهُمْ وَيَزُورُونَهُ، فَزَارَ يَوْمًا نَفَرًا مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ , فَرَأَى امْرَأَةً مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: قَطَامِ بِنْتُ شُجْنَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ تَيْمِ الرَّبَابِ , وَكَانَ عَلِيٌّ قَتَلَ أَبَاهَا وَأَخَاهَا يَوْمَ نَهْرَوَانَ، فَأَعْجَبَتْهُ فَخَطَبَهَا، فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُكَ حَتَّى تُسَمِّيَ لِي، فَقَالَ: لَا تَسْأَلِينَنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكِ , فَقَالَتْ: ثَلَاثَةُ آلَافٍ , وَقَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِي إِلَى هَذَا الْمِصْرِ إِلَّا قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَدْ آتَيْتُكِ مَا سَأَلْتِ , وَلَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ شَبِيبَ بْنَ بَجَرَةَ الْأَشْجَعِيَّ فَأَعْلَمَهُ مَا يُرِيدُ، وَدَعَاهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ مَعَهُ , فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ , وَبَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ تِلْكَ اللَّيْلَةِ الَّتِي عَزَمَ فِيهَا أَنْ يَقْتُلَ عَلِيًّا فِي صَبِيحَتِهَا يُنَاجِي الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ فِي مَسْجِدِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ , فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ: فَضَحَكَ الصُّبْحُ فَقُمْ , فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ، وَشَبِيبُ بْنُ بَجَرَةَ فَأَخَذَا أَسْيَافَهُمَا ثُمَّ جَاءَا حَتَّى جَلَسَا مُقَابِلَ السُّدَّةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا عَلِيٌّ , قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَتَيْتُهُ سَحَرًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ أُوقِظُ أَهْلِي فَمَلَكَتْنِي عَيْنَايَ , وَأَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اللَّهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الْأَوَدِ وَاللَّدَدِ , فَقَالَ لِي: «ادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ» , فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا لِي مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ شَرًّا لَهُمْ مِنِّي " , وَدَخَلَ ابْنُ النَّبَّاحِ الْمُؤَذِّنُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: الصَّلَاةُ , فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقَامَ يَمْشِي , وَابْنُ النَّبَّاحِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا خَلْفَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ نَادَى: أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، كَذَلِكَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 كَانَ يَفْعَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ، يَخْرُجُ وَمَعَهُ دِرَّتُهُ يُوقِظُ النَّاسَ، فَاعْتَرَضَهُ الرَّجُلَانِ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ ذَلِكَ: فَرَأَيْتُ بَرِيقَ السَّيْفِ , وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: لِلَّهِ الْحُكْمُ يَا عَلِيُّ , لَا لَكَ، ثُمَّ رَأَيْتُ سَيْفًا ثَانِيًا، فَضَرَبَا جَمِيعًا، فَأَمَّا سَيْفُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فَأَصَابَ جَبْهَتَهُ إِلَى قَرْنِهِ وَوَصَلَ إِلَى دِمَاغِهِ , وَأَمَّا سَيْفُ شَبِيبٍ فَوَقَعَ فِي الطَّاقِ , وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: لَا يَفُوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ، وَشَدَّ النَّاسُ عَلَيْهِمَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَمَّا شَبِيبٌ فَأَفْلَتَ، وَأُخِذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ , فَأُدْخِلَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَطِيبُوا طَعَامَهُ وَأَلِينُوا فِرَاشَهُ , فَإِنْ أَعِشْ فَأَنَا أَوْلَى بِدَمِهِ عَفْوًا وَقِصَاصًا، وَإِنْ أَمُتْ فَأَلْحِقُوهُ بِي أُخَاصِمُهُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ , فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيٍّ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، قَتَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ: مَا قَتَلْتُ إِلَّا أَبَاكِ , قَالَتْ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ , قَالَ: فَلِمَ تَبْكِينَ إِذًا؟ ثُمَّ قَالَ , وَاللَّهِ لَقَدْ سَمَمْتُهُ شَهْرًا , يَعْنِي سَيْفَهُ، فَإِنْ أَخْلَفَنِي فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ. وَبَعَثَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ابْنَهُ قَيْسَ بْنَ الْأَشْعَثِ صَبِيحَةَ ضَرْبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، انْظُرْ كَيْفَ أَصْبَحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: رَأَيْتُ عَيْنَيْهَ دَاخِلَتَيْنِ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: عَيْنَيْ دَمِيغٍ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: وَمَكَثَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ السَّبْتِ , وَتُوُفِّيَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ، لَيْلَةَ الْأَحَدِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ , وَغَسَّلَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُسَيْلِمَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 : «أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَّى عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ , وَدُفِنَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي الرَّحَبَةِ مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ دَفْنِهِ فَدَعَا النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِهِ فَبَايَعُوهُ، وَكَانَتْ خِلَافَةُ عَلِيٍّ أَرْبَعَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «تُوُفِّيَ عَلِيٌّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: سَنَةُ الْجُحَافِ، حِينَ دَخَلَتْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ: «هَذِهِ لِي خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، وَقَدْ جَاوَزْتُ سِنَّ أَبِي» , قُلْتُ: وَكَمْ كَانَتْ سِنُّهُ يَوْمَ قُتِلَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ؟ قَالَ: ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ طَلْقِ الْأَعْمَى، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: «كُنْتُ أَنُوحُ أَنَا وَأُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيٍّ عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَامَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ , لَقَدْ فَارَقَكُمْ أَمْسُ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ، وَلَا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ فَيُعْطِيهُ الرَّايَةَ فَمَا يَرُدُّ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , إِنَّ جِبْرِيلَ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلَ عَنْ يَسَارِهِ، مَا تَرَكَ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِمًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَال: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ قُبِضَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ، وَلَا [ص: 39] يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ فَيَكْتَنِفُهُ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَنْثَنِي حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ، وَمَا تَرَكَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِمًا , وَلَقَدْ قُبِضَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيهَا بِرُوحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: " إِنَّ نَاسًا مِنْ شِيعَةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ دَابَّةُ الْأَرْضِ , وَأَنَّهُ سَيُبْعَثُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ , فَقَالَ: «كَذَبُوا , لَيْسَ أُولَئِكَ شِيعَتَهُ، أُولَئِكَ أَعْدَاؤُهُ، لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ، وَلَا أَنْكَحْنَا نِسَاءَهُ» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا قَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ فِي دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا يَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَضَحِكَ وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، لَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ، وَلَا سَاهَمْنَا مِيرَاثَهُ» قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فِي السِّجْنِ , فَلَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ وَدُفِنَ , بَعَثَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ فَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ لِيَقْتُلَهُ , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَجَاؤُوهُ بِالنِّفْطِ وَالْبَوَارِي وَالنَّارِ، فَقَالُوا: نُحَرِّقُهُ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , وَحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: دَعُونَا حَتَّى نَشْفِيَ أَنْفُسَنَا مِنْهُ , فَقَطَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ , فَلَمْ يَجْزَعْ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ , فَكَحَلَ عَيْنَيْهِ بِمِسْمَارٍ مُحْمًى , فَلَمْ يَجْزَعْ وَجَعَلَ يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَكْحُلُ عَيْنَيْ عَمِّكَ بِمُلْمُولٍ مَضٍّ , وَجَعَلَ يَقُولُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَّقٍ} [سورة: العلق، آية رقم: 2] حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ السُّورَةِ كُلِّهَا وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَسِيلَانِ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَعُولِجَ عَنْ لِسَانِهِ لِيَقْطَعَهُ فَجَزِعَ، فَقِيلَ لَهُ: قَطَعْنَا يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ وَسَمَلْنَا عَيْنَيْكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ فَلَمْ تَجْزَعْ [ص: 40] ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى لِسَانِكَ جَزَعْتَ فَقَالَ: مَا ذَاكَ مِنِّي مِنْ جَزْعٍ إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ فِي الدُّنْيَا فُوَاقًا لَا أَذْكُرُ اللَّهَ، فَقَطَعُوا لِسَانَهُ ثُمَّ جَعَلُوهُ فِي قَوْصَرَةٍ وَأَحْرَقُوهُ بِالنَّارِ. وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ فَلَمْ يُسْتَأَنُ بِهِ بُلُوغُهُ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ رَجُلًا أَسْمَرَ، حَسَنَ الْوَجْهِ، أَفْلَجَ شَعْرِهِ مَعَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، فِي جَبْهَتِهِ أَثَرُ السُّجُودِ , قَالُوا: وَذَهَبَ بِقَتْلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْحِجَازِ سُفْيَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: [البحر الطويل] فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالْإِيَابِ الْمُسَافِرُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 ذِكْرُ زَيْدٍ الْحَبِّ زَيْدٌ الْحِبُّ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ، وَسَمَّاهُ أَبُوهُ بُضْمَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَاسْمُهُ عَمْرٌو، وَإِنَّمَا سُمِّيَ قُضَاعَةُ لِأَنَّهُ انْقَضَعَ عَنْ قَوْمِهِ، ابْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ , وَأُمُّ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ سُعْدَى بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَامِرِ بْنِ أَفْلَتَ بْنِ سِلْسِلَةَ مِنْ بَنِي مَعْنٍ مِنْ طَيِّئٍ، فَزَارَتْ سُعْدَى أُمُّ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَوْمَهَا , وَزَيْدٌ مَعَهَا، فَأَغَارَتْ خَيْلٌ لِبَنِي الْقَيْنِ بْنِ جَسْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَى أَبْيَاتِ بَنِي مَعْنٍ رَهْطِ أُمِّ زَيْدٍ، فَاحْتَمَلُوا زَيْدًا إِذْ هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَفَعَةٌ قَدْ أَوْصَفَ، فَوَافَوْا بِهِ سُوقَ عُكَاظٍ، فَعَرَضُوهُ لِلْبَيْعِ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ لِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 خُوَيْلِدٍ بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ , فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهَبَتْهُ لَهُ، فَقَبَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ حِينَ فَقَدَهُ قَالَ: [البحر الطويل] بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ ... أَحَيٌّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ سَائِلًا ... أَغَالَكَ سَهْلُ الْأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الْجَبَلْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرَ رَجْعَةٌ ... فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ لِي بَجَلْ تُذَكِّرْنِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا ... وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إِذَا قَارَبَ الطَّفَلْ وَإِنْ هَبَّتِ الْأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ ذِكْرَهُ ... فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا ... وَلَا أَسْأَمُ التَّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي ... وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الْأَمَلْ وَأُوصِي بِهِ قَيْسًا وَعَمْرًا كِلَيْهِمَا ... وَأُوصِي يَزِيدًا ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ جَبَلْ يَعْنِي جَبَلَةَ بْنَ حَارِثَةَ أَخَا زَيْدٍ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ زَيْدٍ، وَيَعْنِي يَزِيدَ أَخَا زَيْدٍ لِأُمِّهِ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ. قَالَ: فَحَجَّ نَاسٌ مِنْ كَلْبٍ فَرَأَوْا زَيْدًا فَعَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ، فَقَالَ: بَلِّغُوا أَهْلِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَدْ جَزَعُوا عَلَيَّ، وَقَالَ: [البحر الطويل] أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا ... بِأَنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ فَكُفُّوا مِنَ الْوَجْدِ الَّذِي قَدْ شَجَاكُمُ ... وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصَّ الْأَبَاعِرِ فَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ ... كِرَامِ مَعَدٍّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ قَالَ: فَانْطَلَقَ الْكِلَبِيُّونَ وَأَعْلَمُوا أَبَاهُ، فَقَالَ: ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَوَصَفُوا لَهُ مَوْضِعَهُ، وَعِنْدَ مَنْ هُوَ، فَخَرَجَ حَارِثَةُ وَكَعْبٌ ابْنَا شَرَاحِيلِ بِفِدَائِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 ، وَقَدِمَا مَكَّةَ فَسَأَلَا عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ: هُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَقَالَا: يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا ابْنَ هَاشِمٍ، يَا ابْنَ سَيِّدِ قَوْمِهِ، أَنْتُمْ أَهْلُ الْحَرَمِ وَجِيرَانُهُ، وَعِنْدَ بَيْتِهِ، تَفُكُّونَ الْعَانِيَ، وَتُطْعِمُونَ الْأَسِيرَ، جِئْنَاكَ فِي ابْنِنَا عِنْدَكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا، وَأَحْسِنْ إِلَيْنَا فِي فِدَائِهِ، فَإِنَّا سَنَرْفَعُ لَكَ فِي الْفِدَاءِ. قَالَ: «مَنْ هُوَ؟» قَالُوا: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَهَلْ لِغَيْرِ ذَلِكَ؟» ، قَالُوا: مَا هُوَ؟ ، قَالَ: «دَعُوهُ فَخَيِّرُوهُ، فَإِنِ اخْتَارَكُمْ فَهُوَ لَكُمَا بِغَيْرِ فِدَاءٍ، وَإِنِ اخْتَارَنِي فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَى مَنِ اخْتَارَنِي أَحَدًا» . قَالَا: قَدْ زِدْتَنَا عَلَى النَّصَفِ وَأَحْسَنْتَ , قَالَ: فَدَعَاهُ فَقَالَ: «هَلْ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «مَنْ هُمَا؟» ، قَالَ: هَذَا أَبِي، وَهَذَا عَمِّي، قَالَ: «فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَرَأَيْتَ صُحْبَتِي لَكَ، فَاخْتَرْنِي أَوِ اخْتَرْهُمَا» ، فَقَالَ زَيْدٌ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا، أَنْتَ مِنِّي بِمَكَانِ الْأَبِّ وَالْأُمِّ , فَقَالَا: وَيْحَكَ يَا زَيْدُ، أَتَخْتَارُ العُبُّودِيَّةَ عَلَى الْحُرِّيَّةِ , وَعَلَى أَبِيكَ وَعَمِّكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ؟ ، قَالَ: نَعَمْ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِنَ هَذَا الرَّجُلِ شَيْئًا مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا أَبَدًا، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَلِكَ أَخْرَجَهُ إِلَى الْحِجْرِ فَقَالَ: «يَا مَنْ حَضَرَ، اشْهَدُوا أَنَّ زَيْدًا ابْنِي أَرِثُهُ وَيَرِثُنِي» , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ وَعَمُّهُ طَابَتْ أَنْفُسُهُمَا وَانْصَرَفَا، فَدُعِيَ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ. هَذَا كُلُّهُ حَدَّثَنَا بِهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ جَمِيلِ بْنِ مَرْثَدٍ الطَّائِيِّ وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيَّةَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَطَلَّقَهَا زَيْدٌ بَعْدَ ذَلِكَ , فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَكَلَّمَ الْمُنَافِقُونَ فِي ذَلِكَ وَطَعَنُوا فِيهِ , وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ يُحَرِّمُ نِسَاءَ الْوَلَدِ وَقَدْ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنِهِ زَيْدٍ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَقَالَ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [سورة: الأحزاب، آية رقم: 5] فَدُعِيَ يَوْمَئِذٍ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَدُعِيَ الْأَدْعِيَاءُ إِلَى آبَائِهِمْ فَدُعِيَ الْمِقْدَادُ إِلَى عَمْرٍو وَكَانَ يُقَالُ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ قَدْ تَبَنَّاهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ فِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: " مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَتْ: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَا جَمِيعًا: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ نِسَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ قَالَ: «نَزَلَتْ فِي زَيْدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، وَهَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي حَدِيثِ ابْنَةِ حَمْزَةَ: «أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ [ص: 44] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: «يَا زَيْدُ، أَنْتَ مَوْلَايَ، وَمِنِّي وَإِلَيَّ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَشْرُ سِنِينَ , رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكْبَرُ مِنْهُ , وَكَانَ زَيْدٌ رَجُلًا قَصِيرًا آدَمَ شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، فِي أَنْفِهِ فَطَسٌ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا أُسَامَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنِ حَسَنِ الْمَازِنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالُوا: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: " لَمَّا هَاجَرَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةُ فَقَالَ: «نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ , وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ , وَأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ شَرْقِيِّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 بْنِ قَطَامِيٍّ، وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: «أَقْبَلَتْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مُهَاجِرَةً إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَخَطَبَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ , وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَاسْتَشَارَتْ أَخَاهَا لِأُمِّهَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَأَشَارَ عَلَيْهَا أَنْ تَأْتِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَتَتْهُ فَأَشَارَ عَلَيْهَا بِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَتَزَوَّجَتْهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدَ بْنَ زَيْدٍ وَرُقَيَّةَ، فَهَلَكَ زَيْدٌ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَمَاتَتْ رُقْيَةُ فِي حِجْرِ عُثْمَانَ، وَطَلَّقَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أُمَّ كُلْثُومٍ , وَتَزَوَّجَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي لَهَبٍ , ثُمَّ طَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ هِنْدَ بِنْتَ الْعَوَّامِ أُخْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , ثُمَّ زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ حَاضِنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَوْلَاتَهُ , وَجَعَلَ لَهُ الْجَنَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ فَكَانَ يُكْنَى بِهِ، وَشَهِدَ زَيْدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُرَيْسِيعِ , وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ , وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَمِيرَ سَبْعِ سَرَايَا، أَوَّلُهَا الْقَرَدَةُ، فَاعْتَرَضَ لِلْعِيرِ فَأَصَابُوهَا وَأَفْلَتَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَأَعْيَانُ الْقَوْمِ , وَأُسِرَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ يَوْمَئِذٍ، وَقَدِمَ بِالْعِيرِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَخَمَّسَهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، يُؤَمِّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيِّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَوَّلُ سَرِيَّةٍ خَرَجَ فِيهَا زَيْدٌ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْقِرَدَةِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْجَمُومِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْعِيصِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الطَّرْفِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى حِسْمَى , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ , ثُمَّ عَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى النَّاسِ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ , وَقَدَّمَهُ عَلَى الْأُمَرَاءِ فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ كَانَ الْأُمَرَاءُ يُقَاتِلُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، فَأَخَذَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ اللِّوَاءَ فَقَاتَلَ وَقَاتِلَ النَّاسُ مَعَهُ , وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى صُفُوفِهِمْ , فَقُتِلَ زَيْدٌ طَعَنَا بِالرِّمَاحِ شَهِيدًا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لَهُ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَسْعَى» وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ , وَقُتِلَ زَيْدٌ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَتْلُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ , وَجَعْفَرَ , وَابْنَ رَوَاحَةَ , قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرَ شَأْنَهُمْ، فَبَدَأَ بِزَيْدٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِجَعْفَرَ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو أُسَامَةَ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعَهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدً فَجَعْفَرُ [ص: 47] بْنُ أَبِي طَالِبٍ , فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» . قَالَ: فَوَثَبَ جَعْفَرٌ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا , فَقَالَ: «امْضِهْ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَتَاهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَهَشَتْ بِنْتُ زَيْدٍ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَحَبَ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا شَوْقُ الْحَبِيبِ إِلَى حَبِيبِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 ذِكْرُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَاسْمُ أَبِي مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ جِلَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَعْصُرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرٍ , وَكَانَ تِرْبًا لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا كَثِيرَ شَعَرِ الرَّأْسِ وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي مَرْثَدٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ وَابْنُهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ فَقَالَ: نَزَلَا عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَشَهِدَ أَبُو مَرْثَدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ قَدِيمًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 ذِكْرُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَخِي عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الْغَنَوِيُّ، عَنْ آبَائِهِ قَالَ: " شَهِدَ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: السَّبَلُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا , وَكَانَ أَمِيرًا فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 ذِكْرُ أَنَسَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ أَنَسَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قُتِلَ أَنَسَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ , وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُثْبِتُونَ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ بِبَدْرٍ وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: «مَاتَ أَنَسَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي [ص: 49] وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مَسْرَحٍ» ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الْأَيْلِيَّ يُخْبِرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْذَنُ بَعْدَ الظُّهْرِ وَهِيَ السُّنَّةُ، وَيَأْذَنُ عَلَيْهِ أَنَسَةُ مَوْلَاهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَاسْمُهُ سُلَيْمٌ مِنْ مُوَلَّدِي أَرْضِ دَوْسٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ أَبُو كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ فَقَالَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ أَبُو كَبْشَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا , وَتُوُفِّيَ أَوَّلَ يَوْمَ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَذَلِكَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 ذِكْرُ صَالِحٍ شُقْرَانَ غُلَامُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخَذَهُ مِنْهُ بِالثَّمَنِ , وَكَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا , وَهُوَ صَالِحُ بْنُ عَدِيٍّ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ مَمْلُوكٌ فَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 50] صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْأَسْرَى وَلَمْ يُسْهَمْ لَهُ، فَجَزَاهُ كُلُّ رَجُلٍ لَهُ أَسِيرٌ، فَأَصَابَ أَكْثَرَ مِمَّا أَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مِنَ الْمُقَسَّمِ. وَحَضَرَ بَدْرًا أَيْضًا ثَلَاثَةُ أَعْبُدٍ مَمَالِيكَ: غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَغُلَامٌ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ , وَغُلَامٌ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ , فَجَزَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يُسْهِمْ لَهُمْ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُقْرَانَ مَوْلَاهُ عَلَى جَمْعِ مَا وُجِدَ فِي رِجَالِ أَهْلِ الْمُرَيْسِيعِ مِنْ رِثَّةِ الْمَتَاعِ وَالسِّلَاحِ وَالنَّعَمِ وَالشَّاءِ وَجَمِيعِ الذُّرِّيَّةِ نَاحِيَةً , وَأَوْصَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ وَفَاتِهِ , وَكَانَ فِيمَنْ حَضَرَ غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَكَانُوا ثَمَانِيَةً سِوَى شُقْرَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 وَمِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيِّ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حُطَيطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ , وَكَانَ لِعَبِيدَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُعَاوِيَةُ , وَعَوْنٌ , وَمُنْقِذٌ , وَالْحَارِثُ , وَمُحَمَّدٌ , وَإِبْرَاهِيمُ , وَرَيْطَةُ , وَخَدِيجَةُ , وَسُخَيْلَةُ , وَصَفِيَّةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ عُبَيْدَةُ أَسَنُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِعَشْرِ سِنِينَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ أَيْضًا , وَكَانَ مَرْبُوعًا، أَسْمَرَ، حَسَنَ الْوَجْهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ [ص: 51] بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «خَرَجَ عُبَيْدَةُ وَالطُّفَيْلُ وَالْحُصَيْنُ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ , وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ مِنْ مَكَّةَ لِلْهِجْرَةِ فَاتَّعَدُوا بَطْنَ نَاجِحٍ , فَتَخَلَّفَ مِسْطَحُ لِأَنَّهُ لُدِغَ , فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَاءَهُمُ الْخَبَرُ فَانْطَلَقُوا إِلَيْهِ فَوَجَدُوهُ بِالْحَصَاصِ فَحَمَلُوهُ، فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانَيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَبِيدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَالطُّفَيْلِ وَأَخَوَيْهِ مَوْضِعَ خُطْبَتِهِمُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ فِيمَا بَيْنَ بَقِيعِ الزُّبَيْرِ وَبَنِي مَازِنٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَبِلَالٍ , وآخَى بَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَعُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيِّ , وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ بَدْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: " كَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , ثُمَّ عَقَدَ بَعْدَهُ لِوَاءَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَبَعَثَهُ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا , فَلَقُوا أَبَا سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ فِي مِائَتَيْنِ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: أَحْيَاءُ مِنْ بَطْنِ رَابِغٍ , فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرَّمْيُ، لَمْ يَسُلُّوا سَيْفًا، وَلَمْ يَدْنُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ , وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَتَلَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ يَوْمَ بَدْرٍ فَدَفَنَهُ [ص: 52] رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالصَّفْرَاءِ» , قَالَ يُونُسُ: أَرَانِي أَبِي قَبْرَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بِذَاتِ أَجْذَالَ بِالْمَضِيقِ، أَسْفَلَ مِنْ عَيْنِ الْجَدْوَلِ، وَذَلِكَ مِنَ الصَّفْرَاءِ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 ذِكْرُ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ الطُّفَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيٍّ الثَّقَفِيَّةُ وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ مِنَ الْوَلَدِ: عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ وَالْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ آخَى بَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ وَسُفْيَانِ بْنِ نَسْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 ذِكْرُ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْحُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيٍّ الثَّقَفِيَّةُ , وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدَةَ وَالطُّفَيْلِ ابْنَيِ الْحَارِثِ , وَكَانَ لِلْحُصَيْنِ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ الشَّاعِرُ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ وَرَافِعِ بْنِ عَنْجَدَةَ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَأَمَّا فِي [ص: 53] رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ آخَى بَيْنَ الْحُصَيْنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ أَخِي خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَشَهِدَ الْحُصَيْنُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَشْهُرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 ذِكْرُ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عَبَّادٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ مِسْطَحِ بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ وَزَيْدِ بْنِ الْمُزَيِّنِ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ مِسْطَحُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَابْنَ إِلْيَاسَ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 وَمِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ. ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكَمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَكَانَ عُثْمَانُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 وُلِدَ لَهُ مِنْ رُقْيَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُلَامٌ سَمَّاهُ: عَبْدُ اللَّهِ وَاكْتَنَى بِهِ فَكَنَّاهُ الْمُسْلِمُونَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَبَلَغَ عَبْدُ اللَّهِ سِتَّ سِنِينَ فَنَقَرَهُ دِيكٌ عَلَى عَيْنَيْهِ فَمَرِضَ فَمَاتَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَكَانَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْوَلَدِ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ رُقْيَةَ: عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ دَرَجَ , وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ , وَعَمْرٌو , وَخَالِدٌ , وَأَبَانُ , وَعُمَرُ , وَمَرْيَمُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ مِنَ الْأَزْدِ , وَالْوَلِيدُ بْنُ عُثْمَانَ , وَسَعِيدٌ , وَأُمُّ سَعِيدٍ , وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُثْمَانَ دَرَجَ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , وَعَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ , وَأُمُّ أَبَانَ , وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُنَّ رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَمَرْيَمُ بِنْتُ عُثْمَانَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَأُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُثْمَانَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 ذِكْرُ إِسْلَامِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: " خَرَجَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى أَثَرِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , فَدَخَلَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ , وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْقُرْآنَ , وَأَنْبَأَهُمَا بِحُقُوقِ الْإِسْلَامِ , وَوَعَدَهُمَا الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ , فَآمَنَا وَصَدَّقَا، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِمْتُ حَدِيثًا مِنَ الشَّامِ فَلَمَّا كُنَّا بَيْنَ مَعَانٍ وَالزَّرْقَاءِ فَنَحْنُ كَالنِّيَامِ إِذَا مُنَادٍ يُنَادِينَا: أَيُّهَا النِّيَامُ، هُبُّوا؛ فَإِنَّ أَحْمَدَ قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ , فَقَدِمْنَا فَسَمِعْنَا بِكَ «، وَكَانَ إِسْلَامُ عُثْمَانَ قَدِيمًا قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا أَسْلَمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَخَذَهُ عَمُّهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ فَأَوْثَقَهُ رِبَاطًا وَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ آبَائِكَ إِلَى دِينٍ مُحْدَثٍ؟ وَاللَّهِ لَا أَحُلُّكَ أَبَدًا حَتَّى تَدَعَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُهُ أَبَدًا وَلَا أُفَارِقُهُ , فَلَمَّا رَأَى الْحَكَمُ صَلَابَتَهُ فِي دِينِهِ تَرَكَهُ " قَالُوا: فَكَانَ عُثْمَانُ مِمَّنْ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الْأُولَى وَالْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ وَمَعَهُ فِيهِمَا جَمِيعًا امْرَأَتُهُ رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ لُوطٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: «لَمَّا هَاجَرَ عُثْمَانُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ أَخِي حَسَّانَ بْنِ [ص: 56] ثَابِتٍ فِي بَنِي النَّجَّارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: " لَمَّا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ خَطَّ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ دَارَهُ الْيَوْمَ , وَيُقَالُ: إِنَّ الْخَوْخَةَ الَّتِي فِي دَارِ عُثْمَانَ الْيَوْمَ وِجَاهَ بَابِ النَّبِيِّ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْهُ إِذَا دَخَلَ بَيْتَ عُثْمَانَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وآخَى بَيْنَ عُثْمَانَ وَأَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ أَبِي شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , وَيُقَالُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ الزُّرَقِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفِ بْنِ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ خَلَّفَ عُثْمَانَ عَلَى ابْنَتَهِ رُقْيَةَ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَمَاتَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَوْمَ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةُ بَشِيرًا بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ , وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي بَدْرٍ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ: " وَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بَعْدَ رُقْيَةَ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَاتَتْ عِنْدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ عِنْدِيَ ثَالِثَةٌ زَوَّجْتُهَا عُثْمَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ فِي غَزْوَتِهِ إِلَى ذَاتِ الرِّقَاعِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 57] الله عليه وسلم أَيْضًا عَلَى الْمَدِينَةِ فِي غَزْوَتِهِ إِلَى غَطَفَانَ بِذِي أَمَرٍّ بِنَجْدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا حَدَّثَ أَتَمَّ حَدِيثًا وَلَا أَحْسَنَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا يَهَابُ الْحَدِيثَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 ذِكْرُ لِبَاسِ عُثْمَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: «أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَصْفَرَانِ، لَهُ غَدِيرَتَانِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا بْنُ ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يَبْنِي الزَّوْرَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مُضَفِّرًا لِحْيَتَهُ لَمْ يَقُلِ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، وَقَالَهُ يَزِيدُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: «رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ , وَهُوَ مَخْضُوبٌ بِحِنَّاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْحَاطِبِيِّينَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ قَمِيصًا قُوهِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ [ص: 58] ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مُلَاءَةَ صَفْرَاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بُرْدًا يَمَانِيًّا ثَمَنَ مِائَةِ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُوسِعُونَ عَلَى نِسَائِهِمْ فِي اللِّبَاسِ الَّذِي يُصَانُ وَيُتَجَمَّلُ بِهِ , ثُمَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلَى عُثْمَانَ مَطْرَفَ خَزٍّ ثَمَنَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: هَذَا لِنَائِلَةَ، كَسَوْتُهَا إِيَّاهُ، فَأَنَا أَلْبَسُهُ، أَسُرُّهَا بِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ , سَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ , وَعُرْوَةَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ صِفَةِ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَرَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافًا، قَالُوا: «كَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ , حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، كَبِيرَ اللِّحْيَةِ، عَظِيمَهَا , أَسْمَرَ اللَّوْنِ , عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ , بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ , كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ , يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ: «أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دَارَةَ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ قَدْ سَلِسَ بَوْلُهُ عَلَيْهِ، فَدَاوَاهُ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَكَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُثْمَانَ تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ دَعَا بِهِ وَهُوَ فِي خِرْقَةٍ فَيَشُمُّهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ إِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَقَعَ لَهُ فِي قَلْبِي شَيْءٌ , يَعْنِي الْحُبَّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَصْفَرَانِ، فَيَجْلِسُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَيُؤَذِنُ الْمُؤَذِّنُ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ، يَسْأَلُ الْنَّاسَ عَنْ أَسْعَارِهِمْ، وَعَنْ قُدَّامِهِمْ، وَعَنْ مَرْضَاهُمْ , ثُمَّ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ قَامَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا عَقْفَاءَ فَيَخْطُبُ وَهِيَ فِي يَدِهِ , ثُمَّ يَجْلِسُ جِلْسَةً، فَيَبْتَدِئُ كَلَامَ النَّاسِ فَيَسْأَلُهُمْ كَمَسْأَلَتِهِ الْأُولَى , ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ , ثُمَّ يَنْزِلُ وَيُقِيمُ الْمُؤَذِّنُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَالْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ يَسْأَلُهُمْ وَيَسْتَخْبِرُهُمْ عَنِ الْأَسْعَارِ وَالْأَخْبَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ قَالَتْ: «كَانَ عُثْمَانُ يَتَنَشَّفُ بَعْدَ الْوُضُوءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ: «أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَتَمَطَّرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ، قَالَتْ: " كَانَ عُثْمَانُ إِذَا اغْتَسَلَ جِئْتُهُ بِثِيَابِهِ فَيَقُولُ لِي: لَا تَنْظُرِي إِلَيَّ؛ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكِ , قَالَتْ: وَكُنْتُ لِامْرَأَتِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ بُنَانَةَ: «أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ [ص: 60] عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيِّ قَالَ: " كَانَ عُثْمَانُ يَلِي وُضُوءَ اللَّيْلِ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بَعْضَ الْخَدَمِ فَكَفَوْكَ، فَقَالَ: لَا , اللَّيْلُ لَهُمْ يَسْتَرِيحُونَ فِيهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَصْدَقُ أُمَّتِي حَيَاءً عُثْمَانُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كَانَ أَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ ابْنَ عَفَّانَ وَبَعْدَهُ ابْنَ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " فِي قَوْلِهِ {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76] قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ مُتَوَسِّدًا رِدَاءَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي وَصِيَّتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دَارَةَ قَالَ: «كَانَ عُثْمَانُ رَجُلًا تَاجِرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، وَكَانَ يَدْفَعُ مَالَهُ قِرَاضًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَشِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُثْمَانَ دَفَعَ إِلَيْهِ مَالًا مُضَارَبَةً عَلَى النِّصْفِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 ذِكْرُ الشُّورَى وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ صَحِيحٌ يُسْأَلُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ فَيَأْبَى، فَصَعِدَ يَوْمًا الْمِنْبَرَ فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ , وَقَالَ: إِنْ مُتُّ فَأَمْرُكُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ فَارَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَنَظِيرِهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَنَظِيرِهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَنَظِيرِهِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ , أَلَا وَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الْحُكْمِ، وَالْعَدْلِ فِي الْقَسْمِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَزْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: «تَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ , فَإِنْ كَانَ اثْنَانِ وَاثْنَانِ , فَارْجِعُوا فِي الشُّورَى , وَإِنْ كَانَ أَرْبَعَةٌ وَاثْنَانِ فَخُذُوا صِنْفَ الْأَكْثَرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «وَإِنِ اجْتَمَعَ رَأْيُ ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثَةٍ فَاتَّبَعُوا صِنْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ بن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ، أَنَّ عُمَرَ حِينَ طُعِنَ قَالَ: «لِيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثًا , وَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ , وَالْأَمْرُ إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ فَمَنْ بَعَلَ أَمْرَكُمْ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ , يَعْنِي مَنْ خَالَفَكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَاعَةٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، كُنْ فِي خَمْسِينَ مِنْ [ص: 62] قَوْمِكَ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَصْحَابِ الشُّورَى، فَلَا تَتْرُكْهُمْ يَمْضِي الْيَوْمُ الثَّالِثُ حَتَّى يُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 ذِكْرُ بَيْعَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «وَافَى أَبُو طَلْحَةَ فِي أَصْحَابِهِ سَاعَةَ قَبْرِ عُمَرَ فَلَزِمَ أَصْحَابَ الشُّورَى , فَلَمَّا جَعَلُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَخْتَارُ لَهُمْ مِنْهُمْ , لَزِمَ أَبُو طَلْحَةَ بَابَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى بَايَعَ عُثْمَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ الْمُكْتِبُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ لِعُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَمِيرَةَ بْنِ هُنَيٍّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «أَنَا رَأَيْتُ عَلِيًّا بَايَعَ عُثْمَانَ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ فَبَايِعُوا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُثْمَانَ لَمَّا بُويِعَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ , فَخَطَبَهُمْ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَوَّلَ مَرْكَبٍ صَعْبٌ، وَإِنَّ بَعْدَ الْيَوْمِ أَيَّامًا , وَإِنْ أَعِشْ تَأْتِكُمُ الْخُطْبَةُ عَلَى وَجْهِهَا، وَمَا كُنَّا خُطَبَاءَ، وَسَيُعَلِّمُنَا اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ: «مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلَى [ص: 63] ذِي فُوقٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ: «اسْتَخْلَفْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ، وَلَمْ نَأْلُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: " شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَا خَطَبَ خِطْبَةً إِلَّا قَالَ: «أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ وَلَمْ نَأْلُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانِيًا حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَاتَ فَلَمْ نَرَ يَوْمًا أَكْثَرَ نَشِيجًا مِنْ يَوْمَئِذٍ، وَإِنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَأْلُ عَنْ خَيْرِنَا ذِي فُوقٍ، فَبَايَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَبَايِعُوهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: «بُويِعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَاسْتَقْبَلَ لِخِلَافَتِهِ الْمُحَرَّمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ فِي حَدِيثِهِ: فَوَجَّهَ عُثْمَانُ عَلَى الْحَجِّ تِلْكَ السُّنَّةِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , فَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ , ثُمَّ حَجَّ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ كُلِّهَا بِالنَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ وَلَاءً إِلَّا السَّنَةَ الَّتِي حُوصِرَ فِيهَا، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْحَجِّ بِالنَّاسِ، وَهِيَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْحَجِّ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ , فَخَرَجَ فَحَجَّ بِالنَّاسِ بِأَمْرِ عُثْمَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ عَاشَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أَمِيرًا، يَعْمَلُ سِتَّ سِنِينَ لَا يَنْقِمُ النَّاسُ عَلَيْهِ شَيْئًا , وَإِنَّهُ لَأَحَبُّ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِأَنَّ عُمَرَ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا وَلِيَهُمْ عُثْمَانُ لَانَ لَهُمْ وَوَصَلَهُمْ ثُمَّ تَوَانَى فِي أَمْرِهِمْ , وَاسْتَعْمَلَ أَقْرِبَاءَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فِي السِّتِّ الْأَوَاخِرِ , وَكَتَبَ لِمَرْوَانَ بِخُمْسِ مِصْرَ وَأَعْطَى أَقْرِبَاءَهُ الْمَالَ , وَتَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ الصِّلَةَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا، وَاتَّخَذَ الْأَمْوَالَ، وَاسْتَسْلَفَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ , وَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ تَرَكَا مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ لَهُمَا، وَإِنِّي أَخَذْتُهُ فَقَسَمْتُهُ فِي أَقْرِبَائِي، فَأَنْكَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَتَأَوَّلَانِ فِي هَذَا الْمَالِ ظَلْفَ أَنْفُسِهِمَا وَذَوِي أَرْحَامِهِمَا، وَإِنِّي تَأَوَّلْتُ فِيهِ صِلَةَ رَحِمِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 ذِكْرُ الْمِصْرِيِّينَ وَحَصْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ الرَّبِيعِ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ لَمَّا أَقْبَلُوا مِنْ مِصْرَ يُرِيدُونَ عُثْمَانَ وَنَزَلُوا بِذِي خَشَبٍ دَعَا عُثْمَانُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَارْدُدْهُمْ عَنِّي، وَأَعْطِهِمُ الرِّضَى، وَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي فَاعِلٌ بِالْأُمُورِ الَّتِي طَلَبُوا، وَنَازِعٌ عَنْ كَذَا، بِالْأُمُورِ الَّتِي تَكَلَّمُوا فِيهَا» ، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَيْهِمْ إِلَى ذِي خَشَبٍ. قَالَ جَابِرٌ: وَأَرْسَلَ مَعَهُ عُثْمَانُ خَمْسِينَ رَاكِبًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَا فِيهِمْ، وَكَانَ رُؤَسَاؤُهُمْ أَرْبَعَةً: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيَّ , وَسَوْدَانَ بْنَ حُمْرَانَ الْمُرَادِيَّ , وَابْنَ الْبَيَّاعِ , وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيَّ لَقَدْ كَانَ الِاسْمُ غَلَبَ حَتَّى يُقَالَ: جَيْشُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ , فَأَتَاهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ كَذَا وَيَقُولُ كَذَا وَأَخْبَرَهُمْ بِقَوْلِهِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَلَمَّا كَانُوا بِالْبُوَيْبِ رَأَوْا جَمَلًا عَلَيْهِ مِيسَمُ الصَّدَقَةِ فَأَخَذُوهُ , فَإِذَا غُلَامٌ لِعُثْمَانَ فَأَخَذُوا مَتَاعَهُ فَفَتَّشُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ قَصَبَةً مِنْ رَصَاصٍ، فِيهَا كِتَابٌ فِي جَوْفِ الْإِدْرَاةِ فِي الْمَاءِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ أَنِ افْعَلْ بِفُلَانٍ كَذَا وَبِفُلَانٍ كَذَا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ شَرَعُوا فِي عُثْمَانَ، فَرَجَعَ الْقَوْمُ ثَانِيَةً حَتَّى نَزَلُوا بِذِي خُشُبٍ فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: اخْرُجْ فَارْدُدْهُمْ عَنِّي، فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ، قَالَ: فَقَدِمُوا فَحَصَرُوا عُثْمَانَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: " أَنْكَرَ عُثْمَانُ أَنْ يَكُونَ كَتَبَ الْكِتَابَ، أَوْ أَرْسَلَ ذَلِكَ الرَّسُولَ , وَقَالَ: «فُعِلَ ذَلِكَ دُونِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: " كُنْتُ فِيمَنْ أُرْسَلُوا مِنْ جَيْشِ ذِي خُشُبٍ , قَالَ فَقَالُوا لَنَا: سَلُوا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاجْعَلُوا آخِرَ مَنْ تُسْأَلُونَ عَلِيًّا: أَنَقْدَمُ؟ قَالَ: فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا: اقْدُمُوا، إِلَّا عَلِيًّا قَالَ: «لَا آمُرُكُمْ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَبَيْضٌ فَلْيُفْرِخُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 ذِكْرُ مَا قِيلَ لِعُثْمَانَ فِي الْخَلْعِ، وَمَا قَالَ لَهُمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: " قَالَ لِي عُثْمَانُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ: مَا تَرَى فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ , قَالَ: قُلْتُ: مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ يُرِيدُونَ خَلْعِي، فَإِنْ خَلَعْتُ تَرَكُونِي، وَإِنْ لَمْ أَخْلَعْ قَتَلُونِي , قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ خَلَعْتَ تُتْرَكُ مُخَلَّدًا فِي الدُّنْيَا , قَالَ: لَا , قَالَ: فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ؟ قَالَ: لَا , قَالَ: فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَخْلَعْ هَلْ يَزِيدُونَ عَلَى قَتْلِكَ؟ قَالَ: لَا , قُلْتُ: فَلَا أَرَى أَنْ تُسُنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الْإِسْلَامِ، كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرِهِمْ خَلَعُوهُ , لَا تَخْلَعْ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ يُوسُفَ بْنُ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: " كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَيَقُولُونَ: انْزِعْ لَنَا , فَيَقُولُ: لَا أَنْزِعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهُ اللَّهُ، وَلَكِنْ أَنْزِعُ عَمَّا تَكْرَهُونَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجَزَرِيُّ، أَوِ الشَّامِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ: " إِنِ اللَّهُ كَسَاكَ يَوْمًا سِرْبَالًا فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لِظَالِمٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ: «وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ بَعْضَ أَصْحَابِي» , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَسْكَتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , قُلْتُ: أَدْعُو لَكَ عُمَرَ، فَأَسْكَتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , قُلْتُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 : أَدْعُو لَكَ عَلِيًّا، فَأَسْكَتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , فَقُلْتُ: فَأَدْعُو لَكَ ابْنَ عَفَّانَ، قَالَ: «نَعَمْ» ، فَلَمَّا جَاءَ أَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ تَبَاعَدِي , فَجَاءَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ , قَالَ قَيْسٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قِيلَ لِعُثْمَانَ: أَلَا تُقَاتِلُ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَإِنِّي صَابِرٌ عَلَيْهِ , قَالَ أَبُو سَهْلَةَ: «فَيَرَوْنَ أَنَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ , قَالَ: وَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا إِذَا دَخَلْنَاهُ سَمِعْنَا كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ , قَالَ: فَدَخَلَ عُثْمَانُ يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَخَرَجَ مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونَنِي بِالْقَتْلِ آنِفًا قَالَ: قُلْنَا: يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ: وَلِمَ يَقْتُلُونَنِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ , أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ , أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ «، فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ قَطُّ , وَلَا تَمَنَّيْتُ أَنَّ لِيَ بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللَّهُ , وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا , فَفِيمَ يَقْتُلُونَنِي» ؟ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَيَّاجُ بْنُ سَرِيعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " أَشْرَفَ عُثْمَانُ عَلَى الَّذِينَ حَاصَرُوهُ فَقَالَ: " يَا قَوْمِ، لَا تَقْتُلُونِي، فَإِنِّي وَالٍ، وَأَخٌ مُسْلِمٌ , فَوَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَصَبْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ , وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتُلُونِي لَا تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا تَغْزُوا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا يُقْسَمُ فَيْؤُكُمْ بَيْنَكُمْ , قَالَ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: أَنْشِدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ دَعَوْتُمْ عِنْدَ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا دَعَوْتُمْ بِهِ , وَأَمْرُكُمْ جَمِيعًا لَمْ يَتَفَرَّقْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ دِينِهِ وَحَقِّهِ، فَتَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُجِبْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 دَعْوَتَكُمْ، أَمْ تَقُولُونَ: هَانَ الدِّينُ عَلَى اللَّهِ، أَمْ تَقُولُونَ: إِنِّي أَخَذْتُ هَذَا الْأَمْرَ بِالسَّيْفِ وَالْغَلَبَةِ، وَلَمْ آخُذُهُ عَنْ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , أَمْ تَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَعْلَمْ مِنْ أَوَّلِ أَمْرِي شَيْئًا لَمْ يَعْلَمْ مِنْ آخِرِهِ؟ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا " , قَالَ مُجَاهِدٌ: فَقَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ فِي الْفِتْنَةِ , وَبَعَثَ يَزِيدُ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عِشْرِينَ أَلْفًا فَأَبَاحُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثًا، يَصْنَعُونَ مَا شَاؤُوا لِمُدَاهَنَتِهِمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لَمَّا حُصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُوَّةٍ فِي الطَّمَارِ فَقَالَ: أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمَّا آخَى رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ آخَى بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَقِيلَ لِطَلْحَةَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: نَشَدَنِي , وَأَمْرٌ رَأَيْتُهُ، أَلَا أَشْهَدُ بِهِ؟ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " بَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ يَدْعُوهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهُ فَتَعَلَّقُوا بِهِ وَمَنَعُوهُ , قَالَ: فَحَلَّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ هَذَا، أَوْ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ , وَاللَّهِ لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ: " أَنَّ عُثْمَانَ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ أَنِ ائْتِنِي، فَقَامَ عَلِيٌّ لَيَأْتِيَهِ , فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ عَلِيٍّ حَتَّى حَبَسَهُ وَقَالَ: أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْكَتَائِبِ، لَا تَخْلُصُ إِلَيْهِ , وَعَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَنَقَضَهَا عَلَى رَأْسِهِ , ثُمَّ رَمَى بِهَا إِلَى رَسُولِ عُثْمَانَ وَقَالَ: أَخْبِرْهُ بِالَّذِي قَدْ رَأَيْتَ , ثُمَّ خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَحْجَارِ الزَّيْتِ فِي [ص: 69] سُوقِ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ قَتْلُهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِهِ، أَنْ أَكُونَ قَتَلْتُ، أَوْ مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: " لَمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الدَّارِ بَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ: سَلْ وَانْظُرْ مَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: قَدْ حَلَّ دَمُهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: «مَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ , أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ , أَوْ قَتَلَ رَجُلًا فَقُتِلَ بِهِ» , قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ: أَوْ سَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوا عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: عَلَامَ تَقْتُلُونَنِي؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ قَتْلَ رَجُلٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ , وَرَجُلٍ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَإِنَّهُ يُرْجَمُ , وَرَجُلٍ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ يُقْتَلُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: " قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَهَابِيرَ مِنَ الْأَمْرِ فَتُبْ وَلْيَتُوبُوا مَعَكَ، قَالَ: فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ: " إِنَّكَ رَكِبْتَ بِنَا نَهَابِيرَ وَرَكِبْنَاهَا مَعَكَ، فَتُبْ يَتُبِ النَّاسَ مَعَكَ، فَرَفَعَ عُثْمَانُ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ [ص: 70] سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي قُيُودٍ فَضَعُوهُمَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: هَذِهِ الْأَنْصَارُ بِالْبَابِ يَقُولُونَ: إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: «أَمَّا الْقِتَالُ فَلَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ يَوْمَ الدَّارِ: «إِنَّ أَعْظَمَكُمْ عَنِّي غَنَاءً رَجُلٌ كَفَّ يَدَهُ وَسِلَاحَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَابٌ أَمْ ضَرْبٌ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، " أَيَسُرُّكَ أَنْ تَقْتُلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَإِيَّايَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا , قَالَ: فَإِنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ قَتَلْتَ رَجُلًا وَاحِدًا فَكَأَنَّمَا قُتِلَ النَّاسُ جَمِيعًا , قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَمْ أُقَاتِلْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: " قَاتِلْهُمْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قِتَالَهُمْ , فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُهُمْ أَبَدًا , قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ أَمَّرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الدَّارِ , وَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ كَانَتْ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيِّ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قُلْتُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ مَعَكَ فِي الدَّارِ عِصَابَةً مُسْتَنْصَرَةً بِنَصْرِ اللَّهِ بِأَقَلَّ مِنْهُمْ لِعُثْمَانَ، فَأْذَنْ لِي فَلْأُقَاتِلُ , فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ رَجُلًا، أَوْ قَالَ: أَذَّكِّرُ بِاللَّهِ رَجُلًا أَهْرَاقَ فِيَّ دَمُهُ، أَوْ قَالَ: أَهْرَاقَ فِيَّ دَمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " كَانَ مَعَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي الدَّارِ سَبْعُمِائَةٍ لَوْ يَدَعُهُمْ لَضَرَبُوهُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى يُخْرِجُوهُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا، مِنْهُمُ: ابْنُ عُمَرَ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: " شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَاطَّلَعَ مِنْ كُوٍّ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْتُلُونِي، وَاسْتَتِيبُونِي، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي , لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَا تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ، وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ. وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: مَا تَرَى؟ فَقَالَ: الْكَفَّ الْكَفَّ؛ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: «كَانَ الْمِصْرِيُّونَ الَّذِينَ حَصَرُوا عُثْمَانَ سِتَّمِائَةٍ , رَأْسُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ , وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ الْكِنْدِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ مِائَتَيْنِ , رَأْسُهُمْ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ , وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْبَصْرَةِ مِائَةُ رَجُلٍ رَأْسُهُمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ الْعَبْدِيُّ، وَكَانُوا يَدًا وَاحِدَةً فِي الشَّرِّ، وَكَانَ حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ ضَوَوْا إِلَيْهِمْ، قَدْ مُزِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ , مَفْتُونُونَ , وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ خَذَلُوهُ كَرِهُوا الْفِتْنَةَ، وَظَنُّوا أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَبْلُغُ قَتْلَهُ، فَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِي أَمْرِهِ، وَلَعَمْرِي لَوْ قَامُوا أَوْ قَامَ بَعْضُهُمْ فَحَثَا فِي وجُوهِهِمُ التُّرَابَ لَانْصَرَفُوا خَاسِرِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " مَا زَالَ الْمِصْرِيُّونَ كَافِّينَ عَنْ دَمِهِ وَعَنِ [ص: 72] الْقِتَالِ حَتَّى قَدِمَتْ أَمْدَادُ الْعِرَاقِ مِنَ الْكُوفَةِ وَمِنَ الْبَصْرَةِ وَمِنَ الشَّامِ، فَلَمَّا جَاؤُوا وَشَجُعَ الْقَوْمُ حِينَ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْبُعُوثَ قَدْ فَصَلَتْ مِنَ الْعِرَاقِ مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَامِرٍ , وَمِنْ مِصْرَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالُوا: نُعَاجِلُهُ قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ الْأَمْدَادُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: خَرَجَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَحْصُورٌ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَرَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ وَمَالِكًا الْأَشْتَرَ وَحَكِيمَ بْنَ جَبَلَةَ فَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ اسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَظْهَرَ الْكَلَامَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ، إِنَّ أَمْرًا هَؤُلَاءِ رُؤَسَاؤُهُ لَأَمْرُ سُوءٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 ذِكْرُ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَنْبَأَنِي وَثَّابٌ، وَكَانَ فِيمَنْ أَدْرَكَهُ عِتْقُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ , وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ وَرَأَيْتُ بِحَلْقِهِ أَثَرَ طَعْنَتَيْنِ كَأَنَّهُمَا كَيَّتَانِ طُعِنَهُمَا يَوْمَئِذٍ يَوْمَ الدَّارِ دَارِ عُثْمَانَ قَالَ: " بَعَثَنِي عُثْمَانُ فَدَعَوْتُ لَهُ الْأَشْتَرَ فَجَاءَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَالَ: فَطَرَحْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وِسَادَةً، وَلَهُ وِسَادَةً، قَالَ: " يَا أَشْتَرُ، مَا يُرِيدُ النَّاسُ مِنِّي؟ قَالَ: ثَلَاثٌ، لَيْسَ لَكَ مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: يُخَيِّرُونَكَ بَيْنَ أَنْ تَخْلَعَ لَهُمْ أَمَرَهُمْ فَتَقُولَ: هَذَا أَمْرُكُمْ فَاخْتَارُوا لَهُ مَنْ شِئْتُمْ، وَبَيْنَ أَنْ تَقُصَّ مِنْ نَفْسِكِ , فَإِنْ أَبَيتَ هَاتَيْنِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَاتِلُوكَ , قَالَ: أَمَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ؟ قَالَ: لَا , مَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ، قَالَ: أَمَّا أَنْ أَخْلَعَ لَهُمْ أَمَرَهُمْ فَمَا كُنْتُ لِأَخْلَعَ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهُ اللَّهُ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ: وَاللَّهِ لِأَنْ [ص: 73] أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، قَالُوا: هَذَا أَشْبَهُ بِكَلَامِ عُثْمَانَ , " وَأَمَّا أَنْ أَقُصَّ مِنْ نَفْسِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ صَاحِبَيَّ بَيْنَ يَدَيَّ قَدْ كَانَا يُعَاقِبَانِ وَمَا يَقُومُ بُدٌّ فِي الْقِصَاصِ , وَأَمَّا أَنْ تَقْتُلُونِيَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا تَتَحَابُّونَ بَعْدِي أَبَدًا، وَلَا تُصَلُّونَ بَعْدِي جَمِيعًا أَبَدًا، وَلَا تُقَاتِلُونَ بَعْدِي عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , ثُمَّ قَامَ فَانْطَلَقَ، فَمَكَثْنَا، فَقُلْنَا: لَعَلَّ النَّاسَ , فَجَاءَ رُوَيْجِلٌ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ فَاطَّلَعَ مِنْ بَابٍ ثُمَّ رَجَعَ , فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى عُثْمَانَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ بِهَا حَتَّى سُمِعَ وَقْعُ أَضْرَاسِهِ، فَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ، مَا أَغْنَى عَنْكَ ابْنُ عَامِرٍ، مَا أَغْنَتْ عَنْكَ كُتُبُكَ , فَقَالَ: أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي، أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ اسْتِعْدَاءَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ يُعِينُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ حَتَّى وَجَأَ بِهِ فِي رَأْسِهِ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ؟، قَالَ: ثُمَّ تَغَاوُوا وَاللَّهِ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ: " أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ تَسَوَّرَ عَلَى عُثْمَانَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَمَعَهُ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ , وَسَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانُ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَجَدُوا عُثْمَانَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ نَائِلَةَ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَتَقَدَّمَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَأَخَذَ بِلِحْيَةِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: قَدْ أَخْزَاكَ اللَّهُ يَا نَعْثَلُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ، وَلَكِنْ عَبْدُ اللَّهِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا ابْنَ أَخِي، دَعْ عَنْكَ لِحْيَتِي، فَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْبِضَ عَلَى مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أُرِيدُ بِكَ أَشَدُّ مِنْ قَبْضِي عَلَى لِحْيَتِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَسْتَنْصِرُ اللَّهَ عَلَيْكَ وَأَسْتَعِينُ بِهِ , ثُمَّ طَعَنَ جَبِينَهُ بِمِشْقَصٍ فِي يَدِهِ , وَرَفَعَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ مَشَاقِصَ كَانَتْ فِي يَدِهِ فَوَجَأَ بِهَا فِي أَصْلِ أُذُنِ عُثْمَانَ، فَمَضَتْ حَتَّى دَخَلَتْ فِي حَلْقِهِ , ثُمَّ عَلَاهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: ضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبِينَهُ وَمُقَدَّمَ رَأْسِهِ بِعَمُودِ حَدِيدٍ فَخَرَّ لِجَنْبِهِ , وَضَرَبَهُ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ الْمُرَادِيُّ بَعْدَمَا خَرَّ لِجَنْبِهِ فَقَتَلَهُ , وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَثَبَ عَلَى عُثْمَانَ فَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وَبِهِ رَمَقٌ فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ وَقَالَ: أَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهُنَّ فَإِنِّي طَعَنْتُهُنَّ لِلَّهِ، وَأَمَّا سِتٌّ فَإِنِّي طَعَنْتُ إِيَّاهُنَّ لِمَا كَانَ فِي صَدْرِي عَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: " لَمَّا ضَرَبَهُ بِالْمَشَاقِصِ قَالَ عُثْمَانُ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَإِذَا الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى اللِّحْيَةِ يَقْطُرُ، وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاتَّكَأَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ , وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ وَالدَّمُ يَسِيلُ عَلَى الْمُصْحَفِ حَتَّى وَقَفَ الدَّمُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى " {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] وَأَطْبَقَ الْمُصْحَفَ، وَضَرَبُوهُ جَمِيعًا ضَرْبَةً وَاحِدَةً، فَضَرَبُوهُ وَاللَّهِ , بِأَبِي هُوَ، يُحْيِي اللَّيْلَ فِي رَكْعَةٍ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمَلْهُوفَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " قُتِلَ عُثْمَانُ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ , وَشَدَّ عَبْدٌ لِعُثْمَانَ أَسْوَدُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ فَقَتَلَهُ , وَشَدَّ سَوْدَانُ عَلَى الْعَبْدِ فَقَتَلَهُ , وَدَخَلَتِ الْغَوْغَاءُ دَارَ عُثْمَانَ فَصَاحَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ: أَيَحِلُّ دَمُ عُثْمَانَ وَلَا يَحِلُّ مَالُهُ؟ فَانْتَهَبُوا مَتَاعَهُ , فَقَامَتْ نَائِلَةُ فَقَالَتْ: لُصُوصٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ، مَا رَكِبْتُمْ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ أَعْظَمُ , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُوهُ صَوَّامًا قَوَّامًا، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ , ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ مِنْ دَارِ عُثْمَانَ فَأُغْلِقَ بَابُهُ عَلَى ثَلَاثَةٍ قُتِلُوا: عُثْمَانَ , وَعَبْدِ عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ , وَكِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصْبَحَ عُثْمَانُ بْنُ [ص: 75] عَفَّانَ يَوْمَ قُتِلَ يَقُصُّ رُؤْيَا عَلَى أَصْحَابِهِ رَآهَا، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ، فَقَالَ لِي: «يَا عُثْمَانُ أَفْطِرْ عِنْدَنَا» ، قَالَ: فَأَصْبَحَ صَائِمًا، وَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، رَحِمَهُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: نَامَ عُثْمَانُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ , وَذَلِكَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: تَمَنَّى عُثْمَانُ أُمْنِيَةً لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا، قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَلَسْنَا عَلَى مَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي هَذَا، فَقَالَ: «إِنَّكَ شَاهِدٌ فِينَا الْجُمُعَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِلَالِ بِنْتِ وَكِيعٍ، عَنِ امْرَأَةِ عُثْمَانَ، قَالَ: وَأَحْسَبُهَا بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ، قَالَتْ: " أَغْفَى عُثْمَانُ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: إِنَّ الْقَوْمَ يَقْتُلُونَنِي، فَقُلْتُ: كَلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالُوا: أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ، أَوْ قَالُوا: إِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 ذِكْرُ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ فَيَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: «قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيدُ [ص: 76] أَنْ لَا يَغْلِبُنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ أَلْتَفِتْ , ثُمَّ غَمَزَنِي فَنَظَرْتُ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَتَنَحَّيْتُ، فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ , ثُمَّ انْصَرَفَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «لَقَدْ قَتَلْتُمُوهُ وَإِنَّهُ لِيُحْيِيَ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِالْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: " رَأَيْتُ رَجُلًا طَيِّبَ الرِّيحِ، نَظِيفَ الثَّوْبِ، قَائِمًا إِلَى دُبُرِ الْكَعْبَةِ يُصَلِّي , وَغُلَامٌ خَلْفَهُ، كُلَّمَا تَعَايَا عَلَيْهِ فَتَحَ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُثْمَانُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: «أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ صَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ قَامَ خَلْفَ الْمَقَامِ فَجَمَعَ كِتَابَ اللَّهِ فِي رَكْعَةٍ، كَانَتْ وِتْرَةً، فَسُمِّيَتِ الْبُتَيْرَاءُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَسَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا أَحَاطُوا بِعُثْمَانَ وَدَخَلُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ، فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ، يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 ذِكْرُ مَا خَلَّفَ عُثْمَانُ، وَكَمْ عَاشَ، وَأَيْنَ دُفِنَ , رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كَانَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عِنْدَ خَازِنِهِ يَوْمَ قُتِلَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَخَمْسُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَخَمْسُونَ وَمِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ فَانْتُهِبَتْ وَذَهَبَتْ , وَتَرَكَ أَلْفَ بَعِيرٍ [ص: 77] بِالرَّبَذَةِ , وَتَرَكَ صَدَقَاتٍ كَانَ تَصَدَّقَ بِهَا بِبَرَادِيسَ وَخَيْبَرَ وَوَادِي الْقُرَى، قِيمَةَ مِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ جَدَّتِي الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ النَّاسُ يَتُوقُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَوْتَاهُمْ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ، فَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَقُولُ: يُوشِكُ أَنْ يَهْلِكَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَيُدْفَنُ هُنَاكَ، فَيَأْتَسِيَ النَّاسُ بِهِ ". قَالَ مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ: فَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ هُنَاكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَعَرَفَهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 وَقَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: " بُويِعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِالْخِلَافَةِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ , وَقُتِلَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ الْعَصْرِ , وَكَانَ يَوْمَئِذٍ صَائِمًا، وَدُفِنَ لَيْلَةَ السَّبْتِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ بِالْبَقِيعِ , فَهِيَ مَقْبَرَةُ بَنِي أُمَيَّةَ الْيَوْمَ , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً غَيْرَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا , وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 ذِكْرُ مَنْ دَفَنَ عُثْمَانَ وَمَتَى دُفِنَ، وَمَنْ حَمَلَهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ حُمِلَ، وَمَنْ نَزَلَ فِي قَبْرِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ، وَأَيْنَ دُفِنَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ نَظَرَ إِلَى بُيُوتِ أَسْلَمَ شَوَارِعَ فِي السُّوقِ فَقَالَ: أَظْلِمُوا عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، أَظْلَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُبُورَهُمْ، قَتَلَةَ عُثْمَانَ، قَالَ نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَيْتِي يُظْلِمُ عَلَيَّ، وَأَنَا رَابِعِ أَرْبَعَةٍ حَمَلَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَبَرْنَاهُ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَعَرَفَهُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: اقْطَعُوا الْبِنَاءَ، لَا تَبْنُوا عَلَى وَجْهِ دَارِهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي خَالِيًا فَقَالَ: مَتَى حَمَلْتُمُوهُ، وَمَتَى قَبَرْتُمُوهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: حَمَلْنَاهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، لَيْلَةَ السَّبْتِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَكُنْتُ أَنَا وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ، وَتَقَدَّمَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَصَدَّقَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: " خَرَجَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَدْ شَقَّتْ جَيْبِهَا قُبُلًا وَدُبُرًا، وَمَعَهَا سِرَاجٌ وَهِيَ تَصِيحُ: وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَاهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: " أَطْفِئِي السَّرَّاجَ، لَا يُفْطَنُ بِنَا، فَقَدْ رَأَيْتُ الْغُواةَ الَّذِينَ عَلَى الْبَابِ , قَالَ: فَأَطْفَأَتِ السَّرَّاجَ، وَانْتَهَوا إِلَى الْبَقِيعِ , فَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَخَلْفَهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ , وَنِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ , وَنَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ , وَأُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ امْرَأَتَاهُ , وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , [ص: 79] وَكَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَأُمُّ الْبَنِينَ وَنَائِلَةُ يُدَلُّونَهُ عَلَى الرِّجَالِ حَتَّى لَحَدُوا لَهُ وَبُنِيَ عَلَيْهِ، وَغَبُّوا قَبْرَهُ، وَتَفَرَّقُوا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ: «أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ صَلَّى عَلَى عُثْمَانَ، فِي سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا، بِجُبَيْرٍ سَبْعَةَ عَشَرَ» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: صَلَّى عَلَيْهِ أَرْبَعَةٌ، أَثْبَتُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ جَدَّتِي الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنْتُ أَحَدَ حَمَلَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ حِينَ تُوُفِّيَ، حَمَلْنَاهُ عَلَى بَابٍ، وَإِنَّ رَأْسَهُ لَيَقْرِعُ الْبَابَ لِإِسْرَاعِنَا بِهِ، وَإِنَّ بِنَا مِنَ الْخَوْفِ لَأَمْرًا عَظِيمًا حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي قَبْرِهِ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: " حَمَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَرْبَعَةٌ: جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَنِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ , وَفَتًى مِنَ الْعَرَبِ، فَقُلْتُ لَهُ: الْفَتَى جَدُّ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ , فَقَالَ: لَمْ يُسَمْ لِي، قَالَ: وَالْعُثْمَانِيِّونَ أَعْرَفُ مِنِّي بِتِلْكَ الْحُرْمَةِ، وَأَرْعَاهُمْ لَهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ: «أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ مُوثِقِي وَأُخْتَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَلَوِ ارْفَضَّ أَحَدٌ فِيمَا صَنَعْتُمْ بِابْنِ عَفَّانَ كَانَ حَقِيقًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 ذِكْرُ مَا قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: " لَا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ، أَوَ أَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيهِ عَوْنًا عَلَى دَمِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَوْ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ لَرُمُوا بِالْحِجَارَةِ كَمَا رُمِيَ قَوْمُ لُوطٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّعِقُ بْنُ حَزْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: " خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «لَوْ لَمْ يَطْلُبُ النَّاسُ بِدَمِ عُثْمَانَ لَرُمُوا بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا، وَحَلَّقَ بِيَدِهِ، يَعْنِي عَقَدَ عَشَرَةً: «فُتِقَ فِي الْإِسْلَامِ فَتْقٌ لَا يَرْتُقُهُ جَبَلٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ ثُمَامَةَ بْنَ عَدِيٍّ قَتْلُ عُثْمَانَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى صَنْعَاءَ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بَكَى فَطَالَ بُكَاؤُهُ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا حِينَ أُنْزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَصَارَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ» قَالَ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَدِيٍّ، بِمِثْلِهِ سَوَاءً، قَالَ: وَكَانَ مِنْ قُرَيْشٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: «اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ أَلَّا أَفْعَلَ كَذَا، وَلَا أَفْعَلَ كَذَا، وَلَا أَضْحَكُ، حَتَّى أَلْقَاكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا ذُكِرَ مَا صُنِعَ بِعُثْمَانَ بَكَى قَالَ: فَكَأَنِّي أَسْمَعُهُ يَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، يَنْتَحِبُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: «أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَبْكِي عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: [البحر الكامل] وَكَأَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ عَشِيَّةً ... بُدُنٌ تُنَحَّرُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ أَبْكِي أَبَا عَمْرٍو لِحُسْنِ بَلَائِهِ ... أَمْسَى رَهِينًا فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «الْيَوْمَ هَلَكَتِ الْعَرَبُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا تُهْرِقَونَ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ إِلَّا ازْدَدْتُمْ بِهِ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: " كَيْفَ يَجِدُونَ صِفَةَ عُثْمَانَ فِي كُتُبِهِمْ؟، قَالَ: «نَجِدُهُ أَمِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَاتِلِ وَالْخَاذِلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ [ص: 82] : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: «يَحْكُمُ عُثْمَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْقَاتِلِ وَالْخَاذِلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَحْكُمُ فِي قَتَلَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَا أَمَرْتُ، وَلَكِنْ غُلِبْتُ» . يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ رَافِعًا ضَبْعَيْهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَتَّابٍ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبَعِيِّ قَالَ: " إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُبَارَكِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَافِعٌ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ، يَقُولُ: «يَا رَبِّ، قَتَلَنِي عِبَادُكَ الْمُؤْمِنُونَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: " تَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ النَّقِيِّ مِنَ الدَّنَسِ، ثُمَّ قَرَّبْتُمُوهُ تَذْبَحُونَهُ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ , هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ هَذَا , فَقَالَ لَهَا مَسْرُوقٌ: هَذَا عَمَلُكِ , أَنْتِ كَتَبْتِ إِلَى النَّاسِ تَأْمُرِينَهُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا وَالَّذِي آمَنَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَكَفَرَ بِهِ الْكَافِرُونَ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ بِسَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ حَتَّى جَلَسْتُ مَجْلِسِي هَذَا ". قَالَ الْأَعْمَشُ: «فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مُصْتُمُوهُ مَوْصَ الْإِنَاءِ ثُمَّ قَتَلْتُمُوهُ , تَعْنِي عُثْمَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ [ص: 83] مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: «مُصْتُمُ الرَّجُلَ مَوْصَ الْإِنَاءِ ثُمَّ قَتَلْتُمُوهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: " لَمَّا أُدْرِكُوا بِالْعُقُوبَةِ، يَعْنِي قَتَلَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , قَالَ: أُخِذَ الْفَاسِقُ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: وَكَانَ الْحَسَنُ لَا يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إِنَّمَا كَانَ يُسَمِّيهِ الْفَاسِقَ , قَالَ: «فَأُخِذَ فَجُعِلَ فِي جَوْفِ حِمَارٍ ثُمَّ أُحِرِقَ عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ خَيْرًا فَلَيْسَ لِي مِنْهُ نَصِيبٌ وَإِنْ كَانَ قَتْلُهُ شَرًّا فَإِنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ , وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ قَتْلُهُ خَيْرًا لَيَحْلُبُنَّهَا لَبَنًا , وَلَئِنْ كَانَ قَتْلُهُ شَرًّا لَيَمْتَصُّنَ بِهَا دَمًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: «مَا قُتِلَ نَبِيُّ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ , وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ قُنَافَةَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَقَالَ لَهُ: " إِنَّا كُنَّا ضُلَّالًا فَهَدَانَا اللَّهُ , وَكُنَّا أَعْرَابًا فَهَاجَرْنَا، يُقِيمُ مُقِيمُنَا يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ، وَيَغْزُو الْغَازِي , فَإِذَا قَدِمَ الْغَازِي أَقَامَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَغَزَا الْمُقِيمُ , نَنْظُرُ مَا تَأْمُرُونَنَا بِهِ، فَإِذَا أَمْرِتُمُونَا بِأَمْرٍ اتَّبَعَنَا، وَإِذَا نَهَيْتُمُونَا عَنْ شَيْءٍ انْتَهَيْنَا عَنْهُ , جَاءَنَا كِتَابُكُمْ بِقَتْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَأَنَّا بَايَعْنَا ابْنَ عَفَّانَ وَرَضِينَا لِأَنْفُسِنَا وَأَنْفُسِكُمْ , فَبَايَعْنَا لِبَيْعَتِكُمْ، فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ أَيُّوبُ: فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَ ذَلِكَ جَوَابًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ [ص: 84] قَالَ: أَخْبَرَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: " رَأَيْتُ قَاتِلَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ، رَجُلًا أَسْوَدَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ , بَاسِطَ يَدَيْهِ، أَوْ قَالَ رَافِعَ يَدَيْهِ يَقُولُ: أَنَا قَاتَلُ نَعْثَلٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ دَارِمٍ قَالَ: إِنَّ الَّذِي قَتَلَ عُثْمَانَ قَامَ فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ سَبْعَ عَشْرَةَ كَرَّةً يُقْتَلُ مَنْ حَوْلَهُ، لَا يُصِيبُهُ شَيْءٌ، حَتَّى مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَاسْمُهُ هُشَيْمٌ وَأُمُّهُ أُمُّ صَفْوَانَ وَاسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرَّثٍ الْكِنَانِيُّ , وَكَانَ لِأَبِي حُذَيْفَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَهُوَ الَّذِي وَثَبَ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَعَانَ عَلَيْهِ وَحَرَّضَ أَهْلَ مِصْرَ حَتَّى سَارُوا إِلَيْهِ , وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ أَبِيهِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ جَمِيعًا إِلَّا وَلَدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَإِنَّهُمْ بِالشَّامِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ أَبُو حُذَيْفَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ يَدْعُو فِيهَا» قَالُوا: وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ وَسَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ , وَقُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " شَهِدَ أَبُو حُذَيْفَةَ بَدْرًا وَدَعَا أَبَاهُ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ إِلَى الْبِرَازِ، فَقَالَتْ أُخْتَهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ: لَمَّا دَعَا أَبَاهُ إِلَى الْبِرَازِ: [البحر البسيط] الْأَحْوَلُ الْأَثْعَلُ الْمَشْؤُومُ طَائِرُهُ ... أَبُو حُذَيْفَةَ شَرُّ النَّاسِ فِي الدِّينِ أَمَا شَكَرْتَ أَبًا رَبَّاكَ مِنْ صِغَرٍ ... حَتَّى شَبَبْتَ شَبَابًا غَيْرَ مَحْجُونِ؟ قَالَ: وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ رَجُلًا طُوَالًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، مُرَادِفَ الْأَسْنَانِ، وَهُوَ الْأَثْعَلُ , وَكَانَ أَحْوَلُ , وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً , وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ سَالِمِ بْنِ مَعْقِلٍ مِنْ أَهْلِ إِصْطَخْرَ , وَهُوَ مَوْلَى ثُبَيْتَةَ بِنْتِ يُعَارَ الْأَنْصَارِيَّةِ , ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عُبَيْدِ [ص: 86] بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ رَهْطُ أُنَيْسِ بْنِ قَتَادَةَ , فَسَالِمٌ يُذْكَرُ فِي الْأَنْصَارِ فِي بَنِي عُبَيْدٍ لِعِتْقِ ثُبَيْتَةَ بِنْتِ يُعَارَ إِيَّاهُ , وَيُذْكَرُ فِي الْمُهَاجِرِينَ لِمُوَالَاتِهِ لِأَبِي حُذَيْفَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: " كَانَ سَالِمٌ لِثُبَيْتَةَ بِنْتِ يُعَارَ الْأَنْصَارِيَّةِ وَكَانَتْ تَحْتُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَأَعْتَقْتُهُ سَائِبَةً فَتَوَلَّى أَبَا حُذَيْفَةَ، وَتَبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ فَكَانَ يُقَالُ: سَالِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ , قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: " جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ سَالِمٌ عِنْدَنَا وَلَدًا: قَالَ: «فَأَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ يَدْخُلْ عَلَيْكِ» , قَالَتْ: فَأَرْضَعْتُهُ وَهُوَ كَبِيرٌ , وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ بِنْتَ أَخِيهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَلَمَّا قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ بِمِيرَاثِهِ إِلَى مَوْلَاتِهُ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ , ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ بِهِ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: سَيَّبْتُهُ لِلَّهِ، فَجَعَلَهُ عُمَرُ فِي بَيْتِ الْمَالِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «كَانَ سَالِمٌ سَائِبَةً فَأَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَثُلُثِهِ فِي الرِّقَابِ، وَثُلُثِهِ لِمَوَالِيهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ أَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ سَائِبَةٌ , وَقَالَتْ: وَالِ مَنْ شِئْتَ، فَوَالَى أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَتْ: إِنِّي أَرَى ذَاكَ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةِ، فَقَالَ: «أَرْضِعِيهِ» ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ , قَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ» ، قَالَ: فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَدُفِعَ مِيرَاثُهُ إِلَى الْمَرْأَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [ص: 87] ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مَعِي، وَقَدْ أَدْرَكَ مَا يُدْرِكُ الرِّجَالَ , فَقَالَ: «أَرْضِعِيهِ، فَإِذَا أَرْضَعْتِهِ فَقَدْ حَرُمَ عَلَيْكِ مَا يَحْرُمُ مِنْ ذِي الْمَحْرَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ أَحَدٌ بِهَذَا الرَّضَاعِ وَقُلْنَ: إِنَّمَا هَذَا رُخْصَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِسَالِمٍ خَاصَّةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «إِنَّمَا أَخَذْتُ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَعْرُوفًا بِنَسَبِهِ، وَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لَا يُعْرَفُ نَسَبُهُ، فَكَانَ يُقَالُ: سَالِمٌ مِنَ الصَّالِحِينَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: «أَقْبَلَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: «كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ بِقُبَاءَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ لَمَّا قَدِمُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلُوا بِالْعُصْبَةِ إِلَى جَنْبِ قُبَاءَ، فَأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ [ص: 88] قُرْآنًا» , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُعَاذِ بْنِ مَاعِصٍ الْأَنْصَارِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ: «مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَحَفَرَ لِنَفْسِهِ حُفْرَةً وَقَامَ فِيهَا وَمَعَهُ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَئِذٍ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيِّ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «فَوُجِدَ رَأْسُ سَالِمٍ عِنْدَ رِجْلَيْ أَبِي حُذَيْفَةَ أَوْ رَأْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ عِنْدَ رِجْلَيْ سَالِمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: " أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَبَاعَ عُمَرُ مِيرَاثَهُ فَبَلَغَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ فَأَعْطَاهَا أُمَّهُ، فَقَالَ: كُلَيْهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ , وَهُمْ حُلَفَاءُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: " أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ بَنُو جَحْشٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ , قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا جَحْشٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَتْ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ زَوْجَتُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ , فَتَنَصَّرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَاتَ بِهَا , وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مَكَّةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ بَنُو غَنْمِ بْنُ دُودَانَ أَهْل الْإِسْلَامِ قَدْ أَوْعَبُوا فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَخَرَجُوا جَمِيعًا وَتَرَكُوا دُورَهُمْ مُغْلَقَةٌ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَأَخُوهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ وَاسْمُهُ عَبْدٌ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ , وَأَبُو سِنَانِ بْنُ مِحْصَنٍ , وَسِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ , وَشُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ , وأَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ , وَمَعْبَدُ بْنُ نُبَاتَةَ , وَسَعِيدُ بْنُ رُقَيْشٍ , وَيَزِيدُ بْنُ رُقَيْشٍ , وَمُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ , وَقَيْسُ بْنُ جَابِرٍ , وَعَمْرُو بْنُ مِحْصَنِ [ص: 90] بْنِ مَالِكٍ , وَمَالِكُ بْنُ عَمْرٍو , وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو , وَثقَافُ بْنُ عَمْرٍو , وَرَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ، وَزُبَيرُ بْنُ عُبَيْدٍ فَنَزَلُوا جَمِيعًا عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَوْعَبُوا رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ، وَغَلَّقُوا دُورَهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا خَرَجَ مُهَاجِرًا، دَارُ بَنِي غَنْمِ بْنِ دُودَانَ، وَدَارُ بَنِي أَبِي الْبُكَيْرِ، وَدَارُ بَنِي مَظْعُونٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ فِي رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا سَرِيَّةً إِلَى نَخْلَةَ وَخَرَجَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ لَيْسَ فِيهِمْ أَنْصَارِيُّ وَأَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَقَالَ: «إِذَا سِرْتَ يَوْمَيْنِ فَانْشُرْهُ فَانْظُرْ فِيهِ، ثُمَّ امْضِ لِأَمْرِيَ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: «فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ تَسَمَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ رَجُلًا، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ يَقُولُ قَبْلَ يَوْمِ أُحُدٍ بِيَوْمٍ: " اللَّهُمَّ إِذَا لَاقَوْا هَؤُلَاءِ غَدًا فَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَا يَقْتُلُونِي، وَيَبْقُرُوا بَطْنِي، وَيَجْدَعُونِي، فَإِذَا قُلْتَ لِي لِمَ فُعِلَ بِكَ هَذَا؟ فَأَقُولُ: اللَّهُمَّ فِيكَ، فَلَمَّا الْتَقَوْا فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَهُ: أَمَّا هَذَا فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَهُ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ [ص: 91] مَا سَأَلَ فِي جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُعْطَى مَا سَأَلَ فِي الْآخِرَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ نَزَلَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ فَأَصْبَحَ هُنَاكَ، فَجَاءَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْهُ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ أَخَذَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فَعَبَّ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: بَعْضَ شَرَابِكَ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْدُو؟ قَالَ: نَعَمْ، أَلْقَى اللَّهَ وَأَنَا رَيَّانُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ وَأَنَا ظَمْآنُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أُسْتَشْهَدَ وَأَنْ يُمَثَّلَ بِي، فَتَقُولُ: فِيمَ صُنِعَ بِكَ هَذَا؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ " قَالَ عُمَرُ: فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيفٍ الثَّقَفِيُّ، وَدُفِنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ خَالُهُ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، وَوَلِيَ تَرِكَتَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَرَى لِابْنِهِ مَالًا بِخَيْبَرَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 يَزِيدُ بْنُ رُقَيْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنَ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا مِحْصَنٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْغِمْرِ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَعُكَّاشَةُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَ عُكَّاشَةُ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَيلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى النَّاسِ يَعْتَرِضُهُمْ فِي الرِّدَّةِ فَكُلَّمَا سَمِعَ أَذَانًا لِلْوَقْتِ كَفَّ، وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ، فَلَمَّا دَنَا خَالِدٌ مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَصْحَابِهِ، بَعَثَ عُكَّاشَةَ بْنَ مُحْصَنٍ، وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ طَلِيعَةً أَمَامَهُ يَأْتِيَانِهِ بِالْخَبَرِ وَكَانَا فَارِسَيْنِ، عُكَّاشَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الرَّزَامُ، وَثَابِتٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الْمُحَبَّرُ، فَلَقِيَا طُلَيْحَةُ وَأَخَاهُ سَلَمَةَ بْنَ خُوَيْلِدٍ طَلِيعَةً لِمَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ، فَانْفَرَدَ طُلَيْحَةُ بِعُكَّاشَةَ، وَسَلَمَةُ بِثَابِتٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ سَلَمَةُ أَنْ قَتَلَ ثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ، فَصَرَخَ طُلَيْحَةُ لِسَلَمَةَ: أَعِنِّي عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَاتِلِي، فَكَرَّ سَلَمَةُ عَلَى عُكَّاشَةَ فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا ثُمَّ كَرَّا رَاجِعِينَ إِلَى مَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ فَأَخْبَرَاهُمْ فَسُرَّ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَكَانَ مَعَ طُلَيْحَةَ وَكَانَ قَدْ خَلَفَهُ عَلَى عَسْكَرِهِ، وَقَالَ: هَذَا الظَّفَرُ، وَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ قَتِيلًا تَطَؤُهُ الْمَطِيُّ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَمْ يَسِيرُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى وَطِئُوا عُكَّاشَةَ قَتِيلًا، فَثَقُلَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَطِيِّ كَمَا وَصَفَ وَاصِفُهُمْ حَتَّى مَا تَكَادُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 الْمَطِيُّ تَرْفَعُ أَخْفَافَهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: «كُنَّا نَحْنُ الْمُقَدِّمَةُ مِائَتَيْ فَارِسٍ وَعَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمَامَنَا فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمَا سِيءَ، بِنَا وَخَالِدٌ وَالْمُسْلِمُونَ وَرَاءَنَا بَعْدُ، فَوَقَفْنَا عَلَيْهِمَا حَتَّى طَلَعَ خَالِدٌ يَسِيرًا فَأَمَرَنَا فَحَفَرْنَا لَهُمَا وَدَفَنَّاهُمَا بِدِمَائِهِمَا وَثِيَابِهِمَا، وَلَقَدْ وَجَدْنَا بِعُكَّاشَةَ جِرَاحَاتٍ مُنْكَرَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ مَا رُوِيَ فِي قَتْلِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ وَثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ عِنْدَنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 أَبُو سِنَانِ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَتُوُفِّيَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُحَاصِرٌ بَنِي قُرَيْظَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَهْلٌ، أَبُو سِنَانٍ تُوُفِّيَ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُحَاصِرٌ بَنِي قُرَيْظَةَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ الْيَوْمَ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَسَنُّ مِنْ عُكَّاشَةَ بِسَنَتَيْنِ وَلَكِنَّ الَّذِي بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَنَةَ سِتٍّ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانِ بْنِ مِحْصَنٍ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ أَبِيهِ وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانِ بْنِ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي السِّنِّ عِشْرُونَ سَنَةً وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 شُجَاعُ بْنُ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ صُهَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ " حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ قَالَ: «كَانَ شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ يُكْنَى أَبَا وَهْبٍ» وَكَانَ رَجُلًا نَحِيفًا طُوَالًا أَجْنَأَ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى جَمْعِ هَوَازِنَ بِالسَّيِّ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ نَاحِيَةَ رَكِيَّةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَيْهِمْ، فَصَبَّحَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ فَأَصَابُوا نَعَمًا وَشَاءً كَثِيرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابِهِ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ وَكَانُوا بِغَوْطَةِ دِمَشْقَ، فَلَمْ يُسْلِمْ وَأَسْلَمَ حَاجِبُهُ مُرِيُّ، وَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ مَعَ شُجَاعٍ يُقْرِئُهُ بِهِ السَّلَامَ وَيُخْبِرُهُ أَنَّهُ عَلَى دِينِهِ، فَقَالَ [ص: 95] رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ» ، وَشَهِدَ شُجَاعُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ صُهَيْبٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُكَيزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ: «أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أَكْثَمَ كَانَ يُكْنَى أَبَا يَزِيدَ وَكَانَ قَصِيرًا رَحْرَاحًا، شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا سَنَةَ سَبْعٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، قَتَلَهُ الْحَارِثُ الْيَهُودِيُّ بِالنَّطَاةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَيُكْنَى أَبَا نَضْلَةَ وَكَانَ أَبْيَضَ، حَسَنَ الْوَجْهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ فُهَيْرَةَ، وَكَانَتْ [ص: 96] بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَدَّعُونَ أَنَّهُ حَلِيفَهُمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ يَقُولُ ذَلِكَ، وَيَقُولُ: مَا خَرَجَ يَوْمَ السَّرْحِ إِلَّا مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ مِنْ دَارِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَلَى فَرَسٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ يُقَالُ لَهُ ذُو اللَّمَّةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ وَعُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَسْيَانَ قَالَ: قَالَ مُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ: " رَأَيْتُ سَمَاءَ الدُّنْيَا أَفْرَجَتْ لِي حَتَّى دَخَلْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَقِيلَ لِي: هَذَا مَنْزِلُكَ فَعَرَضْتُهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَكَانَ أَعْبُرُ النَّاسِ فَقَالَ: أَبْشِرْ بِالشَّهَادَةِ «، فَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ. خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى غَزْوَةِ الْغَابَةِ يَوْمَ السَّرْحِ، وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ سَنَةَ سِتٍّ، فَقَتَلَهُ مَسْعَدَةُ بْنُ حِكْمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ آبَائِهِ: «أَنَّ مُحْرِزَ بْنَ نَضْلَةَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْو ذَلِكَ قَلِيلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 أَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ وَيُكْنَى أَبَا مَخْشِيٍّ وَهُوَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيِّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَا: «هُوَ سُوَيْدُ بْنُ مَخْشِيٍّ وَهُوَ مِنْ طَيِّءِ حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: «هُوَ أَبُو مَخْشِيٍّ وَاسْمُهُ سُوَيْدُ بْنُ عَدِيٍّ» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: هُمَا اثْنَانِ: أَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ شَهِدَ بَدْرًا لَا شَكَّ فِيهِ، وَسُوَيْدُ بْنُ مَخْشِيٍّ شَهِدَ أُحُدًا وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُمْ حُلَفَاءُ بَنِي كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ وَهُمْ مِنْ بَنِي حُجْرٍ آلِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَهُمْ إِخْوَةٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ بِالْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، ذَكَرُوهُ جَمِيعًا وَأَجْمَعُوا عَلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 مِدْلَاجُ بْنُ عَمْرٍو شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 ثَقْفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُمَيْطٍ وَهُوَ أَخُو مَالِكٍ وَمِدْلَاجٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ ثَقْفُ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: ثِقَافُ بْنُ عَمْرٍو وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَذَلِكَ وَهُمْ مِنْهُ أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ، وَشَهِدَ ثَقْفٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ قَتَلَهُ أُسَيْرٌ الْيَهُودِيُّ. سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَكْنِيهِ أَبَا غَزْوَانَ، وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا [ص: 99] جَمِيلًا، وَهُوُ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَا: «قَدِمَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «نَزَلَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَخَبَّابُ مَوْلَى عُتْبَةَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَأَبِي دُجَانَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: «اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَهُوَ الَّذِي مَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الْأُبُلَّةُ، وَبَنَى الْمَسْجِدَ بِقَصَبٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ كَانَ عُتْبَةُ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ الْمَدِينَةَ فَرَدَّهُ عُمَرُ عَلَى الْبَصْرَةِ وَالِيًا، فَمَاتَ فِي الْبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلَامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 خَبَّابٌ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَمِيمٍ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ الْفُرَافِصَةَ الْحَنَفِيِّ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ: «أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» قَالُوا: وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ مِنَ الْوَلَدِ أَحَدَ عَشَرَ ذَكَرًا وَتِسْعُ نِسْوَةٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعُرْوَةُ، وَالْمُنْذِرُ، وَعَاصِمٌ، وَالْمُهَاجِرُ دَرَجَا، وَخَدِيجَةُ الْكُبْرَى، وَأُمُّ الْحَسَنِ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَخَالِدٌ، وَعَمْرٌو، وَحَبِيبَةُ، وَسَوْدَةُ، وَهِنْدٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَمُصْعَبٌ، وَحَمْزَةُ، وَرَمْلَةُ، وَأُمُّهُمُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ، وَعُبَيْدَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَأُمَّهُمَا زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَزَيْنَبُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَخَدِيجَةُ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا الْحَلَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شُجْنَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ يُسَمِّي بَنِيهِ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ عَلِمَ أَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ، وَإِنِّي أُسَمِّي بَنِيَّ بِأَسْمَاءِ الشُّهَدَاءِ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا. فَسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَالْمُنْذِرَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُرْوَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَحَمْزَةَ بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَجَعْفَرًا بِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُصْعَبًا بِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدَةَ بِعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَخَالِدًا بِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرًا بِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قَاتَلَ الزُّبَيْرُ بِمَكَّةَ وَهُوَ غُلَامٌ رَجُلًا فَكَسَرَ يَدَهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، فَمُرَّ بِالرَّجُلِ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ يُحْمَلُ، فَقَالَتْ مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: قَاتَلَ الزُّبَيْرَ، فَقَالَتْ: [البحر الرجز] كَيْفَ رَأَيْتَ زَبْرَا أَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرَا أَمْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ: " أَنَّ صَفِيَّةَ كَانَتْ تَضْرِبُ الزُّبَيْرَ ضَرْبًا شَدِيدًا وَهُوَ يَتِيمٌ فَقِيلَ لَهَا: قَتَلْتِهِ، خَلَعْتِ فُؤَادَهُ، أَهْلَكْتِ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَتْ: إِنَّمَا أَضْرِبُهُ كَيْ يَلَبْ وَيَجُرَّ الْجَيْشَ ذَا الْجَلَبْ " قَالَ: وَكَسَرَ يَدَ غُلَامٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَجِيءَ بِالْغُلَامِ إِلَى صَفِيَّةَ وَقِيلَ لَهَا: ذَلِكَ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: [البحر الرجز] كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا أَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرَا أَمْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا؟ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي [ص: 102] أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: «وَكَانَ إِسْلَامُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، كَانَ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: «أَنَّ الزُّبَيْرَ أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالُوا: وَهَاجَرَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [ص: 103] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يُعْلَمُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ، فَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ عِصَابَةٌ صَفْرَاءُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ. قَالَ مَرَّةً: عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا، وَكَانَتْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ يَوْمَئِذٍ عَمَائِمُ صُفْرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ رَيْطَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ نَزَلَتْ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ فَرَسَيْنِ أَحَدُهُمَا عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " رُخِّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، فَأَخْبَرَنَا عَنَ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِلزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا خَطَّ الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِلزُّبَيْرِ بَقِيعًا وَاسِعًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءِ [ص: 104] ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا فِيهَا نَخْلٌ كَانَتْ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْجُرُفَ» . قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ فِي حَدِيثِهِ: أَرْضًا مَوَاتًا، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَأَنَّ عُمَرَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ الْعَقِيقَ أَجْمَعَ " قَالُوا: وَشَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا، وأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَتْ مَعَ الزُّبَيْرِ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: «أَبَوَاكَ وَاللَّهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدَ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْرَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ: " لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُسْرَى، وَكَانَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْيُمْنَى، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَهَدَأَ النَّاسُ جَاءَا بِفَرَسَيْهِمَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وجُوهِهِمَا بِثَوْبِهِ، وَقَالَ: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلْفَارِسِ سَهْمًا، فَمَنْ نَقَصَهُمَا نَقَصَهُ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ حَوَارِيُّ، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيُّ، وَإِنَّ حَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَهِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ: جَاء ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ الْآذِنُ: هَذَا ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِيَدْخُلْ قَاتَلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَاريِيَّ الزُّبَيْرُ» . قَالَ سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ مِنْ بَيْنِهِمْ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ: «لِيَدْخُلْ قَاتَلُ ابْنَ صَفِيَّةَ النَّارِ» ، وَقَالُوا جَمِيعًا فِي إِسْنَادِهِمْ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ؟» فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» [ص: 106] ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا فَقَالَ: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَنْ يَأْتِيهِ بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمُ الثَّالِثَةَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِييَّ الزُّبَيْرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وَإِلَّا فَلَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ غُلَامًا مَرَّ بِابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: ابْنُ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ: «إِنْ كُنْتَ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ وَإِلَّا فَلَا» . قَالَ: فَسُئِلَ: هَلْ كَانَ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَيْرُ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي يَوْمَ الْأَحْزَابِ: قَدْ رَأَيْتُكَ يَا أَبَةَ تُحْمَلُ عَلَى فَرَسٍ لَكَ أَشْقَرَ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتَنِي أَيْ بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ حِينَئِذٍ جَمَعَ لِي أَبَوَيْهِ يَقُولُ: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَهِشَامٌ، وَأَبُو [ص: 107] الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لَا أَسْمَعُكُ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدًا مِنَ النَّارِ» . قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ: " وَاللَّهِ مَا قَالَ مُتَعَمِّدًا، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: مُتَعَمِّدًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: " أَنَّ الزُّبَيْرَ بُعِثَ إِلَى مِصْرَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ بِهَا الطَّاعُونَ، فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْنَا لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ "، قَالَ: فَوَضَعُوا السَّلَالِيمَ فَصَعِدُوا عَلَيْهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ مَحَا نَفْسَهُ مِنَ الدِّيوَانِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَجَازَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَنَزَلَ عَلَى أَخْوَالِهِ بَنِي كَاهِلٍ فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَجْوَدُ؟ قَالُوا: مَالُ أَصْبَهَانَ قَالَ: أَعْطُونِي مِنْ مَالِ أَصْبَهَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: «أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ لَا يُغَيِّرُ، يَعْنِي الشَّيْبَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبَيِ الزُّبَيْرِ وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، إِلَى الْخِفَّةِ، مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ، وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةً، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، أَشْعَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 ذِكْرُ وَصِيَّةِ الزُّبَيْرِ وَقَضَاءِ دَيْنِهِ وَجَمِيعِ تَرَكْتِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ جَعَلَ دَارًا لَهُ حَبِيسًا عَلَى كُلِّ مَرْدُودَةٍ مِنْ بَنَاتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَوْصَى بِثُلُثِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، بِعْ مَالَنَا، وَاقْضِ دَيْنِي، وَأَوْصِ بِالثُّلُثِ، فَإِنْ فَضُلَ مِنْ مَالِنَا مِنْ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ ". قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ. قَالَ: وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ بَنَاتٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ، إِنْ عَجَزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةَ مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَتْ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيَهِ، قَالَ: وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أَرَضِينَ فِيهَا الْغَابَةُ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهُ بِالْمَالِ لِيَسْتَوْدِعَهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لَا، وَلَكِنْ هُوَ سَلَفٌ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، وَمَا وَلِي إِمَارَةً قَطُّ، وَلَا جِبَايَةً، وَلَا خَرَاجًا، وَلَا شَيْئًا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ [ص: 109] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ: فَكَتَمَهُ، وَقَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، فَقَالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتُكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ: مَا أَرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي، وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةَ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شَيْءٌ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ؟ قَالَ: فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا، لَكُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ فَأَخِّرُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ شَيْئًا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: لَا، قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا قَالَ: فَبَاعَهُ مِنْهَا بِقَضَاءِ دَيْنِهِ فَأَوْفَاهُ، وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ زَمْعَةَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الْغَابَةُ؟ قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٍ، قَالَ: فَقَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: فَكَمْ بَقِيَ؟ قَالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ قَالَ: أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ: قَالَ: وَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ فِي الْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ كُلُّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ. قَالَ: وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ قَالَ: وَرَبَّعَ الثُّمُنَ فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَةَ أَلْفٍ قَالَ: فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ [ص: 110] أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: «اقْتُسِمَ مِيرَاثُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَتْ قِيمَةُ مَا تَرَكَ الزُّبَيْرُ أَحَدًا وَخَمْسِينَ أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «كَانَ لِلزُّبَيْرِ بِمِصْرَ خِطَطٌ وَبِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ خِطَطٌ، وَبِالْكُوفَةِ خِطَطٌ، وَبِالْبَصْرَةِ دُورٌ، وَكَانَتْ لَهُ غَلَّاتٌ تَقْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 ذِكْرُ قَتْلِ الزُّبَيْرِ، وَمَنْ قَتَلَهُ، وَأَيْنَ قَبْرُهُ، وَكَمْ عَاشَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَتَى الزُّبَيْرَ فَقَالَ: " أَيْنَ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَيْثُ تُقَاتِلُ بِسَيْفِكِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ فَقَتَلَهُ، فَأَتَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَلِيًّا فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ قَاتَلُ ابْنِ صَفِيَّةَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: إِلَى النَّارِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي الْوَالِبِيَّ قَالَ: " دَعَا الْأَحْنَفُ بَنِي تَمِيمٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ دَعَا بَنِي سَعْدٍ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَاعْتَزَلَ فِي رَهْطٍ، فَمَرَّ الزُّبَيْرُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: ذُو النِّعَالِ، فَقَالَ الْأَحْنَفُ: هَذَا الَّذِي كَانَ يُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: فَاتَّبَعَهُ رَجُلَانِ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا فَطَعَنَهُ، وَحَمَلَ [ص: 111] عَلَيْهِ الْآخَرُ فَقَتَلَهُ، وَجَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: ائْذَنُوا لِقَاتِلِ الزُّبَيْرِ، فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: «بَشِّرْ قَاتَلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ» ، فَأَلْقَاهُ وَذَهَبَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ، فَجَاءَ فَارِسٌ يَسِيرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا الْتَقَى الْقَوْمُ وَرَأَى الزُّبَيْرُ مَا رَأَى قَالَ: وَاجَدْعَ أَنْفِيَاهُ، أَوْ يَا قَطَعَ ظَهْرَيَاهُ، قَالَ فُضَيْلٌ: لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ، قَالَ: فَجَعَلَ السِّلَاحُ يَنْتَقِضُ، قَالَ جَوْنٌ: فَقُلْتُ: ثَكِلَتْنِي أُمِّي، أَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ مَعَهُ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَرَى هَذَا إِلَّا مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ أَوْ رَآهُ، وَهُوَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تَشَاغَلَ النَّاسُ انْصَرَفَ فَقَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ وَانْصَرَفَ جَوْنٌ فَجَلَسَ عَلَى دَابَّتِهِ فَلَحِقَ بِالْأَحْنَفِ. قَالَ: فَأَتَى الْأَحْنَفَ فَارِسَانِ فَنَزَلَا وَأَكَبَّا عَلَيْهِ يُنَاجِيَانِهِ، فَرَفَعَ الْأَحْنَفُ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا عَمْرُو يَعْنِي ابْنَ جُرْمُوزٍ، يَا فُلَانُ، فَأَتَيَاهُ فَأَكَبَّا عَلَيْهِ فَنَاجَاهُمَا سَاعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ جَاءَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْأَحْنَفِ فَقَالَ: أَدْرَكْتُهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ فَقَتَلْتُهُ، فَكَانَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْجَوْنِ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَانَ صَاحِبُ الزُّبَيْرِ إِلَّا الْأَحْنَفَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ قَالَ: " فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ فَأَصَابَهُ أَخُو بَنِي تَمِيمٍ بِوَادِي السِّبَاعِ، قَالُوا: خَرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ الْقِتَالِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخِمَارِ، مُنْطَلِقًا يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: النَّعِرُ بْنُ زَمَّامٍ الْمُجَاشِعِيُّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 بِسَفْوَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ، إِلَيَّ إِلَيَّ، فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، لَا يَصِلُ إِلَيْكَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ آخَرُ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ: هَذَا الزُّبَيْرُ فِي وَادِي السِّبَاعِ، فَرَفَعَ الْأَحْنَفُ صَوْتَهُ وَقَالَ: مَا أَصْنَعُ وَمَا تَأْمُرُونِي إِنْ كَانَ الزُّبَيْرُ لَفَّ بَيْنَ غَارَّيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ , ثُمَّ هُوَ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِأَهْلِهِ، فَسَمِعَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ التَّمِيمِيُّ , وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَنُفَيعٌ أَوْ نُفَيْلُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، فَرَكِبُوا أَفْرَاسَهُمْ فِي طَلَبِهِ فَلَحِقُوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً خَفِيفَةً، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَاتِلَهُ دَعَا: يَا فَضَالَةُ يَا نُفَيْعُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا زُبَيْرُ فَكَفَّ عَنْهُ , ثُمَّ سَارَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ , فَطَعَنَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ طَعْنَةً أَثْبَتَتْهُ فَوَقَعَ، فَاعْتَوَرُوهُ وَأَخَذُوا سَيْفَهُ، وَأَخَذَ ابْنُ جُرْمُوزٍ رَأْسَهُ فَحَمَلَهُ حَتَّى أَتَى بِهِ وَبِسَيْفِهِ عَلِيًّا فَأَخَذَهُ عَلِيٌّ وَقَالَ: «سَيْفٌ وَاللَّهِ طَالَمَا جَلَا بِهِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْكَرْبَ , وَلَكِنَّ الْحَيْنَ وَمَصَارِعَ السُّوءِ» وَدُفِنَ الزُّبَيْرُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِوَادِي السِّبَاعِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ " وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: مَنْ أَرَادَ الشَّهَادَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدٍ، كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقُتِلَ عَنْهَا , ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُتِلَ عَنْهَا , ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ الزُّبَيْرِ فَقُتِلَ عَنْهَا , فَقَالَتْ: [البحر الكامل] غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لَا طَائِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلَا الْيَدِ شَلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ الْمُتَعَمِّدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيمَنْ مَضَى فِيمَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي؟ كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى: [البحر الكامل] إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرَهُ ... وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ وَبَكَى الزُّبَيْرَ بَنَاتُهُ فِي مَأْتَمٍ ... مَاذَا يَرُدُّ بُكَاءُ مَنْ لَا يَسْمَعُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «قُتِلَ أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ زَادَ عَلَى السِّتِّينَ أَرْبَعُ سِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: «شَهِدَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، ذَكَرَ الزُّبَيْرَ فَقَالَ: «يَا عَجَبًا لِلزُّبَيْرِ، أَخَذَ بِحَقْوَيْ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ أْجِرْنِي أْجِرْنِي حَتَّى قُتِلَ , وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُ بِقِرْنٍ , أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ كُنْتَ فِي ذِمَّةٍ مَنِيعَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَاسْتَجْفَاهُ، فَقَالَ: أَمَّا أَصْحَابُ الْبَلَاءِ , فَقَالَ عَلِيٌّ: بِفِيكَ التُّرَابُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِي حَقِّهِمْ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِي حَقِّهِمْ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وَهُمْ حُلَفَاءُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَهُوَ مِنْ لَخْمٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رَاشِدَةَ بْنِ أَزَبَّ بْنِ جَزِيلَةَ بْنِ لَخْمٍ وَهُوَ مَالِكُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ , وَكَانَ اسْمُ رَاشِدَةَ خَالِفَةَ , فَوَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: بَنُو خَالِفَةَ , فَقَالَ: «أَنْتُمْ بَنُو رَاشِدَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَسَعْدٌ مَوْلَى حَاطِبٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَرُخَيْلَةَ بْنِ خَالِدٍ , وَشَهِدَ حَاطِبُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ إِلَى الْمُقَوْقِسِ صَاحِبِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ حَاطِبُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ وَلَدِ حَاطِبٍ عَنْ آبَائِهِ، قَالُوا: «وَكَانَ حَاطِبٌ رَجُلًا حَسَنَ الْجِسْمِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ، أَجْنَأَ، وَكَانَ إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ , شَثْنَ الْأَصَابِعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «تَرَكَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ يَوْمَ مَاتَ أَرْبَعَةَ [ص: 115] آلَافِ دِينَارٍ وَدَرَاهِمَ وَدَارًا وَغَيْرَ ذَلِكَ , وَكَانَ تَاجِرًا يَبِيعُ الطَّعَامَ وَغَيْرَهُ، وَلِحَاطِبٍ بَقِيَّةٌ بِالْمَدِينَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 سَعْدٌ مَوْلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، مِنْ قُضَاعَةَ , وَيُقَالُ: سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ الْقَوْسَارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ , وَيُقَالُ: هُوَ سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ الْقَوْسَارِ , وَلِخَوَلِيٍّ يَقُولُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَدَلَّهُ عَلَى امْرَأَتِهِ مِنْ بَنِي الْقَوْسَارِ: [البحر الطويل] إِنَّ ابْنَةَ الْقَوْسَارِ يَا صَاحِ دَلَّنِي ... عَلَيْهَا قُضَاعِيُّ يُحِبُّ جِمَالِيَا فَأَعْطَيْتُ خَوْلِيَّ بْنَ فَرْوَةَ مَا اشْتَهَى ... مِنَ الْمُشْمَخِرَّاتِ الذُّرَى وَالرَّوَابِيَا وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ سَعْدُ بْنُ خَوَلِيٍّ مِنْ كَلْبٍ، إِلَّا أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ وَحْدَهُ كَانَ يَقُولُ: هُوَ مِنْ مَذْحِجٍ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يَحْفَظْ نَسَبَهُ كَمَا حَفِظَهُ غَيْرُهُ، وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ أَصَابَهُ سَبْيٌ فَصَارَ إِلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيِّ حَلِيفِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ وَشَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَفَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فِي الْأَنْصَارِ. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، وَلَيْسَ لِسَعْدٍ مَوْلَى حَاطِبٍ عَقِبُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 مُصْعَبُ الْخَيْرِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ خُنَاسُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ الْمُضَرِّبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ لِمُصْعَبٍ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ , وَأُمُّهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ , فَزَوَّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَرِيبَةُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ العَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَتَى مَكَّةَ شَبَابًا وَجَمَالًا وَسَبِيبًا , وَكَانَ أَبَوَاهُ يُحِبَّانِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مَلِيئَةً كَثِيرَةَ الْمَالِ، تَكْسُوهُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الثِّيَابِ وَأَرَقَّهُ , وَكَانَ أَعْطَرَ أَهْلِ مَكَّةَ يَلْبَسُ الْحَضْرَمِيَّ مِنَ النِّعَالِ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْكُرُهُ وَيَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ بِمَكَّةَ أَحَدًا أَحْسَنَ لِمَّةً، وَلَا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلَا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ» ، فَبَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ فِي دَارِ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ وَصَدَّقَ بِهِ وَخَرَجَ فَكَتَمَ إِسْلَامَهُ خَوْفًا مِنْ أُمِّهِ وَقَوْمِهِ , فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِرًّا فَبَصُرَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ يُصَلِّي , فَأَخْبَرَ أُمَّهُ وَقَوْمَهُ فَأَخَذُوهُ فَحَبَسُوهُ فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا حَتَّى خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى , ثُمَّ رَجَعَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ حِينَ رَجَعُوا فَرَجَعَ مُتَغَيِّرَ الْحَالِ قَدْ حَرَجَ , يَعْنِي غَلُظَ , فَكَفَّتْ أُمُّهُ عَنْهُ مِنَ الْعَذْلِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ يَوْمًا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ [ص: 117] فَقَالَ: أَقْبَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ذَاتَ يَوْمٍ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ قِطْعَةُ نَمِرَةٍ قَدْ وَصَلَهَا بِإِهَابٍ قَدْ رَدَّنَهُ ثُمَّ وَصَلَهُ إِلَيْهَا , فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم نَكَّسُوا رَؤُوسَهُمْ؛ رَحْمَةً لَهُ، لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يُغَيِّرُونَ عَنْهُ , فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَيَقْلِبِ الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا , لَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا، يَعْنِي مُصْعَبًا وَمَا بِمَكَّةَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ أَنْعَمَ عِنْدَ أَبَوَيْهِ نَعِيمًا مِنْهُ , ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ الرَّغْبَةُ فِي الْخَيْرِ، فِي حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ لِي خِدْنًا وَصَاحِبًا مُنْذُ يَوْمَ أَسْلَمَ إِلَى أَنْ قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ , بِأُحُدٍ , خَرَجَ مَعَنَا إِلَى الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَ رَفِيقِي مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلَا أَقَلَّ خِلَافًا مِنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 ذِكْرُ بَعْثَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِيَّاهُ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيُفَقِّهَ الْأَنْصَارَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: «أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقُولُ: «لَمَّا هَاجَرَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَوَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَا: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَافِعِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ , قَالُوا: " لَمَّا انْصَرَفَ أَهْلُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَا عَشَرَ , وَفَشَا الْإِسْلَامُ فِي دُورِ الْأَنْصَارِ أَرْسَلَتِ الْأَنْصَارُ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ كِتَابًا: ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا فِي الدِّينِ، وَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ , فَقَدِمَ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَيُسْلِمُ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ، حَتَّى ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَفَشَا فِي دُورِ الْأَنْصَارِ كُلِّهَا وَالْعَوَالِيَ إِلَّا دُورًا مِنْ أَوْسِ اللَّهِ , وَهِيَ خَطْمَةُ، وَوَائِلٌ، وَوَاقِفٌ , وَكَانَ مُصْعَبُ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُهُمْ , فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُجَمِّعَ بِهِمْ , فَأَذِنَ لَهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: «انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي يَجْهَرُ فِيهِ الْيَهُودُ لِسَبْتِهِمْ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللَّهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ، وَاخْطُبْ فِيهِمْ» ، فَجَمَّعَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا , وَمَا ذَبَحَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا شَاةً , فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ فِي الْإِسْلَامِ جُمُعَةً " وَقَدْ رَوَى قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِهِمْ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ , ثُمَّ خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ وَافَوْا رَسُولَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ حَاجِّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، وَرَافَقَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ، فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَجَاءَ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلًا وَلَمْ يَقْرَبْ مَنْزِلَهُ , فَجَعَلَ يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنِ الْأَنْصَارِ وَسُرْعَتِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَاسْتِبْطَأَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكُلِّ مَا أَخْبَرَهُ، وَبَلَغَ أُمَّهُ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: يَا عَاقُّ , أَتَقْدَمُ بَلَدًا أَنَا فِيهِ لَا تَبْدَأُ بِي؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَبْدَأَ بِأَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ ذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ، فَقَالَتْ: إِنَّكَ لَعَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْأَةِ بَعْدُ، قَالَ: أَنَا عَلَى دِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الَّذِي رَضِيَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَلِرَسُولِهِ , قَالَتْ مَا شَكَرْتَ؟ مَا رَثَيْتُكَ مَرَّةً بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَرَّةً بِيَثْرِبَ , فَقَالَ: أُقِرُّ بِدِينِي إِنْ تَفْتُنُونِي، فَأَرَادَتْ حَبْسَهُ، فَقَالَ: لَئِنْ أَنْتِ حَبَسْتَنِي لَأَحْرِصَنَّ عَلَى قَتْلِ مَنْ يَتَعَرَّضُ لِي، قَالَتْ: فَاذْهَبْ لِشَأْنَكَ، وَجَعَلَتْ تَبْكِي فَقَالَ مُصْعَبٌ: يَا أُمَّةُ، إِنِّي لَكِ نَاصِحٌ، عَلَيْكِ شَفِيقٌ، فَاشْهَدِي أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: وَالثَّوَاقِبِ لَا أَدْخَلُ فِي دِينِكَ فَيُزْرَى بِرَأْيِي، وَيُضَعَّفَ عَقْلِي، وَلَكِنِّي أَدَعُكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ وَأُقِيمُ عَلَى دِينِي، قَالَ: وَأَقَامَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ، وَقَدِمَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا لِهِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ» قَالَ: قُلْتُ: بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَهْ؟ قَالَ [ص: 120] سُفْيَانُ يَقُولُ: هُوَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وآخَى بَيْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَيُقَالُ: ذَكْوَانَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 ذِكْرُ حَمْلِ مُصْعَبٍ لِوَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: «كَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَعْظَمُ لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " حَمَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ اللِّوَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمَّا جَالَ الْمُسْلِمُونَ ثَبَتَ بِهِ مُصْعَبٌ، فَأَقْبَلَ ابْنُ قَمِيئَةَ وَهُوَ فَارِسٌ فَضَرَبَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَقَطَعَهَا، وَمُصْعَبٌ يَقُولُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] الْآَيَةَ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَحَنَا عَلَيْهِ فَضَرَبَ يَدَهُ الْيُسْرَى فَقَطَعَهَا، فَحَنَا عَلَى اللِّوَاءِ وَضَمَّهُ بِعَضُدَيْهِ إِلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] الْآيَةَ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ بِالرُّمْحِ فَأَنْفَذَهُ وَانْدَقَّ الرُّمْحُ، وَوَقَعَ مُصْعَبٌ وَسَقَطَ اللِّوَاءُ، وَابْتَدَرَهُ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ سُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَرْمَلَةَ وَأَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَخَذَهُ أَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرٍ فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ حَتَّى دَخَلَ بِهِ الْمَدِينَةَ حِينَ انْصَرَفَ الْمُسْلِمُونَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا نَزَلَتْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 هَذِهِ الْآيَةُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] يَوْمَئِذٍ حَتَّى نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: " أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ اللِّوَاءَ فَقُتِلَ مُصْعَبُ فَأَخَذَهُ مَلَكٌ فِي صُورَةِ مُصْعَبٍ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ فِي آخِرِ النَّهَارِ: «تَقَدَّمْ يَا مُصْعَبُ» ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَقَالَ: لَسْتُ بِمُصْعَبٍ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَلَكٌ أُيِّدَ بِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ صُهْبَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ قَطَنٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مُنْجَعِفٌ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَشْهَدُ أَنَّكُمُ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، زُورُوهُمْ، وَأْتُوهُمْ، وَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ مُسْلِمٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا رَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: " هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ شَيْءٌ يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا نَمِرَةً، قَالَ: فَكُنَّا إِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخَرِ» ، وَمِنَّا مَنْ [ص: 122] أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ العَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، حَسَنَ اللَّمَّةِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ يَزِيدُ شَيْئًا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بُرْدَةِ مَقْتُولٍ، فَقَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُكَ بِمَكَّةَ وَمَا بِهَا أَحَدٌ أَرَقُّ حُلَّةً، وَلَا أَحْسَنُ لِمَّةً مِنْكَ، ثُمَّ أَنْتَ شَعِثُ الرَّأْسِ فِي بُرْدَةٍ» ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ يُقْبَرُ، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَخُوهُ أَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرٍ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَسُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَرْمَلَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 سُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ مَالِكِ - وَكَانَ مَالِكٌ شَاعِرًا - ابْنِ عَمِيلَةَ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ هُنَيْدَةُ بِنْتُ خَبَّابٍ أَبِي سِرْحَانَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ سُوَيْبِطُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانَيِّ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سُوَيْبِطِ بْنِ سَعْدٍ وَعَائِذِ بْنِ مَاعِصٍ الزُّرَقِيِّ، شَهِدَ سُوَيْبِطٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 وَمِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكَنَّى أَبَا عَدِيٍّ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ وَهِيَ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: تَبِعْتُ مُحَمَّدًا وَأَسْلَمْتُ لِلَّهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: إِنَّ أَحَقَّ مَنْ وَازَرْتَ وَعَضَدْتَ ابْنَ خَالِكَ، وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَقْدِرُ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ لَمَنَعْنَاهُ وَذَبَبْنَا عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّةُ، فَمَا يَمْنَعُكِ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتْبَعِيهِ؟ فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ، فَقَالَتْ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ، قَالَ: فَقُلْتُ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِلَّا أَتَيْتِهِ فَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وَصَدَقَتِهِ وَشَهِدْتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَتْ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ تَعْضُدُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِلِسَانِهَا، وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ " قَالُوا: وَكَانَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ذَكَرُوهُ جَمِيعًا، مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانَيِّ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ طُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو السَّاعِدِيِّ، وَشَهِدَ طُلَيْبٌ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَثَبَتَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ مِمَّنْ [ص: 124] شَهِدَ بَدْرًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: وَأَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالُوا: «قُتِلَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ شَهِيدًا، فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدُ عَمْرٍو فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: «وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بَعْدَ الْفِيلِ بِعَشْرِ سِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: «كَانَ اسْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَبْدَ الْكَعْبَةِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ [ص: 125] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «كَيْفَ فَعَلْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟» فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ فَعَلْتُ، اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ، فَقَالَ: «أَصَبْتَ» قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي رَكِبٍ بَيْنَ عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قُدَّامِي عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ صَاحِبُ الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ؟ قَالُوا: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَنَادَانِي عُثْمَانُ: يَا مِسْوَرُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ خَالِكَ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى وَفِي الْهِجْرَةِ الْآخِرَةِ فَقَدْ كَذَبَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فِي بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: هَذَا مَالِي فَأَنَا أُقَاسِمُكَهُ، وَلِيَ زَوْجَتَانِ، فَأَنَا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَلَكِنْ إِذَا أَصْبَحْتُ فَدُلُّونِي عَلَى سُوقِكُمْ، فَدَلُّوهُ، فَخَرَجَ، فَرَجَعَ مَعَهُ بِحَمِيتٍ مِنْ سَمْنٍ وَأَقِطٍ قَدْ رَبِحَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 126] لَمَّا آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ: سَعْدٌ أَخِي، أَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا، فَانْظُرْ شَطْرَ مَالِي فَخُذْهُ، وَتَحْتِي امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أَيَّتَهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ حَتَّى أُطَلِّقَهَا لَكَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَدَلُّوهُ عَلَى السُّوقِ، فَاشْتَرَى وَبَاعَ، فَرَبِحَ بِشَيْءٍ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، فَجَاءَ وَعَلَيْهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ؟» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، قَالَ: «فَمَا أَصْدَقْتَهَا؟» قَالَ: وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَلَوْ رَفَعْتُ حَجَرًا رَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَ تَحْتَهُ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَّ الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ، فَخَطَّ لِبَنِي زُهْرَةَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الْحَشُّ، وَالْحَشُّ نَخْلٌ صِغَارٌ لَا يُسْقَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَقْطَعَنِي وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبَ الزُّبَيْرُ إِلَى آلِ عُمَرَ فَاشْتَرَى مِنْهُمْ نَصِيبَهُمْ، وَقَالَ الزُّبَيْرُ لِعُثْمَانَ: إِنَّ ابْنَ عَوْفٍ قَالَ: كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: هُوَ جَائِزُ الشَّهَادَةِ لَهُ وَعَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِ مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالُوا: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: " قَطَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْضًا بِالشَّامِ يُقَالُ لَهَا السَّلِيلُ، فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكْتُبْ لِي بِهَا كِتَابًا، وَإِنَّمَا قَالَ لِي: «إِذَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْنَا بِالشَّامِ فَهِيَ لَكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 ذِكْرُ أَزْوَاجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَوَلَدِهِ قَالُوا: وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْوَلَدِ سَالِمٌ الْأَكْبَرُ مَاتَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وُلِدَتْ أَيْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأُمُّهَا بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَمُحَمَّدٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَإِبْرَاهِيمُ، وَحُمَيْدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَحَمِيدَةُ، وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَمَعْنُ، وَعُمَرُ، وَزَيْدٌ، وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ الصُّغْرَى، وَأُمُّهُمْ سَهْلَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَعُرْوَةُ الْأَكْبَرُ قُتِلَ يَوْمَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأُمُّهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ هَانِئِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، وَسَالِمُ الْأَصْغَرُ قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ قَارَظِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَيْدٍ حَلِيفُهُمْ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُتِلَ بِإِفْرِيقِيَّةَ يَوْمَ فُتِحَتْ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَبِي الْحَيْسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَبُو سَلَمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ، وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ، وَمُصْعَبُ، وَآمِنَةُ، وَمَرْيَمُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ حُرَيْثٍ مِنْ سَبْي بَهْرَاءَ، وَسُهَيْلٌ وَهُوَ أَبُو الْأَبْيَضِ، وَأُمُّهُ مَجْدُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَلَامَةَ ذِي فَائِشٍ الْحِمْيَرِيَّةُ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُ غَزَالُ بِنْتُ كِسْرَى أُمُّ وَلَدٍ مِنْ سَبْي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ الْمَدَائِنِ، وَعُرْوَةُ دَرَجَ، وَيَحْيَى وَبِلَالٌ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ دَرَجُوا، وَأُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ الصَّبَّاحِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ مَازِنٍ مِنْ سَبْيِ بَهْرَاءَ أَيْضًا، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهَا بَادِيَةُ بِنْتُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ. قَالُوا: وَشَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَسُئِلَ: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ "، قَالَ: فَزَادَهُ عِنْدِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرُبَ بِهِ الْحَدِيثُ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ عُنُقَ رَاحِلَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى تَبَرَّزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: «حَاجَتُكَ يَا مُغِيرَةُ؟» قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: «فَهَلْ مَعَكَ مَاءٌ» قُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ أَوْ قَالَ: سَطِيحَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي آخِرِ الرَّحْلِ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَحْسَنَ غَسَلَهُمَا قَالَ: وَأَشُكُّ دَلَكَهُمَا بِتُرَابٍ أَمْ لَا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَآمِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمِّ، فَضَاقَتْ فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 ، قَالَ: فَتَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسَلَ الْوَجْهَ مَرَّتَيْنِ فَلَا أَدْرِي أَهَكَذَا كَانَ، «ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَأَدْرَكَنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سَبَقَتْنَا» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ هَذَا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَحْمِلُ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «مَا قُبِضَ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يُصَلِّيَ خَلْفَ رَجُلٍ صَالِحٍ مِنْ أُمَّتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قَمَاذَينَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي سَبْعِمِائَةٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَنَقَضَ عِمَامَتَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ عَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، فَأَرْخَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْهَا، فَقَدِمَ دُومَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَبَوْا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَسْلَمَ الْأَصْبَغُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، وَكَانَ رَأْسَهُمْ، فَبَعَثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ تَزَوَّجْ تُمَاضِرَ بِنْتُ الْأَصْبَغِ، فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبَنَى بِهَا وَأَقْبَلَ بِهَا، وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 ذِكْرُ رُخْصَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مِنْ شَرًى كَانَ بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَجُلًا شَرِيًّا، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ فَأَذِنَ لَهُ» قَالَ الْحَسَنُ: «وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ فِي الْحَرْبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الْحَرِيرِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ فِي سَفَرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَ يَجِدُهَا بِجِلْدِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَثْرَةَ الْقُمَّلِ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ؟ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَقَامَ عُمَرُ أَقْبَلَ بِابْنِهِ أَبِي سَلَمَةَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِ الْقَمِيصِ فَشَقَّهُ إِلَى سُفْلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَلَّهُ لِي؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أَحَلَّهُ لَكَ لِأَنَّكَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ الْقُمَّلَ، فَأَمَّا لِغَيْرِكَ فَلَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا [ص: 131] هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُمَّلَ فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ فِي غَزَاةٍ لَهُمَا» . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: «فَرَأَيْتُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «رُخِّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَلْبَسُ الْبُرْدَ أَوِ الْحُلَّةَ تُسَاوِي خَمْسُمِائَةٍ أَوْ أَرْبَعُمِائَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَقَالَ: «هَكَذَا تَعَمَّمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ زَكَرِيَّاءُ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِذَا أَتَى مَكَّةَ كَرِهَ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلَهُ الَّذِي هَاجَرَ مِنْهُ» قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: «مَنْزِلُهُ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّكَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ، وَلَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا زَحْفًا، فَأَقْرِضِ اللَّهَ يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ» ، قَالَ ابْنُ عَوْفٍ: وَمَا الَّذِي أُقْرِضُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «تَبْدَأُ بِمَا أَمْسَيْتَ فِيهِ» ، قَالَ: أَمِنْ كُلِّهِ أَجْمَعَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ [ص: 132] قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ عَوْفٍ وَهُوَ يَهُمُّ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: مُرِ ابْنَ عَوْفٍ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ، وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَلْيُعْطِ السَّائِلَ، وَيَبْدَأْ بِمَنْ يَعُولُ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ تَزْكِيَةَ مَا هُوَ فِيهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ قَالَ: " قَدِمَتْ عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: فَكَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ رَجَّةٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا هَذَا؟ قِيلَ لَهَا: هَذِهِ عِيرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كَأَنِّي بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى الصِّرَاطِ، يَمِيلُ بِهِ مَرَّةً، وَيَسْتَقِيمُ أُخْرَى حَتَّى يُفْلِتَ وَلَمْ يَكَدْ» ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ: هِيَ وَمَا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ قَالَ: وَمَا كَانَ عَلَيْهَا أَفْضَلُ مِنْهَا، قَالَ: وَهِيَ يَوْمَئِذٍ خَمْسُمِائَةِ رَاحِلَةٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: «إِنَّ الَّذِي يُحَافِظُ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ» قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِي مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَمْوَالَهُ مِنْ كَيْدَمَةَ وَهُوَ سَهْمُهُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، فَقَسَمَهَا عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ [ص: 133] عُثْمَانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، فَقَسَمَ ذَلِكَ فِي فُقَرَاءِ بَنِي زُهْرَةَ، وَفِي ذِي الْحَاجَةِ مِنَ النَّاسِ، وَفِي أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ بِنَصِيبِهَا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَنْ أَرْسَلَ بِهَذَا؟ قُلْتُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُونَ، سَقَى اللَّهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 ذِكْرُ صِفَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ لَا يُغَيِّرُ، يَعْنِي الشَّيْبَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَجُلًا طَوِيلًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشَرَةِ، فِيهِ جَنَأٌ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، لَا يُغَيِّرُ لِحْيَتَهُ وَلَا رَأْسَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 ذِكْرُ تَوْلِيَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشُّورَى وَالْحَجِّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الشُّورَى كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ يَلِيَهُ، فَإِنْ تَرَكَهُ فَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَلَحِقَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: مَا ظَنُّ خَالِكَ بِاللَّهِ أَنْ وَلَّى هَذَا الْأَمْرَ أَحَدًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي مَا أُحِبُّ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ [ص: 134] فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَكَ؟ فَقُلْتُ لَا أُخْبِرُكُ، فَقَالَ: لَئِنْ لَمْ تُخْبِرْنِي لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا، فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَوَاللَّهِ لِأَنْ تُؤْخَذَ مُدْيَةٌ فَتُوضَعَ فِي حَلْقِي، ثُمَّ يُنْفَذَ بِهَا إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ إِلَى أَنْ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَتَفَصَّى مِنْهَا؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَمِينٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ» قَالُوا: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ بَعَثَ تِلْكَ السَّنَةَ عَلَى الْحَجِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَحَجَّ مَعَ عُمَرَ أَيْضًا آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَأَذِنَ عُمَرُ تِلْكَ السَّنَةَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ، فَحُمِلْنَ فِي الْهَوَادِجِ، وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَكَانَ عُثْمَانُ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَمَامَهُنَّ فَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَسِيرُ مِنْ وَرَائِهِنَّ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَدْنُو مِنْهُنَّ، وَيَنْزِلْنَ مَعَ عُمَرَ كُلَّ مَنْزِلٍ، فَكَانَ عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَنْزِلَانِ بِهِنَّ فِي الشِّعَابِ فَيُقَبِّلَانِهِنَّ الشِّعَابَ، وَيَنْزِلَانِ هُمَا فِي أَوَّلِ الشِّعْبِ، فَلَا يَتْرُكَانِ أَحَدًا يَمُرُّ عَلَيْهِنَّ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ بَعَثَ تِلْكَ السُّنَّةَ عَلَى الْحَجِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ أَوْ رَجُلَانِ فِيهِمَا فَظَاظَةٌ وَغِلْظَةٌ فَانْطَلَقَا بِي ثُمَّ أَتَانِي رَجُلَانِ [ص: 135] أَوْ مَلَكَانِ، هُمَا أَرَقُّ مِنْهُمَا وَأَرْحَمُ، فَقَالَا: أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟، قَالَا: نُرِيدُ بِهِ الْعَزِيزَ الْأَمِينَ، قَالَا: خَلِّيَا عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ مِمَّنْ كُتِبَتْ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، فِي قَوْلِهِ {اسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153] قَالَتْ: «غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ فِيهَا، فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ كُلْثُومٍ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَمْلِ سَرِيرِهِ، وَمَا قِيلَ بَعْدَ وَفَاتِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ عِنْدَ قَائِمَتَيْ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ يَقُولُ: وَاجَبَلَاهُ ". قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ فِي حَدِيثِهِ: وَوُضِعَ السَّرِيرُ عَلَى كَاهِلِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ [ص: 136] : «اذْهَبِ ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا، وَسَبَقْتَ رَنْقَهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَقُولُ: «اذْهَبْ عَنْكَ ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ ذَهَبْتَ بِبِطْنَتِكَ، مَا تَغَضْغَضَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 ذِكْرُ وَصِيَّةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَتَرِكَتِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْأَسْوَدِ يَقُولُ: «أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي السَّبِيلِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ قَالَ: «تَرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَلْفَ بَعِيرٍ وَثَلَاثَةَ آلَافِ شَاةٍ بِالْبَقِيعِ، وَمِائَةَ فَرَسٍ تَرْعَى بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ يَزْرَعُ بِالْجُرُفِ عَلَى عِشْرِينَ نَاضِحًا، وَكَانَ يُدْخِلُ قُوتَ أَهْلِهِ مِنْ ذَلِكَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تُوُفِّيَ، وَكَانَ فِيمَا تَرَكَ ذَهَبٌ قُطِعَ بِالْفُئُوسِ حَتَّى مَجِلَتْ أَيْدِي الرِّجَالِ مِنْهُ، وَتَرَكَ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ، فَأُخْرِجَتِ امْرَأَةٌ مِمَّنْ ثُمْنُهَا بِثَمَانِينَ أَلْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: «أَصَابَ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ رُبُعُ الثُّمُنِ، فَأُخْرِجَتْ بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَهِيَ إِحْدَى الْأَرْبَعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلُ أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ قَالَ: «مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَتَرَكَ ثَلَاثَ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِمَّا تَرَكَ ثَمَانُونَ أَلْفًا ثَمَانُونَ أَلْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَاسْمُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكُ بْنُ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَيُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَنَا؟، قَالَ: «أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَقَالَ: «هَذَا خَالِي، فَلْيَرْبَإِ امْرَأً خَالُهُ» قَالُوا: وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْوَلَدِ إِسْحَاقُ الْأَكْبَرُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى دَرَجَ، وَأُمُّ الْحَكَمِ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَعُمَرُ قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قُتِلَ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمْ مَاوِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ، وَعَامِرٌ، وَإِسْحَاقُ الْأَصْغَرُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَأُمُّ عِمْرَانَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَامِرِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرْعَةَ [ص: 138] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جُشَمَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَهْرَاءَ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَأُمُّ الْحَكَمِ الصُّغْرَى، وَأُمُّ عَمْرٍو، وَهِنْدُ، وَأُمُّ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّ مُوسَى، وَأُمُّهُمْ زَبَدُ، وَيَزْعُمُ بَنُوهَا أَنَّهَا ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَنَابِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، أُصِيبَتْ سِبَاءُ وَعَبْدَ الْلَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَأُمَّهُ سَلْمَى مِنْ بَنِي تَغْلُبَ بْنِ وَائِلٍ وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ، وَبُجَيْرٌ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَمِيدَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ هِلَالِ بِنْتُ رَبِيعِ بْنِ مُرَيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ رُومَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَذْحِجِ، وَعُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ الْأَكْبَرُ هَلَكَ قَبْلَ أَبِيهِ، وَحَمْنَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ قَارِظٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ حُلَفَاءَ بَنِي زُهْرَةَ، وَعُمَيْرٌ الْأَصْغَرُ، وَعُمَرُوَ، وَعِمْرَانُ، وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّ أَيُّوبَ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ، وَأُمُّهُمْ سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ تَيْمِ اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ، وَصَالِحُ بْنُ سَعْدٍ كَانَ نَزَلَ الْحِيرَةَ لِشَرٍّ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَنَزَلَهَا وَلَدُهُ، ثُمَّ نَزَلُوا رَأْسَ الْعَيْنِ، وَأُمُّهُ طَيْبَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وَعُثْمَانُ، وَرَمْلَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ حُجَيْرٍ، وَعَمْرَةُ وَهِيَ الْعَمْيَاءُ، تَزَوَّجَهَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأُمُّهَا امْرَأَةٌ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 ذِكْرُ إِسْلَامِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَا أَسْلَمَ رَجُلٌ قَبْلِي، إِلَّا رَجُلٌ أَسْلَمَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنْتُ ثَالِثًا فِي الْإِسْلَامِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: «لَقَدْ أَسْلَمْتُ يَوْمَ أَسْلَمْتُ وَمَا فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَوَاتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «وَأَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ سَعْدُ وَعُمَيْرُ ابْنَا أَبِي وَقَّاصٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا فِي مَنْزِلٍ لِأَخِيهِمَا عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ بَنَاهُ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَحَائِطٍ لَهُ، وَكَانَ عُتْبَةُ أَصَابَ دَمًا بِمَكَّةَ فَهَرَبَ فَنَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ بُعَاثٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «مَنْزِلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْمَدِينَةِ خِطَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [ص: 140] وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّهُ كَانَ مَعَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي سَرِيَّتِهِ الَّتِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي بُرَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَمَى فِي الْإِسْلَامِ بِسَهْمٍ، خَرَجْنَا مَعَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ سِتِّينَ رَاكِبًا سَرِيَّةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: «إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: «وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يَعْزِرُونَنِي عَنِ الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِيَهْ» . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «وَضَلَّ عَمَلِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْدًا يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالَ الْفَارِسِ فِي الرِّجَالِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي سَرِيَّةٍ إِلَى الْخَرَّارِ، فَخَرَجَ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا يَعْتَرِضُ لِعِيرِ قُرَيْشٍ، فَلَمْ يَلْقَ أَحَدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 ذِكْرُ جَمْعِ النَّبِيِّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ أَبَوَيْهِ بِالْفِدَاءِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْدِي أَحَدًا بِأَبَوَيْهِ إِلَّا سَعْدًا، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: «ارْمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَقُولُ: «أَبِي وَاللَّهِ الَّذِي جَمَعَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم [ص: 142] الْأَبَوَيْنِ يَوْمَ أُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِجَادٍ، مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَذْكُرُ عَنْ أَبِيهَا سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: «فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِجَادٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَالَ: [البحر الوافر] أَلَا هَلْ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي ... حَمَيْتُ صِحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي أَذُودُ بِهَا عَدُوَّهُمُ ذِيَادًا ... بِكُلِّ حُزُونَةٍ وَبِكُلِّ سَهْلِ فَمَا يُعْتَدُّ رَامٍ مِنْ مَعَدٍّ ... بِسَهْمٍ مَعْ رَسُولِ اللَّهِ قَبْلِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: «اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَهُ إِذَا دَعَاكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: «لَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَمَا فِي وَجْهِي غَيْرُ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ أَمَسُّهَا، ثُمَّ أَكْثَرَ اللَّهُ لِي بَعْدَ مِنَ اللِّحَى، يَعْنِي أَوْلَادًا كَثِيرًا» قَالُوا: وَشَهِدَ سَعْدُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَفَتِحَ مَكَّةَ، وَكَانَتْ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثُ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَفَرٍ قَدْ سَمَّاهُمْ: «أَنَّ سَعْدًا كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «كَانَ أَبِي رَجُلًا قَصِيرًا، دَحْدَاحًا، غَلِيظًا، ذَا هَامَةٍ، شَثْنَ الْأَصَابِعِ، أَشْعُرَ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: «رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «أَمَّنَا سَعْدٌ فِي مُسْتُقَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ: «أَنَّ سَعْدًا كَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ سَعْدًا كَانَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: «أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الثُّومَ بَدَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْدًا كَانَ يَقُولُ: " مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالْخِلَافَةِ، قَدْ جَاهَدْتُ إِذْ أَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ، وَلَا أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلٌ خَيْرًا مِنِّي، لَا أُقَاتِلُ حَتَّى تَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ، فَيَقُولَ: هَذَا مُؤْمِنٌ وَهَذَا كَافِرٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ، يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ أَبِي قَالَ لِسَعْدٍ: " مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْقِتَالِ؟، قَالَ: «حَتَّى تَجِيئُونِي بِسَيْفٍ يَعْرِفُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ صَحِبَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ: «فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا حَتَّى رَجَعَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدٌ، عَنْ خَالَتِهِ: " أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَسُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، فَاسْتَعْجَمَ، فَقَالَ: «إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَاحِدًا، فَتَزِيدُوا عَلَيْهِ الْمِائَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 ذِكْرُ وَصِيَّةِ سَعْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: " مَرِضْتُ مَرَضًا أَسْقَبْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِي مَالٌ كَثِيرٌ وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَتِي، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَلَدَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةُ تَجْعَلُهَا فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلِّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدُّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» ، لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: " جَاءَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنَا بِمَكَّةَ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ أَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا، فَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْرَاءَ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُوصِي بِمَالِي كُلَّهُ؟ قَالَ: «لَا» . قُلْتُ: فَالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: الثُّلُثِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةُ تَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امْرَأَتِكَ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ قَوْمٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ» قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ابْنَةٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا، كَمَا مَاتَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِيَ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلَّا ابْنَةٌ، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟، قَالَ: «لَا» قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: «لَا» قَالَ: أَفَأُوصِي بِنِصْفِهِ؟ قَالَ: «لَا» قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّ نَفَقَتَكَ مِنْ مَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّكَ أَنْ تَدَعَ أَهْلِكَ بِعَيْشٍ، أَوْ قَالَ: بِخَيْرٍ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ، قَالَ: فَقُلْتُ [ص: 146] : إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلَّا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلَّهُ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِالنِّصْفِ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ؟، قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِمَ فَخَلَّفَ سَعْدًا مَرِيضًا حَيْثُ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ مُعْتَمِرًا دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ وَجِعٌ مَغْلُوبٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا، وَإِنِّي أُورَثُ كَلَالَةً، أَفَأُوصِي بِمَالِي أَوْ أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِشَطْرِهِ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟، قَالَ: «نَعَمْ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ» قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَمَيِّتٌ أَنَا بِالدَّارِ الَّتِي خَرَجْتُ مِنْهَا مُهَاجِرًا؟، قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَكَ اللَّهُ فَيَنْكَأَ بِكَ أَقْوَامًا وَيَنْتَفِعَ بِكَ آخَرُونَ، يَا عَمْرَو بْنَ الْقَارِيِّ إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بَعْدِي فَهَاهُنَا ادْفِنْهُ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ» ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: " خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَجُلًا فَقَالَ: «إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَلَا تَدْفِنْهُ بِهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: " أَتَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ فِي الْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا؟، قَالَ: «نَعَمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " مَرِضْتُ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى [ص: 147] فُؤَادِي، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْؤُودٌ، فَأْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ، فَمُرْهُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ، ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي وَهُوَ يَقْضِي، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ أَيْ بُنَيَّ؟، فَقُلْتُ: لِمَكَانِكَ، وَمَا أَرَى بِكَ، قَالَ: فَلَا تَبْكِ عَلَيَّ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ اللَّهَ يَدِينُ الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَنَاتِهِمْ مَا عَمِلُوا لِلَّهِ، قَالَ: وَأَمَّا الْكُفَّارُ فَيُخَفِّفُ عَنْهُمْ بِحَسَنَاتِهِمْ، فَإِذَا نَفِدَتْ قَالَ: لِيَطْلُبْ كُلُّ عَامَلٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ مِمَّنْ عَمِلَ لَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 ذِكْرُ مَوْتِ سَعْدٍ وَدَفْنِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ، يَقُولُ: «إِنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ: " هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يُحْمَلَ الْمَيِّتُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ؟، قَالَ: «فَقَدْ حُمِلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعَقِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " سُئِلَ ابْنُ شِهَابٍ: هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يُحْمَلَ الْمَيِّتُ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ؟، فَقَالَ: «قَدْ حُمِلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعَقِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَى سَعْدٍ، وَكَيْفَ حُمِلَتْ جَنَازَتُهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَمُرُّوا بِجَنَازَتِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَفَعَلُوا، فَوُقِفَ بِهِ عَلَى حُجَرِهِنَّ فَصَلَّيْنَ عَلَيْهِ، وَخُرِجَ بِهِ مِنْ بَابِ الْجَنَائِزِ الَّذِي كَانَ إِلَى الْمَقَاعِدِ، فَبَلَغَهُنَّ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا كَانَتِ الْجَنَائِزُ يُدْخَلُ بِهَا الْمَسْجِدَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى أَنْ يَعِيبُوا مَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، عَابُوا عَلَيْنَا أَنْ يُمَرَّ بِجِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَجْلَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: " أَنَّ عَائِشَةَ أَمَرَتْ بِجِنَازَةِ سَعْدٍ أَنْ يُمَرَّ بِهَا عَلَيْهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَهَا أَنْ قَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى الْقَوْلِ، وَاللَّهِ مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ فَقَالَ: أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؟ قَالَ: شُقَّ بِهِ الْمَسْجِدَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، أَرْسَلْنَ إِلَيْهِمْ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْرُجَ إِلَيْهِ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَدَخَلُوا بِهِ، فَقَامُوا بِهِ عَلَى رُءُوسِهِنَّ فَصَلَّيْنَ عَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، وَعُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «مَاتَ أَبِي، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ [ص: 149] مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ مَا رُوِّينَا فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ، وَقَدْ رَوَى سَعْدٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مِمَّنْ قَدْ حَمَلَ الْعِلْمَ وَرَوَاهُ يَقُولُ: مَاتَ سَعْدٌ سَنَةَ خَمْسِينَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «أَرْسَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بِزَكَاةِ عَيْنِ مَالِهِ خَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَتَرَكَ سَعْدٌ يَوْمَ مَاتَ مِائَتَيْ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُمَرَ قَاسَمَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مَالَهُ حِينَ عَزَلَهُ عَنِ الْعِرَاقِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 عُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ أَخِي سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ أَخِيَ عُمَيْرَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَبْلَ أَنْ يَعْرِضَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْخُرُوجِ [ص: 150] إِلَى بَدْرٍ يَتَوَارَى، فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَرَانِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيَسْتَصْغِرَنِي فَيَرُدَّنِي، وَأَنَا أُحِبُّ الْخُرُوجَ، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ، قَالَ: فَعُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَصْغَرَهُ فَقَالَ: «ارْجِعْ» ، فَبَكَى عُمَيْرٌ فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ سَعْدٌ: فَكُنْتُ أَعْقِدُ لَهُ حَمَائِلَ سَيْفِهِ مِنْ صِغَرِهِ، فَقُتِلَ بِبَدْرٍ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وَدٍّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَأْرِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ وَاسْمُ مُدْرِكَةَ عَمْرُو بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَالَفَ مَسْعُودُ بْنُ غَافِلٍ عَبْدَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أُمُّ عَبْدِ بِنْتُ عَبْدِ وُدِّ بْنِ سَوَاءِ بْنِ قُرَيْمِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم [ص: 151] وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَا: «يَا غُلَامُ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِيَنَا؟» ، فَقُلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ، وَلَسْتُ سَاقِيَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَمَسَحَ الضَّرْعَ وَدَعَا، فَحَفَّلَ الضَّرْعُ، ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ مُتَقَعِّرَةٍ فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ شَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: «اقْلِصْ» ، فَقَلَصَ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ: «إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ» فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى الْقُرْآنَ بِمَكَّةَ مِنْ فِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ» قَالُوا: هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى، وَذَكَرَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أُخِذَ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي شَيْءٍ، فَرَشَا دِينَارَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: «لَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ هَاجَرَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالُوا: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَقْطَعَ النَّاسَ الدُّورَ، فَقَالَ حَيُّ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَبْدِ بْنِ زُهْرَةَ: نَكِّبْ عَنَّا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَلِمَ؟ أَيَبْعَثُنِي اللَّهُ إِذًا؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يُقَدِّسُ قَوْمًا لَا يُعْطَى الضَّعِيفُ مِنْهُمْ حَقَّهُ» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ مِثْلَهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَّ الدُّورَ، فَخَطَّ لِبَنِي زُهْرَةَ فِي نَاحِيَةِ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ لِعَبْدِ اللَّهِ وَعُتْبَةَ ابْنَيْ مَسْعُودٍ هَذِهِ الْخِطَّةَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بَدْرًا وَضَرَبَ عُنُقَ أَبِي جَهْلٍ بَعْدَ أَنْ أَثْبَتَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ [ص: 153] عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: 172] قَالَ: «كُنَّا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبَ سَوَادِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَعْنِي سِرَّهُ، وَوِسَادِهِ، يَعْنِي فِرَاشَهُ، وَسِوَاكِهِ وَنَعْلَيْهِ وَطَهُورِهِ، وَهَذَا يَكُونُ فِي السَّفَرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ، وَيُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَيَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ وَحْشًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، سَمِعَهُ يَقُولُ: «أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَادِ؟، وَصَاحِبُ السَّوَادِ ابْنُ مَسْعُودٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ صَاحِبَ السِّوَادِ، وَالْوِسَادِ، وَالنَّعْلَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُلْبِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ، ثُمَّ يَمْشِي أَمَامَهُ بِالْعَصَا، حَتَّى إِذَا أَتَى مَجْلِسَهُ نَزَعَ نَعْلَيْهِ فَأَدْخَلَهُمَا فِي ذِرَاعَيْهِ وَأَعْطَاهُ الْعَصَا، فَإِذَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُومَ أَلْبَسَهُ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ مَشَى بِالْعَصَا أَمَامَهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيَّ [ص: 154] ، يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ سِوَادِيَ حَتَّى أَنْهَاكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: «لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَمَا أَرَى إِلَّا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنْ أَهْلِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا دُونَ شُورَى الْمُسْلِمِينَ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ» ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: «إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَسَمْتًا بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: " قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَأْخُذُ عَنْهُ، فَقَالَ: «مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتٍ» ، قَالَ: «وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ [ص: 155] الدَّارَ اسْتَأْنَسَ وَرَفَعَ كَلَامَهُ كَيْ يَسْتَأْنِسُوا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «مَا نِمْتُ الضُّحَى مُنْذُ أَسْلَمْتُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: «أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَقَلَّ صَوْمًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَا تَصُومُ؟، فَقَالَ: إِنِّي أَخْتَارُ الصَّلَاةَ عَنِ الصَّوْمِ، فَإِذَا صُمْتُ ضَعُفْتُ عَنِ الصَّلَاةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أَمَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهُ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَضَحِكُوا مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا تَضْحَكُونَ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: " أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ صَعِدَ شَجَرَةً فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَضْحَكُونَ مِنْهُمَا؟ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَجْتَنِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَرَاكِ، قَالَ: فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْ دِقَّةِ سَاقِيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» قَالُوا: مِنْ دِقَّةِ سَاقِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْقَوْمِ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ نَحِيفٌ قَلِيلٌ فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: «كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا، كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا، كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا» ، فَإِذَا هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ، فَذَكَرْنَا بَعْضَ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَثْنَى الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا رَأَيْنَا رَجُلًا كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلَا أَرْفَقَ تَعْلِيمًا، وَلَا أَحْسَنَ مُجَالَسَةً، وَلَا أَشَدَّ وَرَعًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ، إِنَّهُ لَصِدْقٌ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَقُولُ فِيهِ مِثْلَ مَا قَالُوا أَوْ أَفْضَلَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبَّةَ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ حَتَّى رَأَوْا أَنَّهُ يَمْتَحِنُهُمْ، قَالَ: وَأَنَا أَقُولُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي قَالُوا أَوْ أَفْضَلَ، قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَقِيهٌ فِي الدِّينِ، عَالِمٌ بِالسُّنَّةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ الْبَطِينُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سَنَةً، مَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِيهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا يَقُولُ فِيهَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّهُ حَدَّثَ ذَاتَ يَوْمٍ بِحَدِيثٍ، فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَلَاهُ الْكَرْبُ حَتَّى رَأَيْتُ الْعَرَقَ يَتَحَدَّرُ عَنْ جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِ شَاءَ اللَّهُ، إِمَّا فَوْقَ ذَاكَ، وَإِمَّا قَرِيبٌ مِنْ ذَاكَ، وَإِمَّا دُونَ ذَاكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْغُدَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُومُ قَائِمًا كُلَّ عَشِيَّةِ خَمِيسٍ، فَمَا سَمِعْتُهُ فِي عَشِيَّةٍ مِنْهَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ [ص: 157] اللَّهِ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَى عَصًا، فَنَظَرْتُ إِلَى الْعَصَا تَزَعْزَعُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " حَدَّثَ يَوْمًا حَدِيثًا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَرْعَدَ وَأَرْعَدَتْ ثِيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَوْ نَحْوَ ذَا، أَوْ شِبْهَ ذَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَخْطُبُنَا كُلَّ خَمِيسٍ فَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتٍ، فَيَسْكُتُ حِينَ يَسْكُتْ وَنَحْنُ نَشْتَهِي أَنْ يَزِيدَنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ: أَنَّ مُهَاجَرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كَانَ بِحِمْصَ، فَحَدَرَهُ عُمَرُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: «إِنِّي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي، فَخُذُوا مِنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «كَانَ عَطَاءُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سِتَّةَ آلَافٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِينَاءٍ، عَنْ نُفَيْعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْبًا أَبْيَضَ، مِنْ أَطْيَبِ النَّاسِ رِيحًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُعْرَفُ بِاللَّيْلِ بِرِيحِ الطِّيبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَجُلًا نَحِيفًا، قَصِيرًا، أَشَدَّ الْأُدْمَةِ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ: «كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ شَعَرٌ يَرْفَعُهُ عَلَى أُذُنَيْهِ، كَأَنَّمَا جُعِلَ بِعَسَلٍ» ، قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي لَا يُغَادِرُ شَعْرَةً شَعْرَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: «كَانَ شَعْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ، فَرَأَيْتُهُ إِذَا صَلَّى يَجْعَلُهُ وَرَاءَ أُذُنَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ حَدِيدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " مَرِضَ مَرَضًا فَجَزِعَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: مَا رَأَيْنَاكَ جَزِعْتَ فِي مَرَضٍ مَا جَزِعْتَ فِي مَرَضِكَ هَذَا، فَقَالَ: «إِنَّهُ أَخَذَنِي وَأَقْرَبَ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: " ذَكَرَ الْمَوْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «مَا أَنَا لَهُ الْيَوْمَ بِمُتَيَسِّرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلٌ، عَنْ جَرِيرٍ رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَدِدْتُ أَنِّي إِذَا مَا مُتُّ لَمْ أُبْعَثْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَّهُ أَوْصَى، فَكَتَبَ فِي وَصِيَّتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فِي مَرَضِهِ هَذَا إِنَّ مَرْجِعَ وَصِيَّتِهِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُمَا فِي حِلٍّ وَبِلٍّ مِمَّا وَلِيَا وَقَضَيَا، وَأَنَّهُ لَا تُزَوَّجُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا، لَا تُحْظَرُ عَنْ ذَلِكَ زَيْنَبُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى الزُّبَيْرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَهُمَا، فَأَوْصَى إِلَيْهِ وَإِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: هَذَا مَا أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فِي مَرَضِهِ، إِنَّ مَرْجِعَ وَصِيَّتِهِ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَإِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَإِنَّهُمَا فِي حِلٍّ وَبِلٍّ فِيمَا وَلِيَا مِنْ ذَلِكَ وَقَضَيَا مِنْ ذَلِكَ، لَا حَرَجَ عَلَيْهِمَا فِي شَيْءٍ مِنْهُ، وَإِنَّهُ لَا تُزَوَّجُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ إِلَّا بِعِلْمِهِمَا، وَلَا يُحْجَرُ ذَلِكَ عَنِ امْرَأَتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّةِ، وَكَانَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ فِي رَقِيقِهِ إِذَا أَدَّى فُلَانٌ خَمْسُمِائَةٍ فَهُوَ حُرٌّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ خَيْثَمِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْصَى أَنْ يُكَفَّنَ فِي حُلَّةٍ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «ادْفِنُونِي عِنْدَ قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ [ص: 160] قَالَ: «مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِالْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ الْعِجْلِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ صَلَّى عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَقَالَ قَائِلٌ: صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَاسْتَغْفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ قَبْلَ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا: إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ صَلَّى عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ دُفِنَ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: «مَرَرْتُ عَلَى قَبْرِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ دُفِنَ فَرَأَيْتُهُ مَرْشُوشًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: " شَهِدْتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: " أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟، فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَاكَ إِنْ كَانَ لَيَدْخُلُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهَدَ إِذَا غِبْنَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: «تَرَكَ ابْنُ مَسْعُودٍ تِسْعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ عَلَى عُثْمَانَ بَعْدَ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: «أَعْطِنِي عَطَاءَ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَهْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَحَقُّ بِهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ حَرَمَهُ عَطَاءَهُ سَنَتَيْنِ، فَأَتَاهُ الزُّبَيْرُ فَقَالَ: «إِنَّ عِيَالَهُ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَأَعْطَاهُ عَطَاءَهُ عِشْرِينَ أَلْفًا، أَوْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ مَطْرُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ دُهَيرِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ أَبِي أَهْوَنَ بْنِ فَائِشِ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ أَهْوَدَ بْنِ بَهْرَاءَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مَعْبَدٍ وَكَانَ حَالَفَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَبَنَّاهُ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] قِيلَ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ الْمِقْدَادُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَلَا أَبُو مَعْشَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمِقْدَادِ وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْمِقْدَادِ فِي بَنِي حُدَيْلَةَ، دَعَاهُ إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «كَانَ مَعِيَ فَرَسٌ يَوْمَ بَدْرٍ، يُقَالُ لَهُ سَبْحَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، أُرَاهُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ عَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ عَدَا بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لِأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ يَسَارِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يُشْرِقُ لِذَلِكَ، وَيَسُرُّهُ ذَلِكَ " قَالُوا: وَشَهِدَ الْمِقْدَادُ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ: " أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو خَطَبَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَبَى أَنْ يُزَوِّجَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَكِنِّي أُزَوِّجُكَ ضُبَاعَةَ ابْنَةَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: «بِعْنَا طُعْمَةَ الْمِقْدَادِ الَّتِي أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ خَمْسَةَ عَشَرَ وَسْقًا وَشَعِيرًا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ قَالَ: " خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَنَا بِالْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ قَدْ فَضَلَ عَنْهَا عِظَمًا، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: " أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ الْبُعُوثِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ أَنَّهَا وَصَفَتْ أَبَاهَا لَهُمْ، فَقَالَتْ: «كَانَ رَجُلًا طَوِيلًا، آدَمَ، ذَا بَطْنٍ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَهِيَ حَسَنَةٌ، وَلَيْسَتْ بِالْعَظِيمَةِ وَلَا بِالْخَفِيفَةِ، أَعْيَنَ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، أَقْنَأَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَائِدٍ: «أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ شَرِبَ دُهْنَ الْخِرْوَعِ فَمَاتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ قَالَتْ: «مَاتَ الْمِقْدَادُ بِالْجُرُفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ حَتَّى دُفِنَ بِالْمَدِينَةِ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَوْ نُبِّئْتُ عَنْهُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ جَعَلَ يُثْنِي عَلَى الْمِقْدَادِ بَعْدَمَا مَاتَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: [البحر البسيط] لَا أُلْفِيَنَّكَ بَعْدَ الْمَوْتِ تَنْدُبُنِي ... وَفِي حَيَاتِيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِنَسَبِ خَبَّابٍ هَذَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيمِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَذَلِكَ يَقُولُ وَلَدُ خَبَّابٍ أَيْضًا. وَقَالُوا: كَانَ أَصَابَهُ سِبًا فَبِيعَ بِمَكَّةَ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ أَنْمَارٍ وَهِيَ أُمُّ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيَّةُ حِلْفُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّ خَبَّابٍ وَأُمُّ سِبَاعِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ وَاحِدَةٌ، وَكَانَتْ خَتَّانَةً بِمَكَّةَ، وَهِيَ الَّتِي عَنَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ قَالَ لِسِبَاعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمِّهِ أُمِّ أَنْمَارٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، فَانْضَمَّ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ إِلَى آلِ سِبَاعٍ، وَادَّعَى حِلْفَ بَنِي زُهْرَةَ بِهَذَا السَّبَبِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: «أَنَّ خَبَّابًا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: " كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ لِي: لَنْ أَقْضِيَكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَنْ أَكْفُرَ بِهِ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ تُبْعَثَ، قَالَ: إِنِّي لَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ فَسَوْفَ أَقْضِيكَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَالٍ وَوَلَدٍ، قَالَ: فَنَزَلَ فِيهِ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77] إِلَى قَوْلِهِ {فَرْدًا} [مريم: 80] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ [ص: 165] بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «كَانَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: " جَاءَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: ادْنُهْ، فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهُ آثَارًا فِي ظَهْرِهِ مِمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دَخَلَ خَبَّابٌ بن الْأَرَتَ عَلَى عُمَرَ بِنِ الْخَطَّابِ فَأَجْلَسَهُ عَلَى مُتَّكَئِهِ وَقَالَ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْ هَذَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ» ، قَالَ لَهُ خَبَّابٌ: مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «بِلَالٌ» قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَبَّابٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هُوَ بِأَحَقِّ مِنِّي، إِنَّ بِلَالًا كَانَ لَهُ فِي الْمُشْرِكِينَ مَنْ يَمْنَعُهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي أَحَدٌ يَمْنَعُنِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا أَخَذُونِي وَأَوْقَدُوا لِي نَارًا، ثُمَّ سَلَقُونِي فِيهَا، ثُمَّ وَضَعَ رَجُلٌ رِجْلَهُ عَلَى صَدْرِي، فَمَا اتَّقَيْتُ الْأَرْضَ، أَوْ قَالَ: بَرْدَ الْأَرْضِ إِلَّا بِظَهْرِي، قَالَ: ثُمَّ كَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ بَرِصَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ: «أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو وَخَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ لَمَّا هَاجَرَا إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ، فَلَمْ يَبْرَحَا مَنْزِلَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله [ص: 166] عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، فَتَحَوَّلَا فَنَزَلَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَلَمْ يَزَالَا عِنْدَهُ حَتَّى فُتِحَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ وَجَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، وَشَهِدَ خَبَّابٌ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ أَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ» ، لَأَلْفَانِي قَدْ تَمَنَّيْتُهُ، وَقَدْ أُتِيَ بِكَفَنِهِ قَبَاطِيُّ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ عَمِّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ، فَإِذَا مُدَّتْ عَلَى قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ قَلَصَتْ عَنْ قَدَمَيْهِ، حَتَّى جُعِلَ عَلَيْهِ إِذْخِرٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَمْلِكُ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي نَاحِيَةِ بَيْتِي فِي تَابُوتِي لَأَرْبَعِينَ أَلْفٍ وَافٍ، وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى فِي بَطْنِهِ سَبْعًا، فَقَالَ: «لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: عَادَ خَبَّابًا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِخْوَانُكَ تَقْدَمُ عَلَيْهِمْ غَدًا، فَبَكَى، وَقَالَ: عَلَيْهَا مِنْ حَالِي، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِي جَزَعٌ، وَلَكِنْ ذَكَّرْتُمُونِي أَقْوَامًا، وَسَمَّيْتُمُوهُمْ لِي إِخْوَانًا، وَإِنَّ أُولَئِكَ مَضَوْا بِأُجُورِهِمْ كَمَا هِيَ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ثَوَابَ مَا تَذْكُرُونَ مِنْ تِلْكَ الْأَعْمَالِ مَا [ص: 167] أُوتِينَا بَعْدَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: " سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ: مَتَى مَاتَ أَبُوكَ؟، قَالَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَبَرَهُ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَحْنَفِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْخَبَّابِ قَالَ: " كَانَ النَّاسُ يُدْفَنُونَ مَوْتَاهُمْ بِالْكُوفَةِ فِي جَبَابِينِهِمْ، فَلَمَّا ثَقُلَ خَبَّابٌ قَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَادْفِنِّي بِهَذَا الظَّهْرِ، فَإِنَّكَ لَوْ قَدْ دَفَنْتَنِي بِالظَّهْرِ قِيلَ: دُفِنَ بِالظَّهْرِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَفَنَ النَّاسُ مَوْتَاهُمْ، فَلَمَّا مَاتَ خَبَّابٌ رَحِمَهُ اللَّهُ دُفِنَ بِالظَّهْرِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَدْفُونٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ خَبَّابٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 ذُو الْيَدَيْنِ، وَيُقَالُ ذُو الشِّمَالَيْنِ وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ غُبْشَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ خُزَاعَةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَقِيلَ ذُو الْيَدَيْنِ، وَقَدِمَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ إِلَى مَكَّةَ فَعَقَدَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ حِلْفًا فَزَوَّجَهُ عَبْدٌ ابْنَتَهُ نُعْمَ بِنْتَ عَبْدِ الْحَارِثِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَيْرًا ذَا الشِّمَالَيْنِ، وَرَيْطَةَ ابْنَيْ عَبْدِ عَمْرٍو، وَكَانَتْ رَيْطَةُ تُلَقَّبُ مِسْخَنَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ [ص: 168] بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ ذُو الشِّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» قَالُوا: وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ وَبَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فُسْحُمٍ وَقُتِلَا جَمِيعًا بِبَدْرٍ، قَتَلَ ذَا الشِّمَالَيْنِ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ، وَكَانَ عُمَيْرٌ ذُو الشِّمَالَيْنِ يَوْمَ قُتِلَ بِبَدْرٍ ابْنَ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مَشْيَخَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 مَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مِنَ الْقَارَةِ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَيُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، هَكَذَا قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعٍ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: مَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ مَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْقَارِيُّ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْقَارِيِّ وَبَيْنَ عُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُ مَنْ يَرْوِي الْعِلْمَ أَنَّهُ كَانَ لِمَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخٌ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ صَحِبَ النَّبِيَّ وَشَهِدَ بَدْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ أَرَ شُهُودَهُ بَدْرًا يَثْبُتَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالسِّيرَةِ [ص: 169] ، وَشَهِدَ مَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ، وَقَدْ زَادَ فِي سِنِّهِ عَلَى السِّتِّينَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْخَيْرِ وَاسْمُهَا سَلْمَى بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأَسْمَاءُ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، وَأُمُّهُمَا قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ بْنِ نَضْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَائِشَةُ، وَأُمَّهُمَا أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أُذَيْنَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَيُقَالُ بَلْ هِيَ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ عِفْرِسِ بْنِ حَلْفِ بْنِ أَفْتَلَ وَهُوَ خَثْعَمُ، وَأُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ بِهَا نَسْأً، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَدَتْ بَعْدَهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ: " لِمَ سُمِّيَ [ص: 170] أَبُو بَكْرٍ عَتِيقًا؟، فَقَالَتْ: نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هَذَا عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ» قَالَ: وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: أَبُو قُحَافَةَ كَانَ اسْمُهُ عَتِيقًا، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: " أَرْسَلْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَسْأَلُهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، مَا كَانَ اسْمُهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كَانَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا كَانَ عَتِيقٌ كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي لَقَبًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ عُثْمَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَتْ: " إِنِّي لَفِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ فِي الْفِنَاءِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» ، قَالَتْ: وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ لِعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرٍو، لَكِنْ غَلَبَ عَلَيْهِ عَتِيقٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ: " قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: «إِنَّ قَوْمِي لَا يُصَدِّقُونَنِي» ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: يُصَدِّقُكَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ الصِّدِّيقُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ سَمَّيْتُمُوهُ الصِّدِّيقَ وَأَصَبْتُمُ اسْمَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ [ص: 171] ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ: [البحر الكامل] إِنَّا نُعَاتِبُ لَا أَبَا لَكَ عُصْبَةً ... عَلَقُوا الْفِرَى وَبَرَوْا مِنَ الصِّدِّيقِ وَبَرَوْا سَفَاهًا مِنْ وَزِيرِ نَبِيِّهِمْ ... تَبًّا لِمَنْ يَبْرَا مِنَ الْفَارُوقِ إِنِّي عَلَى رَغْمَ الْعُدَاةِ لَقَائِلٌ ... دَانَا بِدِينِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ قَالَ: «كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُسَمَّى الْأَوَّاهُ؛ لِرَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «أَلَا إِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّاهٌ مُنِيبُ الْقَلْبِ، أَلَا إِنَّ عُمَرَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 ذِكْرُ إِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ، عَنْ أَبِي أَرْوَى الدَّوْسِيِّ قَالُوا: «أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: «أَسْلَمَ أَبِي أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا وَاللَّهِ مَا عَقَلْتُ أَبِي إِلَّا وَهُوَ يَدِينُ الدِّينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا عَقَلْتُ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَمَا مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ قَطُّ إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ يَأْتِينَا فِيهِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِبِلَالٍ: مَنْ سَبَقَ؟ قَالَ: «مُحَمَّدٌ» ، قَالَ: مَنْ صَلَّى؟ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ» ، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا أَعْنِي فِي الْخَيْلِ، قَالَ بِلَالٌ: «وَأَنَا إِنَّمَا أَعْنِي فِي الْخَيْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: «أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ يَوْمَ أَسْلَمَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعْرُوفًا بِالتِّجَارَةِ، لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَكَانَ يُعْتِقُ مِنْهَا وَيُقَوِّي الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ كَانَ يَفْعَلُ فِيهَا مَا كَانَ يَفْعَلُ بِمَكَّةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 ذِكْرُ الْغَارِ وَالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: «قَدْ أُمِرْتُ بِالْخُرُوجِ» ، يَعْنِي الْهِجْرَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصُّحْبَةَ [ص: 173] يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَكَ الصُّحْبَةُ» ، قَالَ: فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَا ثَوْرًا فَاخْتَبَيَا فِيهِ، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يَأْتِيهُمَا بِخَبَرِ أَهْلِ مَكَّةَ بِاللَّيْلِ، ثُمَّ يُصْبِحُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَأَنَّهُ بَاتَ بِهَا، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَرْعَى غَنَمًا لِأَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ يُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا فَيَشْرَبَانِ مِنَ اللَّبَنِ، وَكَانَتْ أَسْمَاءُ تَجْعَلُ لَهُمَا طَعَامًا فَتَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِمَا، فَجَعَلَتْ طَعَامًا فِي سَفْرَةٍ فَلَمْ تَجِدْ شَيْئًا تَرْبِطُهَا بِهِ فَقَطَعَتْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْهَا بِهِ فَسُمِّيَتْ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ بِالْهِجْرَةِ» ، وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ بَعِيرٌ، وَاشْتَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعِيرًا آخَرَ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعِيرًا وَرَكِبَ أَبُو بَكْرٍ بَعِيرًا وَرَكِبَ آخِرُ، فِيمَا يَعْلَمُ حَمَّادٌ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَعِيرًا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , يُثْقِلُ عَلَى الْبَعِيرِ فَيَتَحَوَّلُ رَسُولُ الْلَّهِ عَلَى بَعِيرِ أَبِي بَكْرٍ، وَيَتَحَوَّلُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى بَعِيرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَيَتَحَوَّلُ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى بَعِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَيَثْقُلُ بَعِيرُ أَبِي بَكْرٍ حِينَ يَرْكَبُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنَ الشَّامِ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِيهَا ثِيَابُ بَيَاضٌ مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ فَلَبِسَاهَا فَدَخَلَا الْمَدِينَةَ فِي ثِيَابِ بَيَاضٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ كَانَ الَّذِي يَخْتَلِفُ بِالطَّعَامِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَهُمَا فِي الْغَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ خُرُوجُ أَبِي بَكْرٍ لِلْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَمَعَهُمَا دَلِيلٌ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ الدِّيلِيُّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْكُفْرِ وَلَكِنَّهُمَا أَمِنَاهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه [ص: 174] وسلم وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: «هَلْ قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا؟» ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «قُلْ وَأَنَا أَسْمَعُ» ، فَقَالَ: [البحر البسيط] وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمُنِيفِ وَقَدْ ... طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ صَعِدَ الْجَبَلَا وَكَانَ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ الْبَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلَا قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: «صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ، هُوَ كَمَا قُلْتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى حَبِيبِ بْنِ يَسَافٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: «نَزَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «نَزَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ، وَلَمْ يَزَلْ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بِالسُّنْحِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: " آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَرَآهُمَا يَوْمًا مُقْبِلَيْنَ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَيْنِ لَسَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، كُهُولِهِمْ وَشَبَابِهِمْ، إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَقْبَلَا أَحَدُهُمَا آخِذٌ بِيَدِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَيِّدَيْ كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَيْنِ الْمُقْبِلَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «لَمَّا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِأَبِي بَكْرٍ مَوْضِعَ دَارِهِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِآلِ مَعْمَرٍ» قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو بَكْرٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَايَتَهُ الْعُظْمَى يَوْمَ تَبُوكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ سَوْدَاءَ، وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ، وَكَانَ فِي مَنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ إِلَى نَجْدٍ وَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا، فَبَيَّتْنَا نَاسًا مِنْ هَوَازِنٍ، فَقَتَلْتُ بِيَدَيَّ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ، وَكَانَ شِعَارُنَا: أَمِتْ أَمِتْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ وَلِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ: " مَعَ أَحَدِكُمَا [ص: 176] جِبْرِيلُ وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ، أَوْ قَالَ: يَشْهَدُ الصَّفَّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا، يَعْنِي نَفْسَهُ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قُلْتُ: إِنَّمَا أَعْنِي مِنَ الرِّجَالِ قَالَ: «أَبُوهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كَانَ أَغْيَرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَزَالُ أُرَانِي أَطَأُ فِي عَذِرَاتِ النَّاسِ، قَالَ: «لَتَكُونَنَّ مِنَ النَّاسِ بِسَبِيلٍ» ، قَالَ: وَرَأَيْتُ فِيَ صَدْرِي [ص: 177] كَالرَّقْمَتَيْنِ، قَالَ: «سَنَتَيْنِ» ، قَالَ: وَرَأَيْتُ عَلَيَّ حُلَّةً حِبَرَةً، قَالَ: «وَلَدٌ تُحْبَرُ بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَحُجَّ عَامَ الْفَتْحِ، وَأَنَّهُ أَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلَى الْحَجِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ فِي أَوَّلِ حَجَّةٍ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ فِي السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ اسْتَعْمَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْحَجِّ، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ قَابِلٍ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَلَى الْحَجِّ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَحُجُّ سِنِيهُ كُلَّهَا حَتَّى قُبِضَ فَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ، فَاسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَلَى الْحَجِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُبَشِّرٍ السَّعْدِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، رَأَيْتُ كَأَنِّي اسْتَبَقْتُ أَنَا وَأَنْتَ دَرَجَةً فَسَبَقْتُكَ بِمِرْقَاتَيْنِ وَنِصْفٍ» ، قَالَ: خَيْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُبْقِيكَ اللَّهُ حَتَّى تَرَى مَا يَسُرُّكَ وَيُقِرَّ عَيْنَكَ، قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، رَأَيْتُ كَأَنِّي اسْتَبَقْتُ أَنَا وَأَنْتَ دَرَجَةً فَسَبَقْتُكَ بِمِرْقَاتَيْنِ وَنِصْفٍ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقْبِضُكَ اللَّهُ عَلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، وَأَعِيشُ بَعْدَكَ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ أَهْيَبَ لِمَا لَا يُعْلَمُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ [ص: 178] ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ أَهْيَبَ لِمَا لَا يُعْلَمُ مِنْ عُمَرَ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ نَزَلَتْ بِهِ قَضِيَّةٌ لَمْ نَجِدْ لَهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَصْلًا وَلَا فِي السُّنَّةِ أَثَرًا، فَقَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَمِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا: «ارْجِعِي إِلَيَّ» ، فَقَالَتْ: فَإِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، تُعَرِّضُ بِالْمَوْتِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَإِنْ رَجَعْتِ وَلَمْ تَجِدِينِي فَالْقَيْ أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ارْجِعِي إِلَيَّ» ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنْ لَمْ أَرَكَ، تَعْنِي الْمَوْتَ، فَإِلَى مَنْ؟ قَالَ: «إِلَى أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 ذِكْرُ الصَّلَاةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَ وَفَاتِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَكَدْ يُسْمِعُ النَّاسَ، قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ [ص: 179] عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» ، فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى مَا يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ، فَقَالَ: «إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا، قَالَتْ: فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ، ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُمْ كَمَا أَنْتَ» ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسًا وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَأْمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، قَالَ: «مُرُوا [ص: 180] أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَأْمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ قَالَ: «صَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَيَتَمَنَّى، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «ائْتِنِي بِكَتِفٍ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ» ، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَيَقُومَ فَقَالَ: «اجْلِسْ أَبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَنْ عَائِشَةَ، وَقَالَ، عَفَّانُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ لَمَّا مَرِضَ: «ادْعُوا لِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَكْتُبْ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي» ، وَقَالَ عَفَّانُ «لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ» ، ثُمَّ قَالَ: «دَعِيهِ، مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَخْتَلِفَ الْمُؤْمِنُونَ فِي أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَسُئِلَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُسْتَخْلِفًا لَوِ اسْتَخْلَفَ؟ قَالَتْ: «أَبَا بَكْرٍ» ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: «عُمَرُ» ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا مِنْ بَعْدَ عُمَرَ؟، قَالَتْ: «أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» ، قَالَ: ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى ذَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: «اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَكَانَ إِذَا وَجَدَ خِفَّةً صَلَّى، وَإِذَا ثَقُلَ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَإِنَّكَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعُمَرَ: مَا رَأَيْتُ لَكَ فَهَّةً قَبْلَهَا مُنْذُ أَسْلَمْتُ، أَتُبَايِعُنِي وَفِيكُمُ الصِّدِّيقُ وَثَانِيَ اثْنَيْنِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَتَوْا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: أَتَأْتُونِي وَفِيكُمْ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ؟ ". قَالَ أَبُو عَوْنٍ: " قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: مَا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى تِلْكَ الْآيَةِ: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [ص: 182] ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَذَكَرَ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعَ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا أَبْطَأَ النَّاسُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنِّي؟ أَلَسْتُ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى؟، أَلَسْتُ أَلَسْتُ؟ قَالَ: فَذَكَرَ خِصَالًا فَعَلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: فَقَامَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَقَالَ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَنْفَسُ هَذَا الْأَمْرَ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَلِيَهَا، أَوْ قَالَ: يَلِيَهُ أَقْوَامٌ قَتَلْنَا آبَاءَهُمْ وَإِخْوَتَهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمُتْ إِنِ اسْتَطَعْتَ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوزَرَاءُ، وَهَذَا الْأَمْرُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ نِصْفَيْنِ كَقَدِّ الْأُبْلُمَةَ، يَعْنِي الْخُوصَةَ، فَبَايَعَ أَوَّلُ النَّاسِ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو النُّعْمَانِ. قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ قَسْمًا، فَبَعَثَ إِلَى عَجُوزٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِقِسْمِهِا مَعَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ قَالَ: قِسْمٌ قَسَمَهُ أَبُو بَكْرٍ لِلنِّسَاءِ، فَقَالَتْ: أَتُرَاشُونِي عَنْ دِينِي؟ فَقَالُوا: لَا، فَقَالَتْ: أَتَخَافُونَ أَنْ أَدَعَ مَا أَنَا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: لَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا آخُذُ مِنْهُ شَيْئًا أَبَدًا، فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَنَحْنُ لَا نَأْخُذُ مِمَّا أَعْطَيْنَاهَا شَيْئًا أَبَدًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ وَلِيتُ أَمْرَكُمْ، وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ [ص: 183] ، وَلَكِنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَسَنَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم السُّنَنَ، فَعَلَّمَنَا فَعَلِمْنَا، اعْلَمُوا أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التَّقْوَى، وَأَنَّ أَحْمَقَ الْحُمْقَ الْفُجُورَ، وَأَنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِيَ الضَّعِيفُ حَتَّى آخِذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَأَنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِيَ الْقَوِيُّ حَتَّى آخِذَ مِنْهُ الْحَقَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زُغْتُ فَقَوِّمُونِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَكَيْفَ كَتَبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةَ وَأُمِرُوا بِهَا؟، قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: وَقَالَ هُذَيْلٌ: أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ؟، لَوَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقْدًا فَخَزَمَ أَنْفَهُ بِخِزَامَةٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم نَظَرْنَا فِي أَمْرِنَا، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدْ قَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَرَضِينَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِدِينِنَا، فَقَدَّمْنَا أَبَا بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ أَخَذَ مِنْ حَيْثُ كَانَ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، فَقَالَ: لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ، وَلَكِنَّنِي خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، أَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ [ص: 184] بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَجَّتْ مَكَّةُ، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَمَنْ وَلِيَ النَّاسَ بَعْدَهُ؟، قَالُوا: ابْنُكَ، قَالَ: أَرَضِيَتْ بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ اللَّهُ، قَالَ: ثُمَّ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ بِرَجَّةٍ هِيَ دُونَ الْأُولَى، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: ابْنُكَ مَاتَ، فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: هَذَا خَبَرٌ جَلِيلٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ أَصْبَحَ غَادِيًا إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَقَبَتِهِ أَثْوَابٌ يَتَّجِرُ بِهَا، فَلَقِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالَا لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: السُّوقَ، قَالَا: تَصْنَعُ مَاذَا وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ أُطْعِمُ عِيَالِي؟ قَالَا لَهُ: انْطَلِقْ حَتَّى نَفْرِضَ لَكَ شَيْئًا، فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا فَفَرَضُوا لَهُ كُلَّ يَوْمٍ شَطْرَ شَاةٍ، وَمَا كَسَوْهُ فِي الرَّأْسِ وَالْبَطْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِلَيَّ الْقَضَاءُ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَإِلَيَّ الْفَيْءُ، قَالَ عُمَرُ: فَلَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ الشَّهْرُ مَا يَخْتَصِمُ إِلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ رَجُلًا رَأَى عَلَى عُنُقِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَبَاءَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ هَاتِهَا أَكْفِيكَهَا، فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي، لَا تَغُرَّنِي، أَنْتَ وَابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ عِيَالِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ: افْرِضُوا لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ مَا يُغْنِيهِ، قَالُوا: نَعَمْ، بُرْدَاهُ إِذَا أَخْلَقَهُمَا وَضَعَهُمَا وَأَخَذَ مِثْلَهُمَا، وَظَهْرُهُ إِذَا سَافَرَ، وَنَفَقَتُهُ عَلَى أَهْلِهِ كَمَا كَانَ يُنْفِقُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ [ص: 185] ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَضِيتُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ رَاحَ إِلَى السُّوقِ يَحْمِلُ أَبْرَادًا لَهُ، وَقَالَ: «لَا تَغُرُّونِي مِنْ عِيَالِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: قَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِيَ لَمْ تَكُنْ لِتَعْجَزَ عَنْ مَؤُونَةِ أَهْلِي، وَقَدْ شُغِلْتُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَسَأَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي مَالِهِمْ، وَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلُوا لَهُ أَلْفَيْنِ، فَقَالَ: زِيدُونِي، فَإِنَّ لِي عِيَالًا، وَقَدْ شَغَلْتُمُونِي عَنِ التِّجَارَةِ، قَالَ: فَزَادُوهُ خَمْسَمِائَةٍ، قَالَ: إِمَّا أَنْ تَكُونَ أَلْفَيْنِ، فَزَادُوهُ خَمْسَمِائَةٍ، أَوْ كَانَتْ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةٍ فَزَادُوهُ خَمْسَمِائَةٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ، فَدَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: " بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَنْزِلَهُ بِالسُّنْحِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَدْ حَجَّرَ عَلَيْهِ حُجْرَةً مِنْ شَعْرٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَ هُنَاكَ بِالسُّنْحِ بَعْدَمَا بُويِعَ لَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَغْدُو عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَرُبَّمَا رَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ مُمَشَّقٌ فَيُوافِي الْمَدِينَةَ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالنَّاسِ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ بِالسُّنْحِ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ صَلَّى بِالنَّاسِ، وَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ صَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ يُقِيمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي صَدْرِ النَّهَارِ بِالسُّنْحِ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، ثُمَّ يَرُوحُ لِقَدَرِ الْجُمُعَةِ فَيُجَمِّعُ بِالنَّاسِ، وَكَانَ رَجُلًا تَاجِرًا فَكَانَ يَغْدُو كُلَّ يَوْمٍ السُّوقَ فَيَبِيعَ وَيَبْتَاعَ، وَكَانَتْ لَهُ قِطْعَةُ غَنْمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ هُوَ نَفْسُهُ فِيهَا، وَرُبَّمَا كُفِيَهَا فَرُعِيَتْ لَهُ، وَكَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الْآنَ لَا تُحْلَبِ لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا، فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي لَأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ، فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ: يَا جَارِيَةُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ، وَرُبَّمَا قَالَتْ: صَرِّحْ، فَأَيُّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ بِالسُّنْحِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ بِهَا وَنَظَرَ فِي أَمَرِهِ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا يُصْلِحُ أَمْرَ النَّاسِ التِّجَارَةُ، وَمَا يَصْلُحُ لَهُمْ إِلَّا التَّفَرُّغُ وَالنَّظَرُ فِي شَأْنِهِمْ، وَمَا بُدٌّ لِعِيَالِي مِمَّا يُصْلِحُهُمْ، فَتَرَكَ التِّجَارَةَ وَاسْتَنْفَقَ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُصْلِحُهُ وَيُصْلِحُ عِيَالَهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ، وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ، وَكَانَ الَّذِي فَرَضُوا لَهُ كُلَّ سَنَةٍ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: رُدُّوا مَا عِنْدَنَا مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنِّي لَا أُصِيبُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا، وَإِنَّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 أَرْضِيَ الَّتِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا أَصَبْتُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَدُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، وَلَقُوحٌ وَعَبْدٌ صَيْقَلٌ وَقَطِيفَةٌ مَا يُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمٍ. فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ " قَالُوا: وَاسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ اعْتَمَرَ أَبُو بَكْرٍ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَدَخَلَ مَكَّةَ ضَحْوَةً فَأَتَى مَنْزِلَهُ، وَأَبُو قُحَافَةَ جَالِسٌ عَلَى بَابِ دَارِهِ مَعَهُ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ يُحَدِّثُهُمْ، إِلَى أَنْ قِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ، فَنَهَضَ قَائِمًا وَعَجَّلَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُنِيخَ رَاحِلَتَهُ، فَنَزَلَ عَنْهَا وَهِيَ قَائِمَةٌ فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا أَبَتِ لَا تَقُمْ، ثُمَّ لَاقَاهُ فَالْتَزَمَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أَبِي قُحَافَةَ وَجَعَلَ الشَّيْخُ يَبْكِي فَرَحًا بِقُدُومِهِ، وَجَاءَ إِلَى مَكَّةَ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَصَافَحُوهُ جَمِيعًا فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَبْكِي حِينَ يَذْكُرُونَ رَسُولَ الْلَّهِ , صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ سَلَّمُوا عَلَى أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ أَبُو قُحَافَةَ: يَا عَتِيقُ، هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا أَبَتِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، طُوِّقْتُ عَظِيمًا مِنَ الْأَمْرِ، لَا قُوَّةَ لِي بِهِ وَلَا يَدَانِ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ دَخَلَ فَاغْتَسَلَ وَخَرَجَ، وَتَبِعَهُ أَصْحَابُهُ فَنَحَّاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: امْشُوا عَلَى رِسْلِكُمْ، وَلَقِيَهُ النَّاسُ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَجْهِهِ وَيُعَزُّونَهُ بِنَبِيِّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْكِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ طَافَ سَبْعًا وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ خَرَجَ فَطَافَ أَيْضًا بِالْبَيْتِ ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنْ دَارِ النَّدْوَةِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَتَشَكَّى مِنْ ظُلَامَةٍ أَوْ يَطْلُبُ حَقًّا؟ فَمَا أَتَاهُ أَحَدٌ وَأَثْنَى النَّاسُ عَلَى وَالِيهِمْ خَيْرًا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَجَلَسَ، فَوَدَّعَهُ النَّاسُ ثُمَّ خَرَجَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتَ الْحَجِّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ، وَأَفْرَدَ الْحَجَّ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 ذِكْرُ صِفَةِ أَبِي بَكْرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ رَجُلًا نَحِيفًا، خَفِيفَ اللَّحْمِ، أَبْيَضَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا نَظَرَتْ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَارًّا وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا، فَقَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ بِأَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا» ، فَقُلْنَا: صِفِي لَنَا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ: «رَجُلٌ أَبْيَضُ، نَحِيفٌ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، أَجْنَأُ، لَا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ يَسْتَرْخِي عَنْ حَقْوَتِهِ، مَعْرُوقُ الْوَجْهِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِيءُ الْجَبْهَةِ، عَارِي الْأَشَاجِعِ، هَذِهِ صِفَتُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ يَذْكُرُ هَذِهِ الصِّفَةَ بِعَيْنِهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: «مَرَرْتُ بِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ خَلِيفَةٌ يَوْمَئِذٍ، وَلِحْيَتُهُ حَمْرَاءُ قَانِيَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، كَأَنَّ لِحْيَتَهُ لُهَابِ الْعَرْفَجِ، شَيْخًا خَفِيفًا، أَبْيَضَ، عَلَى نَاقَةٍ لَهُ أَدْمَاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا جَمْرُ الْغَضَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَكَانَ جَلِيسًا لَهُمْ، كَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَغَدَا عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ حَمَّرَهَا، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: هَذَا أَحْسَنُ، فَقَالَ: «إِنَّ أُمِّي عَائِشَةَ أَرْسَلَتْ إِلَيَّ الْبَارِحَةَ جَارِيَتَهَا نُخَيْلَةَ فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ لَأَصْبُغَنَّ، وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «صَبَغَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَذُكِرَ عِنْدَهَا رَجُلٌ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، فَقَالَتْ: إِنْ يَخْضِبْ فَقَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ قَبْلَهُ بِالْحِنَّاءِ ". قَالَ الْقَاسِمُ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَضَبَ لَبَدَأْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَتْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: " سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ؟، فَقَالَ: لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ، وَلَكِنْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَخْتَضِبُ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ [ص: 190] : بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، قَالَ: قُلْتُ: فَعُمَرُ قَالَ: بِالْحِنَّاءِ قَالَ: قُلْتُ: فَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمْ يُدْرِكْ ذَاكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي خَيْثَمٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ خَضَبَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ: أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ يُغَيِّرُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَشْيَاخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَسَأَلَهُمْ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ: أَكَانَ عُمَرُ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ؟ فَقَالُوا: أَخْبَرَنَا فُلَانٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَكَأَنَّ لِحْيَتَهُ ضِرَامُ عَرْفَجٍ مِنْ شِدَّةَ الْحُمْرَةِ مِنَ الْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ قَوْمِهِ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَغَلَّفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غَيِّرُوا وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» ، قَالَ: فَصَبَغَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَصَبَغَ عُمَرُ فَاشْتَدَّ صَبْغُهُ، وَصَفَّرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ". قَالَ: فَقِيلَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: فَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ يَمَسُّ السِّدْرَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنْ أَجْمَلِ مَا تُجَمِّلُونَ بِهِ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ سِيرِينَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: " هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَخْضِبُ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَسْبِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 ذِكْرُ وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ مَرَضُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ: انْظُرُوا مَا زَادَ فِي مَالِي مُنْذُ دَخَلْتُ الْإِمَارَةَ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَى الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِي، فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ أَسْتَحِلُّهُ " قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: أَسْتَصْلِحُهُ جَهْدِي «، وَكُنْتُ أُصِيبُ مِنَ الْوَدَكِ نَحْوًا مِمَّا كُنْتُ أُصِيبُ فِي التِّجَارَةِ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا مَاتَ نَظَرْنَا فَإِذَا عَبْدٌ نُوبِيُّ كَانَ يَحْمِلُ صِبْيَانَهُ، وَإِذَا نَاضِحٌ كَانَ يَسْنَى عَلَيْهِ "، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: نَاضِحٌ كَانَ يَسْقِي بُسْتَانًا لَهُ، قَالَتْ: فَبَعَثْنَا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، قَالَتْ: فَأَخْبَرَنِي جَدِّي أَنَّ عُمَرَ بَكَى، وَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا شَدِيدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: " إِنِّي لَا أَعْلَمُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ اللِّقْحَةِ، وَغَيْرَ هَذَا الْغُلَامِ الصَّيْقَلِ كَانَ يَعْمَلُ سُيُوفَ الْمُسْلِمِينَ وَيَخْدُمُنَا، فَإِذَا مُتُّ فَادْفَعِيهِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَفَعْتُهُ إِلَى عُمَرَ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتَعْبَ مَنْ بَعْدَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَطَفْنَا بِغُرْفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي مَرْضَتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، قَالَ: فَقُلْنَا: كَيْفَ أَصْبَحَ أَوْ كَيْفَ أَمْسَى خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا إِطِّلَاعَةً، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَرْضَوْنَ بِمَا أَصْنَعُ؟ قُلْنَا: بَلَى قَدْ رَضِينَا. قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ هِيَ تُمَرِّضُهُ قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أُوَفِّرَ لِلْمُسْلِمِينَ فَيْئَهُمْ مَعَ أَنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، فَانْظُرُوا إِذَا رَجَعْتُمْ مِنِّي فَانْظُرُوا مَا كَانَ عِنْدَنَا [ص: 193] فَأَبْلِغُوهُ عُمَرَ قَالَ: فَذَاكَ حَيْثُ عَرَفُوا أَنَّهُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ قَالَ: وَمَا كَانَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مَا كَانَ إِلَّا خَادِمٌ وَلَقْحَةٌ وَمِحْلَبٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ يُحْمَلُ إِلَيْهِ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعَلَيْهِ سِتَّةُ آلَافٍ كَانَ أَخَذَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَدَعْنِي حَتَّى أَصَبْتُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَإِنَّ حَائِطِيَ الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فِيهَا» ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَدَعَ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ مَقَالًا، وَأَنَا وَالِي الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ، وَقَدْ رَدَدْتُهَا عَلَيْكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُمَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَةُ، مَا عِنْدِي مِنْ مَالٍ إِلَّا لِقْحَةٌ وَقَدَحٌ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاذْهَبُوا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا مَاتَ ذَهَبُوا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السَّرِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ اللَّوْحَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «قَسَمَ أَبِي أَوَّلَ عَامٍ الْفَيْءَ فَأَعْطَى الْحُرَّ عَشَرَةً، وَأَعْطَى الْمَمْلُوكَ عَشَرَةً، وَالْمَرْأَةَ عَشَرَةً، وَأَمَتَهَا عَشَرَةً، ثُمَّ قَسَمَ فِي الْعَامِ الثَّانِي فَأَعْطَاهُمْ عِشْرِينَ عِشْرِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أُسَيْرٍ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي مَرَضِهِ، فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، اعْهَدْ إِلَيَّ عَهْدًا، فَإِنِّي لَا أَرَاكَ تَعْهَدُ إِلَيَّ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ: أَجَلْ [ص: 194] يَا سَلْمَانُ، إِنَّهَا سَتَكُونُ فُتُوحٌ، فَلَا أَعْرِفَنَّ مَا كَانَ مِنْ حَظِّكَ مِنْهَا، مَا جَعَلْتَ فِي بَطْنِكَ، أَوْ أَلْقَيْتَهُ عَلَى ظَهْرِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فَإِنَّهُ يُصْبِحُ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ،، فَلَا تَقْتُلَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ ذِمَّةِ اللَّهِ فَيَطْلُبَكَ اللَّهُ بِذِمَّتِهِ، فَيُكِبَّكَ اللَّهُ عَلَى وَجْهِكَ فِي النَّارِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عَزَّةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى بِخُمْسِ مَالِهِ، أَوْ قَالَ: «آخُذُ مِنْ مَالِي مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لِي مِنْ مَالِي مَا رَضِيَ رَبِّي مِنَ الْغَنِيمَةِ فَأَوْصَى بِالْخُمُسِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى بِالْخُمُسِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا حَضَرَ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ جَلَسَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا بُنَيَّةُ، فَإِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ غِنًى إِلَيَّ بَعْدِي أَنْتِ، وَإِنَّ أَعَزَّ النَّاسِ عَلَيَّ فَقْرًا بَعْدِي أَنْتِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ مَالِي، فَوَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّكِ حُزْتِهِ وَأَخَذْتِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ مَالُ الْوَارِثِ وَهُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ "، قَالَتْ: قُلْتُ: هَذَا أَخَوَايَ، فَمَنْ أُخْتَايَ؟ قَالَ: ذَاتُ بَطْنِ ابْنَةَ خَارِجَةَ، فَإِنِّي أَظُنُّهَا جَارِيَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْكِبَاشِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا أَنْ ثَقُلَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ، وَقَدْ كُنْتُ أَقْطَعْتُكِ أَرْضًا بِالْبَحْرَيْنِ، وَلَا أُرَاكِ رَزَأْتِ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَتْ لَهُ: أَجَلْ قَالَ: فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ، وَكَانَتْ تُرْضِعُ ابْنَهُ، وَهَاتَيْنِ اللِّقْحَتَيْنِ وَحَالِبَهُمَا إِلَى عُمَرَ، وَكَانَ يَسْقِي لَبَنَهُمَا جُلَسَاءَهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي [ص: 195] يَدِهِ مِنَ الْمَالِ شَيْءٌ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ بَعَثَتْ عَائِشَةُ بِالْغُلَامِ وَاللَّقْحَتَيْنِ وَالْجَارِيَةِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ «، فَقَبِلَ اللِّقْحَتَيْنِ وَالْغُلَامَ وَرَدَّ الْجَارِيَةَ عَلَيْهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَاهَا فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ فِي أَهْلِي بَعْدِي أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ غِنًى مِنْكِ، وَلَا أَعَزَّ عَلَيَّ فَقْرًا مِنْكِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ مِنْ أَرْضٍ بِالْعَالِيَةِ جِدَادَ يَعْنِي صِرَامَ عِشْرِينَ وَسْقًا، فَلَوْ كُنْتِ جَدَدْتِهِ تَمْرًا عَامًا وَاحِدًا انْحَازَ لَكِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالُ الْوَارِثِ، وَإِنَّمَا هُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ، فَقَالَ: وَذَاتُ بَطْنِ ابْنَةَ خَارِجَةَ، قَدْ أُلْقِيَ فِي رُوعِيَ أَنَّهَا جَارِيَةٌ، فَاسْتَوْصِي بِهَا خَيْرًا، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ الْمَالُ الَّذِي نَحَلَ عَائِشَةَ بِالْعَالِيَةِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ بِئْرَ حُجْرٍ، كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ ذَلِكَ الْمَالَ فَأَصْلَحَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَغَرَسَ فِيهِ وَدِيًّا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ، نَضَّرُ بْنُ بَابٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِعَائِشَةَ: «أَيْ بُنَيَّةُ، قَدْ عَلِمْتِ أَنَّكِ كُنْتِ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ وَأَعَزَّهُمْ، وَأَنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ أَرْضِيَ الَّتِي تَعْلَمِينَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَأَنَا أَحَبُّ أَنْ تَرُدِّيهَا عَلَيَّ، فَيَكُونَ ذَلِكَ قِسْمَةٌ بَيْنَ وَلَدِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَأَلْقَى رَبِّي حِينَ أَلْقَاهُ وَلَمْ أُفَضِّلْ بَعْضَ وَلَدِي عَلَى بَعْضٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو أُسَامَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا تَرَكَ أَبُو بَكْرٍ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، ضَرَبَ اللَّهُ سِكَّتَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ [ص: 196] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا حُضِرَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ كَلِمَةً مِنْ قَوْلِ حَاتِمٍ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ فَقَالَ: " لَا تَقُولِي هَكَذَا يَا بُنَيَّةَ، وَلَكِنْ قُولِي {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ، ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، انْظُرُوا مُلَاءَتَيَّ هَاتَيْنِ، فَإِذَا مُتُّ فَاغْسِلُوهُمَا وَكَفِّنُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَتْ عَائِشَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يُعَالِجُ مَا يُعَالِجُ الْمَيِّتُ، وَنَفَسُهُ فِي صَدْرِهِ، فَتَمَثَّلْتُ هَذَا الْبَيْتَ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ فَنَظَرَ إِلَيْهَا كَالْغَضْبَانِ ثُمَّ قَالَ: " لَيْسَ كَذَلِكَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَحَلْتُكِ حَائِطًا، وَإِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْئًا، فَرُدِّيهِ إِلَى الْمِيرَاثِ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَرَدَدْتُهُ فَقَالَ: أَمَا إِنَّا مُنْذُ وَلِينَا أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ نَأْكُلْ لَهُمْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّا قَدْ أَكَلْنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامُهُمْ فِي بُطُونِنَا، وَلَبِسْنَا مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ عَلَى ظُهُورِنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ إِلَّا هَذَا الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ، وَهَذَا الْبَعِيرُ النَّاضِحُ، وَجَرْدُ هَذِهِ الْقَطِيفَةِ، فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِنَّ إِلَى عُمَرَ وَابْرَئِي مِنْهُنَّ فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا جَاءَ الرَّسُولُ عُمَرَ بَكَى حَتَّى جَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ فِي الْأَرْضِ وَيَقُولُ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتَعْبَ مَنْ بَعْدَهُ، يَا غُلَامُ ارْفَعْهُنَّ» ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، تَسْلُبُ عِيَالَ أَبِي بَكْرٍ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَبَعِيرًا نَاضِحًا، وَجَرْدَ قَطِيفَةٍ ثَمَنَ خَمْسَةِ الدَّرَاهِمِ؟» ، قَالَ: «فَمَا تَأْمُرُ؟» ، قَالَ: تَرُدُّهُنَّ عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، أَوْ كَمَا حَلَفَ، لَا يَكُونُ [ص: 197] هَذَا فِي وِلَايَتِي أَبَدًا، وَلَا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْهُنَّ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَرُدُّهُنَّ أَنَا عَلَى عِيَالِهِ، الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ: [البحر الطويل] مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... فَإِنَّهُ لَابُدَّ مَرَّةً مَدْفُوقُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " لَيْسَ كَذَلِكَ أَيْ بُنَيَّةُ، وَلَكِنْ {جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَتْهُ عَائِشَةُ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، هَذَا كَمَا قَالَ حَاتِمٌ: إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةُ، قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلِي أَخْلَاقِي فَاجْعَلِيهَا أَكْفَانِي "، فَقَالَتْ: «يَا أَبَتَاهُ، قَدْ رَزَقَ اللَّهُ وَأَحْسَنَ، نُكَفِّنَكَ فِي جَدِيدٍ» ، قَالَ: «إِنَّ الْحَيَّ هُوَ أَحْوَجُ يَصُونُ نَفْسَهُ وَيُقَنِّعُهَا مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّمَا يَصِيرُ إِلَى الصَّدِيدِ وَإِلَى الْبِلَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا مَرِضَ فَثَقُلَ قَعَدَتْ عَائِشَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَتْ: [البحر البسيط] كُلُّ ذِي إِبِلٍ مَوْرُوثُهَا ... وَكُلُّ ذِي سَلَبٍ مَسْلُوبُ فَقَالَ: " لَيْسَ كَمَا قُلْتِ يَا بِنْتَاهُ، وَلَكِنْ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ [ص: 198] ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا تَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ وَأَبُو بَكْرٍ يَقْضِي: [البحر الطويل] وَأَبْيَضُ يَسْتَسْقِي الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ سُمَيَّةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: [البحر الطويل] مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... فَإِنَّهُ لَابُدَّ مَرَّةً مَدْفُوقُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر الكامل] لَا تَزَالُ تَنْعَى حَبِيـ ... بًا حَتَّى تَكُونَهْ وَقَدْ يَرْجُو الْفَتَى الرَّجَا ... يَمُوتُ دُونَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: " مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا: «أَلَا نَدْعُو الطَّبِيبَ» ، فَقَالَ: " قَدْ رَآنِي فَقَالَ: إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي خَضِرَةٌ تَأَكُلُنِي الدَّوَابُّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَالْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ كَانَا يَأْكُلَانِ خَزِيرَةً أُهْدِيَتْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ الْحَارِثُ لِأَبِي بَكْرٍ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ فِيهَا لَسَمُّ سَنَةٍ، وَأَنَا وَأَنْتَ نَمُوتُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَمْ يَزَالَا عَلِيلَيْنِ حَتَّى مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عِنْدَ انْقِضَاءِ السَّنَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لَأَنْ أُوصِيَ بِالْخُمُسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُوصِيَ بِالرُّبُعِ، وَلَأَنْ أُوصِيَ بِالرُّبُعِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُوصِيَ بِالثُّلُثِ، وَمَنْ أَوْصَى بِالثُّلُثِ فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا بَرَدَانُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا اسْتُعِزَّ بِهِ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا تَسْأَلُنِي عَنْ أَمْرٍ إِلَّا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هُوَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ رَأْيِكَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ: أَنْتَ أَخْبَرُنَا بِهِ، فَقَالَ: عَلَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: اللَّهُمَّ عِلْمِي بِهِ أَنَّ سَرِيرَتَهُ خَيْرٌ مِنْ عَلَانِيَتِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَاللَّهِ لَوْ تَرَكْتُهُ مَا عَدَوْتُكَ، وَشَاوَرَ مَعَهُمَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ أَبَا الْأَعْوَرِ وَأُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، فَقَالَ أُسَيْدٌ: اللَّهُمَّ أَعْلَمُهُ الْخَيْرَةَ بَعْدَكَ، يَرْضَى لِلرِّضَى، وَيَسْخَطُ لِلسُّخْطِ، الَّذِي يُسِرُّ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي يُعْلِنُ، وَلَمْ يَلِ هَذَا الْأَمْرَ أَحَدٌ أَقْوَى عَلَيْهِ مِنْهُ، وَسَمِعَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِدُخُولِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَخَلْوَتِهُمَا بِهِ، فَدَخَلُوا بِهِ فَدَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْهُمْ: مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ إِذَا سَأَلَكَ عَنِ اسْتِخْلَافِكَ لِعُمَرَ عَلَيْنَا وَقَدْ تَرَى غِلْظَتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، أَبِاللَّهِ تُخَوِّفُونِي؟ خَابَ مَنْ تَزَوَّدَ مِنْ أَمْرِكُمْ بِظُلْمٍ، أَقُولُ: اللَّهُمَّ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ، أَبْلِغْ عَنِّي مَا قُلْتُ لَكَ مَنْ وَرَاءَكَ، ثُمَّ [ص: 200] اضْطَجَعَ وَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا عَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ فِي آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَعِنْدَ أَوَّلِ عَهْدِهِ بِالْآخِرَةِ دَاخِلًا فِيهَا، حَيْثُ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ، وَيُوقِنُ الْفَاجِرُ، وَيُصَدِّقُ الْكَاذِبَ، إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنِّي لَمْ آلُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَدِينَهُ وَنَفْسِي وَإِيَّاكُمْ خَيْرًا، فَإِنْ عَدَلَ فَذَلِكَ ظَنِّي بِهِ وَعِلْمِي فِيهِ، وَإِنْ بَدَّلَ فَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ، وَالْخَيْرُ أَرَدْتُ، وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْكِتَابِ فَخَتَمَهُ ". ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ: لَمَّا أَمْلَى أَبُو بَكْرٍ صَدْرَ هَذَا الْكِتَابِ بَقِيَ ذِكْرُ عُمَرَ فَذَهَبَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يُسَمِّيَ أَحَدًا فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ أَفَاقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: اقْرَأْ عَلَيَّ مَا كَتَبْتَ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ ذِكْرَ عُمَرَ فَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: أَرَاكَ خِفْتَ إِنْ أَقْبَلَتْ نَفْسِي فِي غَشْيَتِي تِلْكَ يَخْتَلِفُ النَّاسُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ خَيْرًا، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَهَا لَأَهْلًا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَخَرَجَ بِالْكِتَابِ مَخْتُومًا وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأُسَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَظِيُّ فَقَالَ عُثْمَانُ لِلنَّاسِ: أَتُبَايِعُونَ لِمَنْ فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ عَلِمْنَا بِهِ "، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَلِيٌّ الْقَائِلُ، وَهُوَ عُمَرُ فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ جَمِيعًا وَرَضُوا بِهِ وَبَايَعُوا، ثُمَّ دَعَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ خَالِيًا فَأَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَاهُ بِهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ مَدًّا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلَّا صَلَاحَهُمْ، وَخِفْتُ عَلَيْهِمُ الْفِتْنَةَ، فَعَمِلْتُ فِيهِمْ بِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، وَاجْتَهَدْتُ لَهُمْ رَأْيِي، فَوَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ، وَأَقْوَاهُمْ عَلَيْهِمْ، وَأَحْرَصَهُمْ عَلَى مَا أَرْشَدَهُمْ، وَقَدْ حَضَرَنِي مِنْ أَمْرِكَ مَا حَضَرَ، فَاخْلُفْنِي فِيهِمْ، فَهُمْ عِبَادُكَ، وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، أَصْلِحْ لَهُمْ وَإِلَيْهِمْ، وَاجْعَلْهُ مِنْ خُلَفَائِكَ الرَّاشِدِينَ يَتَّبِعْ هُدَى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَهُدَى الصَّالِحِينَ بَعْدَهُ، وَأَصْلِحْ لَهُ رَعِيَّتَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَتْ: قُلْنَا: يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَتْ: قُلْنَا: قُبِضَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: فَإِنِّي أَرْجُو مَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ، قَالَتْ: وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فِيهِ رَدْعٌ مِنْ مِشْقٍ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا، وَضُمُّوا إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ وَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، فَقُلْنَا: أَلَا نَجْعَلُهَا جُدُدًا كُلَّهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ، الْحَيُّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، قَالَتْ: فَمَاتَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ، رَحِمَهُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَهَا: " فِي أَيِّ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ "، قَالَ: فَفِيمَ كَفَّنْتُمُوهُ؟، قَالَتْ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ يَمَانِيَةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «انْظُرِي ثَوْبِي هَذَا، فِيهِ رَدْعُ زَعْفَرَانٍ أَوْ مِشْقٌ فَاغْسِلِيهِ، وَاجْعَلِي مَعَهُ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَتِ، هُوَ خَلَقٌ فَقَالَ: " إِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَعْطَاهُمْ حُلَّةً حِبَرَةً فَأُدْرِجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا، ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ مِنْهَا فَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ، فَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ الْحُلَّةَ فَقَالَ: لَأُكَفِّنَنَّ نَفْسِي فِي شَيْءٍ مَسَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: وَاللَّهِ لَا أُكَفَّنُ فِي شَيْءٍ مَنَعَهُ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُكَفَّنَ فِيهِ «، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ وَدُفِنَ لَيْلًا وَمَاتَتْ عَائِشَةُ لَيْلًا فَدَفَنَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ مَوْلَى آلِ مَظْعُونٍ [ص: 202] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالُوا: «كَانَ أَوَّلُ بَدْءِ مَرَضِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَكَانَ يَوْمًا بَارِدًا فَحُمَّ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا لَا يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةٍ، وَكَانَ يَأْمُرُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَيَدْخُلُ النَّاسُ عَلَيْهِ يَعُودُونَهُ، وَهُوَ يَثْقُلُ كُلَّ يَوْمٍ، وَهُوَ نَازِلٌ يَوْمَئِذٍ فِي دَارِهِ الَّتِي قَطَعَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وِجَاهَ دَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الْيَوْمَ، وَكَانَ عُثْمَانُ أَلْزَمَهُمْ لَهُ فِي مَرَضِهِ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ، لِثَمَانِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنْ مُهَاجِرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَ لَيَالٍ» وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: سَنَتَيْنِ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَرْبَعَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، مُجْمَعٌ عَلَى ذَلِكَ فِي الرِّوَايَاتِ كُلِّهَا، اسْتَوْفَى سِنَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: «تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «مَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «اسْتَكْمَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي خِلَافَتِهِ سِنَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَسُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ أَسْمَاءُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْصَى أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَنْ تَغْسِلَهُ إِذَا مَاتَ، وَعَزَمَ عَلَيْهَا: لَمَا أَفْطَرْتِ لِأَنَّهُ أَقْوَى لَكِ، فَذَكَرَتْ يَمِينَهُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَدَعَتْ بِمَاءٍ فَشَرِبَتْ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُتْبِعُهُ الْيَوْمَ حِنْثًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَوْصَى أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ، فَإِنْ عَجَزَتْ أَعَانَهَا ابْنُهَا مِنْهُ مُحَمَّدٌ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا وَهَلٌ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَذَا خَطَأٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ تَغْسِلَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعِ اسْتَعَانَتْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ، وَكَيْفَ يُعِينُهَا مُحَمَّدٌ ابْنُهَا وَإِنَّمَا [ص: 204] وَلَدَتْهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ سَنَةَ عَشْرٍ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ثَلَاثُ سِنِينَ أَوْ نَحْوَهَا؟ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعَنِ ابْنِ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ غَسَّلَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعَنِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ غَسَلَتْ أَبَا بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ ثُمَّ خَرَجَتْ فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، وَهَذَا يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ، فَهَلْ عَلَيَّ غُسْلٌ؟ قَالُوا: لَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ حَاجِبِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " غَسَّلْتُهُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَسَأَلَتْ عُثْمَانَ: هَلْ عَلَيْهَا غُسْلٌ؟ فَقَالَ: لَا، وَعُمَرُ يَسْمَعُ ذَلِكَ وَلَا يُنْكِرُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: " كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي رَيْطَتَيْنِ، رَيْطَةٌ بَيْضَاءُ وَرَيْطَةٌ مُمَصَّرَةٌ، وَقَالَ: «الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْكِسْوَةِ مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّمَا هُوَ لِمَا يَخْرُجُ مِنْ أَنْفِهِ وَفِيهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، أَحَدُهَا ثَوْبٌ مُمَصَّرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ لِعَائِشَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ: «فِي كَمْ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟» ، قَالَتْ: «فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «خُذُوا هَذَا الثَّوْبَ، لِثَوْبٍ عَلَيْهِ قَدْ أَصَابَهُ مِشْقٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ، فَاغْسِلُوهُ، ثُمَّ كَفِّنُونِي فِيهِ مَعَ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَا هَذَا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ غَسِيلَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فِي كَمْ كُفِّنَ؟ قَالَ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: «كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ» قَالَ شَرِيكٌ: «مُعَقَّدَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ الْمَوْصُولَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَرَهُمْ أَنْ يَرْحَضُوا أَخْلَاقَهُ فَيَدْفِنُوهُ فِيهَا، قَالَ: وَدُفِنَ لَيْلًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أُصَلِّي فِيهِمَا، وَاغْسِلُوهُمَا، فَإِنَّهُمَا لِلْمُهْلَةِ وَالتُّرَابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَكَفِّنُونِي فِيهِ، فَإِنَّ الْحَيَّ [ص: 206] أَفْقَرُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ غَسِيلَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الْحَيُّ أَوْلَى بِالْجَدِيدِ، إِنَّمَا الْكَفَنُ لِلْمُهْلَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا غَسِيلٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُكَفَّنَ بِثَوْبَيْنِ عَلَيْهِ كَانَ يَلْبَسُهُمَا، قَالَ: كَفِّنُونِي فِيهِمَا؛ فَإِنَّ الْحَيَّ هُوَ أَفْقَرُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَوْبَيْنِ أَحَدُهُمَا غَسِيلٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنِ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: " أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ؟، فَقَالَ: بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: عُمَرُ قَالَ: كَمْ كَبَّرَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَرْبَعًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «صَلَّى عُمَرُوَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ صُلِّيَ عَلَيْهِمَا فِي الْمَسْجِدِ تُجَاهَ الْمِنْبَرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ وَكِيعٌ أَوْ غَيْرُهُ: شَكَّ هِشَامٌ، وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَنْ أَبِيهِ وَلَمْ يَشُكُّ [ص: 207] ، «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ فَقَالَ: " أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَ: بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُمَرَ كَبَّرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَرْبَعًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَانِ بْنِ سَعْدٍ: «أَنَّ عُمَرَ حِينَ صَلَّى عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ رَجَّعَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَحَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَا: «الَّذِي صَلَّى عَلَى أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَصَلَّى صُهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «صَلَّى عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ غَيْرِهِ، شَكَّ هِشَامٌ، «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلًا فَدَفَنَّاهُ قَبْلَ أَنْ نُصْبِحَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سُئِلَ: أَيُقْبَرُ الْمَيِّتُ لَيْلًا؟ فَقَالَ: «قَدْ قُبِرَ أَبُو بَكْرٍ بِاللَّيْلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ [ص: 208] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ: «أَنَّ عُمَرَ دَفَنَ أَبَا بَكْرٍ لَيْلًا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَوْتَرَ بِثَلَاثٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: «دُفِنَ أَبُو بَكْرٍ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دُفِنَ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دُفِنَ لَيْلًا، دَفَنَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «أَنَّ عُمَرَ دَفَنَ أَبَا بَكْرٍ لَيْلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " حَضَرْتُ دَفْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْزِلَ، فَقَالَ عُمَرُ: كُفِيتَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَقَامَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةُ النَّوْحَ فَبَلَغَ عُمَرَ فَجَاءَ فَنَهَاهُنَّ عَنِ النَّوْحِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَنْتَهِينَ، فَقَالَ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَخْرِجْ إِلَيَّ ابْنَةَ أَبِي قُحَافَةَ، فَعَلَاهَا بِالدِّرَّةِ ضَرَبَاتٍ [ص: 209] ، فَتَفَرَّقَ النَّوَائِحِ حِينَ سَمِعْنَ ذَلِكَ، وَقَالَ: تُرِدْنَ أَنْ يُعَذَّبَ أَبُو بَكْرٍ بِبُكَائِكُنَّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَأَصْبَحْنَا فَاجْتَمَعَ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَقَامُوا النَّوْحَ وَأَبُو بَكْرٍ يُغْسَلُ، وَيُكَفَّنُ فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالنُّوَّحِ فَفُرِّقْنَ، فَوَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ إِنْ كُنَّ لَيُفَرَّقْنَ وَيَجْتَمِعْنَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولَانِ: «أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُفِرَ لَهُ، وَجُعِلَ رَأْسُهُ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأُلْصِقَ اللَّحْدُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُبِرَ هُنَاكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «رَأْسُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ حَقْوَيْ أَبِي بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: «جُعِلَ قَبْرُ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُسَطَّحًا، وَرُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّةَ، اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ، فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلَاثَةِ [ص: 210] قُبُورٍ، لَا مُشْرِفَةٍ وَلَا لَاطِئَةٍ مَبْطُوحَةٍ بِبَطْحَاءِ الْعَرْصَةِ الْحَمْرَاءِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مُقَدَّمًا، وَقَبْرَ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَرَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ رِجْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: فَوَصَفَ الْقَاسِمُ قُبُورَهُمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيَدْعُو لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: " سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: «كَانَا إِمَامَيْ هُدًى، رَاشِدَيْنِ مُرْشِدَيْنِ، مُصْلِحَيْنِ، مُنْجِحَيْنِ، خَرَجَا مِنَ الدُّنْيَا خَمِيصَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيَّادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " سَمِعَ أَبُوَ قُحَافَةَ الْهَائِعَةَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنُكَ، قَالَ: رُزْءٌ جَلِيلٌ، مَنْ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: عُمَرُ قَالَ: صَاحِبُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «وَرِثَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَبُوهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدْسَ، وَوَرِثَهُ مَعَهُ وَلَدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَائِشَةُ، وَأَسْمَاءُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ بَنُو أَبِي بَكْرٍ، وَامْرَأَتَاهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَحَبِيبَةُ ابْنَةُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ أُمُّ أُمِّ كُلْثُومٍ، وَكَانَتْ بِهَا نَسْأً حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: " كُلِّمَ أَبُو قُحَافَةَ فِي مِيرَاثِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: «قَدْ رَدَدْتُ ذَلِكَ عَلَى وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ» [ص: 211] ، قَالُوا: «ثُمَّ لَمْ يَعِشْ أَبُو قُحَافَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّامًا، وَتُوُفِّيَ فِي الْمُحْرِمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ حِبَّانِ الصَّائِغِ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِي بَكْرٍ: نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «مَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «لَا يَتَأَمَّرُ عَلَيْكُمَا أَحَدٌ بَعْدِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ: " ابْسُطْ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّ قُوَّتِي لَكَ مَعَ فَضْلِكَ، قَالَ: فَبَايَعَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَقَدْ قَصِعَتْ لِحْيَتِي، فَقَالَ: مَا لَكَ عَنِ الْخِضَابِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَكْرَهُهُ فِي هَذَا الْبَلَدِ، قَالَ: فَاصْبِغْ بِالْوَسِمَةِ، فَإِنِّي كُنْتُ أَخْضِبُ بِهَا حَتَّى تَحَرَّكَ فَمِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أُنَاسًا مِنْ حَمْقَى قُرَّائِكُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ خِضَابَ اللِّحَى حَرَامٌ، وَأَنَّهُمْ سَأَلُوا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَوِ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ زُهَيْرٌ: الشَّكُّ مِنْ غَيْرِي، عَنْ خِضَابِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» ، فَهَذَا الصِّدِّيقُ قَدْ خَضَبَ قَالَ: قُلْتُ: الصِّدِّيقُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ هَذِهِ الْقِبْلَةِ، أَوِ الْكَعْبَةِ [ص: 212] ، إِنَّهُ الصِّدِّيقُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ قَامَ خَطِيبًا، فَلَا وَاللَّهِ مَا خَطَبَ خُطْبَتَهُ أَحَدٌ بَعْدُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي وُلِّيتُ هَذَا الْأَمْرَ وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ، وَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ كَفَانِيهِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ إِنْ كَلَّفْتُمُونِي أَنْ أَعْمَلَ فِيكُمْ بِمِثْلِ عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ أَقِمْ بِهِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدًا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالْوَحْيِ وَعَصَمَهُ بِهِ، أَلَا وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ، فَرَاعُونِي، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَقَمْتُ فَاتَّبِعُونِي، وَإِنْ رَأَيْتُمُونِي زِغْتُ فَقَوِّمُونِي، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِيَ شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي، لَا أُؤَثِّرُ فِي أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَامَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ، وَالْآخَرُ مِنَّا، قَالَ: فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ حَيٍّ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ جَدِّهِ صَبِيحَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ لَهُ بَيْتُ مَالٍ بِالسُّنْحِ مَعْرُوفٌ لَيْسَ يَحْرُسُهُ أَحَدٌ، فَقِيلَ لَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَلَا تَجْعَلُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ مَنْ يَحْرُسُهُ؟ فَقَالَ: لَا يُخَافُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: «عَلَيْهِ قُفْلٌ» ، قَالَ: وَكَانَ يُعْطِي مَا فِيهِ حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهِ شَيْءٌ، فَلَمَّا تَحَوَّلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ حَوَّلَهُ فَجَعَلَ بَيْتَ مَالِهِ فِي الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيهَا وَكَانَ قَدِمَ عَلَيْهِ مَالٌ مِنْ مَعْدِنِ الْقَبَلِيَّةِ وَمِنْ مَعَادِنِ جُهَيْنَةَ كَثِيرٌ، وَانْفَتَحَ مَعْدِنُ بَنِي سُلَيْمٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ مِنْهُ بِصَدَقَتِهِ، فَكَانَ يُوضَعُ ذَلِكَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَقْسِمُهُ عَلَى النَّاسِ نُقَرًا نُقَرًا فَيُصِيبُ كُلُّ مِائَةِ إِنْسَانٍ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ يُسَوِّي بَيْنَ النَّاسِ فِي الْقَسْمِ، الْحَرُّ وَالْعَبْدُ وَالذَّكَرُ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَكَانَ يَشْتَرِي الْإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَالسِّلَاحَ فَيَحْمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاشْتَرَى عَامًا قَطَائِفَ أَتَى بِهَا مِنَ الْبَادِيَةِ فَفَرَّقَهَا فِي أَرَامِلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الشِّتَاءِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَدُفِنَ دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْأُمَنَاءَ، وَدَخَلَ بِهِمْ بَيْتَ مَالِ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَغَيْرُهُمَا، فَفَتَحُوا بَيْتَ الْمَالِ فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَوَجَدُوا خَيْشَةً لِلْمَالِ فَنُقِضَتْ فَوَجَدُوا فِيهَا دِرْهَمًا، فَرَحَّمُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ وَزَّانٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَزِنُ مَا كَانَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ مَالٍ فَسُئِلَ الْوَزَّانُ كَمْ بَلَغَ ذَلِكَ الْمَالُ الَّذِي وَرَدَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: مِائَتَيْ أَلْفٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ الصَّعْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمَادٍ الْحَضْرَمِيِّ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانَ وَهْبُ بْنُ عَبْدٍ صَاحِبُ الرِّفَادَةِ دُونَ قُرَيْشٍ كُلِّهَا. وَكَانَ لِطَلْحَةَ مِنَ الْوَلَدِ: مُحَمَّدٌ وَهُوَ السَّجَّادُ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ مَعَ أَبِيهِ، وَعِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُمُّهُمَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَكَانَ يُقَالُ لِلْقَعْقَاعِ تَيَّارُ الْفُرَاتِ مِنْ سَخَائِهِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ وَكَانَ جَوَادًا، قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وزكرياءُ وَيُوسُفُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعِيسَى، وَيَحْيَى، وَأُمُّهُمَا سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ، تَزَوَّجَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ طَلْحَةَ ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ، وَأُمُّهَا الْجَرْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ قَسَامَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ مِنْ طَيِّئٍ، وَالصَّعْبَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ طَلْحَةَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَصَالِحُ بْنُ طَلْحَةَ دَرَجَ، وَأُمُّهُ الْفَرَعَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ سَبِيَّةٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ [ص: 215] اللَّهِ: حَضَرْتُ سُوقَ بُصْرَى فَإِذَا رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ يَقُولُ: سَلُوا أَهْلَ هَذَا الْمَوْسِمِ: أَفِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا، فَقَالَ: هَلْ ظَهَرَ أَحْمَدُ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَحْمَدُ؟ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، هَذَا شَهْرُهُ الَّذِي يَخْرُجُ فِيهِ، وَهُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَخْرَجُهُ مِنَ الْحَرَمِ وَمُهَاجَرُهُ إِلَى نَخْلٍ وَحَرَّةٍ وَسِبَاخٍ فَإِيَّاكَ أَنْ تَسْبِقَ إِلَيْهِ. قَالَ طَلْحَةُ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا قَالَ فَخَرَجْتُ سَرِيعًا حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ مِنْ حَدَثٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَمِينُ تَنَبَّأَ وَقَدْ تَبِعَهُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَتَبِعْتَ هَذَا الرَّجُلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلِقْ إِلَيْهِ فَادْخُلْ عَلَيْهِ فَاتْبَعْهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ، فَأَخْبَرَهُ طَلْحَةُ بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ بِطَلْحَةَ فَدَخَلَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ طَلْحَةُ، وَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ، فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَخَذَهُمَا نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ الْعَدَوِيَّةِ فَشَدَّهُمَا فِي حَبْلٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمَا بَنُو تَيْمٍ، وَكَانَ نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ يُدْعَى أَسَدُ قُرَيْشٍ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ الْقَرِينَيْنِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَائِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَرَّارِ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَكَانَ الْغَدُ لَقِيَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ جَائِيًا مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ، فَكَسَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ، وَخَبَّرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ مَنْ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدِ اسْتَبْطَؤُوا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَجَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّيْرَ وَمَضَى طَلْحَةُ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ آلِ أَبِي بَكْرٍ، فَهُوَ الَّذِي قَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ [ص: 216] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِطَلْحَةَ مَوْضِعَ دَارِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، عَنْ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالُوا: " لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فُصُولَ عِيرِ قُرَيْشٍ مِنَ الشَّامِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ خُرُوجِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ بِعَشْرِ لَيَالٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ، فَخَرَجَا حَتَّى بَلَغَا الْحَوْرَاءَ، فَلَمْ يَزَالَا مُقِيمَيْنِ هُنَاكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمَا الْعِيرُ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرُ قَبْلَ رُجُوعِ طَلْحَةَ وَسَعِيدٍ إِلَيْهِ فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ، وَخَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ، وَسَارُوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ فَرَقًا مِنَ الطَّلَبِ، وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرَ الْعِيرِ وَلَمْ يَعْلَمَا بِخُرُوجِهِ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي لَاقَى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّفِيرَ مِنْ قُرَيْشٍ بِبَدْرٍ، فَخَرَجَا [ص: 217] مِنَ الْمَدِينَةِ يَعْتَرِضَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَقِيَاهُ بِتُرْبَانَ فِيمَا بَيْنَ مَلَلٍ وَالسَّيَالَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ مُنْصَرِفًا مِنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْوَقْعَةَ، فَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسِهَامِهِمَا وَأُجُورِهِمَا فِي بَدْرٍ، فَكَانَا كَمَنْ شَهِدَهَا، وَشَهِدَ طَلْحَةُ أُحُدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَرَمَى مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ يَوْمَ أُحُدٍ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاتَّقَى طَلْحَةُ بِيَدِهِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَصَابَ خِنْصَرَهُ فَشَلَّتْ، فَقَالَ حِينَ أَصَابَتْهُ الرَّمِيَّةُ: حَسِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ لَدَخَلَ الْجَنَّةَ» ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ أَصَابَتْهُ يَوْمَئِذٍ فِي رَأْسِهِ الْمُصَلِّبَةُ، ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ضَرْبَتَيْنِ، ضَرْبَةً وَهُوَ مُقْبِلٌ، وَضَرْبَةً وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ، فَكَانَ قَدْ نَزَفَ مِنْهَا الدَّمُ، وَكَانَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ يَقُولُ: أَنَا وَاللَّهِ ضَرَبْتُهُ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ طَلْحَةُ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زكرياءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «أُصِيبَ أَنْفُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَرَبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَقَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَضُرِبَتْ فَشَلَّتْ إِصْبَعُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ قَالَ: «رَأَيْتُ إِصْبَعَيْ طَلْحَةَ قَدْ شَلَّتَا، اللَّتَيْنِ وَقَى بِهِمَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ إِسْحَاقَ ابْنَتِي طَلْحَةَ قَالَتَا: «جُرِحَ أَبُونَا يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ جِرَاحَةً، وَقَعَ مِنْهَا فِي رَأْسِهِ شَجَّةٌ مُرَبَّعَةٌ، وَقُطِعَ نَسَاهُ [ص: 218] يَعْنِي عِرْقَ النَّسَا، وَشَلَّتْ إِصْبَعُهُ، وَسَائِرُ الْجَرَّاحِ فِي سَائِرِ جَسَدِهِ، وَقَدْ غَلَبَهُ الْغَشْيُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكْسُورَةٌ رَبَاعِيَّتَاهُ، مَشْجُوجٌ فِي وَجْهِهِ، قَدْ عَلَاهُ الْغَشْيُ، وَطَلْحَةُ مُحْتَمِلُهُ، يَرْجِعُ بِهِ الْقَهْقَرَى، كُلَّمَا أَدْرَكَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَاتَلَ دُونَهُ حَتَّى أَسْنَدَهُ إِلَى الشِّعْبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: " كُنْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ» ، يُرِيدُ طَلْحَةَ وَقَدْ نُزِفَ، فَلَمْ يُنْظَرْ إِلَيْهِ، وَأَقْبَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: «رَجَعَ طَلْحَةُ يَوْمَئِذٍ بِخَمْسٍ وَسَبْعِينَ أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ ضَرْبَةً، رُبِّعَ فِيهَا جَبِينُهُ، وَقُطِعَ نَسَاهُ، وَشَلَّتْ إِصْبَعُهُ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَوْجَبَ طَلْحَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " إِنِّي لَفِي بَيْتِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِالْفِنَاءِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ، إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 219] وسلم يَقُولُ: «طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ» . قَالَ حُصَيْنٌ: قَاتَلَ طَلْحَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جُرِحَ يَوْمَئِذٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ طَلْحَةَ سَرِيَّةً فِي عَشَرَةٍ، وَقَالَ: «شِعَارُكُمْ يَا عَشْرَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً تِسْعَةً، وَأَتَمَّهُمْ عَشَرَةً بِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: «شِعَارُكُمْ عَشَرَةٌ» قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَصِفُ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلًا آدَمَ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، لَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلَا بِالسَّبْطِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، دَقِيقَ الْعِرْنِينِ، إِذَا مَشَى أَسْرَعَ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ شَعْرَهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: «كَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَاتِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ رَأَى عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ بِمَشْقٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " مَا بَالُ هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ يَا طَلْحُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا صَبَغْنَاهُ بِمَدَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسَ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلًا رَأَى عَلَيْكَ ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ لَقَالَ: قَدْ كَانَ طَلْحَةُ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُصَبَّغَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ أَوْ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ أَبْصَرَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا طَلْحَةُ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هُوَ مَدَرٌ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِكُمْ، وَلَوْ رَآكَ أَحَدٌ جَاهِلٌ قَالَ: طَلْحَةُ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُصَبَّغَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَإِنَّ أَحْسَنَ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْبَيَاضَ، فَلَا تَلْبِسُوا عَلَى النَّاسِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ فِي يَدِ طَلْحَةَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، فَنَزَعَهَا وَجَعَلَ مَكَانَهَا جِزْعَةً، فَأُصِيبَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجَمَلِ وَهِيَ عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: «كَانَتْ غَلَّةُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَلْفًا وَافِيًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سُعْدَى بِنْتُ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةُ قَالَتْ: " دَخَلْتُ عَلَى طَلْحَةَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكَ، أَرَابَكَ شَيْءٌ مِنْ أَهْلِكَ فَنُعْتِبَ؟ قَالَ: نِعْمَ حَلِيلَةُ الْمَرْءِ أَنْتِ، وَلَكِنْ عِنْدِي مَالٌ قَدْ أَهَمَّنِي أَوْ غَمَّنِي قَالَتْ: اقْسِمْهُ، فَدَعَا جَارِيَتَهُ، فَقَالَ: ادْخُلِي عَلَى قَوْمِي، فَأَخَذَ يَقْسِمُهُ، فَسَأَلْتُهَا، كَمْ كَانَ الْمَالُ؟ فَقَالَتْ: أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِسَبْعِمِائَةِ أَلْفٍ، فَحَمَلَهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تَبِيتُ هَذِهِ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ لَا يَدْرِي مَا يَطْرُقُهُ مِنْ أَمْرِ [ص: 221] اللَّهِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ، فَبَاتَ وَرُسُلُهُ مُخْتَلِفٌ بِهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَسْحَرَ وَمَا عِنْدَهُ مِنْهَا دِرْهَمٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ حُلَمَاءِ قُرَيْشٍ،: «إِنَّ أَقَلَّ الْعَيْبِ عَلَى الرَّجُلِ جُلُوسُهُ فِي دَارِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: «إِنَّ أَقَلَّ الْعَيْبِ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَجْلِسَ فِي دَارِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ طَلْحَةُ يُغِلُّ كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الْعِرَاقِ أَلْفَ وَافٍ دِرْهَمٍ وَدَانَقِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَغِلُّ بِالْعِرَاقِ مَا بَيْنَ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، وَيَغِلُّ بِالسَّرَاةِ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَبِالْأَعْرَاضِ لَهُ غَلَّاتٍ، وَكَانَ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ بَنِي تَيْمٍ عَائِلًا إِلَّا كَفَاهُ مَؤُونَتَهُ وَمَؤُونَةَ عِيَالِهِ وَزَوَّجَ أَيَامَاهُمْ وَأَخْدَمَ عَائِلَهُمْ، وَقَضَى دَيْنَ غَارِمِهِمْ، وَلَقَدْ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى عَائِشَةَ إِذَا جَاءَتْ غَلَّتُهُ كُلَّ سَنَةٍ بِعَشَرَةِ آلَافٍ وَلَقَدْ قَضَى عَنْ صُبَيْحَةَ التَّيْمِيِّ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: " أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَأَلَهُ: " كَمْ تَرَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، مِنَ الْعَيْنِ؟ قَالَ: تَرَكَ أَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ وَكَانَ مَالُهُ قَدِ اغْتِيلَ، كَانَ يُغِلُّ كُلَّ سَنَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ مِائَةَ أَلْفٍ سِوَى غَلَّاتِهِ مِنَ السَّرَاةِ [ص: 222] وَغَيْرِهَا، وَلَقَدْ كَانَ يُدْخِلُ قُوتَ أَهْلِهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَتَهُمْ مِنْ مَزْرَعَةٍ بِقَنَاةٍ كَانَ يَزْرَعُ عَلَى عِشْرِينَ نَاضِحًا، وَأَوَّلُ مَنْ زَرَعَ الْقَمْحَ بِقَنَاةٍ هُوَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «عَاشَ حَمِيدًا، سَخِيًا، شَرِيفًا، وَقُتِلَ فَقِيرًا، رَحِمَهُ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «كَانَتْ قِيمَةُ مَا تَرَكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنَ الْعَقَارِ وَالْأَمْوَالِ وَمَا تَرَكَ مِنَ النَّاضِّ ثَلَاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، تَرَكَ مِنَ الْعَيْنِ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَالْبَاقِي عُرُوضٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدَّتِهِ سُعْدَى بِنْتِ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةِ أُمِّ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَتْ: «قُتِلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، وَفِي يَدِ خَازِنِهِ أَلْفَا أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَا أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَقُوِّمَتْ أُصُولُهُ وَعَقَارُهُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْأَيْلِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: «حُدِّثْتُ أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ، فِي كُلِّ بُهَارٍ ثَلَاثُ قَنَاطِرِ ذَهَبٍ، وَسَمِعْتُ أَنَّ الْبُهَارَ جِلْدُ ثَوْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ فَلَمْ أُخْبَرْ أَحَدًا أَعَمَّ سَخَاءً عَلَى الدِّرْهَمِ وَالثَّوْبِ وَالطَّعَامِ مِنْ طَلْحَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، يُخْبِرُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ الْأَحْمَسِيِّ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ: «إِنَّا دَاهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلَا نَجِدُ الْيَوْمَ شَيْئًا أَمْثَلَ مِنْ أَنْ نَبْذُلَ دِمَاءَنَا فِيهِ، اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي الْيَوْمَ حَتَّى تَرْضَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ رَمَى طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ وَاقِفٌ إِلَى جَنْبِ عَائِشَةَ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ سَاقَهُ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللَّهِ لَا أَطْلُبُ قَاتِلَ عُثْمَانَ بَعْدَكَ أَبَدًا، فَقَالَ طَلْحَةُ لِمَوْلًى لَهُ: ابْغِنِي مَكَانًا، قَالَ: لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ، اللَّهُمَّ خُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي حَتَّى تَرْضَى، ثُمَّ وَسَّدَ حَجَرًا فَمَاتَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: «كَانَ مَرْوَانُ مَعَ طَلْحَةَ فِي الْخَيْلِ فَرَأَى فُرْجَةً فِي دِرْعِ طَلْحَةَ فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " رُمِيَ طَلْحَةُ فَأَعْنَقَ فَرَسُهُ، فَرَكَضَ فَمَاتَ فِي بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: بِاللَّهِ مَصْرَعُ شَيْخٍ أُضِيعَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «أَنَّ مَرْوَانَ اعْتَرَضَ طَلْحَةَ لَمَّا جَالَ النَّاسُ بِسَهْمٍ، فَأَصَابَهُ فَقَتَلَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا حُبَابٍ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ كَلْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: «لَوْلَا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَرْوَانَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَتَلَ طَلْحَةَ مَا تَرَكْتُ مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتُهُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " رَمَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي رُكْبَتِهِ فَجَعَلَ الدَّمُ يَغْذُو يَسِيلُ، فَإِذَا أَمْسَكُوهُ اسْتَمْسَكَ، وَإِذَا تَرَكُوهُ سَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا بَلَغَتْ إِلَيْنَا سِهَامُهُمْ بَعْدُ، ثُمَّ قَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ، فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ عَلَى شَطِّ الْكَلَّاءِ، فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِهِ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا تُرِيحُونَنِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ، فَإِنِّي قَدْ غَرِقْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُهَا، فَنَبَشُوهُ [ص: 224] مِنْ قَبْرِهِ أَخْضَرَ كَأَنَّهُ السَّلْقُ، فَنَزَفُوا عَنْهُ الْمَاءَ ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ، فَإِذَا مَا يَلِي الْأَرْضَ مِنْ لِحْيَتِهِ وَوَجْهِهِ قَدْ أَكَلَتْهُ الْأَرْضُ، فَاشْتَرَوْا دَارًا مِنْ دُورِ أَبِي بَكَرَةَ فَدَفَنُوهُ فِيهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: «قُتِلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى لِطَلْحَةَ قَالَ: دَخَلَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ عَلَى عَلِيٍّ بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ، قَالَ: وَرَجُلَانِ جَالِسَانِ عَلَى نَاحِيَةِ الْبِسَاطِ، فَقَالَا: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، تَقْتُلُهُمْ بِالْأَمْسِ وَتَكُونُونَ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ فِي الْجَنَّةِ؟، فَقَالَ عَلِيٌّ: قُومَا أَبْعَدَ أَرْضٍ وَأَسْحَقَهَا، فَمَنْ هُوَ إِذًا إِنْ لَمْ أَكُنْ أَنَا وَطَلْحَةُ؟ قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِعِمْرَانَ: كَيْفَ أَهْلُكَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِ أَبِيكَ؟ أَمَا إِنَّا لَمْ نَقْبِضْ أَرْضَكُمْ هَذِهِ السِّنِينَ وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَأْخُذَهَا، إِنَّمَا أَخَذْنَاهَا مَخَافَةَ أَنْ يَنْتَهِبَهَا النَّاسُ، يَا فُلَانُ، اذْهَبْ مَعَهُ إِلَى ابْنِ قَرَظَةَ فَمُرْهُ فَلْيَدْفَعْ إِلَيْهِ أَرْضَهُ وَغَلَّةَ هَذِهِ السِّنِينَ، يَا ابْنَ أَخِي، وَأَتِنَا فِي الْحَاجَةِ إِذَا كَانَتْ لَكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَبِيبَةَ قَالَ: جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: تَعَالَ هَاهُنَا يَا ابْنَ أَخِي، فَأَجْلَسَهُ عَلَى طَنْفَسَتِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأْرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُو هَذَا مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] [ص: 225] فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَامَ إِلَيْهِ بِدِرَّتِهِ فَضَرَبَهُ وَقَالَ: أَنْتَ، لَا أُمَّ لَكَ، وَأَصْحَابُكَ تُنْكِرُونَ هَذَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ عَلِيٍّ جَالِسٌ إِذْ جَاءَ ابْنُ طَلْحَةَ فَسَلَّمَ عَلَى عَلِيٍّ، فَرَحَّبَ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: تُرَحِّبُ بِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ قَتَلْتَ وَالِدِي وَأَخَذْتَ مَالِي، قَالَ: " أَمَّا مَالُكَ فَهُوَ مَعْزُولٌ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَاغْدُ إِلَى مَالِكَ فَخُذْهُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: قَتَلْتَ أَبِي، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ أَعْوَرُ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَصَاحَ عَلِيٌّ صَيْحَةً تَدَاعَى لَهَا الْقَصْرُ قَالَ: «فَمَنْ ذَاكَ إِذَا لَمْ نَكُنْ نَحْنُ أُولَئِكَ؟» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَيْطَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدَةَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الظَّاعِنِيُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ أَرْسَلَ إِلَى ابْنَيْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُمَا: " يَا ابْنَيْ أَخِي، انْطَلِقَا إِلَى أَرْضِكُمَا فَاقْبِضَاهَا، فَإِنِّي إِنَّمَا قَبَضْتُهَا لِئَلَّا يَتَخَطَّفَهَا النَّاسُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَأَبُوكُمَا مِمَّنْ ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] . قَالَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِيُّ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ وَقَالَ: «فَمَنْ، لَا أُمَّ لَكَ» ، مَرَّتَيْنِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ: ائْذَنُوا لِقَاتِلِ طَلْحَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «بَشِّرْهُ بِالنَّارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 صُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَوْسِ مَنَاةَ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ قَعِيدُ بْنُ مَهِيضِ بْنِ خُزَاعِيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ أَبُوهُ سِنَانُ بْنُ مَالِكٍ أَوْ عَمُّهُ عَامِلًا لِكِسْرَى عَلَى الْأُبُلَّةِ، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ وَيُقَالُ: كَانَوا فِي قَرْيَةٍ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ مِمَّا يَلِي الْجَزِيرَةَ وَالْمَوْصِلِ فَأَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ فَسَبَتْ صُهَيْبًا وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ فَقَالَ عَمُّهُ: أَنْشُدُ اللَّهَ، الْغُلَامُ النَّمَرِيُّ، دَجٌّ وَأَهْلِي بِالثَّنِيِّ، قَالَ: وَالثَّنِيِّ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ أَهْلُهُ بِهَا، فَنَشَأَ صُهَيْبٌ بِالرُّومِ فَصَارَ أَلْكَنَ، فَابْتَاعَتْهُ كَلْبٌ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَدِمَتْ بِهِ مَكَّةَ فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ مِنْهُمْ فَأَعْتَقَهُ فَأَقَامَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ هَلَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ وَبُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا أَهْلُ صُهَيْبٍ وَوَلَدُهُ فَيَقُولُونَ: بَلْ هَرَبَ مِنَ الرُّومِ حِينَ بَلَغَ وَعَقَلَ فَقَدِمَ مَكَّةَ فَحَالَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ وَأَقَامَ مَعَهُ إِلَى أَنْ هَلَكَ، وَكَانَ صُهَيْبٌ رَجُلًا أَحْمَرَ شَدِيدَ الْحُمْرَةِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَهُوَ إِلَى الْقِصَرِ أَقْرَبُ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ الْجَزَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «صُهَيْبٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ [ص: 227] قَالَا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا صُهَيْبُ مَا لَكَ تُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَتَقُولُ إِنَّكَ مِنَ الْعَرَبِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ، وَتُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ؟، فَقَالَ صُهَيْبٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ وَادِّعَائِي إِلَى الْعَرَبِ فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، وَلَكِنْ سُبِيتُ سَبَتْنِي الرُّومُ غُلَامًا صَغِيرًا بَعْدَ أَنْ عَقَلْتُ أَهْلِي وَقَوْمِي وَعَرَفْتُ نَسَبِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ وَإِسْرَافِي فِيهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ خِيَارَكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ» ، فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الْأَرْقَمِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُ؟ فَقَالَ لِي: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعَ كَلَامَهُ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ، فَكَانَ إِسْلَامُ عَمَّارٍ وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «كَانَ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا يُعَذَّبُونَ فِي اللَّهِ بِمَكَّةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ [ص: 228] : أَتَيْتَنَا هَاهُنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تَنْطَلِقُ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ تَرَكْتُ مَالِي تُخَلُّونَ أَنْتُمْ سَبِيلِي؟، قَالُوا: نَعَمْ، فَجَعَلَ لَهُمْ مَالَهُ أَجْمَعَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَانْتَشَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ اللَّهِ، لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِيَ فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ، فَافْعَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي، قَالُوا: نَعَمْ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ» ، قَالَ: وَنَزَلَتْ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «قَدِمَ آخِرُ النَّاسِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلِيٌّ وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ وَذَلِكَ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُبَاءٍ لَمْ يَرِمْ بَعْدُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: " قَدِمَ صُهَيْبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ رُطَبٌ قَدْ جَاءَهُمْ بِهِ كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ أُمَّهَاتِ جَرَاذِينَ، وَصُهَيْبٌ قَدْ رَمِدَ بِالطَّرِيقِ وَأَصَابَتْهُ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، فَوَقَعَ فِي الرُّطَبِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرَى إِلَى صُهَيْبٍ يَأْكُلُ الرُّطَبَ وَهُوَ رَمِدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 : «تَأْكُلُ الرُّطَبَ وَأَنْتَ رَمِدٌ؟» فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَإِنَّمَا آكُلُهُ بِشِقِّ عَيْنِي الصَّحِيحَةِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَعَدْتَنِي أَنْ تَصْطَحِبَ فَخَرَجْتَ وَتَرَكْتَنِي، وَيَقُولُ: وَعَدْتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تُصَاحِبَنِيَ فَانْطَلَقْتَ وَتَرَكْتَنِي، فَأَخَذَتْنِي قُرَيْشٌ فَحَبَسُونِي فَاشْتَرَيْتُ نَفْسِي وَأَهْلِي بِمَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَبِحَ الْبَيْعُ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} وَقَالَ صُهَيْبٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا تَزَوَّدْتَ إِلَّا مُدًّا مِنْ دَقِيقٍ عَجَنْتُهُ بِالْأَبْوَاءِ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ صُهَيْبٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَنَزَلَ الْعُزَّابُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ وَالْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ» قَالَ: وَشَهِدَ صُهَيْبٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: " هَلُمُّوا نُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَغَازِينَا، فَأَمَّا أَنْ أَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَهْلِ الشُّورَى فِيمَا يُوصِيهِمْ بِهِ: «وَلْيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ [ص: 230] ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فَإِذَا صُهَيْبٌ يُصَلِّي بِهِمُ الْمَكْتُوبَاتِ بِأَمْرِ عُمَرَ، فَقَدَّمُوا صُهَيْبًا فَصَلَّى عَلَى عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حُذَيْفَةَ، رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «تُوُفِّيَ صُهَيْبٌ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً بِالْمَدِينَةِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى صُهَيْبٌ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي حَدِيثٍ لَهَا طَوِيلٌ قَالَتْ: «وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ، فَأَسْلَمَ عَامِرٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ، وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ لَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ [ص: 231] بْنِ خَيْثَمَةَ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ وَالْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: " أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ كَانَ مِنْ أُولَئِكِ الرَّهْطِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دُفِنَ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ هِيَ دَفَنَتْهُ " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ فِي صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَهُ، فَقَالَ عَامِرٌ: فُزْتُ وَاللَّهِ. قَالَ: وَذُهِبَ بِعَامِرٍ عُلُوًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَارَتْ جُثَّتَهُ، وَأُنْزِلَ عِلِّيِّينَ» ، وَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى مَا قَوْلُهُ: فُزْتُ وَاللَّهِ، قَالُوا: الْجَنَّةَ، قَالَ: فَأَسْلَمَ جَبَّارٌ لَمَّا رَأَى مِنْ أَمْرِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «رُفِعَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ، يَرَوْنَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَارَتْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ وَاسْمُ أُمِّهِ حَمَامَةُ، وَكَانَتْ لِبَعْضِ بَنِي جُمَحَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «كَانَ بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ يُعَذَّبُ حِينَ أَسْلَمَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ، فَمَا أَعْطَاهُمْ قَطُّ كَلِمَةً مِمَّا يُرِيدُونَ، وَكَانَ الَّذِي يُعَذِّبُهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " كَانَ بِلَالٌ إِذَا اشْتَدُّوا عَلَيْهِ فِي الْعَذَابِ قَالَ: أَحَدٌ أَحَدٌ، فَيَقُولُونَ لَهُ: قُلْ كَمَا نَقُولُ، فَيَقُولُ: إِنَّ لِسَانِيَ لَا يُحْسِنُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ بِلَالًا أَخَذَهُ أَهْلُهُ فَمَطُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مِنَ الْبَطْحَاءِ وَجِلْدِ بَقَرَةٍ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: رَبُّكَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى، وَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: عَلَامَ تُعَذِّبُونَ هَذَا الْإِنْسَانَ؟ قَالَ: فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «الشَّرِكَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَ: قَدْ أَعْتَقْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: «اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا بِخَمْسِ أَوَاقٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَأَحْمَدُ [ص: 233] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ، أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} [ص: 63] قَالَ: يَقُولُ أَبُو جَهْلٍ: أَيْنَ بِلَالٌ أَيْنَ فُلَانٌ، كُنَّا نَعُدُّهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَشْرَارِ فَلَا نَرَاهُمْ فِي النَّارِ، أَمْ هُمْ فِي مَكَانٍ لَا نَرَاهُمْ فِيهِ، أَمْ هُمْ فِي النَّارِ لَا نَرَى مَكَانَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَعَمَّارٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ. قَالَ: فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَنَعَهُ عَمُّهُ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ، وَأُخِذَ الْآخَرُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا، فَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَوْمَهُ بِأَنْطَاعِ الْأُدْمِ فِيهَا الْمَاءُ فَأَلْقَوْهُمْ فِيهِ، وَحَمَلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلَّا بِلَالًا، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاء أَبُو جَهْلٍ فَجَعَلَ يَشْتِمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ، ثُمَّ طَعَنَهَا فَقَتَلَهَا، فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الْإِسْلَامِ، إِلَّا بِلَالًا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ حَتَّى مَلُّوهُ، فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا، ثُمَّ أَمَرُوا صِبْيَانَهُمْ أَنْ يَشْتَدُّوا بِهِ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ، فَجَعَلَ بِلَالٌ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: «لَمَّا هَاجَرَ بِلَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ بِلَالٍ وَبَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: إنَّهُ آخَى بَيْنَ بِلَالٍ [ص: 234] وَبَيْنَ أَبِي رُوَيْحَةَ الْخَثْعَمِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ، وَلَمْ يَشْهَدْ أَبُو رُوَيْحَةَ بَدْرًا. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يُثْبِتُ مُؤَاخَاةَ بِلَالٍ وَأَبِي رُوَيْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ الْفُرْعِ، وَيَقُولُ: لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الدَّوَاوِينَ بِالشَّامِ خَرَجَ بِلَالٌ إِلَى الشَّامِ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاهِدًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى مَنْ تَجْعَلُ دِيوَانَكَ يَا بِلَالُ؟ قَالَ: مَعَ أَبِي رُوَيْحَةَ، لَا أُفَارِقُهُ أَبَدًا، لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَضَمَّ دِيوَانَ الْحَبَشَةِ إِلَى خَثْعَمٍ لِمَكَانِ بِلَالٍ مِنْهُمْ فَهُوَ فِي خَثْعَمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ بِالشَّامِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلَالٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ بِلَالٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ فَأَرَادَ أَنْ يُعْلِمَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ أَذَّنَ وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقَالَ: «حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَرَآهُ بِلَالٌ ابْتَدَأَ فِي الْإِقَامَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ مُؤَذِّنِينَ بِلَالٌ، وَأَبُو مَحْذُورَةَ، وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِذَا غَابَ بِلَالٌ أَذَّنَ أَبُو مَحْذُورَةَ، وَإِذَا غَابَ أَبُو مَحْذُورَةَ أَذَّنَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِهَا، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ [ص: 235] وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ يَكْرَهْهُ اللَّهُ يُغَيِّرْهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: " أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ حِينَ يَدْحَضُ الشَّمْسَ وَيُؤَخِّرُ الْإِقَامَةَ قَلِيلًا، أَوْ قَالَ: وَرُبَّمَا أَخَّرَ الْإِقَامَةَ قَلِيلًا، وَلَكِنْ لَا يُخْرِجُ فِي الْأَذَانِ عَنِ الْوَقْتِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ بِلَالًا صَعِدَ لِيُؤَذِّنَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] مَا لِبِلَالٍ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ... وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ الْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعِيدِ، يَحْمِلُهَا بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ يَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْمُصَلَّى يَوْمَئِذٍ فَضَاءٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ الْقَرَظِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «كَانَ بِلَالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعِيدِ وَالِاسْتِسْقَاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِ، أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ: " أَنَّ النَّجَاشِيَّ الْحَبَشِيَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَنَزَاتٍ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاحِدَةً لِنَفْسِهِ، وَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاحِدَةً، وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَاحِدَةً، فَكَانَ بِلَالٌ يَمْشِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 بِتِلْكَ الْعَنَزَةِ الَّتِي أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعِيدَيْنِ: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى، حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ سَعْدُ الْقَرَظِ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْعِيدَيْنِ فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، وَيُصَلِّيَانِ إِلَيْهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ: وَهِيَ هَذِهِ الْعَنَزَةُ الَّتِي يُمْشَى بِهَا الْيَوْمَ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلَاةِ " قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: «أَفْضَلُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلَالُ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلَالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي فَقَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلَالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ بِلَالٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَأَبَى بِلَالٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: فَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟ فَقَالَ: إِلَى سَعْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَا عُمَرُ سَعْدًا فَجَعَلَ الْأَذَانَ إِلَيْهِ وَإِلَى عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَذَّنَ بِلَالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُقْبَرْ فَكَانَ إِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، انْتَحَبَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَلَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَذِّنْ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقَتَنِي لِأَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَسَبِيلُ ذَلِكَ، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ فَخَلِّنِي وَمَنْ [ص: 237] أَعْتَقَتَنِي لَهُ، فَقَالَ: مَا أَعْتَقْتُكَ إِلَّا لِلَّهِ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أُؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَاكَ إِلَيْكَ قَالَ: فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلَالٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ: لَبَّيْكَ، قَالَ: أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟ قَالَ: لِلَّهِ، قَالَ: فَأْذَنْ لِي حَتَّى أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " خَطَبَ بِلَالٌ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: أَنَا بِلَالٌ، وَهَذَا أَخِي عَبْدَانُ مِنَ الْحَبَشَةِ، كُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللَّهُ، وَكُنَّا عَبْدَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللَّهُ، إِنْ تَنْكِحُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِنْ تَمْنَعُونَا فَاللَّهُ أَكْبَرُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: " أَنَّ أَخًا لِبِلَالٍ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ، فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: إِنْ حَضَرَ بِلَالٌ زَوَّجْنَاكَ، قَالَ: فَحَضَرَ بِلَالٌ فَتَشَهَّدَ، وَقَالَ: أَنَا بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ وَهَذَا أَخِي، وَهُوَ امْرُؤُ سُوءٍ فِي الْخُلُقِ وَالدِّينِ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا، فَقَالُوا: مَنْ تَكُونُ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ، فَزَوَّجُوهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ بَنِي أَبِي الْبُكَيْرِ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: زَوِّجْ أُخْتَنَا فُلَانًا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ؟» ثُمَّ جَاؤُوا مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحْ أُخْتَنَا فُلَانًا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ؟» ، ثُمَّ جَاؤُوا الثَّالِثَةَ، فَقَالُوا: أَنْكِحْ أُخْتَنَا فُلَانًا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ؟ أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالَ: فَأَنْكَحُوهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم زَوَّجَ ابْنَةَ أَبِي الْبُكَيْرِ بِلَالًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَوَّجَ ابْنَةَ الْبُكَيْرِ بِلَالًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «أَنَّ بِلَالًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ مُرَاهِنٍ قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَأْتُونَ بِلَالًا، فَيَذْكُرُونَ فَضْلَهُ وَمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ، فَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّمَا أَنَا حَبَشِيٌّ، كُنْتُ بِالْأَمْسِ عَبْدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلِي لِلَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «تُوُفِّيَ بِلَالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ: «كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلَالٍ سَبْعُ سِنِينَ، وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلَادِ بِلَالٍ حِينَ يَقُولُ: هُوَ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، رَأَى بِلَالًا: «رَجُلًا آدَمَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ، نَحِيفًا [ص: 239] ، طُوَالًا، أَجْنَأَ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ، لَا يُغَيِّرُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ شَهِدَ بِلَالٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. خَمْسَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَاسْمُ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لِأَبِي سَلَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَلَمَةُ، وَعُمَرُ، وَزَيْنَبُ، وَدُرَّةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدٌ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَوَلَدَتْ زَيْنَبَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْهَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» قَالُوا: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ فِيهِمَا جَمِيعًا، مُجْمَعٌ عَلَى ذَلِكَ فِي الرِّوَايَاتِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ [ص: 240] قَدِمَ عَلَيْنَا فِي الْهِجْرَةِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ قَدِمَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَنَزَلُوا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَبَيْنَ آخِرِهِمْ شَهْرَانِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: «وَنَزَلَ أَبُو سَلَمَةَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِقُبَاءٍ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ وَسَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «لَمَّا أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدُّورَ بِالْمَدِينَةِ جَعَلَ لِأَبِي سَلَمَةَ مَوْضِعَ دَارِهِ عِنْدَ دَارِ بَنِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيِّينَ الْيَوْمَ، كَانَتْ مَعَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَبَاعُوهُ بَعْدُ وَتَحَوَّلُوا إِلَى بَنِي كَعْبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: " أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ الَّذِي جَرَحَهُ بِأُحُدٍ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ، رَمَاهُ بِمَعْبَلَةٍ فِي عَضُدِهِ فَمَكَثَ شَهْرًا يُدَاوِيهِ فَبَرَأَ فِيمَا يُرَى، وَقَدِ انْدَمَلَ الْجُرْحُ عَلَى بَغْيٍ لَا يَعْرِفُهُ، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمُحَرَّمِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ سَرِيَّةً إِلَى بَنِي أَسَدٍ بِقَطَنٍ، فَغَابَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَانْتَقَضَ بِهِ الْجُرْحُ فَاشْتَكَى، ثُمَّ مَاتَ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، فَغُسِّلَ مِنَ الْيَسِيرَةِ بِئْرِ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَالِيَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ هُنَاكَ حِينَ تَحَوَّلَ مِنْ قُبَاءٍ، غُسِّلَ بَيْنَ قَرْنَيِ الْبِئْرِ، وَكَانَ اسْمُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَسِيرَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 241] الْيَسِيرَةَ، ثُمَّ حُمِلَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: «فَاعْتَدَّتْ أُمِّي أُمُّ سَلَمَةَ حَتَّى حَلَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْوَفَاةُ حَضَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النِّسَاءِ سِتْرٌ مَسْتُورٌ، فَبَكَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُحْضَرُ وَيُؤَمَّنُ عَلَى مَا يَقُولُ أَهْلُهُ، وَإِنَّ الْبَصَرَ لَيَشْخَصُ لِلرُّوحِ حِينَ يُعْرَجُ بِهَا» ، فَلَمَّا فَاضَتْ نَفْسُهُ بَسَطَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَفَّيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ فَأَغْمَضَهُمَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِينَ مَاتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ حَدَّثَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِينَ مَاتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يُحَدِّثُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِينَ مَاتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ يَعُودُهُ فَوَافَقَ دُخُولُهُ عَلَيْهِ خُرُوجَ نَفْسِهِ قَالَ: فَقُلْنَ النِّسَاءُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مَهْ، لَا تَدْعُونَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُ الْمَيِّتَ» أَوْ قَالَ «أَهْلَ الْمَيِّتِ، فَيُؤْمِنُونَ عَلَى دُعَائِهِمْ فَلَا تَدْعُونَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ [ص: 242] إِلَّا بِخَيْرٍ» ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَأَضِئْ لَهُ فِيهِ، وَعَظِّمْ نُورَهُ وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا خَرَجَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى شُخُوصِ عَيْنَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 أَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالَةَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ غُبْشَانَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَخَالُهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ عَامِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى مَكَّةَ، وَيُكْنَى الْأَرْقَمُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافٍ وَيُكْنَى أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبَا جُنْدُبٍ، وَكَانَ لِلْأَرْقِمِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعُثْمَانُ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَأُمَيَّةُ وَمَرْيَمُ وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَصَفِيَّةُ لِأُمُّ وَلَدٍ، وَيَتَعَادَّ وَلَدُ الْأَرْقَمِ إِلَى بِضْعَةً وَعِشْرِينَ إِنْسَانًا وَكُلُّهُمْ وَلَدُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ، وَبَعْضُهُمْ بِالشَّامِ وَقَعُوا إِلَيْهَا مُنْذُ سِنِينَ، وَأَمَّا وَلَدُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ هِنْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ عُثْمَانَ بْنَ الْأَرْقَمِ يَقُولُ: " أَنَا ابْنُ سَبْعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، أَسْلَمَ أَبِي سَابِعُ سَبْعَةٍ، وَكَانَتْ دَارُهُ بِمَكَّةَ عَلَى الصَّفَا، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَكُونُ فِيهَا أَوَّلُ الْإِسْلَامِ، وَفِيهَا دَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمَ فِيهَا قَوْمٌ كَثِيرٌ، وَقَالَ لَيْلَةَ الْإِثْنَيْنِ فِيهَا: " اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَمْرِو بْنِ [ص: 243] هِشَامٍ " فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْغَدِ بُكْرَةً فَأَسْلَمَ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، وَخَرَجُوا مِنْهَا فَكَبِّرُوا وَطَافُوا الْبَيْتَ ظَاهِرِينَ وَدُعِيَتْ دَارُ الْأَرْقَمِ دَارُ الْإِسْلَامِ، وَتَصَدَّقَ بِهَا الْأَرْقَمُ عَلَى وَلَدِهِ، فَقَرَأْتُ نُسْخَةَ صَدَقَةِ الْأَرْقَمِ بِدَارِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَضَى الْأَرْقَمُ فِي رُبُعِهِ مَا حَازَ الصَّفَا إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ بِمَكَانِهَا مِنَ الْحَرَمِ، لَا تُبَاعُ وَلَا تُوَرَّثُ، شَهِدَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ وَفُلَانٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ " قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ هَذِهِ الدَّارُ صَدَقَةً قَائِمَةً فِيهَا وَلَدُهُ يَسْكُنُونَ وَيُؤَاجِرُونَ وَيَأْخُذُونَ عَلَيْهَا، حَتَّى كَانَ زَمَنُ أَبِي جَعْفَرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي وَقَعَتْ فِي نَفْسِ أَبِي جَعْفَرٍ، إِنَّهُ لَيْسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا وَنَحْنُ عَلَى ظَهْرِ الدَّارِ فِي فُسْطَاطٍ فَيَمُرُّ تَحْتَنَا، لَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ قَلَنْسُوَةً عَلَيْهِ لَأَخَذْتُهَا، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَيْنَا مِنْ حِينَ يَهْبِطُ بَطْنَ الْوَادِي حَتَّى يَصْعَدَ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ مِمَّنْ تَابَعَهُ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ فَتَعَلَّقَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَحْبِسَهُ وَيَطْرَحَهُ فِي حَدِيدٍ، ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ: شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبٍّ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى عَامَلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَأْمُرُهُ بِهِ، فَدَخَلَ شِهَابٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَبْسَ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَقَدْ ضَجِرَ بِالْحَدِيدِ وَالْحَبْسِ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُخَلِّصَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ وَتَبِيعَنِي دَارَ الْأَرْقَمِ؟ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُهَا، وَعَسَى إِنْ بِعْتَهُ إِيَّاهَا أَنْ أُكَلِّمَهُ فِيكَ فَيَعْفُوَ عَنْكَ، قَالَ: إِنَّهَا صَدَقَةٌ وَلَكِنَّ حَقِّي مِنْهَا لَهُ وَمَعِي فِيهَا شُرَكَاءٌ إِخْوَتِي وَغَيْرُهُمْ، فَقَالَ: إِنَّمَا عَلَيْكَ نَفْسَكَ، أَعْطِنَا حَقَّكَ وَبَرِئْتَ، فَأَشْهَدَ لَهُ بِحَقِّهِ وَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابَ شِرًى عَلَى حِسَابِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ تَتَبَّعَ إِخْوَتَهُ فَفَتَنَتْهُمْ كَثْرَةُ الْمَالِ فَبَاعُوهُ فَصَارَتْ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَلِمَنْ أَقْطَعَهَا [ص: 244] ، ثُمَّ صَيَّرَهَا الْمَهْدِيُّ لِلْخَيْزُرَانَ أُمِّ مُوسَى وَهَارُونَ، فَبَنَتْهَا وَعُرِفَتْ بِهَا، ثُمَّ صَارَتْ لِجَعْفَرِ بْنِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ سَكَنَهَا أَصْحَابُ الشَّطَوِيِّ وَالْعَدَنِيِّ، ثُمَّ اشْتَرَى عَامَّتَهَا أَوْ أَكْثَرَهَا غَسَّانُ بْنُ عَبَّادٍ مِنْ وَلَدِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: وَأَمَّا دَارُ الْأَرْقَمِ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي زُرَيْقٍ فَقَطِيعَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَبَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ» قَالُوا: وَشَهِدَ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " حَضَرَتِ الْأَرْقَمَ بْنَ أَبِي الْأَرْقَمِ الْوَفَاةُ، فَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَالِيًا لِمُعَاوِيَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ سَعْدٌ فِي قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ، وَمَاتَ الْأَرْقَمُ فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِمْ سَعْدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ: أَيُحْبَسُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ غَائِبٍ؟ وَأَرَادَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَأَبَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ ذَلِكَ عَلَى مَرْوَانَ وَقَامَتْ مَعَهُ بَنُو مَخْزُومٍ وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ كَلَامٌ، ثُمَّ جَاءَ سَعْدٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَهَلَكَ الْأَرْقَمُ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ هَرَمِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَ اسْمُ شَمَّاسٍ عُثْمَانُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَمَّاسًا لِوَضَاءَتِهِ فَغَلَبَ عَلَى اسْمِهِ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ الضَّيْرِيَّةُ بِنْتُ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَالضَّيْرِيَّةُ هِيَ أُمُّ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِي نَسَبِ شَمَّاسٍ سُوَيْدَ بْنَ هَرَمِيٍّ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَكَانَا يَقُولَانِ: الشَّرِيدُ بْنُ هَرَمِيٍّ وَلَا يَذْكُرَانِ سُوَيْدًا، وَكَانَ لِشَمَّاسٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيبٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، وَكَانَ شَمَّاسٌ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «لَمْ يَزَلْ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ نَازِلًا بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عِنْدَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ حَتَّى قُتِلَ بِأُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ شَمَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، قَالَا: " شَهِدَ شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا وَجَدْتُ لِشَمَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ شَبِيهًا إِلَّا الْجَنَّةَ» يَعْنِي مِمَّا يُقَاتِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَرْمِي بِبَصَرِهِ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا رَأَى شَمَّاسًا فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ يَذُبُّ بِسَيْفِهِ حَتَّى غُشِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتَرَّسَ بِنَفْسِهِ دُونَهُ، حَتَّى قُتِلَ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبِهِ رَمَقٌ فَأُدْخِلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ابْنُ عَمِّي يَدْخُلُ عَلَى غَيْرِي؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «احْمِلُوهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ» ، فَحُمِلَ إِلَيْهَا فَمَاتَ عِنْدَهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُرَدَّ إِلَى أُحُدٍ فَيُدْفَنُ هُنَاكَ كَمَا هُوَ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، وَقَدْ مَكَثَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَلَكِنَّهُ لَمْ يَذُقْ شَيْئًا وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَغْسِلْهُ، كَانَ يَوْمَ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُومٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوُذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ بْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنَ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَبَنُو مَالِكِ بْنِ أَدَدٍ مِنْ مَذْحِجٍ. كَانَ قَدِمَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُونَ أَخًا لَهُمْ فَرَجَعَ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ إِلَى الْيَمَنِ وَأَقَامَ يَاسِرٌ بِمَكَّةَ، وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَمَةً لَهُ يُقَالُ لَهَا: سُمَيَّةُ بِنْتُ خَيَّاطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّارًا فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَلَمْ يَزَلْ يَاسِرٌ وَعَمَّارٌ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَجَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ يَاسِرٌ وَسُمَيَّةُ وَعَمَّارٌ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِرٍ، وَكَانَ لِيَاسِرٍ ابْنٌ آخَرُ أَكْبَرُ مِنْ عَمَّارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 : حُرَيْثٌ قَتَلْتُهُ بَنُو الدِّيلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَخَلَفَ عَلَى سُمَيَّةَ بَعْدَ يَاسِرٍ الْأَزْرَقُ، وَكَانَ رُومِيًّا غُلَامًا لِلْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِيِّ، وَهُوَ مِمَّنْ خَرَجَ يَوْمَ الطَّائِفِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَعَ عَبِيدِ أَهْلِ الطَّائِفِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَلَدَتْ سُمَيَّةُ لِلْأَزْرَقِ سَلَمَةَ بْنَ الْأَزْرَقِ، فَهُوَ أَخُو عَمَّارٍ لِأُمِّهِ، ثُمَّ ادَّعَى وَلَدُ سَلَمَةَ وَعُمَرُ وَعُقْبَةُ بَنِي الْأَزْرَقِ أَنَّ الْأَزْرَقَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ مِنْ غَسَّانَ وَأَنَّهُ حَلِيفٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ وَشَرُفُوا بِمَكَّةَ، وَتَزَوَّجَ الْأَزْرَقُ وَوَلَدُهُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ لَهُمْ مِنْهُمْ أَوْلَادٌ، وَكَانَ عَمَّارٌ يُكْنَى أَبَا الْيَقْظَانِ. وَكَانَ بَنُو الْأَزْرَقِ فِي أَوَّلِ أَمَرَهِمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ثُمَّ مِنْ بَنِي عِكَبٍّ، وَتَصْحِيحُ هَذَا أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ إِلَيْهِمُ امْرَأَةً وَهِيَ بِنْتُ الْأَزْرَقِ فَوَلَدَتْ لَهُ بُنَيَّةً تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ، فَمَدَحَ الْأَخْطَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ بِكَلِمَةٍ لَهُ طَوِيلَةٍ، فَقَالَ فِيهَا: [البحر الوافر] وَتَجْمَعُ نَوْفَلًا وَبَنِي عِكَبٍّ ... كَلَّا الْحَيَّيْنِ أَفْلَحَ مَنْ أَصَابَا ثُمَّ أَفْسَدْتَهُمْ خُزَاعَةُ وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْيَمَنِ وَزَيَّنُوا لَهُمْ ذَلِكَ وَقَالُوا: أَنْتُمْ لَا يُغْسَلُ عَنْكُمْ ذِكْرُ الرُّومِ إِلَّا أَنْ تَدَّعُوا أَنَّكُمْ مِنْ غَسَّانَ. فَانْتَمَوْا إِلَى غَسَّانَ بَعْدُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الْأَرْقَمِ وَرَسُولُ اللَّهِ فِيهَا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعَ كَلَامَهُ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ «فَكَانَ إِسْلَامُ عَمَّارٍ [ص: 248] وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمُسْتَضْعَفُونَ قَوْمٌ لَا عَشَائِرَ لَهُمْ بِمَكَّةَ وَلَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا قُوَّةٌ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَذِّبْهُمْ فِي الرَّمْضَاءِ بِأَ‍نْصَافِ الْنَّهَارِ لَيَرْجِعُوا عَنْ دِينِهِمْ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: " كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يُعَذَّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وَكَانَ صُهَيْبٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وَكَانَ أَبُو فُكَيْهَةَ يُعَذَّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ، وَبِلَالٌ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَقَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [النحل: 41] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مُتَجَرِّدًا فِي سَرَاوِيلَ قَالَ: " فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ فِيهِ حَبَطٌ كَثِيرٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا مِمَّا كَانَتْ تُعَذِّبُنِي بِهِ قُرَيْشٌ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " أَحْرَقَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِالنَّارِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِهِ وَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَيَقُولُ: «يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى عَمَّارٍ كَمَا كُنْتِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: " أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 249] آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ يَاسِرٌ: الدَّهْرُ هَكَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اصْبِرْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِآلِ عَمَّارٍ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ لَهُمْ: «أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَبِي عَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي الْبَطْحَاءِ فَقَالَ: «أَبْشِرُوا يَا آلَ عَمَّارٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَقِيَ عَمَّارًا وَهُوَ يَبْكِي فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ عَيْنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «أَخَذَكَ الْكُفَّارُ فَغَطُّوكَ فِي الْمَاءِ فَقُلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا فَقُلْ ذَاكَ لَهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى نَالَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا وَرَاءَكَ؟» ، قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ قَالَ: «فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟» ، قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ، قَالَ: «فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] قَالَ: «ذَلِكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ» [ص: 250] ، وَفِي قَوْلِهِ: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} [النحل: 106] قَالَ: «ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْحَكَمِ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] : «نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: " نَزَلَ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إِذْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ قَوْلُهُ: {وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} [الزمر: 9] قَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارٌ» قَالُوا: هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: «إِنْ لَمْ يَكُنْ حُذَيْفَةُ شَهِدَ بَدْرًا فَإِنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ قَدِيمًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مَوْضِعَ دَارِهِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا [ص: 251] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " قَدْ قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِنْسَ وَالْجِنَّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَاتَلْتَ الْإِنْسَ، فَكَيْفَ قَاتَلْتَ الْجِنَّ؟، قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْزِلًا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ آتٍ يَمْنَعُكَ مِنَ الْمَاءِ» ، فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ إِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ مَرَسٌ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا وَاحِدًا، فَأَخَذْتُهُ وَأَخَذَنِي فَصَرَعْتُهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُ بِهِ أَنْفَهُ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ مِنْ أَحَدٍ؟» فَقُلْتُ: عَبْدً أَسْوَدً، فَقَالَ «مَا صَنَعْتَ بِهِ؟» فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: «أَتَدْرِي مَنْ هُوَ» ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ، جَاءَ يَمْنَعُكَ مِنَ الْمَاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: " لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْجِدَهُ جَعَلَ الْقَوْمُ يَحْمِلُونَ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَحْمِلُ هُوَ وَعَمَّارٌ، فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ نَبْتَنِي الْمَسَاجِدَا وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمَسَاجِدَا» ، وَقَدْ كَانَ عَمَّارٌ اشْتَكَى قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَيَمُوتَنَّ عَمَّارٌ الْيَوْمَ، فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَفَضَ لَبِنَتَهُ وَقَالَ: «وَيْحَكَ، وَلَمْ يَقُلْ وَيْلَكَ، يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْأَزْرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنِ [ص: 252] الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» . قَالَ عَوْفٌ: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ: «وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيُعَاطِيهِمْ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ» وَجَاءَ عَمَّارٌ فَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي عَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " لَمَّا أَخَذَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ جَعَلْنَا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَجَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ فَجِئْتُ فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَيَقُولُ: «وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [ص: 253] قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِعَمَّارٍ وَهُوَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ: «بُؤْسًا لَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: " إِنَّنِي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ عَنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ، سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ: «وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو لِمُعَاوِيَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ تَدْحَضُ بِهَا فِي بَوْلِكَ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاؤُوا بِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُكَ مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَطِعْ أَبَاكَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ» ، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ هُنَيٍّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " كُنْتُ أَوَّلُ شَيْءٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَلِيٍّ فَكَانَ أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ، لَا نَقْتُلُ عَمَّارًا أَبَدًا إِنْ قَتَلْنَاهُ فَنَحْنُ كَمَا يَقُولُونَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي الْقَتْلَى، فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَقْتُولٌ، فَقَالَ هُنَيُّ: فَجِئْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ [ص: 254] فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَا تَشَاءُ، قُلْتُ: انْظُرْ أُكَلِّمْكَ، فَقَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَا سَمِعْتَ فِيهِ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، فَقُلْتُ: هُوَ ذَا وَاللَّهِ مَقْتُولٌ، فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، فَقُلْتُ: بَصُرَ بِهِ عَيْنِي مَقْتُولٌ، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ، فَذَهَبْتُ بِهِ فَأَوْقَفْتُهُ عَلَيْهِ فَسَاعَةَ رَآهُ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَعْرَضَ فِي شِقٍّ، وَقَالَ: إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِي خَرَجَ بِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ هُذَيْلٍ قَالَ أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَمَّارًا وَقَعَ عَلَيْهِ حَائِطٌ فَمَاتَ، قَالَ: «مَا مَاتَ عَمَّارٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ؟ أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، هَلُمُّوا إِلَيَّ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ، فَهِيَ تُذَبْذِبُ وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِعَمَّارٍ: أَيُّهَا الْأَجْدَعُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: «خَيْرَ أُذُنِيَّ سَبَبْتَ» . قَالَ شُعْبَةُ: «إِنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: غَزَا أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَاءً وَعَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ آلِ عُطَارِدٍ التَّمِيمِيِّ فَأَمَدَّهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَعَلَيْهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ الَّذِي مِنْ آلِ عُطَارِدٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَجْدَعُ، أَتُرِيدُ أَنْ تُشَارِكَنَا فِي غَنَائِمِنَا؟ فَقَالَ عَمَّارٌ: «خَيْرَ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ» . قَالَ شُعْبَةُ: وَيْعَنِي أَنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ: فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ [ص: 255] عُمَرُ: «إِنَّمَا الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ» قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ نَدْرِ أَنَّهَا أُصِيبَتْ بِالْيَمَامَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَابْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ، وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي، وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ، وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ: «أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ عَمَّارًا وَابْنَ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ شَاةً، لِعَمَّارٍ شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا، وَلِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا، وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا كُلَّ يَوْمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ عَمَّارًا كَانَ يَقْرَأُ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ بِيَاسِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: «رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اشْتَرَى قَتًّا بِدِرْهَمٍ فَاسْتَزَادَ حَبْلًا فَأَبَى فَجَابَذَهُ حَتَّى قَاسَمَهُ نِصْفَيْنِ وَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالْكُوفَةِ وَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِهِ وَخَيَّاطٌ يَخِيطُ، إِمَّا قَطِيفَةُ سَمُّورٍ أَوْ ثَعَالِبَ، قَالَ: قُلْتُ: أَلَمْ تَرَ مَا صَنَعَ عَلِيٌّ؟ صَنَعَ كَذَا وَصَنَعَ كَذَا، قَالَ: فَقَالَ [ص: 256] : يَا فَاسِقُ، أَلَا أَرَاكَ تَذْكُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَقَالَ صَاحِبِي: مَهْلًا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، فَإِنَّهُ ضَيْفِي. قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ عَمَّارٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدِ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقْطَعُ عَلَى لِحَافِ ثَعَالِبَ ثَوْبًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سُئِلَ عَمَّارٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: " هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ؟، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَدَعُونَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهَا لَكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: " وَشَى رَجُلٌ بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارًا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَبَ عَلَيَّ فَابْسُطْ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَاجْعَلْهُ مُوَطَّأَ الْعَقِبِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَمَّارٍ: " أَسَاءَكَ عَزْلُنَا إِيَّاكَ؟، قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ سَاءَنِي حِينَ اسْتَعْمَلْتَنِي، وَسَاءَنِي حِينَ عَزَلْتَنِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: " كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ سُكُوتًا وَأَقَلِّهِ كَلَامًا، وَكَانَ يَقُولُ: " عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ، عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَتْ لَهُ بَعْدُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ فِي يَدِهِ الْحَرْبَةُ، وَإِنَّهَا لَتَرْعَدُ، فَنَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمَعَهُ الرَّايَةُ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ رَايَةٌ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةَ، وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا [ص: 257] سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ طُوَالًا، وَالْحَرْبَةُ بِيَدِهِ، وَإِنَّ يَدَهُ لَتَرْعَشُ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ. قَالَ: وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ هَذِهِ لَلثَّالِثَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ: «الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ، الظَّمْآنُ قَدْ يَرِدُ الْمَاءَ الْمَأْمُورَ، وَذَا الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَا هَذِهِ الْمَرَّةُ بِأَبَرِّهِنَّ وَلَا أَنْقَاهِنَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِي: «إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ» ، فَأُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: أُتِيَ عَمَّارٌ يَوْمَئِذٍ بِلَبَنٍ فَضَحِكَ، وَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ آخِرَ شَرَابٍ تَشْرَبُهُ لَبَنٌ حَتَّى تَمُوتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ [ص: 258] يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى صِفِّينَ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أَرْمِيَ بِنَفْسِي مِنْ هَذَا الْجَبَلِ فَأَتَرَدَّى فَأَسْقُطُ فَعَلْتُ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُوقِدَ نَارًا عَظِيمَةً فَأَقَعَ فِيهَا فَعَلْتُ، اللَّهُمَّ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُلْقِيَ نَفْسِي فِي الْمَاءِ فَأُغْرِقَ نَفْسِي فَعَلْتُ، فَإِنِّي لَا أُقَاتِلُ إِلَّا أُرِيدُ وَجْهَكَ وَأَنَا أَرْجُو أَنْ لَا تُخَيِّبَنِي وَأَنَا أُرِيدُ وَجْهَكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، وَهُوَ بِصِفِّينَ يَقُولُ: «الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ، وَالظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ، وَالْمَاءُ مَوْرُودٌ، الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، لَقَدْ قَاتَلْتُ صَاحِبَ هَذِهِ الرَّايَةِ ثَلَاثًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ كَإِحْدَاهُنَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ صِفِّينَ مَعَ النَّاسِ، فَبَيْنَا نَحْنُ وقُوفٌ إِذْ خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ رَائِحٌ إِلَى اللَّهِ، الظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ، الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي، الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ، الْيَوْمَ أَلْقَى مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلَاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَمَّارٌ وَالرَّايَةُ يَحْمِلُهَا هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ، وَقَدْ قُتِلَ أَصْحَابُ عَلِيٍّ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى كَانَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ تَقَرَّبَ عَمَّارٌ مِنْ وَرَاءِ هَاشِمٍ يُقَدِّمُهُ وَقَدْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، وَمَعَ عَمَّارٍ ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ، فَكَانَ وجُوبُ الشَّمْسِ أَنْ يُفْطِرَ، فَقَالَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَشَرِبَ الضَّيْحَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «آخِرُ زَادِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ» قَالَ: ثُمَّ اقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَارِثِ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: شَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَمَلَ وَهُوَ لَا يَسُلُّ سَيْفًا وَشَهِدَ صِفِّينَ، وَقَالَ: أَنَا لَا أَصِلُ أَبَدًا حَتَّى يُقْتَلُ عَمَّارٌ فَأَنْظُرُ مَنْ يَقْتُلُهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» قَالَ: فَلَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ قَالَ خُزَيْمَةُ: قَدْ بَانَتْ لِيَ الضَّلَالَةُ، وَاقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَبُو غَادِيَةَ الْمُزَنِيُّ، طَعَنَهُ بِرُمْحٍ فَسَقَطَ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ فِي مَحَفَّةٍ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا وَقَعَ أَكَبَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخِرُ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَا يَخْتَصِمَانِ فِيهِ، كِلَاهُمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللَّهِ إِنْ يَخْتَصِمَانِ إِلَّا فِي النَّارِ، فَسَمِعَهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا انْصَرَفَ الرَّجُلَانِ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ، قَوْمٌ بَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ دُونَنَا تَقُولُ لَهُمَا: إِنَّكُمَا تَخْتَصِمَانِ فِي النَّارِ، فَقَالَ عَمْرٌو: هُوَ وَاللَّهِ ذَاكَ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُهُ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذِهِ بِعِشْرِينَ سَنَةً " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَقْدَمَ فِي الْمِيلَادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيُّ وَشَرِيكُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، فَانْتَهُوا إِلَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ، وَأَنْتُمْ عَلَى بَاطِلٍ» ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ " وَزَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ هُوَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارًا وَهُوَ الَّذِي كَانَ ضَرَبَهُ حِينَ أَمَرَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَيُقَالُ: بَلِ الَّذِي قَتَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيُّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " كُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، فَقُلْتُ: الْإِذْنُ، هَذَا أَبُو غَادِيَةَ الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ طُوَالٌ، ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَلَمَّا أَنْ قَعَدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ: بِيَمِينِكَ، قَالَ: نَعَمْ، وَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلَقَّوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» ، فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» . قَالَ: ثُمَّ أَتْبَعَ ذَا فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فِينَا حَنَانًا، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ إِذْ هُوَ يَقُولُ: أَلَا إِنَّ نَعْثَلًا هَذَا لِعُثْمَانُ، فَالْتَفَتُّ فَلَوْ أَجِدُ عَلَيْهِ أَعْوَانًا لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ تُمْكِنِّي مِنْ عَمَّارٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أَقْبَلَ يَسْتَنُّ أَوَّلَ الْكَتِيبَةِ رَجُلًا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَأَبْصَرَ رَجُلٌ عَوْرَةً فَطَعَنَهُ فِي رُكْبَتِهِ بِالرُّمْحِ، فَعَثَرَ فَانْكَشَفَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ، فَضَرَبْتُهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَبْيَنَ ضَلَالَةً عِنْدِي مِنْهُ إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا قَالَ: " وَاسْتَسْقَى أَبُو غَادِيَةَ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فِيهَا، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ قَائِمٌ بِالنَّبَطِيَّةِ: أَوَى يَدٍ كَفَتَا، يَتَوَرَّعُ عَنِ الشَّرَابِ فِي زُجَاجٍ وَلَمْ يَتَوَرَّعْ عَنْ قَتْلِ عَمَّارٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ، وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ قَالَ: " سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتِمُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ، قُلْتُ: لَئِنْ أَمْكَنَنِي [ص: 261] اللَّهُ مِنْكَ لَأَفْعَلَنَّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ جَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ، فَقِيلَ: هَذَا عَمَّارٌ فَرَأَيْتُ فُرْجَةً بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ وَبَيْنَ السَّاقَيْنِ، قَالَ: فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ، قَالَ: فَوَقَعَ فَقَتَلْتُهُ، فَقِيلَ: قَتَلْتَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، وَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ» فَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: هُوَ ذَا أَنْتَ تُقَاتِلُهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ: «قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: " لَمَّا اسْتَلْحَمَ الْقِتَالُ بِصِفِّينَ وَكَادُوا يَتَفَانَوْنَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا يَوْمٌ تَفَانَى فِيهِ الْعَرَبُ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَهُمُ فِيهِ خِفَّةُ الْعَبْدِ، يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ: وَكَانَ الْقِتَالُ الشَّدِيدُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، آخِرُهُنَّ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ عَمَّارٌ لِهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمَعَهُ اللِّوَاءَ يَوْمَئِذٍ: احْمِلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَقَالَ هَاشِمٌ: يَا عَمَّارُ، رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنَّكَ رَجُلٌ تَسْتَخِفُّكَ الْحَرْبُ، وَإِنِّي إِنَّمَا أَزْحَفُ بِاللِّوَاءِ زَحْفًا رَجَاءَ أَنْ أَبْلُغَ بِذَلِكَ مَا أُرِيدُ، وَإِنِّي إِنْ خَفَفْتُ لَمْ آمَنِ الْهَلَكَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى حَمَلَ، فَنَهَضَ عَمَّارٌ فِي كَتِيبَتِهِ فَنَهَضَ إِلَيْهِ ذُو الْكَلَاعِ فِي كَتِيبَتِهِ، فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتُ الْكَتِيبَتَانِ، وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ حَوَى السَّكْسَكِيُّ وَأَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيُّ وَقَتَلَاهُ، فَقِيلَ لِأَبِي الْغَادِيَةِ: كَيْفَ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: لَمَّا دَلَفَ إِلَيْنَا فِي كَتِيبَتِهِ وَدَلَفْنَا إِلَيْهِ نَادَى: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ السَّكَاسِكِ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ عَمَّارٌ السَّكْسَكِيَّ، ثُمَّ نَادَى: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ عَمَّارٌ الْحِمْيَرِيَّ وَأَثْخَنَهُ الْحِمْيَرِيُّ، وَنَادَى مَنْ يُبَارِزُ؟، فَبَرَزْتُ إِلَيْهِ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ ضَعُفَتْ، فَانْتَحَى عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ أُخْرَى فَسَقَطَ، فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ، قَالَ: وَنَادَى النَّاسُ: قَتَلْتَ أَبَا الْيَقْظَانِ، قَتَلَكَ اللَّهُ، فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ، فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَنْ كُنْتَ، وَبِاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ: يَا أَبَا الْغَادِيَةِ، خَصْمُكَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَازُنْدَرُ، يَعْنِي ضَخْمًا، قَالَ: فَضَحِكَ، وَكَانَ أَبُو الْغَادِيَةِ شَيْخًا كَبِيرًا جَسِيمًا أَدْلَمَ. قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ حِينَ قُتِلَ عَمَّارٌ: " إِنَّ امْرَأً مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَعْظُمْ عَلَيْهِ قَتْلُ ابْنِ يَاسِرٍ، وَتَدْخُلُ بِهِ عَلَيْهِ الْمُصِيبَةُ الْمُوجِعَةُ لَغَيْرُ رَشِيدٍ، رَحِمَ اللَّهُ عَمَّارًا يَوْمَ أَسْلَمَ، وَرَحِمَ اللَّهُ عَمَّارًا يَوْمَ قُتِلَ، وَرَحِمَ اللَّهُ عَمَّارًا يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا، لَقَدْ رَأَيْتُ عَمَّارًا وَمَا يُذْكَرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ إِلَّا كَانَ رَابِعًا، وَلَا خَمْسَةٌ إِلَّا كَانَ خَامِسًا، وَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ يَشُكُّ أَنَّ عَمَّارًا قَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ وَلَا اثْنَيْنِ، فَهَنِيئًا لِعَمَّارٍ بِالْجَنَّةَ، وَلَقَدْ قِيلَ: إِنَّ عَمَّارًا مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَهُ، يَدُورُ عَمَّارٌ مَعَ الْحَقِّ أَيْنَمَا دَارَ، وَقَاتِلُ عَمَّارٍ فِي النَّارِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَابِسٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: «ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مَثْنَى الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ، شَهِدُوا عَمَّارًا قَالَ: «لَا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا، وَلَا تَحْثُوا عَلَيَّ تُرَابًا، فَإِنِّي مُخَاصِمٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَعَلَ عَمَّارًا مِمَّا يَلِيهِ وَهَاشِمًا أَمَامَ ذَلِكَ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا تَكْبِيرًا وَاحِدًا خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا "، وَالشَّكُّ فِي ذَلِكَ مِنْ أَشْعَثَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ: «أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ وَلَمْ يَغْسِلْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: «قُتِلَ عَمَّارٌ يَوْمَ قُتِلَ وَهُوَ مُجْتَمِعُ الْعَقْلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا [ص: 263] سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ خُذَيْفَةَ الْمَوْتُ، وَإِنَّمَا عَاشَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقِيلَ لَهُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ، يَعْنِي عُثْمَانَ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ فَأَجْلِسُونِي، فَأَسْنَدُوهُ إِلَى صَدْرِ رَجُلٍ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ، أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ، لَنْ يَدَعْهَا حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يُنْسِيَهُ الْهِرَمُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فُسْطَاطَهُ، وَطَرَحَ عَلَيْهِ سِلَاحَهُ وَشَنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَلَا يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّ رَجُلًا فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ» ، قَالَ: فَقَالُوا: قَدْ كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّكَ، وَكَانَ يَسْتَعْمِلُكَ، قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ أَحَبَّنِي أَمْ تَأَلَّفَنِي، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّ رَجُلًا، قَالُوا: فَمَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالُوا: فَذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ قَتَلْنَاهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ قَالَ: قَدْ كَانَ وَاللَّهِ يَفْعَلُ، فَلَا أَدْرِي أَحُبٌّ أَمْ تَأَلُّفٌ يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالُوا: فَذَاكَ وَاللَّهِ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ: صَدَقْتُمْ وَاللَّهِ، لَقَدْ قَتَلْنَاهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: رَأَى عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ أَبُو مَيْسَرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أُدْخِلْتُ [ص: 264] الْجَنَّةَ، فَإِذَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لِذِي الْكَلَاعِ وَحَوْشَبٍ، وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالُوا: أَمَامَكَ، قَالَ: قُلْتُ: وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قِيلَ: إِنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، قُلْتُ: فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ؟ قِيلَ: لَقُوا بَرْحًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ: رَأَى أَبُو مَيْسَرَةَ فِي الْمَنَامِ رَوْضَةً خَضْرَاءَ فِيهَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا عَمَّارٌ، وَقِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا ذُو الْكَلَاعِ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ هَذَا وَقَدِ اقْتَتَلُوا؟ قَالَ: فَقِيلَ لِي: وَجَدُوا رَبًّا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلَاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارٍ أَنَّهَا وَصَفَتْ لَهُمْ عَمَّارًا، فَقَالَتْ: «كَانَ رَجُلًا آدَمَ، طُوَالًا، مُضْطَرِبًا، أَشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي أُجْمِعَ عَلَيْهِ فِي قَتْلِ عَمَّارٍ أَنَّهُ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ، فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَدُفِنَ هُنَاكَ بِصِفِّينَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 مُعَتِّبُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَفِيفٍ وَهُوَ الَّذِي يُدْعَى عَيْهَامَةُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ، هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مُعَتِّبُ بْنُ الْحَمْرَاءِ وَيُكْنَى أَبَا عَوْفٍ، حَلِيفٌ لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو [ص: 265] مَعْشَرٍ فِي مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا هَاجَرَ مُعَتِّبُ بْنُ عَوْفٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَتِّبِ بْنِ الْحَمْرَاءِ وَثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ، وَشَهِدَ مُعَتِّبٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً (خَمْسَةُ نَفَرٍ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ ابْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ. وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَ لِعُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ. وَزَيْدٌ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَرُقَيَّةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَزَيْدٌ الْأَصْغَرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ فَرَّقَ بَيْنَ عُمَرَ وَبَيْنَ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلٍ. وَعَاصِمٌ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 الْأَوْسَطُ وَهُوَ أَبُو الْمُجَبِّرِ، وَأُمُّهُ لُهَيَّةُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمِ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَزَيْنَبُ، وَهِيَ أَصْغَرُ وَلَدِ عُمَرَ، وَأُمُّهَا فُكَيْهَةُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعِيَاضُ بْنُ عُمَرَ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " غَيَّرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم اسْمَ أُمِّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةُ قَالَ: «لَا، بَلْ أَنْتِ جَمِيلَةُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيَّ، وَكَانَ عَالِمًا بِأُمُورِ مَكَّةَ، عَنْ مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: كَانَ يَنْزِلُ فِي أَصْلِ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ جَبَلُ عُمَرَ، وَكَانَ اسْمُ الْجَبَلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْعَاقِرَ، فَنُسِبَ إِلَى عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَبِهِ كَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِضَجْنَانَ فَقَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَرْعَى عَلَى الْخَطَّابِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَكَانَ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ فَظًا غَلِيظًا، ثُمَّ أَصْبَحْتُ إِلَى أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا: [البحر البسيط] لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ ... يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ ثُمَّ قَالَ لِبَعِيرِهِ: حَوْبَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَقْبَلْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَافِلِينَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِشِعَابِ ضَجْنَانَ وَقَفَ [ص: 267] النَّاسُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: مَكَانًا كَثِيرَ الشَّجَرِ وَالْأَشَبِ، قَالَ: فَقَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي هَذَا الْمَكَانِ وَأَنَا فِي إِبِلٍ لِلْخُطَّابِ، وَكَانَ فَظًّا غَلِيظًا، أَحْتَطِبُ عَلَيْهَا مَرَّةً، وَأَخْتَبِطُ عَلَيْهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ يَضْرِبُ النَّاسُ بِجَنَبَاتِي، لَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ، قَالَ: ثُمَّ مَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر البسيط] لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتَهُ ... يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ " قَالَ: فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْدُدْ دِينَكَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَيْكَ» . فَشَدَّدَ دِينَهُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 إِسْلَامُ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ قَالَ: أَيْنَ تَعْمِدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا،؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ [ص: 268] عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ، إِنَّ خَتْنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَشَى عُمَرُ ذَامِرًا حَتَّى أَتَاهُمَا وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ: خَبَّابٌ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابَ حِسَّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: وَكَانَوا يَقْرَؤُونَ طه، فَقَالَا: مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا، قَالَ: فَلَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَوْتُمَا؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَتْنُهُ: أَرَأَيْتَ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ؟ قَالَ: فَوَثَبَ عُمَرُ عَلَى خَتْنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْأً شَدِيدًا، فَجَاءَتْ أُخْتُهُ فَدَفَعَتْهُ عَنْ زَوْجِهَا فَنَفَحَهَا بِيَدِهِ نَفْحَةً فَدَمِيَ وَجْهُهَا، فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى: يَا عُمَرُ، إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا يَئِسَ عُمَرُ قَالَ: أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَؤُهُ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: إِنَّكَ رِجْسٌ وَلَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ، قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ فَقَرَأَ طه حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَكَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ» قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى الدَّارَ قَالَ: وَعَلَى بَابِ الدَّارِ حَمْزَةُ وَطَلْحَةُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ قَالَ حَمْزَةُ: نَعَمْ، فَهَذَا عُمَرُ فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِعُمَرَ خَيْرًا يُسْلِمْ وَيَتْبَعِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ يُرِدْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَاخِلٌ يُوحَى إِلَيْهِ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى عُمَرُ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ فَقَالَ: «أَمَا أَنْتَ مُنْتَهِيًا يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْي وَالنَّكَالِ [ص: 269] مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَا: " أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ أَوْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ، بَيْنَ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ قَدْ أَسْلَمُوا قَبْلَهُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ بِالْأَمْسِ: " اللَّهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ " فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَعَشَرَةِ نِسْوَةٍ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَسْلَمَ عُمَرُ فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: «لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَدُعِيَ إِلَيْهِ عَلَانِيَةً، وَجَلَسْنَا حَوْلَ الْبَيْتِ حِلَقًا وَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَانْتَصَفْنَا مِمَّنْ غَلُظَ عَلَيْنَا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ بَعْضَ مَا يَأْتِي بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ عُمَرَ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالَ: «أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «وُلِدْتُ قَبْلَ الْفُجَّارِ الْأَعْظَمِ الْآخَرِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ» وَأَسْلَمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ [ص: 270] وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلَمَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ، ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا نُصَلِّي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً، لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ قَالَ لِعُمَرَ: الْفَارُوقُ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَأْثِرُونَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَكَرَ مَنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ ذَلِكَ إِلَّا لِعُمَرَ، كَانَ فِيمَا يَذْكُرُ مِنْ مَنَاقِبِ عُمَرَ الصَّالِحَةِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ قَالَ: وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَيِّدِ دِينَكَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ، وَهُوَ الْفَارُوقُ، فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ [ص: 271] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ذَكْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: " مَنْ سَمَّى عُمَرَ الْفَارُوقَ؟ قَالَتِ: النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 ذِكْرُ هِجْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِخَائِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لَمَّا أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ جَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَخْرُجُونَ أَرْسَالًا، يَصْطَحِبُ الرِّجَالُ فَيَخْرُجُونَ» قَالَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ: قُلْنَا لِنَافِعٍ: مُشَاةً أَوْ رُكْبَانًا؟ قَالَ: «كُلُّ ذَاكَ، أَمَّا أَهْلُ الْقُوَّةِ فَرُكْبَانٌ وَيَعْتَقِبُونَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَجِدْ ظَهْرًا فَيَمْشُونَ» قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَكُنْتُ قَدِ اتَّعَدْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ التَّنَاضِبِ مِنْ إِضَاءَةِ بَنِي غِفَارٍ، وَكُنَّا إِنَّمَا نَخْرُجُ سِرًّا، فَقُلْنَا: أَيُّكُمْ مَا تَخَلَّفَ عَنِ الْمَوْعِدِ فَلْيَنْطَلِقْ مَنْ أَصْبَحَ عِنْدَ الْإِضَاءَةِ. قَالَ عُمَرُ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَاحْتُبِسَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ فَفُتِنَ فِيمَنْ فُتِنَ، وَقَدِمْتُ أَنَا وَعَيَّاشٌ فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَقِيقِ عَدَلْنَا إِلَى الْعُصْبَةِ حَتَّى أَتَيْنَا قُبَاءً، فَنَزَلْنَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَقَدِمَ عَلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَخَوَاهُ لِأُمِّهِ أَبُو جَهْلِ وَالْحَارِثُ ابْنَا هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ ابْنَةُ مُخَرِّبَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدُ بِمَكَّةَ لَمْ يَخْرُجْ فَأَسْرَعَا السَّيْرَ فَنَزَلَا مَعَنَا بِقُبَاءٍ فَقَالَا لِعَيَّاشٍ: إِنَّ أُمَّكَ قَدْ نَذَرَتْ أَلَا يُظِلَّهَا ظِلٌّ، وَلَا يَمَسُّ رَأْسَهَا دُهْنٌ حَتَّى تَرَاكَ. قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ لِعَيَّاشٍ: وَاللَّهِ إِنْ يَرُدَّاكَ إِلَّا عَنْ دِينِكَ، فَاحْذَرْ عَلَى دِينِكَ، قَالَ عَيَّاشٌ: فَإِنَّ لِي بِمَكَّةَ [ص: 272] مَالًا لَعَلِّي آخُذُهُ فَيَكُونَ لَنَا قُوَّةً، وَأُبِرَّ قَسَمَ أُمِّي، فَخَرَجَ مَعَهُمَا، فَلَمَّا كَانُوا بِضَجْنَانَ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَنَزَلَا مَعَهِ فَأَوْثَقَاهُ رِبَاطًا حَتَّى دَخَلَا بِهِ مَكَّةَ، فَقَالَا: كَذَا يَا أَهْلَ مَكَّةَ فَافْعَلُوا بِسُفَهَائِكُمْ، ثُمَّ حَبَسُوهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: بَيْنَ عُمَرَ وَمُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «مَنْزِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ خُطَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالُوا: شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ فِي عِدَّةِ سَرَايَا وَكَانَ أَمِيرَ بَعْضِهَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى عُجْزِ هَوَازِنَ بِتُرْبَةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: «لَمَّا كَانَ حَيْثُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَضْرَةِ أَهْلِ خَيْبَرَ، أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعُمْرَةِ، فَقَالَ: «يَا أَخِي، أَشْرِكْنَا فِي صَالِحِ دُعَائِكَ، وَلَا تَنْسَنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعُمْرَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «لَا تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِكَ» . قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: «فَقَالَ لِي كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ بِهَا الدُّنْيَا» . قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ شُعْبَةُ، ثُمَّ لَقِيتُ عَاصِمًا بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: قَالَ: «أَشْرِكْنَا يَا أَخِي فِي دُعَائِكَ» قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: هَكَذَا فِي كِتَابِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعُمْرَةِ وَقَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ الْمَشْيَ» ، فَأَذِنَ لَهُ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: «يَا أَخِي، شُبْنَا بِشَيْءٍ مِنْ دُعَائِكَ، وَلَا تَنْسَنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ فِي عُمَرَ، وَصَاحِبَةُ مُوسَى حِينَ قَالَتِ: اسْتَأْجِرْهُ، وَصَاحِبُ يُوسُفَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 ذِكْرُ اسْتِخْلَافِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا ثَقُلَ أَبِي دَخَلَ عَلَيْهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، مَاذَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ غَدًا وَقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، أَبِاللَّهِ تُرْهِبُونِي؟ أَقُولُ: «اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ فَقَالَا: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: عُمَرُ، قَالَا: فَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ؟ قَالَ: " أَبِاللَّهِ تُفَرِّقَانِي، لَأَنَا أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَبِعُمَرَ مِنْكُمَا، أَقُولُ: «اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَاسْتَقْبَلَ عُمَرُ بِخِلَافَتِهِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ صَبِيحَةَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " فِيمَا نَظُنُّ أَنَّ أَوَّلَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَقَدِ ابْتُلِيتُ بِكُمْ وَابْتُلِيتُمْ بِي، وَخَلَفْتُ فِيكُمْ بَعْدَ صَاحِبِي، فَمَنْ كَانَ بِحَضْرَتِنَا بَاشَرْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا، وَمَهْمَا غَابَ عَنَّا وَلَّيْنَا أَهْلَ الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ، فَمَنْ يُحْسِنْ نَزِدْهُ حُسْنًا، وَمَنْ يُسِئْ نُعَاقِبْهُ، وَيَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ أَوَّلُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ عُمَرُ حِينَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ أَنْ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي شَدِيدٌ فَلَيِّنِّي، وَإِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَإِنِّي بَخِيلٌ فَسَخِّنِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ [ص: 275] ، عَنْ ذِي قَرَابَةٍ لَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: " ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتُهَا فَهَيْمِنُوا عَلَيْهَا: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي غَلِيظٌ فَلَيِّنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي بَخِيلٌ فَسَخِّنِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ شَهِدَ وَفَاةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: فَلَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دَفْنِهِ نَفْضَ يَدَهُ عَنْ تُرَابِ قَبْرِهِ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا مَكَانَهُ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ بِي، وَابْتَلَانِي بِكُمْ، وَأَبْقَانِي فِيكُمْ بَعْدَ صَاحِبِي، فَوَاللَّهِ لَا يَحْضُرُنِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِكُمْ فَيَلِيَهُ أَحَدٌ دُونِي، وَلَا يَتَغَيَّبُ عَنِّي فَآلُو فِيهِ عَنِ الْجَزَاءِ وَالْأَمَانَةِ، وَلَئِنْ أَحْسَنُوا لَأُحْسِنَنَّ إِلَيْهِمْ، وَلَئِنْ أَسَاؤُوا لَأُنَكِّلَنَّ بِهِمْ» . قَالَ الرَّجُلُ: «فَوَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لِيَعْلَمْ مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِي أَنْ سَيُرِيدُهُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِنِّي لَأُقَاتِلُ النَّاسَ عَنْ نَفْسِي قِتَالًا، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَقْوَى عَلَيْهِ مِنِّي لَكُنْتُ أُقَدَّمُ فَتُضْرَبُ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا بِبَابِ عُمَرَ فَمَرَّتْ جَارِيَةٌ، فَقَالُوا: سُرِّيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: مَا هِيَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسُرِّيَّةٍ وَمَا تَحِلُّ لَهُ، إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقُلْنَا: فَمَاذَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ فَمَا هُوَ إِلَّا قَدْرُ أَنْ بَلَغَتْ وَجَاءَ الرَّسُولُ فَدَعَانَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ: مَاذَا قُلْتُمْ؟ قُلْنَا: لَمْ نَقُلْ بَأْسًا، مَرَّتْ جَارِيَةٌ فَقُلْنَا: هَذِهِ سُرِّيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: مَا هِيِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِسُرِّيَّةٍ، وَمَا تَحِلُّ لَهُ، إِنَّهَا مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقُلْنَا: فَمَاذَا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَنَا أُخْبِرُكُمْ [ص: 276] بِمَا أَسْتَحِلُّ مِنْهُ، يَحِلُّ لِي حُلَّتَانِ، حُلَّةٌ فِي الشِّتَاءِ، وَحُلَّةٌ فِي الْقَيْظِ، وَمَا أَحُجُّ عَلَيْهِ وَأَعْتَمِرُ مِنَ الظَّهْرِ، وَقُوتِي وَقُوتُ أَهْلِي كَقُوتِ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ بِأَغْنَاهُمْ وَلَا بِأَفْقَرِهِمْ، ثُمَّ أَنَا بَعْدُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُصِيبُنِي مَا أَصَابَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِنِّي أَنْزَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَالِ اللَّهِ مَنْزِلَةَ مَالِ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ» . قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: «فَإِنْ أَيْسَرْتُ قَضَيْتُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي أَنْزَلْتُ مَالَ اللَّهِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ، فَإِنِ اسْتَغْنَيْتُ عَفَفْتُ عَنْهُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «إِنِّي أَنْزَلْتُ مَالَ اللَّهِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ، مَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ، وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذَا الْمَالِ إِلَّا مَا كُنْتُ آكِلًا مِنْ صُلْبِ مَالِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا احْتَاجَ أَتَى صَاحِبَ بَيْتِ الْمَالِ فَاسْتَقْرَضَهُ، فَرُبَّمَا عَسُرَ فَيَأْتِيهُ صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ يَتَقَاضَاهُ فَيَلْزَمُهُ فَيَحْتَالُ لَهُ عُمَرُ، وَرُبَّمَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ فَقَضَاهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، عَنِ ابْنٍ لِلْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ: " أَنَّ [ص: 277] عُمَرَ خَرَجَ يَوْمًا حَتَّى أَتَى الْمِنْبَرَ وَقَدْ كَانَ اشْتَكَى شَكْوَى لَهُ فَنُعِتَ لَهُ الْعَسَلُ، وَفِي بَيْتِ الْمَالِ عُكَّةٌ، فَقَالَ: «إِنْ أَذِنْتُمْ لِي فِيهَا أَخَذْتُهَا، وَإِلَّا فَإِنَّهَا عَلَيَّ حَرَامٌ» ، فَأْذِنُوا لَهُ فِيهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ يَرْفَا، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ عِنْدَ الْفَجْرِ أَوْ عِنْدَ الظُّهْرِ، قَالَ: فَقَالَ: «وَاللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا الْمَالَ يَحِلُّ لِي مِنْ قَبْلِ أَنْ أَلِيَهِ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَمَا كَانَ قَطُّ أَحْرَمُ عَلَيَّ مِنْهُ إِذْ وَلِيتُهُ، عَادَ أَمَانَتِي، وَقَدْ أَنْفَقَتُ عَلَيْكَ شَهْرًا مِنْ مَالِ اللَّهِ وَلَسْتُ بِزَائِدِكَ، وَلَكِنِّي مُعِينُكَ بِثَمَرِ مَالِي بِالْغَابَةِ فَاجْدُدْهُ فَبِعْهُ، ثُمَّ ائْتِ رَجُلًا مِنْ قَوْمَكَ مِنْ تُجَّارِهِمْ فَقُمْ إِلَى جَنْبِهِ، فَإِذَا اشْتَرَى شَيْئًا فَاسْتَشْرِكْهُ فَاسْتَنْفِقْ وَأَنْفَقَ عَلَى أَهْلِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى جَارِيَةً تَطِيشُ هُزَالًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ إِحْدَى بَنَاتِكَ، قَالَ: وَأَيُّ بَنَاتِي هَذِهِ؟، قَالَ: ابْنَتِي، قَالَ: مَا بَلَغَ بِهَا مَا أَرَى؟ قَالَ: عَمَلُكَ، لَا تُنْفِقْ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَغُرُّكَ مِنْ وَلَدِكَ، فَأَوْسِعْ عَلَى وَلَدِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ لِأَبِيهَا - قَالَ يَزِيدُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَا أَبَتِ - إِنَّهُ قَدْ أَوْسَعَ اللَّهُ الرِّزْقَ، وَفَتَحَ عَلَيْكَ الْأَرْضَ، وَأَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ، فَلَوْ طَعِمْتَ طَعَامًا أَلْيَنَ مِنْ طَعَامِكِ، وَلَبِسَتْ لِبَاسًا أَلْيَنَ مِنْ لِبَاسِكَ، فَقَالَ: " سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَمَا تَذْكُرِينَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْقَى مِنْ شِدَّةَ الْعَيْشِ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ يُذَكِّرُهَا حَتَّى أَبْكَاهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَكِ إِنِّي وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أَلْقَى مَعَهُمَا [ص: 278] عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ ". قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: «يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ الْحَسَنُ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَبَى إِلَّا شِدَّةً وَحَصْرًا عَلَى نَفْسِهِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِالسَّعَةِ، فَجَاءَ الْمُسْلِمُونَ فَدَخَلُوا عَلَى حَفْصَةَ فَقَالُوا: أَبَى عُمَرُ إِلَّا شِدَّةً عَلَى نَفْسِهِ وَحَصْرًا، وَقَدْ بَسَطَ اللَّهُ فِي الرِّزْقِ، فَلْيَبْسُطْ فِي هَذَا الْفَيْءِ فِيمَا شَاءَ مِنْهُ، وَهُوَ فِي حَلٍّ مِنْ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَأَنَّهَا قَارَبَتْهُمْ فِي هَوَاهُمْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهَا دَخَلَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ الْقَوْمُ، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: يَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، نَصَحْتِ قَوْمَكِ وَغَشَشْتِ أَبَاكِ، إِنَّمَا حَقُّ أَهْلِي فِي نَفْسِي وَمَالِي، فَأَمَّا فِي دِينِي وَأَمَانَتِي فَلَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَالِبٍ يَعْنِي الْقَطَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " كَلَّمُوا حَفْصَةَ أَنْ تَكَلَّمَ أَبَاهَا أَنْ يُلِينَ مِنْ عَيْشِهِ شَيْئًا، فَقَالَتْ: " يَا أَبَتَاهُ، أَوْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ قَوْمَكَ كَلَّمُونِي أَنْ تُلِينَ مِنْ عَيْشِكَ، فَقَالَ: «غَشَشْتِ أَبَاكِ، وَنَصَحْتِ لِقَوْمِكِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَتَّجِرُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ» قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: «وَجَهَّزَ عِيرًا إِلَى الشَّامِ فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ» ، وَقَالَ الْفَضْلُ: «فَبَعَثَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» قَالَا جَمِيعًا: " يَسْتَقْرِضُهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: قُلْ لَهُ يَأْخُذُهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، ثُمَّ لِيَرُدَّهَا، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: لِيَأْخُذَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَإِنْ مُتُّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ قُلْتُمْ أَخَذَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، دَعُوهَا لَهُ، وَأُوخَذُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ آخُذَهَا مِنْ رَجُلٍ حَرِيصٍ شَحِيحٍ، فَإِنْ مُتُّ أَخَذَهَا " قَالَ يَحْيَى: مِنْ مِيرَاثِي، وَقَالَ الْفَضْلُ: مِنْ مَالِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: قَالَ [ص: 279] : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: " سَأَلَنِي عُمَرُ: " كَمْ أَنْفَقْنَا فِي حَجَّتِنَا هَذِهِ؟، قُلْتُ: خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ قَالَ: «خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا حَتَّى رَجَعَ، كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالنَّطْعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةِ فِي الْحَجِّ ثُمَّ رَجَعْنَا، فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا، وَلَا كَانَ لَهُ بِنَاءٌ يَسْتَظِلُّ بِهِ، إِنَّمَا كَانَ يُلْقِي نِطْعًا أَوْ كِسَاءً عَلَى شَجَرَةٍ فَيَسْتَظِلُّ تَحْتَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ قَالَ: " قَدِمَ أَبُو مُوسَى فِي وَفْدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ قَالَ: فَقَالُوا: كُنَّا نَدْخُلُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَهُ خُبَزُ ثَلَاثٍ، فَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَةً بِزَيْتٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا بِسَمْنٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا بِاللَّبِنِ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَاهَا بِالْقَدَائِدِ الْيَابِسَةِ قَدْ دُقَّتْ ثُمَّ أُغْلِيَ بِهَا، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ وَهُوَ قَلِيلٌ. فَقَالَ لَنَا يَوْمًا: " أَيُّهَا الْقَوْمُ، إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَى تَعْذِيرَكُمْ وَكَرَاهِيَتَكُمْ لِطَعَامِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا، وَأَرْفَعَكُمْ عَيْشًا، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ، وَعَنْ صِلَاءٍ وَصِنَابٍ وَصَلَائِقَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] وَإِنَّ أَبَا مُوسَى كَلَّمَنَا فَقَالَ: لَوْ كَلَّمْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَفْرِضُ لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَرْزَاقَنَا، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ حَتَّى كَلَّمْنَاهُ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأُمَرَاءِ، أَمَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ مَا أَرْضَاهُ لِنَفْسِي» ، قَالَ: قُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ الْمَدِينَةَ أَرْضٌ الْعَيْشُ بِهَا شَدِيدٌ، وَلَا نَرَى طَعَامَكَ يُعَشِّي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 وَلَا يُؤْكَلُ، وَإِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ رِيفٍ، وَإِنَّ أَمِيرَنَا يُعَشِّي، وَإِنَّ طَعَامَهُ يُؤْكَلُ، فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: فَنَعَمْ، فَإِنِّي قَدْ فَرَضْتُ لَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَاتَيْنِ وَجَرِيبَيْنِ، فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَضَعْ إِحْدَى الشَّاتَيْنِ عَلَى أَحَدِ الْجَرِيبَيْنِ فَكُلْ أَنْتُ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابِكَ فَاشْرَبْ، ثُمَّ اسْقِ الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ قُمْ لِحَاجَتِكَ، فَإِذَا كَانَ بِالْعَشِيِّ فَضَعِ الشَّاةَ الْغَابِرَةَ عَلَى الْجَرَيبِ الْغَابِرِ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابِكَ فَاشْرَبْ، أَلَا وَأَشْبِعُوا النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ، وَأَطْعِمُوا عِيَالَهُمْ، فَإِنَّ تَحْفِينَكُمْ لِلنَّاسِ لَا يُحَسِّنُ أَخْلَاقَهُمْ، وَلَا يُشْبِعُ جَائِعَهُمْ، وَاللَّهِ مَعَ ذَاكَ مَا أَظُنُّ رُسْتَاقًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاتَانِ وَجَرِيبَانِ إِلَّا يُسْرِعَانِ فِي خَرَابِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: " أَنَّ حَفْصَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ كَانَ يَحْضُرُ طَعَامَ عُمَرَ فَكَانَ لَا يَأْكُلُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَا يَمْنَعُكَ مِنْ طَعَامِنَا؟» ، قَالَ: إِنَّ طَعَامَكَ جَشِبٌ غَلِيظٌ، وَإِنِّي رَاجِعٌ إِلَى طَعَامٍ لَيِّنٍ قَدْ صُنِعَ لِي فَأُصِيبُ مِنْهُ، قَالَ: أَتُرَانِي أَعْجَزُ أَنْ آمُرَ بِشَاةٍ فَيُلْقَى عَنْهَا شَعْرُهَا، وَآمُرَ بِدَقِيقٍ فَيُنْخَلَ فِي خِرْقَةٍ، ثُمَّ آمُرَ بِهِ فَيُخْبَزَ خُبْزًا رِقَاقًا، وَآمُرَ بِصَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ فَيُقْذَفَ فِي سُعْنٍ ثُمَّ يُصَبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَيُصْبِحَ كَأَنَّهُ دَمُ غَزَالٍ؟، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرَاكَ عَالِمًا بِطِيبِ الْعَيْشِ، فَقَالَ: أَجَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ تَنْتَقِضَ حَسَنَاتِي لَشَارَكْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ: " أَنَّهُ وَفْدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ وَنَحْوُهُ، فَشَكَا عُمَرُ طَعَامًا غَلِيظًا أَكَلَهُ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِطَعَامٍ لَيِّنٍ، وَمَرْكَبٍ لَيِّنٍ، وَمَلْبَسٍ لَيِّنٍ لَأَنْتَ، فَرَفَعَ عُمَرُ جَرِيدَةً مَعَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهُ، وَقَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ مَا أُرَاكَ أَرَدْتَ بِهَا اللَّهَ، وَمَا أَرَدْتَ بِهَا إِلَّا مُقَارَبَتِي، إِنْ كُنْتُ لَأَحْسِبُ أَنَّ فِيكَ، وَيْحَكَ [ص: 281] ، هَلْ تَدْرِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: وَمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُهُمْ؟ قَالَ: " مِثْلُ قَوْمٍ سَافَرُوا فَدَفِعُوا نَفَقَاتِهِمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْفِقْ عَلَيْنَا، فَهَلْ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ مِنْهَا بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَكَذَلِكَ مَثَلِي وَمَثَلُهُمْ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «إِنِّي لَمْ أَسْتَعْمِلْ عَلَيْكُمْ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلِيَشْتِمُوا أَعْرَاضَكُمْ، وَيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، وَلَكِنِّي اسْتَعْمَلْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ كِتَابَ رَبِّكُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ فَلَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ، لِيَرْفَعْهَا إِلَيَّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ» ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَدَّبَ أَمِيرٌ رَجُلًا مِنْ رَعِيَّتِهِ، أَتُقِصُّهُ مِنْهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: «وَمَا لِي لَا أَقُصُّهُ مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟» وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ: لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلَا تَحْرِمُوهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ " قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قِيلَ لِعُمَرَ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: فَمَنْ جَاءَ بَعْدَ عُمَرَ قِيلَ لَهُ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَطُولُ هَذَا، وَلَكِنْ أَجْمِعُوا عَلَى اسْمٍ تَدْعُونَ بِهِ الْخَلِيفَةَ يُدْعَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَعُمَرُ أَمِيرُنَا فَدُعِيَ عُمَرُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِذَلِكَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ التَّأْرِيخَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَكَتَبَهُ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي الصُّحُفِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى الْبُلْدَانِ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَجَعَلَ لِلنَّاسِ بِالْمَدِينَةِ قَارِئَيْنِ: قَارِئًا يُصَلِّي بِالرِّجَالِ، وَقَارِئًا يُصَلِّي بِالنِّسَاءِ، وَهُوَ أَوَّلُ [ص: 282] مَنْ ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ، وَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالتُّهَمِ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا، وَغَرَّبَ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ إِلَى خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبَ شَرَابٍ، فَدَخَلَ أَرْضَ الرُّومَ فَارْتَدَّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَسَّ فِي عَمَلِهِ بِالْمَدِينَةِ، وَحَمَلَ الدِّرَّةَ وَأَدَّبَ بِهَا، وَلَقَدْ قِيلَ بَعْدَهُ: لَدِّرَّةُ عُمَرَ أَهْيَبُ مِنْ سَيْفِكُمْ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ الْفُتُوحَ، وَهِيَ الْأَرْضُونَ وَالْكُورُ الَّتِي فِيهَا الْخَرَاجُ وَالْفَيْءُ، فَتَحَ الْعِرَاقَ كُلَّهُ، السَّوَادَ وَالْجِبَالَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَكُورَ الْبَصْرَةِ وَأَرْضَهَا وَكُور الْأَهْوَازِ، وَفَارِسَ، وَكُورَ الشَّامِ مَا خَلَا أَجْنَادَيْنِ، فَإِنَّهَا فُتِحَتْ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَفَتَحَ عُمَرُ كُورَ الْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ وَمِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَقُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَخَيْلُهُ عَلَى الرِّيِّ وَقَدْ فَتَحُوا عَامَّتَهَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَسَحَ السَّوَادَ وَأَرْضَ الْجَبَلِ، وَوَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الْأَرَضِينَ، وَالْجِزْيَةَ عَلَى جَمَاجِمِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِيمَا فُتِحَ مِنَ الْبُلْدَانِ، فَوَضَعَ عَلَى الْغَنِيِّ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى الْوَسَطِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى الْفَقِيرِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَقَالَ: «لَا يُعْوِزُ رَجُلًا مِنْهُمْ دِرْهَمٌ فِي شَهْرٍ» ، فَبَلَغَ خَرَاجُ السَّوَادِ وَالْجَبَلِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مِائَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ أَلْفٍ وَافٍ، وَالْوَافُ دِرْهَمٌ وَدَانَقَانُ وَنِصْفُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَصَّرَ الْأَمْصَارَ: الْكُوفَةَ، وَالْبَصْرَةَ، وَالْجَزِيرَةَ، وَالشَّامَ، وَمِصْرَ، وَالْمَوْصِلَ، وَأَنْزَلَهَا الْعَرَبَ، وَخَطَّ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ خُطَطًا لِلْقَبَائِلِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْضَى الْقُضَاةَ فِي الْأَمْصَارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدِّيوَانَ وَكَتَبَ النَّاسَ عَلَى قَبَائِلِهِمْ، وَفَرَضَ لَهُمُ الْأَعْطِيَةَ مِنَ الْفَيْءِ، وَقَسَمَ الْقُسُومَ فِي النَّاسِ، وَفَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَفَضَّلَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ، وَفَرَضَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى أَقْدَارِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الطَّعَامَ فِي السُّفُنِ مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَرَدَ الْبَحْرَ ثُمَّ، حَمَلَ مِنَ الْجَارِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا بَعَثَ عَامِلًا لَهُ عَلَى مَدِينَةٍ كَتَبَ مَالَهُ، وَقَدْ قَاسَمَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَالَهُ إِذَا عَزَلَهُ، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ عَمْرِو [ص: 283] بْنِ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَيَدَعُ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مِثْلَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَنُظَرَائِهِمْ لِقُوَّةِ أُولَئِكَ عَلَى الْعَمَلِ وَالْبَصَرِ بِهِ، وَلِإِشْرَافِ عُمَرَ عَلَيْهِمْ وَهَيْبَتِهِمْ لَهُ، وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تُوَلِّي الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُمْ بِالْعَمَلِ. وَاتَّخَذَ عُمَرُ دَارَ الرَّقِيقِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الدَّقِيقُ فَجَعَلَ فِيهَا الدَّقِيقَ وَالسَّوِيقَ وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ وَمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، يُعِينُ بِهِ الْمُنْقَطَعَ بِهِ وَالضَّيْفَ يَنْزِلُ بِعُمَرَ، وَوَضَعَ عُمَرُ فِي طَرِيقِ السُّبُلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَا يَصْلُحُ مَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ وَيَحْمِلُ مِنْ مَاءٍ إِلَى مَاءٍ، وَهَدَمَ عُمَرُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَزَادَ فِيهِ، وَأَدْخَلَ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا زَادَ، وَوَسَّعَهُ وَبَنَاهُ لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَخْرَجَ الْيَهُودَ مِنَ الْحِجَازِ وَأَجْلَاهُمْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ إِلَى الشَّامِ، وَأَخْرَجَ أَهْلَ نَجْرَانَ وَأَنْزَلَهُمْ نَاحِيَةَ الْكُوفَةِ، وَكَانَ عُمَرُ خَرَجَ إِلَى الْجَابِيَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، وَحَضَرَ فَتْحَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ بِالْجَابِيَةِ، وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ يُرِيدُ الشَّامَ فَبَلَغَ سَرْغَ فَبَلَغَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ قَدِ اشْتَعَلَ بِالشَّامِ فَرَجَعَ مِنْ سَرْغَ فَكَلَّمَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَقَالَ: أَتَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، وَفِي خِلَافَتِهِ كَانَ طَاعُونُ عَمَوَاسَ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ أَوَّلُ عَامِ الرَّمَادَةِ، أَصَابَ النَّاسَ مَحْلٌ وَجَدْبٌ وَمَجَاعَةٌ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى الْحَجِّ بِالنَّاسِ أَوَّلَ سَنَةٍ اسْتُخْلِفَ وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحُجُّ بِالنَّاسِ فِي كُلِّ سَنَةٍ خِلَافَتَهُ كُلَّهَا، فَحَجَّ بِهِمْ عَشْرَ سِنِينَ وَلَاءً، وَحَجَّ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَاعْتَمَرَ عُمَرُ فِي خِلَافَتِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، عَمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ [ص: 284] ، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ أَخَّرَ الْمَقَامَ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ، كَانَ مُلْصَقًا بِالْبَيْتِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَصَّرَ الْأَمْصَارَ: الْمَدِينَةَ، وَالْبَصْرَةَ، وَالْكُوفَةَ، وَالْبَحْرَيْنَ، وَمِصْرَ، وَالشَّامَ، وَالْجَزِيرَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «هَانَ شَيْءٌ أُصْلِحُ بِهِ قَوْمًا، أَنْ أُبَدِّلَهُمْ أَمِيرًا مَكَانَ أَمِيرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ أَلْقَى الْحَصَى فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ النَّاسُ إِذَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ مِنَ السُّجُودِ نَفَضُوا أَيْدِيَهُمْ، فَأَمَرَ عُمَرُ بِالْحَصَى فَجِيءَ بِهِ مِنَ الْعَقِيقِ فَبُسِطَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَأَعْزِلَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَالْمُثَنَّى مُثَنَّى بَنِي شَيْبَانَ؛ حَتَّى يَعْلَمَا أَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا كَانَ يَنْصُرُ عِبَادَهُ، وَلَيْسَ إِيَّاهُمَا كَانَ يَنْصُرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْلَانَ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِقَوْمٍ يَرْتَمُونَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَسَبْتَ، فَقَالَ عُمَرُ: «سُوءُ اللَّحْنِ أَسْوَأُ مِنْ سُوءِ الرَّمْيِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «لَا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْ رُكُوبِ الْمُسْلِمِينَ الْبَحْرَ أَبَدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَسْأَلُهُ عَنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ، قَالَ: فَكَتَبَ عَمْرٌو إِلَيْهِ يَقُولُ: دُودٌ عَلَى عُودٍ، فَإِنِ انْكَسَرَ الْعُودُ هَلَكَ الدُّودُ، قَالَ: فَكَرِهَ عُمَرُ أَنْ يَحْمِلَهُمْ فِي الْبَحْرِ ". قَالَ هِشَامٌ: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ: «فَأَمْسَكَ عُمَرُ عَنْ رُكُوبِ الْبَحْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: " بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَعُسُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذَا امْرَأَةٌ تَقُولُ: [البحر البسيط] هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَإِذَا هُوَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ شَعْرًا وَأَصَبَحِهِمْ وَجْهًا، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَطُمَّ شَعْرَهُ فَفَعَلَ، فَخَرَجَتْ جَبْهَتُهُ فَازْدَادَ حُسْنًا، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَعْتَمَّ فَفَعَلَ فَازْدَادَ حُسْنًا، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تُجَامِعُنِي بِأَرْضٍ أَنَا بِهَا، فَأَمَرَ لَهُ بِمَا يُصْلِحُهُ وَسَيَّرَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَعُسُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ، فَإِذَا هُنَّ يَقُلْنَ: أَيُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَصْبَحُ؟، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَبُو ذِئْبٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ إِذَا هُوَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «أَنْتَ وَاللَّهِ ذِئْبُهُنَّ» ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تُجَامِعُنِي بِأَرْضٍ أَنَا بِهَا "، قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ لَابُدُّ مُسَيِّرُنِي فَسَيِّرْنِي حَيْثُ سَيَّرْتَ ابْنَ عَمِّي، يَعْنِي نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ السُّلَمِيَّ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَا يُصْلِحُهُ وَسَيَّرَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ بَرِيدًا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ، فَبَدَرَتْ صَحِيفَةٌ، فَأَخَذَهَا فَقَرَأَهَا [ص: 286] فَإِذَا فِيهَا: [البحر الوافر] أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا ... فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي قَلَائِصَنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُمُ زَمَنَ الْحِصِارِ فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ الْبِحَارِ قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ... وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ أَوْ غِفَارِ يُعَقِّلْهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ ... مُعِيدًا يَبْتَغِي سَقَطَ الْعَذَارِ فَقَالَ: " ادْعُوا لِي جَعْدَةَ مِنْ سُلَيْمٍ، قَالَ: فَدَعُوا بِهِ فَجَلَدُهُ مِائَةً مَعْقُولًا وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ مُغِيبَةٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُحِبُّ الصَّلَاةَ فِي كَبِدِ اللَّيْلِ، يَعْنِي وَسَطَ اللَّيْلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اعْتَرَاهُ نِسْيَانٌ فِي الصَّلَاةِ فَجَعَلَ رَجُلٌ خَلْفَهُ يُلَقِّنُهُ، فَإِذَا أَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَسْجُدَ أَوْ يَقُومَ فَعَلَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي دَبَرَةِ الْبَعِيرِ وَيَقُولُ: «إِنِّي لَخَائِفٌ أَنْ أُسْأَلَ عَمَّا بِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْعَامِ الَّذِي طُعِنَ فِيهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أُكَلِمُكُمْ بِالْكَلَامِ، فَمَنْ حَفِظَهُ فَلْيُحَدِّثْ بِهِ حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْهُ فَأُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى امْرِئٍ أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ [ص: 287] الزُّهْرِيِّ قَالَ: " أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ، فَاسْتَخَارَ اللَّهَ شَهْرًا، ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَدْ عُزِمَ لَهُ، فَقَالَ: «ذَكَرْتُ قَوْمًا كَتَبُوا كِتَابًا فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِمَالٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُزَاحَمُ النَّاسَ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِ، فَعَلَاهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: «إِنَّكَ أَقْبَلْتَ لَا تَهَابُ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعَلِّمَكَ أَنَّ سُلْطَانَ اللَّهِ لَنْ يَهَابَكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «أَنَّ حَجَّامًا كَانَ يَقُصُّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا، فَتَنَحْنَحَ عُمَرُ فَأَحْدَثَ الْحَجَّامُ، فَأَمَرَ لَهُ عُمَرُ بِأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَالْحَجَّامُ هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْهَيْلَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ فِي وِلَايَتِهِ: «مَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ بَعْدِي فَلْيَعْلَمْ أَنْ سَيُرِيدُهُ عَنْهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا كُنْتُ إِلَّا أُقَاتِلُ النَّاسَ عَنْ نَفْسِي قِتَالًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: " اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ، وَكَانَ أَجْرَأُهُمْ عَلَى عُمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَقَالُوا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَوْ كَلَّمْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ يَأْتِي الرَّجُلُ طَالِبُ الْحَاجَةِ فَتَمْنَعُهُ هَيْبَتُكَ أَنْ يُكَلِّمَكَ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ وَلَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِنْ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ يَقْدَمُ الْقَادِمُ فَتَمْنَعُهُ هَيْبَتُكَ أَنْ يُكَلِّمَكَ فِي حَاجَتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ وَلَمْ يُكَلِّمْكَ، قَالَ: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَعَلِيٌّ وَعُثْمَانُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ أَمَرُوكَ بِهَذَا؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ لَقَدْ لِنْتُ لِلنَّاسِ حَتَّى خَشِيتُ اللَّهَ فِي اللِّينِ، ثُمَّ اشْتَدَدْتُ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَشِيتُ اللَّهَ فِي الشِّدَّةِ، فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟ «، فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي يَجُرُّ رِدَاءَهُ، يَقُولُ بِيَدِهِ أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ، أُفٍّ لَهُمْ بَعْدَكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ نَظَرَ فِيهَا فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا فَأَتَيْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا يَرْفَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَرْفَا فَقُلْتُ: أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكْوَى؟ قَالَ: لَا، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ يَرْفَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ، عَلَى كُلِّ صُبْرَةٍ مِنْهَا كَتِفٌ، فَقَالَ: إِنِّي نَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ بِالْمَدِينَةِ أَكْثَرَ عَشِيرَةٍ مِنْكُمَا، خُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ فَضَلَ فَضْلٌ فَرُدَّا، فَأَمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَيْتُ لِرُكْبَتِيَّ فَقُلْتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ عَلَيْنَا؟، فَقَالَ: شِنْشِنَةٌ مِنْ أَخْشَنَ ". قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ.، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ إِذْ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقِدَّ؟، قُلْتُ: بَلَى، وَلَوْ فُتِحَ عَلَيْهِ لَصَنَعَ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، قَالَ: وَمَا كَانَ يَصْنَعُ؟ قُلْتُ: إِذًا لَأَكَلَ وَأَطْعَمَنَا، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ نَشَجَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، وَقَالَ: «لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ كَفَافًا، لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " أُصِيبَ بَعِيرٌ مِنَ الْمَالِ، زَعَمَ يَحْيَى: مِنَ الْفَيْءِ، فَنَحَرَهُ عُمَرُ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ مِنْهُ، وَصَنَعَ مَا بَقِيَ، فَدَعَا عَلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ صَنَعْتَ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَ هَذَا فَأَكَلْنَا عِنْدَكَ وَتَحَدَّثْنَا، فَقَالَ عُمَرُ: «لَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا، إِنَّهُ [ص: 289] مَضَى صَاحِبَانِ لِي، يَعْنِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ، عَمِلَا عَمَلًا وَسَلَكَا طَرِيقًا، وَإِنِّي إِنْ عَمِلْتُ بِغَيْرِ عَمَلِهِمَا سُلِكَ بِي طَرِيقٌ غَيْرُ طَرِيقِهِمَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى سَمِعَ بِهِ أَهْلُ الْعَالِيَةِ فَنَزَلُوا، فَعَلَّمَهُمْ حَتَّى مَا بَقِيَ وَجْهٌ إِلَّا عَلَّمَهُمْ، ثُمَّ أَتَى أَهْلُهُ وَقَالَ: «قَدْ سَمِعْتُمْ مَا نَهَيْتُ عَنْهُ، وَإِنِّي لَا أَعْرِفُ أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ يَأْتِي شَيْئًا مِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ إِلَّا ضَاعَفْتُ لَهُ الْعَذَابَ ضِعْفَيْنِ، أَوْ كَمَا قَالَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْهَى النَّاسَ عَنْ شَيْءٍ تَقَدَّمَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: «لَا أَعْلَمَنَّ أَحَدًا وَقَعَ فِي شَيْءٍ مِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ إِلَّا أَضْعَفْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ إِذَا أَتَاهُ الْخَصْمَانِ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمَا، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُرِيدُنِي عَنْ دِينِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «مَا بَقِيَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمَرِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا أَنِّي لَسْتُ أُبَالِي إِلَى أَيِّ النَّاسِ نَكَحْتُ، وَأَيِّهِمْ أَنْكَحْتُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: " كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ؟، قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ عُمَرُ: " بَلَى، قَالَ الرَّجُلُ: لَا [ص: 290] ، قَالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللَّهِ، أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَعْلَمُ أَنَّ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ لَمَا تَكَلَّمَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَى، بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَهْ، فَإِنَّا نَقْفُو الْآثَارَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ أَكْثَرَ النَّاسِ صِيَامًا، وَأَكْثَرَهُمْ سِوَاكًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَوْ كُنْتُ أُطِيقُ مَعَ الْخِلِّيَفَى لَأَذَّنْتُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي جَعْدَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَوْلَا أَنْ أَسِيرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ أَضَعَ جَبِينِي لِلَّهِ فِي التُّرَابِ، أَوْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَلْتَقِطُونَ طَيِّبَ الْقَوْلِ كَمَا يُلْتَقَطُ طَيِّبُ الثَّمَرِ، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ لَحِقْتُ بِاللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتِ الشِّفَاءُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَأَتْ فِتْيَانًا يَقْصِدُونَ فِي الْمَشْي وَيَتَكَلَّمُونَ رُوَيْدًا، فَقَالَتْ: " مَا هَذَا؟، فَقَالُوا: نُسَّاكٌ، فَقَالَتْ: «كَانَ وَاللَّهِ عُمَرُ إِذَا تَكَلَّمَ أَسْمَعَ، وَإِذَا مَشَى أَسْرَعَ، وَإِذَا ضَرَبَ أَوْجَعَ، وَهُوَ النَّاسِكُ حَقًّا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: «كُنَّا نَلْزَمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْوَرَعَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «مَا أُبَالِي إِذَا اخْتَصَمَ إِلَيَّ رَجُلَانِ لِأَيِّهِمَا كَانَ الْحَقُّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَشَدُّ أُمَّتِي فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا بِحَلَّاقٍ فَحَلَقَهُ بِمُوسَى، يَعْنِي جَسَدَهُ، فَاسْتَشْرَفَ لَهُ النَّاسُ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنَ السُّنَّةِ، وَلَكِنَّ النَّوْرَةُ مِنَ النَّعِيمِ، فَكَرِهْتُهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «كَانَ الْخُلَفَاءُ لَا يَتَنَوَّرُونَ، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، بَلَغَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرَ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: يَا عُمَرُ، إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمَرِ النَّاسِ شَيْئًا فَخُذْ بِسِيرَةِ هَذَيْنِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدِينِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَا يُعْرَفُ فِيهِمَا الْبِرُّ حَتَّى يَقُولَا أَوْ يَفْعَلَا» . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا تَعْنِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُونَا مُؤَنَّثَيْنِ وَلَا مُتَمَاوِتَيْنِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «كَانَ الْبِرُّ لَا يُعْرَفُ فِي عُمَرَ وَلَا فِي ابْنِهِ حَتَّى يَقُولَا أَوْ يَفْعَلَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ قَالَ مَعْنٌ: «إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَسِيرُ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمِّهِ: «إِنَّهُ كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي سَفَرٍ فَلَمَّا [ص: 292] كَانَ قَرِيبًا مِنَ الرَّوْحَاءِ» قَالَ مَعْنٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي حَدِيثِهِمَا: " فَسَمِعَ صَوْتَ رَاعٍ فِي جَبَلٍ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ صَاحَ: " يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ، فَأَجَابَهُ الرَّاعِي، فَقَالَ: يَا رَاعِيَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي قَدْ مَرَرْتُ بِمَكَانٍ هُوَ أَخْصَبُ مِنْ مَكَانِكَ، وَإِنَّ كُلَّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، ثُمَّ عَدْلَ صُدُورَ الرِّكَابِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ قَالَ: " سُئِلَ عُمَرُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَزِيدَ فِي الْحَدِيثِ أَوْ أَنْتَقِصَ مِنْهُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَوْمًا وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ: «عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، بَخْ، وَاللَّهِ بُنَيَّ الْخَطَّابِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا مُسْتَقِيمِينَ مَا اسْتَقَامَتْ لَهُمْ أَئِمَّتُهُمْ وَهُدَاتُهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «الرَّعِيَّةُ مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الْإِمَامِ مَا أَدَّى الْإِمَامُ إِلَى اللَّهِ، فَإِذَا رَتَعَ الْإِمَامُ رَتَعُوا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " يَا أَسْلَمُ، أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَلَا أَجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى مِنْ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَاصِمٍ [ص: 293] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: «وَالَّذِي لَوْ شَاءَ أَنْ تَنْطِقَ قَنَانِي نَطَقَتْ، لَوْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِيزَانًا مَا كَانَ فِيهِ مَيْطُ شَعْرَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْرٍ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَقِيَ الْمِنْبَرَ وَجَمَعَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا لِي مِنْ أَكَالِ يَأْكُلُهُ النَّاسُ إِلَّا أَنَّ لِيَ خَالَاتٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَكُنْتُ أَسْتَعْذِبُ لَهُنَّ الْمَاءَ فَيُقَبِّضْنَ لِيَ الْقَبَضَاتِ مِنَ الزَّبِيبِ» . قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «إِنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي شَيْئًا فَأَرَدْتُ أَنْ أُطَأْطِئَ مِنْهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ رَفَعَ إِلَيَّ عُيُوبِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ الْهُرْمُزَانَ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مُضْطَجِعًا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «هَذَا وَاللَّهِ الْمَلِكُ الْهَنِيءُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَأْخُذُ بِأُذُنِ الْفَرَسِ وَيَأْخُذُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى أُذُنَهُ، ثُمَّ يَنْزُو عَلَى مَتْنِ الْفَرَسِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْمُرُ عُمَّالَهُ أَنْ يُوَافُوهُ بِالْمَوْسِمِ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي عَلَيْكُمْ لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ وَلَا مِنْ أَمْوَالِكُمْ، إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ، وَلِيَقْسِمُوا فَيْئَكُمْ بَيْنَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ فَلْيَقُمْ» ، فَمَا قَامَ أَحَدٌ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ قَامَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عَامِلَكَ فُلَانًا ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ، قَالَ: «فِيمَ ضَرَبْتَهُ؟ [ص: 294] ، قُمْ فَاقْتَصَّ مِنْهُ» ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا يَكْثُرُ عَلَيْكَ وَيَكُونُ سُنَّةً يَأْخُذُ بِهَا مَنْ بَعْدَكَ، فَقَالَ: «أَنَا لَا أُقِيدُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ» ، قَالَ: فَدَعْنَا فَلْنُرْضِهِ، قَالَ: دُونَكُمْ فَأَرْضُوهُ «، فَافْتَدَى مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ، كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَعُسُّ الْمَسْجِدَ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَلَا يَرَى فِيهِ أَحَدًا إِلَّا أَخْرَجَهُ إِلَّا رَجُلًا قَائِمًا يُصَلِّي، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟، قَالَ أُبَيُّ: نَفَرٌ مِنْ أَهْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا خَلَّفَكُمْ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟، قَالَ: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ، قَالَ: فَجَلَسَ مَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لِأَدْنَاهُمْ إِلَيْهِ: خُذْ، قَالَ: فَدَعَا فَاسْتَقْرَأَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا يَدْعُونَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: هَاتِ، فَحُصِرْتُ وَأَخَذَنِي مِنَ الرِّعْدَةِ أَفْكَلٌ حَتَّى جَعَلَ يَجِدُ مَسَّ ذَلِكَ مِنِّي، فَقَالَ: وَلَوْ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ فَمَا كَانَ فِي الْقَوْمِ أَكْثَرُ دَمْعَةً وَلَا أَشَدُّ بُكَاءً مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِيهًا الْآنَ، فَتَفَرَّقُوا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَّجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا وَيَسْتَلْقِي عَلَى ظَهْرِهِ وَيَرْفَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَّجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَضَعَ جَنْبَهُ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا يَمَلَّ جُلُوسَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «قُتِلَ عُمَرُ وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 الْحُوَيْرِثِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُقَيْدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فِي تَدْوِينِ الدِّيوَانَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: تُقَسِّمُ كُلَّ سَنَةٍ مَا اجْتَمَعَ إِلَيْكَ مِنْ مَالٍ وَلَا تُمْسِكُ مِنْهُ شَيْئًا، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: أَرَى مَالًا كَثِيرًا يَسَعُ النَّاسَ وَإِنْ لَمْ يُحْصَوْا حَتَّى تَعْرِفَ مَنْ أَخَذَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ خَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ الْأَمْرُ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ جِئْتُ الشَّامَ فَرَأَيْتُ مُلُوكَهَا قَدْ دَوَّنُوا دِيوَانًا وَجَنَّدُوا جُنُودًا، فَدَوِّنْ دِيوَانًا وَجَنِّدْ جُنُودًا، فَأَخَذَ بِقَوْلِهِ، فَدَعَا عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، وَكَانُوا مِنْ نُسَّابِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: اكْتُبُوا النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَكَتَبُوا فَبَدَؤُوا بِبَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ أَتْبَعُوهُمْ أَبَا بَكْرٍ وَقَوْمَهُ، ثُمَّ عُمَرَ وَقَوْمَهُ عَلَى الْخِلَافَةِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ قَالَ: وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّهُ هَكَذَا، وَلَكِنِ ابْدَؤُوا بِقَرَابَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ، حَتَّى تَضَعُوا عُمَرَ حَيْثُ وَضَعَهُ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَبَنُو تَيْمٍ عَلَى أَثَرِ بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنُو عَدِيٍّ عَلَى أَثَرِ بَنِي تَيْمٍ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: ضَعُوا عُمَرَ مَوْضِعَهُ، وَابْدَؤُوا بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوْ خَلِيفَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالُوا: وَذَاكَ، فَلَوْ جَعَلْتَ نَفْسَكَ حَيْثُ جَعَلَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ بَنِي عَدِيٍّ، أَرَدْتُمُ الْأَكْلَ عَلَى ظَهْرِي لِأَنْ أُذْهِبَ حَسَنَاتِي لَكُمْ، لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَأْتِيَكُمُ الدَّعْوَةُ وَإِنْ أُطْبِقَ عَلَيْكُمُ الدَّفْتَرُ، يَعْنِي وَلَوْ أَنْ تُكْتَبُوا آخِرَ النَّاسِ، إِنَّ لِي صَاحِبَيْنِ سَلَكَا طَرِيقًا، فَإِنْ خَالَفْتَهُمَا خُولِفَ بِي، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا الْفَضْلَ فِي الدُّنْيَا، وَلَا مَا نَرْجُو مِنَ الْآخِرَةِ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ عَلَى مَا عَمِلْنَا إِلَّا بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، فَهُوَ شَرَفُنَا، وَقَوْمُهُ أَشْرَفُ الْعَرَبِ، ثُمَّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ، إِنَّ الْعَرَبَ شَرُفَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ، وَلَوْ أَنَّ بَعْضَنَا يَلْقَاهُ إِلَى آبَاءٍ كَثِيرَةٍ وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَنْ نَلْقَاهُ إِلَى نَسَبِهِ ثُمَّ لَا نُفَارِقُهُ إِلَى آدَمَ إِلَّا آبَاءٍ يَسِيرَةٍ مَعَ ذَلِكَ، وَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَتِ الْأَعَاجِمُ بِالْأَعْمَالِ وَجِئْنَا بِغَيْرِ عَمَلٍ فَهُمْ أَوْلَى بِمُحَمَّدٍ مِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَا يَنْظُرُ رَجُلٌ إِلَى الْقَرَابَةِ وَيَعْمَلُ لِمَا عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنَّ مَنْ قَصَّرَ بِهِ عَمَلُهُ لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضُهُمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: " لَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى تَدْوِينِ الدِّيوَانِ وَذَلِكَ فِي الْمُحْرِمِ سَنَةَ عِشْرِينَ بَدَأَ بِبَنِي هَاشِمٍ فِي الدَّعْوَةِ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَ الْقَوْمُ إِذَا اسْتَوَوْا فِي الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدَّمَ أَهْلَ السَّابِقَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: بِمَنْ نَبْدَأُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: " ابْدَءُوا بِرَهْطِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلَيِّ ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَفَرَضَ عُمَرُ لِأَهْلِ الدِّيوَانِ، فَفَضَّلَ أَهْلَ السَّوَابِقِ وَالْمَشَاهِدِ فِي الْفَرَائِضِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَدْ سَوَّى بَيْنَ النَّاسِ فِي الْقَسْمِ، فَقِيلَ لِعُمَرَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «لَا أَجْعَلُ مَنْ قَاتَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَنْ قَاتَلَ مَعَهُ» ، فَبَدَأَ بِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَفَرَضَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، حَلِيفُهُمْ وَمَوْلَاهُمْ مَعَهُمْ بِالسَّوَاءِ، وَفَرَضَ لِمَنْ كَانَ لَهُ إِسْلَامٌ كَإِسْلَامِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنْ مُهَاجِرَةَ الْحَبَشَةِ وَمَنْ شَهِدَ أَحَدًا أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَفَرَضَ لِأَبْنَاءِ الْبَدْرِيِّينَ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ إِلَّا حَسَنًا وَحُسَيْنًا فَإِنَّهُ أَلْحَقَهُمَا بِفَرِيضَةِ أَبِيهِمَا [ص: 297] لِقَرَابَتِهِمَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَفَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَفَرَضَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِقَرَابَتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم " قَالَ: وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ فَرَضَ لَهُ سَبْعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ سَائِرُهُمْ: لَمْ يُفَضِّلْ أَحَدًا عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ إِلَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ فَرَضَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فِيهِنَّ، هَذَا الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ. وَفَرَضَ لِمَنْ هَاجَرَ قَبْلَ الْفَتْحِ لِكُلِّ رَجُلٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَفَرَضَ لِمُسْلِمَةِ الْفَتْحِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفَيْنَ، وَفَرَضَ لِغِلْمَانَ أَحْدَاثٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ كَفَرَائِضِ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ، وَفَرَضَ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: لِمَ تُفَضِّلُ عُمَرَ عَلَيْنَا فَقَدْ هَاجَرَ آبَاؤُنَا وَشَهِدُوا؟ فَقَالَ عُمَرُ: أُفَضِّلَهُ لِمَكَانِهِ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلْيَأْتِ الَّذِي يَسْتَعْتِبُ بِأُمٍّ مِثْلَ أُمِّ سَلَمَةَ أُعْتِبْهُ، وَفَرَضَ لِأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَرَضْتَ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَفَرَضْتَ لِأُسَامَةَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ وَقَدْ شَهِدْتُ مَا لَمْ يَشْهَدْ أُسَامَةُ، فَقَالَ عُمَرُ: زِدْتُهُ لِأَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْكَ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَبِيكَ، ثُمَّ فَرَضَ لِلنَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ وَقِرَاءَتِهِمْ لِلْقُرْآنِ وَجِهَادِهِمْ، ثُمَّ جَعَلَ مَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ بَابًا وَاحِدًا فَأَلْحَقَ مَنْ جَاءَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا لِكُلِّ رَجُلٍ، وَفَرَضَ لِلْمُحَرَّرِينَ مَعَهُمْ، وَفَرَضَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ وَقَيْسٍ بِالشَّامِ وَالْعِرَاقِ لِكُلِّ رَجُلٍ أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفٍ إِلَى تِسْعِمِائَةٍ إِلَى خَمْسِمِائَةٍ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، لَمْ يُنْقِصْ أَحَدًا مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ، وَقَالَ: لَئِنْ كَثُرَ الْمَالُ لَأَفْرِضَنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَلْفٌ لِسَفَرِهِ وَأَلْفٌ لِسِلَاحِهِ وَأَلْفٌ يُخَلِّفُهَا لِأَهْلِهِ، وَأَلْفٌ لِفَرَسِهِ وَبَغْلِهِ، وَفَرَضَ لِنِسَاءَ مُهَاجِرَاتٍ، فَرَضَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ [ص: 298] عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَلِأَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلِأُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ فَرَضَ لِلنِّسَاءِ الْمُهَاجِرَاتِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ، وَأَمَرَ عُمَرُ فَكُتِبَ لَهُ عِيَالُ أَهْلِ الْعَوَالِي فَكَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمُ الْقُوتَ، ثُمَّ كَانَ عُثْمَانُ فَوَسَّعَ عَلَيْهِمْ فِي الْقُوتِ وَالْكِسْوَةِ، وَكَانَ عُمَرُ يَفْرِضُ لِلْمَنْفُوسِ مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَإِذَا تَرَعْرَعَ بَلَغَ بِهِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَإِذَا بَلَغَ زَادَهُ وَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِاللَّقِيطِ فَرَضَ لَهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا يَأْخُذُهُ وَلِيُّهُ كُلَّ شَهْرٍ مَا يُصْلِحُهُ ثُمَّ يَنْقُلُهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ وَكَانَ يُوصِي بِهِمْ خَيْرًا وَيَجْعَلُ رِضَاعَهُمْ وَنَفَقَتَهَمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ الْكَعْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ دِيوَانَ خُزَاعَةَ حَتَّى يَنْزِلَ قُدَيْدًا فَتَأْتِيهِ بِقُدَيْدٍ فَلَا يَغِيبُ عَنْهُ امْرَأَةٌ بِكْرٌ وَلَا ثَيِّبٌ فَيُعْطِيهُنَّ فِي أَيْدِيهِنَّ، ثُمَّ يَرُوحُ فَيَنْزِلُ عُسْفَانَ فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا حَتَّى تُوُفِّيَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «كَانَ دِيوَانُ حِمْيَرَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ عَلَى حَدِّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: " قَدِمَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِيُّ عَلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَمَّا وَرَاءَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَرَكْتُ مَنْ وَرَائِي يَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ يَزِيدَ فِي عُمُرِكَ مِنْ أَعْمَارِهِمْ، مَا وَطِيءَ أَحَدٌ الْقَادِسِيَّةَ إِلَّا عَطَاؤُهُ أَلْفَانِ أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَمَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا أُلْحِقَ عَلَى مِائَةٍ وَجَرَيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، وَمَا يَبْلُغُ لَنَا ذَكَرٌ إِلَّا أُلْحِقَ عَلَى خَمْسُمِائَةٍ أَوْ سِتِّمِائَةٍ، فَإِذَا خَرَجَ هَذَا لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ مَنْ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْكُلُ الطَّعَامَ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَيُنْفِقُهُ فِيمَا يَنْبَغِي وَفِيمَا لَا يَنْبَغِي. قَالَ عُمَرُ: فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، إِنَّمَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 هُوَ حَقُّهُمْ أُعْطُوهُ، وَأَنَا أَسْعَدُ بِأَدَائِهِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ بِأَخْذِهِ، فَلَا تَحْمَدَنِّي عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ مَالِ الْخَطَّابِ مَا أُعْطِيتُمُوهُ، وَلَكِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ فِيهِ فَضْلًا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ أَحْبِسَهُ عَنْهُمْ، فَلَوْ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ عَطَاءُ أَحَدِ هَؤُلَاءِ الْعُرَيْبِ ابْتَاعَ مِنْهُ غَنَمًا، فَجَعَلَهَا بِسَوَادِهِمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ الثَّانِيَةَ ابْتَاعَ الرَّأْسَ فَجَعَلَهُ فِيهَا فَإِنِّي وَيْحَكَ يَا خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَلِيَكُمْ بَعْدِي وُلَاةٌ لَا يُعَدُّ الْعَطَاءُ فِي زَمَانِهِمْ مَالًا، فَإِنْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ قَدِ اعْتَقَدُوهُ فَيَتَّكِئُونَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ نَصِيحَتِي لَكَ وَأَنْتَ عِنْدِي جَالِسٌ كَنَصِيحَتِي لِمَنْ هُوَ بِأَقْصَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ لِمَا طَوَّقَنِي اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو السُّمَيْعِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى حُذَيْفَةَ: أَنْ أَعْطِ النَّاسَ أُعْطِيَتَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّا قَدْ فَعَلْنَا وَبَقِيَ شَيْءٌ كَثِيرٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّهُ فَيْؤُهُمُ الَّذِي أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، لَيْسَ هُوَ لِعُمَرَ وَلَا لِآلِ عُمَرَ، اقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، ثَلَاثًا، مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ أُعْطِيَهُ أَوْ مُنِعَهُ وَمَا أَحَدٌ بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، وَمَا أَنَا فِيهِ إِلَّا كَأَحَدِكُمْ، وَلَكِنَّا عَلَى مَنَازِلِنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَقِسْمِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَالرَّجُلُ وَبَلَاؤُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالرَّجُلُ وَقِدَمُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالرَّجُلُ وَغَنَاؤُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالرَّجُلُ وَحَاجَتُهُ، وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ بِجَبَلِ صَنْعَاءَ حَظُّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَهُوَ مَكَانُهُ» قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَعَرَفَ الْحَدِيثَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ [ص: 300] مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابَ، يَقُولُ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ لَا يَمْلِكُونَ رَقَبَتَهُ إِلَّا لَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ حَقٌّ أُعْطِيَهُ أَوْ مُنِعَهُ، وَلَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ بِالْيَمَنِ حَقُّهُ قَبْلَ أَنْ يَحْمَرَّ وَجْهُهُ، يَعْنِي فِي طَلَبِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقِيتُهُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ لِي: مَاذَا جِئْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، مِائَةُ أَلْفٍ، حَتَّى عَدَدْتُ خَمْسًا، قَالَ: إِنَّكَ نَاعِسٌ، فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَنَمْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَاذَا جِئْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ عُمَرُ: أَطَيِّبٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، لَا أَعْلَمُ إِلَّا ذَلِكَ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " إِنَّهُ قَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا مَالٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعُدَّ لَكُمْ عَدَدًا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَهُ لَكُمْ كَيْلًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ الْأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا يُعْطُونَ النَّاسَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَوَّنَ الدِّيوَانَ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فِي خَمْسَةِ آلَافٍ خَمْسَةِ آلَافٍ، وَلِلْأَنْصَارِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَلِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 قَالَ يَزِيدُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَرْزَةَ بِنْتِ رَافِعٍ، قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِالَّذِي لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: " غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ، غَيْرِي مِنْ أَخَوَاتِي كَانَ أَقْوَى عَلَى قَسْمِ هَذَا مِنِّي، فَقَالُوا: هَذَا كُلُّهُ لَكِ، قَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاسْتَتَرَتْ مِنْهُ بِثَوْبٍ، قَالَتْ: صُبُّوهُ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثَوْبًا، ثُمَّ قَالَتْ لِي: أَدْخِلِي يَدَكِ فَاقْبِضِي مِنْهُ قَبْضَةً فَاذْهَبِي بِهَا إِلَى بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ مِنْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 أَهْلِ رَحِمِهَا وَأَيْتَامِهِا، فَقَسَمْتُهُ حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ تَحْتَ الثَّوْبِ، فَقَالَتْ لَهَا بَرْزَةُ بِنْتُ رَافِعٍ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لَنَا فِي هَذَا حَقٌّ، فَقَالَتْ: فَلَكُمْ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ، قَالَتْ: فَكَشَفْنَا الثَّوْبَ فَوَجَدْنَا خَمْسَةً وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَيْهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكُنِي عَطَاءٌ لِعُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَمَاتَتْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَدِمَتْ رُفْقَةٌ مِنَ التُّجَّارِ فَنَزَلُوا الْمُصَلَّى، فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: هَلْ لَكَ أَنْ نَحْرُسَهُمُ اللَّيْلَةَ مِنَ السَّرَقِ؟ فَبَاتَا يَحْرُسَانِهِمْ وَيُصَلِّيَانِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُمَا، فَسَمِعَ عُمَرُ بُكَاءَ صَبِيٍّ فَتَوَجَّهَ نَحْوَهُ، فَقَالَ لِأُمِّهِ: اتَّقِي اللَّهَ وَأَحْسِنِي إِلَى صَبِيِّكِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَانِهِ فَسَمِعَ بُكَاءَهُ فَعَادَ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَانِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ سَمِعَ بُكَاءَهُ فَأَتَى أُمَّهُ فَقَالَ: وَيْحَكِ، إِنِّي لَأَرَاكِ أُمَّ سُوءٍ مَا لِي أَرَى ابْنَكِ لَا يَقِرُّ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ أَبْرَمْتَنِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ، إِنِّي أُرِيغَهُ عَنِ الْفِطَامِ فَيَأْبَى، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لِأَنَّ عُمَرَ لَا يَفْرِضُ إِلَّا لِلْفُطُمِ، قَالَ: وَكَمْ لَهُ؟ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا شَهْرًا، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تُعْجِلِيهُ فَصَلَّى الْفَجْرَ وَمَا يَسْتَبِينُ النَّاسُ قِرَاءَتَهُ مِنْ غَلَبَةِ الْبُكَاءِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: يَا بُؤْسًا لِعُمَرَ، كَمْ قَتَلَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَلَا لَا تُعْجِلُوا صِبْيَانَكُمْ عَنِ الْفِطَامِ، فَإِنَّا نَفْرِضُ لِكُلِّ مَوْلُودٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الْآفَاقِ: إِنَّا نَفْرِضُ لِكُلِّ مَوْلُودٍ فِي الْإِسْلَامِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " اسْتَشَارَهُمْ عُمَرُ فِي الْعَطَاءِ بِمَنْ يَبْدَأُ، فَقَالُوا: ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، قَالَ: فَبَدَأَ بِالْأَقَارِبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ قَوْمِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [ص: 302] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيَتُ إِلَى هَذَا الْعَامِ الْمُقْبِلِ لَأُلْحِقَنَّ آخِرَ النَّاسِ بِأَوَّلِهِمْ، وَلَأَجْعَلَنَّهُمْ رَجُلًا وَاحِدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى الْحَوْلِ لَأُلْحِقَنَّ أَسْفَلَ النَّاسِ بِأَعْلَاهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «لَئِنْ عِشْتُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ لَأَجْعَلَنَّ عَطَاءَ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، أَلْفٌ لِكُرَاعِهِ وَسِلَاحِهِ، وَأَلْفٌ نَفَقَةٌ لَهُ، وَأَلْفٌ نَفَقَةٌ لِأَهْلِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَوْ قَدْ عَلِمْتُ نَصِيبِي مِنْ هَذَا الْأَمْرِ لَأَتَى الرَّاعِيَ بِسَرَوَاتِ حِمْيَرَ نَصِيبُهُ وَهُوَ لَا يَعْرَقُ جَبِينُهُ فِيهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: " قَسَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ مَرَّةً عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَعْطَى رَجُلًا فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ مَمْلُوكٌ، قَالَ: رُدُّوهُ رُدُّوهُ، ثُمَّ قَالَ: دَعُوهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكِيلَ لَهُمُ الْمَالَ بِالصَّاعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَحْمِلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ بَعِيرٍ، يَحْمِلُ الرَّجُلَ إِلَى الشَّامِ عَلَى بَعِيرٍ، وَيَحْمِلُ الرَّجُلَيْنِ إِلَى الْعِرَاقِ عَلَى بَعِيرٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: احْمِلْنِي وَسُحَيْمًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسُحَيْمٌ زِقٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ [ص: 303] ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرْسِلُ إِلَيْنَا بِأَحْظَائِنَا حَتَّى مِنَ الرُّؤُوسِ وَالْأَكَارِعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَأَزِيدَنَّهُمْ مَا زَادَ الْمَالُ، لَأَعُدَّنَّهُ لَهُمْ عَدًّا، فَإِنْ أَعْيَانِي لَأُكِيلَنَّهُ لَهُمْ كَيْلًا، فَإِنْ أَعْيَانِي حَثَوْتُهُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى: أَمَّا بَعْدُ، فَأَعْلَمُ يَوْمًا مِنَ السَّنَةِ لَا يَبْقَى فِي بَيْتِ الْمَالِ دِرْهَمٌ حَتَّى يُكْتَسَحَ اكْتِسَاحًا حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ". قَالَ الْحَسَنُ: «فَأَخَذَ صَفْوَهَا، وَتَرَكَ كَدِرَهَا حَتَّى أَلْحَقَهُ اللَّهُ بِصَاحِبَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: وَكَانَ زُهَيْرٌ يَلْقَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَيَسْمَعُ مِنْهُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " دَعَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نِطَعٌ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَنْثُورٌ حثاَ، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبِرْنَا زُهَيْرٌ هَلْ تَدْرِي مَا حَثًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: التِّبْرُ، قَالَ: «هَلُمَّ فَاقْسِمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمِكَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ زَوَى هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ فَأُعْطِيتُهُ لَخَيْرٍ أُعْطِيتُهُ أَوْ لِشَرٍّ» ، قَالَ: فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أَقْسِمُ وَأُزَيِّلُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ الْبُكَاءَ، قَالَ: فَإِذَا صَوْتُ عُمَرَ يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: «كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا حَبَسَهُ عَنْ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الشَّرِّ لَهُمَا، وَأَعْطَاهُ عُمَرَ إِرَادَةَ الْخَيْرِ لَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " أَنَّ صِهْرًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَعَرَضَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ، وَقَالَ: «أَرَدْتَ أَنْ أَلْقَى [ص: 304] اللَّهَ مَلِكًا خَائِنًا» ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَعْطَاهُ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ حَتَّى لَمْ يَدَعْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا فَرَضَ لَهُ، حَتَّى بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ لَا عَشَائِرَ لَهُمْ وَلَا مَوَالِيَ، فَفَرَضَ لَهُمْ مَا بَيْنَ الْمِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ وَالْمَوَالِي خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِلْأَنْصَارِ وَمَوَالِيهِمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: «أَنَّ عُمَرَ أَوَّلُ مَنْ فَرَضَ الْأَعْطِيَةَ، فَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ سِتَّةَ آلَافٍ سِتَّةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَفَضَّلَ عَلَيْهِنَّ عَائِشَةَ، فَرَضَ لَهَا فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَلِسَائِرِهِنَّ عَشَرَةَ آلَافٍ عَشَرَةَ آلَافٍ، غَيْرَ جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ فَرَضَ لَهُمَا فِي سِتَّةِ آلَافٍ سِتَّةِ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمِّ عَبْدٍ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَلْفًا أَلْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: رُوِيَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «لَئِنْ عِشْتُ لَأَجْعَلَنَّ عَطَاءَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ شَيْخٍ، لَهُمْ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَئِنْ عِشْتُ لَأَجْعَلَنَّ عَطَاءَ سَفِلَةِ النَّاسِ أَلْفَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «وَاللَّهِ لَأَزِيدَنَّ النَّاسَ مَا زَادَ الْمَالُ، لَأَعُدَّنَّ لَهُمْ عَدًّا، فَإِنْ أَعْيَانِي كَثْرَتُهُ لَأَحْثُوَنَّ لَهُمْ حَثْوًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُوَ مَالُهُمْ يَأْخُذُونَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ أَنَّ عُمَرَ أَمَرَ بِجَرِيبٍ مِنْ طَعَامٍ، فَعُجِنَ ثُمَّ خُبِزَ ثُمَّ ثُرِدَ، ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَأَكَلُوا مِنْهُ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الْعِشَاءِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «يَكْفِي الرَّجُلَ جَرِيبَانِ كُلَّ شَهْرٍ» ، فَرَزَقَ النَّاسَ جَرِيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ، الْمَرْأَةَ وَالرَّجُلَ وَالْمَمْلُوكَ جَرِيبَيْنِ جَرِيبَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «أَيُّمَا عَامِلٍ لِي ظَلَمَ أَحَدًا، فَبَلَغَتْنِي مَظْلَمَتُهُ فَلَمْ أُغَيِّرُهَا فَأَنَا ظَلَمْتُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «إِنِّي لَأَتَحَرَّجُ أَنْ أَسْتَعْمِلَ الرَّجُلَ وَأَنَا أَجِدُ أَقْوَى مِنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «لَوْ مَاتَ جَمَلٌ ضَيَاعًا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْمِي النَّقِيعَ لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَحْمِي الرَّبَذَةَ وَالشَّرَفَ لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، يَحْمِلُ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفِ بَعِيرٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّ سَنَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: «عَقِلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفَ بَعِيرٍ كُلَّ حَوْلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى ثَلَاثِمِائَةِ فَرَسٍ، وَكَانَتِ الْخَيْلُ تَرْعَى [ص: 306] فِي النَّقِيعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " رَأَيْتُ خَيْلًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ مَوْسُومَةً فِي أَفْخَاذِهَا: حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ السَّنَةَ يُصْلِحُ أَدَاةَ الْإِبِلِ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَرَاذِعَهَا وَأَقْتَابَهَا، فَإِذَا حَمَلَ الرَّجُلَ عَلَى الْبَعِيرِ جَعَلَ مَعَهُ أَدَاتَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَأْذَنَهُ أَهْلُ الطَّرِيقِ يَبْنُونَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ، وَقَالَ: «ابْنُ السَّبِيلِ أَحَقُّ بِالْمَاءِ وَالظِّلِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «أَنَّهُ كَانَ يُغْزِي الْأَعْزَبَ عَنْ ذِي الْحَلِيلَةِ، وِيُغْزِي الْفَارِسَ عَنِ الْقَاعِدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «أَنَّهُ كَانَ يُعْقِبُ بَيْنَ الْغَزَاةِ، وَيَنْهَى أَنْ تُحْمَلَ الذُّرِّيَّةُ إِلَى الثُّغُورِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَادَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَهُ: " أَمَلِكٌ أَنَا أَمْ خَلِيفَةٌ؟، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: «إِنْ أَنْتَ جَبَيْتَ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ دِرْهَمًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ وَضَعْتَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ فَأَنْتَ مَلِكٌ غَيْرُ خَلِيفَةٍ، فَاسْتَعْبَرَ عُمَرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَخَلِيفَةٌ أَنَا أَمْ مَلِكٌ، فَإِنْ كُنْتُ مَلِكًا فَهَذَا أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ قَائِلٌ: يَا أَمِيرَ [ص: 307] الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقًا، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: الْخَلِيفَةُ لَا يَأْخُذُ إِلَّا حَقًّا، وَلَا يَضَعُهُ إِلَّا فِي حَقٍّ، فَأَنْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ كَذَلِكَ، وَالْمَلِكُ يَعْسِفُ النَّاسَ فَيَأْخُذُ مِنْ هَذَا وَيُعْطِي هَذَا، فَسَكَتَ عُمَرُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ أَمَرَ عُمَّالَهُ فَكَتَبُوا أَمْوَالَهُمْ، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَشَاطَرَهُمْ عُمَرُ أَمْوَالَهُمْ فَأَخَذَ نِصْفًا وَأَعْطَاهُمْ نِصْفًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ عَامِلًا كَتَبَ مَالَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " مَكَثَ عُمَرُ زَمَانًا لَا يَأْكُلُ مِنَ الْمَالِ شَيْئًا، حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ خَصَاصَةٌ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ: " قَدْ شَغَلْتُ نَفْسِي فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَمَا يَصْلُحُ لِي مِنْهُ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: كُلْ وَأَطْعِمْ، قَالَ: وَقَالَ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: مَا تَقُولُ أَنْتَ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: غَدَاءٌ وَعَشَاءٌ، قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ بِذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " وَاللَّهِ لَأُطَوِّقَنَّكُمْ مِنْ ذَلِكَ طَوْقَ الْحَمَامَةِ، مَا يَصْلُحُ لِي مِنْ هَذَا الْمَالِ؟، فَقَالَ عَلِيٌّ: غَدَاءٌ وَعَشَاءٌ، قَالَ: صَدَقْتَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ يَقُوتُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَيَكْتَسِي الْحُلَّةَ فِي الصَّيْفِ [ص: 308] ، وَلَرُبَّمَا خُرِقَ الْإِزَارُ حَتَّى يُرَقِّعَهُ، فَمَا يُبَدَّلَ مَكَانَهُ حَتَّى يَأْتِي الْإِبَّانُ، وَمَا مِنْ عَامٍ يَكْثُرُ فِيهِ الْمَالُ إِلَّا كُسْوَتُهُ فِيمَا أَرَى أَدْنَى مِنَ الْعَامِ الْمَاضِي، فَكَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ حَفْصَةُ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَكْتَسِي مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذَا يُبَلِّغُنِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَنْفِقُ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ لَهُ وَلِعِيَالِهِ، وَإِنَّهُ أَنْفَقَ فِي حَجَّتِهِ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ صَالِحِ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَنْفَقَ عُمَرُ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: «قَدْ أَسْرَفْنَا فِي هَذَا الْمَالِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ أَنْفَقَ فِي حَجَّتِهِ سِتَّةَ عَشَرَ دِينَارًا، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَسْرَفْنَا فِي هَذَا الْمَالِ» قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ الْأَوَّلِ عَلَى صَرْفِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا بِدِينَارٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمَّا وَلِي عُمَرُ أَكَلَ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنَ الْمَالِ وَاحْتَرَفَ فِي مَالِ نَفْسِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَهْدَى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ لِامْرَأَةِ عُمَرَ عَاتِكَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ طُنْفُسَةً أَرَاهَا تَكُونُ ذِرَاعًا وَشِبْرًا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا عُمَرُ فَرَآهَا فَقَالَ: أَنَّى لَكِ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ: أَهْدَاهَا لِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَأَخَذَهَا عُمَرُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهَا حَتَّى نَغَضَ رَأْسَهَا، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَأَتْعِبُوهُ، قَالَ: فَأُتِيَ بِهِ قَدْ أُتْعِبَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى أَنْ تَهْدِيَ لِنِسَائِي؟ ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ فَضَرَبَ بِهَا فَوْقَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: خُذْهَا فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «يَا أَسْلَمُ، أَمْسِكْ عَلَى الْبَابِ، وَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا» . قَالَ: فَرَأَى عَلَيَّ يَوْمًا ثَوْبًا جَدِيدًا، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟، قُلْتُ: كَسَانِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: أَمَّا عُبَيْدُ اللَّهِ فَخُذْهُ مِنْهُ، وَأَمَّا غَيْرُهُ فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهُ شَيْئًا "، قَالَ أَسْلَمُ: فَجَاءَ الزُّبَيْرُ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ فَسَأَلَنِي أَنْ يَدْخُلَ، فَقُلْتُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَشْغُولٌ سَاعَةً، فَرَفَعَ يَدَهُ فَضَرَبَ خَلْفَ أُذُنَيَّ ضَرْبَةً صَيَّحَتْنِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: ضَرَبَنِي الزُّبَيْرُ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: الزُّبَيْرُ، وَاللَّهِ أَرَى، ثُمَّ قَالَ: أَدْخِلْهُ، فَأَدْخَلْتُهُ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لِمَ ضَرَبْتَ هَذَا الْغُلَامَ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: زَعَمَ أَنَّهُ سَيَمْنَعُنَا مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ رَدَّكَ عَنْ بَابِي قَطُّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عُمَرُ: فَإِنْ قَالَ لَكَ اصْبِرْ سَاعَةً فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَشْغُولٌ لَمْ تَعْذِرْنِي، إِنَّهُ وَاللَّهِ إِنَّمَا يَدْمَى السَّبُعُ لَلسَّبَاعِ فَتَأْكُلُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " جَاءَ بِلَالٌ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ عَلَى عُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ نَائِمٌ، فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ كَيْفَ تَجِدُونَ عُمَرَ؟ فَقُلْتُ: خَيْرُ النَّاسِ، إِلَّا أَنَّهُ إِذَا غَضِبَ فَهُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ بِلَالٌ: لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ إِذَا غَضِبَ قَرَأْتُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ حَتَّى يَذْهَبَ غَضَبُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ مَالِكِ الدَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " صَاحَ عَلَيَّ عُمَرُ يَوْمًا وَعَلَانِي بِالدِّرَّةِ، فَقُلْتُ: أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ، قَالَ: فَطَرَحَهَا، وَقَالَ: «لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي عَظِيمًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ عُمَرَ غَضِبَ قَطُّ فَذُكِرَ اللَّهُ عِنْدَهُ، أَوْ خُوِّفَ، أَوْ قَرَأَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا وَقَفَ عَمَّا كَانَ يُرِيدُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا صَدَرَ النَّاسُ عَنِ الْحَجِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَجْدَبَتِ الْبِلَادُ، وَهَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ، وَجَاعَ النَّاسُ وَهَلَكُوا، حَتَّى كَانَ النَّاسُ يُرَوْنَ يَسْتَفُّونَ الرِّمَةَ، وَيَحْفِرُونَ نُفَقَ الْيَرَابِيعِ وَالْجُرْذَانِ يُخْرِجُونَ مَا فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «سُمِيَّ ذَلِكَ الْعَامُ عَامُ الرَّمَادَةِ، لِأَنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا صَارَتْ سَوْدَاءَ فَشُبِّهَتْ بِالرَّمَادِ، وَكَانَتْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَامَ الرَّمَادَةِ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْعَاصِي ابْنِ الْعَاصِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، أَفَتَرَانِي هَالِكًا وَمَنْ قِبَلِي وَتَعِيشُ أَنْتَ وَمَنْ قِبَلَكَ؟ فَيَا غَوْثَاهُ، ثَلَاثًا قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، أَتَاكَ الْغَوْثُ، فَلَبِّثْ لَبِّثْ، لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكَ بِعِيرٍ أَوَّلُهَا عِنْدَكَ وَآخِرُهَا عِنْدِي، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ أَوَّلُ الطَّعَامِ كَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فَقَالَ لَهُ: تَعْتَرِضُ لِلْعِيرِ فَتُمِيلُهَا إِلَى أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَتَقْسِمُهَا بَيْنَهُمْ، فَوَاللَّهِ لَعَلَّكَ أَلَا تَكُونَ أَصَبْتَ بَعْدَ صُحْبَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالَ: فَأَبَى الزُّبَيْرُ وَاعْتَلَّ، قَالَ: وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ: لَكِنْ هَذَا لَا يَأْبَى فَكَلَّمَهُ عُمَرُ فَفَعَلَ وَخَرَجَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَمَّا مَا لَقِيتَ مِنَ الطَّعَامِ فَمِلْ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَأَمَّا الظُّرُوفُ فَاجْعَلْهَا لُحُفًا يَلْبَسُونَهَا، وَأَمَّا الْإِبِلُ فَانْحَرْهَا لَهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْ لُحُومِهَا وَيَحْمِلُونَ مِنْ وَدَكِهَا، وَلَا تَنْتَظِرْ أَنْ يَقُولُوا: نَنْتَظِرُ بِهَا الْحَيَا، وَأَمَّا الدَّقِيقُ فَيَصْطَنِعُونَ [ص: 311] وَيُحْرِزُونَ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ لَهُمْ بِالْفَرَجِ، وَكَانَ عُمَرُ يَصْنَعُ الطَّعَامَ وَيُنَادِي مُنَادِيهُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ طَعَامًا فَيَأْكُلَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ مَا يَكْفِيهِ وَأَهْلَهُ فَلْيَأْتِ فَلْيَأَخُذْهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنِ ابْعَثْ إِلَيْنَا بِالطَّعَامِ عَلَى الْإِبِلِ، وَابْعَثْ فِي الْبَحْرِ، فَبَعَثَ عَمْرٌو عَلَى الْإِبِلِ، فَلُقِيَتُ الْإِبِلُ بِأَفْوَاهِ الشَّامِ فَعَدَلَ بِهَا رُسُلُهُ يَمِينًا وَشِمَالًا يَنْحَرُونَ الْجُزُرَ وَيُطْعِمُونَ الدَّقِيقَ وَيُكْسِونَ الْعَبَاءَ، وَبَعَثَ رَجُلًا إِلَى الْجَارِ إِلَى الطَّعَامِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عَمْرٌو مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِ تِهَامَةَ يُطْعَمُونَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ رُسُلَ عُمَرَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ مِنَ الْجَارِ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّامِ بِطَعَامٍ» . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَذَا غَلَطٌ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ قَدْ مَاتَ يَوْمَئِذٍ، وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ.، «فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَنْ يَتَلَقَّاهُ بِأَفْوَاهِ الشَّامِ، يَصْنَعُ بِهِ كَالَّذِي يَصْنَعُ رُسُلُ عُمَرَ، وَيُطْعِمُونَ النَّاسَ الدَّقِيقَ وَيَنْحَرُونَ لَهُمُ الْجُزُرَ وَيُكْسُونَهُمُ الْعَبَاءَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعِرَاقِ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَنْ لَقِيَهُ بِأَفْوَاهِ الْعِرَاقِ فَجَعَلُوا يَنْحَرُونَ الْجُزُرَ وَيُطْعِمُونَ الدَّقِيقَ وَيُكْسُونَهُمُ الْعَبَاءَ، حَتَّى رَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْمَالِكِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ، فَبَعَثَ عَمْرٌو فِي الْبِرِّ وَالْبَحْرِ، وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَابْعَثْ إِلَيْنَا مِنَ الطَّعَامِ بِمَا يُصْلِحُ مَنْ قِبَلَنَا، فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا إِلَّا أَنْ يَرْحَمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ إِلَى سَعْدٍ يَبْعَثُ إِلَيْهِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ يُطْعِمُ النَّاسَ الثَّرِيدَ الْخُبْزَ يَأْدُمُهُ بِالزَّيْتِ قَدْ أُفِيرَ مِنَ الْفَوْرِ [ص: 312] فِي الْقُدُورِ، وَيَنْحَرُ بَيْنَ الْأَيَّامِ الْجَزُورَ فَيَجْعَلُهَا عَلَى الثَّرِيدِ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْكُلُ مَعَ الْقَوْمِ كَمَا يَأْكُلُونَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ يَصُومُ الدَّهْرَ، قَالَ: فَكَانَ زَمَانُ الرَّمَادَةِ إِذَا أَمْسَى أُتِيَ بِخُبْزٍ قَدْ ثُرِدَ بِالزَّيْتِ، إِلَى أَنْ نَحَرُوا يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ جَزُورًا فَأَطْعَمَهَا النَّاسَ، وَغَرَفُوا لَهُ طَيِّبَهَا فَأُتِيَ بِهِ، فَإِذَا فِدَرٌ مِنْ سَنَامٍ وَمِنْ كَبِدٍ، فَقَالَ: أَنَّى هَذَا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مِنَ الْجَزُورِ الَّتِي نَحَرْنَا الْيَوْمَ، قَالَ: بَخْ بَخْ، بِئْسَ الْوَالِي أَنَا إِنْ أَكَلْتُ طَيِّبَهَا وَأَطْعَمْتُ النَّاسَ كَرَادِيسَهَا، ارْفَعْ هَذِهِ الْجَفْنَةَ، هَاتِ لَنَا غَيْرَ هَذَا الطَّعَامِ، قَالَ: فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ قَالَ: فَجَعَلَ يَكْسَرُ بِيَدِهِ وَيَثْرُدُ ذَلِكَ الْخُبْزَ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا يَرْفَا، احْمِلْ هَذِهِ الْجَفْنَةَ حَتَّى تَأْتِيَ بِهَا أَهْلَ بَيْتٍ بِثَمْغٍ، فَإِنِّي لَمْ آتِهِمْ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَأَحْسَبُهُمْ مُقْفِرِينَ، فَضَعْهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَحْدَثَ فِي زَمَانِ الرَّمَادَةِ أَمْرًا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ، لَقَدْ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعَشَاءَ، ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَلَا يَزَالُ يُصَلِّي حَتَّى يَكُونَ آخِرُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَأْتِي الْأَنْقَابَ فَيَطُوفُ عَلَيْهَا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهُ لَيْلَةً فِي السَّحَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ هَلَاكَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَى يَدَيَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: " رَكِبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ دَابَّةً فَرَاثَتْ شَعِيرًا، فَرَآهَا عُمَرُ فَقَالَ: «الْمُسْلِمُونَ يَمُوتُونَ هُزْلًا، وَهَذِهِ الدَّابَّةُ تَأْكُلُ الشَّعِيرَ، لَا وَاللَّهِ لَا أَرْكَبُهَا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ قَالَ [ص: 313] : وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ قَالَ: " أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِخُبْزٍ مَفْتُوتٌ بِسَمْنٍ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَدَعَا رَجُلًا بَدَوِيًّا فَجَعَلَ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَجَعَلَ الْبَدَوِيُّ يَتْبَعُ بِاللُّقْمَةِ الْوَدَكَ فِي جَانِبِ الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " كَأَنَّكَ مُقْفِرٌ مِنَ الْوَدَكِ، فَقَالَ: أَجَلْ، مَا أَكَلْتُ سَمْنًا وَلَا زَيْتًا وَلَا رَأَيْتُ آكِلًا لَهُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا إِلَى الْيَوْمِ، فَحَلَفَ عُمَرُ لَا يَذُوقُ لَحْمًا وَلَا سَمْنًا حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ أَوَّلَ مَا أَحْيَوْا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمْ يَأْكُلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَمْنًا وَلَا سَمِينًا حَتَّى أَحْيَا النَّاسُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " تَقَرْقَرَ بَطْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَكَانَ حَرَّمَ عَلَيْهِ السَّمْنَ، فَنَقَرَ بَطْنَهُ بِإِصْبَعِهِ قَالَ: «تَقَرْقَرْ تَقَرْقُرِكِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ عِنْدَنَا غَيْرُهُ حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «لَتَمْرُنَنَّ أَيُّهَا الْبَطْنُ عَلَى الزَّيْتِ مَا دَامَ السَّمْنُ يُبَاعُ بِالْأَوَاقِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَصَابَ النَّاسُ عَامُ سَنَةٍ، فَغَلَا فِيهَا السَّمْنُ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْكُلُهُ، فَلَمَّا قَلَّ قَالَ: «لَا آكُلُهُ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ» ، فَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ، فَقَالَ: «يَا أَسْلَمُ، اكْسَرْ عَنِّي حَرَّهُ بِالنَّارِ» ، فَكُنْتُ أَطْبُخُهُ لَهُ فَيَأْكُلُهُ فَيَتَقَرْقَرْ بَطْنُهُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: «تُقَرْقِرُ، لَا وَاللَّهِ لَا تَأْكُلُهُ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ اللَّحْمَ عَامَ الرَّمَادَةِ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ، فَكَانَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بَهْمَةٌ فَجُعِلَتْ فِي التَّنُّورِ، فَخَرَجَ عَلَى عُمَرَ رِيحُهَا [ص: 314] ، فَقَالَ: " مَا أَظُنُّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِي اجْتَرَأَ عَلَيَّ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ، فَوَجَدْتُهَا فِي التَّنُّورِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اسْتُرْنِي سَتَرَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفَ حِينَ أَرْسَلَنِي أَنْ لَنْ أَكْذِبَهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا، ثُمَّ جَاءَ بِهَا فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَنْ تَكُونَ كَانَتْ بِعِلْمِهِ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا كَانَتْ لِابْنِي اشْتَرَيْتُهَا فَقَرِمْتُ إِلَى اللَّحْمِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ حَنْتَمَةَ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ عَامَ الرَّمَادَةِ وَإِنَّهُ لَيَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهِ جِرَابَيْنِ وَعُكَّةَ زَيْتٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَيَعْتَقِبُ هُوَ وَأَسْلَمُ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِنْ أَيْنَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قُلْتُ: قَرِيبًا، قَالَ: فَأَخَذْتُ أُعْقِبُهُ، فَحَمَلْنَاهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى صِرَارٍ، فَإِذَا صِرْمٌ نَحْوَ مِنْ عِشْرِينَ بَيْتًا مِنْ مُحَارِبٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَقْدَمَكُمْ؟ قَالُوا: الْجَهْدُ، قَالَ: فَأَخْرَجُوا لَنَا جِلْدَ الْمَيْتَةِ مَشْوِيًّا كَانُوا يَأْكُلُونَهُ، وَرُمَّةَ الْعِظَامِ مَسْحُوقَةً كَانُوا يَسُفُّونَهَا، فَرَأَيْتُ عُمَرَ طَرَحَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ اتَّزَرَ فَمَا زَالَ يَطْبُخُ لَهُمْ حَتَّى شَبِعُوا، وَأَرْسَلَ أَسْلَمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَاءَ بِأَبْعِرَةٍ فَحَمَلَهُمْ عَلَيْهَا حَتَّى أَنْزَلَهُمُ الْجَبَّانَةَ ثُمَّ كَسَاهُمْ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِمْ وَإِلَى غَيْرِهِمْ، حَتَّى رَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَعْصِدُ عَصِيدَةً لَهَا فَقَالَ: " لَيْسَ هَكَذَا تَعْصِدِينَ، ثُمَّ أَخَذَ الْمِسْوَطَ فَقَالَ: هَكَذَا، فَأَرَاهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «لَا تَذُرَّنَّ إِحْدَاكُنَّ الدَّقِيقَ حَتَّى يَسْخُنَ الْمَاءُ، ثُمَّ تَذُرُّهُ قَلِيلًا قَلِيلًا وَتَسُوطُهُ بِمِسْوَطِهَا، فَإِنَّهُ أَرْيَعُ لَهُ، وَأَحْرَى أَنْ لَا يَتَقَرَّدُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ عَامَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَلَقَدْ كَانَ أَبْيَضَ [ص: 315] ، فَنَقُولُ: مِمَّ ذَا؟ فَيَقُولُ: كَانَ رَجُلًا عَرَبِيًّا وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ النَّاسُ حَرَّمَهَا حَتَّى يَحْيَوْا، فَأَكَلَ بِالزَّيْتِ فَغَيَّرَ لَوْنَهُ، وَجَاعَ فَأَكْثَرَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ: لَوْ لَمْ يَرْفَعِ اللَّهُ الْمَحْلَ عَامَ الرَّمَادَةِ لَظَنَنَّا أَنَّ عُمَرَ يَمُوتُ هَمًّا بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي بَعْضُ نِسَاءِ عُمَرَ قَالَتْ: «مَا قَرِبَ عُمَرُ امْرَأَةً زَمَنَ الرَّمَادَةِ حَتَّى أَحْيَا النَّاسُ هَمًّا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ الدِّيلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مَائِدَتِهِ عِشْرِينَ جَزُورًا مِنْ جُزُرٍ بَعَثَ بِهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ مِصْرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ الدَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «لَمَّا كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَبْعَثُ بِالطَّعَامِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، بَعَثَ إِلَيْهِ فِي الْبَحْرِ بِعِشْرِينَ سَفِينَةً تَحْمِلُ الدَّقِيقَ وَالْوَدَكَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ فِي الْبَرِّ بِأَلْفِ بَعِيرٍ تَحْمِلُ الدَّقِيقَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِثَلَاثَةِ آلَافِ بَعِيرٍ تَحْمِلُ الدَّقِيقَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَبَاءَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِخَمْسَةِ آلَافِ كِسَاءٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ وَالِي الْكُوفَةِ بِأَلْفَيْ بَعِيرٍ تَحْمِلُ الدَّقِيقَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: " نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ إِلَى بِطِّيخَةٍ فِي يَدِ بَعْضِ وَلَدِهِ فَقَالَ: " بَخٍ بَخٍ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، تَأْكُلُ الْفَاكِهَةَ وَأَمَةُ مُحَمَّدٍ هَزْلَى؟ فَخَرَجَ الصَّبِيُّ هَارِبًا وَبَكَى، فَأُسْكِتَ عُمَرُ بَعْدَمَا سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: اشْتَرَاهَا بِكَفٍّ مِنْ نَوًى " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحِجَازِيِّ، عَنْ [ص: 316] عَجُوزٍ مِنْ جُهَيْنَةَ أَدْرَكَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهِيَ جَارِيَةٌ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُطْعِمُ النَّاسَ زَمَنَ الرَّمَادَةِ يَقُولُ: «نُطْعِمُ مَا وَجَدْنَا أَنْ نُطْعِمَ، فَإِنْ أَعْوَزَنَا جَعَلْنَا مَعَ أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِمَّنْ يَجِدُ عِدَّتَهُمْ مِمَّنْ لَا يَجِدُ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْحَيَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: «لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلنَّاسِ مِنَ الْمَالِ مَا يَسَعُهُمْ إِلَّا أَنْ أُدْخِلَ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ عِدَّتَهُمْ فَيُقَاسِمُونَهُمْ أَنْصَافَ بُطُونِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِحَيًا فَعَلْتُ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْلَكُوا عَنْ أَنْصَافِ بُطُونِهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ بَعْدَمَا رَفَعَ اللَّهُ الْمَحْلَ فِي الرَّمَادَةِ: «لَوْ لَمْ يَرْفَعْهُ اللَّهُ لَجَعَلْتُ مَعَ كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ مَثَلَهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ تَجَلَّبَتِ الْعَرَبُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ أَمَرَ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَيْهِمْ وَيَقْسِمُونَ عَلَيْهِمْ أَطْعِمَتَهُمْ وَإِدَامَهُمْ، فَكَانَ يَزِيدُ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ، وَكَانَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِئِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، فَكَانُوا إِذَا أَمْسَوُا اجْتَمَعُوا عِنْدَ عُمَرَ فَيُخْبِرُونَهُ بِكُلِّ مَا كَانُوا فِيهِ، وَكَانَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْأَعْرَابُ حُلُولًا فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الثَّنِيَّةِ إِلَى رَاتِجٍ إِلَى بَنِي حَارِثَةَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ إِلَى الْبَقِيعِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَمِنْهُمْ طَائِفَةٌ بِنَاحِيَةِ بَنِي سَلِمَةَ هُمْ مُحْدِقُونَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ تَعَشَّى النَّاسُ عِنْدَهُ: «أَحْصُوا مَنْ تَعَشَّى عِنْدَنَا» ، فَأَحْصَوْهُمْ مِنَ الْقَابِلَةِ فَوَجَدُوهُمْ سَبْعَةَ آلَافِ رَجُلٍ، وَقَالَ: «أَحْصُوا الْعِيَالَاتِ الَّذِينَ لَا يَأْتُونَ، وَالْمَرْضَى، وَالصِّبْيَانَ» ، فَأَحْصَوْا فَوَجَدُوهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ مَكَثْنَا لَيَالِيَ فَزَادَ النَّاسُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَأَحْصَوْا فَوَجَدُوا مَنْ تَعَشَّى عِنْدَهُ عَشَرَةَ آلَافٍ وَالْآخِرِينَ خَمْسِينَ أَلْفًا، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَرْسَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ، فَلَمَّا مَطَرَتْ رَأَيْتُ عُمَرَ قَدْ وَكَّلَ كُلَّ قَوْمٍ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ بِنَاحِيَتِهِمْ يُخْرِجُونَهُمْ إِلَى الْبَادِيَةِ وَيُعْطُونَهُمْ قُوتًا وَحُمْلَانًا إِلَى بَادِيَتِهِمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يُخْرِجُهُمْ هُوَ بِنَفْسِهِ. قَالَ أَسْلَمُ: وَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِيهِمُ الْمَوْتُ فَأَرَاهُ مَاتَ ثُلُثَاهُمْ وَبَقِيَ ثُلُثٌ، وَكَانَتْ قُدُورُ عُمَرَ يَقُومُ إِلَيْهَا الْعُمَّالُ فِي السَّحَرِ، يَعْمَلُونَ الْكُرْكُورَ حَتَّى يُصْبِحُوا، ثُمَّ يَطْعَمُونَ الْمَرْضَى مِنْهُمْ وَيَعْمَلُونَ الْعَصَائِدَ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْمُرُ بِالزَّيْتِ فَيُفَارُ فِي الْقُدُورِ الْكِبَارِ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَذْهَبَ حُمَّتُهُ وَحَرَّهُ، ثُمَّ يُثْرَدُ الْخُبْزُ ثُمَّ يُؤْدَمُ بِذَلِكَ الزَّيْتِ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ يُحَمُّونَ مِنَ الزَّيْتِ، وَمَا أَكَلَ عُمَرُ فِي بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِهِ، وَلَا بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ ذَوَاقًا زَمَانَ الرَّمَادَةِ إِلَّا مَا يَتَعَشَّى مَعَ النَّاسِ، حَتَّى أَحْيَا اللَّهُ النَّاسَ أَوَّلَ مَا أَحْيَوْا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ مِنْ بَنِي نَصْرٍ قَالَ: " لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ قَوْمِي مِائَةُ بَيْتٍ فَنَزَلُوا بِالْجَبَّانَةِ، فَكَانَ عُمَرُ يُطْعِمُ النَّاسَ مَنْ جَاءَهُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِالدَّقِيقِ وَالتَّمْرِ وَالْأُدْمِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَكَانَ يُرْسِلُ إِلَى قَوْمِي بِمَا يُصْلِحُهُمْ شَهْرًا بِشَهْرٍ، وَكَانَ يَتَعَاهَدُ مَرْضَاهُمْ وَأَكْفَانَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَوْتَ وَقَعَ فِيهِمْ حِينَ أَكَلُوا الثُّفْلَ، وَكَانَ عُمَرُ يَأْتِي بِنَفْسِهِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ صَلَّى عَلَى عَشَرَةٍ جَمِيعًا، فَلَمَّا أَحْيَوْا قَالَ: «اخْرُجُوا مِنَ الْقَرْيَةِ إِلَى مَا كُنْتُمُ اعْتَدْتُمْ مِنَ الْبَرِّيَّةِ» ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَحْمِلُ الضَّعِيفَ مِنْهُمْ حَتَّى لَحِقُوا بِبِلَادِهِمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَتَحَلَّبُ فُوهُ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: «أَشْتَهِي جَرَادًا مَقْلِيًّا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " ذُكِرَ لِعُمَرَ جَرَادٌ بِالرَّبَذَةِ، فَقَالَ: «لَوَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا مِنْهُ قَفْعَةً أَوْ قَفْعَتَيْنِ فَنَأْكُلَ مِنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا خَصَفَةً أَوْ خَصَفَتَيْنِ مِنْ جَرَادٍ فَأَصَبْنَا مِنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُطْرَحُ لَهُ مِنْ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَيَأْكُلُهَا حَتَّى يَأْكُلَ حَشَفَهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ: «أَنَّه رَأَى عُمَرَ أَكَلَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ بِحَشَفِهِ» قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، مِثْلَ ذَلِكَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَمْسَحُ بِنَعْلَيْهِ وَيَقُولُ: «إِنَّ مَنَادِيلَ آلِ عُمَرَ نِعَالُهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " رُبَّمَا تَعَشَّيْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَيَأْكُلُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ ثُمَّ يَمْسَحُ يَدَهُ عَلَى قَدَمِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «هَذَا مِنْدِيلُ عُمَرَ وَآلِ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى عُمَرَ [ص: 319] الثُّفْلَ، وَأَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ النَّبِيذَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «مَا ادَّهَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى قُتِلَ إِلَّا بِسَمْنٍ، أَوْ إِهَالَةٍ، أَوْ زَيْتٍ مُقَتَّتٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أُتِيَ عُمَرُ بِلَحْمٍ فِيهِ سَمْنٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُمَا، وَقَالَ: «كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أُدْمٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَتِهِ، فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ مَرَقًا بَارِدًا وَخُبْزًا، وَصَبَّتْ فِي الْمَرَقِ زَيْتًا، فَقَالَ: «أُدْمَانِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، لَا أَذُوقُهُ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ فَاسْتَسْقَاهُ وَهُوَ عَطْشَانُ، فَأَتَاهُ بِعَسَلٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ قَالَ: عَسَلٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَكُونُ فِيمَا أُحَاسَبُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا نَخَلْتُ لِعُمَرَ الدَّقِيقَ قَطُّ إِلَّا وَأَنَا لَهُ عَاصٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَمَانَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا تُهْلِكْنَا بِالسِّنِينَ، وَارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ، يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: «مَا نَخَلْتُ لِعُمَرَ الدَّقِيقَ قَطُّ إِلَّا وَأَنَا لَهُ عَاصٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ الدِّيلِيُّ، عَنِ [ص: 320] السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِزَارًا فِي زَمَنِ الرَّمَادَةِ فِيهِ سِتَّ عَشْرَةَ رُقْعَةً، وَرِدَاؤُهُ خَمْسٌ وَشِبْرٌ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ هَلَكَةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَى رِجْلَيَّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ نَادَى: أَيُّهَا النَّاسُ، اسْتَغْفِرُوا رَبُّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ، وَسَلُوهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَاسْتَسْقُوا سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ «، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ ذَلِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَامَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، ادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنْكُمُ الْمَحْلَ» ، وَهُوَ يَطُوفُ عَلَى رَقَبَتِهِ دِرَّةٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] وَيَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 52] ، ثُمَّ نَزَلَ فَقِيلَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْتَسْقِيَ؟ قَالَ: قَدْ طَلَبْتُ الْمَطَرَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّتِي يَنْزِلُ بِهَا الْقَطْرُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ خَرَجَ بِنَا إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي فَكَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ الِاسْتِغْفَارَ، حَتَّى قُلْتُ: لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا اللَّهَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلَى أَنْ يَسْتَسْقِيَ وَيَخْرُجَ بِالنَّاسِ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَخْرُجُوا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَأَنْ يَتَضَرَّعُوا إِلَى رَبِّهِمْ وَيَطْلُبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَرْفَعَ هَذَا الْمَحْلَ عَنْهُمْ قَالَ: وَخَرَجَ لِذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَيْهِ بُرْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم [ص: 321] حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمُصَلَّى فَخَطَبَ النَّاسَ وَتَضَرَّعَ، وَجَعَلَ النَّاسُ يُلِحُّونَ، فَمَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ إِلَّا الِاسْتِغْفَارَ حَتَّى إِذَا قَرِبَ أَنْ يَنْصَرِفَ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ وَجَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الْيَسَارِ، ثُمَّ الْيَسَارَ عَلَى الْيَمِينِ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ وَجَعَلَ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ وَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً طَوِيلًا حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُمَرَ صَلَّى بِالنَّاسِ عَامَ الرَّمَادَةِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَكَبَّرَ فِيهَا خَمْسًا وَسَبْعًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: " يَا أَبَا الْفَضْلِ، كَمْ بَقِيَ عَلَيْنَا مِنَ النُّجُومِ؟ قَالَ: الْعَوَّاءُ، قَالَ: كَمْ بَقِيَ مِنْهَا؟ قَالَ: ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ، قَالَ عُمَرُ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ فِيهَا خَيْرًا، وَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: اغْدُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَلَحَّ عُمَرُ بِالدُّعَاءِ أَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ ثُمَّ رَفَعَهَا وَقَالَ: اللَّهُمَّ " إِنَّا نَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ أَنْ تُذْهِبَ عَنَّا الْمَحْلَ، وَأَنْ تَسْقِيَنَا الْغَيْثَ، فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى سُقُوا وَأَطْبَقَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ أَيَّامًا، فَلَمَّا مُطِرُوا وَأَحْيَوْا شَيْئًا أَخْرَجَ الْعَرَبَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: الْحَقُوا بِبِلَادِكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " نَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمًا فِي الرَّمَادَةِ غَدَا مُتَبَذِّلًا مُتَضَرِّعًا، عَلَيْهِ بُرْدٌ لَا يَبْلُغُ رُكْبَتَيْهِ، يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ، وَعَيْنَاهُ تُهْرِاقَانِ عَلَى خَدَّيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَعَا يَوْمَئِذٍ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَعَجَّ إِلَى رَبِّهِ، فَدَعَا وَدَعَا النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِعَمِّ رَسُولِكَ إِلَيْكَ، فَمَا زَالَ الْعَبَّاسُ قَائِمًا إِلَى جَنْبِهِ مَلِيًّا وَالْعَبَّاسُ يَدْعُو وَعَيْنَاهُ تَهْمُلَانِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ [ص: 322] بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ أَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ فَقَامَ بِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِعَمِّ رَسُولِكَ إِلَيْكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ فِي زَمَانِ الرَّمَادَةِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَفِيمَا غَابَ عَنِ النَّاسِ مِنْ أَمْرِكُمْ، فَقَدِ ابْتُلِيتُ بِكُمْ، وَابْتُلِيتُمْ بِي، فَمَا أَدْرِي أَلسُّخْطَةُ عَلَيَّ دُونَكُمْ، أَوْ عَلَيْكُمْ دُونِي، أَوْ قَدْ عَمَّتْنِي وَعَمَّتْكُمْ، فَهَلُمُّوا فَلْنَدْعُ اللَّهَ يُصْلِحْ قُلُوبَنَا، وَأَنْ يَرْحَمَنَا، وَأَنْ يَرْفَعَ عَنَّا الْمَحْلَ» قَالَ: فَرُئِيَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو اللَّهَ، وَدَعَا النَّاسُ، وَبَكَى وَبَكَى النَّاسُ مَلِيًّا، ثُمَّ نَزَلَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ سُخْطَةٌ عَمَّتْنَا جَمِيعًا، فَأَعْتِبُوا رَبَّكُمْ، وَانْزَعُوا، وَتُوبُوا إِلَيْهِ، وَأَحْدِثُوا خَيْرًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنَّا فِي الرَّمَادَةِ لَا نَرَى سَحَابًا، فَلَمَّا اسْتَسْقَى عُمَرُ بِالنَّاسِ مَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَعَلْنَا نَرَى قَزَعَ السَّحَابِ، وَجَعَلَ عُمَرُ يُظْهِرُ التَّكْبِيرَ كُلَّمَا دَخَلَ وَخَرَجَ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ حَتَّى نَظَرْنَا إِلَى سَحَابَةٍ سَوْدَاءَ طَلَعَتْ مِنَ الْبَحْرِ ثُمَّ تَشَاءَمَتْ، فَكَانَتِ الْحَيَا بِإِذْنِ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَتِ الْعَرَبُ قَدْ عَلِمَتِ الْيَوْمَ الَّذِي اسْتَسْقَى فِيهِ عُمَرُ، وَقَدْ بَقِيَتْ غُبَّرَاتٌ مِنْهُمْ، فَخَرَجُوا يَسْتَسْقُونَ كَأَنَّهُمُ النُّسُورُ الْعِجَافُ تَخْرُجُ مِنْ وُكُورِهَا، يَعُجُّونَ إِلَى اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ وَقَعَ الْمَطَرُ [ص: 323] عَامَ الرَّمَادَةِ يُخْرِجُ الْأَعْرَابَ، يَقُولُ: اخْرُجُوا اخْرُجُوا، الْحَقُوا بِبِلَادِكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ: «أَنَّ عُمَرَ أَخَّرَ الصَّدَقَةَ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَلَمْ يَبْعَثِ السُّعَاةَ، فَلَمَّا كَانَ قَابِلٌ وَرَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ الْجَدْبَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا، فَأَخَذُوا عِقَالَيْنِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْسِمُوا عِقَالًا وَيَقْدُمُوا عَلَيْهِ بِعِقَالٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَوْشَبِ بْنِ بِشْرٍ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُنَا عَامَ الرَّمَادَةِ وَحَصَّتِ السَّنَةُ أَمْوَالَنَا، فَيَبْقَى عِنْدَ الْعَدَدِ الْكَثِيرِ الشَّيْءُ الَّذِي لَا ذِكْرَ لَهُ، فَلَمْ يَبْعَثْ عُمَرُ تِلْكَ السَّنَةِ السُّعَاةَ، فَلَمَّا كَانَ قَابِلٌ بَعَثَهُمْ فَأَخَذُوا عِقَالَيْنِ فَقَسَمُوا عِقَالًا وَقَدِمُوا عَلَيْهِ بِعِقَالٍ، فَمَا وُجِدَ فِي بَنِي فَزَارَةَ كُلِّهَا إِلَّا سِتِّينَ فَرِيضَةً، فَقُسِمَ ثَلَاثُونَ، وَقُدِمَ عَلَيْهِ بِثَلَاثِينَ، وَكَانَ عُمَرُ يَبْعَثُ السُّعَاةَ فَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَأْتُوا النَّاسَ حَيْثُ كَانُوا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ كَرْدَمٍ أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُصَدِّقًا عَامَ الرَّمَادَةِ فَقَالَ: «أَعْطِ مَنْ أَبْقَتْ لَهُ السَّنَةُ غَنَمًا وَرَاعِيًا، وَلَا تُعْطِ مَنْ أَبْقَتْ لَهُ السَّنَةُ غَنَمَيْنِ وَرَاعِيَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ الْفَزَارِيَّ، يَقُولُ: " أَنَا فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْعَى الْبَهْمَ، قُلْتُ: مَنْ كَانَ يَبْعَثُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: مَسْلَمَةُ بْنُ مُخَلَّدٍ، وَكَانَ يَأْخُذُ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَيَرُدُّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالُوا جَمِيعًا: عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ مَخْرَجًا لِأَهْلِ [ص: 324] الْمَدِينَةِ رَجُلٌ آدَمُ، طَوِيلُ، أَعْسَرُ، أَيْسَرُ، أَصْلَعُ، مُلَبَّبٌ بُرْدًا لَهُ قَطَرِيًّا، يَمْشِي حَافِيًا مُشْرِفًا عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا عِبَادَ اللَّهِ، هَاجَرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا، وَاتَّقُوا الْأَرْنَبَ أَنْ يَحْذِفَهَا أَحَدُكُمْ بِالْعَصَا، أَوْ يُرْسِلُهَا بِالْحَجَرِ، ثُمَّ يَقُولُ بِأَكْلِهَا، وَلَكِنْ لِيَذُكَّ لَكُمُ الْأَسْلُ وَالرِّمَاحُ وَالنَّبْلُ» قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: فَسُئِلَ عَاصِمٌ عَنْ قَوْلِهِ: «هَاجِرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا» فَقَالَ: كُونُوا مُهَاجِرِينَ حَقًّا وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْمُهَاجِرِينَ وَلَسْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ عِنْدَنَا، إِنَّ عُمَرَ كَانَ آدَمَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَآهُ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حِينَ أَكَلَ الزَّيْتَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ عَامَ الرَّمَادَةِ وَهُوَ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَلَقَدْ كَانَ أَبْيَضَ فَيُقَالُ: مِمَّ ذَا؟ فَيَقُولُ: كَانَ رَجُلًا عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ النَّاسُ حَرَّمَهُمَا، فَأَكَلَ الزَّيْتَ حَتَّى غَيَّرَ لَوْنَهُ، وَجَاعَ فَأَكْثَرَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ رَجُلًا أَبْيَضَ، أَمْهَقَ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، طُوَالًا، أَصْلَعَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَصِفُ عُمَرَ يَقُولُ: «رَجُلٌ أَبْيَضُ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، طُوَالٌ، أَصْلَعُ، أَشْيَبُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 325] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّمَا جَاءَتْنَا الْأَدْمَةُ مِنْ قِبَلِ أَخْوَالِي، وَأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ زَيْنَبُ بِنْتِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، قَالَ: وَالْخَالُ أَنْزَعُ شَيْءٍ، وَجَاءَنِي الْبُضْعُ مِنْ أَخْوَالِي، فَهَاتَانِ الْخِصْلَتَانِ لَمْ تَكُونَا فِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، كَانَ أَبِي أَبْيَضَ، لَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ لِشَهْوَةٍ إِلَّا لِطَلَبِ الْوَلَدِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ عُمَرَ مَعَ قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّهُ فَوْقَهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يَفُوقُ الْنَّاسَ طُولًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ رَجُلًا أَيْسَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ الْحَسَنِ قَالَ: " لَقِيَ رَجُلٌ رَاعِيًا فَقَالَ لَهُ: أُشْعِرْتَ أَنَّ ذَاكَ الْأَعْسَرَ الْأَيْسَرَ أَسْلَمَ؟ يَعْنِي عُمَرَ، فَقَالَ: الَّذِي كَانَ يُصَارِعُ فِي سُوقِ عُكَاظٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَيُوسِعَنَّهُمْ خَيْرًا أَوْ لَيُوسِعَنَّهُمْ شَرًّا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ قُحَيفٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي دَاوُدَ: مَسْلَمَةَ بْنِ قُحَيفٍ. قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ رَجُلًا ضَخْمًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِلَالٌ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ رَجُلًا جَسِيمًا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَحْسِبُ [ص: 326] عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ هِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يُسْرِعُ، يَعْنِي فِي مِشْيَتِهِ، وَكَانَ رَجُلًا آدَمَ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ، وَكَانَ فِي رِجْلَيْهِ رَوَحٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: «صَلِعَ عُمَرُ فَاشْتَدَّ صَلَعُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ إِذَا غَضِبَ أَخَذَ بِهَذَا، وَأَشَارَ إِلَى سَبَلَتِهِ، فَقَالَ بِهَا إِلَى فَمِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِلَادُنَا قَاتَلْنَا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمْنَا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ تُحْمَى عَلَيْنَا، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْفُخُ وَيَفْتِلُ شَارِبَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَا جَمِيعًا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " رَكِبَ عُمَرُ فَرَسًا فَانْكَشَفَ ثَوْبُهُ عَنْ فَخِذِهِ، فَرَأَى أَهْلُ نَجْرَانَ بِفَخِذِهِ شَامَةً سَوْدَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي نَجِدُ فِي كِتَابِنَا أَنَّهُ يُخْرِجُنَا مِنْ أَرْضِنَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا فِي نَادِينَا فَأَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ يَرْكُضُهُ يَجْرِي حَتَّى كَادَ يُوطِئُنَا، قَالَ: فَارْتَعْنَا لِذَلِكَ وَقُمْنَا، قَالَ: فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: فَقُلْنَا: فَمَنْ بَعْدَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتُمْ، وَجَدْتُ نَشَاطًا فَأَخَذْتُ فَرَسًا فَرَكَضْتُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا [ص: 327] : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «خَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، جَمِيعًا عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يُرَجِّلُ بِالْحِنَّاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَيُرَجِّلُ رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ رَقَعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ ثَلَاثٍ لَبَّدَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ بِفَرْوٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثُ رِقَاعٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ أَرْبَعَ رِقَاعٍ فِي قَمِيصٍ لَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعُ رِقَاعٍ، فَقَرَأَ: {فَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] فَقَالَ: مَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ، فَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَدْرِي مَا الْأَبُّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: «أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَيْهِ إِزَارٌ قَطَرِيٌّ مَرْقُوعٌ بِرُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ أَبِي مِحْصَنٍ الطَّائِيِّ قَالَ: «رُئِيَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي إِزَارٌ فِيهِ رِقَاعٌ بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ إِزَارَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَدْ رَقَعَهُ بِقِطْعَةِ أَدَمٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «رَأَيْتُ قَمِيصَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِمَّا يَلِي مَنْكِبَيْهِ مَرْقُوعًا بِرُقَعٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ رُقْعَةً إِحْدَاهُنَّ بِأَدِيمٍ أَحْمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مُرَقَّعٌ عَلَى مَقْعَدَتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ فِي إِزَارِهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُصِيبَ إِزَارًا أَصْفَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا فَقَالَ: «أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ أَمْ لَبِيسٌ؟» ، فَقَالَ: لَا، بَلْ لَبِيسٌ، فَقَالَ: «الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَتَوَفَّ شَهِيدًا، وَلْيُعْطِكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا فَقَالَ: " أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟، قَالَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: غَسِيلٌ، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ، الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَتَوَفَّ شَهِيدًا، وَيُعْطِيكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «أَمَّنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي بَتٍّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ لَمَّا طُعِنَ عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ وَضَعَهَا عَلَى جُرْحِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: " أَبْطَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جُمُعَةً بِالصَّلَاةِ فَخَرَجَ فَلَمَّا أَنْ صَعِدَ الْمِنْبَرَ اعْتَذَرَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «إِنَّمَا حَبَسَنِي قَمِيصِي هَذَا، لَمْ يَكُنْ لِي قَمِيصٌ غَيْرُهُ» ، كَانَ يُخَاطُ لَهُ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيُّ لَا يُجَاوِزُ كُمُّهُ رُسْغَ كَفَّيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا إِلَى الْجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيُّ، فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ يَقُولُ: «حَبَسَنِي قَمِيصِي هَذَا» ، وَجَعَلَ يَمُدُّ يَدَهُ، يَعْنِي كُمَّيْهِ، فَإِذَا تَرَكَهُ رَجَعَ إِلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ [ص: 330] بْنُ زِيَادٍ الْهِلَالِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَنَّاقُ بْنُ سَلْمَانَ دِهْقَانُ مِنْ دَهَاقِينِ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: كَذَا، قَالَ: " مَرَّ بِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَلْقَى إِلَيَّ قَمِيصَهُ فَقَالَ: " اغْسِلْ هَذَا بِالْأُشْنَانِ، فَعَمَدْتُ إِلَى قَطَرِيَّتَيْنِ، فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: الْبَسْ هَذَا فَإِنَّهُ أَجْمَلُ وَأَلْيَنُ، قَالَ: أَمِن مَالِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ مَالِي؟ قَالَ: هَلْ خَالَطَهُ شَيْءٌ مِنَ الذِّمَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا خَيَّاطُهُ، قَالَ: اعْزُبْ، هَلُمَّ إِلَيَّ قَمِيصِي، قَالَ فَلَبِسَهُ وَإِنَّهُ لَأَخْضَرُ مِنَ الْأُشْنَانِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِزَارًا مَرْقُوعًا فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ إِزَارًا غَيْرَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي حَاتِمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ إِزَارًا فِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رُقْعَةً، إِنَّ بَعْضَهَا لَأَدَمٌ، وَمَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا رِدَاءٌ، مُعْتَمٌّ، مَعَهُ الدِّرَّةُ، يَطُوفُ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ يَتَّزِرُ فَوْقَ السُّرَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: " سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الْخَزِّ، فَقَالَ: «وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا وَقَدْ لَبِسَهُ مَا خَلَا عُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَخَتَّمَ فِي الْيَسَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ [ص: 331] مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ الَّذِي يَدْعُو بِهِ: «اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي مَعَ الْأَبْرَارِ، وَلَا تُخَلِّفُنِي فِي الْأَشْرَارِ، وَقِنِي عَذَابَ النَّارِ، وَأَلْحِقْنِي بِالْأَخْيَارِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: " اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً فِي بَلَدِ نَبِيِّكَ، قَالَتْ قُلْتُ: وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِأَمْرِهِ أَنَّى شَاءَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً بِبَلَدِةِ رَسُولِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَى عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ عَلَا النَّاسَ بِثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قُلْتُ: بِمَ يَعْلُوهُمْ؟ قَالَ: إِنَّ فِيهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ: لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنَّهُ شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ، وَخَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ، فَأَتَى عَوْفٌ أَبَا بَكْرٍ فَحَدَّثَهُ، فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَبَشَّرَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُصَّ رُؤْيَاكَ، قَالَ: فَلَمَّا قَالَ: خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ انْتَهَرَهُ عُمَرُ فَأَسْكَتَهُ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ، انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ رَأَى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَدَعَاهُ فَصَعِدَ مَعَهُ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، فَقَصَّهَا، فَقَالَ: أَمَّا أَلَّا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِيهِمْ، وَأَمَّا خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ فَقَدِ اسْتُخْلِفْتُ فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلَّانِي، وَأَمَّا شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ فَأَنَّى لِيَ الشَّهَادَةُ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لَسْتُ أَغْزُو النَّاسَ حَوْلِي، ثُمَّ قَالَ: وَيْلِي وَيْلِي، يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعْدٍ الْجَارِيِّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَتْ تَحْتَهُ فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا الْيَهُودِيُّ، تَعْنِي كَعْبَ الْأَحْبَارِ يَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا شَاءَ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ رَبِّي خَلَقَنِي سَعِيدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ فَدَعَاهُ، فَلَمَّا جَاءَهُ كَعْبٌ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَنْسَلِخُ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ مَرَّةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَرَّةً فِي النَّارِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّا لَنَجِدُكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ تَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَقَعُوا فِيهَا، فَإِذَا مُتَّ لَمْ يَزَالُوا يَقْتَحِمُونَ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَخَذْتُ جَوَادًا كَثِيرَةً فَاضْمَحَلَّتْ حَتَّى بَقِيَتْ جَادَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَوْقَهُ وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَإِذَا هُوَ يُومِئُ إِلَى عُمَرَ أَنْ تَعَالَ، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَاتَ وَاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ: أَلَا تَكْتُبُ بِهَذَا إِلَى عُمَرَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَنْعِيَ لَهُ نَفْسَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِعَرَفَاتٍ، وَإِنَّ رَاحِلَتِي لَبِجَنْبِ رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ رُكْبَتَهُ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَنَفِيضَ، فَلَمَّا رَأَى تَكْبِيرَ النَّاسِ وَدُعَاءَهُمْ وَمَا يَصْنَعُونَ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ كَمْ تَرَى هَذَا يَبْقَى لِلنَّاسِ؟ فَقُلْتُ: عَلَى الْفِتْنَةِ بَابٌ [ص: 333] ، فَإِذَا كُسِرَ الْبَابُ أَوْ فُتِحَ خَرَجَتْ، فَفَزِعَ فَقَالَ: وَمَا ذَلِكَ الْبَابُ، وَمَا كَسْرُ بَابٍ أَوْ فَتْحُهُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ، فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ مَنْ تَرَى قَوْمَكَ يُؤَمِّرُونَ بَعْدِي؟ قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: " بَيْنَمَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى جِبَالِ عَرَفَةَ سَمِعَ رَجُلًا يَصْرُخُ يَقُولُ: " يَا خَلِيفَةُ، يَا خَلِيفَةُ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ آخِرَ وَهُمْ يَعْتَافُونَ فَقَالَ: مَا لَكَ، فَكَّ اللَّهُ لَهَوَاتِكَ، فَأَقْبَلْتُ عَلَى الرَّجُلِ فَصَخِبْتُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: لَا تَسُبَّنَّ الرَّجُلَ، قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: فَإِنِّي الْغَدَ وَاقِفٌ مَعَ عُمَرَ عَلَى الْعَقَبَةِ يَرْمِيهَا إِذْ جَاءَتْ حَصَاةٌ عَائِرَةٌ فَنَقَفَتْ رَأْسَ عُمَرَ فَفُصِدَتْ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْجَبَلِ يَقُولُ: أُشْعِرْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَا يَقِفُ عُمَرُ هَذَا الْمَوْقِفَ بَعْدَ الْعَامِ أَبَدًا، قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: فَإِذَا هُوَ الَّذِي صَرَخَ فِينَا بِالْأَمْسِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: إِذْ صَدَرْنَا عَنْ عَرَفَةَ مَرَرْتُ بِالْمُحَصَّبِ سَمِعْتُ رَجُلًا عَلَى رَاحِلَتِهِ يَقُولُ: أَيْنَ كَانَ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا آخَرُ يَقُولُ: هَاهُنَا كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ فَقَالَ: [البحر الطويل] عَلَيْكَ سَلَامٌ مِنْ إِمَامٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ [ص: 334] فَلَمْ يَحْرُكْ ذَاكَ الرَّاكِبُ وَلَمْ يُدْرَ مَنْ هُوَ، فَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ مِنَ الْجِنِّ. قَالَ: فَقَدِمَ عُمَرُ مِنْ تِلْكَ الْحِجَّةِ فَطُعِنَ فَمَاتَ " قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: الَّذِي قَالَ بِعَرَفَةَ: يَا خَلِيفَةُ، قَاتَلَكَ اللَّهُ، لَا يَقِفُ عُمَرُ هَذَا الْمَوْقِفَ بَعْدَ الْعَامِ أَبَدًا، وَالَّذِي قَالَ عَلَى الْجَمْرَةِ: «أُشْعِرْتُ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا سَيُقْتَلُ» رَجُلٌ مِنْ لِهْبٍ، بَطْنٌ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ عَائِفًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " مَنْ صَاحِبُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ؟: جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ إِمَامٍ وَبَارَكَتْ فَقَالُوا: مُزَرِّدُ بْنُ ضِرَارٍ، قَالَتْ: «فَلَقِيتُ مُزَرِّدًا بَعْدَ ذَلِكَ فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا شَهِدَ تِلْكَ السَّنَةَ الْمَوْسِمَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أَفَاضَ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالْأَبْطُحِ فَكَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ وَطَرَحَ عَلَيْهَا طَرَفَ ثَوْبِهِ، ثُمَّ اسْتَلْقَى عَلَيْهَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفْرِطٍ» ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَسُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ، ثُمَّ صَفَقَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ، إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا، ثُمَّ إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ وَأَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: لَا نُحِدُّ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَوَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ أَحْدَثَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَكَتَبْتُهَا فِي الْمُصْحَفِ فَقَدْ قَرَأْنَاهَا: وَالشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ " قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا [ص: 335] انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى طُعِنَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَخَشِيتُ الِانْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَفَّانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «اللَّهُمَّ كَبُرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَخَشِيتُ الِانْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أُرِيتُ رُؤْيَا لَا أُرَاهَا إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، رَأَيْتُ أَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ، فَحَدَّثْتُهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ فَحَدَّثَتْنِي أَنَّهُ يَقْتُلُنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعَاجِمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ فَقُلْتُ: يَسُوقُ اللَّهُ إِلَيَّ الشَّهَادَةَ وَيَقْتُلُنِي أَعْجَمٌ أَوْ عَجَمِيُّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالُوا جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَذَكَرَ نَبِيَّ اللَّهِ وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حُضُورَ أَجَلِي، فَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي: اسْتَخْلِفْ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضِيعَ دِينَهُ وَلَا خِلَافَتَهُ وَالَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 فَالْخِلَافَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي أَنَا ضَرَبَتْهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكُفَّارُ الضُّلَّالُ، ثُمَّ إِنِّي لَمْ أَدَعْ شَيْئًا هُوَ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَلَالَةِ، وَمَا رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلَالَةِ، وَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مُنْذُ صَاحَبْتُهُ مَا أَغْلَظَ لِي فِي الْكَلَالَةِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي بَطْنِي فَقَالَ: «يَا عُمَرُ، تَكْفِيكَ الْآيَةُ الَّتِي فِي آخِرِ النِّسَاءِ» ، وَإِنْ أَعِشْ أَقْضِ فِيهَا بِقَضِيَّةٍ يَقْضِي بِهَا مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَمَنْ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ فَإِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ، وَيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ، وَيَقْسِمُوا فَيْئَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِهِمْ، ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ: الْبَصَلِ وَالثُّومِ، وَقَدْ كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنَ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَ فَأُخِذَ بِيَدِهِ فَأُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا لَابُدَّ فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: جُوَيْرِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: " حَجَجْتُ عَامَ تُوُفِّيَ عُمَرُ فَأَتَى الْمَدِينَةَ فَخَطَبَ فَقَالَ: «رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي» فَمَا عَاشَ إِلَّا تِلْكَ الْجُمُعَةِ حَتَّى طُعِنَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَهْلُ الشَّامِ، ثُمَّ أَهْلُ الْعِرَاقِ قَالَ: فَكُنَّا آخِرُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ بَكَوْا وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: فَكُنْتُ فِي مَنْ دَخَلَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ عَصَبَ عَلَى جِرَاحَتِهِ قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ الْوَصِيَّةَ، قَالَ: وَمَا سَأَلَهُ الْوَصِيَّةَ أَحَدٌ غَيْرُنَا، فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ، وَأُوصِيكُمْ بِالْمُهَاجِرِينَ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ شِعْبُ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَجَأَ إِلَيْهِ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ» . قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِيهِ مَرَّةً أُخْرَى فَزَادَ فِيهِ: «فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ فَإِنَّهُمْ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَأَرْزَاقُ عِيَالِكُمْ، قُومُوا عَنِّي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانِ الضَّبِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَقُولُ: " تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ أَرْضِي، وَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَقَدْ حَمَلَتِ الْأَرْضُ أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: انْظُرَا مَا لَدَيْكُمَا إِنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ ثُمَّ قَالَ: اسْتَوُوا فَإِذَا اسْتَوَوْا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي الْكَلْبُ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ، مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا، قَالَ: وَطَارَ الْعِلْجُ فِي يَدِهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ، مَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، فَأَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لَهُ لِيَأْخُذَهُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ قَالَ: وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، يَعْنِي عُمَرَ حِينَ طُعِنَ إِلَّا ابْنُ الْعَبَّاسِ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ صَلَاةً خَفِيفَةً، قَالَ: فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ إِلَّا أَنَّهُمْ حِينَ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ جَعَلُوا يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفُوا كَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ، قَالَ: وَكَانَ نَجَّارًا، قَالَ: مَا لَهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ؟ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَال لِابْنِ عَبَّاسٍ: لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْنَا، فَقَالَ: أَبَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ، وَنَسَكُوا نُسُكَكُمْ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ، فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، ثُمَّ دَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ الْمَوْتُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ كَمْ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ قَالَ: فَحَسَبَهُ فَوَجَدَهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ وَفَى لَهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا عَنِّي مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَاسْأَلْ فِيهَا بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَاسْأَلْ فِيهَا قُرَيْشًا، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ لَهَا: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ لَهُمُ الْيَوْمَ بِأَمِيرٍ، يَقُولُ: تَأْذَنِينَ لَهُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: قَدْ وَاللَّهِ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلَأُوثِرَنَّهُ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا جَاءَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: ارْفَعَانِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ فَقَالَ: أَذِنَتْ لَكَ، قَالَ عُمَرُ: مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، انْظُرْ إِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْمِلْنِي عَلَى سَرِيرِي، ثُمَّ قِفْ بِي عَلَى الْبَابِ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلْنِي، وَإِنْ لَمْ تَأْذَنْ فَادْفِنِّي فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا حُمِلَ فَكَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَأَذِنَتْ لَهُ فَدُفِنَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: لَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 مِنْ بَعْدِي، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَعْدًا، فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا فَذَاكَ، وَإِلَّا فَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعَنْ بِهِ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ، قَالَ: وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ مَعَهُمْ يُشَاوِرُونَهُ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمْ يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ وَيَجْعَلُ الْأَمْرَ إِلَيَّ وَلَكُمُ اللَّهُ عَلَيَّ أَلَا آلُوَكُمْ عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ، فَأَسْكَتَ الشَّيْخَانِ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: تَجْعَلَانِهِ إِلَيَّ وَأَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا، فَوَاللَّهِ لَا آلُوكُمْ عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ، قَالُوا: نَعَمْ، فَخَلَا بِعَلِيٍّ فَقَالَ: إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْقِدَمِ، وَاللَّهِ عَلَيْكَ لَئِنِ اسْتُخْلِفْتَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَخَلَا بِعُثْمَانَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَنَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، أَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ، أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مَنْ وَرَاءَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ [ص: 340] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، قَالَ: أَتَاهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يُسَوِّي الصُّفُوفَ فَطَعَنَهُ وَطَعَنَ اثْنَيْ عَشَرَ مَعَهُ هُوَ ثَالِثُ عَشَرَ، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ عُمَرَ بَاسِطًا يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «أَدْرِكُوا الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي» ، قَالَ: فَمَاجَ النَّاسُ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ وَرَائِهِ فَأَخَذَهُ قَالَ: فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ أَوْ سِتَّةٌ، قَالَ: فَحُمِلَ عُمَرُ إِلَى مَنْزِلِهِ قَالَ: فَأَتَى الطَّبِيبُ فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ، قَالَ: فَدَعَى بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ مِنْ إِحْدَى طَعَنَاتِهِ، فَقَالُوا: إِنَّمَا هَذَا الصَّدِيدُ صَدِيدُ الْدَّمٍ، قَالَ: فَدَعَى بِلَبَنٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ، فَقَالَ: أَوْصِ بِمَا كُنْتَ مُوصِيًا، فَوَاللَّهِ مَا أَرَاكَ تُمْسِي، قَالَ: فَأَتَاهُ كَعْبٌ فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَا تَمُوتُ إِلَّا شَهِيدًا، وَأَنْتَ تَقُولُ مِنْ أَيْنَ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، قَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ، قَالَ: فَتَدَافَعُوا حَتَّى قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: وَالْعَصْرِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، ائْتِنِي بِالْكَتِفِ الَّتِي كَتَبْتُ فِيهَا شَأْنَ الْجَدِّ بِالْأَمْسِ، وَقَالَ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُتِمَّ هَذَا الْأَمْرَ لَأَتَمَّهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: نَحْنُ نَكْفِيكَ هَذَا الْأَمْرَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لَا، وَأَخَذَهُ فَمَحَاهُ بِيَدِهِ قَالَ: فَدَعَا سِتَّةَ نَفَرٍ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَالَ: فَدَعَا عُثْمَانَ أَوَّلَهُمْ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ: إِنْ عَرَفَ لَكَ أَصْحَابُكَ سِنَّكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَوْصَاهُ ثُمَّ أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ يَوْمَ طُعِنَ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِلَّا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، وَكَانَ عُمَرُ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 بِوَجْهِهِ، فَإِنْ رَأَى رَجُلًا مُتَقَدِّمًا مِنَ الصَّفِّ أَوْ مُتَأَخِّرًا ضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنْهُ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَنَاجَى عُمَرَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ قَدْ بَسَطَهَا: دُونَكُمُ الْكَلْبَ، قَدْ قَتَلَنِي، وَمَاجَ النَّاسُ فَجُرِحَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَاحْتَضَنَهُ وَاحْتُمِلَ عُمَرُ وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَدَفَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى بِنَا بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ فَدَخَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: أَعَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ هَذَا؟ فَقَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ، مَا عَلِمْنَا وَلَا اطَّلَعْنَا، فَقَالَ: ادْعُوا لِي طَبِيبًا، فَدُعِيَ لَهُ الطَّبِيبُ فَقَالَ: أَيُّ شَرَابٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَبِيذٌ، فَسُقِيَ نَبِيذًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ، اسْقُوهُ لَبَنًا، فَسُقِيَ لَبَنًا فَخَرَجَ، فَقَالَ الطَّبِيبُ: مَا أَرَى أَنْ تُمْسِيَ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلًا فَافْعَلْ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرُ: أَنَا أَكْفِيكَ مَحْوَهَا، فَقَالَ لَا وَاللَّهِ، لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي، فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ، وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ غَيْرَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ يَعْرِفُونَ لَكَ قَرَابَتَكَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَصِهْرَكَ، وَمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ يَعْرِفُونَ لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسِنَّكَ، وَشَرَفَكَ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلْنَ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي صُهَيْبًا فَدُعِيَ فَقَالَ: صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَلْيَخْلُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ فِي بَيْتٍ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ عُمَرَ قَالَ عُمَرُ: لَوْ وَلَّوْهَا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا يَمْنَعُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَتَحَمَّلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ كَعْبٌ فَقَالَ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ، قَدْ أَنْبَأْتُكَ أَنَّكَ شَهِيدٌ فَقُلْتَ: مِنْ أَيْنَ لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا حُضِرَ قَالَ: «إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَسُنَّةٌ، وَإِلَّا أَسْتَخْلِفْ فَسُنَّةٌ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَخْلَفَ» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: فَعَرَفْتُ وَاللَّهِ أَنَّهُ لَنْ يَعْدِلَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَذَاكَ حِينَ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَى بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَالَ لِلْأَنْصَارِ: أَدْخِلُوهُمْ بَيْتًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنِ اسْتَقَامُوا وَإِلَّا فَادْخُلُوا عَلَيْهِمْ فَاضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «هَذَا الْأَمْرُ فِي أَهْلِ بَدْرٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ فِي أَهْلِ أُحُدٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَفِي كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ فِيهَا لِطَلِيقٍ وَلَا لِوَلَدِ طَلِيقٍ وَلَا لِمُسْلِمَةِ الْفَتْحِ شَيْءٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ مُسْتَنِدًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِنْدَهُ ابْنُ عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: «اعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَقَلْ فِي الْكَلَالَةِ شَيْئًا، وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ بَعْدِي أَحَدًا، وَأَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْي الْعَرَبِ فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِ اللَّهِ» ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّكَ لَوْ أَشَرْتَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ائْتَمَنَكَ النَّاسُ، فَقَالَ عُمَرُ: " قَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي [ص: 343] حِرْصًا سَيِّئًا، وَإِنِّي جَاعِلٌ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ السِّتَّةِ الَّذِينَ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ فَجَعَلْتُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَيْهِ لَوَثِقْتُ بِهِ سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " مَنْ أَسْتَخْلِفْ لَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ اللَّهَ بِهَذَا، أَسْتَخْلِفُ رَجُلًا لَيْسَ يُحْسِنُ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " لَوِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: تَجْتَهِدُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ لَهُمْ بِرَبٍّ، تَجْتَهِدُ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ بَعَثْتَ إِلَى قَيِّمِ أَرْضِكَ، أَلَمْ تَكُنْ تُحِبُّ أَنْ يَسْتَخْلِفَ مَكَانَهُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْأَرْضِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ بَعَثْتَ إِلَى رَاعِي غَنَمِكَ، أَلَمْ تَكُنْ تُحِبُّ أَنْ يَسْتَخْلِفَ رَجُلًا حَتَّى يَرْجِعَ؟ "، قَالَ حَمَّادٌ: فَسَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ أَيُّوبَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي» ، فَلَمَّا عَرَّضَ بِهَذَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُسْتَخْلِفٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ نَاسٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " أَلَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ أَلَا تُؤْمِرُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: بِأَيِّ ذَلِكَ آخُذُ فَقَدْ تَبَيَّنَ لِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَا تَحْمِلْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَقَالَ لِعُثْمَانَ: يَا عُثْمَانُ إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ [ص: 344] الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " دَخَلَ الرَّهْطُ عَلَى عُمَرَ قُبَيْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ لَكُمْ فِي أَمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَ النَّاسِ شِقَاقًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ، فَإِنْ كَانَ شِقَاقٌ فَهُوَ فِيكُمْ، وَإِنَّمَا الْأَمْرُ إِلَى سِتَّةٍ، إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَالزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ وَسَعْدٍ، وَكَانَ طَلْحَةُ غَائِبًا فِي أَمْوَالِهِ بِالسَّرَاةِ، ثُمَّ إِنَّ قَوْمَكُمْ إِنَّمَا يُؤَمِّرُونَ أَحَدَكُمْ أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، لَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، فَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَلَا تَحْمِلْ ذَوِي قَرَابَتِكَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ يَا عُثْمَانُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ يَا عَلِيُّ فَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا فَتَشَاوَرُوا فَأَمِّرُوا أَحَدَكُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامُوا يَتَشَاوَرُونَ فَدَعَانِي عُثْمَانُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ لِيُدْخِلَنِي فِي الْأَمْرِ، وَلَا وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ فِيهِ، عِلْمًا أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي أَمْرِهِمْ مَا قَالَ أَبِي، وَاللَّهِ لَقَلَّ مَا رَأَيْتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا كَانَ حَقًّا، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُثْمَانُ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ: أَلَا تَعْقِلُونَ؟ أَتُؤَمِّرُونَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَيٌّ؟ فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا أَيْقَظْتُ عُمَرَ مِنْ مَرْقَدٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمْهِلُوا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَلْيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثَ لَيَالٍ، ثُمَّ أَجْمِعُوا أَمَرَكُمْ، فَمَنْ تَأَمَّرَ مِنْكُمْ عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ سَالِمٌ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَبَدَأَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ قَبْلَ عَلِيٍّ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِالشِّدَّةِ الَّتِي لَا جَبْرِيَّةً فِيهَا [ص: 345] ، وَبِاللِّينِ الَّذِي لَا وَهْنَ فِيهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ لَا يَأْذَنُ لِسَبِيٍّ قَدِ احْتَلَمَ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ حَتَّى كَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ لَهُ غُلَامًا عِنْدَهُ صَنِعًا، وَيَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْمَدِينَةَ وَيَقُولُ: إِنَّ عِنْدَهُ أَعْمَالًا كَثِيرَةً فِيهَا مَنَافِعُ لِلنَّاسِ، إِنَّهُ حَدَّادٌ نَقَّاشٌ نَجَّارٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُرْسِلَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ مِائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ شَهْرٍ، فَجَاءَ إِلَى عُمَرَ يَشْتَكِي إِلَيْهِ شِدَّةَ الْخَرَاجِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَاذَا تُحْسِنُ مِنَ الْعَمَلِ؟