الكتاب: الاشتقاق المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى: 321هـ) تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون الناشر: دار الجيل، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1411 هـ - 1991 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- الاشتقاق ابن دريد الكتاب: الاشتقاق المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى: 321هـ) تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون الناشر: دار الجيل، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1411 هـ - 1991 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم الحمد لمن فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما امتن به من ذلك على خلقه وكفاء لتأدية حقه، وأشهد له بالإخلاص أنه لا إله غيره، وأن محمد عبده ورسوله. كانت الأميون من العرب الذين نسخ الله عز وجل بدينه الذي اختصم به النحل، وختم بملكهم الدنيا إلى انقضاء الأجل، وهداهم لأفضل الملل، في جاهليتهم الجهلاء، وضلالتهم العمياء، لهم مذاهب في أسماء أبنائهم وعبيدهم وأتلادهم، فاستشنع قوم إما جهلاً وإما تجاهلاً، وتسميتهم كلباً وكُليباً وأكُلبَ، وخنزيراً وقرداً، وما أشبه ذلك مما لم يستقص ذكره، فطعنوا من حيث لا يجب الطعن، وعابو امن حيث لا يُسْتَبَط عيب. فشرحنا في كتابنا هذا أسماء القبائل والعمائر، وأفخاذها وبطونها، وتجاوزنا ذلك إلى أسماء ساداتها وثُنْيانِها وشعرائها وفرسانها، وجراري الجيوش من رؤسائهم، ومن ارتضت بحكمه فيما شجر بينها، وانقادت لأمره في تدبير حروبها، ومكايدة أعدائها. ولم نتعد ذلك إلى اشتقاق أسماء صنوف النَّامى من نبات الأرض: نَجمها وشجرها وأعشابها، ولا إلى الجماد من صخرها ومَدَرها، وحَزْنها وسهلها، لأنّا عن رُمْنا ذلك احتجنا إلى اشتقاقِ الأًول التي نشتقُّ منها. وهذا مالا نهاية له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 وكان الذي حدانا على إنشاء هذا الكتاب، أن قوماً ممن يطعن على اللسان العربي وينسب أهله إلى التسمية بما لا أصل له في لغتهم، وإلى ادعاء ما لم يقع عليه اصطلاح من أوليتهم، وعدوا أسماء جهلوا اشتقاقها ولم ينقذ علمهم في الفحص عنها، فعارضوا بالإنكار واحتجوا بما ذكره الخليل بزعمهم: أنه سألَ أبا الدُّقيش: ما الدُّقيش؟ فقال: لا أدري إنما هي أسماء نسمعها ولا نعرفُ معانيهَا وهذا غلط على الخليل، وادعاء على أبي الدقيش، وكيف يَغبَى على أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد نصر الله وجهه مثل هذا وقد سمع العرب سمَّت: دَقْشاً ودُقَيشا ودَنقْشَا، فجاءوا به مكبَّراَ ومحقراً، ومعدولاً من بنات الثلاثة إلى بنات الأربعة بالنون الزائدة. والدَّقش معروف وسنذكره في جملة الأسماء التي عَمُوا عن معرفتها، ونُفرد لها باباً في آخر كتابنا هذا، وبالله العصمة من الزَّيغ، والتوفيق للصواب. وأخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: قيل للعتبي: ما بال العرب سمت أبناءها بالأسماء المستشنعة، وسمت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟ فقال: لأنها سمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها. وقد أجاب العُتبي بجملة كافية، ولكنها محتاجة إلى شرح يوضحها الاشتقاقُ، وسنتي على ذلك إن شاء الله. فابتدأنا هذا الكتاب باشتقاق اسم نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ كان المقدم في الملأ الأعلى؛ ثم باشتقاق أسماء آبائه إلى معد بن عدنان حيث انتهى صلى الله عليه وسلم بنسبة ثم قال: " كذب النسَّابون "، يقول الله عز وجل: " وقُرُوناً بَيْنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 ذَلِكَ كَثِيراً " فانتهى النسب إلى عدنان وقَحطان، وما بعد ذلك فأسماءٌ أخذت من أهل الكتاب. واختلف النسابون في النسب بين عدنان وإسماعيل بنِ إبراهيم عليهم السلام، فأما نسب إبراهيمَ إلى آدمَ عليهما السلام فصحيحٌ لا اختلافَ فيه، لأنه منزلٌ في التوراة مذكورٌ فيها نسبُهم ومبلغُ أعمارهم. واعلمْ أن للعرب مذاهب في تسمية أبنائها، فمنها ما سمَّوه تفاؤلاً على أعدائهم نحو غالب، وغَلاّب، وظالم، وعارم، ومُنازِل، ومقاتل، ومُعارِك، وثابت، ونحو ذلك. وسمَّوْا في مثل هذا الباب: مُسهِراً، ومُؤرِّقا، ومصبِّحا، ومنبِّها، وطارقاً. ومنها ما تفاءلوا به للأبناء نحو: نائل، ووائل، وناجٍ، ومُدرِك، ودَرَّاك، وسالم، وسُلَيم، ومالك، وعامر، وسعد، وسَعِيد، ومَسْعَدة، وأسعَد، وما أشبه ذلك. ومنها ما سمِّي بالسِّباع ترهيباً لأعدائهم: نحو: أسد، وليث، وفَرَّاس، وذِئب، وسِيد، وعَمَلَّس، وضِرغام، وما أشبه ذلك. ومنها ما سمِّي بما غلُظ وخشُن من الشّجَر تفاؤلاً أيضاً نحو: طلحة، وسَمُرة، وسَلَمة، وقَتَادة، وهَراسة، كلُّ ذلك شجرٌ له شوكٌ، وعِضاهٌ. ومنها ما سمي بما غُلظ من الأرض وخشُن لمسُه وموطِئُه، مثل حَجَر وحُجَير، وصَخْر وفِهر، وجَندل وجَروَل، وحَزْن وحَزْم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 ومنها أن الرجَل كان يخرج من منزله وامرأته تَمخضُ فيسمِّي ابنه بأوَّل ما يلقاه من ذلك، نحو: ثعلب وثعلبة، وضبّ وضبّة، وخُزَز، وضُبَيعة، وكلبٍ وكليب، وحمار وقرد وخنزير، وجحش، وكذلك أيضاً تُسمِّى بأول ما يَسنَح أو يبرح لها من الطَّير نحو: غُرابٍ وصُرَد، وما أشبَهَ ذلك. حدثنا السَّكن بن سعيد الجُرموزيِّ عن العباس بن هاشم الكلبي، عن خراش قال: خرجَ وائلُ بن قاسطٍ وامرأتُه تَمخَّضُ وهو يريد أن يرى شيئاً يسمِّي به، فإذا هو ببَكْرٍ قد عَرضَ له فرجَعَ وقد ولدت غلاماً، فسمَّاه بكراً، ثم خرج خَرجةً أخرى وهي تمخّض فرأى عنزاً من الظباء فرجع وقد ولدَتْ غلاماً، فسماه عَنْزا وهو مع خَثعَم بالسَّراة وبالكوفةِ وفِلَسطين، ثم خرج خرجة أخرى فإذا هو بشُخَيصٍ قد ارتفَعَ له ولم يتبيَّنْه نظراً فسماه الشُّخَيص، وهم أبياتٌ مع بني ثعلبة بن بكرٍ بالكوفة، ومنهم بقيةٌ بالجزيرة. ثم خرج خرجةً أخرى وهي تمّخض فغَلبَه أن يَرَى شيئاً فسمّاه تَغلِب. وأخبرنا السَّكَن بن سعيد، عن العباس بن هاشم، عن المسيَّب النميمي قال: خرج تميمُ بن مُرٍّ وامرأتُه سَلمى بنت كعب تمخّض، فإذا هو بواديٍ قد انبثق عليه لم يشعُرْ به، فقال: اللَّيل والسَّيل! فرجع وقد ولَدْت غلاماً، فقال: لأجعلنَّه لإلهي، فسماه زيد مناة، ثم خرجَ خرجةً أخرى وهي تمخّض فإذا هو بضُبعٍ تجرُّ كاهلَ جَزور فقال: أعثى به رَثْية، يأوي إلى رُكنٍ شديد. - أعثى، يعني الضَّبع والرَّثْية يعني الضَّرَع - فولدت عَمْراً، ثم خرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 وهي تمخض فإذا هو بمُكَّاء يغرِّد على عَوسَجةٍ قد يبِس نصفُها وبقي نصفُها، فقال: لئن كنتِ قد أثريتِ وأسريتِ لقد أجحدتِ وأكدَيْتِ. فولدت غلاماً فسمَّاه الحارث، وهم أقلُّ تميمٍ عدداً. وإنما اختصرنا منه ما يشبه ما قَصَدْنا له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 أول كتاب الاشتقاق اشتقاق اسم محمد محمد النبي صلى الله عليه وسلم، مشتق من الحمد، وهو مُفعَّل، ومفعَّل صفة تلزم من كثر منه فعلُ ذلك الشيء. روى بعض نَقَلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِد أمَرَ عبدُ المطّلب بجوزرٍ فنُحِرت، ودعا رجالَ قريش، وكانت سُنَّتهم في المولد إذا وُلِد في استقبال الليل كفَؤُوا عليه قدراً حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأصبحوا وقد انشقَّت عنه القِدرُ وهو شاخصٌ إلى السماء. فلما حضَر رجالُ قريشٍ وطَعِموا قالوا لعبد المطَّلب: ما سمَّيتَ ابنك هذا؟ قال: سمَّيتُه محمّداً. قالوا: ما هذا من أسماء آبائك. قال: أردت أن يُحمَد في السموات والأرض. فمحمَّد مفعّل، لأنه حُمِد مرّةً بعد مرة. كما تقول كرَّمته وهو مكرَّم، وعظّمته وهو معظَّم، إِذا فعلتَ ذلك به مراراً. والحمدُ والشكر متقارِبانِ في المعنى، وربمّا تبايَنَا. ألا ترى أنّك تقول: حَمِدتُ فلاناً على فعلهِ وشكرت له فعلَه، وقد اشتَبَها في هذا الموضع. وتقول: حَمِدتُ فلاناً على فعلهِ وشكرت له فعلَه، وقد اشتَبَها في هذا الموضع. وتقول: جاورتُ بني فلانٍ فحمِدتُهم، ولا تقول شكرتُهم. وتقول: أتيتُ أرض بني فلان فحمِدتُها، ولا تقل شكرتها. وتقول: فلانٌ محمودٌ في العشيرة، ولا تقول مشكورٌ في العشيرة. والدليل على أنَّ محموداً حُمِد مرّةً واحدة، ومحمداً حُمِدَ مرّةً بعد مرّة، قول الشاعر: فلستَ بمحمودٍ ولا بمحمَّدٍ ... ولكمَا أنت الحَبَنْطَى الحُباتِرُ يعني القصير المتداخلَ الأعضاء. وقد سمَّت العربُ في الجاهلية رجالاً من أبنائها محمداً، منهم محمدّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 ابن حُمْرانَ الجعفي الشاعر، وكان في عصر امرئ القيس بن حُجْر، وسمّاه شويعراً وقال: أبلغَا عنِّيَ الشُّويعِرَ أنِّي ... عَمْدَ عينٍ جلَّلتُهنَّ حَرِيما أي قصدتُ ذاك. ومحمّد بن بِلال بن أُحَيحة بن الجُلاح، وأحيحةُ كان زوجَ سَلمى بنت عمرو بن لبيد النَّجَّارية، فخَلَف عليها بعده هاشم بن عبد مناف، فولدَتْ له عبدَ المطَّلب بنَ هاشم، فهي جَدَة رسول الله عليه السلام، أمُّ جدِّه. ومحمّد بن سفيان بن مُجاشع بن دارم، ومحمَّد بن مَسْلَمة الأنصاري سمِّي في الجاهلية محمداً، وأبو محمَّد مسعودُ بن أوس بن أصْرَم بن زيد بن ثَعْلَبة، شَهِد بدراً. ومحمد بن خَوْلىّ، وخَولىّ: بطنٌ من هَمْدان. وقد سَمَّت العربُ في الجاهليّة أحمد. منهم أحمد بن ثمُامةَ بن جَدْعاء: بطنٌ من طيِّئ، وأحمد بن دُوَمان بن بَكِيل: بطنٌ من هَمْدان، وأحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 ابن زَيد بن خِداش: بطن من السَّكاسك. وبنو أحمد: بطنٌ من طيئ. ويَحْمَد: بطنٌ من الأزد. ويُحْمِد: بُطَين من قُضاعة. وسمَّوا حامداً وحُميداً. فحُمَيدٌ يمكن أنة يكونَ تصغير حَمْد أو تصغير أحمد، من الباب الذي يسمِّيه النَّحويون ترخيم التَّصغير، كما صغروا أسودَ سويداً، وأخضر خُضَيراً. وسَّمُوا حُميدَانَ وحَمّادا. ويقولن: حُمادَاكَ أن تفعل كذا وكذا، في معنى قُصاراك، ولفلانٍ عندي مَحْمِدةٌ ومَحمَدَة، لغتان، إذا كانت له عندك يدٌ تحمَده عليها. والمحامد لله تبارَكَ وتعالى: أياديه وتفضُّله. ابن عبد الله. واشتقاق العَبْد من الطريق المعبَّد، وهو المذلَّل الموطوء. وقولهم: بعيرٌ معبّد يكون في معنى مذلَّل، ويكون في معنى مهنوء بالقَطِران. قال طَرَفة: وأُفرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبَّد أي الأجرب المهنوء، يتحماماه الناسُ مخافَةَ العَدْوَى. وربَّما كان المعبَّد في معنى الكرَّم. قال حاتم: أرى المالَ عند الباخِلِينَ معبَّدا أي معظَّماً. وجمع عبدٍ: عبيدٌ، وأعبُدٌ أدنى العَدَد، وعِبِدَّاءُ ممدود ومقصور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 والعِباد: قبائلُ شتَّى من بطون العرب، اجتمعوا بالحِيرة على النَّصرانية فأنِفُوا أن يقال لهم عَبيد، فينسبُ الرّجُل عِباديٌّ. وقد سَمَّت العرب عَبداً وعُبَيداً وعُبَيدةَ ومَعْبَدا وعَبِيدا. ويمكن أن يكون اشتقاق عُبيدة ومَعْبد من العَبَد وهو الأَنف، من قول الله عز وجل: " فَأَنَا أوّلُ العَابِدِين "، أي الآنِفِين الجاحدين. وقال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه في كلامه: عبِدْتُ فصَمَتُّ، أي أنِفت فسكتّ. وقد سمَّت العربُ عُبادةَ وعبَّاداً وأَعْبَد. والعَبَدة: الصَّلاءةُ التي بُسحَق عليها المِسكُ وغيرُه من الطِّيب. وعُبَيدان: ماءٌ معروف وله حديث، قال الحطيئة: كماء عُبيدانَ المحَّلإِ باقرُه وعَبُّود: اسم رجلٍ أو موضعٍ. وعِبْديدٌ الفَرَسانيّ: رجل من فَرَسانَ. وفَرَسانُ: بطون تحالفَتْ على أن تُنسَب إلى هذا الاسم وتراضُوْا به، كما تراضت تَنُوخ بهذا النَّسب، وهم قبائل شتَّى. والعَبْد: وادٍ لطيّئ في جبلِها معروفٌ. فأما اشتقاق اسم الله عز وجل فقد أقَدَم قومٌ على تفسيره، ولا أحبُّ أن أقول فيه شيئاً. ابن عبد المطلب. وقد مر تفسير عَبْد. ومطْلِب أصله مطْتَلب في وزن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 مفتعل، فقَلبوا التاء طاء لقرب المخرجين، وأدغموا الطاء في الطاء فقالوا مطلب، وهو مفتعل من الطلب. وقد سمت العرب طالباً وطُلَيباً وطَلَبَة. والطَّلَب: قومٌ يطلبون هارباً أو فَلاَّ. يقال: أدرَكَهم الطّلَب. والطَلَب: مصدر طلبتُه أطُلبه طلَبا. ويقال: ماء مطلوبٌ ومُطْلِبٌ، وكذلك كلأ مطلوب ومُطِلب، إذا كان صعبَ الطَلَب. ويقال: فلانةُ طِلْبُ فلانٍ، إذا كان يهواها ويطلبها، وكذلك فلانةُ طَلِيبة فلان، إذا كان يطلها. والمطالب: مواضع الطَّلب. ويجوز أن يكون واحدةُ المطالب مَطْلَبة. ولي عند فلان طَلِبةٌ، أي شيءٌ أطلبُه منه، واسم عبد المطَّلب شَيْبة، واشتقاق شَيبة من الشَّيب، من قولهم: شاب شَيْبةً حسنةً وشَيباً حسناً. وأحسب أن اشتقاق الشّيب من اختلاط البياض بالسواد، من قولهم: شُبت الشيءَ بالشيء أشوبهُ شَوباً، إذا خلطَتهْ. قال تميم بن أَبَيّ بن مقْبِل، ويكنى أبا الحُرّة: يا حُرَّ أمسىَ سوادُ الرأس خالَطَه ... شَيبُ القَذالِ اختلاطَ الصَّفوِ بالكدرِ والشيء المَشِيب والمشوب: المختلِط. وقد سمَّت العرب شَيْبان، وهو أبو قبيلةٍ عظيمة. وهو فَعْلان من الشَّيب. ويسمون شَهْرىْ قِمَاحٍ اللذَين يشتدُّ فيهما البرد: شَيبانُ ومَلْحان، لابيضاضِ الأرض من الجليد. وملْحان من المُلْحة، من قولهم كبشٌ أملح، وهو الذي في أطراف صوفهِ بياض يشتمل على سائر جلده، والشِّيب: جبلٌ معروف. وشِيبُ السَّوطِ معروفٌ. ويقال أُشَابةٌ من الناس، أي أخلاط لا خير فيهم، والجمع أشائب. والشَّوب: الخَلْط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 بعينه، ويقولون: سَقاه الشَّوبَ بالذَّوب، فالذَّوب: العَسَل. والشَّوب زعموا: الّلبن. ولا أدري مما اشتُقّ في هذا الموضع. وقد سمَّت العربُ أشيَبَ وأحسبه أبا بُطينٍ منهم. وقالوا: رجلٌ أشيبُ، ولم يقولوا امرأةٌ شيباء، اكتفَوا بالشَّمطاء في هذا الموضع. ابن هاشم. وهاشم: فاعلٌ من قولهم: هَشَمت الشَّيء أهشِمُه هْشماً، إذا كسرتَه. وكلُّ شيءٍ كسرتَه حتى ينشدِخَ فقد هشَمتَه. وهَشِيم الشَّجر: ما يبِس من أغصانه حتى يتكسَّر. وسمِّي هاشماً فيما يزعمون لهشْمه الخبزَ للثَّريد. قال مطرودُ بن كعبٍ الخُزاعيّ: عمرُو العُلَى هَشَمَ الثَّريدَ لقومه ... ورجالُ مكّةَ مُسنِتُون عِجافُ أي أصابتهم السنةُ الجدبة. وقد سمَّت العرب هِشاماً وهاشماً وهُشَيماً ومُهشّماً. وكأنّ هِشاماً مصدرُ المهاشَمَة. والشيء الهشيم والمهشوم واحد. والهُشَامة: الشَّيء المهشوم، خبزاً كان وغيرَه. واسم هاشمٍ عمرو. وعمرو مشتقٌّ من شيئين: إمّا من العَمْر وهو العُمر بعينه، يقال العَمْر والعُمر بالفتح والضم، ومنه قولهم لَعمرُك، قسمٌ بالعَمْر. قال ابن أحمر: بانَ الشّبابُ وأخلف العَمْرُ ... وتغيّرَ الإخوانُ والدَّهرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 قال الأصمعيّ في تفسير هذا البيت: العَمر والعُمر واحد. وقال غيرُه من أهل العلم: أراد خُلُوف فمِه للكِبَر وتغيُّرَ نَكْهته. والعَمْر: واحد عُمور الأسنان، وهو اللحم المُطِيف بأسناخها، أي بأصولها، والسِّنْخ: الأَصل. وجميع عُمر الإنسان عُمور. والعَمْرة: خرزةٌ أو لؤلؤة يُفصَّل بها نظمُ الذّهب، وبه سمِّيت المرأَةُ عمرة. والعُمَيران والعُميرتان: عظمان رقيقان، في طرف كلِّ واحدٍ منهما شعبتان تكتنفان الغَلصمةَ من باطن. وقد سمَّت العرب عامراً، وهو أبو قبيلةٍ عظيمة من قيس. وبنو عامرٍ الأجدار: بطنٌ عظيم من كلب. وبنو عامرٍ في عبد القيس، وهم الذين يسمَّون بالبصرة بني عامرٍ النَّخلِ. وأحسب أنّ في بني تميم بطناً ينسبون إلى عامر، وله خِطّةٌ بالبصرة، والعُمور: بطونٌ من عبد القيس. وبنو عامر بن لؤيّ في قريش. وقد سمَّت العرب عُميراً وهو تصغير عمرو، ومَعْمَراً وهو اسم رجل. واشتقاق مَعْمرٍ من قولهم: هذا الموضع مَعْمرُنا، أي الموضع الذي عَمرْنا به، أي أقَمنا به وحَللناه. يقال: عمرِنا بالمكان نَعَمر به، إذا أقمنا به. وسمَّت العرب عَمِيرة وهو أبو بطنٍ من كنانة. وسمَّوا مُعمَّراً، وهو مفعَّل من العُمر. وبنو عامرة: بُطَين من الأنصار. وسموا عُمَارة، واشتقاقُه من أحد شيئين: إما أن يكون عُمارة فُعالة من العُمر، أو يكون من قولهم: أعطيت الرجل عُمارتَه، أي أجرةَ ما عَمَره. وعِمارة الشَّيء: إصلاحُه. والعِمارة: القبيلة العظيمة من العرب. قال التغلبي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 لكلِّ أُناسٍ من معدٍّ عمارةٌ ... عَروضٌ إليها يلجئون وجانبُ أي لكلِّ ناسٍ عمارة من معدّ، أي قبيلة، وتقول: عَمَرت المكانَ أعمرُه عِمارة، إذا أصلحتَه. وسمَّت العربُ عُمَر، واشتقاقه من شيئين: إمّا أن يكون جمع عُمرة الحج، وإما أن يكون فُعَلَ، مبني من فاعل، كما اشتقُّوا زُفَر من زافر، وقُثم من قائم. وعُمرة الحج اشتقاقها من المُقام بمكّة قبل إيجاب الحج، كما قالوا: قَرَن بين حجٍّ وعُمرة. والعَمَارة زعموا: الإكليلُ ونحوُه من الآسِ وغيره يُجعَل على الرّأس. قال الأعشى: سَجدْنا له ورفَعنا العَمَارا أي جعلنا الأكاليل على رءوسنا من السُّرور. والمُعتمِر: المعتمّ، زعموا قال رجلٌ من باهِلَة جاهليٌّ، هو أعشى باهلة: وراكبٌ جاء من تثليثَ معتمِرُ أي معتمّ. والمعتم: الذي على رأسه عِمامة. وسَمت العربُ عُمَيرة وهو تصغير عَمرة، وعويمراً وهو تصغير عامر. والعومرة: اختلاطُ القومِ في شرٍّ وخُصومة، يقال: تركتُهم على عَوْمرةٍ، أي في خصومة وشرّ. قال بعضُ العرب: تقول عِرسي وهي مَعِي في عَومَرهْ ... بيسَ امرؤٌ وإنّني بيس المَرَه وجمع عِمارة عمائرُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 ابن عبد مناف. وقد مرَّ تفسير عبدٍ. ومَنَاف: صنَم، واشتقاقه من ناف ينوف وأناف ينيف، إذا ارتفعَ وعلا. وكانَ أصلُ مناف مَنْوَف، أي مفعَل من النّوف، فقلبوا فتحة الواو على النون فانفتح ما قبل الواو فصارت ألفاً ساكنة وكذلك يفعلون. والنَّوف: السِّنام، وبه سمِّي الرجل نَوْفاً. وبنو مَنافٍ: بطنٌ من بني تميم، وهو مَناف بن دارم. والبعير الآنِف والأَنِف، فالآنف في وزن فاعل، والأنِف في وزن فَعِل، وهو البعير الذي قد أوجعه الخِشاشُ في أنفه، فهو ينقاد لصاحبه طَوعاً. وناقةٌ نِيافٌ: طويلة مرتفِعة، وكان الأصل نِوَافاً فقلبوا الواو ياء لكسرةِ ما قبلها. وكذلك يفعلون في نظائرها. وقولهم: نيَّفَ الرجلُ على الثمانين، أي زَادَ عليها. ومن ذلك نَيِّفٌ على عشرين، أي زائدٌ على العشرين. وقصر مُنِيف: عال مرتفع. والأَنِف من الأنَف. والأنْفُ أحسبه من ذلك، لأنّه مرتفعٌ في الوجه. وقال قوم: بل الأَنْفُ من الأنَفَةِ والأَنَف؛ لأنّه منه يبتدئ الغضب والْحَمِيّة قال الهذلي: متَى نَجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارماً ... وأنفاً حَمِيَّاً تجتنبْك المظالمُ واجتلب هذا البيتَ الحارثُ بن ظالمٍ المُرّيّ في هجائه المنذرَ أو الأسودَ بن المنذرِ الملك لما قتل ابنَه فقال: بدأتُ بِتيكُمْ وأثَّنيتُ بهذِهِ ... وثالثةٍ تبيضُّ منها المقادمُ متى تجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارما ... وأنفَا حميَّاً تجتنْبك المظالمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 فغَطفان ترويه للحارث بن ظالم، ويرويه هلُ العلم لمالك بن حَريمٍ الهَمْداني. وينسَب إلى عبد مناف مَنافيٌّ، لأنّه ثقل عليهم أن يقولوا عبد منافىّ، واقتصروا على أحد الاسمين، كما قالوا في عبد القيس: عبديٌّ، وفي عبد الله بن دارم: عبديّ، ولم يقولوا دارميّ ولا قيسيّ، مخافةَ الالتباس. وربما اشتقُّوا من الاسمين اسماً فقالوا في عبد القيس: عَبْقَسيّ، وفي عبد شمس: عبشَمي، وفي عبد الدار: عبدريّ. واسم عبد مناف المغيرة، والمغيرة: الخيل تُغير على القوم، وفي التنزيل: " فالمُغِيراتِ صُبْحاً ". والمُغيرة مُفعِلة من الغارة، وكان أصله مُغْيِرة، الغين ساكنة والياء مكسورة، فقلبوا كسرة الياء على الغين وكسروا الغين وأسكنوا الياء. ويقال: أغار الرجلُ على القوم يُغِير أغارةً، والاسم الغارة وموضع الغارة مُغار، إذا اشتققته من أغار يغير. قال الشاعر: أضَمْرَ بن ضَمرة ماذا ذكر ... تَ من صِرمةٍ أُخِذت بالمُغارِ ويقال: أغَرت الحبلَ أُغِيره إغارةً، إذا شددتَ فَتْله. قال الشاعر: كأن سَرَاتَه مَسَدٌ مُغارُ ويقال: غِرتُ أهلي أَغِيرهم غِيرةً، إذا مِرتَهم من المِيرة. قال الهذلي: ماذا يَغِيرُ ابنَتيْ رِيعٍ عويلُهما ... لا يرقُدان ولا بُؤسَى لمن رقدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 أي ما ينفعُهما من العويل؟ وقال بعضُ العرب لأمِّه وقد مات أبوه فبكته أمُّه وكان له إخوةٌ: هل تَفقِدين من أبينا غَيرَه ... هل تَفقِدينَ خَيره ومَيرَهْ أراكِ ما تبكين إلاَّ أيره والغائرة: نِصفُ النهار. يقال غَوَّرنا بموضعِ كذا وكذا، أي قِلنْا به. وقال الأصمعي: تقول العرب: غَوَّرُوا بنا فقد أرمَضْتُمونا. والغار: كهفٌ في الجبل. والغُوَير: موضعٌ معروف. ومثلٌ من أمثالهم: " عَسَى الغُوَيرُ أبؤساً "، أي بِناحيته بُؤس. والمثل للزّبّاء. وغار الماء يَغُور غَوراً، إذا نَضَب. وغال النّجمُ غَوراً، إذا غاب. وغارت العينُ غُؤوراً من الهُزَال والتّعَب. قال الراجز: كأن عينَيهِ من الغُؤور ... قَلْتان في صَفْحِ صفَاً منقورِ أذاكَ أم حَوجلتا قارورِ الغؤور: أسفل القارورة. وفي التنزيل: " أرَأَيْتُمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُم غَوراً ". وغارت المرأةُ على زَوجها تَغار غَيرةً بفتح الغين، فهي غائر. وغارَ الرّجُل في غَور تِهامةَ، إذا دخَله. ولا يقال أغار فإنه خطأ. قال الأعشى: نَبِيٌّ يَرَى ما لا تَرونَ وذكره ... لعمريّ غارَ في البلاد وأنْجَدا ومن روى: أغار لَعمرِي فقد لَحَ، وأخطأ. والغِيَر: إعطاء دية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 القتيل. قال الشاعر: لنضربنَّ بأيدينا رءوسكم ... بين فُعَالة حتَّى تَقبلوا الغِيرَا أي الدِّية. وبنو غِيرَة: بطنٌ من ثَقيف. يقال: رجلٌ غيرانُ من الغَيرة، إذا غار على امرأته، وامرأةٌ غَيرى. وفي حديث علي صلوات الله عليه، أن امرأةً قالت له: إنَّ زوجي زَنا بجاريتي. فقال لها: " إنْ كنتِ صادقةً رجمناه، وإن كنتِ كاذبة حَدَدناك " فقالت: ردُّوني إلى أهلي غَيْرَى نَغِرَة. أي يغلي جوفُها كما تغلِي القدر، نَغِر ينَغَر نغَراً. وفي هذا الحديث من الفقه أنه لم يحدَّها إذْ رجَعت عن الافتراءِ على ما قَرفَت به زوجَها وتَرَكها لمَّا نكصَت. ابن قُصَيّ. وقصَيٌّ: تصغير قاصٍ، واسمه زيد، وإنَّما سمِّي قصيَّاً لأنه قَصَا عن قومه فكان في بني عُذْرةَ مع أخيه لأمِّه. يقال قصا الرّجُل يقصو قَصْواً. والنّاحية القُصوَى والقاصيةُ واحدٌ، وهي البعيدة. ويقال بقَصَاهم، أي ناحيتهم القاصية. والقَصَا، يمدُّ ويُقصَر. وأنشدوا بيت بشر بن أبي خازم: فحاطونا القَصَاءَ وقد رأونا ... قريباً حيثُ يُستمَع السِّرارُ وأنشد أيضاً: فحاطونا القَصَا ولد رأونا ويقال شاةٌ قَصْواء، وكذلك الناقة إذا قُطِع طرفُ أذُنِها. ولم يقولوا جملٌ أقصى ولا كبشٌ أقصى، وقالوا: جمل مقصوٌّ، تركوا القياس. وكانت ناقة النبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 صلى الله عليه وسلم تسمَّى القَصْواء فزعم قومٌ أنه اسمٌ لها ولم تكن قصواء، وقال قوم: بل كانت قَصواء. واسم قصيٍّ زيد. وقالوا: مكانٌ قصِيٌّ، أي بعيد. وفي التنزيل: " مَكَاناً قَصِيَّا " فكأنه فعيل مشتقّ من فاعل. وزيد مصدرُ زادَ الشيء يزيد زيداً. قال الشاعر: وأنتمُ معشرٌ زَيْدٌ على مائةٍ ... فأجمِعُوا كيدَكم طُرّاً فكيدُونِي وقد سمَّت العرب زيداً، وزيدَ اللاَّتِ وزياداً. وبنو زيادٍ: بطنٌ من الأزد. وسمَّت مَزْيَد. وزائدةُ: صَنَم. ويقال: زدت الرّجلَ أزيده زيداً. وزيادة الكَبِد معروفة. وزوائد الفرس: داءٌ يصيبه في عصبه. بن كلاب. وكلابٌ مصدر كالبتُه مكالبةً وكِلاباً. وبنو كلابٍ: قبيلةٌ عظيمة من العرب. وكلبٌ: حيٌّ عظيم من قضاعة، وكُلّيب: بطنٌ من بني تميم. وأكلُبٌ: بطنٌ من خثعم. وبنو الكَلبة: بطن من بكر بن وائل. والكلبة: امرأةٌ من بني تميم، لقَّبت بذلك لسوء خُلُقها. والكَلاب: صاحب الكلاب. والكليب: جمع الكِلاب، يقال كَليب وكِلاب. وأنشدني: والعيسُ ينهضْنَ بكِيرانِنا ... كأنّما ينهشُهُنَّ الكليبُ جمع كُور، وهو الرَّحْل. وفي الأزد من اليَحْمَد بنو كلبٍ وبنو كُليبٍ أيضاً. والكَلَب: داءٌ يصيب النّاسَ والإبلَ شبيهٌ بالجنون. وكانت العربُ في الجاهليَّة إذا أَصاب الرَّجلَ الكَلَبُ قطروا له دمَ رجلٍ من بني ماء السماء، وهو عامر بن ثَعلبةَ الأزديّ، فَيُسقَى فكان يُشْفَى منه. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 دماؤهمُ من الكَلَب الشِّفاءُ والكلْب: المِسمار في قائم السَّيف. والكلبانِ: نجمانِ يطلُعان عند اشتداد البرد. والكَلْب: كلْب الجوزاء، نجن معروف. والكُلاَب: موضعٌ بالدَّهناء بين اليمامة والبَصرة، كانت فيه وقعتان، إحداهما بين ملوك كِندةَ الإخوة، والأخرى بين بني الحارث وبين بني تميم، يَذكُر ذلك أبو عبيدةَ في كتاب الأيَّام. وهما كُلابانِ: الكُلاب الأوَّل، والكلاب الثاني. وأسيرٌ مكلَّبٌ، زعموا أنه مقولب عن مكبَّل. والكُلْبة: أن يقصر السَّير على الخارزة فتُدخِلَ في الثَّقب سيراً مثنيّاً ثم تردَّ رأسَ السّير الناقصَ فيه ثم تخرجه. قال الرَّاجز: كأنَّ غَرَّ متنِه إذ نجنْبه ... سَيرُ صناعٍ في خَرِبزٍ تكلُبُه والمكلِّب: الصَّائد بالكلاب. قال الشاعر: ضِراءٌ أحَسَّتْ نَبْأَةَ من مكلِّبِ والكَلْب وقالوا: الكَلِب: فرس عامر بن الطُّفَيل. والرجل الكَلِب: الذي أصابَه الكَلب. قال الشاعر: يومَ الحُلَيسِ بذي الفَقَارِ كأنَّه ... كَلِبٌ بضربِ جماجمٍ ورقابِ والكلْب: مسمارٌ في الرَّحل. ورأس الكلب: جبلٌ أو ثنيَّة. قال الأعشَى: ورَفَّع الآلُ رأس الكلبِ فارتفعا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على عُتبة بن أبي لهبٍ فقال: " اللهمَّ سلِّطْ عليه كلباً من كلابك! "، فأكله الأسد. وأهلُ الحجاز يسمُّون الجَرِيَّ الذي يُخاصِم الناس مُكالِباً. وكَلْبتَا الحدِّاد وغيره معروفتان. فإذا ثنَّيت قلت: ذاتا كلبتين، وإذا جمعت قلت: ذاوات كلبتَين. وكلَبْت البعيرَ وهو مكلوبٌ، إذا جمعتَ زمامَه وجررَه بخيطٍ وأمُّ كلبةَ: الحمَّى، قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل: " أبْرَحَ فتًى إنْ نَجَا من أمِّ كلبة! "، فحُمّ بخيبر فمات. ابن مُرَّة. ومُرّة: اسم شجرةٍ. والمُرار أيضاً: شجرٌ، الواحدة مُرارة. وآكل المُرارِ لقبُ ملكٍ من مُلوك كِندة، وهو الحارثُ جدُّ أبي امرئ القيس ابن حجر، يُسمُّون أولادَه بني آكلِ المُرار. والمُرُّ: خلاف الحُلو. والمِرَّة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 أحد أمشاج أخلاط الطبائع للإنسان، معروفة، ومِرَّة الإنسان: قُوَّته. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحِلُّ الصدقة لغنِيٍّ، ولا لذي مِرَّة سَوِيٍّ ". ويقال: استمرَّ مريرُ فلانٍ على كذا وكذا، أي جَدَّ فيه. قال: وشطَّ نَواها واستمرَّ مريرُها وفي التنزيل: " حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرّتْ بهِ " وقرأ قومٌ: " فاستمرَّت به " أي اشتدَّ عليها. ومن ذلك يومٌ مستمرٌّ، أي ثقيل شديد. ويقال: أمررت الحبلَ اُمِرُّهُ إمراراً، إذا فتلتَه فتلاً شديداً وهو حَبْل مُمَرٌّ. قال الشاعر: إذا اللهُ لم يُصْفِ لي وُدَّها ... فلن يَعطِفَ الوُدَّ سوطٌ مُمَرّ فأما المَرُّ الذي يُحفَر به فأعجميٌّ معرب، والأمرُّ: مِعىً دقيق يتَّصل بالأمعاء. قال الشاعر: إذا استُهديتِ من لحمٍ فأَهدى ... من المَأَناتِ أو طَرَف السَّنامِ ولا تُهدِي الأمَرَّ وما يَليهِ ... ولا تُهدِنَّ معروقَ العِظامِ والمريرة والمِرار والمَرُّ: حبلٌ يشد به الحملُ على البعير. قال الرّاجز: زوجُك يا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ ... والرَّتِلاتِ والجبين الحُرِّ أعيا فنُطناهُ مَناطَ الجَرِّ ... بين وعاءَيْ بازلٍ جِوَرِّ ثم رَبَطْنا فوقَه بمَرِّ وجَبَل الأمرار معروف. قال الشاعر: لقد ترك السَّعدانِ حزماً ونائلا ... لدى جَبَل الأمرار زيدَ الفوارس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 وفي العرب قبائل تُنسَب إلى مرّة: مُرّه بن عوفٍ في غطفان، ومرة بن عُبيدٍ في بني تميم، ومُرّة في بكر بن وائل، ومُرّة في عبد القيس. ابن كعب. والكَعبُ مشتقٌّ من شيئين: إما من كَعب الإنسان والدابّة أو كعب القناة، وجمع كعبِ القناة كُعوب أكثَرَ ما يجمع، وكعب الإنسان جمعه كعاب. وكعبتُ الثَّوبَ، إذا طويْتَه طيَّاً مربعاً. وسمِّيت الكعبة لتربيعها والله عز وجل أعلم. وذو الكَعَبات: بيتٌ كانت تحجُّه ربيعةُ في الجاهلية. وجاريةٌ كاعبٌ وكَعابٌ، إذا بدا حَجمُ ثدِيها. والكَعْب: بقيّة السَّمن في النِّحي، أو الرُّب ما يبقَي في أسفل النَّحْي. قال عمرو بن معد يكربَ لعمر بن الخطاب: أأبرامٌ بنو مخزوم؟ قال: وكيف ذاك؟ قال: ضِفْتُهم فأطعموني ثَوْراً وقَوساً وكعباً. فقال عمر: أطْيِبْ بذاك. والثَّور: القطعة العظيمة من الأقِط. والقَوس: باقي التَّمر في أسفل الْجُلّة. والكَعب: ما ذكرتُه لك. وفي العرب بنو كعبٍ في أهل العالية، لهم خُطَّة بالبصرة. وبنو كعبٍ في بني العنبر. وقد سمَّت العرب كَعباً ومُكَعِّباً وكُعَيباً. ابن لُؤَيّ. واشتقاق لؤيّ من أشياء، إمّا تصغير لواء الجيش، وهو ممدود أو تصغير لِوَى الرَّمل وهو مقصور، أو تصغير لأَي تقديره لعىً، وهو الثَّور الوحشيِّ، وهو مقصورٌ مهموز. والَّلوَى: اعوجاجٌ في ظهر القوس. والَّلوَى: الوجَع الذي يعتري في البطن، مقصور غير مهموز. وتقول: لويتُ الرَّجلَ دَينَه أَلوِيه ليّاً، إذا مطلتَه. وفي الحديث: " ليُّ الواجِدِ ظلم "، أي مَطْلُه. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 تُطِيلين لَيَّانِي وأنت مليّةٌ ... وأُحسِنُ يا ذاتَ الوشاح التَقاضيا وتقول: لويتُ الحبلَ وغيرَه ألويه ليَّاً. واللوِيُّ: العشبُ إذا هاج واصفرّ ويَبِس. وقال حُميدٌ الأرقَط.: حتَّى إذا تَجَلَّب اللَّويَّا ... وطرد الهَيفُ السَّفا الصَّيفيَّا واللَّوِيّة: تُحفَة تَذخرها المرأةُ لزوجها أو ولدِها. قال الراجز: هل في دَجُوب الحُرّةِ المَخيطِ ... لويّةٌ تَشفِي من الأَطيط ابن غالب. وغالب: فاعلٌ من قولهم غلَب يَغلب غَلَبّا فهو غالب. ويقولون: لمن الغَلَب. ومن قال الغَلْب فهو لحن. ويقال: شاعر مغلّبٌ، إذا غَلَبه من هو دونه، كما غلَبت ليلَى الأخيليَّةُ النّابغةَ الجَعدي، فهو من المغلَّبين. وكما غَلَب النجاشِيُّ تميمَ بن أبِّ بن مُقبِلٍ، ونحوِهم. ويقولون: رجلٌ أغلبُ بيِّن الغلَب، إذا غلُظت عنقُه حتَّى لا يمكنه أن يلتفت. وبذلك سمِّي الأسدُ أغلَب. ويقال: أخذْتُه بالغُلُبَّي، أي بالقهر. وقد سمَّت العرب غالبَاً وغُلَيباً وأغْلَب. ابن فِهْر. والفِهْر: الحجر الأملس يملأُ الكفَّ أو نحوْه، وهو مؤنَّث، يدلُّك على ذلك أنَّهم صغّروا فِهراً فُهيرة. وعامر بن فُهَيرة: مولى أبي بكرٍ الصدّيق رحمه الله وهو أحد الثلاثة الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي رُفِع جسدُه إلى السماء يوم قُتِل يوم بئر مَعُونة. وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 المسلمون ثلاثين رجلاً غدر بهم عامرُ بن الطفيل فقَتَلهم، فطُلِب جسدُهُ فلم يُوجَد، فقال رجلٌ من بني عامر: طعنتُ رجلاً منهم فقال: فُزْتُ والله، فقلت في نفسي: بما فاز؟ والله لقد قتلتُه. ثم ارتفَعَ فلم يَزَلْ يرتفعُ في السماء حَتَّى غاب عن عَيني، فعلموا أنَّه عامرٌ حيث فُقِد جسدُه. وفي بعض اللُّغات: ناقةٌ فَيْهرة، أي صلبةٌ، لا أدري في أيِّ لغة، والفُهْر: موضع مِدْراس اليَهود، أظنُّه من الدَّرس، وهو الذي يجتمعون فيه للقراءة والدُّعاء. وفي حديث علي بن أبي طالب عليه السلام: " كأنَّهم اليهودُ خرجُوا من فُهْرِهم ". والفَهْر: أن يُجامِعَ الرّجُل المرأة فإذا دنا من الفَارغ تحولَ إلى أخرى فأفْرَغَ فيها. وقد عِيبَ بذلك بعضُ الصَّالحين. وأرضٌ مَفْهَرة: كثيرة الأفهار. ابن مالك. ومالك: فاعلٌ من المُلْك، وقد قرئ: " مَلِكِ يوم الدين " ومالك. والمَلِك المعروف، وهو في لغة ربيعة مَلْكٌ. قال الأعشى: تقال للملك أطلق منهم مائه ... رسلاً من لبقول محفوضاً وما رفعا والملائكة أصله الهمز، لأنهم قالوا في واحده: ملأك. قال الشاعر: فلستَ لأنسيٍّ ولكن لملاْكٍ ... تنزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوبُ واشتقاق المَلأك من المالُكة والألوكة، وهي الرِّسالة. قال عديّ: أبلغ النُّعمانَ عنِّي مألُكاً ... أنَّه قد طال حَبسِي وانتظاري والأُملوكُ: مَقاوِلُ من حِمْير. كتب النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أُملوكِ رَدْمان. ورَدمان: موضعٌ باليمن. وجمع مألُكة مآلِك، وجمع الألوكة ألائك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 ومنه قولهم: ألِكْني إلى فلانٍ، أي كُنْ رسولي إليه. قال النابغة: ألِكْني إلى النعمان حيثُ لقيتَه ... فأهدي له الله السَّحابَ البواكرَا ولُكت الشَّيءَ ألوكه لَوكاً، إذا أجلتَه في فيك. ومنه لَوكُ الخيلِ اللجُم. وفي العرب قبائلُ تُنسَب إلى مالك: منهم مالك بن سعد، ومالك بن حنظلة، وفي الأزد مالكٌ قبيلة، وفي تغلب بنو مالكٍ قبيلة أيضاً. ابن النَّضْر. وهو أبو جميع قريش، فمن لم يكن من ولد النَّضر فليس بقرشيّ. والنَّضْر: الذّهب بعينه. والنُّضار: الخالص من كلِّ شيء، وربما سميِّ الذهبُ أيضاً نُضارا. قال الأعشى: ترامَوا به غَرباً أو نُضارا يريد الأقداح التي يشربون بهاز وفسَّره بعضُ أهل العلم أنَّ الغَرَب الفِضَّة، والنُّضار: الذَهب، والأنْضَر: الذهب. قال الشاعر: وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسرارُه ... مثلِ الوَذيلة أو كشَنْفِ الأنضَرِ الوَذِيلة: السَّبيكة من الذّهب. لم تَحُل ولم تغَيَّر. أسراره: تكسُّره. والنَّضير: قبيلةٌ من اليهود، إخوة بني قريظة. وقد سمت العرب نَضْراً ونُضَيراً. ونُضَيرةَ ونَضيرة: اسمُ امرأة. وكلُّ شيء استُحِسن فهو نَضير، يقال: ما أنضَرَ لونَه، أي ما أصفاه وأحسنَه. ابن كنانة. والكِنانة: كنانة النَّبل. إذا كانت من أدَم فهي كنانة، فإن كانت من خشبٍ فهي جفير، وإن كانت من قطعتينِ مقرونتين فهي قَرَن، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 بفتح الراء. والكِنانة تجمع هذا كلَّه. قال الشاعر: ككِنانة الزُّغَرِيِّ غ ... شَّاها من الذَّهبِ الدُّلامِصْ أخبرنا أبو حاتمٍ عن الأصمعي، وأحسبه أيضاً رواه عن أبي عبيدة، قال وقف رجلٌ على أسد وكنانة ابنَيْ خزيمة وهما يَكشُطان عن جزورٍ لهما، فقال لرجلٍ: ما جِلاء الكاشِطَين؟ فقال: خابية المَصَادِع، وهَصَّار الأقران. فقال: يا أسد ويا كنانة، أطِعماني من هذا اللّحم. فأطعماه. أي ما اسمهما؟ والمصاد: السِّهام، واحدها مِصدع. يَهصِرها: يكسرها ويَعِطفُها. وهو اسمٌ من أسماء الأسد. وكِنانُ كلِّ شِيء: غِطاؤه. ويقال: كنَنْتُ الدُّرَّ وغيرَه، إذا سترتَه وغطَّيته. وفي القرآن: " كأنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ " فهذا من كنَنْت. وأكننت الحديثَ في صدري، إذا كتمتَه. وفي التنزيل: " مَا تُكِنُّ صُدورُهُم ". فهذا من أَكننت. والكُنَّة: مُخدَعٌ في البَيت شبيهُ بالرّفِّ أو نحوه، يكون في البيت. وبنو كُنَّةَ: بطنٌ من ثَقِيف. وكَنَّة الرّجُل: امرأة ابنه أو أخيه قال الشاعر: هي ما كَنَّتِي وأز ... عُمُ أنِّي لها حَمُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 وكِنُّ كلِّ شيء: ما اكتنْنتَ في ظِلِّه. يقال اكتنننت من المطر بالشَّجرة: تظلَّلت بها من الشَّمس، وتذرَّيت بها من الرِّيح. قال الشاعر، عبيد: فمن بنَجْوَتهِ كمن بَحفِلِه ... والمستكنُّ كمن يَمشِي بِفرْواحِ ابن خُزَيمة. واشتقاق خُزَيمةَ من الخَزَم، والخَزَم: شجرٌ له لِحاءٌ يفُتَل منه حبالٌ، الواحدة خَزَمة. وخُزيمةُ: تصغير خَزَمة. قال الهذلي: فآسِرُوهم واربِطوهم بالخَزَمْ والخِزَامة: عُود يُدخَل في وَتَرة أنف البعير، فإذا نفَذَ الأنفَ فهو العِران، فإذا كان في أحد الشِّقَّين من حديدٍ أو صُفْر فهو بُرَة، ولا يكون إلاَّ في الشِّقِّ الأيسرَ. وكلُّ الطير مُخزَّمة، لأنَّ آنافها ينفُذُ بعضُها إلى بعض. قال النُّعمان بن جُلاَسٍ العَتَكيّ: إذا ما شدَدْنا شدّةً نَصَبوا لنا ... قِسِيَّاً كأعناق المطِيِّ المخزمَّ يَصِيحون في أدبارها ونردُّها ... بجاواءَ تَردِي بالوشيج المقوَّمَ الجأواء: الكتيبة. وقد سمَّت العرب خازماً، ومخزوماً وخُزَيما. ومن أمثالهم: " شِنشنةٌ أعرفُها من أخزم ". وأخزم هذا المتمثِّل بهذا المثل جدُّ أبي حاتمٍ الطائيّ، هو حاتم بن بعد الله بن سعد بن أخْزَمَ بن الحشرج بن أخزم ابن أبي أخزم. واجتلَبَ هذا المثلَ عَقِيل بن عُلَّقة المُرّيّ، من مرّةِ غطفانَ، لمّا رماه ابنُه عَملَّسٌ بسهمٍ فانتظم فخذَه، فقال: إنّ بنيَّ ضرَّجوني بالدّمِ ... شِنشنةٌ أعرِفُها من أخزَمِ مَن يَلقَ أبطالَ الرِّجالِ يُكلَم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وله حديث فغَطَفانُ تروي هذا البيتَ لعقيل، وهو لمن سمَّيناه. ابن مُدرِكة. واسم مدركة عمرو، وقد مر تفسير عَمْرو. ولُقِّب مدركةَ لِمَا أدرك الإبل، وله حديث. واشتقاق مُدرِكة من أدرك يُدرِك إدراكا، أي لحق. والدَّرَك الاسم. والدَّرَك: حبلٌ يُوصَل به الرِّشاء، حبل الدلو، والجميع أدراك. ويوم الدَّرك: يومٌ كان بين الأوس والخزرج فلي الجاهلية. وفي التنزيل: " في الدَّرَكِ الأَسفَلِ مِنَ النَّار " أي في المنزلة السُّفلَى من النَّار. واللهُ عز وجل أعلمُ بذلك. وكلُّ شيءِ بلَغَ منتهاه فقد أَدْرَكَ، ومنه قولهم: دركَ الغلام، إذا بلغ الحُلم. وقد سمَّت العرب مُدرِكاً، ودَرَّاكا، ودُرَيكاً. ابن إلياسِ. يمكن أن يكون اشتقاق إلياس من قولهم: يئس ييئس يأساً، ثم أدخلوا على اليأس الألف واللام. ويمكن أن يكون من قولهم: رجل ألْيَسُ من قومٍ لِيسٍ، أي شجاع، وهو غاية ما يوصف به الشجاع. هذا لمن يهمز إلياس. والتفسير الأول أحبُّ إليّ. ابن مُضَر. واشتقاق مُضَر من اللبن المَضِيرِ وهو الحامض، وبه سمِّيت المضيرة. وتُماضِرُ: اسم امرأةٍ. والمُضَارَة: ما فَطَر من اللبن الحامض إذا جُعِل في وعاء ليصير شِيرازاً أو اقِطا. ابن نِزَار. واشتقاق نِزارٍ من الشَّيء النَّزْر، وهو القليل، من قولهم أعطاه عطاءً نَزْرا. وأنزرتُ له العطاء، أي أقللته. وماءٌ منزورٌ، أي قليل. ابن مَعَدّ. واشتقاق معدٍّ من شيئين: إمَّا أن يكون مفعل من العدد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 فكأنَّه كان مَعْدَدٌ فأدغمت الدال؛ وإمَّا أن يكون من المَعَدِّ، وهو اللحم في مَرجع كتِف الفرس. قال الشاعر: فإمَّا زالَ سرجٌ عن معَدٍّ ... وأجدِرْ بالحوادث أن تكونا والتمعدد: تمام الشّدّة والقُوة. قال الراجز: ربَّيته حتَّى إذا تَمعددا ... وصار نهداً كالحِصان أجردا كان جزائي بالعَصَا أن أُجلَدا وقال عمر بن الخطاب رحمه الله: " احتَفُوا، واخشَوشِنوا وتمعددُوا، واقطعوا الرّكُبَ وانزُوا على الخيل نَزْوَاً "، أي اركبوا وثِبُوا. والمَعِدة من هذا اشتقاقُها، لصلابتها. ويقال: نبتٌ تَعْد مَعْد، إذا كان غَضّاً. ومَعْدٌ في هذا الموضع إتْباعٌ وليس من الأوَّل. وقد سمَّت العرب مُعَيْداً ومَعْدَداً، ومَعْدانَ. وأحسب اشتقاقُه من المَعْد. والمَعْد: الصلابة. ابن عَدْنان. وعَدْنانُ فعلان من قولهم: عَدَنَ بالمكان فهو يَعدِن عُدوناً وهو عادن، أي مقيم. ومنه اشتقاق المَعدِن، لعُدون الذَّهب والفضّة وما أشبهه من الجوهر فيه. ومنه اشتقاق " جنَّات عَدْنٍ " أي دار مقام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 والعَدان: موضعٌ بتهامة. قال الشاعر: بعَدَانِ السِّيفِ صَبْرِي ونَقَلْ وعَدَنُ أبْيَنَ من هذا اشتقاقها، لأنَّ أبْيَنَ عدَنَ بها، أي أقام بها، وهو رجلٌ من حمير. وانتسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدنانَ وقال: " كَذَب النَّسَّابُونَ ". فْما بَعْدَ عدنان فهي أسماءٌ سُريانية لا يُوضِحها الاشتقاق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 اشتقاق أسماء أمهات النبي صلى الله عليه وسلم أمُّه آمنة بنت وهب وآمنة: فاعلة من الأمن. ووهب، من قولهم: وهبت له هِبةً ووَهْباً، فأنا واهب والشيء موهوب، والرجل موهوب له. ابن عبد مناف، وقد مر تفسيره. ابن زهرة وزهرة فُعْلة من الزَّهَر زَهَرِ الروض وما أشبَهه. ويمكن أن يكون اشتقاق زُهْرة من الشَّيء الزاهر المضيء من قولهم: أزهارَّ النهارُ، إذا أضاء، وأمَّا الزُّهَرة التي في السماء، وهي النجم، فمتحرِّكة في وزن فُعَلة. ومن قال الزُّهْرة فقد أخطأ. قال الشاعر: قد أمرتني زَوجتِ بالسَّمسَره ... وصَبَحتني لِطلوع الزُّهَره قَعَبينِ من جَرّتها المخمَّره المخمَّرة: المغطاة. وفي التنزيل: " زهْرَةَ الحياةِ الدُّنيا "، وزهرةُ الحياة الدنيا، أي ما يروق منها ويُعِب، والله عز وجل أعلم. وقد سمت العرب زاهراً. وبنُو الزاهرية: بطن من بكر بن وائل، ينسبون إلى أمهم الزَّاهرية. وسمَّت العرب زُهَيراً وأزهَرَ. وزَهْرانُ: أبو قبيلةٍ عظيمة من الأزد. وفي حديث عليٍّ رضوان الله عليه: " ازْدَهِرْ بهذا "، أي احتفظْ به. ولا أحسِبُها عربيّةً مَحضة. والعُود الذي يضرب به: المِزْهَر، والجمع مزاهر. والزاهرانِ والأزهَران: الشمس والقمر. ابن كلاب، قد مر ذكره ويتَّصل بالنسب. وأمُّ عبد الله فاطمة بنت عمرو بن عائذ. واشتقاق فاطمة من الفَطْم وهو القطْع. ومنه فُطِم الصبيُّ، إذا قُطِعَ عنه اللبن. وفُطَيمةُ: موضعٌ أو امرأة يُنسَب إليها قوم. قال الأعشى: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 جَنْبَيْ فُطيمةَ لا مِيلٌ ولا عُزُلُ ويقول الرجل للرجل: والله لأفطمنَّك عن كذا وكذا، أي لأمنعنَّك عنه. بنت عمرو وقد مر ذكره. ابن عائِذ، وعائذ: فاعل من عاذ يعوذ عَوذاً فهو عائذ، أي لجأ إلى الشَّيء وأطاف به. ومنه قولهم: أعوذ بالله من كذا وكذا، أي أفزَع إلى الله عز وجل فيه. عُذْت بالله فأعاذني، فالله مُعِيذٌ وأنا مُعَاذ. وبه سمِّي الرجل معاذاً. والمعَاذة: التي تعلَّق على الإنسان من هذا اشتقاقها، لأنها مَفْعلة من عاذ يعوذ، وكان الأصل مَعوَذة فقلبوا حركةَ الواو على العين فانفتحت وقلبوا الواو ألفاً ساكنة لانفتاح ما قبلها؛ وكذلك يفعلون. ابن عمران، قد مر ذكره. ابن مخزوم، قد مر تفسيره. ابن يَقَظة، واشتقاق يَقَظة من التيقُّظ، من قولهم: رجلٌ يَقْظان حسن اليقظة وامرأة يَقْظى. وأنشد لقيس ابن الخَطْيم: ما تَمنعِي يَقْظَي فقد تُؤتِينَه ... في النوم غير مصرَّدٍ محسوبِ ويروي لعمر بن عبد العزيز: ومن الناس من يعيش شقيّاً ... خِيفَة اللَّيل غافل اليقظه فإذا كان ذا حياءٍ ودنٍ ... راقبَ اللهَ واتقَّى الحَفظَه إنّما الناسُ سائرٌ ومقيم فالذي سار للمقيم عِظَله وأمُّ عبد المطلب. سلمة بنت عمرو. واشتقاق سَلْمَى، وهي فَعلى، من السَّلم والسِّلْم: ضد الحرب. والسَّلم والسَّلَم واحد، وفي التنزيل: " وألقَوْا إلَيْكُم السَّلَم ". وجئتك بفلانٍ سَلَماً، أي مستسلماً لا يُنازِع. والسَّلام: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 مصدر المسالَمة. والسَّلْم: دلوٌ لها عروة واحدة، نحو دِلاء السَّقّائين. قال الشاعر: بالسَّلْمَينِ وَكّارُ أي يسعى به. والسَّلامة: ضد البلاء. والسِّلام: جمع سَلمِة، وهي حجارة. قال الشاعر: جوانُبه من بَصْرةٍ وسِلاَمِ يعني حوضاً قد جعل حوله حجارة من حجارةٍ بَصْرة. وذكر يونسُ النحويُّ أنَّ قولهم: استلم فلان الحجر الأسود، هو افتعل من السَّلِمة. والسَّلَم: ضربٌ من الشجر، الواحدة سَلَمة. قال الشاعر: لما رأيتُ عدِيَّ القوم يَسلبُهم ... طَلْحُ الشَّواجنِ والطِّرفاءُ والسَّلمُ والسَّلام: ضَرب من الشجر أيضاً، الواحدة سَلاَمةٌ. والسَّلامَانُ: ضربٌ من الشَّجر أيضاَ. واشتقاق السلم من قولهم: أسلمت لله، أي سَلِم له ضميري. وقد سمَّت العرب سَلامانَ، وهما بطنانِ: بطنٌ من قضاعة، وبطن من الأزد. وسمَّوا أسلَمَ، وهو أبو قبيلةٍ عظيمة إخوةُ خُزاعة، منهم أُهبانُ مكلِّم الذئب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمَّوا سَلِيمة، وهو أبو قبيلةٍ من الأزْد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 وسمَّوا سُلَيمة، وهو أبو بطن من عبد القيس. والسُّلامَى: عصَبُ ظاهِر الكفِّ والقدم. قال الراجز: لا يشتكين ألماً ما أَنْقَيْنْ ... ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أو عَيْنْ السُّلامَى: عظامٌ صغارٌ حولَها عصَبٌ، وهو آخِرُ ما يبقى من الدوابّ. والسُّلاَمى والعين: آخر ما يبقى فيهما الطَّرْق من الإنسان والدابّة. قالت القرشية: إن القبور تُنكِحُ الأيامَى ... والصَّبْيةَ الأصاغر اليتامى والمرءُ لا تُنْقِي له سُلاَمَى أي لا يبقى في مخٌّ. والنَّقْيُ: المخّ. وسمت العرب سُلْميَّاً، وهو أحد رجال بني حنيفة في الجاهلية. قال الشاعر: فأتيت سُلْمِيّاً فعُذتُ بقبرِهِ ... وأخُو الزمانة عائذٌ بالأمْنَعِ وسُلْمى أبو زهير بن أبي سُلْمَى الشاعر، لا أعرفُ في العرب سُلْمَى غيره. وسَلْمان: أطُمٌ بالطائف. وسَلْمان: موضعٌ بنجْد. قال الشاعر: وماتَ على سلمَان سَلْمَى بنُ جَندلٍ ... وذلكَ مَيْتٌ لو علمت عظيمً والأُسَيلِم: عرقٌ في ظاهر الكف. وسمِّي الَّلديغ سليماً تفاؤلاً بالسلامة، وليس له فعل يتصرّف. والأسلوم: بطنٌ من حمير. بنت عمرو، وقد مر ذكره. ابن زيد وقد مرّ ذكره ابن لَبِيد، واشتقاق لبيد من قولهم: لَبِدَ بالمكان، أي أقام به، يَلبَد لُبوداً، والبد يُلْبِد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 إِلباداً. ولِبْدة الأسد: ما على كتفيه من الوَبَر. وبه سمي الأسد ذا اللِّبَد وذا الَّلبْدة. قال الشاعر: يأتي ليَ السَّيف واللسان وفتِ ... يانٌ كِرامٌ كلِبْدة الأسدِ واللِّبَد: بطونٌ من تميم تلبَّدت على بطنٍ منهم، أي تحالفوا عليه، وهم مُرّةُ وعامرٌ، وعبد عمرو، وأُبَير، وعوف، بنو عبيد بن الحارث بن كعب، تلبَّدوا على بني منقر، أي تحالفوا. وما تلبَّد من شَيءِ وتظاهرَ فهو لبيد. قال الشاعر: سَعدانُ تُوضِحَ في أوبارها الِّلبَدُ والُّلبَادَى والُّلبَد: طائر إذا قالوا له البَدْ لصِق بالأرض، فصِبْيانُ الأعراب إذا رأته يقولون: البَدْ لُبَادَى! فيلصَق بالأرض حتى يُؤخَذ. والُّلبَادَى: ضربٌ من النبت. ولُبَدُك نسر لقمان. ابن خِدَاش وخِداشٌ: مصدر المُخادَشة، وهو شبيه بالعداوة أو المخاشنة. وأصله من الخَدْش. وقد سمَّوْا مُخادِش. وابنا مُخَدِّش: كتِفا البعير. وأم هاشم: عاتكة بنت مُرّ إحدى بني سُلَيم. واشتقاق عاتكة من قولهم: عَتَكَتِ القوسُ العربية، إذا احمرَّت من القِدَم. وعَتَكت المرةُ بالطِّيب، إذا تصمَّختْ به حتى يحمرَّ جِلدُها، وعَتَك الرّجلُ على الرجلِ، إذا حمل عليه فَضربه. وعَتَكَ على يمينٍ فاجرة، إذا أقدمَ عليها. وترى هذا تمامّاً في اشتقاق العتيك إن شاء الله. وأمُّ عبد مناف: حُبَّي بنت حُلَيل بن حُبشيَّة بن سلول من خُزاعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وحُبَّي فعلى من الحُبّ. يقال: حَبَبتْ الرجلَ وأحببته. قال الشاعر غيلان بن شجاع. فوالله لولا تمره ما حَبَبْتُه ... ولا كان أدنى من عُمَيرٍ وسالمٍ وفي لغة من قال حَبَبته سمِّي الرجل محبوباً. وردَّ عنترةُ الكلامَ إلى الأصل فقال: ولَقد نزلتِ فلا تظنِّي غَيرَه ... منِّي بمنزلةِ المَحبِّ المُكْرَمِ من قولهم: أحببت. وحَبَاب الماء: تكسُّر الموج الصِّغار، واحدُه حَبابةٌ، وبها سميت المرأة. والحُبَاب: ضربٌ من الحيَّات. والحِباب: الحبُّ بعينه. وسمَّت العرب حَبِيباً ومَحبوباً وحُبَيبا. وحِبّانُ إنْ كان مشتقّاً من الحُبّ فالنون زائدة، وإن كان من الحَبَن وهو عِظَمُ البطن فالنون أصلية. والحَبَن: الدِّفْلَى، لغةٌ يمانِيَة. أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي عن يونس قال: سألني جندلُ بن عُبيدٍ الراعي: ما معنى قول الرعي: يَبِيت الحيَّةُ النِّضناضُ منه ... مكانَ الحِبِّ يستمع السِّرارَا ما الحِبُّ؟ فقلت: القُرْط. فقال: خُذُوا عن الشَّيخ فإنه عالم. ويقال: أحبَّ البعيرُ يُحِبُّ إحباباً، إذا لصِق بالأرض فلم يَبرحْ ولا يقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 ذلك للناقة. يقال لها: أخلت إخلاءً، إذا فعلَتْ ذلك، فالبعير مُحِبٌّ والناقة خَلُوٌّ. قال الشاعر: حُلْتَ عليه بالقَطيعِ ضَربا ... ضَربَ بَعِير السَّوءِ إِذْ أحبّا والحِبَّة: بَذْر العُشب. وفي الحديُ: " يخرجُ رجلٌ من النّار فينُبتُ نباتَ الحِبَّة في حميل السَّيل ". قال الراجز: في حِبّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍِ هَيكل وقال بعضُ أهل اللغة والله عز وجل أعلم: إنَّ قوله: " أحْبَبْتُ حبَّ الخَير عَ، ذِكْرِ رَبِّي " أي لصِقْت بالأرض من حُبِّي للخيل حتَّى فاتتني الصلاة، فسمَّى الخيْل خيراً. وبنُو الأحَبَّ: بطنٌ من العرب. وحُلَيلٌ: تصغير حَلٍ. وحَلٌّ: مصدر حَلّ الشِّيء يحلُّه حَلاًّ. ويقال: حَلّ بالمكان يَحُلُّ حلولاً. وحَلَّ الدَّين يَحِلُّ مَحِلاًّ. وأحَلَّ من إحرامه إحلالاً. والحِلَّة: القوم يجتمعون في مَحَلَّتهم، والجميع حِلالٌ. قال الشاعر: أحيٌّ يبعثون العِير تَجْراً ... أحبُّ إليك أم حيٌّ حِلالُ وحليل المرأة: زوجُها الذي تُحالُّه في مَنزِله. والحلال: ضِدُّ الحرام. الحِلُّ: ضدُّ الحُرْم. والإحلال: نقيض الإحرام. وبعيرٌ أحلُّ، وهو داءٌ يصيبه في عَجُزِه. ومَحَلَّةُ القوم: حيثُ يَحُلُّون. وحُبْشِيَّة، ضربٌ من النمل. وستَراه في أسماء رجال خزاعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وأمُّ قصيٍ. فاطمة، وقد مر ذكرها، بنت سَيل بن حِمَالة، من أزد شَنوءة، وسترى تفسره في موضعه إن شاء الله. وأمُّ فاطمة: سَوْدة بنت عمرو بن تميم. وسَوْدة مشتقٌّ من قولهم: أرضٌ سَوْدة، إذا كانت سَوداءَ في سَفْح جبل. وأمُّ كلاب: هِند بنت سُرَيْر، واشتقاق هند من قولهم هَنَّدْت الرجل تهنيداً، إذا لاينتَه ولاطفتَه. وتُجْمَع هندٌ هنوداً. وهُنَيدةُ: المائة من الإبل. قال جرير: أعْطَوْا هُنيدةَ يحدوها ثمانيةٌ ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفْ وقد سمَّت العرب هَنّاداً ومهنَّداً، فأمَّا مهنَّدٌ فمنسوبٌ إلى الهِنْد ليس من هذا. والتَّهنيد: ملايَنة الكلام ولُطفه. قال الراجز: راقَكَ من هَنَّادةَ التَّهنيدُ وقولهم: سيفٌ هُنْدُوانيٌّ أحسبه منسوباً إلى الهِنْد أيضاً. وبنو هِنْد: بطنٌ عظيم من بكر بن وائل لهم خِطْةٌ بالبصرة. وأمُّ مُرَة: ماويَّةُ بنت كعب بن القَين بن جَسْر، مِن قُضاعة. والماويّة زعموا المِرآة. ويمكن أن يكون اشتقاقها من أويت له، أي رحمته ورفقت له، أو تكون منسوبةً إلى الماء، وهو الوجه إن شاء الله. ويمكن أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 يكون من قولهم: أوَي إلى موضع كذا وكذا، وهو آوٍ وآواهُ غَيرُه فهو مُؤْويُ مثل مُعْوًى. والفاعل مُؤْوِي مثل مُعْوِي. والوجه عندي أن تكون من المِرآة. وأحسِبُني قد سمعتُه من بعض علمائنا هَكذا. فأمَّا المَأوَى، فهو الموضعُ الذي تأوِي إليه، وهو مهموزٌ من قوله جلّ ثناؤه: " جَنّةُ المأوَى " وأوَتِ الطَّير إلى المكان تأوي أُوِيّاً فهي أُوِيٌّ. قال الراجز: جَواثم كالحِدَأ الأَوِيِّ جثَم الطائر، إذا قعد على الأرض ولَصِق بها. أمُّ كَعْبٍ: وَحْشيّةُ بنت شيبان، ترجع إلى كلاب. وَحْشيّةُ منسوبة إلى الوحش. وشيبان قد مر ذكره. وأمُّ لؤيٍّ: سَلْمى، وقد مر ذكرها. وأمُّ غالبٍ: ليلى بنت سعد بن هُذَيل. واشتقاق ليلى فيما ذكر أهل العلم من قولهم: لَيلة