، فَذَكَرَ لَهُ الْأَعْمَالَ الَّتِي يُحْسِنُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا خَرَاجُكَ بِكَثِيرٍ فِي كُنْهِ عَمَلِكَ، فَانْصَرَفَ سَاخِطًا يَتَذَمَّرُ، فَلَبِثَ عُمَرُ لَيَالِيَ، ثُمَّ إِنَّ الْعَبْدَ مَرَّ بِهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَقُولُ: لَوْ أَشَاءُ لَصَنَعْتُ رَحًى تَطْحَنُ بِالرِّيحِ، فَالْتَفَتَ الْعَبْدُ سَاخِطًا عَابِسًا إِلَى عُمَرَ وَمَعَ عُمَرَ رَهْطٌ، فَقَالَ: لَأَصْنَعَنَّ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا النَّاسُ، فَلَمَّا وَلَّى الْعَبْدُ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى الرَّهْطِ الَّذِينَ مَعَهُ فَقَالَ لَهُمْ: أَوْعَدَنِي الْعَبْدُ آنِفًا، فَلَبِثَ لَيَالِيَ ثُمَّ اشْتَمَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَلَى خِنْجَرٍ ذِي رَأْسَيْنِ نِصَابُهُ فِي وَسَطِهِ، فَكَمِنَ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْمَسْجِدِ فِي غَلَسِ السَّحَرِ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى خَرَجَ عُمَرُ يُوقِظُ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ عُمَرُ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عُمَرُ وَثَبَ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ إِحْدَاهُنَّ تَحْتَ السُّرَّةِ قَدْ خَرَقَتِ الصِّفَاقَ، وَهِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ، ثُمَّ انْحَازَ أَيْضًا عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَطَعَنَ مَنْ يَلِيهِ، حَتَّى طَعَنَ سِوَى عُمَرَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، ثُمَّ انْتَحَرَ بِخِنْجَرِهِ، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ أَدْرَكَهُ النَّزْفُ وَانْقَصَفَ النَّاسُ عَلَيْهِ: قُولُوا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، ثُمَّ غَلَبَ عُمَرَ النَّزْفُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاحْتَمَلْتُ عُمَرَ فِي رَهْطٍ حَتَّى أَدْخَلْتَهُ بَيْتَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنْكَرَ النَّاسُ صَوْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَ عُمَرَ وَلَمْ يَزَلْ فِي غَشْيَةٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 وَاحِدَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ الصُّبْحُ، فَلَمَّا أَسْفَرَ أَفَاقَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا إِسْلَامَ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَسَلْ مَنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجْتُ حَتَّى فَتَحْتُ بَابَ الدَّارِ، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ جَاهِلُونَ بِخَبَرِ عُمَرَ قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ طَعَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالُوا: طَعَنَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: فَدَخَلْتُ فَإِذَا عُمَرُ يُبِدُّ فِي النَّظَرِ يَسْتَأْنِي خَبَرَ مَا بَعَثَنِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِأَسْأَلَ مَنْ قَتَلَهُ، فَكَلَّمْتُ النَّاسَ فَزَعَمُوا أَنَّهُ طَعَنَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ثُمَّ طَعَنَ مَعَهُ رَهْطًا ثُمَّ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ قَاتِلِي يُحَاجُّنِي عِنْدَ اللَّهِ بِسَجْدَةٍ سَجَدَهَا لَهُ قَطُّ، مَا كَانَتِ الْعَرَبُ لِتَقْتُلَنِي ". قَالَ سَالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: أَرْسِلُوا إِلَيَّ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا، قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ فَسَقَى عُمَرَ نَبِيذًا فَشَبَهُ النَّبِيذُ بِالدَّمِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ، قَالَ: فَدَعَوْتُ طَبِيبًا آخَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنَ الطَّعْنَةِ يَصْلِدُ أَبْيَضَ، قَالَ فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْهَدْ، فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ لَكَذَّبْتُكَ، قَالَ: فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا، فَقَالَ: لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» . فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدِهِ وَلَا غَيْرِهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تُقِيمُ النَّوْحَ عَلَى الْهَالِكِ مِنْ أَهْلِهَا، فَحُدِّثَتْ بِقَوْلِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ وَابْنَ عُمَرَ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبَا، وَلَكِنَّ عُمَرَ وَهِلَ، إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نُوَّحٍ يَبْكُونَ عَلَى هَالِكٍ لَهُمْ فَقَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ يَبْكُونَ، وَإِنَّ صَاحِبَهُمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 لَيُعَذَّبُ» ، وَكَانَ قَدِ اجْتَرَمَ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ ضَرَبَ عَلَيْهِ عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ كُلَّ شَهْرٍ، أَرْبَعَةَ دَرَاهِمٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَكَانَ خَبِيثًا، إِذَا نَظَرَ إِلَى السَّبْيِ الصِّغَارِ يَأْتِي فَيَمْسَحُ رُءُوسَهُمْ وَيَبْكِي وَيَقُولُ: إِنَّ الْعَرَبَ أَكَلَتْ كَبِدِي، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ مِنْ مَكَّةَ جَاءَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ إِلَى عُمَرَ يُرِيدُهُ فَوَجَدَهُ غَادِيًا إِلَى السُّوقِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ سَيِّدِي الْمُغِيرَةِ يُكَلِّفُنِي مَا لَا أُطِيقُ مِنَ الضَّرِيبَةِ، قَالَ عُمَرُ: وَكَمْ كَلَّفَكَ؟ قَالَ: أَرْبَعَةُ دَرَاهِمٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَمَا تَعْمَلُ؟ قَالَ: الْأَرْحَاءُ، وَسَكَتَ عَنْ سَائِرِ أَعْمَالِهِ، فَقَالَ: فِي كَمْ تَعْمَلِ الرَّحَى؟ فَأَخْبَرَهُ: قَالَ: وَبِكَمْ تَبِيعُهَا؟ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَكَ يَسِيرًا، انْطَلَقْ فَأَعْطِ مَوْلَاكَ مَا سَأَلَكَ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ عُمَرُ: أَلَا تَجْعَلْ لَنَا رَحًى؟ قَالَ: بَلَى، أَجْعَلُ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا أَهْلُ الْأَمْصَارِ، فَفَزِعَ عُمَرُ مِنْ كَلِمَتِهِ، قَالَ وَعَلِيٌّ مَعَهُ فَقَالَ: مَا تُرَاهُ أَرَادَ؟ قَالَ: أَوْعَدَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: يَكْفِينَاهُ اللَّهُ، قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِكَلِمَتِهِ غَوْرًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ مِنْ سَبْيِ نَهَاوَنْدَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ هَرَبَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، قَالَ: وَجَعَلَ عُمَرُ يُنَادِي: الْكَلْبَ الْكَلْبَ، قَالَ: فَطَعَنَ نَفَرًا فَأَخَذَ أَبَا لُؤْلُؤَةَ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ وَهَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، فَطَرَحَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ خَمِيصَةً كَانَتْ عَلَيْهِ فَانْتَحَرَ بِالْخِنْجَرِ حِينَ أُخِذَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ [ص: 348] قَالَ: «إِنَّمَا طَعَنَ نَفْسَهُ بِهِ حَتَّى قَتَلَ نَفْسَهُ وَاحْتَزَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ رَأْسَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: «لَقَدْ طَعَنَنِي أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَمَا أَظُنُّهُ إِلَّا كَلْبًا حَتَّى طَعَنَنِي الثَّالِثَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَقَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: اخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَسَلْهُمْ عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَمَشُورَةٍ كَانَ هَذَا الَّذِي أَصَابَنِي؟ قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُمْ، فَقَالَ الْقَوْمُ: لَا وَاللَّهِ، وَلَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ زَادَ فِي عُمُرِكَ مِنْ أَعْمَارِنَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُصِيبَ عَلَيْهِ إِزَارٌ أَصْفَرُ، قَالَ: وَكُنْتُ أَدَعُ الصَّفَّ الْأَوَّلَ هَيْبَةً لَهُ وَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي يَوْمَئِذٍ قَالَ: فَجَاءَ فَقَالَ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ، اسْتَوُوا، ثُمَّ كَبَّرَ قَالَ: فَطَعَنَهُ طَعْنَةً أَوْ طَعْنَتَيْنِ قَالَ: وَعَلَيْهِ إِزَارٌ أَصْفَرُ قَدْ رَفَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ فَأَهْوَى وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، قَالَ: وَمَالَ عَلَى النَّاسِ فَقَتَلَ وَجَرَحَ بِضْعَةَ عَشَرَ فَمَالَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَاتَّكَأَ عَلَى خِنْجَرِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ تِلْكَ الطَّعْنَةِ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا، قَالَ: فَطَلَبُوا الْقَاتِلَ وَكَانَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ فِي يَدِهِ خِنْجَرٌ لَهُ طَرَفَانِ قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا طَعَنَهُ فَجُرِحَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَفْلَتَ أَرْبَعَةٌ وَمَاتَ تِسْعَةٌ أَوْ أَفْلَتَ تِسْعَةٌ وَمَاتَ أَرْبَعَةٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " صَلَّى عُمَرُ الْفَجْرَ فِي الْعَامِ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ فَقَرَأَ: لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ: لَا تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي "، فَلَمَّا طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَا تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا فَغَلَبْتُمُونِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: «شَهِدْتُ عُمَرَ مِنْ حِينَ طُعِنَ، وَطَعَنَ الَّذِي طَعَنَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، فَأَمَّنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ، بِ الْعَصْرِ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ فِي الْفَجْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «طَعَنَ الَّذِي طَعَنَ عُمَرَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا بِعُمَرَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ بِعُمَرَ وَأَفْرَقَ سِتَّةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ حُمِلَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَأَخَذْنَا بِيَدِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ بِيَدِي فَأَجْلَسَنِي خَلْفَهُ وَتَسَانَدَ إِلَيَّ وَجِرَاحُهُ تَثْعَبُ دَمًا، إِنِّي لَأَضَعُ إِصْبَعِي هَذِهِ الْوُسْطَى فَمَا تَسُدُّ الرَّتْقَ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِي الْأُولَى وَالْعَصْرِ، وَفِي الثَّانِيَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ [ص: 350] بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ السِّكِّينَ الَّتِي قُتِلَ بِهَا عُمَرُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ هَذِهِ أَمْسُ مَعَ الْهُرْمُزَانِ وَجُفَيْنَةَ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعَانِ بِهَذِهِ السِّكِّينِ؟، فَقَالَا: نَقْطَعُ بِهَا اللَّحْمَ، فَإِنَّا لَا نَمَسُّ اللَّحْمَ، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنْتَ رَأَيْتُهَا مَعَهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ أَتَاهُمَا فَقَتَلَهُمَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى قَتْلِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ وَهُمَا فِي ذِمَّتِنِا؟، فَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ عُثْمَانَ فَصَرَعَهُ حَتَّى قَامَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَحَجَزُوهُ عَنْهُ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ تَقَلَّدَ السَّيْفَ فَعَزَمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَضَعَهُ فَوَضَعَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ: " أَنَّهُ لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ: مَنْ أَصَابَنِي؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَاسْمُهُ فَيْرُوزُ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: «قَدْ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا مِنْ عُلُوجِهِمْ أَحَدًا فَعَصَيْتُمُونِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بَعْدَمَا طُعِنَ فَقَالَ: الصَّلَاةَ، فَقَالَ: «نَعَمْ، لَا حَظَّ لِامْرِئٍ فِي الْإِسْلَامِ أَضَاعَ الصَّلَاةَ» ، فَصَلَّى وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ عُمَرَ لَمَّا طُعِنَ جَعَلَ يُغْمَى عَلَيْهِ، فَقِيلَ: " إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ بِشَيْءٍ مِثْلَ الصَّلَاةِ إِنْ كَانَتْ بِهِ حَيَاةٌ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الصَّلَاةُ قَدْ صُلِّيَتْ، فَانْتَبَهَ فَقَالَ: «الصَّلَاةُ هَاءَ اللَّهِ إِذًا، وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ» ، قَالَ: فَصَلَّى وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ أَنَا وَابْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُوذِنَ بِالصَّلَاةِ، فَقِيلَ: " الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: الصَّلَاةَ، وَلَا حَظَّ [ص: 351] فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ "، قَالَ: فَصَلَّى وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا، قَالَ: وَدُعِيَ لَهُ طَبِيبٌ فَسَقَاهُ نَبِيذًا فَخَرَجَ مُشَاكِلًا لِلدَّمِ، فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ أَبْيَضَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اعْهَدْ عَهْدَكَ، فَذَاكَ حِينَ دَعَا أَصْحَابَ الشُّورَى " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَجَعَلْتُ أُثْنِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُثَنِّي عَلَيَّ، بِالْإِمْرَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا؟، قَالَ: قُلْتُ: بِكُلٍّ، قَالَ: «لَيْتَنِي أَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا، لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " قُلْتُ لِعُمَرَ: مَصَّرَ اللَّهُ بِكَ الْأَمْصَارَ، وَفَتَحَ بِكَ الْفُتُوحَ، وَفَعَلَ بِكَ وَفَعَلَ، فَقَالَ: «لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُوَ مِنْهُ، لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْوَفَاةُ قَالَ: «بِالْإِمَارَةِ تَغْبِطُونَنِي، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُوَ كَفَافًا، لَا عَلَيَّ وَلَا لِي» . قَالَ مَالِكٌ: فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَوْ كُذِبْتُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَا: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عُمَرَ لَيْلَةَ طُعِنَ: " دَخَلَ هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَفْزَعُوهُ، وَقَالُوا: الصَّلَاةَ، فَفَزِعَ فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ «، فَصَلَّى وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَسَمِعْنَا الصَّيْحَةَ عَلَى عُمَرَ، قَالَ: فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ الْبَيْتَ الَّذِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 هُوَ فِيهِ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الصَّوْتُ؟، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: سَقَاهُ الطَّبِيبُ نَبِيذًا فَخَرَجَ، وَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ، فَقَالَ: لَا أَرَى تُمْسِي، فَمَا كُنْتُ فَاعِلًا فَافْعَلْ، فَقَالَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ: وَاعُمَرَاهُ، وَكَانَ مَعَهَا نِسْوَةٌ فَبَكَيْنَ مَعَهَا، وَارْتَجَّ الْبَيْتُ بُكَاءً، فَقَالَ عُمَرُ: «وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ» ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَرَاهَا إِلَّا مِقْدَارَ مَا قَالَ اللَّهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْنَا لَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمِينُ الْمُؤْمِنِينَ، وَسِيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ، تَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، وَتَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، فَأَعْجَبَهُ قُولِي فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ لِي بِهَذَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَكَفَفْتُ، فَضَرَبَ عَلَى كَتِفَيَّ فَقَالَ: «اشْهَدْ لِي بِهَذَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ» ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا أَشْهَدُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ لِرَجُلٍ: انْظُرْ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَنَظَرَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَجِدُهُ قَدْ بَقِيَ لَكَ مِنْ وَتِينِكَ مَا تَقْضِي مِنْهُ حَاجَتَكَ، قَالَ: أَنْتَ أَصْدَقُهُمْ وَخَيْرُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَمَسَّ النَّارُ جِلْدَكَ أَبَدًا، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ حَتَّى رَثِينَا أَوْ أَوَيْنَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عِلْمَكَ بِذَلِكَ يَا فُلَانُ لَقَلِيلٌ، لَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ لِي لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمَّا كَانَ غَدَاةَ أُصِيبَ عُمَرُ كُنْتُ فِيمَنِ احْتَمَلَهُ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ الدَّارَ، قَالَ: فَأَفَاقَ إِفَاقَةً فَقَالَ: مَنْ أَصَابَنِي؟ قُلْتُ: أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: " هَذَا عَمَلٌ أَصْحَابِكَ، كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا عِلْجٌ مِنَ السَّبْيِ فَغَلَبْتُمُونِي عَلَى أَنْ غُلِبْتُ عَلَى عَقْلِي، فَاحْفَظْ مِنِّي اثْنَتَيْنِ: إِنِّي لَمْ أَسْتَخْلِفْ أَحَدًا، وَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلَالَةِ شَيْئًا ". قَالَ عَوْفٌ: وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدٍ إِنَّهُ قَالَ: «لَمْ أَقْضِ فِي الْجَدِّ وَالْإِخْوَةِ شَيْئًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ لَمَّا أُصِيبَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا أَصَابَكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، فَقَالَ: «إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَمْ أَقْضِ فِي ثَلَاثَةٍ إِلَّا بِمَا أَقُولُ لَكُمْ، جَعَلْتُ فِي الْعَبْدِ عَبْدًا، وَفِي ابْنِ الْأُمَّةِ عَبْدَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: «احْفَظْ مِنِّي ثَلَاثًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ، أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلَالَةِ قَضَاءً، وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي عَتِيقٌ» ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: «أَيُّ ذَلِكَ مَا أَفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنْ أَتْرُكْ لِلنَّاسِ أَمَرَهُمْ فَقَدْ تَرَكَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ» ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، صَاحَبْتَ رَسُولَ اللَّهِ فَأَطَلْتَ صُحْبَتَهُ، وَوُلِّيتَ أَمْرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَوِيتَ وَأَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ، فَقَالَ: أَمَّا تَبْشِيرُكَ إِيَّايَ بِالْجَنَّةِ فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ مَا أَمَامِي قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ الْخَبَرَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي إِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا لِي وَلَا عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَذَاكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «كُنْتُ تَاسِعَ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا حِينَ طُعِنَ عُمَرُ فَأَدْخَلْنَاهُ فَشَكَا إِلَيْنَا أَلَمَ الْوَجَعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ كَعْبٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ إِذَا ذَكَرْنَاهُ ذَكَرْنَا عُمَرَ وَإِذَا ذَكَرْنَا عُمَرَ ذَكَرْنَاهُ، وَكَانَ إِلَى جَنْبِهِ نَبِيُّ يُوحَى إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ لَهُ: اعْهَدْ عَهْدَكَ وَاكْتُبْ إِلَيَّ وَصِيَّتَكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ إِلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ بِذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَقَعَ بَيْنَ الْجَدْرِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ، ثُمَّ جَأَرَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَعْدِلُ فِي الْحُكْمِ، وَإِذَا اخْتَلَفَتِ الْأُمُورُ اتَّبَعْتُ هَوَاكَ، وَكُنْتُ وَكُنْتُ، فَزِدْنِي فِي عُمُرِي حَتَّى يَكْبُرَ طِفْلِي، وَتَرْبُوَ أُمَّتِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ أَنَّهُ قَدْ قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ صَدَقَ، وَقَدْ زِدْتُهُ فِي عُمُرِهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَفِي ذَلِكَ مَا يَكْبَرُ طِفْلَهُ وَتَرْبُو أُمَّتُهُ. فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ كَعْبٌ: لَئِنْ سَأَلَ عُمَرُ رَبَّهُ لَيُبْقِيَنَّهُ اللَّهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا طُعِنَ قَالَ لَهُ النَّاسُ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ شَرِبْتَ شَرْبَةً، فَقَالَ: اسْقُونِي نَبِيذًا، وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيذُ مِنْ جُرْحِهِ مَعَ صَدِيدِ الدَّمِ، فَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ ذَلِكَ أَنَّهُ شَرَابُهُ الَّذِي شَرِبَ، فَقَالُوا: لَوْ شَرِبْتَ لَبَنًا، فَأُتِيَ بِهِ، فَلَمَّا شَرِبَ اللَّبَنَ خَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمَّا رَأَى بَيَاضَهُ بَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " هَذَا حِينٌ، لَوْ أَنَّ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، قَالُوا: وَمَا أَبْكَاكَ إِلَّا هَذَا؟ قَالَ: مَا أَبْكَانِي غَيْرُهُ "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ إِسْلَامِكَ لَنَصْرًا، وَإِنْ كَانَتْ إِمَامَتُكَ لَفَتْحًا، وَاللَّهِ لَقَدْ مَلَأَتْ إِمَارَتُكَ الْأَرْضَ عَدْلًا، مَا مِنِ اثْنَيْنِ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْكَ إِلَّا انْتَهَيَا إِلَى قَوْلِكَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَجْلِسُونِي، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلَامَكَ، فَلَمَّا أَعَادَ عَلَيْهِ قَالَ: أَتَشْهَدُ لِي بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ تَلَقَاهُ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ [ص: 355] ، قَالَ: فَفَرِحَ عُمَرُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ طُعِنَ جَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَيُوَدِّعُونَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «أَبِالْإِمَارَةِ تُزَكُّونَنِي؟ لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتَ، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا سَامِعٌ مُطِيعٌ، وَمَا أَصْبَحْتُ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا إِمَارَتَكُمْ هَذِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَوْ أَنَّ لِيَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِلَبَنٍ بَعْدَمَا طُعِنَ فَشَرِبَ فَخَرَجَ مِنْ جِرَاحَتِهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَجَعَلَ جُلَسَاؤُهُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ مَنْ غَرَّهُ عُمُرُهُ لَمَغْرُورٌ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَخْرُجُ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ فِيهَا، وَاللَّهِ لَوْ كَانَ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ: " قَدْ مَرَرْتُ عَلَى أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتَلِ عُمَرَ وَمَعَهُ جُفَيْنَةُ وَالْهُرْمُزَانُ وَهُمْ نَجِيٌّ، فَلَمَّا بَغَتُّهُمْ ثَارُوا فَسَقَطَ مِنْ بَيْنِهِمْ خِنْجَرٌ لَهُ رَأْسَانِ وَنِصَابُهُ وَسَطُهُ، فَانْظُرُوا مَا الْخِنْجَرُ الَّذِي قُتِلَ بِهِ عُمَرُ، فَوَجَدُوهُ الْخِنْجَرَ الَّذِي نَعَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ السَّيْفُ حَتَّى دَعَا الْهُرْمُزَانَ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ قَالَ: انْطَلِقْ مَعِيَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى فَرَسٍ لِي وَتَأَخَّرَ عَنْهُ حَتَّى إِذَا مَضَى بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَاهُ بِالسَّيْفِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا وَجَدَ حَرَّ السَّيْفِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَدَعَوْتُ جُفَيْنَةَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ نَصَارَى الْحِيرَةِ وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لِلْمِلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَلَمَّا عَلَوْتُهُ بِالسَّيْفِ صَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَتَلَ ابْنَةً لِأَبِي لُؤْلُؤَةَ صَغِيرَةً تَدَّعِي الْإِسْلَامَ، وَأَرَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْ لَا يَتْرُكَ سَبْيًا بِالْمَدِينَةِ إِلَّا قَتَلَهُ، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ عَلَيْهِ فَنَهَوْهُ وَتَوَعَّدُوهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُمْ وَغَيْرَهُمْ، وَعَرَّضَ بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِهِ حَتَّى دَفَعَ إِلَيْهِ السَّيْفَ، فَلَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ السَّيْفَ أَتَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حُجِزَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عُثْمَانُ قَبْلَ أَنْ يُبَايَعَ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيَالِي حَتَّى وَاقَعَ عُبَيْدَ اللَّهِ فَتَنَاصَيَا، وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ يَوْمَ قَتَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ حُجِزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ مَا فَتَقَ، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَايِعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ، وَجُلُّ النَّاسِ الْأَعْظَمُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُونَ لَجُفَيْنَةُ وَالْهُرْمُزَانُ: أَبْعَدَهُمَا اللَّهُ، لَعَلَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُتْبِعُوا عُمَرَ ابْنَهُ؟ فَكَثُرَ فِي ذَلِكَ اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ، ثُمَّ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَى النَّاسِ سُلْطَانٌ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ خُطْبَةِ عَمْرٍو وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُثْمَانُ وَوُدِيَ الرَّجُلَانِ وَالْجَارِيَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ: قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا مِمَّنْ شَجَّعَ عُبَيْدَ اللَّهِ عَلَى قَتْلِهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَعَلَ عُثْمَانُ يَوْمَئِذٍ يُنَاصِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى شَعْرِ رَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي يَدِ عُثْمَانَ، قَالَ: وَلَقَدْ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ، وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ: «قَاتَلَكَ اللَّهُ، قَتَلْتَ رَجُلًا يُصَلِّي، وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً، وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ» ، قَالَ: فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ، وَلَكِنَّنِي عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: «مَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَهَيْئَةِ السُّبُعِ الْحَرْبِ، وَجَعَلَ يَعْتَرِضُ الْعَجَمَ بِالسَّيْفِ حَتَّى حُبِسَ يَوْمَئِذٍ فِي السِّجْنِ، فَكُنْتُ أَحْسِبُ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ وَلِيَ سَيَقْتُلُهُ لِمَا كُنْتُ أَرَاهُ صَنَعَ بِهِ، كَانَ هُوَ وَسَعْدٌ أَشَدُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ أَوْصَى إِلَى حَفْصَةَ، فَإِذَا مَاتَتْ فَإِلَى الْأَكَابِرِ مِنْ آلِ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «أَوْصَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالرُّبُعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي وَصِيَّتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَأْمَرَهُ فِيهَا، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُرُ بِهِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ [ص: 358] بِهَا» ، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا، وَلَا تُوهَبُ، وَلَا تُوَرَّثُ، وَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَفِي الرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، وَيُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهَا ". قَالَ ابْنُ عَوْنٍ فَحَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ فَقَالَ: «غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا» ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ: ابْنُ عَوْنٍ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ قَرَأَ فِي قِطْعَةِ أَدَمٍ أَوْ رُقْعَةٍ حَمْرَاءَ: «غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ تُصِدِّقَ بِهَا فِي الْإِسْلَامِ ثَمْغٌ صَدَقَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اسْتَسْلَفَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَدَعَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: «بِعْ فِيهَا أَمْوَالَ عُمَرَ، فَإِنْ وَفَتْ وَإِلَّا فَسَلْ بَنِي عَدِيٍّ، فَإِنْ وَفَتْ وَإِلَّا فَسَلْ قُرَيْشًا وَلَا تَعْدُهُمْ» ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَلَا تَسْتَقْرِضَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى تُؤَدِّيَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: «مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَقُولَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ بَعْدِي أَمَّا نَحْنُ فَقَدْ تَرَكْنَا نَصِيبِنَا لِعُمَرَ، فَتَعِزِّونِي بِذَلِكَ، فَتَتْبَعَنِي تَبِعَتُهُ وَأَقَعُ فِي أَمْرٍ لَا يُنْجِينِي إِلَّا الْمَخْرَجُ مِنْهُ» ، ثُمَّ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اضْمَنْهَا، فَضَمِنَهَا، قَالَ: فَلَمْ يُدْفَنْ عُمَرُ حَتَّى أَشْهَدَ بِهَا ابْنَ عُمَرَ عَلَى نَفْسِهِ أَهْلَ الشُّورَى وَعِدَّةً مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَا مَضَتْ جُمُعَةٌ بَعْدَ أَنْ دُفِنَ عُمَرُ حَتَّى حَمَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَالَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَحْضَرَ الشُّهُودَ عَلَى الْبَرَاءَةِ بِدَفْعِ الْمَالِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي رَاشِدٍ النَّصْرِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، إِذَا حَضَرَتْنِي الْوَفَاةُ فَاحْرِفْنِي، وَاجْعَلْ رُكْبَتَيْكَ فِي صُلْبِي، وَضَعْ يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَى جَبِينِي، وَيَدَكَ الْيُسْرَى [ص: 359] عَلَى ذَقْنِي، فَإِذَا قُبِضْتُ فَأَغْمِضْنِي، وَاقْصِدُوا فِي كَفَنِي، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ أَبْدَلَنِي خَيْرًا مِنْهُ، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ سَلَبَنِي فَأَسْرَعَ سَلْبِي، وَاقْصِدُوا فِي حُفْرَتِي، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَسَّعَ لِي فِيهَا مَدَّ بَصَرِي، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ضَيَّقَهَا عَلَيَّ حَتَّى تَخْتَلِفُ أَضْلَاعِي، وَلَا تُخْرِجُنَّ مَعِي امْرَأَةً، وَلَا تُزَكُّونِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ أَعْلَمُ بِي، وَإِذَا خَرَجْتُمْ بِي فَأَسْرِعُوا فِي الْمَشْيِ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ قَدَّمْتُمُونِي إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لِي، وَإِنْ كُنْتُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ كُنْتُمْ قَدْ أَلْقَيْتُمْ عَنْ رِقَابِكُمْ شَرًّا تَحْمِلُونَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: " أَوْصَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، عَلَيْكَ بِخِصَالِ الْإِيمَانِ» ، قَالَ: وَمَا هُنَّ يَا أَبَتِ؟ قَالَ: «الصَّوْمُ فِي شِدَّةِ أَيَّامِ الصَّيْفِ، وَقَتْلُ الْأَعْدَاءِ بِالسَّيْفِ، وَالصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي، وَتَعْجِيلُ الصَّلَاةِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ، وَتَرْكُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ» ، قَالَ: فَقَالَ: وَمَا رَدْغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «شُرْبُ الْخَمْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: «اعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَسْتَخْلِفْ، وَأَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَهُوَ حُرٌّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ يُعْتَقَ مَنْ كَانَ يُصَلِّي السَّجْدَتَيْنِ مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ، وَإِنْ أَحَبَّ الْوَالِي بَعْدِي أَنْ يَخْدُمُوهُ سَنَتَيْنِ فَذَلِكَ لَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْصَى أَنْ تُقَرَّ عُمَّالُهُ سَنَةً، فَأَقَرَّهُمْ عُثْمَانُ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِنْ وَلَّيْتُمْ سَعْدًا فَسَبِيلُ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَشِرْهُ الْوَالِي، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ سَخْطَةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِهِ: " ضَعْ خَدِّي فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: وَمَا عَلَيْكَ فِي الْأَرْضِ كَانَ أَوْ فِي حِجْرِي؟ قَالَ: ضَعْهُ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِي وَلِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، ثَلَاثًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: «لَيْتَنِي كُنْتُ هَذِهِ التِّبْنَةَ، لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ، لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، لَيْتَنِي لَمْ أَكُ شَيْئًا، لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: " أَنَا آخِرُكُمْ عَهْدًا بِعُمَرَ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: " ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ، قَالَ: فَهَلْ فَخِذِي وَالْأَرْضُ إِلَّا سَوَاءٌ؟ قَالَ: " ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ، فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: " آخِرُ كَلِمَةٍ قَالَهَا عُمَرُ حَتَّى [ص: 361] قَضَى: «وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي، وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئًا قَطُّ، لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا» ، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ كَالتِّبْنَةِ أَوْ كَالْعُودِ عَنْ ثَوْبِهِ فَقَالَ: «لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَ هَذَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرَّةَ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَضَعَ رَأْسَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي حِجْرِهِ، فَقَالَ: «أَعِدْ رَأْسِي فِي التُّرَابِ، وَيْلٌ لِي، وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَاءَ كَعْبٌ فَجَعَلَ يَبْكِي بِالْبَابِ، وَيَقُولُ: " وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُؤَخِّرَهُ لَأَخَّرَهُ، فَدَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا كَعْبٌ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا قَالَ: " إِذًا وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِي وَلِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيُّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: " يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عُمَرَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجْلِسْنِي، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ لَهَا: «إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَنْدُبِينِيَ بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا، فَأَمَّا عَيْنُكِ فَلَنْ أَمْلِكَهَا، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمَلَائِكَةُ تَمْقُتُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ [ص: 362] : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا طُعِنَ عَوَّلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ: يَا حَفْصَةُ، أَمَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ» ، قَالَ: وَعَوَّلَ صُهَيْبٌ فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ حُمِلَ فَأُدْخِلَ، فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَا أَخَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «وَيْحَكَ يَا صُهَيْبُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: " أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِشَرَابٍ حِينَ طُعِنَ فَخَرَجَ مِنْ جِرَاحَتِهِ، فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَا عُمَرَاهُ، وَا أَخَاهُ، مَنْ لَنَا بَعْدَكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ يَا أَخِي، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّهُ مَنْ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ؟ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَقْبَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَعَلَيَّ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ يُبْكَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ» قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «أُولَئِكَ يُعَذَّبُ أَمْوَاتُهُمْ بِبُكَاءِ أَحْيَائِهِمْ، تَعْنِي الْكُفَّارَ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ نَهَى أَهْلَهُ أَنْ يَبْكُوا عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ [ص: 363] الْخَطَّابِ صَلَّى فِي ثِيَابِهِ الَّتِي جُرِحَ فِيهَا ثَلَاثًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ: " ائْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ، قَالَتْ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبَرُّهُمَ بِأَحَدٍ أَبَدًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَأْذَنَ عَائِشَةَ فِي حَيَاتِهِ فَأَذِنَتْ لَهُ أَنْ يُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: «إِذَا مُتُّ فَاسْتَأْذِنُوهَا، فَإِنْ أَذِنَتْ وَإِلَّا فَدَعُوهَا، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ أَذِنَتْ لِي لِسُلْطَانِي، فَلَمَّا مَاتَ أَذِنَتْ لَهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: " اذْهَبْ يَا غُلَامُ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ لَهَا: " إِنَّ عُمَرَ يَسْأَلُكِ أَنْ تَأْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ أَخَوَيَّ، ثُمَّ ارْجِعْ إِلَيَّ فَأَخْبِرْنِي قَالَ: فَأَرْسَلَتْ أَنْ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ فَحُفِرَ لَهُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَى عَائِشَةَ أَسْتَأْذِنُهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ أَخَوَيَّ فَأَذِنَتْ لِي، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِمَكَانِ السُّلْطَانِ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلْنِي وَكَفِّنِّي ثُمَّ احْمِلْنِي حَتَّى تَقِفَ بِي عَلَى بَابِ عَائِشَةَ فَتَقُولُ: هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، يَقُولُ الَخْ. . . . فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَادْفِنِّي مَعَهُمَا، وَإِلَّا فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَمَّا مَاتَ أَبِي حَمَلْنَاهُ حَتَّى وَقَفْنَا بِهِ عَلَى بَابِ عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَّهَا فِي الدُّخُولِ فَقَالَتِ: ادْخُلْ بِسَلَامٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: " لَمَّا أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَهَا أَنْ يُدْفَنَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ فَأَذِنَتْ، قَالَ عُمَرُ: «إِنَّ الْبَيْتَ [ص: 364] ضَيِّقٌ» ، فَدَعَا بِعَصًا فَأُتِيَ بِهَا فَقَدَّرَ طُولَهُ، ثُمَّ قَالَ: احْفِرُوا عَلَى قَدْرِ هَذِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا زِلْتُ أَضَعُ خِمَارِي وَأَتَفَضَّلُ فِي ثِيَابِي فِي بَيْتِي حَتَّى دُفِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، فَلَمْ أَزَلْ مُتَحَفِّظَةً فِي ثِيَابِي حَتَّى بَنَيْتُ بَيْنِي وَبَيْنِ الْقُبُورِ جِدَارًا فَتَفَضَّلْتُ بَعْدُ» ، قَالَا: وَوَصَفَتْ لَنَا قَبْرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَقُبِرَ أَبِي بَكْرٍ وَقُبِرَ عُمَرَ، وَهَذِهِ الْقُبُورُ فِي سَهْوَةِ بَيْتِ عَائِشَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ قُبَيْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَاعَةٍ، فَقَالَ: «يَا أَبَا طَلْحَةَ، كُنْ فِي خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكِ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَصْحَابِ الشُّورَى، فَإِنَّهُمْ فِيمَا أَحْسِبُ سَيَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ أَحَدِهِمْ، فَقُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَابِ بِأَصْحَابِكَ، فَلَا تَتْرُكْ أَحَدًا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ، وَلَا تَتْرُكْهُمْ يَمْضِي الْيَوْمُ الثَّالِثُ حَتَّى يُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ، اللَّهُمَّ أَنْتَ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «وَافَى أَبُو طَلْحَةَ فِي أَصْحَابِهِ سَاعَةَ قُبِرَ عُمَرَ، فَلَزِمَ أَصْحَابَ الشُّورَى، فَلَمَّا جَعَلُوا أَمْرَهُمْ إِلَى ابْنِ عَوْفٍ يَخْتَارُ لَهُمْ مِنْهُمْ لَزِمَ أَبُو طَلْحَةَ بَابَ ابْنِ عَوْفٍ فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى بَايَعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ طُعِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَمَاتَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، رَحِمَهُ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي Lأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَحَدِ صَبَاحَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَشَرَ سِنِينَ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ لَيْلَةً مِنْ مُتَوَفَّى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلَى رَأْسِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَبُويِعَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ الِإثْنَيْنِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ فَقَالَ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ وَهِلْتَ، تُوُفِّيَ عُمَرُ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَبُويِعَ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الِإثْنَيْنِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَاسْتَقْبَلَ بِخِلَافَتِهِ الْمُحَرَّمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: «تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «مَاتَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا بِالْمَدِينَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ ": تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا، وَقَدْ رُوِيَ غَيْرُ ذَلِكَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ [ص: 366] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَكَانَ شَهِيدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «غُسِّلَ عُمَرُ وَكُفِّنَ وَحُنِّطَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ شَهِيدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَحُنِّطَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَكَانَ شَهِيدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْصَى أَنْ لَا يُغَسِّلُوهُ بِمِسْكٍ، أَوْ لَا يُقَرِّبُوهُ مِسْكًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «غُسِّلَ عُمَرُ ثَلَاثًا بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ» قَالَ وَكِيعٌ: ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ: «صُحَارِيَّيْنِ، وَقَمِيصٍ كَانَ يَلْبَسُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: «عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كُفِّنَ فِي قَمِيصٍ وَحُلَّةٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا فِي [ص: 367] حَنُوطِي مِسْكًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «أَوْصَى عُمَرُ أَلَا يُتْبَعَ بِنَارٍ، وَلَا تَتْبَعَهُ امْرَأَةٌ، وَلَا يُحَنَّطَ بِمِسْكٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ يَقُولُ: " لَمَّا وُضِعَ عُمَرُ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ جَمِيعًا وَأَحَدُهُمَا آخِذٌ بِيَدِ الْآخَرِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَلَا يَظُنُّ أَنَّهُمَا يَسْمَعَانِ ذَلِكَ: «قَدْ أَوْشَكْتُمَا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ» ، فَسَمِعَاهَا فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: قُمْ يَا أَبَا يَحْيَى فَصَلِّ عَلَيْهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فَإِذَا صُهَيْبٌ يُصَلِّي بِهِمُ الْمَكْتُوبَاتِ بِأَمْرِ عُمَرَ فَقَدَّمُوا صُهَيْبًا فَصَلَّى عَلَى عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ فِيمَا أَوْصَى بِهِ: «فَإِنْ قُبِضْتُ فَلْيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ فَبَايِعُوا أَحَدَكُمْ» ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَوُضِعَ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ أَيُّهُمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْحِرْصُ عَلَى الْإِمَارَةِ، لَقَدْ عَلِمْتُمَا مَا هَذَا إِلَيْكُمَا، وَلَقَدْ أَمَرَ بِهِ غَيْرَكُمَا، تَقَدَّمْ يَا صُهَيْبُ فَصَلِّ عَلَيْهِ، فَتَقَدَّمَ صُهَيْبٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ عُمَرَ صُلِّي عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: " سَأَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: " مَنْ صَلَّى عَلَى عُمَرَ؟ قَالَ: صُهَيْبٌ قَالَ: كَمْ كَبَّرَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَرْبَعًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ صُهَيْبًا كَبَّرَ عَلَى عُمَرَ أَرْبَعًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ فَقَالَ: " أَيْنَ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ؟ قَالَ: بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ وَحَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَا: «صَلَّى عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَصَلَّى صُهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «نَزَلَ فِي قَبْرِ عُمَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «دُفِنَ عُمَرُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَجُعِلَ رَأْسُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ، وَجُعِلَ رَأْسُ عُمَرَ عِنْدَ حَقْوَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " لَمَّا سَقَطَ الْحَائِطُ عَنْهُمْ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أُخِذَ فِي بِنَائِهِ، فَبَدَتْ لَهُمْ قَدَمٌ، فَفَزِعُوا وَظَنُّوا أَنَّهَا قَدَمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه [ص: 369] وسلم، فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا يَعْلَمُ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَهُمْ عُرْوَةُ: لَا وَاللَّهِ، مَا هِيَ قَدَمُ النَّبِيِّ، مَا هِيَ إِلَّا قَدَمُ عُمَرَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ يَوْمَ أُصِيبَ عُمَرُ: «الْيَوْمَ وَهَى الْإِسْلَامُ» . قَالَ: وَقَالَ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ: كَانَ رَأْيُ عُمَرَ كَيَقِينِ رَجُلٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ، يُحَدِّثُنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: قَالَ يَوْمَ مَاتَ عُمَرُ: " الْيَوْمَ أَصْبَحَ الْإِسْلَامُ مُوَلِّيًا، مَا رَجُلٌ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ يَطْلُبُهُ الْعَدُوُّ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: خُذْ حَذَرَكَ بِأَشَدَّ فِرَارًا مِنَ الْإِسْلَامِ الْيَوْمَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: " جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَقَدْ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: " وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتُمْ سَبَقْتُمُونِي بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ لَا تَسْبِقُونِي بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فَقَامَ عِنْدَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ: نِعْمَ أَخُو الْإِسْلَامِ كُنْتَ يَا عُمَرُ، جَوَادًا بِالْحَقِّ، بَخِيلًا بِالْبَاطِلِ، تَرْضَى حِينَ الرِّضَى، وَتَغْضَبُ حِينَ الْغَضَبِ، عَفِيفَ الطَّرْفِ، طَيِّبَ الظُّرْفِ، لَمْ تَكُنْ مَدَّاحًا وَلَا مُغْتَابًا، ثُمَّ جَلَسَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ، لَعَلَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ لَهُ كَلَامًا حَسَنًا، ثُمَّ قَالَ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بَيْنَكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: وَقَالَ: " لَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ: «صَلَّى [ص: 370] اللَّهُ عَلَيْكَ، مَا أَحَدٌ أَلْقَى اللَّهُ بِصَحِيفَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بَيْنَكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا غُسِّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكُفِّنَ وَحُمِلَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَفَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بِالثَّوْبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " أَتَى عَلِيٌّ عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نَظَرَ عَلِيٌّ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: «مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى» قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ وَقَدْ مَاتَ وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ فَقَالَ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ صَحِيفَتِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا غُسِّلَ عُمَرُ وَكُفِّنَ وَحُمِلَ عَلَى سَرِيرِهِ وَقَفَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى بِالثَّوْبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي حُجَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ وَقَدْ سُجِّيَ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ [ص: 371] أَبَا حَفْصٍ، مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ إِلَّا هَذَا الْمُسَجَّى، يَعْنِي عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي جَهْضَمٍ قَالُوا: " لَمَّا مَاتَ عُمَرُ دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ، مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةَ قَالَ: دَخَلَ أَبِي عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى بِالثَّوْبِ فَقَالَ: «مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " أَتَيْنَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَذَكَرَ عُمَرَ فَبَكَى حَتَّى ابْتَلَّ الْحَصَى مِنْ دُمُوعِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ عُمَرَ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا لِلْإِسْلَامِ، يَدْخُلُونَ فِيهِ وَلَا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ انْثَلَمَ الْحِصْنُ، فَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ أَسْتَقْرِئْهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَأَقْرَأَنِيهَا كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: " إِنَّ عُمَرَ أَقْرَأَنِي كَذَا وَكَذَا، خِلَافَ مَا قَرَأَهَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: فَبَكَى حَتَّى رَأَيْتُ دُمُوعَهُ خِلَالَ الْحَصَى ثُمَّ قَالَ: «اقْرَأْهَا كَمَا أَقْرَأَكَ عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَهِيَ أَبْيَنُ مِنْ طَرِيقِ السَّيْلَحَيْنِ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ لِلْإِسْلَامِ حِصْنًا حَصِينًا، يُدْخَلُ الْإِسْلَامُ فِيهِ وَلَا يُخْرَجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ انْثَلَمَ الْحِصْنُ، فَالْإِسْلَامُ يَخْرُجُ مِنْهُ وَلَا [ص: 372] يَدْخُلُ فِيهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: " قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَنَعَى إِلَيْنَا عُمَرَ فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا وَلَا حَزِينًا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ عُمَرَ كَانَ يُحِبُّ كَلْبًا لَأَحْبَبْتُهُ، وَاللَّهِ إِنِّي أَحْسِبُ الْعِضَاهَ قَدْ وَجَدَ فَقْدَ عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بَرَدَانُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَكَى سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «لَا يَبْعَدُ الْحَقُّ وَأَهْلُهُ، الْيَوْمَ يَهِي أَمْرُ الْإِسْلَامِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَكَى سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا الْأَعْوَرِ، مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «عَلَى الْإِسْلَامِ أَبْكِي، إِنَّ مَوْتَ عُمَرَ ثَلَمَ الْإِسْلَامَ ثُلْمَةً لَا تُرْتَقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُرِّيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَوْمًا وَهُوَ يَذْكُرُ عُمَرَ فَقَالَ: «إِنْ مَاتَ عُمَرُ رَقَّ الْإِسْلَامُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ تَغْرُبُ وَأَنِّي أَبْقَى بَعْدَ عُمَرَ» ، قَالَ قَائِلٌ: وَلِمَ؟ قَالَ: سَتَرَوْنَ مَا أَقُولُ إِنْ بَقِيتُمْ، أَمَا هُوَ فَإِنْ وَلِيَ وَالٍ بَعْدَ عُمَرَ فَأَخَذَهُمْ بِمَا كَانَ عُمَرُ يَأْخُذُهُمْ بِهِ لَمْ يُطِعْ لَهُ النَّاسُ بِذَلِكَ وَلَمْ يَحْمِلُوهُ، وَإِنْ ضَعُفَ عَنْهُمْ قَتَلُوهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ لَمْ يَجِدُوا فَقْدَ عُمَرَ فَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ سَوْءٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «مَا يَحْبِسُ الْبَلَاءَ عَنْكُمْ فَرَاسِخَ إِلَّا مَوْتُهُ فِي عُنُقِ رَجُلٍ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ، يَعْنِي عُمَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ مَاتَ عُمَرُ: «الْيَوْمَ تَرَكَ الْمُسْلِمُونَ حَافَةَ الْإِسْلَامِ» ، قَالَ: قَالَ زَهْدَمٌ: كَمْ ظَعَنُوا بَعْدَهُ مِنْ مَظْعَنٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ تَرَكُوا الْحَقَّ حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وُعُورَةً، حَتَّى لَوْ أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا دِينَهُمْ مَا اسْتَطَاعُوا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: «كَانَ الْإِسْلَامُ فِي زَمَنِ عُمَرَ كَالرَّجُلِ الْمُقْبِلِ لَا يَزْدَادُ إِلَّا قُرْبًا، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ كَالرَّجُلِ الْمُدَبَّرِ لَا يَزْدَادُ إِلَّا بُعْدًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَوْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «إِنَّمَا كَانَ مَثَلُ الْإِسْلَامِ أَيَّامَ عُمَرَ مَثَلَ امْرِئٍ مُقْبِلٍ لَمْ يَزَلْ فِي إِقْبَالٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أَدْبَرَ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِدْبَارٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ حُذَيْفَةُ: «الْيَوْمَ تَرَكَ النَّاسُ حَافَةَ الْإِسْلَامِ، وَايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ جَارَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ، حَتَّى لَقَدْ حَالَ دُونَهُ وُعُورَةٌ، مَا يُبْصِرُونَ الْقَصْدَ، وَلَا يَهْتَدُونَ لَهُ» ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: فَكَمْ ظَعَنُوا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ مَظْعَنَةٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: «مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ [ص: 374] مِنَ الْعَرَبِ حَاضِرٌ وَلَا بَادٍ إِلَّا قَدْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ بِقَتْلِ عُمَرَ نَقْصٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَصْحَابَ الشُّورَى اجْتَمَعُوا، فَلَمَّا رَآهُمْ أَبُو طَلْحَةَ وَمَا يَصْنَعُونَ قَالَ: «لَأَنَا كُنْتُ لَأَنْ تَدَافَعُوهَا أَخْوَفُ مِنِّي مِنْ أَنْ تَنَافَسُوهَا، فَوَاللَّهِ مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فِي مَوْتِ عُمَرَ نَقْصٌ فِي دِينِهِمْ وَفِي دُنْيَاهُمْ» . قَالَ يَزِيدُ «فِيمَا أَعْلَمُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " سَمِعْتُ لَيْلًا، مَا أُرَاهُ إِنْسِيًّا نَعَى عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَمْشِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَيَزِيدِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ الْجِنَّ نَاحَتْ عَلَى عُمَرَ: [البحر الطويل] عَلَيْكَ سَلَامٌ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُخَرَّقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَ أَيُّوبُ: بَوَائِجُ، وَقَالَ يَزِيدُ عَنْ سُلَيْمَانَ: بَوَائِقُ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ أَبْعَدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَظْلَمَتْ ... لَهُ الْأَرْضُ تَهْتَزُّ الْعِضَاهُ بِأَسْؤُقِ؟ [ص: 375] قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ عَاصِمٌ الْأَسَدِيُّ: فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ الْعَيْنِ مُطْرِقِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: «بُكِيَ عَلَى عُمَرَ حِينَ مَاتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: " كَانَ الْعَبَّاسُ خَلِيلًا لِعُمَرَ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ يَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرِيَهَ عُمَرَ فِي الْمَنَامِ قَالَ: فَرَآهُ بَعْدَ حَوْلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَادَ عَرْشِي لَيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُهُ رَؤُوفًا رَحِيمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَهْضَمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ لِي خَلِيلًا، وَإِنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَ لَبِثْتُ حَوْلًا أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَرِيَنِيهِ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبْهَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: هَذَا أَوَانُ فَرَغْتُ، وَإِنْ كَادَ عَرْشِي لَيُهَدُّ لَوْلَا أَنِّي لَقِيتُ رَبِّي رَؤُوفًا رَحِيمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: كَادَ عَرْشِي أَنْ يَهْوِيَ، لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُ رَبًّا رَحِيمًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَعَوْتُ اللَّهَ سَنَةً أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا لَقِيتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَؤُوفًا رَحِيمًا، وَلَوْلَا رَحْمَتُهُ لَهَوَى عَرْشِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَهُوَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «الْآنَ خَرَجْتُ مِنَ الْحِنَاذِ، أَوْ مِثْلَ الْحِنَاذِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يَقُولُ: " دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرِيَنِي عُمَرَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: الْآنَ فَرَغْتُ، وَلَوْلَا رَحْمَةُ رَبِّي لَهَلَكْتُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نِمْتُ بِالسُّقْيَا وَأَنَا قَافِلٌ مِنَ الْحَجِّ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى عُمَرَ آنِفًا أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى رَكَضَ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عُقْبَةَ وَهِيَ نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي فَأَيْقَظَهَا ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ فِي طَلَبِهِ، وَدَعَوْتُ بِثِيَابِي فَلَبِسْتُهَا فَطَلَبْتُهُ مَعَ النَّاسِ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَدْرَكَهُ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْتُهُ حَتَّى حَسِرْتُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى النَّاسِ، وَاللَّهِ لَا يُدْرِكُكَ أَحَدٌ حَتَّى يَحْسَرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرَكَتْكَ حَتَّى حَسِرْتُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَبُنِي أَسْرَعْتُ، وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَعَمَلُهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ زَيْدٌ أَسَنُّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 مِنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ، وَكَانَ لِزَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زُبَيْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدٍ، وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ، وَكَانَ زَيْدٌ رَجُلًا طَوِيلًا بَائِنَ الطُّوَلِ، أَسْمَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَعْنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْعَجْلَانِ، وَقُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ، وَشَهِدَ زَيْدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ، أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَإِنْ جَاؤُوا بِذَنْبٍ لَا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَذِّبُوهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَلَقَدِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى غَلَبَتْ حَنِيفَةُ عَلَى الرِّحَالِ، فَجَعَلَ زَيْدٌ يَقُولُ: " أَمَّا الرِّحَالُ فَلَا رِحَالَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ فَلَا رِجَالَ، ثُمَّ جَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ فِرَارِ أَصْحَابِي، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُسَيْلِمَةُ وَمُحَكَّمُ بْنُ الطُّفَيْلِ "، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِالرَّايَةِ يَتَقَدَّمُ بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ ثُمَّ ضَارَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ وَوَقَعَتِ الرَّايَةُ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا سَالِمُ، إِنَّا نَخَافُ أَنْ نُؤْتَى مِنْ قِبَلِكَ، فَقَالَ: بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِنْ أُتِيتُمْ مِنْ قِبَلِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيِّ [ص: 378] : «أَقَتَلْتَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ؟» ، فَقَالَ: " أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَمْ تَرَى الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرَبَعَمِائَةٍ يَزِيدُونَ قَلِيلًا، فَقَالَ عُمَرُ: بِئْسَ الْقَتْلَى، قَالَ أَبُو مَرْيَمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَبْقَانِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى الدِّينِ الَّذِي رَضِيَ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلِلْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَسُرَّ عُمَرُ بِقَوْلِهِ، وَكَانَ أَبُو مَرْيَمَ قَدْ قَضَى بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْبَصْرَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونِ، قَالَا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: «مَا أَشَدَّ مَا لَقِيتَ عَلَى أَخِيكَ مِنَ الْحُزْنِ» ، فَقَالَ: كَانَتْ عَيْنِي هَذِهِ قَدْ ذَهَبَتْ وَأَشَارَ إِلَيْهَا فَبَكَيْتُ بِالصَّحِيحَةِ فَأَكْثَرْتُ الْبُكَاءَ حَتَّى أَسْعَدَتْهَا الْعَيْنُ الذَّاهِبَةُ وَجَرَتْ بِالدَّمْعِ، فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا لَحُزْنٌ شَدِيدٌ، مَا يَحْزَنُ هَكَذَا أَحَدٌ عَلَى هَالِكِهِ» ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي لَأَحْسِبُ أَنِّي لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَقُولَ الشِّعْرَ لَبَكَيْتُهُ كَمَا بَكَيْتَ أَخَاكَ» ، فَقَالَ مُتَمِّمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ قُتِلَ أَخِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَمَا قُتِلَ أَخُوكَ مَا بَكَيْتُهُ أَبَدًا، فَأَبْصَرَ عُمَرُ وَتَعَزَّى عَنْ أَخِيهِ، وَكَانَ قَدْ حَزَنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: «إِنَّ الصَّبَا لَتَهُبُّ فَتَأْتِينِي بِرِيحِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ» قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي عَوْنٍ: أَمَا كَانَ عُمَرُ يَقُولُ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَا بَيْتًا وَاحِدًا " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ قُتِلَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ بِالْيَمَامَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَخِيهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ أُحُدٍ: «أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا لَبِسْتَ دِرْعِي» ، فَلَبِسَهَا ثُمَّ نَزَعَهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَا لَكَ؟» ، قَالَ: «إِنِّي أُرِيدُ بِنَفْسِي مَا تُرِيدُ بِنَفْسِكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا الْأَعْوَرِ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بَعْجَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَطْلُبُ الدِّينَ، وَقَدِمَ الشَّامَ فَسَأَلَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَنِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ دِينَهُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى: أَنْتَ تَلْتَمِسُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: وَمَا دِينُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: كَانَ حَنِيفًا لَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَكَانَ يُعَادِي مَنْ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا، وَلَا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى الْأَصْنَامِ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو: وَهَذَا الَّذِي أَعْرِفُ، وَأَنَا عَلَى هَذَا الدِّينِ، فَأَمَّا عِبَادَةُ حَجَرٍ أَوْ خَشَبَةٍ أَنْحِتُهَا بِيَدِيَّ فَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحَكَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَطْلُبُ الدِّينَ وَكَرِهَ النَّصْرَانِيَّةَ وَالْيَهُودِيَّةَ، وَعِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَالْحِجَارَةِ، وَأَظْهَرَ خِلَافَ قَوْمِهِ وَاعْتِزَالَ آلِهَتِهِمْ وَمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ، وَلَا يَأْكُلُ ذَبَائِحَهُمْ، فَقَالَ لِي: يَا عَامِرُ، إِنِّي خَالَفْتُ قَوْمِي وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وَمَا كَانَ يَعْبُدُ وَإِسْمَاعِيلَ مِنْ بَعْدِهِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ إِلَى هَذِهِ الْقِبْلَةِ فَأَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ يُبْعَثُ، وَلَا أُرَانِي أَدْرِكُهُ، وَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيُّ، فَإِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ فَرَأَيْتُهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، قَالَ عَامِرٌ: فَلَمَّا تَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْلَمْتُ وَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهُ السَّلَامَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: «قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 380] سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ قَالَ: " رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَأَنَا عِنْدَ صَنَمٍ بوانة بَعْدَمَا رَجَعَ مِنَ الشَّامِ وَهُوَ يُرَاقِبُ الشَّمْسَ، فَإِذَا زَالَتِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: " هَذِهِ قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، لَا أَعْبُدُ حَجَرًا، وَلَا أُصَلِّي لَهُ، وَلَا أَذْبَحُ لَهُ، وَلَا آكُلُ مَا ذُبِحَ لَهُ، وَلَا أَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ، وَلَا أُصَلِّي إِلَّا إِلَى هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى أَمُوتَ، وَكَانَ يَحُجُّ فَيَقِفُ بِعَرَفَةَ، وَكَانَ يُلَبِّي يَقُولُ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَلَا نِدَّ لَكَ، ثُمَّ يَدْفَعُ مِنْ عَرَفَةَ مَاشِيًا وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ مُتَعَبِّدًا لَكَ مَرْقُوقًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالُوا جَمِيعًا أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الْوَحْي فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا أَبَا النَّضْرِ، يُحَدِّثُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: " أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ ثُمَّ يَقُولُ: «الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وَأَنْبَتَ لَهَا الْأَرْضَ، ثُمَّ يَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ، لَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: " رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا [ص: 381] ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا مِنْكُمُ الْيَوْمَ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي الْمَؤْوُدَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: مَهْلًا، لَا تَقْتُلْهَا، أَنَا أَكْفِيكَ مَؤُونَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَؤُونَتَهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: " سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ: «يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَذْكُرُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَقَالَ: " تُوُفِّيَ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِخَمْسِ سِنِينَ، وَلَقَدْ نَزَلَ بِهِ وَإِنَّهُ لَيَقُولُ: أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَسْلَمَ ابْنُهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو الْأَعْوَرِ وَاتَّبَعَ رَسُولَ اللَّهِ، وَأَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَسُولَ اللَّهِ فَسَأَلَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «غَفَرَ اللَّهُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَرَحِمَهُ، فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ» . قَالَ: فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَا يَذْكُرُهُ ذَاكِرٌ مِنْهُمْ إِلَّا تَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ. ثُمَّ يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى السَّعِيدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو فَدُفِنَ بِأَصْلِ حِرَاءٍ» وَقَالَ: وَكَانَ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَأُمُّهُ رَمْلَةُ، وَهِيَ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَزَيْدٌ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَعَاتِكَةُ، وَأُمُّهُمْ جُلَيْسَةُ بِنْتُ سُوَيْدِ بْنِ صَامِتٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَعُمَرُ الْأَصْغَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَأُمُّ مُوسَى، وَأُمُّ الْحَسَنِ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ الدُّجَيْجِ مِنْ غَسَّانَ. وَمُحَمَّدُ، وَإِبْرَاهِيمُ الْأَصْغَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّ حَبِيبٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّ الْحَسَنِ الصُّغْرَى، وَأُمُّ زَيْدٍ الْكُبْرَى، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّ حَبِيبٍ الصُّغْرَى، وَأُمُّ سَعِيدٍ الْكُبْرَى، تُوفِّيَتْ قَبْلَ أَبِيهَا، وَأُمُّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 زَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ حَزْمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَعَمْرٌو الْأَصْغَرُ، وَالْأَسْوَدُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْأَسْوَدِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ. وَعَمْرٌو الْأَكْبَرُ، وَطَلْحَةُ هَلَكَ قَبْلَ أَبِيهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَزُجْلَةُ امْرَأَةٌ، وَأُمُّهُمْ ضُمْخُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَصَادِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ. وَإِبْرَاهِيمُ الْأَكْبَرُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ قِرْبَةَ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ. وَخَالِدٌ، وَأُمُّ خَالِدٍ تُوفِّيَتْ قَبْلَ أَبِيهَا، وَأُمُّ النُّعْمَانِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ أُمُّ وَلَدٍ. وَأُمُّ زَيْدٍ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا أُمُّ بَشِيرِ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَأُمُّ زَيْدٍ الصُّغْرَى كَانَتْ تَحْتَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَأُمُّهَا مِنْ طَيِّئٍ. وَعَائِشَةُ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ عَبْدٍ الْحَوْلَاءُ، وَأُمُّ صَالِحٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ دَارَ الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخِي أَبِي لُبَابَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَرَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، عَنْ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ.، قَالُوا: «لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ فُصُولَ عِيرِ قُرَيْشٍ مِنَ الشَّامِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَبْلَ خُرُوجِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ بِعَشْرِ لَيَالٍ يَتَحَسَّبَانِ [ص: 383] خَبَرَ الْعِيرِ، فَخَرَجَا حَتَّى بَلَغَا الْحَوْرَاءَ، فَلَمْ يَزَالَا مُقِيمَيْنِ هُنَاكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمَا الْعِيرُ، وَبَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرَ قَبْلَ رُجُوعِ طَلْحَةَ وَسَعِيدٍ إِلَيْهِ، فَنَدَبَ أَصْحَابَهُ وَخَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ، وَسَارُوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ فَرَقًا مِنَ الطِّلْبَةِ، وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَبَرَ الْعِيرِ وَلَمْ يَعْلَمَا بِخُرُوجِهِ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي لَاقَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيِه النَّفِيرِ مِنْ قُرَيْشٍ بِبَدْرٍ، فَخَرَجَا مِنَ الْمَدِينَةِ يَعْتَرِضَانِ رَسُولَ اللَّهِ فَلَقِيَاهُ بِتُرْبَانَ فِيمَا بَيْنَ مَلَلٍ وَالسَّيَالَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ مُنْصَرِفًا مِنْ بَدْرٍ، فَلَمْ يَشْهَدْ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْوَقْعَةَ، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ بِسُهْمَانِهِمَا وَأُجُورِهِمَا فِي بَدْرٍ فَكَانَا كَمَنْ شَهِدَهَا، وَشَهِدَ سَعِيدٌ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُة بْنُ مُعَتِّبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اثْبُتْ حِرَاءَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيُّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» قَالَ: فَسَمَّى تِسْعَةً: رَسُولَ اللَّهِ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَقَالَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ لَفَعَلْتُ، يَعْنِي نَفْسَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " عَشَرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ [ص: 384] يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَمَا ارْتَفَعَ الضُّحَى، فَأَتَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْعَقِيقِ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، تَقُولُ: " غَسَّلَ أَبِي سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِالْعَقِيقِ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ يَمْشُونَ بِهِ حَتَّى إِذَا حَاذَى سَعْدٌ بِدَارِهِ دَخَلَ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ: «إِنِّي لَمْ أَغْتَسِلْ مِنْ غُسْلِ سَعِيدٍ، إِنَّمَا اغْتَسَلْتُ مِنَ الْحَرِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَنَّطَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ وَحَمَلَهُ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ حَنَّطَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ نُفَيْلٍ فَقِيلَ لَهُ: نَأْتِيكَ بِمِسْكٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَيُّ طِيبٍ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ؟ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَابْنُ عُمَرَ يَتَجَهَّزُ لِلْجُمُعَةِ، فَأَتَاهُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَمَا ارْتَفَعَ الضُّحَى، فَأَتَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْعَقِيقِ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: «أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ: «إِنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «دُعِيَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ يَمُوتُ وَابْنُ عُمَرَ يَسْتَجْمِرُ لِلْجُمُعَةِ، فَأَتَاهُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «تُوُفِّيَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بِالْعَقِيقِ فَحُمِلَ عَلَى رِقَابِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ سَعْدٌ وَابْنُ عُمَرَ، وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسِينَ أَوْ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا، آدَمَ، أَشْعَرَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّهُ رَأَى فِي خَاتَمِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الثَّبَتُ عِنْدَنَا، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْبَلَدِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ قِبَلِنَا أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ مَاتَ بِالْعَقِيقِ وَحُمِلَ فَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ، وَشَهِدَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ، وَقَوْمُهُ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ، وَوَلَدُهُ، عَلَى ذَلِكَ يَعْرِفُونَهُ وَيَرْوُونَهُ، وَرَوَى أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّهُ مَاتَ عِنْدَهُمْ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْكُوفَةِ لِمُعَاوِيَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ [ص: 386] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عَمْرٌو وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخِي أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ، وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ مِنْ بَيْنِهِمْ أَنَّ أَخَاهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُرَاقَةَ شَهِدَ أَيْضًا بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمَوَالِيهِمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِي بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَ الْخَطَّابُ لَمَّا حَالَفَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ تَبَنَّاهُ وَادَّعَاهُ إِلَيْهِ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عَامِرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] ، فَرَجَعَ عَامِرٌ إِلَى نَسَبِهِ فَقِيلَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ صَحِيحُ النَّسَبِ فِي وَائِلٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يُدْعَوَ فِيهَا» [ص: 387] قَالُوا: وَهَاجَرَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيَّةُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَا قَدِمَ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ قَبْلِي إِلَّا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَا قَدِمَتْ ظَعِينَةٌ الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مِنْ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ، يَعْنِي زَوْجَتَهُ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَيَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ عَامِرٌ بَدْرِيًّا، قَالَ: " قَامَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَذَلِكَ حِينَ نَشِبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ، فَصَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ نَامَ، فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكَ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذ مِنْهَا صَالِحَ عِبَادِهِ، فَقَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اشْتَكَى، فَمَا أُخْرِجَ بِهِ إِلَّا جَنَازَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ مَوْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَيَّامٍ، وَكَانَ قَدْ لَزِمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَشْعُرِ النَّاسُ إِلَّا بِجَنَازَتِهِ قَدْ أُخْرِجَتْ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 عَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَكَانَ اسْمُ عَاقِلٍ غَافِلًا، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَاقِلًا، وَكَانَ أَبُو الْبُكَيْرِ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ حَالَفَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى جَدَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَهُوَ وَوَلَدُهُ حُلَفَاءُ بَنِي نُفَيْلٍ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ: ابْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ يَقُولُونَ: ابْنُ الْبُكَيْرِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: " أَسْلَمَ عَاقِلٌ، وَعَامِرٌ، وَإِيَاسٌ، وَخَالِدٌ بَنُو أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ جَمِيعًا فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «خَرَجَ عَاقِلٌ، وَخَالِدٌ، وَعَامِرٌ، وَإِيَاسٌ بَنُو أَبِي الْبُكَيْرِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِلْهِجْرَةِ، فَأَوْعَبُوا رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ فِي دُورِهِمْ أَحَدٌ حَتَّى غُلِّقَتْ أَبْوَابُهُمْ، فَنَزَلُوا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَبَيْنَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَقُتِلَا جَمِيعًا بِبَدْرٍ، وَيُقَالُ: بَلْ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُجَذَّرِ بْنِ زِيَادٍ، وَقُتِلَ عَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، قَتَلَهُ مَالِكُ بْنُ زُهَيْرٍ الْجُشَمِيُّ أَخُو أَبِي أُسَامَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 خَالِدُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خَالِدِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، وَشَهِدَ خَالِدُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا، فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَلَهُ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَنِي فِيهَا شَهِدْتُ ابْنَ طَارِقٍ ... وَزَيْدًا وَمَا تُغْنِي الْأَمَانِي وَمَرْثَدَا فَدَافَعْتُ عَنْ حِبِّي خُبَيْبٍ وَعَاصِمٍ ... وَكَانَ شِفَاءً لَوْ تَدَارَكْتُ خَالِدَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 إِيَاسُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ إِيَاسِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَالْحَارِثِ بْنِ خَزْمَةَ، وَشَهِدَ إِيَاسُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 عَامِرُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ [ص: 390] . آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَامِرِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَشَهِدَ عَامِرُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ عَزِيزِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمِ وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ وَبِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَشَهِدَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ سَرِيَّتَهُ إِلَى نَخْلَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيُّ فَقَالَتِ يَهُودُ: عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيُّ قَتَلَهُ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَمْرٌو عَمَرَتِ الْحَرْبُ، وَالْحَضْرَمِيُّ حَضَرَتِ الْحَرْبُ، وَوَاقِدٌ وَقَدَتِ الْحَرْبُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتَفَاءَلُوا بِذَلِكَ، فَكَانَ كُلُّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ عَلَى يَهُودٍ، وَشَهِدَ وَاقِدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَاسْمُ أَبِي خَوَلِيٍّ عَمْرُو بْنُ زُهَيْرِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي حُمْرَانَ، وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ مَذْحِجٍ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَجْمَعُوا جَمِيعًا لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ خَوْلِيَّ بْنَ أَبِي خَوَلِيٍّ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ خَوْلِيِّ ابْنُهُ وَلَمْ يُسَمِّيَاهُ لَنَا، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: شَهِدَهَا مَعَ أَخِيهِ مَالِكِ بْنِ أَبِي خَوَلِيٍّ وَهُمَا مِنْ جُعْفِيٍّ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَقَالَ: شَهِدَهَا خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَأَخُوهُ هِلَالُ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ حَلَيْفَانِ لَهُمْ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ فَذَكَرَ فِي كِتَابِهِ كِتَابِ النَّسَبِ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبَ الَّذِي نَسَبْنَاهُ إِلَيْهِ، قَالَ: وَشَهِدَهَا مَعَهُ أَخَوَاهُ هِلَالُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا أَبِي خَوَلِيٍّ، وَشَهِدَ خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ أَخَاهَ مَالِكَ بْنَ أَبِي خَوَلِيٍّ الَّذِي شَهِدَ فِي رِوَايَتِهِ بَدْرًا مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 مِهْجَعُ بْنُ صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، أَصَابَهُ سَبْي فَمَنَّ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَقُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، لَا عَقِبَ لَهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ [ص: 392] الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مِهْجَعٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَا: «كَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ وَأُمُّهُ ضَعِيفَةُ بِنْتُ حِذْيَمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ رِئَابِ بْنِ سَهْمٍ، وَيُكْنَى خُنَيْسٌ أَبَا حُذَافَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالُوا: وَهَاجَرَ خُنَيْسٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَكَانَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ زَوْجُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» [ص: 393] قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ وَأَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، وَشَهِدَ خُنَيْسٌ بَدْرًا، وَمَاتَ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ إِلَى جَانِبِ قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَلَيْسَ لِخُنَيْسٍ عَقِبٌ. رَجُلٌ وَاحِدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 وَمِنْ بَنِي جُمَحَ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَيُكْنَى أَبَا السَّائِبِ وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَكَانَ لِعُثْمَانَ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالسَّائِبُ، وَأُمُّهُمَا خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «انْطَلَقَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَأَنْبَأَهُمْ بِشَرَائِعِهِ، فَأَسْلَمُوا جَمِيعًا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» قَالُوا: وَهَاجَرَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: " زَعَمُوا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي [ص: 394] الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: «إِنِّي لَا أَشْرَبُ شَيْئًا يُذْهِبُ عَقْلِي وَيُضْحِكُ بِي مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنِّي، وَيَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُنْكِحَ كَرِيمَتَيَّ مَنْ لَا أُرِيدُ» ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فِي الْخَمْرِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، وَتَلَا عَلَيْهِ الْآيَةَ، فَقَالَ: «تَبًّا لَهَا، قَدْ كَانَ بَصَرِي فِيهَا ثَابِتًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَا: وَأَخْبَرَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ الْيَحْصِبِيِّ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَرَى امْرَأَتِي، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: عُرْيَتِي، وَقَالَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ: عَوْرَتِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَلِمَ؟» قَالَ: أَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ وَأَكْرَهُهُ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَكَ لِبَاسًا، وَجَعَلَكَ لَهَا لِبَاسًا، وَأَهْلِي يَرَوْنَ عُرْيَتِي» ، فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى: «عَوْرَتِي، وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْهُمْ» ، قَالَ: أَنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَمَنْ بَعْدَكَ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ لَحَيِيٌّ سِتِّيرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَرَادَ أَنْ يَخْتَصِي وَيَسِيحَ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ فَأَنَا آتِي النِّسَاءَ، وَآكُلُ اللَّحْمَ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، إِنَّ خِصَاءَ أُمَّتِي الصِّيَامُ، وَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ خَصَى أَوِ اخْتَصَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: «لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ لَاخْتَصَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا [ص: 395] الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: " دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ فَقُلْنَ لَهَا: مَا لَكِ؟ فَمَا فِي قُرَيْشٍ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ، قَالَتْ: مَا لَنَا مِنْهُ شَيْءٌ، أَمَّا لَيْلَهُ فَقَائِمٌ، وَأَمَّا نَهَارَهُ فَصَائِمٌ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ فَلَقِيَهُ فَقَالَ: «يَا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، أَمَا لَكَ بِيَّ أُسْوَةٌ؟» فَقَالَ: يَا بِأَبِي وَأُمِّي وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ» قَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ قَالَ: «لَا تَفْعَلْ، إِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ حَقًّا، فَصَلِّ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ» ، قَالَ: فَأَتَتْهُنَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ، فَقُلْنَ لَهَا: مَهْ، قَالَتْ: أَصَابَنَا مَا أَصَابَ النَّاسَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَيَّاشٍ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ اتَّخَذَ بَيْتًا فَقَعَدَ يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيْ بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي بِالرَّهْبَانِيَّةِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَإِنَّ خَيْرَ الدِّينِ عِنْدَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي رَجُلٌ تَشُقُّ عَلَيَّ هَذِهِ الْعُزْبَةُ فِي الْمَغَازِي، فَتَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْخِصَاءِ فَأَخْتَصِيَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ مُجْفِرٌ» . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَالْمُجْفِرُ: الَّذِي إِذَا أَتَى النِّسَاءَ فَإِذَا قَامَ انْقَطَعَ ذَلِكَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ [ص: 396] قُدَامَةَ، قَالَا: «نَزَلَ عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو مَظْعُونٍ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ حِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «نَزَلُوا عَلَى حِزَامِ بْنِ وَدِيعَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَآلُ مَظْعُونٍ مِمَّنْ أَوْعَبَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْهِجْرَةِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بِمَكَّةَ أَحَدٌ حَتَّى غُلِّقَتْ دُورُهُمْ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ، قَالَتْ: «نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرُونَ مَعَهُ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ فَتَشَاحَّتِ الْأَنْصَارُ فِيهِمْ أَنْ يُنْزِلُوهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ حَتَّى اقْتَرَعُوا عَلَيْهِمْ فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ عَلَى الْقُرْعَةِ، تَعْنِي وَقَعَ فِي سَهْمِنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَإِخْوَتِهِ مَوْضِعَ دَارِهِمُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ، وَشَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ بَدْرًا، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ دُمُوعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم تَسِيلُ عَلَى خَدِّ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [ص: 397] عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ: «أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ مَاتَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْتَادُ لِأَصْحَابِهِ مَقْبَرَةً يُدْفَنُونَ فِيهَا، فَكَانَ قَدْ جَاءَ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ وَأَطْرَافِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أُمِرْتُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، يَعْنِي الْبَقِيعَ» ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بَقِيعُ الْخَبْخَبَةِ، وَكَانَ أَكْثَرُ نَبَاتِهِ الْغَرْقَدَ، وَبِهِ نِجَالٌ كَثِيرَةٌ، وَالنَّجْلُ النَّزُّ وَأَثْلٌ وَطَرْفَاءُ، وَبِهِ بَعُوضٌ كَالدُّخَانِ إِذَا أَمْسَوْا، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قُبِرَ هُنَاكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَجَرًا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: «هَذَا فَرَطُنَا» ، فَكَانَ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ بَعْدَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ نَدْفِنُهُ؟، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ: «عِنْدَ فَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «رَأَيْتُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَعِنْدَهُ شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ، يَعْنِي كَأَنَّهُ عَلَمٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَدُفِنَ عِنْدَ مَوْضِعِ الْكِبَا الْيَوْمَ، عِنْدَ دَارِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْكِبَا: الْكُنَاسَةُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: " لَمَّا مُرَّ بِجِنَازَةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ذَهَبَتْ وَلَمْ تَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ» ، يَعْنِي الدُّنْيَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ، امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ كَانَتْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَذَكَرَتْ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ اشْتَكَى عِنْدَهُمْ، فَمَرَّضْنَاهُ، حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أُذْهِبُ عَنْكَ أَبَا السَّائِبِ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ: لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟» فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَدْرِي، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ؟ قَالَ: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَإِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي» ، قَالَتْ: فَمَنْ بِأَبِي وَأُمِّي؟ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا، قَالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «ذَلِكَ عَمَلُهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَظَرَ غَضْبَانَ، فَقَالَ لَهَا: «وَمَا يُدْرِيكِ؟» فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنِّي لِرَسُولُ اللَّهِ، فَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِهِ» ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ لِمِثْلِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِهِمْ، فَلَمَّا مَاتَتْ، قَالَ يَزِيدُ: زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ عَفَّانُ: رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ» [ص: 399] ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ: فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَقَالَ: «مَهْلًا يَا عُمَرُ» ، ثُمَّ قَالَ: «ابْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنَ اللَّهِ وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَجُوزًا تَقُولُ وَرَاءَ جَنَازَتِهِ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا يُدْرِيكِ؟» ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: «وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا» ثُمَّ قَالَ: " بِحَسْبِكِ أَنْ تَقُولِي: كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَفَاةً لَمْ يُقْتَلْ: " هَبَطَ مِنْ نَفْسِي هَبْطَةً ضَخْمَةً فَقُلْتُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي كَانَ أَشَدَّنَا تَخَلِّيًا مِنَ الدُّنْيَا ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُقْتَلْ، فَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ مِنْ نَفْسِي حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: وَيْكَ، إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوتُونَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ: وَيْكَ، إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوتُونَ، فَرَجَعَ عُثْمَانُ فِي نَفْسِي إِلَى الْمَنْزِلَةِ الَّتِي كَانَ بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: «نَزَلَ فِي قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ، وَقُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ، فَأَمَرَ [ص: 400] رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ فَوُضِعَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: «هَذَا عَلَامَةُ قَبْرِهِ يُدْفَنُ إِلَيْهِ» ، يَعْنِي مَنْ مَاتَ مِنْ بَعْدِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَتْ: «كَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَإِخْوَتُهُ مُتَقَارِبَيْنِ فِي الشَّبَهِ، كَانَ عُثْمَانُ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، كَبِيرَ اللِّحْيَةِ، عَرِيضَهَا، وَكَذَلِكَ صِفَةُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، إِلَّا أَنَّ قُدَامَةَ كَانَ طَوِيلًا، وَكَانَتْ كُنْيَةُ عُثْمَانَ أَبَا السَّائِبِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ وَقُدَامَةُ ابْنَا مَظْعُونٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا» قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَظْعُونٍ وَسَهْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعَلَّى الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَيُكَنَّى أَبَا عُمَرَ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ الْحُوَيْرِثِ بْنِ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَكَانَ لِقُدَامَةَ مِنَ الْوَلَدِ: عُمَرُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَعَائِشَةُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ. وَحَفْصَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَرَمْلَةُ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهَاجَرَ قُدَامَةُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ قُدَامَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالَتْ: «تُوُفِّيَ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ، وَأُمُّهَا ضَعِيفَةُ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهَاجَرَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّائِبِ بْنِ عُثْمَانَ وَبَيْنَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَقُتِلَ حَارِثَةُ بِبَدْرٍ شَهِيدًا، وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ يَقُولُ: الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ السَّائِبُ بْنُ مَظْعُونٍ أَخُو عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَذَلِكَ عِنْدَنَا مِنْهُ وَهَلْ لِأَنَّ أَصْحَابَ السِّيرَةِ وَمَنْ يَعْلَمُ الْمَغَازِي يُثْبِتُونَ السَّائِبَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فِيمَنْ شَهِدَا بَدْرًا. وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَأَصَابَهُ يَوْمَئِذٍ سَهْمٌ، وَكَانَتِ الْيَمَامَةُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَمَاتَ السَّائِبُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ ذَلِكَ السَّهْمِ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 مَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ مَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ وَمُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، وَشَهِدَ مَعْمَرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَمْسَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لِأَبِي سَبْرَةَ مِنَ الْوَلَدِ: مُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَسَعْدٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ أَبُو سَبْرَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ امْرَأَتُهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو. وَذَكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمٍ وَبَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " لَمَّا هَاجَرَ أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو سَبْرَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانَ قَدْ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنَزَلَهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَوَلَدُهُ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَدْفَعُونَهُ أَنْ يَكُونَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلَهَا بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ مِنْهَا، وَتُوُفِّيَ أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ بَهْنَانَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ خَمْلِ بْنِ شَقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ يَسْأَلُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ فَقَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ» وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ مُسَاحِقٌ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ أَبُو نَوْفَلِ بْنُ مُسَاحِقٍ، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ. قَالُوا: وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَذَكَرَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرَاهُ فِي الْأُولَى وَلَا فِي الثَّانِيَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَفَرْوَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنْ أَشْجَعَ، وَكَانَ لِحَاطِبٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَمْرُو بْنُ حَاطِبٍ وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» قَالُوا: وَهَاجَرَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلِيطُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ حَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبْتُ عِنْدَنَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخِي أَبِي لُبَابَةِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ» قَالُوا: وَشَهِدَ حَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَخَاهَ سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو شَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ، وَشَهِدَ حَاطِبٌ أُحُدًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا سُهَيْلٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَأَوْثَقَهُ عِنْدَهُ وَفَتَنَهُ فِي دِينِهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى نَفِيرِ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ مَعَ أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فِي نَفَقَتِهِ وَحُمْلَانِهِ وَلَا يَشُكُّ أَبُوهُ أَنَّهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى دِينِهِ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ بِبَدْرٍ وَتَرَاءَى الْجَمْعَانِ انْحَازَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْقِتَالِ، فَشَهِدَ بَدْرًا مُسْلِمًا وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَغَاظَ ذَلِكَ أَبَاهُ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو غَيْظًا شَدِيدًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلَهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا " وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ وَقُتِلَ بِهَا شَهِيدًا يَوْمَ جُوَاثَا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، فَلَمَّا حَجَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي خِلَافَتِهِ أَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِمَكَّةَ، فَعَزَّاهُ أَبُو بَكْرٍ بِعَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «يَشْفَعُ الشَّهِيدُ لِسَبْعِينَ مِنْ أَهْلِهِ» ، فَأَنَا أَرْجُو أَلَا يَبْدَأَ ابْنِي بِأَحَدٍ قَبْلِي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَكَانَ مِنْ مُوَلَّدِي مَكَّةَ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُونَ: عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَهْلِهِ قَالُوا: «مَاتَ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 وَهْبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَأُمُّهُمَا مُهَانَةُ بِنْتُ جَابِرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ وَهْبُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ وَهْبِ بْنِ سَعْدٍ وَسُوَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدَيْنِ، وَشَهِدَ وَهْبُ بْنُ سَعْدٍ [ص: 408] بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا. وَشَهِدَ وَهْبُ بْنُ سَعْدٍ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: سَعْدُ بْنُ خَوَلِيٍّ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَيْسَ بِحَلِيفٍ وَأَنَّهُ مَوْلَى أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ وَهُوَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ الَّتِي وَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِيَسِيرٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْكِحِي مَنْ شِئْتِ» ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ قَدْ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ بِهَا، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ مَرِضَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 409] الله عليه وسلم يَعُودُهُ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ مُعْتَمِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ امْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلَا تَرْدُدْهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ» يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ لِمَنْ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهَا أَوْ يُقِيمَ بِهَا أَكْثَرَ مِنِ انْقِضَاءِ نُسُكِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا هِيَ ثَلَاثٌ يُقِيمُهَا الْمُهَاجِرُ بَعْدَ الصَّدْرِ بِمَكَّةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 وَمِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَهُمْ آخِرُ بُطُونِ قُرَيْشٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ غَنْمِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ، وَأُمُّهَا دَعْدُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَكَانَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ مِنَ الْوَلَدِ: يَزِيدُ، وَعُمَيْرٌ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَدَرَجَ وَلَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: «أَسْلَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَصْحَابِهِمْ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ» [ص: 410] قَالُوا: وَهَاجَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهَجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " لَمَّا هَاجَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ. وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ وَوَلَّوْا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَرُمِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ حَتَّى دَخَلَتْ فِي أُجْنَتَيْهِ حَلَقَتَانِ مِنَ الْمِغْفَرِ فَأَقْبَلْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِنْسَانٌ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَطِيرُ طَيَرَانًا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ طَاعَةً، حَتَّى تَوَافَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَدْ بَدَرَنِي فَقَالَ: «أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلَّا تَرَكْتَنِي فَأَنْزِعَهُ مِنْ وَجْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَتَرَكْتُهُ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِثَنِيَّةِ إِحْدَى حَلْقَتَيِ الْمِغْفَرِ فَنَزَعَهَا وَسَقَطَ عَلَى ظَهْرِهِ وَسَقَطَتْ ثَنِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ أَخَذَ الْحَلْقَةَ الْأُخْرَى بِثَنِيَّتِهِ الْأُخْرَى فَسَقَطَتْ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي النَّاسِ أَثْرَمَ " قَالُوا: وَشَهِدَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِهِ، وَبَعْثُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 411] وسلم إِلَى ذِي الْقَصَّةِ سَرِيَّةً فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَا: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ بِسَاحِلِ الْبَحْرِ وَهِيَ غَزْوَةُ الْخَبَطِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَنَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَعْطَانَا مِنْهُ قُبْضَةً قُبْضَةً، فَلَمَّا أَنْجَزْنَاهُ أَعْطَانَا تَمْرَةً تَمْرَةً، فَلَمَّا فَقَدْنَاهَا وَجَدْنَا فَقْدَهَا، ثُمَّ كُنَّا نَخْبِطُ الْخَبَطَ بِقِسِيِّنَا وَنَسَفُّهُ وَنَشْرَبُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، حَتَّى سُمِّينَا جَيْشَ الْخَبَطِ، ثُمَّ أَخَذْنَا عَلَى السَّاحِلِ فَإِذَا دَابَّةٌ مَيِّتَةٌ مِثْلُ الْكَثِيبِ يُقَالُ لَهَا: الْعَنْبَرُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيْتَةٌ لَا تَأْكُلُوا، ثُمَّ قَالَ: جَيْشُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَنَحْنُ مُضْطَرُّونَ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَاصْطَنَعْنَا مِنْهُ وَشِيقَةً، قَالَ: وَلَقَدْ جَلَسَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَّا فِي مَوْضِعِ عَيْنِهِ، وَأَقَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَرَحَّلَ أَجْسَمَ بَعِيرٍ مِنْ أَبَاعِرِ الْقَوْمِ فَأَجَازَهُ تَحْتَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «مَا حَبَسَكُمْ؟» ، قَالَ: كُنَّا نَبْتَغِي عِيرَاتِ قُرَيْشٍ، فَذَكَرْنَا لَهُ شَأْنَ الدَّابَّةِ فَقَالَ: «إِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكُمُوهُ اللَّهُ، أَمَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟» ، قُلْنَا: نَعَمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُعَلِّمُهُمُ السُّنَّةَ وَالْإِسْلَامَ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: «هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: " أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ أَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، قَالَ: «لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ» ، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " جَاءَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْعَثْ مَعَنَا أَمِينًا، فَقَالَ: «سَأَبْعَثُ مَعَكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» ، قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: " أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ كَانَ: الْخُمُسُ لِلَّهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الشَّامِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَحْمَرَ وَلَا أَسْوَدَ [ص: 413] يَفْضُلُنِي بِتَقْوَى إِلَّا وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلَاخِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِجُلَسَائِهِ: «تَمَنَّوْا» ، فَتَمَنَّوْا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتًا مُمْتَلِئًا رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ» . قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا أَلَوْتُ الْإِسْلَامَ، فَقَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَرَدْتُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَاسْتَخْلَفْتُهُ فَسَأَلَنِي عَنْهُ رَبِّي لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «هُوَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ لَاسْتَخْلَفْتُهُ وَمَا شَاوَرْتُ، فَإِنْ سُئِلْتُ عَنْهُ قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ أَمِينَ اللَّهِ وَأَمِينَ رَسُولِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي كَبْشٌ فَذَبَحَنِي أَهْلِي فَأَكَلُوا لَحْمِي، وَحَسَوْا مَرَقِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: عَرَضْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ وَقَالَ لِلرَّسُولِ: " انْظُرْ مَا يَصْنَعُ، قَالَ: فَقَسَمَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مُعَاذٍ بِمِثْلِهَا، وَقَالَ لِلرَّسُولِ مِثْلَ مَا قَالَ، فَقَسَمَهَا مُعَاذٌ إِلَّا شَيْئًا، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ الرَّسُولُ عُمَرَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ يَصْنَعُ هَذَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [ص: 414] بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: " لَوْ كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَا كَانَ بِالْبَأْسِ ذُو كَوْنٍ، وَذَلِكَ فِي حَصْرِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: «فَإِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ تَضْطَرُّ الْمُعْجِزَةُ لَا أَبَا لَكَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ خَيْرِ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: «أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ لَمَّا أُصِيبَ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَذَلِكَ عَامَ عَمَوَاسَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ السَّارِيَةِ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رُجُوعَهُ مِنْ سَرْغَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ، وَالْهَدَمُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوت بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ، وَذَاتُ الْجَنْبِ شَهِيدَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أَنَّهُ وَصَفَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: «كَانَ رَجُلًا نَحِيفًا، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ، طُوَالًا، أَجْنَأَ، أَثْرَمَ الثَّنِيَّتَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِ أَبِي عُبَيْدَةَ: «أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ [ص: 415] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ وَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُوسَى، وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ وَهِيَ دَعْدُ بِنْتُ جَحْدَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَهَاجَرَ سُهَيْلٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ سُهَيْلُ وَصَفْوَانُ ابْنَا بَيْضَاءَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَا عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ سُهَيْلٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسِيرِهِ إِلَى تَبُوكَ فَقَالَ: «يَا سُهَيْلُ» ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ، فَوَقَفَ النَّاسُ لَمَّا سَمِعُوا كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنْ شَهِدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» . وَمَاتَ سُهَيْلٌ بَعْدَ رُجُوعِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّهَا أَمَرَتْ بِجِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يُمَرَّ بِهِ عَلَيْهَا، قَالَ: فَمُرَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَهَا أَنَّ النَّاسَ أَكْثَرُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى الْقَوْلِ، وَاللَّهِ مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُدْعَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَسُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ سُهَيْلٌ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 صَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ وَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ وَهِيَ دَعْدُ بِنْتُ جَحْدَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ صَفْوَانَ ابْنِ بَيْضَاءَ وَرَافِعِ بْنِ الْمُعَلَّى، وَقُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «قَتَلَ صَفْوَانَ ابْنَ بَيْضَاءَ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذِهِ رِوَايَةٌ، وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ صَفْوَانَ ابْنَ بَيْضَاءَ لَمْ يُقْتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَنَّهُ قَدْ شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. هَكَذَا قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: هُوَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَرْحٍ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَعُمَيْرٌ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ أُخْتُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ. وَهَاجَرَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ مَعْمَرُ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالُوا: وَشَهِدَ عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرٍ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ ضَبَّةَ بْنِ فِهْرٍ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَيُكْنَى أَبَا شَدَّادٍ، ذَكَرَهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: فَحَمَلَنَا أَنَّ أَبَا عَمْرٍو كَانَ يُسَمَّى الْحَارِثَ، فَهُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ أَيْضًا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ، وَلَمْ نَجِدْ لَهُ ذِكْرًا فِيمَا كَتَبْنَا عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ مِنْ نَسَبِ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا هَاجَرَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ» قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ. سِتَّةُ نَفَرٍ. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَحُلَفَائِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ خَمْسَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْأَنْصَارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُمْ وَلَدُ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ابْنَا حَارِثَةَ وَهُوَ الْعَنْقَاءُ بْنُ عَمْرٍو مُزَيْقِيَاءَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ بْنُ حَارِثَةَ، وَهُوَ الْغِطْرِيفُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَزْدِ وَاسْمُهُ دَرَّا بْنُ الْغَوْثِ بْنِ نَبَتَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأَ، وَاسْمُهُ عَامِرٌ وَسُمِّيَ سَبَأً لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَبَى السَّبْيَ، وَكَانَ يُدْعَى عَبْدَ شَمْسٍ مِنْ حُسْنِهِ - ابْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ وَهُوَ الْمُرْعِفُ بْنُ يَقْطَنَ، وَهُوَ قَحْطَانُ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ، فَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلم قَالَ قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمَنَ بْنِ نَبَتَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَكَذَا كَانَ يَنْسُبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَهْلَ النَّسَبِ وَالْعِلْمِ يَنْسِبُونَ قَحْطَانَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ: قَحْطَانُ بْنُ فَالِغَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخَ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَيْلَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَكَانَ حَضَنَ سَعْدًا عَبْدٌ حَبَشِيُّ يُسَمَّى هُذَيْمًا فَغَلَبَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ: سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: هَكَذَا كَانَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ وَغَيْرُهُ مِنَ النُسَّابِ يَنْسِبُونَ قَيْلَةَ. فَشَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ مِنَ الْأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ: عَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، خَلَفَ عَلَيْهَا سَعْدٌ بَعْدَ أَخِيهِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ، وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ تِسْعَةُ نَفَرٍ وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَلِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «كَانَ إِسْلَامُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيِّ، وَكَانَ مُصْعَبٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ السَّبْعِينَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ لَمْ يَبْقَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَحَدٌ إِلَّا أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، فَكَانَتْ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَوَّلُ دَارٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْلَمُوا جَمِيعًا رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، وَحَوَّلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُصْعَبُ [ص: 421] بْنُ عُمَيْرٍ وَأَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ إِلَى دَارِهِ، فَكَانَا يَدْعُوَانِ النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ابْنَيْ خَالَةٍ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ يَكْسِرَانِ أَصْنَامِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ» قَالَ: وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «كَانَ لِوَاءُ الْأَوْسِ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَشَهِدَ سَعْدٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَثَبَتَ مَعَهُ حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْحُمَّى فَقَالَ: «مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ» ، فَسَأَلَهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ فَلَزِمَتْهُ فَلَمْ تُفَارِقْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ وَرَائِي، تَعْنِي حِسَّ الْأَرْضِ، فَالْتَفَتُ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ، فَجَلَسْتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَتْ: فَمَرَّ سَعْدٌ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] لَبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِكُ الْهَيْجَا حَمَلْ ... مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ قَالَتْ: وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ أَطْرَافُهُ، فَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ، وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ وَأَعْظَمِهِمْ، قَالَتْ: فَقُمْتُ فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً [ص: 422] فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ تَسْبِغَةٌ لَهُ، تَعْنِي الْمِغْفَرَ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي عُمَرُ: مَا جَاءَ بِكِ، وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِئَةٌ، وَمَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ أَوْ بَلَاءٌ؟ قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ سَاعَتَئِذٍ فَدَخَلْتُ فِيهَا، قَالَتْ: فَرَفَعَ الرَّجُلُ التَّسْبَغَةَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَتْ: فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عُمَرُ، إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ، وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ أَوِ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، قَالَتْ: وَيَرْمِي سَعْدًا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ، فَدَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ قُرَيْظَةَ، وَكَانُوا مَوَالِيهِ وَحُلَفَاءَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَتْ: فَرَقَأَ كَلْمُهُ، تَعْنِي جُرْحَهُ، وَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ بِمَنْ مَعَهُ بِتِهَامَةَ، وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بِمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ، وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَ بِقُبَّةٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَتْ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ صلّى الله عليه وسلم وَعَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ فَقَالَ: أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ، فَوَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ بَعْدُ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ. قَالَتْ: فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَأْمَتَهُ وَأَذَّنْ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، قَالَتْ: فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَهُمْ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ مَرَّ بِكُمْ؟» ، قَالُوا: مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ وَكَانَ دِحْيَةُ تُشْبِهُ لِحْيَتُهُ وَسِنَةُ وَجْهِهِ بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَتْ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَيْهِمْ قِيلَ لَهُمُ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ، فَقَالُوا: نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ [ص: 423] فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ فَحُمِلَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ وَحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عُمَرَ، حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَابَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُورِهِمُ الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: قَدْ أَنَى لِي أَنْ لَا أُبَالِيَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ " قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ» ، فَقَالَ عُمَرُ: سَيِّدُنَا اللَّهُ، فَقَالَ: «أَنْزِلُوهُ» ، فَأَنْزَلُوهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «احْكُمْ فِيهِمْ» ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ» ، قَالَتْ: ثُمَّ دَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا، وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ» ، قَالَتْ: فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ وَقَدْ كَانَ بَرَأَ حَتَّى مَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا مِثْلَ الْخَرْصِ، وَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَتْ فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، قَالَتْ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَكَانُوا: كَمَا قَالَ اللَّهُ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] قَالَ: فَقُلْتُ: فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: " فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ مَلَكٌ أَوْ قَالَ: جِبْرِيلُ حِينَ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ مَاتَ اللَّيْلَةَ، اسْتَبْشَرَ بِمَوْتِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ؟ قَالَ: «لَا أَعْلَمُ، إِلَّا أَنَّ سَعْدًا أَمْسَى دَنِفًا، مَا فَعَلَ سَعْدٌ؟» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ قُبِضَ، وَجَاءَهُ قَوْمُهُ فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى دِيَارِهِمْ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَبَتَّ [ص: 424] النَّاسَ مَشْيًا حَتَّى إِنَّ شُسُوعَ نِعَالِهِمْ لَتَنْقَطِعُ مِنْ أَرْجُلِهِمْ، وَإِنَّ أَرْدِيَتَهُمْ لَتَقَعُ عَنْ عَوَاتِقِهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَتَتَّ النَّاسَ، قَالَ: فَقَالَ: «إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ كَمَا سَبَقَتْنَا إِلَى حَنْظَلَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " رُئِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ وَعَلَى عَاتِقِهِ الدِّرْعُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] لَا بَأْسَ بِالْمَوْتِ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: " رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ، فَلَمْ يَرْقَإِ الدَّمُ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخَذَ بِسَاعِدِهِ فَارْتَفَعَ الدَّمُ إِلَى عَضُدِهِ، قَالَ: فَكَانَ سَعْدٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ: فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «احْكُمْ فِيهِمْ» ، فَقَالَ: إِنِّي أَخْشَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ لَا أُصِيبَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: «احْكُمْ فِيهِمْ» ، قَالَ: فَحَكَمَ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَصَبْتَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ» ، ثُمَّ عَادُ الدَّمُ فَلَمْ يَرْقَأْ حَتَّى مَاتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ قُرَيْظَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ادْعُوا سَيِّدَكُمْ يَحْكُمُ فِي عَبِيدِهِ» ، يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ: «احْكُمْ» فَقَالَ: أَخْشَى أَلَّا أُصِيبَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ، قَالَ: «احْكُمْ» ، فَحَكَمَ فَقَالَ: «أَصَبْتَ حُكْمَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: " أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ لَمَّا نَزَلُوا [ص: 425] عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ» ، فَقَالَ: «يَا سَعْدُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ» ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيَّهُمْ، فَقَالَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ» قَالَ عَفَّانُ: «الْمَلِكِ» ، وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو الْوَلِيدِ: «الْمَلَكِ» ، وَقَوْلُ عَفَّانَ أَصْوَبُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: " أَنَّ بَنِيَ قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأُتِيَ بِهِ مَحْمُولًا عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُضْنًى مِنْ جُرْحٍ أَصَابَهُ فِي الْأَكْحَلِ مِنْ يَدِهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، قَالَ: فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: «أَشِرْ عَلَيَّ فِي هَؤُلَاءِ» ، قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكَ فِيهِمْ بِأَمْرٍ، أَنْتَ فَاعِلٌ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ، قَالَ: «أَجَلْ، وَلَكِنْ أَشِرْ عَلَيَّ فِيهِمْ» ، فَقَالَ: لَوْ وُلِّيتُ أَمْرَهُمْ قَتَلْتُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَيْتُ ذَرَارِيَّهُمْ، وَقَسَمْتُ أَمْوَالَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ أَشَرْتَ عَلَيَّ فِيهِمْ بِالَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُصِيبَ سَعْدُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حَبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ، رَمَاهُ فِي الْأَكْحَلِ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، وَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ، فَقَالَ: «قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ، وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ؟» ، قَالَ: هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله [ص: 426] عليه وسلم إِلَيْهِمْ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: فَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: «فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَتُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ، وَتُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: فَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " لَمَّا حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ تُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ وَذَرَارِيُّهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ سَعْدًا كَانَ قَدْ تَحَجَّرَ كَلْمُهُ لِلْبُرْءِ، قَالَتْ: فَدَعَا سَعْدٌ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُمْ حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَافْجُرْهَا وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا» ، قَالَ: فَفُجِرَ مِنْ لَيْلَتِهِ، قَالَ: فَلَمْ يَرُعْهُمْ وَمَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَهْلُ خَيْمَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ، مَا هَذَا الدَّمُ الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ جُرْحُهُ يَعْدُو دَمًا، فَمَاتَ مِنْهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَمَّا انْفَجَرَتْ يَدُ سَعْدٍ بِالدَّمِ [ص: 427] ، قَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاعْتَنَقَهُ وَالدَّمُ يَنْفَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ، لَا يُرِيدُ أَحَدٌ أَنْ يَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الدَّمَ إِلَّا ازْدَادَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ قُرْبًا حَتَّى قَضَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: " لَمَّا قَضَى سَعْدٌ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ رَجَعَ انْفَجَرَ جُرْحُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ أَبْيَضَ، إِذَا مُدَّ عَلَى وَجْهِهِ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ جَسِيمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّ سَعْدًا قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ، وَصَدَّقَ رَسُولَكَ، وَقَضَى الَّذِي عَلَيْهِ، فَتَقَبَّلْ رُوحَهُ بِخَيْرِ مَا تَقَبَّلْتَ بِهِ رُوحًا» ، فَلَمَّا سَمِعَ سَعْدٌ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ فَتْحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهِ ذُعِرُوا مِنْ ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِنَّ أَهْلَ سَعْدٍ لَمَّا رَأَوْكَ وَضَعْتَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِكَ ذُعِرُوا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «اسْتَأْذَنَ اللَّهَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ عَدَدُكُمْ فِي الْبَيْتِ لِيَشْهَدُوا وَفَاةَ سَعْدٍ» ، قَالَ: وَأُمُّهُ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّكَ سَعْدَا ... حَزَامَةً وَجِدَّا فَقِيلَ لَهَا: أَتَقُولِينَ الشَّعْرَ عَلَى سَعْدٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا، فَغَيْرُهَا مِنَ الشُّعَرَاءِ أَكْذَبُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا رُفَيْدَةُ، وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى، فَكَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ: «كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟» وَإِذَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 أَصْبَحَ قَالَ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟» فَيُخْبِرُهُ، حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيهَا فَثَقُلَ فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ يَسْأَلُ عَنْهُ، وَقَالُوا: قَدِ انْطَلَقُوا بِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَأَسْرَعَ الْمَشْي حَتَّى تَقَطَّعَتْ شُسُوعُ نِعَالِنَا وَسَقَطَتْ أَرْدِيَتُنَا عَنْ أَعْنَاقِنَا، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتْعَبْتَنَا فِي الْمَشْيِ، فَقَالَ: «إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْبِقَنَا الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهِ فَتَغْسِلُهُ كَمَا غَسَلَتْ حَنْظَلَةَ» ، فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْبَيْتِ وَهُوَ يُغْسَلُ، وَأُمُّهُ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... حَزَامَةً وَجِدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ نَائِحَةٍ تَكْذِبُ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ» ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ، قَالَ: يَقُولُ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَمَلْنَا مَيِّتًا أَخَفَّ عَلَيْنَا مِنْ سَعْدٍ، فَقَالَ: «مَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ يَخِفَّ عَلَيْكُمْ وَقَدْ هَبَطَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ سَمَّى عِدَّةً كَثِيرَةً لَمْ أَحْفَظْهَا لَمْ يَهْبِطُوا قَطُّ قَبْلَ يَوْمِهِمْ قَدْ حَمَلُوهُ مَعَكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عَلَى الْبَابِ نُرِيدُ أَنْ نَدْخُلَ عَلَى أَثَرِهِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا سَعْدٌ مُسَجًّى، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يَتَخَطَّى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ وَأَوْمَأَ إِلَيَّ «قِفْ» ، فَوَقَفْتُ، وَرَدَدْتُ مَنْ وَرَائِي، وَجَلَسَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَقَدْ رَأَيْتُكَ تَتَخَطَّى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا قَدَرْتُ عَلَى مَجْلِسٍ حَتَّى قَبَضَ لِي مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ فَجَلَسْتُ» ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هَنِيئًا لَكَ أَبَا عَمْرٍو، هَنِيئًا لَكَ أَبَا عَمْرٍو، هَنِيئًا لَكَ [ص: 429] أَبَا عَمْرٍو» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وأَمُّ سَعْدٍ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... جَلَادَةً وَجِدَّا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَهْلًا يَا أُمَّ سَعْدٍ، لَا تَذْكُرِي سَعْدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عُمَرُ، فَكُلُّ بَاكِيَةٍ مُكَذَّبَةٌ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ مَا قَالَتْ مِنْ خَيْرٍ فَلَمْ تَكْذِبْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَ الْأَحْزَابِ فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ، فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِالنَّارِ فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَنَزَفَهُ، فَحَسَمَهُ أُخْرَى» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ مِنْ رَمْيَتِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: «جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ، فَقَدْ أَنْجَزْتَ اللَّهَ مَا وَعَدْتَهُ، وَلَيُنْجِزَنَّكَ اللَّهُ مَا وَعَدَكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " لَمَّا أُخْرِجَ سَرِيرُ سَعْدٍ قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَةَ سَعْدٍ، أَوْ سَرِيرُ سَعْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ شَهِدُوا جَنَازَةَ سَعْدٍ، أَوْ سَرِيرَ سَعْدٍ، مَا وَطِئُوا الْأَرْضَ قَبْلَ الْيَوْمِ» قَالَ: وَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُغْسَلُ فَقَبَضَ [ص: 430] رُكْبَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَخَلَ مَلَكٌ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَكَانٌ فَأَوْسَعْتُ لَهُ» . قَالَ: وَأُمُّهُ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... بَرَاعَةً وَنَجْدًا بَعْدَ أَيَادٍ يَا لَهُ وَمَجْدَا ... مُقَدَّمًا سَدَّ بِهِ مَسَدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْبَوَاكِي يَكْذِبْنَ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ رَجُلًا جَسِيمًا، جَزْلًا، جَعَلَ الْمُنَافِقُونَ وَهُمْ يَمْشُونَ خَلْفَ سَرِيرِهِ يَقُولُونَ: لَمْ نَرَ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَخَفَّ، وَقَالُوا: أَتَدْرُونَ لِمَ ذَاكَ؟ ذَاكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحْمِلُ سَرِيرَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّهُ شَهِدَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الْأَرْضِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ضُمَّ صَاحِبُكُمْ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَنْزِلُوا الْأَرْضِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ» يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: " لَمَّا دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَعْدًا قَالَ: «لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ لَنَجَا سَعْدٌ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً اخْتَلَفَتْ مِنْهَا أَضْلَاعُهُ مِنْ أَثَرِ الْبَوْلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ قَبْرِ سَعْدٍ: «لَقَدْ ضُغِطَ ضَغْطَةً، أَوْ هُمِزَ هُمَزَةً لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا بِعَمَلٍ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَدَّ عَلَى قَبْرِ سَعْدٍ ثَوْبًا، أَوْ مُدَّ وَهُوَ شَاهِدٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي أَمَامَ جَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ شُيُوخٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمَلَ جَنَازَةَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ بَيْتِهِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ حَتَّى خَرَجَ بِهِ مِنَ الدَّارِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالدَّارُ تَكُونُ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «كُنْتُ أَنَا مِمَّنْ حَفَرَ لِسَعْدٍ قَبْرَهُ بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ يَفُوحُ عَلَيْنَا الْمِسْكُ كُلَّمَا حَفَرْنَا قَتَرَةً مِنْ تُرَابٍ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى اللَّحْدِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 قَالَ رُبَيْحٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ قَالَ: «أَخَذَ إِنْسَانٌ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ فَذَهَبَ بِهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا هِيَ مِسْكٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ: «أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابِ قَبْرِ سَعْدٍ يَوْمَ دُفِنَ فَفَتَحَهَا بَعْدُ فَإِذَا هِيَ مِسْكٌ» [ص: 432] رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ فَرَغْنَا مِنْ حُفْرَتِهِ وَوَضَعْنَا اللِّبَنَ وَالْمَاءَ عِنْدَ الْقَبْرِ وَحَفَرْنَا لَهُ عِنْدَ دَارِ عَقِيلٍ الْيَوْمَ، وَطَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْنَا فَوَضَعَهُ عِنْدَ قَبْرِهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ مَا مَلَأَ الْبَقِيعَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قَبْرِ سَعْدٍ نَزَلَ فِيهِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ: الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ، وَأَبُو نَائِلَةَ سِلْكَانُ بْنُ سَلَامَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاقِفٌ عَلَى قَدَمَيْهِ فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ تَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَسَبِّحَ ثَلَاثًا، فَسَبَّحَ الْمُسْلِمُونَ ثَلَاثًا، حَتَّى ارْتَجَّ الْبَقِيعُ، ثُمَّ كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثًا وَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ ثَلَاثًا حَتَّى ارْتَجَّ الْبَقِيعُ بِتَكْبِيرِهِ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَا بِوَجْهِكَ تَغَيُّرًا، وَسَبَّحْتَ ثَلَاثًا، قَالَ: «تَضَايَقَ عَلَى صَاحِبِكُمْ قَبْرُهُ وَضُمَّ ضَمَّةً لَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا سَعْدٌ مِنْهَا، ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُصَيْنِ: «أَنَّ سَعْدًا غَسَّلَهُ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ يَصُبُّ الْمَاءَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَاضِرٌ، فَغُسِلَ بِالْمَاءِ الْغَسْلَةَ الْأُولَى، وَالثَّانِيَةَ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، وَالثَّالِثَةَ بِالْمَاءِ وَالْكَافُورِ، ثُمَّ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ صُحَارِيَّةٍ، أُدْرِجَ فِيهَا إِدْرَاجًا، وَأُتِيَ بِسَرِيرٍ كَانَ عِنْدَ النُّبَيْطِ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَوْتَى فَوُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ، فَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ يَحْمِلُهُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِهِ حِينَ رُفِعَ مِنْ دَارِهِ إِلَى أَنْ خَرَجَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ قَالَ: " جَاءَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ تَنْظُرُ إِلَى سَعْدٍ فِي اللَّحْدِ فَرَدَّهَا النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ [ص: 433] صلّى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا» ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ اللِّبَنُ وَالتُّرَابُ، فَقَالَتْ: احْتَسَبْتُكَ عِنْدَ اللَّهِ، وَعَزَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرِهِ، وَجَلَسَ نَاحِيَةً، وَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَرُدُّونَ تُرَابَ الْقَبْرِ وَيُسَوُّونَهُ، وَتَنَحَّى رَسُولُ اللَّهِ فَجَلَسَ حَتَّى سُوِّيَ عَلَى قَبْرِهِ وَرُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى الْفِطْرِيِّينَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ قَالَ: «دُفِنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ إِلَى أُسِّ دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا كَانَ أَحَدٌ أَشَدُّ فَقْدًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا مِنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «كَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَجُلًا أَبْيَضَ، طُوَالًا، جَمِيلًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، أَعْيَنَ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، فَرُمِيَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَمَاتَ مِنْ رَمْيَتِهِ تِلْكَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ سَعْدًا، قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيرَ، قَالَ: إِنَّمَا تَفَسَّخَتْ أَعْوَادُهُ، قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: «ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ [ص: 434] : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدِ اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ غِلْمَانُ الْأَنْصَارِ يَتَلَقَّوْنَ أَهْلِيهِمْ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقِدَمِ مَا لَكَ، وَأَنْتَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ؟ قَالَتْ: فَكَشَفَ رَأْسَهُ وَقَالَ: صَدَقْتِ لَعَمْرِي، لَيَحِقَّنَّ أَنْ لَا أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ، قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» ، قَالَتْ: وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأُمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: «أَلَا يَرْقَأُ دَمْعُكِ، وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ بِأَنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ؟» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدِ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» فَرَحًا بِهِ قَالَ: قَوْلُهُ: فَرَحًا بِهِ، تَفْسِيرٌ مِنَ الْحَسَنِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ [ص: 435] رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِرُوحِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَا: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِي مِنْهُ لَفَعَلْتُ، وَهُوَ يَقُولُ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ مَاتَ: «اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَحُمِلَتْ جَنَازَتُهُ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِجَنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ: أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُتِيَ بِثَوْبِ حَرِيرٍ فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هَذَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَوْبُ حَرِيرٍ، فَجَعَلْنَا نَلْمَسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُعْجِبُكُمْ هَذَا؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: «وَأَلْيَنُ» ، وَقَالَ الْفَضْلُ: «أَوْ أَلْيَنُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ وَاقِدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى وَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ سَعْدًا، كَانَ سَعْدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ [ص: 436] : " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ بِجُبَّةٍ مِنْ دِيبَاجٍ مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ، فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمْسَحُونَهَا وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَتَعْجَبُونَ مَنْ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، قَالَ: «فَوَاللَّهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَلَيْسَ لِعَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ عَقِبٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ وَبَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ» وَقَالُوا: شَهِدَ عَمْرُو بْنُ مُعَاذٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، قَتَلَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ، وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ قُتِلَ اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَقُتِلَ عُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَبْلَهُ يَوْمَ بَدْرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 وَابْنُ أَخِيهِمِا [ص: 437] الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا أَوْسٍ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَلَيْسَ لِلْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ وَعَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ» قَالُوا: وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ بَدْرًا، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ وَأَصَابَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ بِسَيْفِهِ وَهُمْ يَضْرِبُونَ كَعْبًا، فَكَلَمَهُ فِي رِجْلِهِ فَنَزَفَ الدَّمَ، فَاحْتَمَلَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 الْحَارِثُ بْنُ أَنَسٍ وَأَنَسٌ هُوَ أَبُو الْحَيْسَرِ بْنُ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ شَرِيكِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ وَلَيْسَ لِلْحَارِثِ بْنِ أَنَسٍ عَقِبٌ. شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ أَبُو الْحَيْسَرِ قَدْ قَدِمَ مَكَّةَ وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْعُمْرَةَ فَنَزَلُوا عَلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَكْرَمَهُمْ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ وَإِلَى قُرَيْشٍ أَنْ يُحَالِفُوهُمْ عَلَى قِتَالِ الْخَزْرَجِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ " بَعُدَتْ دَارُكُمْ مِنَّا، مَتَى يُجِيبُ دَاعِيَنَا صَرِيخُكُمْ، وَمَتَى يُجِيبُ دَاعِيَكُمْ صَرِيخُنَا، وَسَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: " هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى عِبَادِهِ، أَدْعُوَهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ "، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: يَا قَوْمِ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ كَفًّا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَرَمَى بِهَا وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَشْغَلَنَا عَنْ هَذَا، مَا قَدِمَ وَفْدٌ إِذًا عَلَى قَوْمٍ بِشَرٍّ مِمَّا قَدِمْنَا بِهِ عَلَى قَوْمِنَا، إِنَّا خَرَجْنَا نَطْلُبُ حِلْفَ قُرَيْشٍ عَلَى عَدُوِّنَا فَنَرْجِعُ بِعَدَاوَةِ قُرَيْشٍ مَعَ عَدَاوَةِ الْخَزْرَجِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَأَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ، يَقُولُونَ: «لَمْ يَنْشَبْ إِيَاسٌ حِينَ رَجَعَ أَنْ مَاتَ، فَلَقَدْ سَمِعْنَاهُ يُهَلِّلُ حَتَّى مَاتَ، فَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ مَاتَ مُسْلِمًا لَمَّا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو الْحَيْسَرِ وَأَصْحَابُهُ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ لُقِيِّهِ إِيَّاهُمْ بِذِي الْمَجَازِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَلِسَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعْثُهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَرِيَّةً إِلَى مَنَاةَ بِالْمُشَلَّلِ فَهَدَمَهُ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَوْفٍ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ وَهِيَ عَمَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَكَانَ لِسَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ مِنَ الْوَلَدِ: عَوْفٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمَيْمُونَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَلِيِّ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ مِنَ الْجَعَادِرَةِ مِنْ سَاكِنِي رَاتِجٍ مِنَ الْأَوْسِ، حُلَفَاءٍ لِبَنِي زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمَ، وَشَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ، أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالُوا [ص: 440] : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ وَأَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ» وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ. قَالُوا: وَشَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: كَانَ يُكْنَى أَبَا الرَّبِيعِ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَيْرَهَا، فَانْقَرَضَتْ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ، وَأَسْلَمَ عَبَّادٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ وَبَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ بَدْرًا وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ وَمُزَيْنَةَ يُصَدِّقْهُمْ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا، وَانْصَرَفَ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ بَعْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 مُعَيْطٍ يُصَدِّقْهُمْ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا وَانْصَرَفَ رَاضِيًا، وَجَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَقَاسِمِ حُنَيْنٍ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى حَرَسِهِ بِتَبُوكَ مِنْ يَوْمِ قَدِمَ إِلَى أَنْ رَحَلَ، وَكَانَ أَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَكَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ بَلَاءٌ وَغَنَاءٌ وَمُبَاشَرَةٌ لِلْقِتَالِ، وَطَلَبٌ لِلشَّهَادَةِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ يَقُولُ: " يَا أَبَا سَعِيدٍ، رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ كَأَنَّ السَّمَاءَ قَدْ فُرِجَتْ لِي ثُمَّ أُطْبِقَتْ عَلَيَّ، فَهِيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الشَّهَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ خَيْرًا وَاللَّهِ رَأَيْتَ، قَالَ: فَأَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَإِنَّهُ لَيَصِيحُ بِالْأَنْصَارِ: احْطِمُوا جُفُونَ السُّيُوفِ، وَتَمَيَّزُوا مِنَ النَّاسِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا، فَأَخْلَصُوا أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَا يُخَالِطُهُمْ أَحَدٌ، يَقْدُمُهُمْ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو دُجَانَةَ وَالْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْحَدِيقَةِ فَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقُتِلَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَرَأَيْتُ بِوَجْهِهِ ضَرْبًا كَثِيرًا مَا عَرَفْتُهُ إِلَّا بِعَلَامَةٍ كَانَتْ فِي جَسَدِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 سَلَمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ الْيَمَانِ، وَهُوَ حُسَيْلُ بْنُ جَابِرٍ، وَهِيَ أُخْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، شَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ ثَابِتٍ بَدْرًا وَشَهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَبُوهُ ثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ وَعَمُّهُ رِفَاعَةُ بْنُ وَقْشٍ شَهِيدَيْنِ مَعَ [ص: 442] رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ لِسَلَمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ سَكَنَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ عَقْرَبُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ لِرَافِعٍ مِنَ الْوَلَدِ أُسَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمَا عَقْرَبُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَلَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ رَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةُ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَنْسِبُونُ رَافِعًا عَلَى هَذَا النَّسَبِ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولَانِ: رَافِعُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لَيْسَ فِي بَنِي زَعُورَاءَ سَكَنَ، وَإِنَّمَا سَكَنَ فِي بَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَقَالَ: هُوَ رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَهْمٍ وَاسْمُهَا خُلَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَشَرَةُ نَفَرٍ وَسِتُّ نِسْوَةٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُمُّ عِيسَى، وَأُمُّ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّ أَحْمَدَ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَهُوُ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ مِنَ الْأَوْسِ. وَسَعْدٌ وَجَعْفَرٌ وَأُمُّ زَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ ضَمْضَمٍ مِنْ بَنِي مَرَّةَ بْنِ عَوْفٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. وَعُمَرُ وَأُمُّهُ زَهْرَاءُ بِنْتُ عَمَّارِ بْنِ مَعْمَرٍ مِنْ بَنِي مَرَّةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي خُصَيْلَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. وَأَنَسٌ، وَعُمْرَةُ وَأُمُّهُمَا مِنَ الْأَطْبَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ كَلْبٍ. وَقَيْسٌ، وَزَيْدٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَمَحْمُودٌ لَا عَقِبَ لَهُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَأَسْلَمَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَشَهِدَ مُحَمَّدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا خَلَا تَبُوكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 الْأَشْرَفِ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الْقُرْطَاءِ وَهُمْ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَبَعْثَهُ أَيْضًا إِلَى ذِي الْقَصَّةِ سَرِيَّةً فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ فَانْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ قَدَّمَ الْخَيْلَ أَمَامَهُ وَهِيَ مِائَةُ فَرَسٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ، سَلُونِي عَنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَوَاطِنِهِ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْهُ فِي غَزْوَةٍ قَطُّ، إِلَّا وَاحِدَةً، فِي تَبُوكَ، خَلَّفَنِي عَلَى الْمَدِينَةِ، وَسَلُونِي عَنْ سَرَايَاهُ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا سَرِيَّةٌ تَخْفَى عَلَيَّ، إِمَّا أَنْ أَكُونَ فِيهَا، أَوْ أَنْ أَعْلَمَهَا حِينَ خَرَجَتْ " أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَكَانَ رَجُلًا أَسْوَدَ طَوِيلًا عَظِيمًا. قَالَ: وَزَادَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي صِفَتِهِ فَقَالَ: كَانَ مُعْتَدِلًا أَصْلَعَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَعْطَى مُحَمَّدَ بْنِ مَسْلَمَةَ سَيْفًا فَقَالَ: «قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مَا قُوتِلُوا، فَإِذَا رَأَيْتَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَأْتِ بِهِ أُحُدًا فَاضْرِبْهُ بِهِ حَتَّى تَقْطَعَهُ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ ضُبَيْعَةَ بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ رَجُلًا لَا تَنْقُصُهُ الْفِتْنَةُ شَيْئًا، فَقُلْنَا مَنْ هُوَ؟ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ "، فَلَمَّا مَاتَ حُذَيْفَةُ وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ، خَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ [ص: 445] مِنَ النَّاسِ فَأَتَيْتُ أَهْلَ مَاءٍ، فَإِذَا أَنَا بِفُسْطَاطٍ مَضْرُوبٍ مُتَنَحٍّى تَضْرِبُهُ الرِّيَاحُ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْفُسْطَاطُ؟ قَالُوا: لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكُ اللَّهُ، أَرَاكَ رَجُلًا مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، تَرَكْتَ بَلَدَكَ، وَدَارَكَ، وَأَهْلَكَ، وَجِيرَتَكَ، قَالَ: «تَرَكْتُهُ كَرَاهِيَةَ الشَّرِّ، مَا فِي نَفْسِي أَنْ تَشْتَمِلَ عَلَى مِصْرَ مِنْ أَمْصَارِهِمْ حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: " أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَيْفًا فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، جَاهِدْ بِهَذَا السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِئَتَيْنِ تَقْتَتِلَانِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ حَتَّى تَكْسِرَهُ، ثُمَّ كُفَّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ» ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَكَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا كَانَ خَرَجَ إِلَى صَخْرَةٍ فِي فِنَائِهِ فَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِسَيْفِهِ حَتَّى كَسَرَهُ " أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: " وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يُقَالُ لَهُ فَارِسُ نَبِيِّ اللَّهِ، قَالَ: فَاتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ عُودٍ قَدْ نَحَتَهُ وَصَيَّرَهُ فِي الْجَفْنِ مُعَلَّقًا فِي الْبَيْتِ، وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّقْتُهُ أُهَيِّبُ بِهِ ذَاعِرًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ سُعَادُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَبَنُو حَرِيسِ بْنِ عَدِيٍّ دَعْوَتُهُمْ وَدَارُهُمْ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَقَدِ انْقَرَضُوا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، وَقُتِلَ بِالْعِرَاقِ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ الصَّعْبَةُ بِنْتُ التَّيِّهَانِ بْنِ مَالِكٍ، أُخْتُ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ أَخُو رَافِعِ بْنِ سَهْلٍ، وَهُمَا اللَّذَانِ خَرَجَا إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ وَهُمَا جَرِيحَانِ يَحْمِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا ظَهْرٍ. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا أَخُوهُ رَافِعُ بْنُ سَهْلٍ، وَشَهِدَا الْخَنْدَقَ، وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ شَهِيدًا، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُوَيْفٍ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ، وَهُمْ أَهْلُ رَاتِجٍ، إِلَّا أَنَّ فِيَ أَهْلِ رَاتِجٍ قَوْمًا مِنْ غَسَّانَ مِنْ وَلَدِ عُلْبَةَ بْنِ جَفْنَةَ خُلَفَاؤُهُمْ آلُ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَهُمُ الْيَوْمَ عَقِبٌ يَسْكُنُونَ الصَّفْرَاءَ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ سَهْلٍ وَأَنَّ عَمَّهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 الْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُوَ مِنَ الْقَوَاقِلَةِ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَدَارُهُ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَيُكْنَى الْحَارِثُ أَبَا بَشِيرٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ خَزَمَةَ وَإِيَاسِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَشَهِدَ الْحَارِثُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، لَا عَقِبَ لَهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ يَعْنِي مِنَ الْأَوْسِ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَنَّهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَقُولُ: لَوِ انْفَلَقَتْ عَنِّي رَوْثَةٌ لَانْتَسَبْتُ إِلَيْهَا مَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ الَّذِي وَرِثَهُ وَوَرِثَ ابْنَتَهُ أُمَيْمَةُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهَا الضَّحَّاكُ بْنُ خَلِيفَةَ الْأَشْهَلِيُّ وَرِثَهُمَا بِالْقُعْدُدِ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَأَخُوهُ آخِرُ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَكْرَهُ الْأَصْنَامَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُؤَفِّفُ بِهَا، وَيَقُولُ بِالتَّوْحِيدِ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَكَانَا مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَيُجْعَلُ أَبُو الْهَيْثَمِ أَيْضًا فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِذَلِكَ وَأَفْشَوْا بِهَا الْإِسْلَامَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا إِنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا وَقَدْ شَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُمْ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَشَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا، فَخَرَصَ عَلَيْهِمُ التَّمْرَةَ وَذَلِكَ بَعْدَمَا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بِمُؤْتَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: " كَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ يَخْرُصُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَأَبَى، فَقَالَ: قَدْ خَرَصْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ إِذَا خَرَصْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ فَرَجَعْتُ دَعَا اللَّهَ لِي، قَالَ: فَتَرَكَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: «تُوُفِّيَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شُيُوخَ أَهْلِ الدَّارِ يَعْنِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَقُولُونَ: «مَاتَ أَبُو الْهَيْثَمِ سَنَةَ عِشْرِينَ بِالْمَدِينَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا [ص: 449] مِمَّنْ رَوَى أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَبْلَنَا يَعْرِفُ ذَلِكَ وَلَا يُثْبِتُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ وَقِصَّتُهُ فِي نَسَبِهِ مِثْلَ مَا حَكَيْنَا فِي أَمْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ وَأُمُّهُ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَأُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ لَيْلَى بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرٍو، كَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ: عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالُوا: هُوَ عَتِيكُ بْنُ التَّيِّهَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: وَرَأَيْتُ بِخَطِّ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ بِيَدِهِ: عَتِيكَ بْنَ التَّيِّهَانِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَقَدْ شَهِدَ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْقَارِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَشَهِدَ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ لِعُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا، وَعَبَّادٌ، وَأُمُّهُمَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ مِنْ وَلَدِ عُلْبَةَ بْنِ جَفْنَةَ الْغَسَّانَيِّ وَهُمْ حُلَفَاؤُهُمْ وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ لِعُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ عَقِبٌ. خَمْسَةَ عَشَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 أَبُو عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جَشْمِ بْنِ حَارِثَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ، وَكَانَ لِأَبِي عَبْسٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَمَحْمُودٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عِيسَى بِنْتُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ، وَهِيَ أُخْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ. وَزَيْدٌ، وَحُمَيْدَةُ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمَّهُمَا، وَلِأَبِي عَبْسٍ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي حَارِثَةَ حِينَ أَسْلَمَا. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ وَبَيْنَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَهُوَ زَوْجُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أَبُو عَبْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ، وَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يَبْعَثَانِهِ يُصَدِّقُ النَّاسَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي عَبْسٍ الْحَارِثِيِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ: " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ جَاءَ يَعُودُهُ وَهُوَ فِي غَمْيِهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ عُثْمَانُ: " كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: صَالِحًا، وَجَدْنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ صَالِحًا، إِلَّا عُقُولًا هَلَكَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْعُمَّالِ لَمْ نَكَدْ نَتَخَلَّصُ مِنْهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ مِنْ وَلَدِ [ص: 451] أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: «مَاتَ أَبُو عَبْسٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ وَقَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكُلُّهُمْ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ سَعْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَقَدِ انْقَرَضُوا، وَشَهِدَ مَسْعُودٌ بَدْرًا وَأُحُدًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي حَارِثَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلَابِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَاسْمُ أَبِي بُرْدَةَ هَانِئٌ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَهُوَ خَالُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: " أَنَّ مَنْ سَمَّيْنَا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي حَارِثَةَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: أَبُو عَبْسٍ [ص: 452] ، وَمَسْعُودٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، ثَبَتَ عَلَى مَا سَمَّيْنَا مِنْ أَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَبُو بُرْدَةَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ حَفِظَهَا عَنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، يَقُولُ: «مَاتَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ» ثَلَاثَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 وَمِنْ بَنِي ظَفَرٍ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يُكْنَى أَبَا عُمَرَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ لِقَتَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْقَوَاقِلِ حُلَفَاءٌ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَعَمْرٌو وَحَفْصَةُ وَأُمُّهُمَا الْخَنْسَاءُ بِنْتُ خُنَيْسٍ الْغَسَّانَيُّ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جُرَيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: وَلَيْسَ لِقَتَادَةَ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ عَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ ابْنَا عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَكَانَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالسِّيرَةِ وَغَيْرِهَا وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ شَهِدَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَكَانَ قَتَادَةُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَرُمِيَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِيَ امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَإِنْ هِيَ رَأَتْ عَيْنِي خَشِيتُ أَنْ تُقْذِرَنِيَ، قَالَ: فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فَاسْتَوَتْ وَرَجَعَتْ وَكَانَتْ أَقْوَى عَيْنَيْهِ وَأَصَحَّهُمَا بَعْدَ أَنْ كَبِرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: «أَنَّ حَدَقَةَ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ سَقَطَتْ، أَوْ عَيْنُهُ، عَلَى وَجْنَتِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ، فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ وَأَحَدَّهُمَا» وَشَهِدَ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي ظَفَرٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «مَاتَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِالْمَدِينَةِ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 عُبَيْدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَيُكْنَى أَبَا النُّعْمَانِ وَأُمُّهُ لَمِيسُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ، فَانْقَرَضُوا وَذَهَبُوا، وَشَهِدَ عُبَيْدٌ بَدْرًا، وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وَعَقِيلًا فَقَرَنَهُمْ فِي حَبْلٍ وَأَتَى بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله [ص: 454] عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ كَرِيمٌ» ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ مُقْرِنًا، وَبَنُو سَلَمَةَ يَدَّعُونَ أَنَّ أَبَا الْيَسَرِ كَعْبَ بْنَ عَمْرٍو أَسَرَ الْعَبَّاسَ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَجْمَعَ عَلَى ذِكْرِ عُبَيْدٍ فِي بَدْرٍ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَهَذَا عِنْدَنَا مِنْهُ وَهْمٌ أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ، لِأَنَّ أَمْرَ عُبَيْدِ بْنِ أَوْسٍ كَانَ أَشْهَرَ فِي بَدْرٍ مِنْ أَنْ يَخْفَى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 نَصْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَأُمُّهُ سَوْدَةُ بِنْتُ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ وَكَانَتْ لِأَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحٍ أَيْضًا صُحْبَةٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ وَذَهَبُوا، هَكَذَا سَمَّاهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي اسْمِهِ وَنَسَبِهِ أَنَّهُ نَصْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ نُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَهَذَا غَلَطٌ، وَلَا أَظُنُّ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِ رُوَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي ظَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ تَيمِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَنَسَبَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ مُعَتِّبَ بْنَ عُبَيْدٍ وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَسَمَّاهُمَا فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَلَمْ يَنْسُبْهُمَا وَقَالَ: هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عَبْدَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَلَمْ يَذْكُرْهُمَا فِي كِتَابِ النَّسَبِ بِشَيْءٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ الرَّجِيعِ فَأَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ فَشَدُّوهُ رِبَاطًا لِيُدْخِلُوهُ مَكَّةَ مَعَ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ فَلَمَّا كَانَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أُصَاحِبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةٌ، يَعْنِي أَصْحَابَهُ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ، وَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ رِبَاطِهِ ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ فَانْحَازُوا عَنْهُ فَجَعَلَ يَشُدُّ فِيهِمْ وَيُفْرِجُونَ عَنْهُ، فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَبْرُهُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَكَانَ يَوْمُ الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ تَيْمِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عَبْدَةَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو الْبَلَوِيُّ حَلِيفُ بَنِي ظَفَرٍ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ نَسَبُهُ فِي بَنِي ظَفَرٍ جَعَلَهُ مِنْ بَلِيٍّ لِمَكَانِ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَارِقٍ، وَلَيْسَ لِمُعَتِّبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَقِبٌ، وَوَرِثَهُ ابْنُ عَمِّهِ أُسَيْرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ، وَشَهِدَ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ. خَمْسَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ نُسَيْبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَعَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَيُقَالُ: بَلْ بَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمُجَذِّرِ بْنِ زِيَادٍ، وَشَهِدَ مُبَشِّرٌ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو ثَوْرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْهَمَ لِمُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَقَدِمَ بِسَهْمِهِ عَلَيْنَا مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 وَأَخُوهُ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ نَسِيبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُدْعَى مُلَيْكَةُ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، وَأُمُّهَا ظَبْيَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ [ص: 457] شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 وَأَخُوهُمَا أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَاسْمُهُ بَشِيرٌ وَأُمُّهُ أَيْضًا نَسِيبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَكَانَ لِأَبِي لُبَابَةَ مِنَ الْوَلَدِ السَّائِبُ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَلُبَابَةُ وَبِهَا كَانَ يُكْنَى، تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأُمُّهَا نَسِيبَةُ بِنْتُ فَضَالَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا لُبَابَةَ مِنَ الرَّوْحَاءِ حِينَ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، وَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ مِنْ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلَّفَ أَبَا لُبَابَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» وَشَهِدَ أَبُو لُبَابَةَ أُحُدًا وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيْضًا عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ السَّوِيقِ، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَائِرَ الْمَشَاهِدِ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو لُبَابَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَقَبْلَ قَتْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ، وَارْتَبَطَ أَبُو لُبَابَةَ إِلَى مَوْضِعِ الْإِسْطِوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَصَابَ الذَّنْبَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 سَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْقَارِئُ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَيَرْوِي الْكُوفِيُّونَ أَنَّهُ فِيمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَنْسِبَانِهِ: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَابْنُهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ وَالِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى بَعْضِ الشَّامِ، وَقُتِلَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ شَهِيدًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشَرَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِسَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ: قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ انْهَزَمَ يَوْمَ أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَكَانَ يُسَمَّى الْقَارِئُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسَمَّى الْقَارِئَ غَيْرَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " هَلْ لَكَ فِي الشَّامِ؟، فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ نُزِفُوا بِهِ، وَإِنَّ الْعَدُوَّ قَدْ ذَئِرُوا عَلَيْهِمْ، وَلَعَلَّكَ تَغْسِلُ عَنْكَ الْهُنَيْهَةَ، قَالَ: لَا، إِلَّا الْأَرْضَ الَّتِي فَرَرْتُ مِنْهَا، وَالْعَدُوَّ الَّذِينَ صَنَعُوا بِي مَا صَنَعُوا، قَالَ: فَجَاءَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فَقُتِلَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: «إِنَّا لَاقُو الْعَدُوَّ غَدًا، وَإِنَّا مُسْتَشْهَدُونَ غَدًا، فَلَا تَغْسِلُوا عَنَّا دَمًا، وَلَا نُكَفَّنَ إِلَّا فِي ثَوْبٍ كَانَ عَلَيْنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لِعُوَيْمٍ مِنَ الْوَلَدِ: عُتْبَةُ، وَسُوَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَقَرَظَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَدْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضِبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ يَقُولُ: عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ صَلْعَجَةَ، وَلَمْ نَجِدْ صَلْعَجَةَ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّهُ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ، وَلِعُوَيْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبِدَرْبِ الْحَدَثِ، وَعُوَيْمٌ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا، وَشَهِدَ عُوَيْمٌ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ أَنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ وَحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يُخْبِرُ أَبَاهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نِعْمَ الْعَبْدُ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ» . قَالَ مُوسَى: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مِنْهُمْ [ص: 460] عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ» قَالَ مُوسَى: وَكَانَ عُوَيْمٌ أَوَّلَ مَنْ غَسَلَ مَقْعَدَتَهُ بِالْمَاءِ فِيمَا بَلَغَنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحَيْنَ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُمَا يُرِيدَانِ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ فَذَكَرَا مَا تَمَالَأَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، وَقَالَا: " أَيْنَ تُرِيدَانِ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَالَا: نُرِيدُ إِخْوَتَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: " أَنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقُوهُمَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ، فَأَمَّا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فَهُوَ الَّذِي بَلَغَنَا أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: " مَنِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْمَرْءُ مِنْهُمْ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ» قَالَ: «وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ ذَكَرَ مِنْهُمْ رَجُلًا غَيْرَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ» قَالَ: وَتُوُفِّيَ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ حَوْطِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لِثَعْلَبَةَ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَيْرٌ وَأُمُّهُمْ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ، وَرِفَاعَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعِيَاضٌ وَعُمَيْرَةُ وَأُمُّهُمْ لُبَابَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ مِنْ غَطَفَانَ، وَلِثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ وَمُعَتِّبِ بْنِ الْحَمْرَاءِ مِنْ خُزَاعَةَ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ، وَشَهِدَ ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 وَأَخُوهُ [ص: 461] الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ صَامِتِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا وَلَهُ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ قَالَ: «رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ الْحَارِثَ بْنَ حَاطِبٍ مِنَ الرَّوْحَاءِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى بَدْرٍ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي شَيْءٍ أَمَرَهُ بِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» . وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الْحَارِثُ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ وَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ فَوْقِ الْحِصْنِ فَدَمَغَهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 رَافِعُ ابْنُ عَنْجَدَةَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ عَبْدُ الْحَارِثِ وَهُوَ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ، وَبَلِيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَحْدَهُ يَقُولُ: عَامِرُ بْنُ عَنْجَدَةَ. قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ رَافِعِ ابْنِ عَنْجَدَةَ وَالْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَشَهِدَ رَافِعٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَلَا عَقِبَ لَهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 عُبَيْدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ بَلِيًّا مِنْ قُضَاعَةَ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمِنَ النَّاسِ مِنْ يَنْسُبْهُ وَيَنْسُبُ رَافِعَ ابْنَ عَنْجَدَةَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ طَلَبْتُ وَلِادَتَهُمَا وَنَسَبَهُمَا فِي أَنْسَابِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَيْسَ لَهُمَا عَقِبٌ، وَشَهِدَ عُبَيْدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ. تِسْعَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 وَمِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، وَقَيْسٌ هُوَ أَبُو الْأَقْلَحِ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهُ الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَكَانَ لِعَاصِمٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ، مِنْ وَلَدِهِ الْأَحْوَصُ الشَّاعِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ. وَيُكْنَى عَاصِمٌ أَبَا سُلَيْمَانَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَشَهِدَ عَاصِمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَتَلَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ أَصْحَابِ اللِّوَاءِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْحَارِثَ وَمُسَافِعًا ابْنَيْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأُمُّهُمَا سُلَافَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الشَّهِيدِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَنَذَرَتْ أَنْ تَشْرَبَ فِي قِحْفِ رَأْسِ عَاصِمٍ الْخَمْرَ وَجَعَلَتْ لِمَنْ جَاءَ بِرَأْسِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ، فَقَدِمَ نَاسٌ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 مِنْ هُذَيْلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ أَنْ يُوَجِّهَ مَعَهُمْ نَفَرًا يُقْرِئُونَهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَوَجَّهَ مَعَهُمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا قَدِمُوا بِلَادَهُمْ قَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ: اسْتَأْسِرُوا، فَإِنَّا لَا نُرِيدُ قَتْلَكُمْ، وَإِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ نُدْخِلَكُمْ مَكَّةَ فَنُصِيبَ بِكُمْ ثَمَنًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ جِوَارَ مُشْرِكٍ أَبَدًا، وَجَعَلَ يُقَاتِلُهُمْ وَيَرْتَجِزُ وَرَمَى حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلَهُ، ثُمَّ طَاعَنَهُمْ حَتَّى انْكَسَرَ رُمْحُهُ، وَبَقِيَ السَّيْفُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي حَمَيْتُ دِينَكَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَاحْمِ لِي لَحْمِي آخِرَهُ. وَكَانُوا يُجَرِّدُونَ كُلَّ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ فَجَرَحَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ وَقَتَلَ وَاحِدًا وَجَعَلَ يَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ وَمِثْلِي رَامَا ... وَرِثْتُ مَجْدِي مَعْشَرًا كِرَامَا أُصِيبَ مَرْثَدٌ وَخَالِدٌ قِيَامَا ثُمَّ شَرَعُوا فِيهِ الْأَسِنَّةَ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَأَرَادُوا أَنْ يَحْتَزُّا رَأْسَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ الدَّبْرَ فَحَمَتْهُ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي اللَّيْلِ سَيْلًا أَتِيًّا فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ بِهِ فَلَمْ يَصِلُوا إِلَيْهِ، وَكَانَ عَاصِمٌ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَلَا يَمَسَّ مُشْرِكًا وَلَا يَمَسُّهُ، وَكَانَ قَتْلُهُ وَقَتْلُ أَصْحَابِهِ يَوْمَ الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 أَبُو مُلَيْلِ بْنُ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ الْأَشْرَفِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 عُمَيْرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ مَعْبَدٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَحَدُ الْمِائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ الَّذِينَ تَكَفَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِأَرْزَاقِهِمْ. أَرْبَعَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 أُنَيْسُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ هَكَذَا كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ: أُنَيْسٌ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ يَقُولُ: إِلْيَاسُ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: أَنَسٌ، وَهُوَ زَوْجُ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَسَدِيَّةِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ، وَلَيْسَ لِأُنَيْسٍ عَقِبٌ وَاحِدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 وَمِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ كُلُّهُمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدْمِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَلِمَعْنٍ عَقِبٌ الْيَوْمَ، وَشَهِدَ مَعْنٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَهُمَا يُرِيدَانِ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ إِنْ لَا تَقْرَبُوهُمُ وَاقْضُوا أَمْرَكُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ بَكَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَقَالُوا: " وَاللَّهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا مِتْنَا قَبْلَهُ، نَخْشَى أَنْ نُفْتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنٌ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي مُتُّ قَبْلَهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ مَيِّتًا كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيًّا» وَقُتِلَ مَعْنٌ بِالْيَمَامَةِ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 وَأَخُوهُ [ص: 466] عَاصِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى بَدْرٍ خَلَّفَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ عَلَى قُبَاءٍ وَأَهْلِ الْعَالِيَةِ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ وَمَعَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ فَأَحْرَقَا مَسْجِدَ الضِّرَارِ بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ بِالنَّارِ، وَكَانَ عَاصِمٌ إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةَ سَنَةٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ [ص: 467] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ نُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " خَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَسْتَعْرِضُ النَّاسَ فَكُلَّمَا سَمِعَ أَذَانًا لِلْوَقْتِ كَفَّ وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ بِبُزَاخَةَ بَعَثَ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ طَلِيعَةً أَمَامَهُ يَأْتِيَانِهِ بِالْخَبَرِ وَكَانَا فَارِسَيْنِ عُكَّاشَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ الزَّرَامُ، وَثَابِتٌ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ الْمُحَبَّرُ فَلَقِيَا طُلَيْحَةَ وأخاه سَلَمَةَ ابْنَيْ خُوَيْلِدٍ طَلِيعَةً لِمَنْ وَرَاءَهُمَا مِنَ النَّاسِ فَانْفَرَدَ طُلَيْحَةُ بِعُكَّاشَةَ وَسَلَمَةُ بِثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ، فَلَمْ يَلْبَثْ سَلَمَةُ أَنْ قَتَلَ ثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ، وَصَرَخَ طُلَيْحَةُ بِسَلَمَةَ: «أَعِنِّي عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَاتِلِي» ، فَكَرَّ سَلَمَةُ عَلَى عُكَّاشَةَ فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا، وَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ قَتِيلًا تَطَؤُهُ الْمَطِيُّ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَمْ يَسِيرُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى وَطِئُوا عُكَّاشَةَ قَتِيلًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: «كُنَّا نَحْنُ الْمُقَدِّمَةُ مِائَتَيْ فَارِسٍ وَعَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمَامَنَا، فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمَا سِيءَ بِنَا، وَخَالِدٌ وَالْمُسْلِمُونَ وَرَاءَنَا بَعْدُ، فَوَقَفْنَا عَلَيْهِمَا حَتَّى طَلَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَسِيرُ فَأَمَرَنَا فَحَفَرْنَا لَهُمَا وَدَفَنَّاهُمَا بِدِمَائِهِمَا وَثِيَابِهِمَا، وَلَقَدْ وَجَدْنَا بِعُكَّاشَةَ جِرَاحَاتٍ مُنْكَرَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا أَثْبَتُ مَا سَمِعْنَا فِي قَتْلِهِمَا، وَكَانَ قَتَلَهُمَا طُلَيْحَةُ الْأَسَدِيُّ بِبُزَاخَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، مِنْ وَلَدِهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلَانَيُّ الْمَدَنِيُّ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ يَرْوِيهَا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ، وَقَدْ لَقِيَهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ وَرَوَى عَنْهُ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 رِبْعِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَشَهِدَ رِبْعِيُّ أَيْضًا أُحُدًا. سِتَّةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 وَمِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ جَبْرٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ لِجَبْرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَتِيكٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّ ثَابِتٍ، وَأُمُّهُمْ هَضْبَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ سُبَيْعٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلَيْسَ لِبَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ الْيَوْمَ بَقِيَّةٌ إِلَّا وَلَدُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ وَخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، وَشَهِدَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَاهُ يَعُودُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 وَعَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الصَّيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ. هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ رِجَالِهِ [ص: 470] الْمُسَمِّينَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ أَنَّ جَبْرَ بْنَ عَتِيكٍ وَعَمَّهُ الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ شَهِدَا بَدْرًا، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ هُوَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: غَلَطَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ أَوْ مَنْ رَوَى عَنْهُمَا فِي نَسَبِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ فَنَسَبَاهُ إِلَى عَمِّهِ الْحَارِثِ، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ عَمُّهُ بَدْرًا، وَنَسَبُهُ كَمَا وَصَفْنَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 مَالِكُ ابْنُ نُمَيْلَةَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 نُعْمَانُ بْنُ عَصْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدَمِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: نُعْمَانُ بْنُ عِصْرٍ بِالْكَسْرِ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: هُوَ نُعْمَانُ بْنُ عَصْرٍ بِالْفَتْحِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ لَقِيطُ بْنُ عِصْرٍ بِالْكَسْرِ، وَشَهِدَ نُعْمَانُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 وَمِنْ بَنِي حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعَكِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَيُكْنَى سَهْلٌ أَبَا سَعْدٍ وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَجَدُّهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ: بَحْزَجٍ، وَأُمُّ سَهْلٍ اسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُمَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ مِنَ الْجَعَادِرَةِ، وَأَخَوَاهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَالنُّعْمَانُ ابْنَا أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَكَانَ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو أُمَامَةَ وَاسْمُهُ أَسْعَدُ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَسَعْدٌ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَلِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، قَالُوا: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَشَهِدَ سَهْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَجَعَلَ يَنْضَحُ يَوْمَئِذٍ بِالنَّبْلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نَبِّلُوا سَهْلًا فَإِنَّهُ سَهْلٌ» ، وَشَهِدَ سَهْلٌ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ [ص: 472] يَقُولُ: «لَمْ يُعْطِ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ أَحَدًا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَأَبَا دُجَانَةَ سِمَاكَ بْنَ خَرَشَةَ، وَكَانَا فَقِيرَيْنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «ادْعُوا لِي سَهْلًا غَيْرَ حَزْنٍ، يَعْنِي سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ» وَقَدْ شَهِدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلَ إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، إِلَّا أَمْرَنَا هَذَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَاتَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتًّا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ أَتَى بِهِ عَلِيٌّ فِي الرَّحَبَةِ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ، فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقِيلَ: إِنَّهُ بَدْرِيُّ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْجَبَّانَةِ لَحِقَنَا قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ نَشْهَدِ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَلُّوا عَلَيْهِ، فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، وَكَانَ إِمَامُهُمْ قَرَظَةُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ: «أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ سِتًّا فِي الرَّحَبَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: " كَبَّرَ عَلِيٌّ فِي سُلْطَانِهِ كُلِّهُ أَرْبَعًا أَرْبَعًا عَلَى الْجَنَازَةِ إِلَّا عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَيْهِ خَمْسًا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّهُ بَدْرِيُّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: " صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ خَمْسًا، فَقَالُوا: مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَقَالَ: هَذَا سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَلِأَهْلِ بَدْرٍ فَضْلٌ عَلَى غَيْرِهِمْ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُعْلِمَكُمْ فَضْلَهُمْ وَاحِدٌ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 وَمِنْ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ حَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا وَيُكْنَى أَبَا عَبْدَةَ وَأُمُّهُ مِنْ آلِ أَبِي قِرَدَةَ مِنْ هُذَيْلٍ. قَالَ: وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَقُتِلَ الْمُنْذِرُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَلِأُحَيْحَةَ عَقِبٌ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَدْ كَانَ الْمُنْذِرُ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 وَمِنْ بَنِي أُنَيْفِ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ مِنْ بَلِيٍّ حُلَفَاءِ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 أَبُو عَقِيلٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْإِرَاشِيُّ الْأُنَيْفِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَيْحَانَ [ص: 474] بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذَ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ يَرَاشَ، وَهُوَ إِرَاشَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلَ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَكَانَ اسْمُ أَبِي عَقِيلٍ عَبْدُ الْعُزَّى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَدُوَّ الْأَوْثَانِ، هَكَذَا نَسَبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَنْسِبَانِهِ إِلَى جُشَمَ مِثْلَ هَذِهِ النِّسْبَةِ ثُمَّ يَخْتَلِفَانِ فِي سَائِرِ آبَائِهِ إِلَى بَلِيٍّ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ الْأُنَيْفِيُّ، رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ وَفُؤَادِهِ فَشَطَبَ فِي غَيْرِ مَقْتَلٍ، فَأُخْرِجَ السَّهْمُ وَوَهَنَ لَهُ شِقُّهُ الْأَيْسَرِ لِمَا كَانَ فِيهِ، وَهَذَا أَوَّلُ النَّهَارِ، وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَجَازُوا رِحَالَهُمْ وَأَبُو عَقِيلٍ وَاهِنٌ مِنْ جُرْحِهِ، سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ بِالْأَنْصَارِ: " اللَّهَ اللَّهَ، وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ، وَأَعْنَقَ مَعْنٌ يَقْدُمُ الْقَوْمَ، وَذَلِكَ حِينَ صَاحَتِ الْأَنْصَارُ: أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا، فَأَخْلَصُوا رَجُلًا رَجُلًا يُمَيَّزُونَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَنَهَضَ أَبُو عَقِيلٍ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُ يَا أَبَا عَقِيلٍ؟ مَا فِيكَ قِتَالٌ، قَالَ: قَدْ نَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا يَقُولُ: يَا لِلْأَنْصَارِ، لَا يَعْنِي الْجَرْحَى، قَالَ أَبُو عَقِيلٍ: أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَتَحَزَّمَ أَبُو عَقِيلٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى مُجَرَّدًا ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي: يَا لِلْأَنْصَارِ، كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ، فَاجْتَمَعُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا يَقْدُمُونَ الْمُسْلِمِينَ دُرْبَةً دُونَ عَدُوِّهِمْ حَتَّى أَقْحَمُوا عَدُّوَهُمُ الْحَدِيقَةَ فَاخْتَلَطُوا وَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 474 : فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي عَقِيلٍ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمَنْكِبِ فَوَقَعَتِ الْأَرْضَ وَبِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُرْحًا، كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلِمَةُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعْتُ عَلَى أَبِي عَقِيلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَقُلْتُ: أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ: لَبَّيْكَ، بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ، لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَبْشِرْ، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ قَدِمْتَ خَبَرَهُ كُلَّهُ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم وَقَدِيمِ إِسْلَامٍ " اثْنَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى الرُّمَاةِ وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا وَأَمَرَهُمْ، فَوَقَفُوا عَلَى عَيْنَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِقَنَاةٍ وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «قُومُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ هَذَا فَاحْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرِكُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا» ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ السِّلَاحَ فِيهِمْ حَيْثُ شَاؤُوا وَيَنْهَبُونَ عَسْكَرَهُمْ وَيَأْخُذُونَ الْغَنَائِمَ، فَقَالَ بَعْضُ الرُّمَاةِ لِبَعْضٍ: مَا تُقِيمُونَ هَاهُنَا فِي غَيْرِ شَيْءٍ، فَقَدْ هَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ فَاغْنَمُوا مَعَ إِخْوَانِكُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 لَكُمُ «احْمُوا ظُهُورَنَا» فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ؟، فَقَالَ الْآخَرُونَ: لَمْ يَرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذَا، وَقَدْ أَذَلَّ اللَّهُ الْعَدُوَّ وَهَزَمَهُمْ، فَخَطَبَهُمْ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مُعْلَمًا بِثِيَابٍ بِيضٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَأَنْ لَا يُخَالَفَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَمْرٌ، فَعَصَوْا وَانْطَلَقُوا، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الرُّمَاةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَّا نُفَيْرٌ مَا يَبْلُغُونَ الْعَشَرَةَ، فِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ أَنَسِ بْنِ رَافِعٍ، وَنَظَرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ فَكَرَّ بِالْخَيْلِ فَتَبِعَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَانْطَلَقَا إِلَى مَوْضِعِ الرُّمَاةِ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ فَرَمَاهُمُ الْقَوْمُ حَتَّى أُصِيبُوا وَرَمَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلُهُ ثُمَّ طَاعَنَ بِالرُّمْحِ حَتَّى انْكَسَرَ ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ فَلَمَّا وَقَعَ جَرَّدُوهُ وَمَثَّلُوا بِهِ أَقْبَحَ الْمَثْلِ، وَكَانَتِ الرِّمَاحُ قَدْ شَرَعَتْ فِي بَطْنِهِ حَتَّى خَرَقَتْ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ إِلَى خَاصِرَتِهِ إِلَى عَانَتِهِ فَكَانَتْ حَشْوَتُهُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا، قَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ: فَلَمَّا جَالَ الْمُسْلِمُونَ تِلْكَ الْجَوْلَةَ مَرَرْتُ بِهِ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَلَقَدْ ضَحِكْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا ضَحِكَ فِيهِ أَحَدٌ، وَنَعِسْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا نَعَسَ فِيهِ أَحَدٌ، وَبَخِلْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا بَخِلَ فِيهِ أَحَدٌ، فَقِيلَ: مَا هِيَ؟ فَقَالَ: حَمَلْتُهُ فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ وَأَخَذَ أَبُو حَنَّةَ بِرِجْلَيْهِ وَقَدْ سَدَدْتُ جُرْحَهُ بِعِمَامَتِي، فَبَيْنَا نَحْنُ نَحْمِلُهُ وَالْمُشْرِكُونَ نَاحِيَةً إِلَى أَنْ سَقَطَتْ عِمَامَتِي مِنْ جُرْحِهِ فَخَرَجَتْ حَشْوَتُهُ فَفَزِعَ صَاحِبِي وَجَعَلَ يَتَلَفَّتُ وَرَاءَهُ يَظُنُّ أَنَّهُ الْعَدُوُّ فَضَحِكْتُ، وَلَقَدْ شَرَعَ لِي رَجُلٌ بِرُمْحٍ يَسْتَقْبِلُ بِهِ ثُغْرَةَ نَحْرِي فَغَلَبَنِي النَّوْمُ وَزَالَ الرُّمْحُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي حِينَ انْتَهَيْتُ إِلَى الْحَفْرِ لَهُ وَمَعِي قَوْسِي وَغَلُظَ عَلَيْنَا الْجَبَلُ فَهَبَطْنَا بِهِ إِلَى الْوَادِي فَحَفَرْتُ لَهُ بِسِيَةِ الْقَوْسِ وَفِيهَا الْوَتَرُ، فَقُلْتُ: لَا أُفْسِدُ الْوَتَرَ فَحَلَلْتُهُ ثُمَّ حَفَرْتُ بِسِيَتِهَا حَتَّى أَنْعَمْنَا ثُمَّ غَيَّبْنَاهُ وَانْصَرَفْنَا، وَالْمُشْرِكُونَ بَعْدُ نَاحِيَةً وَقَدْ تَحَاجَزْنَا فَلَمْ يَنْشِبُوا أَنْ وَلَّوْا، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 وَأَخُوهُ [ص: 477] خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَكَانَ لِخَوَّاتٍ مِنَ الْوَلَدِ صَالِحٌ، وَحَبِيبٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ، وَسَالِمٌ وَأُمُّ سَالِمٍ وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهُمْ عُمَيْرَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ حَبِيبٍ حَلِيفُ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَدَاوُدُ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ خَوَّاتٌ يُكْنَى أَبَا صَالِحٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ: «أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» قَالُوا: وَكَانَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ صَاحِبَ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ: «أَنَّ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ خَرَجَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ أَصَابَهُ نَصِيلُ حَجَرٍ فَكُسِرَ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» قَالُوا: وَشَهِدَ خَوَّاتٌ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ خَوَّاتِ بْنِ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَهْلِهِ، قَالُوا: «مَاتَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ بِالْمَدِينَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ [ص: 478] وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَهُوَ عَمُّ خَوَّاتِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ جُبَيْرٍ، وَهُوَ عَمُّ أَبِي ضَيَّاحٍ أَيْضًا، وَأُمُّ الْحَارِثِ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ النُّعْمَانِ شَهِدَ بَدْرًا وَشَهِدَ أُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 أَبُو ضَيَّاحٍ وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: أَبُو ضَيَّاحٍ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ فِيمَا يُرْوَى عَنْهُ: أَبُو الضَّيَّاحِ، فَكَانُوا يَعْجَبُونَ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ فِي أَهْلِ بَدْرٍ أَبُو الضَّيَّاحِ، وَشَهِدَ أَبُو ضَيَّاحٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا، ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ فَأَطَنَّ قِحْفَ رَأْسِهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لِأَبِي ضَيَّاحٍ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي خَذْمَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْبُرَكِ، وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: ابْنُ أَبِي خَزْمَةَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: ابْنُ أَبِي خَذْمَةَ، وَنَظَرْنَا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ ابْنًا يُكْنَى أَبَا حَذْمَةَ وَلَا خَذْمَةَ وَلَا خَزْمَةَ وَلَا وِلَادَةً، وَقَدْ شَهِدَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي خَذْمَةَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 أَبُو حَنَّةَ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَقَالَا: أَبُو حَبَّةَ وَلَمْ يَنْسِبَاهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ يُكْنَى أَبَا حَبَّةَ، وَإِنَّمَا أَبُو حَبَّةَ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَقُتِلَ بِالْيَمَامَةِ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَأَبُو حَبَّةَ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو الْمَازِنِيُّ الَّذِي كَانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ أَبُو حَنَّةَ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ أَخُو أَبِي ضَيَّاحٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَبِي ضَيَّاحٍ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَلَمْ نَجِدْهُ فِي وَلَدِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 سَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: سَلَمَةُ، وَشَهِدَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِ: «أَنَّ أَبَا عَفَكَ كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى عَدَاوَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شِعْرِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ فِي الْإِسْلَامِ، فَنَذَرَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ قَتْلَهُ، فَطَلَبَ غِرَّتَهُ حَتَّى قَتَلَهُ، وَذَلِكَ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي مَعْنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ رُقَيْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: «قُتِلَ أَبُو عَفَكٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ» قَالُوا: وَشَهِدَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ، فَقَالُوا: احْمِلْنَا وَكَانُوا فُقَرَاءَ، فَقَالَ: «لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» فَتَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تُفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ، وَكَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ، مِنْهُمْ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَقَدْ سَمَّيْنَا سَائِرَهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ عِنْدَ أَسْمَائِهِمْ، وَبَقِيَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 عَاصِمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ بْنِ جُشْمِ بْنِ مَالِكِ مِنَ الْأَوْسِ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو ضَيَّاحٍ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَشَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَقَدْ كَانَ لَهُ بَقِيَّةٌ فَانْقَرَضَ آخِرُهُمْ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَنْسُبَانِ سَعْدَ بْنَ خَيْثَمَةَ هَذَا النَّسَبَ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ يَنْسُبْهُ أَيْضًا هَذَا النَّسَبَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِفُهُمَا فِي النَّحَّاطِ فَيَقُولُ: هُوَ الْحَنَّاطُ بْنُ كَعْبٍ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَزِيدُوا فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ عَلَى أَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَلَمْ يَرْفَعُوا فِي نَسَبِهِمْ، وَقَدْ شَهِدَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ» قَالُوا جَمِيعًا: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَمَّا نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى عِيرِ قُرَيْشٍ فَأَسْرَعُوا قَالَ خَيْثَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ لِابْنِهِ سَعْدٍ: إِنَّهُ لَابُدَّ لِأَحَدِنَا مِنْ أَنْ يُقِيمَ فَآثِرْنِي بِالْخُرُوجِ وَأَقِمْ مَعَ نِسَائِكَ، فَأَبَى سَعْدٌ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ غَيْرُ الْجَنَّةِ آثَرْتُكَ بِهِ، إِنِّي أَرْجُو الشَّهَادَةَ فِي وَجْهِي هَذَا، فَاسْتَهَمَا فَخَرَجَ سَهْمُ سَعْدٍ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، وَيُقَالُ: طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 الْمُنْذِرُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 وَأَخُوهُ مَالِكُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 الْحَارِثُ بْنُ عَرْفَجَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَشَهِدَ أَيْضًا الْحَارِثُ أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 تَمِيمٌ مَوْلَى بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. خَمْسَةُ نَفَرٍ. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَدْرًا مِنَ الْأَوْسِ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي عَدَدِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَاحِدٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةَ وَأَبَا مَعْشَرٍ لَمْ يُدْخِلُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ عَمَّ جَبْرِ بْنَ عَتِيكٍ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَلَمْ يُدْخِلْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ أَيْضًا الْحَارِثَ بْنَ عَرْفَجَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 وَشَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ وَهُوَ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: «إِنَّمَا سُمِّيَ النَّجَّارُ لِأَنَّهُ اخْتَتَنَ بِقَدُّومٍ، وَكَانَ اسْمُهُ [ص: 484] تَيْمَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ» أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لِأَنَّهُ نَجَرَ وَجْهَ رَجُلٍ بِقَدُّومٍ. فَشَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 أَبُو أَيُّوبَ وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ زَهْرَاءُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِأَبِي أَيُّوبَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُهُ فَلَا نَعْلَمُ لَهُ عَقِبًا، وَشَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَيْنَ أَبِي أَيُّوبَ وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي أَيُّوبَ حِينَ رَحَلَ مِنْ قُبَاءٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: شَهِدَ مَعَهُ حَرُورَاءَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّهُ خَرَجَ غَازِيًا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: فَمَرِضَ فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنْ أَنَا مُتُّ فَاحْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ [ص: 485] أَقْدَامِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَوْلَا مَا حَضَرَنِي لَمْ أُحَدِّثْكُمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزَاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ إِلَّا هُوَ فِي أُخْرَى، إِلَّا عَامًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْجَيْشِ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَعَدَ ذَلِكَ الْعَامَ، فَجَعَلَ بَعْدَ ذَاكَ الْعَامِ يَتَلَهَّفُ وَيَقُولُ: " مَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيَّ، قَالَ: فَمَرِضَ وَعَلَى الْجَيْشِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَأَتَاهُ يَعُودُهُ فَقَالَ: حَاجَتُكَ، قَالَ: نَعَمْ، حَاجَتِي إِذَا أَنَا مُتُّ فَارْكَبْ بِي، ثُمَّ سُغْ بِي فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ مَا وَجَدْتَ مَسَاغًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا فَادْفِنِّي ثُمَّ ارْجِعْ، فَلَمَّا مَاتَ رَكِبَ بِهِ ثُمَّ سَارَ بِهِ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ وَمَا وَجَدَ مَسَاغًا ثُمَّ دَفَنَهُ ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] ، لَا أَجِدُنِي إِلَّا خَفِيفًا وَثَقِيلًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: " أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ: «أَقْرِئِ النَّاسَ مِنِّي السَّلَامَ، وَلْيَنْطَلِقُوا بِي فَلْيَبْعُدُوا مَا اسْتَطَاعُوا» ، قَالَ: فَحَدَّثَ يَزِيدُ النَّاسَ بِمَا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ فَاسْتَسْلَمَ النَّاسُ فَانْطَلَقُوا بِجَنَازَتِهِ مَا اسْتَطَاعُوا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو أَيُّوبَ عَامَ غَزَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فِي خِلَافَةِ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَقَبْرُهُ بِأَصْلِ حِصْنِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرُّومَ يَتَعَاهَدُونَ قَبْرَهُ وَيَرُمُّونَهُ وَيَسْتَسْقُونَ بِهِ إِذَا قَحَطُوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 ثَابِتُ بْنُ خَالِدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُدْعَى دُبَيَّةُ وَأُمُّهَا إِدَامُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي مَرَّةَ، تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ أَخُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَارَةَ، وَانْقَرَضَ نَسْلُ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ فَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 عُمَارَةُ بْنُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ هُوَ أَخُو عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَأُمُّهُمَا خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي أَنَسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَ لِعُمَارَةَ مِنَ الْوَلَدِ مَالِكٌ دَرَجَ، وَأُمُّهُ النَّوَارُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأَخُو مَالِكٍ لِأُمِّهِ يَزِيدُ وَزَيْدُ ابْنَا ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ عُمَارَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَكَانَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفُ ابْنُ عَفْرَاءَ حِينَ أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ وَمُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ، وَشَهِدَ عُمَارَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَخَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِسُرَاقَةَ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ بِالْقَادِسِيَّةِ، وَسُعْدَى وَهِيَ أُمُّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمَا، أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَنَائِلَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَهَكَذَا كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُونَ فِي نَسَبِ سُرَاقَةَ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ غَزِيَّةَ وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عُرْوَةَ، وَفِي رِوَايَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَزْرَةَ، وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ غَزِيَّةَ، وَشَهِدَ سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ نَفْعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ جَعْدَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ، وَكَانَ لِحَارِثَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَوْدَةُ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَعُمْرَةُ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَأُمُّ هِشَامٍ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَأَمَةُ اللَّهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي جُنْدُعٍ، وَيُكْنَى حَارِثَةُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَشَهِدَ حَارِثَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ حَارِثَةُ: وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الدَّهْرِ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الصَّوْرَيْنِ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ مَرَّ بِنَا فِي صُورَةِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فَأَمَرَنَا بِلُبْسِ السِّلَاحِ، وَيَوْمَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ حِينَ رَجَعْنَا مِنْ حُنَيْنٍ، مَرَرْتُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَلَمْ أُسَلِّمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ» ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مِنَ الْمِائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ الَّذِينَ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِأَرْزَاقِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ كَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَجَعَلَ خَيْطًا مِنْ مُصَلَّاهُ إِلَى بَابِ حُجْرَتِهِ، وَوَضَعَ عِنْدَهُ مِكْتَلًا فِيهِ تَمْرٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، فَكَانَ إِذَا سَلَّمَ الْمِسْكِينُ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ ثُمَّ أَخَذَ عَلَى الْخَيْطِ حَتَّى يَأْخُذَ إِلَى بَابِ الْحُجْرَةِ فَيُنَاوِلْهُ الْمِسْكِينُ، فَكَانَ أَهْلُهُ يَقُولُونَ: نَحْنُ نَكْفِيكَ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ مُنَاوَلَةَ الْمِسْكِينِ تَقِي مَيْتَةَ السُّوءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مَنَازِلُ قُرْبَ مَنَازِلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ كُلَّمَا أَحْدَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَهْلًا تَحَوَّلَ لَهُ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ مَنْزِلٍ بَعْدَ مَنْزِلٍ حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مِمَّا يَتَحَوَّلُ لَنَا عَنْ مَنَازِلِهِ» ، وَبَقِيَ حَارِثَةُ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَهُ عَقِبٌ مِنْ وَلَدِهِ أَبُو الرِّجَالِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَأُمُّ أَبِي الرِّجَالِ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 سُلَيْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ وَاسْمُ قَهْدٍ خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ سُحَيْمِ بْنِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ، وَبَعْضُهُمْ يَنْتَسِبُ إِلَى سُلَيْمٍ لِشُهُودِهِ بَدْرًا وَلَيْسَ لِسُلَيْمٍ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 سُهَيْلُ بْنُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَهُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ رَافِعٍ، وَهُمَا صَاحِبَا الْمِرْبَدِ الَّذِي بُنِيَ فِيهِ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَا يَنْتَمِيَانِ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ: أَخْرَجَنِي مُحَمَّدُ مِنْ مِرْبَدِ سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ، يَعْنِي هَذَيْنِ. وَلَمْ يَشْهَدْ سَهْلٌ بَدْرًا، وَأُمُّ سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ زُغَيْبَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ سُهَيْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا بَنُو عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَكَانَ لِمَسْعُودِ بْنِ أَوْسٍ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ وَأُمُّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ. هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ: مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرَا زَيْدًا أَبَا أَوْسٍ كَمَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، وَشَهِدَ مَسْعُودُ بْنُ أَوْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 وَأَخُوهُ أَبُو خُزَيْمَةَ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 رَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَوَّادٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَكَانَ لِرَافِعٍ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، وَشَهِدَ رَافِعٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ، وَكَانَ لِمُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَاسْمُ ظَفَرٍ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَالْحَارِثُ وَعَوْفٌ وَسَلْمَى وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَمْلَةُ، أُمُّهُمْ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سَبْرَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَإِبْرَاهِيمُ وَعَائِشَةُ، أُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نُمَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَسَارَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ ثَابِتٍ وَهِيَ رَمْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُرْوَى أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الْحَارِثِ وَرَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا لَمْ يَتَقَدَّمَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا، وَشَهِدَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَمَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَتُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بَعْدَمَا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَيَّامَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِمُعَوِّذٍ مِنَ الْوَلَدِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ، وَعَمِيرَةُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَبَا جَهْلٍ هُوَ وَأَخُوهُ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى أَثْبَتَاهُ، وَعَطَفَ عَلَيْهِمَا أَبُو جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ يَوْمَئِذٍ فَقَتَلَهُمَا، وَوَقَعَ أَبُو جَهْلٍ صَرِيعًا فَذَفَّفَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَيْسَ لِمُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 وَأَخُوهُمَا عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ ثَلَاثَةٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِيهِمْ وَاحِدًا فَيَجْعَلُهُمْ أَرْبَعَةٌ إِخْوَةٌ شَهِدُوا بَدْرًا، يَضُمُّ إِلَيْهِمْ رِفَاعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَقُتِلَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ بَعْدَ أَنْ ضَرَبَهُ عَوْفُ وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ ابْنَا الْحَارِثِ فَأَثْبَتَاهُ، وَلِعَوفٍ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ فِي قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ: «أَقْعَصَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَذَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ نُعَيْمَانُ تَصْغِيرُ نُعْمَانَ وَكَانَ لِنُعْمَانَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَعَامِرٌ، وَسَبْرَةُ، وَلُبَابَةُ، وَكَبْشَةُ، وَمَرْيَمُ، وَأُمُّ حَبِيبٍ، وَأَمَةُ اللَّهِ، وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَحَكِيمَةُ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَشَهِدَ نُعَيْمَانُ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " أُتِيَ بِالنُّعَيْمَانِ أَوِ ابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ [ص: 494] أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ، قَالَ: مِرَارًا، أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، يَعْنِي فِي شُرْبِ النَّبِيذِ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يَشْرَبُ، وَأَكْثَرَ مَا يُجْلَدُ ‍، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَلْعَنْهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا تَقُولُوا لِلنُّعَيْمَانِ إِلَّا خَيْرًا؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَقِيَ النُّعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 عَامِرُ بْنُ مُخَلَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عُمَارَةُ بِنْتُ خَنْسَاءَ بْنِ عُسَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَلِدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُمَيْرَةُ، وَأُمُّهُمَا سُعَادُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ، وَأُمُّ عَوْنِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَا نَعْرِفُ أُمَّهَا، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ [ص: 495] الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ بَقِيَ وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ الْمَشَاهِدَ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَشَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 وَابْنُهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَرَامِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا، وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ وَيُكْنَى عَبْدُ اللَّهِ أَبَا أُبَيٍّ، وَبَقِيَّةُ وَلَدِهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ بِالشَّامِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 ثَابِتُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَاسْمُ أَبِي الزَّغْبَاءِ سِنَانُ بْنُ سُبَيْعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ مْنِ جُهَيْنَةَ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ بَسْبَسِ بْنِ عَمْرٍو الْجُهَنِيِّ طَلِيعَةً يَتَجَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ، فَوَرَدَا بَدْرًا فَوَجَدَا الْعِيرَ قَدْ مَرَّتْ وَفَاتَتْهُمَا، قَالَ: فَرَجَعَا فَأَخْبَرَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ عَدِيُّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 وَدِيعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرَادٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 عُصَيْمَةُ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 أَبُو الْحَمْرَاءِ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ تَقُولُ: «أَبُو الْحَمْرَاءِ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا» وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، مِثْلَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَيْضًا أَبُو الْحَمْرَاءِ أُحُدًا ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو وَهُمْ بَنُو حُدَيْلَةَ وَهِيَ أُمٌّ لَهُمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ وَأُمُّهُ صُهَيْلَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ الطُّفَيْلُ، وَمُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ، وَأُمُّ عَمْرِو بِنْتُ أُبَيٍّ وَلَا نَدْرِي مَنْ أُمُّهَا، وَقَدْ شَهِدَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أُبَيُّ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ، وَكَانَ يَكْتُبُ فِي الْإِسْلَامِ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَمْرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولَهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَى أُبَيٍّ الْقُرْآنَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيٌّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يُسِرِّ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ» قَالَ: وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَيَرْوِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَشَهِدَ أُبَيُّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «كَانَ أُبَيُّ رَجُلًا دَحْدَاحًا، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: جَابِرٌ أَوْ جُوَيْبِرٌ: " طَلَبْتُ حَاجَةً إِلَى عُمَرَ فِي خِلَافَتِهِ وَإِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ أَبْيَضُ الشَّعْرِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ، فَقَالَ: " إِنَّ الدُّنْيَا فِيهَا بَلَاغُنَا وَزَادُنَا إِلَى الْآخِرَةِ، وَفِيهَا أَعْمَالُنَا الَّتِي نُجَازَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «هَذَا سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ قَالَ: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ يُحَدِّثُ، وَإِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَمْ يَذْكُرْ سُلَيْمَانُ حُمَيْدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " مَا لَكَ لَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُدَنَّسَ دِينُكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ» ، قَالَ [ص: 500] : اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟، قَالَ: «اللَّهُ سَمَّاكَ لِي» ، قَالَ: فَجَعَلَ أُبَيُّ يَبْكِي " قَالَ عَفَّانُ: قَالَ هَمَّامٌ: قَالَ قَتَادَةُ: نُبِّئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِي لَيَالٍ، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُهُ فِي سَبْعٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «إِنَّا لَنَقْرَؤُهُ فِي ثَمَانٍ، يَعْنِي الْقُرْآنَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «أَمَّا أَنَا فَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِي لَيَالٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " كَانَتْ فِي أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ شَرَاسَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، أَلِنْ لِي مِنْ جَانِبِكَ، فَإِنِّي إِنَّمَا أَتَمَتَّعُ مِنْكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: " سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَكَانَ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَأَحْمِنَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ اجْتَهَدْنَا لَكَ رَأَيْنَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتَيُّ بْنُ ضَمْرَةَ قَالَ: " قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " مَا لَكُمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَأْتِيكُمْ مِنَ الْبُعْدِ نَرْجُو عِنْدَكُمُ الْخَبَرَ أَنْ تُعَلِّمُونَا فَإِذَا أَتَيْنَاكُمُ اسْتَخْفَفْتُمْ أَمْرَنَا كَأَنَّا نَهُونُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَئِنْ عِشْتُ إِلَى هَذِهِ الْجُمُعَةِ لَأَقُولَنَّ فِيهَا قَوْلًا لَا أُبَالِي اسْتَحْيَيْتُمُونِي عَلَيْهِ أَوْ قَتَلْتُمُونِي» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا أَهْلُهَا يَمُوجُونَ [ص: 501] بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فِي سِكَكِهِمْ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَؤُلَاءِ النَّاسِ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَمَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فِي السِّتْرِ أَشَدَّ مِمَّا سَتَرَ هَذَا الرَّجُلَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي يَوْمِ رِيحٍ وَغُبْرَةٍ، وَإِذَا النَّاسُ يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ فَقَالُوا: أَمَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالُوا: مَاتَ الْيَوْمَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: " أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَإِذَا النَّاسُ فِيهِ حَلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَجَعَلْتُ أَمْضِي الْحَلَقَ حَتَّى أَتَيْتُ حَلْقَةً فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ كَأَنَّمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «هَلَكَ أَصْحَابُ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَلَا آسَى عَلَيْهِمْ» ، أَحْسِبُهُ قَالَ: مِرَارًا، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَتَحَدَّثَ بِمَا قُضِيَ لَهُ، ثُمَّ قَامَ قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدَمَا قَامَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَإِذَا هُوَ رَثُّ الْمَنْزِلِ، رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ زَاهِدٌ مُنْقَطِعٌ يُشْبِهُ أَمْرُهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، ثُمَّ سَأَلَنِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: أَكْثَرُ مِنِّي سُؤَالًا، قَالَ: لَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَضِبْتُ، قَالَ: فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَرَفَعْتُ يَدَيَّ، هَكَذَا وَصَفَ، حِيَالَ وَجْهِهِ، فَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ نَشْكُوهُمْ إِلَيْكَ، إِنَّا نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا، وَنُنْصِبُ أَبْدَانَنَا، وَنُرْحِلُ مَطَايَانَا ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ تَجَهَّمُوا لَنَا وَقَالُوا لَنَا، قَالَ: فَبَكَى أُبَيُّ وَجَعَلَ يَتَرَضَّانِي وَيَقُولُ: وَيْحَكَ، لَمْ أَذْهِبْ هُنَاكَ، لَمْ أَذْهِبْ هُنَاكَ، قَالَ [ص: 502] : ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُعَاهِدُكَ، لَئِنْ أَبْقَيْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَأَتَكَلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أَخَافُ فِيهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، قَالَ: لَمَّا قَالَ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ وَجَعَلْتُ أَنْتَظِرُ الْجُمُعَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَإِذَا السِّكَكُ غَاصَّةٌ مِنَ النَّاسِ، لَا أَجِدُ سِكَّةً إِلَّا يَلْقَانِي فِيهَا النَّاسُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالُوا: إِنَّا نَحْسَبُكَ غَرِيبًا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ". قَالَ جُنْدُبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى بِالْعِرَاقِ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَ أُبَيٍّ قَالَ: «وَالَهَفَاهُ، لَوْ بَقِيَ حَتَّى تُبَلِّغَنَا مَقَالَتُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فِي مَوْتِ أُبَيٍّ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَا رَأَيْتُ أَهْلَهُ وَغَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَنَ يَقُولُ: مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَهُوَ أَثْبَتُ هَذِهِ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا، وَذَلِكَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «أَنَّ عُثْمَانَ جَمَعَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ أُنَاسِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَهَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ [ص: 503] بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: شَهِدَ أَنَسُ بْنُ مُعَاذٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أَبُو مُحَمَّدٍ وَاسْمُهُ أُبَيُّ بْنُ مُعَاذٍ، وَشَهِدَا أَيْضًا جَمِيعًا بِئْرَ مَعُونَةَ وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا شَهِيدَيْنِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 وَمِنْ بَنِي مَغَالَةَ وَهُمْ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 أَوْسُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ أَخُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، وَأَبُو شَدَّادِ بْنُ أَوْسٍ، وَأُمُّ أَوْسِ بْنُ ثَابِتٍ سُخْطَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ خَلَفَ عَلَى سُخْطَى بَعْدَ أَبِيهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا تَرَى فِيهِ شَيْئًا، وَشَهِدَ أَوْسٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ» قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَهُ عَقِبٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَقُتِلَ أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 وَأَخُوهُ [ص: 504] أَبُو شَيْخٍ وَاسْمُهُ أُبَيُّ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ سُخْطَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَهُوَ وَأَوْسٌ ابْنَا خَالَةِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو النَّجَّارِيِّ، وَابْنَا خَالَةِ سِمَاكِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَشَهِدَ أَبُو شَيْخٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ عُبَادَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو عُمَيْرٍ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَلْحَةَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: " كَانَ اسْمُ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمِي زَيْدُ ... وَكُلَّ يَوْمٍ فِي سِلَاحِي صَيْدُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ أَبُو طَلْحَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ [ص: 505] إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ وَأَرْقَمَ بْنِ الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فَمَا أَرَى أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا يَمِيدُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: «كُنْتُ مِمَّنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ النُّعَاسَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ أَوْ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: «لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَيِّتًا، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ» ، فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا فَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ لَمَّا حَلَقَ بَدَأَ بِشِقِّهِ الْأَيْمَنِ، قَالَ هَكَذَا، فَوَزَّعَهُ بَيْنَ النَّاسِ فَأَصَابَهُمُ الشَّعَرَةُ وَالشَّعْرَتَانِ وَأَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرُ، ثُمَّ قَالَ بِشِقِّهِ الْآخَرِ هَكَذَا، فَقَالَ: «أَيْنَ أَبُو طَلْحَةَ؟» ، قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ " قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُبَيْدَةَ قُلْتُ: إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا عِنْدَ آلِ [ص: 506] أَنَسٍ مِنْهُ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ عُبَيْدَةُ: لَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ فِي الْأَرْضِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «لَمَّا حَجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تِلْكَ الْحِجَّةِ حَلَقَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَامَ فَأَخَذَ شَعْرَهُ أَبُو طَلْحَةَ، ثُمَّ قَامَ النَّاسُ فَأَخَذُوا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ فَرَأَى ابْنًا لَهُ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا، قَالَ: وَكَانَ إِذَا رَآهُ مَازَحَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالَ: «مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا؟» ، قَالُوا: مَاتَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يُكْثِرُ الصَّوْمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَمَا أَفْطَرَ بَعْدَهُ إِلَّا فِي مَرِضٍ أَوْ فِي سَفَرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَرَدَ الصَّوْمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يُفْطِرُ إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ، أَوْ أَضْحَى، أَوْ فِي مَرَضٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم خَلْفَهُ يَتَتَرَّسُ بِهِ، وَكَانَ رَامِيًا، فَكَانَ إِذَا مَا رَفَعَ رَأْسَهُ يَنْظُرُ أَيْنَ وَقَعَ سَهْمُهُ، فَيَرْفَعُ أَبُو طَلْحَةَ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا يُصِيبُكُ سَهْمٌ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَشُورُ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ [ص: 507] صلّى الله عليه وسلم وَيَقُولُ: «إِنِّي جَلْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَجِّهْنِي فِي حَوَائِجِكَ، وَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ اكْتَوَى، وَكَوَى أَنَسًا مِنَ اللَّقْوَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: «كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا آدَمَ، مَرْبُوعًا، لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يَرْوُونَ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فِيهِ فَدَفَنُوهُ فِي جَزِيرَةٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] ، فَقَالَ: «أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنَا شُيُوخَنَا وَشُبَّانَنَا، جَهِّزُونِي أَيْ بَنِيَّ، جَهِّزُونِي» ، فَقَالَ بَنَوْهُ: قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ، فَقَالَ: «جَهِّزُونِي» ، فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فَدَفَنُوهُ فِيهَا وَلَمْ يَتَغَيَّرْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلِأَبِي طَلْحَةَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: وَآلُ أَبِي طَلْحَةَ وَآلُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ وَآلُ عُقْبَةَ بْنِ كُدَيْمٍ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي مَغَالَةَ وَبَنِي حُدَيْلَةَ. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 وَمِنْ بَنِي مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ، وَكَانَ لِثَعْلَبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ ثَابِتٍ، وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحَرَّثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ ثَعْلَبَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدِينَةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ لَمْ يُدْرِكْ ثَعْلَبَةُ عُثْمَانَ وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ مِنَ الْأَوْسِ، وَأَبُو الْجُهَيْمِ بْنُ الْحَارِثِ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ، وَأُمُّهُ عُتَيْلَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ وَصُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ قَالَ: «خَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ كُسِرَ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، فَكَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الْحَارِثُ أُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَقَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّ وَأَخَذَ سَلَبَهُ دِرْعًا وَمِغْفَرًا وَسَيْفًا جَيِّدًا، وَلَمْ نَسْمَعْ بِأَحَدٍ سَلَبَ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَهُ» وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ يَقُولُ: «مَا فَعَلَ عَمِّي، مَا فَعَلَ حَمْزَةُ» فَخَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ فِي طَلَبِهِ فَأَبْطَأَ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] يَا رَبِّ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ الصِّمَّةْ ... كَانَ رَفِيقًا وَبِنَا ذَا ذِمَّهْ قَدْ ضَلَّ فِي مَهَامِهٍ مُهِمَّهْ ... يَلْتَمِسُ الْجَنَّةَ فِيهَا ثَمَّهْ حَتَّى انْتَهَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْحَارِثِ فَوَجَدَهُ وَوَجَدَ حَمْزَةَ مَقْتُولًا، فَرَجَعَا فَأَخْبَرَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْحَارِثُ أَيْضًا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلِلْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 سَهْلُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَقِفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ، وَكَانَ لِسَهْلٍ أَخٌ يُسَمَّى الْحَارِثُ بْنُ عَتِيكٍ وَيُكْنَى أَبَا أَخْزَمَ، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَأُمُّهُ أَيْضًا جَمِيلَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ وَهِيَ أُمُّ سَهْلٍ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَحْدَهُ يَقُولُ: سَهْلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَهُوَ خَطَأٌ مِنْهُ أَوْ عَنْهُ، وَشَهِدَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقُتِلَ أَخُوهُ أَبُو أَخْزَمَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَارِثَةَ وَاسْمُهَا الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ وَالسَّائِبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَشَهِدَ حَارِثَةُ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، رَمَاهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ حَنْجَرَتَهُ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ لِحَارِثَةَ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ [ص: 511] ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ حَارِثَةَ بْنَ سُرَاقَةَ خَرَجَ نَظَّارًا فَأَتَاهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَوْضِعَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِلَّا رَأَيْتَ مَا أَصْنَعُ، قَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ لَفِي أَفْضَلِهَا» ، أَوْ قَالَ: «فِي أَعْلَى الْفِرْدَوْسِ» ، شَكَّ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 عَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا حَكِيمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ عَمَّةُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ هُوَ ابْنُ خَالَةِ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، وَكَانَ لِعَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ حَكِيمٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ دَرَجَا لَا عَقِبَ لَهُمَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 مُحْرِزُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ مِنَ الْأَوْسِ وَهِيَ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ لِمُحْرِزٍ مِنَ الْوَلَدِ أَسْمَاءُ، وَكَلْثَمُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ أَبِي خَارِجَةَ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ مُحْرِزٌ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ صَبِيحَةَ غَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ فَهُوَ يَصِيرُ فِيمَنْ شَهِدَ أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 سَلِيطُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَكَانَ لِسَلِيطٌ مِنَ الْوَلَدِ ثُبَيْتَةُ، وَأُمُّهَا سُخَيْلَةُ بِنْتُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَهِيَ أُخْتُ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ، وَكَانَ سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ وَأَبُو صِرْمَةَ لَمَّا أَسْلَمَا يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ سَلِيطٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرٍ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 أَبُو سَلِيطٍ وَاسْمُهُ أُسَيْرَةُ بْنُ عَمْرٍو وَيُكْنَى عَمْرٌو أَبَا خَارِجَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عُجْرَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفِ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِأَبِي سَلِيطٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَفَضَالَةُ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ حَيَّةَ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَشَهِدَ أَبُو سَلِيطٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 عَامِرُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسْحَاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَكَانَ لِعَامِرٍ مِنَ الْوَلَدِ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى [ص: 513] الله عليه وسلم وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَأُمُّهُ مِنْ بَهْرَاءَ، وَشَهِدَ عَامِرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 ثَابِتُ بْنُ خَنْسَاءَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَسْلَمِيِّ، وَلَمْ نَجِدْ لِعَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ تَوْلِيدًا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ الَّذِي كَتَبْنَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَيَذْكُرُونَ أَنَّهُ فِيمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِقَيْسِ بْنِ السَّكَنِ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ، وَإِسْحَاقُ، وَخَوْلَةُ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَوْلَةَ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 أَبُو الْأَعْوَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ عَبْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ نِيَارٍ بِنْتُ إِيَاسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَلِيٍّ حُلَفَاءِ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ، وَشَهِدَ أَبُو الْأَعْوَرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: اسْمُ أَبِي الْأَعْوَرِ الْحَارِثُ بْنُ ظَالِمِ بْنِ عَبْسٍ وَإِنَّمَا كَعْبٌ الَّذِي وَقَعَ فِي الْكُتُبِ عَمُّ أَبِي الْأَعْوَرِ فَسَمَّاهُ بِهِ مَنْ لَا يَعْرِفُ النَّسَبَ، وَهُوَ خَطَأٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ وَاسْمُ مِلْحَانَ مَالِكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَبِئْرَ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، كَانُوا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ وَيَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ بِالْمَسْجِدِ وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَالْفُقَرَاءِ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ، فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا، قَالَ: وَأَتَى [ص: 515] رَجُلٌ حَرَامًا خَالَ أَنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ بِرُمْحٍ حَتَّى أَنْفَذَهُ، فَقَالَ حَرَامٌ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِإِخْوَانِهِ: " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنَّهُمْ قَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ حَرَامًا أَخَا أُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي عَامِرٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي: " أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ، فَآمَنُوهُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ أَوْمَؤُوا إِلَى رَجُلٍ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» ، قَالَ: ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ كَانَ قَدْ صَعِدَ عَلَى الْجَبَلِ ". قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نَقْرَأُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا، قَالَ: ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدُ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَعَصَوُا الرَّحْمَنَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى قَوْمٍ أَنَّهُمْ شَهِدُوا فَلْيَشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 وَأَخُوهُ [ص: 516] سُلَيْمُ بْنُ مِلْحَانَ وَاسْمُ مِلْحَانَ: مَالِكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُمَا أَخَوَا أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَخَوَا أُمِّ حَرَامِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَهِدَ سُلَيْمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا مَعَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 سَوَادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي طَعَنَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِمِخْصَرَةٍ، ثُمَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَقَالَ: «اسْتَقِدْ» ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالشَّامِ بِإِيلِيَاءَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى سَوَادَ بْنَ عَمْرٍو هَكَذَا، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: مُلْتَحِفًا، فَقَالَ: " خُطْ خُطْ، وَرْسَ وَرْسَ، ثُمَّ طَعَنَ بِعُودٍ أَوْ سِوَاكٍ فِي بَطْنِهِ فَمَادَ فِي بَطْنِهِ فَأَثَّرَ فِي بَطْنِه، فَقَالَ: الْقِصَاصَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «الْقِصَاصُ» وَكَشَفَ لَهُ عَنْ بَطْنِهِ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا سَوَادُ، رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا لِبَشَرِ أَحَدٍ عَلَى بَشَرِي مِنْ فَضْلٍ، قَالَ: وَكَشَفَ لَهُ عَنْ بَطْنِهِ فَقَبَّلَهُ [ص: 517] ، وَقَالَ: «أَتْرُكُهَا لِتَشْفَعَ لِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ الْحَسَنُ: فَأَدْرَكَهُ الْإِيمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ. اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 وَمِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عُمَرَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ، وَأُمُّهُ شَيْبَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِقَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ الْفَاكِهُ، وَأُمُّ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَلَيْسَ لِقَيْسٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَكَانَ لِقَيْسٍ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا، مِنْهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا، وَأَبُو كِلَابِ وَجَابِرُ ابْنَا أَبِي صَعْصَعَةَ قُتِلَا يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدَيْنِ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا أُمُّ قَيْسٍ وَهِيَ شَيْبَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ، وَشَهِدَ قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ قَيْسٌ أَيْضًا بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ قَيْسَ بْنَ أَبِي صَعْصَعَةَ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى الْمُشَاةِ، يَعْنِي عَلَى السَّاقَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَأُمُّهُ الْرََّبَابُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ الْحَارِثُ وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ، فَوَلَدُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ بَدْرًا وَكَانَ عَامَلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَغَانِمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْأَنْصَارِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَهُوَ أَخُو أَبِي لَيْلَى الْمَازِنِيِّ أَبُو دَاوُدَ وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ لِأَبِي دَاوُدَ مِنَ الْوَلَدِ دَاوُدُ، وَسَعْدٌ، وَحَمْزَةُ، وَأُمُّهُمْ نَائِلَةُ بِنْتُ سُرَاقَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَجَعْفَرٌ وَأُمُّهُ مِنْ كَلْبٍ، وَكَانَ لِأَبِي دَاوُدَ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ أَبُو دَاوُدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 518 سُرَاقَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمَ بْنِ مَازِنٍ وَأُمُّهُ عُتَيْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ، وَيَوْمَ مُؤْتَةَ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِيمَنْ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 قَيْسُ بْنُ مُخَلَّدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ الْغَيْطَلَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِقَيْسِ بْنِ مُخَلَّدٍ مِنَ الْوَلَدِ ثَعْلَبَةُ، وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، شَهِدَ قَيْسُ بْنُ مُخَلَّدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 عُصَيْمَةُ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. سِتَّةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 وَمِنْ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَأُمُّهُ السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 وَأَخُوهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَأُمُّهُ أَيْضًا السُّمَيْرَاءُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ لِلنُّعْمَانِ وَلِلضَّحَّاكِ أَخٌ مِنْ أَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا يُقَالُ لَهُ قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 جَابِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَشَهِدَ جَابِرُ بْنُ خَالِدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 كَعْبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ مِنْ بَلْحُبْلَى، وَكَانَ لِكَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَجُمَيْلَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الرِّيَاعِ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَهِيَ أُخْتُ النُّعْمَانِ وَالضَّحَّاكِ وَقُطْبَةَ بَنِي عَبْدِ عَمْرٍو، وَشَهِدَ كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَبِئْرَ مَعُونَةَ، وَارْتُثَّ يَوْمَئِذٍ فَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لِكَعْبِ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ أَخُو النُّعْمَانِ وَالضَّحَّاكِ وَقُطْبَةَ بَنِي عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ لِأُمِّهِمُ السُّمَيْرَاءِ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لِسُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ الْحَكَمُ، وَعَمِيرَةُ، وَأُمُّهُمَا سُهَيْمَةُ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَشَهِدَ سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 سَعِيدُ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ [ص: 522] ، وَهَكَذَا هُوَ فِي نَسَبِ الْأَنْصَارِ سَعِيدُ بْنُ سُهَيْلٍ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَقَالَا: هُوَ سَعْدُ بْنُ سُهَيْلٍ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: هُزَيْلَةُ فَهَلَكَتْ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 بُجَيْرُ بْنُ أَبِي بُجَيْرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَبَنُو دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ يَقُولُونَ: هُوَ مَوْلًى لَنَا، وَشَهِدَ بُجَيْرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَعْقَابُهُمْ جَمِيعًا إِلَّا بَقِيَّةُ سُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ. سَبْعَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ هُزَيْلَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ سَعْدٍ وَاسْمُهَا جَمِيلَةُ وَهِيَ أُمُّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهِيَ أُخْتُ عُمَارَةَ وَعَمْرٍو ابْنَيْ حَزْمٍ، وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 523 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: حَدَّثَنِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِ سَعْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَقَالَ لَهُ: لِيَ امْرَأَتَانِ، وَأَنْتَ أَخِي فِي اللَّهِ لَا امْرَأَةَ لَكَ، فَأَنْزِلُ عَنْ إِحْدَاهُمَا فَتَزَوَّجَهَا، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: هَلُمَّ إِلَى حَدِيقَتِي أُشَاطِرْكَهَا، قَالَ: فَقَالَ: لَا، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكِ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَاشْتَرَى سَمْنًا وَأَقِطًا وَبَاعَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «مَهْيَمْ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ قَالَ: نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ سَعْدًا يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ شَرَعَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ سِنَانًا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 523 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِآتِيَهُ بِخَبَرِكَ، قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي [ص: 524] السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً، وَأَنْ قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي، وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ قُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَحَدٌ مِنْهُمْ حَيُّ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مِنْ جِرَاحَاتِهِ تِلْكَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ فَدُفِنَا جَمِيعًا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا أَجْرَى مُعَاوِيَةُ كِظَامَةً نَادَى مُنَادِيهِ بِالْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ بِأُحُدٍ فَلْيَشْهَدْ، فَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى قَتْلَاهُمْ فَوَجَدُوهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ، وَكَانَ قَبْرُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ مُعْتَزِلًا، فَتُرِكَ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ التُّرَابُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 523 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدٍ، قُتِلَ أَبُوهُمَا يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا فَاسْتَفَاءَهُ فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا، وَاللَّهِ لَا تُنْكَحَانِ إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ آيَةَ الْمِيرَاثِ، فَدَعَا عَمَّهُمَا فَقَالَ: «أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ، وَلَكَ مَا بَقِيَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 524 خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ، وَأُمُّهُ السَّيِّدَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ، وَكَانَ لِخَارِجَةَ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ وَهُوَ الَّذِي سُمِعَ مِنْهُ الْكَلَامَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَحَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ [ص: 525] كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمَا هُزَيْلَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُمَا أَخَوَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لِأُمِّهِ، وَكَانَ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 524 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، أَخَذَتْهُ الرِّمَاحُ فَجُرِحَ بِضْعَةَ عَشَرَ جُرْحًا، فَمَرَّ بِهِ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَعَرَفَهُ فَأَجْهَزَ عَلَيْهِ وَمَثَّلَ بِهِ، وَقَالَ: هَذَا مِمَّنْ أَغْرَى بِأَبِي عَلِيٍّ يَوْمَ بَدْرٍ، يَعْنِي أَبَاهُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، الْآنَ حَيْثُ شَفَيْتُ نَفْسِي حِينَ قَتَلْتُ الْأَمَاثِلَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، قَتَلْتُ ابْنَ قَوْقَلٍ، وَقَتَلْتُ ابْنَ أَبِي زُهَيْرٍ يَعْنِي خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَقَتَلْتُ أَوْسَ بْنَ أَرْقَمَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: «أَنَّهُ كَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا رَوَاحَةَ، وَلَعَلَّهُ كَانَ يُكْنَى بِهِمَا جَمِيعًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَهُوَ خَالُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ، وَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ بَدْرٍ يُبَشِّرُ أَهْلَ الْعَالِيَةِ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَالْعَالِيَةُ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَخَطْمَةَ، وَوَائِلٍ، وَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ بَدْرٍ الْمَوْعِدِ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا إِلَى أُسَيْرِ بْنِ رِزَامٍ الْيَهُودِيِّ بِخَيْبَرَ فَقَتَلَهُ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا، فَلَمْ يَزَلْ يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ إِلَى أَنْ قُتِلَ بِمُؤْتَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ فَخَرَصَ عَلَيْهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ نَحْنُ ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نَاقَتِهِ [ص: 527] الْعَضْبَاءِ وَمَعَهُ مِحْجَنٌ يَسْتَلِمُ بِهِ الرُّكْنَ إِذْ مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَرْتَجِزُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ خَلُّوا فَإِنَّ الْخَيْرَ مَعْ رَسُولِهْ قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهْ ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهْ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: «انْزِلْ فَحَرِّكْ بِنَا الرِّكَابَ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ قُولِي ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَقَالَ: فَنَزَلَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا رَبِّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا إِنَّ الْكُفَّارَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا قَالَ وَكِيعٌ وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ: وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِمَا اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بِالْبَيْتِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ شَاعِرًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُدْرِكِ [ص: 528] بْنِ عُمَارَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: " مَرَرْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَلَمَّا رَأَوْنِي أَضَبُّوا إِلَيَّ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَعَانِي، فَانْطَلَقْتُ نَحْوَهُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ هَاهُنَا» ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَقُولُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ» ، كَأَنَّهُ يَتَعَجَّبُ لِذَاكَ، قَالَ: أَنْظُرُ فِي ذَاكَ ثُمَّ أَقُولُ، قَالَ: «فَعَلَيْكَ بِالْمُشْرِكِينَ» ، وَلَمْ أَكُنْ هَيَّأْتُ شَيْئًا، قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي ذَلِكَ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ فِيمَا أَنْشَدْتُهُ: [البحر البسيط] خَبِّرُونِي أَثْمَانَ الْعَبَاءِ مَتَى ... كُنْتُمْ بَطَارِيقَ أَوْ دَانَتْ لَكُمْ مُضَرُ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَرِهَ بَعْضَ مَا قُلْتُ، أَنِّي جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ الْعَبَاءِ فَقُلْتُ: يَا هَاشِمَ الْخَيْرِ إِنَّ اللَّهُ فَضَّلَكُمْ ... عَلَى الْبَرِيَّةِ فَضْلًا مَا لَهُ غِيَرُ إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ ... فِرَاسَةً خَالَفَتْهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا وَلَوْ سَأَلْتَ أَوِ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ ... فِي جُلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلَا نَصَرُوا فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا قَالَ: فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ مُتَبَسِّمًا وَقَالَ: «وَإِيَّاكَ فَثَبَّتَ اللَّهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنِّي مِنْهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشعراء: 227] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 528 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُصْبَحٍ أَوِ ابْنَ مُصْبَحٍ، يُحَدِّثُ ابْنَ السَّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ [ص: 529] رَوَاحَةَ قَالَ: فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ، فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟» ، قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرِقُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعًا شَهَادَةٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 528 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ تَبْكِي عَلَيْهِ وَتَقُولُ: وَاجَبَلَاهُ، وَا كَذَا وَكَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ابْنُ رَوَاحَةَ حِينَ أَفَاقَ: " مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ قِيلَ لِي: أَنْتَ كَذَاكَ؟ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى ابْنِ رَوَاحَةَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: وَا جَبَلَاهُ، وَا عِزَّاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ جَبَلُهَا، أَنْتَ عِزُّهَا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «مَا شَيْءٌ قُلْتُمُوهُ إِلَّا وَقَدْ سُئِلْتُ عَنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَيَسِّرْ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَاشْفِهِ» ، فَوَجَدَ خِفَّةً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُمِّي تَقُولُ: وَا جَبَلَاهُ، وَا ظَهْرَاهُ، وَمَلَكٌ قَدْ رَفَعَ مِرْزَبَّةً مِنْ حَدِيدٍ، يَقُولُ: أَنْتَ كَذَا، فَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَقَمَعَنِي بِهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " حَضَرَتْ حَرْبٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: [البحر الرجز] يَا نَفْسِ أَلَا أَرَاكَ تَكْرَهِينَ الْجَنَّةْ أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَنْزِلَنَّهْ طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرَهَنَّهْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ [ص: 530] بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، زَادَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ: " أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا قُتِلَ بِمُؤْتَةَ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَاسْتُشْهِدَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ مُعْتَرِضًا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَّا أَصَابَتْهُ الْجِرَّاحُ نَكَلَ فَعَاتَبَ نَفْسَهُ فَشَجُعَ فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ» وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ بِمُؤْتَةَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ فَشَرَى عَنْ قَوْمِهِ، وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 خَلَّادُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ خَلَّادٌ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْيَمَنِ، وَالْحَكَمُ بْنُ خَلَّادٍ، وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ أُخْتِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبَهُمَا، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ خَلَّادٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَيَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، دَلَّتْ عَلَيْهِ بُنَانَةُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ رَحًى فَشَدَخَتْ رَأْسَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ» ، وَقَتَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِ، وَكَانَتْ بُنَانَةُ امْرَأَةَ الْحَكَمِ الْقُرَظِيِّ، وَحَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ لِلَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَلَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ خَمْسَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو فَضَالَةَ الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ الْخَبِيرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " قُتِلَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُدْعَى خَلَّادًا، قَالَ: فَأُتِيَتْ أُمُّهُ فَقِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ خَلَّادٍ، قُتِلَ خَلَّادٌ، قَالَ: فَجَاءَتْ مُتَنَقِّبَةً، فَقِيلَ لَهَا: قُتِلَ خَلَّادٌ وَأَنْتَ مُتَنَقِّبَةٌ؟ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ رُزِئْتُ خَلَّادًا فَلَا أَرْزَأُ حَيَائِي. فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيدَيْنِ» ، قَالَ: قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «لِأَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَتَلُوهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَغَرِّ، وَكَانَ لِبَشِيرٍ مِنَ الْوَلَدِ النُّعْمَانُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُبِيَّةُ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، وَلِبَشِيرٍ عَقِبٌ، وَكَانَ بَشِيرٌ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَشَهِدَ بَشِيرٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا إِلَى بَنِي مَرَّةَ بِفَدَكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَلَقِيَهُمُ الْمُرِّيُّونَ فَقَاتِلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابُوا أَصْحَابَ بَشِيرٍ وَوَلَّى مِنْهُمْ مَنْ وَلَّى، وَقَاتَلَ [ص: 532] بَشِيرٌ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى ضُرِبَ كَعْبُهُ، وَقِيلَ: قَدْ مَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَى تَحَامَلَ إِلَى فَدَكَ فَأَقَامَ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِهَا أَيَّامًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فِي سَرِيَّةٍ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ إِلَى يُمْنٍ وَجَبَارٍ بَيْنَ فَدَكَ وَوَادِي الْقُرَى، وَكَانَ بِهَا نَاسٌ مِنْ غَطَفَانَ قَدْ تَجْمَعُوا مَعَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ فَلَقِيَهُمْ بَشِيرٌ فَفَضَّ جَمْعَهُمْ وَظَفِرَ بِهِمْ وَقَتْلَ وَسَبَى وَغَنِمَ، وَهَرَبَ عُيَيْنَةُ وَأَصْحَابُهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَكَانَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ قَدَّمَ السِّلَاحَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ» وَشَهِدَ بَشِيرٌ عَيْنَ التَّمْرِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 وَأَخُوهُ سِمَاكُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 سُبَيْعُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبَسَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِسُبَيْعٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ، مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ سُبَيْعٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُ: هُوَ سُبَيْعُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَائِشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 وَأَخُوهُ عُبَادَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبَسَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُمَا عَمَّا أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَيْسَ لِعُبَادَةَ عَقِبٌ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَيَوْمَ مُؤْتَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ كَانَ لِسُبَيْعِ بْنِ قَيْسٍ أَخٌ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ قَيْسٍ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ فُسْحُمُ وَهِيَ مِنْ بَلْقِينِ بْنِ جِسْرٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ، يُقَالُ: يَزِيدُ فُسْحُمَ، وَيَزِيدُ بْنُ فُسْحُمَ، وَكَانَ لِيَزِيدَ [ص: 534] وَلَدٌ انْقَرَضُوا فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ وَبَيْنَ ذِي الْيَدَيْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ، وَشَهِدَا جَمِيعًا بَدْرًا وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ وَكَانَتْ بَدْرٌ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 وَمِنْ بَنِي جُشَمَ وَزَيْدٍ ابْنَيِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُمَا: التَّوْأَمَانِ وَدَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ فِي الدِّيوَانِ وَهُمْ أَصْحَابُ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِالسُّنْحِ، وَهُمْ أَصْحَابُ السُّنْحِ خَاصَّةً الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 خُبَيْبُ بْنُ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ، وَكَانَ لِخُبَيْبٍ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو كَثِيرٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَأُنَيْسَةُ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ لَهُمْ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوًا أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي [ص: 535] وَلَمْ نُسْلِمْ، فَقُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحْيِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لَا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، قَالَ: «وَأَسْلَمْتُمَا؟» ، قُلْنَا: لَا، قَالَ: «فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» ، قَالَ: فَأَسْلَمْنَا وَشَهِدْنَا مَعَهُ، فَقَتَلْتُ رَجُلًا وَضَرَبَنِي ضَرْبَةً فَتَزَوَّجْتُ ابْنَتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَتْ تَقُولُ لِي: لَا عُدِمْتُ رَجُلًا وَشَحَكَ هَذَا الْوِشَاحَ، فَأَقُولُ لَهَا: لَا عُدِمْتِ رَجُلًا عَجَّلَ أَبَاكِ إِلَى النَّارِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ كَانَتْ تُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ: جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَتُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَارْجِعْ، فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» ، يَعْنِي قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا، فَقَالَ: «ارْجِعْ فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» ، قَالَتْ: فَرَجَعَ ثُمَّ أَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ: «أَتُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» ، فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ خُبَيْبُ بْنُ يَسَافٍ، وَكَانَ قَدْ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَحِقَهُ فَأَسْلَمَ فِي الطَّرِيقِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ جَدُّ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ خُبَيْبٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 535 سُفْيَانُ بْنُ نَسْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَفِيمَا رُوِيَ لَنَا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ سُفْيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَلَعَلَّ رُوَاتَهُمْ لَمْ يَضْبِطُوا عَنْهُمْ هَذَا الِاسْمَ، وَشَهِدَ سُفْيَانُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: لَيْسَ فِي آبَائِهِ ثَعْلَبَةُ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَخُو زَيْدٍ وَعَمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَأَدْخَلُوهُ فِي نَسَبِهِ وَهَذَا خَطَأٌ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُ سَعْدَةُ بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ ابْنَةُ أَخِي خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ، وَأُمُّ حُمَيْدِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهَا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُمْ قَلِيلٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ: «أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا. وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ [ص: 537] مَعَهُ رَايَةُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ وَهُوَ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَهُ: " أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ الْمَنْحَرِ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ضَحَايَا فَلَمْ يُصِبْهُ وَلَا صَاحِبَهُ شَيْءٌ، فَحَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَعْطَاهُ وَصَاحِبَهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ عِنْدَنَا مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 وَأَخُوهُ حُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ حُرَيْثَ بْنَ زَيْدٍ شَهِدَ بَدْرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا جَمِيعًا عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ، لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي حُرَيْثٍ أَنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 وَمِنْ بَنِي جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 تَمِيمُ بْنُ يَعَارَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ، وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهِيَ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَكَانَ لِتَمِيمٍ مِنَ الْوَلَدِ رِبْعِيُّ، وَجُمَيْلَةُ، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ وَقْشٍ الشَّاعِرِ، وَشَهِدَ تَمِيمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 يَزِيدُ بْنُ الْمُزَيْنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ زَيْدُ بْنُ الْمُزَيْنِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ فِي كِتَابِهِ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَمْرٌو، وَرَمْلَةُ دَرَجَا فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ يَزِيدُ بْنُ الْمُزَيْنِ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جِدَارِةَ ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا [ص: 539] ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَلَمْ يُعْرَفْ نَسَبُهُ. ثَلَاثَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 وَمِنْ بَنِي الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَاسْمُهُ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خُدْرَةُ، وَهِيَ أُمُّ الْأَبْجَرِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٌ، وَأُمُّهُمَا مِنْ طَيِّئٍ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَيْسَ لَهُ بَقِيَّةٌ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَبَّادِ بْنِ الْأَبْجَرِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْسٍ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، لَمْ يُنْسَبْ لَنَا، وَقَالُوا: هُوَ حَلِيفٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ، ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُ: هَذَانِ الْحَلِيفَانِ إِنَّمَا هُمَا وَاحِدٌ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ. اثْنَانِ، فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. تِسْعَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَلْحُبْلَى وَهُوَ سَالِمُ بْنُ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحُبْلَى لِعِظَمِ بَطْنِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ وَهُوَ الْحُبْلَى، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنْ بَنِي مَغَالَةَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ سَيِّدٍ الْخَزْرَجِ وَفِي آخِرِ جَاهِلِيَّتِهِمْ، قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَقَدْ جَمَعَ قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ لَهُ خَرَزًا لِيُتَوِّجُوهُ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَسَبَقَ إِلَيْهِ أَقْوَامٌ فَحَسَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَبَغَى وَنَافَقَ فَاتَّضَعَ شَرَفُهُ، وَهُوَ ابْنُ سَلُولَ، وَسَلُولُ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ وَهِيَ أُمُّ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبِيٍّ هُوَ ابْنُ خَالَةِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ، وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ أَيْضًا مِمَّنْ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَيُؤْمَنُ بِهِ وَيَعِدُ النَّاسَ بِخُرُوجِهِ، وَكَانَ قَدْ تَأَلَّهَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَبِسَ الْمُسُوحَ وَتَرَهَّبَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلّى الله عليه وسلم حَسَدَ وَبَغَى وَأَقَامَ عَلَى كَفْرِهِ، وَشَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قِتَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ فَسَمَّاهُ، رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: الْفَاسِقَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَكَانَ اسْمُهُ حُبَابٌ، فَقَالَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ، فَإِنُّ حُبَابًا اسْمُ شَيْطَانَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُسَمَّى الْحُبَابُ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ: «إِنَّ الْحُبَابَ شَيْطَانٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْحُبَابُ شَيْطَانٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْحُبَابُ شَيْطَانٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَمِعَ بِالِاسْمِ الْقَبِيحِ غَيَّرَهُ» قَالُوا: وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ مِنَ الْوَلَدِ عُبَادَةُ، وَجُلَيْحَةُ، وَخَيْثَمَةُ، وَخَوَلِيُّ، وَأُمَامَةُ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمَّهَاتُهُمْ، وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَغُمُّهُ أَمْرُ أَبِيهِ وَيَثْقُلُ عَلَيْهِ لُزُومُ الْمُنَافِقِينَ إِيَّاهُ، وَمَاتَ أَبُوهُ مُنْصَرَفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَشَهِدَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، وَعَزَّى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ الْقَبْرِ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ جُوَاثَا شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 542 أَوْسُ بْنُ خَوَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَكَانَ لِأَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: فُسْحُمُ فَهَلَكَتْ، فَلَيْسَ لِأَوْسٍ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ مِنَ الْكَمَلَةِ، وَكَانَ الْكَامِلُ عِنْدَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الْإِسْلَامِ الَّذِي يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ قَدِ اجْتَمَعَ ذَلِكَ فِي أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ وَشُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَشَهِدَ أَوْسٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 542 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى السِّلَاحِ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ لِعُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ مِائَتَيْ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ» قَالُوا: وَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَرَادُوا غَسْلَهُ جَاءَتِ الْأَنْصَارُ فَنَادَتْ عَلَى الْبَابِ: اللَّهَ اللَّهَ، فَإِنَّا أَخْوَالُهُ، فَلْيَحْضُرْهُ بَعْضُنَا، فَقِيلَ لَهُمْ: أَجْمِعُوا عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ [ص: 543] ، فَدَخَلَ فَحَضَرَ غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَفَّنَهُ وَدَفَنَهُ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَتُوُفِّيَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 542 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينِ بْنِ عَوْنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: ابْنَ أَخٍ، إِذَا أَنَا مُتُّ فَأْتِ أَخْوَالَكَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ؛ فَإِنَّهُمْ أَمْنَعُ النَّاسِ لِمَا فِي بُيُوتِهِمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 543 زَيْدُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ جُزَيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَأُمُّهُ أُمُّ زَيْدٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي الْجَرْبَاءِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِزَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ، وَأُمَامَةُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ صَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ قَدْ قَدِمَ الْعِرَاقَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَنَزَلَ بِعَقَرْقُوفَ فَصَارَ وَلَدَهُ بِهَا، يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ، وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَشَهِدَ زَيْدُ بْنُ وَدِيعَةَ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 543 رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، هَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رِفَاعَةُ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ زَيْدٌ جَدُّ رِفَاعَةَ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، فَيُقَالُ: رِفَاعَةُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، وَاسْمُ أَبِي الْوَلِيدِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَأُمُّهُ أُمُّ رِفَاعَةَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِرَفَاعَةَ بْنِ عَمْرٍو أَوْلَادٌ فَانْقَرَضُوا، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَبَعْضِ نُسَخِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: رِفَاعَةُ بْنُ الْهَافِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 544 مَعْبَدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ قُشْعُرِ بْنِ الْفَدْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى وَيُكْنَى أَبَا خَمِيصَةَ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: يُكْنَى أَبَا عُصَيْمَةَ، شَهِدَ مَعْبَدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 544 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي سَالِمٍ الْحُبْلَى بْنِ غَنْمٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ مِنْ مُضَرٍ، أَسْلَمَ عُقْبَةُ فِي أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَهَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُقَالُ لِعُقْبَةَ أَنْصَارِيُّ مُهَاجِرِيُّ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَهُمْ مَعَ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ بِعَقَرْقُوفَ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيُقَالُ إِنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَهْبٍ هُوَ الَّذِي نَزَعَ الْحَلَقَتَيْنِ مِنْ إِجْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، وَيُقَالُ: بَلْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَزَعَهُمَا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتَاهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ نَرَى أَنَّهُمَا جَمِيعًا عَالَجَاهُمَا فَأَخْرَجَاهُمَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 عَامِرُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 عَاصِمُ بْنُ الْعُكَيرِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ مُزَيْنَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 وَمِنَ الْقَوَاقِلَةِ وَهُمْ بَنُو غَنْمٍ وَبَنُو سَالِمٍ ابْنَيْ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مِنَ الْوَلَدِ: الْوَلِيدُ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَمُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ عُبَادَةُ عَقَبِيًّا نَقِيبًا بَدْرِيًّا أَنْصَارِيًّا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَجُلًا طُوَالًا، جَسِيمًا، جَمِيلًا» وَمَاتَ بِالرَّمْلَةِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَلَهُ عَقِبٌ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 وَأَخُوهُ [ص: 547] أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ، وَكَانَ لِأَوْسٍ مِنَ الْوَلَدِ الرَّبِيعُ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا الْقُرْآنَ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَشَهِدَ أَوْسٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَبَقِيَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم دَهْرًا، وَذُكِرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ أَوَّلَ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ، وَكَانَ بِهِ لَمَمٌ، وَكَانَ يُفِيقُ أَحْيَانًا، فَلَاحَى امْرَأَتَهُ خَوْلَةَ بِنْتَ ثَعْلَبَةَ فِي بَعْضِ صَحَوَاتِهِ فَقَالَ: " أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، ثُمَّ نَدِمَ فَقَالَ: مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرِمْتِ عَلَيَّ، قَالَتْ: مَا ذَكَرْتَ طَلَاقًا، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ وَجَادَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِرَارًا ثُمَّ قَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ شِدَّةَ وَحْدَتِي، وَمَا يَشُقُّ عَلَيَّ مِنْ فِرَاقِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقَدْ بَكَيْتُ وَبَكَى مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ؛ رَحْمَةً لَهَا، وَرِقَّةً عَلَيْهَا، وَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْوَحْيُ فَسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، فَقَالَ: " يَا خَوْلَةُ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكِ وَفِيهِ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا، ثُمَّ قَالَ: «مُرِيهِ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً» ، قَالَتْ: لَا يَجِدُ، قَالَ: «فَمُرِيهِ أَنْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» ، قَالَتْ: لَا يُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: «فَمُرِيهِ فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» ، قَالَتْ: وَأَنَّى لَهُ؟، قَالَ: «فَمُرِيهِ فَلْيَأْتِ أُمَّ الْمُنْذِرِ بِنْتَ قَيْسٍ فَلْيَأْخُذْ مِنْهَا شَطْرَ وَسْقٍ تَمْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى [ص: 548] سِتِّينَ مِسْكِينًا» ، فَرَجَعَتْ إِلَى أَوْسٍ، فَقَالَ: مَا وَرَاءَكِ؟ قَالَتْ: خَيْرٌ، وَأَنْتَ ذَمِيمٌ، ثُمَّ أَخْبَرَتْهُ فَأَتَى أُمَّ الْمُنْذِرِ فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنْهَا فَجَعَلَ يُطْعِمُ مُدَّيْنِ مِنْ تَمْرٍ كُلَّ مِسْكِينٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 547 النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَثَعْلَبَةُ بْنُ دَعْدٍ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى قَوْقَلٌ، وَكَانَ قَوْقَلٌ لَهُ عِزٌّ، وَكَانَ يَقُولُ لِلْخَائِفِ إِذَا جَاءَهُ: قَوْقِلْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّكَ آمِنٌ، فَسُمِّيَ بَنُو غَنْمٍ وَبَنُو سَالِمٍ كُلُّهُمْ بِذَلِكَ قَوَاقِلَةً، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الدِّيوَانِ يُدْعَوْنَ بَنِي قَوْقَلٍ، وَشَهِدَ النُّعْمَانُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَلَيْسَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ مَالِكٍ عَقِبٌ، هَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ النُّعْمَانُ الْأَعْرَجُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي غُضَيْنَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفٌ لَهُمْ وَهِيَ أُخْتُ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ، وَالَّذِي يُدْعَى قَوْقَلٌ هُوَ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ الَّذِي ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَلَمْ يَشْهَدْ ذَاكَ بَدْرًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ نَسَبَ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدٍ، وَنَسَبَ النُّعْمَانِ الْأَعْرَجِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ وَذَكَرَ أَوْلَادَهُمَا وَمَا وَلَدُوا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 548 مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ بْنِ مِرْضَخَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِمَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ مِنَ الْوَلَدِ الْفُرَيْعَةُ وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ الْحُبْلَى بْنِ غَنْمٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَشَهِدَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكٌ الْعَقَبَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «لَمْ يَشْهَدْ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ الْعَقَبَةَ» قَالُوا: وَشَهِدَ مَالِكٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ مَعَ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَأَحْرَقَا مَسْجِدَ الضِّرَارِ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِالنَّارِ، وَتُوُفِّيَ مَالِكٌ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ الْعَجْلَانِ سَيِّدَ الْخَزْرَجِ فِي زَمَانِهِ هُوَ ابْنُ خَالَةِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ. وَشَهِدَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 عِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، وَأُمُّهُ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَكَانَ لِعِتْبَانَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ رِئَابِ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ رِئَابِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَذَهَبَ بَصَرُهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتِيَهُ فَيُصَلِّي فِي مَكَانٍ مِنْ بَيْتِهِ فَيَتَّخِذَهُ مُصَلًّى فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ: " أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ مَحْجُوبَ الْبَصَرِ، وَأَنَّهُ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم التَّخَلُّفَ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟» ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا تَكُونُ اللَّيْلَةُ الْمُظْلِمَةُ وَالْمَطَرُ وَالرِّيحُ، فَلَوْ أَتَيْتَ مَنْزِلِي فَصَلَّيْتَ فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنَّ أُصَلِّيَ؟» ، فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَذَلِكَ الْبَيْتُ يُصَلِّي فِيهِ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ: وَمَاتَ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ فِي وَسَطٍ مِنْ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدٍ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 مُلَيْلُ بْنُ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَكَانَ لِمُلَيْلٍ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ، وَحَبِيبَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَهِيَ عَمَّةُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ، وَشَهِدَ مُلَيْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 عِصْمَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَكَانَ لِعِصْمَةَ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا: عَفْرَاءُ وَأَسْمَاءُ تَزَوَّجَتَا فِي الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ عِصْمَةُ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا بَدْرًا. قَالُوا: وَشَهِدَ أُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدٍ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 ثَابِتُ بْنُ هَزَّالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَرْبُوسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 الرَّبِيعُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 وَأَخُوهُ وَذَفَةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سَالِمٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ الرَّبِيعَ وَوَذَفَةَ ابْنَيْ إِيَاسَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ، وَلَمْ يُولِدْ عَمْرَو بْنَ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 وَمِنْ حُلَفَاءِ الْقَوَاقِلَةِ مِنْ بَنِي غُضَيْنَةَ، وَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ، وَغُضَيْنَةُ أُمٌّ لَهُمْ مِنْ بَلِيٍّ فَنُسِبُوا إِلَيْهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَثِيرَةَ بْنِ مَشْنُوءَ بْنِ الْقَسْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ إِرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فَرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَكَانَ اسْمُ الْمُجَذَّرِ عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ قَتَلَ سُوَيْدَ بْنَ الصَّامِتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهَيَّجَ قَتْلُهُ وَقْعَةَ بُعَاثَ، ثُمَّ أَسْلَمَ الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادِ وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 الصَّامِتِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ وَبَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ، وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ يَطْلُبُ غُرَّةَ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ، وَشَهِدَا جَمِيعًا أُحُدًا فَلَمَّا جَالَ النَّاسُ تِلْكَ الْجَوْلَةِ أَتَاهُ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَقَتَلَهُ غِيلَةً، فَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ قَتَلَ الْمُجَذَّرَ بْنَ ذِيَادٍ غِيلَةً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَهُ بِهِ، فَقَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ بِالْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ، وَكَانَ الَّذِي ضَرَبَ عُنُقَهُ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُوَيْمَ بْنَ سَاعِدَةَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَلِلْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْيَمَانُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: " دُفِنَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ: الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 عَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: عَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَقَالَا: عُبَادَةُ بْنُ الْخَشْخَاشِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 بَحَّاثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزْمَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزْمَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَهْرَاءَ حَلِيفٌ لِبَنِي غُضَيْنَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ شَهِدَ بَدْرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا جَمِيعًا عَلَى ذَلِكَ، إِنَّ أَمْرَ هَذَا الْحَلِيفِ ثَبْتٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ عُبَيْدَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ جُبَيْرٍ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَحْنُونَ بْنِ نَامِ مَنَاةَ بْنِ شَبِيبِ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ أَهْوَدَ بْنِ بَهْرَاءَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ مِنْ بَهْزٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 عَمْروُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ غَسَّانَ. شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 555 الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ الْمُنْذِرُ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، ثُمَّ أَسْلَمَ فَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَطُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَبَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا هَكَذَا، وَإِنَّمَا آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَبْلَ بَدْرٍ، وَأَبُو ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ غَائِبٌ عَنِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَلَا أُحُدًا وَلَا الْخَنْدَقَ، وَإِنَّمَا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَدْ قَطَعَتْ بَدْرٌ الْمُؤَاخَاةَ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ. وَشَهِدَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو بَدْرًا، وَأُحُدًا وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمِيرًا عَلَى أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا في صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْنَقَ الْمُنْذِرُ لِيَمُوتَ» يَقُولُ: مَشَى إِلَى الْمَوْتِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، وَلَيْسَ لِلْمُنْذِرِ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 555 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: " أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو السَّاعِدِيَّ قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَعْنَقَ لَيَمُوتَ. وَكَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ اسْتَصْرَخَ عَلَيْهِمْ بَنِي سُلَيْمٍ [ص: 556] فَنَفَرُوا مَعَهُ فَقَتَلَهُمْ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 555 أَبُو دُجَانَةَ وَاسْمُهُ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ حَزْمَةُ بِنْتُ حَرْمَلَةَ مِنْ بَنِي زِعْبٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَكَانَ لِأَبِي دُجَانَةَ مِنَ الْوَلَدِ خَالِدٌ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْأَجَشِّ مِنْ بَنِي بَهْزٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَبِي دُجَانَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَشَهِدَ أَبُو دُجَانَةَ بَدْرًا وَكَانَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ أَبُو دُجَانَةَ يُعْلَمُ فِي الزُّحُوفِ بِعِصَابَةٍ حَمْرَاءَ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَشَهِدَ أَيْضًا أَبُو دُجَانَةَ أُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟» ، فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟» ، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ أَبَا دُجَانَةَ حِينَ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم سَيْفَهُ يَوْمَ [ص: 557] أُحُدٍ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهَ حَقَّهُ ارْتَجَزَ يَقُولُ: [البحر الرجز] أَنَا الَّذِي عَاهَدَنِي خَلِيلِي ... بِالشِّعْبِ ذِي السَّفْحِ لَدَى النَّخِيلِ أَلَا أَكُونَ آخِرَ الْأُفُولِ ... أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " لَمَّا انْصَرَفُوا يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ: خُذِي السَّيْفَ غَيْرَ ذَمِيمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أَسِنَهُ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ وَأَبُو دُجَانَةَ» ، وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " دُخِلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟ فَقَالَ: " مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَكُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَأَمَّا الْأُخْرَى فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَشَهِدَ أَبُو دُجَانَةَ الْيَمَامَةَ وَهُوَ فِيمَنْ شَرَكَ فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، وَقُتِلَ أَبُو دُجَانَةَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَلِأَبِي دُجَانَةَ عَقِبٌ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ اليَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَبَلِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَكَانَ لِأَبِي أُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ أُسَيْدٌ الْأَكْبَرُ، وَالْمُنْذِرُ، وَأُمُّهُمَا سَلَامَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَغَلِيظُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ ضَمْضَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 بْنِ سَكَنٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسٍ، وَأُسَيْدٌ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمَيْمُونَةُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَكَمِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي قَشْبَةَ، وَحَبَّانَةُ وَأُمُّهَا الرَّبَابُ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَحَفْصَةُ، وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَحَمْزَةُ، وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَالَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَكَنِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَشَهِدَ أَبُو أُسَيْدٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي سَاعِدَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ بَعْدَ أَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ قَصِيرًا دَحْدَاحًا، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَرَأَيْتُ رَأْسَهُ كَثِيرَ الشَّعْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ يُحْفِي شَارِبَهُ كَأَخِي الْحَلْقِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا أُسَيْدٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا قَتَادَةَ وَابْنَ عُمَرَ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ فَنَجِدُ مِنْهُمْ رِيحَ الْعَبِيرِ، وَهُوَ الْخَلُوقُ، وَيُصَفِّرُونَ بِهِ لِحَاهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ: «أَنَّهُمَا نَزَعَا مِنْ يَدِ أَبِي أُسَيْدٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ بِالْمَدِينَةِ عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ سِتِّينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 مَالِكُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْبَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 عَبْدُ رَبِّ بْنُ حَقِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، هَكَذَا اسْمُهُ وَنَسَبُهُ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَقٍّ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: هُوَ عَبْدُ رَبِّ بْنُ حَقِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَشَهِدَ عَبْدُ رَبِّ بْنُ حَقٍّ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 زِيَادُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مُوَدَّعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 وَابْنُ أَخِيهِ [ص: 560] ضَمْرَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مُوَدَّعَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَكَرُوا أَنَّ لَهُ عَقِبًا انْتَسَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَسْبَسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْجُهَنِيِّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 بَسْبَسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 560 كَعْبُ بْنُ جَمَّازِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ غَسَّانَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَنَسَبَاهُ إِلَى جُهَيْنَةَ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَذَكَرَهُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَشَهِدَ كَعْبُ بْنُ جَمَّازٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. تِسْعَةُ نَفَرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 560 وَمِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمَ ثُمَّ مِنْ بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا جَابِرٍ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ جَابِرٌ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ أَتَيْتُهُ وَهُوَ مُسَجًّى فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ وَأُقَبَّلُهُ وَالنَّبِيُّ يَرَانِي فَلَمْ يَنْهَنِي» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي، وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَوْنَنِي وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَا يَنْهَانِي، قَالَ: وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «بَكِّيهِ أَوْ لَا تُبَكِّيهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " أُصِيبَ أَبِي وَخَالِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءَتْ بِهِمَا أُمِّي قَدْ عَرَضَتْهُمَا عَلَى نَاقَةٍ، أَوْ قَالَ عَلَى جَمَلٍ، فَأَقْبَلَتْ بِهِمَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ادْفِنُوا الْقَتْلَى فِي مَصَارِعِهِمْ» ، قَالَ: فَرُدَّا حَتَّى دُفِنَا فِي مَصَارِعِهِمَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 562 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ كُفِّنَا فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ وَقَبْرٍ وَاحِدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 562 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ لِدَفْنِ شُهَدَاءِ أُحُدٍ قَالَ: «زَمِّلُوهُمْ بِجِرَاحِهِمْ، فَإِنِّي أَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسِيلُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ» . قَالَ جَابِرٌ: وَكُفِّنَ أَبِي فِي نَمِرَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكَانَ يَقُولُ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّ هَؤُلَاءِ كَانَ أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» ، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى الرَّجُلِ قَالَ: «قَدِّمُوهُ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ صَاحِبِهِ» ، قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَتَلَهُ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ أَبُو أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ الْهَزِيمَةِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ادْفِنُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَعَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ لِمَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ الصَّفَاءِ» ، وَقَالَ: «ادْفِنُوا هَذَيْنِ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي الدُّنْيَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ» . قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَجُلًا أَحْمَرَ، أَصْلَعَ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَجُلًا طَوِيلًا، فَعُرِفَا فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمَّا يَلِي الْمَسِيلَ فَدَخَلَهُ السَّيْلُ فَحُفِرَ عَنْهُمَا وَعَلَيْهِمَا نَمِرَتانِ وَعَبْدُ اللَّهِ قَدْ أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي وَجْهِهِ فَيَدُهُ عَلَى جُرْحِهِ، فَأُمِيطَتْ يَدَهُ عَنْ جُرْحِهِ فَانْبَعَثَ الدَّمُ، فَرُدَّتْ يَدُهُ إِلَى مَكَانِهَا فَسَكَنَ الدَّمُ، قَالَ جَابِرٌ: فَرَأَيْتُ أَبِي فِي حُفْرَتِهِ كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيَّرَ مِنْ حَالِهِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، فَقِيلَ لَهُ [ص: 563] : فَرَأَيْتَ أَكْفَانَهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا كُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ خُمِرَ بِهَا وَجْهُهُ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلُ، فَوَجَدْنَا النَّمِرَةَ كَمَا هِيَ وَالْحَرْمَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، فَشَاوَرَهُمْ جَابِرٌ فِي أَنْ يُطَيَّبَ بِمِسْكٍ فَأَبَى ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالُوا: لَا تُحْدِثُوا فِيْهِمْ شَيْئًا، وَحُوِّلَا مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَنَاةَ كَانَتْ تَمُرُّ عَلَيْهِمَا، وَأُخْرِجُوا رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 562 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «صَرَخَ بِنَا إِلَى قَتْلَانَا يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ الْعَيْنَ فَأَخْرَجْنَاهُمْ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَيِّنَةً أَجْسَادُهُمْ، تَنْثَنِي أَطْرَافُهُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَدَفَنْتُهُ وَحْدَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ: «إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ فِي أَوَّلِ مَنْ يُصَابُ غَدًا، فَأَوْصِيكَ بِبَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ خَيْرًا، فَأُصِيبَ، فَجَعَلْنَا الِاثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ، فَلَبِثْنَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي لَمْ تَدَعْنِي حَتَّى أَدْفِنَهُ وَحْدَهُ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنَ الْقَبْرِ فَإِذَا الْأَرْضُ لَمْ تَأْكُلْ شَيْئًا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «دُفِنَ مَعَ أَبِي فِي قَبْرِهِ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، فَكَانَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ، فَأَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوَّلْتُهُ، فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا شَعَرَاتٍ كُنَّ فِي لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ [ص: 564] دَيْنٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: " إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ، فَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ سَنَتَيْنِ مَا عَلَيْهِ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْلَا يُفْحِشْ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ، قَالَ: فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ وَدَعَا، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «أَيْنَ غُرَمَاؤُهُ؟» فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 خِرَاشُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ الْأَخْطَمِ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، وَيُقَالُ لِخِرَاشٍ قَائِدُ الْفَرَسَيْنِ، وَكَانَ لِخِرَاشٍ مِنَ الْوَلَدِ سَلَمَةُ، وَأُمُّهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ قَيْظِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَكَانَ لِخِرَاشٍ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 564 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا: «أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الصِّمَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ أَخَا خِرَاشٍ شَهِدَ بَدْرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ وَلَا مُجْمَعٍ عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَانَ خِرَاشُ بْنُ الصِّمَّةِ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَجُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ عَشْرَ جِرَاحَاتٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 564 عُمَيْرُ بْنُ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ النُّوَارُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَقُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» ، فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ: " بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ تُبَخْبِخُ؟» ، قَالَ: أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا» ، قَالَ: فَانْتَثَلَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَلُوكُهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ حَتَّى أَلُوكَهُنَّ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، فَنَبَذَهُنَّ وَقَاتِلَ حَتَّى قُتِلَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْإِسْلَامِ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ، قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلَيْسَ لِعُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ لِمُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمَامَةُ، وَأُمُّهُمَا ثُبَيْتَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، شَهِدَ مُعَاذٌ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 566 وَأَخُوهُ مُعَوِّذ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَشَهِدَ أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 566 وَأَخُوهُمَا خَلَّادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامٍ، شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 566 الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَأُمُّهُ الشَّمُوسُ بِنْتُ حَقِّ بْنِ أَمَةَ بْنِ حَرَامٍ، وَكَانَ لِحُبَابٍ مِنَ الْوَلَدِ خَشْرَمٌ، وَأُمُّ جَمِيلٍ، وَأُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَالْحُبَابُ هُوَ خَالُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو السَّاعِدِيِّ أَحَدُ النُّقَبَاءِ، وَهُوَ الَّذِي قُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْنَقَ لَيَمُوتَ» ، وَشَهِدَ الْحُبَابُ بَدْرًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَلَ مَنْزِلًا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: " لَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا وَنَقْذِفُ فِيهِ الْآنِيَةَ فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُغَوِّرُ مَا سِوَاهَا مِنَ الْقُلُبِ، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " الرَّأْيُ مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا حُبَابُ، أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ» ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَفَعَلَ ذَلِكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الْحَرْبِ، أَرَى أَنْ نُغَوِّرَ الْمِيَاهَ إِلَّا مَاءً وَاحِدًا نَلْقَاهُمْ عَلَيْهِ» ، قَالَ: وَاسْتَشَارَهُمْ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، وَالنَّضِيرِ، قَالَ: فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فَقَالَ: «أَرَى أَنْ نَنْزِلَ بَيْنَ الْقُصُورِ فَنَقْطَعَ خَبَرَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ، وَخَبَرَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ» ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: «كَانَ لِوَاءُ الْخَزْرَجِ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 : شَهِدَ الْحُبَابُ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى شُهُودِهِ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا، وَهَذَا عِنْدَنَا مِنْهُ وَهَلٌ لِأَنَّ أَمْرَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ فِي بَدْرٍ مَشْهُورٌ، وَشَهِدَ الْحُبَابُ أُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ حِينَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ لِتُبَايِعَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، وَحَضَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فَتَكَلَّمُوا فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ " أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، ثُمَّ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ وَتَفَرَّقُوا، وَتُوُفِّيَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 568 عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِمَكَّةَ أَوَّلَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا. وَشَهِدَ عُقْبَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَأُعْلِمَ يَوْمَئِذٍ بِعِصَابَةٍ خَضْرَاءَ فِي مَغْفَرِهِ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 568 ثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ أُمُّ أُنَاسِ بِنْتُ سَعْدٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمٍ، ثُمَّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ثَابِتُ بْنُ الْجِذْعِ، وَالْجِذْعُ ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ قَلْبِهِ وَصَرَامَتِهِ، وَكَانَ لِثَابِتٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَالْحَارِثُ، وَأُمُّ أُنَاسٍ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ لَهُمْ بَقِيَّةٌ فَانْقَرَضُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَذُكِرَ لِي أَنَّ قَوْمًا انْتَسَبُوا إِلَيْهِ حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ وَيَقُولُونَ هُوَ ثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْجِذْعِ، وَشَهِدَ ثَابِتٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ، وَفَتْحَ مَكَّةَ، وَيَوْمَ الطَّائِفِ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 عُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: عُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لِبْدَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ نَابِيءِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 وَمِنْ مَوَالِي بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 تَمِيمٌ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ تَمِيمٍ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ وَبَيْنَ خَبَّابٍ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَشَهِدَ تَمِيمٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 حَبِيبُ بْنُ الْأَسْوَدِ مَوْلًى لِبَنِي حَرَامٍ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَبِيبُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ: حَبِيبُ بْنُ سَعْدٍ مَوْلًى لَهُمْ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَهُمْ دَعْوَةٌ عَلَى حِدَةٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ [ص: 571] بْنِ مَعْرُورٍ وَبَيْنَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَدِيٍّ، وَشَهِدَ بِشْرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَخَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي أَهْدَتْهَا لَهُ الْيَهُودِيَّةُ وَكَانَتْ مَسْمُومَةً فَلَمَّا ازْدَرَدَ بِشْرٌ أُكْلَتَهُ لَمْ يَرِمْ مَكَانَهُ حَتَّى عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَانِ، وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً لَا يَتَحَوَّلُ إِلَّا مَا حُوِّلَ، ثُمَّ مَاتَ مِنْهُ، وَيُقَالُ: لَمْ يَرِمْ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى مَاتَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» ، قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّهُ رَجُلٌ فِيهِ بُخْلٌ، قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ، بَلْ سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 571 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، شَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ أَبُوهُ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ يُكْنَى أَبَا وَهْبٍ، وَكَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَزَوَاتٍ، وَكَانَ مُنَافِقًا، وَفِيهِ نَزَلَ حِينَ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي، أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: 49] ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَدِّ عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 571 سِنَانُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِسِنَانِ بْنِ صَيْفِيٍّ مِنَ الْوَلَدِ مَسْعُودٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَشَهِدَ سِنَانٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 572 عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ بُسْرَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 572 الطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَالرَّبِيعُ، وَأُمُّهُمَا إِدَامُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا وَدَرَجُوا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 572 الطُّفَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأُمُّهُ خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ، وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَجُرِحَ بِأُحُدٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ فَكَانَ يَقُولُ: «أَكْرَمَ اللَّهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ بِيَدَيَّ وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا، يَعْنِي أُقْتَلْ كَافِرًا» ، وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ مِنَ الْوَلَدِ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا الرُّبَيِّعُ تَزَوَّجَهَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَلَيْسَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 573 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَأُمُّهُ حُمَيْمَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا أَيْضًا حُمَيْمَةُ، وَأُمُّهَا الرُّبَيِّعُ، وَهِيَ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 573 جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ جَابِرِ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَيُجْعَلُ جَابِرٌ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَ الْأَنْصَارِ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ بِمَكَّةَ، وَشَهِدَ جَابِرٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] قَالَ: «يَمْحُو مِنَ الرِّزْقِ وَيَزِيدُ فِيهِ، وَيَمْحُو مِنَ الْأَجَلِ وَيَزِيدُ فِيهِ» فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ ابْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ الْأَنْصَارِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] ، قَالَ: «هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْعَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 خُلَيْدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: خُلَيْدٌ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: خُلَيْدَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: هُوَ خَالِدَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ [ص: 575] ، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ أَيْضًا بَدْرًا أَخٌ لَهُ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ يُقَالُ لَهُ: خَلَّادٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ خَلَّادًا فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَا أَظُنُّهُ بِثَبْتٍ، وَشَهِدَ خُلَيْدُ بْنُ قَيْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 يَزِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحِ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ وَعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَشَهِدَ يَزِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ قَوْمًا انْتَسَبُوا إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 575 وَأَخُوهُ مَعْقِلُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحِ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 575 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَلْذَمَةَ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: بَلْذَمَةُ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: بَلْدَمَةُ، وَقَالَ [ص: 576] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: بَلْدَمَةُ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْدَمَةَ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 575 جَبَّارُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ عَتِيكَةُ بِنْتُ خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَيُكْنَى جَبَّارٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ وَالْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، وَشَهِدَ جَبَّارٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ خَارِصًا إِلَى خَيْبَرَ وَغَيْرِهَا، وَشَهِدَ جَبَّارٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً ثَلَاثِينَ، وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 576 الضَّحَّاكُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَكَانَ لِلضَّحَّاكِ مِنَ الْوَلَدِ يَزِيدُ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ مُحَرِّثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُ الضَّحَّاكِ مُنْذُ زَمَانٍ، وَشَهِدَ الضَّحَّاكُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 576 سَوَادُ بْنُ رُزْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، هَكَذَا سَمَّاهُ وَنَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ هُوَ أَسْوَدُ بْنُ رُزْنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ زَيْدًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ: سَوَادُ بْنُ زُرَيْقِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهَذَا عِنْدَنَا تَصْحِيفٌ مِنْ رُواتِهِمِ، وَكَانَ لِسَوَادِ بْنِ رُزْنٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ سَوَادٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّ رُزْنِ بِنْتُ سَوَادٍ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهَا خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَشَهِدَ سَوَادُ بْنُ رُزْنٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ وَمَوَالِيهِمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 حَمْزَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهَ خَارِجَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ خَارِجَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: هُوَ حَارِثَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَاخْتُلِفَ عَن أَبِي مَعْشَرٍ فَقَالَ بَعْضُ مَنْ رَوَى عَنْهُ: هُوَ حَرْبَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ، وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا أَنَّهُ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ حَلِيفُ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 وَأَخُوهُ [ص: 578] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُمَيِّرِ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، اجْتَمَعُوا جَمِيعًا عَلَى اسْمِهِ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أَمْرِهِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 النُّعْمَانُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ جَمِيعًا، وَأَنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 وَمِنْ بَنِي سَوَادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ قُطْبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَمْرِو بْنِ أَسْلَمَ، وَكَانَ لِقُطْبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُلَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَشَهِدَ قُطْبَةُ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ كُلِّهِمْ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ لَيْسَ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا. وَكَانَ قُطْبَةُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 الله عليه وسلم، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي سَلِمَةَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَجُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ تِسْعَ جِرَاحَاتٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ قُطْبَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ خَثْعَمٍ بِنَاحِيَةِ تَبَالَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ، فَانْتَهُوا إِلَى الْحَاضِرِ وَقَدْ نَامُوا وَهَدُؤُوا، فَكَبَّرُوا وَشَنُّوا الْغَارَةَ، فَوَثَبَ الْقَوْمُ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْجِرَاحُ فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا، وَكَثَرَهُمْ أَصْحَابُ قُطْبَةَ فَقَتَلُوا مَنْ قَتَلُوا وَسَاقُوا النَّعَمَ وَالشَّاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأُخْرِجَ مِنْهُمُ الْخُمُسَ، ثُمَّ كَانَتْ سُهْمَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ أَبْعِرَةٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَالْبَعِيرُ يَعْدِلُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَكَانَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ» وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: رَمَى قُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ بِحَجَرٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ثُمَّ قَالَ: «لَا أَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّ هَذَا الْحَجَرُ» ، وَبَقِيَ قُطْبَةُ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 وَأَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سِنَانٍ وَهِيَ أُمُّ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ لِيَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالْمُنْذِرُ، وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جُرَيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَشَهِدَ يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 سُلَيْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 ثَعْلَبَةُ بْنُ غَنَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ جَهِيرَةُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي سَلِمَةَ هُوَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ. وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 عَبْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِيءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 أَبُو الْيَسَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ نَسِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُرَيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِأَبِي الْيَسَرِ مِنَ الْوَلَدِ عُمَيْرٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَحَبِيبٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ الرَّيَاعِ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَشَهِدَ أَبُو الْيَسَرِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلًا قَصِيرًا دَحْدَاحًا، ذَا بَطْنٍ، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 581 سَهْلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ الشَّاعِرِ، وَشَهِدَ سَهْلٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ صَاحِبُ الْقَبْرِ الْمَعْرُوفِ بِأُحُدٍ، وَبَقِيَ مِنْ عَقِبِهِ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 581 وَمِنْ مَوَالِي بَنِي سَوَادِ بْنِ غَنْمٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 عَنْتَرَةُ مَوْلَى سُلَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ. قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَهُوَ عَنْتَرَةُ بْنُ عَمْرٍو مَوْلَى سُلَيْمِ بْنِ عَمْرٍو. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 وَمِنْ سَائِرِ بَنِي سَلِمَةَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 مَعْبَدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ الزُّهْرَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. هَكَذَا سَمَّاهُ وَنَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُونَ: مَعْبَدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَخْرٍ، وَلَا يَذْكُرُونَ صَيْفِيًّا، وَشَهِدَ مَعْبَدٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ [ص: 583] عُقْبَةَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا. وَشَهِدَ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ أُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 عَمْرُو بْنُ طَلْقِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا. شَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 583 مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ أَخِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ لِمُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ أَحَدُهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا الْآخَرُ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمَا، وَيُكْنَى مُعَاذٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي سَلِمَةَ هُوَ وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 583 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِ أَبِي عَوْنٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 583 ، قَالُوا: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ عِنْدَنَا» وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَهُمْ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَبْلَ يَوْمِ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ هَاجَرَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَهُوَ حِينَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ سِنِينَ، هَذَا وَهَلٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَشَهِدَ مُعَاذٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَوْمِهِ، وَشَهِدَ أَيْضًا مُعَاذٌ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلَعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مِنْ مَالِهِ لِغُرَمَائِهِ حِينَ اشْتَدُّوا عَلَيْهِ، وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ أَنَّ يَجْبُرَكَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي: «بِمَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟» ، قُلْتُ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا قَضَى بِهِ الرَّسُولُ؟» ، قَالَ: قُلْتُ أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُعَاذًا: «إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي وَالِيَ عِلْمِهِمْ وَالِيَ دِينِهِمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: " كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ جَعَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ: «أَنْ أَحْسِنْ خُلُقَكَ مَعَ النَّاسِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " لَمَّا بُعِثَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ مُعَلِّمًا، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْرَجَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي الْيَمَنِ، فَبَسَطَ رِجْلَهُ فَبَسَطَ الْقَوْمُ أَرْجُلَهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «قَدْ أَحْسَنْتُمْ، وَلَكِنْ لَا تَعُودُوا، فَإِنِّي إِنَّمَا بَسَطْتُ رِجْلَيَّ فِي الصَّلَاةِ لِأَنِّي اشْتَكَيْتُهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: " اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُعَاذًا عَلَى الْيَمَنِ، فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَلَيْهَا، وَكَانَ عُمَرُ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ، فَجَاءَ مُعَاذٌ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ رَقِيقٌ وَوُصَفَاءُ عَلَى حِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِمَنْ هَؤُلَاءِ الْوُصَفَاءُ؟ قَالَ: هُمْ لِي، قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُمْ لَكَ؟ قَالَ: أُهْدُوا لِي، قَالَ: أَطِعْنِي وَأَرْسِلْ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ طَيَّبَهُمْ لَكَ فَهُمْ لَكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُطِيعَكَ فِي هَذَا، شَيْءٌ أُهْدِيَ لِي أُرْسِلُ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: فَبَاتَ لَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا أُرَانِي إِلَّا مُطِيعَكَ، إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أُجَرُّ، أَوْ أُقَادُ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ لَكَ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ فَصُفُّوا خَلْفَهُ يُصَلُّونَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: فَانْطَلِقُوا [ص: 586] فَأَنْتُمْ لَهُ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَامِلُهُ عَلَى الْجُنْدِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ: «أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَجِيءُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، جَمِيعًا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: «مَا بَزَقْتُ عَنْ يَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: " أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بَزَقَ عَنْ يَمِينِهِ وَهُوَ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ فَقَالَ: «مَا فَعَلْتُ هَذَا مُنْذُ صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ دَخَلَ قُبَّتَهُ فَرَأَى امْرَأَتَهُ تَنْظُرُ مِنْ خَرْقٍ فِي الْقُبَّةِ فَضَرَبَهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 قَالَ: «وَكَانَ مُعَاذٌ يَأْكُلُ تُفَّاحًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَمَرَّ غُلَامٌ لَهُ فَنَاوَلَتْهُ امْرَأَتُهُ تُفَّاحَةً قَدْ عَضَّتْهَا فَضَرَبَهَا مُعَاذٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: " دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى بَرَّاقُ [ص: 587] الثَّنَايَا، وَإِذَا نَاسٌ مَعَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، قَالَ: فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ، قَالَ: فَقَالَ: آللَّهِ، فَقُلْتُ: آللَّهِ، فَقَالَ: آللَّهِ، فَقُلْتُ: آللَّهِ قَالَ: فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ رَحْمَتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا بِحَلْقَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ آدَمُ، جَمِيلٌ، وَضَّاحُ الثَّنَايَا، وَفِي الْقَوْمِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ وَهُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهِ يَسْتَمِعُونَ حَدِيثَهُ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 587 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنِهِ خَلْقًا وَأَسْمَحِهِ كَفًّا، فَادَّانَ دَيْنًا كَثِيرًا فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنْهُمْ أَيَّامًا فِي بَيْتِهِ حَتَّى اسْتَأْدَى غُرَمَاؤُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مُعَاذٍ يَدْعُوهُ، فَجَاءَهُ وَمَعَهُ غُرَمَاؤُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ» . قَالَ: فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ نَاسٌ وَأَبَى آخَرُونَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اصْبِرْ لَهُمْ يَا مُعَاذُ» ، قَالَ: فَخَلَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَالِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى غُرَمَائِهِ فَاقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فَأَصَابَهُمْ خَمْسَةُ أَسْبَاعِ حُقُوقِهِمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِعْهُ لَنَا، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَلُّوا عَنْهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ إِلَيْهِ سَبِيلٌ» ، فَانْصَرَفَ [ص: 588] مُعَاذٌ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ مُعْدَمًا، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْأَلَهُ، قَالَ: فَمَكَثَ يَوْمًا، ثُمَّ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، وَقَالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ وَيُؤَدِّيَ عَنْكَ دَيْنَكَ» ، قَالَ: فَخَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَوَافَى السَّنَةَ الَّتِي حَجَّ فِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ فَالْتَقَيَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى فَاعْتَنَقَا وَعَزَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخْلَدَا إِلَى الْأَرْضِ يَتَحَدَّثَانِ، فَرَأَى عُمَرُ عِنْدَ مُعَاذٍ غِلْمَانًا فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَصَبْتُهُمْ فِي وَجْهِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيِّ وَجْهٍ؟ قَالَ: أُهْدُوا إِلَيَّ، وَأُكْرِمْتُ بِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: اذْكُرْهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ مُعَاذٌ: مَا ذِكْرِي هَذَا لِأَبِي بَكْرٍ، وَنَامَ مُعَاذٌ فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحُجْزَتِهِ مِنْ وَرَائِهِ يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ، فَفَزِعَ مُعَاذٌ فَقَالَ: هَذَا مَا أَمَرَنِي بِهِ عُمَرُ، فَقَدِمَ مُعَاذٌ فَذَكَرَهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَسَوَّغَهُ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ وَقَضَى بَقِيَّةَ غُرَمَائِهِ، وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرَكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 587 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: " لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ، اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذٍ: ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعْ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ، قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ، أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُدْرِكَهُ شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَلَا يُدْرِكْهُ، قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْبَاطِلُ، وَيُصْبِحُ الرَّجُلُ عَلَى دِينٍ وَيُمْسِي عَلَى آخَرَ، وَيَقُولُ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا، لَا يَعِيشُ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَلَا يَمُوتُ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَيُعْطَى الرَّجُلُ الْمَالَ [ص: 589] مِنْ مَالِ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامِ الزُّورِ الَّذِي يُسْخِطُ اللَّهَ، اللَّهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الْأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قَالَا: يَا أَبَانَا، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. قَالَ: وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، ثُمَّ طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا، وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمَسُّهَا بِفِيهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ، حَتَّى هَلَكَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 588 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: " إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ: «اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: أَخَذَ مُعَاذًا الطَّاعُونُ فِي حَلْقِهِ فَقَالَ: «يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَخْنُقُنِي وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: " أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ الْوَجَعُ عَامَ عَمَوَاسَ قَالَ أَصْحَابُ مُعَاذٍ: هَذَا رِجْزٌ قَدْ وَقَعَ، فَقَالَ مُعَاذٌ: " أَتَجْعَلُونَ رَحْمَةً رَحِمَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ كَعَذَابٍ عَذَّبَ اللَّهُ بِهِ قَوْمًا سَخِطَ عَلَيْهِمْ؟ إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا، وَشَهَادَةٌ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا، اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى مُعَاذٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ مِنْ قَبْلِ فِتَنٍ سَتَكُونُ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَكْفُرَ الْمَرْءُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حِلِّهَا، أَوْ يُظَاهِرَ أَهْلَ الْبَغِيِّ، أَوْ يَقُولَ الرَّجُلُ: مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا إِنْ مُتُّ أَوْ عِشْتُ، أَعَلَى حَقٍّ أَوْ عَلَى بَاطِلٍ؟ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ [ص: 590] : " دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَوْمِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالُوا: «كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلًا طُوَالًا، أَبْيَضَ، حَسَنَ الثَّغْرِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ، جَعْدًا، قَطَطًا، شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَخَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكًا وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 590 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «رُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ مُعَاذٌ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 590 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَاسْتَخْلَفْتُهُ فَسَأَلَنِي رَبِّي عَنْهُ لَقُلْتُ: يَا رَبِّي، سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا اجْتَمَعُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَذْفَةَ حَجَرٍ» قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: سَلَمَةُ بَدْرٍ لِكَثْرَةِ مَنْ شَهِدَهَا مِنْهُمْ. ثَلَاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ إِنْسَانًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 590 وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 591 قَيْسُ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَيْسُ بْنُ مِحْصَنٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ قَيْسُ بْنُ حِصْنٍ. وَكَانَ لِقَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ قَيْسٍ وَأُمُّهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَشَهِدَ قَيْسٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 591 الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ مُخَلَّدٌ، وَخَالِدٌ، وَخَلْدَةُ، وَأُمُّهُمْ أُنَيْسَةُ بِنْتُ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: نَسْرٌ وَحْدَهُ. وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَصَابَهُ يَوْمَئِذٍ جُرْحٌ، فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ ثُمَّ انْتَقَضَ بِهِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَمَاتَ فَهُوَ يُعَدَّ مِمَّنْ شَهِدَ الْيَمَامَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 591 جُبَيْرُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: جُبَيْرُ بْنُ إِيَاسَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ جُبَيْرُ بْنُ إِلْيَاسَ. شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 أَبُو عُبَادَةَ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ غَنَّامِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِأَبِي عُبَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ عُبَادَةُ، وَأُمُّهُ سُنْبُلَةُ بِنْتُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَفَرْوَةُ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعُقْبَةُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمَيْمُونَةُ، وَأُمُّهَا جُنْدُبَةُ بِنْتُ مُرَيِّ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ قُطْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَيُكَنَّى أَبَا سَبْعٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ، يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ الْأَنْصَارِ أَسْلَمَ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَبُو أُمَامَةَ، وَكَانَا خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ فَسَمِعَا بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَتَيَاهُ فَأَسْلَمَا وَرَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ ذَكْوَانُ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ قَدْ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ مُهَاجِرِيًّا أَنْصَارِيًّا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقِ بْنِ عِلَاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، فَشَدَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ بْنِ الْأَخْنَسِ وَهُوَ فَارِسٌ فَضَرَبَ رِجْلَهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ الْفَخِذِ، ثُمَّ طَرَحَهُ عَنْ فَرَسِهِ فَذَفَفَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. وَلَيْسَ لِذَكْوَانَ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 593 مَسْعُودُ بْنُ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِمَسْعُودٍ مِنَ الْوَلَدِ يَزِيدُ، وَحَبِيبَةُ، وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَعَامِرٌ، وَأُمُّهُ قَسِيبَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ مَسْعُودٌ بَدْرًا وَكَانَ لَهُ وَلَدٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 593 عَبَّادُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَكَانَ لَعَبَّادٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ ثَابِتٍ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ وَهْبٍ مِنْ أَشْجَعَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 594 أَسْعَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ: هُوَ سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْفَاكِهِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 594 الْفَاكِهُ بْنُ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ وَحْدَهُ: الْفَاكِهُ بْنُ نَسْرٍ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُوَ الْفَاكِهُ بْنُ بِشْرٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: لَيْسَ فِي الْأَنْصَارِ نَسْرٌ إِلَّا سُفْيَانُ بْنُ نَسْرٌ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِلْفَاكِهِ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَتَانِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَمْلَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ [ص: 595] النُّعْمَانِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَشَهِدَ الْفَاكِهُ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 594 مُعَاذُ بْنُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ مَاعِصٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 595 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ: «أَنَّ مُعَاذَ بْنَ مَاعِصَ جُرِحَ بِبَدْرٍ فَمَاتَ مِنْ جُرْحِهِ بِالْمَدِينَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَالثَّبْتُ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 595 وَأَخُوهُ عَائِذُ بْنُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ عَائِذِ بْنِ مَاعِصٍ وَسُوَيْبِطِ بْنِ عَمْرٍو العَبْدَرِيِّ، وَشَهِدَ عَائِذٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَإِنَّمَا الَّذِي قُتِلَ يَوْمَئِذٍ أَخُوهُ مُعَاذُ بْنُ مَاعِصٍ، وَأَمَّا عَائِذُ بْنُ مَاعِصٍ فَشَهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 595 مَسْعُودُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَامِرٌ، وَأُمُّ ثَابِتٍ، وَأُمُّ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَهْلٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كَبْشَةَ بِنْتِ الْفَاكِهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَشَهِدَ مَسْعُودٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: قُتِلَ مَسْعُودٌ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 596 رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِرَفَاعَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَعُبَيْدٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَمُعَاذٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَالنُّعْمَانُ، وَرَمْلَةُ، وَبُثَيْنَةُ، وَأُمُّ سَعْدٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّ سَعْدٍ الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَكَلْثَمُ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ أَبُوهُ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادُ ابْنَا رَافِعٍ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ أَيْضًا أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 596 رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَهُ عَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 597 خَلَّادُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى، وَكَانَ لِخَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ مِنَ الْوَلَدِ يَحْيَى، وَأُمُّهُ أُمُّ رَافِعِ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَشَهِدَ خَلَّادٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ كَثِيرٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 597 عُبَيْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ إِلَّا وَلَدَ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ فَقَدْ بَقِيَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرٌ، وَبَقِيَ مِنْ وَلَدِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرٍ وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ. سِتَّةُ عَشَرَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 597 وَمِنْ بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 زِيَادُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ مَطْرُوفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ، وَكَانَ لِزِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وَشَهِدَ زِيَادٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ زِيَادٌ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي بَيَاضَةَ هُوَ وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَرَجَ زِيَادٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ فَهَاجَرَ مَعَهُ، فَكَانَ يُقَالُ: زِيَادٌ مُهَاجِرِيُّ أَنْصَارِيُّ، وَشَهِدَ زِيَادٌ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَامِلُهُ عَلَى حَضْرَمَوْتَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَوَلِي قِتَالَ أَهْلِ الرِّدَّةِ بِالْيَمَنِ حِينَ ارْتَدَّ أَهْلُ النُّجَيْرِ مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ حَتَّى ظَفِرَ بِهِمْ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ وَأَسَرَ مَنْ أَسَرَ، وَبَعَثَ بِالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي وِثَاقٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 خَلِيفَةُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ بْنِ بَيَاضَةَ، هَكَذَا نَسَبَهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَا: خَلِيفَةُ [ص: 599] بْنُ عَدِيٍّ وَلَمْ يَرْفَعَا فِي نَسَبِهِ، فَكَانَ لِخَلِيفَةَ مِنَ الْوَلَدِ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا: آمِنَةُ تَزَوَّجَهَا فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَشَهِدَ خَلِيفَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهُ رُحَيْمَةُ بِنْتُ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ لِفَرْوَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُبَيْدٌ، وَكَبْشَةُ، وَأُمُّ شُرَحْبِيلَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ، وأم سعد وأمها آمنة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة وخالدة وأمها أم ولد وآمنة وأمها أم ولد وَشَهِدَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَشَهِدَ فَرْوَةُ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَغَانِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَكَانَ يَبْعَثُهُ خَارِصًا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ لِفَرْوَةَ عَقِبٌ وَأَوْلَادٌ وَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 599 خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ [ص: 600] جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ لِخَالِدِ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَشَهِدَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمَا الْعَقَبَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 599 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ: «أَنَّ خَالِدَ بْنَ قَيْسٍ لَمْ يَشْهَدِ الْعَقَبَةَ» وَقَالُوا جَمِيعًا: وَشَهِدَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ وَانْقَرَضُوا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 رُخَيْلَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. خَمْسَةُ نَفَرٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ، وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَفْوَانَ ابْنِ بَيْضَاءَ، وَشَهِدَا جَمِيعًا بَدْرًا وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ صَفْوَانَ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ وَأَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله [ص: 601] عليه وسلم، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ رَافِعَ بْنَ الْمُعَلَّى عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ رَافِعَ بْنَ الْمُعَلَّى شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 وَأَخُوهُ هِلَالُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ وَيُكْنَى أَبَا قَيْسٍ، وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ هِلَالَ بْنَ الْمُعَلَّى قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا وَلَهُ عَقِبٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ: الْمَقْتُولُ بِبَدْرٍ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى لَا شَكَّ فِيهِ، وَلَمْ يُقْتَلْ هِلَالٌ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا مَعَ أَخِيهِ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى وَلَمْ يَشْهَدْ عُبَيْدٌ بَدْرًا، وَلِهِلَالٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ كُلُّهُمْ إِلَّا وَلَدَ هِلَالِ بْنِ الْمُعَلَّى. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْخَزْرَجِ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مِائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا. وَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا، وَمِنْهُمْ مِنَ الْأَوْسِ وَاحِدٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَمِنَ الْخَزْرَجِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 601 رَجُلًا. وَفِي عَدَدِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَرْوِي أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا. وَفِي عَدَدِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 ذِكْرُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ بِمِنًى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنَّفَرِ الَّذِينَ لَقَوْهُ بِالْعَقَبَةِ: «أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْكُمْ يَكُونُوا كُفَلَاءَ عَلَى قَوْمِهِمْ كَمَا كَفَلَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» ، فَأَخْرَجُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا " وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: «وَلَا يَجِدْنَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ غَيْرُهُ فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «لَقِيَ النَّبِيَّ الْعَامَ الْمُقْبِلَ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ آمَنُوا بِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلنُّقَبَاءِ: «أَنْتُمْ كُفَلَاءُ عَلَى قَوْمِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَأَنَا كَفِيلُ قَوْمِي» قَالُوا: نَعَمْ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: «هُمُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيبًا، رَأْسُهُمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ رَيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , نَقَّبَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ عَلَى النُّقَبَاءِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 603 تَسْمِيَةُ النُّقَبَاءِ وَأَنْسَابِهِمْ، وَصِفَاتِهِمْ، وَوَفَاتِهِمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 603 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: سَمَّاهُمْ لِي رَجُلٌ عَالِمٌ بِهِمْ لَا أُبَالِي أَلَّا أَسْأَلَ عَنْهُمْ أَحَدًا بَعْدَهُ وَهُوَ حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرٍ، وَكُلُّهُمْ قَدْ حَدَّثَنِي بِتَسْمِيَتِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، إِلَّا أَنَّ رَفْعَ أَنْسَابِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالُوا جَمِيعًا: " كَانَ النُّقَبَاءُ مِنَ الْأَوْسِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ رَجُلَانِ وَهُمَا أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَكَانَ يُكْنَى أَيْضًا أَبَا الْحُضَيْرِ، وَأُمُّهُ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ أُمُّ أُسَيْدٍ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَفِي رِوَايَةِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 603 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ أُمُّ أُسَيْدٍ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لِأُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ يَحْيَى، وَأُمُّهُ مِنْ كِنْدَةَ، تُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَئِيسَ الْأَوْسِ يَوْمَ بُعَاثٍ وَهِيَ آخِرُ وَقْعَةٍ كَانَتْ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْحُرُوبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَدْ تَنَبَّأَ وَدَعَا إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدَهَا بِسِتِّ سِنِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلِحُضَيْرِ الْكَتَائِبِ يَقُولُ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ: [البحر الطويل] لَوَ أَنَّ الْمَنَايَا حِدْنَ عَنْ ذِي مَهَابَةٍ ... لَهِبْنَ حُضَيْرًا يَوْمَ غَلَّقَ وَاقِمَا يَطُوفُ بِهِ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ جَنَّهُ ... تَبَوَّأَ مِنْهُ مَقْعَدًا مُتَنَاعِمَا قَالَ: وَوَاقِمُ أُطُمُ حُضَيْرِ الْكَتَائِبِ وَكَانَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بَعْدَ أَبِيهِ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي الْإِسْلَامِ يُعَدُّ مِنْ عُقَلَائِهِمْ وَذَوِي رَأْيِهِمْ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ وَكَانَ يُسَمَّى مَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْكَامِلَ، وَكَانَتْ قَدِ اجْتَمَعَتْ فِي أُسَيْدٍ وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ يُعْرَفُ بِذَلِكَ أَيْضًا وَيُسَمَّى بِهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 604 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «كَانَ إِسْلَامُ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ عَلَى يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ العَبْدَرِيِّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَدَمَ أُسَيْدٌ سَعْدًا فِي الْإِسْلَامِ بِسَاعَةٍ» وَكَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ السَّبْعِينَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيُعَلِّمَهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهَهُمْ فِي الدِّينِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أُسَيْدٌ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ [ص: 605] عَشَرَ، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَلَمْ يَشْهَدْ أُسَيْدٌ بَدْرًا، وَتَخَلَّفَ هُوَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النُّقَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْقَى بِهَا كَيْدًا وَلَا قِتَالًا، وَإِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ يَتَعَرَّضُونَ لِعِيرِ قُرَيْشٍ حِينَ رَجَعَتْ مِنَ الشَّامِ، فَبَلَغَ أَهْلَ الْعِيرِ ذَلِكَ فَبَعَثُوا إِلَى مَكَّةَ مَنْ يُخْبِرُ قُرَيْشًا بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، وَسَاحَلُوا بِالْعِيرِ فَأَفْلَتَتْ، وَخَرَجَ نَفِيرُ قُرَيْشٍ مِنْ مَكَّةَ يَمْنَعُونَ عِيرَهُمْ، فَالْتَقَوْا هُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ عَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ بِبَدْرٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 604 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: " لَقِيَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَقْبَلَ مِنْ بَدْرٍ فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْفَرَكَ وَأَقَرَّ عَيْنَكَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ تَخَلُّفِي عَنْ بَدْرٍ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّكَ تَلْقَى عَدُوًّا، وَلَكِنْ ظَنَنْتُ أَنَّهَا الْعِيرُ، وَلَوْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَدُوٌّ مَا تَخَلَّفْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقْتَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَشَهِدَ أُسَيْدٌ أُحُدًا وَجُرِحَ يَوْمَئِذٍ سَبْعَ جِرَاحَاتٍ، وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 605 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، جَمِيعًا عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 605 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ فَتَحَدَّثَا عِنْدَهُ، حَتَّى إِذَا خَرَجَا أَضَاءَتْ لَهُمَا عَصَا أَحَدِهِمَا فَمَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، فَلَمَّا تَفَرَّقَ لَهُمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَصَاهُ فَمَشَى فِي ضَوْئِهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ فَاشْتَكَى، فَصَلَّى بِهِمْ قَاعِدًا» قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ فِي حَدِيثِهِ: «فَصَلَّوْا وَرَاءَهُ قُعُودًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ أَصْحَابِهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَزَكَرِيَّاءُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ عِشْرِينَ، فَحَمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ حَتَّى وَضَعَهُ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " هَلَكَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ وَتَرَكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ دَيْنًا، وَكَانَ مَالُهُ يَغُلُّ كُلَّ عَامٍ أَلْفًا فَأَرَادُوا بَيْعَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَبَعَثَ إِلَى غُرَمَائِهِ فَقَالَ: " هَلْ لَكُمْ أَنْ تَقْبِضُوا كُلَّ عَامٍ أَلْفًا فَتَسْتَوْفُوهُ فِي أَرْبَعِ سِنِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَّرُوا ذَلِكَ فَكَانُوا يَقْبِضُونَ كُلَّ عَامٍ أَلْفًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ [ص: 607] ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: «أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ الْحُضَيْرِ هَلَكَ وَتَرَكَ دَيْنًا، فَكَلَّمَ عُمَرُ غُرَمَاءَهُ أَنْ يُؤَخِّرُوهُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَاسْمُهُ مَالِكٌ، وَهُوَ بَلِيٍّ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ مَالِكٍ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا وَبَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَتَبْنَا جَمِيعَ أَمْرِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ رَجُلٌ وَهُوَ: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلْمِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ، وَبَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا جَمِيعَ أَمْرِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 وَمِنَ الْخَزْرَجِ تِسْعَةُ نَفَرٍ، مِنْهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ رَجُلٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا أُمَامَةَ، وَأُمُّهُ سُعَادُ، وَيُقَالُ: الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ، وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ مِنَ الْوَلَدِ حَبِيبَةُ مُبَايِعَةٌ، وَكَبْشَةُ مُبَايِعَةٌ، وَالْفُرَيْعَةُ مُبَايِعَةٌ، وَأُمُّهُنَّ عُمَيْرَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَلَمْ يَكُنْ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ذَكَرٌ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ إِلَّا وَلَادَاتُ بَنَاتِهِ هَؤُلَاءِ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: «خَرَجَ أَسَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَسَمِعَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَتَيَاهُ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْقُرْآنَ فَأَسْلَمَا وَلَمْ يَقْرَبَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَرَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ بِالْإِسْلَامِ الْمَدِينَةَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: «أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ، ثُمَّ لَقِيَهُ السِّتَّةُ النَّفَرِ هُوَ سَادِسُهُمْ، فَكَانَتْ أَوَّلَ سَنَةٍ، وَالثَّانِيَةَ لَقِيَهُ بِالْعَقَبَةِ الْاثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ، وَالسَّنَةَ الثَّالِثَةَ لَقِيَهُ السَّبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ الِاثْنَيْ عَشَرَ، فَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَيُجْعَلُ أَيْضًا أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ [ص: 609] الَّذِينَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، يَعْنِي مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَسْلَمُوا، وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا إِنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَسْلَمُوا وَلَمْ يُسْلِمْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: " أَنَّ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَعْنِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدْرُونَ عَلَى مَا تُبَايِعُونَ مُحَمَّدًا؟ إِنَّكُمْ تُبَايِعُونَهُ عَلَى أَنْ تُحَارِبُوا الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ وَالْجِنَّ وَالْإِنْسَ مُجْلِبَةً، فَقَالُوا: نَحْنُ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ تَشْهَدُوا أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَلَا تَنَازَعُوا الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ» ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ قَائِلُ الْأَنْصَارِ: نَعَمْ، هَذَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا لَنَا؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ وَالنَّصْرُ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 609 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ سَعْدِ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَهِيَ أُمُّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ تَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي النُّوَارُ أُمُّ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: " أَنَّهَا رَأَتْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ قَبْلَ أَنْ يَقْدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَيُجَمِّعُ بِهِمْ فِي مَسْجِدٍ بَنَاهُ فِي مِرْبَدِ سَهْلِ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، قَالَتْ: «فَأَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَبَنَاهُ فَهُوَ مَسْجِدُهُ الْيَوْمَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: إِنَّمَا كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ يُصَلِّي بِهِمْ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيُجَمِّعُ بِهِمُ الْجُمُعَاتِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لِيُهَاجِرَ مَعَهُ صَلَّى بِهِمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعُمَارَةُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 609 بْنُ حَزْمٍ وَعَوْفُ ابْنُ عَفْرَاءَ لَمَّا أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الْلَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: " أَخَذَتْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ الذُّبَحَةُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «اكْتَوِ، فَإِنِّي لَا أَلُومُ نَفْسِي عَلَيْكَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " كَوَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مَرَّتَيْنِ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبَحَةِ وَقَالَ: «لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي مِنْهُ حَرَجًا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كَانَتْ بِأَسْعَدَ الذُّبَحَةُ، فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ فِي أَكْحَلِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ وَبِهِ الشَّوْكَةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: " قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودَ، يَقُولُونَ: لَوْلَا دَفَعَ عَنْهُ، وَلَا أَمْلِكُ لَهُ وَلَا لِنَفْسِي شَيْئًا، لَا يَلُومُونِي فِي أَبِي أُمَامَةَ «، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَكُوِيَ وَحَجَّرَ بِهِ حَلْقَهُ، يَعْنِي بِالْكَيِّ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: «أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَنَاتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكُنَّ ثَلَاثًا، فَكُنَّ فِي عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، يَدُرْنَ مَعَهُ فِي بُيُوتِ نِسَائِهِ، وَهُنَّ كَبْشَةُ، وَحَبِيبَةُ، وَالْفَارِعَةُ وَهِيَ الْفُرَيْعَةُ [ص: 611] بَنَاتُ أَسْعَدَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ امْرَأَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: " أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: وَهُوَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، بِأُمِّي وَخَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ عَلَيْهِ حُلِيُّ فِيهِ ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ، فَحَلَّاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تِلْكِ الرِّعَاثِ، قَالَتْ: فَأَدْرَكْتُ بَعْضَ ذَلِكَ الْحُلِيَّ عِنْدَ أَهْلِي " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَ أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسٍ، وَكَانَ رَأْسَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، فَأَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقَالَ: " بِئْسَ الْمَيِّتُ هَذَا الْيَهُودُ يَقُولُونَ: لَوْلَا دَفَعَ عَنْهُ، لَا أَمْلِكُ لَكَ وَلَا لِنَفْسِي شَيْئًا، لَا يَلُومُنَّ فِي أَبِي أُمَامَةَ "، وَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكُوِيَ مِنَ الشَّوْكَةِ، طُوِّقَ عُنُقُهُ بِالْكَيِّ طَوْقًا، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَبُو أُمَامَةَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تُوُفِّيَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: " مَاتَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَمَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يُبْنَى، وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، فَجَاءَتْ بَنُو النَّجَّارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: " قَدْ مَاتَ نَقِيبُنَا، فَنَقِّبْ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا نَقِيبُكُمْ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَهْلِهِ، قَالُوا: «لَمَّا تُوُفِّيَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غُسْلَهُ وَكَفَّنَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْهَا بُرْدٌ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمْشِي أَمَامَ الْجَنَازَةِ [ص: 612] ، وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: هَذَا قَوْلُ الْأَنْصَارِ، وَالْمُهَاجِرُونَ يَقُولُونَ: أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 وَمِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْإِطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْحُدَيْبِيَةَ [ص: 613] ، وَخَيْبَرَ وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا، وَهُوَ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 613 سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَيُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ وَهِيَ الثَّالِثَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَعِيدٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمْ غَزِيَّةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْأَشْرَفِ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَقَيْسٌ، وَأُمَامَةُ، وَسَدُوسٌ، وَأُمُّهُمْ فُكَيْهَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَكَانَ سَعْدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ مَنْ أَحْسَنَ ذَلِكَ سُمِّيَ الْكَامِلَ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَعِدَّةُ آبَاءٍ لَهُ قَبْلَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُنَادَى عَلَى أُطُمِهِمْ: مَنْ أَحَبَّ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ فَلْيَأْتِ أُطُمَ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 613 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَدْرَكْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ يُنَادِي عَلَى أُطُمِهِ: مَنْ أَحَبَّ شَحْمًا أَوْ لَحْمًا فَلْيَأْتِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، ثُمَّ أَدْرَكْتُ ابْنَهُ مِثْلَ ذَلِكَ يَدْعُو بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَأَنَا شَابٌّ فَمَرَّ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُنْطَلِقًا إِلَى أَرْضِهِ بِالْعَالِيَةِ فَقَالَ: يَا فَتَى، تَعَالَ انْظُرْ، هَلْ تَرَى عَلَى أُطُمِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ [ص: 614] أَحَدًا يُنَادِي؟ فَنَظَرْتُ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: صَدَقْتَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 613 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْدًا، وَهَبْ لِي مَجْدًا، لَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ، وَلَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ، اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ، وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو دُجَانَةَ لَمَّا أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي سَاعِدَةَ، وَشَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، فَكَانَ سَيِّدًا جَوَادًا، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَكَانَ يَتَهَيَّأُ لِلْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ وَيَأْتِي دُورَ الْأَنْصَارِ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ فَنُهِشَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ فَأَقَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْهَا لَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا حَرِيصًا» وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُجْمَعٍ عَلَيْهِ وَلَا ثَبَتَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَغَازِي فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ سَعْدٌ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَبْعَثُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَفْنَةً فِيهَا ثَرِيدٌ بِلَحْمٍ، أَوْ ثَرِيدٌ بِلَبَنٍ، أَوْ ثَرِيدٌ بِخَلٍّ وَزَيْتٍ أَوْ بِسَمْنٍ، وَأَكْثَرَ ذَلِكَ اللَّحْمُ، فَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُورُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، فَتُوُفِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم غَائِبٌ فِي غَزْوَةِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، وَكَانَتْ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 614 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أُمَّ سَعْدِ بْنَ عُبَادَةَ مَاتَتْ وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَائِبٌ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: «إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، وَإِنِّي أُحُبُّ أَنْ تُصَلِّيَ [ص: 615] عَلَيْهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 614 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " اسْتَفْتَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْضِهِ عَنْهَا» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ مَاتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَنْهَا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ سَعْدًا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ وَلَمْ تُوصِ، فَهَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَصَّدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ قَالَ: أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «اسْقِ الْمَاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «اسْقِ الْمَاءَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ صَاحِبُ الطَّعَامِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ هَذِهِ السِّقَايَةِ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ؟، فَقَالَ الْحَسَنُ: «قَدْ شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ سِقَايَةِ أُمِّ سَعْدٍ فَمَهْ؟» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " أَنَّ الْأَنْصَارَ حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلم اجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ [ص: 616] بَنِي سَاعِدَةَ وَمَعَهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَتَشَاوَرُوا فِي الْبَيْعَةِ لَهُ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَاهُمْ وَمَعَهُمَا نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَجَرَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْأَنْصَارِ كَلَامٌ وَمُحَاوَرَةٌ فِي بَيْعَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَامَ خَطِيبُ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: «أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ» ، فَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ «ابْسُطْ يَدَكَ» ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَبَايَعَهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ مُزَمَّلًا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ فَقَالُوا: وَجِعٌ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا، إِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرِنَا أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا بَعْدَنَا، فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فَسَادًا " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنْ أَقْبِلْ فَبَايِعْ فَقَدْ بَايَعَ النَّاسُ وَبَايَعَ قَوْمُكَ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُبَايِعُ حَتَّى أُرَامِيَكُمْ بِمَا فِي كِنَانَتِي، وَأُقَاتِلَكُمْ بِمَنْ تَبِعَنِي مِنْ قَوْمِي وَعَشِيرَتِي، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّهُ قَدْ أَبَى وَلَّجَ، وَلَيْسَ بِمُبَايِعِكُمْ أَوْ يُقْتَلَ، وَلَنْ يُقْتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مَعَهُ وَلَدُهُ وَعَشِيرَتُهُ، وَلَنْ يُقْتَلُوا حَتَّى تُقْتَلَ الْخَزْرَجُ، وَلَنْ تُقْتَلَ الْخَزْرَجُ حَتَّى تُقْتَلَ الْأَوْسُ، فَلَا تُحَرِّكُوهُ فَقَدِ اسْتَقَامَ لَكُمُ الْأَمْرُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِضَارِّكُمْ، إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَحْدَهُ مَا تُرِكَ، فَقَبِلَ أَبُو بَكْرٍ نَصِيحَةَ بَشِيرٍ فَتَرَكَ سَعْدًا، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ لَقِيَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِيهِ يَا سَعْدُ، فَقَالَ سَعْدٌ: إِيهِ يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ صَاحِبُهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: نَعَمْ أَنَا ذَاكَ، وَقَدْ أَفْضَى إِلَيْكَ هَذَا الْأَمْرُ، كَانَ وَاللَّهِ صَاحِبُكَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ، وَقَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ كَارِهًا لِجِوَارِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ كَرِهَ جِوَارَ جَارِهِ تَحَوَّلَ عَنْهُ، فَقَالَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 616 سَعْدٌ: أَمَا إِنِّي غَيْرُ مُسْتَنْسِئٍ بِذَلِكَ، وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوَارِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَمَاتَ بِحَوْرَانَ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِحَوْرَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَمَا عُلِمَ بِمَوْتِهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ فِي بِئْرِ مُنَبِّهٍ أَوْ بِئْرِ سَكَنٍ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ قَائِلًا يَقُولُ مِنَ الْبِئْرِ: [البحر السريع] قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادُهْ فَذُعِرَ الْغِلْمَانُ فَحَفِظُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدُوهُ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَعْدٌ، فَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُولُ فِي نَفَقٍ فَاقْتُتِلَ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ، وَوَجَدُوهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ: " أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بَالَ قَائِمًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «إِنِّي لَأَجِدُ دَبِيبًا» ، فَمَاتَ، فَسَمِعُوا الْجِنَّ تَقُولُ: [البحر السريع] قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادُهْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا، وَقَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 618 وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 618 الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ لِلْبَرَاءِ مِنَ الْوَلَدِ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَبَدْرًا، وَأُمُّهُ خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ، وَمُبَشِّرٌ، وَهِنْدٌ مُبَايِعَةٌ، وَسُلَافَةُ مُبَايِعَةٌ، وَالرَّبَابُ مُبَايِعَةٌ، وَأُمُّهُمْ حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَشَهِدَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ الْبَرَاءُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ مِنَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ وَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ، فَقَامَ الْبَرَاءُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ وَحَبَانَا بِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 618 فَكُنَّا أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ، وَآخِرَ مَنْ دَعَا، فَأَجَبْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، يَا مَعْشَرَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِدِينِهِ، فَإِنْ أَخَذْتُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَالْمُوَازَرَةَ بِالشُّكْرِ فَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ثُمَّ جَلَسَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ حَيًّا وَمَيِّتًا قَبْلَ أَنْ يُوَجَّهَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَأَطَاعَ الْبَرَاءُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُوَجِّهُوهُ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُهَاجِرًا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ نَحْوَ الْكَعْبَةِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ: " أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ مِنَ السَّبْعِينَ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُصَلِّي نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، وَقَالَ: «وَجِّهُونِي فِي قَبْرِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ» ، فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَمَا مَاتَ فَصَلَّى عَلَيْهِ " الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «الْبَرَاءُ أَوَّلُ مَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «أَوْصَى الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ يُوَجَّهَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ بِيَسِيرٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ مَوْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ فِي صَفَرٍ قَبْلَ قَدُومِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بِشَهْرٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ يَوْمَ صُرِفَتْ قَالَتُ أُمُّ بِشْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا قَبْرُ الْبَرَاءِ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، انْطَلَقَ بِأَصْحَابِهِ فَصَفَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَارْضَ عَنْهُ، وَقَدْ فَعَلْتَ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ: «أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ قَدُومِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنَ النُّقَبَاءِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنَ النُّقَبَاءِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهُوَ أَبُو جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ [ص: 621] الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 وَمِنَ الْقَوَاقِلَةِ رَجُلٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 621 عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ كَتَبْنَا أَمْرَهُ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْقَوَاقِلَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 621 وَمِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ رَجُلٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 621 رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ، وَأُمُّهُ مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَيُكْنَى أَبَا مَالِكٍ، وَكَانَ لِرَافِعِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ رِفَاعَةُ، وَخَلَّادٌ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَالِكٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 621 ، وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ مِنَ الْكَمَلَةِ، وَكَانَ الْكَامِلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يَكْتُبُ وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ، وَكَانَ رَافِعٌ كَذَلِكَ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْقَوْمِ قَلِيلًا، وَيُقَالُ: إِنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ وَمُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَسْلَمَا وَقَدِمَا بِالْإِسْلَامِ الْمَدِينَةَ وَفِي ذَلِكَ رِوَايَةٌ لَهُمَا، وَيُجْعَلُ رَافِعٌ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَيْسَ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ النَّفَرِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ شَهِدَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَمْ يَشْهَدْ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ بَدْرًا، وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادٌ، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ وَبَيْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ» فَهَؤُلَاءِ النُّقَبَاءُ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ نَقَّبَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمِهِمْ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 ذِكْرُ كُلْثُومِ بْنِ هِدْمٍ الْعَمْرِيِّ، وَعِدَّةٍ مِمَّنْ يَرْوُونَ أَنَّهُمْ شَهِدُوا بَدْرًا، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 623 كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 623 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَثَّابٍ مَوْلَى بَنِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: «كَانَ كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ رَجُلًا شَرِيفًا، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، وَأَسْلَمَ قَبْلَ مَقْدِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ، وَكَانَ صلّى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُ فِي مَنْزِلِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى مَنْزِلُ الْعُزَّابِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: فَلِذَلِكَ قِيلَ: نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا نُزُولُهُ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الْهِدْمِ الْعَمْرِيِّ، وَنَزَلَ عَلَى كُلْثُومٍ أَيْضًا جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ، وَسُهَيْلُ وَصَفْوَانُ ابْنَا بَيْضَاءَ، وَعِيَاضُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَوَهْبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَكُلُّ هَؤُلَاءِ قَدْ شَهِدُوا بَدْرًا. ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ كُلْثُومُ بْنُ الْهِدْمِ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تُوُفِّيَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 623 الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ غَيْرَ مَغْمُوصٍ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ، وَكَانَ أَخُوهُ حَاطِبُ بْنُ قَيْسٍ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الْحَرْبُ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَتُسَمَّى حَرْبُ حَاطِبٍ. وَأُمُّ حَاطِبٍ أَيْضًا زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ أُمُّ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ أَيْضًا، وَالْحَارِثُ وَحَاطِبُ وَعَتِيكُ بَنُو قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ وَهُمْ عُمُومَةُ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ. ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا وَلَا يَشُكُّونَ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ جَبْرَ بْنَ عَتِيكٍ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَغَلِطُوا فِي نَسَبِهِ فَقَالُوا: جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ، فَنَسَبُوهُ إِلَى عَمِّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، هُوَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ ابْنُ أَخِي الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ مِنْ وَلَدِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ [ص: 625] بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ ثَعْلَبَةُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا لَا عَقِبَ لَهُ، وَسَعْدُ بْنُ سَعْدٍ وَعَمْرٌو وَعُمْرَةُ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَوَلَدُ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ أُبَيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَثْعَمِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «تَجَهَّزَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ لِيَخْرُجَ إِلَى بَدْرٍ فَمَرِضَ فَمَاتَ، فَمَوْضِعُ قَبْرِهِ عِنْدَ دَارِ بَنِي قَارِظٍ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «مَاتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ بِالرَّوْحَاءِ فَأَسْهَمَ لَهُ النَّبِيُّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الَّذِيَ شَهِدَ بَدْرًا هُوَ سَعْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ وَهُوَ أَبُو سَهْلِ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَوَلَّدَهُمْ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمَا شَهِدَ بَدْرًا وَلَا أَحْسِبُ تَرَكَ تَسْمِيَتَهُ فِي بَدْرٍ إِلَّا أَنَّهُ مَرِضَ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهَا، كَمَا رَوَى أُبَيُّ وَعَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنَا عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ جَدِّهِمَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ أَبَاهُ أَوْصَى لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي مُؤَخَّرِ رَحْلِهِ، فَأَوْصَى لَهُ بِرَحْلِهِ وَرَاحِلَتِهِ وَخَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَقَبِلَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى وَرَثَتِهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الَّذِيَ ذُكِرَ فِي بَدْرٍ هُوَ سَعْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى بَدْرٍ وَأَوْصَى لِرَسُولِ [ص: 626] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ، وَأَمَّا مَا رَوَى أُبَيُّ وَعَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنَا عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ جَدِّهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْهَمَ لَهُ فِي بَدْرٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَى الْمَغَازِي، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ وَلَا ابْنَهُ سَعْدَ بْنَ سَعْدٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا وَهُوَ الثَّبَتُ عِنْدَنَا أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْهُمَا بَدْرًا، وَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَجَهَّزُ لِلْخُرُوجِ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ كَمَا رَوَى أُبَيُّ وَعَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنَا عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِهِمَا، وَلِسَعْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَقِبٌ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو النَّجَّارِيُّ نَظَرْنَا فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ فِيهِ، وَوَجَدْنَا مَالِكَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَمَالِكُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ الَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي نَسَبِ الْأَنْصَارِ فَهُوَ عَمُّ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَا أَحْسِبُهُ إِيَّاهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 626 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو النَّجَّارِيُّ مَاتَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ لِيَخْرُجَ إِلَى أُحُدٍ خَرَجَ وَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَ إِلَى أُحُدٍ» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 626 خَلَّادُ بْنُ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا. قَالَ: وَلَا أَظُنُّ ذَلِكَ بِثَبْتٍ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ أَعْلَمُ بِالسِّيرَةِ وَالْمَغَازِي مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلَا أَظُنُّ مَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بِثَبْتٍ، وَلِخَلَّادِ بْنِ قَيْسٍ إِسْلَامٌ قَدِيمٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 627 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ عَمَّيْهِ مَعْبَدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا. قَالَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْثَمَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 627 الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا , وَلَهُمْ إِسْلَامٌ قَدِيمٌ , وَقَدْ هَاجَرَ عَامَّتُهُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَشَهِدُوا أُحُدًا، وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَشَاهِدِ , مِنْهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَأُمُّ الْعَبَّاسِ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدٍ مَنَاةَ بْنِ عَامِرٍ، وَهُوَ الضَّحْيَانُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: وُلِدَ أَبِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ قَدُومِ أَصْحَابِ الْفِيلِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِثَلَاثِ سِنِينَ قَالُوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 : وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنَ الْوَلَدِ الْفَضْلُ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِهِ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَكَانَ جَمِيلًا، وَأَرْدَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ , وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ وَعَبْدُ اللَّهِ , وَهُوَ الْحَبْرُ , دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَاتَ بِالطَّائِفِ , وَلَهُ عَقِبٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ كَانَ جَوَّادًا سَخِيَّا ذَا مَالٍ , مَاتَ بِالْمَدِينَةِ , وَلَهُ عَقِبٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مَاتَ بِالشَّامِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَقُثَمُ , وَكَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ مُجَاهِدًا , فَمَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَمَعْبَدٌ قُتِلَ بِإِفْرِيقِيَّةَ شَهِيدًا، وَلَهُ عَقِبٌ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا أُمُّ الْفَضْلِ، وَهِيَ لُبَابَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَفِي وَلَدِ أُمِّ الْفَضْلِ هَؤُلَاءِ مِنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهِلَالِيُّ: [البحر الرجز] مَا وَلَدَتْ نَجِيبَةٌ مِنْ فَحْلِ ... بِجَبَلٍ نَعْلَمُهُ أَوْ سَهْلِ كَسِتَّةٍ مِنْ بَطْنِ أُمِّ الْفَضْلِ ... أَكْرِمْ بِهَا مِنْ كَهْلَةٍ وَكَهْلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا رَأَيْنَا بَنِي أَبٍ وَأُمٍّ قَطُّ أَبْعَدَ قُبُورًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ أُمِّ الْفَضْلِ وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ أَيْضًا مِنَ الْوَلَدِ مِنْ غَيْرِ أُمِّ الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ فَقِيهًا مُحَدِّثًا، وَتَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ , وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَصَفِيَّةُ، وَأُمَيْمَةُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُ حُجَيْلَةُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ وَلِلْحَارِثِ عَقِبٌ، مِنْهُمُ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِي الْيَمَامَةِ، وَلَيْسَ لَكَثِيرٍ، وَتَمَّامٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ لِي سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: يَا عُوَيْمُ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَإِنَّا لَمْ نَرَهْ قَطُّ وَقَدْ آمَنَّا بِهِ، فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، فَقِيلَ لِيَ: هُوَ فِي مَنْزِلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَرَحَلْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا لَهُ: مَتَى نَلْتَقِي؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ مَعَكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ مَنْ هُوَ مُخَالِفٌ لَكُمْ، فَأَخْفُوا أَمْرَكُمْ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْحَاجُّ، وَنَلْتَقِيَ نَحْنُ وَأَنْتُمْ فَنُوَضِّحَ لَكُمُ الْأَمْرَ، فَتَدْخُلُونَ عَلَى أَمْرٍ بَيِّنٍ، فَوَعَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ الَّتِي فِي صُبْحِهَا النَّفَرُ الْآخِرُ أَنْ يُوَافِيَهُمْ أَسْفَلَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُنَبِّهُوا نَائِمًا، وَلَا يَنْتَظِرُوا غَائِبًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: فَخَرَجَ الْقَوْمُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لَيَّلَةَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ بَعْدَ هَذِهِ يَتَسَلَّلُونَ , وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ , وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرُهُ، وَكَانَ يَثِقُ بِهِ فِيِ أَمْرِهِ كُلِّهِ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا , كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ تُدْعَى الْخَزْرَجُ - إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ، وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مَنْ كَانَ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ مَنَعَةً لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ، وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدًا النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ وَاسْتِقْلَالٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً , فَإِنَّهَا سَتَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ فَارْتَئُوا رَأْيَكُمْ، وَأْتَمِرُوا أَمْرَكُمْ، وَلَا تَفْتَرِقُوا إِلَّا عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ , فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ، وَأُخْرَى صِفُوا لِيَ الْحَرْبَ كَيْفَ تُقَاتِلُونَ عَدُوَّكُمْ؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ فَقَالَ: نَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ غُذِّينَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 بِهَا وَمُرِّنَّا عَلَيْهَا وَوَرِثْنَاهَا عَنْ آبَائِنَا كَابِرًا فَكَابِرًا، نَرْمِي بِالنَّبْلِ حَتَّى تَفْنَى، ثُمَّ نُطَاعِنُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تُكْسَرَ الرَّمَّاحُ، ثُمَّ نَمْشِي بِالسُّيُوفِ فُنَضَارِبُ بِهَا حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا أَوْ مِنْ عَدُوِّنَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنْتُمْ أَصْحَابُ حَرْبٍ، فَهَلْ فِيكُمْ دُرُوعٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ شَامِلَةٌ، وَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ إِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا يَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاهُ , وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ، فَبَايَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُؤَكِّدُ لَهُ الْبَيْعَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْأَنْصَارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَخْفُوا جَرْسَكُمْ , فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا، وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ الَّذِينَ يَلُونَ كَلَامِنَا مِنْكُمْ , فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَجَالِسِكُمْ، وَاكْتُمُوا أَمْرَكُمْ , فَإِنْ طَوَيْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْمَوْسِمُ، فَأَنْتُمُ الرِّجَالُ، وَأَنْتُمْ لِمَا بَعْدَ الْيَوْمِ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: يَا أَبَا الْفَضْلِ اسْمَعْ مِنَّا، فَسَكَتَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ الْبَرَاءُ: لَكَ وَاللَّهِ عِنْدَنَا كِتْمَانُ مَا تُحِبُّ أَنْ نَكْتُمَ وَإِظْهَارُ مَا تُحِبَّ أَنْ نُظْهِرَ وَبَذْلُ مُهَجِ أَنْفُسِنَا وَرِضَا رَبِّنَا عَنَّا إِنَّا أَهْلُ حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ، وَأَهْلُ مَنَعَةٍ وَعِزٍّ، وَقَدْ كُنَّا عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَنَحْنُ كَذَا، فَكَيْفَ بِنَا الْيَوْمَ حِينَ بَصَّرَنَا اللَّهُ مَا أَعْمَى عَلَى غَيْرِنَا وَأَيَّدْنَا بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، ابْسُطْ يَدَكَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَيُقَالُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 : أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ. وَيُقَالُ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: تَفَاخَرَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِيمَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ أَوَّلَ النَّاسِ فَقَالُوا: لَا أَحَدَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَسَأَلُوا الْعَبَّاسَ فَقَالَ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِهَذَا مِنِّي، أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ تِلْكِ اللَّيْلَةِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، ثُمَّ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، ثُمَّ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ الْعَبَّاسُ ذَا رَأْيٍ إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ وَلَا يُطِلِ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا وَإِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ، وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: يَا مُحَمَّدُ سَلْ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ سَلَ لِنَفْسِكَ وَلِأَصْحَابِكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا مِنَ الثَّوَابِ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكُمْ إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَسْألُكُمْ لِي وَلِأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُونَا وَتَنْصُرُونَا وَتَمْنَعُونَا مِمَّا تَمْنَعُونَ أَنْفُسَكُمْ» قَالَ: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟، قَالَ: «الْجَنَّةُ» ، قَالَ: فَلَكَ ذَلِكَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُ: مَا سَمِعَ الشَّيْبُ وَالشُّبَّانُ بِخُطْبَةٍ أَقْصَرَ وَلَا أَبْلَغَ مِنْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ قُرَيْشًا، لَمَّا تَفَرَّقُوا إِلَى بَدْرٍ، فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ هَبَّ أَبُو جَهْلٍ مِنْ نَوْمِهِ، فَصَاحَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَلَا تَبًّا لِرَأْيِكُمْ مَاذَا صَنَعْتُمْ، خَلَّفْتُمْ بَنِي هَاشِمٍ وَرَاءَكُمْ فَإِنْ ظَفَرَ [ص: 10] بِكُمْ مُحَمَّدٌ كَانُوا مِنْ ذَلِكَ بِنَحْوِهِ، وَإِنْ ظَفِرْتُمْ بِمُحَمَّدٍ أَخَذُوا آثَارَكُمْ مِنْكُمْ مِنْ قَرِيبٍ مِنْ أَوْلَادِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ، فَلَا تَذَرُوهُمْ فِي بَيْضَتِكُمْ وَفِنَائِكُمْ، وَلَكِنْ أَخْرِجُوهُمْ مَعَكُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ غَنَاءٌ، فَرَجَعُوا إِلَيْهِمْ فَأَخْرَجُوا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلًا وَطَالِبًا وعَقِيلًا كُرْهًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ كَانَ مَنْ كَانَ مِنَّا بِمَكَّةَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ أَسْلَمُوا، فَكَانُوا يَكْتُمُونَ إِسْلَامَهُمْ، وَيَخَافُونَ يُظْهِرُونَ ذَلِكَ فَرَقًا مِنْ أَنْ يَثِبَ عَلَيْهِمْ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَيُوثَقُوا كَمَا أَوْثَقَتْ بَنُو مَخْزُومٍ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَبَّاسَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَغَيْرَهُمَا، فَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: «مَنْ لَقِيَ مِنْكُمُ الْعَبَّاسَ وَطَالِبًا وعَقِيلًا وَنَوْفَلًا وَأَبَا سُفْيَانَ فَلَا تَقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ أُخْرِجُوا مُكْرَهِينَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّامِيُّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْلَمْتُ، فَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ وَيَكْرَهُ خِلَافَهُمْ، فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ وَكَانَ ذَا مَالٍ مُتَفَرِّقٍ فِي قَوْمِهِ فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: «إِنِّي عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أُخْرِجُوا كَرْهًا لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ [ص: 11] لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، مَنْ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا» ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وَعَشَائِرَنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ، وَاللَّهِ لَئِنْ لَقِيتُهُ لَأُلْحِمَنَّهُ السَّيْفَ قَالَ: فَبَلَغَتْ مَقَالَتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «يَا أَبَا حَفْصٍ» قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَبِي حَفْصٍ «أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ» ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي وَلِأَضْرِبَ عُنُقَ أَبِي حُذَيْفَةَ بِالسَّيْفِ فَوَاللَّهِ لَقَدْ نَافَقَ. قَالَ: وَنَدِمَ أَبُو حُذَيْفَةَ عَلَى مَقَالَتِهِ فَكَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتُ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا إِلَّا أَنْ يُكَفِّرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي بِالشَّهَادَةِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ: «مَنْ لَقِيَ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُمْ أُخْرِجُوا كُرْهًا» فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: وَاللَّهِ لَا أَلْقَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَلَا قَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَنْتَ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا» ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَقَّ عَلَيَّ إِذَا رَأَيْتُ أَبِي وَعَمِّي وَأَخِي مُقَتَّلِينَ، فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَبَاكَ وَعَمَّكَ وَأَخَاكَ خَرَجُوا جَادِّينَ فِي قِتَالِنَا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، وإِنَّ هَؤُلَاءِ أُخْرِجُوا مُكْرَهِينَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِقِتَالِنَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جَمَعَتْ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ وَحُلَفَاءَهُمْ فِي قُبَّةٍ وَخَافُوهُمْ، فَوَكَّلُوا بِهِمْ مَنْ يَحْفَظُهُمْ وَيُشَدِّدُ عَلَيْهِمْ، مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَوْسٍ مُقَرِّنٌ مِنْ بَنِي ظُفُرٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسَرْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعُقَيْلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَحَلِيفًا لِلْعَبَّاسِ فِهْرِيًّا، فَقَرَنْتُ الْعَبَّاسَ وعَقِيلًا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَمَّانِي مُقَرِّنًا وَقَالَ: «أَعَانَكَ عَلَيْهِمَا مَلَكٌ كَرِيمٌ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّآمِيُّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ أَبُو الْيَسَرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، وَكَانَ أَبُو الْيَسَرِ رَجُلًا مَجْمُوعًا، وَكَانَ الْعَبَّاسُ رَجُلًا جَسِيمًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأَبِي الْيَسَرِ: «كَيْفَ أَسَرْتَ الْعَبَّاسَ يَا أَبَا الْيَسَرِ» ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، هَيْئَتُهُ كَذَا وَهَيْئَتُهُ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ» قَالُوا: وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ: انْتَهَى أَبُو الْيَسَرِ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّهُ صَنَمٌ، فَقَالَ لَهُ: جَزَتْكَ الْجَوَازِي أَتَقْتُلُ ابْنَ أَخِيكَ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا فَعَلَ مُحَمَّدٌ أَمَا بِهِ الْقَتْلُ، قَالَ أَبُو الْيَسَرِ: اللَّهُ أَعَزُّ وَأَنْصَرُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا مُحَمَّدًا خَلَلٌ، فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتَلِكَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لَيْسَ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ وَبِرِّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ [ص: 13] ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَمْسَى الْقَوْمُ يَوْمَ بَدْرٍ وَالْأُسَارَى مَحْبُوسُونَ فِي الْوَثَاقِ فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَاهِرًا أَوَّلَ لَيْلِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ لَا تَنَامُ فَقَالَ: «سَمِعْتُ أَنِينَ الْعَبَّاسِ فِي وَثَاقِهِ» فَقَامُوا إِلَى الْعَبَّاسِ فَأَطْلَقُوهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ أُسَارَى بَدْرٍ كَانَ فِيهِمُ الْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَهِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَتَهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: مَا أَسْهَرَكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «أَنِينُ الْعَبَّاسِ» فَقَامَ رَجُلٌ فَأَرْخَى مِنْ وَثَاقِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا لِيَ لَا أَسْمَعُ أَنِينَ الْعَبَّاسِ» ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي أَرْخَيْتُ مِنْ وَثَاقِهِ شَيْئًا، قَالَ: «فَافْعَلْ ذَلِكَ بِالْأُسَارَى كُلِّهِمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ قُدِمَ بِهِ فِي الْأُسَارَى طُلِبَ لَهُ قَمِيصٌ، فَمَا وَجَدُوا لَهُ قَمِيصًا بِيَثْرِبَ يُقْدَرُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ أَلْبَسَهُ إِيَّاهُ، فَكَانَ عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا أُسِرَ الْعَبَّاسُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ قَمِيصٌ يُقْدَرُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ ابْنِ أُبَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ انْتُهِيَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ: «يَا عَبَّاسُ افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ، وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ عَمْرِو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 بْنِ جَحْدَمٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، فَإِنَّكَ ذُو مَالٍ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا، وَلَكِنَّ الْقَوْمَ اسْتَكْرَهُونِي، قَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَذْكُرُ حَقًّا فَاللَّهُ يُجْزِيكَ بِهِ، فَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ» . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْسِبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ قَالَ: «لَا، ذَاكُ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللَّهُ مِنْكَ» . قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ، قَالَ: " فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي وَضَعْتَ بِمَكَّةَ حِينَ خَرَجْتَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ لَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ، ثُمَّ قُلْتَ لَهَا: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا وَكَذَا، وَلِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا ". قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَفَدَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ وَحَلِيفَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ابْنُ أَخِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أَخِينَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِدَاهُ. فَقَالَ: «لَا، وَلَا دِرْهَمًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: فَدَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ عَقِيلًا بِثَمَانِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ، وَيُقَالُ: أَلْفُ دِينَارٍ، قَالُوا: وَخَرَجَ الْعَبَّاسُ إِلَى مَكَّةَ، فَبَعَثَ بِفِدَائِهِ وَفِدَاءِ ابْنِ أَخِيهِ، وَلَمْ يَبْعَثْ بِفِدَاءِ حَلِيفِهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَخْبَرَهُ وَرَجَعَ أَبُو رَافِعٍ، فَكَانَ رَسُولَ الْعَبَّاسِ بِفِدَائِهِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: مَا قَالَ لَكَ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، فَقَالَ: وَأَيُّ قَوْلٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا؟ احْمِلِ الْبَاقِي قَبْلَ أَنْ تَحُطَّ رَحْلَكَ , فَحَمَلَهُ فَفَدَاهُمُ الْعَبَّاسُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] . نَزَلَتْ فِي الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ مِنْهُمُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ مَنْ أُسِرَ يَوْمَئِذٍ وَمَعَهُ عِشْرُونَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ: فَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ: فَأُخِذَتْ مِنِّي، فَكَلَّمْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهَا مِنْ فِدَايَ فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَكَانَهَا عِشْرِينَ عَبْدًا، كُلُّهُمْ يَضْرِبُ بِمَالٍ مَكَانَ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً، وَأَعْطَانِي زَمْزَمَ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهَا جَمِيعَ أَمْوَالِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَنَا أَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي، وَكَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِدَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَنِي أَسْأَلُ النَّاسَ مَا بَقِيَتُ، فَقَالَ لِيَ: «فَأَيْنَ الذَّهَبُ يَا عَبَّاسُ» ؟ فَقُلْتُ أَيُّ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " الَّذِي دَفَعْتَهُ إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ يَوْمَ خَرَجْتَ، فَقُلْتَ لَهَا: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا يُصِيبُنِي فِي وَجْهِي هَذَا، فَهَذَا لَكِ وَلِلْفَضْلِ وَلِعَبْدِ اللَّهِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَقُثَمَ " فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ» فَقُلْتُ لَهُ: فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنَّكَ لَصَادِقٌ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ أَلَا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} [الأنفال: 70] يَقُولُ: صِدْقًا، {يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] , فَأَعْطَانِي مَكَانَ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً عِشْرِينَ عَبْدًا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 قَالَ أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْبَحْرَيْنِ بِثَمَانِينَ أَلْفًا، فَمَا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَالٌ كَانَ أَكْثَرَ مِنْهُ لَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُشِرَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 عَلَى حَصِيرٍ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَمَثُلَ عَلَى الْمَالِ قَائِمًا، وَجَاءَ النَّاسُ حِينَ رَأَوُا الْمَالَ وَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ وَلَا وَزْنٌ، مَا كَانَ إِلَّا قَبْضًا، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْطَيْتُ فِدَايَ وَفِدَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَلَمْ يَكُنْ لِعَقِيلٍ مَالٌ، فَأَعْطِنِي مِنْ هَذَا الْمَالِ، فَقَالَ: «خُذْ» قَالَ: فَحَثَا الْعَبَّاسُ فِي خَمِيصَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يَنْهَضُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْفَعْ عَلَيَّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى خَرَجَ ضَاحِكُهُ أَوْ نَابُهُ قَالَ: «وَلَكِنْ أَعِدْ فِي الْمَالِ طَائِفَةً، وَقُمْ بِمَا تُطِيقُ» ، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ بِذَلِكَ الْمَالِ وَهُوَ يَقُولُ: أَمَّا إِحْدَى اللَّتَيْنِ وَعَدَنَا اللَّهُ فَقَدْ أَنْجَزَهَا، وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي الْأُخْرَى، يَعْنِي قَوْلَهُ: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: 70] . فَهَذَا خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي، وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي الْمَغْفِرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَسْلَمَ كُلُّ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَادَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ عَقِيلًا، ثُمَّ رَجَعُوا جَمِيعًا إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ أَقْبَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: قَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ قَبِلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ أَنَحْنُ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَقَالَ: قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: «الْآنَ صُفِّيَ لَكَ الْوَادِي» قَالَ: وَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَدٌ إِلَا وَقَدْ أَسْلَمَ قَالَ: " فَقُلْ لَهُمْ: فَلْيَلْحَقُوا بِي "، فَلَمَّا أَتَاهُمْ عَقِيلٌ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ خَرَجُوا وَذُكِرَ أَنَّ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وعَقِيلًا رَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ أُمِرُوا بِذَلِكَ لِيُقِيمُوا مَا كَانُوا يُقِيمُونَ مِنْ أَمْرِ السِّقَايَةِ وَالرِّفَادَةِ وَالرِّئَاسَةِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي لَهَبٍ، وَكَانَتِ [ص: 17] السِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَالرِّئَاسَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي بَنِي هَاشِمٍ , ثُمَّ هَاجَرُوا بَعْدُ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَدِمُوهَا بِأَوْلَادِهِمْ وَأَهَالِيهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَخِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقُرَشِيُّونَ الْمَكِّيُّونَ الشَّيْبِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ أَنَّ قَدُومَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ كَانَ أَيَّامَ الْخَنْدَقِ، وَشَيَّعَهُمَا رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي مَخْرَجِهِمَا إِلَى الْأَبْوَاءِ، ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى مَكَّةَ , فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ وَأَخُوهُ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ: أَيْنَ تَرْجِعُ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ يُقَاتِلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُكَذِّبُونَهُ، وَقَدْ عَزَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَثُفَ أَصْحَابُهُ. امْضِ مَعَنَا فَسَارَ رَبِيعَةُ مَعَهُمَا حَتَّى قَدِمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمِينَ مُهَاجِرِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ جَدَّهُ عَبَّاسًا قَدِمَ هُوَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي رَكْبٍ يُقَالُ لَهُمْ: رَكْبُ أَبِي شِمْرٍ، فَنَزَلُوا الْجُحْفَةَ يَوْمَ فَتْحِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ , فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ نَزَلُوا الْجُحْفَةَ , وَهُمْ عَامِدُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ يَوْمَ فَتْحِ خَيْبَرَ قَالَ: فَقَسَمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فِي خَيْبَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا عِنْدَنَا وَهَلٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ بِمَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ قَدْ فَتَحَهَا، وَقَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ السُّلَمِيُّ مَكَّةَ فَأَخْبَرَ قُرَيْشًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَا أَحَبُّوا أَنَّهُ قَدْ ظُفِرَ بِهِ وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ فَسُّرُوا بِذَلِكَ وَأَقْطَعَ الْعَبَّاسَ خَبَرُهُ وَسَاءَهُ وَفَتَحَ بَابَهُ وَأَخَذَ ابْنَهُ قُثَمَ فَجَعَلَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا قُثَمُ يَا قُثَمُ ... يَا شِبْهَ ذِي الْكَرْمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 حَتَّى أَتَاهُ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ وَغَنَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا فِيهَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَغَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَدَخَلَهُ وَطَافَ بِالْبَيْتِ وَأَخْبَرَ قُرَيْشًا بِمَا أَخْبَرَهُ بِهِ الْحَجَّاجُ مِنْ سَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ فَتَحَ خَيْبَرَ وَمَا غَنَّمَهُ اللَّهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَسَاءَهُمْ ذَلِكَ وَعَلِمُوا أَنَّ الْحَجَّاجَ قَدْ كَانَ كَذَبَهُمْ فِي خَبَرِهِ الْأَوَّلِ، وَسَرَّ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ بِمَكَّةَ، وَأْتُوا الْعَبَّاسَ فَهَنَّئُوهُ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ الْعَبَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَطْعَمَهُ بِخَيْبَرَ مِائَتَيْ وَسْقِ تَمْرٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ فَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ وَتَبُوكَ، وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَزِمْتُهُ أَنَا وَأَبُو سُفْيَانُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ نُفَارِقْهُ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ , وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ نَحْوَ الْكُفَّارِ , قَالَ عَبَّاسٌ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لَا تُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " يَا عَبَّاسُ نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " قَالَ عَبَّاسٌ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهِمْ فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ قَالَ: فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْأَنْصَارِ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قَصُرَتِ [ص: 19] الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَقَالُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَا بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ وَهُوَ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ ثُمَّ قَالَ: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ» . قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحَصَيَاتِهِ ثُمَّ رَكِبَ فَإِذَا حَدُّهُمْ كَلَيْلٌ وَأَمْرُهُمْ مُدْبِرٌ، حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذَا انْهَزَمَ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَادِ النَّاسَ» . قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا: " نَادِ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ "، فَجَعَلَ يُنَادِي الْأَنْصَارَ فَخْذًا فَخْذًا , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: " نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ - يَعْنِي شَجَرَةَ الرِّضْوَانِ الَّتِي بَايَعُوا تَحْتَهَا - يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. فَمَا زَالَ يُنَادِي حَتَّى أَقْبَلَ النَّاسُ عُنُقًا وَاحِدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيِّ، قَالَ: جَاءَ أَسْقُفُ غَزَّةَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِتَبُوكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَ عِنْدِي هَاشِمٌ وعَبْدُ شَمْسٍ وَهُمَا تَاجِرَانِ وَهَذِهِ أَمْوَالُهُمَا، قَالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَبَّاسًا فَقَالَ: «اقْسِمْ مَالَ هَاشِمٍ عَلَى كُبَرَاءِ بَنِي هَاشِمٍ» وَدَعَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَقَالَ: «اقْسِمْ مَالَ عَبْدِ شَمْسٍ عَلَى كُبَرَاءِ وَلَدِ عَبْدِ شَمْسٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ، لَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرَيْنِ آخَى بَيْنَهُمَا , وَأَقْطَعَهُمْا جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ , وَفَرَعَ بَيْنَهُمَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 بِحَائِطٍ، فَكَانَا مُتَجَاوِرَيْنِ فِي مَوْضِعٍ، وَكَانَا شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُتَفَاوِضَيْنِ فِي الْمَالِ مُتَحَابَّيْنِ مُتَصَافِيَيْنِ، وَكَانَتْ دَارُ نَوْفَلٍ الَّتِي أَقْطَعَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَوْضِعٍ رَحَبَةِ الْفَضَاءِ , وَمَا يَلِيَهَا إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهِيَ الْيَوْمُ رَحَبَةُ الْفَضَاءِ وَهِيَ تُقَابِلُ دَارَ الْإِمَارَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ: دَارُ مَرْوَانَ، وَكَانَتْ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيدَهَا وَهِيَ الَّتِي فِي دَارِ مَرْوَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَهِيَ دَارُ الْإِمَارَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ: دَارُ مَرْوَانَ، وَأَقْطَعَ الْعَبَّاسَ أَيْضًا دَارَهُ الْأُخْرَى الَّتِي بِالسُّوقِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُسَمَّى مُحْرَزَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 قَالَ أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِيزَابٌ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ، فَلَبِسَ عُمَرُ ثِيَابَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , وَقَدْ كَانَ ذَبَحَ لِلْعَبَّاسِ فَرْخَانِ , فَلَمَّا وَافَى الْمِيزَابَ صَبَّ فِيهِ مَاءً فِيهِ مِنْ دَمِ الْفَرْخَيْنِ فَأَصَابَ عُمَرُ فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَلْعِهِ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ , فَطَرَحَ ثِيَابَهُ وَلَبِسَ غَيْرَهَا، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالُ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: فَأَنَا أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَا صْعِدْتَ عَلَى ظَهْرِي حَتَّى تَضَعَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَقَطَرَ عَلَيْهِ مِيزَابُ الْعَبَّاسِ , وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَلَعَهُ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: قَلَعْتَ مِيزَابِي وَاللَّهِ مَا وَضَعَهُ حَيْثُ كَانَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، قَالَ عُمَرُ: لَا جَرَمَ أَنْ لَا يَكُونَ لَكَ سُلَّمٌ غَيْرِي وَلَا يَضَعَهُ إِلَّا أَنْتَ بِيَدِكَ، قَالَ: فَحَمَلَ عُمَرُ الْعَبَّاسَ عَلَى عُنُقِهِ، فَوَضَعَ رِجْلَيْهِ عَلَى مَنْكَبَيْ عُمَرَ ثُمَّ أَعَادَ الْمِيزَابَ حَيْثُ كَانَ [ص: 21] فَوَضَعَهُ مَوْضِعَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: لَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ فِي عَهْدِ عُمَرَ ضَاقَ بِهِمُ الْمَسْجِدُ، فَاشْتَرَى عُمَرُ مَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ مِنَ الدُّورِ إِلَّا دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَحُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: يَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ مَسْجِدَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ ضَاقَ بِهِمْ، وَقَدِ ابْتَعْتُ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْمَنَازِلِ نَوَسِّعُ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي مَسْجِدِهِمْ إِلَّا دَارَكَ وَحُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَمَّا حُجَرُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهَا، وَأَمَّا دَارُكَ فَبِعْنِيهَا بِمَا شِئْتَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ أَوَسِّعُ بِهَا فِي مَسْجِدِهِمْ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اخْتَرْ مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَبِيعَنِيهَا بِمَا شِئْتَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَّا أَنْ أَخْطُطَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَبْنِيَهَا لَكَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَّا أَنْ تَصَّدَّقَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَنُوَسِّعَ بِهَا فِي مَسْجِدِهِمْ، فَقَالَ: لَا وَلَا وَاحِدَةً مِنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَنْ شِئْتَ، فَقَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَانْطَلَقَا إِلَى أُبَيٍّ، فَقَصَّا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ , فَقَالَ أُبَيٌّ: إِنْ شِئْتُمَا حَدَّثْتُكُمَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَا: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا أُذْكَرُ فِيهِ، فَخَطَّ لَهُ هَذِهِ الْخِطَّةَ خِطَّةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَإِذَا تُرْبِيعُهَا بَيْتُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسَأَلَهُ دَاوُدُ أَنْ يَبِيعَهُ إِيَّاهُ فَأَبَى، فَحَدَّثَ دَاوُدُ نَفْسَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ يَا دَاوُدُ أَمَرْتُكَ أَنْ تَبْنِيَ لِي بَيْتًا أُذْكَرُ فِيهِ، فَأَرَدْتَ أَنْ تُدْخِلَ فِي بَيْتِيَ الْغَصْبَ، وَلَيْسَ مِنْ شَأْنِيَ الْغَصْبُ، وَإِنَّ عُقُوبَتَكَ أَنْ لَا تَبْنِيَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ فَمِنْ وَلَدِي؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِكَ " قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ بِمَجَامِعِ ثِيَابِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَقَالَ: جِئْتُكَ بِشَيْءٍ، فَجِئْتَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ لِتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ، فَجَاءَ يَقُودُهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَأَوْقَفَهُ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: إِنِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 نَشَدْتُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَذْكُرُ حَدِيثَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ حِينَ أَمَرَ اللَّهُ دَاوُدَ أَنْ يَبْنِيَهُ إِلَّا ذَكَرَهُ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا سَمِعْتُهُ، وَقَالَ آَخَرُ: أَنَا سَمِعْتُهُ يَعْنِي: مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ أُبَيًّا قَالَ: وَأَقْبَلَ أُبَيٌّ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَتَتَّهِمُنِي عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ لَا وَاللَّهِ مَا أَتَّهَمْتُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ظَاهِرًا. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: اذْهَبْ فَلَا أَعْرِضُ لَكَ فِي دَارِكَ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَمَّا إِذْ فَعَلْتَ هَذَا فَإِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أُوَسِّعُ بِهَا عَلَيْهِمْ فِي مَسْجِدِهِمْ، فَأَمَّا وَأَنْتَ تُخَاصِمُنِي فَلَا، قَالَ: فَخَطَّ عُمَرُ لَهُمْ دَارَهُمُ الَّتِي هِيَ لَهُمُ الْيَوْمُ، وَبَنَاهَا مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ دَارٌ إِلَى جُنُبِ الْمَسْجِدِ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: هَبْهَا لِي أَوْ بِعْنِيهَا حَتَّى أُدْخِلَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَبَى. قَالَ: فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَقَضَى أُبٌّي عَلَى عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَا فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَجْرَأُ عَلَيَّ مِنْ أُبَيٍّ، قَالَ: أَوَ أَنْصَحُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا عَلِمْتَ قِصَّةَ الْمَرْأَةِ أَنَّ دَاوُدَ لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ أَدْخَلَ فِيهِ بَيْتَ امْرَأَةٍ بِغَيْرِ إِذْنِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ حُجَرَ الرِّجَالِ مُنِعَ بِنَاؤُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ إِذْ مَنَعْتَنِي فَفِي عَقِبِي مِنْ بَعْدِي فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، قَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ لِي؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَهِيَ لَكَ قَدْ جَعَلْتُهَا لِلَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ الْعَبَّاسَ جَاءَ إِلَى عُمَرَ [ص: 23] ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَنِي الْبَحْرَيْنِ. قَالَ: مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَجَاءَ بِهِ فَشَهِدَ لَهُ قَالَ فَلَمْ يُمْضِ لَهُ عُمَرُ ذَلِكَ كَأَنَّهُ لَمْ يَقْبَلْ شَهَادَتَهُ، فَأَغْلَظَ الْعَبَّاسُ لِعُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ خُذْ بِيَدِ أَبِيكَ - وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ غَيْرِ عَمْرٍو قَالَ -: قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا أَبَا الْفَضْلِ لَأَنَا بِإِسْلَامِكَ كُنْتُ أَسَرَّ مِنِّي بِإِسْلَامِ الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ لِمَرْضَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «عَلَى مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ» ؟ قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: «نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَعَبَّاسٌ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَشْتَكِي، فَتَمَنَّى عَبَّاسٌ الْمَوْتَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ: لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ، فَإِنْ تَكُنْ مُحْسِنًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَزْدَدْ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانِكَ خَيْرًا لَكَ، وَإِنْ تَكُنْ مُسِيئًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ فَتَسْتَعْتِبْ مِنْ إِسَاءَتِكَ، فَلَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَقْرَبَ النَّاسِ شَحْمَةَ أُذُنٍ إِلَى السَّمَاءِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ [ص: 24] بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَبَيْنَ نَاسٍ شَيْءٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ فِي أَبٍ لِلْعَبَّاسِ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَاجْتَمَعَ قَوْمُهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ وَلَبِسُوا السِّلَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَاءَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ النَّاسِ تَعْلَمُونَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: «فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا، فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا» . قَالَ: فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِكَ، اسْتَغْفِرْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ؟» . قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: «فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، لَا تُؤْذُوا الْعَبَّاسَ فَتُؤْذُونِي» . وَقَالَ: «مَنْ سَبِّ الْعَبَّاسَ فَقَدْ سَبَّنِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ أَرَأَيْتَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ، وَالْغَيْطَلَةَ كَاهِنَةَ بَنِي سَهْمٍ جَمَعَهُمَا اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ؟ فَصَفَحَ عَنْهُ، ثُمَّ لَقِيَهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَصَفَحَ عَنْهُ، ثُمَّ لَقِيَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَرَفَعَ الْعَبَّاسُ يَدَهُ فَوَجَأَ أَنْفَهُ، فَكَسَرَهُ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ كَمَا هُوَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «مَا هَذا؟» قَالَ: الْعَبَّاسُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ: «مَا أَرَدْتَ إِلَى الرَّجُلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ» ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّهُ لَقِيَنِي، فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ أَرَأَيْتَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ وَالْغَيْطَلَةَ كَاهِنَةَ [ص: 25] بَنِي سَهْمٍ جَمَعَهُمَا اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ، فَصَفَحْتُ عَنْهُ مِرَارًا، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا مَلَكَتُ نَفْسِي، وَمَا إِيَّاهُ أَرَادَ وَلَكِنَّهُ أَرَادَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يُؤْذِي أَخَاهُ فِي الْأَمْرِ وَإِنْ كَانَ حَقًّا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحِجَابَةَ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: " أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْهَا: السِّقَايَةُ بِرَوَائِكُمْ وَلَا تُزْرُوا بِهَا " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ لَيَالِيَ مِنًى بِمَكَّةَ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ غَزْوَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ بِالْبَيْتِ مَعَهُ مِحْجَنٌ يَسْتَلِمُ بِهِ الْحَجَرَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ يَسْتَسْقِي , قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَأْتِيكَ بِمَاءٍ لَمْ تَمَسَّهُ الْأَيْدِي؟ قَالَ: «بَلَى فَاسْقُونِي» ، فَسَقَوْهُ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: «اسْتَقُوا لِي مِنْهَا دَلْوًا» . فَأَخْرَجُوا مِنْهَا دَلْوًا، فَمَضْمَضَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّهُ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَعِيدُوهُ فِيهَا» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَعَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ» ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهِ لَنَزَلْتُ فَنَزَعَتُ مَعَكُمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ تَمَامٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَا تَسْقُونَ النَّاسَ مِنْ نَبِيذِ هَذَا الزَّبِيبِ، أَسُنَّةٌ تَتَّبِعُونَهَا أَمْ تَجِدُونَ هَذَا أَهْوَنَ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّبَنِ وَالْعَسَلِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَتَى الْعَبَّاسَ وَهُوَ يَسْقِي النَّاسَ فَقَالَ [ص: 26] : «اسْقِنِي» فَدَعَا الْعَبَّاسُ بِعِسَاسٍ مِنْ نَبِيذٍ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُسًّا مِنْهَا، فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا اصْنَعُوا» ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا يَسُرُّنِي أَنَّ سِقَايَتَهَا جَرَتْ عَلَيَّ لَبَنًا وَعَسَلًا مَكَانَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا افْعَلُوا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ غَزْوَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: اشْرَبْ مِنْ سِقَايَةِ آلِ الْعَبَّاسِ، فَإِنَّهَا مِنَ السُّنَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ يَسْأَلُهُ صَدَقَةَ مَالِهِ، قَالَ: قَدْ عَجَّلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَدَقَةَ سَنَتَيْنِ، فَرَافَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ عَمِّي، قَدْ تَعَجَّلْنَا مِنْهُ صَدَقَةَ سَنَتَيْنِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ عَلَى السِّعَايَةِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ يَطْلُبُ مِنْهُ صَدَقَةَ مَالِهِ، فَأَغْلَظَ لَهُ، فَأَتَى عَلِيًّا، فَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «تَرِبَتْ يَدَاكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، إِنَّ الْعَبَّاسَ سَلَفَنَا زَكَاةَ الْعَامِ عَامًا أَوَّلَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِلْعَبَّاسِ: «هَاهُنَا فَإِنَّكَ صِنْوِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَبَيْنَ الْعَبَّاسِ قَوْلٌ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ عَبَّاسًا فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُجِيبَهُ، فَذَكَرْتُ مَكَانَهُ مِنْكَ، فَكَفَفْتُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْعَبَّاسُ صِنْوُ أَبِي، فَمَنْ آذَى الْعَبَّاسَ فَقَدْ آذَانِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يُغَسِّلْنِي الْعَبَّاسُ فَإِنَّهُ وَالِدِي، وَالْوَالِدُ لَا يَنْظُرُ إِلَى عَوْرَةِ وَلَدِهِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَعْمِلْكَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تُؤَمِّرُنِي عَلَى إِمَارَةٍ؟ فَقَالَ: «نَفْسٌ تُنْجِيهَا خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تُحْصِيهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ الْحَذَّاءُ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَعْمِلْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ النَّبِيِّ نَفْسٌ تُنْجِيهَا خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تُحْصِيهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ الْعَبَّاسَ ابْتَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ [ص: 28] النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَلْقِهَا» . قَالَ الْعَبَّاسُ أَوَأُنْفِقُ مِثْلَ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلْقِهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرٍ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَتَيْنَاهُ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الْعَبَّاسِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَمُّكَ، كَبُرَتْ سِنِّي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ أَنْتَ عَمِّي وَلَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِدُعَاءٍ، قَالَ: «سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَا: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَهُوَ يَقَدِّمُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْعَقْلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ بْنِ هَارُونَ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا بِالْكُوفَةِ، يَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَطَعْتُ عَبَّاسًا، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَطَعْتُ عَبَّاسًا، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِينَا وَإِلَّا أَوْصَى بِنَا النَّاسَ، قَالَ: فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» . قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدَهُ وَلَمْ يَقُولُوا لَهُ شَيْئًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قَحَطُوا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ خَرَجَ [ص: 29] بِالْعَبَّاسِ، فَاسْتَسْقَى بِهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا قَحَطْنَا فَتَسْقِيَنَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْقِنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُقْلَةٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ، فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَسْقِي، فَأَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ، فَاسْتَقْبَلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: هَذَا عَمُّ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، جِئْنَا نَتَوَسَّلُ بِهِ إِلَيْكَ، فَاسْقِنَا، قَالَ: فَمَا رَجَعُوا حَتَّى سُقُوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ آخِذًا بِيَدِ الْعَبَّاسِ، فَقَامَ بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِعَمِّ رَسُولِكَ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الدِّيوَانَ سَبْعَةَ آلَافٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ فَرَضَ لَهُ خَمْسَةَ آلَافٍ كَفَرَائِضِ أَهْلِ بَدْرٍ لِقَرَابَتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَلْحَقَهُ بِفَرَائِضِ أَهْلِ بَدْرٍ وَلَمْ يُفَضِّلْ أَحَدًا عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ إِلَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: إِنَّ قُرَيْشًا رُءُوسُ النَّاسِ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي بَابٍ إِلَّا دَخَلَ مَعَهُ فِيهِ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: نَاسٌ، وَقَالَ عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ: طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ , فَلَمْ أَدْرِ مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ فِي ذَا حَتَّى طُعِنَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ، أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 طَعَامًا فَيَطْعَمُوا , وَقَالَ عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ: حَتَّى يَسْتَخْلِفُوا إِنْسَانًا، فَلَمَّا رَجَعُوا مِنَ الْجَنَازَةِ جِيءَ بِالطَّعَامِ وَوُضِعَتِ الْمَوَائِدُ، فَأَمْسَكَ النَّاسُ عَنْهَا، قَالَ يَزِيدُ: لِلْحُزْنِ الَّذِي هُمْ فِيهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا، قَالَ عَفَّانُ وَسُلَيْمَانُ: وَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ الْأَجَلِ، فَكُلُوا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، ثُمَّ مَدَّ الْعَبَّاسُ يَدَهُ فَأَكَلَ، وَمَدَّ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ فَأَكَلُوا، فَعَرَفْتُ قَوْلَ عُمَرَ إِنَّهُمْ رُءُوسُ النَّاسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ تَحَفَّى عُمَرَ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتَ أَنْ لَوْ جَاءَكَ عَمُّ مُوسَى مُسْلِمًا مَا كُنْتَ صَانِعًا بِهِ؟ قَالَ: كُنْتُ وَاللَّهِ مُحْسِنًا إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَنَا عَمُّ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَمَا رَأْيُكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ فَوَاللَّهِ لَأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، قَالَ: اللَّهَ اللَّهَ لِأَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِي، فَأَنَا أُوثِرُ حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى حِبِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَقِيَ فِي بَيْتِ مَالِ عُمَرَ شَيْءٌ بَعْدَمَا قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعُمَرَ وَلِلنَّاسِ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ فِيكُمْ عَمُّ مُوسَى أَكُنْتُمْ تُكْرِمُونُهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِهِ، أَنَا عَمُّ نَبِيِّكُمْ صلّى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَ عُمَرُ النَّاسَ، فَأَعْطُوهُ تِلْكَ الْبَقِيَّةَ الَّتِي بَقِيَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَعْتَقَ الْعَبَّاسُ عِنْدَ مَوْتِهِ سَبْعِينَ مَمْلُوكًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ [ص: 31] : كَانَ الْعَبَّاسُ مُعْتَدِلَ الْقَنَاةِ، وَكَانَ يُخْبِرُنَا عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ أَعْدَلُ قَنَاةً مِنْهُ، وَتُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ: وَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مُعْتَدِلَ الْقَنَاةِ يَعْنِي: طَوِيلًا حَسَنَ الِانْتِصَابِ عَلَى كِبَرٍ لَيْسَ فِيهِ حَنَاءٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ بِمَكَّةَ قَبْلَ بَدْرٍ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ مَعَهُ حِينَئِذٍ، وَكَانَ مُقَامُهُ بِمَكَّةَ، إِنَّهُ كَانَ لَا يُغَبِّي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَبَرًا يَكُونُ إِلَّا كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ، وَكَانَ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَقَوُّونَ بِهِ وَيَصِيرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ لَهُمْ عَوْنًا عَلَى إِسْلَامِهِمْ، وَلَقَدْ كَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَقْدَمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ مُقَامَكَ مُجَاهِدٌ حَسَنٌ» . فَأَقَامَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: «أُيِّدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِعَمِّيَ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ يَأْخُذُ عَلَى الْقَوْمِ وَيُعْطِيهِمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابَ الدِّيوَانَ كَانَ [ص: 32] أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِهِ فِي الْمَدْعَى بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلُ بَنِي هَاشِمٍ يُدْعَى الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يَلِي أَمْرَ بَنِي هَاشِمٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ نَمْلَةَ بْنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعَثَتْ بَنُو هَاشِمٍ مُؤَذِّنًا يُؤْذِنُ أَهْلَ الْعَوَالِي: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: فَحَشَدَ النَّاسُ وَنَزَلُوا مِنَ الْعَوَالِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مُؤَذِّنٌ يُؤْذِنَّا بِمَوْتِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِقُبَاءَ عَلَى حِمَارٍ، ثُمَّ جَاءَنَا آخَرُ عَلَى حِمَارٍ، فَقُلْتُ مَنِ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ: مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالثَّانِي رَسُولُ عُثْمَانَ، فَاسْتَقْبَلَ قُرَى الْأَنْصَارِ قَرْيَةً قَرْيَةً حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَافِلَةِ بَنِي حَارِثَةَ وَمَا وَلَاهَا، فَحَشَدَ النَّاسُ فَمَا غَادَرْنَا النِّسَاءَ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ تَضَايَقَ، فَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ صَلَّيْنَا عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ، وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ الْخُرُوجِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، وَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَدْنُوَ إِلَى سَرِيرِهِ، وَغُلِبَ عَلَيْهِ بَنُو هَاشِمٍ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى اللَّحْدِ ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَأَرَى عُثْمَانَ اعْتَزَلَ وَبَعَثَ الشُّرْطَةَ يَضْرِبُونَ النَّاسُ عَنْ بَنِي هَاشِمٍ حَتَّى خَلُصَ بَنُو هَاشِمٍ، فَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ وَدَلَّوْهُ فِي اللَّحْدِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى سَرِيرِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ قَدْ تَقَطَّعَ مِنْ زِحَامِهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ: جَاءَنَا رَسُولُ عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْنُ بِقَصْرِنَا عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَّ الْعَبَّاسَ قَدْ تُوُفِّيَ، فَنَزَلَ أَبِي، وَنَزَلَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ [ص: 33] عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَنَزَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ السَّمُرَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَاءَنَا أَبِي بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ، فَقَالَ: مَا قَدَرْنَا عَلَى أَنْ نَدْنُوَ مِنْ سَرِيرِهِ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ غُلِبْنَا عَلَيْهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ حَمْلَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ، قَالَتْ: حَضَرْنَا نِسَاءُ الْأَنْصَارِ طُرًّا جَنَازَةَ الْعَبَّاسِ وَكُنَّا أَوَّلَ مَنْ بَكَى عَلَيْهِ، وَمَعَنَا الْمُهَاجِرَاتُ الْأُوَلُ الْمُبَايِعَاتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْعَبَّاسُ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عُثْمَانُ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ أَحْضُرَ غُسْلَهُ فَعَلْتُمْ، فَأَذِنُوا لَهُ، فَحَضَرَ، فَكَانَ جَالِسًا نَاحِيَةَ الْبَيْتِ، وَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَقُثَمُ بَنُو الْعَبَّاسِ، وَحَدَّتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَوْصَى الْعَبَّاسُ أَنْ يُكَفَّنَ، فِي بُرْدِ حِبَرَةٍ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يُكَبِّرُ عَلَى الْعَبَّاسِ بِالْبَقِيعِ، وَمَا يَقْدِرُ مِنْ لَفْظِ النَّاسِ، وَلَقَدْ بَلَغَ النَّاسُ الْحَشَّانَ، وَمَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ: عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ لِجَعْفَرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَلَهُ الْعَقَبُ مِنْ وَلَدِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدٌ وَعَوْنٌ لَا عَقِبَ لَهُمَا، وُلِدُوا جَمِيعًا لِجَعْفَرٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمُهَاجَرِ إِلَيْهَا. وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ عِفْرِسِ بْنِ أَفْتَلَ، وَهُوَ جُمَّاعُ خَثْعَمٍ، ابْنُ أَنْمَارٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَلَدُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَوْنٌ، وَمُحَمَّدٌ بَنُو جَعْفَرٍ، وَأَخَوَاهُمْ لِأُمِّهِمْ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. وَأُمُّهُمُ الْخَثْعَمِيَّةُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: أَسْلَمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَيَدْعُوَ فِيهَا وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ جَعْفَرٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ عَبْدَ اللَّهِ وَعَوْنًا، وَمُحَمَّدًا، فَلَمْ يَزَلْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ جَعْفَرٌ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ أَمِيرَهُمُ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ [ص: 35] رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ تَلَقَّاهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَالْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: " مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ: بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَوْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ جَاءَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: وَضَمَّهُ إِلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ: وَاعْتَنَقَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، أَنَّ جَعْفَرًا وَأَصْحَابَهُ قَدِمُوا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ، فَقَسَمَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا وَهَلٌ، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمُؤَاخَاةَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَبْلَ بَدْرٍ فَلَمَّا كَان يَوْمُ بَدْرٍ نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ وَانْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ، وَجَعْفَرٌ غَائِبٌ يَوْمَئِذٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ لَتَطُوفُ بَيْنَ الرِّجَالِ إِذْ أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِهَا، فَأَلْقَاهَا إِلَى فَاطِمَةَ فِي هَوْدَجِهَا، قَالَ: فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَأَيْقَظُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمِهِ قَالَ: «هَلُمُّوا أَقْضِ بَيْنَكُمْ فِيهَا وَفِي غَيْرِهَا» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي، وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي , وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي , فَقَالَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ قَوْلًا رَضِيَهُ، فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ وَقَالَ: «الْخَالَةُ وَالِدَةٌ» , فَقَامَ جَعْفَرٌ فَحَجَلَ حَوْلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم - دَارَ عَلَيْهِ - فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: شَيْءٌ رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ [ص: 36] يَصْنَعُونَهُ بِمُلُوكِهِمْ , خَالَتُهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السُّكَّرِيُّ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أُسَامَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقِي، فَأَنْتَ مِنِّي وَمَنْ شَجَرَتِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، وَهَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي حَدِيثِ بِنْتِ حَمْزَةَ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرٍ حِينَ تَنَازُعَ هُوَ وَعَلِيٌّ وَزَيْدٌ فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ: «أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَخُلُقُكَ خُلُقِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِجَعْفَرٍ: «إِنَّكَ شَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَقَالَ: «إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» , فَلَقَوُا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ [ص: 37] زَيْدٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَتَى خَبَرُهُمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقَوُا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَقَاتِلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَهَا سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ» , ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: «لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» ، ثُمَّ قَالَ: «ائْتُونِي بِبُنَيِّ أَخِي» , فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرَاخٌ، فَقَالَ: «ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلَّاقَ» , فَدُعِيَ، فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، فَقَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ - فِي كِتَابِ ابْنِ مَعْرُوفٍ مَوْضِعَ عَبْدِ اللَّهِ عَوْنِ اللَّهِ - فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» . قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَشَالَهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَاءَتْ أُمُّنَا، فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ، فَقَالَ: «الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ، وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الَّذِي أَرْضَعَنِي مِنْ بَنِي قُرَّةَ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ مُؤْتَةَ نَزَلَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَقَرَهَا، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، زَادَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الرَّايَةَ، جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَمَنَّاهُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَكَرَّهَ لَهُ الْمَوْتَ، فَقَالَ: الْآنَ حِينَ اسْتَحْكَمَ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ تُمَنِّينِي الدُّنْيَا، ثُمَّ مَضَى [ص: 38] قُدُمًا حَتَّى اسْتُشْهِدَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ جَعْفَرٍ، فَإِنَّهُ شَهِيدٌ وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ يَطِيرُ فِيهَا بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ جَعْفَرًا مَلَكًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ تَدْمَى قَادِمَتَاهُ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا دُونَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ زَيْدًا دُونَ جَعْفَرٍ "، فَأَتَاهُ جَبْرَائِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ زَيْدًا لَيْسَ بِدُونِ جَعْفَرٍ، وَلَكِنَّا فَضَّلْنَا جَعْفَرًا لِقَرَابَتِهِ مِنْكَ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَجَدَ أَوْ وَجَدْنَا فِيمَا أَقْبَلَ مِنْ بَدَنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: تِسْعِينَ ضَرْبَةً بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، وَضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ , وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ ضَرْبَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ بُمُؤْتَةَ، فَلَمَّا فَقَدْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، طَلَبْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدْنَاهُ وَبِهِ طَعْنَةٌ وَرَمْيَةٌ بِضْعٌ وَتِسْعُونَ، فَوَجَدْنَا ذَلِكَ فِيمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وُجِدَ فِي بَدَنِ جَعْفَرٍ أَكْثَرُ مِنْ سِتِّينَ جُرْحًا وَوُجِدَ بِهِ طَعْنَةٌ قَدْ أَنْفَذَتْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ، فَقَطَعَهُ بِنِصْفَيْنِ، فَوَقَعَ أَحَدُ نُصَفِّيهِ فِي كَرْمٍ، فَوُجِدَ فِي نِصْفَهِ ثَلَاثُونَ أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ جُرْحًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [ص: 39] ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ - يَعْنِي: جَعْفَرًا - لَهُ جَنَاحَانِ مُضَرَّجَانِ بِالدِّمَاءِ مَصْبُوغَ الْقَوَادِمِ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَرَّ بِي جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ اللَّيْلَةَ فِي مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَهُ جَنَاحَانِ مُضَرَّجَانِ بِالدِّمَاءِ أَبْيَضُ الْقَوَادِمِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِجَعْفَرٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم نَعَى جَعْفَرًا وَزَيْدًا، نَعَاهُمَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمَا، نَعَاهُمَا وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قُتِلَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَلْقَاءِ يَوْمَ مُؤْتَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: «بِخَيْرٍ مَا خَلَّفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ» ، وَقَالَ الْفَضْلُ [ص: 40] بْنُ دُكَيْنٍ: «كَأَفْضَلِ مَا خَلَّفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَتِهِ «أَنِ ابْعَثِي إِلَيَّ بُنَيَّ جَعْفَرٍ» , فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنَّ جَعْفَرًا قَدْ قَدِمَ إِلَيْكَ إِلَى أَحْسَنِ الثَّوَابِ، فَاخْلُفْهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ بِخَيْرِ مَا خَلَّفْتَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ وَزَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْحُزْنُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ قَدْ لَزِمْنَ بُكَاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَاهُنَّ، قَالَتْ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَإِنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَاهُنَّ الثَّانِيَةَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنِي، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَاهُنَّ , قَالَتْ عَائِشَةُ: فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنِي , فَزَعَمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «احْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ» ، قَالَتْ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ، وَلَا تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أَتَتْ وَفَاةُ جَعْفَرٍ عَرَفْنَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُزْنَ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النِّسَاءَ يَبْكِينَ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ» . قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ» , ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: «فَإِنْ أَبَيْنَ فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ» ، قَالَتُ [ص: 41] عَائِشَةُ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتَ نَفْسَكَ إِلَّا وَأَنْتَ مُطِيعٌ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَسَلَّيْ ثَلَاثًا، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ وَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: اقْضِي بَيْنَهُمَا، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنَ الْعَرَبِ كَانَ خَيْرًا مِنْ جَعْفَرٍ، وَلَا رَأَيْتُ كَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا، فَقُلَتْ: وَاللَّهِ إِنَّ ثَلَاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَارٌ , فَقَالَ لَهَا: لَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا لَمَقَتُّكِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا احْتَذَى النِّعَالَ، وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلَا لَبِسَ الْكَوْرَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ خَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَتَقَلَّبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا، مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُخْرِجَ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَيَبْشُقَهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ أَسَنَّ بَنِي أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ طَالِبٍ، وَلَا بَقِيَّةَ لَهُ وَأُمُّهُ أَيْضًا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عَقِيلٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَكَانَ عَقِيلٌ أَسَنَّ مِنْ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَكَانَ جَعْفَرٌ أَسَنَّ مِنْ عَلِيٍّ بِعَشْرِ سِنِينَ، فَعَلَيٌّ كَانَ أَصْغَرَهُمْ سِنًّا، وَأَوَّلَهُمْ إِسْلَامًا، وَكَانَ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْوَلَدِ يَزِيدُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَسَعِيدٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُدْلِجٍ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَجَعْفَرٌ الْأَكْبَرُ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَحْوَلُ وَهُوَ اسْمُهُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ الثَّغْرِ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ الْهَصَّارِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَأُمُّ الثَّغْرِ أَسْمَاءُ بِنْتُ سُفْيَانَ أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنُ كِلَابٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مِنْ مَكَّةَ يُبَايِعُ لَهُ النَّاسَ فَنَزَلَ بِالْكُوفَةِ عَلَى هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ، فَأَخَذَ عُبَيْدِ الْلَّهِ بْنِ زِيَادٍ مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ وَهَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ فَقَتَلَهُمَا جَمِيعًا وَصَلَبَهُمَا، فَلِذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: [البحر الطويل] فَإِنْ كُنْتِ لَا تَدْرِينَ مَا الْمَوْتُ فَانْظُرِي ... إِلَى هَانِئٍ فِي السُّوقِ وَابْنِ عَقِيلِ تَرَيْ جَسَدًا قَدْ غَيَّرَ الْمَوْتُ لَوْنَهُ ... وَنَضْحَ دَمٍ قَدْ سَالَ كُلَّ مَسِيلِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُمْ خَلِيلَةُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَلِيٌّ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَجَعْفَرٌ الْأَصْغَرُ وَحَمْزَةُ وَعُثْمَانُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ، وَمُحَمَّدٌ وَرَمْلَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَأُمُّ هَانِئٍ وَأَسْمَاءُ وَفَاطِمَةُ وَأُمُّ الْقَاسِمِ، وَزَيْنَبُ وَأُمُّ النُّعْمَانِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 قَالُوا: وَكَانَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِيمَنْ أُخْرِجَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَرْهًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، فَشَهِدَهَا وَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ لَا مَالَ لَهُ، فَفَدَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الذَّهَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «انْظُرُوا مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» , قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَنَظَرَ إِلَى الْعَبَّاسِ وَنَوْفَلٍ وَعَقِيلٍ، ثُمَّ رَجَعَ، فَنَادَاهُ عَقِيلٌ: يَا ابْنَ أُمِّ عَلِيٍّ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَنَا، فَجَاءَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وعَقِيلًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ عَقِيلٍ، فَقَالَ: «أَبَا يَزِيدَ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ» ، قَالَ: إِذًا لَا يُنَازِعُوا فِي تِهَامَةَ إِنْ كُنْتَ أَثَخَنْتَ الْقَوْمَ وَإِلَّا فَارْكَبْ أَكْتَافَهُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: وَقَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ قَتَلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ؟ قَالَ: «قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ» قَالَ: الْآنَ صَفَا لَكَ الْوَادِي. قَالُوا: وَرَجَعَ عَقِيلٌ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَعَرَضَ لَهُ مَرَضٌ، فَلَمْ يُسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَلَا الطَّائِفِ وَلَا خَيْبَرَ وَلَا فِي حُنَيْنٍ. وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ وَسْقًا كُلَّ سَنَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: أَصَابَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَاتَمًا يَوْمَ مُؤْتَةَ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَفَّلَهُ إِيَّاهُ , فَكَانَ فِي يَدِهِ. قَالَ قَيْسٌ: فَرَأَيْتُهُ أَنَا بَعْدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: جَاءَ [ص: 44] عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِمِخْيَطٍ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: خِيطِي بِهَذَا ثِيَابَكِ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيًا: «أَلَا لَا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا فَوْقَهَا» ، فَقَالَ عَقِيلٌ لِامْرَأَتِهِ: مَا أَرَى إِبْرَاتَكِ إِلَّا وَقَدْ فَاتَتْكِ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " يَا أَبَا يَزِيدَ إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ: حُبًّا لِقَرَابَتِكَ، وَحُبَّا لِمَا كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ حُبِّ عَمِّي إِيَّاكَ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْشَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ شَيْخًا كَبِيرًا بَعْلَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهَا غَرُوبٌ وَدِلَاءٌ، قَالَ: وَرَأَيْتُ رِجَالًا مِنْهُمْ بَعْدُ، مَا مَعَهُمْ مَوْلًى فِي الْأَرْضِ، يَلُفُّونَ أَرْدِيَتَهُمْ، فَيَنْزِعُونَ فِي الْقَمِيصِ حَتَّى إِنَّ أَسَافِلَ قُمُصِهِمْ لَمُبْتَلَّةٌ بِالْمَاءِ، فَيَنْزَعُونَ قَبْلَ الْحَجِّ أَيَّامَ مِنًى وَبَعْدَهُ، قَالُوا: وَمَاتَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَمَا عَمِيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ وَلَهُ دَارٌ بِالْبَقِيعِ رَبَّةٌ، يَعْنِي: كَثِيرَةَ الْأَهْلِ وَالْجَمَاعَةِ وَاسِعَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَكَانَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ الْحَارِثُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَكَانَ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَدْ صَحِبَهُ وَرَوَى عنْه وَوُلِدَ لَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ وَكَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا أَوَّلُ قَاضٍ رَأَيْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَوْفَلٍ لَا بَقِيَّةَ لَهُ. وَرَبِيعَةُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ. وَسَعِيدٌ وَكَانَ فَقِيهًا وَالْمُغِيرَةُ. وَأُمُّ سَعِيدٍ، وَأُمُّ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمْ ظُرَيْبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقَشِيبِ، وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَحْضِبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ وَأُمُّ ظُرَيْبَةَ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهِيَ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَلِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ عَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ، وَالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا أَخْرَجَ الْمُشْرِكُونَ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى بَدْرٍ كُرْهًا، قَالَ فِيهِمْ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] حَرَامٌ عَلَيَّ حَرْبُ أَحْمَدَ إِنَّي ... أَرَى أَحْمَدًا مِنِّي قَرِيبًا أَوَاصِرُهُ وَإِنْ تَكُ فِهْرٌ أَلَّبَتْ وَتَجَمَّعَتْ ... عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا شَكَّ نَاصِرُهُ قَالَ هِشَامٌ: وَأَمَّا مَعْرُوفُ بْنُ الْخَرَّبُوذَ، فَأَنْشَدَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ: فَقُلْ لِقُرَيْشٍ إِيلِبِي وَتَحَزَّبِي عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا شَكَّ نَاصِرُهُ وَقَالَ أَيْضًا نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ لَمَّا أَسْلَمَ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ إِنَّنِي لَسْتُ مِنْكُمُ ... تَبَرَّأَتُ مِنْ دِينِ الشِّيُوخِ الْأَكَابِرِ لَعَمْرُكَ مَا دِينِي بِشَيْءٍ أَبِيعُهُ ... وَمَا أَنَا إِذْ أَسْلَمْتُ يَوْمًا بِكَافِرِ شَهِدْتُ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ... أَتَى بِالْهُدَى مِنْ رَبِّهِ وَالْبَصَائِرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَدْعُو إِلَى التُّقَى ... وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ بِشَاعِرِ عَلَى ذَاكَ أَحْيَا ثُمَّ أُبْعَثُ مُوقِتًا ... وَأَثْوِي عَلَيْهِ مَيْتًا فِي الْمَقَابِرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: لَمَّا أُسِرَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بِبَدْرٍ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «افْدِ نَفْسَكَ يَا نَوْفَلُ» . قَالَ: مَا لِي شَيْءٌ أَفْدِي بِهِ نَفْسِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «افْدِ نَفْسَكَ بِرِمَاحِكَ الَّتِي بِجَدَةَ» . قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , فَفَدَى نَفْسَهُ بِهَا وَكَانَتْ أَلْفَ رُمْحٍ، وَأَسْلَمَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ، وَكَانَ أَسَنَّ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، أَسَنُّ مِنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ، وَأَسَنُّ مِنْ إِخْوَتِهِ رَبِيعَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ وَعَبْدِ شَمْسٍ بَنِي الْحَارِثِ، وَرَجَعَ نَوْفَلٌ إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ هَاجَرَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْخَنْدَقِ، وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَا قَبْلَ ذَلِكَ شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُتَفَاوِضَيْنِ فِي الْمَالِ مُتَحَابَيْنِ مُتَصَافِيَيْنِ، وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ مَنْزِلًا عِنْدَ الْمَسْجِدِ بِالْمَدِينَةِ، أَقْطَعَهُ وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَفَرَعَ بَيْنَهُمَا بِحَائِطٍ فَكَانَتْ دَارُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ فِي مَوْضِعِ رَحَبَةِ الْقَضَاءِ وَمَا يَلِيَهَا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقَابِلَ دَارِ الْإِمَارَةِ الْيَوْمَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ مَرْوَانَ، وَأَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ أَيْضًا دَارَهُ الْأُخْرَى الَّتِي بِالْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الثَّنِيَّةِ عِنْدَ السُّوقِ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِإِبِلِهِ، وَقَسَمَهَا نَوْفَلٌ بَيْنَ بَنِيهِ فِي حَيَاتَهُ، فَبَقِيَّتُهُمْ فِيهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَشَهِدَ نَوْفَلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ وَالطَّائِفَ، وَثَبَتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 عَنْ يَمِينِهِ يَوْمَئِذٍ، وَأَعَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِثَلَاثَةِ آلَافِ رُمْحٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رِمَاحِكَ يَا أَبَا الْحَارِثِ تَقْصِفُ فِي أَصْلَابِ الْمُشْرِكِينَ» ، وَتُوُفِّيَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بَعْدَ أَنِ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِسَنَةٍ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ تَبِعَهُ إِلَى الْبَقِيعِ حَتَّى دُفِنَ هُنَاكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا أَرْوَى وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَالْعَبَّاسُ وَالْحَارِثُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأُمَيَّةُ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَأَرْوَى الْكُبْرَى، وَيُقَالُ: بَلْ هِنْدُ الْكُبْرَى وَهِنْدُ الصُّغْرَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَرْوَى الصُّغْرَى، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَآدَمُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ الْمُسْتَرْضَعُ لَهُ فِي هُذَيْلٍ، فَقَتَلَهُ بَنُو لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ فِي حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَكَانَ الصَّبِيُّ يَحْبُو أَمَامَ الْبُيُوتِ، فَرَمَوْهُ بِحَجَرٍ، فَأَصَابَهُ، فَرَضَخَ رَأْسَهُ. وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ: «أَلَا إِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ، وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: كَانَ أَبِي وَالْهَاشِمِيُّونَ لَا يُسَمُّونَهُ فِي كِتَابِهِ يَنْتَسِبُونَهُ وَيَقُولُونَ: كَانَ غُلَامًا صَغِيرًا فَلَمْ يُعَقِّبْ وَلَمْ يُحْفَظِ اسْمُهُ، وَنَرَى أَنَّ مَنْ قَالَ آدَمُ بْنُ رَبِيعَةَ رَأَى فِي الْكِتَابِ دَمَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَزَادَ فِيهَا أَلِفًا، فَقَالَ: آدَمُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ مَنْ يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 اسْمُهُ تَمَامُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَقَالَ آخَرُ: إِيَاسُ بْنُ رَبِيعَةَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالُوا: وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِسَنَتَيْنِ، وَلَمَّا خَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَدْرٍ كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ غَائِبًا بِالشَّامِ، فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا أَيَّامَ الْخَنْدَقِ، شَيَّعَهُمَا رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ فِي مَخْرَجِهِمَا إِلَى الْأَبْوَاءِ، ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ وَنَوْفَلٌ: أَيْنَ تَرْجِعُ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ يُقَاتِلُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَيُكَذِّبُونَهُ، وَقَدْ عَزَّ رَسُولُ اللَّهِ وَكَثُفَ أَصْحَابُهُ؟ ارْجِعْ، فَرَجَعَ رَبِيعَةُ، وَسَارَ مَعَهُمَا حَتَّى قَدِمُوا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ مُسْلِمِينَ مُهَاجِرِينَ، وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَبِيعَةَ بْنَ الْحَارِثَ بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ كُلَّ سَنَةٍ , وَشَهِدَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَحُنَيْنٍ وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ. وَابْتَنَى بِالْمَدِينَةِ دَارًا فِي بَنِي حُدَيْلَةَ وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. وَتُوُفِّيَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَخَوَيْهِ نَوْفَلٍ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ شَمْسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ عَبْدَ شَمْسِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ قَبْلَ الْفَتْحِ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَمَاتَ بِالصَّفْرَاءِ، فَدَفَنَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فِي قَمِيصِهِ يَعْنِي: قَمِيصَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «سَعِيدٌ أَدْرَكَتْهُ السَّعَادَةُ» وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ، وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. وَكَانَ لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ جَعْفَرٌ وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأَبُو الْهَيَّاجِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَجُمَانَةُ وَحَفْصَةُ، وَيُقَالُ: حُمَيْدَةُ، وَأُمُّهُمْ فَغْمَةُ بِنْتُ هَمَّامِ بْنِ الْأَفْقَمِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ ظُوَيْلِمِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ حَفْصَةَ جُمَانَةَ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، وَعَاتِكَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمَيَّةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهَا أُمُّ أَبِي الْهَيَّاجِ وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَهِيَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ شَاعِرًا، فَكَانَ يَهْجُو أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مُبَاعِدًا لِلْإِسْلَامِ شَدِيدًا عَلَى مَنْ دَخَلَ فِيهِ، وَكَانَ أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْهُ حَلِيمَةُ أَيَّامًا، وَكَانَ يَأْلَفُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ لَهُ تِرْبًا، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَادَاهُ وَهَجَاهُ وَهَجَا أَصْحَابَهُ، فَمَكَثَ عِشْرِينَ سَنَةً عَدُوًّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا تَخَلَّفَ عَنْ مَوْضِعٍ تَسِيرُ فِيهِ قُرَيْشٌ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا ضُرِبَ الْإِسْلَامُ بُحْرَانَةَ، وَذُكِرَ تَحَرُّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْإِسْلَامَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَجِئْتُ إِلَى زَوْجَتِي وَوَلَدِي، فَقُلْتُ: تَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ فَقَدْ أَظَلَّ قَدُومُ مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: فَدَانا لَكَ أَنْ تُبْصِرَ أَنَّ الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ قَدْ تَبِعَتْ مُحَمَّدًا، وَأَنْتَ مُوضَعٌ فِي عَدَاوَتِهِ، وَكُنْتَ أَوْلَى النَّاسِ بِنُصْرَتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِغَلَامِي مَذْكُورٍ: عَجِّلْ عَلَيَّ بِأَبْعُرَةٍ وَفَرَسِي، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا الْأَبْوَاءَ، وَقَدْ نَزَلَتْ مُقَدِّمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْأَبْوَاءَ تُرِيدُ مَكَّةَ، فَخِفْتُ أَنْ أُقْبِلَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ نَذَرَ دَمِي، فَتَنَكَّرْتُ وَخَرَجْتُ وَأَخَذْتُ بِيَدِ ابْنِي جَعْفَرٍ، فَمَشَيْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ مِيلٍ فِي الْغَدَاةِ الَّتِي صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهَا الْأَبْوَاءَ، فَتَصَدَّيْنَا لَهُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَأَعْرَضَ عَنِّي إِلَى النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، فَتَحَوَّلْتُ إِلَى نَاحِيَةِ وَجْهِهِ الْأُخْرَى، فَأَعْرَضَ عَنِّي مِرَارًا، فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَقُلْتُ: أَنَا مَقْتُولٌ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهِ وَأَتَذَكَّرَ بِرَّهُ وَرَحِمَهُ وَقَرَابَتِي بِهِ، فَتُمَسِّكُ ذَلِكَ مِنِّي، وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْرَحُ بِإِسْلَامِي، فَأَسْلَمْتُ وَخَرَجْتُ مَعَهُ عَلَى هَذَا مِنَ الْحَالِ حَتَّى شَهِدْتُ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، فَلَمَّا لَقِينَا الْعَدُوَّ بِحُنَيْنٍ اقْتَحَمْتُ عَنْ فَرَسِي، وَبِيَدِي السَّيْفُ صَلْتًا، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنِّي أُرِيدُ الْمَوْتَ دُونَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيَّ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَخُوكُ وَابْنُ عَمِّكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَارْضَ عَنْهُ. قَالَ: «قَدْ فَعَلْتُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا» , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «أَخِي» لَعَمْرِي قَبَّلْتُ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَهْجُو أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَسْلَمَ، قَالَ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً ... لَتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلُ مُحَمَّدِ لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ ... فَهَذَا أَوَانِي الْيَوْمَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرَ نَفْسِي وَدَلَّنِي ... عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلْ نَحْنُ طَرَدْنَاكُمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَسَأَلَهُ يَا أَبَا عُمَارَةَ أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقَالَ الْبَرَاءُ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يُوَلِّ يَوْمَئِذٍ، كَانَ يَقُودُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَغْلَةً فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» قَالَ: فَمَا رُئِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ كَانَ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ كَانَ أَتَى الشَّامَ، فَكَانَ إِذَا رُئِيَ، قِيلَ: هَذَا ابْنُ عُمَرَ ذَلِكَ الْمُآبِيُّ لِشِبْهِهِ بِهِ وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ فِي شَعْرِهِ: [البحر الطويل] هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي ... عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَّرَدِ أَفِرُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ ... وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ بِمُحَمَّدِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 يَعْنِي شِبْهَهُ بِهِ. وَقَالَ: وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مُعْتَمَّيْنِ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَيْهِ، قَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَسْفِرُوا تَعَرَّفُوا» , قَالَ: فَانْتَسَبُوا لَهُ وَكَشَفُوا عَنْ وجُوهِهِمْ، وَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّ مُطَّرِدٍ طَرَدْتَنِي يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَوْ مَتَى طَرَدْتَنِي يَا أَبَا سُفْيَانَ؟» قَالَ: لَا تَثْرِيبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «لَا تَثْرِيبَ يَا أَبَا سُفْيَانَ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «بَصِّرِ ابْنَ عَمِّكَ الْوُضُوءَ وَالسُّنَّةَ وَرُحْ بِهِ إِلَيَّ» قَالَ: فَرَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَصَلَّى مَعَهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَنَادَى فِي النَّاسِ: أَلَا إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَدْ رَضِيَا عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَارْضَوْا عَنْهُ. قَالَ: وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَالطَّائِفَ هُوَ وَابْنُهُ جَعْفَرٌ، وَثَبَتَا مَعَهُ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَعَلَى أَبِي سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ مُقَطَّعَةٌ بُرُودٌ وَعِمَامَةٌ بُرُودٌ، وَقَدْ شَدَّ وَسَطَهُ بِبُرْدٍ، وَهُوَ آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْجَلَتِ الْغَبَرَةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا؟» قَالَ: أَخُوكُ أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ: «أَخِي أَيُّهَا اللَّهُ إِذًا» وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَبُو سُفْيَانَ أَخِي وَخَيْرُ أَهْلِي وَقَدْ أَعْقَبَنِي اللَّهُ مِنْ حَمْزَةَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ» فَكَانَ يُقَالُ لِأَبِي سُفْيَانَ بَعْدَ ذَلِكَ: أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ الرَّسُولِ. وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ أَشْعَارًا كَثِيرَةً تَرَكْنَاهَا لَكَثْرَتِهَا، وَكَانَ مِمَّا قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتْ أَفْنَاءُ كَعْبٍ وَعَامِرٍ ... غَدَاةَ حُنَيْنٍ حِينَ عَمَّ التَّضَعْضُعُ بِأَنِّي أَخُو الْهَيْجَاءِ أَرْكَبُ حَدَّهَا ... أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أَتَتَعْتَعُ رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ... إِلَيْهِ تَعَالَى كُلُّ أَمْرٍ سَيُرْجَعُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 قَالُوا: وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ كُلَّ سَنَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ كَانَ يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ بِنِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى تُكْرَهَ الصَّلَاةُ، ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدِ انْصَرَفَ قَبْلَ حِينِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَالَكَ انْصَرَفْتَ الْيَوْمَ قَبْلَ حِينِكَ الَّذِي كُنْتَ تَنْصَرِفُ فِيهِ؟ فَقَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَخَطَبْتُ إِلَيْهِ ابْنَتَهُ، فَلَمْ يُحِرْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَقَعَدْتُ سَاعَةً فَلَمْ يُحِرْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أُزَوِّجُكَ أَقْرَبَ مِنْهَا، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَحَجَّ عَامًا، فَحَلَقَهُ الْحَلَّاقُ بِمِنًى، وَفِي رَأْسِهِ ثُؤْلُولٌ، فَقَطَعَهُ الْحَلَّاقُ، فَمَاتَ. قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: فَيَرَوْنَ أَنَّهُ شَهِيدٌ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ عَفَّانُ: فَمَاتَ، فَكَانُوا يَرْجُونَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: لَا تَبْكُوا عَلَيَّ، فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ قَالُوا: وَمَاتَ أَبُو سُفْيَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَخِيهِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ إِلَّا ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَيُقَالُ: بَلْ مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَقُبِرَ فِي رُكْنِ دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَقِيعِ، وَهُوَ الَّذِي وَلِيَ حَفْرَ قَبْرِ نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ لَا أَبْقَى بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا بَعْدَ أَخِي وَأَتْبِعْنِي إِيَّاهُمَا , فَلَمْ تَغِبِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ , وَكَانَتْ دَارُهُ قَرِيبًا مِنْ دَارِ [ص: 54] عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي تُدْعَى: دَارَ الْكَرَاحِيِّ، وَهِيَ حَدِيدَةُ دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ، وَهِيَ لُبَابَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصْفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ فَوَلَدُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أُمَّ كُلْثُومٍ، وَلَمْ يَلِدْ غَيْرَهَا. وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَرِيجِ بْنِ عَمْرٍو الزُّبَيْدِيِّ مِنْ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ. وَكَانَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَسَنَّ وَلَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَشَهِدَ مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَأَرْدَفُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ، فَيُقَالُ: رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْفَتَى يَلْحَظُ النِّسَاءَ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مِرَارًا، قَالَ: وَجَعَلَ الْفَتَى يُلَاحِظُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «ابْنَ أَخِي إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الْجِسْمِ، تُخَافُ فِتْنُهُ عَلَى النِّسَاءِ، قَالَ: فَحَدَّثَ الْفَضْلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جَرِيحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ قَالُوا: وَكَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ فِيمَنْ غَسَّلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَتَوَلَّى دَفْنَهُ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، فَمَاتَ بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ [ص: 56] بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَوَلَدَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أُمَّ كُلْثُومٍ، وَلَدَتْ لِسَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَيْسَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَقِبٌ، وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَعَ أَبِيهِ حِينَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَا جَمِيعًا، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَ أَبِيهِ مُلَازِمًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَتُوُفِّيَ جَعْفَرٌ فِي وَسَطٍ مِنْ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ ظُرَيْبَةُ بِنْتُ سَعِيدٍ الْقَشِيبُ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ مِنَ الْأَزْدِ وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَلَقَّبَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ بِبَّةُ، وَاصْطَلَحُوا عَلَيْهِ أَيَّامَ الزُّبَيْرِ، فَوَلِيَهُمْ. وَمُحَمَّدٌ الْأَكْبَرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَبِيعَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَرَمْلَةُ، وَأُمُّ الزُّبَيْرِ، وَهِيَ أُمُّ الْمُغِيرَةِ، وَظُرَيْبَةَ , وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ. وَعُتْبَةُ، وَمُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ، وَالْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَيْطَةُ، وَأُمُّ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ بْنِ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيِّ وَسَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَصَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْهُ، وَأَسْلَمَ عِنْدَ إِسْلَامِ أَبِيهِ , وَوُلِدَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 الله عليه وسلم، وَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَحَنَّكَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ نَوْفَلٍ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِ مَكَّةَ، ثُمَّ وَلَّاهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ عَلَى الْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَحْيَائِنَا وَلِأَمْوَاتِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنَنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبَنَا، اللَّهُمَّ عَبْدُكَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، فَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ» . فَقُلْتُ وَأَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ: فَإِنْ لَمْ أَعْلَمْ خَيْرًا، فَقَالَ: «لَا تَقُلْ إِلَّا مَا تَعْلَمُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَقَلَ الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَاخْتَطَّ بِهَا دَارًا، وَنَزَلَهَا فِي وِلَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَمَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مَالِكِ، وَهُوَ أَبُو شَعِيرَةَ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُذْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ دَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حاشدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَيْوَانِ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ , وَهِيَ أُخْتُ قَيْسِ بْنِ حَمْزَةَ وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ هَذَا فِي شُهُودِ الْحَكَمَيْنِ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ مَالِكٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 هَاجَرَ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى الشَّامِ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ عَبْدٍ، فَأَعْتَقَهُمْ، فَانْتَسَبُوا جَمِيعًا إِلَى هَمْدَانَ بِالشَّامِ، فَلِذَلِكَ كَرِهَ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ يُزَوِّجُوا أَهْلَ الشَّامِ لِكَثْرَةِ دَغَلِهِمْ، وَمَنِ انْتَمَى إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ. وَأَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُمُّهَا بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ مَازِنَ قَالَ هِشَامٌ: وَقَدْ أَدْرَكَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَرَوَى عَنْهُ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلًا عَلَى عَهْدِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: وَاللَّهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ - قَالَ لِيَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَأَصَابَا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، قَالَ: فَبَيْنَا هُمَا فِي ذَلِكَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدَانِ؟ فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي أَرَادَا، فَقَالَ: لَا تَفْعَلَا، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ , فَقَالَا: لِمَ يَصْنَعُ هَذَا؟ فَمَا هَذَا مِنْكَ إِلَّا نَفَاسَةٌ عَلَيْنَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنِلْتَ صِهْرَهُ، فَمَا نَفِسْنَا ذَلِكَ عَلَيْكَ، قَالَ: فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنٍ، فُأُرْسِلُوهُمَا، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا، فَأَخَذَ بِآذَانِنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَخْرِجَا مَا تَصْرُوانِ» ، وَدَخَلَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: فَكَلَّمْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَنُصِيبَ مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ الْمَنْفَعَةِ، وَنُؤَدِّيَ مَا يُؤَدِّي النَّاسُ , قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ [ص: 59] الْبَيْتِ حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ، قَالَ: فَأَشَارَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهَا، كَأَنَّهَا تَنْهَانَا عَنْ كَلَامِهِ، وَأَقْبَلَ، فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآل مُحَمَّدٍ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ، ادْعُوا إِلَيَّ مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءَ - وَكَانَ عَلَى الْعُشُورِ - وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ» قَالَ: فَأَتَيَاهُ، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ» - لِلْفَضْلِ - فَأَنْكَحَهُ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ» ، فَأَنْكَحَنِي، ثُمَّ قَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ: وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ إِلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ، فَنَزَلَهَا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَهَلَكَ بِدِمَشْقَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَوْصَى إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ وَاسْمُ أَبِي لَهَبٍ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ لِعُتْبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ، وَأَبُو غَلِيظٍ , وَأُمُّهُمْ عُتْبَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَعَمْرٌو، وَيَزِيدُ، وَأَبُو خِدَاشٍ، وَعَبَّاسٌ، وَمَيْمُونَةُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْعَبَّاسِ بِنْتُ شَرَاحِيلَ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْوَجِيهِ مِنْ حِمْيَرَ، ثُمَّ مِنْ ذِي الْكَلَاعِ سَبِيَّةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَشَيْبَةُ دَرَجُوا وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عِكْرِمَةَ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْجَدْرَةِ مِنَ الْأَزْدِ، وَهُمْ حُلَفَاءٌ فِي بَنِي الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ. وَعَامِرُ بْنُ عُتْبَةَ، وَأُمُّهُ هَالَةُ الْأَحْمَرِيَةُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 مِنْ بَنِي الْأَحْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَأَبُو وَاثِلَةَ بْنُ عُتْبَةَ، وَأُمُّهُ مِنْ خَوْلَانَ وَعُبَيْدُ بْنُ عُتْبَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ عُتْبَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ سَوْدَاءَ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عُتْبَةَ، وَأُمُّهَا خَوْلَةُ أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اللَّهْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ مُعَتِّبٍ، وَغَيْرُهُ مِنْ مَشْيَخَتِنَا الْهَاشِمِيِّينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي الْفَتْحِ، قَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ أَيْنَ ابْنَا أَخِيكَ عُتْبَةُ وَمُعَتَّبٌ لَا أَرَاهُمَا» ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَنَحَّيَا فِيمَنْ تَنَحَّى مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ , فَقَالَ لِيَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِمَا وَأْتِنِي بِهِمَا» . قَالَ الْعَبَّاسُ: فَرَكِبْتُ إِلَيْهِمَا بِعُرَنَةَ، فَأَتَيْتُهُمَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوكُمَا، فَرَكِبَا مَعِي سَرِيعَيْنِ حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَا، وَبَايَعَا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِأَيْدِيهِمَا، وَانْطَلَقَ بِهِمَا يَمْشِي بَيْنَهُمَا حَتَّى أَتَى بِهِمَا الْمُلْتَزَمَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، فَدَعَا سَاعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وَجْهِهِ , قَالَ الْعَبَّاسُ: فَقُلْتُ لَهُ: سَرَّكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ السُّرُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «نَعَمْ إِنِّي اسْتَوْهَبْتُ ابْنَيْ عَمِّي هَذَيْنِ رَبِّي، فَوَهَبَهُمَا لِي» . قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ: فَخَرَجَا مَعَهُ فِي فَوْرِهِ ذَلِكَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَشَهِدَا غَزْوَةَ حُنَيْنٍ، وَثَبَتَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ ثَبَتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَأُصِيبَ عَيْنُ مُعَتِّبٍ يَوْمَئِذٍ، وَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الرِّجَالِ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ فُتِحَتْ غَيْرُ عُتْبَةَ وَمُعَتَّبٍ ابْنَيْ أَبِي لَهَبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 مُعَتَّبُ بْنُ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ لِمُعَتَّبٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو سُفْيَانَ، وَمُوسَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَسَعِيدٌ، وَخَالِدَةُ. وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبَّاسٌ بَنُو مُعَتِّبٍ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَتِّبٍ وَأُمُّهُ مِنْ حِمْيَرَ. وَقَدْ كَتَبْنَا قِصَّةَ مُعَتِّبِ بْنِ أَبِي لَهَبٍ فِي إِسْلَامِهِ مَعَ قِصَّةِ أَخِيهِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 أُسَامَةُ الْحِبُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، وَهُوَ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ، وَاسْمُهَا بَرَكَةُ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَوْلَاتَهُ. وَكَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي رِوَايَةِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَوَّلَ النَّاسِ إِسْلَامًا، وَلَمْ يُفَارِقْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَوُلِدَ لَهُ أُسَامَةُ بِمَكَّةَ، وَنَشَأَ حَتَّى أَدْرَكَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِلَّا الْإِسْلَامَ لِلَّهِ تَعَالَى، وَلَمْ يَدِنْ بِغَيْرِهِ , وَهَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، وَكَانَ عِنْدَهُ كَبَعْضِ أَهْلِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ - يَعْنِي: عَنِ [ص: 62] الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ عَلَى عَتَبَةِ الْبَابِ أَوْ أُسْكُفَّةِ الْبَابِ، فَشَجَ جَبْهَتَهُ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَمِيطِي عَنْهُ الدَّمَ، فَتَقَذَّرْتُهُ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَمُصُّ شَجَّتَهُ وَيَمُجُّهُ، وَيَقُولُ: «لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أُنْفِقَهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّفَرِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسٌ هُوَ وَعَائِشَةُ، وَأُسَامَةُ عِنْدَهُمْ، إِذْ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وَجْهِ أُسَامَةَ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ أُسَامَةَ جَارِيَةٌ لَحَلَّيْتُهَا وَزِينَتُهَا حَتَّى أُنْفِقَهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، يُحَدِّثُهُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي، فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّنَا، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ الرَّايَةَ صَارَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «فَهَلَّا إِلَى رَجُلٍ قُتِلَ أَبُوهُ» يَعْنِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَامَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ، فَقَامَ مَقَامَهُ بِالْأَمْسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أُلَاقِي مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَاقَيْتُ مِنْكَ أَمْسِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ مُجَزِّزٌ الْمُدْلِجِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَأَى أُسَامَةَ، وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ» ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْرُورًا قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثُونَا عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: " أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا أَبْصَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ لَمِنْ بَعْضٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ غَيْرُ هِشَامٍ أَبِي الْوَلِيدِ: فَسُرُّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُشْبِهَ أُسَامَةُ زَيْدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَّرَ الْإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَةَ مِنْ أَجْلِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَنْتَظِرُهُ، فَجَاءَ غُلَامٌ أَفْطَسُ أَسْوَدُ، فَقَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ: إِنَّمَا حُبِسْنَا مِنْ أَجْلِ هَذَا، قَالَ: فَلِذَلِكَ كَفَرَ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ أَجْلِ ذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: كَفَرَ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ أَجْلِ هَذَا؟ فَقَالَ: رِدَّتُهُمْ حِينَ ارْتَدُّوا فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، إِنَّمَا كَانَتْ لِاسْتِخْفَافِهِمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ [ص: 64] بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، وَهُوَ رَدِيفُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى إِنَّ ذِفْرَاهَا لَيَكَادُ يُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: لَيَمَسُّ قَادِمَةَ الرَّحْلِ - وَيَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ الْإِبِلِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّبِيذِ، فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «أَحْسَنْتُمْ فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُسَامَةَ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَلَمَّا أَفَاضَ، لَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا عَادِيَةً حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ , وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَنَاخَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَسَبَقْتُ النَّاسَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ الْكَعْبَةَ، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ وَهُوَ وَرَاءَ الْبَابِ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: بِحَيَالِكَ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَى دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ [ص: 65] الْقِبْطِيَّةَ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا» قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُلَّةً كَانَتْ لِذِي يَزِنٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ اشْتَرَاهَا بِخَمْسِينَ دِينَارًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّا لَا نَقْبَلُ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَكِنْ إِذْ بُعِثْتَ بِهَا، فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا بِالثَّمَنِ، بِكُمْ أَخَذْتَهَا؟» قَالَ: بِخَمْسِينَ دِينَارًا، قَالَ: فَقَبَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ لِلْجُمُعَةِ، ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَسَا الْحُلَّةَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ [ص: 66] عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا أُسَامَةَ، وَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَقَالَ - كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ -: «أَلَا إِنَّكُمْ تَعِيبُونَ أُسَامَةَ، وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا مِنْ بَعْدِهِ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكِمْ» قَالَ سَالِمٌ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ قَطُّ إِلَّا قَالَ: مَا حَاشَا فَاطِمَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَّهَهُ وَجْهًا، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَتَوَجَّهَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِأُسَامَةَ: مَا الَّذِي عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أُغِيرَ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا، ثُمَّ أَخْرِقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَكَانَ النَّاسُ طَعَنُوا فِيهِ - أَيْ فِي صِغَرِهِ - فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَقَدْ كَانُوا طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُمَا لَخَلِيقَانِ لَهَا - أَوْ كَانَا خَلِيقَيْنِ لِذَلِكَ - فَإِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ إِلَّا فَاطِمَةَ، فَأُوصِيكُمْ بِأُسَامَةَ خَيْرًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ الرَّجُلَ أَعْلَمَهُ، وَنَدَبَ النَّاسَ مَعَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ سَرَوَاتُ النَّاسِ وَخِيَارُهُمْ، وَمَعَهُ عُمَرُ، قَالَ: فَطَعَنَ النَّاسُ فِي تَأْمِيرِ أُسَامَةَ، قَالَ: فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «إِنَّ نَاسًا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ، كَمَا طَعَنُوا فِي تَأْمِيرِي أَبَاهُ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا» ، قَالَ: وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ، أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ» ، قَالَ: فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ الْجُرُفَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَقِيلٌ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَنِي وَأَنَا عَلَى غَيْرِ حَالِكُمْ هَذِهِ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تَكْفُرَ الْعَرَبُ، فَإِنْ كَفَرَتْ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ يُقَاتِلُ، وَإِنْ لَمْ تَكْفُرْ مَضَيْتُ، فَإِنَّ مَعِي سَرَوَاتِ النَّاسِ وَخِيَارَهُمْ، قَالَ: فَخَطَبَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ تَخَطَّفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى آبِلٍ، وَاسْتَأْذَنَ لِعُمَرَ أَنْ يَتْرُكَهُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَأَذِنَ أُسَامَةُ لِعُمَرَ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَجْزِرَ فِي الْقَوْمِ، قَالَ هِشَامٌ: بِقَطْعِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ وَالْأَوْسَاطِ فِي الْقِتَالِ حَتَّى يُفْزِعَ الْقَوْمَ، قَالَ: فَمَضَى حَتَّى أَغَارَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعْظِمُوا الْجِرَاحَةَ حَتَّى يُرْهِبُوهُمْ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعُوا وَقَدْ سَلِمُوا، وَقَدْ غَنِمُوا، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: مَا كُنْتُ لِأَجِئَ أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ غَيْرَ أُسَامَةَ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [ص: 68] صلّى الله عليه وسلم قُبِضَ وَهُوَ أَمِيرٌ. قَالَ: فَسَارُوا، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الشَّامِ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَتَرَهُمُ اللَّهُ بِهَا حَتَّى أَغَارُوا، وَأَصَابُوا حَاجَتَهُمْ. قَالَ: فَقُدِمَ بِنَعْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى هِرَقْلَ وَإِغَارَةِ أُسَامَةَ فِي نَاحِيَةِ أَرْضِهِ خَبَرًا وَاحِدًا، فَقَالَتِ الرُّومُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ بِمَوْتِ صَاحِبِهِمْ أَنْ أَغَارُوا عَلَى أَرْضَنَا. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رُئِيَ جَيْشٌ كَانَ أَسْلَمَ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ. وَزَادَ فِي الْجَيْشِ الَّذِي اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. قَالَ: وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ ثَقُلَ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا يَحْدُثُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقِيمَ فَأَقِمْ، فَدَوَّمَ أُسَامَةُ بِالْجُرُفِ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , قَالَ: وَأَمَرَ أَنْ يُعْظَمَ فِيهِمُ الْجِرَاحُ يُجْزَلُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ جَزْلًا، فَكَفَرَتِ الْعَرَبُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلُ النَّاسِ: اسْتَعْمَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَنْفِذُوا بَعْثَ أُسَامَةَ فَلَعَمْرِي إِنْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَتِهِ لَقَدْ قُلْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ لَخَلِيقًا لَهَا» ، قَالَ: فَخَرَجَ جَيْشُ أُسَامَةَ حَتَّى عَسْكَرُوا بِالْجُرُفِ، وَتَتَامَّ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَخَرَجُوا، وَثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَقَامَ أُسَامَةُ وَالنَّاسُ لِيَنْظُرُوا مَا اللَّهُ قَاضٍ فِي رَسُولِهِ، قَالَ أُسَامَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ هَبَطْتُ مِنْ عَسْكَرِي، وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي وَغُمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ نَصَبَهَا إِلَيَّ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيُحِبُّ أَبَاهُ قَبْلَهُ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشٍ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَوَّلِ مَا جُرِّبَ أُسَامَةُ فِي قِتَالٍ، فَلَقِيَ، فَقَاتَلَ، فَذُكِرَ مِنْهُ بَأْسٌ، قَالَ أُسَامَةُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَتَاهُ الْبَشِيرُ بِالْفَتْحِ، فَإِذَا هُوَ مُتَهَلِّلٌ وَجْهُهُ، فَأَدْنَانِي مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «حَدِّثْنِي» ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ، فَقُلْتُ: فَلَمَّا انْهَزَمَ الْقَوْمُ أَدْرَكْتُ رَجُلًا وَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِالرُّمْحِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَطَعَنْتُهُ، فَقَتَلْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا أُسَامَةُ فَكَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْحَكَ يَا أُسَامَةُ فَكَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى لَوَدِدْتُ أَنِّي انْسَلَخْتُ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ، وَاسْتَقْبَلْتُ الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ جَدِيدًا، فَلَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ أَحَدًا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ ذُو الْبَطْنِ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: لَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَدًا، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَدًا. فَقَالَ لَهُمَا رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] ، فَقَالَا: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أُسَامَةُ يَأْتِي النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الشَّيْءِ فَيُشَفَّعُهُ فِيهِ، فَأَتَاهُ مَرَّةً فِي حَدٍّ، فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ لَا تَشْفَعْ فِي حَدٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو وَلِيدٍ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ [ص: 70] فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لِمَ تَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟» ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم، فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَضَّلَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , وَأَعْطَى أَبْنَاءَهُمْ دُونَ ذَلِكَ، وَفَضَّلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَالَ لِي رَجُلٌ: فَضَّلَ عَلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَيْسَ بِأَقْدَمَ مِنْكِ سِنًّا، وَلَا أَفْضَلَ مِنْكَ هِجْرَةً وَلَا شَهِدَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَا لَمْ تَشْهَدْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَضَّلْتَ عَلَيَّ مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَقْدَمَ مِنِّي سِنًّا، وَلَا أَفْضَلَ مِنِّي هِجْرَةً، وَلَا شَهِدَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَا لَمْ أَشْهَدْ , قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: صَدَقْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عُمَرَ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَلِذَلِكَ فَعَلْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ كَمَا فَرَضَ لِلْبَدْرِيِّينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، فَقُلْتُ: لِمَ فَرَضْتَ لِأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضْتَ لِي، وَلَمْ يَشْهَدْ مَشْهَدًا إِلَّا وَقَدْ شَهِدْتُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْكَ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِيكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ص: 71] مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: بَلَغَتِ النَّخْلَةُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَعَمَدَ أُسَامَةُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَنَقَرَهَا، وَأَخْرَجَ جُمَّارَهَا، فَأَطْعَمَهَا أُمَّهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا يَحْمِلُكُ عَلَى هَذَا وَأَنْتَ تَرَى النَّخْلَةَ قَدْ بَلَغَتْ أَلْفَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي سَأَلَتْنِيهِ، وَلَا تَسْأَلُنِي شَيْئًا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، يَقُولُ: كَانَ لِمَيْمُونَةَ قَرِيبٌ، فَرَأَتْهُ وَقَدْ أَرْخَى إِزَارَةَ بَطْنِهِ، فَلَامَتْهُ فِي ذَلِكَ مَلَامَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ لَهَا: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُرْخِي إِزَارَهُ، قَالَتْ: كَذَبْتَ وَلَكِنْ كَانَ ذَا بَطْنٍ فَلَعَلَّ إِزَارَهُ كَانَ يَسْتَرْخِي إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ مَوْلًى لِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلًى لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ أُسَامَةُ يَرْكَبُ إِلَى مَالٍ لَهُ بِوَادِي الْقُرَى، فَيَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَصُومُ فِي السَّفَرِ وَقَدْ كَبُرْتَ وَرَفُعْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَقَالَ: «إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ، قَالَ عُمَرُ: وَقَدْ رَأَيْتُ حَرْمَلَةَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أُسَامَةُ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: أَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ الْأَسَدِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ فِيهِ، وَلَكِنْ هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَرَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا، فَلَمْ يُعْطِنِي شَيْئًا، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ وَابْنَ جَعْفَرٍ، فَأَوْقَرَا لِي رَاحِلَتِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَزَوَّجُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ هِنْدَ بِنْتَ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومِ [ص: 72] ، وَدُرَّةَ بِنْتَ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَهِنْدَ، وَتَزَوَّجَ أَيْضًا فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ، فَوَلَدَتْ لَهُ جُبَيْرًا، وَزَيْدًا، وَعَائِشَةَ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَبِنْتَ أَبِي حَمْدَانَ السَّهْمِيِّ، وَتَزَوَّجَ بَرْزَةَ بِنْتَ رِبْعِيٍّ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي رَزَاحٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَسَنًا، وَحُسَيْنًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَلَمَّا بَلَغَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ قَسَامَةَ، فَطَلَّقَهَا أُسَامَةُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَدُلُّهُ عَلَى الْوَضِيئَةِ الْغَنَيْنِ، وَأَنَا صِهْرُهُ» . فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّامِ، فَقَالَ نُعَيْمٌ: كَأَنَّكَ تُرِيدُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَجَلْ» ، فَتَزَوَّجَهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نُعَيْمٍ، فَقُتِلَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ الْحَرَّةِ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَالْغَنَيْنُ: الْقَلِيلَةُ الْأَكْلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَبْلُغْ أَوْلَادُ أُسَامَةَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي كُلَّ دَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ إِنْسَانًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأُسَامَةُ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ قَدْ سَكَنَ وَادِيَ الْقُرَى بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَاتَ بِالْجُرُفِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حُمِلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِينَ مَاتَ مِنَ الْجُرُفِ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاسْمُهُ أَسْلَمُ، وَكَانَ عَبْدًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَشَّرَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِإِسْلَامِ الْعَبَّاسِ أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 قَالَ: أَخْبَرَنَا رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمْتُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ وَيَكْرَهُ خِلَافَهُمْ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ، وَكَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ مُتَفَرِّقٍ فِي قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ عَدُوًّا لِلَّهِ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ كَانُوا صَنَعُوا لَمْ يَتَخَلَّفْ رَجُلٌ إِلَّا بَعَثَ مَكَانَهُ رَجُلًا، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ مُصَابِ أَصْحَابِ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَبَتَهُ اللَّهُ وَأَخْزَاهُ، وَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا قُوَّةً وَعِزًّا، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، وَكُنْتُ أَعْمَلُ الْأَقْدَاحَ أَنْحِتُهَا فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً، وَقَدْ سَرَّنَا مَا كَانَ مِنَ الْخَبَرِ إِذْ أَقْبَلَ الْفَاسِقُ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ بِشَرٍّ حَتَّى جَلَسَ عَلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ، وَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي، فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ قَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ قَدِمَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَعِنْدَكَ لَعَمْرِيَ الْخَبَرُ، قَالَ: فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَالنَّاسُ قِيَامٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَخْبِرْنِي كَيْفَ كَانَ أَمْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: لَا شَيْءَ وَاللَّهِ إِنْ هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَا الْقَوْمَ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ اللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا لُمْتُ النَّاسَ، لَقِينَا رِجَالًا [ص: 74] بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللَّهِ مَا تَلِيقُ شَيْئًا وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ. قَالَ أَبُو رَافِعٍ: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ بِيَدِي، ثُمَّ قُلْتُ: تِلْكَ وَاللَّهِ الْمَلَائِكَةُ، قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَضَرَبَ وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، فَثَاوَرْتُهُ، فَاحْتَمَلَنِي، فَضَرَبَ بِيَ الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِ الْحُجْرَةِ، فَأَخَذْتُهُ، فَضَرَبْتُهُ بِهِ ضَرْبَةً، فَلَقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ تَسْتَضْعِفَهُ إِنْ غَابَ عَنْهُ سَيِّدُهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فَوَاللَّهِ مَا عَاشَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللَّهُ بِالْعَدَسَةِ فَقَتَلَتْهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا مَا يَدْفِنَانِهِ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ وَعَدْوَاهَا كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ لَهُمَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ: وَيْحَكُمَا أَلَا تَسْتَحِيَانِ إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ لَا تُغَيِّبَانِهِ. قَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، قَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، فَمَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ مَا يَمَسُّونَهُ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ، فَدَفَنُوهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ حَتَّى وَارَوْهُ. قَالُوا: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ بَدْرٍ هَاجَرَ أَبُو رَافِعٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلْمَى مَوْلَاتَهُ، وَشَهِدَتْ مَعَهُ خَيْبَرَ، وَوَلَدَتْ لِأَبِي رَافِعٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَرْقَمَ بْنَ أَبِي الْأَرْقَمِ سَاعِيًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ: هَلْ لَكَ أَنْ تُعِينَنِي وَأَجْعَلَ لَكَ سَهْمَ الْعَامِلِينَ؟ فَقَالَ: حَتَّى أَذَكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَإِنْ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا [ص: 75] سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَلِيفَتُنَا مِنَّا، وَمَوْلَانَا مِنَّا وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو رَافِعٍ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَلَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ: أَتَعْلَمُ مَكَانَ رَامَ هُرْمُزَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي مِنْ أَهْلِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «أَنَا مِنْ أَهْلِ جِيٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: جِيُّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أُرْضِهِ، وَكُنْتُ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَمَا زَالَ فِي حُبِّهِ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، قَالَ: فَاجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَاطِنَ النَّارِ الَّتِي نُوقِدُهَا لَا نَتْرُكُهَا تَخْبُو، وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ فِي بَعْضِ عَمَلِهِ، وَكَانَ [ص: 76] يُعَالِجُ بُنْيَانًا لَهُ فِي دَارِهِ، فَدَعَانِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي بُنْيَانِي كَمَا تَرَى، فَانْطَلِقْ إِلَى ضَيْعَتِي، فَلَا تَحَبَّسَ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ شَغَلَتْنِي عَنْ كُلِّ ضَيْعَةٍ، وَكُنْتَ أَهَمَّ عِنْدِي مِمَّا أَنَا فِيهُ، فَخَرَجْتُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ لِلنَّصَارَى، فَسَمِعْتُ صَلَاتَهُمْ فِيهَا، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُمْ، وَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ صَلَاتِهِمْ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ، فَمَا بَرِحْتُهُمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَمَا ذَهَبْتُ إِلَى ضَيْعَةِ أَبِي وَلَا رَجَعْتُ إِلَيْهِ حَتَّى بَعَثَ الطَّلَبَ فِي أَثَرِي، وَقَدْ قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ أَمْرِهِمْ وَصَلَاتِهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ؟ قَدْ كُنْتُ عَهِدْتُ إِلَيْكَ، وَتَقَدَّمْتُ أَلَا تُحْتَبَسَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى نَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ أَمْرِهِمْ وَصَلَاتِهُمْ وَرَأَيْتُ أَنَّ دِينَهُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللَّهِ، قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلِي حَدِيدًا، وَحَبَسَنِي، وَأَرْسَلْتُ إِلَى النَّصَارَى أُخْبِرُهُمْ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ أَمَرَهُمْ، وَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ فَآذِنُونِي، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْهُمْ مِنَ التُّجَّارِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيَّ، فَأَرْسَلَتُ إِلَيْهِمْ إِنْ أَرَادُوا الرُّجُوعَ فَآذِنُونِي، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ أَرْسَلُوا إِلَيَّ، فَرَمَيْتُ بِالْحَدِيدِ مِنْ رِجْلِي، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ، سَأَلْتُ عَنْ عَالِمِهِمْ، فَقِيلَ لِي: صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ أَسْقُفَهُمْ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، وَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ، فَإِنِّي قَدْ رَغِبَتْ فِي دِينِكَ. قَالَ: أَقِمْ، فَكُنْتُ مَعَهُ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ فِي دِينِهِ، وَكَانَ يَأْمُرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ الْأَمْوَالَ اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالِ دَنَانِيرٍ وَدَرَاهِمَ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعُوا لِيَدْفِنُوهُ، قَالَ: قُلْتُ: تَعْلَمُونَ أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا كَانَ رَجُلَ سُوءٍ، فَأَخْبَرْتُهُمْ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِي صَدَقَتِهِمْ، قَالَ: فَقَالُوا فَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمُ عَلَى [ص: 77] ذَلِكَ، فَأَخْرَجْتُهُ، فَإِذَا سَبْعُ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، فَلَمَّا رَأَوْهَا، قَالُوا: وَاللَّهِ لَا تُغَيِّبُهُ أَبَدًا، ثُمَّ صَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، وَجَاءُوا بِآخَرَ، فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ، قَالَ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخُمُسَ كَانَ خَيْرًا مِنْهُ أَعْظَمَ رَغْبَةً فِي الْآخِرَةِ وَلَا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَدْأَبَ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا مِنْهُ، وَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا مَا عَلِمْتُ أَنِّي أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَانَ قَبْلَهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ قَدَرُهُ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَمَاذَا تَأْمُرُنِي , وَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَا أَرَى أَحَدًا مِنَ النَّاسِ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، فَأَمَّا النَّاسُ فَقَدْ بَدَّلُوا وَهَلَكُوا، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَتَيْتُ صَاحِبَ الْمَوْصِلِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِعَهْدِهِ إِلَيَّ أَنْ أَلْحَقَ بِهِ وَأَكُونَ مَعَهُ، قَالَ: أَقِمْ فَأَقَمْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُقِيمَ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا عَلَى أَمْرِنَا إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبَاهُ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُقِيمَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانًا إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانًا إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَخَبَرَ مَنْ أَوْصَى بِي حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَقِمْ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ وَثَّابَ لِي شَيْءٌ حَتَّى اتَّخَذْتُ بَقَرَاتٍ وَغَنِيمَةً، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْبَحَ فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ بِدَيْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيَّةِ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ مُهَاجَرِهِ وَقَرَارِهِ ذَاتِ نَخْلٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَيْهِ فَاخْلُصْ وَإِنَّ بِهِ آيَاتٍ لَا تَخْفَى [ص: 78] ، إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهُوَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَإِنَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتَهُ، قَالَ: وَمَاتَ فَمَرَّ بِي رَكْبٌ مِنْ كَلْبٍ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ بِلَادِهِمْ، فَأَخْبَرُونِي عَنْهَا، فَقُلْتُ: أُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغَنَمِي عَلَى أَنْ تَحْمِلُونِي حَتَّى تَقْدُمُوا بِي أَرْضَكُمْ. قَالُوا: نَعَمْ، فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى، فَظَلَمُونِي، فَبَاعُونِي عَبْدًا مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ، فَرَأَيْتُ بِهَا النَّخْلَ وَطَمِعْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلْدَةَ الَّتِي وُصِفَتْ لِي، وَمَا حَقَّتْ لِي، وَلَكِنِّي قَدْ طَمِعْتُ حِينَ رَأَيْتُ النَّخْلَ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا، فَعَرَّفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا هِيَ الْبَلْدَةُ الَّتِي وُصِفَتْ لِي، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أَعْمَلُ لَهُ فِي نَخْلِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلّى الله عليه وسلم، وَخَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهُ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَنَزَلَ بِقُبَاءَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ نَخْلَةٍ وَصَاحِبِي جَالِسٌ تَحْتِي إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ مِنْ بَنِي عَمِّهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ فُلَانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، إِنَّهُمْ آنِفًا لَيَتَقَاصَفُونَ عَلَى رَجُلٍ بِقُبَاءَ، قَدِمَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيُّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنْ هُوَ إِلَّا أَنْ قَالَهَا، فَأَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ فَرَجِفَتِ النَّخْلَةُ حَتَّى ظَنَنْتُ لَأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي، ثُمَّ نَزَلَتُ سَرِيعًا أَقُولُ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ سَيِّدِي يَدَهُ، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ، قُلْتُ: لَا شَيْءَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ هَذَا الْخَبَرَ الَّذِي سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ، قَالَ: أَقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَى عَمَلِي وَلَهِيتُ مِنْهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ جَمَعْتُ مَا كَانَ عِنْدِي، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَيْسَ بِيَدِكَ شَيْءٌ وَإِنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ وَأَنَّكُمْ أَهْلُ حَاجَةٍ وَغُرْبَةٍ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ وَضَعْتُهُ لِلصَّدَقَةِ، فَلَمَّا ذُكِرَ لِي مَكَانُكُمْ رَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ النَّاسِ بِهِ، فَجَئْتُكُمْ بِهِ، ثُمَّ وَضَعْتُهُ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كُلُوا» ، وَأَمْسَكَ هُوَ [ص: 79] ، قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاللَّهِ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ رَجَعْتُ، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَجَمَعْتُ شَيْئًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ أُحِبُّ أَنْ أُكْرِمَكَ بِهِ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَيْتُهَا كَرَامَةً لَكَ لَيْسَتْ بِصَدَقَةٍ، فَأَكَلَ وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ، قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ أُخْرَى، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ، فَمَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَدْ تَبِعَ جَنَازَةً وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَعَلَيْهِ شَمْلَتَانِ مُؤْتَزِرًا بِوَاحِدَةٍ مُرْتَدِيًا بِالْأُخْرَى، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ عَدَلْتُ لِأَنْظُرَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفَ أَنِّي أُرِيدُ ذَلِكَ وَأَسْتَثْبِتُهُ، قَالَ: فَقَالَ بِرِدَائِهِ، فَأَلْقَاهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي، قَالَ: فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُ الْخَاتَمَ مِنْ ظَهْرِهِ وَأَبْكِي، قَالَ: فَقَالَ: «تَحَوَّلْ عَنْكَ» ، فَتَحَوَّلْتُ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، فَأَحَبَّ أَنْ يُسْمِعَهُ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ أَسْلَمْتُ وَشَغَلَنِي الرِّقُّ وَمَا كُنْتُ فِيهِ حَتَّى فَاتَنِي بَدْرٌ وَأُحُدٌ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «كَاتِبْ» ، فَسَأَلْتُ صَاحِبِي ذَلِكَ فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى كَاتَبَنِي عَلَى أَنْ أُحْيِيَ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً مِنْ وَرِقٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَعِينُوا أَخَاكُمْ بِالنَّخْلِ» . فَأَعَانَنِي كُلُّ رَجُلٍ بِقَدْرِهِ بِالثَّلَاثِينَ وَالْعِشْرِينَ وَالْخُمُسَ عَشْرَةَ وَالْعَشْرَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا سَلْمَانُ اذْهَبْ فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا أَنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَضَعَهَا فَلَا تَضَعْهَا حَتَّى تَأْتِيَنِي فَتُؤْذِنَنِي فَأَكُونَ أَنَا الَّذِي أَضَعُهَا بِيَدِي» ، فَقُمْتُ فِي تَفْقِيرِي فَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى فَقَّرْنَا شَرَبًا ثَلَاثَمِائَةِ شَرْبَةٍ، وَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ بِمَا أَعَانَنِي بِهِ مِنَ النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، فَجَعَلَ يَضَعُهَا بِيَدِهِ وَجَعَلَ يُسَوِّي عَلَيْهَا شَرَبَهَا وَيُبَرِّكُ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ جَمِيعًا، فَلَا وَالَّذِي نَفْسُ سُلَيْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهُ وَدِيَّةٌ وَبَقِيَتِ الدَّرَاهِمُ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ، أَصَابَهَا مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ، فَتَصَدَّقَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 80] وسلم: «مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمِسْكِينُ الْمُكَاتَبُ، ادْعُوهُ لِي» ، فَدُعِيتُ لَهُ، فَجِئْتُ فَقَالَ: «اذْهَبْ بِهَذِهِ فَأَدِّهَا عَنْكَ مِمَّا عَلَيْكَ مِنَ الْمَالِ» . قَالَ: وَقُلْتُ: وَأَيْنَ يَقَعُ هَذَا مِمَّا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «إِنْ سَيُؤَدِّي عَنْكَ» قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ كَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَضَعَهَا يَوْمَئِذٍ عَلَى لِسَانِهِ، ثُمَّ قَلَبَهَا، ثُمَّ قَالَ لِي: «اذْهَبْ فَأَدِّهَا عَنْكَ» ، ثُمَّ عَادَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَيَزِيدَ أَيْضًا، قَالَ سَلْمَانُ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَزَنْتُ لَهُ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً حَتَّى وَفَّيْتُهُ الَّذِي لَهُ، وَعَتَقَ سَلْمَانُ وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَبَقِيَّةَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حُرًّا مُسْلِمًا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ حَدَّثَهُ سَلْمَانُ، أَنَّهُ كَانَ فِي حَدِيثِهِ حِينَ سَاقَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ صَاحِبَ عَمُّورِيَّةَ قَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا بِكَذَا وَكَذَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ بَيْنَ غَيْضَتَيْنِ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الْغَيْضَةِ إِلَى هَذِهِ الْغَيْضَةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِثْلَهَا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ لَيْلَةً مِنَ السَّنَةِ الْمَعْلُومَةِ، فَيَتَعَرَّضُهُ النَّاسُ يُدَاوِي الْأَسْقَامَ، يَدْعُو لَهُمْ فَيُشْفَوْنَ، فَأْتِ فَسَلْهُ عَنْ هَذَا الَّذِي تُلْتَمَسُ. قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى أَقَمْتُ مَعَ النَّاسِ بَيْنَ تَيْنِكَ الْغَيْضَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا مِنَ الْغَيْضَةِ إِلَى الْغَيْضَةِ الَّتِي يَدْخُلُ خَرَجَ، وَغَلَبُونِي عَلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ الْغَيْضَةِ الْأُخْرَى، وَتَوَارَى مِنِّي إِلَّا مَنْكَبَهُ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّ، وَقَالَ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: أَسْأَلُكَ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنِيفِيَّةِ قَالَ: إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ النَّاسُ الْيَوْمَ، قَدْ أَظَلَّكَ نَبِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ هَذَا الْبَيْتِ، يَأْتِي بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ، فَالْحَقْ بِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ حَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ: «لَئِنْ كُنْتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 صَدَقْتَنِي يَا سَلْمَانُ لَقَدْ لَقِيتَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَمِائَةِ فُسَيْلَةٍ، فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي» قَالَ: فَآذَنْتُهُ، فَغَرَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدِي، فَعَلِقْنَ جَمَعًا إِلَّا وَاحِدَةً الَّتِي غَرَسْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةَ فَارِسٍ، وَكُنْتُ فِي كُتَّابٍ، وَكَانَ مَعِي غُلَامَانِ، فَكَانَا إِذَا رَجَعَا مِنْ عِنْدِ مُعَلِّمِهِمِا أَتَيَا قِسًّا، فَدَخَلَا عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَقَالَ: لَهُمَا: أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تَأْتِيَانِي بِأَحَدٍ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا، فَقَالَ لِي: إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَا حَبَسَكَ، فَقُلْ مُعَلِّمِي، إِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ مَا حَبَسَكَ، فَقُلْ: أَهْلِي، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، فَقُلْتُ: أَنَا أَتَحَوَّلُ مَعَكَ، فَتَحَوَّلْتُ مَعَهُ، فَنَزَلَ قَرْيَةً، فَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِيَهِ، فَلَمَّا حُضِرَ، قَالَ: يَا سَلْمَانُ احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي، فَحَفَرْتُ، فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ لِي: صُبَّهَا عَلَى صَدْرِي، فَصَبَبْتَهَا عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ، فَهَمَمْتُ بِالدَّرَاهِمَ أَنْ أَحْوِيَهَا أَوْ أُحَوِّلَهَا - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ، ثُمَّ آذَنْتُ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانَ بِهِ، فَحَضَرُوهُ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالًا، فَقَامَ شَبَابٌ فِي الْقَرْيَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبِينَا كَانَتْ سَرِيَّتُهُ تَأْتِيَهِ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لِلرُّهْبَانِ: أَخْبِرُونِي بِرَجُلٍ عَالِمٍ أَتْبَعَهُ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ بِحِمْصَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ، فَلَقِيتُهُ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: وَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَافَقْتَ حِمَارَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا بِحِمَارِهِ عَلَى بَابِ بَيْتِ [ص: 82] الْمَقْدِسِ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، قَالَ: وَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اجْلِسْ، فَانْطَلَقَ، فَلَمْ أَرَهُ حَتَّى الْحَوْلِ , فَجَاءَ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا صَنَعْتَ بِي؟ قَالَ: وَإِنَّكَ هَاهُنَا، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ، وَإِنْ تَنْطَلِقِ الْآنَ تُوَافِقْهُ، فِيهِ ثَلَاثُ آيَاتٍ: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَعِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ النُّبُوَّةِ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَاسْتَعْبَدُونِي، فَبَاعُونِي، فَاشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا، فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي يَوْمًا، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ يَسِيرًا، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «مَا هَذَا» ؟ فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ، فَقَالَ: لِأَصْحَابِهِ: «كُلُوا» ، وَلَمْ يَأْكُلْ، قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ عَلَامَتِهِ، فَمَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ قُلْتُ لِمَوْلَاتِي: هَبِي لِي يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَصَنَعَتْ طَعَامًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا» ؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ» فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» ؟ فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيُّ؟ قَالَ: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «سَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَطَّ الْخَنْدَقَ مِنْ أُجُمِ الشَّيْخَيْنِ طَرَفَ بَنِي حَارِثَةَ عَامَ ذُكِرَتِ الْأَحْزَابُ [ص: 83] خُطَّةً مِنَ الْمَذَادِ، فَقَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارَ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَكَانَ رَجُلًا قَوِيًّا، فَقَالَ: الْمُهَاجِرُونَ: سَلْمَانُ مِنَّا، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: لَا، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ» قَالَ: عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ: فَدَخَلْتُ أَنَا، وَسَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَنُعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ، وَسِتَّةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَحْتَ أَصْلِ ذُبَابٍ، فَضَرَبْنَا حَتَّى بَلَغَنَا النَّدَى، فَأَخْرَجَ اللَّهُ صَخْرَةً بَيْضَاءَ مُرْوَةً مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ: ارْقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ ضَارِبٌ عَلَيْهِ قُبَّةً تُرْكِيَّةً، فَرَقَى إِلَيْهِ سَلْمَانُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَخْرَةٌ بَيْضَاءُ خَرَجَتْ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا، فَإِمَّا أَنْ نَعْدِلَ عَنْهَا وَالْمَعْدِلُ قَرِيبٌ، أَوْ تَأْمُرَنَا فِيْهَا بِأَمْرِكَ، فَإِنَّا لَا نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّكَ، فَقَالَ: «أَرِنِي مِعْوَلَكَ يَا سَلْمَانُ» فَقَبَضَ مُعْوَلَهُ، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْنَا، فَكُنَّا عَلَى شُقَّةِ الْخَنْدَقِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحًا، فَضَرَبَ ضَرْبَةً صَدَعَهَا وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ، فَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَتَّى كَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ، فَكَسَرَهَا، وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، فَكَبَّرَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ، فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ رَقِيَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي مَقْعَدِ سَلْمَانَ قَالَ: سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَالْتَفَتَ إِلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: «هَلْ رَأَيْتُمْ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَضْرِبُ، فَخَرَجَ بَرَقٌ كَالْمَوْجِ، فَتُكَبِّرُ، فَنُكَبِّرُ لَا نَرَى ضِيَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: «صَدَقْتُمْ، ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الْأُولَى، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ، فَأَضَاءَ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنُ كِسْرَى، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الثَّانِيَةَ، فَبَرَقَ [ص: 84] الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ الْحُمُرِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا، ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا يَبْلُغُهُمُ النَّصْرُ، فَأَبْشِرُوا» يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا، فَابْتَشَرَ الْمُسْلِمُونَ، وَقَالُوا: مَوْعُودٌ صَادِقٌ بَارٌّ، وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَصْرِ وَالْفُتُوحَ، فَتَرَاءَوُا الْأَحْزَابَ، فَقَالَ اللَّهُ: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22] ، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَكَذَلِكَ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: أُوخِيَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَسَكَنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ الشَّامَ، وَسَكَنَ سَلْمَانُ الْكُوفَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَحُذَيْفَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُمَا كَانَا يُنْكِرَانِ كُلَّ مُؤَاخَاةٍ كَانَتْ بَعْدَ بَدْرٍ، وَيَقُولَانِ: قَطَعَتْ بَدْرٌ الْمَوَارِيثَ , وَسَلْمَانُ يَوْمَئِذٍ فِي رَقٍّ، وَإِنَّمَا عُتِقَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْخَنْدَقُ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: نَزَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ [ص: 85] مَنَعَهُ سَلْمَانُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَصُومَ مَنَعَهُ، فَقَالَ: أَتَمْنَعُنِي أَنْ أَصُومَ لِرَبِّي وَأُصَلِّيَ لِرَبِّي؟ فَقَالَ: إِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ، وَنَمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «لَقَدْ أُشْبِعَ سَلْمَانُ عِلْمًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ نَائِمٌ، قَالَ: فَقَالَ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَحْيَاهَا، وَيَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَأَمَرَهُمْ، فَصَنَعُوا طَعَامًا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَكَلَ، ثُمَّ أَتَيَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ - وَهُوَ يَضْرِبُ عَلَى فَخِذِ أَبِي الدَّرْدَاءِ - عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ» . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «لَا تَخُصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ بَيْنَ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ بَيْنَ الْأَيَّامِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ سَلْمَانَ أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَبَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ الْقِيَامَ حَبَسَهُ، حَتَّى نَامَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَفْطَرَ، فَأَتَى أَبُو الدَّرْدَاءِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ: «عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ، لَا تُحَقْحِقْ فَتُقْطَعَ، وَلَا تُحْبَسَ فَتُسْبَقَ، أَقْصِدْ تَبْلُغْ سَيْرَ الرِّكَابَاتِ، تَطَأُ فِيهَا الْبَرْدَيْنِ وَالْخَفْقَتَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ، فَقَالَ: أُوتِيَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سُئِلَ [ص: 86] عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ عَلِمَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْآخَرَ، وَكَانَ بَحْرًا لَا يُنْزَفُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيِّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذٍ أَنَّ مُعَاذًا أَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ أَحَدُهُمْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ خَالٍ لَهُ أَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، قَالَ لِلنَّاسِ: اخْرُجُوا بِنَا نَتَلَقَّ سَلْمَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، أَنَّ عُمَرَ جَعَلَ عَطَاءَ سَلْمَانَ سِتَّةَ آلَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَعَطَاءُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا الْفَارِسِيِّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ وَابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ وَخَمْسِمِائَةٍ؟ قَالُوا: إِنَّ سَلْمَانَ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَشْهَدًا لَمْ يُشْهِدْهُ ابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ص: 87] جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَكَانَ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ يَخْطُبُ فِي عَبَاءَةٍ يَفْتَرِشُ نِصْفَهَا وَيَلْبَسُ نِصْفَهَا، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ وَيَأْكُلُ مِنْ سَفِيفِ يَدَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانَبَه، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ بِالْمَدَائِنِ فِي بَعْضِ طُرُقِهَا يَمْشِي، فَزَحِمَتْهُ حَمَلَةٌ مِنْ قَصَبٍ، فَأَوْجَعَتْهُ، فَتَأَخَّرَ إِلَى صَاحِبِهَا الَّذِي يَسُوقُهَا، فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ، فَحَرَّكَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَا مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ إِمَارَةَ الشَّبَابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنُّ سَلْمَانَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى النَّاسِ فِي أَنْدَرْوَرْدَ وَعَبَاءَةٍ، فَإِذَا رَأَوْهُ، قَالُوا: كُرْكَ آمَذْ كُرْكَ آمَذْ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ: مَا يَقُولُونَ؟ قَالُوا: يُشَبِّهُونَكَ بِلُعْبَةٍ لَهُمْ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ: لَا عَلَيْهِمُ، فَإِنَّمَا الْخَيْرُ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ هُرَيْمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ عَلَى حِمَارٍ عُرْيٍ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيٌّ قَصِيرٌ ضَيِّقُ الْأَسْفَلِ، وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلَ السَّاقَيْنِ كَثِيرَ الشَّعْرِ، وَقَدِ ارْتَفَعَ الْقَمِيصُ حَتَّى بَلَغَ قَرِيبًا مِنْ رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَحْضُرُونَ خَلْفَهُ، فَقُلْتُ: أَلَا تَنَحَّوْنَ عَنِ الْأَمِيرِ؟ فَقَالَ: دَعْهُمْ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَمَرَّ بِفِتْيَانٍ مِنْ فِتْيَانِ الْجُنْدِ، فَضَحِكُوا، وَقَالُوا: هَذَا أَمِيرُكُمْ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلَا تَرَى هَؤُلَاءِ مَا يَقُولُونَ [ص: 88] ، قَالَ: دَعْهُمْ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ التُّرَابِ فَكُلْ مِنْهُ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا عَلَى اثْنَيْنِ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَالْمُضْطَرِّ فَإِنَّهَا لَا تَحْجَبُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ، مَعَهُ حِمْلُ تِينٍ، وَعَلَى سَلْمَانَ أَنْدَرْوَرْدُ وَعَبَاءَةٌ، فَقَالَ لِسَلْمَانَ: تَعَالَ احْمِلْ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ سَلْمَانَ، فَحَمَلَ سَلْمَانُ، فَرَآهُ النَّاسُ، فَعَرَفُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا الْأَمِيرُ، قَالَ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: لَا حَتَّى أَبْلُغَ مَنْزِلَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: أَتَيْتُ السُّوقَ، فَاشْتَرَيْتُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ، فَرَأَيْتُ سَلْمَانَ وَلَا أَعْرِفُهُ، فَسَخَّرْتُهُ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الْعَلَفَ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالُوا: نَحْمِلُ عَنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: لَمْ أَعْرِفْكَ ضَعْهُ عَافَاكَ اللَّهُ، فَأَبَى حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلِي، فَقَالَ: قَدْ نَوَيْتُ فِيهِ نِيَّةً، فَلَا أَضَعُهُ حَتَّى أَبْلُغَ بَيْتَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ إِذَا سَجَدَتْ لَهُ الْعَجَمُ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَقَالَ: خَشَعْتُ لِلَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: مَا يُكْرِهُكَ الْإِمَارَةَ؟ قَالَ: حَلَاوَةُ رِضَاعَتِهَا وَمَرَارَةُ فِطَامِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ لَهُ حُبًّى مِنْ عَبَاءٍ وَهُوَ أَمِيرُ النَّاسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالْفَيءِ حَيْثُ مَا دَارَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْتٌ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَا أَبْنِي لَكَ بَيْتًا تَسْتَظِلُّ بِهِ مِنَ الْحَرِّ، وَتَسْكُنُ فِيهِ مِنَ الْبَرْدِ؟ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: نَعَمْ، فَلَمَّا أَدْبَرَ صَاحَ بِهِ، فَسَأَلَهُ سَلْمَانُ: كَيْفَ تَبْنِيهِ؟ فَقَالَ: أَبْنِيهِ إِنْ قُمْتَ فِيهِ أَصَابَ رَأْسَكَ، وَإِنِ اضْطَجَعْتَ فِيهِ أَصَابَ رِجْلَكَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: نَعَمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ، يَقُولُ: دَخَلْتُ مَعَ خَالِي عَلَى سَلْمَانَ بِالْمَدَائِنِ، وَهُوَ يَعْمَلُ الْخُوصَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ، فَأَعْمَلُهُ، فَأَبِيعُهُ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، فَأُعِيدُ دِرْهَمًا فِيهِ، وَأَنْفِقُ دِرْهَمًا عَلَى عِيَالِي، وَأَتَصَدَّقُ بِدِرْهَمٍ، وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَانِي عَنْهُ مَا انْتَهَيْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا أَصَابَ الشَّيْءَ اشْتَرَى بِهِ لَحْمًا، ثُمَّ دَعَا الْمُحَدِّثِينَ، فَأَكَلُوهُ مَعَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَؤُونَةَ، وَأَحْسَنَ الرِّزْقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ إِذَا أَكَلَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَؤُونَةَ، وَأَوْسَعَ عَلَيْنَا فِي الرِّزْقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ - قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنِي - قَالُ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ، يَقُولُ: إِنِّي لَأَعُدُّ الْعُرَاقَةَ عَلَى الْخَادِمِ خَشْيَةَ الظَّنِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ غُلَامُ سَلْمَانَ: كَاتِبْنِي، قَالَ [ص: 90] : أَلَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: أَسْأَلُ النَّاسَ، قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تُطْعِمَنِي غُسَالَةَ النَّاسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى، قَالَ: قَالَ غُلَامٌ لِسَلْمَانَ: كَاتِبْنِي، قَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَتَأْمُرُنِي أَنْ آكُلَ غُسَالَةَ أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ: وَسُرِقَ عَلَفُ دَابَّتِهِ، فَقَالَ لِجَارِيَتِهِ أَوْ لِغُلَامِهِ: وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ الْقِصَاصَ لَضَرَبْتُكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى سَلْمَانَ وَهُوَ يَعْجِنُ، قَالَ: فَقَالَ: أَيْنَ الْخَادِمُ؟ قَالَ: بَعَثْنَاهَا لِحَاجَةٍ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَجْمَعَ عَلَيْهَا عَمَلَيْنِ، قَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: مُنْذُ كَمْ قَدِمْتَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تُؤَدِّهَا لَكَانَتْ أَمَانَةً لَمْ تُؤَدِّهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: لَا نَؤُمُّكُمْ فِي مَسَاجِدِكُمْ، وَلَا نَنْكِحُ نِسَاءَكُمْ يَعْنِي: الْعَرَبَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِ، قَالُوا: كَانَ سَلْمَانُ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: سَلْمَانُ بِمِيرِ، يَقُولُ: مُتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالُوا: دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى سَلْمَانَ يَعُودُهُ، قَالَ: فَبَكَى سَلْمَانُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ، وَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَوْضَ، قَالَ سَلْمَانُ: وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا، فَقَالَ: «لِتَكُنْ [ص: 91] بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ، وَحَوْلِي هَذِهِ الْأَسَاوِدُ» قَالَ: وَإِنَّمَا حَوْلَهُ جَفْنَةٌ أَوْ مَطْهَرَةٌ أَوْ إِجَّانَةٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُهُ بَعْدَكَ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَا عَلَى سَلْمَانَ يَعُودَانِهِ، فَبَكَى، فَقَالَا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَحْفَظْهُ مِنَّا أَحَدٌ قَالَ: «لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ سَلْمَانَ لِسَلْمَانَ: أَوْصِنَا، فَقَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ غَازِيًا أَوْ فِي نَقْلِ الْقِرَاءَةِ فَلْيَمُتْ، وَلَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ فَاجِرًا وَلَا خَائِنًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الرَّجْعَةِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي لِأَمْرٍ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخْشَى أَنْ لَا نَكُونَ حَفِظْنَا وَصِيَّةَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم، إِنَّهُ قَالَ لَنَا: «لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: عَادَ الْأَمِيرُ سَلْمَانَ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ فَاذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ [ص: 92] يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ، قُمْ عَنِّي وَالْأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ سَلْمَانَ الْوَفَاةُ، قَالَ لِصَاحِبَةِ مَنْزِلِهِ: هَلُمِّي خِبْأَكِ الَّذِي اسْتَخْبَأْتُكِ، قَالَتْ: فَجِئْتُهُ بِصُرَّةِ مِسْكٍ، قَالَ: فَقَالَ: ائْتِينِي بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَنَثَرَ الْمِسْكَ فِيهِ، ثُمَّ مَاثَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِيهِ حَوْلِي، فَإِنَّهُ يَحْضُرْنِي خَلَقٌ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ يَجِدُونَ الرِّيحَ وَلَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ، ثُمَّ اجْفَئِي عَلَيَّ الْبَابَ وَانْزِلِي , قَالَتْ: فَفَعَلْتُ وَجَلَسْتُ هُنَيْهَةً، فَسَمِعْتُ هَسْهَسَةً، قَالَتْ ثُمَّ صَعِدْتُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَصَابَ سَلْمَانُ صُرَّةَ مِسْكٍ يَوْمَ فُتِحَتْ جَلُولَاءُ، فَاسْتَوْدَعَهَا امْرَأَتَهُ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: هَاتِي هَذِهِ الْمِسْكَةَ، فَمَرَسَهَا فِي مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِيهَا حَوْلِي، فَإِنَّهُ يَأْتِينِي زُوَّارٌ الْآنَ. قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمْ يَمْكُثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى قُبِضَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَزْلُ، عَنِ امْرَأَةِ سَلْمَانَ بُقَيْرَةَ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ - يَعْنِي: سَلْمَانَ - دَعَانِي وَهُوَ فِي عُلَيَّةٍ لَهُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، فَقَالَ: افْتَحِي هَذِهِ الْأَبْوَابَ يَا بُقَيْرَةُ، فَإِنَّ لِيَ الْيَوْمَ زُوَّارًا، لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ يَدْخُلُونَ عَلَيَّ، ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ لَهُ، فَقَالَ: أَدِيفِيهِ فِي تَنُّورٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِيهِ حَوْلَ فِرَاشِي، ثُمَّ انْزِلِي فَامْكُثِي، فَسَوْفَ تَطَّلِعِينَ، فَتَرَيْ عَلَى فِرَاشِي، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ أُخِذَ رُوحُهُ، فَكَأَنَّمَا هُوَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَنَحْوًا مِنْ هَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ سَلْمَانَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَعَا بِصُرَّةٍ مِنْ مِسْكٍ كَانَ أَصَابَهَا مِنْ بَلَنْجَرَ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُدَافَ، وَتُجْعَلَ حَوْلَ فِرَاشِهِ، وَقَالَ: فَإِنَّهُ يَحْضُرُنِي [ص: 93] اللَّيْلَةَ مَلَائِكَةٌ يَجِدُونَ الرِّيحَ وَلَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ لَهُ: أَيْ أُخَيَّ أَيُّنَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلْيَتَرَاءَ لَهُ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَوَيَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ مُخَلَّاةٌ تَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ حَيْثُ شَاءَتْ وَنَسَمَةُ الْكَافِرِ فِي سِجْنٍ، فَمَاتَ سَلْمَانُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ قَائِلٌ بِنِصْفِ النَّهَارِ عَلَى سَرِيرٍ لِي، فَأَغْفَيْتُ إِغْفَاءَةً إِذْ جَاءَ سَلْمَانُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ قَالَ: خَيْرًا، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ سَلْمَانَ مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، فَرَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتَهَا أَفْضَلَ؟ قَالَ: وَجَدْتُ التَّوَكُّلَ شَيْئًا عَجِيبًا قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: تُوُفِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدَائِنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 وَمَنْ بَنِي عَبْدِ شَّمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَبَّابِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَكَانَ لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ مِنَ الْوَلَدِ سَعِيدٌ، وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، دَرَجَ، وَأُمُّهُ بِنْتُ خَالِدٍ، وُلِدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، تَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا، وَخَالِدًا، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَأُمُّهُمَا هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ خُزَاعَةَ، وَلَيْسَ لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ، أَسْلَمَ وَكَانَ بَدْءُ إِسْلَامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ وَاقِفٌ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذِكْرُ مِنْ سَعَتِهَا مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ، وَيَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ فِيهَا وَيَرَى رَسُولَ اللَّهِ آخِذًا بِحَقْوَيْهِ لِئَلَّا يَقَعَ , فَفَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ، فَقَالَ: أَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٌّ، فَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ وَتَدْخُلُ مَعَهُ فِي الْإِسْلَامِ الَّذِي يَحْجِزُكَ مِنْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا، فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَجْيَادَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِلَى مَا تَدْعُو؟ قَالَ: " أَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلْعَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ، قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَسُّرَ رَسُولُ اللَّهِ بِإِسْلَامِهِ , [ص: 95] وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلَامِهِ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ مِمَّنْ لَمْ يُسْلِمْ، وَرَافِعًا مَوْلَاهُ، فَوَجَدُوهُ، فَأَتَوْا بِهِ إِلَى أَبِيهِ أَبِي أُحَيْحَةَ، فَأَنَّبَهُ وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَتْبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَنْتَ تَرَى خِلَافَهُ قَوْمَهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَعَيْبِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ , فَقَالَ خَالِدٌ: قَدْ صَدَقَ وَاللَّهِ وَاتَّبَعْتُهُ، فَغَضِبَ أَبُو أُحَيْحَةَ، وَنَالَ مِنَ ابْنِهِ، وَشَتَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ، فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي، وَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَا أَعِيشُ بِهِ، فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: لَا يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ، فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ يَلْزَمُهُ وَيَكُونُ مَعَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا، وَكَانَ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو سِرًّا، وَكَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيُصَلِّي فِي نَوَاحِي مَكَّةَ خَالِيًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَدَعَاهُ فَكَلَّمَهُ أَنْ يَدَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَقَالَ خَالِدٌ: لَا أَدَعُ دِينَ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو أُحَيْحَةَ بِقَرَّاعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَأَجَاعَهُ، وَأَعْطَشَهُ حَتَّى لَقَدْ مَكَثَ فِي حَرِّ مَكَّةَ ثَلَاثًا مَا يَذُوقَ مَاءً، فَرَأَى خَالِدٌ فُرْجَةً، فَخَرَجَ، فَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى حَضَرَ خُرُوجَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَعَزِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ مَرِضَ، فَقَالَ: لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لَا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِبَطْنِ مَكَّةَ، فَقَالَ [ص: 96] خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ لَا تَرْفَعُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، تَقُولُ: كَانَ أَبِي خَامِسًا فِي الْإِسْلَامِ، قُلْتُ: فَمَنْ تَقَدَّمَهُ؟ قَالَتُ: ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَسْلَمَ أَبِي قَبْلَ الْهِجْرَةِ الْأُولَى إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهَاجَرَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، وَأَقَامَ بِهَا بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَوُلِدْتُ أَنَا بِهَا، وَقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ، فَأَسْهَمُوا لَنَا، ثُمَّ رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَقَمْنَا، وَخَرَجَ أَبِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، وَغَزَا مَعَهُ إِلَى الْفَتْحِ هُوَ وَعَمِّي - يَعْنِي: عَمْرًا - وَخَرَجَا مَعَهُ إِلَى تَبُوكَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبِي عَامِلًا عَلَى صَدَقَاتِ الْيَمَنِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَأَبِي بِالْيَمَنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: أَقَامَ خَالِدٌ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ كِتَابَ أَهْلِ الطَّائِفِ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ، وَهُوَ الَّذِي مَشَى فِي الصُّلْحِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلُهُ عَلَى صَدَقَاتِ مَذْحِجٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَتْ: خَرَجَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ الْخُزَاعِيَّةُ " فَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ سَعِيدًا , وَأُمَّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ امْرَأَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَهَكَذَا كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ، يَقُولُ: هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفٍ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالَا: أَمِينَةُ بِنْتُ خَلَفٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، تَقُولُ: قَدِمَ أَبِي مِنَ الْيَمَنِ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنْ بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ: أَرَضِيتُمْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ، فَنَقَلَهَا عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَلَمْ يَحْمِلْهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَالِدٍ، وَحَمَلَهَا عُمَرُ عَلَيْهِ، وَأَقَامَ خَالِدٌ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ لَمْ يُبَايِعْ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُظْهِرًا وَهُوَ فِي دَارِهِ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَتُحِبُّ أَنْ أُبَايِعَكَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ فِي صُلْحِ مَا دَخَلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ، قَالَ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ أُبَايِعُكَ، فَجَاءَ وَأَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَبَايَعَهُ , وَكَانَ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ فِيْهِ حَسَنًا، وَكَانَ مُعَظِّمًا لَهُ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الْجُنُودَ عَلَى الشَّامِ، عَقَدَ لَهُ الْمُسْلِمِينَ، وَجَاءَ بِاللِّوَاءِ إِلَى بَيْتِهِ، فَكَلَّمَ عُمَرُ أَبَا بَكْرِ، وَقَالَ: تُوَلِّي خَالِدًا وَهُوَ الْقَائِلَ مَا قَالَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَرْسَلَ أَبَا أَرْوَى الدَّوْسِيَّ، فَقَالَ: إِنَّ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ: «ارْدُدْ إِلَيْنَا لِوَاءَنَا» فَأَخْرَجَهُ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَرَّتْنَا وِلَايَتُكُمْ وَلَا سَاءَنَا عَزْلُكُمْ، وَإِنَّ الْمُلِيمَ لَغَيْرُكَ، فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِأَبِي بَكْرٍ دَاخِلٌ عَلَى أَبِي يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَيَعْزِمُ عَلَيْهِ أَلَّا يَذْكُرَ عُمَرَ بِحَرْفٍ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَبِي يَتَرَحَّمُ عَلَى عُمَرَ حَتَّى مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ [ص: 98] بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: لَمَّا عَزَلَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدًا وَلَّى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ جُنْدَهُ، وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إِلَى يَزِيدَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا عَزَلَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، أَوْصَى بِهِ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ، فَقَالَ: انْظُرْ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ فَاعْرِفْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْكَ مِثْلَ مَا كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَهُ لَكَ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْهِ لَوْ خَرَجَ وَالِيًا عَلَيْكَ، وَقَدْ عَرَفْتَ مَكَانَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ لَهُ وَالٍ، وَقَدْ كُنْتُ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ عَزْلَهُ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خَيْرًا لَهُ فِي دِينِهِ مَا أَغْبِطُ أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ، وَقَدْ خَيَّرْتُهُ فِي أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، فَاخْتَارَكَ عَلَى غَيْرِكَ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَإِذَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى رَأْيِ التَّقِيِّ النَّاصِحِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَنْ تَبْدَأُ بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلْيَكُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ثَالِثًا، فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ نُصْحًا وَخَيْرًا، وَإِيَّاكَ وَاسْتِبْدَادَ الرَّأْيِ عَنْهُمْ أَوْ تَطْوِي عَنْهُمْ بَعْضَ الْخَبَرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ لِمُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ قَدِ اخْتَارَكَ عَلَى غَيْرِكَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ لَمَّا عَزَلَهُ أَبُو بَكْرٍ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَيُّ الْأُمَرَاءِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: ابْنُ عَمِّي أَحَبُّ إِلَيَّ فِي قَرَابَتِهِ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ فِي دِينِي، فَإِنَّ هَذَا أَخِي فِي دِينِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَنَاصِرِي عَلَى ابْنِ عَمِّي، فَاسْتَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَ شُرَحْبِيلِ ابْنِ حَسَنَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَتْحَ أَجْنَادِينَ وَفِحْلٍ وَمَرْجِ الصُّفَّرِ، وَكَانَتْ أُمُّ الْحَكِيمِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَقُتِلَ عَنْهَا بِأَجْنَادِينَ، فَأَعْدَتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُهَا، وَكَانَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ يُرْسِلُ إِلَيْهَا فِي عِدَّتِهَا يَتَعَرَّضُ لِلْخِطْبَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 ، فَحَطَّتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَتَزَوَّجَهَا عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَرْجَ الصُّفَّرِ، أَرَادَ خَالِدٌ أَنْ يُعَرِّسَ بِأُمِّ حَكِيمٍ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ: لَوْ أَخَّرْتَ الدُّخُولَ حَتَّى يَفُضَّ اللَّهُ هَذِهِ الْجُمُوعَ، فَقَالَ خَالِدٌ: إِنَّ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي أَنِّي أُصَابُ فِي جُمُوعِهِمْ، قَالَتْ: فَدُونَكَ، فَأَعْرَسَ بِهَا عِنْدَ الْقَنْطَرَةِ الَّتِي بِالصُّفَّرِ، فَبِهَا سُمِّيَتْ قَنْطَرَةَ أُمِّ حَكِيمٍ، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا فِي صُبْحِ مُدْخَلِهِ، فَدَعَا أَصْحَابَهُ عَلَى طَعَامٍ، فَمَا فَرَغُوا مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى صَفَّتِ الرُّومُ صُفُوفَهَا صُفُوفًا خَلْفَ صُفُوفٍ، وَبَرَزَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُعَلَّمٌ يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ، فَنَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَبَرَزَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَتَلَهُ حَبِيبٌ، وَرَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ، وَبَرَزَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَاتَلَ، فَقُتِلَ، وَشَدَّتْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا، وَعَدَتْ وَإِنَّ عَلَيْهَا لَدِرْعَ الْحَلُوقِ فِي وَجْهِهَا، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ عَلَى النَّهَرِ، وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، وَأَخَذَتِ السُّيُوفُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَلَا يُرْمَى بِسَهْمٍ وَلَا يُطْعَنُ بِرُمْحٍ، وَلَا يُرْمَى بِحَجَرٍ، وَلَا يُسْمَعُ إِلَّا وَقْعُ السُّيُوفِ عَلَى الْحَدِيدِ وَهَامِ الرِّجَالِ وَأَبْدَانِهِمْ، وَقَتَلَتْ أُمُّ حَكِيمٍ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةً بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ الَّذِي بَاتَ فِيهِ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ مُعَرِّسًا بِهَا، وَكَانَتْ وَقْعَةُ مَرْجِ الصُّفَّرِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ لَبِسَ سَلَبَهُ دِيبَاجًا أَوْ حَرِيرًا، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَهُوَ مَعَ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَنْظُرُونَ، مَنْ شَاءَ فَلْيَعْمَلْ مِثْلَ عَمَلِ خَالِدٍ، ثُمَّ يَتَلَبَّسْ لِبَاسَ خَالِدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَهُ فِي رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى مَلِكِ الْحَبَشَةِ، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ وَمَعَ خَالِدٍ امْرَأَةٌ لَهُ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً، وَتَحَرَّكَتْ وَتَكَلَّمَتْ هُنَاكَ [ص: 100] ، ثُمَّ إِنَّ خَالِدًا أَقْبَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَقَدْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي وَمَعَهُ ابْنَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ نَشْهَدْ مَعَكَ بَدْرًا، فَقَالَ: «أَوَمَا تَرْضَى يَا خَالِدُ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ، وَلَكُمْ هِجْرَتَانِ ثِنْتَانِ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكُمْ» . ثُمَّ إِنَّ خَالِدًا قَالَ لِابْنَتِهِ: اذْهَبِي إِلَى عَمِّكِ، اذْهَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَلِّمِي عَلَيْهِ، فَذَهَبَتِ الْجُوَيْرِيَّةُ حَتَّى أَتَتْهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ أَصْفَرُ، فَأَشَارَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُرِيهِ فَقَالَ: سَنَهْ سَنَهْ سَنَهْ يَعْنِي: حَسَنٌ، يَعْنِي بِالْحَبَشِيَّةِ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَنَعَ بِهِ أَبُوهُ أُحَيْحَةُ مَا صَنَعَ، فَلَمْ يَرْجِعْ خَالِدٌ عَنْ دِينِهِ، وَلَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، غَاظَ ذَلِكَ أَبَا أُحَيْحَةَ وَغَمَّهُ، وَقَالَ: لَأَعْتَزِلَنَّ فِي مَالِي لَا أَسْمَعُ شَتْمَ آبَائِي وَلَا عَيْبَ آلِهَتِي، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَقَامِ مَعَ هَؤُلَاءِ الصُّبَاةِ، فَاعْتَزَلَ فِي مَالِهِ بِالظُّرَيْبَةِ نَحْوَ الطَّائِفِ، وَكَانَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَلَى دِينِهِ وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيُعْجِبُهُ، فَقَالَ أَبُو أُحَيْحَةَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَا أَنْشِدْنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَ شَعْرِي عَنْكَ يَا عَمْرُو سَائِلًا ... إِذَا شَبَّ وَاشْتَدَّتْ يَدَاهُ وَسُلَّحَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 أَتَتْرُكُ أَمْرَ قَوْمٍ فِيهِ بَلَابِلٌ ... وَتَكْشِفُ غَيْظًا كَانَ فِي الصَّدْرِ مُوجَحَا؟ - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الْحَكِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ -: فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو أُحَيْحَةَ إِلَى مَالِهِ بِالظُّرَيْبَةِ أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، وَلَحِقَ بِأَخِيهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ بَعْدَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ شَقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجٍ الْكِنَانِيَةُ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَيْضًا يُسَمِّيهَا وَيَنْسُبُهَا هَكَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، قَالَتْ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَمِّي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَرْضَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ مَقْدَمِ أَبِي بِسَنَتَيْنِ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى حُمِلَ فِي السَّفِينَتَيْنِ مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَشَهِدَ عَمْرٌو مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَتَبُوكَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ، فَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَكَانَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 وَمَنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: أَسْلَمَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ مَعَ أَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ يَدْعُو فِيهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: هَاجَرَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ مَعَ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْمِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلُوا عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَعَمَدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى دَارِ أَبِي أَحْمَدَ، فَبَاعَهَا مِنْ ابْنِ عَلْقَمَةَ الْعَامِرِيِّ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَفَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، قَامَ أَبُو أَحْمَدَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصِيحُ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ حِلْفِي، وَأَنْشُدُ بِاللَّهِ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ دَارِي، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ، فَذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي أَحْمَدَ، فَسَارَّهُ، فَنَزَلَ أَبُو أَحْمَدَ عَنْ بَعِيرِهِ، وَجَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ، فَمَا سَمِعَ ذَاكِرَهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ، وَقَالَ آلُ أَبِي أَحْمَدَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «لَكَ بِهَا دَارٌ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي بَيْعِ دَارِهِ لِأَبِي سُفْيَانَ: [البحر الكامل] أَقْطَعْتَ عَقْدَكَ بَيْنَنَا ... وَالْجَارِيَاتِ إِلَى نَدَامَهْ أَلَا ذَكَرْتَ لَيَالِيَ الْ ... عَشْرِ الَّتِي فِيهَا الْقَسَامَهْ عَقْدِي وَعَقْدُكَ قَائِمٌ ... أَنْ لَا عُقُوقَ وَلَا أَثَامَهْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 دَارُ ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَهَا ... تَشْرِي بِهَا عَنْكَ الْغَرَامَهْ اذْهَبْ بِهَا اذْهَبْ بِهَا ... طُوِّقْتَهَا طَوْقَ الْحَمَامَهْ وَجَرَيْتَ فِيهِ إِلَى الْعُقُو ... قِ وَأَسْوَأُ الْخُلُقِ الزَّعَامَهْ قَدْ كُنْتُ آوِي إِلَى ذُرًى ... فِيهِ الْمُقَامَةُ وَالسَّلَامَهْ مَا كَانَ عَقْدُكَ مِثْلَ مَا ... عَقَدَ ابْنُ عَمْرٍو لِابْنِ مَامَهْ وَقَالَ أَيْضًا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ فِي ذَلِكَ: أَبَنِي أُمَامَةَ كَيْفَ أُخْذَلُ فِيكُمُ ... وَأَنَا ابْنُكُمْ وَحَلِيفُكُمْ فِي الْعَشْرِ وَلَقَدْ دَعَانِي غَيْرُكُمْ فَأَتَيْتُهُ ... وَخَبْأَتْكُمُ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ قَالَ: وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ قَدْ دَعَا أَبَا أَحْمَدَ إِلَى أَنْ يُحَالِفَهُ، وَقَالَ: دَمِي دُونَ دَمِكَ، وَمَالِي دُونَ مَالِكَ، فَأَبَى وَحَالَفَ حَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَكَانُوا يَتَحَالَفُونَ فِي الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ قِيَامًا يَتَمَاسَحُونَ كَمَا يَتَمَاسَحُ الْبَيِّعَانِ، وَكَانُوا يَتَوَاعَدُونَ لِذَلِكَ قَبْلَ الْعَشْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رُقَيْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَخُو يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 عَمْرُو بْنُ مِحْصَنِ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَخُو عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ بَرَكَةُ بِنْتُ يَسَارٍ الْأَزْدِيُّ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي تِجْرَاةَ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ظِئْرًا لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَهَاجَرَ مَعَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَتَنَصَّرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَمَاتَ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَثَبَتَ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْإِسْلَامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، حُلَفَاءُ بَنِي كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، شَهِدَ أُحُدًا، وَهُوَ أَخُو مَالِكٍ، وَمِدْلَاجٍ، وَثَقْفِ بَنِي عَمْرٍو الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْزِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُذْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الْأَشْعَرِ، وَهُوَ نَبْتُ بْنُ آدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ. وَأُمُّ أَبِي مُوسَى: ظَبْيَةُ بِنْتُ وَهْبٍ مِنْ عَكٍّ، وَقَدْ كَانَتْ أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَحَالَفَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أَبَا أُحَيْحَةَ، وَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَرْضِ النَّجَاشِيِّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، فَبَعَثُوا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَجَمَعُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدِيَّةً، فَقَدِمْنَا، وَقَدِمُوا عَلَى النَّجَاشِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: لَيْسَ أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَيْسَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ، وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَدِمَ هُوَ وَنَاسٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَافَقَ قُدُومُهُمْ قَدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَوَافَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَقَالُوا: قَدِمَ أَبُو مُوسَى مَعَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ وَكَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا أَنَّهُ وَافَقَ قُدُومُهُ قُدُومَهُمْ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ [ص: 106] هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ مِنْكُمْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قُلُوبًا، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ أَفْئِدَةً، فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ: [البحر الرجز] غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: هَاجَرْنَا مِنَ الْيَمَنِ فِي بِضْعَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، وَنَحْنُ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ: أَبُو مُوسَى، وَأَبُو رُهْمٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، فَأَخْرَجَتْهُمْ سَفِينَتُهُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَعِنْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقْبَلُوا جَمِيعًا فِي سَفِينَةٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، قَالَ: فَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا أَصْحَابُ السَّفِينَةِ جَعْفَرُ وَأَصْحَابُهُ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ، وَقَالَ: لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ. قَالَ أَبُو مُوسَى: كُنْتُ وَأَصْحَابِي مِنْ أَهْلِ السَّفِينَةِ إِذْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَهُمْ نَازِلُونَ فِي بَقِيعِ بُطْحَانَ، فَكَانَ يَتَنَاوَبُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عِنْدَ كُلِّ صَلَاةِ الْعِشَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ نَفَرٌ مِنْهُمْ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَأَصْحَابِي وَلَهُ بَعْضُ الشُّغْلِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ حَتَّى أَعْتَمَ بِالصَّلَاةِ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتُهُ قَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ: «عَلَى رِسْلِكُمْ أُكَلِّمْكُمْ، وَأَبْشِرُوا أَنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ» - أَوْ قَالَ: مَا صَلَّى هَذِهِ [ص: 107] الصَّلَاةَ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ - فَرَجَعْنَا فَرِحِينَ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو مُوسَى: وَوُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الْأَشْعَرِيَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «هُمْ قَوْمُ هَذَا» يَعْنِي: أَبَا مُوسَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الْفَوَارِسِ أَبُو مُوسَى» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ - أَوِ الْأَشْعَرِيَّ - أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: «لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ , أَوْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى قَالَ: «لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله [ص: 108] عليه وسلم سَمِعَ أَبَا مُوسَى يَقْرَأُ فَقَالَ: «لَقَدْ أُوتِيَ أَخُوكُمْ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ أَوْ نُبِّئْتُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يُصَلِّي بِنَا، فَلَوْ قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ صَنْجٍ قَطُّ، وَلَا بَرْبَطٍ قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ مِنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَامَ لَيْلَةً يُصَلِّي، فَسَمِعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْتِ، فَقُمْنَ يَسْتَمِعْنَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَسْتَمِعْنَ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُكَنَّ تَحْبِيرًا وَلَشَوَّقْتُكُنَّ تَشْوِيقًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي يَعْنِي أَبَا مُوسَى: يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ، وَجَدَّتَ مِنَّا رِيحَ الضَّأْنِ مِنْ لِبَاسِنَا الصُّوفِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَعَثَنِي الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَشْعَرِيَّ؟ فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَبِيرٌ وَلَا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ الْأَعْرَابَ؟ قُلْتُ: الْأَشْعَرِيِّينَ؟ قَالَ: لَا بَلْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، قُلْتُ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ سَمِعُوا هَذَا لِشِقَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَلَا تُبَلِّغْهُمْ فَإِنَّهُمْ [ص: 109] أَعْرَابٌ، إِلَّا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلًا جِهَادًا، قَالَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا رَأَى أَبَا مُوسَى قَالَ: ذَكِّرْنَا يَا أَبَا مُوسَى، فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بِالشَّامِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ كَانَ يَلِي أَمْرَ الْأُمَّةِ إِلَّا أَجْزَاهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَجَاءَ رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ لِأُرْسِلَكَ إِلَى قَوْمٍ عَسْكَرَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، قَالَ: فَلَا تُرْسِلْنِي، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا جِهَادًا أَوْ إِنَّ بِهَا رِبَاطًا، قَالَ: فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ أَوْصَى أَنْ يُتْرَكَ أَبُو مُوسَى بَعْدَهُ سَنَةً يَعْنِي: عَلَى عَمَلِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَبِي مُوسَى: شَوِّقْنَا إِلَى رَبِّنَا، فَقَرَأَ، فَقَالُوا: الصَّلَاةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلَسْنَا فِي صَلَاةٍ؟ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رُبَّمَا قَالَ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: ذَكِّرْنَا رَبَّنَا، فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُوسَى، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عَلَى مِنْبَرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ عِلْمًا فَلْيُعَلِّمْهُ، وَلَا يَقُولَنَّ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عَلْمٌ فَيَكُونَ [ص: 110] مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وَيَمْرُقُ مِنَ الدِّينِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ، عَنْ سُرَّيَّةٍ لِأَبِي مُوسَى، قَالَتْ: قَالَ أَبُو مُوسَى: مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَشْرَبَ نَبِيذَ الْجَرِّ وَلِي خَرَاجُ السَّوَادِ سَنَتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ الدُّمُوعَ حَتَّى تَنْقَطِعَ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ حَتَّى لَوْ أُجْرِيَ فِيهَا السُّفُنُ لَسَارَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إِنَّ الْعَرَبَ هَلَكَتْ، فَابْعَثْ إِلَيَّ بِطَعَامٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكَ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُكْتُبَ إِلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي يَوْمٍ فَيَخْرُجُونَ فِيهِ، فَيَسْتَسْقُونَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ، فَخَرَجَ أَبُو مُوسَى، فَاسْتَسْقَى، وَلَمْ يُصَلِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ نَزَلَ بأَصْبَهَانَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، فَأَبَوْا، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ، فَصَالَحُوهُ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتُوا عَلَى صُلْحٍ حَتَّى إِذَا أَصْبَحُوا أَصْبَحُوا عَلَى غَدْرٍ، فَبَارَزَهُمُ الْقِتَالَ، فَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي وَالِدَتِي أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ صَالِحٍ، عَنْ جَدِّهَا، وَكَانَ قَدْ نَازَلَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ بأَصْبَهَانَ، وَكَانَ صَدِيقًا لَهُ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ، قَامَ فِيهَا حَتَّى تُصِيبَهُ السَّمَاءُ، قَالَ: كَأَنَّهُ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ [ص: 111] بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ الْأَشْعَرِيُّ وَهُوَ عَلَى الْبَصْرَةِ: جَهِّزْنِي فَإِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَجَعَلْتُ أُجَهِّزُهُ، فَجَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْ جِهَازِهِ شَيْءٌ لَمْ أَفْرَغَ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ إِنِّي خَارِجٌ، فَقُلْتُ: لَوْ أَقَمْتَ حَتَّى أَفْرَغَ مِنْ بَقِيَّةِ جِهَازِكَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لِأَهْلِي: إِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنِّي إِنْ كَذَبْتُ أَهْلِي كَذَبُونِي، وَإِنْ خُنْتُهُمْ خَانُونِي، وَإِنْ أَخْلَفْتُهُمْ أَخْلَفُونِي. فَخَرَجَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ حَوَائِجِهِ بَعْضُ شَيْءٍ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو مُوسَى حِينَ نَزَعَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَمَا مَعَهُ إِلَّا سِتُّمِائَةِ دِرْهَمٍ، عَطَاءُ عِيَالِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِذَا نَامَ لَبِسَ ثِيَابًا عِنْدَ النَّوْمِ مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُ كَلَامَ أَبِي مُوسَى إِلَّا بِالْجَزَّارِ الَّذِي لَا يُخْطِئُ الْمَفْصِلَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْكِلَابِيُّ الْأَحْوَلُ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي طَاعُونٍ وَقَعَ: اخْرُجْ بِنَا إِلَى وَابِقَ نَبْدُو بِهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِلَى اللَّهِ آبِقُ لَا إِلَى وَابِقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: كَتَبَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ سَلَامٌ عَلَيْكَ: أَمَّا بَعْدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 فَإِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَدْ بَايَعَنِي عَلَى الَّذِي قَدْ بَايَعَنِي عَلَيْهِ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ: لَئِنْ بَايَعْتَنِي عَلَى مَا بَايَعَنِي عَلَيْهِ لَأَبْعَثَنَّ ابْنَيْكَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْبَصْرَةِ وَالْآخَرُ عَلَى الْكُوفَةِ، وَلَا يُغْلَقُ دُونَكَ بَابٌ، وَلَا تُقْضَى دُونَكَ حَاجَةٌ، وَإِنِّي كُتَبْتَ إِلَيْكَ بِخَطِّ يَدِي، فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِخَطِّ يَدِكَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تَعَلَّمْتُ الْمُعْجَمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ مِثْلَ الْعَقَارِبِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي جَسِيمِ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم، لَا حَاجَةَ لِي فِيمَا عَرَضَّتَ عَلَيَّ، قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ أَتَيْتُهُ، فَلَمْ يُغْلَقْ دُونِي بَابٌ، وَلَمْ تَكُنْ لِي حَاجَةٌ إِلَّا قُضِيَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ أَصَابَتْهُ قَرْحَتُهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ يَا ابْنَ أَخِي، تَحَوَّلْ فَانْظُرْ، قَالَ: فَتَحَوَّلَتُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هِيَ قَدْ سَبَرَتْ - يَعْنِي: قَرْحَتَهُ -، فَقُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ إِذْ دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاسْتَوْصِ بِهَذَا، فَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَخًا لِي - أَوْ خَلِيلًا أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ - غَيْرَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْقِتَالِ مَا لَمْ يَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي مُوسَى تَابِعٌ، فَقَذَفَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَقَالُ لِي: يُوشِكُ أَبُو مُوسَى أَنْ يَذْهَبَ وَلَا يُحْفَظَ حَدِيثُهُ، فَاكْتُبْ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ حَدِيثَهُ، قَالَ: فَحَدَّثَ حَدِيثًا، فَذَهَبْتُ أَكْتُبُهُ كَمَا كُنْتُ أَكْتُبُ، فَارْتَابَ بِي، وَقَالَ: لَعَلَّكَ تَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأْتِنِي بِكُلِّ شَيْءٍ كَتَبْتَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَمَحَاهُ، ثُمَّ قَالَ: احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: بَلَغَ أَبَا مُوسَى أَنَّ قَوْمًا يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ [ص: 113] أَنْ لَيْسَ لَهُمْ ثِيَابٌ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ فِي عَبَاءَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْهُمْ، قَالَ: أَتَى أَبُو مُوسَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ بِالنَّخِيلَةِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَجُبَّةٌ سَوْدَاءُ، وَمَعَهُ عَصًا سَوْدَاءُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ الْحَكَمَانِ أَبُو مُوسَى وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَبْتَغِي الدُّنْيَا وَالْآخَرُ يَبْتَغِي الْآخِرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى الْقَصِيرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوسَى أَيَّامَ الْحَكَمَيْنِ وَفُسْطَاطِي إِلَى جَانِبِ فُسْطَاطِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ لَحِقُوا بِمُعَاوِيَةَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو مُوسَى رَفَعَ رَفْرَفَ فُسْطَاطِهِ، فَقَالَ: يَا مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ أَبَا مُوسَى قَالَ: إِنَّ الْإِمْرَةَ مَا اؤْتُمِرَ فِيهَا وَإِنَّ الْمُلْكَ مَا غُلِبَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى، قَالَ: لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَقْضِيَ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ كَمَا يَتَبَيَّنُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو مُوسَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ السُّمَيْطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى وَهُوَ يَخْطُبُ: إِنَّ بَاهِلَةَ كَانَتْ كُرَاعًا، فَجَعَلْنَاهَا ذِرَاعًا، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكَ بِأَلْأَمِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: عَكٌّ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، قَالَ: أُولَئِكَ وَأَبِيكَ آبَائِي يَا سَابُّ أَمِيرَهُ تَعَالَ، قَالَ: فَضَرَبَ عَلَيْهِ فُسْطَاطًا، فَرَاحَتْ عَلَيْهِ قَصْعَةٌ، وَغَدَتْ أُخْرَى، فَكَانَ ذَاكَ سِجْنَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: إِنِّي لَأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ [ص: 114] ، فَأَحْنِي ظَهْرِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى إِذَا اغْتَسَلَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ تَجَاذَبَ، وَحَنَى ظَهْرَهُ حَتَّى يَأْخُذَ ثَوْبَهُ وَلَا يَنْتَصِبُ قَائِمًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: إِنِّي لَأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْخَالِي، فَيَمْنَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْ رَبِّي أَنْ أُقِيمَ صُلْبِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، قَالَ: رَأَى أَبُو مُوسَى قَوْمًا يَقِفُونَ فِي الْمَاءِ بِغَيْرِ أُزُرٍ، فَقَالَ: لَأَنْ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ، ثُمَّ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ، ثُمَّ أَمُوتَ ثُمَّ أَنْشُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: لِأَنْ يَمْتَلِئَ مَنْخَرَيْ مِنْ رِيحِ جِيفَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ مِنْ رِيحِ امْرَأَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى ابْنِ بُرْثُنٍ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى وَزِيَادٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَرَأَى فِي يَدِ زِيَادٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: اتَّخَذْتُمْ حَلَقَ الذَّهَبِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَّا أَنَا فَخَاتَمِي حَدِيدٌ، فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ أَنْتَنُ أَوْ أَخْبَثُ - شَكَّ سَعِيدٌ - مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا، فَلْيَتْخَتِمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى دَاخِلًا مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةٌ وَمِطْرَفٌ حِيرِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ زُهَيْرٌ - وَأَشَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بَابِ كِنْدَةَ - [ص: 115] قُلْتُ لِزُهَيْرٍ: أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: فَايِشٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّهُ وَصَفَ الْأَشْعَرِيَّ، فَقَالَ: رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ قَصِيرٌ أَثَطُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ عُبَيْدًا أَبَا عَامِرٍ فَوْقَ أَكْثَرِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . فَقُتِلَ يَوْمَ أَوْطَاسٍ، فَقَتَلَ أَبُو مُوسَى قَاتِلَهُ، قَالَ أَبُو وَائِلٍ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَجْتَمِعَ أَبُو مُوسَى وَقَاتِلُ عُبَيْدٍ فِي النَّارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ الْمَوْتُ دَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ، فَلَا تُؤذِنُنَّ بِي أُحُدًا، وَلَا يَتْبَعَنِّي صَوْتٌ وَلَا نَارٌ، وَلْيَكُنْ مُمْسَى أَحَدِكُمْ بِحِذَاءِ رُكْبَتِي مِنَ السَّرِيرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، يَقُولُ: إِنَّ أَبَا مُوسَى لَمَّا أُغْمِيَ عَلَيْهِ بَكَتْ عَلَيْهِ ابْنَةُ الدَّوْمِيِّ أُمُّ أَبِي بُرْدَةَ، فَقَالَ: أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَخَرَقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِامْرَأَتِهِ، فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: مَنْ حَلَقَ وَخَرَقَ وَسَلَقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خَالِدٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، وَقَالَ: إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّا بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْ حَلَقَ وَخَرَقَ وَسَلَقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ [ص: 116] الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ، فَصَاحَتْ عَلَيْهِ أُمُّ بُرْدَةَ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: إِنِّي بَرِئٌ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَشَقَّ يَقُولُ: لِلْخَامِشَةِ وَجْهَهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ حَفَرَةِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ: إِذَا حَفَرْتُمْ لِي فَأَعْمِقُوا لِي قَعْرَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَعْمِقْوا لِي قَبْرِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّهِ مَاتَ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ بِعَشْرِ سِنِينَ، سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 مُعَيْقِيبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، حَلِيفٌ فِي بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. حَلِيفُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَوْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، وَهُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ لِمُعَيْقِيبٍ حِلْفٌ فِي آلِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَخَرَجَ مُعَيْقِيبٌ مِنْ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ حِينَ قَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ، فَشَهِدَ خَيْبَرَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: أَمَّرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى جُرَشٍ، فَقَدِمْتُهَا، فَحَدَّثُونِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِصَاحِبِ هَذَا الْوَجَعِ الْجُذَامِ: «اتَّقُوهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبْعُ، إِذَا هَبَطَ وَادِيًا فَاهْبِطُوا غَيْرَهُ» . فَقُلْتُ لَهُمْ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَكُمْ هَذَا مَا كَذَبَكُمْ، فَلَمَّا عَزَلَنِي عَنْ جُرَشٍ، قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَنْكَ أَهْلُ جُرَشٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا حَدَّثَتْهُمْ هَذَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُؤْتَى بِالْإِنَاءِ فِيهِ الْمَاءُ، فَيُعْطِيهِ مُعَيْقِيبًا، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ذَلِكَ الْوَجَعُ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ، ثُمَّ يَتَنَاوَلُهُ عُمَرُ مِنْ يَدِهِ، فَيَضَعُ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهِ حَتَّى يَشْرَبَ مِنْهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّمَا يَصْنَعُ عُمَرُ ذَلِكَ فِرَارًا مِنْ أَنْ يَدْخُلَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَدَوَى. قَالَ: وَكَانَ يَطْلُبُ لَهُ الطِّبَّ مِنْ كُلِّ مَنْ سَمِعَ لَهُ بِطِبٍ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمَا مِنْ طِبٍّ لِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ هَذَا الْوَجَعَ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ؟ فَقَالَا: أَمَّا شَيْءٌ يُذْهِبُهُ، فَإِنَّا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّا سَنُدَاوِيهِ دَوَاءً يَقِفُهُ فَلَا يَزِيدُ، قَالَ عُمَرُ: عَاقِبَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَقِفَ فَلَا يَزِيدُ، فَقَالَا لَهُ: هَلْ تُنْبِتُ أَرْضُكَ الْحَنْظَلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَا: فَاجْمَعْ لَنَا مِنْهُ، فَأَمَرَ مَنْ جَمَعَ لَهُمَا مِنْهُ مِكْتَلَيْنِ عَظِيمَيْنِ، فَعَمَدَا إِلَى كُلِّ [ص: 118] حَنْظَلَةٍ فَشَقَاهَا بِثِنْتَيْنِ، ثُمَّ أَضْجَعَا مُعَيْقِيبًا، ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمَا بِإِحْدَى قَدَمَيْهِ، ثُمَّ جُعْلًا يُدَلِّكَانِ بُطُونَ قَدَمَيْهِ بِالْحَنْظَلَةِ حَتَّى إِذَا امَّحَقَتَ أَخْذًا أُخْرَى حَتَّى رَأَيْنَا مَعَيْقِيبًا يَتَنَخَّمُ أَخْضَرَ مُرَّاءً، ثُمَّ أَرْسَلَاهُ، فَقَالَا لِعُمَرَ: لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ مُعَيْقِيبٌ مُتَمَاسِكًا لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ حَتَّى مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو زِيَادٍ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَاهُمْ لِغَدَائِهِ، فَهَابُوا وَكَانَ فِيهِمْ مُعَيْقِيبٌ، وَكَانَ بِهِ جُذَامٌ، فَأَكَلَ مُعَيْقِيبٌ مَعَهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: خُذْ مِمَّا يَلِيكَ، وَمِنْ شِقِّكَ، فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا آكَلَنِي فِي صَحْفَةٍ، وَلَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ، وُضِعَ لَهُ الْعَشَاءُ مَعَ النَّاسِ يَتَعَشَّوْنَ، فَخَرَجَ، فَقَالَ لِمُعَيْقِيبِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيِّ - وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ: ادْنُ فَاجْلِسْ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ كَانَ غَيْرُكَ بِهِ الَّذِي بِكَ لَمَا أُجْلِسَ مِنِّي أَدْنَى مِنْ قِيدِ رُمْحٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 صُبَيْحٌ مَوْلَى أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ صُبَيْحًا، مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ تَجَهَّزَ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى بَدْرٍ، فَاشْتَكَى، فَتَخَلَّفَ وَحَمَلَ عَلَى بَعِيرِهِ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ، ثُمَّ شَهِدَ صُبَيْحٌ بَعْدَ ذَلِكَ أُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 السَّائِبُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَهُوَ أَخُو الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَشَهِدَ أُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَيْسَ لِلسَّائِبِ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 خَالِدُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ، وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: خَرَجَ خَالِدُ بْنُ حِزَامٍ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فَنَهَشَ بِالطَّرِيقِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَنَزَلَتْ فِيهِ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ أَرَ أَصْحَابَنَا يُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ حِزَامٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَيْضًا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَمِنْ وَلَدِهِ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، وَكِلَاهُمَا قَدْ حَمَلَ الْعِلْمَ وَرَوَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 الْأَسْوَدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ لَيْثٍ بِنْتُ أَبِي لَيْثٍ، وَهُوَ مُسَافِرُ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ. ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ، إِلَّا أَنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ أَخْطَأَ فِي اسْمِهِ جَعَلَهُ نَوْفَلَ بْنَ خُوَيْلِدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، الَّذِي أَسْلَمَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. مِنْ وَلَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَيُكْنَى أَبَا الْأَسْوَدِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: يَتِيمُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ وَعِلْمٌ، وَلَمْ يَبْقَ لِلْأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلٍ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فَمَاتَ هُنَاكَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 يَزِيدُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ قُرَيْبَةٌ الْكُبْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقُتِلَ يَوْمَ الطَّائِفِ شَهِيدًا، لَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. جَمَحَ بِهِ فَرَسُهُ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْجَنَاحُ، إِلَى حِصْنِ الطَّائِفِ، فَقَتَلُوهُ، وَيُقَالُ: بَلْ قَالَ لَهُمْ: آمِنُونِي حَتَّى أُكَلِّمَكُمْ، فَآمَنُوهُ، ثُمَّ رَمَوْهُ بِالنَّبْلِ حَتَّى قَتَلُوهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 أَبُو الرُّومِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ رُومِيَّةُ، وَهُوَ أَخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ لِأَبِيهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِمَا فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَشَهِدَ أُحُدًا، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَيْسَ أَبُو الرُّومِ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَوْ كَانَ مِنْهُمْ لَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ مَنْ شَهِدَهَا مِمَّنْ قَدِمَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَبْلَ بَدْرٍ، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 فِرَاسُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا إِلَّا أَنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَأَبَا مَعْشَرٍ كَانَا يَغْلَطَانِ فِي أَمْرِهِ، فَيَقُولَانِ: النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ قُتِلَ كَافِرًا يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا، وَالَّذِي أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ابْنُهُ فِرَاسُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 جَهْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ رُهَيْمَةُ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ جَهْمُ بْنُ قَيْسٍ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ حُرَيْمِلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْأَسْوَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ الْخُزَاعِيَّةِ، وَمَعَهُ ابْنَاهُ مِنْهَا عُمَرُ، وَخُزَيْمَةُ ابْنَا جَهْمٍ، وَتُوُفِّيَتْ حُرَيْمِلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْأَسْوَدِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 وَمِنْ [ص: 123] حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 أَبُو فُكَيْهَةَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الْأَزْدِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ مَوْلًى لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ، فَكَانَ يُعَذَّبُ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ فَيَأْبَى، وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ يُخْرِجُونَهُ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حُرٍّ شَدِيدٍ فِي قَيْدٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَيَلْبَسُ ثِيَابًا، وَيُبْطَحُ فِي الرَّمْضَاءِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالصَّخْرَةِ، فَتُوضَعُ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى لَا يَعْقِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى هَاجَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُوَ أَخُو سَعْدٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي Lأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بَعْدَ عَشْرَةٍ، فَكَانَ حَادِيَ عَشَرَ، فَلَقِيَ مِنْ أُمِّهِ مَا لَمْ يَلْقَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ الصَّيَّاحِ بِهِ وَالْأَذَى لَهُ، حَتَّى هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جِئْتُ مِنَ الرَّمْيِ، فَإِذَا النَّاسُ [ص: 124] مُجْتَمِعُونَ عَلَى أُمِّي حَمْنَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ، وَعَلَى أَخِي عَامِرٍ حِينَ أَسْلَمَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالُوا: هَذِهِ أُمُّكَ قَدْ أَخَذَتْ أَخَاكَ عَامِرًا تُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَلَّا يُظِلَّهَا ظِلٌّ، وَلَا تَأْكُلَ طَعَامًا وَلَا تَشْرَبَ شَرَابًا حَتَّى يَدَعَ الصَّبَاوَةَ، فَأَقْبَلَ سَعْدٌ حَتَّى تَخَلَّصَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: عَلَيَّ يَا أُمَّهْ، فَاحْلِفِي، قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنْ لَا تَسْتَظِلِّي فِي ظِلٍّ وَلَا تَأْكُلِي طَعَامًا وَلَا تَشْرَبِي شَرَابًا حَتَّى تَرَيْ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ. فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَحْلِفُ عَلَى ابْنِي الْبَرِّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. وَقَدْ شَهِدَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أُحُدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 الْمُطَّلِبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ الْبُكَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. أَسْلَمُ بِمَكَّةَ قَدِيمًا، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنُ ضُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَكَانَ لِلْمُطَّلِبِ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ. وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفٍ وَلَدَتْهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 وَأَخُوهُ طُلَيبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. فَأُمَّهُ الْبُكَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ [ص: 125] بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَكَانَ لِطُلَيْبِ بْنِ أَزْهَرَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنُ ضُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. كَانَ طُلَيبٌ خُلِّفَ عَلَى رَمْلَةَ بَعْدَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَزْهَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ، مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمَّى عَبْدَ الْجَانِّ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ بْنُ شِهَابٍ أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَمَاتَ بِهَا قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ جَدُّ الزُّهْرِيِّ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ، وَأَمَّا جَدُّهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ فَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ أَيْضًا بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ. مِنْ خُزَاعَةَ، وَلَيْسَتْ لَهُ هِجْرَةٌ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ أَحَدَ النَّفَرِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ تَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا يَوْمَ أُحُدٍ لَئِنْ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيَقْتُلُنَّهُ أَوْ لَيُقْتَلَنَّ دُونَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ، وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ، وَابْنُ قَمَيْئَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ رِئَابِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جُعْثُمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ. مِنْ خُزَاعَةَ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ، وَمَاتَ بِهَا قَدِيمًا قَبْلَ الْهِجْرَتَيْنِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. مِنْ وَلَدِهِ الزُّهْرِيُّ الْفَقِيهُ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَأْرِ بْنِ مَخْزُومِ بْنُ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ. وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدٍ بِنْتُ عَبْدِ وَدِّ بْنِ سَوِيِّ بْنِ قُرَيْمِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ. وَأُمُّهَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَشَهِدَا أُحُدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، شَهِدَ أُحُدًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَذْكُرُ [ص: 127] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْتَظَرَ أُمَّ عَبْدٍ بِالصَّلَاةِ عَلَى عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ خَرَجَتْ عَلَيْهِ فَسَبَقَتْ بِالْجَنَازَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ عَبْدَ اللَّهِ نَعْيُ أَخِيهِ عُتْبَةَ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ , فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ لَا يَمْلِكُهَا ابْنُ آدَمَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ وَهِيَ أُمُّهُ وَهِيَ عَدَوِيَّةٌ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَطَّاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِنْدَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: كَانَتْ حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ امْرَأَةَ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. وَكَانَ لَهُ مِنْهَا مِنَ الْوَلَدِ خَالِدٌ، وَجُنَادَةُ ابْنَا سُفْيَانَ، فَهَاجَرَ سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَخَرَجَ بِامْرَأَتِهِ حَسَنَةَ مَعَهُ، وَخَرَجَ بِوَلَدِهِ خَالِدٍ، وَجُنَادَةَ مَعَهُ، وَأَخْرَجَ مَعَهُمْ أَخَاهُمْ لِأُمِّهِمْ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: بَلْ كَانَ سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيُّ أَخَا شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ لِأُمِّهِ وَكَانَتْ أُمُّ سُفْيَانَ لَمْ تَكُنِ امْرَأَتَهُ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ أَخُوهُ شُرَحْبِيلُ وَمَعَهُ أُمُّهُ حَسَنَةُ، وَمَعَهُ ابْنَاهُ جُنَادَةُ، وَخَالِدٌ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَذْكُرُ شُرَحْبِيلَ ابْنَ حَسَنَةَ وَأُمُّهُ فِيمَنْ هَاجَرَ مِنْ بَنِي جُمَحٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَلَا يَذْكُرُ سُفْيَانَ بْنَ مَعْمَرٍ وَلَا أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَحَدًا مِنْهُمْ وَلَا ذَكَرَ شُرَحْبِيلَ فِي رِوَايَتِهِ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضَ الْحَبَشَةُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حِلْفُ شُرَحْبِيلَ وَأَبِيهِ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 فِي بَنِي جُمَحٍ لِسَبَبِ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيِّ، وَكَانَ شُرَحْبِيلُ مِنْ عُلَيَّةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَغَزَا مَعَهُ غَزَوَاتٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ عَقَدَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِالشَّامِ، وَمَاتَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 الْحَارِثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. وَأُمُّهُ مِنَ الْيَمَنِ، وَكَانَ الْحَارِثُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ رَيْطَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ أُخْتُ صَبِيحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ. وَوَلَدَتْ لَهُ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مُوسَى، وَعَائِشَةَ، وَزَيْنَبَ، وَفَاطِمَةَ بَنِي الْحَارِثِ، وَمَاتَ مُوسَى بْنُ الْحَارِثِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ: إِنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ يُرِيدُونَ الْمَدِينَةَ، فَوَرَدُوا عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ الطَّرِيقِ، فَشَرِبُوا مِنْهُ، فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى تُوُفِّيَتْ رَيْطَةُ وَوَلَدُهَا غَيْرُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَقُتِلَ بِالْقَادِسِيَّةِ شَهِيدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرَّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَهُوَ أَخُو أَبِي جَهْلٍ لِأُمِّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: أَسْلَمَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَارَ الْأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ مُخَرَّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِي كِتَابِهِمَا فِيمَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ قَدِمَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ وَصَاحَبَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا نَزَلَ قُبَاءَ، قَدِمَ عَلَيْهِ أَخَوَاهُ لِأُمِّهِ أَبُو جَهْلٍ، وَالْحَارِثُ ابْنَا هِشَامٍ، فَلَمْ يَزَالَا بِهِ حَتَّى رَدَّاهُ إِلَى مَكَّةَ، فَأَوْثَقَاهُ وَحَبَسَاهُ، ثُمَّ أَفْلَتَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إِلَى الشَّامَ فَجَاهَدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَبْرَحِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 سَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ. وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ رَجَعَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَحَبَسَهُ أَبُو جَهْلٍ، وَضَرَبَهُ، وَأَجَاعَهُ، وَأَعْطَشَهُ , فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: " اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ، وَضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ {لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} [النساء: 98] " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دَعَا فِي الصُّبْحِ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، لَعَنَ اللَّهُ عُضَلًا، وَلِحْيَانَ، وَرِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو لِسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، وَعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ بِمَكَّةَ، وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَأُسِرَ وَافْتَدَى، ثُمَّ أَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَحَبَسُوهُ مَعَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، فَأَلْحَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِمَا فِي الدُّعَاءِ، ثُمَّ أَفْلَتَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ، فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ وَذَلِكَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ ضُبَاعَةَ: [البحر الرجز] اللَّهُمَّ رَبَّ الْكَعْبَةِ الْمُسَلَّمَهْ ... أَظْهِرْ عَلَى كُلِّ عَدُوٍّ سَلَمَهْ لَهُ يَدَانِ فِي الْأُمُورِ الْمُبْهَمَهْ ... كَفٌّ بِهَا يُعْطَى وَكُفٌّ مَنَعِمَهْ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ إِلَى أَنْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الشَّامِ حِينَ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الْجُيُوشَ بِجِهَادِ الرُّومِ، فَقُتِلَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ شَهِيدًا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عُشَيِّ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ شَقِّ بْنِ صَعْبٍ. مِنْ بَجِيلَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ يَزَلِ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ وَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، أَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَيُقَالُ: سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَازِنِيُّ، فَقَدِمَ فِي فِدَائِهِ أَخَوَاهُ خَالِدٌ، وَهِشَامٌ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَتَمَنَّعَ عَبْدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ حَتَّى افْتَكَّاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يُرِيدُ أَلَّا يَبْلُغَ ذَلِكَ، فَقَالَ هِشَامٌ لِخَالِدٍ: إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ أُمِّكَ وَاللَّهِ لَوْ أَبَى فِيهِ إِلَّا كَذَا وَكَذَا لَفَعَلْتُ وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَبَى أَنْ يَفْدِيَهُ إِلَّا بِشِكَّةِ أَبِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَأَبَى ذَلِكَ خَالِدٌ وَطَاعَ بِهِ هِشَامَ بْنَ الْوَلِيدِ، لِأَنَّهُ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَكَانَتِ الشِّكَّةُ دِرْعًا فَضَفَاضَةً وَسَيْفًا وَبَيْضَةً، فَأُقِيمَ ذَلِكَ مِائَةَ دِينَارٍ وَطَاعَا بِهِ وَسَلَّمَاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ ذَلِكَ خَرَجَا بِالْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَأَفْلَتَ مِنْهُمَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: هَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ وَتُخْرِجَ مَأْثُرَةَ أَبِينَا مِنْ أَيْدِينَا، فَاتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا إِذْ كَانَ هَذَا رَأْيَكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُسْلِمَ حَتَّى أَفْتَدِيَ بِمِثْلِ مَا افْتَدَى بِهِ قَوْمِي، وَلَا تَقُولُ قُرَيْشٌ: إِنَّمَا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا فِرَارًا مِنَ الْفِدَى، ثُمَّ خَرَجَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَهُوَ آمِنٌ لَهُمَا، فَحَبَسَاهُ بِمَكَّةَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، كَانُوا أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْهُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، فَدَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ بَدْرٍ، وَدَعَا بَعْدَ بَدْرٍ لِلْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ مَعَهُمَا، فَدَعَا ثَلَاثَ سِنِينَ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعًا، قَالَ: ثُمَّ أَفْلَتَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْوَثَاقِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، فَقَالَ: تَرَكْتُهُمَا فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ وَهُمَا فِي وَثَاقِ رَجُلٍ أَحَدُهُمَا مَعَ رِجْلِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «انْطَلِقْ حَتَّى تَنْزِلَ بِمَكَّةَ عَلَى الْقَيْنِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ، فَتَغَيَّبْ عِنْدَهُ، وَاطْلُبِ الْوُصُولَ إِلَى عَيَّاشٍ، وَسَلَمَةَ، فَأَخْبِرْهُمَا أَنَّكَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ بِأَنْ تَأْمُرَهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَا حَتَّى يَخْرُجَا» . قَالَ الْوَلِيدُ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَخَرَجَا وَخَرَجْتُ مَعَهُمَا، فَكُنْتُ أَسُوقُ بِهِمَا مَخَافَةً مِنَ الطَّلَبِ وَالْفِتْنَةِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى ظَهْرِ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى [ص: 133] عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ خَرَجَا جَمِيعًا مَعَهُ , وَجَاءَ الْخَبَرُ قُرَيْشًا , فَخَرَجَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى بَلَغُوا عُسْفَانَ , فَلَمْ يُصِيبُوا أَثَرًا وَلَا خَبَرًا عَنْهُمْ، وَكَانَ الْقَوْمُ قَدْ أَخَذُوا عَلَى يَدِ بَحْرٍ حَتَّى خَرَجُوا عَلَى أَمَجَ، طَرِيقُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي سَلَكَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ - , وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ , وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ , وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ مُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَطَلَبَهُمْ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِيَرُدُّوهُمْ قَالَ: فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا كَانُوا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ قُطِعَتْ إِصْبَعُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَدَمِيَتْ , فَقَالَ: [البحر الرجز] هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ قَالَ: وَانْقَطَعَ فُؤَادُهُ , فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ , فَبَكَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ , فَقَالَتْ: [البحر الكامل] يَا عَيْنُ فَابْكِي لِلْوَلِيدِ ... بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ ... أَبُو الْوَلِيدِ فَتَى الْعَشِيرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولِي هَكَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَلَكِنْ قُولِي: {وَجَاءَتْ سُكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحُيدُ} [ق: 19] " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُنْذِرِ، مِنْ وَلَدِ أَبِي دُجَانَةَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ: جَزَعْتُ حِينَ مَاتَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى مَيِّتٍ , فَقُلْتُ: لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْهِ بُكَاءً تُحَدِّثُ بِهِ نِسَاءُ الْأَوْسِ , وَالْخَزْرَجِ، وَقُلْتُ: غَرِيبٌ تُوُفِّيَ فِي بِلَادِ غُرْبَةٍ، فَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَذِنَ لِي فِي الْبُكَاءِ , فَصَنَعْتُ [ص: 134] طَعَامًا , وَجَمَعْتُ النِّسَاءَ , فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ بُكَائِهَا: [البحر الكامل] يَا عَيْنُ فَابْكِي لِلْوَلِيدِ ... بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَهْ مِثْلُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ ... أَبِي الْوَلِيدِ كَفَى الْعَشِيرَهْ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اتَّخَذُوا الْوَلِيدُ إِلَّا حَنَانًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَجْهٌ آخَرُ فِي أَمْرِ الْوَلِيدِ أَوْ مَنْ قَالَهُ مِنْهُمْ وَرَوَاهُ إِلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ الَّذِي ذَكَرْنَا أَثْبَتُ مِنْ هَذَا، وَقَالُوا: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَفْلَتَ هُوَ وَأَبُو جَنْدَلِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْحَبْسِ بِمَكَّةَ , فَخَرَجَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى أَبِي بَصِيرٍ وَهُوَ بِالسَّاحِلِ عَلَى طَرِيقِ عِيرِ قُرَيْشٍ , فَأَقَامَا مَعَهُ , وَسَأَلَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَرْحَامِهِمَا أَلَا أَدْخَلتَ أَبَا بَصِيرٍ وَأَصْحَابَهُ فَلَا حَاجَةً لَنَا بِهِمْ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَصِيرٍ أَنْ يَقْدَمَ , وَيُقَدِمَ أَصْحَابَهُ مَعَهُ , فَجَاءَهُ الْكِتَابُ وَهُوَ يَمُوتُ , فَجَعَلَ يَقْرَأُهُ , فَمَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ , فَقَبَّرَهُ أَصْحَابُهُ هُنَاكَ , وَصَلَّوْا عَلَيْهِ , وَبَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَأَقْبَلَ أَصْحَابُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا , فِيهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , فَلَمَّا كَانَ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ , عَثَرَ فَانْقَطَعَتْ إِصْبَعَهُ , فَرَبَطَهَا وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] هَلْ أَنْتَ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ , فَمَاتَ بِهَا , وَلَهُ عَقِبٌ , مِنْهُمْ أَيُّوبُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَمَّى ابْنَهُ الْوَلِيدَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا اتَّخَذْتُمُ الْوَلِيدَ إِلَّا حَنَانًا» ، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْوَلِيدَ كَانَ مَعَ أَبِي بَصِيرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 هَاشِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حُذَيْفَةَ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ كَانَ يَقُولُ: هِشَامُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَهَذَا مِنْهُ وَهْلٌ إِنَّمَا هُوَ هَاشِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَبَنِي مَخْزُومٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ هَاجَرَ عِنْدَهُمَا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 هَبَّارُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَضَّرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَهِيَ أُخْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وَدِّ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَكَانَ هَبَّارُ بْنُ سُفْيَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ بِالشَّامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَضَّرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ [ص: 136] ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُومٍ وَمَوَالِيهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 يَاسِرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوَذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرٍ الْأَكْبَرِ بْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ آدَدَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ وَإِلَى قَحْطَانَ جُمَّاعُ أَهْلِ الْيَمَنِ , وَبَنُو مَالِكِ بْنِ آدَدَ مِنْ مُذْحِجٍ، وَكَانَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الْحَارِثُ , وَمَالِكٌ قَدِمُوا مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُونَ أَخًا لَهُمْ , فَرَجَعَ الْحَارِثُ , وَمَالِكٌ إِلَى الْيَمَنِ , وَأَقَامَ يَاسِرٌ بِمَكَّةَ , وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَمَةً لَهُ , يُقَالُ لَهَا: سُمَيَّةُ بِنْتُ خَيَّاطٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّارًا , فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ , وَلَمْ يَزَلْ يَاسِرٌ , وَعَمَّارٌ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ , وَجَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ , فَأَسْلَمَ يَاسِرٌ , وَسُمَيَّةُ , وَعَمَّارٌ , وَأَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِرٍ، وَكَانَ لِيَاسِرٍ ابْنٌ آخَرُ أَكْبَرُ مِنْ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ: حُرَيْثٌ، فَقَتَلَهُ بَنُو الدِّيلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَاسِرٌ لَمَّا أَسْلَمَ أَخَذَتْهُ بَنُو مَخْزُومٍ , فَجَعَلُوا يُعَذِّبُونَهُ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا , وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ، وَعَمَّارٌ [ص: 137] وَأُمُّهُ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ , فَقَالَ يَاسِرٌ: الدَّهْرُ هَكَذَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اصْبِرْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ وَقَدْ فَعَلَتْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْخَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم مَرَّ بِعَمَّارٍ , وَأَبِي عَمَّارٍ , وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالْبَطْحَاءِ , فَقَالَ: «اصْبِرُوا يَا الَ عَمَّارٍ , فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 الْحَكَمُ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ الْحَكَمُ فِي عِيرِ قُرَيْشٍ الَّتِي أَصَابَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ بِنَخْلَةٍ , فَأُسِرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ أَبِيهَا الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَنَا أَسَرْتُ الْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ، فَأَرَادَ أَمِيرُنَا ضَرْبَ عُنُقِهِ , فَقُلْتُ: دَعْهُ نَقْدُمُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَدِمْنَا , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَطَالَ , فَقَالَ عُمَرُ: عَلَامَ تُكَلِّمُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَاللَّهِ لَا يُسْلِمُ هَذَا آخِرَ الْأَبَدِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ وَيُقْدِمُ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ , فَجَعَلَ النَّبِيُّ لَا يُقْبِلُ عَلَى عُمَرَ حَتَّى أَسْلَمَ الْحَكَمُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهُ قَدْ أَسْلَمَ حَتَّى أَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَقُلْتُ: كَيْفَ أَرُدُّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَمْرًا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ أَقُولُ: إِنَّمَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ النَّصِيحَةَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: فَأَسْلَمَ وَاللَّهِ , فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ , وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا بِبِئْرِ مَعُونَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَاضٍ عَنْهُ , وَدَخَلَ الْجِنَّانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ الْحَكَمُ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» ، فَقَالَ: قَدْ أَسْلَمْتُ , فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ: «لَوْ أَطَعْتُكُمْ فِيهِ آنِفًا , فَقَتَلْتُهُ دَخَلَ النَّارَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 نُعَيْمٌ النَّحَّامُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهُ بِنْتُ أَبِي حَرْبِ بْنُ خَلَفِ بْنِ صَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَكَانَ لِنُعَيمٍ مِنَ الْوَلَدِ إِبْرَاهِيمُ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ قَسَامَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ رُومَانَ مِنْ طَيِّئٍ. وَأُمُّهُ بِنْتُ نُعَيْمٍ وُلِدَتْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: أَسْلَمَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بَعْدَ عَشْرَةٍ , وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّحَّامَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ , فَسَمِعْتُ نَحْمَةً مِنْ نُعَيْمٍ» . فَسُمِّيَ النَّحَّامُ، وَلَمْ يَزَلْ بِمَكَّةَ يَحُوطُهُ قَوْمُهُ لِشَرَفِهِ فِيهِمْ , فَلَمَّا هَاجَرَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ الْهِجْرَةَ , فَتَعَلَّقَ بِهِ قَوْمُهُ , فَقَالُوا: دِنْ بِأَيِّ دِينٍ شِئْتَ وَأَقِمْ عِنْدَنَا، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةَ سِتٍّ , فَقَدِمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ مِنْ أَهْلِهِ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ [ص: 139] ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّامُ يَقُوتُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ شَهْرًا شَهْرًا لِفُقَرَائِهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ نُعَيْمٌ هَاجَرَ أَيَّامَ الْحُدَيْبِيَةِ , فَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ , وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ الْأَشْعَرِيَةُ، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ , فَأَقَامَ بِهَا , وَتَأَخَّرَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدَ ذَلِكَ , وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ لَحِقَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، وَفِي خِرَاشِ بْنِ أُمَيَّةَ الْكَعْبِيِّ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يُرَجِّلُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَدِيثًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ، أَنَّ الَّذِيَ حَلَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 عَدِيُّ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حُرْثَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ، وَكَانَ لِعَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ مِنَ الْوَلَدِ النُّعْمَانُ , وَنُعَيْمٌ , وَآمَنَةُ , وَأُمُّهُمْ بِنْتُ نَعْجَةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْمَعْمُورِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ. مِنْ خُزَاعَةَ , وَكَانَ عَدِيُّ بْنُ نَضْلَةَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَمَاتَ هُنَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَهُوَ أَوَّلُ مِنْ مَاتَ مِمَّنْ هَاجَرَ وَأَوَّلُ مِنْ وُرِثَ فِي الْإِسْلَامِ , وَرِثَهُ ابْنُهُ النُّعْمَانُ بْنُ عَدِيٍّ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ عَلَى مَيْسَانَ , وَكَانَ يَقُولُ الشَّعْرِ , فَقَالَ: [البحر الطويل] أَلَا هَلْ أَتَى الْخَنْسَاءَ أَنَّ خَلِيلَهَا ... بِمَيْسَانَ يُسْقَى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ إِذَا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقُينُ قَرْيَةٍ ... وَرَقَّاصَةٌ تَجْثُو عَلَى كُلِّ مَنْسَمِ فَإِنْ كُنْتَ نَدْمَانِي فَبَالْأَكْبَرِ ... اسْقِنِي وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمُتَثَلَّمِ لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوءُهُ ... تَنَادُمُنَا فِي الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَنْشُدُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ , قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَوْلُهُ، قَالَ: نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي , مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ عَزَلْتُهُ , فَقَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ , فَأَخْبَرَهُ بِعَزْلِهِ , فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُ , وَلَكِنْ كُنْتُ امْرَأً شَاعِرًا , وَجَدْتُ فَضْلًا مِنْ قَوْلٍ , فَقُلْتُ فِيهِ الشَّعْرَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيِّمُ اللَّهِ لَا تَعْمَلُ لِي عَلَى عَمَلٍ مَا بَقِيَتُ , وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 عُرْوَةُ بْنُ أَبِي أُثَاثَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حُرْثَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. هَكَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: عُرْوَةُ بْنُ أَبِي أُثَاثَةَ , وَأُمُّهُ النَّابِغَةُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ مِنْ عَنَزَةَ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ، وَكَانَ عُرْوَةُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ هَاجَرَ عِنْدَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 مَسْعُودُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَذَاذَةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ مَعَ أَخِيهِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَا عَلَى رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَحْدَهُ , وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بَدْرًا مَعَ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ سُرَاقَةَ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ بَدْرًا، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا , وَالْخَنْدَقَ , وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُرَاقَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هَصِيصٍ. وَكَانَ إِسْلَامُهُ بِمَكَّةَ مَعَ إِسْلَامِ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَمْ يَكُنْ بَلَغَ يَوْمَئِذٍ , وَهَاجَرَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ اثْنَا عَشَرَ وَأَرْبَعُ بَنَاتٍ. أَبُو بَكْرٍ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ , وَوَاقِدٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ , وَعُمَرُ , وَحَفْصَةُ , وَسَوْدَةُ , وَأُمُّهُمْ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كُسَيٍّ، وَهُوَ ثَقِيفٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُمُّهُ أُمُّ عَلْقَمَةَ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ نَاقِشَ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَسَالِمٌ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ , وَحَمْزَةُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَزَيْدٌ , وَعَائِشَةُ , وَأُمَّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَبِلَالٌ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ , وَقُلَابَةُ , وَأُمَّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ زَيْدِ بْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 عَبْدِ اللَّهِ سَهْلَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ الشَّحَاجِ , مِنْ بَنِي زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَدَّنِي , وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَرَدَّنِي، وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَبِلَنِي قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: وَهُوَ فِي الْخَنْدَقِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ابْنَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً لِأَنَّ بَيْنَ أُحُدٍ , وَالْخَنْدَقَ بَدْرًا الصُّغْرَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عَرَضَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْقِتَالِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يُجِزْنِي، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ عَرَضَنِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , فَأَجَازَنِي قَالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ , فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْحَدَّ بَيْنَ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ , وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِابْنِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَيُلْحِقُوا مَا دُونَ ذَلِكَ فِي الْعِيَالِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ , فَلَمْ يُجِزْنِي , وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ , فَأَجَازَنِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ: نَقُولُ: إِنَّكُمْ سَبِطٌ، وَإِنَّكُمْ وَسَطٌ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ السَّبْطُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ , وَالْأَمَّةُ الْوَسَطُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا , وَلَكِنَّا [ص: 144] أَوْسَطُ هَذَا الْحَيِّ مِنْ مُضَرَ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ وَفَجَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَآهُ أَحَدٌ , كَانَ بِهِ شَيْءٌ مِنَ اتِّبَاعِهِ آثَارَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ , يَذْكُرُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَحْذَرَ إِذَا سَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا أَلَّا يَزِيدُ فِيهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ وَلَا وَلَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لَا عَلِمَ لِي بِهِ , فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ، قَالَ لِنَفْسِهِ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَمَّا لَا عِلْمَ لَهُ , فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَمْلَكَ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا ابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَقِيتُ أَصْحَابِي عَلَى أَمْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ إِنْ خَالُفْتُهُمْ خَشْيَةَ أَلَّا أَلْحَقَ بِهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ أَبْقِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَا أَبْقَيْتَنِي , أَقْتَدِي بِهِ , فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أُحُدًا عَلَى الْأَمْرِ الْأَوَّلِ غَيْرَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: مَا أَحَدٌ مِنَّا أَدْرَكَتْهُ الْفِتْنَةُ , إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ غَيْرَ ابْنِ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 145] السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَةً , فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيْكُمْ عَنِّي فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ مَعَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي , وَلَوْ عَلِمْتُ أَنِّي أَبْقَى فِيكُمْ حَتَّى تَقْضُوا إِلَيَّ لَتَعَلَّمْتُ لَكُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَتْبَعُ آثَارَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي مَنَازِلِهِ كَمَا كَانَ يَتْبَعُهُ ابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ أَشْبَهَ وَلَدِ عُمَرَ بِعُمَرَ , عَبْدُ اللَّهِ، وَأَشْبَهُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ , سَالِمٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , حَدَّثَهُ أَنَّهُ، كَانَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَحَاصَ , يَعْنِي النَّاسَ حَيْصَةً , فَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ , فَقُلْنَا كَيْفَ نَصْنَعُ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ , وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ؟ فَقُلْنَا نَدْخُلُ الْمَدِينَةَ , فَنَبِيتُ بِهَا , ثُمَّ نَذْهَبُ فَلَا يَرَانَا أَحَدٌ، ثُمَّ دَخَلْنَا , فَقُلْنَا: لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِنْ كَانَتْ لَنَا تَوْبَةٌ أَقَمْنَا , وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ذَهَبْنَا، قَالَ: فَجَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ , فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ , فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْغَرَّارُونَ , فَقَالَ: «لَا، بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ» ، قَالَ: فَدَنَوْنَا , فَقَبَّلْنَا يَدَهُ , فَقَالَ صلّى الله عليه وسلم: «أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَسَاهُ [ص: 146] حُلَّةً سِيَرَاءَ , وَكَسَا أُسَامَةَ قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مَسَّ الْأَرْضَ فَهُوَ فِي النَّارِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ فِيهِمُ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَّ سِهَامَهُمْ بَلَغَتِ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا , ثُمَّ نُفِّلُوا سِوَى ذَلِكَ بَعِيرًا بَعِيرًا , فَلَمْ يُغَيِّرْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - إِمَّا سَمَّاهُ وَإِمَّا كَنَّاهُ - وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْهِ لَمْ يَفْتِنْ بَعْدَهُ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ وَاللَّهِ مَا اسْتَغْرَتْهُ قُرَيْشٌ فِي فِتْنَتِهَا الْأُولَى , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَيَزْرِي عَلَى أَبِيهِ فِي مَقْتَلِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ , فَقَالَ: لَا أَقْضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَلَا أَؤُمُّ اثْنَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: أَتَقْضِينِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ قَضَى بِجَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ حَافَ وَمَالَ بِهِ الْهَوَاءُ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَهُوَ كَفَافٌ لَا أَجْرَ لَهُ وَلَا وِزْرَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: فَإِنَّ أَبَاكَ كَانَ يَقْضِي، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي كَانَ يَقْضِي , فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَأَلَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَإِذَا أَشْكَلَ عَلَى النَّبِيِّ سَأَلَ جَبْرَائِيلَ، وَإِنِّي لَا أَجِدُ مَنْ أَسْأَلُ؟ أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمُعَاذٍ» . فَقَالَ عُثْمَانُ: بَلَى، فَقَالَ: فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي. فَأَعْفَاهُ وَقَالَ: لَا تُخْبِرْ بِهَذَا أَحَدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ [ص: 147] ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، وَكَأَنِّي لَا أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ , فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ , فَقَالَ: لَا تُرَعْ، فَخَلَّيَا عَنِّي، قَالَ: فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم رُؤْيَايَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» . قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَيُكْثِرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَجْلِسُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى يَرْتَفِعَ الضُّحَى وَلَا يُصَلِّي , ثُمَّ يَنْطَلِقُ إِلَى السُّوقِ فَيَقْضِي حَوَائِجَهُ , ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى أَهْلِهِ فَيَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: تَرَكَ النَّاسُ أَنْ يَقْتَدُوا بِابْنِ عُمَرَ وَهُوَ شَابٌّ , فَلَمَّا كَبُرَ اقْتَدُوا بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: كَيْفَ أَخَذْتُمْ قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ بَيْنِ الْأَقَاوِيلِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: بَقِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ عِنْدَ النَّاسِ , وَوَجَدْنَا مَنْ تَقَدَّمَنَا أَخَذَ بِهِ , فَأَخَذْنَا بِهِ، قَالَ: فَخُذْ بِقَوْلِهِ وَإِنْ خَالَفَ عَلِيًّا وَابْنَ عَبَّاسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا حَقُّ امْرِئٍ لَهُ مَا يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ ثَلَاثًا إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ» . قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا بِتُّ لَيْلَةً مُنْذُ سَمِعْتُهَا إِلَّا وَوَصِيَّتِي عِنْدِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ [ص: 148] : حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا , فَمَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى أَعْطَاهَا وَزَادَ عَلَيْهَا، قَالَ: لَمْ يَزَلْ يُعْطِي حَتَّى أَنْفَذَ مَا كَانَ عِنْدَهُ , فَجَاءَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ يُعْطِيهِ , فَاسْتَقْرَضَ مِنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ أَعْطَاهُ فَأَعْطَاهُ قَالَ مَيْمُونٌ: وَكَانَ يَقُولُ لَهُ الْقَائِلُ بِخِيلٌ وَكَذَبُوا وَاللَّهِ مَا كَانَ بِبَخِيلٍ فِيمَا يَنْفَعُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِطُ عَلَى مِنْ صَحِبَهُ فِي السَّفَرِ الْفِطْرَ وَالْأَذَانَ وَالذَّبِيحَةَ يَعْنِي الْجَزْرَةَ يَشْتَرِيهَا لِلْقَوْمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصُومُ فِي السَّفَرِ , وَلَا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ إِلَّا أَنْ يَمْرَضَ أَوْ أَيَّامَ يَقْدَمُ , فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا كَرِيمًا يُحِبُّ أَنْ يُؤْكَلَ عِنْدَهُ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: وَلَأَنْ أُفْطِرَ فِي السَّفَرِ فَآخُذَ بِرُخْصَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَصُومَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِطُ عَلَى مَنْ صَحِبَهُ أَنْ لَا تَصْحَبَنَا بِبَعِيرٍ جُلَّالٍ، وَلَا تُنَازِعَنَا الْأَذَانَ , وَلَا تَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ فِي السَّفَرِ , وَكَانَ مَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يَصُومُ , فَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ يَنْهَاهُ , وَكَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ سَحُورَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَكَانَ لَهُ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ يَجْتَمِعُ عَلَيْهَا بَنَوْهُ وَأَصْحَابُهُ وَكُلُّ مَنْ جَاءَ حَتَّى يَأْكُلَ بَعْضُهُمْ قَائِمًا، وَمَعَهُ بَعِيرٌ لَهُ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ فِيهِمَا نَبِيذٌ وَمَاءٌ مَمْلُوءَتَانِ , فَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ قَدَحٌ مِنْ سَوِيقٍ بِذَلِكَ النَّبِيذِ حَتَّى يَتَضَلَّعَ مِنْهُ شَبَعًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَنَعَ طَعَامًا , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ هَيْئَةٌ لَمْ يَدْعُهُ وَدَعَاهُ بَنَوْهُ أَوْ بَنُو أَخِيهِ , وَإِذَا مَرَّ إِنْسَانٌ مِسْكِينٌ دَعَاهُ وَلَمْ يَدْعُوهُ، وَقَالَ: يَدْعُونَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ وَيَدَعُونَ مَنْ يَشْتَهِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُطَيِّبَ زَادَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصِيبُ دِقَّ هَذَا الطَّعَامِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْكُلُ الدَّجَاجَ وَالْفِرَاخَ وَالْخَبِيصَ فِي الْبُرْمَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ فِي زَمَانِ الْفِتْنَةِ لَا يَأْتِي أَمِيرٌ إِلَّا صَلَّى خَلْفَهُ وَأَدَّى إِلَيْهِ زَكَاةَ مَالِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفٌ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا أُقَاتِلُ فِي الْفِتْنَةِ , وَأُصَلِّي وَرَاءَ مَنْ غَلَبَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ جَمِيعًا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي مَعَ الْحَجَّاجِ بِمَكَّةَ , فَلَمَّا أَخَّرَ الصَّلَاةَ تَرَكَ أَنْ يَشْهَدَهَا مَعَهُ وَخَرَجَ مِنْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ: ذَكَرَ ابْنُ عُمَرَ مَوْلَاةً لَهُمْ , فَقَالَ: يَرْحَمُهَا اللَّهُ إِنْ كَانَتْ لَتَقُوتُنَا مِنَ الطَّعَامِ بِكَذَا وَكَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ بِصُرَّةٍ , فَقَالَ [ص: 150] : مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذَا شَيْءٌ إِذَا أَكَلْتَ طَعَامَكَ فَكَرَبَكَ , أَكَلْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا فَهَضَمَهُ عَنْكَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا مَلَأْتُ بَطْنِي مِنْ طَعَامٍ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: حَدَّثَنَا عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِجَوَارِشَ , فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا يَهْضِمُ الطَّعَامَ، قَالَ: إِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيَّ شَهْرٌ مَا أَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ فَمَا أَصْنَعُ بِهَذَا؟ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ يُرْسِلُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالْمَالِ , فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلَا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ الْمُخْتَارُ يَبْعَثُ بِالْمَالِ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلَا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ هَارُونَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ , قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» . وَإِنِّي لَا أَحْسَبُ الْيَدَ الْعُلْيَا إِلَّا الْمُعْطِيَةَ وَالسُّفْلَى إِلَّا السَّائِلَةَ , وَإِنِّي غَيْرُ سَائِلِكَ، وَلَا رَادٌّ رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ مِنْكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَوْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: أَسْلَمُ: مَا رَجُلٌ قَاصِدٌ لِبَابِ الْمَسْجِدِ دَاخِلٌ أَوْ خَارِجٌ بِأَقْصَدَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ لِعَمَلِ أَبِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَيَّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ إِلَّا رَجُلَيْنِ مَا قَاتَلْتُهُمَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنَّا قَاتَلْنَا حَتَّى كَانَ الدِّينُ لِلَّهِ، وَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، وَإِنَّكُمْ قَاتَلْتُمْ حَتَّى كَانَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَحَتَّى كَانَتْ فِتْنَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَالُوا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: إِنَّكَ سَيِّدُ النَّاسِ وَابْنُ سَيِّدٍ , فَاخْرُجْ نُبَايِعْ لَكَ النَّاسَ، قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَا يُهَرَاقُ فِي سَبَبِي مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ، فَقَالُوا: لَتَخْرُجَنَّ أَوْ لَنَقْتُلَنَّكَ عَلَى فِرَاشِكَ، فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، قَالَ الْحَسَنُ: فَأَطْمَعُوهُ وَخَوَّفُوهُ , فَمَا اسْتَقْبَلُوا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: لَوْ أَقَمْتَ لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ رَضُوْا بِكَ كُلُّهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ خَالَفَ رَجُلٌ بِالْمَشْرِقِ؟ قَالُوا: إِنْ خَالَفَ رَجُلٌ قُتِلَ، وَمَا قَتْلُ رَجُلٍ فِي صَلَاحِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ لَوْ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَتْ بِقَائِمَةِ رُمْحٍ وَأَخَذْتُ بِزُجِّهٍ , فَقُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي خَلْفَ ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ , وَهُوَ يَقُولُ: وَاضِعِينَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، يَقُولُونَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَعْطِ بِيَدِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ قَطَنٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ , فَقَالَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ مِنْكَ، فَقَالَ: لِمَ فَوَاللَّهِ مَا سَفَكْتُ دِمَاءَهُمْ، وَلَا فَرَّقْتُ جَمَاعَتَهُمْ، وَلَا شَقَقْتُ عَصَاهُمْ، قَالَ: إِنَّكَ لوْشِئْتَ مَا اخْتَلَفَ فِيكَ اثْنَانِ، قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا أَتَتْنِي وَرَجُلٌ يَقُولُ: لَا، وَآخَرُ يَقُولُ: بَلَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرُوحُ إِلَى الْجُمُعَةِ إِلَّا ادَّهَنَ وَتَطَيَّبَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَرَامًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَطَيَّبُ لِلْعِيدِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ يَعْنِي فِي الْعَطَاءِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَبْدَأُ أَوْ يَبْدُرُ ابْنَ عُمَرَ بِالسَّلَامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِغِلْمَانِهِ: إِذَا كَتَبْتُمْ إِلَيَّ فَابْدَءُوا بِأَنْفُسِكُمْ. وَكَانَ إِذَا كَتَبَ لَمْ يَبْدَأْ بِأَحَدٍ قَبْلَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْتُبُ إِلَى مَمْلُوكِيهِ بِخَيْبَرَ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَبُدَءُوا بِأَنْفُسِهِمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كَتَبَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَبَدَأَ بِاسْمِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَـ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [النساء: 87] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْبَيْعَةِ لَكَ , وَقَدْ دَخَلْتُ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَالسَّلَامُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَقَالَ: مَنْ حَوْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَدَأَ بِاسْمِهِ قَبْلَ اسْمِكَ، فَقَالَ عَبْدُ [ص: 153] الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَثِيرٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا كَتَبَ إِلَى أَبِيهِ كَتَبَ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ أَطْلِي ابْنَ عُمَرَ فِي الْبَيْتِ إِزَارَهُ , فَإِذَا فَرَغْتُ خَرَجْتُ وَطَلَى هُوَ مَا تَحْتَ الثَّوْبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ أَطْلِي ابْنَ عُمَرَ فِي الْبَيْتِ , فَإِذَا بَلَغَ الْعَوْرَةَ وَلِيَهَا بِنَفْسِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَتَنَوَّرْ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً أَمَرَنِي وَمَوْلًى لَهُ فَطَلَيْنَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ وَلَكِنْ يَتَنَوَّرُ فِي بَيْتِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَطْلِيهِ صَاحِبُ الْحَمَّامِ , فَإِذَا بَلَغَ الْعَانَةَ وَلِيَهَا بِيَدِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى الْحَمَّامِ فَاتَّزَرَ بِشَيْءٍ وَاتَّزَرْتُ أَنَا بِشَيْءٍ، قَالَ: فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ فَتَحْتُ الْبَابَ الثَّانِي فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، فَلَمَّا فَتَحْتُ الْبَابَ الثَّالِثَ رَأَى رِجَالًا عُرَاةً , فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَظِيعٌ فِي الْإِسْلَامِ , فَخَرَجَ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ , فَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَذَهَبَ، قَالَ: فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَمَّامِ , فَطَرَدَ النَّاسَ , وَغَسَلَ الْحَمَّامَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ فِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 الْحَمَّامِ أَحَدٌ , قَالَ: فَجَاءَ وَجِئْتُ مَعَهُ , فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ الثَّانِي , فَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ الثَّالِثَ , فَدَخَلَ عَلَى أَثَرِي , فَلَمَّا مَسَّ الْمَاءَ وَجَدَهُ حَارًّا جِدًّا , فَقَالَ: بِئْسَ الْبَيْتُ نُزِعَ مِنْهُ الْحَيَاءُ، وَنِعْمَ الْبَيْتُ يَتَذَكَّرُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَذَكَّرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دِينَارٍ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ مَرِضَ فَنُعِتَ لَهُ الْحَمَّامُ , فَدَخَلَهُ بِإِزَارٍ فَإِذَا هُوَ بِغَرَامِيلِ الرِّجَالِ , فَنَكَسَ وَقَالَ: أَخْرِجُونِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِكِّينُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَإِذَا جَارِيَةٌ تَحْلِقُ عَنْهُ الشَّعْرَ , فَقَالَ: إِنَّ النَّوْرَةَ تُرِقُّ الْجِلْدَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِذَا مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ دَبَّ دَبِيبًا لَوْ أَنَّ نَمْلَةً مَشَتْ مَعَهُ قُلْتُ: لَا يَسْبِقُهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا لِرَجْلِكَ؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُهَا مِنْ هَاهُنَا - هَذَا فِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ وَحْدَهُ - قَالَ: قُلْتُ: ادْعُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ , قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَبَسَطَهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شُعَيْبٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ بِمِنًى قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُ ذِرَاعَيْهِ , فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنِّي رَجُلٌ لَا أَدْخَلُ الْحَمَّامَ , فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْحَمَّامِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُرَى عَوْرَتِي، قَالَ: فَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ إِزَارٌ، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى عَوْرَةَ غَيْرِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ حَلَقَ رَأْسَهُ، ثُمَّ لَطَّخَهُ بِخَلُوقٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ حَلَقَ رَأْسَهُ عَلَى الْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَلَّاقِ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ وَإِنَّهُ قَدْ آذَانِي وَلَسْتُ أَطَّلِي أَفَتَحْلِقُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَامَ , فَجَعَلَ يَحْلِقُ صَدْرَهُ وَاشْرَأَبَّ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِسُنَّةٍ وَلَكِنَّ شَعْرِي كَانَ يُؤْذِينِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَ وَلَدِهِ يَلْحَنُ فَيَضْرِبُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ بَعْضِ أَهْلِهِ الْأَرْبَعَ عَشْرَةَ , فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلٍ، أَنَّ أَبَا الْحَجَّاجِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَلَقَ رَأْسَهُ بِمِنًى , ثُمَّ أَمَرَ الْحَجَّامَ فَحَلَقَ عُنُقَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ , فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ بِسُنَّةٍ وَلَكِنِّي تَرَكْتُ الْحَمَّامَ إِنَّهُ أَوْ فَإِنَّهُ مِنْ رَقِيقِ الْعَيْشِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: اسْتَسْقَانِي ابْنُ عُمَرَ , فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ مِنْ قَوَارِيرَ , فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ , فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ مِنْ عِيدَانَ , فَشَرِبَ , وَسَأَلَ طَهُورًا , فَأَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ وَطَسْتٍ , فَأَبَى أَنْ يَتَوَضَّأَ , وَأَتَيْتُهُ بِرَكْوَةٍ فَتَوَضَّأَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: أَتَى ابْنَ عُمَرَ شَاعِرٌ , فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ , فَقَالُوا لَهُ: فَقَالَ: إِنَّمَا أَفْتَدِي بِهِ عِرْضِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرُ: إِنِّي لَأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ مَا لِي حَاجَةٌ إِلَّا أَنْ أُسَلِّمَ [ص: 156] وَيُسَلَّمَ عَلَيَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ جَالِسٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا غَزَا ابْنُ عُمَرَ نَهَاوَنْدَ أَخَذَهُ رَبْوٌ , فَجَعَلَ يَنْظُمُ الثُّومَ فِي الْخَيْطِ , ثُمَّ يَجْعَلُهُ فِي حَسْوَةٍ فَيَطْبُخُهُ , فَإِذَا أَخَذَ طَعْمَ الثُّومِ طَرَحَهُ , ثُمَّ حَسَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِقَبْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ , ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ , فَمَرَّ بِزِنْجِيٍّ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ , فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ زِنْجِيُّ طَمْطَمَانِيُّ , قَالَ: وَمَا طَمْطَمَانِيُّ؟ قَالُوا: أُخْرِجَ مِنَ السُّفُنِ الْآنَ، قَالَ: إِنِّي أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِي , مَا أَخْرُجُ إِلَّا لَأُسَلِّمَ أَوْ لِيُسَلَّمَ عَلَيَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، لَبِسَ الدِّرْعَ يَوْمَ الدَّارِ مَرَّتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [ص: 157] الْقَارِئِ أَنَّهُ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ رَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحِبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ الْقِبْلَةَ إِذَا صَلَّى حَتَّى كَانَ يَسْتَقْبِلُ بِإِبْهَامِهِ الْقِبْلَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِينَا، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمَالٍ فِي الْفِتْنَةِ فَقَبِلَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، قَالَ: حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ، عِنْدَ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَكْرَهُ التَّرَجُّلَ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَغَضِبَ نَافِعٌ وَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْهُنُ فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: مَا رَدَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَحَدٍ وَصِيَّةً وَلَا رَدَّ عَلَى أَحَدٍ هَدِيَّةً إِلَّا عَلَى الْمُخْتَارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَرْسَلَتْ عَمَّتِي رَمْلَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ فَقَبِلَهَا وَدَعَا لَهَا بِالْخَيْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَارَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ثَلَاثًا , وَذَلِكَ أَنَّهُ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ , وَرُقِيَ ابْنٌ لَهُ وَاكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَةِ , وَكَوَى ابْنًا لَهُ مِنَ اللَّقْوَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: دَفَعَتْ صَفِيَّةُ لِابْنِ عُمَرَ لَيْلَةَ عَرَفَاتٍ رَغِيفَيْنِ حَتَّى [ص: 158] إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ جَاءَتْهُ بِهِ لِيَأْكُلَهُ , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ وَقَدْ نِمْتُ , فَأَيْقَظَنِي , فَقَالَ: اجْلِسْ فَكُلْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: أَفْطَرْتُ عَلَى ثَلَاثٍ وَلَوْ أَصَبْتُ طَرِيقًا لَازْدَدْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا , عَنْ أَبِي غَالِبٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ عَلَى آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ ثَلَاثًا فِي قُرَاهُمْ , ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَى السُّوقِ فَيُشْتَرَى لَهُ حَوَائِجُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ جِلْسَةِ ابْنِ عُمَرَ هَكَذَا: وَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصُومُهُ، قَالَ: قُلْتُ: هَلْ غَيْرُهُ؟ قَالَ: حَسْبُكَ بِهِ شَيْخًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ لَا يَكَادُ يَتَعَشَّى وَحْدَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي حُوتًا , قَالَ: فَشَوَوْهَا وَوَضَعُوهَا بَيْنَ يَدَيْهِ , فَجَاءَ سَائِلٌ , قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِعَتْ إِلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَكَى مَرَّةً , فَاشْتُرِيَ لَهُ سِتٌّ عِنَبَاتٍ أَوْ خَمْسٍ بِدِرْهَمٍ , فَأُتِيَ بِهِنَّ , قَالَ: وَجَاءَ سَائِلٌ , فَأَمَرَ بِهِنَّ لَهُ، قَالَ: قَالُوا: نَحْنُ نُعْطِيهِ قَالَ: فَأَبَى , قَالَ: فَاشْتَرَيْنَاهُنَّ مِنْهُ بَعْدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَجَدَ تَمْرَةً فِي الطَّرِيقِ , فَأَخَذَهَا , فَعَضَّ مِنْهَا , ثُمَّ رَأَى سَائِلًا , فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: مَا كُنْتُ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنْ أَنَّ قَلْبِي لَمْ يُشَرِّبْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ هَلْ تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُ ابْنِي سَالِمًا؟ قَالَ: قُلْتُ لَا، قَالَ: بِاسْمِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُ ابْنِي وَاقِدًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: بِاسْمِ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَرْبُوعِيِّ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُ ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: بِاسْمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ شَأْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِثِيَابِهِ فَتُجَمَّرُ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَإِذَا حَضَرَ مِنْهُ خُرُوجَ مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ أَلَّا يُجَمِّرُوا ثِيَابَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَابْنُ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ , فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى أَمْسَى , فَنَادَاهُ ابْنُ عُمَرَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ الصَّلَاةَ فَاقْعُدْ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ: فَاقْعُدْ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّالِثَةَ: فَاقْعُدْ، فَقَالَ لَهُمْ فِي الرَّابِعَةِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَهَضْتُ أَتَنْهَضُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَنَهَضَ , فَقَالَ: الصَّلَاةَ فَإِنِّي لَا أَرَى لَكَ فِيهَا حَاجَةً، فَنَزَلَ الْحَجَّاجُ , فَصَلَّى , ثُمَّ دَعَا بِهِ , فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا نَجِيءُ لِلصَّلَاةِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلِّ بِالصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا , ثُمَّ بَقْبِقْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شِئْتَ مِنْ بَقْبَقَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَلَاءِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَوْلَى أُمِّ مِسْكِينِ بِنْتِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ , فَجَعَلَ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ , فَمَرَّ عَلَى زِنْجِيٍّ , فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا جُعَلُ، قَالَ: وَأَبْصَرَ جَارِيَةً مُتَزَيِّنَةً , فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ , قَالَ: فَقَالَ لَهَا: مَا تَنْظُرِينَ إِلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ قَدْ أَخَذَتْهُ اللَّقْوَةُ وَذَهَبَ مِنْهُ الْأَطْيَبَانِ؟ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَشْتَهِي عِنَبًا , فَقَالَ لِأَهْلِهِ: اشْتَرُوا لِي عِنَبًا , فَاشْتَرَوْا لَهُ عُنْقُودًا مِنْ عِنَبٍ , فَأُتِيَ بِهِ عِنْدَ فِطْرِهِ، قَالَ: وَوَافَى سَائِلٌ بِالْبَابِ , فَسَأَلَ , فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ نَاوِلِي هَذَا الْعُنْقُودَ هَذَا السَّائِلَ، قَالَ: قَالَتِ الْمَرْأَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ شَيْئًا اشْتَهَيْتَهُ، نَحْنُ نُعْطِي السَّائِلَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، قَالَ: يَا جَارِيَةُ أَعْطِيهِ الْعُنْقُودَ، فَأَعْطَتْهُ الْعُنْقُودَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَصَدَّقَ عَلَى أُمِّهِ بِغُلَامٍ , فَمَرَّ فِي السُّوقِ عَلَى شَاةٍ حَلُوبٍ تُبَاعُ , فَقَالَ لِلْغُلَامِ: ابْتَعْ هَذِهِ الشَّاةَ مِنْ ضَرِيبَتِكَ، فَابْتَاعَهَا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى اللَّبَنِ، فَأُتِيَ بِلَبَنٍ عِنْدَ فِطْرِهِ مِنَ الشَّاةِ , فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: اللَّبَنُ مِنَ الشَّاةِ، وَالشَّاةُ مِنْ ضَرِيبَةِ الْغُلَامِ، وَالْغُلَامُ صَدَقَةٌ عَلَى أُمِّي ارْفَعُوهُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ بِإِنْجَانَةٍ مِنْ خَزَفٍ , فَتَوَضَّأَ مِنْهَا , قَالَ: وَأَحْسَبُهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَجْمَرْتُ لِابْنِ عُمَرَ ثَوْبَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالْمَدِينَةِ , فَلَبِسَهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ [ص: 161] ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمَا , فَرُفِعَا , فَخَرَجَ مِنَ الْغَدِ إِلَى مَكَّةَ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ دَعَا بِهِمَا , فَوَجَدَ مِنْهُمَا رِيحَ الطِّيبِ , فَأَبَى أَنْ يَلْبِسَهُمَا , وَهُمَا حُلَّةٌ بُرُودٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَغْتَسِلُ لِإِحْرَامِهِ , وَلِدُخُولِهِ مَكَّةَ , وَلِوقُوفِهِ بِعَرَفَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: خُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: أُهْدِيَتْ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَثْوَابٌ هَرْوَى , فَرَدَّهَا , وَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنَا مِنْ لُبْسِهَا إِلَّا مَخَافَةُ الْكِبْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَبَّلَ ابْنُ عُمَرَ بُنَيَّةً لَهُ , فَمَضْمَضَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَرِثْتُ مِنْ أَبِي سَيْفًا شَهِدَ بِهِ بَدْرًا , نَعْلُهُ كَثِيرَةُ الْفِضَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا، وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَرَأَيْتُهُ يَكْتُبُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَلِيفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبَ إِنْسَانٌ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِفُلَانٍ , فَقَالَ: مَهْ، إِنَّ اسْمَ اللَّهَ هُوَ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ [ص: 162] أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى أَصْحَابِهِ , فَنَظَرْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَإِذَا عَيْنَاهُ تَهْرَاقَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَرَأَ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [النساء: 41] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ , فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُهُ وَجَيْبُهُ مِنْ دُمُوعِهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثَنِي الَّذِي كَانَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , فَأَقُولَ لَهُ: اقْصِرْ عَلَيْكَ فَإِنَّكَ قَدْ آذَيْتَ هَذَا الشَّيْخَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ الْعَاصِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو حَتَّى تُحَاذِيَا مَنْكِبَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ أَقَامَ بِأَذْرَبِيجَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَبَسَهُ بِهَا الثَّلْجُ , فَكَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: سَلَّمَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: جَلِيسُكَ، قَالَ: مَا هَذَا؟ مَتَى كَانَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ؟ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَبَا بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , فَهَلْ تَرَى هَاهُنَا مِنْ شَيْءٍ يَعْنِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَدَعُ عُمْرَةَ رَجَبَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: تَصَدَّقَ ابْنُ عُمَرَ بِدَارِهِ مَحْبُوسَةً لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ , وَمَنْ سَكَنَهَا مِنْ وَلَدِهِ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا، ثُمَّ سَكَنَهَا ابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى يَهُودٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , فَقِيلَ: لَهُ إِنَّهُمْ يَهُودٌ، فَقَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ سَلَامِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقْذَرُ الْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ، فَلَمْ يَكُنْ يَأْكُلُهُ لِلَّذِي كَانَ يُصْنَعُ فِيهِ مِنَ الْعَذِرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ , فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ , وَعَدَلَ بِرَاحِلَتِهِ عَنِ الطَّرِيقِ , وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟ وَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَمْضِي حَتَّى قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَنْ أُذُنَيْهِ , وَعَدَلَ إِلَى الطَّرِيقِ , وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ , فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدٌ بِالْيَمَامَةِ دَفَعَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَالَهُ , قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُقْرِضُ مِنْهُ وَيَسْتَقْرِضُ لِنَفْسِهِ فَيَتْجَرُ لَهُمْ بِهِ فِي غَزْوِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَغْدُو كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا إِلَى قُبَاءَ وَنَعْلَيْهِ فِي يَدَيْهِ , فَيَمُرُّ بِعَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ الْعُتْوَارِيِّ بَطْنٍ مِنْ كِنَانَةَ , فَيَقُولُ: يَا عَمْرُو اغْدُ بِنَا، فَيَغْدُوَانِ جَمِيعًا يَمْشِيَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَهُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 164] بْنِ عُمَرَ فَلَمْ يَكُنْ يُطِيقُ شَيْئًا مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا عَمِلَهُ لَا يَكِلْهُ إِلَيْنَا، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَطَأُ عَلَى ذِرَاعِ نَاقَتِي حَتَّى أَرْكَبَهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْسَرُ النَّرْدَ وَالْأَرْبَعَةَ عَشَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَمَا نُكُثْتُ وَلَا بَدَّلْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا , وَلَا بَايَعْتُ صَاحِبَ فِتْنَةٍ , وَلَا أَيْقَظْتُ مُؤْمِنًا مِنْ مَرْقَدِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَفَفْتُ يَدَيَّ , فَلَمْ أَنْدَمْ , وَالْمُقَاتِلُ عَلَى الْحَقِّ أَفْضَلُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَعَلَّمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي أَرْبَعِ سِنِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: دَسَّ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ مَا فِي نَفْسِ ابْنِ عُمَرَ , يُرِيدُ الْقِتَالَ أَمْ لَا؟ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَنُبَايُعْكَ، وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا ثَلَاثَةُ أَعْلَاجٍ بِهَجَرَ لَمْ يَكُنْ لِي فِيهَا حَاجَةٌ. قَالَ: فَعَلِمَ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ الْقِتَالَ، قَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبَايَعَ لِمَنْ قَدْ كَادَ النَّاسُ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَيْهِ وَيُكْتَبَ لَكَ مِنَ الْأَرَضِينَ وَمِنَ الْأَمْوَالِ مَا لَا تَحْتَاجُ أَنْتَ وَلَا وَلَدُكَ إِلَى مَا بَعْدَهُ. فَقَالَ: أُفٍّ لَكَ، اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي، ثُمَّ لَا تَدْخُلْ عَلَيَّ , وَيْحَكَ إِنَّ دِينِي لَيْسَ بِدِينَارِكُمْ وَلَا دِرْهَمِكُمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَيَدِي بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ [ص: 165] مَيْمُونٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعًا هَلْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْمَعُ عَلَى الْمَأْدُبَةِ؟ قَال: مَا فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا مَرَّةً انْكَسَرَتْ نَاقَةٌ لَهُ فَنَحَرَهَا، ثُمَّ قَالَ لِي: احْشُرْ عَلَيَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تَحْشُرُهُمْ وَلَيْسَ عِنْدَكَ خُبْزٌ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، تَقُولُ هَذَا لَحْمٌ، وَهَذَا مَرَقٌ، فَمَنْ شَاءَ أَكَلَ، وَمَنْ شَاءْ تَرَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِهِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ لِحَافٍ أَوْ بِسَاطٍ وَكُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهِ , فَمَا وَجَدْتُهُ يُسَاوِي مِائَةَ دِرْهَمٍ، قَالَ: وَدَخَلْتُ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى , فَمَا وَجَدْتُهُ يَسْوَى ثَمَنَ طَيْلَسَانِيٍّ هَذَا , قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ فَبِيعَ طَيْلَسَانُ مَيْمُونٍ حِينَ مَاتَ فِي مِيرَاثِهِ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: كَانَتِ الطَّيَالِسَةُ كُرْدَيَّةً يَلْبَسُ الرَّجُلُ الطَّيْلَسَانِ ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمَّ يَقْلِبُهُ أَيْضًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَجْمَعُ أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَى جَفْنَتِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَرُبَّمَا سَمِعَ بِنِدَاءِ مِسْكِينٍ , فَيَقُومُ إِلَيْهِ بِنَصِيبِهِ مِنَ اللَّحْمِ وَالْخُبْزِ , فَإِلَى أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَيْهِ , وَيَرْجِعُ قَدْ فَرَغُوا مِمَّا فِي الْجَفْنَةِ , فَإِنْ كُنْتَ أَدْرَكْتَ فِيهَا شَيْئًا , فَقَدْ أَدْرَكَ فِيهَا , ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَهَى سَمَكًا قَالَ: فَطَلَبَتْ لَهُ صَفِيَّةُ امْرَأَتُهُ , فَأَصَابَتْ لَهُ سَمَكَةً , فَصَنَعَتْهَا , فَأَطَابَتْ صَنْعَتَهَا، ثُمَّ قَرَّبَتْهَا إِلَيْهِ , قَالَ: وَسَمِعَ نِدَاءَ مِسْكِينٍ عَلَى الْبَابِ , فَقَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَّا رَدَدْتَ نَفْسَكَ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَقَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ فَقَالَتْ: فَنَحْنُ نُرْضِيهِ مِنْهَا، قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ , فَقَالُوا لِلسَّائِلِ: إِنَّهُ قَدِ اشْتَهَى هَذِهِ السَّمَكَةَ، قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ اشْتَهَيْتُهَا، قَالَ: فَمَاكَسَهُمْ حَتَّى أَعْطُوهُ دِينَارًا , قَالَتْ: إِنَّا قَدْ أَرْضَيْنَاهُ، قَالَ: لِذَلِكَ قَدْ أَرْضَوكَ وَرَضِيتَ وَأَخَذْتَ الثَّمَنَ؟ قَالَ: نَعَمْ [ص: 166] قَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر الوافر] يُحِبُّ الْخَمْرَ مِنْ مَالِ النَّدَامَى ... وَيَكْرَهُ أَنْ تُفَارِقَهُ الْفُلُوسُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، أَنَّ امْرَأَةَ ابْنِ عُمَرَ عُوتِبَتْ فِيهِ , فَقِيلَ لَهَا: مَا تَلْطُفِينَ بِهَذَا الشَّيْخِ؟ قَالَتْ: وَمَا أَصْنَعُ بِهِ لَا يُصْنَعُ لَهُ طَعَامٌ إِلَّا دَعَا عَلَيْهِ مَنْ يَأْكُلُهُ , فَأَرْسَلَتْ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمَسَاكِينَ كَانُوا يَجْلِسُونَ بِطَرِيقِهِ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ , فَأَطْعَمْتُهُمْ، وَقَالَتْ: لَا تَجْلِسُوا بِطَرِيقِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ , فَقَالَ: أَرْسِلُوا إِلَى فُلَانٍ وَإِلَى فُلَانٍ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ قَدْ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ بِطَعَامٍ , وَقَالَتْ: إِنْ دَعَاكُمْ فَلَا تَأْتُوهُ، فَقَالَ: أَرَدْتُمْ أَنْ لَا أَتَعَشَّى اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَتَعَشَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ قَالَ: أَقْرَضْتُ ابْنَ عُمَرَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ , فَبَعَثَ إِلَيَّ بِأَلْفَيْ وَافٍ , فَوَزَنْتُهَا , فَإِذَا هِيَ تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ , فَقُلْتُ: مَا أَرَى ابْنَ عُمَرَ إِلَّا يُجَرِّبُنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهَا تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: هِيَ لَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا اشْتَدَّ عُجْبُهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ قَرَّبَهُ لِرَبِّهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ذَاتَ عَشِيَّةٍ , وَكُنَّا حُجَّاجًا وَرَاحَ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ قَدْ أَخَذَهُ بِمَالٍ , أَعْجَبَتْهُ رَوْحَتُهُ وَسَرَّهُ إِنَاخَتُهُ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ , ثُمَّ قَالَ: يَا نَافِعُ انْزِعُوا زِمَامَهُ , وَرَحْلَهُ , وَجَلِّلَوهُ , وَأَشْعِرُوهُ , وَأَدْخَلُوهُ فِي الْبُدْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ , فَلَمَّا اشْتَدَّ عُجْبُهُ بِهَا أَعْتَقَهَا , وَزَوَّجَهَا مَوْلًى لَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: هُوَ نَافِعٌ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا , قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَأْخُذُ ذَلِكَ الصَّبِيَّ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: وَاهًا لِرِيحِ فُلَانَةَ يَعْنِي الْجَارِيَةَ الَّتِي أَعْتَقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا رَأَى مِنْ رَقِيقِهِ امْرًا يُعْجِبُهُ أَعْتَقَهُ، فَكَانَ رَقِيقُهُ قَدْ عَرَفُوا ذَلِكَ مِنْهُ، قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ غِلْمَانِهِ رُبَّمَا شَمَّرَ وَلَزِمَ الْمَسْجِدَ , فَإِذَا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الْحَسَنَةِ أَعْتَقَهُ، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هُمْ إِلَّا يَخْدَعُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ خَدَعَنَا بِاللَّهِ انْخَدَعْنَا لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَسَجَدَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَوْلَا مَخَافَتُكَ لَزَاحَمْنَا قَوْمَنَا قُرَيْشًا فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَدْرَكَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي الطَّوَافِ , فَخَطَبَ إِلَيْهِ ابْنَتَهُ , فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ شَيْئًا , فَقَالَ عُرْوَةُ: لَا أَرَاهُ وَافَقَهُ الَّذِي طَلَبْتُ مِنْهُ لَا جَرَمَ لَأُعَاوِدَنَّهُ فِيهَا، قَالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَبْلَهُ , وَجَاءَ بَعْدَنَا , فَدَخَلَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكَ أَدْرَكَتْنِي فِي الطَّوَافِ , فَذَكَرْتُ لِيَ ابْنَتِي وَنَحْنُ نَتَرَاءَى اللَّهَ بَيْنَ أَعْيُنِنَا , فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أُجِيبَكَ فِيهَا بِشَيْءٍ , فَمَا رَأْيُكَ فِيمَا طَلَبْتَ، أَلَكَ بِهِ حَاجَةٌ؟ قَالَ: فَقَالَ عُرْوَةُ: مَا كُنْتُ قَطُّ أَحْرَصَ عَلَى ذَلِكَ مِنِّي السَّاعَةَ [ص: 168] ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: يَا نَافِعُ ادْعُ لِي أَخَوَيْهَا، قَالَ: فَقَالَ لِي عُرْوَةُ: وَمَنْ وَجَدَتَ مِنَ بَنِيِ الزُّبَيْرِ , فَادْعُهُ لَنَا , قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا حَاجَةَ لَنَا بِهِمْ، قَالَ عُرْوَةُ: فَمَوْلَانَا فُلَانٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَلِكَ أَبْعَدُ، فَلَمَّا جَاءَ أَخَوَاهَا حَمِدَ اللَّهَ ابْنُ عُمَرَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: هَذَا عِنْدَكُمْ عُرْوَةُ , وَهُوَ مِمَّنْ قَدْ عَرَفْتُمَا , وَقَدْ ذَكَرَ أُخْتَكُمَا سَوْدَةَ , فَأَنَا أُزَوِّجُهُ عَلَى مَا أَخَذَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الرِّجَالِ لِلنِّسَاءِ إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَعَلَى مَا يَسْتَحِلُّ بِهِ الرِّجَالُ فَرُّوجَ النِّسَاءِ , لَكَذَلِكَ يَا عُرْوَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ لِي نَافِعٌ فَلَمَّا أَوَلَمَ عُرْوَةُ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَدْعُوهُ، قَالَ: فَجَاءَ , فَقَالَ لَهُ: لَوْ كُنْتَ تَقَدَّمْتَ إِلَيَّ أَمْسِ لَمْ أَصُمِ الْيَوْمَ، فَمَا رَأْيُكَ أَقْعُدُ أَوْ أَنْصَرِفُ؟ قَالَ: بَلِ انْصَرِفْ رَاشِدًا , قَالَ: فَانْصَرَفَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ مَسْأَلَةٍ , فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مَسْأَلَتَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَمَا سَمِعْتَ مَسْأَلَتِي؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّكُمْ كَأَنَّكُمْ تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِسَائِلِنَا عَمَّا تَسْأَلُونَنَا عَنْهُ، اتْرُكْنَا يَرْحَمْكَ اللَّهُ حَتَّى نَتَفَهَّمَ فِي مَسْأَلَتِكَ , فَإِنْ كَانَ لَهَا جَوَابٌ عِنْدَنَا، وَإِلَّا أَعْلَمْنَاكَ أَنَّهُ لَا عَلِمَ لَنَا بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ذَاكِرًا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَّا ابْتَدَرَتْ عَيْنَاهُ تَبْكِيَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , فَجَعَلَ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَابَّتِهِ , فَقَالَ لِيَ ابْنُ عُمَرَ: يَا مُجَاهِدُ إِنَّ [ص: 169] النَّاسَ يُحِبُّونَنِي حُبًّا لَوْ كُنْتُ أُعْطِيهُمُ الذَّهَبَ وَالْوَرِقَ مَا زِدْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَتْ عَلَيْهِ دَرَاهِمُ , فَقَضَى أَجْوَدَ مِنْهَا , فَقَالَ الَّذِي قَضَاهُ: هَذِهِ خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِي، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ وَلَكِنْ نَفْسِي بِذَلِكَ طَيْبَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ شَيْخٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ ابْنِ الزُّبَيْرِ انْتَهَبَ تَمْرٌ , فَاشْتَرَيْنَا مِنْهُ , فَجَعَلْنَاهُ خَلًا , فَأَرْسَلَتْ أُمِّي إِلَى ابْنِ عُمَرَ , وَذَهَبْتُ مَعَ الرَّسُولِ , فَسَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَهْرِيقُوهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ جَمِيعًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ: قَالَ مَرْوَانُ لِابْنِ عُمَرَ: هَلُمَّ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ , فَإِنَّكَ سَيِّدُ الْعَرَبِ , وَابْنُ سَيِّدِهَا، قَالَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْمَشْرِقِ؟ قَالَ: تَضْرِبُهُمْ حَتَّى يُبَايِعُوا، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّهَا دَانَتْ لِي سَبْعِينَ سَنَةً , وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي سَبَبِي رَجُلٌ وَاحِدٌ، قَالَ: يَقُولُ مَرْوَانُ: [البحر البسيط] إِنِّي أَرَى فِتْنَةً تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا أَبُو لَيْلَى: مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ بَعْدَ يَزِيدَ أَبِيهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , بَايَعَ لَهُ أَبُوهُ النَّاسَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قِيل لِابْنِ عُمَرَ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَالْخَوَارِجِ , وَالْخَشَبَيَّةِ: أَتُصَلِّي مَعَ هَؤُلَاءِ وَمَعَ هَؤُلَاءِ وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا؟ قَالَ: فَقَالَ: مَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى [ص: 170] قَتْلِ أَخِيكَ وَأَخْذِ مَالِهِ قُلْتُ: لَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ غَزَا الْعِرَاقَ , فَبَارَزَ دِهْقَانًا , فَقَتَلَهُ , وَأَخَذَ سَلَبَهُ , فَسُلِّمَ ذَلِكَ لَهُ، ثُمَّ أَتَى أَبَاهُ , فَسَلَّمَهُ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قِيل لِنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ؟ قَالَ: لَا يُطِيقُونَهُ , الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاةٍ , وَالْمُصْحَفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَلَّا يَتَزَوَّجَ , فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: تَزَوَّجْ , فَإِنْ مَاتُوا أُجِرْتَ فِيهِمْ , وَإِنْ بَقُوا دَعَوُا اللَّهَ لَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ , فَقَالَ: لَا أَدْرِي , فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ , أَفْتَى نَفْسَهُ , فَقَالَ: أَحْسَنَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ , فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ حَاجَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ , فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ , فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ , فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى كَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٌ إِلَّا لَأُسَلِّمَ أَوْ يُسَلَّمَ عَلَيَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ نُبَاتَةَ الْحُدَّانِيُّ [ص: 171] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّهُ أَتَى ابْنَ عُمَرَ بِهَدِيَّةٍ مِنَ الْبَصْرَةِ , فَقَبِلَهَا , فَسَأَلْتُ مَوْلًى لَهُ أَيَطْلُبُ الْخِلَافَةَ؟ قَالَ: لَا هُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَاكَ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ صَائِمًا فِي ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اسْتَسْقَى ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا , فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ مِنْ زُجَاجٍ , فَلَمَّا رَآهُ لَمْ يَشْرَبْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: شَهِدْتُ سَالِمًا اسْتَسْقَى , فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ مُفَضَّضٍ , فَلَمَّا مَدَّ يَدَيْهِ إِلَيْهِ فَرَآهُ كَفَّ يَدَيْهِ وَلَمْ يَشْرَبْ، فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا يَمْنَعُ أَبَا عُمَرَ أَنْ يَشْرَبَ؟ قَالَ: الَّذِي سَمِعَ مِنَ أَبِيهِ فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ، قَالَ: قُلْتُ: أَوَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَشْرَبُ فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ يَشْرَبُ فِي الْمُفَضَّضِ فَوَاللَّهِ مَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَوَضَّأُ فِي الصُّفْرِ، قُلْتُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: فِي الرِّكَاءِ وَأَقْدَاحِ الْخَشَبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَنْتَفِ بْنِ السِّجْفِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تَبَايَعَ هَذَا الرَّجُلَ أَعِنِّي ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ بَيْعَتَهُمْ إِلَّا قِقَّةً، أَتَدْرِي مَا قِقَّةٌ؟ أَمَا رَأَيْتَ الصَّبِيَّ يَسْلَحُ , ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ فِي سَلْحِهِ , فَتَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: قِقَّةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنَ عُمَرَ: إِنَّمَا كَانَ مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا يَسِيرُونَ عَلَى جَادَةٍ يَعْرِفُونَهَا , فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ وَظُلْمَةٌ , فَأَخَذَ بَعْضُنَا يَمِينًا وَبَعْضُنَا شِمَالًا، فَأَخْطَأْنَا الطَّرِيقَ , وَأَقَمْنَا حَيْثُ أَدْرَكْنَا ذَلِكَ، حَتَّى تَجَلَّى عَنَّا ذَلِكَ حَتَّى أَبْصَرَنَا الطَّرِيقَ الْأَوَّلَ , فَعَرَفْنَاهُ , فَأَخَذْنَا فِيهِ. إِنَّمَا هَؤُلَاءِ فِتْيَانٌ يَتَقَاتَلُونَ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ وَعَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي [ص: 172] أَلَّا يَكُونَ لِي مَا يَقْتُلُ فِيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِنَعْلَيَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ فَتْحَ مَكَّةَ , وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً , وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ جَرُورٍ , وَمَعَهُ رُمْحٌ ثَقِيلٌ , وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ فَلُوتٌ , قَالَ: فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ , فَقَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ» يَعْنِي أَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ فَتْحَ مَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ دُعِيَ إِلَى دَعْوَةٍ , فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مُوَرَّدٌ , قَالَ: فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ , قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ , وَمَدَّ يَدَهُ، ثُمَّ رَفَعَهَا , وَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، وَلِلدَّعُوَةِ حَقٌّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ , وَهُوَ يَقُولُ بِيَدَيْهِ هَكَذَا، وَيُدْخِلُ أَبُو جَعْفَرٍ يَدَهُ فِي إِبْطِهِ , وَيَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، فَأَدْخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِصْبَعَهُ فِي أَنْفِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَزَعَةَ الْعُقَيْلِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَجَدَ الْبَرْدَ وَهُوَ مُحْرِمٌ , فَقَالَ: أَلْقِ عَلَيَّ ثَوْبًا، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ مِطْرِفًا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى طَرَائِقِهِ , وَعَلَمَهُ وَكَانَ عَلِمُهُ إِبْرِيسَمًا , فَقَالَ: لَوْلَا هَذَا لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ الْمِطْرِفَ ثَمَنَ خَمْسِ مِائَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَلْبَسُ الْخَزَّ، وَكَانَ يَرَاهُ عَلَى بَعْضِ وَلَدِهِ فَلَا [ص: 173] يُنْكِرُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ الْمَصْبُوغَ بِالْمِشْقِ , وَالْمَصْبُوغَ بِالزَّعْفَرَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَدْخُلُ حَمَّامًا وَلَا مَاءً إِلَّا بِإِزَارٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى عَلَى ابْنِ عُمَرَ نَعْلَيْنِ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ شِسْعَانِ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ , فَرَأَيْتُهُ إِذَا أَتَى الْمَسِيلَ يَرْمُلُ رَمَلًا هَنِيئًا فَوْقَ الْمَشْيِ , وَإِذَا جَاوَزَهُ مَشَى , وَكُلَّمَا أَتَى عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَامَ مُقَابِلَ الْبَيْتِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ , فَرَأَى لَهُ فُسْطَاطَيْنِ وَسُرَادِقًا , وَرَأَى عَلَيْهِ نَعْلَيْنِ بِقِبَالَيْنِ , أَحَدُ الزِّمَامَيْنِ بَيْنَ الْأَرْبَعِ , مِنْ نِعَالٍ لَيْسَ عَلَيْهَا شَعْرٌ مُلَسَّنَةٌ كُنَّا نُسَمِّيهَا الْحَمْصِيَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ اشْتَرَى قَمِيصًا فَلَبِسَهُ , فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهُ , فَأَصَابَ الْقَمِيصَ صُفْرَةٌ مِنْ لِحْيَتِهِ , فَأَمْسَكَهُ مِنْ أَجْلِ تِلْكَ الصُّفْرَةِ قَالَ عَفَّانُ: وَلَمْ يَرُدَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَوْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَتَّزِرُ فَوْقَ الْقَمِيصِ فِي السَّفَرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَزْرَقَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: قَلَّ مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ مَحْلُولُ الْإِزَارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَزِرُ قَمِيصَهُ قَطُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ إِزَارَ ابْنِ عُمَرَ فَوْقَ الْعَرْقُوبَيْنِ وَدُونَ الْعَضَلَةٍ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَصْفَرَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ التَّاجِيِّ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ ثَوْبَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ سَاقِهِ تَحْتَ الْإِزَارِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الْإِزَارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَقَفَ عَلَى أَبِي , وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مُشَمَّرٌ , فَأَمْسَكَ أَبِي بِطَرَفِ قَمِيصِهِ , وَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ , ثُمَّ قَالَ: لَكَأَنَّهُ قَمِيصُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَإِذَا رَجُلٌ جُهَيْرٌ , يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ , عَلَيْهِ قَمِيصٌ دَسْتُوَانِيُّ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ دِهْقَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَتَّزِرُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ اعْتَمَّ وَأَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنَ الْبُرْنُسِ إِذَا سَجَدَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنَ عُمَرَ عِمَامَةً سَوْدَاءَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَيَّانَ الْبَارِقِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي إِزَارٍ مُؤْتَزِرًا بِهِ - أَوْ - سَمِعْتُهُ يُفْتِي أَوْ يُصَلِّي [ص: 175] فِي إِزَارٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ النَّخْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي فِي إِزَارٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ وَيَعْتَمُّ وَيُرْخِيهَا مِنْ خَلْفِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي مَا نِصْفُ سَاقِهِ، وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُشَمِّرُ قَمِيصَهُ تَشْمِيرًا شَدِيدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ بُرْدَيْنِ مُعَافِرِيَّيْنِ , وَرَأَيْتُ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ بِالْمَدِينَةِ مُطْلِقًا إِزَارَهُ يَأْتِي أَسْوَاقَهَا , فَيَقُولُ: كَيْفَ يُبَاعُ ذَا؟ كَيْفَ يُبَاعُ ذَا؟ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ خَلْفَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي مَحْلُولَ الْإِزَارِ , وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَحْلُولَ الْإِزَارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَا يَزِرُّ قَمِيصَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ خَاتَمٌ , فَكَانَ يَجْعَلَهُ عِنْدَ ابْنِهِ أَبِي عُبَيْدٍ , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ أَخَذَهُ فَخَتَمَ بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ نَافِعٍ خَاتَمَ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَتَخَتَّمُ إِنَّمَا كَانَ خَاتَمُهُ يَكُونُ عِنْدَ صَفِيَّةَ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ أَرْسَلَنِي فَجِئْتُ بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ فِي خَاتَمِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ ابْنِ عُمَرَ كَانَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَى أَنْ يَنْقُشَ فِي الْخَاتَمِ بِالْعَرَبِيَّةِ , قَالَ أَبَانُ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ , فَقَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: اللَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُحْفِي شَارِبَهُ، وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يُحْفِي شَارِبَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ , قَالَ: وَأَجْلَسَنِي فِي حِجْرِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ: وَأُمُّ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابْنَةُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ [ص: 177] بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى كُنْتُ أَظُنُّهُ يَنْتِفُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَاطِبِيُّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَّا مُحِلَّ الْإِزَارِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: حَتَّى أَرَى بَيَاضَ بَشَرَتِهِ أَوْ يَسْتَبِينَ بَيَاضُ بَشَرَتِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّهُ سَأَلَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ: أَتَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ يُحْفِي شَارِبَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ؟ فَقَالَ: لَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , فَإِنَّهُمَا كَانَا يَفْعَلَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى بَيَاضِ الْجِلْدَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَجُزُّ شَارِبَهُ حَتَّى يُحْفِيَهُ وَيَفْشُوَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا 7103 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ هَلْ رَأَيْتَ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: كَانَ مَيْمُونٌ يُحْفِي شَارِبَهُ , وَيَذْكُرُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحْفِي شَارِبَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ [ص: 178] : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ هَاتَيْنِ السَّبْلَتَيْنِ يَعْنِي مَا طَالَ مِنَ الشَّارِبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الرَّيَّانِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ جَزَّ شَارِبَهُ حَتَّى كَأَنَّمَا قَدْ حَلَقَهُ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ , قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , فَقَالَ: صَدَقَ حَبِيبٌ، كَذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْخُذُ مِنْ هَذَا وَمِنْ هَذَا، وَأَشَارَ أَزْهَرُ إِلَى شَارِبَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ أَخِي الحَلْقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَفْصٌ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْفِي لِحْيَتَهُ إِلَّا فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقْبِضُ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا جَاوَزَ الْقَبْضَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقْبِضُ هَكَذَا وَيَأْخُذُ مَا فَضَلَ عَنِ الْقَبْضَةِ، وَيَضَعُ يَدَهُ عِنْدَ الذَقْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَجَّامُ الَّذِي كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَةِ ابْنِ عُمَرَ مَا فَضَلَ عَنِ الْقَبْضَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ، وَرَأَيْتُ فِيَ رِجْلَيْهِ نَعْلَيْنِ فِيهِمَا قِبَالَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَدَّهِنُ بِالْخَلُوقِ يُغَيِّرِ بِهِ شَيْبَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تُمْلَأَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُهُ مُحَلِّلًا أَزْرَارَ قَمِيصِهِ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَرَأَيْتُهُ مُعْتَمًّا قَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَمَا أَدْرِي الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ أَطْوَلُ أَوِ الَّذِي خَلْفَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ حَتَّى قَدْ رَدَغَ ذَا مِنْهُ. وَأَشَارَ إِلَى جَيْبِ قَمِيصِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجِ يَعْنِي عُبَيْدَ بْنَ جُرَيْجٍ، قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، قُلْتُ: وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْبَسُهَا وَيَسْتَحِبُّهَا وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالزَّعْفَرَانِ [ص: 180] ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهِ - أَوْ قَالَ -: رَأَيْتُهُ أَحَبَّ الصِّبْغَ إِلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنَ الصِّبْغِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلَقَدْ كَانَ يَصْبُغُ بِهَا ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَرَأَيْتُهُ لَا يَزَرُ قَمِيصَهُ، وَرَأَيْتُهُ مَرَّ فَسَهَا أَنْ يُسَلِّمَ , فَرَجَعَ , فَقَالَ: إِنِّي سَهَوْتُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِخَلُوقِ الْوَرْسِ حَتَّى يَمْلَأَ مِنْهُ ثِيَابَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ بِالْخَلُوقِ وَالزَّعْفَرَانِ لِحْيَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالزَّعْفَرَانِ وَالْوَرْسِ فِيهِ الْمِسْكُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ [ص: 181] حَتَّى تُرَى الصُّفْرَةُ عَلَى قَمِيصِهِ مِنْ لِحْيَتِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَاكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ، وَأَرَى النَّاسَ يَصْبُغُونَ وَيُلَوِّنُونَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ قُلْتُ: رَأَيْتَ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهْ يُصَفِّرُهَا , وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِحْيَتَهُ مُصْفَرَّةً , لَيْسَتْ بِالشَّدَيدَةِ وَهِيَ يَسِيرَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْفِي لِحْيَتَهُ إِلَّا فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: تَرَكَ ابْنُ عُمَرَ الْحَلْقَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ , فَقَصَّرَ نَوَاحِي مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ , قَالَ: وَكَانَ أَصْلَعَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: أَفَمِنَ اللِّحْيَةِ؟ قَالَ: كَانَ يَأْخُذُ مِنْ أَطْرَافِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَحُجَّ سَنَةً , فَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ , وَحَلَقَ رَأْسَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , وَأَبُو أُسَامَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ -: طَوِيلَةٌ - وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ -: جُمَّةٌ مُفْرُوقَةٌ تَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ , قَالَ هِشَامٌ: فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى الْمَرْوَةِ , فَدَعَانِي , فَقَبَّلَنِي، وَأَرَاهُ قَصَّرَ يَوْمَئِذٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ [ص: 182] ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ صَلْعَةَ ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ مَوْعِدِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ , مَا كَانَ أَشْفَقَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يَخْرُجَ هُوَ وَعَلِيٌّ مِنْهَا , فَجَاءَ مُعَاوِيَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى بُخْتِيٍّ عَظِيمٍ طَوِيلٍ , فَقَالَ: وَمَنْ هَذَا الَّذِي يَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَوْ يَمُدُّ إِلَيْهِ عُنُقَهُ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالدُّنْيَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ , فَإِنِّي هَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: يَطْمَعُ فِيهِ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَيْهِ حَتَّى أَدْخَلَكُمَا فِيهِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَثِمَارَهَا، فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ: وَمَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ مِنْكَ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ مَا فِي الْجِنَّانِ , فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي ذَاكَ فَسَادٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا اجْتُمِعَ عَلَى مُعَاوِيَةَ قَامَ , فَقَالَ: وَمَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنِّي؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَتَهَيَّأَتْ أَنْ أَقُومَ فَأَقُولَ: أَحَقُّ بِهِ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْكُفْرِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَظُنَّ بِي غَيْرَ الَّذِي بِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفٍ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَرَى ذَاكَ أَرَادَ إِنَّ دِينِي عِنْدِي إِذًا لَرَخِيصٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , فَبَلَغَ ذَاكَ ابْنَ عُمَرَ , فَقَالَ: إِنْ كَانَ خَيْرًا رَضِينَا، وَإِنْ كَانَ بَلَاءً صَبَرْنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ [ص: 183] جُوَيْرِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا ابْتَزَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَخَلَعُوهُ , دَعَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بَنِيهِ , وَجَمَعَهُمْ , فَقَالَ: إِنَّا بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلّى الله عليه وسلم ثُمَّ يَنْكُثَ بَيْعَتَهُ، فَلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ وَلَا يُسْرِعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَتَكُونَ الصَّيْلَمُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيُقْتَلَنَّ ابْنَ عُمَرَ , فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ النَّاسُ وَتَلَقَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ فِيمَنْ تَلَقَّاهُ , فَقَالَ: إِيهِنْ مَا جِئْتَنَا بِهِ، جِئْتَنَا لِتَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ ثَلَاثًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَيُقْتَلَنَّ ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: فَجَعَلَ أَهْلُنَا يَقْدُمُونَ عَلَيْنَا وَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَدَخَلَا بَيْتًا، وَكُنْتُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ , فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ يَقُولُ: أَفَتَتْرُكُهُ حَتَّى يَقْتُلَكَ، وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي لَقَاتَلْتُهُ دُونَكَ , قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَفَلَا أَصْبِرُ فِي حَرَمِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَسَمِعْتُ نَجِيَّهُ تِلْكَ اللَّيْلةَ مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا دَنَا مُعَاوِيَةُ تَلَقَّاهُ النَّاسُ وَتَلَقَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: إِيهِنْ مَا جِئْتَنَا بِهِ، جِئْتَ لِتَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي قَدْ بَايَعْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى [ص: 184] سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ مُحَمَّدًا قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ عُمَرَ عِنْدَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي حَفْصَةَ , فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ صَارَتْ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَلَمَّا حَضَرَ ابْنُ عُمَرَ جَعَلَهَا إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَتَرَكَ سَالِمًا , وَكَانَ النَّاسُ عَنَّفُوهُ بِذَلِكَ , قَالَ: فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَقَدْ كُنْتُ هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ لَوْ فَعَلَتَ لَكَوَّسَكَ اللَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ رَأْسُكَ أَسْفَلَكَ، قَالَ: فَنَكَّسَ الْحَجَّاجُ قَالَ: وَقُلْتُ: يَأْمُرُ بِهِ الْآنَ، قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: أَيُّ قُرَيْشٍ أَكْرَمُ بَيْتًا، وَأَخَذَ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ الْفَاسِقُ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَرَّفَ كِتَابَ اللَّهِ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، كَذَبْتَ، كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، وَلَا أَنْتَ مَعَهُ. فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ، يُوشِكُ شَيْخٌ أَنْ يُؤْخَذَ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فَيُجَرَّ قَدِ انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يُوصِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ ابْنُ عُمَرَ قَالُوا لَهُ: أَوْصِ، قَالَ: وَمَا أُوصِي قَدْ كُنْتُ أَفْعَلُ فِي الْحَيَاةِ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ، فَأَمَّا الْآنَ فَإِنِّي لَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ لَا أُدْخِلُ عَلَيْهِمْ فِي رِبَاعِهِمْ أَحَدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اشْتَكَى , فَذَكَرُوا لَهُ الْوَصِيَّةَ , فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ مَا كُنْتُ أَصْنَعُ فِي مَالِي، وَأَمَّا رِبَاعِيِّ وَأَرْضِي فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ أُشْرِكَ مَعَ وَلَدِي فِيهَا أَحَدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِمَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَقَالَ أَصَابَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِزُجِّهِ فِي رِجْلِهِ. قَالَ: فَأَتَاهُ الْحَجَّاجُ يَعُودُهُ , فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ الَّذِي أَصَابَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنْتَ الَّذِي أَصَبْتَنِي، قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: يَوْمَ أَدْخَلْتَ حَرَمَ اللَّهِ السِّلَاحَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشٌ الْعَامِرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ ابْنَ عُمَرَ الْخَبْلُ الَّذِي أَصَابَهُ بِمَكَّةَ , فَرُمِيَ حَتَّى أَصَابَ الْأَرْضَ، فَخَافَ أَنْ يَمْنَعَهُ الْأَلَمُ , فَقَالَ: يَا ابْنَ أُمِّ الدَّهْمَاءِ اقْضِ بِيَ الْمَنَاسِكَ. فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ بَلَغَ الْحَجَّاجَ , فَأَتَاهُ يَعُودُهُ , فَجَعَلَ يَقُولُ: لَوْ أَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ لَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي يَوْمٍ لَا يُحْمَلُ فِيهِ السِّلَاحُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْحَجَّاجُ , قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا آسَى مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى ثَلَاثٍ ظِمَإِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأَلَّا أَكُونَ قَاتَلْتُ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي حَلَّتْ بِنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْذِ اللَّهِ شَيْخًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ , قَالَ: لَمَّا أُصِيبَتْ رِجْلُ ابْنِ عُمَرَ أَتَاهُ الْحَجَّاجُ يَعُودُهُ , فَدَخَلَ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ , [ص: 186] فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَلْ تَدْرِي مَنْ أَصَابَ رِجْلَكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ مَنْ أَصَابَكَ لَقَتَلْتُهُ. فَأَطْرَقَ ابْنُ عُمَرَ , فَجَعَلَ لَا يُكَلِّمُهُ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْحَجَّاجُ وَثَبَ كَالْمُغْضَبِ، فَخَرَجَ يَمْشِي مُسْرِعًا حَتَّى إِذَا كَانَ فِي صَحْنِ الدَّارِ الْتَفَتَ إِلَى مَنْ خَلْفَهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَأْخُذَ بِالْعَهْدِ الْأَوَّلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي أَبَاهُ , قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ يَعُودُ ابْنَ عُمَرَ , وَعِنْدَهُ سَعِيدٌ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَقَدْ أَصَابَ رِجْلَهُ , قَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ أَمَا إِنَّا لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ عَاقَبْنَاهُ، فَهَلْ تَدْرِي مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلَاحِ فِي الْحَرَمِ لَا يَحِلُّ فِيهِ حَمَلُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْرَسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَمَّا أَصَابَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْ جِرَاحَتِهِ , فَقَالَ سَالِمٌ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ مَا هَذَا الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى كَتِفِ النَّجِيبَةِ؟ فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ بِهِ فَأَنِخْ، فَأَنَخْتُ , فَنَزَعَ رِجْلَهُ مِنَ الْغَرْزِ وَقَدْ لَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالْغَرْزِ، فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ بِمَا أَصَابَنِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا كَانَ بَدْءُ مَوْتِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: أَصَابَتْهُ عَارَضَةُ مَحْمَلٍ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ فِي الزِّحَامِ , فَمَرِضَ، قَالَ: فَأَتَاهُ الْحَجَّاجُ يَعُودُهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ , فَرَآهُ غَمَّضَ ابْنُ عُمَرَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: فَكَلَّمَهُ الْحَجَّاجُ , فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: مَنْ ضَرَبَكَ؟ مَنْ تَتَّهِمُ؟ قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْهُ ابْنُ عُمَرَ , فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَقُولُ إِنِّي عَلَى الضَّرْبِ الْأَوَّلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ [ص: 187] قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ: مَا أَجِدُنِي آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَوْصَى رَجُلًا أَنْ يَغْسِلَهُ، فَجَعَلَ يَدَلِّكُهُ بِالْمِسْكِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ بِمَكَّةَ , وَدُفِنَ بِفَخٍّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ زُجُّ رُمْحِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ أَصَابَ رِجْلَ ابْنِ عُمَرَ فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ , فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ انْتَفَضَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ جُرْحُهُ، فَلَمَّا نَزَل بِهِ دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَيْهِ يَعُودُهُ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي أَصَابَكَ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَنِي، قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي حَرَمِ اللَّهِ , فَأَصَابَنِي بَعْضُ أَصْحَابِكَ , فَلَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ عُمَرَ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَنْ لَا يُدْفَنَ فِي الْحَرَمِ، وَأَنْ يُدْفَنَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَغُلِبَ , فَدُفِنَ فِي الْحَرَمِ , وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ الْمَوْتِ لِسَالِمٍ: يَا بُنَيَّ إِنْ أَنَا مِتُّ، فَادْفِنِّي خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ , فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُدْفَنَ فِيهِ بَعْدَ أَنْ خَرَجْتُ مِنْهُ مُهَاجِرًا، فَقَالَ: يَا أَبَتِ إِنْ قَدِرْنَا عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: تَسْمَعُنِي أَقُولُ لَكَ وَتَقُولُ: إِنْ قَدِرْنَا عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَقُولُ الْحَجَّاجُ يَغْلِبُنَا فَيُصَلِّي عَلَيْكَ، قَالَ: فَسَكَتَ [ص: 188] ابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي أَنْ أَدْفِنَهُ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَلَمْ نَقْدِرْ , فَدَفَنَّاهُ فِي الْحَرَمِ بِفَخٍّ فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ النَّاسُ , وَنُزِلَ بِابْنِ عُمَرَ أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ لَا يُدْفَنَ فِي الْحَرَمِ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ، فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ نَحْوَ ذِي طُوًى، وَمَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ بَجَرَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَدَّادٍ. مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَجَرَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَدَّادٍ. وَكَانَ لخارجةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبَانُ. وَأُمُّهُمَا امْرَأَةٌ مِنْ كِنْدَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعَوْنٌ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ خَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ قَاضِيًا بِمِصْرَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمٍ وَافَى الْخَارِجِيُّ لِيَضْرِبَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , فَلَمْ يَخْرُجْ عَمْرٌو يَوْمَئِذٍ لِلصَّلَاةِ وَأَمَرَ خَارِجَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ الْخَارِجِيُّ , فَضَرَبَ خَارِجَةَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَأُخِذَ , فَأُدْخِلَ عَلَى عَمْرٍو، وَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا ضَرَبْتَ عَمْرًا , وَإِنَّمَا ضَرَبْتَ خَارِجَةً، فَقَالَ: أَرَدْتُ عَمْرًا، وَأَرَادَ اللَّهُ خَارِجَةً. فَذَهَبَتْ مَثَلًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الزَّوْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ الزَّوْفِيِّ [ص: 189] ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ , فَقَالَ: «لَقَدْ أَمَدَّكُمُ اللَّهُ اللَّيْلَةَ بِصَلَاةٍ لَهِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ» . قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ. وَأُمُّهُ تَمِيمَةُ بِنْتُ حُرْثَانَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَهُوَ أَخُو خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ زَوْجِ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَبْلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدَ خُنَيْسٌ بَدْرًا , وَلَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا , وَلَكِنَّهُ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ. وَهُوَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ , فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى , فَلَمَّا قَرَأَهُ خَرَقَهُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَسِبْتُ أَنَّ الْمُسَيِّبَ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ [ص: 190] ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ، أَنْجَبَتْ أُمُّ حُذَافَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» فَقَالَتْ أُمُّهُ: أَيْ بُنَيَّ لَقَدْ قُمْتَ الْيَوْمَ بِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًا , فَكَيْفَ لَوْ قَالَ الْأُخْرَى؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُبْدِيَ مَا فِي نَفْسِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ يُنَادِي فِي النَّاسِ بِمِنًى: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتِ الرُّومُ قَدْ أَسَرَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ , فَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى قُسْطَنْطِينَ فَخَلَّى عَنْهُ، وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ بْنُ قَيْسٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ قَامَ يُصَلِّي , فَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يَا أَبَا حُذَافَةَ لَا تُسْمِعْنِي وَسَمِّعِ اللَّهَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بَدْرًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 وَأَخُوهُ قَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ تَمِيمَةُ بِنْتُ حُرْثَانَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ فَقَالَ: هُوَ أَبُو قَيْسِ بْنُ حُذَافَةَ , وَاسْمُهُ حَسَّانُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَرْمَلَةَ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ حِينَ بَلَغَهُ مُهَاجِرُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِهِ , فَحَبَسَهُ أَبُوهُ وَقَوْمُهُ بِمَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , فَشَهِدَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ، وَكَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنْ أَخِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ هِشَامٌ وَعَمْرٌو» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامَ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنَيِ الْعَاصِ أَنَّهُمَا قَالَا: مَا جَلَسْنَا مَجْلِسًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كُنَّا بِهِ أَشَدَّ اغْتِبَاطًا مِنْ مَجْلِسٍ جَلَسْنَاهُ، يَوْمًا جِئْنَا فَإِذَا أُنَاسٌ عِنْدَ حُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَتَرَاجَعُونَ فِي الْقُرْآنِ , فَلَمَّا رَأَيْنَاهُمُ اعْتَزَلْنَاهُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلْفَ الْحُجَرِ يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُغْضَبًا يُعْرَفُ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَيْ قَوْمِ، بِهَذَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وَضَرْبِهِمُ الْكِتَابَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ لِتَضْرِبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ وَلَكِنْ يُصَدِّقِ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا تَشَابَهَ عَلَيْكُمْ فَآمِنُوا بِهِ» ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَإِلَى أَخِي فَغَبَطْنَا أَنْفُسَنَا أَنْ لَا يَكُونَ رَآنَا مَعَهُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالُوا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ أَخُوكَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ؟ قَالَ: أُخْبِرُكُمْ عَنِّي وَعَنْهُ، عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى اللَّهِ , فَقَبِلَهُ وَتَرَكَنِي، قَالَ سُفْيَانُ: وَقُتِلَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ الْيَرْمُوكِ أَوْ غَيْرِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا حَلْقَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ إِذْ مَرَّ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَطُوفُ , فَقَالَ القَوْمُ: هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أَفْضَلُ فِي أَنْفُسِكُمْ أَمْ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ؟ فَلَمَّا قَضَى عَمْرٌو طَوَافَهُ جَاءَ [ص: 193] إِلَى الْحَلْقَةِ , فَقَامَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ: مَا قُلْتُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ قُلْتُمْ شَيْئًا؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: ذَكَرْنَاكَ وَأَخَاكَ هِشَامًا , فَقُلْنَا هِشَامٌ أَفْضَلُ أَوْ عَمْرٌو؟ فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتُمْ، سَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَاكَ: إِنِّي شَهِدْتُ أَنَا وَهِشَامٌ الْيَرْمُوكَ , فَبَاتَ وَبِتُّ نَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَرْزُقُنَا الشَّهَادَةَ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رُزِقَهَا وَحُرِمْتُهَا، فَهَلْ فِي ذَلِكَ مَا يُبَيِّنُ لَكُمْ فَضْلَهُ عَلَيَّ؟ ثُمَّ قَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ قَدْ نَحَّيْتُمْ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَانَ عَنْ مَجْلِسِكُمْ لَا تَفْعَلُوا أَوْسِعُوا لَهُمْ وَأَدْنُوهُمْ وَحَدَّثُوهُمْ وَأَفْهِمُوهُمُ الْحَدِيثَ , فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ صِغَارُ قَوْمٍ وَيُوشِكُونَ أَنْ يَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ، وَإِنَّا قَدْ كُنَّا صِغَارَ قَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا الْيَوْمَ كِبَارَ قَوْمٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ أَجْنَادِينَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقُلْفَانِ لَا صَبَرَ لَهُمْ عَلَى السَّيْفِ , فَاصْنَعُوا كَمَا أَصْنَعُ. قَالَ: فَجَعَلَ يَدْخُلُ وَسْطَهُمْ , فَيَقْتُلُ النَّفَرَ مِنْهُمْ حَتَّى قُتِلَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَتْ: كَانَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ رَجُلًا صَالِحًا، لَمَّا كَانَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ رَأَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْضَ النُّكُوصِ عَنْ عَدُوِّهِمْ , فَأَلْقَى الْمِغْفَرَ عَنْ وَجْهِهِ وَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ وَهُوَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيَّ إِلَيَّ أَنَا هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ، حَتَّى قُتِلَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَعِيشَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِ ضَرَبَ رَجُلًا مِنْ غَسَّانَ , فَأَبْدَى سِحْرَهُ , فَكَرَّتْ غَسَّانُ عَلَى هِشَامٍ , فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ، فَلَقَدْ وَطِئَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى كَرَّ عَلَيْهِ عَمْرٌو , فَجَمَعَ لَحْمَهُ فَدَفَنَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَلَفِ [ص: 194] بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَتِ الرُّومُ يَوْمَ أَجْنَادِينَ انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعٍ لَا يُعْبُرُهُ إِلَّا إِنْسَانٌ , وَجَعَلَتِ الرُّومُ تُقَاتِلُ عَلَيْهِ وَقَدْ تَقَدَّمُوهُ وَعَبَرُوهُ وَتَقَدَّمَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ , فَقَاتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى قُتِلَ , وَوَقَعَ عَلَى تِلْكَ الثُّلْمَةِ , فَسَدَّهَا، فَلَمَّا انْتَهَى الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا هَابُوا أَنْ يُوطِئُوهُ الْخَيْلَ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَشْهَدَهُ وَرَفَعَ رُوحَهُ , وَإِنَّمَا هُوَ جُثَّةٌ , فَأَوْطِئُوهُ الْخَيْلَ، ثُمَّ أَوْطَأَهُ هُوَ وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَعُوهُ، فَلَمَّا انْتَهَتِ الْهَزِيمَةُ , وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْعَسْكَرِ كَرَّ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَجَعَلَ يَجْمَعُ لَحْمَهُ وَأَعْضَاءَهُ وَعِظَامَهُ , ثُمَّ حَمَلَهُ فِي نَطْعٍ فَوَارَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَتْلُهُ قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ فَنِعْمَ الْعَوْنُ كَانَ لِلْإِسْلَامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي نَجِيحُ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالُوا: كَانَتْ أَوَّلُ وَقْعَةٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ أَجْنَادِينَ، وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 أَبُو قَيْسِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ حَضْرَمِيَّةٌ , وَهُوَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَدِمَ فَشَهِدَ [ص: 195] أُحُدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ شَاعِرًا وَهُوَ الْمُبْرِقُ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ بِبَيْتٍ قَالَهُ: [البحر الطويل] إِذَا أَنَا لَمْ أُبْرِقْ فَلَا يَسَعْنَنِي ... مِنَ الْأَرْضِ بَرٌّ ذُو فَضَاءٍ وَلَا بَحْرُ وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 السَّائِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ , وَخَرَجَ يَوْمَ الطَّائِفِ , وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ فِحْلٍ بِسَوَادِ الْأُرْدُنِّ، وَلَا عَقِبَ لَهُ، وَكَانَتْ فِحْلٌ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 الْحَجَّاجُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَقُتِلَ بِالْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَلَا عَقِبَ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 تَمِيمٌ وَيُقَال: نُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَأُمُّهُ ابْنَةُ حُرْثَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ: هُوَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ. وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّه ابْنَةُ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحٍ. وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ ابْنَةُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدٍ. وَكَانَ سَعِيدٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 مَعْبَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ ابْنَةُ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحَ. وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ ابْنَةُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ سَعْدٍ. هَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَعْبَدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ حَلِيفٌ لَهُمْ، وَأَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ. أُمُّهُ ابْنَةُ حُرْثَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. هَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَعْبَدُ بْنُ عَمْرٍو , وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 عُمَيْرُ بْنُ رِئَابِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ. هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: هُوَ عُمَيْرُ بْنُ رِئَابِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ مُهَشَّمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَائِلٍ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عُمَيْرُ بْنُ رِئَابٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، ذَكَرُوهُ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ. وَقُتِلَ بِعَيْنِ التَّمْرِ شَهِيدًا، وَلَا عَقِبَ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي سَعْدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 مَحْمِيَّةُ بْنُ جَزْءِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُبَيْدٍ الْأَصْغَرُ وَاسْمُهُ مُنَبِّهٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ زُبَيْدًا لِأَنَّهُ لَمَّا كَثُرَ عُمُومَتُهُ وَبَنُو عَمِّهِ قَالَ: مِنْ يَزِيدُنِي نُصْرَةً؟ يَعْنِي يُعْطِينِي نُصْرَةً عَلَى بَنِي أَوْدٍ؟ فَأَجَابُوهُ , فَسُمُّوا كُلُّهُمْ زُبَيْدًا مَا بَيْنَ زُبَيْدٍ الْأَصْغَرِ إِلَى زُبَيْدٍ الْأَكْبَرِ، وَزُبَيْدٌ الْأَصْغَرُ ابْنُ رَبِيعَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُنَبِّهٍ. وَهُوَ زُبَيْدٌ الْأَكْبَرُ , وَإِلَيْهِ جِمَاعُ زُبَيْدِ بْنِ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ. وَأُمُّ مَحْمِيَةَ بْنُ جَزْءٍ: هِنْدُ , وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَمَاطَةَ مِنْ ذِي حَلِيلٍ مِنْ حِمْيَرَ. وَمَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءٍ أَخُو أُمِّ الْفَضْلِ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْقُرَشِيُّ: كَانَ مَحْمِيَةُ حَلِيفًا لِبَنِي سَهْمٍ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: كَانَ مَحْمِيَةُ حَلِيفًا لِبَنِي جُمَحٍ، وَكَانَتِ ابْنَتُهُ عِنْدَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ , وَأَسْلَمَ مَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءٍ بِمَكَّةَ قَدِيمًا , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْمُرَيْسِيعُ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَقْسِمِ الْخُمُسِ وَسُهْمَانِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخُمُسَ مِنْ جَمِيعِ الْمَغْنَمِ , فَكَانَ يَلِيهِ مَحْمِيَّةُ بْنُ جَزْءٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [ص: 199] ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَا: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى خُمُسِ الْمُسْلِمِينَ مَحْمِيَّةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، وَكَانَتْ تُجْمَعُ إِلَيْهِ الْأَخْمَاسُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 نَافِعُ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 وَمِنْ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 عُمَيْرُ بْنُ وَهْبِ بْنِ خَلَفِ بْنُ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ سُخَيْلَةَ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ وَكَانَ لِعُمَيْرٍ مِنَ الْوَلَدِ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي جُمَحٍ وَأُمَيَّةُ , وَأُبَيٌّ , وَأُمُّهُمْ رُقَيْقَةُ , وَيُقَالُ: خَالِدَةُ بِنْتُ كَلَدَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَكَانَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَبَعَثُوهُ طَلِيعَةً لِيَحْزُرَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيَأْتِيَهُمْ بِعَدَدِهِمْ وَعُدَّتِهِمْ، فَفَعَلَ , وَقَدْ كَانَ حَرِيصًا عَلَى رَدِّ قُرَيْشٍ عَنْ لُقِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ، فَلَمَّا الْتَقَوْا كَانَ ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِيمَنْ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ , أَسَرَهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ، فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى مَكَّةَ , فَقَالَ: لَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ , وَهُوَ مَعَهُ فِي الْحِجْرِ: دَيْنُكَ عَلَيَّ , وَعِيَالُكَ عَلَيَّ أَمُونُهُمْ مَا عِشْتُ، وَأَجْعَلُ لَكَ كَذَا وَكَذَا إِنْ أَنْتَ خَرَجْتَ إِلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى تَقْتُلَهُ، فَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ , قَالَ: إِنَّ لِي عِنْدَهُ عُذْرًا فِي قُدُومِي عَلَيْهِ , أَقُولُ: جِئْتُ فِي فِدَى ابْنِي. فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ , فَدَخَلَ وَعَلَيْهِ السَّيْفُ , فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا رَآهُ: «إِنَّهُ لَيُرِيدُ غَدْرًا، وَاللَّهُ حَائِلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 ثُمَّ ذَهَبَ لِيَحْنِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: لَهُ: «مَا لَكَ وَالسِّلَاحُ؟» فَقَالَ: أُنْسِيتُهُ عَلَيَّ لَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ: «وَلِمَ قَدِمْتَ» ؟ قَالَ: قَدِمْتُ فِي فِدَى ابْنِي، قَالَ: «فَمَا جَعَلْتَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ فِي الْحِجْرِ» ؟ فَقَالَ: وَمَا جَعَلْتُ لَهُ؟ قَالَ: «جَعَلْتَ لَهُ أَنْ تَقْتُلَنِي عَلَى أَنْ يُعْطِيَكَ كَذَا وَكَذَا، وَعَلَى أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَكَ وَيَكْفِيَكَ مَئُونَةَ عِيَالِكَ» فَقَالَ: عُمَيْرٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَى هَذَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ صَفْوَانَ، وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَكَ بِهِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَسِّرُوا أَخَاكُمْ وَأَطْلِقُوا لَهُ أَسِيرَهُ» فَأُطْلِقَ لَهُ ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ بِغَيْرِ فِدًى، فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى مَكَّةَ وَلَمْ يَقْرَبْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ، فَعَلِمَ صَفْوَانُ أَنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَكَانَ قَدْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَشَهِدَ أُحُدًا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ خَرَجَ يَوْمَ بَدْرٍ , فَوَقَعَ فِي الْقَتْلَى , فَأَخَذَ الَّذِي جَرَحَهُ السَّيْفَ , فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهِ حَتَّى سَمِعَ صَرِيفَ السَّيْفِ فِي الْحَصَى حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ، فَلَمَّا وَجَدَ عُمَيْرٌ بَرْدَ اللَّيْلِ أَفَاقَ إِفَاقَةً , فَجَعَلَ يَحْبُو حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ الْقَتْلَى , فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ , فَبَرِئَ مِنْهُ , قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ هُوَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَشَدِيدُ السَّاعِدِ جَيِّدُ الْحَدَيدَةِ جَوَادُ السَّعْيِ، وَلَوْلَا عِيَالِي وَدَيْنٌ عَلَيَّ لَأَتَيْتُ مُحَمَّدًا حَتَّى أَفْتِكَ بِهِ، فَقَالَ: صَفْوَانُ: فَعَلَيَّ عِيَالُكَ وَعَلَيَّ دَيْنُكَ، فَذَهَبَ عُمَيْرٌ , فَأَخَذَ سَيْفَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَآهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَامَ إِلَيْهِ , فَأَخَذَ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ , فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَنَادَى , فَقَالَ: هَكَذَا تَصْنَعُونَ بِمَنْ جَاءَكُمْ يَدْخُلُ فِي دِينِكُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «دَعْهُ يَا عُمَرُ» ، قَالَ: أَنْعِمْ صَبَاحًا، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلْنَا بِهَا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا، السَّلَامُ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «شَأْنَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 وَشَأْنَ صَفْوَانَ مَا قُلْتُمَا؟» فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَا، قُلْتَ: " لَوْلَا عِيَالِي وَدَيْنٌ عَلَيَّ لَأَتَيْتُ مُحَمَّدًا حَتَّى أَفْتِكَ بِهِ، فَقَالَ صَفْوَانُ: عَلَيَّ عِيَالُكَ وَدِينُكَ. قَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ مَا كَانَ مَعَنَا ثَالِثٌ، قَالَ: «أَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ» ، قَالَ: كُنْتَ تُخْبِرُنَا عَنْ أَهْلِ السَّمَاءِ , فَلَا نُصَدِّقُ وَتُخْبِرُنَا عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَقِيَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ , وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ. وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُحَلِّلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ يَقُولُونَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُحَلِّلِ وَكَانَ هِشَامٌ يَقُولُ: أُمُّ جَمِيلٍ وَكَانَ مَعَ حَاطِبٍ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ , وَالْحَارِثُ ابْنَا حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ، فَمَاتَ حَاطِبٌ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقُدِمَ بِامْرَأَتِهِ وَابْنَيْهِ فِي إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. ذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي رِوَايَاتِهِمْ جَمِيعًا. وَكَانَ لِحَاطِبٍ مِنَ الْوَلَدِ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ، وَأُمُّهُ جَهِيرَةُ , أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 وَأَخُوهُ خَطَّابُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ الْأَزْدِيِّ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي تِجْرَاةَ وَمَاتَ خَطَّابٌ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , فَقُدِمَ بِامْرَأَتِهِ فِي إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ وَكَانَ لِخَطَّابٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: وَأُمُّ سُفْيَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْسِبْهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أُمُّ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ: حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: بَلْ كَانَتْ حَسَنَةُ أُمُّ شُرَحْبِيلَ امْرَأَةَ سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ وَلَهُ مِنْهَا مِنَ الْوَلَدِ خَالِدٌ , وَجُنَادَةُ , ابْنَا سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرٍ وَكَانَ سُفْيَانُ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ ابْنَاهُ خَالِدٌ , وَجُنَادَةُ , وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةُ وَأُمُّهُ حَسَنَةُ هَاجَرَ بِهَا أَيْضًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ رِوَايَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا , وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ سُفْيَانَ بْنَ مَعْمَرٍ , وَلَا أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 نُبَيْهُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وهْبَانَ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , فَإِنَّ الَّذِي هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ أَبُوهُ عُثْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ - فَاللَّهُ أَعْلَمُ - وَلَمْ يَذْكُرْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةُ , وَأَبُو مَعْشَرٍ وَاحِدًا مِنْهُمَا فِي رِوَايَتِهِمَا فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 سَلِيطُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ عَبْسٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَكَانَ لِسَلِيطِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ سَلِيطُ بْنُ سَلِيطٍ، وَأُمُّهُ قِهْطِمُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَكَانَ سَلِيطٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَشَهِدَ سَلِيطٌ أُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَجَّهَهُ بِكِتَابِهِ إِلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ، وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَقُتِلَ سَلِيطُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 وَأَخُوهُ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ حُبَّى بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حِبَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ لِلسَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأَجْمَعُوا كُلُّهُمْ فِي رِوَايَتِهِمْ عَلَى ذَلِكَ: أَنَّ السَّكْرَانَ بْنَ عَمْرٍو فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو مَعْشَرٍ: وَمَاتَ السَّكْرَانُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَجَعَ السَّكْرَانُ إِلَى مَكَّةَ , فَمَاتَ بِهَا قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَخَلَّفَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَتِهِ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ مَوْتِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 مَالِكُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ , وَهُوَ أَخُو سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ السَّعْدِيِّ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُمْ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَتُوُفِّيَ مَالِكُ بْنُ زَمْعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَمَّا أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَيَقُولُونَ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ فَيَقُولُونَ: اسْمُهُ عَمْرٌو، ثُمَّ اجْتَمَعُوا عَلَى نَسَبِهِ , فَقَالُوا: ابْنُ قَيْسِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ رَوَاحَةَ بْنَ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ , وَهِيَ أُمُّ مَكْتُومٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْكَشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ أَسْلَمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ بِمَكَّةَ قَدِيمًا , وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا بَعْدَ بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، فَنَزَلَ دَارَ الْقُرَّاءِ وَهِيَ دَارُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ يُؤَذِّنُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ مَعَ بِلَالٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسْتَخْلِفُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي عَامَّةِ غَزَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً , مَا مِنْهَا غَزْوَةٌ إِلَّا يَسْتَخْلِفُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ وَهُوَ أَعْمَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَجَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ يَؤُمُّ النَّاسَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ أَعْمَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ حِينَ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، فَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَهُوَ أَعْمَى قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَقَبْلَ بَدْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: هُوَ مَكَانَهُ، وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا فَعَلَ مَنْ وَرَاءَكَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ: هُمْ أُولَى عَلَى أَثَرِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَجَعَلَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ الْقُرْآنَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ظِلَالٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: مَتَى ذَهَبَتْ عَيْنُكَ؟ قَالَ: ذَهَبَتْ وَأَنَا صَغِيرٌ، فَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ جَبْرَائِيلَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَقَالَ: مَتَى ذَهَبَ بَصَرُكَ؟ قَالَ: وَأَنَا غُلَامٌ , فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِذَا مَا أَخَذْتُ كَرِيمَةَ عَبْدِي لَمْ أَجِدْ لَهُ بِهَا جَزَاءً إِلَّا الْجَنَّةَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ [ص: 207] ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ أَنَّهُ كَانَ مُؤَذِّنًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَعْمَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ كَانَ مُؤَذِّنًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ أَعْمَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , عَنْ بَعْضِ بَنِي مُؤَذِّنِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَرُبَّمَا أَذَّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَأَقَامَ بِلَالٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» قَالَ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحَتْ أَصْبَحَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: فَكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ وَيُوقِظُ النَّاسَ، وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يَتَوَخَّى الْفَجْرَ فَلَا يُخْطِئُهُ، فَكَانَ يَقُولُ: كُلُوا [ص: 208] وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَنْزِلِي شَاسِعٌ وَأَنَا مَكْفُوفُ الْبَصَرِ وَأَنَا أَسْمَعُ الْأَذَانَ، قَالَ: " فَإِنْ سَمِعْتَ الْأَذَانَ فَأَجِبْ، وَلَوْ زَحْفًا - أَوْ قَالَ -: وَلَوْ حَبْوًا " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَسُولَ اللَّهِ , فَشَكَا قَائِدَهُ , وَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ شَجَرًا , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «تَسْمَعُ الْإِقَامَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقَتْلِ كِلَابِ الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَنْزِلِي شَاسِعٌ وَأَنَا مَكْفُوفُ الْبَصَرِ وَلِي كَلْبٌ، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ أَيَّامًا , ثُمَّ أَمَرَهُ بِقَتْلِ كَلْبِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشِ فِيهِمْ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَنَاسٌ مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ , وَهُوَ يَقُولُ لَهُمْ: «أَلَيْسَ حَسَنًا أَنْ جِئْتُ بِكَذَا وَكَذَا» ، قَالَ: فَيَقُولُونَ بَلَى وَالدِّمَاءِ، قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ مُشْتَغِلٌ بِهِمْ , فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَبْسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: 2] يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ , {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} [عبس: 5] يَعْنِي عُتْبَةَ وَأَصْحَابَهُ {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} [عبس: 6] {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 8] يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: 2] قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَصَدَّى لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى , فَجَعَلَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَعْرِضُ عَنْهُ وَيَعْبَسُ فِي وَجْهِهِ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ، وَكُلَّمَا سَأَلَهُ عَبَسَ فِي وَجْهِهِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَيَّرَ اللَّهُ رَسُولَهُ , فَقَالَ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس: 1] , إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 10] , فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَكْرَمَهُ وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرًا أَيَؤُمُّ الْأَعْمَى الْقَوْمَ؟ فَقَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُوحٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ أَبِي عُفَيْرٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ حِينَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ , وَغَطَفَانَ، وَكَانَ يَجْمَعُ بِهِمْ وَيَخْطُبُ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ يَجْعَلُ الْمِنْبَرَ عَنْ يَسَارِهِ , وَاسْتَخْلَفَهُ أَيْضًا حِينَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ بَنِي سُلَيْمٍ بِبَحْرَانَ نَاحِيَةَ الْقَرْعِ , وَاسْتَخْلَفَهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ أُحُدٍ، وَحِينَ خَرَجَ إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ، وَإلَى بَنِي النَّضِيرِ، وَإلَى الْخَنْدَقِ، وَإلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَفِي غَزْوَةِ بَنِي لِحْيَانَ، وَغَزْوَةِ الْغَابَةِ، وَفِي غَزْوَةِ ذِي قَرْدٍ، وَفِي عَمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: نَزَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى يَهُوَدِيَّةٍ بِالْمَدِينَةِ عَمَّةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , فَكَانَتْ تُرْفِقُهُ وَتُؤْذِيهِ فِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَتَنَاوَلَهَا , فَضَرَبَهَا , فَقَتَلَهَا , فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَتُرْفِقُنِي، وَلَكِنَّهَا آذَتْنِي فِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَضَرَبْتُهَا , فَقَتَلْتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَبْعَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَقَدْ أَبْطَلَتْ دَمَهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] , فَقَالَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: يَا رَبِّ ابْتَلَيْتَنِي فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: نَزَلَتْ «لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: أَيْ رَبِّ أَنْزِلْ عُذْرِي أَنْزِلْ عُذْرِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] فَجُعِلَتْ بَيْنَهُمَا , وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَغْزُو , فَيَقُولُ: ادْفَعُوا إِلَيَّ اللِّوَاءَ , فَإِنِّي أَعْمَى لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفِرَّ، وَأَقِيمُونِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , قَالَ عَفَّانُ قَالَ شُعْبَةُ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنِي قَالُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ , وَقَالَ وَهْبٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ «لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدًا , وَأَمَرَهُ , فَجَاءَ بِكَتِفٍ وَكَتَبَهَا، فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَشَكَا ضَرَارَتَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ [ص: 211] بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْكَتِفِ وَدَعَانِي , وَقَالَ: «اكْتُبْ» ، وَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , فَذَكَرَ مَا بِهِ مِنَ الضَّرَرِ , فَنَزَلَتْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَغَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ , فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي , فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُ: «اكْتُبْ يَا زَيْدُ» ، فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ « {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} » ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَ أَعْمَى لَمَّا سَمِعَ فَضِيلَةَ الْمُجَاهِدِينَ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ؟ فَمَا انْقَضَى كَلَامُهُ حَتَّى غَشِيَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم السَّكِينَةُ , فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي , فَوَجَدْتُ مِنْ ثِقَلِهَا مَا وَجَدْتُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى , ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ , فَقَالَ: «اقْرَأْ يَا زَيْدُ» ، فَقَرَأْتُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] فَقَالَ: " اكْتُبْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] " قَالَ زَيْدٌ: أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَحْدَهَا , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعِ الْكَتِفِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ , فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ , فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، قَالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمْلِيهَا , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ , وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى , قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صلّى الله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 عليه وسلم وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي , فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى هَمَمْتُ تُرَضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِثْلَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ كَانَتْ مَعَهُ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ , وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ خَرَجَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَيْهِ دِرْعٌ سَابِغَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَائِدَةَ , وَهُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ , كَانَ يُقَاتِلُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ حَصِينَةٌ سَابِغَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَمَعَهُ الرَّايَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَاتَ بِهَا , وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 وَمِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 سَهْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ وَهْبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكَ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ , وَهِيَ دَعْدٌ بِنْتُ جَحْدَمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِشِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ وَكَتَمَ إِسْلَامَهُ، فَأَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مَعَهَا فِي نُفَيْرِ بَدْرٍ , فَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ , فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ , فَشَهِدَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي بِمَكَّةَ , فَخُلِّيَ عَنْهُ، وَالَّذِي رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ فِي سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ قَدْ أَخْطَأَ. سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ أَسْلَمَ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَلَمْ يَسْتَخْفِ بِإِسْلَامِهِ، وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْلِمًا لَا شَكَّ فِيه. فَغَلَطَ مَنْ رَوَى ذَلِكَ الْحَدِيثَ، مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ لِأَنَّ سُهَيْلًا أَشْهُرُ مِنْ أَخِيهِ سَهْلٍ، وَالْقَصَّةُ فِي سَهْلٍ، وَأَقَامَ سَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ ذَلِكَ , وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بَعْضَ الْمَشَاهِدِ , وَبَقِيَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُضَرِّبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ غَنْمِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ فِي كِتَابِ النَّسَبِ: هُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ غَنْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا نَافِعٍ، وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , عَمَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ نَافِعٌ , وَسَعِيدٌ، وَأُمُّهُمَا بَرْزَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَأَبِي مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَا عَقِبَ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ , وَهَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَأَبِي مَعْشَرٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 وَمِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْظُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَيُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعُكَاظٍ فَقُلْتُ: مَنْ تَبِعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ» وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ , فَقَالَ: «انْطَلِقْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَضَمْرَةَ , وَأَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يُحَدِّثُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ مَعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «مَعِي رَجُلَانِ أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ» قَالَ: فَأَسْلَمْتُ عِنْدَ ذَلِكَ , قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبْعَ الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ أَلْحَقُ بِقَوْمِي؟ قَالَ: «الْحَقْ بِقَوْمِكَ» ، قَالَ: «فَيُوشِكُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَفِيَ بِمَنْ تَرَى وَيُحْيِيَ الْإِسْلَامَ» ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكَ عَمَّا تَعْلَمُ وَأَجْهَلُ، وَيَنْفَعُنِي وَلَا يَضُرُّكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْلَمَ؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ» ، أَوْ قَالَ: «عَبْدٌ وَحُرٌّ» ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ , وَبِلَالًا قَالَ: فَأَنَا رَابِعُ الْإِسْلَامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ كَانَ ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا فِي الْإِسْلَامِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ لِصَاحِبِ الْعُقُلِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا أَرَى الْأَوْثَانَ بِشَيْءٍ، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنَ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ، وَيُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ , فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِيًا وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُزْءَانِ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيُّ» ، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيُّ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ» ، قُلْتُ: اللَّهُ أَرْسَلَكَ؟، قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ؟، قَالَ: «بِأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ» ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟، قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ» ، وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ، قَالَ: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكِ , فَإِذَا سَمِعْتَ لِيَ قَدْ ظَهَرْتُ , فَالْحَقْ بِي» ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكْبُهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ؟، فَقَالُوا: أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ , فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَاكَ، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَتَرَكْتُ النَّاسَ إِلَيْهِ سِرَاعًا , فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَعْرِفُنِي؟، قَالَ: «نَعَمْ، أَلَسْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ» ؟، فَقُلْتُ: بَلَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُ، فَقَالَ: «إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ , فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يُسْتَقْبَلَ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ , فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُدُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحْضُورَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي عَنِ الْوُضُوءِ، فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وضُوءَهُ فَيُمَضْمِضُ وَيَمُجُّ، ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ وَيَنْثُرُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ الَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَيُعْطَى الرَّجُلُ هَذَا كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ؟، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي وَرِقَ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ أَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ صلّى الله عليه وسلم، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، لَقَدْ سَمِعْتُهُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَذَلِكَ أَنَّهَا بَاطِلٌ , فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُتَّابِ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ , فَقُلْتُ: إِنِّي امْرُؤٌ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ , فَيَنْزِلُ الْحَيُّ لَيْسَ مَعَهُمْ إِلَهٌ , فَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ , فَيَأْتِي بِأَرْبَعَةِ أَحْجَارٍ , فَيَنْصِبُ ثَلَاثَةً لِقِدْرِهِ , وَيَجْعَلُ أَحْسَنَهَا إِلَهًا يَعْبُدُهُ، ثُمَّ لَعَلَّهُ يَجِدُ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ , فَيَتْرُكُهُ وَيَأْخُذُ غَيْرَهُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا سِوَاهُ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِلَهٌ بَاطِلٌ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ , فَدُلَّنِي عَلَى خَيْرٍ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرَهَا، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ , فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَفْضَلِ الدِّينِ، فَلَمْ تَكُنْ لِي [ص: 218] هِمَّةٌ مُنْذُ قَالَ لِي ذَلِكَ إِلَّا مَكَّةَ فَآتِي , فَأَسْأَلُ: هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ؟، فَيُقَالُ: لَا، ثُمَّ قَدِمْتُ مَرَّةً , فَسَأَلْتُ , فَقَالُوا: حَدَثَ فِيهَا رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا , فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي , فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا , ثُمَّ قَدِمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزَلَ بِمَكَّةَ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا , وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ أَشِدَّاءَ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلْتُهُ , فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ؟، قَالَ: «نَبِيُّ» ، قُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» ، قُلْتُ: وَبِمَ أَرْسَلَكَ؟، قَالَ: «بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِحَقْنِ الدِّمَاءِ , وَبِكَسْرِ الْأَوْثَانِ , وَصِلَةِ الرَّحِمِ , وَأَمَانِ السَّبِيلِ» ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، مَا أُرْسِلْتَ بِهِ قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ، أَتَأْمُرُنِي أَمْكُثُ مَعَكَ أَوْ أَنْصَرِفُ؟، فَقَالَ: «أَلَا تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ مَا جِئْتُ بِهِ فَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَمْكُثَ، كُنْ فِي أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجًا , فَاتَّبِعْنِي» ، فَمَكَثْتُ فِي أَهْلِي حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ إِلَيْهِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي؟، قَالَ: «نَعَمْ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ , فَسَأَلَتْنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا، فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ , وَعَلِمْتُ أَنْ لَا يَكُونَ الدَّهْرُ أَفْرَغَ قَلْبًا لِي مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ» , فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ الْآخِرُ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا رَأَيْتَهَا طَلَعَتْ حَمْرَاءَ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُسَاوِي الرَّجُلَ ظِلُّهُ , فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُدُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِذَا رَأَيْتُهَا غَرَبَتْ حَمْرَاءُ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ» ، ثُمَّ ذَكَرَ الْوُضُوءَ فَقَالَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ وَوَجْهَكَ وَرِجْلَيْكَ، فَإِنْ جَلَسْتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ طَهُوَرًا، وَإِنْ قُمْتَ فَصَلَّيْتَ وَذَكَرْتَ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاتِكِ كَهَيْئَتِكَ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ مِنَ الْخَطَايَا» [ص: 219] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِمَكَّةَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ , وَكَانَ يَنْزِلُ بِصُفَّةٍ , وَحَاذَةٍ وَهِيَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأُحُدٌ , وَالْخَنْدَقُ , وَالْحُدَيْبِيَةُ , وَخَيْبَرٌ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 أَبُو ذَرٍّ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ كُعَيْبِ بْنِ صُعَيْرِ بْنِ الْوَقْعَةِ بْنِ حَرَامِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنَ مُضَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ، يُخْبِرُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْمُ أَبِي ذَرٍّ: جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ نَجِيحًا يَقُولُ: وَاسْمُ أَبِي ذَرٍّ: بُرَيْرُ بْنُ جُنَادَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارَ , وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَّا , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا , فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا , قَالَ: فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ , فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكِ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسُ قَالَ: فَجَاءَ خَالُنَا , فَنَثَا عَلَيْنَا مَا قِيلَ لَهُ , فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفٍ , فَقَدْ كَدَّرْتَ وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ. قَالَ: فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا , فَاحْتَمَلْنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 عَلَيْهَا وَتَغَطَّى خَالُنَا بِثَوْبِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ , فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا , فَأَتَيَا الْكَاهِنَ , فَخَبَّرَ أُنَيْسًا بِمَا هُوَ عَلَيْهِ , قَالَ: فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا وَقَدْ صَلَّيْتُ بِابْنِ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ , فَقُلْتُ: لِمَنْ؟، قَالَ: لِلَّهِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تَوَجَّهُ؟، قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ , فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ , فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيَكَ، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ , فَرَاثَ عَلَيَّ - يَعْنِي أَبْطَأَ - ثُمَّ جَاءَ , فَقُلْتُ: مَا حَبَسَكَ؟، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، قَالَ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ لَهُ؟، قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ، وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ , فَقَالَ أُنَيْسٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعَتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشَّعْرِ فَلَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعِيدٍ أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. فَقُلْتُ: اكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ، قَالَ: نَعَمْ، وَكُنْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنَّعُوا لَهُ وَتَجَهَّمُوا لَهُ، فَانْطَلَقْتُ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ , فَاسْتَضْعَفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ , فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَ الصَّابِئَ؟ قَالَ: فَأَشَارَ إِلَيَّ , فَقَالَ: هَذَا الصَّابِئُ , فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ , وَعَظْمٍ , فَخَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ , فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نَصَبٌ أَحْمَرُ , فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ , فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا , وَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ , فَلَبِثْتُ بِهَا يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ , فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ قَالَ: فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ إِذْ ضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ , فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرَ امْرَأَتَيْنِ , فَأَتَتَا عَلَيَّ وَهُمَا تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةً قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْكِحَا أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَمَا ثَنَاهُمَا ذَاكَ عَنْ قَوْلِهَا، قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ , فَقُلْتُ: هُنَا مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُكَنِّ , فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا. قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُمَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ مِنَ الْجَبَلِ فَقَالَ: مَا لَكُمَا؟ قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا , قَالَ: فَمَا قَالَ لَكُمَا؟ قَالَتَا: قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَصَاحِبُهُ , فَاسْتَلَمَا الْحَجَرَ، وَطَافَا بِالْبَيْتِ , ثُمَّ صَلَّى , فَأَتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ , فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ , فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللَّهِ، مِمَّنْ أَنْتَ» ؟ قَالَ: قُلْتُ مِنْ غِفَارَ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ هَكَذَا , قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَيَ غِفَارَ , فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ , فَقَدَ عَنَى صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، فَقَالَ: «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا» ؟، قُلْتُ: كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَالَ: «فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ» ؟، قَالَ: قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، فَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخَفَةَ جُوعٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَفَعَلَ فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ , وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا , فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا , فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَذَاكَ أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، قَالَ: فَغَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ , فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ وَجَّهْتُ إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلَّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ، وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ» ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى لَقِيتُ أَخِي أُنَيْسًا , فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ أُنَيْسٌ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَأَتَيْنَا أَمَّنَا , فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَاحْتَمَلْنَا فَأَتَيْنَا قَوْمَنَا , فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحْضَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمَ بَقِيَّتُهُمْ، وَجَاءَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 أَسْلَمُ , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمَ إِخْوَتُنَا، فَأَسْلَمُوا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلًا يُصِيبُ الطَّرِيقَ , وَكَانَ شُجَاعًا يَتَفَرَّدُ وَحْدَهُ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَيُغِيرُ عَلَى الصِّرَمِ فِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ عَلَى ظَهْرَ فَرَسِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ كَأَنَّهُ السَّبْعُ فَيَطْرُقُ الْحَيَّ وَيَأْخُذُ مَا أَخَذَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ الْإِسْلَامَ وَسَمِعَ بِالنَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ يَدْعُو مُخْتَفِيًا، فَأَقْبَلَ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ , وَقَبْلَ ذَلِكَ قَدْ طَلَبَ مَنْ يُوَصِّلُهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا , فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ , فَاسْتَأْذَنَ , فَدَخَلَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَقَدْ أَسْلَمْ قَبْلَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ , وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا نَسْتَسِرُّ بِالْإِسْلَامِ وَلَنُظْهِرَنَّهُ، فَلَا يَرُدُّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَقُلْتُ يَا مُحَمَّدُ: إِلَامَ تَدْعُو؟، قَالَ: «إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَخَلْعِ الْأَوْثَانِ وَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُنْصَرِفٌ إِلَى أَهْلِي وَنَاظِرٌ مَتَى يُؤْمَرُ بِالْقِتَالِ فَأَلْحَقَ بِكَ، فَإِنِّي أَرَى قَوْمَكَ عَلَيْكَ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَصَبْتَ» ، فَانْصَرَفَ , فَكَانَ يَكُونُ بِأَسْفَلِ ثَنِيَّةِ غَزَالٍ , فَكَانَ يَعْتَرِضُ لِعِيرَاتِ قُرَيْشٍ , فَيَقْتَطِعُهَا، فَيَقُولُ: لَا أَرُدُّ إِلَيْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَشْهَدُوا أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ فَعَلُوا رَدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَضَى بَدْرٌ وَأَحَدٌ، ثُمَّ قَدِمَ , فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَتَأَلَّهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ , الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَمَا أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرِّ إِنَّ رَجُلًا بِمَكَّةَ يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ، قَالَ: مِمَّنْ هُوَ؟، قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَأَخَذَ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ وَهُوَ الْمُقْلُ , فَتُزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ , فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ يُضِيفُ النَّاسَ وَيُطْعِمُهُمُ الزَّبِيبَ , فَجَلَسَ مَعَهُمْ , فَأَكَلَ , ثُمَّ سَأَلَ مِنَ الْغَدِ: هَلْ أَنْكَرْتُمْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ شَيْئًا؟، فَقَالَ رَجُلٌ: مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: نَعَمِ ابْنَ عَمٍّ لِي يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ، قَالَ: فَدُلَّنِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَلَّهُ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَاقِدٌ عَلَى دُكَّانٍ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ , فَنَبَّهَهُ أَبُو ذَرٍّ , فَانْتَبَهَ , فَقَالَ: أَنْعِمْ صَبَاحًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «عَلَيْكَ السَّلَامُ» ، قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ: أَنْشِدْنِي مَا تَقُولُ، فَقَالَ: «مَا أَقُولُ الشَّعْرَ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ، وَمَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَالَهُ» ، قَالَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مِمَّنْ أَنْتَ» ؟، فَقَالَ: مِنْ بَنِي غِفَارَ، قَالَ: فَعَجِبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ , فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم يَرْفَعُ بَصَرَهُ فِيهِ وَيُصَوِّبُهُ تَعَجُّبًا مِنْ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعْلَمُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلَامِهِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَلَيْسَ ضَيْفِي أَمْسِ؟، فَقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعِي , فَذَهَبَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى بَيْتِهِ , فَكَسَاهُ ثَوْبَيْنِ مَمْشُقَيْنِ , فَأَقَامَ أَيَّامًا , ثُمَّ رَأَى امْرَأَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ , وَتَدْعُو بِأَحْسَنِ دُعَاءٍ فِي الْأَرْضِ تَقُولُ: أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ قَالَتْ فِي آخِرِ ذَلِكَ: يَا إِسَافُ وَيَا نَائِلَةُ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنْكِحِي أَحَدَهُمَا صَاحِبَهُ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ , وَقَالَتْ: أَنْتَ صَابِئٌ، فَجَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ , فَضَرَبُوهُ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ , فَنَصَرُوهُ , وَقَالُوا: مَا لِصَاحِبِنَا يُضْرَبُ وَتَتْرُكُونَ صُبَاتَكُمْ؟، فَتَحَاجَزُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمَّا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 223 قُرَيْشٌ فَلَا أَدَعُهُمْ حَتَّى أَثْأَرَ مِنْهُمْ ضَرَبُونِي، فَخَرَجَ حَتَّى أَقَامَ بِعُسْفَانَ , وَكُلَّمَا أَقْبَلَتْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يُنَفِّرُ بِهِمْ عَلَى ثَنِيَّةِ غَزَالٍ , فَتَلَقَّى أَحْمَالَهَا، فَجَمَعُوا الْحِنَطَ قَالَ: يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ لِقَوْمِهِ: لَا يَمَسُّ أَحَدٌ حَبَّةً حَتَّى تَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَأْخُذُونَ الْغَرَائِرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ فِي الْإِسْلَامِ خَامِسًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حَكَّامِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ أَبِي ذَرٍّ رَابِعًا أَوْ خَامِسًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَسَّامُ الْقَصِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُمْ بِبَدْءِ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ أَرْسَلَ أَخَاهُ , فَقَالَ: اذْهَبْ , فَأْتِنِي بِخَبَرِ هَذَا الرَّجُلِ وَبِمَا تَسْمَعُ مِنْهُ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَسَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَا شَفَيْتَنِي , فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ , وَمَعَهُ شَنَّةٌ فِيهَا مَاؤُهُ وَزَادُهُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَفَرِقَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ وَلَمَّا يَلْقَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ , فَبَاتَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ , فَلَمَّا أَعْتَمَ مَرَّ بِهِ عَلِيٌّ , فَقَالَ: «مِمَّنِ الرَّجُلُ» ؟، قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ قَالَ: قُمْ إِلَى مَنْزِلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، وَغَدَا أَبُو ذَرٍّ يَطْلُبُ , فَلَمْ يَلْقَهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا عَنْهُ , فَعَادَ , فَنَامَ حَتَّى أَمْسَى , فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ , فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ , فَبَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ لَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ , فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ , [ص: 225] فَأَخَذَ عَلَى عَلِيٍّ لَئِنْ أَفْشَى إِلَيْهِ الَّذِي يُرِيدُ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ وَلَيَسْتُرَنَّهُ , فَفَعَلَ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ خُرُوجُ هَذَا الرَّجُلِ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ , فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِ وَبِمَا سَمِعَ مِنْهُ , فَلَمْ يَأْتِنِي بِمَا يَشْفِيَنِي مِنْ حَدِيثِهِ، فَجِئْتُ بِنَفْسِي لِأَلْقَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنِّي غَادٍ فَاتَّبِعْ أَثَرِي , فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ اعْتَلَلْتُ بِالْقِيَامِ كَأَنِّي أُهَرِيقُ الْمَاءَ فَآتِيكَ، وَإِنْ لَمْ أَرَ أَحَدًا فَاتَّبِعْ أَثَرِي حَتَّى تَدْخُلَ حَيْثُ أَدْخَلُ، فَفَعَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَثَرِ عَلِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ , وَسَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمَ مِنْ سَاعَتِهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي؟، قَالَ: «تَرْجِعُ إِلَى قَوْمِكَ حَتَّى يَبْلُغَكَ أَمْرِي» ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَرْجِعُ حَتَّى أَصْرُخَ بِالْإِسْلَامِ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: صَبَأَ الرَّجُلُ، صَبَأَ الرَّجُلُ، فَضَرَبُوهُ حَتَّى صُرِعَ , فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ , فَأَكَبَّ عَلَيْهِ , وَقَالَ: قَتَلْتُمُ الرَّجُلَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنْتُمْ تُجَّارٌ وَطَرِيقُكُمْ عَلَى غِفَارَ , فَتُرِيدُونَ أَنْ يُقْطَعَ الطَّرِيقَ , فَأَمْسَكُوا عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ الْيَوْمَ الثَّانِي , فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ ضَرَبُوهُ حَتَّى صُرِعَ , فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ , وَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ , فَأَمْسَكُوا عَنْهُ وَكَانَ ذَلِكَ بَدْءَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي حَكِيمٍ , يُخْبِرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ حِدْثَانَ إِسْلَامِهِ لِابْنِ عَمِّهِ: يَا ابْنَ الْأَمَةِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَا ذَهَبَتْ عَنْكَ أَعْرَابَيَّتُكَ بَعْدُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدِ بَنِي سَاعِدَةَ وَهُوَ الْمُعْنِقُ لِيَمُوتَ، وَأَنْكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هَذِهِ الْمُؤَاخَاةَ بَيْنَ أَبِي ذَرٍّ , وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ: لَمْ تَكُنِ الْمُؤَاخَاةُ إِلَّا قَبْلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا نَزَلَتْ أَيَّةُ الْمَوَارِيثِ انْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ [ص: 226] ، وَأَبُو ذَرٍّ حِينَ أَسْلَمَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ , فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأَحَدٌ , وَالْخَنْدَقُ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وهْبَانَ، وَكَانَ ابْنُ خَالَةِ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يَسْتَأْثِرُونَ بِالْفَيءِ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِذًا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضْرِبُ بِسَيْفِي حَتَّى أَلْحَقَ بِهِ، فَقَالَ: «أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، اصْبِرْ حَتَّى تَلْقَانِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ , فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ قَالَ: فَقُلْتُ مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلَكَ هَذَا؟، قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ , فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ، قَالَ: فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ , فَكَتَبَ يَشْكُونِي إِلَى عُثْمَانَ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنْ أَقْدِمِ الْمَدِينَةَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيَّ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ , فَقَالَ لِي: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ , فَكُنْتَ قَرِيبًا، فَذَاكَ أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ وَلَوْ أُمِّرَ عَلَيَّ حَبَشِيٌّ لَسَمِعْتُ وَلَأَطَعْتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: «إِذَا بَلَغَ النَّبَأُ سِلَعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا» , وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ «وَلَا أَرَى أُمَرَاءَكَ يَدَعُونَكَ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُقَاتِلُ مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمْرِكَ؟، قَالَ: «لَا» ، قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟، قَالَ: «اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ» ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ , فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَدْ أَفْسَدَ النَّاسَ بِالشَّامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ بَعَثُوا أَهْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ , فَوَجَدُوا عِنْدَهُ كَيْسًا أَوْ شَيْئًا , فَظُنُّوا أَنَّهَا دَرَاهِمَ , فَقَالُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 فَإِذَا هِيَ فُلُوسٌ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: كُنَّ عِنْدِي تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوحُ اللِّقَاحُ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي دُنْيَاكُمْ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَأَذِنَ لَهُ , فَخَرَجَ إِلَى الرَّبَذَةِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ , وَعَلَيْهَا عَبْدٌ لِعُثْمَانَ حَبَشِيُّ , فَتَأَخَّرَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ فَأَنْتَ عَبْدٌ حَبَشِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَجْرِ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ وَامْرَأَتُهُ قَالَا: نَزَلْنَا الرَّبَذَةَ , فَمَرَّ بِنَا شَيْخٌ أَشْعَثُ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَّاهُ أَنْ نَغْسِلَ رَأْسَهُ , فَأَذِنَ لَنَا وَاسْتَأْنَسَ بِنَا , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ حَسِبْتُهُ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ , فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَنَا رَايَةً فَلْنُكْمِلْ بِرِجَالٍ مَا شِئْتَ؟ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ لَا تَعْرِضُوا عَلَيَّ ذَاكُمْ، وَلَا تُذِلُّوا السُّلْطَانَ , فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ فَلَا تَوْبَةَ لَهُ , وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ صَلَبَنِي عَلَى أَطْوَلِ خَشَبَةٍ أَوْ أَطْوَلِ جَبَلٍ لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرَأَيْتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي، وَلَوْ سَيَّرَنِي مَا بَيْنَ الْأُفُقِ إِلَى الْأُفُقِ أَوْ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي، وَلَوْ رَدَّنِي إِلَى مَنْزِلِي لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئِيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ السُّلَمِيِّ قَالَ: تَنَاجَى أَبُو ذَرٍّ وَعُثْمَانُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا , ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو ذَرٍّ مُتَبَسِّمًا , فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَا لَكَ وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: سَامِعٌ مُطِيعٌ وَلَوْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ صَنْعَاءَ أَوْ عَدْنَ، ثُمَّ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ. وَأَمَرَهُ عُثْمَانُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ [ص: 228] بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْدَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ , مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الْحَالِ الَّتِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهَا» ؟، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقْتَ» ، ثُمَّ قَالَ: «مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ [ص: 229] : سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لَأَقْرَبِكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُهُ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَةِ مَا تَرَكْتُهُ فِيهَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْفَرِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّامَ , فَجَمَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ لَا يَنْتَهِي إِلَى سَارِيَةٍ إِلَّا خَرَّ أَهْلُهَا، يُصَلِّي وَيُخِفُّ صَلَاتَهُ قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ , فَقَالَ لِي: فَأَنْتَ مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: قُمْ عَنِّي لَا أُعِدُّكَ بِشَرٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَعِدُنِي بِشَرٍّ؟، قَالَ: إِنَّ هَذَا - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ - نَادَى مُنَادِيهِ أَلَّا يُجَالِسَنِي أَحَدٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ , وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي , وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرَّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي ذَرٍّ , فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ قَالَ: فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ، قَالَ: فَفَضَلَ مَعَهَا سِلَعٌ قَالَ: فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ فُلُوسًا، قَالَ: قُلْتُ: لَوِ ادَّخَرْتَهُ لِلْحَاجَةِ تَبُوءُ بِكَ أَوْ لِلضَّيْفِ يَنْزِلُ بِكَ؟، قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أَيَّ مَالٍ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ , فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ دَعَا خَادِمَهُ , فَسَأَلَهُ عَمَّا يَكْفِيهِ لِسَنَةٍ , فَاشْتَرَاهُ لَهُ , ثُمَّ اشْتَرَى فُلُوسًا بِمَا بَقِيَ , وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مَنْ وَعَى ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً يُوكِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يَتَلَظَّى عَلَى صْاحِبِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ: خُذِ الْعَطَاءَ مَا كَانَ مُتْعَةً، فَإِذَا كَانَ دَيْنًا فَارْفُضْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ لَقِيَ أَبَا ذَرٍّ , فَجَعَلَ أَبُو مُوسَى يَلْزَمُهُ , وَكَانَ الْأَشْعَرِيُّ رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ قَصِيرًا، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلًا أَسْوَدَ كَثَّ الشَّعْرِ , فَجَعَلَ الْأَشْعَرِيُّ يَلْزَمُهُ، وَيَقُولُ أَبُو ذَرٍّ: إِلَيْكَ عَنِّي، وَيَقُولُ الْأَشْعَرِيُّ: مَرْحَبًا بِأَخِي وَيَدْفَعُهُ أَبُو ذَرٍّ وَيَقُولُ: لَسْتُ بِأَخِيكِ، إِنَّمَا كُنْتُ أَخَاكَ قَبْلَ أَنْ تُسْتَعْمَلَ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ , فَالْتَزَمَهُ , وَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَخِي، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِلَيْكَ عَنِّي، هَلْ كُنْتَ عَمِلْتَ لِهَؤُلَاءِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَلْ تَطَاوَلْتَ فِي الْبِنَاءِ أَوِ اتَّخَذْتَ زَرْعًا أَوْ مَاشِيَةً؟، قَالَ: لَا، قَالَ: أَنْتَ أَخِي، أَنْتَ أَخِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَجُلًا طَوِيلًا آدَمَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: مَا يُوَئسُنِي رِقَّةُ عَظْمِي وَلَا بَيَاضُ شَعْرِي أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ [ص: 231] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مَظَلَّةٍ , وَتَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَحْمَاءُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: مَظَلَّةِ شَعْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ أُخْتٍ لِأَبِي ذَرٍّ: مَا تَرَكَ أَبُو ذَرٍّ؟ فَقَالَ: تَرَكَ أَتَانَيْنِ وَعَفْوًا وَأَعْنُزًا وَرَكَائِبَ قَالَ: الْعَفْوُ الْحِمَارُ الذَّكَرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالِ يَتِيمٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِمَارَةَ , فَقَالَ: «إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ أَبِي ذَرٍّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَكَانَ إِذَا دَخَلَ خَلَعَ خُفَّيْهِ , فَإِذَا بَزَقَ أَوْ تَنَخَّعَ تَنَخَّعَ عَلَيْهِمَا قَالَ: وَلَوْ جَمَعَ مَا فِي بَيْتِهِ لَكَانَ رِدَاءُ هَذَا الرَّجُلِ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي بَيْتِهِ قَالَ جَعْفَرٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمَهْرَانَ بْنِ مَيْمُونٍ فَقَالَ: مَا أَرَاهُ كَانَ مَا فِي بَيْتِهِ يَسْوَى دِرْهَمَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَبْقَ الْيَوْمَ أَحَدٌ لَا يُبَالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ [ص: 232] لَائِمٍ غَيْرَ أَبِي ذَرٍّ وَلَا نَفْسِي، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَرَجُلٌ , عَنْ زَاذَانَ قَالَا: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ , فَقَالَ: وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ، وَكَانَ شَحِيحًا حَرِيصًا , شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ , حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ , فَيُعْطَى وَيُمْنَعُ، أَمَا أَنْ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ فَلَمْ يَدْرُوا مَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: وَعَى عِلْمًا عَجَزَ فِيهِ: أَعَجَزَ عَنْ كَشْفِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ أَمْ عَنْ طَلَبِ مَا طَلَبَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ فِي رَهْطٍ مِنْ غِفَارَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي لَا يُدْخَلُ عَلَيْهِ مِنْهُ، قَالَ: وَتَخَوَّفْنَا عُثْمَانَ عَلَيْهِ قَالَ: فَانْتَهَى إِلَيْهِ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , قَالَ: ثُمَّ مَا بَدَأَهُ بِشَيْءٍ إِلَّا أَنْ قَالَ: أَحَسِبْتَنِي مِنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ مَا أَنَا مِنْهُمُ وَلَا أُدْرِكُهُمْ، لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ آخُذَ بِعَرْقُوَتَيْ قَتَبٍ لَأَخَذْتُ بِهِمَا حَتَّى أَمَرْتَ. قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ إِلَى الرَّبَذَةِ، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، نَأْذَنُ لَكَ وَنَأْمُرُ لَكَ بِنِعَمٍ مِنْ نَعَمٍ الصَّدَقَةِ , فَتُصِيبُ مِنْ رِسْلِهَا، فَقَالَ: فَنَادَى أَبُو ذَرٍّ دُونَكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ دُنْيَاكُمْ فَاعْذِمُوهَا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا، قَالَ: فَمَا نَرَاهُ بِشَيْءٍ قَالَ: فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ , قَالَ: فَصَادَفْنَا مَوْلًى لِعُثْمَانَ غلُاَمًا حَبَشِيًّا يَؤُمُّهُمْ , فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ , فَتَقَدَّمَ , فَلَمَّا رَأَى أَبَا ذَرٍّ نَكَصَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ: تَقَدَّمَ فَصَلِّ، فَصَلَّى خَلْفَهُ أَبُو ذَرٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ الْأَشْتَرِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ , فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: وَمَا يُبْكِيكَ؟ [ص: 233] ، فَقَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لَا يَدَ لِي بِتَغْيِيبِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا، فَقَالَ: لَا تَبْكِي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُولُ: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» قَالَ: فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقَرْيَةٍ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ , فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ , فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ لَكَ , فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ؟، قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيقَ , فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِالْقَوْمِ تَجِدِّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ - قَالَ عَفَّانُ: هَكَذَا قَالَ: تَجِدُّ بِهِمْ , وَالصَّوَابُ: تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ - فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، قَالُوا: مَا لَكِ؟، قَالَتِ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟، قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ , فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهُمْ , وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ , فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ فِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا قَالَ، أَبْشِرُوا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنَ امْرَأَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ , فاَحْتَسَبَاهُ وَصَبِرَا , فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا» ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ , وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِيهِ، أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَلَّا يُكَفِّنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا، فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ: أَنَا صَاحِبُكَ , ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي وَأَحَدُ ثَوْبِيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبَا ذَرٍّ الْمَوْتُ بَكَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟، قَالَتْ: أَبْكِي لِأَنَّهُ لَا يَدَانِ لِي بِتَغْيِيبِكَ، وَلَيْسَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ، قَالَ: فَلَا تَبْكِي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمُ: «لَيَمُوتَنَّ مِنْكُمْ [ص: 234] رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ , تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» ، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكِ النَّفَرِ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ , فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ، فَقَالَتْ: أَنَّى وَقَدِ انْقَطَعَ الْحَاجُّ وَتَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ، فَكَانَتْ تَشُدُّ إِلَى كَثِيبٍ تَقُومُ عَلَيْهِ تَنْظُرُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ , فَتُمَرِّضُهُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْكَثِيبِ , فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِنَفَرٍ تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ عَلَى رِحَالِهِمْ، فَأَلَاحَتْ بِثَوْبِهَا , فَأقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا , قَالُوا: مَا لَكَ؟، قَالَتِ امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ، قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ , فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهُمْ وَوَضَعُوا السِّيَاطَ فِي نُحُورِهَا يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءُوهُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا , فَحَدَّثَهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَيَحْتَسِبَانِ وَيَصْبِرَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ» ، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ لَوْ كَانَ لِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لِامْرَأَتِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبِهَا، فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ أَلَا يُكَفِّنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا , أَوْ نَقِيبًا , أَوْ بَرِيدًا، فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ كَانَ قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: أَنَا أُكَفِّنُكَ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئًا، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا الَّذِي عَلَيَّ وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي حَاكَتْهُمَا لِي، قَالَ: أَنْتَ فَكَفِّنِّي , قَالَ: فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِيُّ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدُوهُ مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الْأَدْبَرِ , وَمَالِكٌ الْأَشْتَرُ فِي نَفَرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا نَفَى عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ , وَأَصَابَهُ بِهَا قَدْرُهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَغُلَامُهُ , فَأَوْصَاهُمَا أَنِ اغْسِلَانِي وَكَفِّنَانِي وَضَعَانِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ , فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّ بِكُمْ , فَقُولُوا: هَذَا أَبُو [ص: 235] ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَعُينُونَا عَلَى دَفْنِهِ. فَلَمَّا مَاتَ فَعَلَا ذَلِكَ بِهِ , ثُمَّ وَضَعَاهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عُمَّارًا , فَلَمْ يَرُعْهُمْ إِلَّا بِالْجَنَازَةِ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ قَدْ كَادَتِ الْإِبِلُ أَنْ تَطَأَهَا , فَقَامَ إِلَيْهِ الْغُلَامُ , فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَعِينُونَا عَلَى دَفْنِهِ، فَاسْتَهَلَّ عَبْدُ اللَّهِ يَبْكِي , وَيَقُولُ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ، تَمْشِي وَحْدَكَ وَتَمُوتُ وَحْدَكَ وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ، ثُمَّ نَزَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَارَوْهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَهُ وَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسِيرِهِ إِلَى تَبُوكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 234 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ رَآهُ فِي نَمِرَةٍ مُؤْتَزِرًا بِهَا قَائِمًا يُصَلِّي , فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَمَا لَكَ ثَوْبٌ غَيْرُ هَذِهِ النَّمِرَةِ؟، قَالَ: لَوْ كَانَ لِي لَرَأَيْتَهُ عَلَيَّ، قُلْتُ: فَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَيْكَ مُنْذُ أَيَّامٍ ثَوْبَيْنِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَعْطَيْتُهُمَا مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِمَا مِنِّي، قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَمُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا، قَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا , إِنَّكَ لَمُعَظِّمُ الدُّنْيَا , أَلَيْسَ تَرَى عَلَيَّ هَذِهِ الْبُرْدَةَ، وَلِي أُخْرَى لِلْمَسْجِدِ وَلِي أَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا، وَلِي أَحْمِرَةٌ نَحْتَمِلُ عَلَيْهَا مِيرَتَنَا , وَعِنْدَنَا مَنْ يَخْدُمُنَا وَيَكْفِينَا مِهْنَةَ طَعَامِنَا، فَأَيُّ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ، قَالَ: جاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمَنَا أَبَا ذَرٍّ يَعْرِضُ عَلَيْهِ فَأَبَى أَبُو ذَرٍّ أَنْ يَأْخُذَ , وَقَالَ: لَنَا أَحْمِرَةٌ نَحْتَمِلُ عَلَيْهَا , وَأَعْنُزٌ نَحْلِبُهَا , وَمُحَرَّرَةٌ تَخْدُمُنَا , وَفَضْلُ عَبَاءَةٍ عَنْ كِسْوَتِنَا، وَإِنِّي لَأَخَافُ أَنْ أُحَاسَبَ بِالْفَضْلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَمِيلَةَ الْفَزَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ يَحْلِبُ غُنَيْمَةً لَهُ , فَيَبْدَأُ بِجِيرَانِهِ وَأَضْيَافِهِ قَبْلَ نَفْسِهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ لَيْلَةً حَلَبَ حَتَّى مَا بَقِيَ فِي ضُرُوعِ غَنَمِهِ شَيْءٌ إِلَّا مُصِرَّةً , وَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ تَمْرًا وَهُوَ يَسِيرٌ، ثُمَّ تَعَذَّرَ [ص: 236] إِلَيْهِمْ , وَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا لَجِئْنَا بِهِ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُهُ ذَاقَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فِي مِظَلَّتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ بِدِمَشْقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِدَاشٍ الْكَعْبِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ أَبَا ذَرٍّ فِي مِظَلَّةِ شَعْرٍ بِالرَّبَذَةِ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَحْمَاءُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ تَزَوَّجُ سَحْمَاءَ قَالَ: أَتَزَوَّجُ مَنْ تَضَعُنِي أَحَبُّ إِلِيَّ مِمَّنْ تَرْفَعُنِي، مَا زَالَ لِيَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى مَا تَرَكَ لِيَ الْحَقُّ صَدِيقًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ مُشَنَّفَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ وَلَا الْخَلُوقِ قَالَ: فَقَالَ:: أَلَا تَنْظُرُونَ مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ، تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ , فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ، أَلَا وَإِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحَضٍ وَمَزَلَّةٍ، وَإِنَّا أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ يَمِيدُ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ مَطْلِعَ الشَّمْسِ , فَظَنَنْتُهُ نَائِمًا , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَقُلْتُ: أَنَائِمٌ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ؟، فَقَالَ: لَا، بَلْ كُنْتُ أُصَلِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ تَبِعْتُهُ جُوَيْرِيَةٌ سَوْدَاءُ , فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ هَذِهِ ابْنَتَكَ؟، قَالَ: تَزْعُمُ أُمُّهَا ذَاكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا [ص: 237] عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُسِيَ أَبُو ذَرٍّ بُرْدَيْنِ فَأَتَّزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِشَمْلَةٍ، وَكَسَا أَحَدَهُمَا غُلَامَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ , فَقَالُوا لَهُ: لَوْ كُنْتَ لَبِسْتَهَا جَمِيعًا كَانَ أَجْمَلَ، قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تُكْسَوْنَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا ذَرٍّ فَأَعْجَبَتْنِي أَخْلَاقُهُ كُلُّهَا إِلَّا خُلُقًا وَاحِدًا، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ الْخُلُقُ؟، قَالَ: كَانَ رَجُلًا فَطِنًا , فَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ انْتَضَحَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسِ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زهرانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ، وَكَانَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ قَالَ: كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ رَجُلًا شَرِيفًا شَاعِرًا كَثِيرَ الضِّيَافَةِ , فَقَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهَا , فَمَشَى إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالُوا: يَا طُفَيْلُ إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلَادِنَا وَهَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَدْ أَعْضَلَ بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ , وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ , وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ، إِنَّا نَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ مِثْلَ مَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْهُ , فَلَا تُكَلِّمْهُ وَلَا تَسْمَعْ مِنْهُ، قَالَ الطُّفَيْلُ: فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا أُكَلِّمُهُ، فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ حَشَوْتُ أُذُنَيَّ كُرْسُفًا - يَعْنِي قَطْنًا - فَرَقًا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى كَانَ يُقَالُ لِي: ذُو الْقُطْنَتَيْنِ، قَالَ: فَغَدَوْتُ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ , فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ , فَسَمِعْتُ كَلَامًا حَسَنًا , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاثُكْلَ أُمِّي وَاللَّهِ إِنِّي لِرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ مَا يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنُ مِنَ الْقَبِيحِ , فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَا يَقُولُ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا قِبْلَتُهُ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ. فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ , ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ مَعَهُ , فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُو لِي، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكُونِي يُخَوِّفُونِي أَمْرَكَ حَتَّى سَدَدْتُ أُذُنِي بِكُرْسُفٍ لِأَنْ لَا أَسْمَعَ قَوْلَكَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِيهِ، فَسَمِعْتُ قَوْلًا حَسَنًا , فَاعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ , فَقَالَ: لَا وَاللَّهُ مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، وَلَا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ , فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي امْرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ فَدَاعِيهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ لِي عَوْنًا عَلَيْهِمْ فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ آيَةً» ، قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنِي مِثْلُ الْمِصْبَاحِ , فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ فِي غَيْرِ وَجْهِي , فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ وَقَعَتْ فِي وَجْهِي لِفِرَاقِ دِينِهِمْ , فَتَحَوَّلَ النُّورُ , فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي , فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَتَرَاءَوْنَ ذَلِكَ النُّورَ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ قَالَ: فَأَتَانِي أَبِي , فَقُلْتُ لَهُ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا أَبَتَاهُ , فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْكَ، قَالَ: وَلِمَ يَا بُنَيَّ؟، قُلْتُ: إِنِّي أَسْلَمْتُ وَاتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: يَا بُنَيَّ دِينِي دِينُكَ، قَالَ: فَقُلْتُ فَاذْهَبْ فَاغْتَسِلْ وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ، ثُمَّ جَاءَ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي , فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 عَنِّي فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتِ مِنِّي، قَالَتْ: وَلِمَ بِأَبِي أَنْتَ؟، قُلْتُ: فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الْإِسْلَامُ، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ، قَالَتْ: فَدِينِي دِينُكَ، قُلْتُ: فَاذْهَبِي إِلَى حِسْيِ ذِي الشِّرَى فَتَطَهَّرِي مِنْهُ، وَكَانَ ذُو الشِّرَى صَنَمَ دَوْسٍ، وَالْحِسْيِ حِمَى لَهُ يُحَمُّونَهُ , وَبِهِ وَشَلٌ مِنْ مَاءٍ يَهْبِطُ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ أَتَخَافُ عَلَى الصِّبْيَةِ مِنْ ذِي الشِّرَى شَيْئًا؟، قُلْتُ: لَا، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَكِ، قَالَ: فَذَهَبَتْ فَاغْتَسَلَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ , فَأَسْلَمَتْ، ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَبْطَأُوا عَلَيَّ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ غَلَبَتْنِي دَوْسٌ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللهَ عَلَى دَوْسٍ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا، وَأْتِ بِهَا» . رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ طُفَيْلٍ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اخْرُجْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ وَارْفُقْ بِهِمْ» ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ , فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ دَوْسٍ أَدْعُوهَا حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، وَمَضَى بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ حَتَّى نَزَلَتُ الْمَدِينَةَ بِسَبْعِينَ أَوْ ثَمَانِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ , ثُمَّ لَحِقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ , فَأَسْهَمَ لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنَا مَيْمَنَتَكَ، وَاجْعَلْ شِعَارَنَا مَبْرُورًا، فَفَعَلَ , فَشِعَارُ الْأَزْدِ كُلِّهَا إِلَى الْيَوْمِ مَبْرُورٌ، قَالَ الطُّفَيْلُ: ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْعَثْنِي إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ حَتَّى أَحْرِقَهُ , فَبَعَثَهُ إِلَيْهِ , فَأَحْرَقَهُ وَجَعَلَ الطُّفَيْلُ يَقُولُ وَهُوَ يُوقِدُ النَّارَ عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ خَشَبٍ: [البحر الرجز] [ص: 240] يَا ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادَكَ ... مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَ أَنَا حَشَشْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ لَهُ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْكَفَّيْنِ , فَكَسَرَهُ وَحَرَقَهُ بِالنَّارِ، وَقَالَ: [البحر الرجز] يَا ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عِبَادِكَ ... مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَ أَنَا حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ الطُّفَيْلِ الْأَوَّلِ قَالَ: فَلَمَّا أَحْرَقْتُ ذَا الْكَفَّيْنِ بَانَ لِمَنْ بَقِيَ مِمَّنْ تَمَسَّكَ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ، فَأَسْلَمُوا جَمِيعًا , وَرَجَعَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَكَانَ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ خَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَجَاهَدَ حَتَّى فَرَغُوا مِنْ طُلَيْحَةَ وَأَرْضِ نَجْدٍ كُلِّهَا، ثُمَّ سَارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَمَامَةِ , وَمَعَهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ , فَقُتِلَ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو بِالْيَمَامَةَ شَهِيدًا , وَجُرِحَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ، وَقَطَعَتْ يَدُهُ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ وَصَحَّتْ يَدُهُ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَتَنَحَّى عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَكَ لَعَلَّكَ تَنَحَّيْتَ لِمَكَانِ يَدِكَ؟، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَذُوقُهُ حَتَّى تَسُوطَهُ بِيَدِكَ، فَوَاللَّهِ مَا فِي الْقَوْمِ أُحُدٌ بَعْضُهُ فِي الْجَنَّةِ غَيْرَكَ. ثُمَّ خَرَجَ عَامَ الْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَقُتِلَ شَهِيدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 ضِمَادٌ الْأَزْدِيُّ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ يُقَالُ لَهُ: ضِمَادٌ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا , فَسَمِعَ كُفَّارَ قُرَيْشٍ يَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَدَاوَيْتُهُ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أُدَاوِي مِنَ الرِّيحِ , فَإِنْ شِئْتَ دَاوَيْتُكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُكَ , فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَحَمِدَ اللَّهَ وَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ , فَأَعْجَبَ ذَلِكَ ضِمَادًا , فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ , فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ قَطُّ، لَقَدْ سَمِعْتُ كَلَامَ الْكَهَنَةِ وَالسَّحَرَةِ وَالشُّعَرَاءِ , فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، لَقَدْ بَلَغَ قَامُوسَ الْبَحْرِ - يَعْنِي قَعْرَهُ - فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَبَايَعَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى قَوْمِهِ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَرِيَّةٍ إِلَى الْيَمَنِ , فَأَصَابُوا إِدَاوَةً , فَقَالَ: رُدُّوهَا , فَإِنَّهَا إِدَاوَةُ قَوْمِ ضِمَادٍ وَيُقَالُ: بَلْ أَصَابُوا عِشْرِينَ بَعِيرًا بِمَوْضِعٍ , فَاسْتَوْفَوْهَا , فَبَلَغَ عَلِيًّا أَنَّهَا لِقَوْمِ ضِمَادٍ , فَقَالَ: رُدُّوهَا إِلَيْهِمْ , فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , وَأَسْلَمَ فِيمَنِ انْخَزَعَ مِنْ بُطُونِ خُزَاعَةَ , هُوَ وَأَخَوَاهُ مَالِكٌ وَمَلَكَانُ ابْنَا أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ، وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ، وَكَانَ بُرَيْدَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَسْلَمَ [ص: 242] حِينَ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْهِجْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْتَهَى إِلَى الْغَمِيمِ أَتَاهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ , فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَسْلَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ، وَكَانُوا زُهَاءَ ثَمَانِينَ بَيْتًا , فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ , فَصَلَّوْا خَلْفَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ جَهْمٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ عَلَّمَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ لَيْلَتَئِذٍ صَدْرًا مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، وَقَدِمَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بَعْدَ أَنْ مَضَتْ بَدْرٌ وَأُحُدٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , فَتَعَلَّمَ بَقِيَّتَهَا، وَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَكَانَ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ، وَغَزَا مَعَهُ مَغَازِيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِأُسَارَى الْمُرَيْسِيعِ , فَكُتِّفُوا وَجُعِلُوا نَاحِيَةً، وَاسْتَعْمَلَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ عَلَيْهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَيْنِ , فَحَمَلَ أَحَدَهُمَا بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ , وَحَمَلَ الْآخَرَ نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ عَلَى أَسْلَمَ وَغِفَارَ يُصْدِقُهُمْ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ غَزْوَةَ تَبُوكَ إِلَى أَسْلَمَ يَسْتَفِزُّهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ , وَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُقِيمًا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى فُتِحَتِ الْبَصْرَةُ , وَمُصِّرَتْ , فَتَحَوَّلَ إِلَيْهَا واخْتَطَّ بِهَا، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا غَازِيًا إِلَى خُرَاسَانَ , فَمَاتُ بِمَرْوَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ وَلَدُهُ بِهَا، وَقَدِمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ , فَنَزَلُوا بَغْدَادَ , فَمَاتُوا بِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ الْكِنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: لَا عَيْشَ إِلَّا طِرَادُ الْخَيْلِ الْخَيْلَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 قَالَ: أَخْبَرَنَا فَهِدُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو بَكْرٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ لَمْ يُسَمِّهِ لَنَا، قَالَ: كُنْتُ مَعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ بِسِجِسْتَانَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُعَرِّضُ بِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ لِأَسْتَخْرِجَ رَأْيَهُ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , فَرَفَعَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُثْمَانَ، وَاغْفِرْ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَاغْفِرْ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَاغْفِرْ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ , فَقَالَ لِي: لَا أَبَا لَكَ أَتُرَاكَ قَاتِلِي؟، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَكَ، وَلَكِنْ هَذَا أَرَدْتُ مِنْكَ، قَالَ قَوْمٌ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ سَوَابِقُ: فَإِنْ يَشَأْ يَغْفِرْ لَهُمْ بِمَا سَبَقَ لَهُمْ فَعَلَ، وَإِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْهُمْ بِمَا أَحْدَثُوا فَعَلَ , حِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 مَالِكٌ وَنُعْمَانُ ابْنَا خَلَفِ بْنِ عَوْفِ بْنِ دَارِمِ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ بِأَسْمَائِهِمَا وَنَسَبِهِمَا هَكَذَا وَقَالَ: كَانَا طَلِيعَتَيْنِ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ , فَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 أَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ وَاسْمُهُ كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَعْشَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُحَيْمِسِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْكِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، أَسْلَمَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا، وَرُمِيَ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ , فَوَقَعَ فِي نَحْرِهِ , فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَبَسَقَ عَلَيْهِ , فَبَرَأَ , فَكَانَ أَبُو رُهْمٍ يُسَمَّى الْمَنْحُورُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ أَسُوقُ الْهَدْيَ وَأَرْكَبُ عَلَى الْبُدْنِ فِي عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَسِيرُ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، وَأَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ لَهُ غَلِيظَتَانِ إِذْ زَحَمَتْ نَاقَتُهُ نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: فَوَقَعَ حَرْفُ نَعْلِي عَلَى سَاقِهِ , فَأَوْجَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَوْجَعْتَنِي أَخِّرْ رِجْلَكَ» ، وَقَرَعَ رِجْلِي بِالسَّوْطِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِي وَمَا تَأَخَّرَ , وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ لَعَظِيمِ مَا صَنَعْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا بِالْجِعْرَانَةِ خَرَجْتُ أَرْعَى الظُّهْرَ وَمَا هُوَ يَوْمِي فَرَقًا أَنْ يَأْتِيَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولٌ يَطْلُبُنِي , فَلَمَّا رَوَّحْتُ الرِّكَابَ , سَأَلْتُ: فَقَالُوا: طَلَبَكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: إِحْدَاهُنَّ وَاللَّهِ , فَجِئْتُهُ وَأَنَا أَتَرَقَّبُ , فَقَالَ: «إِنَّكَ أَوْجَعَتْنِي بِرِجْلِكَ فَقَرَعْتُكَ بِالسَّوْطِ , وَأَوْجَعْتُكَ , فَخُذْ هَذِهِ الْغَنَمَ عِوَضًا مِنْ ضَرْبَتِي» ، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: فَرِضَاهُ عَنِّي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا رُهْمٍ حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَهُمْ بِبِلَادِهِمْ، فَأَتَاهُمْ إِلَى مَجَالِهِمْ , الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 فَشَهِدَ تَبُوكَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو رُهْمٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ يَغْزُو مَعَهُ إِذَا غَزَا، وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِبَنِي غِفَارٍ وَكَانَ أَكْثَرُ ذَلِكَ يَنْزِلُ الصَّفْرَاءَ وَغَيْقَةَ وَمَا وَالَاهَا، وَهِيَ أَرْضُ كِنَانَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا الْهُبَيْبِ، مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ نَوْفَلٍ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. أَسْلَمَا قَدِيمًا وَشَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا , وَقَتْلَا يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ فِي شَوَّالَ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ وَيُقَالُ: الثَّعْلَبِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ عَدِيدٌ لِبَنِي سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا دَمِيمًا قَبِيحًا، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُحُدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ وَهُوَ يَتَوَجَّهُ إِلَى أُحُدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّكَ تُقْتَلُ غَدًا، وَهُوَ يَتَنَفَّسُ مَكْرُوبًا، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: «أَلَيْسَ الدَّهْرُ كُلُّهُ غَدًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ رَجُلًا صَالِحًا، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا، وَكَانَ يَعْمَلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْخَنْدَقِ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى [ص: 246] الله عليه وسلم قَدْ غَيَّرَ اسْمَهُ يَوْمَئِذٍ , فَسَمَّاهُ عَمْرًا، فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَرْتَجِزُونَ وَيَقُولُونَ: [البحر الرجز] سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عُمَرْ ... وَكَانَ لِلْبَائِسِ يَوْمًا ظُهَرْ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَا يَقُولُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَقُولَ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ فِرَاسٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: وَجَعَلَ جُعَيْلٌ يَقُولُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ: سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عُمَرَ، وَهُوَ يَضْحَكُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَعَرَفُوا أَنَّهُ لَا يُبَالِي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ جُعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ , فَصُغِّرَ , فَقِيلَ: جُعَيْلٌ , وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرًا، وَلَكِنْ هَكَذَا جَاءَ الشَّعْرُ عُمَرَ. وَشَهِدَ أَيْضًا جُعَالٌ الْمُرَيْسِيعَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ بِالْجِعْرَانَةِ مِنْ غَنَائِمِ خَيْبَرَ , فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ , وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَأَشْبَاهَهُمَا مِائَةَ مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ , وَتَرَكَتَ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلَاعِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِثْلِ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ , وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتُهَمَا لِيُسْلِمَا، وَوُكِّلْتُ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى إِسْلَامِهِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جُعَالَ بْنَ سُرَاقَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 وَهْبُ بْنُ قَابُوسَ الْمُزَنِيُّ أَقْبَلَ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَابُوسَ بِغَنَمٍ لَهُمَا مِنْ جَبَلِ مُزَيْنَةَ , فَوَجَدَا الْمَدِينَةَ خُلُوفًا , فَسَأَلَا: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَقَالُوا: بِأُحُدٍ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالَا: لَا نَسْأَلُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ. فَأَسْلَمَا , ثُمَّ خَرَجَا حَتَّى أَتَيَا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِأُحُدٍ , فَيَجِدَانِ الْقَوْمَ يَقْتَتِلُونَ , وَالدَّوْلَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابِهِ , فَأَغَارُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّهْبِ، وَجَاءَتِ الْخَيْلُ مِنْ وَرَائِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ , فَاخْتَلَطُوا , فَقَاتَلَا أَشَدَّ الْقِتَالِ , فَانْفَرَقَتْ فِرْقَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ لِهَذِهِ الْفِرْقَةِ» ، فَقَالَ وَهْبُ بْنُ قَابُوسَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ فَرَمَاهُمْ بِالنَّبْلِ حَتَّى انْصَرَفُوا , ثُمَّ رَجَعَ، فَانْفَرَقَتْ فِرْقَةٌ أُخْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ لِهَذِهِ الْكَتِيبَةِ» ؟ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ فَذَبَّهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى وَلَّوْا، ثُمَّ رَجَعَ الْمُزَنِيُّ، ثُمَّ طَلَعَتْ كَتِيبَةٌ أُخْرَى , فَقَالَ: «مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ» ؟ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «قُمْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» فَقَامَ الْمُزَنِيُّ مَسْرُورًا يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَقَيلُ وَلَا أَسْتَقِيلُ , فَقَامَ , فَجَعَلَ يَدْخُلُ فِيهِمْ , فَيَضْرِبُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَقْصَاهُمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» فَمَا زَالَ كَذَلِكَ وَهُمْ مُحْدِقُونَ بِهِ حَتَّى اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ وَرِمَاحُهُمْ , فَقَتَلُوهُ , فَوُجِدَ بِهِ يَوْمَئِذٍ عِشْرُونَ طَعْنَةً بِرُمْحٍ كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ , وَمُثِّلَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَقْبَحَ الْمُثَلِ. ثُمَّ قَامَ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ , فَقَاتَلَ كَنَحْوٍ مِنْ قِتَالِهِ حَتَّى قُتِلَ , فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُمَا مَقْتُولَانِ , فَقَالَ: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ فَإِنِّي عَنْكَ رَاضٍ» يَعْنِي وَهْبًا , ثُمَّ قَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ، وَقَدْ نَالَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْجِرَاحِ مَا نَالَهُ - وَإِنَّ الْقِيَامَ لَيَشُقُّ عَلَيْهِ - فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى وُضِعَ الْمُزَنِيُّ فِي لَحْدِهِ , عَلَيْهِ بُرْدَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 لَهَا أَعْلَامٌ حُمْرٌ، فَمَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبُرْدَةَ عَلَى رَأْسِهِ , فَخَمَّرَهُ وَأَدْرَجَهُ فِيهَا طَوْلًا، وَبَلَغَتْ نِصْفَ سَاقَيْهِ، وَأَمَرَنَا فَجَمَعْنَا الْحَرْمَلَ , فَجَعَلْنَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ وَهُوَ فِي اللَّحْدِ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولَانِ: فَمَا حَالٌ نَمُوتُ عَلَيْهَا أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَلْقَى اللَّهَ عَلَى حَالِ الْمُزَنِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ نَاشِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ جَدِّي بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَتْ لَهُ نَفَرًا، وَشَهِدَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بَدْرًا وَأُحُدًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ حِينَ انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ أُحُدٍ , وَكَانَ رَجُلًا شُجَاعًا لَهُ إِقْدَامٌ، وَيُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مُسْلِمًا بِئْرُ مَعُونَةَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، فَأَسَرَتْهُ بَنُو عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ , فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَيَّ أُمِّي نَسَمَةٌ , فَأَنْتَ حُرٌّ عَنْهَا وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَخَبَرَ رَسُولَ اللَّهِ بِقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ - يَعْنِي أَفْلَتَّ - وَلَمْ تُقْتَلْ كَمَا قُتِلُوا» ، وَلَمَّا دَنَا عَمْرٌو مِنَ الْمَدِينَةِ مُنْصَرِفًا مِنْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 بِئْرِ مَعُونَةَ لَقِيَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ , فَقَاتَلَهُمَا ثُمَّ قَتَلَهُمَا، وَقَدْ كَانَ لَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَمَانٌ , فَوَدَّاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَهُمَا الْقَتِيلَانِ اللَّذَانِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَبَبِهِمَا إِلَى بَنِي النَّضِيرِ يَسْتَعِينُهُمْ فِي دِيَّتِهِمَا. قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ وَمَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيشٍ الْأَنْصَارِيُّ سَرِيَّةً إِلَى مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ , فَعُلِمَ بِمَكَانِهِمَا , فَطُلِبَا , فَتَوَارَيَا، وَظَفَرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فِي تُوَارِيهِ ذَلِكَ فِي الْغَارِ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ بِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ , فَقَتَلَهُ، وَعَمَدَ إِلَى خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ , وَهُوَ مَصْلُوبٌ , فَأَنْزَلَهُ عَنْ خَشَبَتِهِ , وَقَتْلَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ أَعْوَرَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِقُدُومِهِ وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ بِكِتَابَيْنِ كَتَبَ بِهِمَا إِلَيْهِ فِي أَحَدِهِمَا أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَفِي الْآخَرِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ مَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَزَوَّجَهُ النَّجَاشِيُّ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَحَمَلَ إِلَيْهِ أَصْحَابَهُ فِي سَفِينَتَيْنِ. وَكَانَتْ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْحَدَّاكِينَ - يَعْنِي الْخَرَّاطِينَ - وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُوَ زَيْدُ مَنَاةَ بْنُ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرٍ الْأَكْبَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ. وَأَسْلَمَ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَدِيمًا , وَلَمْ يَشْهَدْ [ص: 250] بَدْرًا , وَكَانَ يُشَبَّهُ بِجَبْرَائِيلَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: شَبَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أُمَيَّةَ فَقَالَ: «دِحْيَةُ الْكَلْبِيِّ يُشْبِهُ جَبْرَائِيلَ، وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ يُشْبِهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعُزَّى يُشْبِهُ الدَّجَّالَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيِّ يُشَبَّهُ بِجَبْرَائِيلَ، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مَثَلَهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس، وَكَانَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ يُشَبَّهُ بِالدَّجَّالِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِجَبْرَائِيلَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «كَانَ جَبْرَائِيلُ يَأْتِي النَّبِيَّ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ وَثْبَةً شَدِيدَةً , فَنَظَرْتُ , فَإِذَا مَعَهُ رَجُلٌ وَاقِفٌ عَلَى بِرْذَوْنٍ , وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ قَدْ سَدَلَ طَرَفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مَعْرَفَةِ بِرْذَوْنِهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَاعَتْنِي وَثْبَتُكَ، مَنْ هَذَا؟، قَالَ: «وَرَأَيْتِهِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ رَأَيْتِ؟» قُلْتُ: رَأَيْتُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ، قَالَ: «ذَاكَ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ [ص: 251] ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ سَرِيَّةً وَحْدَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ , فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَقِيَهُ بِحِمْصَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَشَهِدَ دِحْيَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَشَاهِدَ بَعْدَ بَدْرٍ , وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 الصَّحَابَةُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. . . أُصَاحِبُ , فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ , فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي أُرِيدُ , فَأَسْرَعَ الْإِجَابَةَ وَخَرَجْنَا جَمِيعًا , فَأَدْلَجْنَا سَحَرًا , فَلَمَّا كُنَّا بِالْهِلِّ إِذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ، قُلْنَا: وَبِكَ، قَالَ: أَيْنَ مَسِيرُكُمْ؟ فَأَخْبَرَنَاهُ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَيْضًا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَلِنُسْلِمَ. فَاصْطَحَبْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، فَلَمَّا اطَّلَعْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالنُّبُوَّةِ , فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ أَرَى لَكَ عَقْلًا رَجَوْتُ أَلَّا يُسْلِمَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ» وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي كُلَّ مَا أَوْضَعْتُ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُّبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ كُلَّ مَا أَوْضَعَ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِكَ» فَقَالَ خَالِدٌ: وَتَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَسْلَمَا، وَبَايَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِ أَسْلَمْتُ يَعْدِلُ بِي أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِيمَا يَجْزِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [ص: 253] ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مَوْضِعَ دَارِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمِنَّاءَ أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ خَيْبَرَ وَبَعْدَ قَدُومِ خَالِدٍ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ دُورًا لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَرِثَهَا مِنْ آبَائِهِ , فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَقْطَعَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ مُؤْتَةَ , وَقُتِلَ الْأُمَرَاءُ أَخَذَ اللِّوَاءَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ , وَجَعَلَ يَصِيحُ: يَا آلَ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ , فَنَظَرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ: خُذِ اللِّوَاءَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، قَالَ: لَا آخُذُهُ أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ , لَكَ سِنٌّ , وَقَدْ شَهِدْتَ بَدْرًا، قَالَ ثَابِتٌ: خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا لَكَ، وَقَالَ ثَابِتٌ لِلنَّاسِ: آصْطَلَحْتُمْ عَلَى خَالِدٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَخَذَ خَالِدٌ اللِّوَاءَ , فَحَمَلَهُ سَاعَةً , وَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ , فَثَبَتَ حَتَّى تَكَرْكَرَ الْمُشْرِكُونَ , وَحَمَلَ بِأَصْحَابِهِ , فَفَضَّ جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ , ثُمَّ دُهِمَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ فَانْحَاشَ بِالْمُسْلِمِينَ، فَانْكَشَفُوا رَاجِعِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّايَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ يَقُولُ: قَدِ انْقَطَعَ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ. . . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. . . وَأَسْلَمُ لِي فِي دِينِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَمَرَتْنِي بِالَّذِي أَنْبَهُ لِي فِي دُنْيَايَ وَأَشَرُّ لِي فِي آخِرَتِي، وَإِنَّ عَلِيًّا قَدْ بُويِعَ لَهُ وَهُوَ يَدُلُّ بِسَابِقَتِهِ وَهُوَ غَيْرُ مُشْرِكِي فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ، ارْحَلْ يَا وَرْدَانُ، ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ ابْنَاهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَبَايَعَهُ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَكَتَبَا بَيْنَهُمَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا تَعَاهَدَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ بَعْدِ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ الْأَمَانَةَ، إِنَّ بَيْنَنَا عَهْدَ اللَّهِ عَلَى التَّنَاصُرِ وَالتَّخَالُصِ وَالتَّنَاصُحِ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالْإِسْلَامِ، وَلَا يَخْذُلُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِشَيْءٍ وَلَا يَتَّخِذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيجَةً وَلَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ أَبَدًا مَا حَيِينَا فِيمَا اسْتَطَعْنَا , فَإِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ , فَإِنَّ عَمْرًا عَلَى أَرْضِهَا وَإِمَارَتُهُ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَبَيْنَنَا التَّنَاصُحُ وَالتَّوَازُرُ وَالتَّعَاوُنُ عَلَى مَا نَابَنَا مِنَ الْأُمُورِ , وَمُعَاوِيَةُ أَمِيرُ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي النَّاسِ وَفِي عَامَّةِ الْأَمْرِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ الْأُمَّةَ , فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ , فَإِنَّهُمَا يَدْخُلَانِ فِي أَحْسَنِ أَمْرِهَا عَلَى أَحْسَنِ الَّذِي بَيْنَهُمَا فِي أَمْرِ اللَّهِ الَّذِي بَيْنَهُمَا مِنَ الشَّرْطِ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. وَكَتَبَ وَرْدَانُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ قَالَ: وَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا , فَقَامَ , فَخَطَبَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْأَبْتَرَ بْنَ الْأَبْتَرِ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ , وَحَضَّهُمْ عَلَيْهِ، فَالْعَضُدَ وَاللَّهِ الشَّلَّاءُ عَمْرُو وَنُصْرَتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ فِي الْقَلْبِ أَيَّامَ صِفِّينَ بِنَفْسِهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ تِلْكَ الْأَيَّامِ اقْتَتَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ , فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ خَلْفِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 صُفُوفِنَا أَرَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَيُقْبِلُ عَلِيٌّ فِي كَتِيبَةٍ أُخْرَى نَحْوًا مِنْ عَدَدِ الَّذِي مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ، ثُمَّ صَاحَ عَمْرٌو بِأَصْحَابِهِ: الْأَرْضَ يَا أَهْلَ الشَّامَ، فَتَرَجَّلُوا وَدَبَّ بِهِمْ وَتَرَجَّلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَنَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَهُوَ يَقُولُ: وَصَبَرْنَا عَلَى مَوَاطِنِ ضَنْكٍ ... وَخُطُوبٍ تُرِي الْبَيَاضَ الْوَلِيدَا وَيُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَخَلُصَ إِلَى عَمْرٍو , وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً جَرَحَهُ عَلَى الْعَاتِقِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا أَبُو السَّمْرَاءِ وَيُدْرِكُهُ عَمْرٌو , فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَثْبَتَهُ وَانْحَازَ عَمْرٌو فِي أَصْحَابِهِ وَانْحَازَ أَصْحَابُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْكَرَاسِيُّ يَصِفُّ النَّاسَ بِنَفْسِهِ صُفُوفًا وَيَقُولُ: كَقَصِّ الشَّارِبِ وَهُوَ حَاسِرٌ، وَأَسْمَعُهُ وَأَنَا مِنْهُ قَرِيبٌ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالشَّيْخِ الْأَزْدِيِّ أَوِ الدَّجَّالِ - يَعْنِي هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: اقْتَتَلَ النَّاسُ بِصِفِّينَ قِتَالًا شَدِيدًا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلَهُ قَطُّ حَتَّى كَرِهَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الْقِتَالَ وَمَلُّوهُ مِنْ طُولِ تَبَاذُلِهِمُ السَّيْفَ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقِتَالِ لِمُعَاوِيَةَ: هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فَتَأْمُرَ رِجَالًا بِنَشْرِ الْمَصَاحِفِ , ثُمَّ يَقُولُونَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ وَإِلَى مَا فِي فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَلَا يَزِيدُ ذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشَّامِ إِلَّا اسْتِجْمَاعًا، فَأَطَاعَهُ مُعَاوِيَةُ , فَفَعَلَ وَأَمَرَ عَمْرٌو رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقُرِئَ الْمُصْحَفُ، ثُمَّ نَادَى: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أَوَلَسْنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَبَيْعَتِنَا؟، وَقَالَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 آخَرُونَ كَرِهُوا الْقِتَالَ: أَجَبْنَا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَنَهُمْ وَكَرَاهَتَهُمُ لِلْقِتَالِ قَارَبَ مُعَاوِيَةَ فِيمَا يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَاخْتَلَفَ بَيْنَهُمُ الرُّسُلُ , فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ قَبِلْنَا كِتَابَ اللَّهِ فَمَنْ يَحْكُمُ بِكِتَابِ اللَّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ؟ قَالَ: نَأْخُذُ رَجُلًا مِنَّا نَخْتَارُهُ وَتَأْخُذُ مِنْكُمْ رَجُلًا تَخْتَارُهُ، فَاخْتَارَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَاخْتَارَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَمَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ، وَيْلِي أَمْرَهُمْ، وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي أَرْبَعمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى تَوَافُوا بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْأَشْعَرِيِّ: احْذَرْ عَمْرًا , فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُقَدِّمَكَ , وَيَقُولُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَسَنُّ مِنِّي , فَكُنْ مُتَدَبِّرًا لَكَلَامِهِ، فَكَانَا إِذَا الْتَقَيَا يَقُولُ عَمْرٌو: إِنَّكَ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَبْلِي وَأَنْتَ أَسَنُّ مِنِّي فَتَكَلَّمَ، ثُمَّ أَتَكَلَّمُ وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمْرٌو أَنْ يُقَدِّمَ أَبَا مُوسَى فِي الْكَلَامِ لِيَخْلَعَ عَلِيًّا , فَاجْتَمَعَا عَلَى أَمْرِهِمَا , فَأَدَارَهُ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَأَبَى، وَقَالَ أَبُو مُوسَى: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالَ عَمْرٌو: أَخْبِرْنِي عَنْ رَأْيِكَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَرَى أَنْ نَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ , وَنَجْعَلَ هَذَا الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , فَيَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا، قَالَ عَمْرٌو: الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ , فَأَقْبَلَا عَلَى النَّاسِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ , فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: يَا أَبَا مُوسَى أَعْلِمْهُمْ بِأَنَّ رَأَيْنَا قَدِ اجْتَمَعَ، فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ رَأَيْنَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُ هَذِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 الْأُمَّةِ , فَقَالَ عَمْرٌو: صَدَقَ وَبَرَّ وَنِعْمَ النَّاظِرُ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ , فَتَكَلَّمْ يَا أَبَا مُوسَى: فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ , فَخَلَا بِهِ , فَقَالَ: أَنْتَ فِي خُدْعَةٍ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَبْدَأْهُ، وَتَعَقَّبْهُ؟ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَعْطَاكَ أَمْرًا خَالِيًا , ثُمَّ يَنْزِعَ عَنْهُ عَلَى مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ وَاجْتِمَاعِهِمْ، فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: لَا تَخْشَ ذَلِكَ، قَدِ اجْتَمَعْنَا وَاصْطَلَحْنَا , فَقَامَ أَبُو مُوسَى , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا هُوَ أَصْلَحُ لِأَمْرِهَا وَلَا أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَنْ لَا نَبْتَزَّ أُمُورَهَا وَلَا نَعْصِبَهَا حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ رَضًى مِنْهَا وَتَشَاورٍ وَقَدِ اجْتَمَعَتُ أَنَا وَصَاحِبِي عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ , وَتَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ هَذَا الْأَمْرَ , فَيَكُونُ شُورَى بَيْنَهُمْ يُوَلُّونَ مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِمْ وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ , فَوَلُّوا أَمْرَكُمْ مَنْ رَأَيْتُمْ، ثُمَّ تَنَحَّى , فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ , وَخَلَعَ صَاحِبَهُ وَإِنِّي أَخْلَعُ صَاحِبَهُ كَمَا خَلْعَهُ وَأُثْبِتُ صَاحِبِي مُعَاوِيَةَ , فَإِنَّهُ وَلِيُّ ابْنُ عَفَّانَ، وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَقَامِهِ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: وَيْحَكَ يَا أَبَا مُوسَى مَا أَضْعَفَكَ عَنْ عَمْرٍو وَمَكَائِدِهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا أَصْنَعُ جَامَعَنِي عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ نَزَعَ عَنْهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا ذَنْبَ لَكَ يَا أَبَا مُوسَى الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ لِلَّذِي قَدَّمَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: رَحِمَكَ اللَّهُ غَدَرَنِي فَمَا أَصْنَعُ؟، وَقَالَ أَبُو مُوسَى لِعَمْرٍو: إِنَّمَا مَثَلُكَ كَالْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِلَامَ صَيَّرْتَ هَذِهِ الْأُمَّةَ، إِلَى رَجُلٍ لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ وَآخَرَ ضَعِيفٌ؟ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: لَوْ مَاتَ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ قَبْلِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ [ص: 258] : كَيْفَ رَأَيْتَ تَدْبِيرِي لَكَ حَيْثُ ضَاقَتْ نَفْسُكَ مُسْتَهْزِئًا عَلَى فَرَسِكَ الْوَرْدُ تَسْتَبْطِئُهُ فَأَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَعَرَفْتُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ شِبْهٍ وَأَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَلَيْهِ فَقَدِ اشْتَغَلَ عَنْكَ عَلِيٌّ بِهِمْ، وَهُمْ آخِرُ هَذَا قَاتِلُوهُ لَيْسَ جُنْدٌ أَوْهَنُ كَيْدًا مِنْهُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَا: لَمَّا صَارَ الْأَمْرُ فِي يَدَيْ مُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو مَا عَاشَ وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ وَسَعْيِهِ فِيهِ , وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ , فَلَمْ يَفْعَلْ مُعَاوِيَةُ , فَتَنَكَّرَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَغَالَظَا , وَتَمَيَّزَ النَّاسُ , وَظَنُّوا أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ أَمْرُهُمَا , فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ , فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا , وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا , وَشَرَطَ فِيهِ شُرُوطًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو خَاصَّةً، وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ وَأَنَّ لِعَمْرٍو وِلَايَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِينَ وَعَلَى أَنَّ عَلَى عَمْرٍو السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمُعَاوِيَةَ، وَتَوَاثَقَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ، وَأَشْهَدَا عَلَيْهِمَا بِهِ شُهُودًا، ثُمَّ مَضَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ فَوَاللَّهِ مَا مَكَثَ بِهَا إِلَّا سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ , فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلًا , وَابْنُهُ يَقُولُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِكَذَا، أَمَا بَشَّرَكَ بِكَذَا؟، قَالَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَبْكِي وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْنَا , فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مِمَّا تَعُدُّ عَلَيَّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ قَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ أَحَدٍ [ص: 259] أَبْغَضُ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَمْكِنَ مِنْهُ فَأَقْتُلَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِأُبَايِعَهُ , فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: فَبَسَطَ يَدَهُ , ثُمَّ إِنِّي قَبَضْتُ يَدِي، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟» قَالَ: فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , فَقَالَ: «تَشْتَرِطُ مَاذَا؟» فَقُلْتُ: أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي، فَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنُّ الْهِجْرَةُ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، فَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ أُحُدٌ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَنْعَتَهُ مَا أَطَقْتُ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنِي إِجْلَالًا لَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ وُلِيِّنَا أَشْيَاءَ بَعْدُ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَنَا فِيهَا أَوْ مَا حَالِي فِيهَا، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي , فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا , فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ قَبْرِي , فَامْكُثُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ، وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ دَعَا حَرَسَهُ , فَقَالَ: أَيُّ صَاحِبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: كُنْتَ لَنَا صَاحِبَ صَدْقٍ تُكْرِمُنَا وَتُعْطِينَا وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، قَالَ: فَإِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ لِتَمْنَعُونِي مِنَ الْمَوْتِ، وَإِنَّ الْمَوْتَ هَا هُوَ ذَا قَدْ نَزَلَ بِي , فَأَغْنُوهُ عَنِّي، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَحْسَبُكَ تَكَلَّمُ بِالْعَوْرَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّا لَا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهَا , وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تُغْنُونَ عَنِّي مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لِأَنْ أَكُونَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُمْ رَجُلًا قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَوْتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا، فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 طَالِبٍ إِذْ يَقُولُ حَرَسُ أُمَرَاءِ أَجَلِهِ , ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: اللَّهُمَّ لَا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ، وَلَا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ، وَإِلَّا تُدْرِكُنِي بِرَحْمَةٍ أَكُنْ مِنَ الْهَالِكِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِذَا مِتُّ فَاغْسِلْنِي غَسلَةً بِالْمَاءِ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قُرَاحٍ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ كَافُورٍ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ إِذَا أَلْبَسْتَنِي الثِّيَابَ فَأَزِرَّ عَلَيَّ , فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيرِ , فَامْشِ بِي مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَتَيْنِ وَكُنْ خَلْفَ الْجَنَازَةِ , فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلَائِكَةِ وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْقَبْرِ فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَرَكِبْنَا وَنَهَيْتَنَا فَأَضَعْنَا فَلَا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ، وَلَا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ، وَلَكِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. مَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ، وَغَيْرِهِ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ: عُدْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ , فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَذُوبُ وَلَا أَثُوبُ، وَأَجِدُ نَجْوَى أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي فَمَا بَقَاءُ الْكَبِيرِ عَلَى هَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ: عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ: عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ , فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكُ مَعَكَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا: أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلَاءِ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَعْتَقَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: انْظُرْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ بَايَعَ الْنَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ , فَأَتِمَّ لَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ، وَأَتِمَّ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَلِخَارِجَةَ بْنِ حُذَاقَةَ بِشَجَاعَتِهِ، وَلِقَيْسِ بْنِ الْعَاصِ بِضِيَافَتِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ العَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ فَقَالَ: يُصْلِحُ الرَّجُلُ مَالَهُ وَيُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ , وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى. وَأُمُّهُ بِنْتُ مَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، وَهِشَامٌ , وَهَاشِمٌ , وَعِمْرَانُ. وَأُمُّ إِيَاسٍ , وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمُّ سَعِيدٍ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ هَاشِمٍ الْكِنْدِيَّةُ مِنْ بَنِي وَهْبِ بْنِ الْحَارِثِ [ص: 262] . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَبْلَ أَبِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي كِتَابَةِ مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ: فَأَذِنَ لِي، فَكَتَبْتُهُ , فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ تِلْكَ الصَّادِقَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو صَحِيفَةً , فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا , فَقَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ , فِيهَا مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أُحُدٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ أَحَبُّ أَنْ أَعِيَهَا فَأَسْتَعِينُ بِيَدِي مَعَ قَلْبِي. يَعْنِي أَكْتُبُهَا. قَالَ: «نَعَمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ: «فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ الْعَيْنُ وَتَنْفَهَ النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلْ , فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَظًّا، صُمْ وَأَفْطِرْ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً , [ص: 263] فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ بِي قُوَّةً، قَالَ: «صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا» ، قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: فَيَا لَيْتَنِي أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَى، قَالَ: فَقَالَ: «صُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» ، قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» ، فَقَالَ: فَشَدَدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: فَقَالَ: «فَصُمْ صِيَامِ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ لَا تَزِدْ عَلَيْهِ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا كَانَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَ: كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَاهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ؟ "، قَالَ: قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَأَفْطِرْ وَصُمْ وَنَمْ وَقُمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ» ، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو لَمَّا أَسَنَّ: لَيْتَنِي كُنْتُ أَخَذْتُ بِرُخْصَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: وَكَانَ مِنْ تِلْكَ الْأَيَّامِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , فَدَعَاهُ عَمْرٌو , فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ , قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: لَيْسَ لَكَ ذَلِكَ لِأَنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ، قَالَ: وَسَأَلَهُ كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَقْرَأَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: أَفَلَا تَقْرَأُهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ؟ قَالَ: أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سِتٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دَخَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي أَيَّامٍ مِنًى , فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ , فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ , فَكَذَلِكَ، ثُمَّ دَعَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: لَا إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «ارْقُدْ وَصَلِّ , وَصَلِّ وَارْقُدْ , وَاقْرَأَهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ» ، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِضُهُ وَيُنَاقِضُنِي حَتَّى قَالَ: «اقْرَأْهُ فِي سَبْعِ لَيَالٍ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: «كَيْفَ تَصُومُ» ؟، قَالَ: قُلْتُ: أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «صُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» ، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِضُهُ وَيُنَاقِضُنِي حَتَّى قَالَ لِي: «صُمْ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامِ أَخِي دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا» ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: فَلِأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ حَسِبْتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ [ص: 265] قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ , قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ تَقْرَأُ؟، قَالَ: جُزْئِي الَّذِي أَقُومُ بِهِ اللَّيْلَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ , فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الثِّيَابَ ثِيَابُ الْكُفَّارِ فَلَا تَلْبِسْهَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ، يَذْكُرُ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ , فَقَالَ: «أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا؟» فَقَالَ: أَغْسِلُهُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «حَرِّقْهُمَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْتَمُّ بِعِمَامَةِ حَرْقَانِيَّةٍ , وَيُرْخِيهَا شِبْرًا، وَأَقَلَّ مِنْ شِبْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ شُوَيْفِعٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ , فَسَلَّمَ، ثُمَّ [ص: 266] جَلَسَ , فَقَالَ أَبِي: مَنْ هَذَا؟، فَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ وَصَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَقَالَ: رَجُلٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ طُوَالٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: طَافَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْبَيْتِ بَعْدَمَا عَمِيَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقْرَأُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَأْتِي الْجُمُعَةَ مِنَ الْمَغْمَسِ فَيُصَلِّي الصُّبْحَ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ إِلَى الْحِجْرِ فَيَسْبَحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَقُومُ فِي جَوْفِ الْحِجْرِ , فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ النَّاسُ , فَقَالَ يَوْمًا: مَا أَفْرَقُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا مِنْ ثَلَاثِ مَوَاطِنَ: فِي دَمِ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ قَتْلَهُ , فَقَدْ شَرَكْتَ فِي دَمِهِ، وَإِنِّي آخِذٌ الْمَالَ , فَأَقُولُ أُقْرِضْهُ اللَّهَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ , فَيُصْبِحُ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ ابْنُ صَفْوَانَ: أَنْتَ امْرُؤٌ لَمْ توقْ شُحَّ نَفْسِكَ، قَالَ: وَيَوْمَ صِفِّينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا لِي وَلِصِفِّينَ، مَا لِي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهُ بِعَشْرِ سِنِينَ، أَمَا وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ وَلَا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ وَلَا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَمَا رَجُلٌ أَجْهَدُ مِنِّي مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُهُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ بِيَدِهِ الرَّايَةُ , فَقَدِمَ النَّاسَ مَنْزِلَةً [ص: 267] أَوْ مَنْزِلَتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لَوَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ السَّارِيَةُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رُبَّمَا ارْتَجَزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِسَيْفِهِ فِي الْحَرْبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو إِذَا جَلَسَ لَمْ تَنْطِقْ قُرَيْشٌ قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: كَيْفَ أَنْتُمْ بِخَلِيفَةٍ يَمْلِكُكُمْ لَيْسَ هُوَ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: فَأَيْنَ قُرَيْشٌ يَوْمَئِذٍ؟، قَالَ: يُفْنِيهَا السَّيْفُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي رَهْطٍ مِنْ نُسَّاكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ , فَقُلْنَا: لَوْ نَظَرْنَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَحَدَّثْنَا إِلَيْهِ , فَدُلِلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , فَأَتَيْنَا مَنْزِلَهُ , فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ رَاحِلَةٍ قَالَ: فَقُلْنَا: عَلَى كُلِّ هَؤُلَاءِ حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو؟ قَالُوا: نَعَمْ، هُوَ وَمَوَالِيهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ بَيْنَ بُرْدَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ , عَلَيْهِ عِمَامَةٌ , لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ , قَالَ: فَقُلْنَا: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ , وَقَدْ قَرَأْتَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ , وَلَيْسَ أَحَدٌ نَأْخُذُ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا، أَوْ قَالَ: أَعْجَبُ إِلَيْنَا مِنْكَ، فَحَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، فَقَالَ لَنَا: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ فَقُلْنَا: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَوْمًا يَكْذِبُونَ وَيُكَذِّبُونَ وَيَسْخَرُونَ، قَالَ: قُلْنَا: مَا كُنَّا لِنُكَذِّبُكَ وَلَا نَكْذِبُ عَلَيْكَ، وَلَا نَسْخَرُ مِنْكَ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ , فَحَدَّثْهُمْ بِحَدِيثٍ فِي بَنِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 قِنْطُورِ بْنِ كَرْكَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَانَ يَضْرِبُ فُسْطَاطَهُ فِي الْحِلِّ , وَيَجْعَلُ مُصَلَّاهُ فِي الْحَرَمِ، فَقِيلَ لَهُ: لَمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الْأَحْدَاثَ فِي الْحَرَمِ أَشَدُّ مِنْهَا فِي الْحِلِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَشْرَبُ الْخَمْرَ لَا يَرَانِي إِلَّا اللَّهُ , فَاسْتَطَعْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ لَقَتَلْتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: بَاعَ قَيِّمُ الْوَهْطِ فَضْلَ مَاءِ الْوَهْطِ فَرَدَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: الْتَقَى كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ كَعْبٌ: أَتَطَيَّرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟، قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا رَبَّ غَيْرُكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، فَقَالَ: أَنْتَ أَفْقَهُ الْعَرَبِ، إِنَّهَا لَمَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ كَمَا قُلْتَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالشَّامِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 وَمِنْ [ص: 269] بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَلَمْ يَكُنْ لِسَعِيدٍ وَلَدٌ وَلَا عَقِبٌ، وَالْعَقِبُ لِأَخِيهِ جَمِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ مِنْ وَلَدِهِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِيلٍ وَلِيِّ الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، وَأَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَبْلَ خَيْبَرَ , وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ، وَلَا نَعْلَمُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ عَمَلَهُ , وَكَانَ عَلَى حِمْصَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّامِ , وَكَتَبَ كِتَابًا يُوصِيهِ فِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالجِدِّ فِي أَمْرِ اللهِ وَالْقِيَامِ بِالْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ، وَيَأْمُرُهُ بِوَضْعِ الْخَرَاجِ وَالرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ , فَأَجَابَهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ. . . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ. . . لَنْ نَقْتُلَهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَصَاحُوا بِمَكَّةَ , وَقَالُوا: قَدْ جَاءَكُمُ الْخَبَرُ , فَقُلْتُ: أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَا لِي عَلَى غُرَمَائِي، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ فَأُصِيبَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ إِلَى مَا هُنَاكَ، فَقَامُوا , فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثِّ جَمْعٍ سَمِعْتُ بِهِ وَجِئْتُ صَاحِبَتِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 وَكَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ , فَقُلْتُ لَهَا: مَالِي لِعَلِّي أَلْحَقُ بِخَيْبَرَ فَأُصِيبُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ، وَسَمِعَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَانْخَزَلَ ظَهْرُهُ , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ , فَدَعَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: أَبُو زَبِيبَةَ , فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَقُلْ: يَقُولُ لَكَ الْعَبَّاسُ: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُخْبِرُهُ حَقًّا، فَجَاءَهُ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ: قُلْ لِأَبِي الْفَضْلِ أَحِلْنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِكَ حَتَّى آتِيَكَ ظَهْرًا بِبَعْضِ مَا تُحِبُّ، وَاكْتُمْ عَنِّي , فَأَتَاهُ ظُهْرًا , فَنَاشَدَهُ اللَّهَ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَوَاثَقَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَلِي مَالٌ عِنْدَ امْرَأَتِي وَدَيْنٌ عَلَى النَّاسِ , وَلَوْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي لَمْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ شَيْئًا، تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيهَا وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا بِابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَتَلَ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ. فَلَمَّا أَمْسَى الحَجَّاجُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ خَرَجَ وَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بَعْدَمَا مَضَى الْأَجَلُ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ , وَقَدْ تَخَلَّقَ بِخَلُوقٍ , وَأَخَذَ فِي يَدِهِ قَضِيبًا , وَأَقْبَلَ يَخْطِرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ , فَقَرَعَهُ، وَقَالَ: أَيْنَ الْحَجَّاجُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْطَلَقَ إِلَى غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لِيَشْتَرِيَ مِنْهَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ لَكَ بِزَوْجٍ إِلَّا أَنْ تَتَّبِعِي دِينَهُ , إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَحَضَرَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَقُرَيْشٌ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: كَلَّا وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ، لَقَدِ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَيْبَرَ , وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ , فَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ الْبِيضَ الْجِعَادَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمْ سَادَةَ النَّضِيرِ مِنْ يَثْرِبَ وَخَيْبَرَ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ بِمَالِهِ الَّذِي عِنْدَ امْرَأَتِهِ , قَالُوا: مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا؟ قَالَ: الصَّادِقُ فِي نَفْسِي الثِّقَةُ فِي صَدْرِي الْحَجَّاجُ , فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِهِ. فَبَعَثُوا , فَوَجَدُوا الْحَجَّاجَ قَدِ انْطَلَقَ بِمَالِهِ , وَوَجَدُوا كُلَّ مَا قَالَ لَهُمُ الْعَبَّاسُ حَقًّا، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ، وَلَمْ تَلْبَثْ قُرَيْشٌ خَمْسَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ. هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رِجَالِهِ الَّذِينَ رَوَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 عَنْهُمْ غَزْوَةَ خَيْبَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ بَعَثَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ يَأْمُرُهُمَا بِقُدُومِ الْمَدِينَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ بِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ , وَبَنَى بِهَا دَارًا وَمَسْجِدًا يُعْرَفُ بِهِ , وَهُوَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الْحَجَّاجِ , وَلَهُ حَدِيثٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَوَافَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي تِسْعِمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى الْخُيُولِ وَالْقَنَا وَالدُّرُوعِ الظَّاهِرَةِ لَيَحْضُرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ فَرُّوخَ السُّلَمِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ لَقِيتُهُ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسِيرُ حِينَ هَبَطَ مِنَ الْمُشَلَّلِ , وَنَحْنُ فِي آلَةِ الْحَرْبِ، وَالْحَدِيدُ ظَاهَرٌ عَلَيْنَا , وَالْخَيْلُ تُنَازِعُنَا الْأَعِنَّةَ، فَصَفَفْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا عُيَيْنَةَ هَذِهِ بَنُو سُلَيْمٍ قَدْ حَضَرَتْ بِمَا تَرَى مِنَ الْعُدَّةِ وَالْعَدَدِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَهُمْ دَاعِيكَ، وَلَمْ يَأْتِنِي أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمِي لَمُعِدُّونَ مُؤَدُّونَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ، وَإِنَّهُمْ لَأَحْلَاسُ الْخَيْلِ وَرِجَالُ الْحَرْبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 ، وَرُمَاةُ الْحَدَقِ. فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا أَفْرَسُ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ، وَأَطْعَنُ بِالْقَنَا , وَأَضْرَبُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ مِنْكَ وَمِنْ قَوْمِكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: كَذَبْتَ وَخُنْتَ , لَنَحْنُ أَوْلَى بِمَا ذَكَرْتَ مِنْكَ قَدْ عَرَفَتْهُ لَنَا الْعَرَبُ قَاطِبَةً، فَأَوْمَى إِلَيْهِمَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِهِ حَتَّى سَكَتَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ مَعَ مَنْ أَعْطَى مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ مِنَ الْإِبِلِ فَعَاتَبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي شِعْرٍ قَالَهُ: [البحر المتقارب] كَانَتْ نِهَابَا تَلَافَيْتُهَا ... وَكَرِّي عَلَى الْقَوْمِ بِالْأَجْرَعِ وَحَثِّي الْجُنُودَ لِكَيْ يُدْلِجُوا ... إِذَا هَجَعَ الْقَوْمُ لَمْ أَهْجَعِ فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ الْعُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ أَلَا قَائِلٌ لِيَ أُعْطِيتَهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمِهِ الْأَرْبَعِ وَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَأٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لَا يُرْفَعِ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أَبْيَاتَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ: " أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ: أَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ بَيْنَ الْأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ هَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ: «كَيْفَ قَالَ» ؟ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ كَمَا قَالَ عَبَّاسٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 وسلم: «سَوَاءً مَا يَضُرُّكَ بَدَأْتَ بِالْأَقْرَعِ أَوْ بِعُيَيْنَةَ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ مَا أَنْتَ بِشَاعِرٍ وَلَا رَاوِيَةٍ وَلَا يَنْبَغِي لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَهُ» فَفَزِعَ مِنْهَا أُنَاسٌ , وَقَالُوا: أُمِرَ بِعَبَّاسٍ يُمَثَّلُ بِهِ. فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , وَيُقَالُ: خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ قَالَ أَيَّامَ خَيْبَرَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ , وَعُيَيْنَةَ , وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مَا أَعْطَى: أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا ثَرْوَةٍ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ» ، وَقَالَ لِبِلَالٍ: «إِذَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَقْطَعَ لِسَانَهُ فَأَعْطِهِ حُلَّةً» ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ اذْهَبْ بِهِ فاقَطَعَ لِسَانَهُ» فَأَخَذَ بِلَالٌ بِيَدِهِ لِيُذْهِبَ بِهِ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ أَيَقْطَعُ لِسَانِي؟ وَبِلَالٌ يَجُرُّهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ: إِنَّمَا أَمَرَنِي أَنْ أَكْسُوَكَ حُلَّةً أَقْطَعُ بِهَا لِسَانَكَ، فَذَهَبَ بِهِ , فَأَعْطَاهُ حُلَّةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَسْكُنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ مَكَّةَ وَلَا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيَرْجِعُ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِوَادِي الْبَصْرَةِ , وَكَانَ يَأْتِي الْبَصْرَةَ كَثِيرًا. وَرَوَى عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ , وَبَقِيَّةُ وَلَدُهُ بِبَادِيَةِ الْبَصْرَةِ , وَقَدْ نَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْبَصْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 جَاهِمَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ , وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ , فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلِهَا» ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ , ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى، وَكَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَرَّةَ بْنِ زُغْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ. وَهُوَ أَبُو مَعْنِ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو الْجُوَيْرِيَّةِ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي , وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ , فَأَفْلَجَنِي، وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ بْنِ الْأَخْنَسِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءً مِنَ الْأَلْوِيَةِ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي عَقَدَهَا لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَسَكَنَ يَزِيدُ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ وَوَلَدُهُ، وَشَهِدَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ يَوْمَ الْمَرْجِ مَرْجَ رَاهِطٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ وَهُوَ يَرْبُوعُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ. كَانَ شَرِيفًا بِالْكُوفَةِ , يُقَالُ لَهُمُ: الْفَرَاقِدَةُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 خُفَافُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الشَّرِيدِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ رَبَاحِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَكَانَ شَاعِرًا , وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خُفَافُ ابْنُ نُدْبَةَ، وَهِيَ أَمَةٌ بِهَا يُعْرَفُ , وَهِيَ ابْنَةُ الشَّيْطَانِ بْنِ قَنَانٍ سَبِيَّةٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. وَيُقَالُ: إِنَّ نَدْبَةَ كَانَتْ أَمَةً سَوْدَاءَ، وَشَهِدَ خُفَافٌ فَتْحَ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ بَنِي سُلَيْمٍ الْآخَرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيَّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا سَرِيَّةً إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ , فَكَثَرَهُمُ الْقَوْمُ , فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى قُتِلَ عَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ، وَأُصِيبَ صَاحِبُهُمُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ جَرِيحًا مَعَ الْقَتْلَى، ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 الْوَرْدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلَفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 هَوْذَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُجْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ أَسْلَمَ وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَخَاصَمَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فِي الرَّايَةِ: [البحر الطويل] لَقَدْ دَارَ هَذَا الْأَمْرُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... فَأَبْصِرْ وَلِيَّ الْأَمْرِ أَيْنَ تُرِيدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ وَيُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: فَعَلَ أَبُو نَجِيحٍ، فَعَلَ أَبُو نَجِيحٍ يَعْنِي نَفْسِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 أَبُو حُصَيْنٍ السُّلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو حُصَيْنٍ السُّلَمِيُّ بِذَهَبٍ مِنْ مَعْدَنِهِمْ , فَقَضَى دَيْنًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَحَمَّلَ بِهِ عَنْهُ , وَفَضَلَ مَعَهُ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ ذَهَبٌ , فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَعْ هَذِهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ أَوْ حَيْثُ رَأَيْتُ، قَالَ: فَجَاءَهُ عَنْ يَمِينِهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَنَكَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ أَخَذَهَا مِنْ يَدِهِ , فَحَذَفَهُ بِهَا لَوْ أَصَابَتْهُ لَعَقَرَتْهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَالِهِ فَيُتَصَدَّقُ بِهِ، ثُمَّ يَقْعُدُ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ، وَإِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 وَمِنْ بَنِي أَشْجَعَ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ خَلَاوَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ أُقْدُمُ عَلَى كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ بِبَنِي قُرَيْظَةَ , فَأُقِيمُ عِنْدَهُمُ الْأَيَّامَ أَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِمْ، ثُمَّ يُحَمِّلُونِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 تَمْرًا عَلَى رِكَابِي مَا كَانَتْ فَأَرْجِعُ بِهِ إِلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَارَتِ الْأَحْزَابُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سِرْتُ مَعَ قَوْمِي وَأَنَا عَلَى دِينِي ذَلِكَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِي عَارِفًا , فَقَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِيَ الْإِسْلَامَ، فَكَتَمَتُ ذَلِكَ قَوْمِي، وَأَخْرُجُ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَأَجِدُهُ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَآنِي جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ يَا نُعَيْمُ» ؟ قُلْتُ: إِنِّي جِئْتُ أُصَدِّقُكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تُخَذِّلَ عَنَّا النَّاسَ فَخَذِّلْ» ، قَالَ: قُلْتُ: وَلَكِنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّى أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ مَا بَدَا لَكَ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ» ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقُلْتُ: اكْتُمُوا عَنِّي اكْتُمُوا عَنِّي، قَالُوا: نَفْعَلُ، فَقُلْتُ: إِنَّ قُرَيْشًا وَغَطَفَانَ عَلَى الِانْصِرَافِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنْ أَصَابُوا فُرْصَةً انْتَهَزُوهَا، وَإِلَّا اسْتَمَرُّوا إِلَى بِلَادِهِمْ، فَلَا تُقَاتِلُوا مَعَهُمْ حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُمْ رَهْنًا، قَالُوا: أَشَرْتَ بِالرَّأْي عَلَيْنَا وَالنُّصْحِ لَنَا. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ: قَدْ جِئْتُكَ بِنَصِيحَةٍ , فَاكْتُمْ عَنِّي، قَالَ: أَفْعَلُ، قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ قُرَيْظَةَ قَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَرَادُوا إِصْلَاحَهُ وَمُرَاجَعَتَهُ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ وَأَنَا عِنْدَهُمْ: إِنَّا سَنَأْخُذُ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ نُسَلِّمُهُمْ إِلَيْكَ تَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ، وَنَكُونُ مَعَكَ عَلَى قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ حَتَّى نَرُدَّهُمْ عَنْكَ وَتُرَدُّ جُنَاحُنَا الَّذِي كُسِرَتْ إِلَى دِيَارِهِمْ، يَعْنِي بَنِي النَّضِيرِ فَإِنْ بَعَثُوا إِلَيْكُمْ يَسْأَلُونَكُمْ رَهْنًا فَلَا تَدْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَحَدًا وَاحْذَرُوهُمْ، ثُمَّ أَتَى غَطَفَانَ فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ لِقُرَيْشٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَصَدَّقُوهُ، وَأَرْسَلَتْ قُرَيْظَةُ إِلَى قُرَيْشٍ: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَخْرُجُ فَنُقَاتِلُ مَعَكُمْ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم حَتَّى تُعْطُونَا رَهْنًا مِنْكُمْ يَكُونُونَ عِنْدَنَا فَإِنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَنْكَشِفُوا وَتَدَعُونَا وَمُحَمَّدًا، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هَذَا مَا قَالَ نُعَيْمٌ، وَأَرْسَلُوا إِلَى غَطَفَانَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُوا إِلَى قُرَيْشٍ , فَقَالُوا لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ وَقَالُوا جَمِيعًا: إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُعْطِيكُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 رَهْنًا وَلَكِنِ اخْرُجُوا فَقَاتِلُوا مَعَنَا. فَقَالَتْ: يَهُودَ نَحْلِفُ بِالتَّوْرَاةِ أَنَّ الْخَبَرَ الَّذِي قَالَ نُعَيْمٌ لَحَقٌ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ يَقُولُونَ: الْخَبَرُ مَا قَالَ نُعَيْمٌ وَيَئِسَ هَؤُلَاءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ نَصْرِ هَؤُلَاءِ، وَاخْتَلَفَ أَمَرُهُمْ وَتَفَرَّقُوا فَكَانَ نُعَيْمٌ يَقُولُ: أَنَا خَذَّلْتُ بَيْنَ الْأَحْزَابِ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَأَنَا أَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سِرِّهِ، وَكَانَ صَحِيحَ الْإِسْلَامِ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَاجَرَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ بَعْدَ ذَلِكَ , وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَلَدُهُ بِهَا، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى غَزْوِ عَدُوِّهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ وَمَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ إِلَى أَشْجَعَ يَأْمُرَانِهِمْ بِحُضُورِ الْمَدِينَةِ لِغَزْوِ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَزَعَ الْأَخِلَّةَ بِفِيهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ مَاتَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ وَهْلٌ لَمْ يَمُتْ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَقِيَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 مَسْعُودُ بْنُ رُخَيْلَةَ بْنِ عَائِذِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نبِيحِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ خَلَاوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ. وَهُوَ قَائِدُ أَشْجَعَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ , فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 حُسَيْلُ بْنُ نُوَيْرَةَ الْأَشْجَعِيُّ وَهُوَ كَانَ دَلِيلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، وَهُوَ الَّذِي قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابِ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ بِالْجَنَابِ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ بِشْرَ بْنَ سَعْدٍ سَرِيَّةً , وَمَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْجَنَابِ , فَلَقُوهُمْ بِيُمْنٍ وَخِيَارٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيُّ وَكَانَ أَيْضًا دَلِيلَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ مَعَ حُسَيْلِ بْنِ نُوَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ [ص: 281] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ خَيْبَرَ مُسْلِمًا , وَكَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ مَعَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ يَوْم /62َ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: جَاءَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ , فَضَرَبَ عُمَرُ يَدَهُ , وَقَالَ: أَتَلْبَسُ الذَّهَبَ , فَرَمَى بِهِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَرَانَا إِلَّا وَقَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَهْلَكْنَا خَاتَمَكَ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ , فَقَالَ: حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ , فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ وَرِقٍ فَسَكَتَ عَنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتَحَوَّلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى الشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ , فَنَزَلَ حِمْصَ , وَبَقِيَ إِلَى أَوَّلِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 جَارِيَةُ بْنُ حَمِيلِ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ قُرْطِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ بِصَارِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمًا. قَالَ: وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جَارِيَةَ بْنَ حَمِيلٍ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ غَيْرُهُ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ عِنْدَنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَجَّهَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى بَطْنِ إِضَمَ , إِذْ مَرَّ بِنَا عَامِرُ بْنُ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيُّ , فَسَلَّمَ عَلَيْنَا بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ , فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ , وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ , وَكَانَ مَعَنَا , فَقَتَلَهُ , وَسَلَبُهُ بَعِيرَهُ وَمَتَاعًا وَوَطَبًا مِنْ لَبَنٍ، فَلَمَّا لَحِقَنَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا، وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ حَكَيْنَا قِصَّةَ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ حِينَ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُقَيِّدَهُ بِعَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ، وَمَا كَانَ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ مِنَ الْكَلَامِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِحُنَيْنٍ، وَمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ إِخْرَاجِ دِيَّتِهِ خَمْسِينَ فِي فَوْرِهَا هَذَا وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ - يَعْنِي مِنَ الْإِبِلِ - وَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْقَوْمِ حَتَّى قَبِلُوهَا فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 مَعْقِلُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مُظْهِرِ بْنِ عَرَكِيِّ بْنِ فَتَيَانِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ شَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَبَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْحَرَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 زِيَادٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَحَمَلَ لِوَاءَ قَوْمِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ شَابًّا ظَرِيفًا , وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ , فَبَعَثَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَكَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ بِبَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَقَدِمَ الشَّامَ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَاجْتَمَعَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ وَمُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الَّذِي يُعْرَفُ بِمُسْرِفٍ. قَالَ: فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ لِمُسْرِفٍ وَقَدْ كَانَ آنْسَهُ وَحَادَثُهُ إِلَى أَنْ ذَكَرَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ كَرْهًا بِبَيْعَةِ هَذَا الرَّجُلِ , وَقَدْ كَانَ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خُرُوجِي إِلَيْهِ، رَجُلٌ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَنْكِحُ الْحُرُمَ , ثُمَّ نَالَ مِنْهُ , فَلَمْ يَتْرُكْ، ثُمَّ قَالَ لِمُسْرِفٍ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَضَعَ ذَلِكَ عِنْدَكَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ: أَمَّا أَنْ أَذَكُرَ ذَلِكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمِي هَذَا فَلَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ وَلَكِنْ لِلَّهِ عَلَيَّ عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ أَلَّا تُمْكِنِّي يَدَايَ مِنْكَ وَلِي عَلَيْكَ مَقْدِرَةٌ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ، فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ الْمَدِينَةَ , أَوْقَعَ بِهِمْ أَيَّامَ الْحَرَّةِ , كَانَ مَعْقِلٌ يَوْمَئِذٍ صَاحِبَ الْمُهَاجِرِينَ , فَأَتَى بِهِ مُسْرِفٌ مَأْسُورًا , فَقَالَ لَهُ: يَا مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ أَعَطِشْتَ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , فَقَالَ: خُوضُوا لَهُ شَرْبَةً بِلَوْزٍ , فَخَاضُوا لَهُ فَشَرِبَ , فَقَالَ: لَهُ أَشَرِبْتَ وَرَوِيتَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَا تَسْتَهْنِي بِهَا يَا مُفَرِّجُ، قُمْ , فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: اجْلِسْ , ثُمَّ قَالَ: لِنَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ: قُمْ , فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ , ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَدَعَكَ بَعْدَ كَلَامٍ سَمِعْتُهُ مِنْكَ تَطْعَنُ فِيهِ عَلَى إِمَامِكَ، قَالَ: فَقَتَلَهُ صَبْرًا، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ , فَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا تِلْكُمُ الْأَنْصَارُ تَنْعَى سَرَاتَهَا ... وَأَشْجَعُ تَنْعَى مَعْقِلَ بْنَ سِنَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 أَبُو ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاتَ لِي وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ , قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْظَمَ الْغُلُولِ عِنْدَ اللَّهِ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ , تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ أَخِيهِ ذِرَاعًا، فَإِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 وَمِنْ ثَقِيفٍ وَاسْمُهُ قُسَيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الْأَفْقَمِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ ظُوَيْلِمِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ [ص: 285] عَمْرِو بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرٍ , وَيُكْنَى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: مُغِيرَةُ الرَّأْيِ , وَكَانَ دَاهِيَةً لَا يَشْتَجِرُ فِي صَدْرِهِ أَمْرَانِ إِلَّا وَجَدَ فِي أَحَدِهِمَا مَخْرَجًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عِيسَى الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: كُنَّا قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِنَا , وَنَحْنُ سَدَنَةُ اللَّاتِ , فَأَرَانِي لَوْ رَأَيْتُ قَوْمَنَا قَدْ أَسْلَمُوا مَا تَبِعْتُهُمْ , فَأَجْمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْوفُودَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ , وَأَهْدَوْا لَهُ هَدَايَا , فَأَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ مَعَهُمْ , فَاسْتَشَرْتُ عَمِّي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَنَهَانِي وَقَالَ: لَيْسَ مَعَكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ أَحَدٌ , فَأَبَيْتُ إِلَّا الْخُرُوجَ , فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مِنَ الْأَحْلَافِ غَيْرِي حَتَّى دَخَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ , فَإِذَا الْمُقَوْقِسُ فِي مَجْلِسٍ مُطِلٍّ عَلَى الْبَحْرِ , فَرَكِبْتُ زَوْرَقًا حَتَّى حَاذَيْتُ مَجْلِسَهُ , فَنَظَرَ إِلَيَّ , فَأَنْكَرَنِي , وَأَمَرَ مَنْ يَسْأَلُنِي مَنْ أَنَا؟ وَمَا أُرِيدُ؟ فَسَأَلَنِي الْمَأْمُورُ , فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِنَا وَقُدُومِنَا عَلَيْهِ , فَأَمَرَ بِنَا أَنْ نَنْزِلَ فِي الْكَنِيسَةِ وَأَجْرَى عَلَيْنَا ضِيَافَةً، ثُمَّ دَعَا بِنَا , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ , فَنَظَرَ إِلَى رَأْسِ بَنِي مَالِكٍ , فَأَدْنَاهُ إِلَيْهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ: أَكَلُّ الْقَوْمِ مِنْ بَنِي مَالِكٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنَ الْأَحْلَافِ , فَعَرَّفَهُ إِيَّايَ , فَكُنْتُ أَهْوَنَ الْقَوْمِ عَلَيْهِ , وَوَضَعُوا هَدَايَاهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَسُرَّ بِهَا , وَأَمَرَ بِقَبْضِهَا , وَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ , وَفَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ , وَقَصَّرَ بِي , فَأَعْطَانِي شَيْئًا قَلِيلًا لَا ذِكْرَ لَهُ، وَخَرَجْنَا فَأَقْبَلَتْ بَنُو مَالِكٍ يَشْتَرُونَ هَدَايَا لِأَهْلِيهِمْ وَهُمْ مَسْرُورُونَ وَلَمْ يَعْرِضُ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُوَاسَاةً , وَخَرَجُوا , وَحَمَلُوا مَعَهُمُ الْخَمْرَ , فَكَانُوا يَشْرَبُونَ وَأَشْرَبُ مَعَهُمْ , وَتَأْبَى نَفْسِي تَدَعُنِي يَنْصَرِفُونَ إِلَى الطَّائِفِ بِمَا أَصَابُوا وَمَا حَبَاهُمُ الْمَلِكُ , وَيُخْبِرُونَ قَوْمِي بِتَقْصِيرِهِ بِي وَازْدِرَائِهِ إِيَّايَ، فَأَجْمَعْتُ عَلَى قَتَلِهِمْ , فَلَمَّا كُنَّا بِبَسَاقَ تَمَارُضْتُ وَعَصَبْتُ رَأْسِي , فَقَالُوا لِي: مَا لَكَ؟، قُلْتُ: أُصْدَعُ , فَوَضَعُوا شَرَابَهُمْ , الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 وَدَعُونِي , فَقُلْتُ: رَأْسِي يُصْدَعُ وَلَكِنِّي أَجْلِسُ فَأَسْقِيكُمْ، فَلَمْ يُنْكِرُوا شَيْئًا، فَجَلَسْتُ أَسْقِيهِمْ وَأَشْرَبُ الْقَدَحَ بَعْدَ الْقَدَحِ , فَلَمَّا دَبَّتِ الْكَأْسُ فِيهِمُ اشْتَهَوُا الشَّرَابَ , فَجَعَلْتُ أَصْرِفُ لَهُمْ وَأَنْزِعُ الْكَأْسَ فَيَشْرَبُونَ وَلَا يَدْرُونَ , فَأَهْمَدَتْهُمُ الْكَأْسُ حَتَّى نَامُوا مَا يَعْقِلُونَ، فَوَثَبْتُ إِلَيْهِمْ , فَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا، وَأَخَذْتُ جَمِيعَ مَا كَانَ مَعَهُمْ , فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَجِدُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ وَعَلَيَّ ثِيَابُ سَفَرِي , فَسَلَّمْتُ بِسَلَامِ الْإِسْلَامِ , فَنَظَرَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ , وَكَانَ بِي عَارِفًا , فَقَالَ: ابْنُ أَخِي عُرْوَةُ؟، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، جِئْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْإِسْلَامِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِنْ مِصْرَ أَقْبَلْتُمْ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ الْمَالِكِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَكَ؟، قُلْتُ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَنَحْنُ عَلَى دِينِ الشِّرْكِ , فَقَتَلْتُهُمْ , وَأَخَذْتُ أَسْلَابَهُمْ , وَجِئْتُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيُخَمِّسْهَا أَوْ يَرَى فِيهَا رَأْيَهُ , فَإِنَّمَا هِيَ غَنِيمَةٌ مِنْ مُشْرِكِينَ , وَأَنَا مُسْلِمٌ مُصَدِّقٌ بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَمَّا إِسْلَامُكَ فَقَبِلْتُهُ، وَلَا آخُذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئًا، وَلَا أُخَمِّسْهُ لِأَنَّ هَذَا غَدْرٌ، وَالْغَدْرُ لَا خَيْرَ فِيهِ» ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَتَلَتُهُمْ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، ثُمَّ أَسْلَمْتُ حَيْثُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ السَّاعَةَ، قَالَ: «فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» قَالَ: وَكَانَ قَتَلَ مِنْهُمْ. . . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُشَيْنَةَ حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ يَعْنِي ابْنَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: مَا مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُشَيْنَةَ حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ يَعْنِي ابْنَ الْأَعْرَجِ قَالَ: اسْتَقْضَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ , فَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ قَامَتْ عَلَى أَحَدِهِمَا الْبَيِّنَةُ , فَقَضَى عَلَيْهِ , فَقَالَ الرَّجُلُ: قَضَيْتَ عَلَيَّ وَلَمْ تَأْلُ، فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَبَاطِلٌ، قَالَ: اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , فَوَثَبَ , فَدَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ , وَقَالَ: اعْزِلْنِي عَنِ الْقَضَاءِ، قَالَ: مَهْلًا يَا أَبَا النَّجِيدِ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا أَقْضِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَا عَبَدْتُ اللَّهَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: مَا قَدِمَ مِنَ الْبَصْرَةَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَفْضُلُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَتَادَةُ أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ فَمَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يُنْشِدُنَا فِيهِ شِعْرًا وَيَقُولُ: إِنَّ لَكُمْ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ تَذْرُونِي الرِّيَاحُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ قَالَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ أَرْسَلَهُ إِلَى بَنِي عَدِيٍّ أَنِ ائْتِهِمْ أَجْمَعَ مَا يَكُونُونَ فِي مَسْجِدِهِمْ وَذَلِكَ عِنْدَ الْعَصْرِ فَقُمْ قَائِمًا قَالَ: فَقَامَ قَائِمًا , فَقَالَ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَيُخْبِرُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَاصِحٌ وَيَحْلِفُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لِأَنْ يَكُونَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا يَرْعَى أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ فِي رَأْسِ جَبَلٍ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْمِيَ فِي أَحَدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ بِسَهْمٍ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ , فَامْسِكُوا فِدًى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: فَرَفَعَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ , وَقَالُوا: دَعْنَا مِنْكَ أَيُّهَا الْغُلَامُ , فَإِنَّا وَاللَّهِ لَا نَدَعُ ثُفْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِشَيْءٍ أَبَدًا , فَغَدَوْا يَوْمَ الْجَمَلِ , فَقُتِلَ بِشَرٌ وَاللَّهِ كَثِيرٌ حَوْلَ عَائِشَةَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ كُلُّهُمْ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ، قَالَ: وَمَنْ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ أَكْثَرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: الْزَمْ مَسْجِدَكَ، قُلْتُ: فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ؟، قَالَ: فَالْزَمْ بَيْتَكَ، قَالَ: فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟، قَالَ: فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: لَوْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ بَيْتِي يُرِيدُ نَفْسِي وَمَالِي لَرَأَيْتُ أَنْ قَدْ حَلَّ لِي قِتَالُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ: سُقَا بَطْنُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً كُلُّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْكَيُّ , فَيَأْبَى أَنْ يَكْتَوِيَ، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَتَيْنِ فَاكْتَوَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تُصَافِحُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَتَّى اكْتَوَى فَتَنَحَّتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ [ص: 289] ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: اكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ يَعْنِي الْمَكَاوِيَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْحَجَّاجِ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ , يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: اكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا قَالَ: فَأَنْكَرَهُ عَلَيَّ هِشَامٌ , وَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ: فَلَا أَفْلَحْنَ وَلَا أَنْجَحْنَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ لَاحِقِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ يَنْهَى عَنِ الْكَيِّ، فَابْتُلِيَ فَاكْتَوَى فَكَانَ يَعَجُّ , وَيَقُولُ: لَقَدِ اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ مَا أَبْرَأَتْ مِنْ أَلَمٍ وَلَا شَفَتْ مِنْ سَقَمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ , يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَشَعَرْتَ أَنَّهُ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ انْقَطَعَ التَّسْلِيمُ , فَقُلْتُ: أَمِنْ قِبَلِ رَأْسِكَ كَانَ يَأْتِيكَ التَّسْلِيمُ أَوْ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْكَ؟، قَالَ: لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ رَأْسِي، فَقُلْتُ: لَا أَرَى أَنْ تَمُوتَ حَتَّى يَعُودَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي: أَشَعَرْتَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَادَ لِي؟ قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: إِنَّ الَّذِي كَانَ انْقَطَعَ عَنِّي قَدْ رَجَعَ - يَعْنِي تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ - قَالَ: وَقَالَ لِي: اكْتُمْهُ عَلَيَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ , فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ تُسَلِّمُ عَلَيَّ - يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ - فَإِنْ عِشْتَ فَاكْتُمْ عَلَيَّ، وَإِنَّ مِتُّ فَحَدِّثْ بِهِ إِنْ شِئْتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: إِنِّي فَقَدْتُ السَّلَامَ حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي أَثَرُ النَّارِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَسْمَعُ السَّلَامَ؟، قَالَ: مِنْ نَوَاحِي الْبَيْتِ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ سُلِّمَ عَلَيْكَ مِنْ عِنْدِ رَأْسِكَ كَانَ عِنْدَ حُضُورِ أَجَلِكَ، فَسَمِعَ تَسْلِيمًا عِنْدَ رَأْسِهِ قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا قُلْتُهُ بِرَأْيِي، قَالَ: فَوَافَقَ ذَلِكَ حُضُورَ أَجَلِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَوْ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُكَ أَحَادِيثَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهَا بَعْدِي فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَلَيَّ , وَإِنْ مِتُّ فَحَدِّثْ بِهِ إِنْ شِئْتَ: إِنَّهُ قَدْ سُلِّمَ عَلَيَّ , وَاعْلَمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ , ثُمَّ لَمْ يَنْزَلْ فِيهَا كِتَابٌ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ فِيهَا رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قُلْتُ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: مَا يَمْنَعُنِي مِنْ عِيَادَتِكَ إِلَّا مَا أَرَى مِنْ حَالِكِ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ فَإِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ اشْتَكَى شَكَاةً شَدِيدَةً حَتَّى جَعَلُوا يَأْوُونَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ يَأْتِيهِ: لَقَدْ كَانَ يَمْنَعُنَا مَا نَرَى بِكَ مِنْ إِتْيَانِكَ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ لَأَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا [ص: 291] ، وَهِيَ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَشَدُّوا عَلَيَّ سَرِيرِي بِعِمَامَتِي، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مِطْرَفِ خَزٍّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ , فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّهُ رَأَى عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَطْرَفِ خَزٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ , فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مُسْتَنِدٍ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي حَلْقَةٍ يُحَدِّثُهُمْ , فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَقَدْ رَوَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ قَبْلَ وَفَاةِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِسَنَةٍ، وَتُوُفِّيَ زِيَادٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «رُفِعَ لِيَ الدَّجَّالُ , فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ , وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ» ، فَقَالَ أَكْثَمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهِي إِيَّاهُ؟، قَالَ: «لَا، أَنْتَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ بْنِ الْجَوْنِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَيُكْنَى أَبَا مُطَرِّفٍ , أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ اسْمُهُ يَسَارٌ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سُلَيْمَانَ. وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَشَرَفٌ فِي قَوْمِهِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم تَحَوَّلَ , فَنَزَلَ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، وَكَانَ فِيمَنْ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ , فَلَمَّا قَدِمَهَا أَمْسَكَ عَنْهُ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ. كَانَ كَثِيرَ الشَّكِّ وَالْوُقُوفِ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ نَدِمَ هُوَ وَالْمُسَيِّبُ بْنُ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ وَجَمِيعُ مَنْ خَذَلَ الْحُسَيْنَ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ فَقَالُوا: مَا الْمَخْرَجُ وَالتَّوْبَةُ مِمَّا صَنَعْنَا؟ فَخَرَجُوا فَعَسْكَرُوا بِالنَّخِيلَةِ لِمُسْتَهَلِّ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَوَلَّوا أَمْرَهُمْ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ , وَقَالُوا: نَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ , فَنَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ , فَسَمُّوا التَّوَّابِينَ , وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ , فَخَرَجُوا , فَأَتَوْا عَيْنَ الْوَرْدَةِ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ قِرْقِيسَيَاءَ , الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 فَلَقِيَهُمْ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُمْ عِشْرُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ , فَقَاتَلُوهُمْ فَتَرَجَّلَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ , فَقَاتَلَ , فَرَمَاهُ يَزِيدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ بِسَهْمٍ , فَقَتَلَهُ , فَسَقَطَ , وَقَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَقُتِلَ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ وَرَجَعَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ , وَحَمَلَ رَأْسَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ وَالْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 خَالِدٌ الْأَشْعَرُ بْنُ خُلَيْفِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ جَدُّ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الْكَعْبِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَكَانَ حِزَامٌ يَنْزِلُ قُدَيْدًا. وَأَسْلَمَ خَالِدٌ الْأَشْعَرُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْفَتْحَ , فَسَلَكَ هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ غَيْرَ طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا مَكَّةَ فَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ وَلَقِيَتْهُمَا خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَقُتِلَا شَهِيدَيْنِ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ خَالِدًا الْأَشْعَرَ ابْنُ أَبِي الْأَجْدَعِ الْجُمَحِيُّ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ يَقُولُ: هُوَ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ الْأَشْعَرُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 عَمْرُو بْنُ سَالِمِ بْنِ حَضِيرَةَ بْنِ سَالِمٍ. مِنْ بَنِي مَلِيحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ. وَكَانَ شَاعِرًا، وَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهَ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ أَهْدَى لَهُ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ غَنَمًا [ص: 294] وَجَزُورًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " بَارَكَ اللَّهُ فِي عَمْرٍو، وَأَقْبَلَ عَمْرٌو وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ , فَأَخْبَرَاهُ عَنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ عَمْرٌو يَحْمِلُ أَحَدَ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ الثَّلَاثَةِ الَّتِي عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: [البحر الرجز] لَا هَمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا ... حِلْفُ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جُزِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَإِلَى بُسْرِ بْنِ سُفْيَانَ يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ بُدَيْلٍ كَانَ أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْ أَبِيهِ , وَشَهِدَ نَافِعٌ بِئْرَ مَعُونَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا. وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ , وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْيَ هَوَازِنَ مِنْ حُنَيْنٍ إِلَى الْجِعْرَانَةِ , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ , وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَمْرَو بْنَ سَالِمٍ , وَبُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ إِلَى بَنِي كَعْبٍ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ، وَشَهِدُوا جَمِيعًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تَبُوكَ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنْ أُنَادِيَ: إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا تَصُومُوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 أَبُو شُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ وَاسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُحْتَرِشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ. أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَكَانَ يَحْمِلُ أَحَدَ أَلْوِيَةِ بَنِي كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ الثَّلَاثَةِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَمَاتَ أَبُو شُرَيْحٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 تَمِيمُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّرْبِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ عَامَ الْفَتْحِ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ , فَجَدَّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 عَلْقَمَةُ بْنُ الْقَعْوَاءِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ. كَانَ قَدِيمَ الْإِسْلَامِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِئَارَ ابْنِ شُرَحْبِيلَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ ذِي خَشَبٍ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَأْتِي الْمَدِينَةَ كَثِيرًا , وَهُوَ دَلِيلُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الْقَعْوَاءِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 قَالَ: أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ , فَقَالَ: «الْتَمِسْ صَاحِبًا» ، قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا، قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ، قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي» ، قَالَ: فَقَالَ: «مَنْ» ؟، فَقُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ: فَقَالَ: " إِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ فَإِنَّهُ , قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ، وَلَا تَأْمَنْهُ "، قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْتُ الْأَبْوَاءَ، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ فَتَلَبَّثَ لِي، قَالَ: قُلْتُ: رَاشِدًا، فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيرِي , ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطٍ , قَالَ: وَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ , فَلَمَّا رَآنِي قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي , فَقَالَ: كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ , قُلْتُ: أَجَلْ، فَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ , فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ص: 297] أَقْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ , فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ , فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ , فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ وَأُسَائِلَهُمْ، فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ يَعْنِي فَدَنَا وَدَنَوْتُ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ , فَصَلَّيْتُ مَعَهُ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 أَبُو لَاسٍ الْخُزَاعِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ صِعَابٍ لِلْحَجِّ , فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ، فَقَالَ: «مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمْ عَلَيْهَا كَمَا آمُرُكُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 وَمِمَّنِ انْخَزَعَ أَيْضًا أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 مِنْهُمْ [ص: 298] جَرْهَدُ بْنُ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى وَكَانَ شَرِيفًا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هُوَ جَرْهَدُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْأَسْلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ جَرْهَدَ قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدِ انْكَشَفَ فَخِذِي , فَقَالَ: «غَطِّ فَخِذَكَ , فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ - أَوْ - مِنَ الْعَوْرَةِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: جَرْهَدُ بْنُ رَزَاحٍ , وَهَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِلَى أَسْلَمَ. وَكَانَ لِجَرْهَدَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي زُقَاقِ ابْنِ حُنَيْنٍ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَأَوَّلِ خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ وَاسْمُهُ فِيمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَبِي بَرْزَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَضْلَةَ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: اسْمُهُ نَضْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَقَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى. وَإِلَى دِعْبِلٍ الْبَيْتُ، أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَتْحَ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم - يَعْنِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ - يَقُولُ: «النَّاسُ آمِنُونَ كُلُّهُمْ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَلٍ وَبُنَانَةَ الْفَاسِقَةِ» قَالَ أَبُو بَرْزَةَ: فَقَتَلْتُهُ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطَلٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ مِنْ بَنِي الْأَدْرَمِ بْنِ تَيْمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ , وَهُوَ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ، قَالَ: «أَمِطِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّهُ لَكَ صَدَقَةٌ» قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَرْزَةَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ قُبِضَ , فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَبَنَى بِهَا دَارًا , وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ، ثُمَّ غَزَا خَرَاسَانَ فَمَاتَ بِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانَتْ لِأَبِي بَرْزَةَ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ غُدْوَةً وَجَفْنَةٌ عَشِيَّةً لِلْأَرَامِلِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَرْزَةَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ أَخَاكَ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَهُوَ يَرْغَبُ عَنْ لِبَاسِكَ، قَالَ: وَيْحَكَ وَمَنْ مِثْلُ عَائِذٍ لَيْسَ مِثْلُهُ، ثُمَّ أَتَى عَائِذًا , فَقَالَ: إِنَّ أَخَاكَ أَبَا بَرْزَةَ يَلْبَسُ الصُّوفَ , وَهُوَ يَرْغَبُ عَنْ لِبَاسِكَ، قَالَ: وَيْحَكَ وَمَنْ مِثْلُ أَبِي بَرْزَةَ لَيْسَ مِثْلُهُ , فَمَاتَ أَحَدُهُمَا , [ص: 300] فَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْآخَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ، وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ لَا يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَلَا يَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ , فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَشِيَ بَيْنَهُمَا , فَأَتَى عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو , فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ يَرْغَبُ عَنْ لُبْسِكَ وَهَيْئَتِكَ , وَنَحْوُكَ لَا يَلْبَسُ الْخَزَّ وَلَا يَرْكَبُ الْخَيْلَ، فَقَالَ عَائِذٌ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَرْزَةَ، مَنْ فِينَا مِثْلُ أَبِي بَرْزَةَ؟ ثُمَّ أَتَى أَبَا بَرْزَةَ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَائِذٍ يَرْغَبُ عَنْ هَيْئَتِكَ , وَنَحْوُكَ يَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَلْبَسُ الْخَزَّ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عَائِذًا وَمَنْ فِينَا مِثْلُ عَائِذٍ؟ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ: مَنْ يُخْبِرُنَا عَنِ الْحَوْضِ؟ فَقَالَ: هَاهُنَا أَبُو بَرْزَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ رَجُلًا مُسْمِنًا , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدِيَّكُمْ هَذَا لَدَحْدَاحٌ قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَرْزَةَ وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ أَمُتْ حَتَّى عُيِّرْتُ بِصُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. ثُمَّ جَاءَ مُغْضَبًا حَتَّى قَعَدَ عَلَى سَرِيرِ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ , فَقَالَ: نَعَمْ فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلَا أَوْرَدَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، وَلَا سَقَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ مُغْضَبًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ ابْنِ زِيَادٍ أَخْرَجَ ابْنُ زِيَادٍ فَوَثَبَ ابْنُ مَرْوَانَ بِالشَّامِ حَيْثُ وَثَبَ، وَوَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الَّذِينَ يُدْعَوْنَ بِالْقُرَّاءِ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: اغْتَمَّ أَبِي غَمًّا شَدِيدًا، وَكَانَ أَبُو الْمِنْهَالِ يُثْنِي عَلَى أَبِيهِ خَيْرًا قَالَ: قَالَ لِي: انْطَلِقْ مَعِي إِلَى هَذَا الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَرْزَةَ. . . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ فِيهِنَّ الْجَرَادَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَوَى الْكُوفِيُّونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مَا تَرَى فِي مَشَاهِدِهِ، وَأَمَّا فِي رِوَايَتِنَا , فَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عِنْدَنَا خَيْبَرُ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: رَأَيْتُ بِيَدِهِ ضَرْبَةً , فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، قُلْتُ: وَشَهِدْتُ حُنَيْنًا؟، قَالَ: نَعَمْ، وَقَبْلَ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى خِضَابَهُ أَحْمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْبَقَّالِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى عَلَيْهِ بُرْنُسٌ مِنْ خَزٍّ أَدْكَنَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ , قَالَ عَمْرٌو: أَنْبَأَنِي قَالُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: فَلَحِقَ غُلَامٌ لَهُ بِهِمْ , فَنَادَيْنَاهُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ يَا فَيْرُوزُ [ص: 302] : هَذَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ، قُلْنَا يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِرَارٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَتَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَزَلَهَا حَيْثُ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ الْبَصْرَةَ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْكُوفَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ أَبُو الْعَلَانِيَةِ الْمَرَئِيُّ قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوَفِي أَحْرَمَ مِنَ الْكُوفَةِ مِنْ مَسْجِدِ الرَّمَادَةِ وَجَعَلَ يُلَبِّي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 الْأَكْوَعُ وَاسْمُهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , أَسْلَمَ قَدِيمًا هُوَ وَابْنَاهُ عَامِرٌ , وَسَلَمَةُ، وَصَحِبُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَمِيعًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَكَانَ شَاعِرًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ الْأَكْوَعِ ضَرَبَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ - فَقَتَلَهُ وَجَرَحَ نَفْسَهُ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ: قَتَلْتُ نَفْسِيِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَهُ أَجْرَانِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسِيرِهِ إِلَى خَيْبَرَ قَالَ لِعَامِرِ بْنِ سِنَانٍ: «انْزِلْ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ فَخُذْ لَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ» ، فَاقْتَحَمَ عَامِرٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ , ثُمَّ أَرْتَجِزَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] لَاهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا ... وَبِالصَّبَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ» ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَجَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَاسْتُشْهِدَ عَامِرٌ يَوْمَ خَيْبَرَ، ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَرَجَعَ السَّيْفُ , فَجَرَحَ نَفْسَهُ , فَمَاتَ , فَحُمِلَ إِلَى الرَّجِيعِ , فَقُبِرَ مَعَ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ فِي قَبْرٍ فِي غَارٍ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْطِعْ لِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَكَ حُضْرُ الْفَرَسِ فَإِنْ عَمِلْتَ , فَلَكَ حُضْرُ فَرَسَيْنِ» . فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: حَبَطَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 فَقَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ , إِنَّهُ قُتِلَ مُجَاهِدًا , وَإِنَّهُ لَيَعُومُ فِي الْجَنَّةِ عَوْمَ الدَّعْمُوصِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَامِرٍ: أَسْمِعْنِي مِنْ هُنَيَّاتِكَ، وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا , قَالَ: فَنَزَلَ يَحْدُو وَيَقُولُ: [البحر الرجز] اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَنَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا الْحَادِي» ؟، قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ , قَالَ: فَأُصِيبَ يَوْمَ خَيْبَرَ ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ , فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ عَيْنَ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَبِطَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ: «مَنْ يَقُولُهُ» ؟، قُلْتُ: رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، قَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَ، إِنَّ لَهُ أَجْرَيْنِ , وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ - أَوْمَأَ حَمَّادٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ وَقَدٌّ عَرَبِيٌّ نَشَأَ بِهَا مِثْلَهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ , حِينَ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْنَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَّرَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ , فَغَزَوْنَا نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَبَيَّتْنَاهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ، وَكَانَ شِعَارُنَا: أَمُتْ أَمُتْ. فَقَتَلْتُ بِيَدِي تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَبْعَةً أَهْلَ أَبْيَاتٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ , فَذَكَرَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَحُنَيْنًا وَيَوْمَ الْقَرَدِ قَالَ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُنَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْتُ أُرِيدُ الْغَابَةَ , فَلَقِيتُ غُلَامًا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟، قَالَ: غَطَفَانُ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ , فَنَادَيْتُ: يَا صَبَاحَاهُ، يَا صَبَاحَاه حَتَّى أَسْمَعْتُ مَنْ بَيْنَ لَابَتَيْهَا، ثُمَّ مَضَيْتُ , فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ. قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ أَعْجَلْنَاهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا لِشَفَتِهِمْ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، إِنَّهُمُ الْآنَ فِي غَطَفَانَ يُقْرَوْنَ» . قَالَ: وَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَلْفَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ تَحْتَ [ص: 306] الشَّجَرَةِ قَالَ: ثُمَّ تَنَحَّيْتُ , فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ قَالَ: «يَا سَلَمَةُ مَا لَكَ لَا تُبَايِعُ» ؟، قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَأَيْضًا» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ قُلْتُ: عَلَى مَا بَايَعْتُمُوهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ سَلَمَةَ كَانَ يُكْنَى أَبَا إِيَاسَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رِجَالَتِنَا سَلَمَةُ» ، ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَهْمَيْنِ: سَهْمَ الْفَارِسِ , وَسَهْمَ الرَّاجِلِ جَمِيعًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأُخْبِرَ أَنَّهُ عَيْنٌ لِلْمُشْرِكِينَ , فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ» ، قَالَ فَلَحِقْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم سَلَبَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي الْبَدْوِ , فَأَذِنَ لَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الْعِرَاقِيُّ قَالَ: أَتَيْنَا سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ , فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدَهُ ضَخْمَةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِيَدِي هَذِهِ , فَأَخَذْنَا يَدَهُ , فَقَبَّلْنَاهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي أَنَّهُ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , وَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ [ص: 307] الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ، وَكُنَّا فِيهَا سِتَّ عَشْرَةَ مِائَةً , وَأَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ , وَكَانَ يَكْرَهُهَا , وَيَقُولُ: هِيَ الْإِلْحَافُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ إِذَا سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ أَفَفَ , وَيَقُولُ: مَنْ لَمْ يُعْطَ بِوَجْهِ اللَّهِ , فَبِمَاذَا يُعْطَى؟ قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: هِيَ مَسْأَلَةُ الْإِلْحَافِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْقِحْفِ يُسَبِّحُ فِيهِ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَانَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ الْقِبْلَةِ وَالْمِنْبَرِ قَدْرُ مَمَرِّ شَاةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ نَجْدَةُ , وَأَخَذَ الصَّدَقَاتِ , قِيلَ لِسَلَمَةَ: أَلَا تُبَاعِدُ مِنْهُمْ؟، قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَتَبَاعَدُ وَلَا أُبَايِعُهُ. قَالَ: وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إِلَيْهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَشْتَرِيَ صَدَقَةَ مَالِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى بَنِيهِ عَنْ لِعْبِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ , وَيَقُولُ: هِيَ مَأْثَمَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ تَوَضَّأَ , فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ , وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ , وَنَضَحَ بِيَدِهِ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ , أَنَّهُ أَكَلَ حَيْسًا، ثُمَّ جَاءَتِ الصَّلَاةُ , فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: أَجَازَ الْحَجَّاجُ سَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ , فَقَبِلَهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَكْتُبُ لَنَا بِجَوَائِزَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَذْهَبُ فَنَأْخُذُهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ يُحْفِي شَارِبَهُ أَخِي الْحَلْقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ الْأَكْوَعِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ , وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى سَلَمَةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 أُهْبَانُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَهُوَ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ. مِنْ وَلَدِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُهْبَانَ بْنِ الْأَكْوَعِ. وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ أُهْبَانَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَلَى صَدَقَاتِ كَلْبٍ وَبَلْقَيْنَ وَغَسَّانَ. قَالَ هِشَامٌ: هَكَذَا انْتَسَبَ لِي بَعْضُ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 بْنُ الْأَشْعَثِ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْ غَيْرِي، فَكَانَ يَقُولُ: عُقْبَةُ بْنُ أُهْبَانَ مُكَلَّمُ الذِّئْبِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: مُكَلَّمُ الذِّئْبِ أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَلَمْ يَرْفَعْ نَسَبَهُ: قَالَ وَكَانَ يَسْكُنُ يَيْنَ , وَهِيَ بِلَادُ أَسْلَمَ , فَبَيْنَا هُوَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةَ , فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا , فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَتَنَحَّى الذِّئْبُ , فَأَقْعَى عَلَى ذَنْبِهِ قَالَ: وَيْحَكَ لِمَ تَمْنَعُ مِنِّي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ؟ فَجَعَلَ أُهْبَانُ الْأَسْلَمِيُّ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ: تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ الذِّئْبُ: إِنَّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ هَذِهِ النَّخَلَاتِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَحَدَرَ أُهْبَانُ غَنَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَحَدَّثَهُ , فَعَجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِذَلِكَ , وَأَمَرَهُ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ أَصْحَابَهُ , فَفَعَلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ فِي آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ» قَالَ: وَأَسْلَمَ أُهْبَانُ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُقْبَةَ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَوِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ وَاسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ: سَلَامَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي سَلَامَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُسَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى قَالَ بَعْضُهُمُ: اسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَيُكْنَى عَبْدَ اللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ [ص: 310] ، وَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةُ، ثُمَّ خَيْبَرُ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَبَا حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَهْرِ امْرَأَتِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا وَهَلٌ، إِنَّمَا الْحَدِيثُ أَنَّ ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيَّ اسْتَعَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَهْرِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «كَمْ أَصْدَقْتَهَا» ؟، قَالَ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَهُ مِنْ بُطْحَانَ مَا زِدْتُمْ» ، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 أَبُو تَمِيمٍ الْأَسْلَمِيُّ أَسْلَمَ بَعْدَ أَنْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَهُوَ أَرْسَلَ غُلَامَهُ مَسْعُودَ بْنَ هُنَيْدَةَ مِنَ الْعَرْجِ عَلَى قَدَمَيْهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ بِقُدُومِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ وَمَا مَعَهُمْ مِنَ الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ وَالْخَيْلِ وَالسِّلَاحِ لِيَوْمِ أُحُدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدَةَ مَوْلَى أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ أَبِي تَمِيمٍ الْأَسْلَمِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ: إِنِّي بِالْحَذَوَاتِ نِصْفَ النَّهَارِ إِذَا أَنَا بِأَبِي بَكْرٍ يَقُودُ بِآخَرَ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَا خِلَّةٍ بِأَبِي تَمِيمٍ , فَقَالَ لِيَ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي تَمِيمٍ , فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ: يَبْعَثُ إِلَيَّ بِبَعِيرٍ وَزَادٍ وَدَلِيلٍ. فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ مَوْلَايَ , فَأَعْلَمْتُهُ رِسَالَةَ أَبِي بَكْرٍ , فَأَعْطَانِي جَمَلَ ظَعِينَةٍ لِأَهْلِهِ يُقَالُ لَهُ: الذَّيَّالُ وَوَطَبًا مِنْ لَبَنٍ وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ، وَأَرْسَلَنِي دَلِيلًا , وَقَالَ لِي: دُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْكَ , فَسِرْتُ بِهِمْ حَتَّى سَلَكَتْ رَكُوبَةً , فَلَمَّا عَلَوْنَاهَا حَضْرَتِ الصَّلَاةُ , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ , وَدَخَلَ الْإِسْلَامُ قَلْبِي , فَأَسْلَمْتُ , فَقُمْتُ مِنْ شِقِّهِ الْآخَرِ , فَدَفَعَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ فَصَفَّنَا وَرَاءَهُ قَالَ مَسْعُودٌ: فَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ بَنِي سَهْمٍ أَسْلَمَ أَوَّلَ مِنِّي غَيْرَ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ هُنَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قُبَاءَ وَجَدْنَا مَسْجِدًا كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يُصَلُّونَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يُصَلِّي بِهِمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَزَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِ وَصَلَّى بِهِمْ , فَأَقَمْتُ مَعَهُ بِقُبَاءَ حَتَّى صَلَّيْتُ مَعَهُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ جِئْتُ أُوَدِّعُهُ , فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «أَعْطِهِ شَيْئًا» ، فَأَعْطَانِي عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَكَسَانِي ثَوْبًا، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَوْلَايَ وَمَعِي حُلَّةُ الظَّعِينَةِ , فَطَلَعَتُ عَلَى الْحَيِّ وَأَنَا مُسْلِمٌ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ: عَجِلْتَ [ص: 312] ، فَقُلْتُ: يَا مَوْلَايَ إِنِّي سَمِعْتُ كَلَامًا لَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ مِنْهُ، ثُمَّ أَسْلَمَ مَوْلَايَ بَعْدُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودِ بْنُ هُنَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ الْمُرَيْسِيعَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ أَعْتَقَهُ مَوْلَاهُ , فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 سَعْدٌ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَائِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْعَرْجِ وَأَنَا مَعَهُ دَلِيلٌ حَتَّى سَلَكْنَا فِي رَكُوبَةٍ , فَسَلَكْتُ فِي الْجِبَالِ فَلَصِقْتُ بِهَا، وَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِالْخَذَوَاتِ , وَهِيَ قَرِيبٌ مِنَ الْعَرْجِ , فَأَرْسَلَ أَبُو تَمِيمٍ إِلَيْهِ بِزَادٍ وَدَلِيلٍ غُلَامِهِ مَسْعُودٍ. فَخَرَجْنَا جَمِيعًا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَثْجَاثَةِ وَهِيَ عَلَى بُرَيْدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَصَلَّى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدُهُ الْيَوْمَ بِهَا، وَتَغَدَّيْنَا بِهَا بَقِيَّةً مِنْ سُفْرَتِنَا , وَكُنَّا ذَبَحْنَا بِالْأَمْسِ شَاةً , فَجَعَلْنَاهَا إِرَةً , فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «مَنْ يَدُلُّنَا عَلَى طَرِيقِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ» ؟، قَالَ: فَأَنَا نَزَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ , وَأَسْلَمَ سَعْدٌ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمًا , وَكَانَ يَلْزَمُهُ، وَكَانَ مُحْتَاجًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَكَانَ يَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أُعْطِيهِ وضُوءَهُ , فَأَسْمَعُ الْهُوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ سَمِعَ اللَّهَ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَأَسْمَعُ الْهُوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَقْطَعَ أَبَا بَكْرٍ وَرَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيَّ أَرْضًا فِيهَا نَخْلَةٌ مَائِلَةٌ أَصْلُهَا فِي أَرْضِ رَبِيعَةَ، وَفَرْعُهَا فِي أَرْضِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هِيَ لِي، وَقَالَ رَبِيعَةُ: هِيَ لِي حَتَّى أَسْرَعَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ , فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوْمَ رَبِيعَةَ , فَجَاءُوهُ , فَقَالَ لَهُمْ رَبِيعَةُ: أُحَرِّجُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقُولَ لَهُ شَيْئًا , فَيَغْضَبُ , فَيَغْضَبُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِغَضَبِهِ , فَيَغْضَبُ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ , فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ غَضَبُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رُدَّ عَلَيَّ يَا رَبِيعَةُ فَقَالَ: لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبَدَرَهُ رَبِيعَةُ فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» ، فَأَنْبَأَهُ بِالْقَصَّةِ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «أَجَلْ فَلَا تُرَدَّ عَلَيْهِ» ، قَالَ: فَحَوَّلَ أَبُو بَكْرٍ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي قَالَ: وَقَضَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِالْفَرْعِ لِمَنْ لَهُ الْأَصْلُ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ يَغْزُو مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَخَرَجَ رَبِيعَةُ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَنَزَلَ يَيْنَ وَهِيَ مِنْ بِلَادِ أَسْلَمَ , [ص: 314] وَهِيَ عَلَى بُرَيْدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَبَقِيَ رَبِيعَةُ إِلَى أَيَّامِ الْحَرَّةِ، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيُّ مِنْ بَنِي سَهْمٍ بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ. شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ , وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِهِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْدَمَهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي غَانِمُ بْنُ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الْأَسْلَمِيَّ عَلَى هَدْيِهِ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ , فَجَعَلَ يَسِيرُ بِالْهَدْيَ أَمَامَهُ يَطْلُبُ الرَّعْيَ فِي الشَّجَرِ مَعَهُ أَرْبَعَةُ فَتَيَانٍ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ ابْنُ جُنْدُبٍ فَتْحَ مَكَّةَ , وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. وَكَانَ نَاجِيَةُ نَازِلًا فِي بَنِي سَلَمَةَ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ الْأَسْلَمِيُّ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ [ص: 315] اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَّ نَاجِيَةَ بْنَ الْأَعْجَمِ هُوَ الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ فِي الْبِئْرِ بِالْحُدَيْبِيَةِ , فَجَاشَتْ بِالرَّوَاءِ حَتَّى صَدَرُوا بِعَطَنٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: الَّذِي نَزَلَ بِالسَّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ وَيُقَالُ: الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَيُقَالُ: عَبَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْغِفَارِيُّ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ أَنَّهُ نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ. وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لَأَسْلَمَ لِوَاءَيْنِ , فَحَمَلَ أَحَدَهُمَا نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ وَالْآخَرَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ. وَمَاتَ نَاجِيَةُ بْنُ الْأَعْجَمِ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو: لَمَّا كُنَّا بِتَبُوكَ وَانْفَرَّ الْمُنَافِقُونَ بِنَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ حَتَّى سَقَطَ بَعْضُ مَتَاعِ رَحْلِهِ، قَالَ حَمْزَةُ: فَنَوَّرَ لِي فِي أَصَابِعِي الْخَمْسِ فَأُضِيءُ حَتَّى جَعَلْتُ أَلْقُطُ مَا شَذَّ مِنَ الْمَتَاعِ السَّوْطَ وَالْحِبَاءَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ بِتَوْبَتِهِ وَمَا نَزَلَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ، فَنَزَعَ كَعْبٌ ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ فَكَسَاهُمَا إِيَّاهُ. قَالَ كَعْبٌ: وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي غَيْرُهُمَا، قَالَ: فَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَشْيَمِ الْأَسْلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَشِيمِ الْأَسْلَمِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 مِحْجَنُ بْنُ الْأَدْرَعِ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ , وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ» ، وَكَانَ يَسْكُنُ الْمَدِينَةَ، وَمَاتَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْأَسْلَمِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ بِعُمَانَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَقْبَلَ هُوَ وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الْمَازِنِيُّ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ عُمَانَ حِينَ بَلَغَتْهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَعَرَضَ لَهُمْ مُسَيْلِمَةُ , فَأَفْلَتَ الْقَوْمُ جَمِيعًا , وَظَفَرَ بِحَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ فَقَالَ: أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟، فَأَبَى حَبِيبٌ أَنْ يَشْهَدَ لَهُ , فَقَتَلَهُ وَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا، وَأَقَرَّ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَحَبَسَهُ , فَلَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمُسْلِمُونَ بِالْيَمَامَةِ , وَقَاتَلُوا مُسَيْلِمَةَ أَفْلَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , فَأَتَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَكَانَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَلَجَأَ إِلَيْهِ وَكَرَّ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابَهُ قِتَالًا شَدِيدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 حَرْمَلَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدَ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ , فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَضَعَ إِحْدَى إِصْبَعَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى , فَقُلْتُ لِعَمِّي: مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، قَالَ: يَقُولُ: «ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ عَمُّ حَرْمَلَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. أَسْلَمَ سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ بْنِ سِنَانٍ الْأَسْلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ بْنِ سِنَانٍ كَانَ قَدْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. قَدِمَ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بَادِيَتِهِ , فَأَذِنَ لَهُ , فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالضَّبُّوعَةِ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى الْمَحَجَّةِ إِلَى مَكَّةَ , لَقِيَ جَارِيَةً مِنَ الْعَرَبِ وَضِيئَةً فَنَزَغَهُ الشَّيْطَانُ حَتَّى أَصَابَهَا وَلَمْ يَكُنْ أُحْصِنَ. ثُمَّ نَدِمَ , فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ , [ص: 318] فَأَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَجْلِدَهُ بَيْنَ الْجِلْدَيْنِ بِسَوْطٍ قَدْ رُكِّبَ بِهِ وَلَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 حَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَبُو حَجَّاجٍ الَّذِي , رَوَى عَنْهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ رَوَى حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ , أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرَجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى» قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ , فَقَالَا: صَدَقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ , عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟، فَقَالَ: «عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 عَمْرُو بْنُ عَبْدِ نُهْمٍ الْأَسْلَمِيُّ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ كَانَ دَلِيلَهُ عَلَى طَرِيقِ ثَنِيَّةِ ذَاتِ الْحَنْظَلِ. انْطَلَقَ أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِأَمْرِهِ حَتَّى وَقَفَ بِهِ عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلُ هَذِهِ الثَّنِيَّةِ اللَّيْلَةَ إِلَّا مَثَلُ البَابِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ لِبَنِي [ص: 319] إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] " وَقَالَ: «لَا يَجُوزُ هَذِهِ الثَّنِيَّةَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ إِلَّا غُفِرَ لَهُ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 زَاهِرُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مُخَلَّعٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ دِعْبِلٍ وَإِلَيْهِ النَّبْتُ بْنُ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَفْصَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ قَالَ: إِنِّي لَأُوقِدُ بِالْجَمْرِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْهَاكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: نَزَلَ زَاهِرٌ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَكَانَ ابْنُهُ مَجْزَأَةُ بْنُ زَاهِرٍ شَرِيفًا بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 هَانِئُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَجْزَأَةَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ أَوْسٍ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ أَنَّهُ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ , فَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 أَبُو مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ وَاسْمُهُ مُعَتِّبُ بْنُ عَمْرٍو , رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ، وَرَوَى النَّاسُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَتِّبِ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَجَاءَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: زَنَيْتُ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثَلَاثًا، فَقَالَهَا الرَّابِعَةَ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «أَنَكَحْتَهَا؟» فَقَالَ: نَعَمْ، حَتَّى غَابَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمَكْحَلَةِ وَالرِّشَى فِي الْبِئْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 بَشِيرٌ الْأَسْلَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ , فَلَا يُنَاجِينَا» وَقَدْ رَوَى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ بَشِيرٍ هَذَا أَيْضًا حَدِيثًا طَوِيلًا سَمَاعًا مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي بَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الْحَيَاءِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 الْهَيْثَمُ بْنُ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيُّ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: ابْنُ ذَهْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ دَهْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فِي عَنْفَقَتِهِ وَنَاصِيَتِهِ حَزَرْتُهُ يَكُونُ ثَلَاثِينَ شَيْبَةً عَدَدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 الْحَارِثُ بْنُ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 مَالِكُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعَبِلٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ مَعَهُ الحُدَيْبِيَةَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 وَمِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ , وَهُوَ مِمَّنِ انْخَزَعَ أَيْضًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ سَعِيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى وَإِلَى بَنِي حَارِثَةَ الْبَيْتِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى. مِنْ [ص: 322] وَلَدِ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ غَيْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ، كَانَ مِنْ قُوَّادِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. كَانَ لَهُ ذِكْرٌ فِي دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: «أَصُمْتَ الْيَوْمَ يَا أَسْمَاءُ» ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: «فَصُمْ» ، قَالَ: قَدْ تَغَدَّيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «صُمْ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكَ، وَمُرْ قَوْمَكَ يَصُومُوهُ» ، قَالَ أَسْمَاءُ: فَأَخَذْتُ نَعْلِي بِيَدِي , فَأَدْخَلْتُ رِجْلِيَّ حَتَّى وَرَدْتُ يَيْنَ عَلَى قَوْمِي , فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَصُومُوا. قَالُوا: قَدْ تَغَدَّيْنَا , فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَصُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلَى أَسْلَمَ يَقُولَانِ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَحْضُرُوا رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ , وَذَلِكَ حَيْثُ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ , وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ مُحْتَاجًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بِالْبَصْرَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي وِلَايَةِ زِيَادٍ عَلَيْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 وَأَخُوهُ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيُّ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلَّا خَادِمَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ طُولِ لُزُومِهِمَا وَخَدْمَتِهِمَا إِيَّاهُ. وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ , وَلَهُمَا بَقِيَّةٌ بِيَيْنَ. وَمَاتَ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ , صَحِبُوا النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَهُمْ أَسْمَاءُ , وَهِنْدُ , وَخِدَاشُ , وَذُؤَيْبُ , وَحُمْرَانُ , وَفَضَالَةُ , وَسَلَمَةُ , وَمَالِكٌ بَنُو حَارِثَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِيَاثٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 ذُؤَيْبُ بْنُ حَبِيبٍ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا ذُؤَيْبُ صَاحِبُ هَدْيِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم سَأَلَهُ عَمَّا عَطَبَ مِنَ الْهَدْيِ. وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 هَزَّالُ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَبُو نُعَيْمِ بْنُ هَزَّالٍ , وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةُ أَسْلَمَ. وَهُوَ صَاحِبُ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَيُقِرَّ عِنْدَهُ بِمَا صَنَعَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ أَبُو مَاعِزٍ قَدْ أَوْصَى إِلَيَّ بِابْنِهِ مَاعِزٍ , وَكَانَ فِي حِجْرِي أَكْفَلُهُ بِأَحْسَنَ مَا يَكْفُلُ بِهِ أَحَدٌ أَحَدًا , فَجَاءَنِي يَوْمًا , فَقَالَ لِي: إِنِّي كُنْتُ أُطَالِبُ مُهَيْرَةَ امْرَأَةً كُنْتُ أَعْرِفُهَا حَتَّى نِلْتُ مِنْهَا الْآنَ مَا كُنْتُ أُرِيدُ، ثُمَّ نَدِمْتُ عَلَى مَا أَتَيْتُ، فَمَا رَأْيُكَ؟، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَيُخْبِرَهُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ , فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى وَكَانَ مُحْصَنًا , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَرَّةِ , وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَرْجُمُهُ , فَمَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ , فَفَرَّ يَعْدُو قِبَلَ الْعَقِيقِ فَأُدْرِكَ بِالْمُكَيْمِنِ، وَكَانَ الَّذِي أَدْرَكَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ بِوَظِيفِ حِمَارٍ , فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهُ حَتَّى قَتَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ قَالَ: «فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَا هَزَّالُ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ بِيَتِيمِكَ لَوْ سَتَرْتَ عَلَيْهِ بِطَرَفِ رِدَائِكَ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَدْرِ أَنَّ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَرْأَةَ الَّتِي أَصَابَهَا , فَقَالَ: «اذْهَبِي» ، وَلَمْ يَسْأَلْهَا عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ النَّاسُ فِي مَاعِزٍ , فَأَكْثِرُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي لَأَجْزَتْ عَنْهُمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَهُوَ الَّذِي أَصَابَ الذَّنْبَ , ثُمَّ نَدِمَ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ , وَكَانَ مُحْصَنًا , فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَرُجِمَ، وَقَالَ: «لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي لَأَجْزَتْ عَنْهُمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ» وَمِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْأَزْدِ، ثُمَّ مِنْ دَوْسِ بْنِ عُدْثَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. . . . . . ابْنُ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ اسْمَهُ عَبْدُ شَمْسٍ فَسُمِّيَ فِي الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْمُهُ عَبْدُ نَهِمٍ , وَيُقَالُ: عَبْدُ غَنْمٍ، وَيُقَالُ: سُكَيْنٌ. قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ ذِي الشِّرَى بْنِ طَرِيفِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنُ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهُمْ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 وَأُمُّهُ ابْنَةُ صُفَيْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَابِي بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهُمْ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ خَالَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ أَشِدَّاءِ بَنِي دَوْسٍ، فَكَانَ لَا يَأْخُذُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا قَتَلَهُ بِأَبِي أُزَيْهِرٍ الدَّوْسِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ فَوَجَدْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ , فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِسُورَةِ مَرْيَمَ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ [ص: 326] ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ: [البحر الرجز] يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ قَالَ: وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ فِي الطَّرِيقِ , فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَبَايَعْتُهُ , فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلَامُكَ؟» فَقُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْتَقْتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا , وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا , وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي، فَكُنْتُ أَخْدُمُ إِذَا نَزَلُوا، وَأَحْدُو إِذَا رَكِبُوا فَزَوِّجْنِيهَا اللَّهُ , فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا , وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَكْرَيْتُ نَفْسِي مِنَ ابْنَةِ غَزْوَانَ عَلَى طَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي قَالَ: فَكَانَتْ تُكَلِّفُنِي أَنْ أَرْكَبَ قَائِمًا وَأَنْ أُرْدِيَ أَوْ أُورَدَ حَافِيًا , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ زَوَّجَنِيهَا اللَّهُ , فَكَلَّفْتُهَا أَنْ تَرْكَبَ قَائِمَةً وَأَنْ تَرِدَ أَوْ تُرْدِي حَافِيَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَجِيرَ ابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا رَكِبُوا، وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا، فَقَالَتْ لِي يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا، وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدُ , فَقُلْتُ: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً، وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تَمَخَّطَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مِنْ كَتَّانٍ مُمَشَّقٍ , فَتَمَخَّطَ [ص: 327] فِيهِ , فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي آخِرًا فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ يَجِيءُ الْجَائِي يَرَى أَنَّ بِي جُنُونًا، وَمَا بِي إِلَّا الْجُوعُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَجِيرٌ لِابْنِ عَفَّانَ وَابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَسُوقُ بِهِمْ إِذَا ارْتَحِلُوا وَأَخْدُمُهُمْ إِذَا نَزَلُوا. فَقَالَتْ يَوْمًا: لَتَرِدَنَّهُ حَافِيًا، وَلَتَرْكَبَنَّهُ قَائِمًا. قَالَ: فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهَا: لَتَرِدِنَّهُ حَافِيَةً، وَلَتَرْكَبِنَّهُ قَائِمَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَشْهَدًا قَطُّ إِلَّا قَسَمَ لِي مِنْهُ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ خَيْبَرَ , فَإِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً. قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَأَبُو مُوسَى قَدِمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ , فَسَارَ إِلَى خَيْبَرَ حَتَّى قَدِمَ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي فِيهِنَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَحِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم أَرْبَعَ سِنِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: وَحَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ [ص: 328] قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ وَافِدِينَ وَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ , وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارَ يُقَالُ لَهُ: سِبَاعُ بْنُ عُرْفُطَةَ , فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ , فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى كهيعص، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:: فَأَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: وَيْلٌ لِأَبِي فُلَانٍ لَهُ مِكْيَالَانِ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلَاتِنَا أَتَيْنَا سِبَاعًا , فَزَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ , فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ , فَأَشْرَكُونَا فِي سُهْمَانِهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا أَحَبَّنِي، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا يُعَلِّمُكَ ذَاكَ؟، قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ، قَالَ: فَدَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَكْرَهُ , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ , فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَفَعَلَ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ , وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ , فَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا , ثُمَّ قَالَتْ: ادْخُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَدَخَلْتُ , فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ، قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ» ، فَلَيْسَ يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا أَحَبَّنِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ [ص: 329] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يُخْرِجْنِي إِلَّا الْجُوعُ، فَوَجَدْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الْجُوعُ، فَقَالُوا: نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلَّا الْجُوعُ، فَقُمْنَا , فَدَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكُمْ هَذِهِ السَّاعَةَ» ؟، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ بِنَا الْجُوعُ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِطَبَقٍ فِيهِ تَمْرٌ , فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا تَمْرَتَيْنِ , فَقَالَ: «كُلُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ وَاشْرَبُوا عَلَيْهِمَا مِنَ الْمَاءِ , فَإِنَّهُمَا سَتَجْزِيَانِكُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا» ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْرَتِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لِمَ رَفَعْتَ هَذِهِ التَّمْرَةَ» ؟ فَقُلْتُ: رَفَعْتُهَا لِأُمِّي، فَقَالَ: «كُلَّهَا فَإِنَّا سَنُعْطِيكَ لَهَا تَمْرَتَيْنِ» ، فَأَكَلْتُهَا فَأَعْطَانِي لَهَا تَمْرَتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ لِصُحْبَتِهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: أَمَا تَفْرَقَ مِنِّي؟، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأَهَابُكَ، قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ , فَكُنْتُ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ وَضَعْتُهَا فِي شَجَرَةٍ , فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُهَا , فَلَعِبْتُ بِهَا , فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْسَاهُ , فَقَالَ: «ابْسُطْ رِدَاءَكَ» ، فَبَسَطْتُهُ , فَغَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ: «ضُمَّهُ» ، فَضَمَمْتُهُ، فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَنَدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِي: «ابْسُطْ ثَوْبَكَ فَبَسَطْتُهُ» ثُمَّ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم النَّهَارَ , ثُمَّ ضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى بَطْنِي , فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا مِمَّا حَدَّثَنِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَّا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} [البقرة: 159] ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَلِلَّهِ الْمَوْعِدُ , وَيَقُولُونَ: مَا لِلْمُهَاجِرِينَ لَا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ بِالسُّوقِ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا، وَإِنِّي كُنْتُ أَمْرءًا مِسْكِينًا وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسَوْا، وإِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أُفْرِغَ فِيهِ مِنْ حَدِيثِي، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ فَلَا يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا» ، فَبَسَطْتُ ثَوْبِي - أَوْ قَالَ -: نَمِرَتِي , فَحَدَّثَنِي، ثُمُّ قَبْضَتُهُ إِلَيَّ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ [ص: 331] وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْلَا آيَةٌ فِي الْبَقَرَةِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ أَبَدًا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] لَكِنِ الْمَوْعِدُ لِلَّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يُنْتَفَعُ بِهِ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ , فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بِالْخَزَفِ , وَقَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ , قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ. قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ , يَقُولُ قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: يَقُولُونَ: أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ - يَعْنِي بِالْمَزَابِلِ - ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ , وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ , فَقَالَ كَعْبٌ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟، فَقَالَ: أمَا إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنِّي، فَقَالَ كَعْبٌ: أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ طَالِبَ شَيْءٍ إِلَّا سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا طَالِبَ عِلْمٍ أَوْ طَالِبَ دُنْيَا. فَقَالَ: أَنْتَ كَعْبٌ؟، فَقَالَ: نَعَمْ , فَقَالَ: لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ» . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ , فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ , فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ , فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَتْ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الصَّفْقُ فِي الْأَسْوَاقِ، إِنَّمَا كَانَ يُهِمُّنِي كَلِمَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا - قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ -: يَلْقُمُنِيهَا قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَنْ خَزٍّ فَكَسَاهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه [ص: 333] وسلم , فَكَسَا أَبَا هُرَيْرَةَ مِطْرَفًا أَغْبَرَ , فَكَانَ يُثْنِيهِ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَثْنَاءٍ مِنْ سَعَتِهِ , فَأَصَابَهُ شَيْءٌ , فَتَشَبَّكَهُ تَشَبُّكًا لَمْ يُرْفِهِ كَمَا يُرْفُونَ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى طَرَائِفِهِ مِنْ إِبْرِيسَمٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَلْبَسُ الْخَزَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءً مِنْ خَزٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ سَاجًا مُزَرَّرًا بِدِيبَاجٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ , عَنْ جَنَابِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُمَشَّقَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَتْ رِدْيَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ التَّأَبُّطَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُخْشَوْشِنًا؟، قَالَ: لَا، بَلْ كَانَ لَيِّنًا، قُلْتُ: فَمَا كَانَ لَوْنُهُ؟ قَالَ: أَبْيَضُ، قُلْتُ: هَلْ كَانَ يَخْضِبُ؟، قَالَ: نَعَمْ نَحْوَ مَا تَرَى، قَالَ: وَأَهْوَى مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهِيَ حَمْرَاءُ قُلْتُ: فَمَا كَانَ لِبَاسُهُ؟، قَالَ: نَحْوَ مَا [ص: 334] تَرَى، قَالَ: وَعَلَى مُحَمَّدٌ ثَوْبَانَ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ، قَالَ: وَتَمَخَّطَ يَوْمًا؟، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ قَالَ: فَقَبَضَ يَوْمًا عَلَى لِحْيَتِهِ , فَقَالَ: كَأَنَّ خِضَابِي خِضَابُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِحْيَتِي مِثْلُ لِحْيَتِهِ، وَشَعْرِي مِثْلُ شَعْرِهِ، وَثِيَابِي مِثْلُ ثِيَابِهِ، وَعَلَيْهِ مُمَصَّرَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: امْتَخَطَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ثَوْبِهِ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحْفِي عَارِضَيْهِ يَأْخُذُ مِنْهُمَا. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ قَائِمًا، وَأَنْ يَأْتَزِرَ فَوْقَ قَمِيصِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ الطَّائِفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , قَالَ ابْنُ خَيْثَمٍ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: صِفْهُ لِي، فَقَالَ: رَجُلٌ آدَمُ , بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ , ذُو ضَفَرَيْنِ , أَفَرَقُ الثَّنِيَّتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُضَفِّرُ رَأْسَهُ بَرَّاقِ الثَّنَايَا. قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟، قَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَخْضِبُ؟، قَالَ: نَعَمْ، خِضَابِي هَذَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحِنَّاءٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عَامِلًا بِالْبَحْرَيْنِ , فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِلْإِسْلَامِ، أَوْ قَالَ: عَدُوًّا لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، سَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ؟، قُلْتُ: لَا، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ وَسِهَامٌ لِيَ اجْتَمَعَتْ , فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدُ: أَنْ أَلَا تَعْمَلُ، قُلْتُ لَا، قَالَ: لِمَ أَلَيْسَ قَدْ عَمِلَ يُوسُفُ؟، قُلْتُ: يُوسُفُ نَبِيُّ ابْنُ نَبِيٍّ , فَأَخْشَى مِنْ عَمَلِكُمْ ثَلَاثًا أَوِ اثْنَتَيْنِ , قَالَ: أَفَلَا تَقُولُ: خَمْسًا؟، قُلْتُ: لَا، أَخَافُ أَنْ يَشْتُمُوا عِرْضِي وَيَأْخُذُوا مَالِي وَيَضْرِبُوا ظَهْرِي، وَأَخَافُ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ حِلْمٍ وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ كِتَابِهِ أَسَرَقْتَ مَالَ اللَّهِ؟، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ، وَلَا عَدُوِّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، وَلَا سَرَقَتُ مَالَ اللَّهِ، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ اجْتَمَعَتْ لَكَ عَشَرَةُ آلَافٍ؟، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْلِي تَنَاسَلَتْ وَسِهَامِي تَلَاحَقَتْ، وَعَطَائِي تَلَاحَقَ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقُبِضَتْ. قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ [ص: 336] : كَيْفَ وَجَدْتَ الْإِمَارَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ، وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا. وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: أظْلَمَتَ أَحَدًا؟، قَالَ: لَا، قَالَ: أَخَذْتَ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ؟، قَالَ: عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟، قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ، قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ مَالِكٍ وَرِزْقَكَ فَخُذْهُ، وَاجْعَلِ الْآخَرَ فِي بَيْتِ الْمَالِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا حَجَّ أَوْ غَابَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ يَكُونُ مَرْوَانُ عَلَى الْمَدِينَةَ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْهَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ رُبَّمَا اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَيَرْكَبُ حِمَارًا قَدْ شَدَّ عَلَيْهِ , قَالَ عَفَّانُ: قُرْطَاطًا. وَقَالَ عَارِمٌ: بَرْذَعَةً، وَفِي رَأْسِهِ خُلْبَةٌ مِنْ لِيفٍ , فَيَسِيرُ , فَيَلْقَى الرَّجُلَ , فَيَقُولُ: الطَّرِيقُ , قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ , وَرُبَّمَا أَتَى الصِّبْيَانَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِاللَّيْلِ لُعْبَةَ الْغُرَابِ , فَلَا يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يُلْقِي نَفْسَهُ بَيْنَهُمْ , وَيَضْرِبُ بِرِجْلَيْهِ , فَيَفْزَعُ الصِّبْيَانُ , فَيَفِرُّونَ , وَرُبَّمَا دَعَانِي إِلَى عَشَائِهِ بِاللَّيْلِ , فَيَقُولُ: دَعِ الْعُرَاقَ لِلْأَمِيرِ، فَأَنْظُرُ , فَإِذَا هُوَ ثَرِيدٌ بِزَيْتٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا وَجَعٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى , لِأَنَّهَا تُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْوَجَعِ، وَإِنَّ اللَّهَ [ص: 337] يُعْطِي كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطَهُ مِنَ الْأَجْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَسْلَمَ , وَمَجْلِسُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْمِنْبَرِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَجْلِسِ أَسْلَمَ , فَيَقُولُ: مُوتُوا سَرَوَاتِ أَسْلَمَ، مُوتُوا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَا مَعْشَرَ أَسْلَمَ مُوتُوا، وَيَمُوتُ أَبُو هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: السُّوقُ، فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْجِعَ فَافْعَلْ، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ مِمَّا اسْتَعْجَلُ الْقَدَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ , فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ , فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ , لَا بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ , أَمَّا بَرٌّ فَيَزْدَادُ بِرًّا، وَأَمَّا فَاجِرٌ فَيُسْتَعْتَبُ» ؟، فَقَالَ: وَكَيْفَ لَا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ، وَبَيْعُ الْحِكَمِ، وَتَقَاطُعُ الْأَرْحَامِ، وَكَثْرَةُ الشَّرْطِ، وَنَشْوُ الْخَمْرِ، وَيَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِي الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ لَا تُرْجِعُنِي، قَالَ: فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ - أَوْ - لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ عَلَى قَبْرِ [ص: 338] الْمُسْلِمِ , فَيَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَرِضَ أَبُو هُرَيْرَةَ , فَأَتَيْتُهُ أَعُودُهُ , فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُرْجِعْهَا , وَقَالَ: يُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ، وَيُوشِكُ يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنْ بَقِيَتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَبْرَ , فَيَقُولَ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ أَوْ مَكَانَكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ قَالَ: امْضِي فَأَنَا عَلَى الْأَثَرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ الْمَوْتُ قَالَ: لَا تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ، فَإِذَا حَمَلْتُمُونِي , فَأَسْرِعُوا , فَإِنْ أَكُنْ صَالِحًا تَأْتُونَ بِيِ إِلَى رَبِّي، وَإِنْ أَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ , فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ تَطْرَحُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ، وَأَسْرِعُوا بِي إِسْرَاعًا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوِ الْمُؤْمِنُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي. وَإِذَا وُضِعَ الْكَافِرُ أَوِ الْفَاجِرُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا وَيْلَتِي أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ مَرْوَانَ جَاءَ يَعُودُ أَبَا هُرَيْرَةَ , فَوَجَدَهُ فِي غَمِيَّةٍ , فَقَالَ: عَافَاكَ اللَّهُ، فَرَفَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ [ص: 339] رَأْسَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَاجْدُدْ. فَخَرَجَ مَرْوَانُ , فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الْقَطَا فَقَالَ: قَدْ قَضَى أَبُو هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي شَكْوِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , فَقَالَ: شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي. قَالَ: فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ الْقَطَا حَتَّى مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرَدٍّ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ حَجْلٍ قَالَ: بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ , فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي، أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جُنَّةٍ وَنَارٍ فَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُسْلَكُ بِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَمُوتُ , فَقَالَ لِأَهْلِهِ: لَا تُعَمِّمُونِي وَلَا تُقَمِّصُونِي كَمَا صُنِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: نَزَلَ النَّاسُ مِنَ الْعَوَالِي لِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ: لَا تَدْفِنُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي، وَنَامَ بَعْدَ الظُّهْرِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَقَدْ حَضَرَا: اخْرُجُوا بِهِ، فَخَرَجُوا بِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ , فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ وَقَدْ دَنَا أَذَانُ الْعَصْرِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: صَلُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ الْوَلِيدِ: لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ الْأَمِيرُ. فَخَرَجَ لِلْعَصْرِ , فَصَلَّى بِالنَّاسِ , ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ , وَفِي النَّاسِ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 340] فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَ شَهِدَ أَبَا هُرَيْرَةَ مَعْزُولًا مِنْ عَمَلِ الْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَوْمَ مَاتَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَمَرْوَانُ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جَنَازَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَهُوَ يَمْشِي أَمَامَهَا , وَيُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ , وَيَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمُسْلِمِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ وَلَدُ عُثْمَانَ يَحْمِلُونَ سَرِيرَهُ حَتَّى بَلَغُوا الْبَقِيعَ حِفْظًا بِمَا كَانَ مِنْ رَأْيِهِ فِي عُثْمَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مِسْحَلٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَوْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: انْظُرْ مَنْ تَرَكَ فَادْفَعْ إِلَى وَرَثَتِهِ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُمْ وَافْعَلْ إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا، فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ نَصْرَ عُثْمَانَ وَكَانَ مَعَهُ فِي الدَّارِ , فَرَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَوَالِيهِ , فَبَاعُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ. وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَهُوَ صَلَّى عَلَى عَائِشَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ [ص: 341] سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ صَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ الْوَالِي عَلَى الْمَدِينَةِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ , فَرَكِبَ إِلَى الْغَابَةِ , وَأَمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ , فَصَلَّى عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّنَّةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 أَبُو الرَّوَى الدَّوْسِيُّ مِنَ الْأَزْدِ، كَانَ يَنْزِلُ ذَا الْحُلَيْفَةِ مِنَ الْأَزْدِ , وَكَانَ عُثْمَانَيًّا، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَمَاتَ قَبْلَ وَفَاةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 سَعْدُ بْنُ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الدَّوْسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمْتُ , ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ , ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ. قَالَ: وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ، قَالَ: فَكَلَّمْتُ قَوْمِي فِي الْعَسَلِ , فَقُلْتُ لَهُمْ: زَكُّوهُ , فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي ثَمَرَةٍ لَا تُزَكَّى , قَالَ: وَقَالَ صَفْوَانُ: فِي مَالٍ لَا يُزَكَّى، فَقَالُوا: كَمْ تَرَى؟، قَالَ: فَقُلْتُ: الْعُشْرَ، قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْهُمُ الْعُشْرَ، فَأَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ , قَالَ: فَقَبَضَهُ عُمَرُ , فَبَاعَهُ قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ جَعَلَ ثَمَنَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ بُحَيْنَةَ وَبُحَيْنَةُ أُمُّهُ , وَهِيَ ابْنَةُ الْأَرَتِّ , وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ الْقِشْبِ , وَهُوَ جُنْدُبُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ صَعْبِ بْنِ دُهْمَانِ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ. غَضِبَ عَلَى قَوْمِهِ بَنِي مِحْضَبٍ فِي شَيْءٍ , فَحَلَفَ أَلَا يَجْمَعَهُ وَإِيَّاهُمْ مَنْزِلٌ , فَلَحِقَ بِمَكَّةَ، فَحَالَفَ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ، فَتَزَوَّجَ بُحَيْنَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَأَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَدِيمًا، وَكَانَ نَاسِكًا فَاضِلًا يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَطْنَ رِيمٍ عَلَى ثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَمَاتَ بِهِ فِي عَمَلِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْآخَرِ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 وَأَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ جُبَيْرُ بْنُ مَالِكٍ وَأُمُّهُ بُحَيْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 ثُمَّ أَحَدُ لِهْبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيَّ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابِهِ , فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: الشَّامُ، قَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ رُسُلِ مُحَمَّدٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ , فَأُوثِقَ رِبَاطًا، ثُمَّ قَدَّمَهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبْرًا. وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَسُولٌ غَيْرُهُ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرَ , فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ , وَنَدَبَ النَّاسَ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَقْتَلِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ وَمَنْ قَتَلَهُ، فَأَسْرَعُوا , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ خُرُوجِهِمْ إِلَى غَزْوَةِ مُؤْتَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 وَمِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِمْيَرَ ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ ابْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، إِمْلَاءً عَلَيَّ قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: بَلَغَنِي قَدُومُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَأَنَا فِي غُنَيْمَةٍ لِي , فَرَفَضْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أُبَايِعُكَ، فَقَالَ: «بَيْعَةً عَرَبِيَّةً تُرِيدُ أَوْ [ص: 344] بَيْعَةَ هِجْرَةٍ؟» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ , وَأَقَمْتُ , فَقَالَ يَوْمًا: «مَنْ كَانَ هُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقَامَ رِجَالٌ , وَقُمْتُ مَعَهُمْ، فَقَالَ لِي: «اجْلِسْ» . قَالَ: فَفَعَلَ ذَاكَ بِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا مِنْ مَعْدٍ؟، قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ؟، قَالَ: «أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ وَكَانَ يَقُولُ: [البحر الطويل] نُغَيِّرُ أَعْلَاهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ , وَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ , فَنَزَلَهَا , وَبَنَى بِهَا دَارًا , وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحِجَازِيِّ الْجُهَنِيُّ قَالَا: مَاتَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ بِالْمَدِينَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ , وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 تَمِيمُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ أَسْلَمَ وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 رَافِعُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ. أَسْلَمَ , وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَكَانَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي السَّرِيَّةِ الَّتِي وَجَّهَهُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى حِسْمَى , وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ، وَبَعْثَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرًا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ الْقَوْمِ , فَأَخَذَهَا مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي الطَّرِيقِ , فَرَدَّهَا عَلَى الْقَوْمِ , وَذَلِكَ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ , لِأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَسْلَمُوا , وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا. وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَيْضًا مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ , وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَرِيَّتِهِ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ، وَبَعْثَهُ بِكَاتِبِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَشِيرًا بِمَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَرَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةَ الَّتِي عِقْدِهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى صَدَقَاتِ جُهَيْنَةَ يُصْدِقُهُمْ. وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ وَلِجُهَيْنَةُ مَسْجِدٌ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 وَأَخُوهُ جُنْدُبُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرٍو شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعِرْنِيِّينِ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ بَعَثَ جُنْدُبًا وَرَافِعًا ابْنَيْ مَكِيثٍ إِلَى جُهَيْنَةَ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَحْضُرُوا رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَعَثَهُمَا أَيْضًا حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى جُهَيْنَةَ يَسْتَنْفِرُهُمْ لِغَزْوِ عَدُوِّهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ أَبِي بُسْرَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ الْوَفْدُ لَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ , وَأَمَرَ عِلْيَةَ أَصْحَابِهِ بِذَلِكَ. فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ قَدِمَ وَفْدُ كِنْدَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَمَانِيَةٌ، وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِثْلُ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَسَّانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْعُزَّى، فَلَمَّا أَسْلَمَ غُيِّرَ اسْمُهُ , فَسُمِّيَ عَبْدَ اللَّهِ، وَأَبُوهُ بَدْرُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي ذَكَرَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي شِعْرِهِ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ [ص: 347] بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ. وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْمَدِينَةَ وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَكَانَ يَنْزِلُ أَيْضًا الْبَادِيَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ مِنْ جِبَالِ جُهَيْنَةَ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ. وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُحَرِّثِ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ، وَكَانَ أَوَّلَ مِنْ أَلْحَقَ قُضَاعَةَ بِالْيَمَنِ , فَقَالَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْبَلَوِيِّينَ: [البحر الطويل] فَلَا تَهْلِكُوا فِي لُجَّةٍ قَالَهَا عَمْرُو ... يَعْنِي لَجَاجَةٌ وَوَلَدُهُ بِدِمَشْقَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا: «مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّنْ نَحْنُ؟، فَقَالَ: «أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 سَبْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ وَهُوَ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَبْرَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَرَوَى الرَّبِيعُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ , فَنَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ. وَكَانَتْ لِسَبْرَةَ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي جُهَيْنَةَ، وَكَانَ نَزَلَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ذَا الْمَرْوَةِ , فَعَقِبَهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَتُوُفِّيَ سَبْرَةُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ أَبُو زُرْعَةَ الْجُهَنِيُّ. أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ. وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةَ الَّتِي عَقْدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِلْبَادِيَةِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 أَبُو ضُبَيْسٍ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ قَدِيمًا، وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِيِ الْجَدْرِ , وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ , وَكَانَ يَلْزَمُ الْبَادِيَةَ , وَمَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 كُلَيْبٌ الْجُهَنِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَوْسَقُ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَقَدْ رَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى جَمْعٍ، وَالنَّارُ تُوقَدُ بِالْمُزْدَلِفَةِ , وَهُوَ يَؤُمُّهَا حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 سُوَيْدُ بْنُ صَخْرٍ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ قَدِيمًا , وَكَانَ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِذِي الْجَدْرِ , وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 سِنَانُ بْنُ وَبَرٍّ الْجُهَنِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا فِي بَنِي سَالِمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، شَهِدَ الْمُرَيْسِيعَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَهُوَ الَّذِي نَازَعَ جَهْجَاهَ بْنَ سَعْدٍ يَوْمَئِذٍ الدَّلْوَ، وَهُمَا يَسْقِيَانِ الْمَاءَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَنَازَعَا , وَتَنَادَيَا بِالْقَبَائِلِ , فَنَادَى سِنَانٌ بِالْأَنْصَارِ , وَنَادَى جَهْجَاهُ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، فَتَكَلَّمَ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ , وَقَالَ [ص: 350] : {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] فِي كَلَامٍ لَهُ كَثِيرٍ , فَنَمَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ , فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ زَيْدٍ , وَتَكْذِيبِ ابْنِ أُبَيٍّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 خَالِدُ بْنُ عَدِيٍّ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ خَالِدٌ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَحَيْوَةُ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ , عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ , فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ: «كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ» ، حَتَّى أَتَيَاهُ فَإِذَا رَجُلَانِ مِنْ مَذْحِجٍ , فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ , فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ رَآكَ فَآمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ مَاذَا لَهُ؟، قَالَ: «طُوبَى لَهُ» ، فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ , [ص: 351] فَانْصَرَفَ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ مَاذَا لَهُ؟، قَالَ: «طُوبَى لَهُ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ» . قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَيُّ رَاكِبٍ غَدَا إِلَى يَهُوَدَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْبٍ الْجُهَنِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدِ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: عَنْ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا قَالَ: فَأَدْرَكْتُهُ فَقَالَ: «قُلْ» ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟، قَالَ: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَفَيْنَكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنَا أَنْ نُنْفِقَ عَلَيْكَ , فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ الْأَمِيرَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمَ - وَأَخْبَرَهُ أَمْرَهَا - فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟، قُلْتُ: أَنَا مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي قَالَ لَكَ الْحَبْرُ بِالْيَمَنِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ , وَلَوْ أُومِنُ أَنَّهُ يَمُوتُ لَمْ أُفَارِقْهُ , فَانْطَلَقْتُ , فَأَتَانِي الْحَبْرُ , فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , فَقُلْتُ لَهُ: مَتَى؟، فَقَالَ: الْيَوْمَ، فَلَوْ أَنَّ عِنْدِيَ سِلَاحًا لَقَاتَلْتُهُ، فَلَمْ أَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَى كِتَابٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ وَبَايَعَ النَّاسُ لِي خَلِيفَةً مِنْ بَعْدَهُ فَبَايِعْ مَنْ قَبَلَكَ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا أَخْبَرَنِي بِهَذَا مِنْ يَوْمِهِ لَخَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ عِلْمٌ، فَأَرْسَلَتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ: إِنْ مَا قُلْتَ كَانَ حَقًّا، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَكْذِبَ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟، فَقَالَ: إِنَّهُ نَبِيُّ نَجِدُهُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ يَمُوتُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ نَكُونُ بَعْدَهُ؟، قَالَ: تَسْتَدِيرُ رَحَاكُمْ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةٍ مَا زَادَ يَوْمًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 عَوْسَجَةُ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ خُدَيْجِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُحَرِّثِ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ غَطفانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ [ص: 353] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: هَكَذَا نَسَبَهُ لِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ. وَذَكَرَ هِشَامٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقَدَ لِعَوْسَجَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ عَلَى أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَقْطَعَهُ ذَا مَرَّ. قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 بَنَّةُ الْجُهَنِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَنَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 ابْنُ حَدِيدَةَ الْجُهَنِيُّ وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ , وَهُوَ الَّذِي أَدْرَكَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: أَرَدْتُ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: أَسْرِعْ فَإِنَّكَ قَدْ طَفِقْتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 رِفَاعَةُ بْنُ عَرَادَةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ بَعْضُهُمُ: ابْنُ عَرَابَةَ، وَابْنُ عَرَابَةَ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 وَمِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِّ بْنِ قُضَاعَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَلَوِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَنَابَ، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 أَبُو الشُّمُوسِ الْبَلَوِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ حُبْقًا، أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 طَلْحَةُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُرِّيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوَّذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أَرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَيْلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فَرَانَ بْنِ بَلِيٍّ. وَلَهُ حَلَفٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ. وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَلْقِ طَلْحَةَ وَأَنْتَ تَضْحَكُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْكَ» قَالَ: أَخْبَرَنِي بِنَسَبِ طَلْحَةَ وَقَصَّتِهِ هَذِهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 أَبُو أُمَامَةَ بْنُ ثَعْلَبَةَ البَلْوِيِّ بْنِ عَمِّ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ. خَالُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ ثَعْلَبَةَ , وَلَهُ صُحْبَةٌ , وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ. رُئِيَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ مِنْ غُمْرٍ بِطِينٍ , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: أمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنَ الْغَمَرِ لَا يُؤْذِي بِهِ بَعْضُنَا بَعْضًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُرِّيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُنَيْفٍ. وَهُوَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. قَالَ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 وَمِنْ بَنِي عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِّ بْنِ قُضَاعَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ الْهَائِلَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ. وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، صَحِبَ [ص: 356] النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَلَّاهُ الْقِتَالَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ , وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْخَوَارِجَ يَوْمَ النُّخَيْلَةِ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ الْيَوْمَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 جَمْرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ. وَكَانَ سَيِّدَ عُذْرَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَهْلِ الْحِجَازِ , قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ بَنِي عُذْرَةَ، فَأَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَمْيَةَ سَوْطِهِ، وَحَضْرَ فَرَسِهِ مِنْ وَادِي الْقُرَى , فَلَمْ يَزَلْ بِوَادِي الْقُرَى , وَاتْخَذَهَا مَنْزِلًا حَتَّى مَاتَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 أَبُو خُزَامَةَ الْعُذْرِيُّ كَانَ يَسْكُنُ الْجَنَابِ , وَهِيَ أَرْضُ عُذْرَةَ وَبَلِيًّ. أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 وَمِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَهُمْ بَنُو الْأَشْعَرِ , وَاسْمُهُ نَبَتُ بْنُ آدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَّارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْزِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُذْرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الْأَشْعَرِ وَهُوَ أَخُو أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَسْلَمَ , وَهَاجَرَ مِنْ بِلَادِ قَوْمِهِ , فَوَافَقَ قُدُومُهُ الْمَدِينَةَ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، وَيُقَالُ: كَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا قَدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ. وَرَوَى أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ وَكَانَ مِمَّنْ قَدِمَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَشَهِدَ مَعَهُ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي آثَارِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَى أَوْطَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ هَوَازِنَ، وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِوَاءً، فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ , فَبَرَزَ مِنْهُمْ رَجُلٌ , فَقَالَ: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَقَتَلَهُ أَبُو عَامِرٍ حَتَّى قَتَلَ مِنْهُمْ تِسْعَةً مُبَارَزَةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَاشِرُ بَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ , فَأَثْبَتَهُ , فَاحْتُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ , وَاسْتُخْلِفَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى مَكَانِهِ، وَأَخْبَرَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى أَنَّ قَاتِلَهُ صَاحِبُ الْعِمَامَةِ الصَّفْرَاءِ , وَأَوْصَى أَبُو عَامِرٍ إِلَى أَبِي مُوسَى , وَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ , وَقَالَ: ادْفَعْ قَوْسِي وَسِلَاحِي لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 وسلم. وَمَاتَ أَبُو عَامِرٍ , فَقَاتَلَهُمْ أَبُو مُوسَى حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَتَلَ قَاتِلَ أَبِي عَامِرٍ , وَجَاءَ بِفَرَسِهِ وَسِلَاحِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى ابْنِهِ , ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي عَامِرٍ , وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 وَابْنُهُ عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَغَزَا مَعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَغَزَا مَعَهُ , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَقَدَ لِأَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ هَوَازِنَ حِينَ انْهَزَمَتْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «الطُّهُوَرُ شَطْرُ الْإِيمَانِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ [ص: 359] أَنَّهُ جَمَعَ أَصْحَابَهُ , فَقَالَ: هَلُمَّ أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ أُمِّ نُسِيٍّ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَقَالَ: فَدَعَا بِجَفْنَةٍ مِنْ مَاءٍ , فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ , وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ , وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَصَلَّى الظُّهْرَ , فَقَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 الْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ أَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 وَمِنَ الْحَضَارِمَةِ وَهُمْ مِنَ الْيَمَنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضِمَادِ بْنِ سَلْمَى بْنِ أَكْبَرَ , مِنْ حَضْرَمَوْتَ مِنَ الْيَمَنِ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأَخُوهُ مَيْمُونُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ صَاحِبُ الْبِئْرِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ بِالْأَبْطَحِ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَيْمُونٍ مَشْهُوَرَةٍ عَلَى طَرِيقِ أَهْلِ الْعِرَاقِ. وَكَانَ حَفْرَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَأَسْلَمَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ قَدِيمًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 360] سَبْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَهُ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ. وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى مَعَهُ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَخَلَّى بَيْنَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ يَجْتَبِيهَا. وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِلْعَلَاءِ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ فِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالثِّمَارِ وَالْأَمْوَالِ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى ذَلِكَ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ , فَيَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِهِمْ , وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَهُ نَفَرًا فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ لَهُ: «اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى بَنِي نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ , وَأَوْصَاهُ بِي خَيْرًا. فَلَمَّا فَصَلْنَا قَالَ لِي: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا فَانْظُرْ مَاذَا تُحِبُّ؟، قَالَ: قُلْتُ: تَجْعَلُنِي أُؤَذِّنُ لَكَ، وَلَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ , فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَلِيفِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , ثُمَّ عَزَلَهُ عَنِ الْبَحْرَيْنِ، وَبَعَثَ أَبَانَ بْنَ سَعْدٍ عَامِلًا عَلَيْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدْ كَتَبَ إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ بِعِشْرِينَ رَجُلًا , رَأْسُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْأَشَجُّ، وَاسْتَخْلَفَ الْعَلَاءُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ الْمُنْذِرَ بْنَ سَاوَى , فَشَكَا الْوَفْدُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ , فَعَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَوَلَّى أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَقَالَ لَهُ [ص: 361] : «اسْتَوْصِ بِعَبْدِ الْقَيْسِ خَيْرًا، وَأَكْرِمْ سَرَاتَهُمْ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ قَمِيصًا سُنْبُلَانِيًّا طَوِيلَ الْكُمَّيْنِ , فَقَطَعَهُ مِنْ عِنْدِ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ السَّائِبَ بْنَ زَيْدٍ: مَا سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ؟، فَقَالَ: قَالَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلَاثٌ لِلْمُهَاجِرِ بَعْدَ الصَّدْرِ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ , سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ , فَقَالَ السَّائِبُ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ثَلَاثُ لَيَالٍ يَمْكُثُهُنَّ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ الصَّدْرِ» قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَوَّلِ , قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَامِلًا عَلَى الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَارْتَدَّ رَبِيعَةُ بِالْبَحْرَيْنِ فَأَقْبَلَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَرَكَ عَمَلَهُ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَأَبَى وَقَالَ: لَا أَعْمَلُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ بِعْثَةَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَدَعَاهُ , فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُكَ مِنْ عُمَّالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ وَلَّى , فَرَأَيْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَّاكَ , فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ. فَخَرَجَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي سِتَّةَ عَشَرَ رَاكِبًا مَعَهُ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ دَلِيلًا، وَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ كِتَابًا لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنَفَّرَ مَعَهُ كُلُّ مَنْ مَرَّ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى عَدُوِّهِمْ. فَسَارَ الْعَلَاءُ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِحِصْنِ جُوَاثَا , فَقَاتَلَهُمْ , فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ أَتَى الْقَطِيفَ , وَبِهَا جَمْعٌ [ص: 362] مِنَ الْعَجَمِ , فَقَاتَلَهُمْ , فَأَصَابَ مِنْهُمْ طَرَفًا , وَانْهَزَمُوا , فَانْضَمَّتِ الْأَعَاجِمُ إِلَى الزَّارَةِ , فَأَتَاهُمُ الْعَلَاءُ , فَنَزَلَ الْخَطَّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ , فَقَاتَلَهُمْ وَحَاصَرَهُمْ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَطَلَبَ أَهْلُ الزَّارَةِ الصُّلْحَ , فَصَالَحَهُمُ الْعَلَاءُ، ثُمَّ عَبَرَ الْعَلَاءُ إِلَى أَهْلِ دَارِينَ , فَقَاتَلهُمْ , فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ , وَحَوَى الذَّرَارِيَّ، وَبَعَثَ الْعَلَاءُ عَرْفَجَةَ بْنَ هَرْثَمَةَ إِلَى أَسْيَافِ فَارِسٍ , فَقَطَعَ فِي السُّفُنِ , فَكَانَ أَوَّلَ مِنْ فَتْحَ جَزِيرَةً بِأَرْضِ فَارِسٍ، وَاتَّخَذَ فِيهَا مَسْجِدًا، وَأَغَارَ عَلَى بَارِيخَانَ وَالْأَسْيَافَ , وَذَلِكَ فِي سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيِّ، وَغَيْرِهِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ أَنْ سِرْ إِلَى عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ فَقَدُ وَلَّيْتُكَ عَمَلَهُ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ تَقَدَمُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَى لَمْ أَعْرِفْهُ إِلَّا يَكُونُ عَفِيفًا صَلِيبًا شَدِيدَ الْبَأْسِ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَغْنَى عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ مِنْهُ، فَاعْرِفْ لَهُ حَقَّهُ، وَقَدْ وَلَّيْتُ قَبْلَكَ رَجُلًا , فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ , فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ تَلِيَ وُلِّيتَ , وَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَلِيَ عُتْبَةُ , فَالْخَلْقُ وَالْأَمْرُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَاعْلَمْ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ مَحْفُوظٌ بِحِفْظِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ فَانْظُرِ الَّذِي خُلِقْتَ لَهُ فَاكْدَحْ لَهُ , وَدَعْ مَا سِوَاهُ , فَإِنَّ الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالْآخِرَةَ أَبَدٌ، فَلَا يَشْغَلَنَّكَ شَيْءٌ مُدْبِرٌ خَيْرُهُ عَنْ شَيْءٍ باقٍ شَرُّهُ، وَاهْرَبْ إِلَى اللَّهِ مِنْ سَخَطِهِ , فَإِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ لِمَنْ شَاءَ الْفَضِيلَةَ فِي حُكْمِهِ وَعِلْمِهِ. نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكَ الْعَوْنَ عَلَى طَاعَتِهِ وَالنَّجَاةَ مِنْ عَذَابِهِ قَالَ: فَخَرَجَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فِي رَهْطٍ مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو بَكْرَةَ، وَكَانَ يُقَالُ لِأَبِي بَكْرَةَ حِينَ قَدِمَ الْبَصْرَةَ: الْبَحْرَانِيُّ , وَوُلِدَ لَهُ بِالْبَحْرَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. قَالَ: فَلَمَّا كَانُوا بِلَيَاسٍ قَرِيبًا مِنَ الصَّعَابِ، وَالصِّعَابُ مِنْ أَرْضِ بَنِي تَمِيمٍ مَاتَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فَرَجَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 إِلَى الْبَصْرَةِ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ الحَضْرَمِيِّ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَدًا، رَأَيْتُهُ قَطَعَ الْبَحْرَ عَلَى فَرَسِهِ يَوْمَ دَارِينَ، وَقَدِمَ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ الْبَحْرَيْنِ , فَلَمَّا كَانَ بِالدَّهْنَاءِ نَفِدَ مَاؤُهُمْ فَدَعَا اللَّهَ , فَنَبَعَ لَهُمْ مِنْ تَحْتِ رَمْلَةٍ , فَارْتَوَوْا , وَارْتَحَلُوا , وَأُنْسِيَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعْضَ مَتَاعِهِ , فَرَجَعَ فَأَخَذَهُ وَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى صَفِّ الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا كُنَّا بِلَيَاسٍ مَاتَ , وَنَحْنُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ , فَأَبْدَى اللَّهُ لَنَا سَحَابَةً فَمُطِرْنَا , فَغَسَّلْنَاهُ , وَحَفَرْنَا لَهُ بِسُيُوفِنَا , وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , وَدَفَنَّاهُ , وَمَضَيْنَا , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: دَفَنَّاهُ وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , فَرَجَعْنَا لِنُلْحِدَ لَهُ , فَلَمْ نَجِدْ مَوْضِعَ قَبْرِهِ. وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ الْبَصْرَةَ بِوَفَاةِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ يَمَانٍ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ضِرَارِ بْنِ ذِبْيَانَ، مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ، وَفِي لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ رُخْصَةُ الْإِطْعَامِ لِمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصَّوْمِ , فَوَلَدَ لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ الْفَقِيهَ , وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَمُنْظُورٌ وَمَيْمُونٌ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَنْظُورٍ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ , وَعُثْمَانُ وَأُمَيَّةُ وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ لِلَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَقِبٌ , فَانْقَرَضُوا جَمِيعًا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 حَاجِبُ بْنُ بُرَيْدَةَ مِنْ أَهْلِ رَابِخٍ وَهُمْ بَنُو زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ إِخْوَةُ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ. قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النُّبِيتُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ أَنَسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُ أُمُّ خَالِدِ بِنْتِ ثَابِتِ بْنِ سِنَانِ [ص: 365] بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ. وَهُوَ خُدْرَةُ , فَوَلَدَ الْبَرَاءُ يَزِيدَ وَعُبَيْدًا وَيُونُسَ وَعَازِبَ وَيَحْيَى. وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَأَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ قَالُوا: وَكَانَ عَازِبٌ قَدْ أَسْلَمَ أَيْضًا، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْبَرَاءُ وَعُبَيْدٌ وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ مُبَايِعَةٌ , وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْحُبَابِ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتِ ثَابِتٍ، وَلَمْ نَسْمَعْ لِعَازِبٍ بِذِكْرٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَغَازِي. وَقَدْ سَمِعْنَا بِحَدِيثِهِ فِي الرَّحْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى رَحْلِي , فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا، حَتَّى تَحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ، قَالَ: أَدْلَجْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا , وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ , فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا , فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلٍّ لَهَا , فَنَظَرْتُ إِلَى بَقِيَّةٍ ظِلِّهَا , فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي نُرِيدُ - يَعْنِي الظِّلَّ - فَسَأَلْتُهُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟، قَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَسَمَّاهُ لِي , فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: وَهَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَرْتُهُ , فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ , فَقَالَ: هَكَذَا , فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ بِالْأُخْرَى , [ص: 366] فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ , وَقَدْ رَوَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ , فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ , فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ أَتَى الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَارْتَحَلْنَا , وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا , فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» ، فَلَمَّا دَنَا فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَنَا قَيْدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، قُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَبَكَيْتُ فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ» ؟، قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَيْكَ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» ، قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا، فَوَثَبَ عَنْهَا , ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهُ , فَوَاللَّهِ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا , فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا , فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ» ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا , فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ» . وَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فِي الطَّرِيقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ وَالْغِلْمَانِ وَالْخَدَمِ صَارِخُونَ جَاءَ مُحَمَّدٌ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، جَاءَ مُحَمَّدٌ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ , فَنَزَلَ حَيْثُ أَمَرَ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] [ص: 367] , فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: {وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] قَالَ: وَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ رَجُلٌ , ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَمَا صَلَّى , فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَأَنَّهُ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَانْحَرَفَ الْقَوْمُ حَتَّى وَجَّهُوَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ، قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟، فَقَالَ: هُوَ مَكَانَهُ، وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَى بَعْدَهُ عَمْرُو ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَخُو بَنِي فِهْرٍ الْأَعْمَى , فَقُلْنَا لَهُ مَا فَعَلَ مِنْ وَرَائِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: هُمْ أَوْلَى عَلَى أَثَرِي، قَالَ: ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَبِلَالٌ , ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. قَالَ الْبَرَاءُ: فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ , ثُمَّ خَرَجْنَا نَتَلَقَّى الْعِيرَ , فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ حَذِرُوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ نَشْهَدْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنَا وَابْنُ عُمَرَ فَرَدَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اسْتُصْغِرْنَا يَوْمَ بَدْرٍ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: صَغُرْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَأَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِدَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُسْرَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَفَرًا فَلَمْ أَرَهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ أَبِي بُسْرَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ثَمَانِيَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، مَا رَأَيْتُهُ تَرَكَ رَكْعَتَيْنِ حِينَ تَزِيغُ الشَّمْسُ فِي حَضَرٍ وَلَا سَفَرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ , وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَلَمْ يُجِزْ قَبْلَهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَشُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ خَاتَمَ ذَهَبٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَزَلَ الْبَرَاءُ الْكُوفَةَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا أَيَّامَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَلَهُ عَقِبٌ. وَرَوَى الْبَرَاءُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيٍّ. وَهُوَ لِأُمِّهِ أَيْضًا , فَوَلَدَ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ لُوطًا وَسُلَيْمَانَ وَنُوَيْرَةَ وَأُمَّ زَيْدٍ , وَهِيَ عَمْرَةُ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ. وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ أَحَدَ الْعَشَرَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ الْكُوفَةَ. وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْكُوفَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو. وَهُوَ النَّبِيتُ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ مِنَ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ أُسَيْدٌ ثَابِتًا وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ الْحَسَنِ. وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ ابْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ، وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَأُمَّ رَافِعٍ , وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ وَبَرَةَ بْنِ أَوْسِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَعْقِلِ بْنِ نَهِيكِ بْنِ إِسَافٍ. وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ يُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ. وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَصْغَرِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ , وَكَانَ أَبُوهُ ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ , وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 عَرَابَةُ بْنُ أَوْسِ بْنِ قَيْظِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَأُمُّهُ شَيْبَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمٍ. فَوَلَدَ عَرَابَةُ سَعِيدًا [ص: 370] وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ، وَشَهِدَ أَبُوهُ أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ وَأَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وُكُبَاثَةُ ابْنَا أَوْسٍ أُحُدًا , وَاسْتُصْغِرَ عَرَابَةُ يَوْمَ أُحُدٍ , فَرُدَّ وَأُجِيزَ فِي يَوْمِ الْخَنْدَقِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ سِنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ , فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَى أَنْ يُجِيزَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ هُوَ الَّذِي مَدْحُهُ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ الشَّاعِرُ، وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَوْقَرَ لَهُ رَاحِلَتَهُ تَمْرًا , فَقَالَ: [البحر الوافر] رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَنْمِي ... إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 عُلْبَةُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَظَرْنَا فِي نَسَبِ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ قطيرٍ الْحَارِثِيِّ، - وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ -، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ قَالَ: كَانَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ وَذَوُوهُ أَقْوَامًا لَا مَالَ لَهُمْ وَلَا ثِمَارَ , فَلَمَّا جَاءَ الرُّطَبُ , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَا تَمْرَ لَنَا، وَلَا ذَهَبَ عِنْدَنَا، وَلَا وَرِقَ، وَعِنْدَنَا تُمُورٌ مِمَّا تُرْسِلُ بِهِ إِلَيْنَا بَقِيَتْ مِنْكَ عَامَ الْأَوَّلِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «فَاشْتَرُوا بِهَا رُطَبًا بِخَرْصِهَا» ، فَفَعَلُوا وَالْقَوْمُ يُحِبُّونَ أَنْ يَطْعِمُوا عُمَّالَهُمُ التَّمْرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ وَمَكْرُوهٌ لِغَيْرِهِمْ. وَكَانَ عُلْبَةُ مِنَ الْفُقَرَاءِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَتَصَدَّقَ بِعَرْضِهِ وَقَالَ: قَدْ جَعَلْتُهُ حِلًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ» . وَكَانَ عُلْبَةُ أَحَدَ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ يَسْأَلُونَهُ حُمْلَانًا فَقَالَ: «لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» فَتَوَلَّوْا وَهُمْ يَبْكُونَ غَمًّا أَنْ يَفُوتَهُمْ غَزْوَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِيهِمْ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَنْ لَا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} . وَكَانَ عُلْبَةُ بْنُ يَزِيدَ مِنْهُمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 مَالِكٌ وَسُفْيَانُ ابْنَا ثَابِتٍ وَهُمَا مِنَ النَّبِيتِ مِنَ الْأَنْصَارِ ذَكَرَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُمَا غَيْرُهُ، وَطَلَبْنَا نَسَبَهُمَا فِي كِتَابِ نَسَبِ النَّبِيتِ فَلَمْ نَجِدْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. فَوَلَدَ يَزِيدُ مُجَمِّعًا وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنَ [ص: 372] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. أَخُوهُ لِأُمِّهِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَعَامِرُ بْنُ يَزِيدَ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَمَاتَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ وَلَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 مُجَمِّعُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زِيدٍ , وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ. فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ حَارِثَةَ يَحْيَى وَعُبَيْدَ اللَّهِ , قُتِلَا يَوْمَ الْحَرَّةِ. وَعَبْدَ اللَّهِ وَجُمَيْلَةَ , وَأُمُّهُمْ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ إِيَاسٍ مِنْ بَلِيٍّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: كَانَ يُقَالُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: كِسَرُ الذَّهَبِ لِشَرَفِهِمْ فِي قَوْمِهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: كُنَّا بِصُحْبَانَ رَاجِعِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَرْكُضُونَ وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: انْزِلْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَكَضْتُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى تَوَافَيْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] , فَلَمَّا نَزَلَ بِهَا جَبْرَائِيلُ قَالَ: يُهَنِّئُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَلَمَّا هَنَّأَهُ جَبْرَائِيلُ هَنَّأَهُ الْمُسْلِمُونَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْقَارِئُ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَلَمَّا قُتِلَ بِالْقَادِسِيَّةِ , اخْتَصَمَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي الْإِمَامَةِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يُقَدِّمُوا مُجَمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ يُطْعَنُ عَلَى مُجَمِّعٍ وَيُغْمَضُ عَلَيْهِ , لِأَنَّهُ كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ [ص: 373] الضِّرَارِ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يُقَدِّمَهُ , ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: يَا مُجَمِّعُ عَهْدِي بِكَ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ شَابًّا وَكَانَتِ الْقَالَةُ لِي سَرِيعَةٌ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَبْصَرْتُ مَا أَنَا فِيهُ وَعَرَفْتُ الْأَشْيَاءَ. فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا بَقِيَ عَلَيْهِ إِلَّا سُوَرٌ يَسِيرَةٌ , فَقَدَّمَهُ عُمَرُ , فَصَيَّرَهُ إِمَامَهُمْ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَلَا يُعْلَمُ مَسْجِدٌ يُتَنَافَسُ فِي إِمَامِهِ مِثْلَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَمَاتَ مُجَمِّعٌ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ بِجَادِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ. فَوَلَدَ ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ يَحْيَى وَمَرْيَمَ. وَأُمُّهُمَا وَهْبَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ رَافِعِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَازِنَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَيْهَمِ بْنِ غَسَّانَ مِنْ سَاكِنِي رَابِخٍ حُلَفَاءُ بَنِي زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمٍ أَخِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمٍ. وَدَعْوَتُهُمْ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَكَانَ ثَابِتٌ يُكَنَّى أَبَا سَعْدٍ، وَكَانَ أَبُوهُ وَدِيعَةُ بْنُ خِذَامٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي وَدِيعَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَغُسْلِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ , وَمَسَحَ مِنْ دُهْنٍ أَوْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الثِّيَابِ , وَلَمْ يَفِرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَأَنْصَتَ لِلْإِمَامِ إِذَا جَاءَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» قَالَ سَعِيدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ حَزْمٍ , فَقَالَ: أَخْطَأَ أَبُوكُ: «غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ وَزِيَادَةُ أَرْبَعَةٍ» الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 عَامِرُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ مَسْعُودٍ الْخَطْمِيِّ الَّذِي قَتَلَ عَامِرَ بْنَ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ، وَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ نَجْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَبَنُو مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو السُّمَيْعَةِ. كَانَ يُقَالُ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: بَنُو الصَّمَّاءِ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَرْضَعَتْ أَبَاهُمْ مَالِكَ بْنَ لَوْذَانَ , فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَنِي السُّمَيْعَةِ وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَزِيزًا وَمَسْعُودًا وَمُوسَى وَجُمَيْلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ وَافْتَرَاشِ السَّبْعِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ أَبُوهُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا , وَهُوَ سَعْدٌ الْقَارِئُ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي الْكُوفِيُّونَ أَنَّهُ أَبُو زَيْدٍ الَّذِي جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى [ص: 375] عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقُتِلَ سَعْدٌ بِالْقَادِسِيَّةِ شَهِيدًا , وَصَحِبَ ابْنُهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حِمْصَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى حِمْصَ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَلَا إِنَّ الْإِسْلَامَ حَائِطٌ مَنِيعٌ وَبَابٌ وَثِيقٌ، فَحَائِطُ الْإِسْلَامِ الْعَدْلُ، وَبَابُهُ الْحَقُّ، فَإِذَا نُقِضَ الْحَائِطُ , وَحُطِّمَ الْبَابُ اسْتُفْتِحَ الْإِسْلَامُ. فَلَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ مَنِيعًا مَا اشْتَدَّ السُّلْطَانُ، وَلَيْسَ شِدَّةُ السُّلْطَانِ قَتْلًا بِالسَّيْفِ وَلَا ضَرْبًا بِالسَّوْطِ وَلَكِنْ قَضَاءً بِالْحَقِّ، وَأُخِذًا بِالْعَدْلِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةِ الْجُلَاسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ. وَكَانَ فَقِيرًا لَا مَالَ لَهُ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ الْجُلَاسِ، وَكَانَ يَكْفُلُهُ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: الْجُلَاسُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ لِبَنِيهِ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا لَنَحْنُ شَيْءٌ مِنَ الْحَمِيرِ، قَالَ: فَسَمِعَهُ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: عُمَيْرٌ، وَكَانَ رَبِيبُهُ وَالْجُلَاسُ عَمُّهُ , فَقَالَ لَهُ: أَيْ عَمِّ تُبْ إِلَى اللَّهِ، وَجَاءَ الْغُلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ , فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِ , فَجَعَلَ يَحْلِفُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قُلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ الْغُلَامُ: يَا عَمِّ بَلَى وَاللَّهِ وَلَقَدْ قُلْتَهُ , فَتُبْ إِلَى اللَّهِ , وَلَوْلَا أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ , فَيَجْعَلَنِي مَعَكَ مَا قُلْتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 قَالَ: وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74] ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: وَنَزَلَتْ {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ، وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا} [التوبة: 74] فَقَالَ: قَدْ قُلْتُهُ , وَقَدْ عَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ التَّوْبَةَ فَأَنَا أَتُوبُ فَقُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ. وَكَانَ لَهُ قَتِيلٌ فِي الْإِسْلَامِ , فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ دِيَّتَهُ فَاسْتَغْنَى بِذَلِكَ قَالَ: وَقَدْ كَانَ هَمَّ أَنْ يَلْحَقَ بِالْمُشْرِكِينَ، قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم لِلْغُلَامِ: «وَفَتْ أُذُنُكَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ هَذَا الْكَلَامُ مِنَ الْجُلَاسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ , وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ , وَخَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا فِي غَزْوَةٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَتَكَلَّمُوا بِالنِّفَاقِ , فَقَالَ الْجُلَاسُ مَا قَالَ , فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ قَوْلَهُ، وَكَانَ مَعَهُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ , وَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلَا أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنَّةً مِنْكَ، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً وَاللَّهِ لَئِنْ كَتَمْتُهَا لَأَهْلَكَنَّ وَلَئِنْ أَفْشَيْتُهَا لَتُفْتَضَحَنَّ , وَإِحْدَاهُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الْأُخْرَى، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ الْجُلَاسُ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ اعْتَرَفَ الْجُلَاسُ بِذَنْبِهِ، وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْ خَيْرٍ كَانَ يَصْنَعُهُ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا عُرِفَ بِهِ تَوْبَتُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 جُدَيُّ بْنُ مُرَّةَ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ عَجْلَانَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا طَعَنَهُ أَحَدُهُمْ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ بِالْحَرْبَةِ فَمَاتَ، وَقُتِلَ أَبُوهُ مُرَّةُ بْنُ سُرَاقَةَ بِحُنَيْنٍ شَهِيدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 أَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، قُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا، قُتِلَ عَلَى حِصْنٍ نَاعِمٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 أُنَيْفُ بْنُ وَائِلَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. قُتِلَ شَهِيدًا عَلَى حِصْنٍ نَاعِمٍ بِخَيْبَرَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 عُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَرَصَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ الصَّلْتِ أَنْ يُؤَمِّنُوهُ فَأَبَى , وَكَانَ ذَا خَلَّةٍ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ مَعَ أَنَّ قَوْمَهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ حَرِصُوا عَلَى ذَلِكَ فَأَبَى وَقَالَ: لَا أَقْبَلُ لَكُمْ أَمَانًا وَلَا أَرْغَبُ بِنَفْسِي عَنْ [ص: 378] مَصْرَعِ أَصْحَابِي , ثُمَّ تَقَدَّمَ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، وَذَلِكَ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 جَزْءُ بْنُ عَبَّاسٍ حَلِيفُ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ. مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 وَمِنْ بَنِي خَطْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَاسْمُ خَطْمَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ. وَأُمُّ خُزَيْمَةَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ. فَوَلَدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَأُمُّهُمَا جَمِيلَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ، وَعُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطْمِيُّ، وَكَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَيْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ يُكَسِّرَانِ أَصْنَامَ بَنِي خَطْمَةَ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ هُوَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ , فَاسْتَتْبَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِيُعْطِيَهُ ثَمَنَهُ , فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم الْمَشْيَ , وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ فَطَفِقَ رِجَالٌ [ص: 379] يُلْقُونَ الْأَعْرَابِيَّ يُسَاوِمُونَهُ الْفَرَسَ وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِ ابْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الْأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا زَادَهُ نَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ وَإِلَّا بِعْتُهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ قَوْلَ الْأَعْرَابِيِّ حَتَّى أَتَاهُ الْأَعْرَابِيُّ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَسْتُ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ» ؟، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا، وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ» ، فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَبِالْأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بِعْتُكَ، فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: وَيْلَكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لَيَقُولَ إِلَّا حَقًّا. حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ , فَاسْتَمَعَ تُرَاجُعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتُرَاجُعَ الْأَعْرَابِيِّ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ. فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ: «بِمَ تَشْهَدُ» ؟، فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يُسَمَّ لَنَا أَخُو خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ. وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: وَحْوَحٌ، وَلَا عَقِبَ لَهُ، وَالْآخَرُ عَبْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ خُزَيْمَةَ كُبَيْشَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ الْخَطْمِيِّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:: «يَا خُزَيْمَةُ بِمَ تَشْهَدُ؟ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أُصَدِّقُكَ بِخَبَرِ السَّمَاءِ وَلَا أُصَدِّقُكَ بِمَا تَقُولُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ [ص: 380] شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَجُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم جَعَلَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: كَانَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الَّذِي أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ قَالَ: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْضَ الْبَيْعِ مِنْ رَجُلٍ فَقَالَ الرَّجُلُ: هَلُمَّ شُهُودَكَ عَلَى مَا تَقُولُ، فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَمَا عِلْمُكَ؟» قَالَ: أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ إِلَّا حَقًّا، قَدْ آمَنَّاكَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى دِينِنَا. فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ رَجُلًا طَلَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَنْكَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , فَشَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم صَادِقٌ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عَلَيْهِ حَقٌّ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ: «أَشَهِدْتَنَا؟» ، قَالَ: لَا، قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ، قَالَ: فَكَانَتْ شَهَادَةُ خُزَيْمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ تُعْدَلُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ: «صَدِّقْ رُؤْيَاكَ» ، فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ [ص: 381] كَأَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ , فَقَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ لَا تَلْقَى الرُّوحَ» ، وَأَقْنَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم رَأْسَهُ هَكَذَا , فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ رَايَةُ بَنِي خَطْمَةَ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 عُمَيْرُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ جُوَيبْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُمَارَةَ , وَهِيَ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ هَكَذَا قَالَ عَفَّانُ فِي الْحَدِيثِ: خُمَاشَةُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا زِيَادَتُهُ وَمَا نُقْصَانُهُ؟، قَالَ: إِذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ وَخَشَيْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ، وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسَيْنَا وَضَيَّعْنَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ قَالَ عَفَّانُ: ثُمَّ سَمِعْتُ حَمَّادًا بَعْدُ يَشُكُّ يَقُولُ: عَنْ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ فَقُلْتُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 عُمَارَةُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ. ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ فَوَلَدَ عُمَارَةُ صَالِحًا يُكَنَّى [ص: 382] أَبَا وَاصِلٍ، وَرَجَاءً وَعَامِرًا. وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَعَمْرًا وَزِيَادًا، وَأُمَّ خُزَيْمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: صَلَّيْنَا إِحْدَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ , فَقَامَ رَجُلٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ , فَنَادَى: إِنَّ الصَّلَاةَ قَدْ وُجِّهَتْ نَحْوَ الْكَعْبَةِ , فَحَوَّلَ أَوْ تَحَوَّفَ إِمَامُنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 وَمِنْ بَنِي السَّلْمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ وَيُقَالُ: النَّحَّاطُ بْنُ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلَمِ. وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنَ الْأَوْسِ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمَّ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ: هَلْ شَهِدْتَ بَدْرًا؟، قَالَ: نَعَمْ، وَالْعَقَبَةَ مَعَ أَبِي رَدِيفًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُهُ. وَهَذَا وَهْلٌ وَلَمْ يَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بَدْرًا وَلَا أُحُدًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَيْثَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ آبَائِهِ قَالُوا: شَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ وَحُنَيْنًا، وَكَانَ يَوْمَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم دُونَ ابْنِ عُمَرَ فِي السِّنِّ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَأَنَّهُ يَوْمَ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 وَمِنْ بَنِي وَائِلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَوَلَدُ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ يُقَالُ لَهُمُ الْجُعَادِرَةُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 مِحْصَنُ بْنُ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ وَاسْمُ أَبِي قَيْسٍ: صَيْفِيٌّ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَاسْمُ الْأَسْلَتِ: عَامِرُ بْنُ جُشَمِ بْنِ وَائِلٍ، وَلَمْ يَكُنْ لِمِحْصَنٍ عَقِبٌ، وَكَانَ الْعَقِبُ لِأَخِيهِ عَامِرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ انْقَرَضُوا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَكَانَ أَبُو قَيْسٍ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ , وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شِعْرِهِ، وَذَكَرَ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بِيَثْرِبَ: الْحَنِيفُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: فَكُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 بِطَائِفَةٍ , فَجَمَعْتُ مِمَّا حَدِّثُونِي مِنْ ذَلِكَ , قَالُوا: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ أَوْصَفَ لِلْحَنِيفِيَّةِ وَلَا أَكْثَرَ مَسْأَلَةً عَنْهَا مِنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ مَنْ بِيَثْرِبَ مِنَ الْيَهُودِ عَنِ الدِّينِ , فَدَعُوهُ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ , فَكَادَ يُقَارِبُهُمْ , ثُمَّ أَبَى ذَلِكَ , وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ إِلَى آلِ جَفْنَةَ , فَتَعَرَّضَهُمْ , فَوَصَلُوهُ , وَسَأَلَ الرُّهْبَانَ وَالْأَحْبَارَ , فَدَعُوهُ إِلَى دِينِهِمْ فَلَمْ يُرِدْهُ، وَقَالَ: لَا أَدْخَلُ فِي هَذَا أَبَدًا، فَقَالَ لَهُ رَاهِبٌ بِالشَّامِ: أَنْتَ تُرِيدُ دِينَ الْحَنِيفِيَّةِ؟، قَالَ أَبُو قَيْسٍ: ذَلِكَ الَّذِي أُرِيدُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: هَذَا وَرَاءَكَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ: أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَدِينُ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ، وَرَجَعَ أَبُو قَيْسٍ إِلَى الْحِجَازِ , فَأَقَامَ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا , فَلَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , فَقَالَ لَهُ أَبُو قَيْسٍ: خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ أَسْأَلُ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ فَقِيلَ: هُوَ وَرَاءَكَ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو: قَدِ اسْتَعْرَضْتَ الشَّامَ وَالْجَزِيرَةَ وَيَهُودَ يَثْرِبَ فَرَأَيْتَ دِينَهَمُ بَاطِلًا، وَإِنَّ الدِّينَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَيُصَلِّي إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , وَلَا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَكَانَ أَبُو قَيْسٍ يَقُولُ: لَيْسَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا أَنَا وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَقَدْ أَسْلَمَتِ الْخَزْرَجُ وَطَوَائِفُ مِنَ الْأَوْسِ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ كُلُّهَا وَظَفَرُ وَحَارِثَةُ وَمُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَوْسِ اللَّهِ وَهُمْ وَائِلٌ وَبَنُو خَطْمَةَ وَوَاقَفٌ وَأُمَيَّةُ بْنُ زَيْدٍ مَعَ أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ. وَكَانَ رَأْسَهَا وَشَاعِرَهَا وَخَطِيبَهَا، وَكَانَ يَقُودُهُمْ فِي الْحَرْبِ، وَكَانَ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شَعْرِهِ، وَكَانَ يَذْكُرُ صِفَةَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَمَا تُخْبِرُهُ بِهِ يَهُودُ، وَإِنَّ مَوْلِدَهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجِرَهُ يَثْرِبُ فَقَالَ بَعْدَ أَنَّ بُعِثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي بَقِيَ وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ شَهِدَهَا وَكَانَ بَيْنَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَوَقْعَةِ بُعَاثٍ خَمْسُ سِنِينَ , وَكَانَ يُعْرَفُ بِيَثْرِبَ يُقَالُ لَهُ: الْحَنِيفُ، فَقَالَ شِعْرًا يَذْكُرُ الدِّينَ: [البحر الوافر] الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 وَلَوْ شَا رَبُّنَا كُنَّا يَهُودَا ... وَمَا دِينُ الْيَهُودِ بِذِي شُكُولِ وَلَوْ شَا رَبُّنَا كُنَّا نَصَارَى ... مَعَ الرُّهْبَانِ فِي جَبَلِ الْجَلِيلِ وَلَكِنَّا خُلِقْنَا إِذْ خُلِقْنَا ... حَنِيفًا دِينُنَا عَنْ كُلِّ جِيلِ نَسُوقُ الْهَدْيَ تَرْسُفُ مُذْعِنَاتٍ ... تُكَشِّفُ عَنْ مَنَاكِبِهَا الْجُلُولِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا قَيْسٍ هَذَا صَاحِبُكَ الَّذِي كُنْتَ تَصِفُ، قَالَ: أَجَلْ قَدْ بُعِثَ بِالْحَقِّ. وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ لَهُ: إِلَى مَا تَدْعُو؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ، وَذَكَرَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ , أَنْظُرُ فِي أَمْرِي , ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكَ، وَكَادَ يُسْلِمُ , فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ , فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ عَرَضَ عَلَيَّ كَلَامًا مَا أَحْسَنَهُ , وَهُوَ الَّذِي كُنَّا نَعْرِفُ وَالَّذِي كَانَتْ أَخْبَارُ يَهُودَ تُخْبِرُنَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: كَرِهْتَ وَاللَّهِ حَرْبَ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو قَيْسٍ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُسْلِمُ سَنَةً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَعُدْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى مَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ , وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ عَلَى رَأْسِ عَشْرَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: لَقَدْ سُمِعَ يُوَحِّدُ عِنْدَ الْمَوْتِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنِ امْرَأَتِهِ كَانَ ابْنُهُ أَحَقَّ بِهَا أَنْ يَنْكِحَهَا إِنْ شَاءَ إِنْ لَمْ تَكُنْ أُمَّهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ. . . النَّاسُ أَصْبَحُوا ثُمَّ دَفَعَ , فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى فَخِذِهِ قَدِ انْكَشَفَ فِيمَا يَخْرِشُ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنِهِ , هَكَذَا قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ , وَهَذَا وَهْلٌ وَغَلَطٌ فِي نَسَبِهِ , إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , وَمَاتَ أَبُوهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ , فَخَلَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ , فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حِجْرِ عُمَرَ , وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَبِيبًا خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ رَبَّةٌ كَبِيرَةٌ , وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ فِي خِلَافَةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ رَجُلًا شَرِيفًا سَخِيًّا مَرِيًّا , وَكَانَ قَدْ شَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ عَائِشَةَ , وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: «لَأَنْ أَكُونَ قَعَدْتُ فِي مَنْزِلِي عَنْ مَسِيرِي إِلَى الْبَصْرَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشَرَةٌ مِنَ الْوَلَدِ كُلُّهُمْ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ» أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيِّ مِنْ آلِ يَرْبُوعٍ , أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ كَانَ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمَ , فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي وِلَايَتِهِ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَ مَنْ يُسَمَّى بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ , فَغَيَّرَ اسْمَهُ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , فَثَبَتَ اسْمُهُ إِلَى الْيَوْمِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , مُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأَبَا بَكْرٍ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَعِكْرِمَةَ , وَخَالِدًا , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَحَنْتَمَةَ وَلَدَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَأُمَّ حُجَيْنٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ , وَسَوْدَةَ , وَرَمْلَةَ , وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَعَيَّاشَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأَبَا سَلَمَةَ هَلَكَ صَغِيرًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَالْحَارِثَ هَلَكَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأَسْمَاءَ وَعَائِشَةَ تَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ الزُّبَيْرِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَالْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَوْفًا , وَزَيْنَبَ , وَرَيْطَةَ وَلَدَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ أُخْتِهَا , وَفَاطِمَةَ , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمْ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ , وَالْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَبَا سَعِيدٍ , وَأُمَّ سَلَمَةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , وَقُرَيْبَةَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ رَسَنٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , وَسَلَمَةَ بْنَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 6 عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَهِشَامًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَزَيْنَبَ ابْنَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيُقَالُ: بَلِ اسْمُهَا مَرْيَمُ وَأُمُّهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمَيَّةُ ابْنَةُ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ مُحَمَّدًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أَمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْغَرَابِيلِ وَالْقِبَابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 صَبِيحَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مَشْنُوءِ بْنِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرٍ مِنْ خُزَاعَةَ فَوَلَدَ صَبِيحَةَ بْنُ الْحَارِثِ الْأَجَشَّ , وَمَعْبَدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ , وَزَبِينَةَ امْرَأَةً , وَأُمَّ عَمْرٍو الْكُبْرَى وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَعْمَرَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ صَخْرِ بْنِ الْمِقْيَاسِ بْنِ حَبْتَرٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَهُوَ أَبُو الْفَضْلِ , وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى وَأُمُّهُمْ أَمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ صَنِينِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ صَالِحٍ , وَأُمَّ جَمِيلٍ , وَأُمَّ عُبَيْدٍ وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ أَبِي التَّوَائِمِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 مِنْ هُذَيْلٍ , وَحَبِيبَةَ بِنْتَ صَبِيحَةَ تَزَوَّجَهَا مَعْبَدُ بْنُ عُرْوَةَ مِنْ بَنِي كَلْبِ بْنِ عَوْفٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ , وَكَانَ أَشْرَفُ وَلَدِ صَبِيحَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْأَقْفَاصِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَبِيحَةَ مُحَمَّدًا وَمُوسَى وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ رَاشِدٍ مِنْ هُذَيْلٍ مِنْ آلِ أَبِي التَّوَائِمِ وَيُقَالُ: هِيَ أُمُّ عَلِيٍّ بِنْتُ هِلَالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ هُذَيْلٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي حُطَيْطٍ , وصَخْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي فَائِدٍ مِنْ خُزَاعَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا صَبِيحَةُ , هَلْ لَكَ فِي الْعُمْرَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قَرِّبْ رَاحِلَتَكَ فَقَرَّبْتُهَا. قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى الْعُمْرَةِ , ثُمَّ حَكَى عَنْهُ صَبِيحَةُ أَشْيَاءَ مِنْ فِعْلِهِ فِي تِلْكَ السَّفْرَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ: إِنَّ الَّذِي سَافَرَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَسَمِعَ مِنْهُ وَحَفِظَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَبِيحَةَ , وَلَعَلَّهُ خَرَجَ هُوَ وَأَبُوهُ صَبِيحَةُ جَمِيعًا مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَحَكَيَا عَنْهُ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ قَبَرُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ , وَصَلُّوا عَلَيْهِ , وَنَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ , وَقَدْ سَمِعَ نِيَارٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمَى بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ حَلِيفُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ أَبِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيُكْنَى عَبْدُ اللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ , وَوُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ ابْنَ خَمْسِ سِنِينَ أَوْ سِتِّ سِنِينَ يَوْمَ قُبِضَ رَسُولِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ , عَنْ مَوْلًى , لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ , فَخَرَجْتُ أَلْعَبُ , فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ اللَّهِ , تَعَالَ أُعْطِكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ؟» . قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ تَمْرًا , فَقَالَ: «أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذِبَةً» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَا أَحْسَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ حَفِظَ هَذَا الْكَلَامَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِصِغَرِهِ , وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ , وَرَوَى عَنْهُمْ , وَعَنْ أَبِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , " أَنَّهُ أَدْرَكَ الْخَلِيفَتَيْنِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ: يَجْلِدَانِ الْعَبْدَ فِي الْفِرْيَةِ أَرْبَعِينَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ: " أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الْخُلَفَاءِ: يَضْرِبُونَ فِي قَذْفِ الْمَمْلُوكِ أَرْبَعِينَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 أَبُو جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُمَا جَمْرُ الْغَضَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 أَبُو سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا , مِنَ الْأَنْصَارِ يُحَدِّثُ مَكْحُولًا عَنْ أَبِي سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ , «أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَوَصَفَ قِرَاءَتَهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: " اشْتَرَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قُدِمَ بِالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِيهَا أَسِيرًا , فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ لَهُ: فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَسْمَعُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ , فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَمَنَّ عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ , [ص: 11] فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَرَوَى أَسْلَمُ أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ رَآهُ آخِذًا بِطَرَفِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ» , وَقَدْ رَوَى أَسْلَمُ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَغَيْرِهِمَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , يَقُولُ: «نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ , وَلَكِنَّا لَا نُنْكِرُ مِنَّةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَسْلَمَ , مَوْلَى عُمَرَ , مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: «حَبَشِيٌّ بِجَاوِيٌّ مِنْ بِجَاوَةَ» قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: وَكَذَلِكَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَسْلَمُ حَبَشِيٌّ بِجَاوِيٌّ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ أَسْلَمَ , مَوْلَى عُمَرَ كَانَ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ , وَتُوُفِّيَ أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 هُنَيٌّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هُنَيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ , لَمْ يَحْمِ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا النَّقِيعَ , وَقَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَمَاهُ فَكَانَ يَحْمِيهِ لِلْخَيْلِ الَّتِي يُغْزَى عَلَيْهَا , وَكَانَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ إِذَا أُخِذَتْ عِجَافًا أَرْسَلَ بِهَا إِلَى الرَّبَذَةِ , وَمَا وَالَاهَا تَرْعَى هُنَاكَ , وَلَا يَحْمِي لَهَا شَيْئًا , وَيَأْمُرُ أَهْلَ الْمِيَاهِ لَا يَمْنَعُونَ مَنْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ [ص: 12] يَشْرَبُ مَعَهُمْ وَيَرْعَى عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكَثُرَ النَّاسُ , وَبَعَثَ الْبُعُوثَ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ وَإِلَى الْعِرَاقِ حَمَى الرَّبَذَةَ , وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَى حِمَى الرَّبَذَةِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 مَالِكٌ الدَّارُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَقَدِ انْتَمَوْا إِلَى جُبْلَانَ مِنْ حِمْيَرَ , وَرَوَى مَالِكٌ الدَّارُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ. رَوَى عَنْهُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ , وَكَانَ مَعْرُوفًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 أَبُو قُرَّةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي قُرَّةَ , مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: «إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَسَمَ قَسْمًا فَقَسَمَ لِي كَمَا قَسَمَ لِسَيِّدِي» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَكَانَ سَيِّدُهُ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُخَرَّبَةَ غَيْرَ الَّذِي أَعْتَقَهُ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 زُبَيْدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرٍ الْقَرِدُ ابْنُ الْحَارِثِ الْوَلَّادَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتِّعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِنْدَةَ وَهُوَ كِنْدِيُّ بْنُ عُفَيْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحَارِثُ الْوَلَّادَةَ لِكَثْرَةِ وَلَدِهِ , وَسُمِّيَ حُجْرٌ الْقَرِدُ , وَالْقَرِدُ: فِي لُغَتِهِمُ النَّدِيُّ الْجَوَّادُ , وَالْحَارِثُ الْوَلَّادَةُ هُوَ أَخُو حُجْرِ بْنِ عَمْرٍو آكِلِ الْمُرَارِ , وَالْمُلُوكُ الْأَرْبَعَةُ مِخْوَسٌ وَمِشْرَحٌ وَجَمْدٌ وَأَبْضَعَةُ بَنُو مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ , وَهُمْ عُمُومَةُ زُبَيْدٍ وَكَثِيرٍ ابْنَيِ الصَّلْتِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ , وَكَانُوا وَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ , فَأَسْلَمُوا , وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ , ثُمَّ ارْتَدُّوا , فَقُتِلُوا يَوْمَ النَّجِيرِ , وَإِنَّمَا سُمُّوا مُلُوكًا؛ لِأَنَّهُ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَادٍ يَمْلِكُهُ بِمَا فِيهِ , وَهَاجَرَ كَثِيرٌ وَزُبَيْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُو الصَّلْتِ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَسَكَنُوهَا وَحَالَفُوا بَنِي جُمَحَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُرَيْشٍ , فَلَمْ يَزَلْ دِيوَانُهُمْ وَدَعْوَتُهُمْ مَعَهُمْ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ بَنِي جُمَحَ , وَأَدْخَلَهُمْ فِي حُلَفَاءِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَدَعَوْتُهُمُ الْيَوْمَ مَعَهُمْ , وَعِيَالُهُمْ هُمْ بَعْدُ فِي بَنِي جُمَحَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ , أَنَّهُ سَمِعَ زُبَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ , يَقُولُ: «لَوْ أَخَذْتُ سَارِقًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتُرَهُ اللَّهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى زُبَيْدُ بْنُ الصَّلْتِ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 وَأَخُوهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وَلِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرٍ الْقَرِدُ ابْنُ الْحَارِثِ الْوَلَّادَةِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , «أَنَّ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ , كَانَ اسْمُهُ قَلِيلًا , فَسَمَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَثِيرًا» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَوُلِدَ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِمْ , وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ وَحَالٌ جَمِيلَةٌ فِي نَفْسِهِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ كَبِيرَةٌ فِي الْمُصَلَّى وَقِبْلَةِ الْمُصَلَّى فِي الْعِيدَيْنِ إِلَيْهَا , وَهِيَ تُشْرِعُ عَلَى بَطْحَاءِ الْوَادِي الَّذِي فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ مِنْ وَلَدِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ , وَكَانَ سَرِيًّا مَرِيًّا فَقِيهًا , وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِلْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ وَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينَةَ , فَلَمَّا وَلِيَ الْمَهْدِيُّ الْخِلَافَةَ عَزَلَ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَوَلَّاهَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 14 وَأَخُوهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الصَّلْتِ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الصَّلْتِ أَخِي كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ شَيْئًا مِنْ فِعْلِهِ قَالَ: وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى حَدِيثًا عَنْ غَيْرِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 14 عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ أُخْتُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ أَبُو الْأَقْلَحِ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " غَيَّرَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْمَ أُمِّ عَاصِمٍ , وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةً , فَقَالَ: «لَا بَلْ أَنْتَ جَمِيلَةٌ» أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ. . . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. . . الْحِيرَةُ , وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَكَانَ يُعَلِّمُ الْكِتَابَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ , فَلَمَّا وَجَدَ حَسَّ السَّيْفِ صُلِّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , وَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ , فَقَتَلَ ابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ , وَكَانَتْ تَدَّعِي الْإِسْلَامَ , وَأَرَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَلَّا يَتْرُكَ سَبْيًا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا قَتَلَهُ , فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ , فَأَعْظَمُوا مَا صَنَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ هَؤُلَاءِ , وَاشْتَدُّوا عَلَيْهِ , وَزَجَرُوهُ عَنِ السَّبْيِ , فَقَالَ: «وَاللَّهِ , لَأَقْتُلَنَّهُمْ وَغَيْرَهُمْ» يُعَرِّضُ بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ , فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَرْفُقُ بِهِ حَتَّى دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفَهُ , فَأَتَاهُ سَعْدٌ , فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَأْسِ صَاحِبِهِ يَتَنَاصَيَانِ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمَا النَّاسُ , فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ وَذَلِكَ فِي الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ الشُّورَى قَبْلَ أَنْ يُبَايَعَ لَهُ حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِرَأْسِهِ ثُمَّ حُجِزَ بَيْنَهُمَا , وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ , فَعَظُمَ ذَلِكَ فِي صُدُورِ النَّاسِ , وَأَشْفَقُوا أَنْ تَكُونَ عُقُوبَةً حِينَ قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ جُفَيْنَةَ وَالْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهُ لَيُنَاصِي عُثْمَانَ , وَإِنَّ عُثْمَانَ لَيَقُولُ: «قَاتَلَكَ اللَّهُ قَتَلْتَ رَجُلًا يُصَلِّي , وَصَبِيَّةً صَغِيرَةً , وَآخَرَ مِنْ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا فِي الْحَقِّ تَرْكُكَ» قَالَ: فَعَجِبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ وَلِيَ كَيْفَ تَرَكَهُ , وَلَكِنْ عَرَفْتُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَلَفَتَهُ عَنْ رَأْيِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ , قَالَ: جَعَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يُنَاصِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حِينَ قَتَلَ الْهُرْمُزَانَ وَابْنَةَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ , وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ وَهُوَ يُنَاصِيهُ: [البحر الطويل] لَا أُسْدَ إِلَّا أَنْتَ تَنْهِتُ وَاحِدًا ... وَغَالَتْ أَسْوَدَ الْأَرْضِ عَنْكَ الْغَوَائِلُ - وَالشِّعْرُ لِكِلَابِ بْنِ عِلَاطٍ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ - فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: [البحر الطويل] تَعْلَمْ أَنِّي لَحْمُ مَا لَا تُسِيغُهُ ... فَكُلْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ مَا كُنْتَ آكِلَا فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُ عُبَيْدَ اللَّهِ , وَيَرْفُقُ بِهِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفَهُ مِنْهُ , وَحُبِسَ فِي السِّجْنِ حَتَّى أَطْلَقَهُ عُثْمَانُ حِينَ وَلِيَ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , قَالَ: مَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَهَيْئَةِ السَّبْعِ الْحَرِبِ يَعْتَرِضُ الْعَجَمَ بِالسَّيْفِ حَتَّى حُبِسَ فِي السِّجْنِ , فَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ عُثْمَانَ إِنْ وَلِيَ سَيَقْتُلُهُ لِمَا كُنْتُ أَرَاهُ صَنَعَ بِهِ كَانَ هُوَ وَسَعْدٌ أَشَدَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ , عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ , قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " مَا ذَنْبُ بِنْتِ أَبِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 لُؤْلُؤَةَ حِينَ قَتَلْتَهَا؟ قَالَ: فَكَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ حِينَ اسْتَشَارَهُ عُثْمَانُ وَرَأْيُ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى قَتْلِهِ , لَكِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَلَّمَ عُثْمَانَ حَتَّى تَرَكَهُ , فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: لَوْ قَدَرْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلِي سُلْطَانٌ لَاقْتَصَصْتُ مِنْهُ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ عِكْرِمَةَ , مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: «كَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ أَنْ يَقْتُلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ دَعَا الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ , فَقَالَ: " أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي قَتْلِ هَذَا الَّذِي فَتَقَ فِي الدِّينِ مَا فَتَقَ , فَأَجْمَعَ رَأْيُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُشَجِّعُونَ عُثْمَانَ عَلَى قَتْلِهِ , وَقَالَ جُلَّ النَّاسِ أَبْعَدَ اللَّهُ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ يُرِيدُونَ يُتْبِعُونَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَبَاهُ , فَكَثُرَ ذَلِكَ الْقَوْلُ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى النَّاسِ , فَأَعْرِضْ عَنْهُ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ كَلَامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ " - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ , - أَنَّ عُثْمَانَ , اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ , فَأَجْمَعُوا عَلَى دِيَتِهِمَا , وَلَا يَقْتُلُ بِهِمَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , وَكَانَا قَدْ أَسْلَمَا , وَفَرَضَ لَهُمَا عُمَرُ , وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا بُويِعَ لَهُ أَرَادَ قَتْلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ فَقُتِلَ بِصِفِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا , مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدُ , فَقِيلَ هُوَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ دَعَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا كَمَا تَرَى فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَدْ حَامَتْ عَلَيْهِ , فَهَلْ لَكَ أَنْ تَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى خِبَائِهِ , فَلَبِسَ سِلَاحَهُ , ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ أَنْ يُقْتَلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى حَالِهِ , فَقَالَ لَهُ مَوْلَى لَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 : فِدَاكَ أَبِي , إِنَّ مُعَاوِيَةَ إِنَّمَا يُقَدِّمُكَ لِلْمَوْتِ إِنْ كَانَ لَكَ الظَّفَرُ فَهُوَ يَلِي , وَإِنْ قُتِلْتَ اسْتَرَاحَ مِنْكَ وَمِنْ ذِكْرِكَ , فَأَطِعْنِي , وَاعْتَلَّ , قَالَ: وَيْحَكَ , قَدْ عَرَفْتُ مَا قُلْتَ , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئٍ: مَا لِي أَرَاكَ مُشَمِّرًا؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَمِيرِي أَنْ أَسِيرَ فِي الشَّهْبَاءِ. قَالَتْ: هُوَ وَاللَّهِ مِثْلُ التَّابُوتِ لَمْ يَحْمِلْهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا قُتِلَ , أَنْتَ تُقْتَلُ وَهُوَ الَّذِي يُرِيدُ مُعَاوِيَةُ. قَالَ: اسْكُتِي , وَاللَّهِ لَأُكْثِرَنَّ الْقَتْلَ فِي قَوْمِكِ الْيَوْمَ , فَقَالَتْ: لَا يُقْتَلُ هَذَا , خَدَعَكَ مُعَاوِيَةُ , وَغَرَّكَ مِنْ نَفْسِكِ , وَثَقُلَ عَلَيْهِ مَكَانُكَ , قَدْ أَبْرَمَ هَذَا الْأَمْرَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَبْلَ الْيَوْمِ فِيكَ , لَوْ كُنْتَ مَعَ عَلِيٍّ أَوْ جَلَسْتَ فِي بَيْتِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ أَخُوكَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: اسْكُتِي , وَهُوَ يَتَبَسَّمُ ضَاحِكًا لَتَرَيِنَّ الْأُسَارَى مِنْ قَوْمِكِ حَوْلَ خِبَائِكَ هَذَا. قَالَتْ: وَاللَّهِ , لَكَأَنِّي رَاكِبَةٌ دَابَّتِي إِلَى قَوْمِي أَطْلُبُ جَسَدَكَ أُوَارِيهُ , إِنَّكَ مَخْدُوعٌ , إِنَّمَا تُمَارِسُ قَوْمًا غُلْبَ الرِّقَابِ فِيهِمُ الْحَرُونُ يَنْظُرُونَهُ نَظَرَ الْقَوْمِ إِلَى الْهَلَاكِ لَوْ أَمَرَهُمْ بِتَرْكِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا ذَاقُوهُ. قَالَ: أَقْصِرِي مِنَ الْعَذْلِ؛ فَلَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا طَاعَةٌ , فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَضَمَّ إِلَيْهِ الشَّهْبَاءَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا , وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فِيهِمْ: ذُو الْكَلَاعِ فِي حِمْيَرَ , فَقَصَدُوا يَؤُمُّونَ عَلِيًّا , فَلَمَّا رَأَتْهُمْ رَبِيعَةُ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَشَرَعُوا الرِّمَاحَ حَتَّى إِذَا غَشُوهُمْ ثَارُوا إِلَيْهِمْ وَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا الْأَسَلُ وَالسُّيُوفُ وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَقُتِلَ ذُو الْكَلَاعِ وَالَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ زِيَادُ بْنُ خَصَفَةَ التَّيْمِيُّ , وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِامْرَأَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ لَوْ أَتَيْتِ قَوْمَكِ فَكَلَّمْتِهِمْ فِي جَسَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَرَكِبَتْ إِلَيْهِمْ وَمَعَهَا مَنْ يُجِيرُهَا , فَأَتَتْهُمْ , فَانْتَسَبَتْ , فَقَالُوا: قَدْ عَرَفْنَاكِ مَرْحَبًا بِكِ , فَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: هَذَا الْجَسَدُ الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ , فَأْذَنُوا لِي فِي حَمْلِهِ , فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , فَوَضَعُوهُ عَلَى بَغْلٍ , وَشَدُّوهُ , وَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى عَسْكَرِ مُعَاوِيَةَ , فَتَلَقَّاهَا مُعَاوِيَةُ بِسَرِيرٍ , فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ , وَحَفَرَ لَهُ , وَصَلَّى عَلَيْهِ , وَدَفَنَهُ , ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ قُتِلَ ابْنُ الْفَارُوقِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 فِي طَاعَةِ خَلِيفَتِكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا , فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ رَحِمَهُ , وَوَفَّقَهُ لِلْخَيْرِ , قَالَ: تَقُولُ بَحْرِيَّةُ وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ وَبَلَغَهَا مَا يَقُولُ مُعَاوِيَةُ , فَقَالَتْ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَجَّلْتَ لَهُ يُتْمَ وَلَدِهِ , وَذَهَابَ نَفْسِهِ , ثُمَّ الْخَوْفُ عَلَيْهِ لِمَا بَعْدُ أَعْظَمُ الْأَمْرِ , فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ كَلَامُهَا , فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَلَا تَرَى مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَعَجَبٌ لَكَ مَا تُرِيدُ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ شَيْئًا؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ قَالُوا فِي خَيْرٍ مِنْكَ وَمِنَّا , فَلَا يَقُولُونَ فِيكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ , إِنْ لَمْ تُغْضِ عَمَّا تَرَى كُنْتَ مِنْ نَفْسِكِ فِي غَمٍّ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا وَاللَّهِ رَأْيِي الَّذِي وَرِثْتُ مِنْ أَبِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: " اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي قَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَتْهُ رَبِيعَةُ , وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ , وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ , عَنْ سَعْدٍ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لَيْلَةً بِصِفِّينَ فِي خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَ عَلِيًّا , وَكَانَ يَوْمُنَا يَوْمًا قَدْ عَظُمَ فِيهِ الشَّرُّ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ , فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ هَمْدَانَ يُدْعَى مَذْكُورًا قَدْ شَدَّ مِقْوَدَ فَرَسِهِ بِرِجْلِ رَجُلٍ مَقْتُولٍ , فَوَقَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الرَّجُلِ , فَسَلَّمَ , ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا؟ فَقَالَ: أَضْلَلْتُ أَصْحَابِي فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ؛ فَأَنَا أَنْتَظِرُ رَجْعَتَهُمْ. قَالَ: مَا هَذَا الْقَتِيلُ؟ قَالَ لَا أَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَيْنَا يَكْشِفْنَا كَشْفًا شَدِيدًا , وَبَيْنَ ذَلِكَ يَقُولُ أَنَا الطَّيِّبُ ابْنُ الطَّيِّبِ , وَإِذَا ضَرَبَ قَالَ: أَنَا ابْنُ الْفَارُوقِ , فَقَتَلَهُ اللَّهُ بِيَدِي , فَنَزَلَ الْحَسَنُ إِلَيْهِ , فَإِذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَإِذَا سِلَاحُهُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ , فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا , فَنَفَّلَهُ عَلِيٌّ سَلَبَهُ وَقَوَّمَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ , قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَوْلَايَ بِصِفِّينَ , فَرَأَيْتُ عَلِيًّا بَعْدَمَا مَضَى رُبُعُ اللَّيْلِ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ , فَأَصْبَحُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَالْتَقَوْا , وَتَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَالْتَقَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَا الطَّيِّبُ ابْنُ الطَّيِّبِ , فَقَالَ لَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَنْتَ الْخَبِيثُ ابْنُ الطَّيِّبُ , فَقَتَلَهُ عَمَّارٌ , وَيُقَالُ: قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَضَارِمَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَطَعَ أُذُنَ عَمَّارٍ يَوْمَئِذٍ، وَالثَّابِتُ عِنْدَنَا أَنَّ أُذُنَ عَمَّارٍ قُطِعَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ، وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ حَمْزَةَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَالْقَاسِمَ , وَحُمَيْدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَهُوَ عَائِذُ اللَّهِ وَأُمُّهُ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي عَزَّةَ الشَّاعِرِ الَّذِي قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ صَبْرًا وَاسْمُ أَبِي عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَجَعْفَرًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَالْحَارِثَ , وَعُثْمَانَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعَلِيًّا , وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَابْنَةً أُخْرَى لِأُمِّ وَلَدِ. قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ ابْنُ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سِنِينَ , وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا , وَقَدْ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَآهُ وَهُوَ طَوِيلُ الشَّعْرِ , وَذَلِكَ فِي ذِي الْحُلَيْفَةِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا عَلَى نَاقَتِي , وَأَنَا فِي ذِي الْحَجَّةِ أُرِيدُ الْحَجَّ , فَأَمَرَنِي أَنْ أُقَصِّرَ مِنْ رَأْسِي , فَفَعَلْتُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ هُوَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَتَاقَةُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ ضَرِيبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقِشْبِ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ. مِنَ الْأَزْدِ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأُمُّ سَعْدِ حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ. . . وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِي الْغَيْثِ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , لَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ فِي الْإِمْرَةِ الْأُولَى اسْتَقْضَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 الْمُطَّلِبِ بِالْمَدِينَةِ , فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: هَذَا أَوَّلُ قَاضٍ رَأَيْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَجْمَعَ أَصْحَابُنَا عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ أَوَّلُ مَنْ قَضَى بِالْمَدِينَةِ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ , وَأَهْلُ بَيْتِهِ يُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , وَقَالَ أَهْلُ بَيْتِهِ: تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَنَحْنُ نَقُولُ: إِنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ مُعَاوِيَةَ دَهْرًا , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ , أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ نَوْفَلٍ , وَسَعِيدَ بْنَ نَوْفَلٍ , وَالْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلٍ , كَانُوا مِنْ قُرَّاءِ قُرَيْشٍ , وَكَانُوا يُبَكِّرُونَ إِلَى الْجُمُعَةِ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى , فَنَامَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ , فَدُحَّ دَحَّةً , فَقِيلَ هَذِهِ السَّاعَةُ الَّتِي تُرِيدُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَإِذَا مِثْلُ غَمَامَةٍ تَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ وَذَلِكَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ , - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ -: فَدُحَّ فِي ظَهْرِهِ دَحَّةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 الْمُغِيرَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ ضَرِيبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقِشْبِ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ [ص: 23] بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ مِنَ الْأَزْدِ , فَوَلَدَ الْمُغِيرَةُ أَبَا سُفْيَانَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَأُمُّهُ آمِنَةُ ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْوَاحِدِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَسِعِيدًا , وَلُوطًا , وَإِسْحَاقَ , وَصَالِحًا , وَرَبِيعَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَوْنًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَامَةَ , وَأُمَّ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُمَا بِنْتُ هَمَّامِ بْنِ مُطَرِّفٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , أَنَّ كَعْبًا , أَخَذَ بِيَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ , فَقَالَ: اشْفَعْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ , وَقَالَ: وَمَا أَنَا , إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَغَمَزَهَا غَمْزًا شَدِيدًا , وَقَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا وَلَهُ شَفَاعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ قَالَ: اذْكُرْ هَذَا بِهَذَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ الْمُؤَذِّنُ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي كَعْبُ الْأَحْبَارِ , فَعَصَرَهَا , ثُمَّ قَالَ: " أَخْتَبِئُ هَذِهِ عِنْدَكَ لِتَذْكُرَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَمَا أَذْكُرُ مَنْهَا؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَبْدَأَنَّ مُحَمَّدٌ بِالشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 سَعِيدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ ضَرِيبَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْقِشْبِ وَاسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ صَعْبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ دُهْمَانَ مِنَ الْأَزْدِ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ نَوْفَلٍ إِسْحَاقَ الْأَكْبَرَ , وَحَنْظَلَةَ , وَالْوَلِيدَ , وَسُلَيْمَانَ , وَالْأَشْعَثَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ وَاسْمُهَا أَمَةُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْوَلِيدِ بِنْتُ أَبِي خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مِنْ بَنِي حَبَشِيَّةَ [ص: 24] مِنْ خُزَاعَةَ , وَإِسْحَاقَ الْأَصْغَرَ , وَيَعْقُوبَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَرُقَيَّةَ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ نَوْفَلٍ فَقِيهًا عَابِدًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأَتَتْ بِهِ أُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُخْتَهَا أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ زَوْجَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا أُمَّ حَبِيبَةَ؟» قَالَتْ: هَذَا ابْنُ عَمِّكِ وَابْنُ أُخْتِي هَذَا ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَابْنُ هِنْدَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ. قَالَ: «فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي فِيهِ , وَدَعَا لَهُ» فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا خَالِدَةُ بِنْتُ مُعَتِّبِ بْنِ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ الْأُرْجُوَانُ , وَالْفَضْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَلَدَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَحْيَى , وَمُحَمَّدًا دَرَجًا وَالْعَالِيَةَ بَنِي مُحَمَّدٍ , وَأُمَّ أَبِيهَا بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَزَيْنَبَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ أَبِي رِفَاعَةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 وَضَرِيبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَخَالِدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَهِنْدًا بِنْتَيْ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّهُ كَانَ عَلَى مَكَّةَ زَمَنَ عُثْمَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ , فَدَعَا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ شَيْخٌ كَبِيرٌ , فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْسًا؛ فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ أَوْ أَشْهَى وَأَمْرَأُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خُطْبَتَهُ بِالْجَابِيَةِ , وَسَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَمِنْ أَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ مَعَ أَبِيهِ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا , وَكَانَ يُلَقَّبُ بَبَّةَ , فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو وَخَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بَيْنَهُمْ , وَتَدَاعَتِ الْقَبَائِلُ وَالْعَشَائِرُ أَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ , فَوَلُّوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ صَلَاتَهُمْ وَفَيْأَهُمْ , وَكَتَبُوا بِذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِنَّا قَدْ رَضِينَا بِهِ , فَأَقَرَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ , وَصَعِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْمِنْبَرَ , فَلَمْ يَزَلْ يُبَايِعُ النَّاسُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى نَعَسَ , فَجَعَلَ يُبَايِعُهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ مَادٌّ يَدَهُ , فَقَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الْيَرْبُوعِيُّ: [البحر الطويل] بَايَعْتُ أَيْقَاظًا وَأَوْفَيْتُ بَيْعَتِي ... وَبَبَّةُ قَدْ بَايَعْتُهُ وَهُوَ نَائِمٌ فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَامِلًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَصْرَةِ [ص: 26] سَنَةً , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَاسْتَعْمَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ , وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ إِلَى عُمَانَ , فَمَاتَ بِهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ خَلَفِ بْنِ صُدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ أَبَا بَكْرٍ , وَعِكْرِمَةَ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ الْمُسَيَّبِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعُثْمَانَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِبْعَانَ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْنِ بْنِ فَهْمٍ. وُلِدَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَكَانَ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَؤُمَّ النِّسَاءَ , وَقَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ , كَانَ يَؤُمُّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ عُمَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , أَمَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ أَنْ يَقُومَ , لِلنِّسَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ , أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ , وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ , كَانَا يَقُومَانِ فِي مَقَامِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُصَلِّيَانِ بِالرِّجَالِ , وَأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ كَانَ يَقُومُ بِالنِّسَاءِ [ص: 27] فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ , فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ جَمَعَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , وَكَانَ يَأْمُرُ النِّسَاءَ , فَيُحْبَسْنَ حَتَّى يَمْضِيَ الرِّجَالُ , ثُمَّ يُرْسَلْنَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ فَوَلَدَ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ جَمِيلٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعُثْمَانَ , وَهَارُونَ , وَعِيسَى , وَمُوسَى , وَيَحْيَى , وَصَالِحًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وُلِدَ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ , وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ , يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 وَأَخُوهُ الْمُنْكَدِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ الْمُنْكَدِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا سَعْدَةُ ابْنَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ الْفَقِيهَ , وَعُمَرَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمَّ يَحْيَى لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. قَالَ: وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عَائِشَةَ , فَقَالَتْ: «لَكَ وَلَدٌ؟» قَالَ: لَا , فَقَالَتْ: «لَوْ كَانَ عِنْدِي عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ لَوَهَبْتُهَا لَكَ» قَالَ: فَمَا أَمْسَتْ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهَا مُعَاوِيَةُ بِمَالٍ , فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ مَا ابْتُلِيتُ وَبَعَثَتْ إِلَى الْمُنْكَدِرِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ , فَاشْتَرَى مِنْهَا جَارِيَةً فَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ مُحَمَّدٍ وَعُمَرَ وَأَبِي بَكْرٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ ابْنَةُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْحَارِثَ , وَأَمَةَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ مُطَرِّفِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ. وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الْغَفَّارِ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ حَكِيمٍ , وَحَنْتَمَةَ وَأُمُّهُمْ حَنْتَمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , وَمُحَمَّدًا , وَعُمَرَ , وَسَعْدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمَّ فَرْوَةَ , وَقَرِيبَةَ , وَأُبَيَّةَ , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ مِنْ كِنْدَةَ , وَعَيَّاشَ بْنَ الْحَارِثِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُمَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ دَاوُدَ , وَأُمَّ الْحَارِثِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانٍ الْحَارِثِيِّ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ , وَأَمَةَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ أَيُّوبَ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ , اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى الْبَصْرَةِ , وَكَانَ رَجُلًا سَهَّاكًا , فَمَرَّ بِمِكْيَالٍ بِالْبَصْرَةِ , فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَقُبَاعٌ صَالِحٌ , فَلَقَّبُوهُ الْقُبَاعَ , وَكَانَ خَطِيبًا عَفِيفًا , وَكَانَ فِيهِ سَوَادٌ؛ لِأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ حَبَشِيَّةً نَصْرَانِيَّةً , فَمَاتَتْ , فَشَهِدَهَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَشَهِدَهَا مَعَهُ النَّاسُ , فَكَانُوا نَاحِيَةً , وَجَاءَ أَهْلُ دِينِهِمْ , فَوَلُّوهَا , وَشَهِدَهَا مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ , وَكَانُوا عَلَى حِدَةٍ , وَفِيهِ يَقُولُ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: [البحر الوافر] أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبَا بُكَيْرٍ ... أَرِحْنَا مِنْ قُبَاعِ بَنِي الْمُغِيرَةْ حَمِدْنَاهُ وَلُمْنَاهُ , فَأَعْيَا ... عَلَيْنَا مَا يُمِرُّ لَنَا مَرِيرُهْ سِوَى أَنَّ الْفَتَى نُكَحٌ أَكُولٌ ... وَسَهَّاكٌ مَخَاطِبَهُ كَثِيرُهْ كَأَنَّا حِينَ جِئْنَاهُ أَطَفْنَا ... بِضِبْعَانَ تَوَرَّطَ فِي حَظِيرَةْ قَالَ فَعَزَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَلَيْهَا سَنَةً , وَاسْتَعْمَلَ مَكَانَهُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ , فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ , ثُمَّ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 29 سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ ابْنَةُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ عُثْمَانَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَمُحَمَّدًا , وَعَمْرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَالْحَكَمَ دَرَجَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ ابْنَةُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ , وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ , وَأَيُّوبَ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا الْعَالِيَةُ ابْنَةُ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمَجْمَعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ , وَأَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ , وَخَالِدًا , وَالزُّبَيْرَ دَرَجَا وَأُمُّهُمْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَعُثْمَانَ الْأَصْغَرَ ابْنَ سَعِيدٍ , وَدَاوُدَ , وَسُلَيْمَانَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَآمِنَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرِو ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُمُّهَا رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَسُلَيْمَانَ الْأَصْغَرَ ابْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ , وَسَعِيدَ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ مِنْ كَلْبٍ , وَعَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُتْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُتْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ , وَجَرِيرَ بْنَ سَعِيدٍ , وَأُمَّ سَعِيدٍ ابْنَةَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَرَمْلَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ بِنْتَ سَعِيدٍ , وَأُمَيْمَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُنَّ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَشْكُرَ مِنْ بَجِيلَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 وَهِيَ أُخْتُ أَبِي أَرَاكَةَ. . . وَهِيَ الرُّوَاعُ ابْنَةُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَحَفْصَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ , وَعَائِشَةَ الْكُبْرَى , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ يَحْيَى , وَفَاخِتَةَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ الْكُبْرَى , وَأُمَّ حَبِيبٍ الصُّغْرَى , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَسَارَةَ , وَأُمَّ دَاوُدَ , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ , وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ , وَحَمِيدَةَ وَهُنَّ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَعَائِشَةَ الصُّغْرَى ابْنَةَ سَعِيدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبِ ابْنَةُ بَحِيرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ. قَالَ وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِهَا , وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ الْعَاصَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا , وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: مَا لِي أَرَاكَ مُعْرِضًا كَأَنَّكَ تَرَى أَنِّي قَتَلْتُ أَبَاكَ , مَا أَنَا قَتَلْتُهُ وَلَكِنَّهُ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَلَوْ قَتَلْتُهُ مَا اعْتَذَرْتُ مِنْ قَتْلِ مُشْرِكٍ , وَلَكِنِّي قَتَلْتُ خَالِي بِيَدِي الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ قَتَلْتَهُ كُنْتَ عَلَى حَقٍّ , وَكَانَ عَلَى بَاطِلٍ. فَسَرَّ ذَلِكَ عُمَرَ مِنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , أَتَى عُمَرَ يَسْتَزِيدُهُ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالْبَلَاطِ , وَخَطَّطَ أَعْمَامَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ عُمَرُ صَلِّ مَعِي الْغَدَاةَ وَغَبِّشْ , ثُمَّ أَذْكِرْنِي حَاجَتَكَ. قَالَ فَفَعَلْتُ حَتَّى إِذَا هُوَ انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , حَاجَتِي الَّتِي أَمَرْتَنِي أَنْ أَذْكُرَهَا لَكَ. قَالَ: فَوَثَبَ مَعِي , ثُمَّ قَالَ: امْضِ نَحْوَ دَارِكَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْهَا فَزَادَنِي , وَخَطَّ لِي بِرِجْلِهِ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , زِدْنِي؛ فَإِنَّهُ نَبَتَتْ لِي نَابِتَةٌ مِنْ وَلَدٍ وَأَهْلٍ , فَقَالَ: حَسْبُكَ , وَاخْتَبِئْ عِنْدَكَ أَنْ سَيَلِيَ الْأَمْرَ بَعْدِي مَنْ يَصِلُ رَحِمَكَ وَيَقْضِي حَاجَتَكَ. قَالَ: فَمَكَثْتُ خِلَافَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ وَأَخَذَهَا عَنْ شُورَى وَرِضًى , فَوَصَلَنِي , وَأَحْسَنَ , وَقَضَى حَاجَتِي , وَأَشْرَكَنِي فِي أَمَانَتِهِ " قَالُوا: وَلَمْ يَزَلْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 فِي نَاحِيَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِلْقَرَابَةِ فَلَمَّا عَزَلَ عُثْمَانُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ عَنِ الْكُوفَةِ دَعَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهَا , فَلَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ قَدِمَهَا شَابًّا مُتْرَفًا لَيْسَتْ لَهُ سَابِقَةٌ , فَقَالَ: لَا أَصْعَدُ الْمِنْبَرَ حَتَّى يُطَهَّرَ , فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ , ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَخَطَبَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ قَصَّرَ بِهِمْ فِيهِ , وَنَسَبَهُمْ إِلَى الشِّقَاقِ وَالْخِلَافِ , فَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا السَّوَادُ بُسْتَانٌ لِأُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَشَكَوْهُ إِلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ: كُلَّمَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَمِيرِهِ جَفْوَةً أَرَادَنَا أَنْ نَعْزِلَهُ , وَقَدِمَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ الْمَدِينَةَ وَافِدًا عَلَى عُثْمَانَ , فَبَعَثَ إِلَى وُجُوهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِصِلَاتٍ وَكُسًى , وَبَعَثَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيْضًا , فَقَبِلَ مَا بَعَثَ إِلَيْهِ , وَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَيُفَوِّقُونِي تُرَاثَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَفَوُّقًا , وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَهُمْ لَأَنْفُضَنَّهُمْ مِنْ ذَلِكَ نَفْضَ الْقَصَّابِ التُّرَابَ الْوَذِمَةَ , ثُمَّ انْصَرَفَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَأَضَرَّ بِأَهْلِهَا إِضْرَارًا شَدِيدًا , وَعَمِلَ عَلَيْهَا خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا أَشْهُرًا , وَقَالَ مَرَّةً بِالْكُوفَةِ: مَنْ رَأَى الْهِلَالَ مِنْكُمْ , وَذَلِكَ فِي فِطْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا رَأَيْنَاهُ , فَقَالَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا رَأَيْتُهُ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: بِعَيْنِكَ هَذِهِ الْعَوْرَاءِ رَأَيْتَهُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ هَاشِمٌ: تُعَيِّرُنِي بِعَيْنِي , وَإِنَّمَا فُقِئَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَتْ عَيْنُهُ أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ , ثُمَّ أَصْبَحَ هَاشِمٌ فِي دَارِهِ مُفْطِرًا وَغَدَّى النَّاسَ عِنْدَهُ , فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ , وَحَرَّقَ دَارَهُ , فَخَرَجَتْ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ , وَنَافِعُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ , فَذَكَرَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مَا صَنَعَ سَعِيدٌ بِهَاشِمٍ , فَأَتَى سَعْدٌ عُثْمَانَ , فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ عُثْمَانُ: سَعِيدٌ لَكُمْ بِهَاشِمٍ اضْرِبُوهُ بِضَرْبِهِ , وَدَارُ سَعِيدٍ لَكُمْ بِدَارِ هَاشِمٍ فَأَحْرِقُوهَا كَمَا حَرَّقَ دَارَهَ , فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَسْعَى حَتَّى أَشْعَلَ النَّارَ فِي دَارِ سَعِيدٍ بِالْمَدِينَةِ , فَبَلَغَ الْخَبَرُ عَائِشَةَ , فَأَرْسَلَتْ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ تَطْلُبُ إِلَيْهِ وَتَسْأَلُهُ أَنْ يَكُفَّ , فَفَعَلَ وَرَحَلَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ الْأَشْتَرُ مَالِكُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 بْنُ الْحَارِثِ , وَيَزِيدُ بْنُ مُكَفَّفٍ , وَثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ , وَكُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ , وَزَيْدٌ وَصَعْصَعَةُ ابْنَا صُوحَانَ العَبْدِيَّانِ , وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْوَرُ , وَجُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ وَأَبُو زَيْنَبَ الْأَزْدِيَّانِ وَأَصْغَرُ بْنُ قَيْسٍ الْحَارِثِيُّ يَسْأَلُونَهُ عَزْلَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْهُمْ , وَرَحَلَ سَعِيدٌ وَافِدًا عَلَى عُثْمَانَ , فَوَافَقَهُمْ عِنْدَهُ , فَأَبَى عُثْمَانُ أَنْ يَعْزِلَهُ عَنْهُمْ وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى عَمَلِهِ , فَخَرَجَ الْأَشْتَرُ مِنْ لَيْلَتِهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَسَارَ عَشْرَ لَيَالٍ إِلَى الْكُوفَةِ , فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَقَالَ: هَذَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ قَدْ أَتَاكُمْ يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا السَّوَادَ بُسْتَانٌ لِأُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ. وَالسَّوَادُ مَسَاقِطُ رُؤُسِكُمْ , وَمَرَاكِزُ رِمَاحِكُمْ , وَفَيْؤُكُمْ وَفَيْءُ آبَائِكُمْ , فَمَنْ كَانَ يَرَى لِلَّهِ عَلَيْهِ حَقًّا فَلْيَنْهَضْ إِلَى الْجَرَعَةِ , فَخَرَجَ النَّاسُ , فَعَسْكَرُوا بِالْجَرَعَةِ وَهِيَ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْحِيرَةِ , وَأَقْبَلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ حَتَّى نَزَلَ الْعُذَيْبَ , فَدَعَا الْأَشْتَرُ يَزِيدَ بْنَ قَيْسٍ الْأَرْحَبِيَّ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ كِنَانَةَ الْعَبْدِيَّ وَكَانَا مِحْرَبَيْنِ , فَعَقَدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى خَمْسِمِائَةِ فَارِسٍ , وَقَالَ لَهُمَا: سِيرَا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَأَزْعِجَاهُ وَأَلْحِقَاهُ بِصَاحِبِهِ , فَإِنْ أَبَى فَاضْرِبَا عُنُقَهُ , وَأْتِيَانِي بِرَأْسِهِ , فَأَتَيَاهُ , فَقَالَا لَهُ: ارْحَلْ إِلَى صَاحِبِكَ , فَقَالَ: إِبِلِي أَنْضَاءُ أَعْلِفُهَا أَيَّامًا , وَنَقْدَمُ الْمِصْرَ , فَنَشْتَرِي حَوَائِجَنَا , وَنَتَزَوَّدُ , ثُمَّ أَرْتَحِلُ , فَقَالَا: لَا وَاللَّهِ وَلَا سَاعَةَ , لَتَرْتَحِلَنَّ أَوْ لَنَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ , فَلَمَّا رَأَى الْجِدَّ مِنْهُمَا ارْتَحَلَ لَاحِقًا بِعُثْمَانَ , وَأَتَيَا الْأَشْتَرَ , فَأَخْبَرَاهُ , وَانْصَرَفَ الْأَشْتَرُ مِنْ مُعَسْكَرِهِ إِلَى الْكُوفَةِ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ , مَا غَضِبْتُ إِلَّا لِلَّهِ وَلَكُمْ , وَقَدْ أَلْحَقْنَا هَذَا الرَّجُلَ بِصَاحِبِهِ , وَقَدْ وَلَّيْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ صَلَاتَكُمْ وَثَغْرَكُمْ وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ عَلَى فَيْئِكُمْ , ثُمَّ نَزَلَ , وَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى , اصْعَدْ , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ , وَلَكِنْ هَلُمُّوا فَبَايِعُوا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ , وَجَدِّدُوا لَهُ الْبَيْعَةَ فِي أَعْنَاقِكُمْ , فَأَجَابَهُ النَّاسُ إِلَى ذَلِكَ , فَقَبِلَ وِلَايَتَهُمْ , وَجَدَّدَ الْبَيْعَةَ لِعُثْمَانَ فِي رِقَابِهِمْ , وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ بِمَا صَنَعَ , فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عُثْمَانَ وَسَرَّهُ , فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ الْوَعْلِ التَّغْلِبِيُّ شَاعِرُ أَهْلِ الْكُوفَةِ: [البحر الطويل] الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 تَصَدَّقْ عَلَيْنَا ابْنَ عَفَّانَ , وَاحْتَسِبْ ... وَأَمِّرْ عَلَيْنَا الْأَشْعَرِيَّ لَيَالِيَا فَقَالَ عُثْمَانُ: نَعَمْ وَشُهُورًا وَسِنِينَ إِنْ بَقِيتُ , وَكَانَ الَّذِي صَنَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَوَّلَ وَهْنٍ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ حِينَ اجْتُرِئَ عَلَيْهِ , وَلَمْ يَزَلْ أَبُو مُوسَى وَالِيًا لِعُثْمَانَ عَلَى الْكُوفَةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ , وَلَمْ يَزَلْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ حِينَ رَجَعَ عَنِ الْكُوفَةِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى وَثَبَ النَّاسُ بِعُثْمَانَ , فَحَصَرُوهُ , فَلَمْ يَزَلْ سَعِيدٌ مَعَهُ فِي الدَّارِ يَلْزَمُهُ فِيمَنْ يَلْزَمُهُ لَمْ يُفَارِقْهُ وَيُقَاتِلُ دُونَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَاعِدَةَ , قَالَ: جَاءَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِلَى مَتَى تُمْسِكَ بِأَيْدِينَا؟ قَدْ أَكَلَنَا أَكْلًا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْهُمْ مَنْ قَدْ رَمَانَا بِالنَّبْلِ , وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ رَمَانَا بِالْحِجَارَةِ , وَمِنْهُمْ شَاهِرٌ سَيْفَهُ , فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ , فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنِّي وَاللَّهِ , مَا أُرِيدُ قِتَالَهُمْ , وَلَوْ أَرَدْتُ قِتَالَهُمْ لَرَجَوْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ مِنْهُمْ وَلَكِنِّي أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ , وَأَكِلُ مِنَ أَلَّبَهُمْ عَلَيَّ إِلَى اللَّهِ؛ فَإِنَّا سَنَجْتَمِعُ عِنْدَ رَبِّنَا , فَأَمَّا قِتَالٌ فَوَاللَّهِ مَا آمُرُكَ بِقِتَالٍ , فَقَالَ سَعِيدٌ: وَاللَّهِ , لَا أَسْأَلُ عَنْكَ أَحَدًا أَبَدًا فَخَرَجَ , فَقَاتَلَ حَتَّى أُمَّ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ , فَضَرَبَهُ رَجُلٌ يَوْمَئِذٍ ضَرْبَةً مَأْمُومَةً , فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ الرَّعْدَ , فَيُغْشَى عَلَيْهِ. قَالُوا: فَلَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ , وَالزُّبَيْرُ , وَعَائِشَةُ مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُونَ الْبَصْرَةَ خَرَجَ مَعَهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ , وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ , فَلَمَّا نَزَلُوا مَرَّ الظَّهْرَانِ - وَيُقَالُ: ذَاتُ عِرْقٍ - قَامَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ عُثْمَانَ عَاشَ فِي الدُّنْيَا حَمِيدًا , وَخَرَجَ مِنْهَا فَقِيدًا , وَتُوُفِّيَ سَعِيدًا شَهِيدًا , فَضَاعَفَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ , وَحَطَّ سَيِّئَاتِهِ , وَرَفَعَ دَرَجَاتِهِ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا , وَقَدْ زَعَمْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ , أَنَّكُمْ إِنَّمَا تَخْرُجُونَ تَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ , فَإِنْ كُنْتُمْ ذَلِكَ تُرِيدُونَ فَإِنَّ قَتَلَةَ عُثْمَانَ عَلَى صُدُورِ هَذِهِ الْمَطِيِّ وَأَعْجَازِهَا , فَمِيلُوا عَلَيْهِمْ بِأَسْيَافِكُمْ وَإِلَّا فَانْصَرِفُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ , وَلَا تَقْتُلُوا فِي رَضَى الْمَخْلُوقِينَ أَنْفُسَكُمْ , وَلَا يُغْنِي النَّاسُ عَنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْئًا , فَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: لَا بَلْ نَضْرِبُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ , فَمَنْ قُتِلَ كَانَ الظَّفْرُ فِيهِ وَيَبْقَى الْبَاقِي فَنَطْلُبُهُ وَهُوَ وَاهِنٌ ضَعِيفٌ , وَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَقَالَ: إِنَّ الرَّأْيَ مَا رَأَى سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , مَنْ كَانَ مِنْ هَوَازِنَ فَأَحَبَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي فَلْيَفْعَلْ , فَتَبِعَهُ مِنْهُمْ أُنَاسٌ , وَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ الطَّائِفَ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَضَى الْجَمَلُ وَصِفِّينُ , وَرَجَعَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بِمَنِ اتَّبَعَهُ حَتَّى نَزَلَ مَكَّةَ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَضَى الْجَمَلُ وَصِفِّينُ , وَمَضَى طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ وَمَعَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ , وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَشَهِدُوا وَقْعَةَ الْجَمَلِ , فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ الْخِلَافَةَ وَلَّى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَوَلَّاهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَوَلَّاهَا مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ , ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا , وَوَلَّاهَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , فَمَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي وِلَايَتِهِ تِلْكَ سَنَةَ خَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ , فَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ , وَهِيَ آمِنَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ خُمْلِ بْنِ شِقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ , وَأُمُّهَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 فَوَلَدَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَنِسْوَةً: عَبْدَ الْمَلِكِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَمُعَاوِيَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ زَبَّانَ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَبِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا قُطَيَّةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَأَبَانَ بْنَ مَرْوَانَ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ اللَّهِ دَرَجَ , وَأَيُّوبَ , وَعُثْمَانَ , وَدَاوُدَ , وَرَمْلَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبَانَ بِنْتِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعَمْرَو بْنَ مَرْوَانَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ أُمُّ وَلَدٍ. قَالُوا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ , فَلَمْ يَزَلْ مَعَ أَبِيهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ أَبُوهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , فَلَمْ يَزَلْ مَرْوَانُ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ , وَأَمَرَ لَهُ عُثْمَانُ بِأَمْوَالٍ , وَكَانَ يَتَأَوَّلُ فِي ذَلِكَ صِلَةَ قَرَابَتِهِ , وَكَانَ النَّاسُ يَنْقِمُونَ عَلَى عُثْمَانَ تَقْرِيبَهُ مَرْوَانَ , وَطَاعَتَهُ لَهُ , وَيَرَوْنَ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّا يُنْسَبُ إِلَى عُثْمَانَ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ عَنْ رَأْيِ مَرْوَانَ دُونَ عُثْمَانَ , فَكَانَ النَّاسُ قَدْ شَنِفُوا لِعُثْمَانَ لَمَّا كَانَ يَصْنَعُ بِمَرْوَانَ وَيُقَرِّبُهُ , وَكَانَ مَرْوَانُ يَحْمِلُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ وَعَلَى النَّاسِ , وَيُبَلِّغُهُ مَا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ , وَيُهَدِّدُونَهُ بِهِ , وَيُرِيهُ أَنَّهُ يَتَقَرَّبُ بِذَلِكَ إِلَيْهِ , وَكَانَ عُثْمَانُ رَجُلًا كَرِيمًا حَيِيًّا سَلِيمًا , فَكَانَ يُصَدِّقُهُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ , وَيَرُدُّ عَلَيْهِ بَعْضًا , وَيُنَازِعُ مَرْوَانُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ , فَيَرُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ , وَيَزْبُرُهُ , فَلَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ كَانَ مَرْوَانُ يُقَاتِلُ دُونَهُ أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَأَرَادَتْ عَائِشَةُ الْحَجَّ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ , فَأَتَاهَا مَرْوَانُ , وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعَيْصِ , فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 لَوْ أَقَمْتِ؛ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا تَرَيْنَ مَحْصُورٌ وَمُقَامُكِ مِمَّا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ , فَقَالَتْ: «قَدْ حَلَبْتُ ظَهْرِي , وَعَرَّيْتُ غَرَائِرِي , وَلَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى الْمُقَامِ» فَأَعَادُوا عَلَيْهَا الْكَلَامَ , فَأَعَادَتْ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُمْ , فَقَامَ مَرْوَانُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر المتقارب] وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ الْبِلَادَ ... حَتَّى إِذَا اسْتَعَرَتْ أَجْذَمَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّهَا الْمُتَمَثِّلُ عَلَيَّ بِالْأَشْعَارِ , وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّكَ وَصَاحِبُكَ هَذَا الَّذِي يَعْنِيكَ أَمَرُهُ فِي رِجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا رَحَا , وَأَنَّكُمَا فِي الْبَحْرِ , وَخَرَجَتْ إِلَى مَكَّةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يُقَاتِلُ يَوْمَ الدَّارِ أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَلَقَدْ ضُرِبَ يَوْمَئِذٍ كَعْبُهُ مَا يُظَنُّ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْهَيْثَمِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي حَفْصَةَ , مَوْلَى مَرْوَانَ قَالَ: خَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَئِذٍ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ شِيَيْمِ بْنِ الْبَيَّاعِ اللَّيْثِيُّ , فَضَرَبَهُ عَلَى قَفَاهُ بِالسَّيْفِ فَخَرَّ لِوَجْهِهِ , فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ بِسِكِّينٍ مَعَهُ لِيَقْطَعَ رَأْسَهُ , فَقَامَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ وَهِيَ فَاطِمَةُ الثَّقَفِيَّةُ وَهِيَ جَدَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَرَبِيِّ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ , فَقَالَتْ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ قَتَلْتَهُ فَمَا تَصْنَعُ بِلَحْمِهِ أَنْ تُبَضِّعَهُ فَاسْتَحْيَا عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ مِنْهَا فَتَرَكَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ , حَضَرَ ابْنَ الْبَيَّاعِ يَوْمَئِذٍ يُبَارِزُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى قِبَائِهِ قَدْ أَدْخَلَ طَرَفَيْهِ فِي مِنْطَقَتِهِ , وَتَحْتَ الْقَبَاءِ الدِّرْعُ , فَضَرَبَ مَرْوَانَ عَلَى قَفَاهُ ضَرْبَةً فَقَطَعَ عَلَابِيَّ رَقَبَتِهِ , وَوَقَعَ لِوَجْهِهِ , فَأَرَادُوا أَنْ يُذَفِّفُوا عَلَيْهِ , فَقِيلَ تُبَضِّعُونَ اللَّحْمَ. فَتُرِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ , قَالَ: قَالَ لِي أَبِي بَعْدَ الدَّارِ وَهُوَ يَذْكُرُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ: عِبَادَ اللَّهِ , وَاللَّهِ لَقَدْ ضَرَبْتُ كَعْبَهُ فَمَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ مَاتَ , وَلَكِنَّ الْمَرْأَةَ أَحْفَظَتْنِي قَالَتْ: مَا تَصْنَعْ بِلَحْمِهِ أَنْ تُبَضِّعَهُ , فَأَخَذَنِي الْحِفَاظُ فَتَرَكْتُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ ابْنُ أَسْمَاءٍ , عَنْ نَافِعٍ , قَالَ: ضُرِبَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ ضَرْبَةً جَدَّتْ أُذُنَيْهِ , فَجَاءَ رَجُلٌ , وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَجْهَزَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ , تُمَثِّلُ بِجَسِدِ مَيِّتٍ , فَتَرَكَهُ. قَالُوا: فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَسَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ خَرَجَ مَعَهُمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , فَقَاتَلَ يَوْمَئِذٍ أَيْضًا قِتَالًا شَدِيدًا , فَلَمَّا رَأَى انْكِشَافَ النَّاسِ نَظَرَ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَاقِفًا , فَقَالَ: وَاللَّهِ , إِنْ دَمُ عُثْمَانَ إِلَّا عِنْدَ هَذَا؛ هُوَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَيْهِ , وَمَا أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ , فَفَوَّقَ لَهُ بِسَهْمٍ , فَرَمَاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ , وَقَاتَلَ مَرْوَانُ أَيْضًا حَتَّى ارْتُثَّ , فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ عَنَزَةَ , فَدَاوَوْهُ , وَقَامُوا عَلَيْهِ , فَمَا زَالَ آلُ مَرْوَانَ يَشْكُرُونَ ذَلِكَ لَهُمْ , وَانْهَزَمَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ , وَتَوَارَى مَرْوَانُ حَتَّى أُخِذَ لَهُ الْأَمَانُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَأَمَّنَهُ , فَقَالَ مَرْوَانُ: مَا تُقِرَّنِي نَفْسِي حَتَّى آتِيَهُ , فَأُبَايِعَهُ , فَأَتَاهُ , فَبَايَعَهُ , ثُمَّ انْصَرَفَ مَرْوَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْخِلَافَةَ , فَوَلَّى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَوَلَّى سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَأَعَادَ مَرْوَانَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , وَأَعَادَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ , فَعَزَلَهُ وَوَلَّى الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَةُ وَمَرْوَانُ يَوْمَئِذٍ مَعْزُولٌ عَنِ الْمَدِينَةِ , ثُمَّ وَلَّى يَزِيدُ بَعْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ الْمَدِينَةَ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ أَخْرِجُوا عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَبَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَأَجْلَوْهُمْ عَنْهَا إِلَى الشَّامِ , وَفِيهِمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَأَخَذُوا عَلَيْهِمُ الْأَيْمَانَ أَلَّا يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ , وَإِنْ [ص: 39] قَدَرُوا أَنْ يَرُدُّوا هَذَا الْجَيْشَ الَّذِي قَدْ وُجِّهَ إِلَيْهِمْ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ أَنْ يَفْعَلُوا , فَلَمَّا اسْتَقْبَلُوا مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ سَلَّمُوا عَلَيْهِ , وَجَعَلَ يُسَائِلُهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا , فَجَعَلَ مَرْوَانُ يُخْبِرُهُ وَيُحَرِّضُهُ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: مَا تَرَوْنَ؟ تَمْضُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ تَرْجِعُونَ مَعِي؟ فَقَالُوا: بَلْ نَمْضِيَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ مَرْوَانُ مِنْ بَيْنَهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَرْجِعُ مَعَكَ , فَرَجَعَ مَعَهُ مُؤَازِرًا لَهُ , مُعِينًا لَهُ عَلَى أَمَرِهِ حَتَّى ظُفِرَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَقُتِلُوا , وَانْتُهِبَتِ الْمَدِينَةُ ثَلَاثًا , وَكَتَبَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِذَلِكَ إِلَى يَزِيدَ , وَكَتَبَ يَشْكُرُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ , وَيُذْكَرُ مَعُونَتَهُ إِيَّاهُ , وَمُنَاصَحَتَهُ , وَقِيَامَهُ مَعَهُ , وَقَدِمَ مَرْوَانُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الشَّامَ , فَشَكَرَ ذَلِكَ لَهُ يَزِيدُ , وَقَرَّبَهُ , وَأَدْنَاهُ , فَلَمْ يَزَلْ مَرْوَانُ بِالشَّامِ حَتَّى مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , وَقَدْ كَانَ عَقَدَ لِابْنِهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بِالْعَهْدِ بَعْدَهُ , فَبَايَعَ لَهُ النَّاسُ , وَأَتَتْهُ بَيْعَةُ الْآفَاقِ إِلَّا مَا كَانَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَهْلِ مَكَّةَ فَوَلِيَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ , وَيُقَالُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , وَلَمْ يَزَلْ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ كَانَ مَرِيضًا , فَكَانَ يَأْمُرُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِدِمَشْقَ , فَلَمَّا ثَقُلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ قِيلَ لَهُ: لَوْ عَهِدْتَ إِلَى رَجُلٍ عَهْدًا , وَاسْتَخْلَفْتَ خَلِيفَةً , فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا نَفَعَتْنِي حَيًّا فَأَتَقَلَّدُهَا مَيِّتًا , وَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَقَدِ اسْتَكْثَرَ مِنْهُ آلُ أَبِي سُفْيَانَ , لَا تَذْهَبُ بَنُو أُمَيَّةَ بِحَلَاوَتِهَا , وَأَتَقَلَّدُ مَرَارَتَهَا , وَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ أَبَدًا وَلَكِنْ إِذَا مُتُّ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ حَتَّى يَخْتَارُ النَّاسُ لِأَنْفُسِهِمْ , وَيَقُومُ بِالْخِلَافَةِ قَائِمٌ , فَلَمَّا مَاتَ صَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ , وَقَامَ بِأَمْرِ النَّاسِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ , فَلَمَّا دُفِنَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ قَامَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَلَى قَبْرِهِ , فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ دَفَنْتُمْ؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ , فَقَالَ: هَذَا أَبُو لَيْلَى , فَقَالَ: أَزْنَمُ الْفَزَارِيُّ: [البحر البسيط] إِنِّي أَرَى فِتَنًا تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... فَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بِالشَّامِ , فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَالَفَ أُمَرَاءَ الْأَجْنَادِ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ [ص: 40] الزُّبَيْرِ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ بِحِمْصَ , وَزُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ بِقِنَّسْرِينَ , ثُمَّ دَعَا الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بِدِمَشْقَ النَّاسَ سِرًّا , ثُمَّ دَعَا النَّاسُ إِلَى بَيْعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَانِيَةً , فَأَجَابَهُ النَّاسُ إِلَى ذَلِكَ , وَبَايَعُوهُ لَهُ , وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَكَتَبَ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ بِعَهْدِهِ عَلَى الشَّامِ , فَكَتَبَ الضَّحَّاكُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ مِمَّنْ دَعَا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَتَوْهُ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مَرْوَانُ خَرَجَ يُرِيدُ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ لِيُبَايِعَ لَهُ , وَيَأْخُذَ مِنْهُ أَمَانًا لِبَنِي أُمَيَّةَ , وَخَرَجَ مَعَهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَلَمَّا كَانُوا بِأَذْرِعَاتٍ وَهِيَ مَدِينَةُ الْبَثَنِيَّةِ لَقِيَهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مُقْبِلًا مِنَ الْعِرَاقِ , فَقَالَ لِمَرْوَانَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ , أَرَضِيتَ لِنَفْسِكَ بِهَذَا؟ تُبَايِعُ لِأَبِي خُبَيْبٍ وَأَنْتَ سَيِّدُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَاللَّهِ , لَأَنْتَ أَوْلَى بِهَا مِنْهُ , فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: فَمَا الرَّأْيُ؟ قَالَ: أَنْ تَرْجِعَ , وَتَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ , وَأَنَا أَكْفِيكَ قُرَيْشًا وَمَوَالِيَهَا , وَلَا يُخَالِفُكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: صَدَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ؛ إِنَّكَ لَجَذْمُ قُرَيْشٍ وَشَيْخُهَا وَسَيِّدُهَا , وَمَا يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَّا إِلَى هَذَا الْغُلَامِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَتَزَوَّجْ أُمَّهُ , فَيَكُونَ فِي حِجْرِكَ , وَادْعُ إِلَى نَفْسِكَ؛ فَأَنَا أَكْفِيكَ الْيَمَانِيَةَ , فَإِنَّهُمْ لَا يُخَالِفُونَنِي، وَكَانَ مُطَاعًا عِنْدَهُمْ، عَلَى أَنْ تُبَايِعَ لِي مِنْ بَعْدِكَ. قَالَ: نَعَمْ , فَرَجَعَ مَرْوَانُ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ وَمَنْ مَعَهُمَا , وَقَدِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ دِمَشْقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَصَلَّى , ثُمَّ خَرَجَ , فَنَزَلَ بَابَ الْفَرَادِيسِ , فَكَانَ يَرْكَبُ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ كُلَّ يَوْمٍ؛ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ , فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: يَا أَبَا أُنَيْسٍ , الْعَجَبُ لَكَ وَأَنْتَ شَيْخُ قُرَيْشٍ تَدْعُو لِابْنِ الزُّبَيْرِ وَتَدَعْ نَفْسَكَ وَأَنْتَ أَرْضَى عِنْدَ النَّاسِ مِنْهُ , فَادْعُ إِلَى نَفْسِكَ , فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: أَخَذْتَ بَيْعَتَنَا وَعُهُودَنَا لِرَجُلٍ , ثُمَّ تَدْعُو إِلَى خَلْعِهِ عَنْ غَيْرِ حَدَثٍ أَحْدَثَهُ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَادَ إِلَى الدُّعَاءِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَغَيَّرَ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ وَمَكَرَ بِهِ: مَنْ أَرَادَ مَا تُرِيدُ لَمْ يَنْزِلِ الْمَدَائِنَ وَالْحُصُونَ , يُبَرَّزُ وَيُجْمَعُ إِلَيْهِ الْخَيْلُ , فَاخْرُجْ عَنْ دِمَشْقَ , وَاضْمُمْ إِلَيْكَ الْأَجْنَادَ , فَخَرَجَ [ص: 41] الضَّحَّاكُ , فَنَزَلَ الْمَرْجَ , وَبَقِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِدِمَشْقَ , وَمَرْوَانُ , وَبَنُو أُمَيَّةَ بِتَدْمُرَ , وَخَالِدٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِالْجَابِيَةِ عِنْدَ خَالِهِمَا حَسَّانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَحْدَلٍ , فَكَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مَرْوَانَ أَنِ ادْعُ النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِكَ , وَاكْتُبْ إِلَى حَسَّانَ بْنِ مَالِكٍ فَلْيَأْتِكَ؛ فِإِنَّهُ لَنْ يَرُدَّكَ عَنْ بَيْعَتِكَ , ثُمَّ سِرْ إِلَى الضَّحَّاكِ , فَقَدْ أَصْحَرَ لَكَ , فَدَعَا مَرْوَانُ بَنِي أُمَيَّةَ وَمَوَالِيَهُمْ , فَبَايَعُوهُ , وَتَزَوَّجَ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ , وَكَتَبَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَحْدَلٍ يَدْعُوهُ أَنْ يُبَايِعَ لَهُ وَيَقْدَمَ عَلَيْهِ , فَأَبَى , فَأُسْقِطَ فِي يَدَيْ مَرْوَانَ , فَأَرْسَلَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ أَنِ اخْرُجْ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَكَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ وَبَنُو أُمَيَّةَ جَمِيعًا مَعَهُ وَهُوَ بِالْجَابِيَةِ وَالنَّاسُ بِهَا مُخْتَلِفُونَ , فَدَعَاهُ إِلَى الْبَيْعَةِ , فَقَالَ حَسَّانُ: وَاللَّهِ , لَئِنْ بَايَعْتُمْ مَرْوَانَ لَيَحْسِدَنَّكُمْ عَلَاقَةُ سَوْطٍ , وَشِرَاكُ نَعْلٍ , وَظِلُّ شَجَرَةٍ؛ إِنَّ مَرْوَانَ وَآلَ مَرْوَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ قَيْسٍ يُرِيدُ أَنَّ مَرْوَانَ أَبُو عَشَرَةٍ وَأَخُو عَشَرَةٍ , فَإِنْ بَايَعْتُمْ لَهُ كُنْتُمْ عَبِيدًا لَهُمْ؛ فَأَطِيعُونِي , وَبَايِعُوا خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ , فَقَالَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ: بَايَعُوا الْكَبِيرَ , وَاسْتَشِبُّوا الصَّغِيرَ , فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ مَالِكٍ لِخَالِدٍ: يَا ابْنَ أُخْتِي , هَوَايَ فِيكَ وَقَدْ أَبَاكَ النَّاسُ لِلْحَدَاثَةِ , وَمَرْوَانُ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْكَ , وَمِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ: بَلْ عَجَزْتَ. قَالَ: كَلَّا , فَبَايَعَ حَسَّانُ وَأَهْلُ الْأَرْدُنِّ لِمَرْوَانَ عَلَى أَنْ لَا يُبَايِعَ مَرْوَانُ لِأَحَدٍ إِلَّا لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ , وَلِخَالدٍ إِمْرَةُ حِمْصَ , وَلِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ إِمْرَةُ دِمَشْقَ , فَكَانَتْ بَيْعَةُ مَرْوَانَ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَبَايَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَهْلَ دِمَشْقَ , وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى مَرْوَانَ , فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُتَمَّمَ لِي خِلَافَةً لَا يَمْنَعَنِيهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ , فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ مَالِكٍ: صَدَقْتَ , وَسَارَ مَرْوَانُ مِنَ الْجَابِيَةِ فِي سِتَّةِ آلَافٍ حَتَّى نَزَلَ مَرْجَ رَاهِطٍ , ثُمَّ لَحِقَ بِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَجْنَادِ سَبْعَةُ آلَافٍ , فَكَانَ فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفًا أَكْثَرُهُمْ رَجَّالَةٌ , وَلَمْ يَكُنْ فِي عَسْكَرِ مَرْوَانَ غَيْرُ ثَمَانِينَ عَتِيقًا , أَرْبَعُونَ مِنْهُمْ لَعَبَّادِ [ص: 42] بْنِ زِيَادٍ , وَأَرْبَعُونَ لِسَائِرِ النَّاسِ , وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ , وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ , وَكَتَبَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ , فَتَوَافَوا عِنْدَهُ بِالْمَرْجِ , فَكَانَ فِي ثَلَاثِينَ أَلْفًا , وَأَقَامُوا عِشْرِينَ يَوْمًا يَلْتَقُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ , فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى قُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ , وَقُتِلَ مَعَهُ مِنْ قَيْسٍ بَشَرٌ كَثِيرٌ , فَلَمَّا قُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ وَانْهَزَمَ النَّاسُ رَجَعَ مَرْوَانُ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى دِمَشْقَ , وَبَعَثَ عُمَّالَهُ عَلَى الْأَجْنَادِ , وَبَايَعَ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ جَمِيعًا , وَكَانَ مَرْوَانُ قَدْ أَطْمَعَ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ , ثُمَّ بَدَا لَهُ فَعَقَدَ لِابْنَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنَيْ مَرْوَانَ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَهُ , فَأَرَادَ أَنْ يَضَعَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ وَيُقَصِّرَ بِهِ وَيُزَهِّدَ النَّاسَ فِيهِ , وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا , فَذَهَبَ لِيَجْلِسَ مَجْلِسَهُ الَّذِي كَانَ يُجْلِسُهُ , فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: وزبرة، تَنَحَّ يَا ابْنَ رَطْبَةَ الْأَسْتَ , وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ لَكَ عَقْلًا , فَانْصَرَفَ خَالِدٌ وَقْتَئِذٍ مُغْضَبًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ , فَقَالَ: فَضَحْتِنِي , وَقَصَّرْتِ بِي , وَنَكَسْتِ بِرَأْسِي , وَوضَعْتِ أَمْرِي. قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ. قَالَ: تَزَوَّجْتِ هَذَا الرَّجُلَ فَصَنَعَ بِي كَذَا وَكَذَا , ثُمَّ أَخْبَرَهَا بِمَا قَالَ , فَقَالَتْ لَهُ: لَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ , وَلَا يَعْلَمُ مَرْوَانُ أَنَّكَ أَعْلَمْتَنِي بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ , وَادْخُلْ عَلَيَّ كَمَا كُنْتَ تَدْخُلُ وَاطْوِ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى تَرَى عَاقِبَتَهُ؛ فَإِنِّي سَأَكْفِيكَهُ , وَأَنْتَصِرُ لَكَ مِنْهُ فَسَكَتَ خَالِدٌ , وَخَرَجَ إِلَى مَنْزِلِهِ , وَأَقْبَلَ مَرْوَانُ , فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ امْرَأَتُهُ , فَقَالَ لَهَا: مَا قَالَ لَكَ خَالِدٌ مَا قُلْتُ لَهُ الْيَوْمَ , وَمَا حَدَّثَكَ بِهِ عَنِّي؟ فَقَالَتْ: مَا حَدَّثَنِي بِشَيْءٍ , وَلَا قَالَ لِي , فَقَالَ: أَلَمْ يَشْكُنِي إِلَيْكِ , وَيَذْكُرْ تَقْصِيرِي بِهِ , وَمَا كَلَّمْتُهُ بِهِ , فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَنْتَ أَجَلُّ فِي عَيْنِ خَالِدٍ , وَهُوَ أَشَدُّ لَكَ تَعْظِيمًا مِنْ أَنْ يَحْكِيَ عَنْكَ شَيْئًا أَوْ يَجِدَ مِنْ شَيْءٍ تَقُولُهُ , وَإِنَّمَا أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ لَهُ , فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ , وَظَنَّ أَنَّ الْأَمْرَ عَلَى مَا حَكَتْ لَهُ , وَأَنَّهَا قَدْ صَدَقَتْ , وَمَكَثَ حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ وَحَانَتِ الْقَائِلَةُ , فَنَامَ عِنْدَهَا , فَوَثَبَتْ هِيَ وَجَوَارِيهَا , فَغَلَّقْنَ الْأَبْوَابَ عَلَى مَرْوَانَ , ثُمَّ عَمَدَتْ [ص: 43] إِلَى وِسَادَةٍ , فَوَضَعَتْهَا عَلَى وَجْهِهِ , فَلَمْ تَزَلْ هِيَ وَجَوَارِيهَا يُغَمِّمْنَهُ حَتَّى مَاتَ , ثُمَّ قَامَتْ , فَشَقَّتْ عَلَيْهِ جَيْبَهَا , وَأَمَرَتْ جَوَارِيَهَا وَخَدَمَهَا , فَشَقَقْنَ , وَصِحْنَ عَلَيْهِ , وَقُلْنَ: مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَجْأَةً , وَذَلِكَ فِي هِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ مَرْوَانُ يَوْمَئِذِ ابْنَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً , وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَلَى الشَّامِ وَمِصْرَ , لَمْ يَعْدُ ذَلِكَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ , وَيُقَالُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , وَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَهُ يَوْمًا وَنَظَرَ إِلَيْهِ: لَيَحْمِلَنَّ رَايَةَ ضَلَالَةٍ بَعْدَمَا يَشِيبُ صُدْغَاهُ , وَلَهُ إِمْرَةٌ كَلَحْسَةِ الْكَلْبِ أَنْفَهُ. وَبَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ بَعْدَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَكَانَتِ الشَّامُ وَمِصْرُ فِي يَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ كَمَا كَانَتَا فِي يَدِ أَبِيهِ , وَكَانَ الْعِرَاقُ وَالْحِجَازُ فِي يَدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ بَيْنَهُمَا سَبْعَ سِنِينَ , ثُمَّ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَاسْتَقَامَ الْأَمْرُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بَعْدَهُ , وَكَانَ مَرْوَانُ قَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً لِصِلَةِ رَحِمٍ فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ فِيهَا. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عُثْمَانَ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَبُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ , وَرَوَى مَرْوَانُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ , وَكَانَ مَرْوَانُ فِي وِلَايَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ يَجْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ يَسْتَشِيرُهُمْ وَيَعْمَلُ بِمَا يُجْمِعُونَ لَهُ عَلَيْهِ , وَجَمَعَ الصِّيعَانَ , فَعَايَرَ بَيْنَهَا حَتَّى أَخَذَ أَعْدَلَهَا , فَأَمَرَ أَنْ يُكَالَ بِهِ فَقِيلَ: صَاعُ مَرْوَانَ , وَلَيْسَتْ بِصَاعِ مَرْوَانَ , إِنَّمَا هِيَ صَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَكِنْ مَرْوَانَ عَايَرَ بَيْنَهَا حَتَّى قَامَ الْكَيْلُ عَلَى أَعْدَلِهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُ دَجَاجَةُ بِنْتُ أَسْمَاءِ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ حِزَامِ بْنِ سَمَّالِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَسِتَّ نِسْوَةٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ دَرَجَ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ , وَعَبْدَ اللَّهِ مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَزَيْنَبَ وَأُمُّهُمْ كَيِّسَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ وَأُمُّهَا بِنْتُ أَرْطَأَةَ بْنِ عَبْدِ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَعَبْدَ الْحَكِيمِ , وَعَبْدَ الْحَمِيدِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَعَبْدَ الْمَجِيدِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ وَهُوَ أَبُو السَّنَابِلِ , وَعَبْدَ السَّلَامِ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَهُوَ أَبُو النَّضْرِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ , وَعَبْدَ الْجَبَّارِ , وَأَمَةَ الْحَمِيدِ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا الْحَنْفَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ الْوَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ , وَأَمَةَ الْغَفَّارِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ مَكْلَبَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ السَّمِينِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ مِنْ رَبِيعَةَ , وَعَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَمَةَ الْوَاحِدِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَقِيلٍ. قَالُوا: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ , فَلَمَّا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 كَانَ عَامُ عُمْرَةِ الْقَضَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَكَّةَ مُعْتَمِرًا حَمَلَ إِلَيْهِ ابْنُ عَامِرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِ سِنِينَ فَحَنَّكَهُ فَتَلَمَّظَ وَتَثَاءَبَ , فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ فِي فِيهِ , وَقَالَ: «هَذَا ابْنُ السُّلَمِيَّةِ؟» . قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «هَذَا ابْنُنَا , وَهُوَ أَشْبَهُكُمْ بِنَا , وَهُوَ مُسْقًى» , فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ شَرِيفًا , وَكَانَ سَخِيًّا كَرِيمًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ. وُلِدَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً , قَالُوا: لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْخِلَافَةَ أَقَرَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى الْبَصْرَةِ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا أَوْصَى بِهِ عُمَرُ فِي الْأَشْعَرِيِّ أَنْ يُقِرَّ أَرْبَعَ سِنِينَ , ثُمَّ عَزَلَهُ عُثْمَانُ وَوَلَّى الْبَصْرَةَ ابْنَ خَالِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى: إِنِّي لَمْ أَعْزِلْكَ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ , وَإِنِّي لَأَحْفَظُ قَيْدَ اسْتِعْمَالِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِيَّاكَ , وَإِنِّي لَأَعْرِفُ فَضْلَكَ , وَإِنَّكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَصِلَ قَرَابَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ , وَقَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ يُعْطِيَكَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , فَقَالَ أَبُو مُوسَى: وَاللَّهِ , لَقَدْ عَزَلَنِي عُثْمَانُ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَمَا عِنْدِي دِينَارٌ , وَلَا دِرْهَمٌ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيَّ أُعْطِيَةُ عِيَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ , وَمَا كُنْتُ لِأُفَارِقُ الْبَصْرَةَ وَعِنْدِي مِنْ مَالِهِمْ دِينَارٌ , وَلَا دِرْهَمٌ , وَلَمْ يَأْخُذْ مِنِ ابْنِ عَامِرٍ شَيْئًا , فَأَتَاهُ ابْنُ عَامِرٍ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى , مَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ أَعْرَفُ بِفَضْلِكَ مِنِّي. أَنْتَ أَمِيرُ الْبَلَدِ إِنْ أَقَمْتَ , وَالْمَوْصُولُ إِنْ رَحَلْتَ. قَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ يَا ابْنَ أَخِي خَيْرًا , ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَكَانَ ابْنُ عَامِرٍ رَجُلًا سَخِيًّا , شُجَاعًا , وَصُولًا لِقَوْمِهِ وَلِقَرَابَتِهِ , مُحَبَّبًا فِيهِمْ , رَحِيمًا , رُبَّمَا غَزَا فَيَقَعُ الْحِمْلُ فِي الْعَسْكَرِ فَيَنْزِلُ فَيُصْلِحُهُ , فَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ إِلَى سِجِسْتَانَ , فَافْتَتَحَهَا صُلْحًا عَلَى أَنْ لَا يَقْتُلَ بِهَا ابْنَ عِرْسٍ , وَلَا قُنْفُذَ , وَذَلِكَ لِمَكَانِ الْأَفْعَى بِهَا؛ إِنَّهُمَا يَأْكُلَانِهَا , ثُمَّ مَضَى إِلَى أَرْضِ الدَّوَّارِ فَافْتَتَحَهَا , ثُمَّ كَانَ ابْنُ عَامِرٍ يَغْزُو أَرْضَ الْبَارِزِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 وَقِلَاعِ فَارِسٍ , وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَيْضَاءِ مِنْ إِصْطَخْرَ غَلَبُوا عَلَيْهَا , فَسَارَ إِلَيْهَا ابْنُ عَامِرٍ فَافْتَتَحَهَا ثَانِيَةً , وَافْتَتَحَ جُورَ , وَالْكَارِيَانَ , وَالْفِنْسِجَانَ وَهُمَا مِنْ دَارَابْجِرْدَ , ثُمَّ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى خُرَاسَانَ , فَقِيلَ لَهُ بِهَا يَزْدَجِرْدُ بْنُ شَهْرَيَارَ بْنِ كِسْرَى وَمَعَهُ أَسَاوِرَةُ فَارِسٍ , وَقَدْ كَانُوا تَحَمَّلُوا بِخَزَائِنَ إِلَى كِسْرَى حَيْثُ هُزِمَ أَهْلُ نَهَاوَنْدَ , فَكُتِبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ أَنْ سِرْ إِلَيْهَا إِنْ أَرَدْتَ. قَالَ: فَتَجَهَّزَ , وَقَطَعَ الْبُعُوثَ , ثُمَّ سَارَ , وَاسْتَخْلَفَ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ عَلَى الْبَصْرَةِ عَلَى صَلَاتِهَا , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْخَرَاجِ رَاشِدًا الْجَدِيدِيَّ مِنَ الْأَزْدِ , ثُمَّ سَارَ عَلَى طَرِيقِ إِصْطَخْرَ , ثُمَّ أَخَذَ فِيمَا بَيْنَ خُرَاسَانَ وَكَرْمَانَ حَتَّى خَرَجَ عَلَى الطَّبَسَيْنِ , فَفَتَحَهُمَا وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ قَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ أَسْمَاءِ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ وَمَعَهُ فِتْيَانُ مِنْ فِتْيَانِ الْعَرَبِ , ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ مَرْوٍ فَوَجَّهَ إِلَيْهَا حَاتِمَ بْنَ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيَّ , وَنَافِعَ بْنَ خَالِدٍ الطَّاحِيَّ فَافْتَتَحَاهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى نِصْفِ الْمَدِينَةِ , وَافْتَتَحَا رُسْتَاقَهَا عَنْوَةً , وَفَتَحَا الْمَدِينَةَ صُلْحًا , وَقَدْ كَانَ يَزْدَجِرْدُ قُتِلَ قَبْلَ ذَلِكَ. خَرَجَ يَتَصَيَّدُ , فَمَرَّ بِنَقَّارِ رَحَا فَضَرَبَهُ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهُ النَّقَّارُ بِفَأْسٍ , فَنَثَرَ دِمَاغَهُ , ثُمَّ سَارَ ابْنُ عَامِرٍ نَحْوَ مَرْوِ الرُّوذِ فُوجَّهَ إِلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَوَّارِ بْنِ هَمَّامٍ الْعَبْدِيَّ فَافْتَتَحَهَا , وَوَجَّهَ يَزِيدَ الْجُرَشِيَّ إِلَى زَامَ وَبَاخَرْزَ وَجُوَيْنَ فَافْتَتَحَهَا جَمِيعًا عَنْوَةً , وَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَازِمٍ إِلَى سَرَخْسَ فَصَالَحَهُ مَرْزُبَانُهُمْ , وَفَتَحَ ابْنُ عَامِرٍ أَبْرَشَهْرَ عَنْوَةً , وَطُوسَ , وَطَخَارِسْتَانَ , ونَيْسَابُورَ , وَبُوشَنْجَ , وَبَاذَغِيسَ , وَأَبْيُورْدَ , وَبَلْخَ , وَالطَّالقَانَ , وَالْفَارِيَابَ , ثُمَّ بَعَثَ صَبِرَةَ بْنَ شِيمَانَ الْأَزْدِيَّ إِلَى هَرَاةَ , فَافْتَتَحَ رَسَاتِيقَهَا , وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْمَدِينَةِ , ثُمَّ بَعَثَ عِمْرَانَ بْنَ الْفَيْصَلِ الْبُرْجُمِيَّ إِلَى آمُلَ فَافْتَتَحَهَا. قَالَ: ثُمَّ خَلَفَ ابْنُ عَامِرٍ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى خُرَاسَانَ , فَنَزَلَ مَرْوَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ , ثُمَّ أَحْرَمَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْحَجِّ مِنْ خُرَاسَانَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ يَتَوَعَّدُهُ وَيُضَعِّفُهُ , وَيَقُولُ: تَعَرَّضْتَ لِلْبَلَاءِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ لَهُ: صِلْ قَوْمَكَ مِنْ قُرَيْشٍ , فَفَعَلَ , وَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 وَكِسْوَةٍ , فَلَمَّا جَاءَتْهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ , إِنَّا نَرَى تُرَاثَ مُحَمَّدٍ يَأْكُلُهُ غَيْرُنَا , فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ , فَقَالَ لِابْنِ عَامِرٍ: قَبَّحَ اللَّهُ رَأْيَكَ , أَتُرْسِلُ إِلَى عَلِيٍّ بِثَلَاثَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُغْرِقَ , وَلَمْ أَدْرِ مَا رَأْيُكَ. قَالَ: فَأَغْرِقْ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , وَمَا يَتْبَعُهَا. قَالَ: فَرَاحَ عَلِيٌّ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَانْتَهَى إِلَى حَلْقَتِهِ , وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ صِلَاتَ ابْنِ عَامِرٍ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَقَالَ عَلِيٌّ: هُوَ سَيِّدُ فَتَيَانِ قُرَيْشٍ غَيْرُ مُدَافَعٍ. قَالَ: وَتَكَلَّمَتِ الْأَنْصَارُ , فَقَالُوا: أَبَتِ الطُّلَقَاءُ إِلَّا عَدَاوَةً , فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ , فَدَعَا ابْنَ عَامِرٍ , فَقَالَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قِ عِرْضَكَ , وَدَارِ الْأَنْصَارَ؛ فَأَلْسِنَتُهُمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ. قَالَ: فَأَفْشَى فِيهِمُ الصِّلَاتِ وَالْكُسْى , فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: انْصَرِفْ إِلَى عَمَلِكَ. قَالَ: فَانْصَرَفَ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: قَالَ ابْنُ عَامِرٍ , وَفَعَلَ ابْنُ عَامِرٍ , فَقَالَ ابْنُ عَامِرٍ: إِذَا طَابَتِ الْكِسْبَةُ زَكَتِ النَّفَقَةُ , فَلَمْ تَحْتَمِلْهُ الْبَصْرَةُ , فَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْغَزْوِ , فَأَذِنَ لَهُ , فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ سَمُرَةَ أَنْ تَقَدَّمْ , فَتَقَدَّمَ , فَافْتَتَحَ بُسْتَ , وَمَا يَلِيهَا , ثُمَّ مَضَى إِلَى كَابُلَ وَزَابُلِسْتَانَ , فَافْتَتَحَهُمَا جَمِيعًا , وَبَعَثَ بِالْغَنَائِمِ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ. قَالُوا: وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ عَامِرٍ يَنْتَقِصُ شَيْئًا شَيْئًا مِنْ خُرَاسَانَ حَتَّى افْتَتَحَ هَرَاةَ , وَبُوشَنْجَ , وَسَرَخْسَ , وَأَبْرَشَهْرَ , وَالطَّالَقَانَ , وَالْفَارِيَابَ , وَبَلْخَ , فَهَذِهِ خُرَاسَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ ابْنِ عَامِرٍ , وَعُثْمَانَ , وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى الْبَصْرَةِ وَهُوَ سَيَّرَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسِ الْعَنْبَرِيَّ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الشَّامِ بِأَمْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ اتَّخَذَ السُّوقَ لِلنَّاسِ بِالْبَصْرَةِ اشْتَرَى دُورًا , فَهَدَمَهَا , وَجَعَلَهَا سُوقًا , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ لَبِسَ الْخَزَّ بِالْبَصْرَةِ , لَبِسَ جُبَّةً دَكْنَاءَ , فَقَالَ النَّاسُ: لَبِسَ الْأَمِيرُ جِلْدَ دُبٍّ , ثُمَّ لَبِسَ جُبَّةً حَمْرَاءَ , فَقَالُوا: لَبِسَ الْأَمِيرُ قَمِيصًا أَحْمَرَ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْحِيَاضَ بِعَرَفَةِ , وَأَجْرَى إِلَيْهَا الْعَيْنَ , وَسَقَى النَّاسَ الْمَاءَ , فَذَلِكَ جَارٍ إِلَى الْيَوْمِ , فَلَمَّا اسْتَعْتَبَ عُثْمَانُ مِنْ عُمَّالِهِ كَانَ فِيمَا شَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ يُقِرَّ ابْنَ عَامِرٍ بِالْبَصْرَةِ لِتَحَبُّبِهِ إِلَيْهِمْ وَصَلْتِهِ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا نَشَبَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ دَعَا ابْنُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 عَامِرٍ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَعَقَدَ لَهُ جَيْشًا إِلَى عُثْمَانَ , فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِأَدْانِي بِلَادِ الْحِجَازِ خَرَجَتْ خَارِجَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَلَقُوا رَجُلًا , فَقَالُوا: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ نَعْثَلُ , وَهَذِهِ خُصْلَةٌ مِنْ شَعْرِهِ , فَحَمَلَ عَلَيْهِ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ مَعَ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَقَتَلَهُ , فَكَانَ أَوَّلَ مَقْتُولٍ قُتِلَ فِي دَمِ عُثْمَانَ , ثُمَّ رَجَعَ مُجَاشِعٌ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُ عَامِرٍ حَمَلَ مَا فِي بَيْتِ الْمَالِ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيَّ , ثُمَّ شَخَصَ إِلَى مَكَّةَ , فَوَافَى بِهَا طَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ وَهُمْ يُرِيدُونَ الشَّامَ , فَقَالَ: لَا بَلِ ائْتُوا الْبَصْرَةَ؛ فَإِنَّ لِي بِهَا صَنَائِعَ وَهِيَ أَرْضُ الْأَمْوَالِ , وَبِهَا عَدَدُ الرِّجَالِ , وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ مَا خَرَجْتُ مِنْهَا حَتَّى أَضْرِبَ بَعْضَ النَّاسِ بِبَعْضٍ , فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: هَلَّا فَعَلْتَ , أَشْفَقْتَ عَلَى مَنَاكِبِ تَمِيمٍ , ثُمَّ أَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْمَسِيرِ إِلَى الْبَصْرَةِ , ثُمَّ أَقْبَلَ بِهِمْ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْجَمَلِ مَا كَانَ , وَهُزِمَ النَّاسُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ إِلَى الزُّبَيْرِ , فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَقَالَ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ , فَلَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا. فَقَالَ الزُّبَيْرُ: خَلِّ بَيْنَ الْغَارَيْنِ يَضْطَرِبَانِ؛ فَإِنَّ مَعَ الْخَوْفِ الشَّدِيدِ الْمَطَامِعَ , فَلَحِقَ ابْنُ عَامِرٍ بِالشَّامِ حَتَّى نَزَلَ دِمَشْقَ , وَقَدْ قُتِلَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْجَمَلِ , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , فَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ أَبُو الْعَنْبَسِ الْغُدَانِيُّ فِي خُرُوجِ ابْنِ عَامِرٍ إِلَى دِمَشْقَ: [البحر الطويل] أَتَانِي مِنَ الْأَنْبَاءِ أَنَّ ابْنَ عَامِرٍ ... أَنَاخَ وَأَلْقَى فِي دِمَشْقَ الْمَرَاسِيَا يُطِيفُ بِحَمَّامَيْ دِمَشْقَ وَقَصْرِهِ ... بِعَيْشِكَ إِنْ لَمْ يَأْتِكِ الْقَوْمُ رَاضِيَا رَأَى يَوْمَ إِنْقَاءِ الْفَرَاضِ وَقِيعَةً ... وَكَانَ إِلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ دَاعِيَا كَأَنَّ الشَّرِيجِيَّاتَ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ ... بَوَارِقُ غَيْثٍ رَاحَ أَوْ طَفَّ دَانِيَا فَنَدَّ نَدِيدًا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... وَكَانَ عِرَاقِيًّا فَأَصْبَحَ شَامِيَا وَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ عَامِرٍ عَنِ الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَيْهَا عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيَّ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ , وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ , وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ فِي صِفِّينَ , وَلَكِنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا بَايَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَلَّى بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاَةَ الْبَصْرَةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَامِرٍ: إِنَّ لِي بِهَا وَدَائِعَ عِنْدَ قَوْمٍ , فَإِنْ لَمْ تُوَلِّنِي الْبَصْرَةَ ذَهَبَتْ , فَوَلَّاهُ الْبَصْرَةَ ثَلَاثَ سِنِينَ , وَمَاتَ ابْنُ عَامِرٍ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ بِسَنَةٍ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , بِمَنْ نُفَاخِرُ وَبِمَنْ نُبَاهِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْأَكْبَرُ ابْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْمُخْتَارَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَحَمِيدَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا مَيْمُونَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ فَهْمٍ , وَابْنَةً لِعُبَيْدِ اللَّهِ أُخْرَى أُمُّهَا مِنْ فَهْمٍ , وَقَدْ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَمَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَمَّارٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ قَسِّيٍّ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَرَجُلًا آخَرَ وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَعَبْدَ الْحَمِيدِ وَلِيَ الْكُوفَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَأُمَّ جَمِيلٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , وَأُسَيْدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا , وَإِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمْ سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ حُمَيْدٍ , وَحَفْصَةَ , وَأُمَّ زَيْدٍ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى. قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ , وَسَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ أَوْ نَافِعٍ - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: كُنْتُ أَنَا وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْبَحْرِ وَنَحْنُ حُرُمٌ يُغَيِّبُ رَأْسِي وَأُغَيِّبُ رَأْسَهُ , وَعُمَرُ يَنْظُرُ بِالسَّاحِلِ " أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَظَرَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ يَا مُحَمَّدُ , وَفَعَلَ وَفَعَلَ. سَمِعَهُ يَسُبُّهُ , فَقَالَ: ادْنُ يَا ابْنَ زَيْدٍ , أَلَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ - أَوْ قَالَ مُحَمَّدًا - يُسَبُّ بِكَ وَاللَّهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتُ حَيًّا , فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ حَنَّطَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَفَّنَهُ , وَحَمَلَهُ , ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَصَلَّى , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَلَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ أَيَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [ص: 51] بْنِ الْعَوَّامِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَالِيًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَلَى مَكَّةَ فَوَفَدَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَمَكَثَ سَبْعًا , ثُمَّ خَرَجَ عَلَى فَرَسٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ مُشَمِّرًا , عَلَى يَدِهِ بَازِيٌّ , فَقُلْتُ: مَا عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَكَلَّمْتُهُ , فَأَنْكَرْتُ عَقْلَهُ , ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَكَّةَ , فَكَانَ آثَرَ النَّاسِ عِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ , فَعَزَلَهُ عَنْ مَكَّةَ وَوَلَّاهَا الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ الدُّجِيجِ مِنْ غَسَّانَ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ زَيْدًا , وَسَعِيدًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَمْرَو بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ , وَيُقَالُ بَلْ أُمُّهُ أُمُّ ثَابِتٍ , وَيُقَالُ أُمُّ أُنَاسٍ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ مِنْ آلِ يَرْبُوعٍ قَالَ: «دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْعَدَوِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ اسْمُهُ مُوسَى , فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , فَثَبَتَ اسْمُهُ إِلَى الْيَوْمِ , وَذَلِكَ حِينَ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَ مَنْ تَسَمَّى بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " دُعِيَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَهُوَ يَسْتَجْمِرُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 لِلْجُمُعَةِ , فَذَهَبَ إِلَيْهِ , وَذَهَبْنَا مَعَهُ , فَأَمَرَنِي , فَغَسَلْتُهُ وَابْنُ عُمَرَ يَصُبُّ الْمَاءَ وَغَسَلَ رَجُلٌ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَوَجْهَهُ , وَجَعَلَ الْمَاءَ فِي مَنْخِرَيْهِ وَفِي فِيهِ , ثُمَّ غَسَلَ عُنُقَهُ وَصَدْرَهُ وَفَرْجَهُ , وَقَدْ جَعَلَ عَلَى فَرْجِهِ خِرْقَةً أَوَّلَ ذَلِكَ حِينَ جَرَّدَهُ , فَغَسَلَهُ حَتَّى بَلَغَ قَدَمَيْهِ , ثُمَّ قَلَبَهُ , فَغَسَّلْنَا خَلْفَهُ كَمَا غَسَّلْنَا مُقَدَّمَهُ , ثُمَّ أَقْعَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَأَمْسَكَ رَجُلٌ بِمَنْكِبَيْهِ فَعَصَرَ بَطْنَهُ , وَرَجُلٌ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ , ثُمَّ نَفَضَ رَأْسَهُ هَذِهِ غَسْلَةٌ بِالْمَاءِ , ثُمَّ غَسَّلَهُ الثَّانِيَةَ بِالسِّدْرِ وَالْمَاءِ , ثُمَّ غَسَّلَهُ الثَّالِثَةَ بِالْمَاءِ وَالْكَافُورِ يُصِبْهُ عَلَيْهِ فَهَذِهِ ثَلَاثُ غَسَلَاتٍ , ثُمَّ جَفَّفَهُ فِي شَيْءٍ , ثُمَّ حَشَوْهُ قُطْنًا فِي مَنْخِرَيْهِ وَفِيهِ وَأُذُنَيْهِ وَدُبُرِهِ , ثُمَّ أُتِيَ بِهِ إِلَى أَكْفَانِهِ وَهِيَ خَمْسَةٌ , فَأُلْبِسَ الْقَمِيصَ غَيْرَ مُزَرَّرٍ , ثُمَّ حُنِّطَ فِي مُقَدَّمَهِ , وَعِنْدَ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ حَتَّى بَلَغَ رِجْلَيْهِ , فَمَا فَضَّلَهُ جَعَلَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ , ثُمَّ لَفَّ رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ بِعِمَامَةٍ , ثُمَّ أُدْرِجَ بِالْأَثْوَابِ الثَّلَاثَةِ , فَأَدْخَلَهَا هَكَذَا وَهَكَذَا , وَلَمْ تُعْقَدْ , ثُمَّ قَالَ نَافِعٌ: هَكَذَا غُسِّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ , وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ إِبْرَاهِيمَ الْأَعْرَجَ وَكَانَ شَرِيفًا صَارِمًا وَلَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ خَرَاجَ الْعِرَاقِ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَدَاوُدَ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ وَأُمُّهُمْ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ سَيَّارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارَةَ , وَأَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أُمُّهُ أَيْضًا خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورِ [ص: 53] بْنِ زَبَّانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " لَمَّا وَلَدَتْ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ جَاءَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , فَقَالَتْ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ: «اسْمُهُ مُحَمَّدٌ , وَكُنْيَتُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ. لَا أَجْمَعُ لَهُ بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ , عَنْ أَحَدِ ابْنَيْ طَلْحَةَ مُوسَى أَوْ عِيسَى - شَكَّ يَزِيدُ - قَالَ: حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَتْ: " لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ: «مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قُلْنَا: مُحَمَّدًا. قَالَ: «هَذَا سَمِيَّتِي , وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ» أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ كَانَا يُكَنَّيَانِ بِأَبِي الْقَاسِمِ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَمِنْ بَيْنِ أَهْلِ بَيْتِهِ يَقُولُ: كَانَتْ كُنْيَةُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ أَبَا الْقَاسِمِ , وَكَنَّى ابْنَهُ بِهَا وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا , وَكَانَ أَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يَأْخُذُ بِالْكُنْيَةِ الْأُولَى , فَكَانَتْ كُنْيَتُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ كُنْيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ الَّتِي رُوِيَتْ لَنَا أَوَّلًا , وَكَانَ أَهْلُ بَيْتِهِ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ وَيَرْوُونَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْبَصْرِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: " نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ , وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ , وَفَعَلَ , وَجَعَلَ يَسُبُّهُ , فَقَالَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا ابْنَ زَيْدٍ , ادْنُ مِنِّي أَلَا أَرَى مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ وَاللَّهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتُ حَيًّا , فَسَمَّاهُ [ص: 54] عَبْدَ الرَّحْمَنِ. قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي طَلْحَةَ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةٌ وَأَكْبَرُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَهُ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَنْشُدُكَ اللَّهَ , فَوَاللَّهِ إِنْ سَمَّانِي مُحَمَّدًا لَمُحَمَّدٌ , فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا فَلَا سَبِيلَ إِلَى شَيْءٍ سَمَّاهُ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُمَرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا ضَرَّ أَحَدَكُمْ لَوْ كَانَ فِي بَيْتِهِ مُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدَانِ وَثَلَاثَةٌ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يُسَمَّى السَّجَّادَ لِعِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ فِي نَفْسِهِ , وَقَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَنْزِلَ فِي قَبْرِ خَالَتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ , وَشَهِدَ مَعَ أَبِيهِ الْجَمَلَ , فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَلَمَّا قَدِمُوا الْبَصْرَةَ , فَأَخَذُوا بَيْتَ الْمَالِ خَتَمَاهُ جَمِيعًا طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَتَدَافَعَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ حَتَّى كَادَتِ الصَّلَاةُ تَفُوتُ , ثُمَّ اصْطَلَحَا عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ صَلَاةً وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ صَلَاةً , فَذَهَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَتَقَدَّمُ فَأَخَّرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , وَذَهَبَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يَتَقَدَّمُ فَأَخَّرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ أَوَّلِ صَلَاةٍ , فَاقْتَرَعَا , فَقَرَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , فَتَقَدَّمَ , فَقَرَأَ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قَالُوا: وَقَاتَلَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ قِتَالًا شَدِيدًا , فَلَمَّا لُحِمَ الْأَمْرُ وَعُقِرَ الْجَمَلُ وَقُتِلَ كُلُّ مَنْ أَخَذَ بِخِطَامِهِ , فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ وَعَائِشَةُ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهَا: مَا تَرَيْنَ يَا أُمَّهْ؟ قَالَتْ: أَرَى أَنْ تَكُونَ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ , فَلَمْ يَزَلْ كَافًّا , فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُكَعْبِرٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ حَلِيفٌ لِبَنِي أَسَدٍ , فَحَمَلَ عَلَيْهِ بِالرُّمْحِ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: أُذَكِّرُكَ {حم} [غافر: 1] , فَطَعَنَهُ , فَقَتَلَهُ , وَيُقَالُ الَّذِي قَتَلَهُ ابْنُ مُكَيْسٍ الْأَزْدِيُّ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مُعَاوِيَةُ بْنُ شَدَّادٍ الْعَبْسِيُّ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِصَامُ بْنُ الْمُقْشَعِرِّ النَّصْرِيُّ , وَكَانَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ يُقَالُ لَهُ السَّجَّادُ , وَكَانَ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ صَلَاةً , وَقَالَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 الَّذِي قَتَلَهُ: [البحر الطويل] وَأَشْعَثَ قَوَّامٍ بِآيَاتِ رَبِّهِ ... قَلِيلِ الْأَذَى فِيمَا تَرَى الْعَيْنُ مُسْلِمِ هَتَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ ... فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ يُذَكِّرُنِي حم وَالرُّمْحُ شَارِعٌ ... فَهَلَّا تَلَاحَمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ لَيْسَ تَابِعًا ... عَلِيًّا وَمَنْ لَا يَتْبِعِ الْحَقَّ يَنْدَمِ قَالُوا: وَأَفْرَجَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ عَنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ قَتِيلٍ , فَسَارَ عَلِيٌّ مِنْ لَيْلَتِهِ فِي الْقَتْلَى مَعَهُ النِّيرَانُ فَمَرَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَتِيلًا , فَرَدَّ رَأْسَهُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , فَقَالَ: يَا حَسَنُ , السَّجَّادُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَتِيلٌ كَمَا تَرَى , ثُمَّ قَالَ: أَبُوهُ صَرَعَهُ هَذَا الْمَصْرَعَ , وَقَالَ: لَوْلَا أَبُوهُ وَبِرُّهُ بِهِ مَا خَرَجَ ذَلِكَ الْمَخْرَجَ؛ لِوَرَعِهِ وَفَضْلِهِ , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا كَانَ أَغْنَاكَ عَنْ هَذَا , فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا لِي وَلَكَ يَا حَسَنُ. وَقَدْ كَانَ قَالَ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ: يَا حَسَنُ , وَدَّ أَبُوكَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ مَاتَ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُرَيْرًا , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَشُفَيَّةَ وَهِيَ الشِّفَاءُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعُمَرَ , وَالْمِسْوَرَ , وَسَعْدًا , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 وَصَالِحًا , وَزَكَرِيَّاءَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعَتِيقًا , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمَا بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعُثْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُ عَلْيَاءُ بِنْتُ مَعْرُوفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خِرْنِقٍ , وَهُودَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ , وَشُفَيَّةَ الصُّغْرَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَالزُّبَيْرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ عَبَّادٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْوَلِيدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَرَّقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ , وَكَانَ حَانُوتًا لِلشَّرَابِ , وَكَانَ عُمَرُ قَدْ نَهَاهُ , فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلْتَهِبُ كَأَنَّهُ جَمْرَةٌ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ رَوَى عَنْ عُمَرَ سَمَاعًا وَرُؤْيَةً غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ , وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ , وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَأَبِي بَكْرَةَ. وَتُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ أَحَدُ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ. يَقُولُونَ: إِنَّهُ رَكِبَ الْخَيْلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَكَانَ قَدِيمًا وَلَكِنَّهُ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ , وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ رَأَى [ص: 57] النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَلَا رَوَى عَنْهُ شَيْئًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ وَهُوَ مِنَ الْقَارَةِ , وَالْقَارَةُ وَلَدُ مُحَلَّمِ بْنِ غَالِبِ بْنِ عَائِذَةَ بْنِ يَيْثَعَ بْنِ مَلِيحِ بْنِ الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ , وَإِنَّمَا سُمُّوا الْقَارَةَ لِأَنَّ يَعْمَرَ الشَّدَّاخَ بْنَ عَوْفٍ اللَّيْثِيَّ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَهُمْ فِي بُطُونِ كِنَانَةَ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: [البحر الوافر] دَعُونَا قَارَةً لَا تُنْفِرُونَا ... فَنُجْفِلَ مِثْلَ إِجْفَالِ الظَّلِيمِ فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْقَارَةَ , وَفِيهِمْ يَقُولُ الْقَائِلُ: قَدْ أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا , وَكَانُوا رُمَاةً , وَالْقَارَةُ مِنَ الْأَحَابِيشِ , وَالْأَحَابِيشُ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَالْمُصْطَلِقُ وَاسْمُهُ جَذِيمَةُ , وَالْحَيَا وَاسْمُهُ عَامِرٌ ابْنَا سَعْدٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَعَضَلَ , وَالْقَارَةُ مِنْ وَلَدِ الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَعَضَلُ هُوَ ابْنُ الدِّيشِ بْنِ مُحَلَّمٍ , وَسُمُّوا أَحَابِيشَ؛ لِأَنَّهُمْ تَحَبَّشُوا أَيْ: تَجَمَّعُوا وَهُمْ جَمِيعًا حُلَفَاءُ لِقُرَيْشٍ عَلَى بَنِي بَكْرٍ , وَيُقَالُ: تَحَالَفُوا عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ حُبْشِيٌّ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَسُمُّوا بِهِ الْأَحَابِيشَ وَحَالَفَتِ الْقَارَةُ خَاصَّةَ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ حِلْفًا صَحِيحًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَتَزَوَّجُوا فِي بَنِي زُهْرَةَ حَيْثُ شَاءُوا , وَعَامَّةُ أُمَّهَاتِهِمْ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيُّ عَنْ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ , وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ يَوْمَ تُوُفِّيَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَارِظِ بْنِ أَبِي قَارِظٍ وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. دَخَلَ أَبُو قَارِظٍ مَكَّةَ وَكَانَ جَمِيلًا شَاعِرًا , فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: حَلِيفُنَا وَعَقِيدُنَا وَأَخُونَا وَنَاصِرُنَا وَمُلْتَقَى أَكُفِّنَا. تَعْنِي بِمُلْتَقَى أَكُفِّنَا أَيْ: كُلُّنَا يَدٌ مَعَهُ , فَكُلُّهُمْ دَعَاهُ عَلَى أَنْ يُنْزِلَهُ وَيُزَوِّجَهُ , فَقَالَ: امْهِلُونِي ثَلَاثًا , فَخَرَجَ إِلَى حِرَاءٍ , فتعَبَّدَ فِي رَأْسِهِ ثَلَاثًا , ثُمَّ نَزَلَ وَقَدْ أَجْمَعَ أَنْ يُحَالِفَ أَوَّلَ رَجُلٍ يَلْقَاهُ مِنْ قُرَيْشٍ , فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ عَبْدَ عَوْفِ بْنَ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ جَدَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَأَخَذَ بِيَدِهِ , وَخَرَجا حَتَّى دَخَلَا الْمَسْجِدَ , فَوَقَفَا عِنْدَ الْبَيْتِ , وَتَحَالَفَا وَشَدَّ لَهُ عَبْدُ عَوْفٍ الْحِلْفَ. وَقَدْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَارِظٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: عَضَلَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ مَا يَرْضَوْنَ بِأَمِيرٍ , وَلَا يَرْضَى عَنْهُمْ أَمِيرٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ , حُلَفَاءُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ عَلَى السُّوقِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْقِطْنِيَّةِ» قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , [ص: 59] ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ , فَنَزَلَهَا وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْعِرَاقِ , وَكَانَ ثِقَةً رُفَيْعًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْفُتْيَا فَقِيهًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 نَوْفَلُ بْنُ إِيَاسٍ الْهُذَلِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ , عَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كُنَّا نَقُومُ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِرَقًا فِي الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ هَاهُنَا وَهَاهُنَا , فَكَانَ النَّاسُ يَمِيلُونَ إِلَى أَحْسَنِهِمْ صَوْتًا , فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا أُرَاهُمْ قَدِ اتَّخَذُوا الْقُرْآنَ أَغَانِيَ , أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأُغَيِّرَنَّ هَذَا. قَالَ: فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى أَمَرَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَصَلَّى بِهِمْ , ثُمَّ قَامَ فِي آخِرِ الصُّفُوفِ , فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ هَذِهِ بِدْعَةً لَنِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هِيَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْهُذَلِيُّ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَحَادِيثَ مِنْهَا كِتَابُهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي الصَّلَاةِ , وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ , وَمَاتَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو سَنَةَ سَبْعِينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيُّ , وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُثْمَانَ الْأَخْنَسِيِّ , عَنِ ابْنِ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَضْرِبُ التُّجَّارَ بِدِرَّتِهِ إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى الطَّعَامِ بِالسُّوقِ حَتَّى يَدْخُلُوا سِكَكَ أَسْلَمَ , وَيَقُولُ: «لَا تَقْطَعُوا عَلَيْنَا سَابِلَتَنَا وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 النَّضْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْهُذَلِيُّ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصِ بْنِ مِحْصَنِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي لَيْثٍ , وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ. مِنْ وَلَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , وَتُوُفِّيَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ عَمْرٍو وَعَمْرٌو هُوَ الْهَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَتُوَارَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَمْرٌو الْهَادِيَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ تُوقَدُ نَارُهُ لَيْلًا لِلْأَضْيَافِ , وَلِمَنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ شِيعِيًّا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ أَخُو ابْنَةِ حَمْزَةَ لِأُمِّهَا» أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا كَانَتِ ابْنَةُ حَمْزَةَ مِنِّي؟ كَانَتْ أُخْتِي لِأُمِّي " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ يَأْتِي الْكُوفَةَ كَثِيرًا فَيَنْزِلُهَا , وَخَرَجَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ , فَقُتِلَ يَوْمَ دُجَيْلٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 جَعْوَنَةُ بْنُ شَعُوبَ , وَهُوَ مِنْ وَلَدِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ عَوِيرَةَ بْنِ شِجْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ. وَشَعُوبُ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ , وَهِيَ أُمُّ الْأَسْوَدِ , وَكَانَ الْأَسْوَدُ حَلِيفًا لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا وَهُوَ الَّذِي أَنْقَذَهُ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ قَتَلَ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلَ , وَسَمِعَ جَعْوَنَةُ بْنُ شَعُوبَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 حِمَاسٌ اللَّيْثِيُّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ , وَهُوَ أَبُو أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ شَيْخًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 مَلِيحُ بْنُ عَوْفٍ السُّلَمِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ مَلِيحِ بْنِ عَوْفٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: " بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ صَنَعَ بَابًا مُبَوَّبًا مِنْ خَشَبِ عَلَى بَابِ دَارِهِ , وَخَصَّ عَلَى قَصْرِهِ خُصًّا مِنْ قَصَبٍ , فَبَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَأَمَرَنِي بِالْمَسِيرِ مَعَهُ. وَكُنْتُ دَلِيلًا بِالْبِلَادِ , فَخَرَجْنَا , وَقَدْ أَمَرَهُ أَنْ يُحْرِقَ ذَلِكَ الْبَابَ وَذَلِكَ الْخُصَّ , وَأَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ سَعْدًا لِأَهْلِ الْكُوفَةِ فِي مَسَاجِدِهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بَلَغَهُ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ سَعْدًا حَابَى فِي بَيْعِ خُمْسٍ بَاعَهُ. فَانْتَهَيْنَا إِلَى دَارِ سَعْدٍ فَأَحْرَقَ الْبَابَ وَالْخُصَّ , وَأَقَامَ مُحَمَّدٌ سَعْدًا فِي مَسَاجِدِهَا , فَجَعَلَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ سَعْدٍ وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَهُ بِهَذَا فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يُخْبِرُهُ إِلَّا خَيْرًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 سُنَيْنٌ أَبُو جَمِيلَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لَهُ أَحَادِيثُ. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَفِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُنَيْنٍ أَبِي جَمِيلَةَ السَّلِيطِيِّ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالْعُمْقِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ سُنَيْنًا أَبَا جَمِيلَةَ يَقُولُ: " وَجَدْتُ مَنْبُوذًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ , فَذَكَرَهُ عَرِيفِي لَهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيَّ , فَدَعَانِي , فَقَالَ لِي: هُوَ حُرٌّ , وَوَلَاؤُهُ لَكَ , وَعَلَيْنَا رَضَاعَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ ذُو أَصْبَحَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ مُعْرِبِ - وَإِنَّمَا سُمِّيَ مُعْرِبًا لِفَصَاحَتِهِ؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَقَامَ اللِّسَانَ الْعَرَبِيَّ - بْنِ مُهَرِّمٍ وَهُوَ قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمِنَ بْنِ قَيْسِ بْنِ نَبْتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. هَكَذَا نَسَبَهُ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ابْنِ عَمِّ مَالِكِ بْنِ أَنَسِ , وَهُوَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ وَلَدِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمُّ جَدِّي: الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ وَهُوَ عَمُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْمُفْتِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ تَحْتَ قَفْلَةٍ يَعْنِي شَجَرَةً إِذْ قَالَ: لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا مَالِكُ. قَالَ: قُلْتُ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى مَا دَعَانَا إِلَيْهِ غَيْرُكَ؟ فَأَبَيْنَاهُ عَلَيْهِ. قَالَ: قُلْتُ إِلَى مَاذَا؟ قَالَ: إِلَى [ص: 64] أَنْ يَكُونَ دَمُّنَا دَمَّكَ , وَهَدْمُنَا هَدْمَكَ , وَبِاللَّهِ الْقَائِلِ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً " قَالَ: مَالَكَ , فَأَجَبْتُهُ إِلَى ذَلِكَ , فَعِدَادُهُمُ الْيَوْمَ فِي بَنِي تَيْمٍ لِهَذَا السَّبَبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: " شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَدَمَّاهُ , وَنَادَى رَجُلٌ رَجُلًا: يَا خَلِيفَةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ: ذَهَبَ وَاللَّهِ خَلِيفَتُكُمْ أُسْعِرَ دَمًا , وَنَادَى رَجُلٌ يَا خَلِيفَةُ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ أُصِيبَ عُمَرُ " وَقَدْ رَوَى مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ جَاءَ بِغُلَامٍ لَهُ قَدْ سَرَقَ إِلَى عُمَرَ " قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَهُوَ مِنْ لَخْمٍ. أَحَدُ بَنِي رَاشِدَةَ بْنِ أَذَبَّ بْنِ جَزِيلَةَ بْنِ لَخْمٍ , حُلَفَاءُ بَنِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَكَانَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى , وَوُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرُ ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرَتِّعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِنْدَيِّ بْنِ عُفَيْرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ " أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ , فَيَكْنُونَهُ بِأَبِي الْقَاسِمِ وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ أَنَّهُ سَأَلَهُمَا عَنْ عَمَّةٍ لَهُ يَهُودِيَّةٍ مَاتَتْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ , وَاسْمُهُ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَحَنْظَلَةَ وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ , وَعَاصِمًا , وَالْحَكَمَ وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَكَمِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ , وَأَنَسًا , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمَا سَلْمَى بِنْتُ أَنَسِ بْنِ مُدْرِكٍ مِنْ خَثْعَمَ , وَسُلَيْمَانَ , وَعُمَرَ , وَأَمَةَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ وَحْوَحِ بْنِ الْأَسَلْتِ بْنِ جُشَمَ بْنِ وَائِلِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْجَعَادِرَةِ مِنَ الْأَوْسِ , وَسُوَيْدًا , وَمَعْمَرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَالْحُرَّ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَقَرِيبَةَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سُوَيْدٍ بِنْتُ خَلِيفَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى أُحُدٍ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَمِيلَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ , فَعَلِقَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ , وَقُتِلَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا , فَغَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ , فَيُقَالُ لِوَلَدِهِ بَنُو غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ. وَوَلَدَتْ جَمِيلَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِتِسْعَةِ أَشْهُرٍ , فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ , وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ , عَنْ ضَمْضَمَ بْنِ جَوْسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: «صَلَّى بِنَا عُمَرُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ , فَلَمْ يَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى شَيْئًا , فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّانِيَةِ قَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ , ثُمَّ عَادَ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ , ثُمَّ صَلَّى حَتَّى فَرَغَ , ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ , ثُمَّ سَلَّمَ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى , عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيم , عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ , وَعَنْ غَيْرِهِمْ أَيْضًا كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: " لَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ , فَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَأَظْهَرُوا عَيْبَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَخِلَافَهُ أَجْمَعُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ , فَأَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ , فَبَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ , وَقَالَ: يَا قَوْمُ , اتَّقُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , فَوَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا عَلَى يَزِيدَ حَتَّى خِفْنَا أَنْ نُرْمَى بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ. إِنَّ رَجُلًا يَنْكِحُ الْأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتَ وَالْأَخَوَاتِ , وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ , وَيَدَعُ الصَّلَاةَ , وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَأَبْلَيْتُ لِلَّهِ فِيهِ بَلَاءً حَسَنًا , فَتَوَاثَبَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يُبَايِعُونَ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي , وَمَا كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ تِلْكَ اللَّيَالِي مَبِيتٌ إِلَّا الْمَسْجِدُ , وَمَا كَانَ يَزِيدُ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ سَوِيقٍ يُفْطِرُ عَلَيْهَا إِلَى مِثْلِهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 مِنَ الْغَدِ يُؤْتَى بِهَا فِي الْمَسْجِدِ يَصُومُ الدَّهْرُ , وَمَا رُئِيَ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِخْبَاتا , فَلَمَّا دَنَا أَهْلُ الشَّامِ مِنْ وَادِي الْقُرَى صَلَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ , ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا خَرَجْتُمْ غَضَبًا لِدِينِكُمْ , فَأَبْلُوا لِلَّهِ بَلَاءً حَسَنًا لِيوجِبْ لَكُمْ بِهِ مَغْفِرَتَهُ وَيُحِلَّ بِهِ عَلَيْكُمْ رِضْوَانَهُ. قَدْ خَبَّرَنِي مَنْ نَزَلَ مَعَ الْقَوْمِ السُّوَيْدَاءَ , وَقَدْ نَزَلَ الْقَوْمُ الْيَوْمَ ذَا خَشَبٍ وَمَعَهُمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ , وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُحَيِّنُهُ بِنَقْضِهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَتَصَايَحَ النَّاسُ , وَجَعَلُوا يَنَالُونَ مِنْ مَرْوَانَ , وَيَقُولُونَ: الْوَزَغُ بْنُ الْوَزَغُ , وَجَعَلَ ابْنُ حَنْظَلَةَ يُهَدِّئَهُمْ , وَيَقُولُ: إِنَّ الشَّتْمَ لَيْسَ بِشَيْءٍ , وَلَكِنِ اصْدِقُوهُمُ اللِّقَاءَ , وَاللَّهِ مَا صَدَقَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا حَازُوا النَّصْرَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ , وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , وَقَالَ: اللَّهُمَّ , إِنَّا بِكَ وَاثِقُونَ , وَبِكَ آمَنَّا , وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا , وَإِلَيْكَ أَلْجَأْنَا ظُهُورَنَا , ثُمَّ نَزَلَ وَصَبَّحَ الْقَوْمُ الْمَدِينَةَ , فَقَاتَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثَرَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ , وَدَخَلَتِ الْمَدِينَةُ مِنَ النَّوَاحِي كُلِّهَا , فَلَبِسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ يَوْمَئِذٍ دِرْعَيْنِ , وَجَعَلَ يَحُضُّ أَصْحَابَهُ عَلَى الْقِتَالِ , فَجَعَلُوا يُقَاتِلُونَ , وَقُتِلَ النَّاسُ , فَمَا تُرَى إِلَّا رَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ مُمْسِكًا بِهَا مَعَ عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , وَحَانَتِ الظُّهْرُ , فَقَالَ لِمَوْلًى لَهُ: احْمِ لِي ظَهْرِي حَتَّى أُصَلِّي , فَصَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا مُتَمَكِّنًا , فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: وَاللَّهِ , يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا بَقِيَ أَحَدٌ , فَعَلَامَ نُقِيمُ وَلِوَاؤُهُ قَائِمٌ مَا حَوْلَهُ خَمْسَةٌ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّمَا خَرَجْنَا عَلَى أَنْ نَمُوتَ , ثُمَّ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ وَبِهِ جِرَاحَاتٌ كَثِيرَةٌ , فَتَقَلَّدَ السَّيْفَ وَنَزَعَ الدِّرْعَ , وَلَبِسَ سَاعِدَيْنِ مِنْ دِيبَاجٍ , ثُمَّ حَثَّ النَّاسَ عَلَى الْقِتَالِ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ كَالْأَنْعَامِ الشُّرَّدِ , وَأَهْلُ الشَّامِ يَقْتُلُونَهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ , فَلَمَّا هُزِمَ النَّاسُ , طَرَحَ الدِّرْعَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ سِلَاحٍ , وَجَعَلَ يُقَاتِلُهُمْ وَهُوَ حَاسِرٌ حَتَّى قَتَلُوهُ. ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى بَدَا سَحْرُهُ وَوَقَعَ مَيِّتًا , فَجَعَلَ مُسْرِفٌ يَطُوفُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي الْقَتْلَى وَمَعَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 67 فَمَرَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَهُوَ مَادٌّ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ , فَقَالَ مَرْوَانُ: أَمَا وَاللَّهِ , لَئِنْ نَصَبْتَهَا مَيِّتًا لَطَالَ مَا نَصَبْتَهَا حَيًّا , وَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ مَقَامٌ , فَانْكَشَفُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ قَتْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ رَجُلَانِ شُرَّعًا فِيهِ جَمِيعًا وَحَزَّا رَأْسَهُ , وَانْطَلَقَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِلَى مُسْرِفٍ وَهُوَ يَقُولُ: رَأْسُ أَمِيرِ الْقَوْمِ , فَأَوْمَأَ مُسْرِفٌ بِالسُّجُودِ , وَهُوَ عَلَى دَابَّتِهِ , وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ. قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَالِكٌ. قَالَ: فَأَنْتَ وَلَّيْتَ قَتْلَهُ وَحَزَّ رَأْسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَجَاءَ الْآخَرُ رَجُلٌ مِنَ السُّكُونِ , مِنْ أَهْلِ حِمْصَ , يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ الْجَوْنِ , فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , نَحْنُ شَرَعْنَا فِيهِ رُمْحَيْنَا , فَأَنْفَذْنَاهُ بِهِمَا , ثُمَّ ضَرَبْنَاهُ بِسَيْفِينَا حَتَّى تَثَلَّمَا مِمَّا يَلْتَقِيَانِ. قَالَ الْفَزَارِيُّ: بَاطِلٌ. قَالَ السَّكُونِيُّ: فَأَحْلَفَهُ بِالطَّلَاقِ وَالْحُرِّيَةِ , فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ وَحَلَفَ السَّكُونِيُّ عَلَى مَا قَالَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَحْكُمُ فِي أَمْرِكُمَا , فَأَبْرَدَهُمَا , فَقَدِمَا عَلَى يَزِيدَ بِقَتْلِ أَهْلِ الْحَرَّةِ , وَبِقَتْلِ ابْنِ حَنْظَلَةَ , فَأَجَازَهُمَا بِجَوَائِزَ عَظِيمَةٍ , وَجَعَلَهُمَا فِي شَرَفٍ مِنَ الدِّيوَانِ , ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ , فَقُتِلَا فِي حِصَارِ ابْنِ الزُّبَيْرِ " قَالَ: وَكَانَتِ الْحَرَّةُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ كِنَانَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بَعْدَ مَقْتَلِهِ فِي النَّوْمِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ , مَعَهُ لِوَاؤُهُ , فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَمَا قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَقِيتُ رَبِّي فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ , فَأَنَا أَسْرَحُ فِي ثِمَارِهَا حَيْثُ شِئْتُ , فَقُلْتُ: أَصْحَابُكَ مَا صُنِعَ بِهِمْ؟ قَالَ: هُمْ مَعِي حَوْلَ لِوَائِي هَذَا الَّذِي تَرَى. لَمْ يُحَلَّ عَقْدَهُ حَتَّى السَّاعَةِ قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنَ النَّوْمِ , فَرَأَيْتُ أَنَّهَ خَيْرٌ رَأَيْتُهُ لَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمَّازٍ مِنْ بَنِي حُبَالَةَ بْنِ غَنْمٍ مِنْ غَسَّانَ حَلِيفِ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الخَزْرَجِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عُثْمَانَ وَأَبَا بَكْرٍ الْفَقِيهَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ كَبْشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ ثُبَيْتَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَدِ اسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ عَلَى نَجْرَانَ الْيَمَنِ , فَوُلِدَ لَهُ هُنَالِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ غُلَامٌ , فَأَسْمَاهُ مُحَمَّدًا , وَكَنَّاهُ أَبَا سُلَيْمَانَ , وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ سَمِّهِ مُحَمَّدًا , وَاكْنِهِ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ , فَفَعَلَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ كُلَّ غُلَامٍ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ فَأَدْخَلَهُمُ الدَّارَ لِيُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ , فَجَاءَ آبَاؤُهُمْ , فَأَقَامُوا الْبَيِّنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سَمَّى عَامَّتُهُمْ , فَخَلَّى عَنْهُمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ أَبِي فِيهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو «أَنَّهُ اشْتَرَى مِطْرَفَ خَزٍّ بِسَبْعِمِائَةٍ , فَكَانَ يَلْبَسْهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَدْ أَكْثَرَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ فِي أَهْلِ الشَّامِ الْقَتْلَ , وَكَانَ يَحْمِلُ عَلَى الْكُرْدُوسِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّ جَمَاعَتَهُمْ , وَكَانَ فَارِسًا. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: قَدْ أَحْرَقْنَا هَذَا وَنَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَنْجُوَ عَلَى فَرَسِهِ , فَاحْمِلُوا عَلَيْهِ حَمْلَةً وَاحِدَةً؛ فَإِنَّهُ لَا يُفْلِتْ مِنْ بَعْضِكُمْ فَإِنَّا نَرَى رَجُلًا ذَا بَصِيرَةٍ وَشَجَاعَةٍ. قَالَ: فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَمُوهُ فِي الرَّمَّاحِ , فَلَقَدْ مَالَ مَيِّتًا وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ اعْتَنَقَهُ حَتَّى وَقَعَا جَمِيعًا , فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو انْهَزَمَ النَّاسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ , فَجَالَتْ خَيْلُهُمْ فِيهَا يَنْتَهِبُونَ وَيَقْتُلُونَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «صَلَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَإِنَّ جِرَاحَهُ لَتَثْعَبُ دَمًا , وَمَا قُتِلَ إِلَّا نَظْمًا بِالرِّمَاحِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ وَضَعَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَصَلَّى حَاسِرًا» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ رَافِعًا صَوْتَهُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , اصْدِقُوهُمُ الضَّرْبَ؛ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا , وَأَنْتُمْ قَوْمٌ تُقَاتِلُونَ عَلَى الْآخِرَةِ. قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّهَا حَتَّى قُتِلَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " جَعَلَ الْفَاسِقُ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ يَطُوفُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي الْقَتْلَى وَمَعَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَمَرَّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ عَلَى وَجْهِهِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ بِالْأَرْضِ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , [ص: 71] لَئِنْ كُنْتَ عَلَى جَبْهَتِكَ بَعْدَ الْمَمَاتِ لَطَالَمَا افْتَرَشْتَهَا حَيًّا , فَقَالَ مُسْرِفٌ: وَاللَّهِ , مَا أُرَى هَؤُلَاءِ إِلَّا أَهْلَ الْجَنَّةِ , لَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ فَتُكَرْكِرْهُمْ عَنِ الطَّاعَةِ. قَالَ مَرْوَانُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَتْ وَقْعَةُ الْحَرَّةِ بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ طُعْمَةَ بْنِ زَيْدِ الْخَطْمِيِّ , فَوَلَدَ عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ إِسْحَاقَ دَرَجَ وَأُمُّهُ عُبَيْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَصَفِيَّةَ وَأُمُّهُمَا وَدِيعَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْخَطْمِيِّ , وَمَنِيعَةَ بِنْتَ عُمَارَةَ , وَحَمَادَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ سَمِعَ عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِيهِ: مَا لَكَ لَا تُعْرِضُ أَرْضَكَ؟ وَسَمِعَ مِنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمِنْ أَبِيهِ , وَأَبُوهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ , وَكَانَ عُمَارَةُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 يَحْيَى بْنُ خَلَّادِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ مَالِكًا , وَعَلِيًّا , وَعَائِشَةَ , وَعُثَيْمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ ثَابِتٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِئَابِ بْنِ بَكْرِ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَحَمِيدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَرَمْلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: فَحَنَّكَهُ , وَقَالَ: «لَأُسَمِّيَنَّهُ اسْمًا لَمْ يُسَمَّ بِهِ بَعْدُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ» قَالَ: فَسَمَّاهُ يَحْيَى " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ خَلَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 عَمْرُو بْنُ سُلَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ النَّوَّارُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمَّازٍ حَلِيفُ بَنِي سَاعِدَةَ وَهُوَ مِنْ حُبَالَةَ بْنِ غَنْمٍ مِنْ غَسَّانَ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ عُثْمَانَ , وَالنُّعْمَانَ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْأَنْصَارِ , وَسَعْدًا , وَأَيُّوبَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ رَوَى عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَقَدْ رَاهَقَ الِاحْتِلَامَ , وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , فَوَلَدَ حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ جَمِيلٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ , وَعَمْرَو بْنَ حَنْظَلَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِصْنِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَعَمْرًا الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ وَلَدِ غَضِبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَسَعْدًا ابْنَيْ حَنْظَلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَحْزَمَ وَلَا أَجْوَدَ رَأَيًا مِنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ شَرِيقِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ مِنْ هُذَيْلٍ , فَوَلَدَ مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ إِبْرَاهِيمَ , وَعِيسَى , وَأَبَا بَكْرٍ , وَسُلَيْمَانَ , وَمُوسَى , وَإِسْمَاعِيلَ , وَدَاوُدَ , وَيَعْقُوبَ , وَعِمْرَانَ , وَأَيُّوبَ الْأَكْبَرَ , وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ [ص: 74] بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَأَيُّوبَ الْأَصْغَرَ , وَسَارَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ الْمُثَنَّى بْنِ حَكِيمِ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا هَارُونَ , وَكَانَ سَرِيًّا مَرِيًّا ثِقَةً , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , وَأَبُو الزِّنَادِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 مَخْلَدٌ أَبُو الْحَارِثِ بْنُ مَخْلَدٍ الزُّرَقِيُّ. لَمْ نَقَعْ عَلَى نَسَبِهِ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ كَمَا نُرِيدُ مِنَ الْإِحْكَامِ , وَقَدْ سَمِعَ مَخْلَدٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ , وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْقَاسِمَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُمَيْرًا , وَزَيْدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَيَعْقُوبَ , وَإِسْحَاقَ , وَعَبْدَةَ , وَأُمَّ أَبَانَ وَأُمُّهُمْ ثُبَيْتَةُ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ الزُّرَقِيِّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَلْثُمَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَرُقَيَّةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَمَعْمَرًا , وَعُمَارَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ حَامِلًا بِعَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ , وَقَدْ شَهِدَتْ حُنَيْنًا , وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ فِي دَارِ أَبِي طَلْحَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي , فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ , فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ , فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ , فَتَعَشَّى , ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا , فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ , فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: «أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ» . قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ , بَارِكْ لَهُمَا» , فَوَلَدَتْ غُلَامًا , فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى نَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ , فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَبَعَثَ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ , فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَالَ: «أَمَعَهُ شَيْءٌ؟» قَالُوا: نَعَمْ. تَمَرَاتٌ , فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ فَمَضَغَهَا , ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ , فَجَعَلَهُ فِي فِي الصَّبِيِّ , وَحَنَّكَهُ , وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: ثَقُلَ ابْنٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ , وَمَضَى أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلَامُ , فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ , وَقَالَتْ: لَا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ , فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ , وَقَدْ يَسَّرَتْ لَهُ عَشَاءَهُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ. قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلَامُ أَوِ الصَّبِيُّ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ , وَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ , فَتَعَشَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ , فَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ , أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلَانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً , فَتَمَتَّعُوا بِهَا , فَلَمَّا طُلِبَتْ مِنْهُمْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: مَا أَنْصَفُوا. قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ فُلَانًا كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ , فَاسْتَرْجَعَ , وَحَمِدَ اللَّهَ , فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا» , فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , فَوَلَدَتْ لَيْلًا , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ , فَأَرْسَلَتْ [ص: 76] بِهِ مَعَ أَنَسٍ , فَأَخَذْتُ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يُهَنِّئُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يُسَمِّهَا , فَقُلْتُ: وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ , فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى تُحَنِّكَهُ أَنْتَ. قَالَ: «أَمَعَكَ شَيْءٌ؟» . قَالَ: قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ , فَأَخَذَ بَعْضَهُ , فَمَضَغَهُ , ثُمَّ جَمَعَهُ بَرِيقِهِ , فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ , فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ , فَقَالَ: «حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ " وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيٍّ الْقَاسِمَ , وَأُبَيًّا , وَمُعَاذًا , وَعَمْرًا , وَمُحَمَّدًا , وَزِيَادَةَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَيُكَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيٍّ أَبَا مُعَاذٍ , وَوُلِدَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَقُتِلَ مُحَمَّدٌ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ , فَوَلَدَ الطُّفَيْلُ بْنُ أُبِيٍّ , أُبَيًّا , وَمُحَمَّدًا , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , [ص: 77] وَعُثْمَانَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذَرَّةَ بْنِ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي ظُفُرَ مِنَ الْأَوْسِ , وَكَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيٍّ يُلَقَّبُ أَبَا بَطْنٍ , وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَنْ أَبِيهِ , وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , وَكَانَ ثِقَةً صَالِحَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 وَأَخُوهُمَا الرَّبِيعُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا , وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: «تَزَوَّجْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ. مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ دِهْقَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ مَنْظُورٍ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ حُضَيْرًا , وَأُمَّ مَنْظُورٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعُمَارَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَشَيْبَةَ وَأُمُّهُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَأُمَّ لَبِيدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَوُلِدَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَفِي أَبِيهِ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ رُخْصَةُ الْإِطْعَامِ لِمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصَّوْمِ , وَسَمِعَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ مِنْ عُمَرَ , وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ , فَانَقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَتُوُفِّيَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 السَّائِبُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ السَّائِبُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ حُسَيْنًا , وَمَلِيكَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَسَنِ ابْنَةُ رِفَاعَةَ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ قُضَاعَةَ حَلِيفُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , وَمُعَاوِيَةَ بْنَ السَّائِبِ , وَبَشِيرًا , وَأُمَّ الْحَسَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ؟ وَزَيْنَبَ بِنْتَ السَّائِبِ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَوُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ ثِقَةً , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ , وَوُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 وَأَخُوهُ سُوَيْدُ بْنُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَكَّالِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ مِنَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ مِنَ الْأَوْسِ , وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَرَوَى عَنْ عُمَرَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً لَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ , وَشَهِدَ الْحَرَّةَ , وَجُرِحَ بِهَا جِرَاحَاتٍ كَثِيرَةٍ , ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ دَرَجَ لَا عَقِبَ لَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظَيُّ وَاسْمُ أَبِي مَالِكٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَامَ , وَيُكَنَّى ثَعْلَبَةُ أَبَا يَحْيَى , وَقَدِمَ أَبُو مَالِكٍ مِنَ الْيَمَنِ , فَقَالَ: نَحْنُ مِنْ كِنْدَةَ عَلَى دِينِ يَهُودَ , فَتَزَوَّجَ إِلَى ابْنِ سَعْيَةَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ , وَحَالَفَهُمْ فَقِيلَ: الْقُرَظِيُّ , وَقَدْ رَوَى ثَعْلَبَةُ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ , وَقَالَ: حَدَّثَنِي بِكُنْيَتِهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ خَالِدٍ الْخَيَّاطِ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَكَانَ ثَعْلَبَةُ إِمَامَ بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى مَاتَ , وَكَانَ كَبِيرًا , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , فَوَلَدَ الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ خَالِدًا وَأُمُّهُ مِنْ طَيِّئٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ حَبَّةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَعُبَادَةَ , وَالْحَارِثَ , وَمُصْعَبًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَمَسْلَمَةَ وَأُمُّهُمْ بَزِيعَةُ ابْنَةُ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ أَوْسِ بْنِ سَكَنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَصَالِحًا وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ , وَهِشَامًا وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيَحْيَى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عِيسَى , وَحَكِيمَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَوُلِدَ الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ فِي آخِرِ عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 سَعِيدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّه غَزِيَّةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْأَشْرَفِ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ سَعْدٍ شُرَحْبِيلَ , وَخَالِدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَزَكَرِيَّاءَ , وَمُحَمَّدًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَحَفْصَةَ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ بُثَيْنَةُ بِنْتُ أَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَائِشَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَيُوسُفَ وَأُمُّهُ أُمُّ يُوسُفَ بِنْتُ هَمَّامٍ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ هَوَازِنَ , وَيَحْيَى , وَعُثْمَانَ , وَغَزِيَّةَ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَأُمَّ أَبَانَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ سَعْدٍ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 عَبَّادُ بْنُ تَمِيمِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ: مَعْمَرٌ وَثَابِتٌ ابْنَا تَمِيمٍ , قُتِلَا يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَازِنِيُّ: «أَنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ , فَأَذْكُرُ أَشْيَاءَ وَأَعِيهَا , وَكُنَّا مَعَ النِّسَاءِ فِي الْآطَامِ , وَمَا كَانَ أَهْلُ الْآطَامِ يَنَامُونَ إِلَّا عُقَبَ خَوْفًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ يَغِيرُوا عَلَيْهِمْ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ , مِنْ بَلْحُبْلَى , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ , وَحَنْظَلَةُ هُوَ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَسُلَيْمَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَيَحْيَى قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ حَفْصِ بْنِ صَامِتِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَإِسْمَاعِيلَ وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ كَثِيرٍ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَإِسْحَاقَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَيُوسُفَ , وَقَرِيبَةَ وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَعِيسَى وَحَمِيدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَوْنٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ , وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ الصَّلْتَ وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمَّهُمَا جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , وَعَمْرًا وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ , وَقُتِلَ سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ بِصِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعُكَيْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ بَحْزَجِ بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَكَانَتْ حَبِيبَةُ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ , وَسُمِّيَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدَ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ , وَكُنِّيَ بِكُنْيَتِهِ , وَكَانَ جَدُّهُ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ , فَوَلَدَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ مُحَمَّدًا , وَسَهْلًا , وَعُثْمَانَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَيُوسُفَ , وَيَحْيَى , وَأَيُّوبَ , وَدَاوُدَ , وَحَبِيبَةَ , وَأُمَامَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنَ الْأَوْسِ , وَصَالِحَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ أَسْعَدَ , وَكَنَّاهُ أَبَا أُمَامَةَ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ وَكُنْيَتِهِ. قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ رَوَى عَنْ عُمَرَ شَيْئًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ , وَعَنْ أَبِيهِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ , وَاسْمُ أَبِي عَمْرَةَ بَشِيرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمُّهَا قِلَابَةُ ابْنَةُ عَمْرِو بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ حِذْيَمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمُّهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ رِئَابِ بْنِ سَهْمِ مِنْ قُرَيْشٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَبْدَ اللَّهِ , وَحَمْزَةَ , وَعَلْقَمَةَ , وَحَبَّانَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ شَيْبَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَقْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَكَانَتْ لِأَبِي عَمْرَةَ صُحْبَةٌ , وَكَانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ , وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ عِيسَى قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَإِسْحَاقَ , وَجَمِيلَةَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ أَيُّوبَ , وَأُمَّ عَاصِمٍ وَأُمُّهُمْ حَسَنَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعٍ , وَجَمِيلًا , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ قَدِيمًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ مِنْ بَنِي عَبْسٍ , فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ إِسْمَاعِيلَ , وَإِسْحَاقَ , وَيَعْقُوبَ , وَسُعْدَى , وَأُمَّ إِسْحَاقَ , وَأُمَّ النُّعْمَانِ وَأُمُّهُمْ سَالِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَاسْمُهُ كَيْسَانُ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي جُنْدَعٍ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ عِنْدَ الْمَقَابِرِ , فَقَالُوا: الْمَقْبُرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , وَيُونُسُ بْنُ حُمْرَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَوْسَقُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ مَمْلُوكًا لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي جُنْدَعٍ , فَكَاتَبَنِي عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَشَاةٍ لِكُلِّ أَضْحًى. قَالَ: فَتَهَيَّأَ الْمَالُ فَجِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ , فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلَّا عَلَى النُّجُومِ , فَجِئْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ: يَا يَرْفَأُ , خُذِ الْمَالَ , فَضَعْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ , ثُمَّ ائْتِنَا الْعَشِيَّةَ نَكْتُبْ عِتْقَكَ , ثُمَّ إِنْ شَاءَ مَوْلَاكَ أَخَذَهُ وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ. قَالَ: فَحَمَلْتُ الْمَالَ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ , فَلَمَّا بَلَغَ مَوْلَايَ جَاءَ فَأَخَذَ الْمَالَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عُمَرَ بِزَكَاةِ مَالِي بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: أَخَذْتَ مِنَ الْمَالِ شَيْئًا مُنْذُ عُتِقْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْ بِهِ حَتَّى تَأْخُذَ مِنَّا شَيْئًا , ثُمَّ ائْتِنَا بَعْدُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: " كُنْتُ مُكَاتَبًا , فَكَلَّمْتُ مَوْلَايَ أَنْ يَقْبِضَ كِتَابِي , فَأَبَى , فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ: يَا يَرْفَأُ , اقْبِضِ الْمَالَ مِنْهُ , وَاجْعَلْهُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ , وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ. قَالَ: فَجِئْتُهُ مِنْ عَامِ الْقَابِلِ بِصَدَقَةِ مَالِي , فَقَالَ: أَخَذْتَ مِنَّا شَيْئًا فَرَضْنَا لَكَ؟ قُلْتُ: لَا. فَرَدَّهَا عَلَيَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي صَخْرَةَ , وَقَالَ غَيْرُ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي صَخْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: " أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ , فَقُلْتُ: خُذْ هَذِهِ زَكَاةَ مَالِي , فَقَالَ: أُعْتِقْتَ يَا كَيْسَانُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ [ص: 86] : سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِزَكَاةِ مَالِي , فَقَالَ: أَخَذْتَ فِي دِيوَانِنَا شَيْئًا؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَاذْهَبْ بِهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى أَبُو سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ , وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى فِي مَكَانٍ آخَرَ: مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُهُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ مِنَ الْقُدَمَاءِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ. قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ اسْمُهُ سَعْدًا , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 أَفْلَحُ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَيُكَنَّى أَبَا كَثِيرٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ " أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ كَاتَبَ أَفْلَحَ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا , فَجَعَلَ النَّاسُ يُهَنِّئُونَهُ , وَيَقُولُونَ: لِيَهْنِئْكَ الْعِتْقُ أَبَا كَثِيرٍ , فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى أَهْلِهِ نَدِمَ عَلَى مُكَاتَبَتِهِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: إِنِّي أَحَبُّ أَنْ تُرَدَّ إِلَيَّ الْكِتَابَ , وَأَنْ تَرْجِعَ كَمَا كُنْتَ , فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ وَأَهْلُهُ: أَتَرْجِعُ رَقِيقًا , وَقَدْ أَعْتَقَكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ أَفْلَحُ: وَاللَّهِ , لَا يَسْأَلُنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ , فَجَاءَهُ بِمُكَاتَبَتِهِ , فَكَسَرَهَا , ثُمَّ مَكَثَ مَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ , فَقَالَ: أَنْتَ حُرٌّ , وَمَا كَانَ لَكَ مِنْ مَالٍ فَهُوَ لَكَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَفْلَحُ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ سَبَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَفْلَحَ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَسَمِعَ مِنْ عُمَرَ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 عُبَيْدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى أَخِي أَبِي سَعِيدِ بْنِ مُعَلَّى الزُّرَقِيِّ , وَيُكَنَّى عُبَيْدٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ سَبَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ. يَقُولُونَ: عُبَيْدُ بْنُ مُرَّةَ وَهُوَ جَدُّ نَفِيسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ التَّاجِرُ صَاحِبُ قَصْرِ نَفِيسٍ الَّذِي بِنَاحِيَةِ حَرَّةِ وَاقِمٍ. وَمَاتَ عُبَيْدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى لَيَالِيَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 شَمَّاسٌ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. حَفِظَ سُورَةَ يُوسُفَ مِنْ فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَهُوَ يَتْلُوهَا فِي الصَّلَاةِ , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاسٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 السَّائِبُ بْنُ خَبَّابٍ مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَقَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُسْلِمٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَبَّابٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ عُمَرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 عُبَيْدُ ابْنُ أُمِّ كِلَابٍ. سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ سَلَمَةَ اللَّيْثِيُّ , وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ بِقَتْلِ عُثْمَانَ , فَاسْتَقْبَلَ عَائِشَةَ بِسَرِفٍ , فَأَخْبَرَهَا بِقَتْلِهِ وَبَيْعَةِ النَّاسِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَجَعَتْ إِلَى مَكَّةَ , وَكَانَ عُبَيْدٌ عَلَوِيًّا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 ابْنُ مَرْسَا مَوْلَى قُرَيْشٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 الْهُرْمُزَانُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ فَارِسٍ , فَلَمَّا انْقَضَى أَمْرُ جَلُولَاءَ خَرَجَ يَزْدَجِرْدُ مِنْ حُلْوَانَ إِلَى أَصْبَهَانَ , ثُمَّ أَتَى إِصْطَخْرَ وَوَجَّهَ الْهُرْمُزَانَ إِلَى تُسْتَرَ فَضَبَطَهَا وَتَحَصَّنَ فِي الْقَلْعَةِ وَمَعَهُ الْأَسَاوِرَةُ , وَجَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ تُسْتَرَ وَهِيَ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ , وَالْمَاءُ مُحِيطٌ بِهَا , وَمَادَّةٌ تَأْتِيهِمْ مِنْ أَصْبَهَانَ , فَمَكَثُوا كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ , وَحَاصَرَهُمْ أَبُو مُوسَى سَنَتَيْنِ , وَيُقَالُ: ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا , ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ الْقَلْعَةِ عَلَى حُكْمِ عُمَرَ , فَبَعَثَ أَبُو مُوسَى بِالْهُرْمُزَانِ إِلَيْهِ وَمَعَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسِيرًا مِنَ الْعَجَمِ عَلَيْهِمُ الدِّيبَاجُ وَمَنَاطِقُ الذَّهَبِ , وَأَسْوِرَةُ الذَّهَبِ , فَقَدِمُوا بِهِمُ الْمَدِينَةَ فِي زِيِّهِمْ ذَلِكَ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَعْجَبُونَ , فَأَتَوْا بِهِمْ مَنْزِلَ عُمَرَ , فَلَمْ يُصَادِفُوهُ , وَجَعَلُوا يَطْلُبُونَهُ , فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ بِالْفَارِسِيَّةِ: قَدْ ضَلَّ مَلِكُكُمْ , فَقِيلَ لَهُمْ: هُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَدَخَلُوا , فَوَجَدُوهُ نَائِمًا مُتَوَسِّدًا رِدَاءَهُ , فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ: هَذَا مَلِكُكُمْ؟ قَالُوا: هَذَا الْخَلِيفَةُ. قَالَ: أَمَا لَهُ حَاجِبٌ , وَلَا حَارِسٌ؟ قَالُوا: اللَّهُ حَارِسُهُ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَجَلُهُ , فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ: هَذَا الْمُلْكُ الْهَنِيءُ , وَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى الْهُرْمُزَانِ , فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ , ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَلَّ هَذَا وَشِيعَتَهُ بِالْإِسْلَامِ , وَقَالَ عُمَرُ: لِلْوَفْدِ تَكَلَّمُوا وَإِيَّايَ وَتَشْقِيقَ الْكَلَامِ وَالْإِكْثَارَ , فَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَزَ وَعْدَهُ , وَأَعَزَّ دِينَهُ , وَخَذَلَ مَنْ حَادَّهُ , وَأَوْرَثْنَا أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ , وَأَفَاءَ عَلَيْنَا بِأَمْوَالِهِمْ , وَأَبْنَائِهِمْ , وَسَلَّطْنَا عَلَيْهِمْ نَقْتُلُ مَنْ شِئْنَا , وَنَسْتَحْيِي مَنْ شِئْنَا» فَبَكَى عُمَرُ , ثُمَّ قَالَ لِلْهُرْمُزَانِ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: أَمَّا مِيرَاثِي عَنْ آبَائِي فَعِنْدِي , وَأَمَّا مَا كَانَ فِي يَدَيَّ مِنْ مَالِ الْمُلْكِ , وَبُيُوتِ الْأَمْوَالِ فَأَخَذَهُ عَامِلُكَ. قَالَ: يَا هُرْمُزَانُ , كَيْفَ رَأَيْتَ الَّذِيَ صَنَعَ اللَّهُ بِكُمْ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ؟ قَالَ: مَا لَكَ لَا تَكَلَّمُ؟ قَالَ: أَكَلَامُ حَيٍّ أُكَلِّمُكَ أَمْ كَلَامُ مَيِّتٍ؟ قَالَ: أَوَ لَسْتَ حَيًّا؟ فَاسْتَسْقَى الْهُرْمُزَانُ مَاءً , فَقَالَ عُمَرُ: «لَا نَجْمَعُ عَلَيْكَ الْقَتْلَ وَالْعَطَشَ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 فَدَعَا لَهُ بِمَاءٍ , فَأَتَوْهُ بِمَاءٍ فِي قَدَحِ خَشَبٍ , فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: اشْرَبْ , لَا بَأْسَ عَلَيْكَ إِنِّي غَيْرُ قَاتِلِكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ , فَرَمَى الْإِنَاءَ مِنْ يَدِهِ , وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ , كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ دِينٍ نَتَعَبَّدُكُمْ وَنَقْضِيكُمْ وَنَقْتُلُكُمْ , وَكُنْتُمْ أَسْوَأَ الْأُمَمِ عِنْدَنَا حَالًا وَأَخَسَّهَا مَنْزِلَةً , فَلَمَّا كَانَ اللَّهُ مَعَكُمْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ بِاللَّهِ طَاقَةٌ , فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَتْلِهِ , فَقَالَ أَوَ لَمْ تُؤَمِّنِّي؟ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: قُلْتَ لِي: تَكَلَّمْ؛ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ , وَقُلْتَ: اشْرَبْ؛ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ , لَا أَقْتُلُكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ , وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ صَدَقَ , فَقَالَ عُمَرُ: قَاتَلَهُ اللَّهُ , أَخَذَ أَمَانًا وَلَا أَشْعُرُ , وَأَمَرَ فَنُزِعَ مَا كَانَ عَلَى الْهُرْمُزَانِ مِنْ حُلِيِّهِ وَدِيبَاجِهِ , وَقَالَ لِسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ , وَكَانَ نَحِيفًا أَسْوَدَ دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ كَأَنَّهُمَا مُحْتَرِقَانِ: الْبَسْ سَوَارِيِ الْهُرْمُزَانِ , فَلَبِسَهُمَا , وَلَبِسَ كِسْوَتَهُ , فَقَالَ عُمَرُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَلَبَ كِسْرَى وَقَوْمَهُ حُلِيَّهُمْ وَكِسَوَتَهُمْ , وَأَلْبَسَهَا سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ , وَدَعَا عُمَرُ الْهُرْمُزَانَ وَأَصْحَابَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَبَوْا , فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِمْ , فَحَمَلَ عُمَرُ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ وَغَيْرَهُمَا فِي الْبَحْرِ , وَقَالَ: «اللَّهُمَّ , اكْسِرْ بِهِمْ» , وَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ فَكُسِرَ بِهِمْ , وَلَمْ يَغْرَقُوا , فَرَجَعُوا , فَأَسْلَمُوا , وَفَرَضَ لَهُمْ عُمَرُ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ , وَسُمِّيَ الْهُرْمُزَانُ عُرْفُطَةَ قَالَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ بِالرَّوْحَاءِ مُهِلًّا بِالْحَجِّ مَعَ عُمَرَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ مُهِلًّا بِالْحَجِّ بِالرَّوْحَاءِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخْمَصَ بَطْنًا , وَلَا أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ مِنَ الْهُرْمُزَانِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَسَعْدٍ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِمْ رَحِمَهُمُ اللَّهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ الْأَكْبَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ الْحَنَفِيَّةُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ , فَصَارَتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ يَذْكُرُ «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْطَى عَلِيًّا أُمَّ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «رَأَيْتُ أُمَّ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ سِنْدِيَّةً سَوْدَاءَ , وَكَانَتْ أَمَةً لِبَنِي حَنِيفَةَ , وَلَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ , وَإِنَّمَا صَالَحَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى الرَّقِيقِ , وَلَمْ يُصَالِحْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " كَانَتْ رُخْصَةٌ لِعَلِيٍّ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنْ وُلِدَ لِي وَلَدٌ بَعْدَكَ أُسَمِّيهُ بِاسْمِكَ وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ , وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " وَقَعَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَطَلْحَةَ كَلَامٌ , فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: لَا كَجُرْأَتِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ سَمَّيْتَ بِاسْمِهِ وَكَنَّيْتَ بِكُنْيَتِهِ , وَقَدْ نَهَى رَسُولُ [ص: 92] اللَّهِ أَنْ يَجْمَعَهُمَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ , فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ الْجَرِيءَ مَنِ اجْتَرَأَ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ , اذْهَبْ يَا فُلَانُ , فَادْعُ لِي فُلَانًا وَفُلَانًا لِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَجَاؤُوا , فَقَالَ: بِمَ تَشْهَدُونَ , قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ سَيُولَدُ لَكَ بَعْدِي غُلَامٌ فَقَدْ نَحَلْتُهُ اسْمِي وَكُنْيَتِي , وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ «أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى «أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ , وَكَانَ كَثِيرُ الْعِلْمِ وَرِعًا» فَوَلَدَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَبْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَبُو هَاشِمٍ , وَحَمْزَةَ , وَعَلِيًّا , وَجَعْفَرًا الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَكَانَ مِنْ ظُرَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَأَهْلِ الْعَقْلِ مِنْهُمْ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْإِرْجَاءِ , وَلَا عَقِبَ لَهُ وَأُمُّهُ جَمَالُ ابْنَةُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ مُسْرِعَةُ ابْنَةُ عَبَّادِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ حَلِيفُ بَنِي هَاشِمٍ , وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَأُمَّ أَبِيهَا وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاسْمُهَا بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَجَعْفَرًا الْأَصْغَرَ , وَعَوْنًا , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَرُقَيَّةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنِ مُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ وَذَكَرَ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ: " لَمَّا تَصَافَفْنَا [ص: 93] أَعْطَانِي عَلِيٌّ الرَّايَةَ فَرَأَى مِنِّي نُكُوصًا لَمَّا دَنَا النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , فَأَخَذَهَا مِنِّي , فَقَاتَلَ بِهَا. قَالَ: فَحَمَلْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا غَشَيْتُهُ قَالَ: أَنَا عَلَى دِينِ أَبِي طَالِبٍ , فَلَمَّا عَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ كَفَفْتُ عَنْهُ , فَلَمَّا هُزِمُوا قَالَ عَلِيٌّ: لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ , وَلَا تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا , وَقُسِمَ فَيْؤُهُمْ بَيْنَهُمْ مَا قُوتِلَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ أَوْ كُرَاعٍ , وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مَا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْنَا مِنْ كُرَاعٍ أَوْ سِلَاحٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: " كَانَ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ مُعَاوِيَةَ وَأَهْلَ الشَّامِ فَجَعَلَ يَعْقِدُ لِوَاءَهُ , ثُمَّ يَحْلِفُ لَا يَحِلُّهُ حَتَّى يَسِيرَ , فَيَأْبَى عَلَيْهِ النَّاسُ وَيَنْتَشِرُ رَأْيُهُمْ وَيَجْبُنُونَ فَيُحِلُّهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ , وَكُنْتُ أَرَى حَالَهُ فَأَرَى مَا لَا يَسُرُّنِي , فَكَلَّمْتُ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ يَوْمَئِذٍ , وَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تُكَلِّمُهُ أَيْنَ يَسِيرُ بِقَوْمٍ لَا وَاللَّهِ مَا أَرَى عِنْدَهُمْ طَائِلًا , فَقَالَ الْمِسْوَرُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ , يَسِيرُ لِأَمْرٍ قَدْ حُمَّ , قَدْ كَلَّمْتُهُ فَرَأَيْتُهُ يَأْبَى إِلَّا الْمَسِيرَ " قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: فَلَمَّا رَأَى مِنْهُمْ مَا رَأَى قَالَ: اللَّهُمَّ , إِنِّي قَدْ مَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي , وَأَبْغَضْتُهُمْ وَأَبْغَضُونِي فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا مِنْهُمْ وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرًّا مِنِّي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ , قَالَ: «كَانَ عَلَى رَجَّالَةٍ عَلِيٌّ يَوْمَ صِفِّينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , وَكَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَحْمِلُ رَايَتَهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ , عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ , وَقَدْ كَانَ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ , قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمًا وَالْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ الشَّامِ , فَاقْتَتَلْنَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَبْقَى أَحَدٌ , فَأَسْمَعُ صَائِحًا يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ [ص: 94] الْمُسْلِمِينَ , اللَّهُ اللَّهُ مَنْ لِلنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ مِنَ الرُّومِ , مَنْ لِلتُّرْكِ , مَنْ لِلدَّيْلَمِ. اللَّهُ اللَّهُ وَالْبُقْيَا , فَأَسْمَعُ حَرَكَةً مِنْ خَلْفِي , فَالْتَفَتُ , فَإِذَا عَلِيٌّ يَعْدُو بِالرَّايَةِ يُهَرْوِلُ بِهَا حَتَّى أَقَامَهَا , وَلَحِقَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ , فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ , الْزَمْ رَأَيْتَكَ؛ فَإِنِّي مُتَقَدِّمٌ فِي الْقَوْمِ , فَأَنْظُرْ إِلَيْهِ يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُفْرَجَ لَهُ , ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهِمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا أَشْهَدُ عَلَى أَحَدٍ بِالنَّجَاةِ , وَلَا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَا عَلَى أَبِي الَّذِي وَلَدَنِي. قَالَ: فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ. قَالَ: مَنْ كَانَ فِي النَّاسِ مِثْلَ عَلِيٍّ سَبَقَ لَهُ كَذَا سَبَقَ لَهُ كَذَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي الشِّعْبِ: لَوْ أَنَّ أَبِي عَلِيًّا أَدْرَكَ هَذَا الْأَمْرَ لَكَانَ هَذَا مَوْضِعُ رَحْلِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ يَتَّخِذُهُمَا النَّاسُ أَنْدَادًا مِنْ دُونِ اللَّهِ: نَحْنُ , وَبَنُو عَمِّنَا هَؤُلَاءِ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَة , عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " نَحْنُ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ نَتَّخَذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا: نَحْنُ وَبَنُو أُمَيَّةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيٌّ , فَقَالَ: أَجَلْ , أَنَا مَهْدِيُّ؛ أُهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَالْخَيْرِ. اسْمِي اسْمُ نَبِيِّ اللَّهِ , وَكُنْيَتِي كُنْيَةُ نَبِيِّ اللَّهِ , فَإِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ , السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ , عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ , فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ فَحَرَّكَ يَدَهُ , فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ أَمَا آنَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا كَيْفَ نَحْنُ , إِنَّمَا مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ كَانَ يَذْبَحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ , وَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَذْبَحُونَ أَبْنَاءَنَا وَيَنْكِحُونَ نِسَاءَنَا بِغَيْرِ أَمْرِنَا , فَزَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنَّ لَهَا فَضْلًا عَلَى الْعَجَمِ , فَقَالَتِ الْعَجَمُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: كَانَ مُحَمَّدًا عَرَبِيًّا؟ قَالُوا: صَدَقْتُمْ. قَالُوا: وَزَعَمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا فَضْلًا عَلَى الْعَرَبِ , فَقَالَتِ الْعَرَبُ: وَبِمَ ذَا؟ قَالُوا: قَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ قُرَشِيًّا , فَإِنْ كَانَ الْقَوْمُ صَدَّقُوا فَلَنَا فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهُذَلِيُّ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَهُ قَالَ: لَقِيتُ بِخُرَاسَانَ رَجُلًا مِنْ عَزَّةَ. قَالَ: قُلْتُ لِلْأَسْوَدِ: مَا اسْمُهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ خُطْبَةَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي رَهْطٍ يُحَدِّثُهُمْ , فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ , يَا مَهْدِيُّ. قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: أَسِرٌّ هِيَ أَمْ عَلَانِيَةٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ , سِرٌّ. قَالَ: اجْلِسْ , فَجَلَسْتُ , وَحَدَّثَ الْقَوْمَ سَاعَةً , ثُمَّ قَامَ , فَقُمْتُ مَعَهُ , فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ دَخَلْتُ مَعَهُ بَيْتَهُ. قَالَ: قُلْ بِحَاجَتِكَ. قَالَ: فَحَمِدْتُ اللَّهَ , وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ , وَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ , فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُمْ أَقْرَبَ قُرَيْشٍ إِلَيْنَا قَرَابَةً فَنُحِبُّكُمْ عَلَى قَرَابَتِكُمْ , وَلَكِنْ كُنْتُمْ أَقْرَبَ قُرَيْشٍ إِلَى نَبِيِّنَا قَرَابَةً فَلِذَلِكَ أَحْبَبْنَاكُمْ عَلَى قَرَابَتِكُمْ مِنْ نَبِيِّنَا , فَمَا زَالَ بِنَا الشَّيْنُ فِي حُبِّكُمْ حَتَّى ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الْأَعْنَاقُ , وَأُبْطِلَتِ الشَّهَادَاتُ , وَشَرَدْنَا فِي الْبِلَادِ , وَأُوذِينَا حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَذْهَبَ فِي الْأَرْضِ قَفْرًا فَأَعْبُدَ اللَّهَ حَتَّى أَلْقَاهُ لَوْلَا أَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ , وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَقْوَامٍ شَهَادَتُنَا وَشَهَادَتُهُمْ وَاحِدَةٌ عَلَى أُمَرَائِنَا , فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَاتِلُونَ , وَنُقِيمُ , فَقَالَ عُمَرُ يَعْنِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 الْخَوَارِجَ: وَقَدْ كَانَتْ تَبْلُغُنَا عَنْكَ أَحَادِيثُ مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهُكَ لِلْكَلَامِ , فَلَا أَسْأَلُ عَنْكَ أَحَدًا , وَكُنْتَ أَوْثَقَ النَّاسِ فِي نَفْسِي وَأَحَبَّهُ إِلَى أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ فَأَرَى بِرَأْيِكَ , وَكَيْفَ تَرَى الْمَخْرَجَ؟ أَقُولُ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ. قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَشَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَحَادِيثَ؛ فَإِنَّهَا عَيْبٌ عَلَيْكُمْ , وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَإِنَّهُ بِهِ هَدْيُ أَوَّلِكُمْ , وَبِهِ يُهْدَى آخِرُكُمْ , وَلَعَمْرِي لَئِنْ أُوذِيتُمْ لَقَدْ أُوذِيَ مَنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكُمْ , أَمَّا قِيلُكَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَذْهَبَ فِي الْأَرْضِ قَفْرًا فَأَعْبُدَ اللَّهَ حَتَّى أَلْقَاهُ , وَأَجْتَنِبَ أُمُورَ النَّاسِ لَوْلَا أَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أُمُورُ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّكَ تِلْكَ الْبِدْعَةُ الرَّهْبَانِيَّةُ , وَلَعَمْرِي لَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ أَبْيَنُ مِنْ طُلُوعِ هَذِهِ الشَّمْسِ , وَأَمَّا قِيلُكَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَقْوَامٍ شَهَادَتُنَا وَشَهَادَتُهُمْ وَاحِدَةٌ عَلَى أُمَرَائِنَا , فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَاتِلُونَ , وَنُقِيمُ , فَلَا تَفْعَلْ , لَا تُفَارِقِ الْأُمَّةَ , اتَّقِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ بِتَقِيَّتِهِمْ. قَالَ عُمَرُ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ: وَلَا تُقَاتِلْ مَعَهُمْ. قَالَ: قُلْتُ وَمَا تَقِيَّتُهُمْ؟ قَالَ: تُحْضِرُهُمْ وَجْهَكَ عِنْدَ دَعْوَتِهِمْ , فَيَدْفَعُ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْكَ عَنْ دَمِكَ وَدِينِكَ , وَتُصِيبُ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ. قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَطَافَ بِي قِتَالٌ لَيْسَ لِي مِنْهُ بُدٌّ؟ قَالَ: تُبَايِعُ بِإِحْدَى يَدَيْكَ الْأُخْرَى لِلَّهِ , وَتُقَاتِلُ لِلَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُدْخِلُ أَقْوَامًا بِسَرَائِرِهِمُ الْجَنَّةَ , وَسَيُدْخِلُ أَقْوَامًا بِسَرَائِرِهِمُ النَّارَ , وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُبَلِّغَ عَنِّي مَا لَمْ تَسْمَعْ مِنِّي , أَوْ أَنْ تَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: بَايِعْ بِإِحْدَى يَدَيْكَ عَلَى الْأُخْرَى , وَقَاتِلْ عَلَى نِيَّتِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ لَصَاعِقَةٌ , لَا يَقُومُ [ص: 97] لَهَا شَيْءٌ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: «الْزَمْ هَذَا الْمَكَانَ , وَكُنْ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ الْحَرَمِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُنَا , فَإِنَّ أَمَرَنَا إِذَا جَاءَ فَلَيْسَ بِهِ خِفَاءٌ كَمَا لَيْسَ بِالشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ خَفَاءٌ , وَمَا يُدْرِيكَ إِنْ قَالَ لَكَ النَّاسُ تَأْتِي مِنَ الْمَشْرِقِ وَيَأْتِي اللَّهُ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ , وَمَا يُدْرِيكَ إِنْ قَالَ لَكَ النَّاسُ تَأْتِي مِنَ الْمَغْرِبِ وَيَأْتِي اللَّهُ بِهَا مِنَ الْمَشْرِقِ , وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّنَا سَنُؤْتَى بِهَا كَمَا يُؤْتَى بِالْعَرُوسِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ: «مَنْ أَحَبَّنَا نَفَعَهُ اللَّهُ , وَإِنْ كَانَ فِي الدَّيْلَمِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: " وَدِدْتُ لَوْ فَدَّيْتُ شِيعَتَنَا هَؤُلَاءِ وَلَوْ بِبَعْضِ دَمِي. قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى عَلَى الْمِفْصَلِ وَالْعُرُوقِ , ثُمَّ قَالَ: لَحَدِيثُهُمُ الْكَذِبُ , وَإِذَاعَتُهُمُ الشَّرُّ حَتَّى إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ أُمَّ أَحَدِهِمُ الَّتِي وَلَدَتْهُ أَغْرَى بِهَا حَتَّى تُقْتَلَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الْحَارِثِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَغْنَى نَفْسَهُ , وَكُفَّ يَدَهُ , وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ , وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ , لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. أَلَا إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي أُمَيَّةَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ. أَلَا إِنَّ لِأَهْلِ الْحَقِّ دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ وَمِنَّا كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى , وَمَنْ يَمُتْ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ لِعَدْلٍ ظَهَرَ مِنْهُ وَهُوَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ آجَرَهُ اللَّهُ عَلَى حُبِّهُ إِيَّاهُ كَمَا لَوْ كَانَ أَحَبَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَمَنْ أَبْغَضَ رَجُلًا لِلَّهِ لِجَوْرٍ ظَهَرَ مِنْهُ هُوَ فِي [ص: 98] عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ آجَرَهُ اللَّهُ عَلَى بُغْضِهِ إِيَّاهُ كَمَا لَوْ كَانَ أَبْغَضَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ: " كَانَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي حَصْرِهِ الْأَوَّلِ أَشَدَّ النَّاسِ مَعَهُ , وَيُرِيهِ أَنَّهُ شِيعَةٌ لَهُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مُعْجَبٌ بِهِ وَيَحْمِلُ عَلَيْهِ فَلَا يَسْمَعُ عَلَيْهِ كَلَامًا , وَكَانَ الْمُخْتَارُ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَكَانَ مُحَمَّدٌ لَيْسَ فِيهِ بِحُسْنِ الرَّأْيِ , وَلَا يَقْبَلُ كَثِيرًا مِمَّا يَأْتِي بِهِ , فَقَالَ الْمُخْتَارُ: أَنَا خَارِجٌ إِلَى الْعِرَاقِ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: فَاخْرُجْ , وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَامِلٍ الْهَمْدَانِيُّ يَخْرُجُ مَعَكَ , وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: تَحَرَّزْ مِنْهُ , وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ أَمَانَةٍ , وَجَاءَ الْمُخْتَارُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ: اعْلَمْ أَنَّ مَكَانِي مِنَ الْعِرَاقِ أَنْفَعُ لَكَ مِنْ مَقَامِي هَاهُنَا , فَأَذِنَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَخَرَجَ هُوَ وَابْنُ كَامِلٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لَا يَشُكُّ فِي مُنَاصَحَتِهِ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى الْغِشِّ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَخَرَجَا حَتَّى لَقِيَا لَاقِيًا بِالْعُذَيْبِ , فَقَالَ الْمُخْتَارُ: أَخْبِرْنَا عَنِ النَّاسِ , فَقَالَ: تَرَكْتُ النَّاسَ كَالسَّفِينَةِ تَجُولُ لَا مَلَّاحَ لَهَا , فَقَالَ الْمُخْتَارُ: فَأَنَا مَلَّاحُهَا الَّذِي يُقِيمُهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُخْتَارُ الْعِرَاقَ اخْتَلَفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ وَالِي الْكُوفَةِ يَوْمَئِذٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَأَظْهَرَ مُنَاصَحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَابَهُ فِي السِّرِّ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَاتَّخَذَ شِيعَةً. يَرْكَبُ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُ مُطِيعٍ خَافَهُ , فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: كَانَ الْمُخْتَارُ لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَعْيَبَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 لَهُ , وَجَعَلَ يُلْقِي إِلَى النَّاسِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الْأَمْرَ لِأَبِي الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ الْحَنِفِيَّةِ ثُمَّ ظَلَمَهُ إِيَّاهُ , وَجَعَلَ يَذْكُرُ ابْنَ الْحَنِفِيَّةِ وَحَالَهُ وَوَرَعَهُ , وَأَنَّهُ بَعَثَهُ إِلَى الْكُوفَةِ يَدْعُو لَهُ , وَأَنَّهُ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا فَهُوَ لَا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ , وَيَقْرَأُ ذَلِكَ الْكِتَابَ عَلَى مَنْ يَثِقُ بِهِ , وَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنِيفِيَّةِ فَيُبَايِعُونَهُ لَهُ سِرًّا , فَشَكَّ قَوْمٌ مِمَّنْ بَايَعَهُ فِي أَمْرِهِ , وَقَالُوا: أَعْطَيْنَا هَذَا الرَّجُلَ عُهُودَنَا أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ ابْنِ الْحَنِفِيَّةِ , وَابْنُ الْحَنِفِيَّةِ بِمَكَّةَ لَيْسَ مِنَّا بِبَعِيدٍ وَلَا مُسْتَتِرٍ , فَلَوْ شَخَصَ مِنَّا قَوْمٌ إِلَيْهِ فَسَأَلُوهُ عَمَّا جَاءَ بِهِ هَذَا الرَّجُلُ عَنْهُ , فَإِنْ كَانَ صَادِقًا نَصَرْنَاهُ وَأَعَنَّاهُ عَلَى أَمْرِهِ , فَشَخَصَ مِنْهُمْ قَوْمٌ , فَلَقُوا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ بِمَكَّةَ , فَأَعْلَمُوهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ وَمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ , فَقَالَ: نَحْنُ حَيْثُ تَرَوْنَ مُحْتَسِبُونَ , وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي سُلْطَانَ الدُّنْيَا بِقَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ , فَاحْذَرُوا الْكَذَّابِينَ , وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَدِينِكُمْ. فَانْصَرَفُوا عَلَى هَذَا , وَكَتَبَ الْمُخْتَارُ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ وَجَاءَ , فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ , وَقِيلَ: الْمُخْتَارُ أَمِينُ آلِ مُحَمَّدٍ وَرَسُولُهُ , فَأَذِنَ لَهُ وَحَيَّاهُ , وَرَحَّبَ بِهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ , فَتَكَلَّمَ الْمُخْتَارُ - وَكَانَ مُفَوَّهًا - فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهَ بِنُصْرَةِ آلِ مُحَمَّدٍ , وَقَدْ رَكِبَ مِنْهُمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ وَحُرِمُوا وَمُنِعُوا حَقَّهُمْ , وَصَارُوا إِلَى مَا رَأَيْتَ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْكَ الْمَهْدِيُّ كِتَابًا وَهَؤُلَاءِ الشُّهُودُ عَلَيْهِ , فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَنَسٍ الْأَسَدِيُّ , وَأَحْمَرُ بْنُ شُمَيْطٍ الْبَجَلِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَامِلٍ الشَّاكِرِيُّ , وَأَبُو عَمْرَةَ كَيْسَانُ مَوْلَى بَجِيلَةَ: نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابَهُ قَدْ شَهِدْنَاهُ حِينَ دَفَعَهُ إِلَيْهِ , فَقَبَضَهُ إِبْرَاهِيمُ , وَقَرَأَهُ , ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُ , وَقَدْ أَمَرَنَا بِطَاعَتِكَ وَمُؤَازَرَتِكَ , فَقُلْ مَا بَدَا لَكَ , وَادْعُ إِلَى مَا شِئْتَ , ثُمَّ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَرْكَبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ , فَزَرَعَ ذَلِكَ فِي صُدُورِ النَّاسِ , وَوَرَدَ الْخَبَرُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَتَنَكَّرَ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَجَعَلَ أَمْرُ الْمُخْتَارِ يَغْلُظُ فِي كُلِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 يَوْمٍ وَيَكْثُرُ تَبَعُهُ , وَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ وَمَنْ أَعَانَ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُهُمْ , ثُمَّ بَعَثَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَتَلَهُ , وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْمُخْتَارِ , فَعَمَدَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ فَجَعَلَهُ فِي جُونَةٍ , ثُمَّ بَعَثَ بِهِ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , وَسَائِرِ بَنِي هَاشِمٍ , فَلَمَّا رَأَى عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ رَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ تَرَحَّمَ عَلَى الْحُسَيْنِ , وَقَالَ: أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ يَتَغَدَّى , وَأُتِينَا بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ نَتَغَدَّى , وَلَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ بِخُطْبَةٍ فِي الثَّنَاءِ عَلَى الْمُخْتَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُ وَجَمِيلِ الْقَوْلِ فِيهِ , وَكَانَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَكْرَهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ وَمَا يَبْلُغُهُ عَنْهُ , وَلَا يُحِبُّ كَثِيرًا مِمَّا يَأْتِي بِهِ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَصَابَ بِثَأْرِنَا , وَأَدْرَكَ وَغْمَنَا , وَآثَرَنَا , وَوَصَلَنَا , فَكَانَ يُظْهِرُ الْجَمِيلَ فِيهِ لِلْعَامَّةِ , فَلَمَّا اتَّسَقَ الْأَمْرُ لِلْمُخْتَارِ كَتَبَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَهْدِيِّ: مِنَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الطَّالِبِ بِثَأْرِ آلِ مُحَمَّدٍ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَنْتَقِمْ مِنْ قَوْمٍ حَتَّى يُعَذِّرَ إِلَيْهِمْ , وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ الْفَسَقَةَ وَأَشْيَاعَ الْفَسَقَةِ , وَقَدْ بَقِيَتْ بَقَايَا أَرْجُو أَنْ يُلْحِقَ اللَّهُ آخِرَهُمْ بِأَوَّلِهِمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , وَهِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , وَالْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ وَغَيْرِهِمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: " لَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فَخَرَجَ الْحُسَيْنُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ وَأَقَامَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ بِدُنُوِّ جَيْشٍ مُسْرِفٍ أَيَّامِ الْحَرَّةِ , فَرَحَلَ إِلَى مَكَّةَ , فَأَقَامَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ , فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَايَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِنَفْسِهِ , وَدَعَا النَّاسَ إِلَيْهِ دَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْبَيْعَةَ لَهُ فَأَبَيَا يُبَايِعَانِ لَهُ , وَقَالَا: حَتَّى يَجْتَمِعَ لَكَ الْبِلَادُ , وَيَتَّسِقَ لَكَ النَّاسُ , فَأَقَامَا عَلَى ذَلِكَ مَا أَقَامَا. فَمَرَّةً يُكَاشِرُهُمَا وَمَرَّةً يَلِينُ لَهُمَا , وَمَرَّةً يُبَادِيهُمَا , ثُمَّ غَلُظَ عَلَيْهِمَا , فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 كَلَامٌ وَشَرٌّ , فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ يَغْلُظُ حَتَّى خَافَا مِنْهُ خَوْفًا شَدِيدًا وَمَعَهُمَا النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ , فَأَسَاءَ جِوَارَهُمْ , وَحَصَرَهُمْ وَآذَاهُمْ , وَقَصَدَ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَأَظْهَرَ شَتْمُهُ وَعَيْبَهُ , وَأَمَرَهُ وَبَنِي هَاشِمٍ أَنْ يَلْزَمُوا شِعْبَهُمْ بِمَكَّةَ , وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الرُّقَبَاءَ , وَقَالَ لَهُمْ فِيمَا يَقُولُ: وَاللَّهِ , لَتُبَايِعَنَّ أَوْ لَأَحْرِقَنَّكُمْ بِالنَّارِ , فَخَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ. قَالَ سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ: فَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مَحْبُوسًا فِي زَمْزَمَ , وَالنَّاسُ يُمْنَعُونَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: وَاللَّهِ , لَأَدْخُلَنَّ عَلَيْهِ , فَدَخَلْتُ , فَقُلْتُ: مَا بَالُكَ؟ وَهَذَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: دَعَانِي إِلَى الْبَيْعَةِ , فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ , فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ فَأَنَا كَأَحَدِهِمْ , فَلَمْ يَرْضَ بِهَذَا مِنِّي , فَاذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ , وَقُلْ: يَقُولُ لَكَ ابْنُ عَمِّكَ: مَا تَرَى. قَالَ سُلَيْمٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ , فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنْصَارِيٌّ , فَقَالَ: رُبَّ أَنْصَارِيٍّ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ عَدُوِّنَا , فَقُلْتُ: لَا تَخَفْ؛ فَأَنَا مِمَّنْ لَكَ كُلُّهُ. قَالَ: هَاتِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَقَالَ: قُلْ لَهُ: لَا تُطِعْهُ , وَلَا نَعْمَةَ عَيْنٍ إِلَّا مَا قُلْتُ , وَلَا تَزِدْهُ عَلَيْهِ , فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَأَبْلَغْتُهُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ , فَهَمَّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَنْ يَقْدَمَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُخْتَارَ , فَثَقُلَ عَلَيْهِ قُدُومُهُ , فَقَالَ: إِنَّ فِي الْمَهْدِيِّ عَلَامَةً يَقْدَمُ بَلَدَكُمْ هَذَا فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ فِي السُّوقِ بِالسَّيْفِ لَا تَضُرُّهُ وَلَا تَحِيكُ فِيهِ , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ , فَأَقَامَ , فَقِيلَ لَهُ لَوْ بَعَثْتَ إِلَى شِيعَتِكَ بِالْكُوفَةِ , فَأَعْلَمْتَهُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ , فَبَعَثَ أَبَا طُفَيْلٍ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ , فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ: إِنَّا لَا نَأْمَنُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ فَقَطَعَ الْمُخْتَارُ بَعْثًا إِلَى مَكَّةَ , فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , فَعَقَدَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَلَيْهِمْ , وَقَالَ لَهُ: سِرْ , فَإِنْ وَجَدْتَ بَنِي هَاشِمٍ فِي الْحَيَاةِ , فَكُنْ لَهُمْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَضُدًا , وَانْفِذْ لِمَا أَمَرُوكَ بِهِ , وَإِنْ وَجَدْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ قَتَلَهُمْ فَاعْتَرِضْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى تَصِلْ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ لَا تَدَعْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ شُفْرًا وَلَا ظُفْرًا , وَقَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ , لَقَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَذَا الْمَسِيرِ , وَلَكُمْ بِهَذَا الْوَجْهِ عَشْرُ حِجَجٍ وَعَشْرُ عُمَرَ , وَسَارَ الْقَوْمُ وَمَعَهُمُ السِّلَاحُ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى مَكَّةَ فَجَاءَ الْمُسْتَغِيثُ: أَعْجِلُوا فَمَا أُرَاكُمْ تُدْرِكُونَهُمْ , فَقَالَ النَّاسُ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُوَّةِ عَجَّلُوا , فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ ثَمَانُمِائَةٍ رَأْسُهُمْ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ , فَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ , فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى دَخَلَ دَارَ النَّدْوَةِ , وَيُقَالُ: بَلْ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ , وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ. قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَأَصْحَابُهُمَا فِي دُورٍ قَدْ جُمِعَ لَهُمُ الْحَطَبُ , فَأُحِيطَ بِهِمْ حَتَّى بَلَغَ رُءُوسَ الْجُدُرِ لَوْ أَنَّ نَارًا تَقَعُ فِيهِ مَا رُئِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ , فَأَخَّرْنَاهُ عَنِ الْأَبْوَابِ , وَعَجَّلَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ , فَأَسْرَعَ فِي الْحَطَبِ يُرِيدُ الْخُرُوجَ , فَأَدْمَى سَاقَيْهِ , وَأَقْبَلَ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَكُنَّا صَفَّيْنِ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ نَهَارُنَا وَنَهَارُهُ لَا نَنْصَرِفُ إِلَّا إِلَى صَلَاةٍ حَتَّى أَصْبَحْنَا , وَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ فِي النَّاسِ , فَقُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ذَرُونَا نُرِيحُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَا: هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ , مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم سَاعَةً , مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ , وَلَا يُحِلُّهُ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ , فَامْنَعُونَا وَأَجِيرُونَا. قَالَ: فَتَحَمَّلُوا , وَإِنَّ مُنَادِيًا لَيُنَادِي فِي الْجَبَلِ: مَا غَنِمَتْ سَرِيَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مَا غَنِمَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ إِنَّ السَّرَايَا تَغْنَمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ , وَإِنَّمَا غَنِمْتُمْ دِمَاءَنَا , فَخَرَجُوا بِهِمْ حَتَّى أَنْزَلُوهُمْ مِنًى , فَأَقَامُوا بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمُوا , ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الطَّائِفِ , فَأَقَامُوا مَا أَقَامُوا. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَبَقِينَا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا كَانَ الْحَجُّ وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ مَكَّةَ فَوَافَى عَرَفَةَ فِي أَصْحَابِهِ , وَوَافَى مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مِنَ الطَّائِفِ فِي أَصْحَابِهِ , فَوَقَفَ بِعَرَفَةَ وَوَافَى نَجْدَةَ بْنَ عَامِرٍ الْحَنَفِيَّ تِلْكَ السَّنَةَ فِي أَصْحَابِهِ مِنَ الْخَوَارِجِ فَوَقَفَ نَاحِيَةً , وَحَجَّتْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى لِوَاءٍ , فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ فِيمَنْ مَعَهُمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَفَتْ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرْبَعَةُ أَلْوِيَةٍ بِعَرَفَةَ: مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي أَصْحَابِهِ عَلَى لِوَاءٍ. قَامَ عِنْدَ حَبْلِ الْمُشَاةِ , وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي أَصْحَابِهِ مَعَهُ لِوَاءٌ , فَقَامَ مَقَامَ الْإِمَامِ الْيَوْمَ , ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى وَقَفَ حِذَاءَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَوَافَى نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ فِي أَصْحَابِهِ وَمَعَهُ لِوَاءٌ , فَوَقَفَ خَلْفَهُمَا , وَوَافَتْ بَنُو أُمَيَّةَ وَمَعَهُمْ لِوَاءٌ , فَوَقَفُوا عَنْ يَسَارِهِمَا , فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ أَنْغَضَ لِوَاءُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ثُمَّ تَبِعَهُ نَجْدَةُ , ثُمَّ لِوَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ , ثُمَّ لِوَاءُ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَاتَّبَعَهُ النَّاسُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمْ يَدْفَعِ ابْنُ الزُّبَيْرِ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ إِلَّا بِدَفْعِهِ ابْنِ عُمَرَ , فَلَمَّا أَبْطَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَقَدْ مَضَى ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَنَجْدَةُ وَبَنُو أُمَيَّةَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَيَنْتَظِرُ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ , ثُمَّ دَفَعَ , فَدَفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَثَرِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: دَفَعْتُ مِنْ عَرَفَةَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَتِلْكَ السُّنَّةُ , فَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: عَجِّلْ مُحَمَّدُ عَجِّلْ مُحَمَّدُ , فَعَنْ مَنْ أَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْإِغْسَاقَ؟ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَقَامَ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَحَجَّ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي الْخَشَبِيَّةِ مَعَهُ وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الْأَيْسَرِ مِنْ مِنًى» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ , عَنْ ثُوَيْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ الْأَيْسَرِ مِنْ مِنًى فِي أَصْحَابِهِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " خِفْتُ الْفِتْنَةَ , فَمَشَيْتُ إِلَيْهِمْ جَمِيعًا , فَجِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فِي الشِّعْبِ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ , اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّا فِي مِشْعَرٍ حَرَامٍ وَبَلَدٍ حَرَامٍ , وَالنَّاسُ وَفْدُ اللَّهِ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , فَلَا تُفْسِدْ عَلَيْهِمْ حَجَّهُمْ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا أُرِيدُ ذَلِكَ , وَمَا أَحُولُ بَيْنَ أَحَدٍ وَبَيْنَ هَذَا الْبَيْتِ , وَلَا يُؤْتَى أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ مِنْ قِبَلِي , وَلَكِنِّي رَجُلٌ أَدْفَعُ عَنْ نَفْسِي مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَمَا يُرِيدُ مِنِّي , وَمَا أَطْلُبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا أَنْ لَا يَخْتَلِفَ عَلَيَّ فِيهِ اثْنَانِ , وَلَكِنِ ائْتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَكَلِّمْهُ , وَعَلَيْكَ بِنَجْدَةَ فَكَلِّمْهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ , فَجِئْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَكَلَّمْتُهُ بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمْتُ بِهِ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ , فَقَالَ: أَنَا رَجُلٌ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ وَبَايَعَنِي النَّاسُ , وَهَؤُلَاءِ أَهْلُ خِلَافٍ , فَقُلْتُ: إِنَّ خَيْرًا لَكَ الْكَفٌّ , فَقَالَ: أَفْعَلُ , ثُمَّ جِئْتُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ , فَأَجِدُهُ فِي أَصْحَابِهِ وَأَجِدُ عِكْرِمَةَ غُلَامَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَهُ , فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى صَاحِبِكَ. قَالَ: فَدَخَلَ , فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ أَذِنَ لِي , فَدَخَلْتُ , فَعَظَّمْتُ عَلَيْهِ , وَكَلَّمْتُهُ بِمَا كَلَّمْتُ بِهِ الرَّجُلَيْنِ , فَقَالَ: أَمَّا أَنْ أَبْتَدِئَ أَحَدًا بِقِتَالٍ فَلَا , وَلَكِنْ مَنْ بَدَأْنَا بِقِتَالٍ قَاتَلْنَاهُ. قُلْتُ: فَإِنِّي رَأَيْتُ الرَّجُلَيْنِ لَا يُرِيدَانِ قِتَالَكَ , ثُمَّ جِئْتُ شِيعَةَ بَنِي أُمَيَّةَ , فَكَلَّمْتُهُمْ بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمْتُ بِهِ الْقَوْمَ , فَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى لِوَائِنَا لَا نُقَاتِلُ أَحَدًا إِلَّا أَنْ يُقَاتِلَنَا , فَلَمْ أَرَ فِي تِلْكَ الْأَلْوِيَةِ أَسْكَنَ وَلَا أَسْلَمَ دَفْعَةً مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ: وَقَفْتُ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ إِلَى جَنْبِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ الْتَفَتَ إِلَيَّ , فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ , ادْفَعْ فَدَفَعَ , وَدَفَعْتُ مَعَهُ , فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَفَعَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَصْحَابَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يُلَبُّونَ بِعَرَفَةَ , وَرَمَقْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابَهُ فَإِذَا هُمْ يُلَبُّونَ حَتَّى زَاغَتِ الشَّمْسُ , ثُمَّ قُطِعَ , وَكَذَلِكَ فَعَلَتْ بَنُو أُمَيَّةَ , وَأَمَّا نَجْدَةُ , فَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعُرْيَانِ الْمُجَاشِعِيُّ قَالَ: بَعَثَنَا الْمُخْتَارُ فِي أَلْفَيْ فَارِسٍ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. قَالَ: فَكُنَّا عِنْدَهُ. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَذْكُرُ الْمُخْتَارَ , فَيَقُولُ: أَدْرَكَ ثَأْرَنَا , وَقَضَى دُيُونَنَا , وَأَنْفَقَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَا يَقُولُ فِيهِ خَيْرًا وَلَا شَرًّا. قَالَ فَبَلَغَ مُحَمَّدًا أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ عِنْدَهُمْ شَيْئًا. أَيْ مِنَ الْعِلْمِ. قَالَ: فَقَامَ فِينَا , فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ , مَا وَرَثْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّوْحَيْنِ , ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ , حِلًّا. وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ فِي ذُؤَابَةِ سَيْفِي. قَالَ: فَسَأَلْتُ: وَمَا كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا , أَوْ آوَى مُحْدِثًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 أخبرنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ الرَّمَّاحُ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ , فَنَزَلَ شِعْبَ عَلِيٍّ , فَخَرَجْنَا مِنَ الْكُوفَةِ لِنَأْتِيَهُ , فَلَقِينَا ابْنَ عَبَّاسٍ , وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَهُ فِي الشِّعْبِ , فَقَالَ لَنَا: أَحْصُوا سِلَاحَكُمْ , وَلَبُّوا بِعُمْرَةٍ , ثُمَّ ادْخُلُوا الْبَيْتَ , وَطَوِّفُوا بِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ مَيْمُونٍ , عَنْ وَرْدَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْعِصَابَةِ الَّذِينَ انْتَدَبُوا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ حَتَّى يُبَايِعَهُ , فَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ فَأَرَادَ أَهْلَ الشَّامِ , فَمَنَعَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْ يَدْخُلَهَا حَتَّى يُبَايِعَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ. قَالَ: فَسِرْنَا مَعَهُ مَا سِرْنَا وَلَوْ أَمَرَنَا بِالْقِتَالِ لَقَاتَلْنَا مَعَهُ , فَجَمَعْنَا يَوْمًا , فَقَسَمَ فِينَا شَيْئًا , وَهُوَ يَسِيرُ , ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: أَلْحِقُوا بِرِحَالِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ. عَلَيْكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ , وَدَعُوا مَا تُنْكِرُونَ. وَعَلَيْكُمْ بِخَاصَّةِ أَنْفُسِكُمْ , وَدَعُوا أَمْرَ الْعَامَّةِ , وَاسْتَقِرُّوا عَنْ أَمْرَنَا كَمَا اسْتَقَرَّتِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ؛ فَإِنَّ أَمْرَنَا إِذَا جَاءَ كَانَ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ. قَالُوا: وَقُتِلَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ فِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ , فَلَمَّا دَخَلْتُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لَكَ: إِنِّي غَيْرُ تَارِكُكَ أَبَدًا حَتَّى تُبَايِعَنِي أَوْ أُعِيدَكَ فِي الْحَبْسِ , وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْكَذَّابَ الَّذِي كُنْتَ تَدَّعِي نُصْرَتَهُ , وَأَجْمَعَ عَلَيَّ أَهْلُ الْعِرَاقَيْنِ , فَبَايِعْ لِي , وَإِلَّا فَهِيَ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِنِ امْتَنَعْتَ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لِعُرْوَةَ: مَا أَسْرَعَ أَخَاكَ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ وَالْإِسْتِخْفَافِ بِالْحَقِّ , وَأَغْفَلَهُ عَنْ تَعْجِيلِ عُقُوبَةِ اللَّهِ مَا يَشُكُّ أَخُوكَ فِي الْخُلُودِ وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ أَحْمَدَ لِلْمُخْتَارِ وَلِهَدْيِهِ مِنِّي , وَاللَّهِ مَا بَعَثْتُ الْمُخْتَارَ دَاعِيًا وَلَا نَاصِرًا , وَلَلْمُخْتَارُ كَانَ إِلَيْهِ أَشَدَّ انْقِطَاعًا مِنْهُ إِلَيْنَا , فَإِنْ كَانَ كَذَّابًا فَطَالَ مَا قَرَّبَهُ عَلَى كَذِبِهِ , وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ , وَمَا عِنْدِي خِلَافٌ , وَلَوْ كَانَ خِلَافَ مَا أَقَمْتُ فِي جِوَارِهِ , وَلَخَرَجْتُ إِلَى مَنْ يَدْعُونِي , فَأَبَيْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَلَكِنْ هَاهُنَا وَاللَّهِ لِأَخِيكَ قَرِينًا يَطْلُبُ مِثْلَ مَا يَطْلُبُ أَخُوكَ كِلَاهُمَا يُقَاتِلَانِ عَلَى الدُّنْيَا: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ بِجُيُوشِهِ قَدْ أَحَاطَتْ بِرَقَبَةِ أَخِيكَ , وَإِنِّي لَأَحْسَبُ أَنَّ جِوَارَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَيْرٌ لِي مِنْ جِوَارِ أَخِيكَ , وَلَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ يَعْرِضُ عَلَيَّ مَا قَبِلَهُ , وَيَدْعُونِي إِلَيْهِ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللَّهَ وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَى صَاحِبِكَ. قَالَ: أَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: وَاللَّهِ , لَوْ أَطَعْتَنَا لَضَرَبْنَا عُنُقَهُ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: وَعَلَامَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ جَاءَنَا بِرِسَالَةٍ مِنْ أَخِيهِ , وَجَاوَرَنَا فَجَرَى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ كَلَامٌ , فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أَخِيهِ , وَالَّذِي قُلْتُمْ غَدْرٌ وَلَيْسَ فِي الْغَدْرِ خَيْرٌ , لَوْ فَعَلْتُ الَّذِي تَقُولُونَ لَكَانَ الْقِتَالُ بِمَكَّةَ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَأْيِي لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ إِلَّا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ لَمَا قَاتَلْتُهُ , فَانْصَرَفَ عُرْوَةُ فَأَخْبَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِمَا قَالَ لَهُ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ. قَالَ: وَاللَّهِ , مَا أَرَى أَنْ تُعْرِضَ لَهُ. دَعْهُ , فَلْيَخْرُجْ عَنْكَ وَيُغَيِّبُ وَجْهَهُ , فَعَبْدُ الْمَلِكِ أَمَامَهُ لَا يَتْرُكُهُ يَحِلُّ بِالشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَهُ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَا يُبَايِعُهُ أَبَدًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَإِنْ صَارَ إِلَيْهِ كَفَاكَهُ إِمَّا حَبَسَهُ , وَإِمَّا قَتَلَهُ , فَتَكُونَ أَنْتَ قَدْ بَرِئَتْ مِنْ ذَلِكَ. فَأَفْثَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 106 فَقَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ: وَجَاءَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَرَسُولٌ حَتَّى دَخَلَ الشِّعْبَ , فَقَرَأَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ الْكِتَابَ , فَقَرَأَ كِتَابًا لَوْ كَتَبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بَعْضِ إِخْوَتِهِ أَوْ وَلَدِهِ مَا زَادَ عَلَى أَلْطَافِهِ , وَكَانَ فِيهِ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ ضَيِّقَ عَلَيْكَ , وَقَطَعَ رَحِمَكَ , وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ حَتَّى تُبَايِعَهُ فَقَدْ نَظَرْتَ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ وَأَنْتَ أَعْرَفُ بِهِ حَيْثُ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ , وَهَذَا الشَّامُ , فَانْزِلْ مِنْهُ حَيْثُ شِئْتَ , فَنَحْنُ مُكْرِمُوكَ وَوَاصِلُوا رَحِمَكَ , وَعَارِفُوا حَقَّكَ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لِأَصْحَابِهِ: هَذَا وَجْهٌ نَخْرُجُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ وَمَعَهُ كُثَيِّرُ عَزَّةَ يَنْشُدُ شَعَرًا: [البحر الرجز] أَنْتَ إِمَامُ الْحَقِّ لَسْنَا نَمْتَرِي ... أَنْتَ الَّذِي نَرْضَى بِهِ وَنَرْتَجِي أَنْتَ ابْنُ خَيْرِ النَّاسِ مِنْ بَعْدِ النَّبِي ... يَا ابْنَ عَلِيٍّ سِرْ وَمَنْ مِثْلُ عَلِي حَتَّى تَحِلَّ أَرْضَ كَلْبٍ وَبَلِي قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا أَيْلَةَ , فَجَاوَرُونَا بِأَحْسَنِ جِوَارٍ , وَجَاوَرْنَاهُمْ بِأَحْسَنِ ذَلِكَ , وَأَحَبُّوا أَبَا الْقَاسِمِ حُبًّا شَدِيدًا , وَعَظَّمُوهُ وَأَصْحَابَهُ , وَأُمِرْنَا بِالْمَعْرُوفِ , وَنُهِينَا عَنِ الْمُنْكَرِ , وَلَا يُظْلَمُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قُرْبَنَا وَلَا بِحَضْرَتِنَا , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَذَكَرَهُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ , وَكَانَا خَاصَّتَهُ , فَقَالَا: مَا نَرَى أَنْ نَدَعَهُ يُقِيمُ فِي قُرْبَةٍ مِنْكَ وَسِيرَتُهُ سِيرَتُهُ حَتَّى يُبَايِعَ لَكَ أَوْ تَصْرِفَهُ إِلَى الْحِجَازِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلَادِي , فَنَزَلْتَ فِي طَرَفٍ مِنْهَا وَهَذِهِ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ كَمَا تَعْلَمُ , وَأَنْتَ لَكَ ذِكْرٌ وَمَكَانٌ , وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا تُقِيمَ فِي سُلْطَانِي إِلَّا أَنْ تَبَايَعَ لِي فَإِنْ بَايَعْتَنِي فَخُذِ السُّفُنَ الَّتِي قَدِمَتْ عَلَيْنَا مِنَ الْقُلْزُمِ وَهِيَ مِائَةُ مَرْكَبٍ فَهِيَ لَكَ وَمَا فِيهَا , وَلَكَ أَلْفَا أَلْفِ دِرْهَمٍ أُعَجِّلُ لَكَ مِنْهَا خَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ , وَأَلْفَ أَلْفٍ , وَخَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ آتَيْتُكَ مَعَ مَا أَرَدْتَ مِنْ فَرِيضَةٍ لَكَ وَلِوَلَدِكَ , وَلِقَرَابَتِكَ , وَمَوَالِيكَ , وَمَنْ مَعَكَ وَإِنْ أَبَيْتَ فَتَحَوَّلْ عَنْ بَلَدِي إِلَى مَوْضِعٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 لَا يَكُونُ لِي فِيهِ سُلْطَانٌ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. سَلَّامٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَمَّا بَعْدُ , فَقَدْ عَرَفْتَ رَأْيِي فِي هَذَا الْأَمْرِ قَدِيمًا , وَإِنِّي لَسْتُ أُسَفِّهُهُ عَلَى أَحَدٍ , وَاللَّهِ لَوِ اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَيَّ إِلَّا أَهْلُ الزَّرْقَاءِ مَا قَاتَلْتُهُمْ أَبَدًا وَلَا اعْتَزَلْتُهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا نَزَلْتُ مَكَّةَ فِرَارًا مِمَّا كَانَ بِالْمَدِينَةِ , فَجَاوَرْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَأَسَاءَ جِوَارِي , وَأَرَادَ مِنِّي أَنْ أُبَايِعَهُ فَأَبَيْتُ ذَلِكَ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكَ أَوْ عَلَيْهِ , ثُمَّ أَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ , فَأَكُونُ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ , ثُمَّ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَدْعُونِي إِلَى مَا قِبَلِكَ , فَأَقْبَلْتُ سَائِرًا , فَنَزَلْتُ فِي طَرَفٍ مِنْ أَطْرَافِكَ , وَاللَّهِ مَا عِنْدِي خِلَافٌ وَمَعِي أَصْحَابِي , فَقُلْنَا بِلَادٌ رَخِيصَةُ الْأَسْعَارِ وَنَدْنُو مِنْ جِوَارِكَ وَنَتَعَرَّضُ صِلَتَكَ , فَكَتَبْتَ بِمَا كَتَبْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُنْصَرِفُونَ عَنْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَسِرْنَا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةٍ عَلَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ لِمُحَمَّدٍ عَهْدًا عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَصْطَلِحَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ , فَإِذَا اصْطَلَحُوا عَلَى رَجُلٍ بِعَهْدٍ مِنَ اللَّهِ وَمِيثَاقٍ كَتَبَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ بَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِمَّا أَنْ تُبَايِعَنِي , وَإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَرْضِي , وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ مَعَهُ سَبْعَةُ آلَافٍ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي , فَفَعَلَ , فَقَامَ مُحَمَّدٌ فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ وَلِيُّ الْأُمُورِ كُلُّهَا وَحَاكِمُهَا. مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَا يَشَاءُ لَمْ يَكُنْ. كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ. عَجَّلْتُمْ بِالْأَمْرِ قَبْلَ نُزُولِهِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلَابِكُمْ لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ , وَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخَرٌ , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَعُودَنَّ فِيكُمْ كَمَا بَدَأَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ , وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ. مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ مَأْمَنَهُ إِلَى بَلَدِهِ آمِنًا مَحْفُوظًا فَلْيَفْعَلْ , فَبَقِيَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 مَعَهُ تِسْعُمِائَةِ رَجُلٍ , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ , وَقَلَّدَ هَدْيًا , فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ , فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَ الْحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ , لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ , وَرَجَعْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ. دَعْنَا , فَلْنَدْخُلْ , وَلْنَقْضِ نُسُكَنَا , ثُمَّ لَنَخْرُجُ عَنْكَ , فَأَبَى , وَمَعَنَا الْبُدْنُ قَدْ قَلَّدْنَاهَا , فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ , فَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ سَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ , فَلَمَّا سَارَ مَضَيْنَا , فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا , وَقَدْ رَأَيْتُ الْقَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَكَثَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ تُوُفِّيَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عُنْوَانِ الصَّحِيفَةِ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ , وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , الطُّلَقَاءُ وَلُعَنَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى مَنَابِرِ النَّاسِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَأُمُورٌ لَمْ يَقِرَّ قَرَارُهَا " قَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ: فَانْصَرَفْنَا رَاجِعِينَ , فَأَذِنَ لِلْمَوَالِي وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ , فَرَجَعُوا مِنْ مَدْيَنَ , وَمَضَيْنَا إِلَى مَكَّةَ حَتَّى نَزَلْنَا مَعَهُ الشِّعْبَ بِمِنًى , فَمَا مَكَثْنَا إِلَّا لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ أَشْخِصْ مِنْ هَذَا الْمَنْزِلِ , وَلَا تُجَاوِرْنَا فِيهِ. قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: اصْبِرْ , وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ , وَمَا هُوَ بِعَظِيمٍ مَنْ لَا يَصْبِرُ عَلَى مَا لَا يَجِدُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ بُدًّا حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ مَخْرَجًا , وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ السَّيْفَ وَلَوْ كُنْتُ أُرِيدُهُ مَا تَعَبَّثَ بِي ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَلَوْ كُنْتُ أَنَا وَحْدِي وَمَعَهُ جُمُوعُهُ الَّتِي مَعَهُ , وَلَكِنْ وَاللَّهِ , مَا أَرَدْتُ هَذَا , وَأَرَى ابْنَ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَقْصَرٍ عَنْ سُوءِ جِوَارِي فَسَأَتَحَوَّلُ عَنْهُ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ , فحاصرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلَهُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ , وَحَجَّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ تِلْكَ السَّنَةَ مِنَ الطَّائِفِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى شِعْبِهِ فَنَزَلَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الشِّعْبِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ , وَالْحَجَّاجُ مُحَاصِرُهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: قَدْ عَرَفْتُ مَقَامِي بِمَكَّةَ , وَشُخُوصِي إِلَى الطَّائِفِ وَإِلَى الشَّامِ كُلُّ هَذَا إِبَاءٌ مِنِّي أَنْ أُبَايِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَوْ عَبْدَ الْمَلِكِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَحَدِهِمَا وَأَنَا رَجُلٌ لَيْسَ عِنْدِي خِلَافٌ لَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا اعْتَزَلْتُهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا فَأَوَيْتُ إِلَى أَعْظَمِ بِلَادِ اللَّهِ حُرْمَةً يَأْمَنُ فِيهِ الطَّيْرُ فَأَسَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جِوَارِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الشَّامِ فَكَرِهَ عَبْدُ الْمَلِكِ قُرْبِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الْحَرَمِ فَإِنْ يُقْتَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَيَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلى عَبْدِ الْمَلِكِ أُبَايِعْكَ , فَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يَرْضَى بِذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَبَى ذَلِكَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ , فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدٌ يُدَافِعُهُ حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْحَارِثِيُّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْحَجَّاجَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ سُلْطَانٌ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ يَتَوَعَّدُهُ , ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَ اللَّهُ مِنْكَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ , وَيَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانًا , فَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ , قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ , هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتِّينَ وَثَلَاثَمِائَةِ لَحْظَةٍ أَوْ نَفْحَةٍ؟ فَأَرْجُو أَنْ يَرْزُقَنِي اللَّهُ بَعْضَ لَحَظَاتِهِ أَوْ نَفَحَاتِهِ , فَلَا يَجْعَلُ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانًا. قَالَ: فَكَتَبَ بِهَا الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَكَتَبَ بِهَا عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الرُّومِ: إِنَّ هَذِهِ وَاللَّهِ مَا هِيَ مِنْ كَنْزِكَ وَلَا كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِكَ , وَلَكِنَّهَا مِنْ كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَيْهِ فَجَاءَ , فَقَالَ: قَدْ قَتَلَ اللَّهُ عَدُوَّ اللَّهِ , فَقَالَ ابْنُ [ص: 111] الْحَنَفِيَّةِ: إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: أَوَ لَا تَدْرِي أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ لَحْظَةً , فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ قَضِيَّةً , فَلَعَلَّهُ يَكْفِينَاكَ فِي قَضِيَّةٍ مِنْ قَضَايَاهُ. قَالَ فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَتَاهُ كِتَابُهُ , فَأَعْجَبَهُ , وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يُهَدِّدُهُ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً , فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذَلِكَ الْكَلَامِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَكَتَبَ قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلَافٌ وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ , فَارْفُقْ بِهِ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَايَعَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ , فَبَايِعْ , فَكَتَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ الْأُمَّةَ قَدِ اخْتَلَفَتِ اعْتَزَلْتُهُمْ , فَلَمَّا أَفْضَى هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْكَ , وَبَايَعَكَ النَّاسُ كُنْتُ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ أَدْخُلُ فِي صَالِحِ مَا دَخَلُوا فِيهِ , فَقَدْ بَايَعْتُكَ وَبَايَعْتُ الْحَجَّاجَ لَكَ , وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِبَيْعَتِي , وَرَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُؤَمِّنَنَا وَتُعْطِينَا مِيثَاقًا عَلَى الْوَفَاءِ؛ فَإِنَّ الْغَدْرَ لَا خَيْرَ فِيهِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ أَرْضَ اللَّهِ وَاسِعَةٌ , فَلَمَّا قَرَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكِتَابَ قَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ: مَا لَكَ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَلَوْ أَرَادَ فَتْقًا لَقَدِرَ عَلَيْهِ وَلَقَدْ سَلَّمَ وَبَايَعَ فَنَرَى أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ بِالْأَمَانِ لَهُ وَالْعَهْدِ لِأَصْحَابِهِ , فَفَعَلَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّكَ عِنْدَنَا مَحْمُودٌ , أَنْتَ أَحَبُّ وَأَقْرَبُ بِنَا رَحِمًا مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلَكَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ , وَذِمَّةُ رَسُولِهِ , أَنْ لَا تُهَاجَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ. ارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ , وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ , وَلَسْتَ أَدْعُ صِلَتَكَ وَعَوْنَكَ مَا حَيِيتُ. وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ يَأْمُرُهُ بِحُسْنِ جِوَارِهِ وَإِكْرَامِهِ فَرَجَعَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْمَدِينَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَبَنَى دَارَهُ بِالْبَقِيعِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 111 كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْوفُودِ عَلَيْهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَأْذَنُ لَهُ فِي أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ , فَوَفَدَ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَدِمَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِدِمَشْقَ , فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ , فَأَذِنَ لَهُ وَأَمَرَ لَهُ بِمَنْزِلٍ قَرِيبٍ مِنْهُ , وَأَمَرَ أَنْ يُجْرَى عَلَيْهِ نُزْلٌ يَكْفِيهِ وَيَكْفِي مَنْ مَعَهُ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي إِذْنِ الْعَامَّةِ إِذَا أَذِنَ عَبْدُ الْمَلِكِ بَدَأَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ , ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَسَلَّمَ فَمَرَّةً يَجْلِسُ وَمَرَّةً يَنْصَرِفُ , فَلَمَّا مَضَى مِنْ ذَلِكَ شَهْرٌ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ كَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَالِيًا فَذَكَرَ قَرَابَتَهُ وَرَحِمَهُ وَذَكَرَ دَيْنًا عَلَيْهِ فَوَعَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ وَأَنْ يَصِلَ رَحِمَهُ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْفَعَ حَوَائِجَهُ , فَرَفَعَ مُحَمَّدٌ دَيْنَهُ , وَحَوَائِجَهُ , وَفَرَائِضَ لِوَلَدِهِ وَلِغَيْرِهِمْ مِنْ حَامَّتِهِ وَمَوَالِيهِ , فَأَجَابَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ , وَتَعَسَّرَ عَلَيْهِ فِي الْمَوَالِي أَنْ يَفْرِضَ لَهُمْ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ , فَفَرَضَ لَهُمْ فَقَصَّرَ بِهِمْ فَكَلَّمَهُ فَرَفَعَ فِي فَرَائِضِهِمْ , فَلَمْ يَبْقَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَّا قَضَاهَا , وَاسْتَأْذَنَهُ فِي الِانْصِرَافِ فَأَذِنَ لَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: وَفَدْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَضَى حَوَائِجِي وَوَدَّعْتُهُ , فَلَمَّا كِدْتُ أَنْ أَتَوَارَى مِنْ عَيْنَيْهِ نَادَانِي: أَبَا الْقَاسِمِ , أَبَا الْقَاسِمِ , فَكَرَرْتُ , فَقَالَ لِي: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّكَ يَوْمَ تَصْنَعُ بِالشَّيْخِ مَا تَصْنَعُ ظَالِمٌ لَهُ يَعْنِي حِينَ أَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ يَوْمَ الدَّارِ فَدَعَثَهُ بِرِدَائِهِ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلِي يَوْمَئِذٍ ذُؤَابَةٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَعِنْدَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , فَدَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ بِسَيْفِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَأُتِيَ بِهِ , وَدَعَا بِصَيْقَلٍ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ حَدِيدَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْهَا. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلَا وَاللَّهِ مَا أَرَى النَّاسُ مِثْلَ صَاحِبِهَا , يَا مُحَمَّدُ , هَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَيُّنَا رَأَيْتَ أَحَقَّ بِهِ فَلْيَأْخُذْهُ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ [ص: 113] : إِنْ كَانَ لَكَ قَرَابَةٌ فَلِكُلِّ قَرَابَةٍ حَقٌّ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ عَبْدَ الْمَلِكِ , وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا - يَعْنِي الْحَجَّاجَ وَهُوَ عِنْدَهُ قَدْ آذَانِي وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّي , وَلَوْ كَانَتْ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ أَرْسِلْ إِلَيَّ فِيهَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: لَا إِمْرَةَ لَكَ عَلَيْهِ , فَلَمَّا وَلَّى مُحَمَّدٌ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: أَدْرِكْهُ , فَسُلَّ سَخِيمَتَهُ , فَأَدْرَكَهُ , فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لِأَسُلَّ سَخِيمَتَكَ وَلَا مَرْحَبًا بِشَيْءٍ سَاءَكَ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَيْحَكَ يَا حَجَّاجُ , اتَّقِ اللَّهَ , وَاحْذَرِ اللَّهَ مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُهُ الْعِبَادُ إِلَّا لِلَّهِ فِي كُلِّ عَبْدٍ مِنِ عِبَادِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ لَحْظَةً إِنْ أَخَذَ أَخَذَ بِمَقْدِرَةِ وَإِنْ عَفَا عَفَا بِحِلْمٍ , فَاحْذَرِ اللَّهَ , فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: لَا تَسْأَلْنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَهُ , فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: وَتَفْعَلُ؟ قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ صَرْمَ الدَّهْرِ. قَالَ: فَذَكَرَ الْحَجَّاجُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتَ , فَذَكَرَ لَهُ الَّذِي قَالَ مُحَمَّدٌ , وَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَّا ذَكَرَ حَدِيثًا مَا سَمِعْنَاهُ إِلَّا مِنْهُ , وَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ مُحَمَّدٍ , فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتَ: مَا خَرَجَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ إِلَّا مِنْ بَيْتِ نُبُوَّةٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ «أَنَّ الْحَجَّاجَ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ , فَزَجَرَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَنَهَاهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ دَخَلَ الْكَعْبَةَ , فَصَلَّى فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ خُصُومَاتُ النَّاسِ فِي رَبِّهِمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ التَّمَّارُ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مُوَسِّعًا رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثُوَيْرٌ قَالَ: «رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ أَشْعَرَ بُدْنَهُ فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ بِعَرَفَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِطْرَفٍ خَزٍّ بِعَرَفَاتٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ , عَنْ رِشْدِينَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ حَرْقَانِيَّةٍ وَيُرْخِيهَا شِبْرًا أَوْ أَقَلَّ مِنْ شِبْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ , عَنْ نَصْرِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ مِلْحَفَةً صَفْرَاءَ وَسِخَةً» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: " قَالَ لِي مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَلْبِسَ الْخَزَّ؛ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ؟ قُلْتُ: إِنَّهُ يُجْعَلُ فِيهِ الْحَرِيرُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ عَلِيٌّ يُخَضِّبُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمَا لَكَ؟ قَالَ: أَتَشَبَّبُ بِهِ لِلنِّسَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْخَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِيسَمٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي يَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَثَرَ الْحِنَّاءِ , [ص: 115] فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: كُنْتُ أُخَضِّبُ أُمِّي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ , عَنْ أَبِي يَعْلَى , «عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ وَيُمَشِّطُهَا» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: «رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَرَأَيْتُهُ مَكْحُولَ الْعَيْنَيْنِ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: " أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مُكَحَّلُ الْعَيْنَيْنِ , مَصْبُوغُ اللِّحْيَةِ بِحُمْرَةٍ , فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي , فَقُلْتُ: أَرْسَلَتْنِي إِلَى شَيْخٍ مُخَنَّثٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ , ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ , «عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ نَبِيذَ الدَّنِّ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنَّا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَأَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ , فَنَزَعَ خُفَّيْهِ , وَمَسَحَ عَلَى قَدَمَيْهِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقِ , عَنْ أَبِي عُمَرَ " أَنَّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ كَانَ يَغْتَسِلُ فِي الْعِيدَيْنِ , وَفِي الْجُمُعَةِ , وَفِي الشِّعْبِ. قَالَ: وَكَانَ يَغْسِلُ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ يَقُولُ: هَذِهِ لِي خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً قَدْ جَاوَزْتُ سِنَّ أَبِي , تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ [ص: 116] ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَمَاتَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أَيْنَ دُفِنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: بِالْبَقِيعِ. قُلْتُ: أَيُّ سَنَةٍ؟ قَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ فِي أَوَّلِهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً لَا يَسْتَكْمِلُهَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ عُمَرَ شَيْئًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: " وَأَشَارَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَقِيعِ , فَقَالَ: هَذَا قَبْرُ أَبِي الْقَاسِمِ - يَعْنِي أَبَاهُ - مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ , وَهِيَ سَنَةُ الْجُحَافِ , سَيْلٌ أَصَابَ أَهْلَ مَكَّةَ جَحَفَ الْحَاجَّ. قَالَ: فَلَمَّا وَضَعْنَاهُ فِي الْبَقِيعِ جَاءَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ الْوَالِي يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ , فَقَالَ أَخِي: مَا تَرَى؟ فَقُلْتُ: لَا يُصَلِّي عَلَيْهِ أَبَانُ إِلَّا أَنْ يَطْلُبَ ذَلِكَ إِلَيْنَا , فَقَالَ أَبَانُ: أَنْتُمْ أَوْلَى بِجِنَازَتِكُمْ مَنْ شِئْتُمْ , فَقَدِّمُوا مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ , فَقُلْنَا تَقَدَّمْ , فَصَلِّ , فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , فَحَدَّثْتُ زَيْدَ بْنَ السَّائِبِ , فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عُوَيْمِرٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ قَالَ يَوْمَئِذٍ: نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الْإِمَامَ أَوْلَى بِالصَّلَاةِ , وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا قَدَّمْنَاكَ , فَقَالَ زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ: هَكَذَا سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ يَقُولُ: فَتَقَدَّمَ , فَصَلَّى عَلَيْهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 عُمَرُ الْأَكْبَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ الصَّهْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْعَبْدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ , وَكَانَتْ سَبِيَّةً أَصَابَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَيْثُ أَغَارَ عَلَى بَنِي تَغْلِبَ بِنَاحِيَةِ عَيْنِ التَّمْرِ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ مُوسَى , وَأُمَّ حَبِيبٍ , وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَقَدْ رَوَى عُمَرُ الْحَدِيثَ , وَكَانَ فِي وَلَدِهِ عِدَّةٌ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ , فَذَكَرْنَاهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ وَطَبَقَتِهِمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ سَلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ قَدِمَ مِنَ الْحِجَازِ عَلَى الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ , وَسَأَلَهُ , فَلَمْ يُعْطِهِ , وَقَالَ: أَقَدِمْتَ بِكِتَابٍ مِنَ الْمَهْدِيِّ؟ قَالَ: لَا , فَحَبَسَهُ أَيَّامًا , ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ , وَقَالَ: اخْرُجْ عَنَّا , فَخَرَجَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِالْبَصْرَةِ هَارِبًا مِنَ الْمُخْتَارِ , فَنَزَلَ عَلَى خَالِهِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ التَّمِيمِيِّ , ثُمَّ النَّهْشَلِيِّ , وَأَمَرَ لَهُ مُصْعَبٌ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ , ثُمَّ أَمَرَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ النَّاسَ بِالتَّهَيُّؤِ لِعَدُوِّهِمْ , وَوَقَّتَ لِلْمَسِيرِ وَقْتًا , ثُمَّ عَسْكَرَ , ثُمَّ انْقَلَعَ مِنْ مُعَسْكَرِهِ ذَلِكَ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ , فَلَمَّا سَارَ مُصْعَبٌ تَخَلَّفَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَخْوَالِهِ , وَسَارَ خَالُهُ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ مَعَ مُصْعَبٍ , فَلَمَّا فَصَلَ مُصْعَبٌ مِنَ الْبَصْرَةِ جَاءَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ , فَقَالُوا: نَحْنُ أَيْضًا أَخْوَالُكَ , وَلَنَا فِيكَ نَصِيبٌ , فَتَحَوَّلْ إِلَيْنَا؛ فَإِنَّا نُحِبُّ كَرَامَتَكَ. قَالَ: نَعَمْ , فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ , فَأَنْزَلُوهُ وَسْطَهُمْ , وَبَايَعُوا لَهُ بِالْخِلَافَةِ , وَهُوَ كَارِهٌ يَقُولُ: يَا قَوْمُ , لَا تَعْجَلُوا , وَلَا تَفْعَلُوا هَذَا الْأَمْرَ , فَأَبَوْا , فَبَلَغَ ذَلِكَ مُصْعَبًا , فَكَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ يُعَجِّزُهُ , وَيُخَبِّرُهُ غَفْلَتَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَمَّا أَحْدَثُوا مِنَ الْبَيْعَةِ لَهُ , ثُمَّ دَعَا مُصْعَبٌ خَالَهُ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ , فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ مُكْرِمًا لَكَ , مُحْسِنًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ , فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ فِي ابْنِ أُخْتِكَ , وَتَخَلُّفِهِ بِالْبَصْرَةِ يُؤَلِّبُ النَّاسَ , وَيَخْدَعُهُمْ فَحَلَفَ بِاللَّهِ: مَا فَعَلَ , وَمَا عَلِمَ مِنْ قِصَّتِهِ هَذِهِ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ , فَقَبِلَ مِنْهُ مُصْعَبٌ وَصَدَّقَهُ , وَقَالَ مُصْعَبٌ: قَدْ كَتَبْتُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ أَلُومُهُ فِي غَفْلَتِهِ عَنْ هَذَا , فَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ: فَلَا يُهَيِّجُهُ أَحَدٌ؛ أَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ وَأُقْدِمُ بِهِ عَلَيْكَ , فَسَارَ نُعَيْمٌ حَتَّى أَتَى الْبَصْرَةَ , فَاجْتَمَعَتْ بَنُو حَنْظَلَةَ وَبَنُو عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ , فَسَارَ بِهِمْ حَتَّى أَتَى بَنِي سَعْدٍ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا كَانَ لَكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي صَنَعْتُمْ خَيْرٌ , وَمَا أَرَدْتُمْ إِلَّا هَلَاكَ تَمِيمٍ كُلَّهَا , فَادْفَعُوا إِلَيَّ ابْنَ أُخْتِي , فَتَلَاوَمُوا سَاعَةً , ثُمَّ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ , فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ بِهِ عَلَى مُصْعَبٍ , فَقَالَ: يَا أَخِي , مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ , فَحَلَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِاللَّهِ , مَا أَرَادَ ذَلِكَ , وَلَا كَانَ لَهُ بِهِ عَلِمٌ حَتَّى فَعَلُوهُ , وَلَقَدْ كَرِهْتُ ذَلِكَ وَأَبَيْتُهُ , فَصَدَّقَهُ مُصْعَبٌ وَقَبِلَ مِنْهُ , وَأَمَرَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ صَاحِبَ مُقَدِّمَتِهِ عِبَادًا الْحَبَطِيَّ أَنْ يَسِيرَ إِلَى جَمْعِ الْمُخْتَارِ , فَسَارَ فَتَقَدَّمَ , وَتَقَدَّمَ مَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَنَزَلُوا الْمَذَارَ , وَتَقَدَّمَ جَيْشُ الْمُخْتَارِ , فَنَزَلُوا بِإِزَائِهِمْ فَبَيَّتَهُمْ أَصْحَابُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَتَلُوا ذَلِكَ الْجَيْشَ , فَلَمْ يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا الشَّرِيدُ , وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُحَمَّدًا , وَسَعِيدًا , وَإِلْيَاسَ , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَفَاخِتَةَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَبِي كَرِيمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدٍ ذِي الشَّرِيِّ ابْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ فَهْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ غَانِمِ بْنِ دَوْسٍ , وَمَرْيَمَ , وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنٍ , " أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا أَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: أَنَا حَزْنٌ , قَالَ: «بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ» , قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , اسْمٌ سَمَّانِي بِهِ أَبَوَايَ , فَعُرِفْتُ بِهِ فِي النَّاسِ , قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مَا زِلْنَا نَعْرِفُ الْحُزُونَةَ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «وُلِدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بَعْدَ أَنِ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بِأَرْبَعِ سِنِينَ , وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وُلِدَ سَعِيدٌ قَبْلَ مَوْتِ عُمَرَ بِسَنَتَيْنِ , وَمَاتَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي رَأَيْتُ عَلَيْهِ النَّاسَ فِي مَوْلِدِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ , وَيُرْوَى أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ , وَلَمْ أَرَ أَهْلَ الْعِلْمِ يُصَحِّحُونَ ذَلِكَ , وَإِنْ كَانُوا قَدْ رَوَوْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , [ص: 120] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَرِيفٍ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ يَعْقُوبَ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ عُمَرَ كَلِمَةً مَا بَقِيَ أَحَدٌ حَيٌّ سَمِعَهَا غَيْرِي. كَانَ عُمَرُ حِينَ رَأَى الْكَعْبَةَ قَالَ: اللَّهُمَّ , أَنْتَ السَّلَامُ , وَمِنْكَ السَّلَامُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَخْنَسَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «لَا أَجِدُ أَحَدًا جَامَعَ فَلَمْ يَغْتَسِلْ أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ إِلَّا عَاقَبْتُهُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: " هَلْ أَدْرَكْتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: لَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ " أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَسِيرُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي» قَالَ يَزِيدُ: قَالَ مِسْعَرٌ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ , مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ , وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ. قَالَ أَبِي: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: وَكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ عُثْمَانُ مِنِّي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: وَسَأَلَهُ سَائِلٌ عَمَّنْ أَخَذَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عِلْمَهُ؟ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَجَالِسَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ , وَدَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ: عَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعَلِيٍّ , وَصُهَيْبٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , وَجُلُّ رِوَايَتِهِ الْمُسْنَدَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ زَوْجُ ابْنَتِهِ , وَسَمِعَ مِنَ أَصْحَابِ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِكُلِّ مَا قَضَى بِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ مِنْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ وَأُخْبِرْتُ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: ابْنُ الْمُسَيَّبِ رَاوِيَةُ عُمَرَ. قَالَ لَيْثٌ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ النَّاسِ لِأَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُفْتِي وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْيَاءٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ يَقُولُ: كَانَ رَأْسُ مَنْ بِالْمَدِينَةِ فِي دَهْرِهِ الْمُقَدَّمِ عَلَيْهِمْ فِي الْفَتْوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَيُقَالُ: فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالشَّعْبِيِّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي الْحُوَيْرِثِ «أَنَّهُ شَهِدَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَسْتَفْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَقُولُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا [ص: 122] تَقَدَّمَهُ مِنَ الْآثَارِ , وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ , فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا , فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَسَأَلْتُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ , عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَصَرِيِّ قَالَ: " حَجَجْتُ , فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ , فَسَأَلْنَا عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَقْضِي بِقَضَاهُ حَتَّى يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِنْسَانًا يَسْأَلُهُ , فَدَعَاهُ , فَجَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ , فَقَالَ عُمَرُ: أَخْطَأَ الرَّسُولُ؛ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاهُ يَسْأَلُكَ فِي مَجْلِسِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ عَالِمٌ إِلَّا يَأْتِينِي بِعِلْمِهِ , وَأُوتَى بِمَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَأَلَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَانْتَسَبْتُ لَهُ , فَقَالَ: " لَقَدْ جَلَسَ أَبُوكَ إِلَيَّ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ , فَسَأَلَنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا , فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ سَلَامٌ: يَقُولُ عِمْرَانُ: وَاللَّهِ , مَا أُرَاهُ مَرَّ عَلَى أُذُنِهِ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا وَعَاهُ قَلْبُهُ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالُوا: اسْتَعْمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: لَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَكَتَبَ [ص: 123] إِلَى جَابِرٍ يَلُومُهُ , وَيَقُولُ: مَا لَنَا وَلِسَعِيدٍ , دَعْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَر , عَنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: كَانَ جَابِرٌ الْأَسْوَدُ وَهُوَ عَامَلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمَدِينَةِ قَدْ تَزَوَّجَ الْخَامِسَةَ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّةُ الرَّابِعَةِ , فَلَمَّا ضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ صَاحَ بِهِ سَعِيدٌ وَالسِّيَاطُ تَأْخُذُهُ وَاللَّهِ مَا رَبَعَتْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ. يَقُولُ اللَّهُ {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] وَإِنَّكَ تَزَوَّجْتَ الْخَامِسَةَ قَبْلَ انْقِضَاءِ عِدَّةِ الرَّابِعَةِ , وَمَا هِيَ إِلَّا لَيَالٍ , فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ , فَسَوْفَ يَأْتِيكَ مَا تَكْرَهُ , فَمَا مَكَثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسَافِعٍ الْعَامِرِيِّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ قليعٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَوْمًا , وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَشْيَاءُ وَأَرْهَقَنِي دَيْنٌ , فَجَلَسْتُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ , وَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي أَخَذْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ , فَأَضْجَعْتُهُ إِلَى الْأَرْضِ , ثُمَّ بَطَحْتُهُ , فَأَوْتَدْتُ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ. قَالَ: مَا أَنْتَ رَأَيْتَهَا؟ قَالَ: بَلَى , أَنَا رَأَيْتُهَا. قَالَ: لَا أُخْبِرُكُ أَوْ تُخْبِرَنِي؟ قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَآهَا , وَهُوَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ. قَالَ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاهُ قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَخَرَجَ مِنْ صُلْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ يَكُونُ خَلِيفَةً. قَالَ: فَدَخَلْتُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَسَّرَهُ , وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدٍ , وَعَنْ حَالِهِ , فَأَخْبَرْتُهُ , وَأَمَرَ لِي بِقَضَاءِ دَيْنِي , وَأَصَبْتُ مِنْهُ خَيْرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: رَأَيْتُ كَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبُولُ فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ أَرْبَعَ مِرَارٍ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَامَ فِيهِ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ خُلَفَاءَ [ص: 124] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا , وَكَانَ أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , وَأَخَذَتْهُ أَسْمَاءُ عَنْ أَبِيهَا أَبِي بَكْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ فِي يَدَيَّ , ثُمَّ دَفَنْتُهَا , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ دَفَنْتَ أَسْنَانَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنِّي أُرَانِي أَبُولُ فِي يَدَيَّ , فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّ تَحْتَكَ ذَاتَ مَحْرَمٍ , فَنَظَرَ فَإِذَا امْرَأَةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ رَضَاعٌ , وَجَاءَهُ آخَرٌ , فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي أَرَى كَأَنِّي أَبُولُ فِي أَصْلِ زَيْتُونَةٍ. قَالَ: انْظُرْ مَنْ تَحْتَكَ تَحْتَكَ ذَاتُ مَحْرَمٍ , فَنَظَرَ , فَإِذَا امْرَأَةٌ لَا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحِهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي رَأَيْتُ حَمَامَةً وَقَعَتْ عَلَى الْمَنَارَةِ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ , فَقَالَ: يَتَزَوَّجُ الْحُجَّاجُ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: إِنِّي أَرَى أَنَّ تَيْسًا أَقْبَلَ يَشْتَدُّ مِنَ الثَّنِيَّةِ , فَقَالَ: اذْبَحْ , اذْبَحْ. قَالَ: ذَبَحْتُ. قَالَ: مَاتَ ابْنُ أُمِّ صِلَاءٍ , فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَهُ الْخَبَرُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ صِلَاءٍ رَجُلًا مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَسْعَى بِالنَّاسِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ رَجُلٌ مِنَ الْقَارَةِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مَنْ فَهْمٍ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّهُ يَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ يَخُوضُ النَّارَ , فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ , [ص: 125] لَا تَمُوتُ حَتَّى تَرْكَبَ الْبَحْرَ , وَتَمُوتَ قَتْلًا. قَالَ: فَرَكِبَ الْبَحْرَ , فَأَشْفَى عَلَى الْهَلَكَةِ , وَقُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدٍ بِالسَّيْفِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: طَلَبْتُ الْوَلَدَ , فَلَمْ يُولَدْ لِي , فَقُلْتُ لِابْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنِّي أَرَى أَنَّهُ طُرِحَ فِي حِجْرِي بَيْضٌ , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: الدَّجَاجُ عَجَمِيٌّ , فَاطْلُبْ سَبَبًا إِلَى الْعَجَمِ. قَالَ: فَتَسَرَّيْتُ , فَوُلِدَ لِي , وَكَانَ لَا يُولَدُ لِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: يَقُولُ لِلرَّجُلِ: إِذَا رَأَى الرُّؤْيَا وَقَصَّهَا عَلَيْهِ يَقُولُ: خَيْرًا رَأَيْتَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: التَّمْرُ فِي النَّوْمِ رِزْقٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ , وَالرُّطَبُ فِي زَمَانِهِ رِزْقٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: آخِرُ الرُّؤْيَا أَرْبَعُونَ سَنَةً يَعْنِي فِي تَأْوِيلِهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: الْكَبْلُ فِي النَّوْمِ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ. قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي جَالِسٌ فِي الظِّلِّ , فَقُمْتُ إِلَى الشَّمْسِ , فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: وَاللَّهِ , لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتُخْرَجَنَّ مِنَ الْإِسْلَامِ. قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنِّي أُرَانِي أُخْرِجْتُ حَتَّى أُدْخِلْتُ فِي الشَّمْسِ , فَخَسَلَتْ. قَالَ: تُكْرَهُ عَلَى الْكُفْرِ. قَالَ: فَخَرَجَ فِي زَمَانِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَأُسِرَ , فَأُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ , فَرَجَعَ , ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ يُخْبِرُ بِهَذَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا " أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي جُمَادَى سَنَةَ أَرْبَعٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 وَثَمَانِينَ , فَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بِالْعَهْدِ , وَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى الْبُلْدَانِ , وَعَامِلُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ , فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُمَا فَبَايَعَ النَّاسَ وَدَعَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا , فَأَبَى , وَقَالَ حَتَّى أَنْظُرَ , فَضَرَبَهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ سِتِّينَ سَوْطًا , وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ حَتَّى بَلَغَ بِهِ رَأْسَ الثَّنِيَّةِ , فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قَالَ: أَيْنَ تَكِرُّونَ بِي؟ قَالُوا: إِلَى السِّجْنِ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَوْلَا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَدًا , فَرَدُّوهُ إِلَى السِّجْنِ وَحَبَسَهُ , وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يُخْبِرُهُ بِخِلَافِهِ , وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَلُومُهُ فِيمَا صَنَعَ بِهِ , وَيَقُولُ: سَعِيدٌ كَانَ وَاللَّهِ , أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ؛ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ شِقَاقٌ وَلَا خِلَافٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: دَخَلَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِكِتَابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَذْكُرُ أَنَّهُ ضَرَبَ سَعِيدًا , وَطَافَ بِهِ. قَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , يُفْتَاتُ عَلَيْكَ هِشَامٌ بِمِثْلِ هَذَا , يَضْرِبُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ وَيَطُوفُ بِهِ , وَاللَّهِ لَا يَكُونُ سَعِيدٌ أَبَدًا أَمْحَلَ وَلَا أَلَجَّ مِنْهُ حِينَ يُضْرَبُ , سَعِيدٌ لَوْ لَمْ يُبَايِعْ مَا كَانَ يَكُونُ مِنْهُ , مَا سَعِيدٌ مِمَّنْ يُخَافُ فَتْقُهُ وَلَا غَوَائِلُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ , وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالسُّنَّةِ. وَقَالَ قَبِيصَةُ: اكْتُبْ إِلَيْهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: اكْتُبْ أَنْتَ إِلَيْهِ عَنْكَ تُخْبِرْهُ بِرَأْيِي فِيهِ , وَمَا خَالَفَنِي مِنْ ضَرْبِ هِشَامٍ إِيَّاهُ , فَكَتَبَ قَبِيصَةُ إِلَى سَعِيدٍ بِذَلِكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ ظَلَمَنِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ , فَجَعَلَ الْإِهَابَ عَلَى ظَهْرِهِ , ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَضْبًا رَطْبًا , وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قَالَ: اللَّهُمَّ , انْصُرْنِي مِنْ هِشَامٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , فَجَعَلَ يُكَلِّمُ سَعِيدًا , وَيَقُولُ لَهُ: إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ , اتَّقِ اللَّهَ , وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ. قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ: إِنَّكَ خُرِقْتَ بِهِ , وَلَمْ تَرْفُقْ , فَجَعَلَ سَعِيدٌ يَقُولُ: إِنَّكَ وَاللَّهِ , أَعْمَى الْبَصَرِ أَعْمَى الْقَلْبِ. قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عِنْدِهِ , وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , فَقَالَ: هَلْ لَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مُنْذُ ضَرَبْنَاهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ , مَا كَانَ أَشَدَّ لِسَانًا مِنْهُ مُنْذُ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ , فَاكْفُفْ عَنِ الرَّجُلِ , وَجَاءَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَلُومُهُ فِي ضَرْبِهِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , وَيَقُولُ: مَا ضَرَّكَ لَوْ تَرَكْتَ سَعِيدًا , وَوَطِئْتَ مَا قَالَ؟ وَنَدِمَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَلَى مَا صَنَعَ بِسَعِيدٍ , فَخَلَّى سَبِيلَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ , وَكَانَ ثِقَةً قَالَ: صَنَعَتِ ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ طَعَامًا كَثِيرًا حِينَ حُبِسَ , فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَيْهِ , فَلَمَّا جَاءَ الطَّعَامُ دَعَانِي سَعِيدٌ , فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى ابْنَتِي فَقُلْ لَهَا لَا تَعُودِي لِمِثْلِ هَذَا أَبَدًا؛ فَهَذِهِ حَاجَةُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ مَالِي فَأَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ , وَأَنَا لَا أَدْرِي مَا أُحْبَسُ , فَانْظُرِي إِلَى الْقُوتِ الَّذِي كُنْتُ آكُلُ فِي بَيْتِي , فَابْعَثِي إِلَيَّ بِهِ , فَكَانَتْ تَبْعَثُ إِلَيْهِ بِذَلِكَ , وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: إِنِّي أَرَى أَنَّ نَفْسَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ كَانَتْ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ " أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ خَمْسِينَ سَوْطًا , وَأَقَامَهُ بِالْحَرَّةِ , وَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ. قَالَ: فَقَالَ سَعِيدٌ: أَمَا وَاللَّهِ , لَوْ عَلِمْتُ [ص: 128] أَنَّهُمْ لَا يَزِيدُونَنِي عَلَى الضَّرْبِ مَا لَبِسْتُ لَهُمُ التُّبَّانَ؛ إِنَّمَا تَخَوَّفْتُ أَنْ يَقْتُلُونِي , فَقُلْتُ: تُبَّانٌ أَسْتَرُ مِنْ غَيْرِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ ضَرَبَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عُمَرَ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: ادْعُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ , أَعِزَّ دِينَكَ , وَأَظْهِرْ أَوْلِيَاءَكَ , وَأَخْزِ أَعْدَاءَكَ فِي عَافِيَةٍ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ مَا مَنَعَكَ مِنَ الْحَجِّ أَنَّكَ جَعَلْتَ لِلَّهِ عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَلَى ابْنِ مَرْوَانَ. قَالَ: مَا فَعَلْتُ , وَمَا أُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَإِنَّمَا كُتِبَتْ عَلَيَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَعُمْرَةً , وَإِنِّي أَرَى نَاسًا مِنْ قَوْمِكَ يَسْتَدِينُونَ , فَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ , ثُمَّ يَمُوتُونَ , وَلَا يُقْضَى عَنْهُمْ , وَلَجُمْعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ تَطَوُّعًا. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ الْحَسَنَ , فَقَالَ: مَا قَالَ شَيْئًا. لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ مَا حَجَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَا اعْتَمَرُوا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ , عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقَزِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ , فَإِذَا سَعِيدٌ جَالِسٌ وَحْدَهُ , فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: نُهِيَ أَنْ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانٌ قَالَ: كَانَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا عَطَاءَهُ , فَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا فَيَأْبَى , وَيَقُولُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي مَرْوَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا شَأْنُ الْحَجَّاجِ لَا يَبْعَثُ إِلَيْكَ وَلَا يُحَرِّكُكَ وَلَا يُؤْذِيكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ , لَا أَدْرِي إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَبِيهِ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى صَلَاةً , فَجَعَلَ لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا , فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ حَصَى فَحَصَبْتُهُ بِهَا , زَعَمَ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ: مَا زِلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أُحْسِنُ الصَّلَاةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: حَجَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ أَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا يَدْعُوهُ وَلَا يُحَرِّكُهُ. قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , وَقَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاقِفٌ بِالْبَابِ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَكَ , فَقَالَ: مَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيَّ حَاجَةٌ , وَمَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ , وَإِنَّ حَاجَتَهُ إِلَيَّ لِغَيْرُ مَقْضِيَّةٍ. قَالَ: فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ , فَقُلْ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ وَلَا تُحَرِّكْهُ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: لَوْلَا أَنَّهُ تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيكَ مَا ذَهَبْتُ إِلَيْهِ إِلَّا بِرَأْسِكَ. يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُكَلِّمُكَ تَقُولُ مِثْلَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ بِي خَيْرًا فَهُوَ لَكَ , وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا أَحِلُّ حُبْوَتِي حَتَّى يَقْضِيَ مَا هُوَ قَاضٍ , فَأَتَاهُ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَبَى إِلَّا صَلَابَةً " قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا الْإِسْنَادَ قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَرَأَى شَيْخًا قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. فَلَمَّا جَلَسَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لَعَلَّكَ أَخْطَأْتَ بِاسْمِي أَوْ لَعَلَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى غَيْرِي. قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَأَخْبَرَهُ , فَغَضِبَ وَهَمَّ بِهِ. قَالَ وَفِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَقِيَّةٌ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ جُلَسَاؤُهُ , فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَشَيْخُ قُرَيْشٍ , وَصِدِّيقُ أَبِيكَ لَمْ يَطْمَعْ مَلِكٌ قَبْلَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ. قَالَ: فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى أَضْرَبَ عَنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ , فَامْتَنَعَتْ مِنْهُ الْقَائِلَةُ , وَاسْتَيْقَظَ , فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ , هَلْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: فَخَرَجَ , فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَةٍ لَهُ , فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , ثُمَّ غَمْزَهُ , وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِهِ , ثُمَّ وَلَّى , فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيدٌ , وَلَمْ يَتْبَعْهُ , فَقَالَ: أُرَاهُ فَطِنَ , فَجَاءَ , فَدَنَا مِنْهُ , ثُمَّ غَمْزَهُ وَأَشَارَ إِلَيْهِ , وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيرُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: اسْتَيْقَظَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ انْظُرْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي , فَأَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: أَرْسَلَكَ إِلَيَّ؟ قَالَ: لَا , وَلَكِنْ قَالَ: اذْهَبْ , فَانْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَهْيَأَ مِنْكَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: اذْهَبْ , فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ , فَخَرَجَ الْحَاجِبُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إِلَّا مَجْنُونًا , فَأَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ مَا وَجَدْتُ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا شَيْخًا , أَشَرْتُ إِلَيْهِ , فَلَمْ يَقُمْ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ لِي: أَعْلَمْهُ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: ذَاكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَدَعْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا سُئِلَ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَالَ: أَقُولُ فِيهِمْ مَا قَوَّلَنِي رَبِّي: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} [الحشر: 10] حَتَّى يُتِمَّ الْآيَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ [ص: 131] قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ تَأْذِينًا فِي أَهْلِي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا لَقِيتُ النَّاسَ مُنْصَرِفِينَ مِنْ صَلَاةٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , وَلَا نَظَرَ فِي أَقْفَائِهِمْ. قَالَ عِمْرَانُ: وَكَانَ سَعِيدٌ يُكْثِرُ الِاخْتِلَافَ إِلَى السُّوقِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لَوْ تَبَدَّيْتَ , وَذَكَرْتُ لَهُ الْبَادِيَةَ وَعَيْشَهَا وَالْعَتَمَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: كَيْفَ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ؟ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مَا أَظَلَّنِي بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَنْزِلِي إِلَّا أَنِّي آتِي ابْنَةً لِي فَأُسَلِّمُ عَلَيْهَا أَحْيَانًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 قَالَ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: بَلَغَنِي «أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عُمِّرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً , لَمْ يَأْتِ الْمَسْجِدَ فَيَجِدْ أَهْلَهُ قَدِ اسْتَقْبَلُوهُ خَارِجَيْنِ مِنْهُ , قَدْ قَضَوْا صَلَاتَهُمْ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 قَالَ أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: يَا عَمِّي , أَلَا تَخْرُجُ فَتَأْكُلَ الثُّومَ مَعَ قَوْمِكَ؟ فَقَالَ: مُعَاذَ اللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي؛ أَنْ أَدَعَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً خَمْسَ صَلَوَاتٍ , وَقَدْ سَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ هَذَا اللَّبَنَ عَادَ قَطِرَانًا يُتَّبِعُ أَوِ اتَّبَعَتْ قُرَيْشٌ - شَكَّ شِهَابٌ أَذْنَابَ الْإِبِلِ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ. إِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الشَّاذِّ وَهُوَ مِنَ الْإِثْنَيْنِ أَبْعَدُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ اشْتَكَى عَيْنَهُ , فَقَالُوا لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِلَى الْعَقِيقِ , فَنَظَرْتَ إِلَى الْخُضْرَةِ لَوَجَدْتَ لِذَلِكَ خِفَّةً. قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ؟ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِي الْحَرَّةِ , وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ غَيْرِي , وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُونَ زُمَرًا زُمَرًا يَقُولُونَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ الْمَجْنُونِ , وَمَا يَأْتِي وَقْتَ صَلَاةٍ إِلَّا سَمِعْتُ أَذَانًا فِي الْقَبْرِ , ثُمَّ تَقَدَّمْتُ , فَأَقَمْتُ , فَصَلَّيْتُ وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ غَيْرِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ فِي الْمَسْجِدِ لَمْ يُبَايِعْ , وَلَمْ يَبْرَحْ , وَكَانَ يُصَلِّي مَعَهُمُ الْجُمُعَةَ , وَيَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ , وَكَانَ النَّاسُ يَقْتَتِلُونَ وَيَنْتَهِبُونَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ لَا يَبْرَحُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى اللَّيْلِ. قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ أَسْمَعُ أَذَانًا يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْقَبْرِ حَتَّى أَمِنَ النَّاسُ , وَمَا رَأَيْتُ خَبَرًا مِنَ الْجَمَاعَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِبُرْدٍ مَوْلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا صَلَاةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي بَيْتِهِ , فَأَمَّا صَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ , مَا أَدْرِي إِنَّهُ لِيُصَلِّيَ صَلَاةً كَثِيرَةً إِلَّا أَنَّهُ يَقْرَأُ بِ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ , عَنْ عَطَاءٍ «أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَمْ يَتَكَلَّمْ كَلَامًا حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ , وَيَنْصَرِفُ الْإِمَامُ , ثُمَّ يُصَلِّي رَكَعَاتٍ , ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى جُلَسَائِهِ وَيُسْأَلُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ [ص: 133] بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَسْرُدُ الصَّوْمَ , فَكَانَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أُتِيَ بِشَرَابٍ لَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ الْمَسْجِدَ فَشَرِبَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُذَكِّرُ وَيُخَوِّفُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِاللَّيْلِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيُكْثِرُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ الشَّعْرَ , وَلَا يُنْشِدُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَحْتَفِي يَمْشِي بِالنَّهَارِ حَافِيًا , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بَتًّا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يَدَعُ ظُفْرَهُ يَطُولُ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يُحْفِي شَارِبَهُ شَبِيهًا بِالْحَلْقِ , وَرَأَيْتُهُ يُصَافِحُ كُلَّ مَنْ لَقِيَهُ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يَكْرَهُ كَثْرَةَ الضَّحِكِ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا يَتَوَضَّأُ كُلَّمَا بَالَ , وَإِذَا تَوَضَّأَ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ «أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَحِبُّ أَنْ يُسَمِّيَ وَلَدَهُ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ فِي رَحْلِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ مُلَاءً شَرْقِيَّةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ [ص: 134] : حَدَّثَنِي عِمْرَانُ قَالَ: مَا أُحْصِي مَا رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مِنْ عِدَّةَ قُمُصِ الْهَرَوِيِّ. قَالَ وَكَانَ يَلْبَسُ هَذِهِ الْبُرُودَ الْغَالِيَةَ الْبِيضَ. قَالَ: وَكَانَ يَخْتَلِطُ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ , قَالَ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَوْ أَرَادَ إِنْسَانٌ رِدَاءَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الطِّنْفِسَةِ , فَقَالَ: مُحْدَثٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي غَنِيمَةُ جَارِيَةُ سَعِيدٍ قَالَتْ: كَانَ سَعِيدٌ لَا يَأْذَنُ لِابْنَتِهِ فِي اللَّعِبِ بِبَنَات الْعَاجِ , وَكَانَ يُرَخِّصُ لَهَا فِي الْكَبَرِ يَعْنِي الطَّبْلَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دُعِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ الثَّالِثَةَ فَحَصَبَ الرَّسُولَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ «أَنَّهُ قَالَ مَا مِنْ تِجَارَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْبَزِّ. مَا لَمْ تَقَعْ فِيهِ الْأَيْمَانِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَجَدْتُ رَجُلًا سَكْرَانَ , أَفَتُرَاهُ يَسَعُنِي أَلَّا أَرْفَعَهُ إِلَى السُّلْطَانِ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ فَاسْتُرْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ [ص: 135] : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ فِي رَمَضَانَ يُؤْتَى بِالْأَشْرِبَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَأْتِيَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بِشَرَابٍ فَيَشْرَبُهُ , فَإِنْ أُتِيَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَرَابٍ شَرِبَهُ , وَإِنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَشْرَبْ شَيْئًا حَتَّى يَنْصَرِفَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ: هُوَ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مُحْتَبِيًا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ حَلَّ حُبْوَتَهُ , فَسَجَدَ , ثُمَّ عَادَ , فَاحْتَبَى " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ بُرْدٌ مَوْلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ سَعِيدٌ: وَمَا يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُصَلِّي أَحَدُهُمُ الظُّهْرَ , ثُمَّ لَا يَزَالُ صَافًّا رِجْلَيْهِ يُصَلِّي حَتَّى الْعَصْرِ , فَقَالَ سَعِيدٌ: وَيْحَكَ يَا بُرْدُ , أَمَا وَاللَّهِ مَا هِيَ الْعِبَادَةُ. تَدْرِي مَا الْعِبَادَةُ؟ إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ , وَالْكَفُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ لِمَوْلَى لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ , لَا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقُلْتُ لِمَوْلَاهُ: ذَاكَ أَنِّي لَا أَدْرِي: ابْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبُّ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَوْ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ: فَسَمِعَهَا سَعِيدٌ , فَقَالَ: يَا عِرَاقِيُّ , أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قُلْتُ: ابْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: أَفَلَا أَضْبِثُ بِكَ الْآنَ , فَأَقُولُ: هَذَا زُبَيْرِيٌّ , فَقُلْتُ: سَأَلْتَنِي فَأَخْبَرْتُكَ , فَأَخْبِرْنِي أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَلَّا , لَا أُحِبُّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ , سَلِّمْ سَلِّمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ: قَدْ بَلَغْتُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَمَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ النِّسَاءِ , وَقَدْ كَادَ بَصَرُهُ يَذْهَبُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: مَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي شَيْئًا مَخَافَةَ النِّسَاءِ. قَالَ: فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنَّ مِثْلَكَ لَا يُرِيدُ النِّسَاءَ , وَلَا تُرِيدُهُ النِّسَاءَ. قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكُمْ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا أَعْمَشَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ , وَيُفْطِرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بِالْمَدِينَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: قُلْ لِقَائِدِكَ يَقُومُ فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ وَإِلَى جَسَدِهِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ , فَنَظَرَ فَإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ الْوَجْهِ , فَجَاءَ , فَقَالَ: رَأَيْتُ وَجْهَ زِنْجِيٍّ , وَجَسَدَهُ أَبْيَضَ , فَقَالَ: إِنَّ هَذَا سَبَّ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا , فَنَهَيْتُهُ , فَأَبَى , فَدَعَوْتُ عَلَيْهِ , قَالَ: قُلْتُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَكَ , فَخَرَجَتْ بِوَجْهِهِ قُرْحَةٌ فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ: هُوَ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , فَقَالَ سَعِيدٌ: لَا أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا. قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ مِثْلَ ذَلِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: أَدْرَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ مِصْبَاحٌ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , وَقَالَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ , فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلُ مَنْزِلَهُ , دَخَلَ , وَقَالَ: نَبْعَثُ مَعَكَ بِالْمِصْبَاحِ؟ قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي بِنُورِكَ , نُورُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نُورِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ: لَا تَقُولَنَّ: مُصَيْحِفٌ , وَلَا مُسَيْجِدٌ , وَلَكِنْ عَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ , كُلُّ مَا عَظَّمَ اللَّهَ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الصُّبْحِ , فَوَجَدْتُ سَكْرَانَ , فَلَمْ أَزَلْ أَجُرُّهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ مَنْزِلِي. قَالَ: فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ سَكْرَانَ أَيَدْفَعُهُ إِلَى السُّلْطَانِ , فَيُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ , فَافْعَلْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ أَفَاقَ , فَلَمَّا رَآنِي عَرَفْتُ فِيهِ الْحَيَاءَ , فَقُلْتُ: أَمَا تَسْتَحْيِي لَوْ أُخِذْتَ الْبَارِحَةَ لَحُدِدْتَ , فَكُنْتَ فِي النَّاسِ مِثْلَ الْمَيِّتِ. لَا تَجُوزُ لَكَ شَهَادَةٌ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَا أَعُودُ لَهُ أَبَدًا [ص: 138] . قَالَ ابْنُ حَرْمَلَةَ: فَرَأَيْتُهُ قَدْ حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ عَلَى دِرْهَمَيْنِ مِنِ ابْنِ أَخِيهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: زَوَّجَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِنْتًا لَهُ مِنْ شَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَ لَهَا: شُدِّي عَلَيْكَ ثِيَابَكِ , وَاتَّبِعِينِي. قَالَ: فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا , ثُمَّ قَالَ: لَهَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , فَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلَّى هُوَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا , فَوَضَعَ يَدَهَا فِي يَدِهِ , وَقَالَ: انْطَلِقْ بِهَا , فَذَهَبَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا رَأَتْهَا أُمُّهُ قَالَتْ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: امْرَأَتِي ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ دَفَعَهَا إِلَيَّ. قَالَتْ: فَإِنَّ وَجْهِي مِنْ وَجْهِكِ حَرَامٌ. إِنْ أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا حَتَّى أَصْنَعَ بِهَا صَالِحَ مَا يُصْنَعُ بِنِسَاءِ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّهِ , فَأَصْلَحَتْ إِلَيْهَا , ثُمَّ بَنَى بِهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ , ثُمَّ يُرْسِلُهَا خَلْفَهُ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ إِزَارًا وَطَيْلَسَانًا وَخُفَّيْنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ وَعَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ لَطِيفَةٌ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لَهَا عَلَمٌ أَحْمَرُ يُرْخِيهَا وَرَاءَهُ شِبْرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَيْمٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى عِمَامَةً سَوْدَاءَ , [ص: 139] وَيَلْبَسُ عَلَيْهَا بُرْنُسًا أَحْمَرَ أُرْجُوانًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ , وَعُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَا: رَأَيْنَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بُرْنُسٌ أُرْجُوَانٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ رُبَّمَا حَلَّ إِزَارَهُ فِي الصَّلَاةِ , وَرُبَّمَا رَبَطَهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَمِيصًا إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَكُمَّيْهِ , طَالِعَةً أَطْرَافُ أَصَابِعِهِ , وَرِدَاءً فَوْقَ الْقَمِيصَيْنِ خَمْسَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا أَزْرَارَهُ دِيبَاجٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ رَأَى عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ طَيْلَسَانًا عَلَيْهِ أَزْرَارٌ دِيبَاجٌ , فَقُلْتُ: أَزْرَارُ طَيْلَسَانِكَ دِيبَاجٌ؟ قَالَ: وَجَدْنَاهُ أَبْقَى " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَبَسَ ثَوْبًا غَيْرَ الْبَيَاضِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رِدَاءً مُمَشَّقًا وَقَمِيصًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ أَرَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا لَهُ جُمَيْمَةٌ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ قَدْ فَرَّقَهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ عُثَيْمِ بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ شَهِدَ الْعَتَمَةَ فِي سَرَاوِيلَ وَرِدَاءٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَلَيْهِ إِبْرَيْسَمَانِ مُمَشَّقَانِ , وَقَمِيصٌ شَقَائِقُ. تَخْرُجُ يَدَاهُ مِنْ كُمَّيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ الْخَزَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَيْسَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا. يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يُخَضِّبُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَا يُغَيِّرُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ لَيْثِ [ص: 141] بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ يُشْكِلُ عَلَيْهِ قَالَ: سَلُوا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَالَسَ الصَّالِحِينَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَهَابُونَ الْكُتُبَ , وَلَوْ كُنَّا نَكْتُبُ يَوْمَئِذٍ لَكَتَبْنَا مِنْ عِلْمِ سَعِيدٍ وَرَأْيِهِ شَيْئًا كَثِيرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا مَرَّ بِالْمَكْتَبِ قَالَ لِلصِّبْيَانِ: هَؤُلَاءِ النَّاسُ بَعْدَنَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي مَرَضِهِ يُصَلِّي مُضْطَجِعًا مُسْتَلْقِيًا فَيُومِئُ بِرَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ آئِمًا وَلَا يَرْفَعُ إِلَى رَأْسِهِ شَيْئًا " وَقَالَ سَعِيدٌ: الْمَرِيضُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الْجُلُوسَ أَوْمَأَ آئِمًا , وَلَمْ يَرْفَعْ إِلَى رَأْسَهُ شَيْئًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمَرَضِ وَهُوَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ يُومِئُ آئِمًا فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي جِنَازَةٍ , فَقَالَ رَجُلٌ: اسْتَغْفِرُوا لَهَا , فَقَالَ: مَا يَقُولُ رَاجِزُهُمْ قَدْ حَرَّجْتُ عَلَى أَهْلِي أَنْ يَرْجُزَ مَعِي رَاجِزُهُمْ , وَأَنْ يَقُولُوا: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. حَسْبِي مَنْ يُقْبِلُنِي إِلَى رَبِّي , وَأَنْ يَمْشُوا مَعِي بِمِجْمَرٍ , فَإِنْ أَكُنْ طَيِّبًا فَمَا عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ مِنْ طَيِّبِهِمْ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ [ص: 142] اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , بِمِثْلِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَوْصَيْتُ أَهْلِي إِذَا حَضَرَنِي الْمَوْتُ بِثَلَاثٍ: أَلَّا يَتَّبِعَنِي رَاجِزٌ , وَلَا نَارٌ , وَأَنْ يُعَجِّلَ بِي فَإِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ رَبِّي خَيْرٌ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا عِنْدَكُمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: إِذَا مَا مُتُّ , فَلَا تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلَا تَحْمِلُونِي عَلَى قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ , وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ , وَلَا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا حَسْبِي مَنْ يُبَلِّغُنِي رَبِّي , وَلَا يَتْبَعْنِي رَاجِزُهُمْ هَذَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: اشْتَكَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَعُودُهُ , فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَقَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: وَجِّهُوا فِرَاشَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَفَعَلُوا , فَأَفَاقَ , فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَحَوِّلُوا فِرَاشِي إِلَى الْقِبْلَةِ؟ أَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ أَمَرَكُمْ؟ فَقَالَ نَافِعٌ: نَعَمْ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: لَئِنْ لَمْ أَكُنْ عَلَى الْقِبْلَةِ وَالْمِلَّةِ , لَا يَنْفَعُنِي تَوْجِيهُكُمْ فِرَاشِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ , عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ , فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ: حَوِّلْ فِرَاشَهُ , فَاسْتَقْبِلْ بِهِ الْقِبْلَةَ , فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ؛ عَلَيْهَا وُلِدْتُ , وَعَلَيْهَا أَمُوتُ , وَعَلَيْهَا أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ أَخِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَوُجِّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ [ص: 143] : مَنْ صَنَعَ هَذَا بِي؟ أَلَسْتُ أَمْرَأً مُسْلِمًا وَجْهِي إِلَى اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتُ؟ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حِينَ ثَقُلَ عِنْدَ الْوَفَاةِ حُرِفَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَأَفَاقَ , فَقَالَ: مَنْ حَوَّلَ فِرَاشِي؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ , فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوَ لَسْتُ عَلَى الْإِسْلَامِ حَيْثُ كُنْتُ؟ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ , عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ يَقُولُ: يَا زُرْعَةُ , إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى ابْنِي مُحَمَّدٍ لَا يُؤْذِنَنَّ بِي أَحَدًا , حَسْبِي أَرْبَعَةٌ يَحْمِلُونِي إِلَى رَبِّي , وَلَا تُتْبِعْنِي صَائِحَةً تَقُولُ فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ الْمَوْتُ تَرَكَ دَنَانِيرَ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ , إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَتْرُكْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسْبِي وَدِينِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَوْمَ مَاتَ , فَرَأَيْتُ قَبْرَهُ قَدْ رُشَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , قَالَ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا سَعِيدٌ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا. قَالُوا: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ جَامِعًا , ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , ثَبْتًا , فَقِيهًا , مُفْتِيًا , مَأْمُونًا , وَرِعًا , عَالِيًا , رُفَيْعًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ , وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ , وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ إِسْحَاقَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَيَعْقُوبَ وَأُمُّهُمَا رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَمُحَمَّدًا , وَعِمْرَانَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَبُرَيْهَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَزَكَرِيَّاءَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ هِشَامٍ وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ خِرَاشِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ خُزَاعَةَ. وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَلَهُ أَمْوَالٌ وَبِئْرٌ فِيمَا بَيْنَ السُّقْيَا وَالْأَبْوَاءِ تُعْرَفُ بِبِئْرِ ابْنِ مُطِيعٍ يَرِدُهَا النَّاسُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ أَرَادَ أَنْ يَفِرَّ مِنَ الْمَدِينَةِ لَيَالِيَ فِتْنَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ. قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا ابْنَ عَمِّ؟ فَقَالَ: لَا أُعْطِيهِمُ طَاعَةً أَبَدًا , فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ , لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ وَلَا بَيْعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مَيْتَةَ جَاهِلِيَّةٍ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ مَرَّ بِابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ يَحْفُرُ بِئْرَهُ , فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ , فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ [ص: 145] قَالَ: أَرَدْتُ مَكَّةَ. . . وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ شِيعَتُهُ بِهَا , فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنِّي فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي , مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ وَلَا تَسِرْ إِلَيْهِمْ , فَأَبَى حُسَيْنٌ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنَّ بِئْرِي هَذِهِ قَدْ رَشَحْتُهَا وَهَذَا الْيَوْمُ أَوَانُ مَا خَرَجَ إِلَيْنَا فِي الدَّلْوِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَلَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ. قَالَ: هَاتِ مِنْ مَائِهَا , فَأُتِيَ مِنْ مَائِهَا , فَشَرِبَ مِنْهُ , ثُمَّ مَضْمَضَ , ثُمَّ رَدَّهُ فِي الْبِئْرِ , فَأَعْذَبَ وَأَمْهَى " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ بِبِئْرِهِ قَدْ أَنْبَطَهَا , فَنَزَلَ حُسَيْنٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ , فَاحْتَمَلَهُ ابْنُ مُطِيعٍ احْتِمَالًا حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي , أَمْسِكْ عَلَيْنَا نَفْسَكَ؛ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلُوكَ لَيَتِّخِذَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَبِيدًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَبْعَثَ الْجُيُوشَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَرَّةِ وَكَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِيهِمْ , وَرَقَّقَهُ عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: إِنَّمَا تَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسَكَ. قَالَ لَهُ: فَأَنَا أَبْعَثُ أَوَّلَ جَيْشٍ وَآمَرُهُمْ أَنْ يَمُرُّوا بِالْمَدِينَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ نَصَبَ لَنَا الْحَرْبَ , وَيَجْعَلُونَهَا طَرِيقًا وَلَا يُقَاتِلُهُمْ , فَإِنْ أَقَرَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ تَرَكَهُمْ وَجَازَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَإِنَّ أَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا قَاتَلَهُمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَرَأَيْتُ هَذَا فَرَجًا عَظِيمًا , فَكَتَبَ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ , وَإِبْرَاهِيمِ بْنِ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَيَّرُوا أَمَرَهُمْ إِلَى هَؤُلَاءِ يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ , وَيَقُولُ: اسْتَقْبِلُوا مَا سَلَفَ , وَاغْنَمُوا السَّلَامَةَ وَالْأَمْنَ , وَلَا تَعَرَّضُوا لِجُنْدِهِ , وَدَعُوهُمْ يَمْضُونَ عَنْكُمْ , فَأَبَوْا أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ , وَقَالُوا: لَا يَدْخُلُهَا عَلَيْنَا أَبَدًا " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ: أَسْنَدُوا أَمَرَهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 مُطِيعٍ , فَكَانَ الَّذِي قَامَ بِهَذَا الْأَمْرِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَنَافَسَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَجْعَلَ مِنْهَا أَمِيرًا , وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ مَا لَا يُعَدُّ مِنَ السِّنِّ وَالشَّرَفِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ عَلَى الْمِنْبَرِ , وَقَدْ رُئِيتْ طَلَائِعُ الْقَوْمِ بِمَخِيضٍ وَالْعَسْكَرُ بِذِي خُشُبٍ , فَتَكَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ , وَالْجِدِّ فِي أَمْرِهِ , وَإِيَّاكُمْ وَالْفَشَلَ وَالتَّنَازُعَ وَالِاخْتِلَافَ. اذْعَنُوا لِلْمَوْتِ؛ فَوَاللَّهِ مَا مِنْ مَفَرٍّ وَلَا مَهْرَبٍ , وَاللَّهِ لَأَنْ يُقْتَلَ الرَّجُلُ مُقْبِلًا مُحْتَسِبًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُقْتَلَ مُدْبِرًا , فَيُؤْخَذُ بِرَقَبَتِهِ , وَلَا تَظُنُّوا أَنَّ عِنْدَ الْقَوْمِ بُقْيَا , فَابْذِلُوا لَهُمْ أَنْفُسَكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الْمَوْتَ كَمَا تَكْرَهُونَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقَدْ رَأَيْتَ مَا رَأَيْتَ مِنْ غَلَبَةِ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نَقُولُ: لَوْ أَقَامُوا شَهْرًا مَا قَتَلُوا مِنَّا شَيْئًا , فَلَمَّا صُنِعَ بِنَا مَا صُنِعَ , وَأُدْخِلُهُمْ عَلَيْنَا , وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: [البحر الكامل] وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا ... أُقْتَلْ وَلَا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَانْكَشَفْتُ , فَتَوَارَيْتُ , ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ بَعْدُ , فَكُنْتُ أَعْجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَصِلُّوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ , وَقَدْ أَخَذُوا عَلَيْهِ بِالْمَضَايِقِ , وَنَصَبُوا الْمَنْجَنِيقَ , وَفَعَلُوا بِهِ الْأَفَاعِيلِ , وَلَمْ يَكُنْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَحَدٌ يُقَاتِلُ لَهُ حِفَاظًا إِلَّا نُفَيْرٌ يَسِيرٌ , وَقَوْمٌ آخَرُونَ مِنَ الْخَوَارِجِ , وَكَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْحَرَّةِ أَلْفَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 رَجُلٍ كُلُّهُمْ ذُو حُفَّاظٍ , فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَحْبِسَهُمْ يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ: ذَكَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ فَقَالَ: نَجَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , ثُمَّ لَحِقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ , فَنَجَا , وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ , قَدْ كَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ , وَلَكِنَّ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ , وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي , إِنَّمَا أَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ , فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ بَايَعَ أَهْلُ مَكَّةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَكَانَ أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى بَيْعَتِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ , وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ , وَبَايَعَهُ كُلُّ مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ أَهْلِ الْآفَاقِ , فَوَلَّى الْمَدِينَةَ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَوَلَّى الْكُوفَةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ , وَوَلَّى الْبَصْرَةَ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَلَحَّ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ , فَأَذِنَ لَهُ , وَكَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْكُوفَةِ يَذْكُرُ لَهُ حَالَ الْمُخْتَارِ عِنْدَهُ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ اخْتَلَفَ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَأَظْهَرَ مُنَاصِحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَابَهُ فِي السِّرِّ , وَدَعَا إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ , وَاتَّخَذَ شِيعَةً , يَرْكَبُ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ حَتَّى عَدَتْ خَيْلُهُ عَلَى خَيْلِ صَاحِبِ شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ , فَأَصَابُوهُمْ , فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُخْبِرَ ابْنُ مُطِيعٍ «أَنَّ الْمُخْتَارَ قَدْ أَنْغَلَ [ص: 148] عَلَيْهِ الْكُوفَةَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ الْعِجْلِيُّ , وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ ابْنِ مُطِيعٍ , فَأَخَذَهُ , فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ , فَلَحِقَتْهُ الشِّيعَةُ وَالْمَوَالِي , فَاسْتَنْقَذُوهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ , وَقُتِلَ إِيَاسُ بْنُ الْمُضَارِبِ , وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ , فَوَلَّى ابْنُ مُطِيعٍ شُرْطَتَهُ رَاشِدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْمُضَارِبِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ , فَقَتَلَهُ , وَأُتِيَ بِرَأْسِ رَاشِدٍ إِلَى الْمُخْتَارِ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ طَلَبَ الْأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ عَلَى أَنْ يَلْحَقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَعْطَاهُ الْمُخْتَارُ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ قَالَتْ: هَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ أَمَانًا , فَلَمْ يَطْلُبْهُ الْمُخْتَارُ , وَقَالَ: أَنَا عَلَى طَاعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلِمَ خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُطِيعٍ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: اخْتَرْتَ هَمَذَانَ وَالرَّيَّ عَلَى قَتْلِ ابْنِ عَمِّكَ , فَقَالَ عُمَرُ: كَانَتْ أُمُورًا قُضِيَتْ مِنَ السَّمَاءِ , وَقَدْ أَعْذَرْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّي قَبْلَ الْوَقْعَةِ , فَأَبَى إِلَّا مَا أَبَى , فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ وَهَرَبَ مِنَ الْمُخْتَارِ سَارَ الْمُخْتَارُ بِأَصْحَابِهِ إِلَى مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ , فَقَتَلَهُ فِي دَارِهِ , وَقَتَلَ ابْنَهُ أَسْوَأَ قِتْلَةٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ أَتْبَعَهُ الْمُخْتَارُ بِكِتَابٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقَعُ فِيهِ بِابْنِ مُطِيعٍ وَيُجَبِّنَهُ , وَيَقُولُ: قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَأَنَا عَلَى طَاعَتِكَ , فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ مُدَاهِنًا لِبَنِي أُمَيَّةَ , فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ لِمَا حَمَلْتُ فِي عُنُقِي مِنْ بَيْعَتِكَ , فَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَأَنَا وَمَنْ قِبَلِي عَلَى طَاعَتِكَ , وَقَدِمَ ابْنُ مُطِيعٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمْ يَقْبَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوْلَهُ , وَكَتَبَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 إِلَى الْمُخْتَارِ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَثُرَ عَلَيْكَ عِنْدِي بِأَمْرٍ ظَنَنْتُ أَنَّكَ مِنْهُ بَرِيءٌ , وَلَكِنْ لَا بُدَّ لِلْقَلْبِ مِنْ أَنْ يَقَعُ فِيهِ مَا يَقُولُ النَّاسُ , فَأَمَّا إِذَا رَجَعْتَ وَعُدْتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا يُعْهَدُ مِنْ رَأْيِكَ فَإِنَّا نَقْبَلُ مِنْكَ وَنُصَدِّقُكَ , وَأَقَّرَّهُ وَالِيًا لَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْكُوفَةِ. قَالُوا: وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَتَّى تُوُفِّيَ قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدِّيلِ بْنِ بَكْرٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعٍ هِشَامًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ إِلَّا النِّسَاءُ , وَمُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , وَمُطِيعًا , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعٍ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 وَأَخُوهُمَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ , وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ , فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُطِيعٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ إِحْدَى بَنِي نَصْرٍ , وَقُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُطِيعٍ يَوْمَ الْجَمَلِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عُبَيْدٍ أَرْوَى بِنْتُ عَرْكِيِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ عَدَّ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ عُثْمَانَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَسَعِيدًا , وَعُمَرَ وَأُمُّهُمُ الرَّابِعَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ رِئَابِ مِنْ بَنِي عَبْسٍ , وَعَبَّاسًا وَخَالِدًا , وَيَحْيَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ بَلْعَاءَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْوَحِيدِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ وَعِكْرِمَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ عِكْرِمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي هِلَالٍ , وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَعْشَى مِنْ بَلْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا مُحَمَّدٍ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عُثْمَانَ دَرَجَ , وَخَالِدًا وَأُمُّهُمَا رَمْلَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ ابْنَ عَمْرٍو وَهُوَ الْمُطَرِّفُ وَأُمُّهُ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانَ الْأَصْغَرَ ابْنَ عَمْرٍو وَأُمُّهُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّة , وَعُمَرَ بْنَ عَمْرٍو , وَالْمُغِيرَةَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ , وَالْوَلِيدَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ , لِأُمِّ وَلَدٍ. قَدْ رَوَى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 عَمْرُو عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبْنَاءَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَصْبُغُونَ بِالسَّوَادِ مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ زَيْدًا , وَعَاصِمًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ , فَوَلَدَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ سَعِيدًا , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعُمَرَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ سَعِيدٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , وَعُمَرَ الْأَصْغَرَ , وَمَرْوَانَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ الصُّغْرَى لِأُمِّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ , أَصْحَابِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَامِلًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ فِيهِ حُمْقٌ , فَخَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَافِدًا عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذَنٍ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا أَقْدَمَكَ عَلَيَّ بِغَيْرِ إِذْنِي؟ مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: لَا جَرَمَ , لَا تَرْجِعْ إِلَيْهَا. فَأَقَرَّ عَبْدُ الْمَلِكِ أَبَانًا عَلَى الْمَدِينَةِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِعَهْدِهِ عَلَيْهَا , فَعَزَلَ أَبَانُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنِ الْقَضَاءِ , وَوَلَّى نَوْفَلَ بْنَ مُسَاحِقٍ قَضَاءَ الْمَدِينَةَ , وَكَانَتْ وِلَايَةُ أَبَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ , وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا سَنَتَيْنِ , وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَتِهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , فَصَلَّى عَلَيْهِمَا بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالٍ , ثُمَّ عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَبَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَوَّلَاهَا هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ بِأَبَانَ وَضَحٌ كَثِيرٌ , فَكَانَ يُخَضِّبُ مَوَاضِعَهُ مِنْ يَدِهِ , وَلَا يُخَضِّبُهُ فِي وَجْهِهِ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ شَدِيدٌ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا بِلَالُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ قَلِيلًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَكَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ أَبَانُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ. سُبْحَانَ [ص: 153] اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ. لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عُوفِيَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَبِأَبَانَ يَوْمَئِذٍ الْفَالِجُ , فَقَالَ: إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ إِلَّا أَنَّهُ يَوْمَ أَصَابَنِي هَذَا لَمْ أَكُنْ قُلْتُهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَصَابَ الْفَالِجُ أَبَانًا سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ , وَيُقَالُ بِالْمَدِينَةِ: فَالِجُ أَبَانَ؛ لِشِدَّتِهِ , وَتُوُفِّيَ أَبَانُ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَرَوَى أَبَانُ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهَا رُقْيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهَا رُقْيَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا خَالِدَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأُمُّهَا تَخْمُرُ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ , وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ , وَيُكَنَّى حُمَيْدٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَوَلَدَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيمَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَالْمُغِيرَةَ , وَحَبَّابَةَ الْكُبْرَى , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عِلَاجِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ حَلِيفِهِمْ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ , وَبِلَالًا , وَعَوْنَةَ , وَحَكِيمَةَ الصُّغْرَى , وَبُرَيْهَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ إِذَا نَظَرَا إِلَى اللَّيْلِ الْأَسْوَدِ , ثُمَّ يُفْطِرَانِ بَعْدُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانَا يُصَلِّيَانِ الْمَغْرِبَ فِي رَمَضَانَ , وَلَمْ يَقُلْ: رَأَيْتُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَثْبَتُهُمَا عِنْدَنَا حَدِيثُ مَالِكٍ وَإِنَّ حُمَيْدًا لَمْ يَرَ عُمَرَ , وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا , وَسِنُّهُ وَمَوْتُهُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ , وَلَعَلَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ خَالَهُ , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ كَمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ وَلَدُهُ صَغِيرًا وَكَبِيرًا , وَلَكِنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ , وَكَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ , وَهَذَا غَلَطٌ وَخَطَأٌ , لَيْسَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَا فِي سِنِّهِ , وَلَا فِي رِوَايَتِهِ. وَخَمْسٌ وَتِسْعُونَ أَشْبَهُ وَأَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ , وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُ تَمَاضُرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابِ بْنِ هُبَلَ مِنْ كَلْبِ قُضَاعَةَ وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيٌّ , فَوَلَدَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلَمَةَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَتُمَاضِرَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَحَسَنًا , وَحُسَيْنًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعَبْدَ الْجَبَّارِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَنَائِلَةَ , وَسَالِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبِ قُضَاعَةَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى تَزَوَّجَهَا بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَوَلَدَتْ لَهُ وَأُمُّهَا أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَتُمَاضِرَ الصُّغْرَى , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمْ بُرَيْهَةَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَعُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. قَالُوا: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ لَمَّا وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى اسْتَقْضَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمَّا عُزِلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَوَلِيَ مَرْوَانُ الْمَدِينَةَ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ عَزَلَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْقَضَاءِ , وَوَلَّى الْقَضَاءَ وَشُرَطَهُ أَخَاهُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرَةَ فِي إِمَارَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ رَجُلًا صَبِيحًا , كَأَنَّ وَجْهَهُ دِينَارٌ هِرَقْلِيٌّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , وَقَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْكُوفَةَ , فَمَشَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بُرْدَةَ , فَقُلْنَا لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ خَلَّفْتَ بِبِلَادِكَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ بَيْنَكُمَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ " أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ اشْتَرَى قِطًّا بِالْعَرْجِ وَهُوَ مُحْرِمٌ , فَذَبَحَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , فَقَالَ: إِنَّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ أَفْقَهُ مِنْهُ كَبِيرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى يُقِيمَ خِضَابَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ: رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ مَعْنُ بْنُ عِيسَى مَرَّةً أُخْرَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّهُ رَأَى أَبَا سَلَمَةَ يَصْبُغُ بِالْوَسْمَةِ. قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ [ص: 157] يُخَضِّبُ بِالْوَسْمَةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ «أَنَّهُ رَأَى عَلَيْهِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: يَا حَسَّانُ , أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَقَدْ رَوَى أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي قَتَادَةَ , وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ ثِقَةً , فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَهَذَا أَثْبَتُ مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَيُكَنَّى أَبَا زُرَارَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ حُرَيْثٍ مِنْ سَبْيِ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زُرَارَةَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَمُصْعَبَ بْنَ مُصْعَبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ الْمُخَارِقِ بْنِ عُرْوَةَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمَّ عَوْنٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابِ [ص: 158] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ قَالُوا: وَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ اسْتَعْمَلَ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ عَلَى شُرَطِهِ , وَولَّاةَ قَضَاءَهُ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُرِيبِ وَكَانَ وُلَاةُ الْمَدِينَةِ هُمُ الَّذِينَ يَخْتَارُونَ الْقُضَاةَ , وَيُوَلُّونَهُمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَحِقَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ , فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مَكَّةَ يُرِيدُ قِتَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فِي جَمْعٍ , فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ وَأُسِرَ أَسْرًا , وَذَاكَ أَنَّهُ هَرَبَ , فَدَخَلَ دَارَ ابْنِ عَلْقَمَةَ , فَغَلَّقَهَا عَلَيْهِ , فَأَحَاطَ بِهِ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي قِتَالِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ , وَقَدْ أَخْرَجَ الْمِسْوَرُ سِلَاحًا حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُنَا مَرَّةً وَنَحْنُ نَقْتَتِلُ وَالْمِسْوَرُ عَلَيْهِ سِلَاحُهُ , وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسُوقُهُمْ سَوْقًا عَنِيفًا , وَحَمَلُوا عَلَيْنَا , فَكَشَفُونَا , فَقَالَ الْمِسْوَرُ لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا ابْنَ خَالِ , أَلَا تَرَى مَا قَدْ نَالَ هَؤُلَاءِ مِنَّا؟ قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: نَكْمُنُ لَهُمْ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَظْفَرَ اللَّهُ بِهِمْ , وَاخْتَرْ مَعَكَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَلَدِ. فَكَمَنَ لَهُمْ مُصْعَبُ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْخَوَارِجِ , فَغَدَوْا , فَنَالُوا مَا كَانُوا يَنَالُونَ , فَسَدَّ عَلَيْهِمْ مُصْعَبٌ بِأَصْحَابِهِ , فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ هَرَبَ وَجَاءَ الْخَبَرُ الْمِسْوَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ الْمِسْوَرِ مَا شَعَرْتُ إِلَّا بِابْنِ صَفْوَانَ يَقُولُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , لَقَدْ سَرَّنَا مَا صَنَعَ مُصْعَبٌ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ [ص: 159] الَّذِينَ كَانُوا يَنَالُونَ مِنَّا مَا يَنَالُونَ , فَقَالَ الْمِسْوَرُ: وَهُوَ سُرُورُهُمْ. اللَّهُمَّ أَبْقِ لَنَا مُصْعَبًا؛ فَإِنَّهُ أَجْزَأُ مَنْ مَعَنَا , وَأَنْكَاهُ لِعَدُوِّنَا. قَالَ الْمِسْوَرُ: هُوَ هَكَذَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا كَتِيبَةً خَشْنَاءَ؛ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ , فَنَالُوا مِنَّا أَقْبَحَ الْقَوْلِ وَأَسْمَجَهُ , فَرَأَيْتُ أَبِي حَنِقًا عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: مَا لِلْحَرْبِ , وَمَا لِهَذَا. هَذَا فِعْلُ النِّسَاءِ , فَقَالَ لِمُصْعَبٍ: أَبَا زُرَارَةَ , احْمِلْ بِنَا , فَحَمَلَ مُصْعَبٌ كَأَنَّهُ جَمَلٌ صَئُولٌ , وَحَمَلَ أَبِي , وَتَبِعْتُهُمْ فِي قَوْمٍ مِنَّا أَهْلُ نِيَّاتٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ السُّيُوفَ رَكَدَتْ سَاعَةً , وَلَكَأَنَّ هَامَ الرِّجَالِ وَأَذْرُعَهُمْ أَجري الْقِثَّاءِ حَتَّى خَلَصْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ , فَضَرَبَهُ مُصْعَبٌ ضَرْبَةً فَقَطَعَ السَّيْفُ الدِّرْعَ وَخَلَصَ إِلَى فَخِذِهِ , وَضَرَبَهُ ابْنُ أَبِي ذِرَاعٍ مِنْ جَانِبِهِ الْآخَرِ , فَجَرَحَهُ جُرْحًا آخَرَ , فَمَا عَلِمْتُ أَنَّا رَأَيْنَاهُ يَخْرُجُ إِلَيْنَا بَعْدَ ذَلِكَ , وَأَقَامَ فِي عَسْكَرِهِمْ جَرِيحًا حَتَّى وَلَّوْا مُنْصَرِفِينَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَعْرِفُ قَتْلَى مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ قَتْلَى غَيْرِهِ بِشَحْوِهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا الْمَوْطِنَ الَّذِي قَامَ فِيهِ ابْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ يُقَاتِلُ يَوْمَئِذٍ , فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَدَدْتُ الْقَتْلَى مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَوَجَدْتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَتِيلًا قَتَلَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبْعَةَ نَفَرٍ نَعْرِفُهُمْ بِالشَّحْوِ وَشَحْوُهُ وَثْبُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ عَدَدًا كَثِيرًا , وَلَكِنْ سَاعَةَ يُقْتَلُ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ يُوَارَى فَلَا يُرَى لَهُمْ قَتِيلٌ , ثُمَّ يَقُولُ: لَقَدْ بَرَزَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمًا كَانَتِ الدَّوْلَةُ [ص: 160] فِيهِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَ بِيَدِهِ خَمْسَةً , ثُمَّ رَجَعَ وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمُنْحَنٍ , فَجَعَلَ يَقُولُ: [البحر الوافر] إِنَّا لَنُورِدُهَا بِيضًا وَنُصْدِرُهَا ... حُمُرًا وَفِيهَا انْحِنَاءٌ بَعْدَ تَقْوِيمِ ثُمَّ قَالَ أَبِي: مَا كَانَتْ مِنْ مُصْعَبٍ إِلَّا ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ فَفِيهَا الْيُتْمُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ الْحَجَرُ خَدَّ الْمِسْوَرِ وَصُدْغَهُ الْأَيْسَرَ غُشِيَ عَلَيْهِ , فَاحْتَمَلْنَاهُ , وَجَاءَ الْخَبَرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَأَقْبَلَ يَعْدُو إِلَيْنَا , فَكَانَ فِيمَنْ حَمَلَهُ وَأَدْرَكَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ , ثُمَّ مَاتَ , فَوَلُّوهُ , وَدَفَنُوهُ , وَتُوُفِّيَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ وَفَاةً , وَذَلِكَ وَالْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بَعْدُ بِمَكَّةَ , فَلَمَّا مَاتَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَظْهَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدُّعَاءَ لِنَفْسِهِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْخِلَافَةِ , وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُرِيَهُمْ أَنَّ الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ , وَكَانَ شِعَارُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ الْمِسْوَرُ وَمُصْعَبُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ " وَكَانَتْ وَفَاةُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدًا بِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَاتِكَةَ , وَطَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ أَبِي أُثَيْلَةَ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ , وَعِمْرَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 وَأُمُّهَا أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ أَبِيهَا , وَرَبِيحَةَ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ جُزَيِّ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ , وَعُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَامْرَأَةٌ تَزَوَّجَهَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَبْلَ خِلَافَتِهِ فَهَلَكَتْ عِنْدَهُ , وَقَدْ وَلِيَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: مَا وُلِّينَا مِثْلَهُ , وَكَانَ سَخِيًّا , جَوَادًا. قَدِمَ الْفَرَزْدَقُ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ قَدْ مَدْحَهُ وَمَدَحَ غَيْرَهُ مِنْ قُرَيْشٍ فَبَدَأَ بِهِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ , ثُمَّ أَتَى غَيْرَهُ , فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ: كَمْ أَعْطَاهُ طَلْحَةُ؟ فَقِيلَ: أَلْفَ دِينَارٍ , فَكَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُقَصِّرُوا عَنْ ذَلِكَ فَيَتَعَرَّضُوا لِلِسَانِ الْفَرَزْدَقِ , فَجَعَلُوا يَتَكَلَّفُونَ مَا أَعْطَاهُ طَلْحَةُ , فَكَانَ يُقَالُ: أَتْعَبَ طَلْحَةُ النَّاسَ , وَكَانَ طَلْحَةُ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ مَالٌ فَتَحَ بَابَيْهِ وَغَشِيَهُ أَصْحَابُهُ وَالنَّاسُ فَأَطْعَمَ وَأَجَازَ وَحَمَلَ , فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ أَغْلَقَ بَابَيْهِ , فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ , فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ: مَا فِي الدُّنْيَا شَرٌّ مِنْ أَصْحَابِكَ؛ يَأْتُونَكَ إِذَا كَانَ عِنْدَكَ شَيْءٌ , وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَمْ يَأْتُوكَ فَقَالَ: مَا فِي الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ لَوْ أَتَوْنَا عِنْدَ الْعُسْرَةِ أَرَدْنَا أَنْ نَتَكَلَّفَ لَهُمْ , فَإِذَا أَمْسَكُوا حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ فَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْهُمْ وَإِحْسَانٌ. وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَمِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ , وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , وَكَانَ يُقَالُ لِلْقَعْقَاعِ: تَيَّارُ الْفُرَاتِ؛ مِنْ سَخَائِهِ , فَوَلَدَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 عِيسَى , وَمُحَمَّدًا , وَكَانَ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَيَّامَ سَارُوا إِلَى أَبِي فُدَيْكٍ الْخَارِجِيِّ , وَلَهُ يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شِبْلٍ الْبَجَلِيُّ: [البحر الطويل] تُبَارِي ابْنَ مُوسَى يَا ابْنَ مُوسَى وَلَمْ تَكُنْ ... يَدَاكَ جَمِيعًا تَعْدِلَانِ لَهُ يَدَا يَعْنِي عُمَرَ بْنَ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى , وَعَائِشَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ بَكَّارًا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقُرَيْبَةَ بِنْتَ مُوسَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعِمْرَانَ بْنَ مُوسَى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيُقَالُ لَهَا: جَيْدَاءُ وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] إِنْ يَكُ يَا جُنَاحُ عَلَيَّ دَيْنٌ ... فَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى يَسْتَدِينُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ الْكَذَّابُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الْكُوفَةَ فَهَرَبَ مِنْهُ وُجُوهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَقَدِمُوا عَلَيْنَا هَاهُنَا الْبَصْرَةَ , وَفِيهِمْ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَكَانَ النَّاسُ يَرَوْنَهُ زَمَانَهُ هُوَ الْمَهْدِيُّ. قَالَ فَغَشِيَهُمْ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ , وَغَشَيْتُهُ فِيمَنْ غَشِيَهُ , فَإِذَا شَيْخٌ طَوِيلُ السُّكُوتِ , قَلِيلُ الْكَلَامِ , طَوِيلُ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ , إِلَى أَنْ قَالَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ: وَاللَّهِ , لَأَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّهَا فِتْنَةً لَهَا انْقِضَاءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا. وَأَعْظَمُ الْخَطَرِ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , مَا الَّذِي تَرْهَبُ وَأَشَدُّ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةً؟ قَالَ: أَرْهَبُ الْهَرْجَ. قَالَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الَّذِي كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُحَدِّثُونَ , الْقَتْلُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ , لَا يَسْتَقِرُّ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ عَلَيْهِمْ , وَهُوَ كَذَاكَ , وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ هَذَا لَوَدِدْتُ أَنِّي عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا أَسْمَعُ لَكُمْ صَوْتًا , وَلَا أُلَبِّي لَكُمْ دَاعِيًا حَتَّى يَأْتِيَنِي دَاعِي رَبِّي. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ , ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَوْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَّا سَمَّاهُ [ص: 163] وَإِمَّا كَنَّاهُ وَوَاللَّهِ , إِنِّي لَأَحْسَبُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِي عَهِدَ إِلَيْهِ؛ لَمْ يُفْتَنْ , وَلَمْ يَتَغَيَّرْ , وَاللَّهِ مَا اسْتَفَزَّتْهُ قُرَيْشٌ فِي فِتْنَتِهَا الْأُولَى , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَيَزْرِي عَلَى أَبِيهِ فِي مَقْتَلِهِ. قَالُوا: وَتَحَوَّلَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَنَزَلَهَا , وَهَلَكَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ , وَصَلَّى عَلَيْهِ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ , وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْكُوفَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ , وَقَدْ خَضَّبَ بِالسَّوَادِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ لَا يَزِيدَانِ عَلَى أَنْ يُبْدِيَا هَذَا. يَعْنِي الْإِطَارَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيْ عِيسَى وَمُوسَى ابْنَيْ طَلْحَةَ يُجَاوِزَانِ أَصَابِعَهُمَا بِأَرْبَعِ أَصَابِعٍ أَوْ شِبْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بُرْنُسَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيِّ «أَنَّ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ مِنْ قِبَلِنَا وَأَهْلِ بَيْتِهِ يُكَنُّونَهُ أَبَا عِيسَى , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ , فَوَلَدَ عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ يَحْيَى وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَسْمَاءِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ , وَعِيسَى بْنَ عِيسَى وَأُمُّهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. تُوُفِّيَ عِيسَى فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ طَلْحَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ , وَأُمُّ أُنَاسٍ بِنْتُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ , وَإِسْحَاقَ بْنَ يَحْيَى وَأُمُّهُ الْحَسْنَاءُ بِنْتُ زَبَّارِ بْنِ الْأَبْرَدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ مِنْ كَلْبٍ , وَسَلَمَةَ بْنَ يَحْيَى , وَعِيسَى , وَسَالِمًا , وَبِلَالًا الَّذِي مَدْحَهُ الْحَزِينُ الْكِنَانِيُّ , فَقَالَ: [البحر الطويل] بِلَالُ بْنُ يَحْيَى غُرَّةٌ لَا خَفَا بِهَا ... لِكُلِّ أُنَاسٍ غُرَّةُ وَهِلَالُ وَمَهْجَعَ بْنَ يَحْيَى , وَمَسْلَمَةَ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ , وَسُعْدَى تَزَوَّجَهَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَهَلَكَتْ وَلَمْ تَلِدْ شَيْئًا , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُنَّ سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 يَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ يَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ يُوسُفَ وَأُمُّهُ أُمُّ حُمَيْدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ , وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَطَلْحَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحُلَاسِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَإِسْحَاقَ دَرَجَا فِي حَيَاةِ أَبِيهِمَا , وَأَبَا بَكْرٍ وَأُمُّهُمْ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ , وَكَانَ يَعْقُوبُ سَخِيًّا جَوَادًا , وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَجَاءَ بِمَقْتَلِهِ وَمُصَابِ أَهْلِ الْحَرَّةِ إِلَى الْكُوفَةِ الْكَرَوَّسُ بْنُ زَيْدٍ الطَّائِيُّ فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ الْأَسَدِيُّ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ الْكَرَوَّسُ كَاظِمًا ... عَلَى خَبَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ وَجِيعِ حَدِيثٌ أَتَانِي عَنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ... فَمَا رَقَأَتْ لَيْلَ التَّمَامِ دُمُوعِي يُخَبِّرُ أَنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرَامِلُ ... وَإِلَّا دَمٌ قَدْ سَالَ كُلَّ مَرْبَعِ قَرُومٌ تَلَاقَتْ مِنْ قُرَيْشٍ فَأُنْهِلَتْ ... بِأَصْهَبَ مِنْ مَاءِ السِّمَامِ نَقِيعِ فَكَمْ حَوْلَ سَلْعٍ مِنْ عَجُوزٍ مُصَابَةٍ ... وَأَبْيَضَ فَيَّاضِ الْيَدَيْنِ صَرِيعِ طَلُوعُ ثَنَايَا الْمَجْدِ سَامٍ بِطَرْفِهِ ... قُبَيْلَ تَلَاقِيهِمْ أَشَمَّ مَنِيعِ وَذِي سَنَةٍ لَمْ يَبْقَ لِلشَّمْسِ قُبُلُهَا ... وَذِي صِغْوَةٍ غَضَّ الْعِظَامِ رَضِيعِ شَبَابٌ كَيَعْقُوبَ بْنِ طَلْحَةَ أَقْفَرَتْ ... مَنَازِلُهُ مِنْ رُومَةٍ فَبَقِيعِ فَوَاللَّهِ , مَا هَذَا بِعَيْشٍ فَيُشْتَهَى ... هَنِيءٍ , وَلَا مَوْتٍ يُرِيحُ سَرِيعِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 165 زَكَرِيَّاءُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ طَلْحَةَ يَحْيَى , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا الْعَيْطَلُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْبَشَ بْنِ كُوزِ بْنِ مَوْأَلَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ ضَبِّ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ , وَأُمَّ إِسْمَاعِيلَ , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ جَبَلَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ كِنْدَةَ , وَأُمَّ هَارُونَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ عَبْدَ اللَّهِ , وَأَبَا بَكْرٍ دَرَجَ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ أُنَاسٍ بِنْتُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , وَمُصْعَبًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَمُعَاوِيَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَعْقُوبَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَحَفْصَةَ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ وَأُمُّهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ , فَوَلَدَ عِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ عَبْدَ اللَّهِ , وَإِسْحَاقَ , وَمُحَمَّدًا , وَحُمَيْدًا وَأُمُّهُمُ ابْنَةُ أَوْفَى بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ , وَكَانَ لِوَلَدِهِ وَلَدٌ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ وَلَدِ عِمْرَانَ أَحَدٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ مَارِيَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ كِنْدَةَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ إِسْمَاعِيلَ , وَإِبْرَاهِيمَ دَرَجَ , وَعَبْدَ اللَّهِ دَرَجَ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَائِشَةَ وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَقَدْ سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ عُثْمَانَ , وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ , وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ , وَشَهِدَ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ , ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ فَقَتَلَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ «أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَامِرٍ وَاسْمُهَا مَكِيتَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرْعَةَ بْنِ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ دَاوُدَ , وَيَعْقُوبَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَعَبْدَ اللَّهِ لَا عَقِبَ لَهُ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ , وَحَفْصَةَ , وَحُمَيْدَةَ , وَأُمَّ هِشَامٍ , وَأُمَّ عَلِيٍّ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُبَيْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبِ بْنِ رَبَاحِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ نَاجِيَةَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ مَارِيَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ أَبِي الْكَيْسَمِ بْنِ السِّمْطِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ كِنْدَةَ , فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ حَفْصًا , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَفْصٍ وَاسْمُهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ تُدْعَى سَلْمَى , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ مِنْ كِنْدَةَ , وَحَمْزَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمُحَمَّدًا , وَمُغِيرَةَ لَا عَقِبَ لَهُ وَحَمْزَةَ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ وَالْمُغِيرَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ مِنْ كِنْدَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَحُمَيْدَةَ , وَحَفْصَةَ الصُّغْرَى , وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , فَكَانَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ بِالْكُوفَةِ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَلَى الرِّيِّ وَهَمَذَانَ , وَقَطَعَ مَعَهُ بَعْثًا , فَلَمَّا قَدِمَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِرَاقَ أَمَرَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِ , وَبَعَثَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ مِنْ جُنْدِهِ , وَقَالَ لَهُ: إِنْ هُوَ خَرَجَ إِلَيَّ وَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِي وَإِلَّا فَقَاتِلْهُ , فَأَبَى عُمَرُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَزَلْتُكَ عَنْ عَمَلِكَ وَهَدَمْتُ دَارَكَ , فَأَطَاعَ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْحُسَيْنِ , فَقَاتَلَهُ حَتَّى قُتِلَ الْحُسَيْنُ , فَلَمَّا غَلَبَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَلَى الْكُوفَةِ قَتَلَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَابْنَهُ حَفْصًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 عَمْرُو بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ تَيْمِ اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ مِنْ رَبِيعَةَ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ بْنِ ثَقْفٍ مِنْ رَبِيعَةَ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ , فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ زُرَارَةَ , وَيَعْقُوبَ , وَعُقْبَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ فَرْقَدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ الْحُلَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ بَكْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ أُدٍّ , وَسَلَامَةَ , وَأُمَّ حَسَنٍ وَأُمُّهُمَا سَكِينَةُ بِنْتُ الْحُلَيْسِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ , وَكَانَ مُصْعَبٌ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ مُصْعَبٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ زَبْرَاءُ. يَزْعُمُ بَنُوهَا أَنَّهَا ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ شُرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَنَابِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَأَنَّهَا أُصِيبَتْ سِبَاءً , وَقَدْ رَوَى إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلِيٍّ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 يَحْيَى بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَامِرٍ وَاسْمُهَا مَكِيتَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرْعَةَ مِنْ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدٍ يَحْيَى وَأُمُّهُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا , وَإِسْحَاقَ , وَيَعْقُوبَ , وَمُوسَى , وَعِمْرَانَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ أَيُّوبَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ هِلَالٍ بِنْتُ رَبِيعِ بْنِ مُرِّيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ مِنْ طَيِّئٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ قَسَامَةَ مِنْ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ بْنِ ذُهْلَ بْنِ رُومَانَ مِنْ طَيِّئٍ , وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ قَسَامَةَ تَحْتَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ , فَطَلَّقَهَا أُسَامَةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 سَنَةً , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَدُلُّهُ عَلَى الْوَضِيئَةِ الْقَتِينِ , وَأَنَا صِهْرُهُ» , وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى نُعَيْمٍ , فَقَالَ نُعَيْمٌ: كَأَنَّكَ تُرِيدُنِي؟ قَالَ: «أَجَلْ» , فَتَزَوَّجَهَا نُعَيْمٌ , فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نُعَيْمٍ , فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ ابْنَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَعِيدٍ مِنَ الْأَزْدِ مِنَ النَّمِرِ نَمِرٍ الْأَزْدِ , وَزَيْدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَأَبَا بَكْرَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَابْنَةً لَهُ وَأُمُّهَا رُقَيَّةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ أَحَدَ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , فَمَرَّ عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ مَعَ مُسْرِفِ بْنِ عُقْبَةَ وَيَدُهُ عَلَى فَرْجِهِ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَئِنْ حَفِظْتَهُ فِي الْمَمَاتِ لَكَمَا حَفِظْتَهُ فِي الْحَيَاةِ , فَقَالَ لَهُ مُسْرِفٌ: وَاللَّهِ , مَا أَرَى هَؤُلَاءِ إِلَّا أَهْلَ الْجَنَّةِ. لَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَهْلُ الشَّامِ فَيُكَرْكِرُهُمْ عَنِ الطَّاعَةِ , فَقَالَ لَهُمْ مَرْوَانُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ عُبَيْدَ اللَّهِ , وَحُذَيْفَةَ , وَسُلَيْمَانَ , وَأُمَّ خَالِدٍ , وَأُمَّ الْجَهْمِ , وَمَرْيَمَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ أَحَدَ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَمْرًا وَأُمُّهُ أُمُّ بَشِيرٍ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ وَهُوَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسِيرَةَ بْنِ عَسِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ زَيْدُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَمُوسَى , وَأُمَّ حُمَيْدٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ جَمِيلٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَحَدُ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَنَجَا , فَلَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ حَفْصِ بْنِ الْأَحْنَفِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُوَيْطِبٍ عَبْدَ اللَّهِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عُتْبَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَامِرٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَقُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُوَيْطِبٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا صُفَيَّاءُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , فَوَلَدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حُوَيْطِبٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ , قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ابْنَةَ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: مَا نُنْكِرُ نَسَبَكَ , وَلَا مَوْضِعَكَ؛ وَلَكِنَّا نُزَوِّجُ مِثْلَنَا وَتَزَوَّجْ أَنْتَ فِي عَشِيرَتِكَ. قَالَ عُثَيْمٌ: فَأَخْبَرْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بِذَلِكَ , فَقَالَ: أَحْسَنَ عَطَاءٌ مَا شَاءَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ «أَنَّهُ كَانَ يَرُوحُ قَدْ تَرَجَّلَ يَعْنِي جُمَّتَهُ فِي يَدِهِ مِخْصَرَةٌ , وَسَمِعَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَخَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ , وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ وَأَبِي رَافِعٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ , وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَابْنِ عُمَرَ , وَعَائِشَةَ , وَمَيْمُونَةَ , وَأَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ , وَعَبْدِ [ص: 174] اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ , وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ. وَأَمَّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , فَقَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ , وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِالْأَمْرِ. وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 وَأَخُوهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَيُقَالُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ كَانَ مُكَاتَبًا لَهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عَائِشَةَ , فَعَرَفَتْ صَوْتِي , فَقَالَتْ: أَسُلَيْمَانُ؟ قُلْتُ: سُلَيْمَانُ. قَالَتْ: أَدَّيْتَ مَا قَضَيْتَ عَلَيْهِ , أَوْ قَاطَعْتَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: بَلَى , لَمْ يَبْقَ إِلَّا يَسِيرٌ. قَالَتِ: ادْخُلْ؛ فَإِنَّكَ مَمْلُوكٌ مَا بَقِيَ عَلَيْكَ شَيْءٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَفْهَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ حَلَقَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ , وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَمْ أَرَ بَيْنَ أَصْحَابِنَا اخْتِلَافًا أَنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ يُكْنَى أَبَا تُرَابٍ , وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حُدَيْلَةَ , وَقَدْ وَلِيَ سُوقَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي الْمَدِينَةِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ " وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيِ الْعَبَّاسِ , وَعَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَمَيْمُونَةَ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ ثِقَةً عَالِيًا رُفَيْعًا فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَمَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 وَأَخُوهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 وَأَخُوهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ. كَانُوا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ. قَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ كُلِّهِمْ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 الْفُرَافِصَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ سُمَيْعِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. مِنْ رَبِيعَةَ , وَكَانَ حَلِيفًا لِقُرَيْشٍ , وَرَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كُلَيْبِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَمِيرِ بْنِ حَبَشِيَّةَ ابْنِ سَلُولَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ , وَسَمِعَ مِنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي التَّمَّارِينَ فِي زُقَاقِ النَّقَّاشِينَ , وَكَانَ تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ , فَكَانَ آثَرَ النَّاسَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ الْبَرِيدُ إِلَيْهِ , فَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ إِذَا وَرَدَتْ , ثُمَّ يُدْخِلُهَا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَيُخْبِرُهُ بِمَا فِيهَا , وَمَاتَ قَبِيصَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ , وَكَانَ ثِقَةً , مَأْمُونًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 أَبُو غَطَفَانِ بْنُ طَرِيفٍ الْمُرِّيُّ. مِنْ بَنِي عُصَيْمِ دُهْمَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ , وَكَانَ أَبُو غَطَفَانَ قَدْ لَزِمَ عُثْمَانَ , وَكَتَبَ لَهُ , وَكَتَبَ أَيْضًا لِمَرْوَانَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ بِالثَّنِيَّةِ عِنْدَ دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ كَانَ كَاتِبًا لِمَرْوَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا هُوَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ , وَلَكِنَّهُ كَانَ يَلْزَمُ عَقِيلًا , فَنُسِبَ إِلَى وِلَايَتِهِ. وَكَانَ شَيْخًا قَدِيمًا. قَدْ رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ , وَبُحَيْنَةُ هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ بِنْتُ الْأَرَتِّ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَبُو مَالِكٍ الْأَزْدِيُّ , وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي الْمُطَّلِبِ , وَقُتِلَ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ , وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. سَمِعَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ مِمَّنْ رَوَى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَمَيْمُونَةَ وَغَيْرِهِمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , فَوَلَدَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللَّهِ , وَعُمَرَ , وَالْأَسْوَدَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَيَحْيَى بْنَ عُرْوَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَعُثْمَانَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعَائِشَةَ , وَخَدِيجَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ , وَصَفِيَّةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , وَمُصْعَبَ بْنَ عُرْوَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا وَاصِلَةُ , وَأَسْمَاءَ بِنْتَ عُرْوَةَ وَأُمُّهَا سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدَدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَوْمَ الْجَمَلِ اسْتَصْغَرُونَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ , وَأَبِي أَيُّوبَ , وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , وَعَائِشَةَ , وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ , وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِ , وَبَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَزُبَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ , وَجُمْهَانَ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ. وَكَانَ ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , فَقِيهًا , عَالِيًا مَأْمُونًا , ثَبْتًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَحْرَقَ أَبِي يَوْمَ الْحَرَّةِ كُتُبَ فِقْهٍ كَانَتْ لَهُ. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ لَأَنْ تَكُونَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ أَهْلِي وَمَالِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا , يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: يَا بَنِيَّ , سَلُونِي؛ فَلَقَدْ تُرِكْتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أُنْسَى , وَإِنِّي لَأَسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ , فَيُفْتَحُ حَدِيثُ يَوْمِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ «أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ يَلْبَسُ رِدَاءً مُعَصْفَرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ [ص: 180] هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُعَصْفِرُ لَهُ الْمِلْحَفَةَ بِالدِّينَارِ. قَالَ: وَكَانَ آخِرَ ثَوْبٍ لَبِسَهُ ثَوْبٌ عُصْفِرَ لَهُ بِدِينَارٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ «أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ يَلْبَسُ الطَّيْلَسَانَ الْمُزَرَّرَ بِالدِّيبَاجِ فِيهِ وُجُوهُ الرِّجَالِ , وَهُوَ مُحْرِمٌ وَلَا يَزُرُّهُ عَلَيْهِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَمِلْحَفَةٍ مُشْتَمِلًا بِهَا عَلَى الْقَمِيصِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُرْوَةَ كِسَاءَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَلْبَسُ فِي الْحَرِّ قُبَاءَ سُنْدُسٍ مُبَطَّنًا بِحَرِيرٍ " قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُرْوَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ أَدْكَنَ أَوْ نَحْوَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ , عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُرْوَةَ جُبَّةَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يُخَضِّبُ قَرِيبًا مِنَ السَّوَادِ , فَلَا أَدْرِي يَجْعَلُ فِيهِ وَسَمَةً أَمْ لَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ «أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ إِلَّا يَوْمَ الْفِطْرِ , وَيَوْمَ النَّحْرِ , وَمَاتَ وَهُوَ صَائِمٌ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ عُرْوَةَ فَنَصُومُ , وَنُفْطِرُ , [ص: 181] فَلَا يَأْمُرُنَا بِالصِّيَامِ وَلَا يُفْطِرُ هُوَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ بِرِجْلِ عُرْوَةَ أَكِلَةٌ , فَقَطَعَ رِجْلَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا حَدَّثَنِي عُرْوَةُ , ثُمَّ حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ يَصْدُقُ عِنْدِي حَدِيثُ عُرْوَةَ , فَلَمَّا تَبَحَّرْتُهَا إِذَا عُرْوَةُ بَحْرٌ لَا يَنْزِفُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ " أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ , أَمَّا بَعْدُ. حَتَّى يُلْحِقَ مَعَهَا: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَجْلِسُ كُلَّ لَيْلَةٍ هُوَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ , فَكُنْتُ أَجْلِسُ مَعَهُمَا , فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَةً , فَذُكِرَ جَوْرُ مَنْ جَارَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ , وَالْمُقَامُ مَعَهُمْ وَهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ تَغْيِيرَ ذَلِكَ , ثُمَّ ذَكَرَا مَا يَخَافَانِ مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ لَهُمْ , فَقَالَ عُرْوَةُ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ , إِنَّ مَنِ اعْتَزَلَ أَهْلَ الْجَوْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ سُخْطَهُ لِأَعْمَالِهِمْ؛ فَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى مِيْلٍ، ثُمَّ أَصَابَتْهُمْ عُقُوبَةُ اللَّهِ رُجِيَ لَهُ أَنْ يَسْلَمَ مِمَّا أَصَابَهُمْ. قَالَ: فَخَرَجَ عُرْوَةُ، فَسَكَنَ الْعَقِيقَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَخَرَجْتُ أَنَا، فَنَزَلْتُ سُوَيْقَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: قَالَ أَخْبَرَنَا مِنْدَلٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي أَنْ لَا تَذَرُوا عَلَيَّ حَنُوطًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 182] بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي أَمْوَالِهِ بِمَجَاحٍ فِي نَاحِيَةِ الْفُرْعِ , وَدُفِنَ هُنَاكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةَ الْفُقَهَاءِ؛ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا , وَكَانَ عُرْوَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَلَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارٌ رَبَّةٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ , عَنْ أَفْلَحَ , عَنِ الْقَاسِمِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ " فَوَلَدَ الْمُنْذِرُ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَقُرَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ ابْنَةُ حَسَّانَ بْنِ نَهْشَلٍ مِنْ بَنِي سَلْمَى بْنِ جَنْدَلٍ , وَعَمْرًا وَأَبَا عُبَيْدَةَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَعَاصِمًا , وَفَاطِمَةَ وَهِيَ امْرَأَةُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعُمَرَ , وَعَوْنًا , وَعَبْدَ اللَّهِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عُكَّاشَةَ وَعِيسَى الْأَكْبَرَ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ مُصْعَبٍ , وَسُكَيْنَةَ وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُصْعَبٍ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَحَمْزَةَ , وَعَاصِمًا , وَعُمَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَجَعْفَرًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَمُصْعَبَ بْنَ مُصْعَبٍ وَهُوَ خُضَيْرٌ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسَعْدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالْمُنْذِرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعِيسَى الْأَصْغَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَالرَّبَابَ بِنْتَ مُصْعَبٍ وَأُمُّهَا سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَسُكَيْنَةَ بِنْتَ مُصْعَبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ «أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ يُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَوَلَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَخَاهُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ الْعِرَاقَ , فَبَدَأَ بِالْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا , ثُمَّ خَرَجَ فِي جَيْشٍ كَثِيرٍ إِلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَهُوَ بِالْكُوفَةِ , فَقَاتَلَهُ حَتَّى قَتَلَهُ , وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَفَرَّقَ عُمَّالَهُ فِي الْكُوَرِ وَالسَّوَادِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَجْمَلَ مِنْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: مَتَى قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ؟ قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ , وَكَانَ الَّذِي سَارَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , فَوَلَدَ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ حَسَنٍ , وَحَمَّادَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَثَابِتًا وَيَحْيَى وَأُمُّهُمَا بَسَّامَةُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَصَالِحًا , وَهِنْدَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَشُعَيْبًا , وَآدَمَ , وَعَمْرًا , وَنُوحًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ صَالِحٍ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ حَمْزَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَيَعْقُوبَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمَّ عُبَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمَّ الزُّبَيْرِ , وَسَوْدَةَ وَأُمُّهُنَّ أُمُّ وَلَدٍ , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عُرْوَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ الزُّبَيْرِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا , يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ جَعْفَرٌ قَدْ كَبِرَ , وَبَقِيَ حَتَّى مَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 خَالِدُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ وَاسْمُهَا أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ , فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدًا الْأَكْبَرَ , وَرَمْلَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَمُوسَى , وَإِبْرَاهِيمَ , وَزَيْنَبَ وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَوْفٍ , [ص: 185] وَسُلَيْمَانَ بْنَ خَالِدٍ , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ الْحَارِثِيِّ , وَنَبِيهَ بْنَ خَالِدٍ , وَهُمَيْنَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَخَالِدَ بْنَ خَالِدٍ , وَهِنْدَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ خَالِدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ وَهِيَ أَمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , وَعَمْرَو بْنَ عَمْرٍو , وَحَبِيبَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ عَمْرٍو وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي غِفَارٍ , وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَدْ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ جُنْدًا , فَسَأَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: مَنْ أَعْدَى النَّاسِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقِيلَ: أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ؛ فَوَلَّاهُ شُرَطَهُ بِالْمَدِينَةِ , فَضَرَبَ نَاسًا كَثِيرًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ بِالسِّيَاطِ , وَقَالَ: هَؤُلَاءِ شِيعَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , ثُمَّ وَجَّهَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي جَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , وَأَمَرَهُ بِقِتَالِهِ , فَمَضَى عَمْرٌو حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ , فَنَزَلَ بِذِي طُوًى وَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي جَمْعٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ فِي جَمْعٍ , فَلَقُوهُ , فَقُتِلَ أُنَيْسُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ وَكَانَ عَلَى عَسْكَرِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ , وَانْهَزَمَ وَأَصْحَابُهُ , وَتَفَرَّقُوا. وَجَاءَ عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ , فَقَالَ: أَنَا أُجِيرُكَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ , فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهِ أَسِيرًا وَالدَّمُ يَقْطُرُ عَلَى قَدَمَيْهِ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: مَا هَذَا الدَّمُ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: [البحر الطويل] لَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَتُكْلَمُ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ الْمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللَّهِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ , فَاقْتَصَّ مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ ضَرَبَهُ أَوْ ظَلَمَهُ , وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: جَلَدَنِي مِائَةَ جَلْدَةٍ بِالسِّيَاطِ , وَلَيْسَ بِوَالٍ , وَلَمْ آتِ قَبِيحًا , وَلَمْ أَرْكَبْ مُنْكَرًا , وَلَمْ أَخْلَعْ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ , فَأُمِرَ بِعَمْرٍو أَنْ يُقَامَ وَدُفِعَ إِلَى مُصْعَبٍ سَوْطٌ , وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: اضْرِبْ , فَجَلَدَهُ مُصْعَبٌ مِائَةَ جَلْدَةٍ , ثُمَّ صَحَّ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ الضَّرْبُ , ثُمَّ مَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ جَالِسًا بِفِنَاءِ الْمَنْزِلِ الَّذِي كَانَ فِيهِ , فَقَالَ: أَبَا يَكْسُومَ , أَلَا أُرَاكَ حَيًّا فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ إِلَى السِّجْنِ , فَلَمْ يَبْلُغْ حَتَّى مَاتَ , فَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ فَطُرِحَ فِي شِعْبِ الْجِيَفِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ مَرْثَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو , مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمُنْذِرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَزَيْنَبَ وَأُمُّهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 حَمْزَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَصَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ وَهُوَ أَخُو مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ , فَوَلَدَ حَمْزَةُ عُمَارَةَ مَاتَ وَلَمْ يُعْقِبْ , فَوَرِثَهُ عُرْوَةُ وَجَعْفَرٌ ابْنَا الزُّبَيْرِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا سَوْدَةُ , فَوَلَدَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ فَرْوَةَ وَهِيَ أُمُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَأُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الْقَاسِمِ , وَعَبْدَةَ وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُحَلِّقُ رُءُوسَنَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ , ثُمَّ تُحِلِّقْنَا وَتَبْعَثْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ , ثُمَّ تُضْحِي عِنْدَنَا مِنَ الْغَدِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَوَى الْقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَأَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَصَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لَا يُفَسِّرُ يَعْنِي: الْقُرْآنَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ الْقَاسِمُ يُجِيبُ إِلَّا فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ , عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ فِي شَيْءٍ: أَرَى وَلَا أَقُولُ إِنَّهُ الْحَقُّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شَيْءٍ , فَقَالَ: مَا اضْطَرَّنِي إِلَى هَذِهِ الْمَشُورَةِ , وَمَا أَنَا مِنْهَا فِي شَيْءٍ [ص: 188] . قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّ الْوَالِيَ إِذَا شَاوَرَ مِنْ عِنْدِهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ لِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ: كُفُوًا عَمَّا كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ , وَسَالِمًا يَلْعَنَانِ الْقَدَرِيَّةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 قَالَ أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ يُمْلِي عَلَيَّ أَحَادِيثَ , فَقَالَ: إِنَّ الْأَحَادِيثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَأَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوهُ بِهَا , فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا أَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا , ثُمَّ قَالَ: مَثْنَاةٌ كَمَثْنَاةِ أَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَمَنَعَنِي الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ أَنْ أَكْتُبَ حَدِيثًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَاسِمِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَاحِدًا , ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , فَكَانَ تُجَاهَ خَوْخَةِ عُمَرَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَنَّ الْقَاسِمَ لَهَا يَعْنِي: الْخِلَافَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَعِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فِي مُسْتَحَمٍّ لَهُ , فَأَخْرَجَ يَدَهُ , فَصَبَبْتُهَا فِي يَدِهِ , فَقَالَ وَصَلَتْهُ رَحِمٌ. لَقَدْ جَاءَتْنَا عَلَى حَاجَةٍ , فَأَتَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ , فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنَ عَمِّهِ , فَأَنَا ابْنَةُ عَمَّتِهِ؛ فَأَعْطِنِيهَا , فَأَعْطَاهَا إِيَّاهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَلَنْسُوَةً مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءَ , وَرِدَاءَ سَابِرِيٍّ لَهُ عَلَمٌ مُلَوَّنٌ مَصْبُوغٌ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ. قَالَ وَيَدَعْ مِائَةَ أَلْفٍ يَتَخَلَّجُ فِي بَقِّهِ مِنْهَا شَيْءٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ ذَكَرَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , فَذَكَرَ فَضْلَهُ , ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ لَهُ فَضْلٌ " قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُمْ يُكَلَّمُونَ أَبَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ كَانَ وَلِيَّهَا , فَقَالَ: وَاللَّهِ , إِنَّكُمْ لَتُكَلِّمُونَ رَجُلًا مَا نَالَ مِنْهَا تَمْرَةً قَطُّ. قَالَ: يَقُولُ الْقَاسِمُ: أَيْ بُنَيَّ , فِيمَا تَعْلَمُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ اخْتِلَافُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رَحْمَةً لِلنَّاسِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَأْتِي الْمَسْجِدَ أَوَّلَ النَّهَارِ , فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يَجْلِسَ بَيْنَ النَّاسِ , فَيَسْأَلُونَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ «أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ يَأْتِي مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَيُصَلِّي , وَيَقْعُدُ لِلنَّاسِ , وَيَقْعُدُونَ إِلَيْهِ بُكْرَةً» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ , وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَدْ ضَعُفَ جِدًّا , فَكَانَ يَرْكَبُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَأْتِيَ مَسْجِدَ مِنًى , فَيَنْزِلَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ , فَيَمْشِيَ مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْجِمَارِ , فَيَرْمِيَهَا مَاشِيًا , ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَاشِيًا , فَإِذَا جَاءَ الْمَسْجِدَ رَكِبَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْقَاسِمِ اسْمَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ فَصُّ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ , وَكَانَ الْخَاتَمُ مِنْ وَرِقٍ وَفَصُّهُ مِنْ وَرِقِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حَلْقَةُ فِيهَا اسْمُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنْ وَرِقٍ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى فِي الْخِنْصَرِ , نَقْشُهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ سَعْدٍ الْأَحْوَلُ مَوْلَى بَنِي مَازِنٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَظْفَارَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِيضًا لَمْ أَرَ فِيهَا صُفْرَةَ الْحِنَّاءِ قَطُّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَمِيصِهِ وَجُبَّتِهِ تَجَاوَزُ أَصَابِعَهُ بِأَرْبَعِ أَصَابِعَ أَوْ شِبْرٍ أَوْ نَحْوِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ [ص: 191] : رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ وَكِسَاءَ خَزٍّ , وَعِمَامَةَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَلْبَسُ الْمَرْوِيَّ وَالْخَزَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَلْبَسَ جُبَّةَ خَزٍّ زَيْتِيَّةً , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَلَنْسُوَةً مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ , وَرِدَاءَ سَابِرِيٍّ لَهُ عَلَمٌ مُلَوَّنٌ مَصْبُوغٌ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جُبَّةَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ وَرِدَاءٌ مُبَتَّتٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , فَرَأَيْتُ عَلَى رَحْلِهِ قَطِيفَةً مِنْ خَزٍّ غَبْرَاءَ , وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءُ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ رِدَاءً مُمَصَّرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَمِيصًا رَقِيقًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعُدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ , قَدْ أَخْرَجَ نِصْفَ فَخِذَهُ مِنْهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ , وَزَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ , عَنْ أَبِي زَبْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مُعَصْفَرَةٍ وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ وَمَرَافِقُ حُمْرٍ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , هَذَا مِمَّا أَرَدْتَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ , فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِمَا امْتُهِنَ مِنْهُ. قَالَ شَبَابَةُ فِي حَدِيثِهِ: وَإِنَّمَا يُكْرَهُ ثَوْبُ الصَّوْنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حِينَ أَعْرَسَ لَبِسَ رِدَاءً بِقَطْرَةِ زَعْفَرَانٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ «أَنَّ أَبَاهُ الْقَاسِمِ كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْمُوَرَّدَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ بِالْعُصْفُرِ الْخَفِيفُ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِلْحَفَةً مُعَصْفَرَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِمَامَةً بَيْضَاءَ , وَقَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو «أَنَّهُ رَأَى عَلَى الْقَاسِمِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَدْكَنَ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُخَضِّبُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو [ص: 193] الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى الْقَاسِمَ يَصْبُغُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُخَضِّبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَجْعَلُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ نَحْوًا مِنْ خِضَابِي , وَخِضَابُ لِحْيَةِ مُحَمَّدٍ بِالْحِنَّاءِ إِلَى الصُّفْرَةِ , وَرَأْسِهِ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ رَقِيقٌ , وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالدُّهْنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: لَمَّا أَمْلَى الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَصِيَّتَهُ قَالَ: اكْتُبْ , فَكَتَبَ الْكَاتِبُ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَقَالَ الْقَاسِمُ: قَدْ شَقِينَا إِنْ لَمْ نَكُنْ شَهِدْنَا بِهَا قَبْلَ الْيَوْمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِقُدَيْدٍ , فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا: قَمِيصِي , وَإِزَارِي , وَرِدَائِي , فَقَالَ ابْنُهُ: يَا أَبَتِ , لَا تُرِيدُ ثَوْبَيْنِ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ , هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابِ , وَالْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ الْقَاسِمَ أَوْصَى أَلَّا يُثْنَى عَلَى قَبْرِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: أَحْسَبُ هَكَذَا. قَالَ يَزِيدُ: قَالَ شَهِدْتُ مَوْتَ الْقَاسِمِ , وَمَاتَ بِقُدَيْدٍ , فَدُفِنَ بِالْمُشَلَّلِ وَبَيْنَ ذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ , [ص: 194] وَوَضَعَ ابْنُهُ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ , وَمَشَى حَتَّى بَلَغَ الْمُشَلَّلَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ الْقَاسِمُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ذَهَبَ بَصَرَهُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً , وَكَانَ رُفَيْعًا , عَالِيًا , فَقِيهًا , إِمَامًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَرِعًا , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ , وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَخَالَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَعَمَّتُهُ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَبَا بَكْرٍ , وَطَلْحَةَ , وَعِمْرَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَنَفِيسَةَ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَأُمَّ فَرْوَةَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِقَالٍ الْعُقَيْلِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ , وَأُمُّهُ رُمَيْثَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَعْيَا بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسٍ. مِنْ بَنِي كِنَانَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُثْمَانَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعُمَرَ , وَعَاتِكَةَ , وَعَائِشَةَ , وَزَيْنَبَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعَائِشَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَيُقَالُ اسْمُهَا أُمُّ كُلْثُومٍ , وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَآمَنَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ , وَأُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ , وَأُخْتُهَا لِأُمِّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيُكَنَّى سَالِمٌ أَبَا عُمَيْرٍ , فَوَلَدَ سَالِمٌ عُمَرَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَاصِمًا , وَجَعْفَرًا , وَحَفْصَةَ , وَفَاطِمَةَ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَعَبْدَةَ , وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كُنْيَةُ سَالِمٍ أَبُو عُمَرَ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَدْ لَقِيَهُ وَسَأَلَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَالِكِ [ص: 196] بْنِ أَنَسٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ أَشْبَهَ وَلَدِ عُمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ , وَأَشْبَهَ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ سَالِمٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَفَعَ الْحَجَّاجُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَيْفًا , وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ رَجُلٍ , فَقَالَ سَالِمٌ لِلرَّجُلِ: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمُ , امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ , قَالَ: فَصَلَّيْتَ الْيَوْمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَرَمَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وَقَالَ: إِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ , وَأَنَّهُ قَدْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ الْيَوْمَ , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ؛ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ» , قَالَ الْحَجَّاجُ: لَسْنَا نَقْتُلُهُ عَلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ؛ وَلَكِنَّهُ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ , فَقَالَ سَالِمٌ: هَاهُنَا مَنْ هُوَ أَوْلَى بِعُثْمَانَ مِنِّي , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: مَا صَنَعَ سَالِمٌ؟ قَالُوا: صَنَعَ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مُكَيَّسٌ مُكَيَّسٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُلَامُ فِي حُبِّ سَالِمٍ , فَكَانَ يَقُولُ: [البحر الطويل] يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالْأَنْفِ سَالِمُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمٍ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حَلْقَةٌ فِيهِ اسْمُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَرِقٍ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى فِي الْخِنْصَرِ نَقْشَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا [ص: 197] عَلَيْهِ خَاتَمُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: لَمْ أَرَ سَالِمًا يُخَضِّبُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً بَيْضَاءَ يَسْدِلُ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِمَامُ دَارِ مَصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَمِيصَ كَتَّانٍ كَنَارٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَكَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَلْبَسُ الْكَتَّانَ قَمِيصًا وَرِدَاءً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَمَّنَا سَالِمُ فِي قَمِيصٍ وَجْبَةٍ قَدِ ائْتَزَرَ فَوْقَهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ [ص: 198] نَافِعٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ يَرْكَبُ فِي عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْقَطِيفَةِ الْأُرْجُوَانِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَأْتَزِرُ بِإِزَارٍ صَغِيرٍ لَيْسَ لَهُ حَاشِيَةٌ , وَكَانَ عَظِيمَ الْبَطْنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ مُحَلَّلِ الْأَزْرَارِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زَرَّ قَمِيصَهُ فِي صَيْفٍ وَلَا شِتَاءٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا مُحَلَّلَ الْأَزْرَارِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ الْقَعْنَبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يُصَلِّي مُحَلَّلَةً أَزْرَارُ قَمِيصِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ أَنَّهُ رَأَى سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ مَحْلُولًا زِرُّهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَحْلُولَ أَزْرَارِ الْقَمِيصِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَضْحَى ظَهْرُهُ لِلشَّمْسِ وَهُوَ مُحْرِمٌ كَثِيرًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي الْحَجِّ مُحْرِمًا وَهُوَ يُلَبِّي وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ ظَهْرِهِ طَارِحًا رِدَاءَهُ عَلَى فَخِذَيْهِ , فَرَأَيْتُ جِلْدَهُ يَقْشُرُ [ص: 199] مِنَ الشَّمْسِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَافِلِينَ مِنَ الْعُمْرَةِ , فَجَعَلَ لَا يَلْقَى رَكْبًا يُهِلُّونَ إِلَّا كَبَّرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا. كَانَ يَجْعَلُ قِيَامَهُ تَرَبُّعًا , فَإِذَا أَرَادَ الْجُلُوسَ جَثَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا يَتَقَطَّعُ شِسْعُ نَعْلِهِ , فَيُسَوِي نَعْلَهُ , فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ , فَيُقَالُ لَهُ فِيهِ , فَيَقُولُ: مَاذَا عَلَيَّ فِيهِ؟ قَالَ: وَرُبَّمَا جَعَلَ شِسْعَهُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ يَدْخُلُ الدَّارَ , فَيَجِدُنَا نَلْعَبُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ , فَيَضْرِبُنَا بِطَرَفِ رِدَائِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَغْدُو بِزَكَاةِ الْفِطْرِ التَّمْرَ. قَالَ: وَكَانَ سَالِمٌ يَكْرَهُ النَّوْحَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ لَابْنَةِ سَالِمٍ غِرْبَالًا صَغِيرًا تَلْعَبُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبِّرِ قَالَ: كُنَّا أَيْتَامًا فِي حِجْرِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَكَانَ يَجْمَعُ خُلْقَانَنَا , فَيُخَبِّؤُهَا فِي شَيْءٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِي قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَرْوَانُ بْنُ حَبْرٍ الْبَزَّازُ قَالَ: جَاءَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَطْلُبُ ثَوْبًا سُبَاعِيًّا , فَنَشَرْتُ عَلَيْهِ ثَوْبًا , فَإِذَا هُوَ أَقَلُّ مِنْ سَبْعٍ , فَقَالَ: أَلَيْسَ قُلْتَ لِي سُبَاعِيٌّ؟ فَقُلْتُ: كَذَلِكَ نُسَمِّيهَا , فَقَالَ: كَذَلِكَ يَكُونُ الْكَذِبُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: «سَمِعْتُ سَالِمًا يَلْعَنُ الْقَدَرِيَّةَ الَّذِينَ يَكْذِبُونَ بِالْقَدَرِ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِخَيْرِهِ وَشَرِّهِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا لَا يَشْهَدُ قَاصَّ جَمَاعَةٍ , وَلَا غَيْرَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ , عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَأْكُلُ التَّمْرَ حَفْنَةً حَفْنَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَأُتِيَ بِغُلَامٍ وَمَعَهُ غِلْمَانٌ , وَهُوَ أَشَقُّهُمْ , فَسَلَّ خَيْطًا مِنْ أَزْرَارِهِ , فَقَطَعَهُ , ثُمَّ جَمَعَهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ , ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , ثُمَّ مَدَّهُ , فَإِذَا هُوَ صَحِيحٌ لَا بَأْسَ بِهِ , فَقَالَ سَالِمٌ: لَوْ وَلَّيْتُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا لَصَلَبْتُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كُمَّيْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَذْوَ أَصَابِعِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ لَا يُفَسِّرُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى سَالِمٌ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَعَنْ أَبِيهِ وَأَسْمَعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يُخْبِرُ أَبَاهُ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فِي بِنَاءِ الْكَعْبَةِ: «إِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ» , وَكَانَ ثِقَةً , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِيًا مِنَ الرِّجَالِ , وَرِعًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: نَظَرَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي ثَوْبَيْنِ مُتَجَرِّدًا , فَرَأَى كِدْنَةً حَسَنَةً , فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ , مَا طَعَامُكَ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ , فَقَالَ هِشَامٌ: كَيْفَ تَسْتَطِيعُ الْخُبْزَ وَالزَّيْتَ؟ قَالَ: أُخَمِّرُهُ , فَإِذَا اشْتَهَيْتُهُ [ص: 201] أَكَلْتُهُ. قَالَ: فَوَعِكَ سَالِمٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ , فَلَمْ يَزَلْ مَوْعُوكًا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ " قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ , وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ حَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ , ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَافَقَ مَوْتَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَفْلَحَ , وَخَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَا: صَلَّى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَقِيعِ لِكَثْرَةِ النَّاسِ , فَلَمَّا رَأَى هِشَامٌ كَثْرَتَهُمْ بِالْبَقِيعِ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ: اضْرِبْ عَلَى النَّاسِ بَعْثَ أَرْبَعَةِ آلَافٍ , فَسُمِّيَ عَامَ الْأَرْبَعَةِ آلَافٍ. قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ إِذَا دَخَلُوا الصَّائِفَةَ خَرَجَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّوَاحِلِ , فَكَانُوا هُنَاكَ إِلَى انْصِرَافِ النَّاسِ وَخُرُوجِهِمْ مِنَ الصَّائِفَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 قَالَ أَخْبَرَنَا 10735 أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ مَاتَ سَالِمٍ أَلْقَى رِدَاءَهُ وَمَشَى فِي قَمِيصٍ قَالَ: فَأَرْسَلَنِي إِلَيْهِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْ قُلْ لَهُ يَلْبَسْ رِدَاءَهُ. قَالَ: وَكَانَ الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَلَكِنْ أُخْبِرَ بِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ وَأُمُّهُ [ص: 202] أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدَ الْحَمِيدِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ وَلِيَ الْمَدِينَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَرِيَاحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ حُبَابَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَصِيَّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَعِيسَى بْنُ حَفْصٍ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَلْبَسُ الْخَزَّ , فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِ , وَلَا يُنْكِرْهُ عَلَيْهِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَهِيَ أُمُّ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَالْقَاسِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَأَبَا عُبَيْدَةَ , وَعُثْمَانَ , وَأَبَا سَلَمَةَ , وَزَيْدًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَحَمْزَةَ وَجَعْفَرًا وَهُمَا تَوْأَمٌ , وَقُرَيْبَةَ , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَإِسْمَاعِيلَ لِأُمِّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ , وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً يَسْدِلُ خَلْفَهُ [ص: 203] مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ يَرُوحُ فِيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ يَشْهَدُ فِيهِمَا الْعِشَاءَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَسَنَّ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا يَذْكُرُونَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمًا شَهِدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَعَلَى قَبْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ فُسْطَاطٌ , وَرُشَّ عَلَى قَبْرِهِ الْمَاءَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَهِيَ أُمُّ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ حَمْزَةُ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , فَوَلَدُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ , وَأُمَّ الْمُغِيرَةِ , وَعَبْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ , وَعُثْمَانَ , وَمُعَاوِيَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَعَائِشَةَ , وَلَيْلَى لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدًا , وَأُمَّ حُمَيْدٍ , وَأُمَّ زَيْدٍ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَعُمَرَ , وَفَاطِمَةَ , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمْ حُكَيْمَةُ [ص: 204] أُمُّ وَلَدٍ , وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَيْدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ يَمَانِيَةٌ , وَكَانَ زَيْدٌ أَكْبَرُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَفَارَقَهُ فِي حَيَاتِهِ , وَقَدِمَ الْكُوفَةَ , فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا , وَلَهُ عَقِبٌ بِالْكُوفَةِ وَبِالْيَمَنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ بِلَالٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ أَبِي نُعَيْمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ ضُبَيْعَةَ مِنْ خُزَاعَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ , فَوَلَدَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ قَالَ: مَاتَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِالسُّقْيَا وَهُوَ مُحْرِمٌ , فَكَفَّنَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ فِيهَا قَمِيصٌ وَعِمَامَةٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالسُّقْيَا , فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ , وَدَفَنَهُ , ثُمَّ دَعَا الْأَعْرَابَ , فَجَعَلَ يَسْبِقُ بَيْنَهُمْ , فَقُلْتُ: دَفَنْتَ وَاقِدًا السَّاعَةَ وَأَنْتَ تَسْبِقُ بَيْنَ الْأَعْرَابِ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا نَافِعُ , إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ قَدْ غَلَبَ عَلَى أَمْرٍ فَالْهُ عَنْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عِكَبِّ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ سَعِيدًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَدِيِّ الْأَصْغَرِ ابْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَسَهْلَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيٍّ , وَعُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَأَيُّوبَ , وَأَبَانًا , وَأَبَا سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَجُبَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ شُرَحْبِيلَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُبَيْدَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَخُوهُ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ يَنْزِلَانِ دَارَ أَبِيهِمَا بِالْمَدِينَةِ , وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَوْمَ مَاتَ أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَدْ أَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ , وَهُوَ يَمْشِي قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدٌ ثِقَةً , قَلِيلَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ نَافِعِ بْنِ ضُرَيْبِ بْنِ نَوْفَلِ , فَوَلَدَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ مُحَمَّدًا , وَعَمْرًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ [ص: 206] نَوْفَلٍ , وَعَلِيَّ بْنَ نَافِعٍ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَكَانَ نَافِعٌ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ مَرْبُوطَةً أَسْنَانُهُ بِخُرْصَانِ الذَّهَبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ لَا يَلْبَسُ إِلَّا الْبَيَاضَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْغُصْنِ أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً أَسْمَاطًا وَعِمَامَةً بَيْضَاءَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: كَأَنَّهُ يَعْنِي التِّيهَ , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ رَكِبْتُ الْحِمَارَ , وَلَبِسْتُ الشَّمْلَةَ , وَحَلَبْتُ الشَّاةَ , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «مَا فِي مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الْكِبْرِ شَيْءٌ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ كَانَ يَمْشِي إِلَى الْحَجِّ وَرَاحِلَتُهُ تُقَادُ خَلْفَهُ مَرْحُولَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ قَالَ أَحَدُهُمَا: جَلَسَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ إِلَى حَلْقَةِ [ص: 207] الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُرَقِيِّ وَهُوَ يُقْرِئُ النَّاسَ , فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْتَ لِتَسْمَعَ. قَالَ: لَا , وَلَكِنِّي جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ لِأَتَوَاضَعَ إِلَى اللَّهِ بِالْجُلُوسِ إِلَيْكُمْ , وَقَالَ: الْآخَرُ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ , فَقَدَّمَ رَجُلًا , فَلَمَّا أَنْ صَلَّى قَالَ: أَتَدْرِي لِمَ قَدَّمْتُكَ؟ قَالَ: قَدَّمْتَنِي لِأُصَلِّيَ بِكُمْ. قَالَ: لَا , وَلَكِنِّي قَدَّمْتُكَ لِأَتَوَاضَعَ إِلَى اللَّهِ بِالصَّلَاةِ خَلْفَكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: تُوُفِّيَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَهِشَامًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَسُهَيْلًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَالْحَارِثَ , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمْ سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأَبَا سَلَمَةَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَعُمَرَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَهِيَ رُبَيْحَةُ وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زَوْجُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّهَا رُمَيْثَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ طَلَبَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمِ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وُلِدَ أَبُو بَكْرٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَكَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ؛ لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ وَلِفَضْلِهِ , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَلَيْسَ لَهُ اسْمٌ. كُنْيَتُهُ اسْمُهُ , وَاسْتُصْغِرَ يَوْمَ الْجَمَلِ , فَرُدَّ هُوَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَعَائِشَةَ , وَأُمِّ سَلَمَةَ , وَكَانَ ثِقَةً , فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِمًا , عَاقِلًا , عَالِيًا , سَخِيًّا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِسَاءَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ «أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا , يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ " أَنَّ عُرْوَةَ اسْتَوْدَعَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مَالًا مِنْ مَالِ بَنِي مُصْعَبٍ. قَالَ: فَأُصِيبَ ذَلِكَ الْمَالُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ بَعْضُهُ , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ أَنْ لَا ضَمَانَ عَلَيْكَ , إِنَّمَا أَنْتَ مُؤْتَمَنٌ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَا ضَمَانَ عَلَيَّ , وَلَكِنْ لَمْ تَكُنْ لِتُحَدِّثَ قُرَيْشًا أَنَّ أَمَانَتِيَ خَرِبَتْ. قَالَ: فَبَاعَ مَالًا لَهُ فَقَضَاهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُغْتَسَلَهُ , فَمَاتَ فِيهِ فَجْأَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرَ , فَدَخَلَ مُغْتَسَلَهُ , فَسَقَطَ , فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاللَّهِ , مَا أَحْدَثْتُ فِي صَدْرِ نَهَارِي هَذَا شَيْئًا. قَالَ: فَمَا عَلِمْتُ غَرَبَتِ الشَّمْسُ حَتَّى مَاتَ , وَذَلِكَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ بِالْمَدِينَةِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السَّنَةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُكْرِمًا لِأَبِي بَكْرٍ مُجِلًّا لَهُ , وَأَوْصَى الْوَلِيدَ وَسُلَيْمَانَ بِإِكْرَامِهِ , وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنِّي لَأَهُمُّ [ص: 209] بِالشَّيْءِ أَفْعَلُهُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ لِسُوءِ أَثَرِهِمْ عِنْدَنَا فَأَذْكُرُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَأَسْتَحِي مِنْهُ , فَأَدَعُ ذَلِكَ الْأَمْرَ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , فَوَلَدَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَالْحَارِثَ وَأُمُّهُمَا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَعُثْمَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ , وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ عِكْرِمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاسِمَ وَفَاخِتَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَلِيٍّ بِنْتُ يَسَارِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ , وَخَالِدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَسَلَمَةَ , وَهِشَامًا , وَحَنْتَمَةَ , وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ , وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يُكْنَى أَبَا هَاشِمٍ , فَوَلَدَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثَ وَمُعَاوِيَةَ وَسُعْدَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِث مِنْ بَنِي مَرَّةَ , وَعُيَيْنَةَ وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَالْيَسَعَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَحْيَى , وَسَلَمَى لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَهِشَامًا , وَأَبَا بَكْرٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ الْأَشْعَثِ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَعُثْمَانَ , وَصَدَقَةَ , وَرُبَيْحَةَ وَأُمُّهُمُ الْبَهِيمُ بِنْتُ صَدَقَةَ بْنِ شُعَيْثٍ مِنْ بَنِي عُلَيْمِ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْبَنِينَ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ , وَرَيْطَةَ وَأُمُّهَا قُرَيْبَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , وَحَفْصَةَ , وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ وَاقِعِ بْنِ حِكْمَةَ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِيَاحٍ , وَآمَنَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: خَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الشَّامِ غَيْرَ مَرَّةٍ غَازِيًا , وَكَانَ فِي جَيْشِ مَسْلَمَةَ الَّذِينَ احْتُبِسُوا بِأَرْضِ الرُّومِ حَتَّى أَقْفَلَهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَذَهَبَتْ عَيْنُهُ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ , وَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ بِأُحُدٍ مَعَ الشُّهَدَاءِ , فَلَمْ يَفْعَلْ أَهْلُهُ , وَدَفَنُوهُ بِالْبَقِيعِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ إِلَّا مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ , فَكَانَ كَثِيرًا مَا تُقْرَأُ عَلَيْهِ , وَيَأْمُرُنَا بِتَعْلِيمِهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 أَبُو سَعِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُ أُمُّ رَسَنٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَالْوَلِيدَ وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ الْحَارِثِيِّ , وَقُتِلَ أَبُو سَعِيدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 بَقِيَّةُ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ التَّابِعِينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا غَزَالَةُ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدُ حُسَيْنُ زُيَيْدٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زُيَيْدٍ فَهُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ لِأُمِّهِ , وَلِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ هَذَا الْعَقِبُ مِنْ وَلَدِ حُسَيْنٍ وَهُوَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ ابْنُ الْحُسَيْنِ , وَأَمَّا عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ ابْنُ حُسَيْنٍ فَقُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِنَهْرِ كَرْبَلَاءَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ , فَوَلَدَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ ابْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَرَجَ , وَالْحُسَيْنَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَمُحَمَّدًا , أَبَا جَعْفَرٍ الْفَقِيهَ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعُمَرَ , وَزَيْدًا الْمَقْتُولَ بِالْكُوفَةِ قَتَلَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَصَلَبَهُ , وَعَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ , وَخَدِيجَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَحُسَيْنًا الْأَصْغَرَ ابْنَ عَلِيٍّ , وَأُمَّ عَلِيٍّ بِنْتَ عَلِيٍّ وَهِيَ عُلَيَّةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَلْثُمَ بِنْتَ عَلِيٍّ , وَسُلَيْمَانَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَمُلَيْكَةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَالْقَاسِمَ , وَأُمَّ الْحَسَنِ وَهِيَ حَسَنَةُ , وَأُمَّ الْحُسَيْنِ , وَفَاطِمَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَكَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَكَانَ مَرِيضًا نَائِمًا عَلَى فِرَاشِهِ , فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ: اقْتُلُوا هَذَا , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَنَقْتُلُ فَتًى حَدَثًا مَرِيضًا لَمْ يُقَاتِلْ , وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ , فَقَالَ: لَا تَعَرَّضُوا لِهَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ , وَلَا لِهَذَا الْمَرِيضِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: فَغَيَّبْنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ , وَأَكْرَمَ نُزُلِي وَاخْتَصَّنِي , وَجَعَلَ يَبْكِي كُلَّمَا خَرَجَ , وَدَخَلَ حَتَّى كُنْتُ أَقُولُ إِنْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ خَيْرٌ وَوَفَاءٌ فَعِنْدَ هَذَا. إِلَى أَنْ نَادَى مُنَادٍ ابْنَ زِيَادٍ: أَلَا مَنْ وَجَدَ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَلْيَأْتِ بِهِ؛ فَقَدْ جَعَلْنَا فِيهِ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَ: فَدَخَلَ وَاللَّهِ عَلِيٌّ وَهُوَ يَبْكِي , وَجَعَلَ يَرْبُطُ يَدَيَّ إِلَى عُنُقِي وَهُوَ يَقُولُ: أَخَافُ , فَأَخْرَجَنِي وَاللَّهِ إِلَيْهِمْ مَرْبُوطًا حَتَّى دَفَعَنِي إِلَيْهِمْ وَأَخَذَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ , وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا , فَأُخِذْتُ , وَأُدْخِلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ , فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ. قَالَ: أَوَلَمْ يَقْتُلِ اللَّهُ عَلِيًّا؟ قَالَ: قُلْتُ كَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ أَكْبَرُ مِنِّي قَتَلَهُ النَّاسُ. قَالَ: بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ. قُلْتُ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا , فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ , فَصَاحَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ: يَا ابْنَ زِيَادٍ , حَسْبُكَ مِنْ دِمَائِنَا أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ إِنْ قَتَلْتُهُ إِلَّا قَتَلْتَنِي مَعَهُ , فَتَرَكَهُ. فَلَمَّا أُتِيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِثَقَلِ الْحُسَيْنِ , وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِهِ , فَأَدْخَلُوهُ عَلَيْهِ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقَالَ: إِنَّ سِبَاءَهُمْ لَنَا حَلَالٌ , فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: كَذَبْتَ وَلَؤُمْتَ مَا ذَاكَ لَكَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مِلَّتِنَا وَتَأْتِي بِغَيْرِ دِينِنَا , فَأَطْرَقَ يَزِيدُ مَلِيًّا , ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِيِّ: اجْلِسْ , وَقَالَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ عِنْدَنَا فَنَصِلُ رَحِمَكَ , وَنَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ فَعَلْتَ , وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَرُدَّكَ إِلَى بِلَادِكَ وَأَصِلَكَ. قَالَ: بَلْ تَرُدُّنِي إِلَى بِلَادِي , فَرَدَّهُ إِلَى بِلَادِهِ وَوَصَلَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ , وَفِي غَيْرِ [ص: 213] هَذَا الْحَدِيثِ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْحَبِيبِ ابْنِ الْحَبِيبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ طَيِّئٍ. قَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ وَحَيَّا قَوْمًا اعْتَزَيْتَ إِلَيْهِمْ. نِعْمَ الْحَيُّ حَيُّكَ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ. قَالَ: قُلْتُ: أَوَلَمْ يُقْتُلْ مَعَ أَبِيهِ؟ قَالَ: لَوْ قُتِلَ يَا بُنَيَّ , لَمْ تَرَهْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: بَعَثَ الْمُخْتَارُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ , فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا , وَخَافَ أَنْ يَرُدَّهَا , فَأَخَذَهَا , فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ , فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: إِنَّ الْمُخْتَارَ بَعَثَ إِلَيَّ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ , فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّهَا , وَكَرِهْتُ أَنْ آخُذَهَا , فَهِيَ عِنْدِي , فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهَا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا ابْنَ عَمِّ , خُذْهَا؛ فَقَدْ طَيَّبْتُهَا لَكَ , فَقَبِلَهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ , فَقَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ , فَلَعَنَ الْمُخْتَارَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ , تَلْعَنُهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ كَذَّابًا , يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّا لَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ , وَأَشْهَدُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: التَّارِكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ [ص: 214] الْمُنْكَرِ كَالنَّابِذِ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ إِلَّا أَنْ يَتَّقِيَ تُقَاةً. قِيلَ: وَمَا تُقَاتُهُ؟ قَالَ: يَخَافُ جَبَّارًا عَنِيدًا. يَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْهِ أَوْ أَنْ يَطْغَى " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ , وَكَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ. يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ؛ فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ؛ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ بِنَا مَا تَقُولُونَ حَتَّى بَغَّضْتُمُونَا إِلَى النَّاسِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ , فَقَالَ: مَا أَكْذَبُكُمْ , وَمَا أَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ؛ نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا , وَبِحَسْبِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: أَصَابَ الزُّهْرِيُّ دَمًا خَطَأً؛ فَخَرَجَ , وَتَرَكَ أَهْلَهُ , وَضَرَبَ فُسْطَاطًا , وَقَالَ: لَا يُظِلُّنِي سَقِيفُ بَيْتٍ , فَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ , قُنُوطُكَ أَشَدُّ مِنْ ذَنْبِكَ؛ فَاتَّقِ اللَّهَ , وَاسْتَغْفِرْهُ , وَابْعَثْ إِلَى أَهْلِهِ بِالدِّيَةِ , وَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ , فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ مِنَّةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: زَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ابْنَةً مِنْ مَوْلَاهُ , وَأَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ وَتَزَوَّجَهَا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُعَيِّرُهُ بِذَلِكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ: قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؛ قَدْ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَتَزَوَّجَهَا , وَأَعْتَقَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَزَوَّجَهُ ابْنَةَ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ قَالَ مَرْوَانُ لِأَبِي: إِنَّ أَبَاكَ كَانَ سَأَلَنِي [ص: 215] أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ , فَلَمْ تَكُنْ حَاضِرَةً عِنْدِي , وَهِيَ الْيَوْمَ عِنْدِي مُسْتَيْسِرَةٌ , فَإِنْ أَرَدْتَهَا فَخُذْهَا , فَأَخَذَهَا أَبِي , فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي مَرْوَانَ فِيهَا حَتَّى قَامَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ لِأَبِي: مَا فَعَلَ حَقُّنَا قِبَلَكُمْ؟ قَالَ: مُوَفَّرٌ مَشْكُورٌ. قَالَ: هُوَ لَكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ 3801 شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ أَقْصَدَ أَهْلِ بَيْتِهِ , وَأَحْسَنَهُمْ طَاعَةً , وَأَحَبَّهُمْ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ يَوْمِ الْحَرَّةِ , هَلْ خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ فَقَالَ: مَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ , وَلَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ , فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ , وَقُتِلَ النَّاسُ , وَسَارَ إِلَى الْعَقِيقِ سَأَلَ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , أَحَاضِرٌ هُوَ؟ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ , فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَاهُ؟ فَبَلَغَ أَبِي ذَلِكَ فَجَاءَهُ وَمَعَهُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ اللَّهِ وَالْحَسَنُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا رَأَى أَبِي رَحَّبَ بِهِ , وَأَوْسَعَ لَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا , فَقَالَ أَبِي: وَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي هَاشِمٍ وَالْحَسَنِ ابْنِي مُحَمَّدٍ , فَقُلْتُ: هُمَا ابْنَا عَمِّي , فَرَحَّبَ بِهِمَا وَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ وَهُوَ يُصَلِّي , فَجَلَسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ , فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ؛ جَاءَكَ هَذَا الرَّجُلُ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَفِي مَوْضِعِهِ يَسْأَلُكَ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ , فَلَوْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ , فَقَضَيْتَ حَاجَتَهُ , ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ [ص: 216] لَهُمْ: أَيْهَاتِ , لَابُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ مِنْ أَنْ يَتَعَنَّى " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ , عَنْ شَيْخٍ , يُقَالُ لَهُ مُسْتَقِيمٌ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: فَكَانَ يَأْتِيهُ السَّائِلُ. قَالَ: فَيَقُومُ حَتَّى يُنَاوِلَهُ , وَيَقُولَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ. قَالَ وَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: مَا فَعَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: صَالِحٌ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ يَمُرُّ بِنَا فَنَسْأَلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهَا؛ إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا يَرْمِينَا بِهِ هَؤُلَاءِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: وَاللَّهِ , مَا قُتِلَ عُثْمَانُ عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا مَشَى لَا تَجَاوِزُ يَدُهُ فَخِذَهُ , وَلَا يَخْطِرُ بِيَدِهِ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ , فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: مَا تَدْرُونَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَقُومُ وَمَنْ أُنَاجِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ , وَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَقُوهُ , فَشَكَوْا إِلَيْهِ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمِ وُلَاتِهِمْ , فَأَمَرَهُمْ بِالصَّبِرِ وَالْكَفِّ , وَقَالَ: إِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَخْرُجُ عَلَى رَاحِلَتِهِ إِلَى مَكَّةَ وَيَرْجِعُ لَا يَقْرَعُهَا , وَكَانَ يُجَالِسُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: تَدَعُ قُرَيْشًا وَتُجَالِسُ عَبْدَ بَنِي عَدِيٍّ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ حَيْثُ يَنْتَفِعُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ [ص: 217] بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَجْلِسَانِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ يَتَحَدَّثَانِ إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى , وَيَتَذَاكَرَانِ , فَإِذَا أَرَادَا أَنْ يَقُومَا قَرَأَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سُورَةً , فَإِذَا فَرَغَ دَعَوْا. قَالَ حَمَّادٌ: هُوَ الْمَاجِشُونُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ «أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , وَرَأَيْتُ نَعْلَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُدَوَّرَةَ الرَّأْسِ لَيْسَ لَهَا لِسَانٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَمَّارٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَهُ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءُ خَزٍّ أَصْفَرُ يَلْبَسْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْر قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءَ خَزٍّ وَجُبَّةَ خَزٍّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُسْتُقَةٌ مِنَ الْعِرَاقِ , فَكَانَ يَلْبَسُهَا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ نَزَعَهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَدِيرٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ سَبَنْجُونَةٌ مِنْ ثَعَالِبَ , فَكَانَ يَلْبَسُهَا , فَإِذَا صَلَّى نَزَعَهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَعَلَيْهِ سَحْقُ مِلْحَفَةٍ حَمْرَاءَ وَلَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْمَنْكِبِ مَفْرُوقٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ طَيْلَسَانًا كُرْدِيًّا غَلِيظًا , وَخُفَّيْنِ يَمَانِيِّيَنْ غَلِيظَيْنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي كِسَاءَ الْخَزِّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا فَيَشْتَوِ فِيهِ , ثُمَّ يَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ , وَيَصِيفُ فِي ثَوْبَيْنِ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ أَشْمُونِيِّينَ بِدِينَارٍ , وَيَلْبَسُ مَا بَيْنَ ذَا وَذَا مِنَ اللَّبُوسِ , وَيَقُولُ: {مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] وَيَعْتَمُّ , وَيُنْبَذُ لَهُ فِي السَّعْنِ فِي الْعِيدَيْنِ بِغَيْرِ عَكَرٍ , وَكَانَ يَدَّهِنُ أَوْ يَتَطَيَّبُ بَعْدَ الْغُسْلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ لَاطِئَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ وَيُرْخِي عِمَامَتَهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ: شِبْرًا أَوْ فُوَيْقَهُ فِي مَا تَوَخَّيْتُ عِمَامَةً بَيْضَاءَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ , عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ الْكَنِيفَ وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ , وَقَدْ وَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا. قَالَ: فَخَرَجَ , فَقَالَ: يَا بُنَيَّ , قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْكَنِيفِ شَيْئًا رَابَنِي قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ الذُّبَابَ يَقَعْنَ عَلَى الْعَذِرَاتِ , ثُمَّ يَطِرْنَ , فَيَقَعْنَ عَلَى جِلْدِ الرَّجُلِ , فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ ثَوْبًا إِذَا دَخَلْتُ الْكَنِيفَ لَبِسْتُهُ , ثُمَّ قَالَ: لَا يَنْبَغِي لِي شَيْءٌ لَا يَسَعُ النَّاسَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ , وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّوَّابَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَغَدْوَةَ جَمْعٍ إِذَا دَفَعَ يَسِيرُ عَلَى هِينَتِهِ , وَيَقُولُ: إِنْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مُصِيبٍ حِينَ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ بِيَدِهِ وَرِجْلَهُ. قَالَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ , وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ , وَيَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٌ وَلَا خَائِفٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَمْشِي إِلَى الْجِمَارِ , وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِمِنًى , وَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُؤْذُونَهُ , فَتَحَوَّلَ إِلَى قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ أَوْ قَرِيبٍ مِنْ قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ , وَكَانَ يَرْكَبُ , فَإِذَا أَتَى مَنْزِلَهُ مَشَى إِلَى الْجِمَارِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: جَعَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَدْحَسُ كَفَّهُ مِنَ التَّمْرِ فَيُعْطِي الْكَبِيرَ وَالْمَوْلُودَ سَوَاءً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَنَا وَجَعْفَرٌ نَلْعَبُ فِي حَائِطٍ , فَقَالَ أَبِي لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: كَمْ مَرَّ عَلَى جَعْفَرٍ؟ فَقَالَ: سَبْعُ سِنِينَ. قَالَ مُرُوهُ بِالصَّلَاةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّهْمِيُّ , وَكَانَ نَازِلًا فِيهِمْ يَؤُمُّهُمْ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِنْهَالِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ مِثْلَكَ لَا يَدْرِي كَيْفَ أَصْبَحْنَا , فَأَمَّا إِذْ لَمْ تَدْرِ أَوْ تَعْلَمْ , فَسَأُخْبِرُكَ. أَصْبَحْنَا فِي قَوْمِنَا بِمَنْزِلَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ؛ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 إِذْ كَانُوا يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَهُمْ. وَأَصْبَحَ شَيْخُنَا وَسَيِّدُنَا يَتَقَرَّبُ إِلَى عَدُوِّنَا بِشَتْمِهِ أَوْ سَبِّهِ عَلَى الْمَنَابِرِ. وَأَصْبَحَتْ قُرَيْشٌ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا. لَا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلَّا بِهِ , وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ , وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلُ عَلَى الْعَجَمِ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا لَا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلَّا بِهِ , وَأَصْبَحَتِ الْعَجَمُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ , فَلَئِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ صَدَقَتْ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَجَمِ , وَصَدَقَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنْهَا إِنَّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ الْفَضْلَ عَلَى قُرَيْشٍ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلم مِنَّا , فَأَصْبَحُوا يَأْخُذُونَ بِحَقِّنَا وَلَا يَعْرِفُونَ لَنَا حَقًّا , فَهَكَذَا أَصْبَحْنَا إِذْ لَمْ تَعْلَمْ كَيْفَ أَصْبَحْنَا قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَ مَنْ فِي الْبَيْتِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ. يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَزَلَهُ وَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ؛ كُنْتُ أَقُولُ: رَجُلٌ صَالِحٌ يُسْمَعُ قَوْلُهُ , فَوَقَفَ لِلنَّاسِ. قَالَ: فَجَمَعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَلَدَهُ وَحَامَّتَهُ , وَنَهَاهُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ. قَالَ: وَغَدَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَارًّا لِحَاجَةٍ , فَمَا عَرَضَ لَهُ , قَالَ: فَنَادَاهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا عُزِلَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَهَانَا أَنْ نَنَالَ مِنْهُ مَا نَكْرَهُ , فَإِذَا أَبِي قَدْ جَمَعْنَا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ عُزِلَ , وَقَدْ أُمِرَ بِوَقْفِهِ لِلنَّاسِ , فَلَا يَتَعَرَّضْ لَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ , فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ , وَلِمَ؟ وَاللَّهِ إِنَّ أَثَرَهُ عِنْدَنَا لَسَيِّئٌ , وَمَا كُنَّا نَطْلُبُ إِلَّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: يَا بُنَيَّ , نَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ , [ص: 221] فَوَاللَّهِ مَا عَرَضَ لَهُ أَحَدٌ مِنْ آلِ حُسَيْنٍ بِحَرْفٍ حَتَّى تَصَرَّمَ أَمْرُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ أَوْصَى أَنْ لَا يُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا , وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ الْمَشْيُ , وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي قُطْنٍ , وَأَنْ لَا يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِسْكٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَمَرَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ حِينَ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنْ تَغْسِلَ فَرْجَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ , وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السُّنَّةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ " قَالَ وَسَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ , وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا أَهْلُ بَيْتِهِ , وَأَهْلُ بَلَدِهِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ صَغِيرًا , وَلَمْ يَكُنْ أَنَبْتَ بِشَيْءٍ , وَلَكِنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا , فَلَمْ يُقَاتِلْ , وَكَيْفَ يَكُونُ يَوْمَئِذٍ لَمْ يُنْبِتْ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؟ وَلَقِيَ أَبُو جَعْفَرٍ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَوْا عَنْهُ , وَإِنَّمَا مَاتَ جَابِرٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ [ص: 222] قَالَ: لَمَّا وُضِعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْشَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ , وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ لَيَشْهَدُوهُ , وَبَقِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ , فَقَالَ خَشْرَمٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , أَلَا تَشَهَّدُ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشْهَدَ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ " قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ خَرَجَ إِلَيْهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ , وَتَبِعَهُ , وَكَانَ يَقُولُ , شُهُودُ جِنَازَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ تَطَوُّعٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَبْخَلُ , فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَقُوتُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ فِي السِّرِّ. قَالُوا: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ثِقَةً , مَأْمُونًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِيًا , رَفِيعًا , وَرِعًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَدِيجًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَنَوْفَلًا , وَإِسْحَاقَ , وَيَزِيدَ , وَضَرِيبَةَ , وَحَبَّابَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَأُمُّهُ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ الْمُسَيَّبِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ مُحَمَّدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَنِسْوَةً وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَالْحَارِثَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ شَافِعِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عَبْدَةَ مِنْ بَنِي مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. سَمِعَ أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 وَأَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رِبْعَانَ بْنِ حُرْثَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْنٍ مِنْ فَهْمٍ , فَوَلَدَ عُثْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ عُمَرَ , وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ أَيْضًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْوَلِيدَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَسُلَيْمَانَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَمَرْوَانَ الْأَكْبَرَ دَرَجَ , وَدَاوُدَ دَرَجَ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْوَلِيدِ ابْنَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ جَزْءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُطَيْعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضٍ , وَيَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَمَرْوَانَ , وَمُعَاوِيَةَ دَرَجَ وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ , وَهِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلِيَ الْخِلَافَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ بَكَّارٌ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ , وَالْحَكَمَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَرَجَ وَأُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ ذُؤَيْبِ بْنِ حَلْحَلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كُلَيْبِ الْأَعْمَى بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُمَيْرِ بْنِ حَبَشِيَّةَ ابْنِ سَلُولَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَمَسْلَمَةَ , وَالْمُنْذِرَ , وَعَنْبَسَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَسَعِيدَ الْخَيْرِ , وَالْحَجَّاجَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَأُمُّهَا أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ , وَوُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ , وَحَفِظَ أَمْرَهُمْ وَحَدِيثَهُمْ , وَشَتَا الْمُسْلِمُونَ بِأَرْضِ الرُّومِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ أَوَّلُ مَشْتًى شَتَوْهُ بِهَا , فَاسْتَعْمَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّ عَشْرَةَ سَنَةً , فَرَكِبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ الْبَحْرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَمَرَّ بِهِمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا آدَبَ هَذَا الْفَتَى وَأَحْسَنَ مُرُوَّتَهُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ هَذَا الْفَتَى أَخَذَ بِخِصَالٍ أَرْبَعَ , وَتَرَكَ خِصَالًا ثَلَاثًا: أَخَذَ بِحُسْنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ , وَحُسْنِ الِاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ , وَحُسْنِ الْبِشْرِ إِذَا لَقِيَ , وَخِفَّةِ الْمُئُونَةِ إِذَا خُولِفَ. وَتَرَكَ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَعْتَذِرُ مِنْهُ , وَتَرَكَ مُخَالَطَةَ اللِّئَامِ مِنَ النَّاسِ , [ص: 225] وَتَرَكَ مُمَازَحَةَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلَا مُرُوَّتِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ وَوِلَايَتِهِ حَتَّى كَانَ أَيَّامُ الْحَرَّةِ , فَلَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجُوا عَامِلَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ. خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَبِيهِ , فَلَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِالطَّرِيقِ قَدْ بَعَثَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي جَيْشٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ مَعَهُ مَرْوَانُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَكَانَ مَجْدُورًا , فَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذِي خُشُبٍ , وَأَمَرَ رَسُولًا أَنْ يَنْزِلَ مَخِيضَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَذِي خُشُبٍ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ , وَآخَرَ يَحْضُرُ الْوَقْعَةَ يَأْتِيهُ بِالْخَبَرِ وَهُوَ يَخَافُ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَةُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَبَيْنَمَا عَبْدُ الْمَلِكِ جَالِسٌ فِي قَصْرِ مَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ يَتَرَقَّبَ إِذَا رَسُولُهُ قَدْ جَاءَ يُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ هَذَا لَبَشِيرٌ , فَأَتَاهُ رَسُولُهُ الَّذِي كَانَ بِمَخِيضَ يُخْبِرُهُ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ قُتِلُوا وَدَخَلَهَا أَهْلُ الشَّامِ , فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أَنْ بَرِئَ , وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ أَخَذُوا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ حِينَ أَخْرَجُوهُمُ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَدُلُّوا عَلَى عَوْرَةٍ لَهُمْ وَلَا يُظَاهِرُوا عَلَيْهِمْ عَدُوًّا. فَلَمَّا لَقِيَهُمْ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ مَرْوَانُ لِابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ: ادْخُلْ عَلَيْهِ قَبْلِي لَعَلَّهُ يَجْتَرِئُ بِكَ مِنِّي , فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: هَاتِ مَا عِنْدَكَ. أَخْبِرْنِي خَبَرَ النَّاسِ , وَكَيْفَ تَرَى؟ فَقَالَ: نَعَمْ , ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَدَلَّهُ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ , وَكَيْفَ يُؤْتَوْنَ وَمِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ , وَأَيْنَ يَنْزِلُ , ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ , فَقَالَ: إِيهِ , مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ عَبْدُ الْمَلِكِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقَدْ لَقِيتَنِي. قَالَ: أَجَلْ , ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: وَأَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 قَلَّ مَا كَلَّمْتُ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ رَجُلًا بِهِ شِبْهًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ مِنْ وَدَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْنَا حَائِطًا بِذِي الْمَرْوَةِ فَإِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَالْهَيْئَةِ قَائِمٌ يُصَلِّي , فَطُفْنَا فِي الْحَائِطِ سَاعَةً , وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ , أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَؤُمُّونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحَبُّ أَنَّ لِيَ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كُلِّهِ , وَأَنِّي سِرْتُ إِلَيْهِ , وَمَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَابْتُلِيَ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ جَالَسَ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ , وَحَفِظَ عَنْهُمْ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: بُويِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِالْخِلَافَةِ بِالْجَابِيَةِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , فَلَقِيَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ فَقَتَلَهُ , ثُمَّ بَايَعَ بَعْدَ ذَلِكَ لِأَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِي مَرْوَانَ بِالْخِلَافَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ لِهِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ , فَاسْتَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْخِلَافَةَ مِنْ يَوْمَئِذِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَهَيَّأَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِلْخُرُوجِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , وَسَارَ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرَا قَرْيَةً عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ دُونَ الْأَنْبَارِ بِثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ , فَنَزَلَهَا , وَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَجَمَعَ جُنُودَهُ , ثُمَّ سَارَ فِيهِمْ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ لِقِتَالِ مُصْعَبٍ , وَقَالَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ: وَاللَّهِ , إِنَّ فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا لَعَجَبًا؛ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْقِدُهُ اللَّيْلَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي نَجْتَمِعُ فِيهِ , فَكَأَنِّي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 وَالِهٌ , وَيَفْقِدُنِي فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ , وَلَقَدْ كُنْتُ أُوتَى بِاللَّطَفِ فَمَا أُرَاهُ يَجُوزُ لِي أَكَلُهُ حَتَّى أَبْعَثَ بِهِ إِلَى مُصْعَبٍ أَوْ بِبَعْضِهِ , ثُمَّ صِرْنَا إِلَى السَّيْفِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ، لَيْسَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ مِنْ وَلَدٍ وَلَا وَالِدٍ إِلَّا كَانَ السَّيْفُ , وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِأَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسَانِ مَعَهُ فَأَرَادَهُمَا بِهِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَخَافُهُمَا، قَدْ عَرَفَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَدْ كَانَ مَرْوَانُ أَطْمَعَهُ فِي الْعَقْدِ لَهُ بَعْدَهُ , فَعَقَدَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ ولعَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَيِسَ خَالِدٌ وَهُوَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا سَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ دِمَشْقَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ إِلَى مُصْعَبٍ لِقِتَالِهِ فَكَانَ دُونَ بُطْنَانِ حَبِيبٍ بِلَيْلَةٍ. جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ فَتَذَاكَرَا أَمْرَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرَهُمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا وَمَوَاعَيدَ بَاطِلَةٍ. قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَاجِعٌ. فَشَجَّعَهُ خَالِدٌ عَلَى ذَلِكَ , فَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى دِمَشْقَ , فَدَخَلَهَا وَالسُّوَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا وَثِيقٌ , فَدَعَا أَهْلَ الشَّامِ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ , وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو أُمَيَّةَ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَجَعَ , فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالنَّاسِ إِلَى دِمَشْقَ , فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ , فَأَقَامَ عَلَيْهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرٌو لَهُ , وَبَايَعَهُ , فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتَلِهِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ , فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ وَلَبِسَ دِرْعًا مُكَفَّرًا بِهَا , وَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَتَحَدَّثَ سَاعَةً , وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ: أَبَا أُمَيَّةَ , مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا؟ ثُمَّ ذَكَرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ , وَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَرَجَعَ وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْهِ يَحْيَى فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ , ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ فَقَتَلَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ [ص: 228] أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَمْ يَغْزُ مُصْعَبًا وَانْصَرَفَ مُصْعَبٌ إِلَى الْكُوفَةِ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ خَرَجَ مُصْعَبٌ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى أَتَى بَاجُمَيْرا , فَنَزَلَهَا وَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَيْهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو عَلْقَمَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَسِيرَ إِلَى مُصْعَبٍ تَهَيَّأَ لِذَلِكَ , وَخَرَجَ فِي جُنْدٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَارَ مُصْعَبٌ حَتَّى الْتَقَيَا بِمَسْكِنَ , ثُمَّ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ , وَاصْطَفَّ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ , فَخَذَلَتْ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهَا مُصْعَبًا , فَقَالَ: الْمَرْءُ مَيِّتٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ , فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَمُوتَ كَرِيمًا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ. لَا أَسْتَعِينُ بِهِمْ أَبَدًا , وَلَا بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ , ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ عِيسَى: تَقَدَّمْ؛ فَقَاتِلْ. فَدَنَا ابْنُهُ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ فَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا وَكَثَرَهُ الْقَوْمُ , فَقُتِلَ , ثُمَّ صَارُوا إِلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ , فَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا وَهُوَ عَلَى السَّرِيرِ حَتَّى قُتِلَ , وَجَاءَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأَتَى بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ , فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا ثُمَّ دَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْبَيْعَةِ لَهُ فَبَايَعُوهُ , وَانْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ , وَغَيْرُهُمَا أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي قَالُوا: لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ , وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ , فَسَارَ طَارِقٌ فِي أَصْحَابِهِ وَهُمْ خَمْسَةُ آلَافٍ فَلَحِقَ بِالْحَجَّاجِ فَحَصَرُوا ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَاتَلُوا وَنَصَبُوا عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ , ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ فَنَزَلَا بِئْرَ مَيْمُونٍ , وَلَمْ يَطُوفَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 بِالْبَيْتِ , وَلَمْ يَقْرَبَا النِّسَاءَ , وَلَا الطِّيبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَطَافَا بِالْبَيْتِ وَذَبَحَا جَزُورًا وَحَصَرَا ابْنَ الزُّبَيْرِ لَيْلَةَ هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا , وَقُتِلَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ , وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالشَّامِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِالْبَيْعَةِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ بِالْبَيْعَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ضَرْبَهَا وَنَقَشَ عَلَيْهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلَالٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ مَثَاقِيلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلَّا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ , وَكَانَتِ الْعَشَرَةُ وَزْنَ سَبْعَةٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُجْمِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى تِلْكَ الْأَوْزَانِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ فِي دَارِ أَبِيهِ , فَأَقَامَ أَيَّامًا , ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ , وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ , فَقَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ , أَحْرِمْ مِنَ الْبَيْدَاءِ , فَأَحْرَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْبَيْدَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ , عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: أَنَا أَمَرْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَنْ [ص: 230] يُحْرِمَ مِنَ الْبَيْدَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُلَبِّي بَعْدَ أَنَّ دَخَلَ الْحَرَمَ , حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ , ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ , فَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّمَا نَأْخُذُ بِالتَّكْبِيرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ , وَيَوْمَ عَرَفَةَ , وَالْغَدِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ , وَيَوْمَ النَّفَرِ الْأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ الْعَامِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: هَلْ سَمِعْتُ فِيَ الْوَدَاعِ بِدُعَاءِ مُوَقَّتٍ؟ فَقَالَ: لَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلَا أَنَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ الشَّوْطُ السَّابِعُ دَنَا مِنَ الْبَيْتِ يَتَعَوَّذُ فَجَذَبْتُهُ , فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَارِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَتَدْرِي أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قَوْمِكَ. قَالَ: فَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ , وَلَمْ يَتَعَوَّذْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: طَافَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْقُدُومِ , فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: عُدْ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا , فَالْتَفَتَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى قَبِيصَةَ , فَقَالَ قَبِيصَةُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعُودُ إِلَيْهِ , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: طُفْتُ مَعَ أَبِي فَلَمْ أَرَهُ عَادَ إِلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا حَارِ , تَعَلَّمْ مِنِّي كَمَا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ حَيْثُ أَرَدْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ الْبَيْتَ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ. قَالَ: أَفْعَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. مَا هُوَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ [ص: 231] اسْتَفَدْتُ مِنْ عِلْمِكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَرَحَّبَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ , وَقَرَّبَهُ , فَقَالَ جَابِرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ الْمَدِينَةَ حَيْثُ تَرَى وَهِيَ طَيْبَةٌ سَمَّاهَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَهْلَهَا مَحْصُورُونَ , فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ أَرْحَامَهُمْ وَيَعْرِفَ حَقَّهُمْ فَعَلَ. قَالَ: فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَعْرَضَ عَنْهُ , وَجَعَلَ جَابِرٌ يُلِحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَوْمَأَ قَبِيصَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ قَائِدُهُ , وَكَانَ جَابِرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ أَنْ أَسْكِتْهُ. قَالَ فَجَعَلَ ابْنُهُ يُسَكِّتُهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَيْحَكَ مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: اسْكُتْ , فَسَكَتَ جَابِرٌ , فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ قَبِيصَةُ بِيَدِهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ صَارُوا مُلُوكًا , فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: أَبْلَى اللَّهُ بَلَاءً حَسَنًا , فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لَكَ وَصَاحِبُكَ يَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: يَسْمَعُ وَلَا يَسْمَعُ , مَا وَافَقَهُ سَمِعَ , وَقَدَ أَمَرَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ , فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ فَقَبَضَهَا جَابِرٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقَامَ الْحَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , ثُمَّ صَدَرَ فَمَرَّ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , ثُمَّ أَقَامَ خَطِيبًا لَهُ آخَرَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَتَكَلَّمَ الْخَطِيبُ , فَكَانَ مِمَّا تَكَلَّمَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ وَقَعَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَذَكَرَ مِنْ خِلَافِهِمُ الطَّاعَةَ وَسُوءَ رَأْيِهِمْ فِي عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ , ثُمَّ قَالَ مَا وَجَدْتُ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ مَثَلًا إِلَّا الْقَرْيَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] فَبَرَكَ ابْنُ عَبْدٍ , فَقَالَ لِلْخَطِيبِ: كَذَبْتَ , لَسْنَا كَذَلِكَ؛ اقْرَإِ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [النحل: 113] وَإِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ , فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبْدٍ وَثَبَ الْحَرَسُ عَلَيْهِ , فَالْتَفُّوا بِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَاتَلُوهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ , فَرَدَّهُمْ عَنْهُ , فَلَمَّا فَرَغَ الْخَطِيبُ وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الدَّارَ أَدْخَلَ عَلَيْهِ ابْنَ عَبْدٍ. قَالَ: فَمَا أَجَازَ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ جَائِزَتِهِ , وَلَا كَسَا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ كِسْوَتِهِ " قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي وَثَبَّتَ الشُّرْطَةَ إِلَى أَبِي , فَدَخَلُوا بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: فَأَغْلَظَ لَهُ بَعْضَ الْغِلْظَةِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبْدٍ , قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ وَقَدْ عَفَوْتُ ذَلِكَ عَنْكَ , وَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهَا بِوَالٍ بَعْدِي فَأَخْشَى أَنْ لَا يَحْمِلَ لَكَ مَا حَمَلْتُ. إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ , وَحَلِيفُنَا مِنَّا وَأَنْتَ أَحَدُنَا. مَا دَيْنُكَ؟ قَالَ: خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ: فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ , وَأَجَازَهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى ذَلِكَ. قَالَ: وَكَسَاهُ كِسْوَةً فِيهَا كِسَاءُ خَزٍّ أَخْضَرُ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنْهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ , فَأَدْرَكَنِي دُونَ جَمْعٍ فَسِرْتُ مَعَهُ , فَقَالَ: صَلَّيْتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لَا لَعَمْرِي. قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ مِنَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: قُلْتُ إِنِّي فِي وَقْتٍ بَعْدُ , فَقَالَ: لَا لَعَمْرِي مَا أَنْتَ فِي وَقْتٍ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَطْعُنُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَأَشْهَدَ عَلَيَّ أَبِي لِأُخْبَرَ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي الشِّعْبِ , فَقُلْتُ: وَمِثْلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنْتَ الْإِمَامُ وَمَا لِي وَلِلطَّعْنِ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ قَدْ كُنْتُ لَهُ لَازِمًا , وَلَكِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَا يُصَلِّي حَتَّى يَبْلُغَ جَمْعًا وَلَيْسَتْ سُنَّةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سُنَّةِ عُمَرَ , فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 فَعُثْمَانَ كَانَ أَعْلَمَ بِعُمَرَ لَوْ كَانَ عُمَرُ فَعَلَ هَذَا لَاتَّبَعَهُ عُثْمَانُ , وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَتْبَعَ لِأَمْرِ عُمَرَ مِنْ عُثْمَانَ وَمَا خَالَفَ عُثْمَانُ عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ سِيرَتِهِ إِلَّا بِاللِّينِ فَإِنَّ عُثْمَانَ لَانَ لَهُمْ حَتَّى رُكِبَ وَلَوْ كَانَ غَلَّظَ عَلَيْهِمْ جَانَبَهُ كَمَا غَلَّظَ عَلَيْهِمِ ابْنُ الْخَطَّابِ مَا نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا وَأَيْنَ النَّاسُ الَّذِينَ كَانَ يَسِيرُ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالنَّاسُ الْيَوْمَ يَا ثَعْلَبَةُ إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ إِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ رَجُلٌ يَسِيرُ بِتِلْكَ السِّيرَةِ أُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ , وَقُطِعَتِ السُّبُلُ , وَتَظَالَمَ النَّاسُ , وَكَانَتِ الْفِتَنُ , فَلَابُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ فِي كُلِّ زَمَانٍ بِمَا يُصْلِحُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى الْحَنَّاطِ , عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ , إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَلْزَمَ الْأَمْرَ الْأَوَّلَ لَأَنْتُمْ , وَقَدْ سَالَتْ عَلَيْنَا أَحَادِيثُ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْمَشْرِقِ لَا نَعْرِفُهَا وَلَا نَعْرِفُ مِنْهَا إِلَّا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فَالْزَمُوا مَا فِي مُصْحَفِكُمُ الَّذِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهِ الْإِمَامُ الْمَظْلُومُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَعَلَيْكُمْ بِالْفَرَائِضِ الَّتِي جَمْعَكُمْ عَلَيْهَا إِمَامُكُمُ الْمَظْلُومُ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَنِعْمَ الْمُشِيرُ كَانَ لِلْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَأَحْكَمَا مَا أَحْكَمَا وَأَسْقَطَا مَا شَذَّ عَنْهُمَا " قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَخْلَعَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ , وَيَعْقِدَ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلَافَةِ , فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ , وَقَالَ لَهُ: لَا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ تَبْعَثُ بِهِ عَلَيْكَ صَوْتًا نَعَّارًا وَلَعَلَّ الْمَوْتَ يَأْتِيهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْهُ , فَكَفَّ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ ذَلِكَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ أَنْ يَخْلَعَهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ لَيْلَةً رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ , وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَادُهُمَا وَاحِدٌ وَكَانَ أَحْلَى النَّاسِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ خَلَعْتَهُ مَا انْتَطَحَتْ فِيهِ عَنْزَانِ. قَالَ: تَرَى ذَلِكَ يَا أَبَا زُرْعَةَ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ , وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى ذَلِكَ , فَقَالَ نُصَيْحٌ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ " قَالَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 ذَلِكَ وَقَدْ نَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى جَنْبِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ طُرُوقًا , وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَى حِجَابِهِ , فَقَالَ: لَا يُحْجَبُ عَنِّي قَبِيصَةُ أَيَّ سَاعَةٍ جَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِذَا كُنْتُ خَالِيًا أَوْ كَانَ عِنْدِي رَجُلٌ وَاحِدٌ , وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ النِّسَاءِ أُدْخِلَ الْمَجْلِسَ وَأُعْلِمْتُ بِمَكَانِهِ , فَدَخَلَ وَكَانَ الْخَاتَمُ إِلَيْهِ وَكَاتِبُ السِّكَّةِ إِلَيْهِ تَأْتِيهُ الْأَخْبَارُ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَيَقْرَأُ الْكُتُبَ قَبْلَهُ , ثُمَّ يَأْتِي بِهَا مَنْشُورَةً إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَيَقْرَؤُهَا إِعْظَامًا لِقَبِيصَةَ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: آجَرَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَخِيكَ. قَالَ: وَهَلْ تُوُفِّيَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَوْحٍ , فَقَالَ: أَبَا زُرْعَةَ , كَفَانَا اللَّهُ مَا كُنَّا نُرِيدُ , وَمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِكَ مُخَالِفًا لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ , فَقَالَ قَبِيصَةُ: وَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ , فَقَالَ قَبِيصَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ الرَّأْيَ كُلَّهُ فِي الْأَنَاةِ , وَالْعَجَلَةَ فِيهَا مَا فِيهَا , فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: رُبَّمَا كَانَ فِي الْعَجَلَةِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. أَرَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ , أَلَمْ تَكُنِ الْعَجَلَةُ فِي أَمْرِهِ خَيْرًا مِنَ التَّأَنِّي فِيهِ , وَأَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ , وَعَقَدَ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَهُ بِالْخِلَافَةِ , وَكَتَبَ فِي الْبُلْدَانِ , فَبَايَعَ لَهُمَا النَّاسُ , وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ رِجَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا: قَدْ حَفِظَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عُثْمَانَ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ , وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا قَبْلَ الْخِلَافَةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 قَالَ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَمَا بِالْمَدِينَةِ شَابٌّ أَشَدُّ تَشْمِيرًا وَلَا أَطْلُبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَا أَشَدُّ اجْتِهَادًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَطِيَّةَ مَوْلَى خُزَاعَةَ عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ نِدَاءَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: يَا أَهْلَ [ص: 235] النَّعَمِ , لَا تُقَلِّلُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ الْعَافِيَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبْتَاعُ بِمِنًى بَدَنَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 قَالَ أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُسْأَلُ عَنْ رَبْطِ الْأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ. قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. رَبَطَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ رَبَطَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ , وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةً , فَكَانَتْ وِلَايَتُهُ مِنْ يَوْمِ بُويِعَ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا , وَكَانَ تِسْعُ سِنِينَ مِنْهَا يُقَاتِلُ فِيهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ بِالشَّامِ ثُمَّ بِالْعِرَاقِ بَعْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ , وَبَقِيَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ , وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً , وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ وَهُوَ عَلَى مَوْلِدِهِ سَوَاءٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ زَبَّانَ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الْعَزِيزِ أَبَا الْأَصْبَغِ فَوَلَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِيَ الْخِلَافَةَ , وَعَاصِمًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَمُحَمَّدًا دَرَجَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَالْأَصْبَغَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَأُمَّ مُحَمَّدٍ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسُهَيْلًا , وَأُمَّ الْحَكَمِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ , وَزَبَّانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَجُزَيًّا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهَا لَيْلَى بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَدْ عَقَدَ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَبَعْدَهُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ , وَوَلَّاهُ مِصْرَ , فَأَقَرَّهُ عَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ , وَثَقُلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ مَكَانَهُ , فَأَرَادَ خَلْعَهُ لِيُبَايِعَ لِابْنَيْهِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَهُ فَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ , وَكَانَ عَلَى خَاتَمِهِ , وَكَانَ لَهُ مُكْرِمًا مُجِلًّا فَكَفَّ عَنْ ذَلِكَ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِمِصْرَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ , وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَيْلًا , فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا النَّاسَ , فَبَايَعَ لِلْوَلِيدِ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِهِ , ثُمَّ لِسُلَيْمَانَ مِنْ بَعْدِ الْوَلِيدِ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ مَرْوَانَ وَوَلِيَ الْخِلَافَةَ وَهُوَ آخِرُ خُلَفَاءَ بَنِي أُمَيَّةَ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ حِينَ ظَهَرُوا دَعْوَتَهُمْ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَيَزِيدَ وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ , وَمَنْصُورًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَةَ , وَرَمْلَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أُمَيَّةَ , وَسَعِيدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ حُرَيْثِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ عُشِّ بْنِ لَبِيدِ بْنِ عَدَّاءِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عُذْرَةَ مِنْ قُضَاعَةَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَرَمْلَةَ وَأُمُّهُمْ سَوْدَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ , وَمُوسَى وَعِمْرَانَ وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ ذِي اللِّحْيَةِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَأُمَّ مُوسَى وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ فُرَيْصِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَصَادِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ , وَأُمَّ عِمْرَانَ بِنْتَ عَمْرٍو وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 قَالُوا: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ , وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَدْ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ فَقَتَلَ الْحُسَيْنَ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ , فَكَفَّنَهُ وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ إِلَى جَنْبِ قَبْرِ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ جَيْشًا فَوَجَّهَ إِلَيْهِ جَيْشًا , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ , وَحَجَّ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ بِالنَّاسِ سَنَةً وَكَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ , وَكَانُوا يَسْمَعُونَ لَهُ وَيَطِيعُونَ , فَلَمَّا وَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلَافَةَ خَافَهُ , وَقَدْ كَانَ عَمْرٌو غَالَطَهُ وَتَحَصَّنَ بِدِمَشْقَ , ثُمَّ فَتَحَهَا لَهُ وَبَايَعَهُ بِالْخِلَافَةِ , فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمَلِكِ مُرْصِدًا لَهُ لَا يَأْمَنُهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ يَوْمًا خَالِيًا فَعَاتَبَهُ عَلَى أَشْيَاءَ قَدْ عَفَاهَا عَنْهُ , ثُمَّ وَثَبَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ , وَكَانَ عَمْرٌو يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ , وَقَدْ رَوَى عَمْرٌو عَنْ عُمَرَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ وَأُمُّهُ الْعَالِيَةُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمُجَمِّعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ سَعِيدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَرَبُيْحَةَ وَهِيَ أُمُّ رَبَاحٍ , وَفَاخِتَةَ , وَرُقَيَّةَ , وَأُمَّ عُمَرَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَمْرًا وَعُثْمَانَ وَأُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ , وَعُمَرَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عُمَرَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , وَأَبَانًا , وَعَنْبَسَةَ , وَحُصَيْنًا , وَمُحَمَّدًا , وَهِشَامًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ وَآمِنَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الْحُلَيْسِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , وَرَمْلَةَ , وَعُلَيَّةَ , وَفَاخِتَةَ الصُّغْرَى وَأُمُّهُنَّ أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ عَبْدَ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَخَالِدًا وَأُمُّهُ أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ الْكِنْدِيِّ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , وَعُثْمَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسَعِيدًا , وَأُمَّ عَنْبَسَةَ , وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُمَرَ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَالْحَجَّاجَ , وَمُحَمَّدًا , وَسُلَيْمَانَ , وزِيَادًا , وَمَرْوَانَ , وَآمِنَةَ , وَأُمَّ عُثْمَانَ , وَأُمَّ أَبَانَ , وَأُمَّ خَالِدٍ لِأُمَّهَاتٍ شَتَّى , وَأُمَّ الْوَلِيدِ وَأُمُّهَا الرَّدَاحُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ السَّلِيلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ ذِي الْجَدَّيْنِ. وَقَدْ رَوَى عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ مُحَمَّدًا , وَمُوسَى , وَرُقَيَّةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ كَبَاثَةَ بْنِ عَرَابَةَ بْنِ أَوْسِ بْنِ قَيْظِي بْنِ عَمْرٍو مِنَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ , وَالْمُطَّلِبَ وَحَكِيمًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ إِيَاسٍ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذِي حَفْنٍ مِنْ حِمْيَرَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَالْحَكَمَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 وَأَخُوهُ [ص: 240] مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ يَحْيَى الْأَكْبَرَ , وَعَمْرًا الْأَكْبَرَ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَجَمَالَ وَالصَّعْبَةَ الْكُبْرَى , وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْمُسَيَّبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَالْحَسَنَ , وَالْحُسَيْنَ , وَالْحَكِيمَ , وَالصَّعْبَةَ الصُّغْرَى , وَقَيْسًا الْأَكْبَرَ , وَقَيْسًا الْأَصْغَرَ , وَمُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ , وَجَمَالَ الصُّغْرَى , وَحَفْصَةَ , وَأُمَّ الْحَسَنِ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الْحَكِيمِ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ , وَعَمْرًا الْأَصْغَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَحْيَى الْأَصْغَرَ لِأُمِّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ خَفَاجَةَ بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَعْفَرًا , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَحَفْصَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ مِنْ حِمْيَرَ , ثُمَّ مِنْ يَحْصُبَ أَصَابَهَا سِبَاءٌ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْحَسَنَ , وَأُمَّ حَبِيبٍ وَأُمُّهُمَا خَدِيجَةُ بِنْتُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ , وَسَعْدًا , وَمَرْوَانَ , وَبُرَيْهَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَهِنْدَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ زُيَيْنَةُ وَهِيَ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عُتَيْبَةَ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ , وَأُوَيْسًا وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَنَمَةَ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهَا الْمِنْقَرِيَّةُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 وَأَخُوهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَوَلَدَ نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ سَعْدَ بْنَ نَوْفَلٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ , وَمَعْقِلَ بْنَ نَوْفَلٍ وَأُمُّهُ ضِئْبَةُ بِنْتُ سَبْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْلَمِ مِنْ بَنِي عَقِيلِ بْنِ كَعْبٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَمَرْوَانَ وَسُلَيْمَانَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ , وَلِنَوْفَلٍ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عِيَاضٌ وَهْبًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَسَالِمًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أُوَيْسٍ , وَسَعْدَ بْنَ عِيَاضٍ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صُبْحِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ , فَوَلَدَ عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَرَجُلًا آخَرَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ مُرٍّ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ شُعَيْبٌ عَمْرًا وَعُمَرَ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَشُعَيْبًا , وَعَائِذَةَ تَزَوَّجَهَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَقَدْ رَوَى شُعَيْبٌ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ , فَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِيهِ وَحَدِيثُ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَتْ أَصْغَرَ وَلَدِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَوَلَدَ عُثْمَانُ عَمْرًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعُمَرَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَالزُّبَيْرَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ عَبْدَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ وَهُوَ صَيْفِيُّ بْنُ عَابِدٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , وَحَفْصَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَفَاطِمَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أَمَةُ بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , فَوَلَدَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَلِيدَ , وَأُمَّ هِشَامٍ وَهِيَ أُمُّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأُمُّهُمَا مَرْيَمُ بِنْتُ لَجَاءِ بْنِ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَخَالِدًا , وَحَبِيبًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ , ثُمَّ وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حِينَ دَعَاهُ إِلَى الْبَيْعَةِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ عَقَدَ لَهُ أَبُوهُ بِالْخِلَافَةِ فَأَبَى سَعِيدٌ , وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ , فَضَرَبَهُ وَطَافَ بِهِ وَحَبْسَهُ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَلَمْ يَرْضَهُ مِنْ فِعْلِهِ , وَقَالَ: مَا لَهُ وَلِسَعِيدٍ , مَا عِنْدَ سَعِيدٍ خِلَافٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الوَذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرٍ الْأَكْبَرِ ابْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ مِنْ مَذْحِجٍ حُلَفَاءِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ مِنْ قُرَيْشٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 حَمْزَةُ بْنُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ مِنْ قُرَيْشٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانِ بْنِ مَالِكٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 عُمَارَةُ بْنُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانِ بْنِ مَالِكٍ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ , وَأَصَابَ خَبَّابًا سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَصَارَ إِلَى أُمِّ أَنْمَارٍ بِنْتِ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ فَأَعْتَقَتْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ مَعَ الْخَوَارِجِ , ثُمَّ فَارَقَهُمْ. قَالَ: دَخَلُوا قَرْيَةً فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ ذُعْرًا. قَالُوا: لَنْ تُرَاعَ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ رُعْتُمُونِي. قَالُوا: لَنْ تُرَاعَ. قَالَ: وَاللَّهِ , لَقَدْ رُعْتُمُونِي قَالُوا: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ حَدِيثًا يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ [ص: 246] : نَعَمْ , سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ذِكْرَ فِتْنَةٍ: الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ , وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي , وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي. قَالَ: فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ " قَالَ أَيُّوبُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ. قَالُوا: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدَّمُوهُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهَرِ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَسَالَ دَمُهُ كَأَنَّهُ شِرَاكُ نَعْلٍ مَا امْذَقَرَّ , وَبَقَرُوا أُمَّ وَلَدِهِ فَبِهَذَا اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ قِتَالَهُمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ الْحَبِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ , وَيُقَالُ لِرَهْطِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بَنُو الْمَدِينَةِ بِأَمَةٍ حَضَنَتْ عَبْدَ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ فَنُسِبُوا إِلَيْهَا , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَرَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 وَأَخُوهُ الْحَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَغَيْرُهُ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ نَاشِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ جَدِّي بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَخَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ , فَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلَافَتِهِ , فَجَلَسَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَأَهْلُ الشَّامِ يُعْرَضُونَ عَلَى دِيوَانِهِمْ. قَالَ: وَتِلْكَ الْيَمَانِيَةُ حَوْلَهُ يَقُولُونَ: الطَّاعَةَ الطَّاعَةَ , فَقَالَ جَعْفَرٌ: لَا طَاعَةَ إِلَّا لِلَّهِ. قَالَ: فَوَثَبُوا عَلَيْهِ , وَقَالُوا: أَتُوهِنُ الطَّاعَةَ طَاعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ حَتَّى رَكِبُوا الْأُسْطُوَانَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمَا أَفْلَتَ إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ , وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ الْمَلِكِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: أَرَأَيْتَ هَذَا مِنْ عَمَلِكَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلُوكَ مَا كَانَ عِنْدِي فِيكَ شَيْءٌ مَا دُخُولُكَ فِي أَمْرٍ لَا يَعْنِيكَ؟ تَرَى قَوْمًا يَشُدُّونَ مُلْكِي وَطَاعَتِي فَتَجِيءُ تُوهِنُهُ وَأَنْتَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ " قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرٍو فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 وَأَخُوهُ الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَاسْمُهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى مِنْ خُزَاعَةَ , وَيُكَنَّى إِيَاسٌ أَبَا سَلَمَةَ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ وَسَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ رَوَى عَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ , وَرَوَى هُوَ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَرْهَدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ زُرْعَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَوَى عَنْهُ أَبُو الزِّنَادِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 طَارِقُ بْنُ أَبِي مُخَاشِنٍ الْأَسْلَمِيُّ كَانَ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَنَّةَ الْخُزَاعِيُّ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِنَانَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 عُمَارَةُ بْنُ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِنَانَةَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَيُكَنَّى أَبَا الْوَلِيدِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا. وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَحْتَجُّ بِهِ يَقُولُ هُوَ شَيْخٌ مَجْهُوَلٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 حُمَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْخُثَمِ الدُّئِلِيُّ مِنْ كِنَانَةَ , وَكَانَ قَدْيمًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعْدٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ , وَالزُّهْرِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّئِلِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومٍ مِنْ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يَقُولُ الشَّعْرَ: فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَيَقُولُ: أَرَأَيْتُمُ الْمَصْدُورَ إِذَا لَمْ يَنْفِثْ أَلَيْسَ يَمُوتُ؟ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَالِمًا , وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَائِشَةَ , وَأَبِي طَلْحَةَ , وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً , فَقِيهًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ , شَاعِرًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ , وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ قَالَ: وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ , فَكَانَ يَخْزُنُ عَنْهُ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُلْطِفُهُ , فَكَانَ يُعِزُّهُ عِزًّا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ مِنْ لَخْمٍ حَلِيفِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ وَأَخُوهُ: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ , قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 حَنْظَلَةُ يَعْنِي ابْنَ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْقَعِ الْأَسْلَمِيَّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 عِيَاضُ بْنُ خَلِيفَةَ الْخُزَاعِيُّ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 عَوْفُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ جُرْثُومَةَ بْنِ عَادِيَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُفَيْنِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ مِنَ الْأَزْدِ , وَالطُّفَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو عَائِشَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لِأُمِّهِمَا أُمِّ رُومَانَ. قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ سَخْبَرَةَ مِنَ السُّرَاةِ فَحَالَفَ أَبَا بَكْرٍ , وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ رُومَانَ , ثُمَّ مَاتَ , فَتَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَيْمِ بْنِ مُدْلِجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَلَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ , وَرَوَى الزُّهْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 عُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ الثَّقَفِيُّ. رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فِي الْمَذْيِ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 عُبَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ شَيْخًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ الْكِنَانِيُّ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 صَفْوَانُ بْنُ عِيَاضِ ابْنِ أَخِي أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيُّ وَهُوَ زَوْجُ بِنْتِ أُسَامَةَ , وَرَوَى عَنْ أُسَامَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 مَلِيحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ , وَكَانَ يَنْزِلُ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي غِفَارٍ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَابْنُهُ خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ. كَانَ عَفِيفًا صَلِيبًا , وَقَدْ وَلِيَ شُرْطَةً بِالْمَدِينَةِ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيِّ , وَكَانَ زِيَادٌ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَأَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ شِبْهَ الْحَلْقِ , وَلَكِنْ يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَصُومُ الدَّهْرَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 مُحَرَّرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ ذِي الشَّرَى بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ مِنَ الْأَزْدِ. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غِيَرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَسِّيٍّ وَهُوَ ثَقِيفٌ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 نَهَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْسِيُّ سَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 عَبَّادُ بْنُ أَبِي نَائِلَةَ سِلْكَانَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ سَهْلِ بِنْتُ رُومِيِّ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ عَبَّادٌ يُونُسَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ مُوسَى , وَسَلَمَةَ , وَقُرَيْبَةَ وَأُمُّهُمْ [ص: 255] أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ الْحُبَابِ بْنِ زَيْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ خُفَافٍ مِنَ الْجَعَادِرَةِ مِنْ سَاكِنِي رَاتِجٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمَّ الْعَلَاءِ وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمَا صَفِيَّةُ بِنْتُ مَعْبَدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ظَالِمٍ مِنْ بَنِي هَارِبَةَ بْنِ دِينَارٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. قُتِلَ عَبَّادُ بْنُ أَبِي نَائِلَةَ وَابْنُهُ سَلَمَةُ بْنُ عَبَّادٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَيْسًا وَأُمَّ زَيْدٍ وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ. قُتِلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: أَوَّلُ دَارٍ مِنْ دُورِ الْمَدِينَةِ انْتُهِبَتْ وَالْحَرْبُ بَعْدُ لَمْ تَنْقَطِعْ يَوْمَ الْحَرَّةِ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَمَا تَرَكُوا فِي الْمَنَازِلِ مِنْ أَثَاثٍ , وَلَا حُلِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ , وَلَا ثِيَابٍ , وَلَا فِرَاشٍ إِلَّا نُقِضَ صُوفُهُ , وَلَا دَجَاجَةٍ إِلَّا ذُبِحَتْ , وَلَا حَمَامٍ إِلَّا ذُبِحَ , ثُمَّ يُسَمِّطُونَ الدَّجَاجَ وَالْحَمَّامَ خَلْفَ أَحَدِهِمْ , ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ , فَلَقَدْ مَكَثْنَا عَلَى ذَلِكَ ثَلَاثًا , وَإِنَّ مُسْرِفًا بِالْعَقِيقِ , وَالنَّاسُ فِي هَذَا مِنَ الْأَمْرِ حَتَّى رَأَيْنَا هِلَالَ الْمُحَرَّمِ , وَلَقَدْ دُخِلَ دَارُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ , فَتَصَايَحَ النِّسَاءُ , فَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَنَفَرٌ مَعَهُ إِلَى الصَّوْتِ , فَوَجَدُوا عَشَرَةً يَنْتَهِبُونَ , فَاقْتَتَلُوا عَلَى الْبَابِ وَفِي الدَّارِ وَفِي الْبَيْتِ حَتَّى قُتِلَ الشَّامِيُّونَ جَمِيعًا وَخَلَّصُوا مَا أُخِذَ مِنْهُمْ , فَمَا كَانَ مِنْ حُرِّ مَتَاعِهِمْ أَلْقَوْهُ فِي بِئْرٍ لَا مَاءَ فِيهَا , وَكَبَسُوا عَلَيْهَا التُّرَابَ , وَأَقْبَلَ نَفَرٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 آخَرُونَ , فَاقْتَتَلُوا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى قُتِلَ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَلَى بَابِهِ وَسَلَمَةُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ وَجَعْفَرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِلْكَانَ , وَوُجِدُوا جَمِيعًا صَرْعَى , وَإِنَّ بِزَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ضَرْبَةَ بِسَيْفٍ مِنْهَا أَرْبَعٌ فِي وَجْهِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ لُبْنَى بِنْتُ قُرَّةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ. . . وَنَاعِصَةَ وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْأَشْعَثِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ , وَأُمَّ جَعْفَرٍ وَأُمُّهَا أُمُّ الْأَشْعَثِ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ مَصَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ رَبِيعَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْفَضْلَ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَوْنَةَ , وَأُمَّ الْفَضْلِ , وَبُرَيْهَةَ , وَأُمَّ رَافِعٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدْ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنُ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُرَيْرًا , وَسَكِينَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَسَنِ ابْنَةُ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 سَهْلُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ فَوَلَدَ سَهْلُ بْنُ رَافِعٍ الْمُنْذِرَ , وَعِمْرَانَ لَا عَقِبَ لَهُ , وَسُلَيْمَانَ , وَمُحَمَّدًا , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ عِيسَى , وَأُمَّ حُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْمُنْذِرِ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ زِيَادِ بْنِ طَرَفَةَ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ , فَوَلَدَ رِفَاعَةُ عَبَايَةَ , وَامْرَأَ الْقَيْسِ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَزُمَيْلًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَيَنْفَعَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسَهْلًا , وَعَائِشَةَ , وَمَيْمُونَةَ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ التَّمِيمِيِّ , وَعَبْدَةَ , وَأَسْمَاءَ , وَبَكْرَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَكَانَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ يُكْنَى أَبَا خَدِيجٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 عُبَيْدُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُبَيْدٌ رَافِعًا , وَعَيَّاشًا , وَرِفَاعَةَ وَأُمُّهُمْ حُمَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 حَرَامُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ حَرَامٌ يُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ , تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ , وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرِّ بْن ظُفُرٍ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ حَاطِبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَكَانَ لَهُ وَلَدٌ فَانْقَرَضُوا وَانْقَرَضَ وَلَدُ مُرِّ بْنِ ظُفُرٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَرَوَى نَمْلَةُ عَنْ أَبِيهِ , وَرَوَى عَنْ نَمْلَةَ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 عَمْرٌو , وَمُحَمَّدٌ , وَيَزِيْدُ بَنُو ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ وَهُوَ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ. قُتِلَوا جَمِيعًا يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَلَيْسَ لَهُمْ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 صَالِحُ بْنُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ , فَوَلَدَ صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ خَوَّاتًا , وَأَبَا حَنَّةَ , وَبَرَةَ , وَأُمَّ مُوسَى وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ أَبِي حَنَّةَ بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , وَهَضْبَةَ بِنْتَ صَالِحٍ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , وَقَدْ رَوَى صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 حَبِيبُ بْنُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ , فَوَلَدَ حَبِيبٌ دَاوُدَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَقُتِلَ حَبِيبُ بْنُ خَوَّاتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 عَمْرُو بْنُ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 يَحْيَى بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ إِيَاسٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ مُجَمِّعٍ مُجَمَّعًا لَا بَقِيَّةَ لَهُ , وَقُتِلَ يَحْيَى بْنُ مُجَمِّعٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 وَأَخُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ بْنِ نُعَيْمٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَمِّعٍ عِمْرَانَ وَدَحْدَاحَةَ , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمْ لُبْنَى بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَبْتَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. قُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَمِّعٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 يَزِيدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ خِذَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَوَلَدَ يَزِيدُ عَبْدَ اللَّهِ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 مُحَمَّدُ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَا عَقِبَ لَهُ , وَقَدْ شَهِدَ أَبُوهُ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 أَبُو الْبَدَّاحِ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حُلَفَاءَ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَبُو الْبَدَّاحِ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيْهِ , وَيُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 وَأَخُوهُ عَبَّادُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ وَهِيَ جَمِيلَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ زَيْدًا , وَعَمْرًا , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَمُحَمَّدًا , وَحَبِيبَةَ , وَحُمَيْدَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى , وَأُمَّ سُلَيْمَانَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ حَزْمٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ , «أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ , كَانَ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ , أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَسَارِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ , قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَثَرَ السُّجُودِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ يَسْدِلُ رِدَاءَهُ الْأَحْيَانَ وَهُوَ مُتَجَرِّدٌ , فَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَيْهِ الْقَمِيصُ فَلَمْ أَرَهُ , وَكَانَ حَسَنَ الْجِسْمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ , وَرَأَيْتُهُ يَلْبَسُ مِلْحَفَةً مُعَصْفَرَةً " قَالَ: وَرَأَيْتُ خَارِجَةَ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ. رَوَى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُصْعَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ [ص: 263] فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي بَنَيْتُ سَبْعِينَ دَرَجَةً , فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا تَهَوَّرْتُ , وَهَذِهِ السَّنَةُ لِي سَبْعُونَ سَنَةً قَدْ أَكْمَلْتُهَا , فَمَاتَ فِيهَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَاتَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ الْمِائَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ , وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ وَالِي عُمَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ , وَرَأَيْتُ عَلَى سَرِيرِهِ بُرْدًا مُتَرَّكًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ , فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يُرَشُّ عَلَى قَبْرِهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ قَيْسًا , وَسَعِيدًا وَهُوَ سَعْدَانُ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَمُوسَى , وَبِشْرًا , وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَدَاوُدَ , وَحَبِيبَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ , وَسُلَيْمَانَ , وَسَعْدًا لِأُمِّ وَلَدٍ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ , وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ سَعِيدًا , وَحُمَيْدًا , وَمُحَمَّدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ [ص: 264] أُمُّ حُمَيْدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ زَكَرِيَّا وَإِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُمَا بَسَّامَةُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَيُكَنَّى أَبَا مُصْعَبٍ. فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدٍ مُصْعَبًا وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ جُلَيْحَةَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ابْنِ سَلُولَ مِنْ بَلْحُبْلَى , وَسَعْدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ بِلَالٍ مِنْ بَنِي هِلَالٍ , وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدٍ أَصْغَرَ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَلَمْ يَرْوِ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا , وَلَمْ يُدْرِكْهُ , وَقَدْ رَوَى عَنْ غَيْرِهِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 سَلِيطُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ سَلِيطُ بْنُ زَيْدٍ يَسَارًا وَأُمُّهُ زَيْنَبُ , وَحَبِيبَةَ , وَخُلَيْدَةَ وَأُمُّهُمَا نَائِلَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. قُتِلَ سَلِيطُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَعِيدًا , وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمَّ أَبَانَ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعَلَاءِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 زَيْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ. قُتِلَ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ سَبْعَةٌ لِصُلْبِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ سِيرِينُ الْقِبْطِيَّةُ أُخْتُ مَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم. وَهَبَهَا لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ فَهُوَ ابْنُ خَالَةِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ شَاعِرًا , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْوَلِيدَ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَأُمَّ فِرَاسٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ شَيْبَةَ بِنْتُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَكَانَ شَاعِرًا , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَحَسَّانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَالْفُرَيْعَةَ , وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ أَبَا سَعِيدٍ , وَكَانَ شَاعِرًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ كُدَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. قُتِلَ عُمَارَةُ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 مُحَمَّدُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ الْفُرَيْعَةُ مُبَايِعَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ نُبَيْطٍ عُثْمَانَ , وَأَبَا أُمَامَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمَّ [ص: 267] كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ نُبَيْطٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَمْرًا أَبَا أُمَامَةَ , وَمُحَمَّدًا , وَنُبَيْطًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ. وَقُتِلَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَجَّاجِ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ أُذَيْنَةَ مِنْ أَسْلَمَ تُوُفِّيَ , وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةَ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ مِنَ الْأَوْسِ [ص: 268] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ , وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَبْدَ اللَّهِ , وَسَعِيدًا وَهُوَ رُبَيْحٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ مُحَارِبٍ مِنَ الْخُدْرَةِ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَلَيْسَ هُوَ بِثَبْتٍ , وَيَسْتَضْعِفُونَ رِوَايَتَهُ وَلَا يَحْتَجُّونَ بِهِ , وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 حَمْزَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ , فَوَلَدَ حَمْزَةُ مَسْعُودًا وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الرَّبِيعِ , وَمَالِكًا , وَأُمَّ يَحْيَى وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ خَلَفٍ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ , وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ , فَوَلَدَ سَعِيدٌ حَمْزَةَ , وَهِنْدَ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهَا وَرَوَتْ عَنْ أَبِيهَا وَأُمُّهَا فَعْمَةُ بِنْتُ بَشِيرِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ , وَالْوَلِيدَ بْنَ سَعِيدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ وَاسْمُهُ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أُسَيْرَةَ بْنِ عَسِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ جِدَارَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ أُمَّ ثَعْلَبَةَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَقَدْ رَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ ابْنِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جَرْوَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدٌ النُّعْمَانَ , وَرَوَاحَةَ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ , وَعَبْدَ الْحَمِيدِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 يَزِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ بَشِيرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ حَسَّانَ بْنِ جُبَارِ بْنِ قُرْطٍ مِنْ بَنِي مَاوِيَّةَ مِنْ كَلْبٍ. . . وَعَبْدَ الْعَزِيزِ , وَصَدَقَةَ , وَنُعَيْمًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْوَاحِدِ , وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ دَرَجَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَشَبِيبًا وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَعَبْدَ الْكَرِيمِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِسْمَاعِيلَ دَرَجَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَجَابِرًا , وَسَعِيدًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَخُلَيْدَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَسُفْيَانَ دَرَجَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَأُبَيَّةَ لِأُمِّ وَلَدٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ سُعْدَى بِنْتُ كُلَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ بَشِيرَ بْنَ مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ وَلَمْ يُعْقِبْ. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافِ بْنِ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ عَوْنَةُ بِنْتُ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ خُبَيْبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , وَشُعْبَةُ , وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُمْ , وَقُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ ابْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكٍ , فَوَلَدَ خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ إِبْرَاهِيمَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَجَذِيمَةَ امْرَأَةً وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ تَمِيمِ بْنِ يَعَارٍ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ , وَأُمَّ سَعْدٍ , وَأُمَّ سَهْلٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ خَلَّادٌ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَقَدْ صَحِبَ أَبُوهُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بْنِ وَحْوَحِ بْنِ الْأَجْثَمِ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , فَوَلَدَ الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ أُبَيًّا , وَعَبْدَ السَّلَامِ , وَأُمَّ الْحَارِثِ , وَآمِنَةَ , وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمُّهُمْ جَمَالُ بِنْتُ جَعْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ نَافِذٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ , وَعَبْدَ الْمُهَيْمِنِ وَعَنْبَسَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وُلِدَ فِي عَهْدِ عُمَرَ وَقُتِلَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يَعْنِي عَنْ عُثْمَانَ , وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَخَرَجَ مَعَهُ , وَرَوَى عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا فِي زَمَنِ عُثْمَانَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَالنَّاسُ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الثِّيَابِ فِي السُّجُودِ مِنَ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِّيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَأْلَانَ بْنِ سَكَنِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَيُكَنَّى حَمْزَةُ أَبَا مَالِكٍ , فَوَلَدَ حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ يَحْيَى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ [ص: 272] قَالَ: رَأَيْتُ حَمْزَةَ بْنَ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مَفْتُولُ الْهُدْبِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: مَاتَ حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبَدِّيِّ وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ , فَوَلَدَ الْمُنْذِرُ الزُّبَيْرَ , وَسُوَيْدًا , وَالْحَوْصَاءَ وَهِيَ أُمُّ الْحَسَنِ وَأُمُّهُمْ مَاوِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ , وَبِشْرًا وَخُلَيْدَةَ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَخَالِدًا وَحَفْصَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ جَعْفَرٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الضَّمْرِيِّ مِنْ كِنَانَةَ , وَسَعِيدًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى , وَعَائِشَةَ , وَسَوْدَةَ , وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ أَبِي حُمَيْدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمَعْمَرًا , وَمَعْقِلًا , وَنُعْمَانَ , وَخَارِجَةَ , وَعَمْرَةَ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ خَالِدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ مِنْ بَنِي الْبَرْكِ بْنِ وَبَرَةَ حَلِيفِ بَنِي سَلِمَةَ , وَكَانَ كَعْبُ بْنُ [ص: 273] مَالِكٍ قَدْ عَمِيَ وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قَائِدَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِيهِ , وَقَدْ سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ مِنْ عُثْمَانَ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ , وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ أُمَّ أَبِيهَا وَأُمُّهَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَخَالِدَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ حَلِيفِهِمْ , وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمَّ بِشْرٍ وَأُمُّهُمَا سَهْلَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَعَمِيرَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا فَضَالَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ مَعْبَدٌ كَعْبًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمَا حَفْصَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ مِنْ بَنِي عُبَيْدٍ , وَقَدْ رَوَى مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ [ص: 274] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَشِيرًا , وَكَعْبًا , وَمُحَمَّدًا , وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَأُمَّ الْفَضْلِ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ حَلِيفِ بَنِي سَلِمَةَ , وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ , وَكَانَ ثِقَةً وَهُوَ أَكْثَرُ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ , وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ سُلَافَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ قَتَادَةَ , وَبُسْرَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كَثِيرٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَيَحْيَى , وَظَبْيَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ يُكْنَى بِأَبِي يَحْيَى , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ وَأُمُّهُ سُلَافَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ. قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَلَمْ يُعْقِبْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 ثَابِتُ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ ثَابِتٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمُصْعَبًا , وَأَبَا قَتَادَةَ , وَكَبْشَةَ , وَعَبْدَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا مُصْعَبٍ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 يَزِيدُ بْنُ أَبِي الْيَسَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ يَزِيدُ سَعْدًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَأُمُّهُمَا كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , وَيَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ , وَأُمَّ سَعِيدٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَأُمَّ أَبَانَ بِنْتَ يَزِيدَ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي سَلْمَى بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ , وَقُتِلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي الْيَسَرِ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ , وَأُمُّهُ سُهَيْمَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنُ خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ , وَأُمَّ خَالِدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَابِي بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ. رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ , وَفِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ أَخِيهِ ضَعْفٌ , وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِهِمَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 وَأَخُوهُ [ص: 276] مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ , فَوَلَدَ مُحَمَّدٌ كُلَيْبًا وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ الرَّبِيعِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ زَيْدًا , وَسَعِيدًا , وَرِفَاعَةَ وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ بِشْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَأُمَّ مُوسَى , وَحُمَيْدَةَ , وَبُرَيْهَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ الْكُبْرَى , وَزَيْدَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمُّهُمْ سُمَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ , وَإِسْحَاقَ وَأُمُّهُ أُمُّ صَفْوَانَ بِنْتُ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رِيَاحٍ , وَأَمَةَ اللَّهِ , وَنُسَيْبَةَ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ الْبَنِينَ الصُّغْرَى , وَعُبَيْدَ بْنَ عُبَيْدٍ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ [ص: 277] بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ , فَوَلَدَ مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الْحَارِثَ , وَسَعْدًا , وَمُحَمَّدًا , وَمُوسَى , وَأُمَيَّةَ وَأُمُّهُمْ عَمْرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَجْلَانِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ النُّعْمَانُ طَلْحَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُبَادَةَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَرِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , وَمُحَمَّدًا وَيَحْيَى وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ فَهْمِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ , وَلِلنُّعْمَانِ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ مُحَمَّدًا , وَرَمْلَةَ , وَجَعْدَةَ , وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ , وَقَدِ انْقَرَضَ. وَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ سُلَيْمَانُ عِيسَى , وَحَسَنًا , وَأُمَّ الْوَلِيدِ , وَزَيْدًا وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْمُعَلَّى [ص: 278] بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي غَضْبِ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَقُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ بَشِيرٌ يَحْيَى وَزَكَرِيَّا , وَأُمَّ إِيَاسٍ , وَأُمَّ الْقَاسِمِ , وَحِكْمَةً وَأُمُّهُمْ مِنْ كَلْبِ قُضَاعَةَ , وَأُمَّ الْحَارِثِ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَقُتِلَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَانْقَرَضَ عَقِبُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 فَرْوَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذْفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَوَلَدَ فَرْوَةُ عُثْمَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ مَعَ أَبِيهِ , وَسَلَمَةَ , وَدَاوُدَ , وَأُمَّ جَمِيلٍ وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ شُرَيْحٍ مِنْ كِنْدَةَ , وَقُتِلَ فَرْوَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَكَانَ أَبُوهُ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 عُقْبَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , فَوَلَدَ عُقْبَةُ سَعْدًا , وَإِسْمَاعِيلَ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُمْ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , وَقُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي عُبَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 مَسْعُودُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ , وَقُتِلَ مَسْعُودُ بْنُ عُبَادَةَ يَوْمَ الْحَرَّةِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ , فَوَلَدَ ثَابِتٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَمُحَمَّدًا , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَحَفْصَةَ , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ حَسَنٍ , وَأُمَّ مَسْعُودٍ وَأُمُّهُمْ كَبْشَةُ بِنْتُ أَبِي عَيَّاشٍ عُبَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَامِتِ بْنِ زَيْدٍ الزُّرَقِيِّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الزُّرَقِيُّ سَمِعَ مِنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ خَلْدَةَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ وَكَانَ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ رُفِعَ إِلَيْهِ: اذْهَبْ يَا خَبِيثُ؛ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ , فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ , وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ , وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا صَارِمًا وَرِعًا عَفِيفًا وَلَمْ يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا , فَلَمَّا عُزِلَ قِيلَ لَهُ [ص: 280] : يَا أَبَا حَفْصٍ , كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ لَنَا إِخْوَانٌ فَقَطَعْنَاهُمْ , وَكَانَتْ لَنَا أُرَيْضَةٌ نَعِيشُ مِنْهَا فَبِعْنَاهَا وَأَنْفَقْنَا ثَمَنَهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَقَدْ كَانَ الرَّجُلَانِ يَتَقَاوَلَانِ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ , فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَأَنْتَ أَفْلَسَ مِنَ الْقَاضِي , فَصَارَ الْقُضَاةُ الْيَوْمَ ولَاةً وَجَبَابِرَةً وَمُلُوكًا أَصْحَابَ غَلَّاتٍ وَضِيَاعٍ وَتِجَارَاتٍ وَأَمْوَالِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزْرَجِيُّ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ مِنْ بَلِيِّ قُضَاعَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي قَوْقَلٍ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , وَقُتِلَ إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 أَبُو عُفَيْرٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ , وَأُمُّهُ تُحْيَا بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ عُفَيْرًا , وَجَعْفَرًا , وَالْبَرَاءَ , وَدُبَيَّةَ امْرَأَةً , وَأَمِيرَةَ وَهِيَ طَلَّةُ , وَبُدَيَّةَ وَأُمُّهُمْ عَفْرَاءُ بِنْتُ دِحْيَةَ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ , وَعِيسَى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَقَدْ رَوَى أَبُو عُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ وَلَدِ الْفِطْيَوْنِ وَهُمْ حُلَفَاءُ لِلْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ , وَدَعْوَتُهُمْ فِي الدِّيوَانِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ , وَبَنُو أُمَيَّةَ بْنُ زَيْدٍ آخِرُ دَعْوَى الْأَوْسِ , وَيُكَنَّى عُمَرُ أَبَا حَفْصٍ , وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ , وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مِنَ الْمَوَالِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّينَ , وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثٍ لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ , عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدِ مَوْلَى ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ , وَكَانَ بُسْرٌ يَنْزِلُ دَارَ الْحَضْرَمِيِّينَ بِبَنِي حُدَيْلَةَ , وَكَانَ بِهَا مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ , الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 وَقَدْ رَوَى بُسْرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حِجْرِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ , وَكَانَ بُسْرٌ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُنْقَطِعِينَ وَأَهْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَرِعًا , وَكَانَ قَدْ أَتَى الْبَصْرَةَ فِي حَاجَةٍ لَهُ , ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَرَافَقَهُ الْفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ , فَلَمْ يَشْعُرْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَّا وَقَدْ طَلَعَا عَلَيْهِمْ فِي مَحْمَلٍ فَعَجِبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِذَلِكَ , وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَفِيقًا خَيْرًا مِنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ , وَكَانَ بُسْرٌ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَفِيقًا خَيْرًا مِنَ الْفَرَزْدَقِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ مِائَةٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: مَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَلَمْ يَدَعْ كَفَنًا , وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَتَرَكَ ثَمَانِينَ مُدْيَ ذَهَبٍ , فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَوْتُهُمَا , فَقَالَ: وَاللَّهِ , لَئِنْ كَانَ مُدْخَلُهُمَا وَاحِدًا لَأَنْ أَعِيشَ بِعَيْشِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَحَبُّ إِلَيَّ , فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , هَذَا الذَّبْحُ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ , فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَدَعُ أَنْ نَذْكُرَ أَهْلَ الْفَضْلِ بِفَضْلِهِمْ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَكَتَبَ لَهُ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلًى لِآلِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ , وَقَدْ كَانَ بَعْضُهُمُ انْتَمَى إِلَى الْيَمَنِ , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنِ عُمَرَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ , وَعَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , رَوَى عَنْ عُثْمَانَ , وَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَنَزَلَهَا وَادَّعَى وَلَدُهُ أَنَّهُمْ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ رَبِيعَةَ , وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ , وَلَمْ أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزُ الْأَعْرَجُ , وَيُكَنَّى أَبَا دَاوُدَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ مَنْ يَقْرَأُ عَلَى الْأَعْرَجِ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَيَقُولُ: هَذَا حَدِيثُكَ يَا أَبَا دَاوُدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْكَ. قَالَ: نَعَمْ: قُلْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَا: خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ إِلَى [ص: 284] الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ , فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ مَوْلًى لِآلِ أَبِي ذُبَابٍ مِنْ دَوْسٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ عَلَى الْمَوَالِي يَوْمَ الْحَرَّةِ , وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ , وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْمَعْدُودِينَ , وَكَانَ يَزِيدُ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ أَبُو الْحُبَابِ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عُمَرَ. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ , وَيُقَالُ: إِنَّ سَعِيدًا مَوْلَى شَمْسَةَ , وَإِنَّ شَمْسَةَ كَانَتِ امْرَأَةً بِالْمَدِينَةِ نَصْرَانِيَّةً أَسْلَمَتْ عَلَى يَدَيِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَكَانَ سَعِيدٌ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 سَلْمَانُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ مَوْلَى لِجُهَيْنَةَ , وَكَانَ قَاصًّا. رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَسَمِعْتُ وَلَدَهُ يَقُولُونَ: لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَلَا أُثْبِتُ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ غَيْرِهِمْ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ , وَكَانَ قَدْيمًا سَمِعَ مِنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 سَعِيدُ ابْنُ مَرْجَانَةَ , وَيُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ , وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ وَرِوَايَةٌ , وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَهُ أَحَادِيثُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَمُّ أَبِي فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ بْنِ حُنَيْنٍ , وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ الَّذِينَ بَعَثَ بِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَرَوَى عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانَ ثِقَةً , وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْن قَالَ [ص: 286] : قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مَقْتَلَ عُثْمَانَ: اقْرَأْ عَلَيَّ الْأَعْرَافَ , فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُهَا. اقْرَأْهَا أَنْتَ عَلَيَّ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ , فَمَا أَخَذَ عَلَيَّ أَلِفًا وَلَا وَاوًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَتُوُفِّيَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ مِنْ رُوَاةِ الْعِلْمِ , وَحَمَلَ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُ , وَهُمْ يَقُولُونَ: نَحْنُ مَوَالِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَنْتَمُونَ إِلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ , وَيُقَالُ: كَانَ حُنَيْنٌ مَوْلَى مِثْقَبٍ , وَمِثْقَبٌ مَوْلَى مِسْحَلٍ , وَمِسْحَلٌ مَوْلَى شَمَّاسٍ , وَشَمَّاسٌ مَوْلَى عَبَّاسٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ لَيَالِيَ اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ مَوْتُهُ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 عُمَيْرٌ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَيُكَنَّى عُمَيْرٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَرَوَى عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ , وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ عُمَيْرٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , وَإِنَّمَا هُوَ مَوْلَى أُمِّهِ , وَمَاتَ عُمَيْرٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 وَابْنُهُ [ص: 287] عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ. يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ فِي رِوَايَتِهِمْ: مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 عِكْرِمَةُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 قَالَ أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي أَهْلِ صَنْعَاءَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ عَبْدٌ فَاشْتَرَاهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عِكْرِمَةَ , فَأَتَى عَلِيًّا , فَقَالَ: بِعْتَنِي بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا خِيَرٌ لَكَ؛ بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ فَرَاحَ عَلِيٌّ إِلَى خَالِدٍ فَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ فَأَعْتَقَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُسَمِّي عَبِيدَهُ أَسْمَاءَ الْعَرَبِ: عِكْرِمَةُ , وَسُمَيْعٌ , وَكُرَيْبٌ , وَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: تَزَوَّجُوا؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا زَنَى نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ نُورَ الْإِيمَانِ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَيْهِ بَعْدُ أَمْ أَمْسَكَهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَجْعَلُ فِي رِجْلَيَّ الْكَبْلَ يُعَلِّمُنِي الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُنِي السُّنَّةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ دَاوُدَ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الْآيَةَ: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} [الأعراف: 164] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ [ص: 288] أَنَجَا الْقَوْمُ أَمْ هَلَكُوا , فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا. قَالَ فَكَسَانِي حُلَّةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 قَالَ أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ ذَاهِبُونَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ: هَذَا يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِكَ , فَجَعَلْتُ أَرْجُنُ بِهِ وَيَفْتَحُ عَلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: إِنِّي لَأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مَسَائِلَ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ , وَجَعَلَ يَقُولُ: هَذَا عِكْرِمَةُ هَذَا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا الْبَحْرُ فَسَلُوهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَفَّ عَنْهُمْ عِكْرِمَةُ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونَ عَنْ عِكْرِمَةَ بِأَحَادِيثَ لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ مَا حَدَّثَ بِهَا. قَالَ: فَجَاءَ عِكْرِمَةُ فَحَدَّثَهُ بِتِلْكَ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا. قَالَ: وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ , فَمَا تَكَلَّمَ سَعِيدٌ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ عِكْرِمَةُ , فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ , وَقَالَ أَصَابَ الْحَدِيثَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: أَرَأَيْتَ هَؤُلَاءَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونِي مِنْ خَلْفِي , أَفَلَا يُكَذِّبُونِي فِي وَجْهِي , فَإِذَا كَذَّبُونِي فِي وَجْهِي , فَقَدْ وَاللَّهِ كَذَّبُونِي " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَيُّوبَ: يَا أَبَا بَكْرٍ , عِكْرِمَةُ كَانَ يُتَّهَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: مَرَّ عِكْرِمَةُ بِعَطَاءٍ وَسَعِيدٍ. قَالَ: فَحَدَّثَهُمَا , فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ لَهُمَا: تُنْكِرَانِ مِمَّا حَدَّثَ شَيْئًا؟ قَالَا: لَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ إِلَى أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ. قَالَ: فَإِنِّي لَفِي سُوقِ الْبَصْرَةِ فَإِذَا بِهِ عَلَى حِمَارٍ , قَالَ: فَقِيلَ لِي هَذَا عِكْرِمَةُ. قَالَ: وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ , فَمَا قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ عَنْهُ؛ ذَهَبَتِ الْمَسَائِلُ مِنِّي , فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْجُنْدَ حَمَلَهُ طَاوُسٌ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ , فَقِيلَ لَهُ: أَعْطَيْتَهُ جَمَلًا وَإِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهُ الْيَسِيرُ , فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِهَذَا الْجَمَلِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ عَلَى طَاوُسٍ فَحَمَلَهُ عَلَى نَجِيبٍ ثَمَنَ سِتِّينَ دِينَارًا , وَقَالَ: أَلَا نَشْتَرِي عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِسِتِّينَ دِينَارًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ , فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى أُصْعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , قَالَ أَيُّوبُ: أَوَّلَ مَا جَالَسْنَا عِكْرِمَةَ , فَإِذَا أَجَابَ فِي شَيْءٍ قَالَ: يُحْسِنُ حَسَنَكُمْ مِثْلَ هَذَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ مَوْلَى ابْنِ [ص: 290] عَبَّاسٍ هَذَا اتَّقَى اللَّهَ وَكَفَّ مِنْ حَدِيثِهِ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَطَايَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةٍ , فَقَالَ سَعِيدٌ: يُوَفَّى بِهِ , وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يُوَفَّى بِهِ. قَالَ: فَذَهَبَ رَجُلٌ إِلَى سَعِيدٍ , فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ , فَقَالَ سَعِيدٌ: لَا يَنْتَهِي عَبْدُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبَلٌ وَيُطَافُ بِهِ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى عِكْرِمَةَ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: أَنْتَ رَجُلُ سُوءٍ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: فَكَمَا بَلَّغْتَنِي فَبَلِّغْهُ. قُلْ لَهُ هَذَا النَّذْرَ لِلَّهِ أَمْ لِلشَّيْطَانِ , فَوَاللَّهِ إِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِلَّهِ لَيُكَذَّبَنَّ وَلَئِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِلشَّيْطَانِ لَيُكَفَّرَنَّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى سَعِيدٍ وَعِكْرِمَةَ وَطَاوُسٍ وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَعَطَاءٍ فِي نَفَرٍ. قَالَ: فَكَانَ عِكْرِمَةُ صَاحِبُ الْحَدِيثِ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ , فَإِذَا فَرَغَ فَمَنْ قَائِلٌ بِيَدِهِ هَكَذَا , وَعَقَدَ ثَلَاثِينَ , وَمَنْ قَائِلٌ بِرَأْسِهِ هَكَذَا يُمَيِّلُ رَأْسَهُ. قَالَ: فَمَا خَالَفَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحُوتَ , فَقَالَ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ الْمَاءِ , فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَا يَحْمِلَانِهِ فِي مِكْتَلٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: أَلَا تَرَى إِلَى مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَرَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ؟ قَالَ: صَدَقَ وَاللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. لَقَدْ حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ نَبِيذَ الْجَرِّ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ خُرَاسَانَ قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: سَلُوهُ مَا جَلَاجِلُ الْحَاجِّ؟ قَالَ: فَسُئِلَ عِكْرِمَةُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ: وَأَنَّى هَذَا بِهَذِهِ الْأَرْضِ جَلَاجِلُ الْحَاجِّ الْإِفَاضَةُ. قَالَ: فَقِيلَ لِأَبِي مِجْلَزٍ , فَقَالَ: صَدَقَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطِّيبِ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ جَائِيًا مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ تَحْتَهُ جُوَالِقَانِ أَوْ خُرْجَانِ فِيهِمَا حَرِيرٌ أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامَلُ سَمَرْقَنْدَ وَمَعَهُ غُلَامٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بِسَمَرْقَنْدَ , وَقِيلَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هَذِهِ الْبِلَادِ؟ قَالَ: الْحَاجَةُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قَالَ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ وَعِمَامَتُهُ مُتَخَرِّقَةٌ , فَقُلْتُ: أَلَا أُعْطِيكَ عِمَامَتِي؟ فَقَالَ: إِنَّا لَا نَقْبَلُ إِلَّا مِنَ الْأُمَرَاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ إِلَى عِكْرِمَةَ , فَرَأَيْنَا عَلَيْهِ عِمَامَةً مُشَقَّقَةً فَقَالَ لَهُ: صَاحِبِي مَا هَذِهِ الْعِمَامَةُ؟ إِنَّ عِنْدَنَا عَمَائِمَ , فَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ مِنَ النَّاسِ شَيْئًا إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنَ الْأُمَرَاءِ. قُلْتُ: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ , فَسَكَتَ. قُلْتُ: إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ يَا ابْنَ آدَمَ , عَمَلُكَ أَحَقُّ بِكَ. قَالَ: صَدَقَ الْحَسَنُ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ أُنْبِئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ أَبُو مُضَرَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِكْرِمَةَ , فَقَالَ: مَا لَكُمْ أَفْلَسْتُمْ؟ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَسْأَلُهُ مَا لَكَ أَجْبَلْتَ؟ " قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ قَالَ: كَانَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ فَسَكَتَ خَالِدٌ , فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَا لَكَ أَجْبَلْتَ يَعْنِي أَكْدَيْتَ أَيْ نَفِدَ مَا عِنْدَكَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ [ص: 292] قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ يَصْبُغُ بِالْحِنَّاءِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ يَدِ عِكْرِمَةَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ قَالَ رَأَيْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ بُرْدًا ذُنَيْبِيًّا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَؤُمُّنَا فِي جُبَّةٍ بَيْضَاءَ وَاحِدَةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا إِزَارٌ وَلَا رِدَاءٌ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ عَارِمٌ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ أَجْرَبَ مَبْسُورًا , وَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ , ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ بِهِ جَرَبًا وَأَنَّ بِهِ بَاسُورًا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْأَعْوَرُ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ قَالَ: قِيلَ لِعِكْرِمَةَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِشَرٍّ. قَالَ: قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِمَ تَقُولُ كَذَا؟ قَالَ: اللَّهُ قَالَهُ: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ عِكْرِمَةَ أَنَّ عِكْرِمَةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ الشَّاعِرُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ , فَرَأَيْتُهُمَا جَمِيعًا صُلِّيَ عَلَيْهِمَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ بَعْدَ الظُّهْرِ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ , فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ الْيَوْمَ أَفْقَهُ النَّاسِ وَأَشْعَرُ النَّاسِ " قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ خَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ: وَعَجِبَ النَّاسُ مِنَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي الْمَوْتِ وَاخْتِلَافِ رَأْيِهِمَا , عِكْرِمَةُ يُظَنُّ أَنَّهُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ يُكَفِّرُ بِالنَّظْرَةِ , وَكُثَيِّرٌ شِيعِيٌّ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ , وَقَدْ رَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , [ص: 293] وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَعَائِشَةَ قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: مَاتَ عِكْرِمَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ فَطَلَبَهُ بَعْضُ وُلَاةِ الْمَدِينَةِ , فَتَغَيَّبَ عِنْدَ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهُ قَالُوا: وَكَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ , بَحْرًا مِنَ الْبُحُورِ , وَلَيْسَ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ , وَيَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيهِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ , وَيُكَنَّى أَبَا رِشْدِينَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: وَضَعَ عِنْدَنَا كُرَيْبٌ حِمْلَ بَعِيرٍ أَوْ عِدْلَ بَعِيرٍ مِنْ كُتُبِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَ كَتَبَ إِلَيْهِ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِصَحِيفَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَيَنْسُخُهَا , فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ بِإِحْدَاهِمَا " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ رَأَى لِكُرَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ طَيَالِسَةً طُوَالًا أَزْرَارُهَا بِالدِّيبَاجِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: مَاتَ كُرَيْبٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 أَبُو مَعْبَدٍ وَاسْمُهُ نَاقِدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 أُخْبِرْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْبَدٍ أَصْدَقَ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ أَبُو مَعْبَدٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَكَانَ ثِقَةً حَسَنَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 شُعْبَةُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَعِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ , وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: فَقُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: مَا تَقُولُ فِي شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ , وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ , وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي وَسَطٍ مِنْ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 دُفَيْفٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. رَوَى عَنْهُ حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ وَغَيْرُهُ , وَكَانَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الطَّحَّانِ , عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 مِقْسَمٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ: مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؛ لِلُزُومِهِ إِيَّاهُ , وَانْقِطَاعِهِ إِلَيْهِ , وَرِوَايَتِهِ عَنْهُ , وَوَلَائِهِ لِبَنِي هَاشِمٍ , وَكَانَ مِقْسَمٌ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ , وَقَدْ رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ سَمَاعًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 ذَكْوَانُ أَبُو عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ذَكْوَانَ غُلَامَ عَائِشَةَ كَانَ يَؤُمُّ قُرَيْشًا وَخَلْفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِلْقُرْآنِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ [ص: 296] بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ مُجَاوِرَةً بَيْنَ حِرَاءَ وَثَبِيرٍ , فَكَانَ يَأْتِيهَا رِجَالَاتُ قُرَيْشٍ , فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَمَّنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , فَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَمَّنَا فَتَاهَا ذَكْوَانُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدْ دَبَّرَتْهُ , وَقَالَتْ: إِذَا وَارَيْتَنِي فَأَنْتَ حُرٌّ. وَلَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ , وَمَاتَ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَحْسَبُهُ قُتِلَ بِالْحَرَّةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 أَبُو يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. رَوَى عَنْ عَائِشَةَ , وَرَوَى عَنْهُ الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ وَغَيْرُهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 أَبُو لُبَابَةَ صَاحِبُ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَاسْمُهُ مَرْوَانُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. كَانَتْ قَدْ كَاتَبَتْهُ , فَأَدَّى , فَعُتِقَ. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ حَدِيثَيْنِ , وَكَانَ نَبْهَانُ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ قَالَ: هَلَكَ ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْمَدِينَةِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 نِصَاحُ بْنُ سَرْجِسَ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كِتَابَةً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَاتَبَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى نُجُومٍ وَفَّيْتُهَا فَكَلَّمْتُهَا أَنْ تَحُطَّ عَنِّي وَتُقَاطِعَنِي عَلَى ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ , فَفَعَلَتْ , وَعَجَّلْتُ لَهَا ذَلِكَ , وَوَضَعَتْ عَنِّي " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ نِصَاحٍ إِلَّا ابْنُهُ شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ , وَكَانَ شَيْبَةُ إِمَامَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ هُوَ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَتَاقَةً. سَمِعَ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ , وَبَقِيَ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى , وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى , وَجَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ , وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 نَاعِمُ بْنُ أُجَيْلٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 قَيْسٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم وَيُكَنَّى أَبَا قُدَامَةَ. رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّهَا احْتَجَمَتْ وَهِيَ صَائِمَةٌ» الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 أَبُو مَيْمُونَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَيُكَنَّى أَبَا قُدَامَةَ. رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , وَرَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى الدَّوْسَيِّينَ , وَكَانَ قَارِئَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي زَمَانِهِ وَهُوَ الَّذِي قَرَأَ عَلَيْهِ نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 كَثِيرُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ , وَقَدْ كَانَ أُصِيبَ يَوْمَ الْحَرَّةِ , فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ , وَإِنِّي نَائِمٌ , وَإِنَّمَا هِيَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا. قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَهُ بِكُنْيَتِهِ , وَكَانَ فِي الْبَيْتِ الْهُذَيْلُ ابْنُ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , وَكَانَتْ كُنْيَتُهُمَا وَاحِدَةً , فَخَشِيتُ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الْهُذَيْلُ فَنَادَيْتُهُ بِاسْمِهِ , فَأَجَابَنِي. قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قُتِلْتَ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: خَيْرًا. قُلْتُ: شُهَدَاءُ أَنْتُمْ؟ قَالَ [ص: 299] : لَا؛ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا الْتَقَوْا , فَقُتِلَتْ بَيْنَهُمْ قَتْلَى فَلَيْسُوا بِشُهَدَاءَ , وَلَكِنَّا نُدَبَاءُ. قَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَرْفِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا , وَلَمْ أَحْفَظْهُ عَنْ هِشَامٍ " الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 وَأَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَهُوَ رَضِيعٌ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299