ليلاء. ورَوَوْا: ليلة لَيْلاَ مقصور، ولم أسمع هذا عن رجلٍ من علمائنا، وإنَّما سمعته عن رجل من أهل بغداد، وقد ذكرهُ الخليلُ ممدوداً في حرف اللام. وأمُّ فِهرٍ: جندلةُ بنت الحارث بن مُضاض. وجندلة معروفٌ، الواحدة من الجَندَل. وسنقف على تفسير مُضاضٍ في آباء القبائل إن شاء الله. وأمُّ مالك: عاتكةُ بنت عَدْوان. وقد مرَّ تفسيره. وعَدْوان يجيء في أسماء القبائل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وأمُّ النَّضْر: بَرَّةُ بنتُ مرٍّ، أختُ تميم بن مُرّ. وبَرَّةُ: تأنيث رجلٍ بَرٍّ وامرأة بَرّة. وأمُّ كنانة: هِندُ بنت قيسٍ بن عيلانَ، وسترى تفسيرَ قَيسٍ في أسماء القبائل إن شاء الله. وأمُّ خُزَيمة: سلمى بنت سُوَيد، مِن قُضاعة. وقد مر تفسيره. وأمُّ مدركة: ليلى بنت حُلْوان بن عِمران بن الحافِ بن قُضاعة، ولَقبُها خِنْدِفُ. والخَنْدَفة: المشي في سرعة، وذلك أنَّ زوجَها قال: عَلاَم تُخَنْدِفينَ وقد رُدَّت الإبل؟! وأمُّ إلياسِ: عَطْوَى بنتُ إيادٍ، من حمير. واشتقاق عَطْوَي من قولهم: عَطَوت الشيء، إذا مددتَ يدَك لتأخذه، فأنا عاطٍ والشيء مَعطُوٌّ. ويقال إنَّ أمُّ إلياس: الحَنْفاء بنت إياد بن مَعدّ. وأمُّ مُضَر: سَودة بنت عَكِّ بن عَدْنان. وقد مر تفسير سَوْدة. ويقال: بل أمُّ مُضَر شقيقةُ بنت عَكٍّ. وسترى عَكّاَ في قبائل العرب. واشتقاق شقيقة من شيئين: إمّا من شقيقة الكَتَّان، وهي السَّبِيبة. وإمَّا من قولهم: أخي وشقيقي، كأنَّه تأنيث شقيق. وذكر قومٌ من أهل العلم أنَّهم سمَّوا شقيقاً مشتقٌّ من الثَّور الفَتيِّ السِّنِّ إذا تمَّ شبابُه. قال الشاعر: أبوك شَقِيقٌ ذو صَياصِي مُدرَّبٌ ... وإنَّكَ عِجْلٌ في المواطن أبلَقُ الصيصيَة: القرن. وأمُّ مَعَدٍّ: تِيمَةُ بنت يَشجُب بن يَعرب بن قَحطان، وسترى اشتقاق تِيمَة وهذه الأسماء في أسماء القبائل إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 وأمُّ عَدْنان: بلهاءُ بنتُ يَعرُب بن قحطان. وبلهاء: تأنيث أبْلَهَ. والبَلّهُ: استرخاءٌ في الجسم وضعف. وما بعد هذا فهي أسماءٌ سُريانية، زعم بعض النسَّابين أنَّ عدنان بن أَدَد بن يَامِين بن حُمَيْلٍ بن مِنْحَان بن لافت بن صابوح بن العوام بن نابت بن قَيْذَر ابن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وقال بعض أهل النسب: عدنان بن نَاحِيم بن أيُّوب بن قَيذَرَ بن إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 اشتقاق أسماء أعمام النبي صلى الله عليه وسلم الحارث بن عبد المطَّلب: وبه كان يكنى. واشتقاق الحارث من أحد شيئين: إما من قولهم: حرث الأرض يحرُثها حرثاً، إِذا أصلحها للزرع. أو يكون من قولهم: حَرَثَ لدنياه، إذا كَسَب لها. ومنه قوله عزّ وجلّ: " مَ، ْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرة نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ " الآية، أيْ يكتسب لآخرته، ويقال: أحَرثَ الرجلُ ناقَته إحراثاً، إذا هَزَلها بالسَّير والتَّعب، والمِحراثُ: خشَبة تحرّك بها النار أَو التَّنُّور، والجمع محارث. والحَرث: الزَّرع بعينه، وربما سمي الإصلاح للزَّرع حَرْثاً؛ والأوَّل أعلى، لأن في التنزيل: " ويثهْلِكَ الْحَرثَ والنَّسْلَ ". وقد سمَّت العربُ حارثاً، وهو أَبو قبيلة من العرب عظيمة، وحارثَة، وهو أبو بطنٍ من الأنصار، وحُريثاً ومُحرِّثا. العبّاس والعَبّاس: فَعَّال من العُبوس، والعُبوس: ضدُّ البِشْر. عَبَس الرجل يَعبِس عُبوساً وعَبْسا. وفي التنزيل: " عَبَسَ وبَسَر ". وبنو عَبْسٍ: حيٌّ من العَرب: والعَبْس: نبت، وهو الذي يسمَّى السِّيسَنْبَرَ بالفارسيّة. والتعَبَس، بفتح الباء: ما لصِقَ من خَطْر الفحل من الإبل بذنَبه فيبسِ على فخِذَيه وهُلْب ذنَبِه. قال الراجز: كأنَّ في أذنابهنَّ الشُّوِّلِ ... مِن عَبَس الصَّيفِ قُرونَ الإِيَّلِ وقال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 تَرَى العَبَس الحوليِّ جَوْناً بكُوعها ... لها مَسَكٌ من غَير عاجٍ ولا ذَيلِ وقد سمَّت العربُ عبّاساً وعابساً. وأَخو العبّاس لأبيه وأمِّه ضِرارُ بن عبد المطّلب. وضِرارٌ: مصدر ضارَرتُه مُضارَّةً وضِرارا. والضَّرُّ: ضد النَّفع. والضُّرُّ: الهُزَال. وتقول العرب: لا يضرُّك هذا المر ضَرّاً، ولا يَضِرُك ضَيْراً. والضَّرورة والضَّارورة واحدة وهو الاضطرار إلى الشيء. وفي الحديث: " يكفي من الضَّرورة - أو الضَّارورة - صَبُوحٌ أَو غَبوق " يعني المْيتةَ إذا أَصابها وهو مضطرٌّ إليها. والمضطَرُّ في وزن مفتعَل، كأنَّ أَصلَه مُضْتَرَرٌ، فقلبوا التاء طاءَ وأدغموها في الضاد، فصارت طاءُ ثقيلة، وأدغموا الراء في الراء، وكذلك يفعلون، فضار مضطَرَّاً. والضَّرير: فعيل في معنى مفعول. وضَرِيراً الوادي: جَنْباه. قال الشاعر: فما خليجٌ من المَرُّوت ذو حَدَبٍ ... يَرْمِي الضْرَيرَ بخُشْب الأَيك والضّالِ الخليج: النهر الذي يختلج الماء من نهر أكبر منه. ذو حَدَب: يركب بعضُه بعضاً. والمرُّوت: واد معروف. الأيك: شجر ملتَفٌّ. الضاَّلُ: السِّدر البَرِّي. ويقال: أَضرَرْتُ بالشيء، إذا دنَوت منه. وأضرَّ بي، إذا دنا منِّي. قال الشاعر: غَداةَ المُلَيحِ يومَ نَحنُ كأنّنا ... غَواشِي مُضِرٍّ تحت ريحٍ ووابِلٍ أي سحابٍ قد أضرَّ بالأرض، أي قد دنا منها. ونَزَوَّجَ فلانٌ على ضِرٍّ، أي على امرأةٍ أخرى. وفُلانةُ ضَرّةُ فلانةَ، والجمع ضرائر. والضَّرَّة: أصل الإبهام، وأصل الضَّرْع الذي يجتمع فيه اللبن. والمَضَرَّة: مَفعَلة من الضُّرّ. وحَمْزةُ بن عبد المطلب. واشتقاق حمزة من قولهم: قلبٌ حَمِيز، أي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 ذكيٌّ ملتهِب، ويقال حَمَزَ فاهُ الخَلُّ، إذا قبَضَه. ويقال: حَمَزَني هذا الأمرُ، إذا وجدتَ له لوعةً في قلبك. قال الشاعر: وفي القَلْب حَزَّازٌ من الوَجْدِ حامزُ ورجلٌ حَمِيز الفُؤاد، إذا كان ذكيِّه. المُقَوَّم. المُقَوَّم: مُفَعَّلُ من قولهم: قوَمت الشيء، إذا سوَّيتَه بعد اعوجاجِه، أَقوِّمُه تقويماً. ومنه تقويم الرمح. ورجلٌ حَسَنُ القُومَة والقامة والقُوميَّة. والقَوم، يكونون من الرِّجال والنِّساء. وقال قومٌ: لا يكون إلاَّ من الرِّجال. واحتجُّوا ببيت زُهَير: وما أَدرِي وسَوفَ أُخالُ أدرِي ... أَقومٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ وقال قوم: بل قولُ الله عز وجل أَوْلَى بالاتِّباع، لأنَّه قال جلّ ثناؤه: " قوم نوح "، و " قوم عاد " و " قوم ثَمود "، فقد خوطب الرجال والنِّساء. ويُجمَع قومٌ أقواماً، ويجمع أقوامٌ أقاومَ. قال الشاعر: مَنْ مُبْلِغٌ عمرَو بن لأْ ... يِ حيثُ كان من الأَقاوِمْ ويقال: حَفَر قُومَةُ في الأرض، مثل قامةٍ سواءً، ومثلٌ لهم: " أدرِكي القُوَيمْة، لا يُصِبْها الهُوَيْمَّة، يَضرِبون ذلك للرجُل إذا خافوا عليه هلاكاً فَحثُّوا على حِفظه، وأَل ذلك من الصَّبيِّ يَدِبُّ على وجه الأرض فيُخاف عليه أحناشُ الأرض، فيُضرَب ذا المثلُ لذلك. ومُصْعَبُ بن عبد المطَّلب واشتقاق مُصْعبٍ من الفحل من الإبل يُتْرَك للضِّراب ولا يُستعمَل، فيقولون: فحلٌ مُصْعب وصَعب. والصَّعب: ضدُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 السَّهل. وقد سمَّت العربُ صَعْباً ومُصْعَباً. ولقب مُصعَبٍ جَحْلٌ. والجَحْل: الزِّقُّ العَظِيم، والجَحل طائرٌ شَبيهٌ بالجرادة، ويقال: صرعه فَجَحَلَه وجَحْدَ له، إذا ألقاه إلى الأرض وجمع جَحْلٍ جِحلانُ. وعَبدُ العُزَّى بن عبد المطَّلب وهو أبو لهب وقد مرّ تفسير عبدٍ. والعُزّى: صَنَم من أصنامهم. وقد ذكره الله عز وجل في التنزيل. وعُزَّى: فعلى، وهو تأنيث أعزّ. الأعزُّ: ضدُّ الأذَلّ واشتقاقه كلّه من العِزّ والعزَة لله تبارك وتعالى. واصل العِزَّة الصَّلابة والشدّة. ومنه قيل: تَعزَّز لحمُ الفرس، إذا غلُظَ واشتدَّ. ومنه اشتقاق العَزَازِ من الأرض، وهو الصُّلب. يقال: حَفَر حتَّى بَلغ العَزاز. قال الأعشى: يا قومَنا إن تبُلُغوا العَزَازَا ... لا تحدوا في خِيفنا مَجَازا والعِزُّ معروفٌ، من قولهم: عَزَّ يَعِزُّ عِزّاً. والعَزُّ: القَهْر. يقال: عَزَّه يعُزُّه عَزّاً، إذا قَهَره، ومنه المثل: " مَنْ عَزَّ بَزَّ " أي من قَهَر غَصَب. والعَزِيز: لقبٌ لفرعون يوسف، وكان يُكنى أبا عُتبةَ وأبا لهبٍ. وزعَم قومٌ أنَّه كُنِي أبا لهبٍ لجماله. وقال قوم في ذلك شيئاً لا أحبُّ أن أتكلّم به. وعبد مَنَاف بن عبد المطّلب، وقد مر ذكره. والغيداق بن عبد المطَّلب واشتقاق الغَيْداق من قولهم: ضَبٌّ غَيداقٌ، إذا تمَّ شبابُه وسِنُّه. والغَدَق: الماء الكثير. وفي التنزيل: " ماءً غَدَقَا " أي كثيراً. وبحر مُغْدِقٌ من ذلك. والزُّبير بن عبد المطَّلب كان من فُرسانهم وشُعرائهم. واشتقاق الزُّبير من الزَّبُر، وأصل الزَّبر طَيُّ البئر بالحجارة. زَبَرت البئرَ أزْبُرها زَبراً. إذا طويتَها بالحجارة. ثمَّ كثُر ذلك حتى قيل للرجُل العاقل: ذُو زَبْرٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أي كأنَّ العقلَ قد شدَّدَه وقوّاه. وفي الحديث: " والفقيرُ الذي لا زَبْر له "، أي ليس له شيء يَعتمِد عليه. وزَبَرْتُ الكِتابَ أزبُره زَبْراً. وكذلك ذَبَرتُه أذبُره ذَبْراً، لغة يمانِيَة. وقال قوم: زبرته كتبته. وذبرته: قرأته. والأوَّل أعلى. قال الهذليُّ أبو ذُؤيب: عَرفتَ الدِّيارَ كرقم الدَّوا ... ةِ يَزبُرها الكاتبُ الحميريُّ أَي يكتُبها. ويقال: أعطيته الشيء بزَوْبرِه، أي كلَّه بأسْرِه. قال ابن أحمر: وإِنْ قال غاوٍ من تَنوخَ قصيدةً ... بها جَربٌ عُدَّتْ عليَّ بزَوْبَرا وَينْطِقُها غيري وأُكْلَفُ حَمْلَها ... فهذا قَضاءٌ حقُّه أن يغُيَّرا والزَّبِير: حَمْأة البئر، وبه سمِّي الزَّبِيرُ أبو عبد الله بن الزَّبِير الأسديّ الشاعر. وقال الشاعر: وقد جَرَّبَ الناسُ آلَ الزُّبيْرِ ... فَلافَوْا مِنَ آل الزُّبَيرِ الزَّبِيرا أي الحمأة والكدَر. وزُبْرة الأسدَ: الشَّعَرا لمجتمِع على مُلْتقَى كتفَيْه. وكذلك الزُّبْرة من كلِّ طائر. ويقال: تزبَّر الرجلُ، إذا اقشعرَّ من الغَضب. وزُبْرَة الحديد: القِطعة منه. وازبأرَّ الكلبُ، إذا تنفَّس للهِراش. وأحسِبُ أنَّ زِئبرَ الثوب من هذا اشتقاقُه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 اشتقاق أسماء العَشَرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه واسمه عَتِيق بن عُثمان - وهو أبو قُحافةَ - بنِ عامرٍ بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرّة بن كعب بن لؤيّ ابن غالب. وقل بعضُ أهل اللُّغة: اسمه عبد الله. وإنَّما سمِّي عتيقاً لجماله. وقال بعض الأنصار يوم السَّقيفة: فقلتم حرامٌ نَصبُ سعدٍ ونَصْبُكم ... عَتيقَ بنَ عثمانِ حَلالٌ أبا بكرِ وأهلٌ أبو بكر لها خيرُ قائِم ... بها وعليٌّ كان أخلَقَ بالأمرِ واشتقاق بكر من البَكْر، وهو الفَتِيُّ من الإبلِ. والجمع بِكارة وأبكُرٌ في أدنى العدد. ويقال: بَكَرت أبكُر بُكُوراً، وبكَّرت تبكيراً. وكلُّ شيءٍ تَعْجَل فهو باكر، وبه سمِّيت الباكورة من النَّخْل. ويقال: رجلٌ باكرُ ومُبْكر، مِن بَكَر وأبكَرَ. قال الشاعر: يا عَمرُو جِيرانكمُ باكرُ ... فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابرُ وقال آخر: أمِن آل نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمُبْكِرُ والبَكْرة: المَحَالة التي يُستَقَى عليها. والبِكْر خِلافُ الُثِّيِّب. والبِكْر من النَّاس والسِّباع والدَّوابِّ: التي وُلِدَتْ أَوَّلَ بطنٍ. قال النابغة: جَنَبَ السِّبَاعِ الولَّهِ الأبكارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 واستبكرتْ فلانةُ بفلانٍ، إذا كانَ أوَّلَ ولدِها. وسمَّت العرب بَكْراً، وهو أبو قبيلة عظيمة. وبكر بن بعد مناةَ في بني كنانة. وبَكْرٌ: بُطَينٌ من الأَزْد. والبُكْرة: الغَدَاة. واشتقاق عَتيقٍ من قوله: فرس عَتِيق، إذا كان سَبْطاً جميلاً. والعِتْق: الجمالُ بعينه، ولا يكون إلاَّ مع شباب. وما أبْيَنَ العَتاقةَ في فلانٍ، أي الجمال. وعبدٌ عتيقٌ بيِّن العَتَاقة. وشيءٌ عتيق بيِّن العِتْق. وأعتَقْتُ العبدَ إعتاقاً فهو مُعْتَقٌ وعتيق. وعاتق الإنسان معروف. والعاتق: الجارية في أوَّل شَبابها وبُلوغها. وسمِّي البيتُ العتيقَ، قال قومٌ من أهل العلم: لأنَّه لم يُملَك. وعَتَقت الفَرَسُ، إذا تقدَّمت الخيل. ابن عثمان وعُثمان: فُعلان من العَثْم. قال الشاعر: أو جُبِرْنَ على عَثْمِ والعَيْثامُ: ضَربٌ من الشَّجَر. والعَيثوم: البعير الغليظ الخَلْق. وقال البغداديُّون: العَيثوم الفيل الأنثَى واحتجُّ ببيت الأخطل: وَطِئت عَليه بخُفِّها العَيثومُ وهذا عند البصريِّين خطأ. قال أبو عبيدة: العيثوم من صفة الخفّ، أي هو غليظ جافٍ، وعثمان أبو قُحافة. والقُحافة: كلُّ شيء قَحَفتَه من إناءِ أو غيرِه فأخَذْتَه بأجمعه. وكذلك اقْتَحفْتُ الشِّرابَ، إذا شرِبتَ كلَّ ما في الإناء. والقِحْف: قِحْف الرَّأس معروف. قال امرؤ القَيس لمَّا بلغه قتلُ أبيه وهو يشرب: اليومَ خَمرٌ وغداً أمر. اليَومَ قِحافٌ وغداً نِقَافٌ ". وبنو قُحافَة: بطنٌ من خَثْعَم. وقُحَيف: اسمُ رجلٍ. وقُحفانُ: اسمٌ أيضاً. وقد مرَّ اشتقاق سائر آبائه حتَّى يلحق بالنسب. وعُمرَ بن الخَطَّاب بن نُفَيل بن عبد العُزِّى بن رِياح بن بعد الله بن قُرْط بن رِزَاح بن عَدِيّ بن كعب وقد مر تفسير عُمَر واشتقاقه. وعَدِيّ اشتقاقه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 من الرِّجَّالة الذين يَعُدُون أمامَ الجَيْشِ إذا حَمَلُوا. بن كعب وقد مر تفسيره، ورِزَحٌ كأنَّه جمع رَزِيح، وهو الذي قد أجهده الهزال. رزَح البعيرُ يَرزَح ويَرزُح رَزْحاً، وهو رازحٌ وبل مرازيحُ ورَزْحَى، ورَزَاحَى إذا جَهَدها الهزال. ابن قرط والقُرط معروف. قال الشاعر: والقُرط في واضِحِ الذُّفْرى مُعَلَّقُهُ ... تباعَدَ الحبلُ منه فهو يَضطربُ وجمع قُرط أقراطٌ وقِراطٌ وقِرَطةٌ. وقالوا: قُروط أيضاً. وفي العرب بنو قُرْط، وبنو قُرَيط، كلاهما في بني كِلاب. وبنو قَرِيطٍ أَيضاً هم في بني كلاب. ويقال قَرَّطت الفرسَ عِنانَه، فله موضعان: أحدهما إذا طرحتَ اللجام في رأسه وجعلت العينانَ بين أذنيه. والآخر أن تَستحضِره وتمدَّ يدَك بالعِنان حتّى تجلَها على مَعقِد عِذارِه. بن بعد الله وقد مر تفسيره. ابن رياح ورياح: جمع ريح، وكأنَّ أصله رِوَاح، لأنَّ أضلَ الرِّيح الواو، فقبلوا الواوَ ياء لانكسار ما قبله؛ فإذا صاروا إلى أدنى العدد قالوا أرواح ورجعوا إلى الواو. ويقال راح الشجر يراح ... وراح يراح، إذا شمَّ الريح، وللإنسان والسَّبُع. وفي الحديث: من قَتل ... لم يَرِحْ رائحة الجنَّة. وراح يروح رَواحاً، إذا سار بالعشيّ. واستروح السبعُ الصيدَ ... وفسروا بيت الغَسَّانيِّ: ليس مَن مات فاستراح بمَيْتٍ ... إنمّا الميتُ ميِّتُ الأحياءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 أي هاجت له رائحة بعض الوقت متخيرة. ورجلٌ أرْوَحُ بيِّن الرَّوَح، إذا كان فيه شَبِيهٌ بالفَحَج اليَسيرِ الذي ... وكان عمر أروح. قال الشاعر: لكن كبيرُ بنُ سعدٍ يوم ذلكمُ ... فُتْخُ الشَّمائلِ في أيمانهم رَوَحُ الأفتخ: الذي انعطفت أصابُعه من الرمي. يريد أنَّهم قبضوا على مقابض القسيّ فانفتخَتْ أصابعُهم ورفعوا أيمانَهم بالسيوف، وهي رُوحٌ. ونبو رياحٍ: بطنٌ من بني تميم. والرَّوحاءُ: موضع. والمَرْوَحة: المكان الذي تَطِيب فيه الريح، بفتح الميم. وأنشدوا: كأنّ راكبَها غُصنٌ بمَروحَةٍ ... إذا تمطَّتْ به أو شاربٌ ثَمِلُ أخبرنا أبو حاتم قال: حدَّثنا الأصمعي قال: بينا مر بن الخطاب رحمه الله في بعضِ أسفاره على ناقةٍ صَعبة قد أتعَبتْه، إذْ جاءه رجل بناقةٍ قد ريضتْ وذُلِّلت، فركِبها فمشَتْ به مشياً حسناً، فأنشد هذا البيت: كأنَّ راكبَها غُصنٌ بمروحَةٍ ... إذا استمرَّت به أو شارب ثملُ ثم قال: أستغفر الله! قال الأصمعيّ: فلا أدري أتمثَّلَ به أم قاله. ابن عبد العزَّى قد مر ذكره. ابن نُفَيل وهو تصغير نَفَل، وجمع نَفَلٍ أنفال؛ وكذلك هو في التنزيل. والنَّفَل: ما نفَّله اللهُ عز وجل من فيء المشركين، ويقال: بارز فلانٌ فلاناً فقتله فنفله الإمامُ سَلَمَه، ي أعطاه إيَّاه ونَفَّله تنفيلاً. والنَّفَل: ضربٌ من النبت. والنِّافلة: ما تبرَّع به الرجلُ من صلاةٍ، أو صومٍ غيرِ واجبٍ عليه. وقال قومٌ من أهل العلم: الصَّرف النّافلة، والعَدْل: الفريضة. ومنه قولهم: " لا قَبِل اللهُ منه صرفاً ولا عَدْلاً " واشتقاق نَوفل من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 هذا رجلٌ نوفلٌ: كثير النوافل. قال الشاعر: يأبى الظُّلامةَ منه النّوْفَل الزُّفر فالنَّوفل: الذي ذكرناه. والزُّفر: المستقلُّ المُزْدفر بأثقال الأمور، القويُّ عليها. والخَطَّاب: فَعال من شيئين: إمّا من الخطابة، وإمَّا من خِطْبة النساء، والخُطبة: ما تكلَّم به الخاطب على المنبر أو غيره بضم الخاء. وخِطْبة النِّساء لا غير. والخَطْب: الأمر العظيم من حوادث الدهر. والخِطاب: مصدر خاطبته مخاطبة وخطاباً. ورجلٌ خطيبٌ بيِّ، الخطابة. والخُطْبة: لونٌ فيه بغثْة وبعير أخطب وناقة خطباء، وبه سمِّي الطائر أخطبَ للونه. عُثمان بن عَفّان بن أبي العاص بن أمَيَّة بن عَبد شَمْس بن عبد مَناف. وقد مر تفسير عثمان. وعفَّان مشتقٌّ من أحد شيئين: إمّا من قولهم: رجلٌ عفٌّ بيِّن العَفَافة والعِفّة، فالنون فيه زائدةٌ إنْ كانَ مِن هذا. وإن كان فَعلانَ من الشيء العَفِن فالنونُ أصليّة. ويقال رجلٌ عفٌّ بيِّ، العَفاف، وعفيفٌ بيِّن العَفَافة. والعُفافة بضم العين: ما بقي في الضِّرع من اللَّبَن بعد الإرضاع. قال الشاعر: ما تَعادَى عنهُ النَّهارَ وما تَعْ ... جُوهُ إلاّ عُفافةٌ أو فُوَقُ والتعفُّف: تفعُّل من العَفاف. والتَّعفُّف: شُرب العُفافةِ أيضاً. ابن أبي العاص. والعاص اشتقاقُه من قولهم: عَصَى عِصياناً ومَعصِيَةً. أو مِ، قولهم: فَصِيلٌ عاصٍ، إذا يتْبَعْ أمَّه. واعتاصت النَّاقةٌ، إذا نَفَرت من الفحل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 وكلُّ مُستصعِبٍ معتاصٌ. والمصدر الاعتياص. والعِيص: الشَّجَر الملتفُّ والدَّغَل. يقال: فلانٌ في عِيصٍ أشِبٍ، إذا كان في عِزَّة ومَنْعةٍ. والأعياص من بني أمية: بنو العِيص، وأبي العيص، والعاص، وأبي العاص. والأعوص: مَوضِعٌ أَصله من الواو، وليس من الأوَّل. ويقال: عَصَوت بالعَصَا، إذا ضربتَ بها عَصْوا. وعَصَيتُ بالسَّيف، إذا ضَربَتَ به عَصْياً. قال: نَعِصِي بكلِّ جُرَاز الحدِّ مفتوقِ وقومٌ من أهل اليمن يسمُّون العصا عُصْو، وأُميَّة: تصغير أَمَة. والنَّسبُ إليه أُمويٌّ بضم الهمزة. فأما من قال: أَمَويٌّ فقد أخطأ. وفي بني كِنانة أو في بني نصر بن معاويةَ بطنٌ يقال لهم بنو أَمَةَ، والنَّسب إلى أولئك أَمَويٌّ. عليُّ بن أبي طالبٍ اشتقاق عَليٍّ من الصَّلابة والشِّدّة. قال ابنُ مُقْبل: وكلّ عَليٍّ قُصَّ أسفَلُ ذَيلِه ... فشمَّرَ عن ساقٍ وأوظفةٍ عُجْرِ وقد سمَّت العرب في الجاهلية عليَّاً: عليَّ بن بكرٍ، وعليَّ بنَ سُودٍ في الأزْد، وعليَّ بن مسعودٍ الغَسَّاني الذي تُنسب إليه بنو كنانة، لأنَّهم نَشَئوا في حِجْره وتزوَّج بأمِّهم. قال الشاعر: ضَربوا عليَّا يومَ بدرٍ ضربةً ... دانَتْ لوقْعتها جميعُ نزارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 وقال الثَّقَفي: لله درُّ بني عل ... يٍّ أَيَّمٌ منهمْ وناكحْ وعليّ: أبو هَوذَة بن عليّ الحنفي، ويُكنَى أبا قدامة. وكانَ كنيةُ هَوذةَ الحنفيّ أبا عليٍّ، ونيَة عامر بن الطفيل أبو علي، وكنية قيس بن عاصم أبو عليِّ وهم كثير. ويمكن أنْ يكون اشتقاق عليٍّ من العلوّ، من قولهم: علا يعلو علوّاً؛ فكأنَّ عليَّاً من ذلك. ويقال: عَلِيَ يَعلَى عَلاءٌ، إذا ظَفِر، وبه سمِّي الرجل يَعْلَى، إذا ظَفِر. والمعلَّى: السابع من قداح الميسر، وهو أكثرها نصيباً. قال كثيِّر: وكُنتَ المعَلَّى إذْ أُجِيلَتْ قِداحُهم ... وجالَ المَنيحُ وسْطَها يتقلقلُ وينسب إلى العالية عُلْويٌّ، وهي أعلى الحجاز وما يليه. والعُلى: الرِّفعة مقصور، والعَلاء نحوها ممدود. وأهلُ مكَّة يسمُّون الغُرَفَ علالِيَّ، الواحدة عِلِّيَّة، والمَعْلاة جَمْعها مَعَالِي، وهو من المآثِر والحَسَب. والعَلُّ: الصَّغير الجسمِ من الناس وغيرِهم، وبه سُمِّي القُرَاد عَلاًّ، والعَلَّة: الضَّرَّة. وبنو الضَّرائر بنو العَلاَّت. والعِلَّةُ من الاعتلال.. وعَلَلت البعيرَ أعْلُّه علاًّ، إذا سقيتَه بعد النَّهَل، وهو عَلَلٌ، والبعير معلول، والفاعل عالٌّ. والعَالَّة: شيءٌ يتَّخذه الراعي يستظلُّ به، وهو أن يقطع شجرةً فيُلقيها على شَجَرتين متقاربتين ليَكتُفَ ظلُّها. والعالَّةُ أيضاً: جمع العالِّ من الإِبل. ومثلٌ من أمثالهم: " سُمْتَنِي سَوْمَ العالَّة "، وهو أن يَعرِض عليك شيئاً ولا يُبالغَ في العرض. طَلحة بنُ عُبَيد الله وقد مرَّ تفسير نسبه. وطَلحةُ: واحدةُ الطَّلح، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ضرب من شجر العِضَاهِ له شوك، والجمع طَلْحٌ. وطلَحٌ: موضع. وذُو طُلوحٍ: موضع. والطّالح: ضد الصالح. وجملٌ طليحٌ، إِذا أعيا فلم يتحرَّك. وإبلٌ طَلاحَى: تأكل الطَّلْح. وأحسب أنَّ مُطَّلَح موضع. والطَّلُح: القُراد. الزُبَير بن العَوَام قد مرّ تفسيره في نسب بني عبد المطلب. العَوَّام: فَعَّال من العَوم، والعَوم: السِّباحة. عام يعوم وعائمٌ: صنم كان يُعبد في الجاهلية تَعبُده قيسٌ وطيَّئٌ ومَن يليهم. والعَامَة: جُثَّة الرجلِ القائم في بعض اللغات. والعامَة أيضاً: خشبٌ يُجمَع مثل الطَّوف ويُركَب عليه في البحر. والعَيمان: القَرِم إلى اللبَن. عَام يَعِم عِياماً. قالت البكريّةُ: أرى كلَّ ذِي شِعْرٍ أصابَ بشِعْرِه ... سوى أنَّ عَواماً بما قال عَيَّلا فلا تَنْطِقَنْ شِعْراً يكونُ حَوِيرُهُ ... كما شِعْرِ عَوْامٍ أعامَ وأرجَلا ابن خُوَيلِدٍ وخويلد: تصغير خالد. والخلود: البَقاء. قال الشاعر: ولكن لا سبيلَ إلى الخُلودِ وقد سمَّت العرب خالداً، ومَخْلَداً، ويَخْلُد، وخُلَيْداً. ابن أسَد سترى تفسير اسمه في تفسير القبائل ابن عبد العزَّى وقد مرّ تفسيره. سَعْد بن أبي وَقَّاص سعدٌ مأخوذ من السَّعادة. وسعد: كان صنماً على ساحل البحر بتِهامَة تَعبُده عَكٌّ ومَن يليها. والسَّعِيد أيضاً: صَنَمٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وبنو سَعد: بطنٌ عظيم من بني تميم. وبنو أَسْعَدَ: بطنٌ عظيمٌ من الأزد. وكذلك سَعُود. وبنو سَعِيد: بطنٌ من الأزد. وبنو ساعدة: بطنٌ من سامَةَ. وزعموا أنَّ ساعدة اسمٌ من أسماء الأسَد في بعض اللُّغات. والسَّعادة: ضدُّ الشَّقاوة. وقد سمَّت العربُ سعداً وسَعِيداً وسُعَيداً ومَسعدةَ. وسُعْدٌ: موضع بنجد. قال جرير: ألاَ حيِّ الدِّيارَ بسُعْدَ إنِّي ... أحب لحبِّ فاطمة الدِّيارا والسُّعْد: نبتٌ. والسُّعَادَى: نبت. والسُّعود، نجومٌ عَشَرة، منها أربعةٌ ينزلها القمر: سَعدُ بُلَعَ، وسَعدُ الأخبيةِ، وسَعْد السُّعود، وسَعدُ الذّابِح، وسعد ناشرةَ، وسعد النُّهَى، وسعد الهُمام، وسعد الملِكِ، وسعدُ البارع، وسعد مطرٍ. والسَّعدان: نبتٌ تأكله الإبل فتخثُر ألبانها عليه. ومَثَلٌ من أمثالهم: " مَرْعَى ولا كالسَّعْدان ". وسَعْدانة البعيرِ: كِركِرتُه التي تُصِيب الأرضَ من صدره. ويُجمَع سعدٌ على سُعودٍ قال طرفة: رأيت سُعوداً من شُعوبِ كثيرةٍ ... فلم أر سعداً مثلَ سعدِ بن مالك والسَّعيد: نهر أو جدولٌ يسقي أرضاً بعينها. ومن أمثالهم: " أسَعْدٌ أم سُعَيد "، والمثل لضَبَّةَ بن أُدّ، وكان بَعثَ بابنيه سعدٍ وسُعَيدٍ يرتادان، فقُتِل سعيد، فكان إذا رأى راكباً قال: أسعدٌ أم سُعَيد.؟ فذهبت مثلاً. والمعنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 في ذلك تأن الرجل إذا ... عن أمرين أحدهما أجلُّ من الآخر قال: أسعد أم سعيد. وسَعدٌ الأجَلُّ ابن مالك وقد مر ذكره. ابن وهيب وقد مرَّ ذكره. ابن عبد مناف وقد مرَّ ذكره. ابن زهرة وقد مرَّ تفسيره. وسعيد وقد مر نسبه. عَبْدُ الرَّحمن بن عَوْف وكان اسمه في الجاهلية عبد عوف، وقد مرَّ تفسير عبد. وأمَّا الرَّحمن قال أبو عبيدة: رحمان فعلان من الرَّحمة، ورحيم فعيل منها، مثل ندمان ونَديم. وسمِعت عمِّي رحمه الله يخبر عن أبيه عن ابن الكلبي قال: الرحمن صفةٌ منفردة لله تبارك وتعالى اسمه، لا يُصف بها غيره. ألا ترى أنَّ: تقول: رجلٌ رحيم القلب، وتقول لرجل: كن بي رحيماً. ولا يقال: كن بي رحماناً. والدليل على ذلك قولُه عزّ ذكره: " قُلِ ادعُوا الله أو ادعُوا الرَّحْمنَ " فأضافَ الرحمن إلى اسمه جلّ وعزَّ. وهذا اسمٌ لم يعرف في الجاهلية، فلما ذَكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرحمنَ قالت قريش: أتدرونَ من الرحمن الذي يذكره محمد؟ هو كاهنٌ باليمامة. فأنزَلَ الله عزّ وجل: " ولَقَدْ تَعلمُ أنَّهُمْ يقولون إنَّما يُعلَّمه بَشَرٌ لِسَانُ الذي يُلْحِدُونَ إليه أعجميٌّ وهَذَا لِسَانٌ عَرَبيٌّ مُبِينٌ " وقال ابنُ الكلبيّ: وقد سمَّت العربُ في الجاهلية عبدَ الرحمن. سمَّى عامرُ بن عُتْوارةً ابنَه عبد الرحمن. وقد رُوِيَ بيتٌ في الجاهليَّة ولم ينقُلُه الثقات، هو للشَّنْفَري: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 لقد لطَمتنْ تلك الفتاةُ هجينَها ... ألا؟ َ بَتَر الرحمن ربِّي يمينَها والرَّحِم اشتقاقُهَا، والله عزّ وجل أعلَمُ، من الرَّحمة. وتقول العرب: بيني وبين فلان رَحِمٌ ورُحْم. والرَّحِم مؤنّثة. قال الشاعر: فأطَّتْ لنا رحِمٌ عَوذَة ... فلا تَحتِقرِي النسبَ الشابكا وتقول العرب: ناشدتك الله والرحِمَ يا هذا. ابن عَوف والعوف: ضرب من النبت. قال الشاعر. ولا زال ريحانٌ وَعوفٌ منوِّرٌ ... سأُتْبِعه من خير ما قال قائل والعوف أيضاً: ذكَر الإنسان. تقول العرب للرجُل صبيحةَ عُرسهِ: نَعِمَ عَوفُك! وعاف الأسد يعُوف عَوفاً، إذا طافَ بالَّليل. والعُوَافة: ما يصيده باللَّيل، وبه سمِّي الرجلُ عُوافة. ونبو عَوفٍ: بطنٌ من بني سعد، وكذلك بنو عُوَافة. وعِفْتُ الشَّيءَ أَعافُه عَيْفا، وعافت الطَّير تَعيف عيفاً، إذا حامت على الشيء. قال الشاعر: طَيرٌ تَعِيف على جُونِ مَزَاحيفِ وعِفت الطَّيرَ، إذا زجرتَها من التفاؤل، عِيافّة. والعافية.: تعيف القتيل، أي تنتابه وتأتيه. وأنشد: لعزَّ علينا ونعِمَ الفتَى ... مَصِيرُك يا عَمْرو للعافيهُ والشيء المعيف والمعيوف: الشيء الكريه. قال الشاعر: فماءت بمعيوف الشريعة مُكْلعٍ ... أرشَّتْ عليه بالأكفِّ السَّواعدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وهذا الشيءِ عِيفَتي، أي خِيْرَتي التي اخترتُها، لغةٌ لا يُستعمَل. وقد مرَّ سائر نسبه. أبو عُبَيدة بن الجراح واسمه عامر. وقد مر تفسير عبيدة. وهو عامر ابن عبد الله بن الجراح. وجَرَّاحٌ فعَّال، واشتقاقه من شيئين: إمّا من الجَرْح بالحديد، أو جارحٌ من الكَسْب. يقالُ فلانٌ جارحةُ أهلِه، أي كاسبهم. وبه سمِّيت جوارح الإنسان: يداه، وعيناه، ورجلاه، ولسانه، وأذناه، اللواتي يكسبن له الخيرَ أو الشرّ. وجوارحُ الطّير والكلاب من هذا، لأنَّها كواسبٌ على أهلها. وهو معنى قوله جل وعزّ: " ومَا عَلَّمتم مِنَ الجوارح مكلِّبِين ". والاجتراح: الاكتساب، وقيل: جرحَ فلانٌ فلاناً، إذا ذكَره بذكرٍ قبيح. والجُروح والجِراح معروف. ابن هلال وهلالٌ مشتقٌّ من أشياء: إمَّا من هلال السماء المعروف، أو الهلالِ السِّنانِ الذي له شُعبتان يُصطاد به الوحش. والهلال: الماء القليل في أسفل الركيّ أو الغديرِ. والهلال: ضربٌ من الحيَّات. والهلال: الرَّحَى إذا انكسر بعضُها. ويقال: فعلَ فلانٌ كذا وكذا هَلَلاّ، إذا فَعَله فزِعاً، والهَلِيلة، زعموا: الماء القليل أيضاً. وجمع هلالٍ أهلَةٌ. وبنو هلال: قبيلةٌ من العرب من قيس. وهل: كلمةٌ تدخل في باب الاستفهام، فإذا جعلتَها اسماً نوّنتَها وصرفتها. وذُكِر عن الخليل قال: قلت لأبي الدُّفَيش: هل لك في رُطَب؟ فقال: أسرعُ هَلٍ وأوحاه. فنَوَّن وخفّف لما جعله اسماً. وكذلك هذه الحروفُ العوامل، مثل: لو، وليت، ولعلّ، وإنَّ، وما أشبهها، إذا جعلتها أسماءً نوّنْتَها. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ليتَ شِعِري وأينَ منِّيَ ليتٌ ... إنّ لَيتاً وإنّ لوَّا عناءُ فنوَّنَها لمّا جعلها اسماً. والهلهلة: أن تعمل الشيءَ فلا تبالَغ فيه. وذكر الأصمعيُّ أنه إنما سمي المهلهلَ لاضطراب شِعره. وقال غيره: بل سمِّي مهلهلاً لقوله: لمّا توقل في الكُراع هَجِينُهمْ ... هلهت أثأر مالكاً أو صِنبِلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 اشتقاق أسماء ولد النبي صلى الله عليه وسلم ولدُ النبي صلى الله عليه وسلم: القاسمُ، وعبد الله وهو الطَّاهر والطيب كذا قال قوم، وإبراهيم. فأمَّا القاسم، فاشتقاقُه من قَسَمَت الشيء أقسمه قسْماً، فأنا قاسم والشيء مقسوم. والقَسْم المصدر، والقِسْم النصيب. يقال: خُذْ أيَّ القِسْمين شئت. والقَسْم: اليمين، أقسَمَ يُقسم إقساماً فهو مُقْسم. والقَسَام: شدَّة الحرّ لا يتصرَّف له فعل. ويقال: رجلٌ وسيم قسيم. والقَسِمَة: ما اكتنف الأنفَ من الوجه. وقالوا قَسَمةُ. قال الشاعر: كأنَّ دنانيراً على قَسماتِهمْ ... وإنْ كانَ قد شفَّ الوجوهَ لقاءُ ويقال رجل مُقَسَّمٌ، إذا كان جميلاً. وقد سمَّت العرب قاسماً وقسيما ومِقْسَما. وقد مر تفسير طاهر وطيَّب. فأما إبراهيمُ فاسمٌ أعجمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 اشتقاق أسماء بني أعمامه عليه السلام ولَدُ أبي طالب طالب وقد مر تفسيره. وعَقِيل فعيل من قولهم: عقلت البعيرَ أعقِله عَقْلاً فهو معقول وعقيل ، إذا ثَنيتَ إحدى يديه ثم لزَزْتَ الوظيفَ إلى العضُد. وعاقلٌ: جبل معروف. قال الشاعر: والحارث الجرَّارُ حلَّ بعاقلٍ ... جدَثا أقامَ به ولم يتحولِ ومَعقُلة: موضعٌ بالدهناء. وعَقَل الدواءَ بطنَه يَعقِلُه عَقْلاً، إذا حَبَسه. وعَقَل الوعِلُ في الجبل، إذا صار في ذِروته حيث يأمَن. والموضعُ المَعْقِل، وبه سمِّي الرجل مَعقِلاً. ولفلان عُقْلةٌ يعتقِل بها من يُصارعه. واعتقَلَ فلانٌ فلاناً الشَّغْزبيَّة، إذا أدخل رجلَه بين رجلَيه حتّى يصرعَه. واعتقل فلانٌ رمحَه، إذا جعلَه بين ساقِه ورِكابه. واعتقل شاتَه، إذا جعل وظيفهَا بين ساقه وفخذه ليحلُبَها. والعُقَّال: داءٌ يصيب الخيلَ فيخزِرها عن الجري ساعةً ثم تنطلق. وذو العُقّال: فرس معروف من خيلهم. جعفر بن أبي طالب رحمةُ الله عليه. الجعفر: النهر، فإذا كان صغيراً فهو فَلج، فإذا جاوز ذلك فهو يَنبوع، فإذا اتَّسع قليلاً فهو سَرِيٌّ، فإذا اتَّسع أكثر من ذلك فهو جعفر. ويقال نَهْر ونَهَر، لغتان فصحتان. فأمّا طَلِيق بن أبي طالب فليس من أمر سائر أولاده. وسنأتي على تفسيره طليق فيما بعدُ إن شاء الله. وقد مر ذكر عليٍّ عليه السلام مع العَشَرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 اشتقاق أسماء ولد العباس ولدُ العبّاسِ: الفضل، وعبدان، وعُبيد الله، وتَمَّام، وكَثِير، والحارث، وصُبْح، ومُسهِر، ومَعْبد، وقُثَم، وعبد الرحمن. واشتقاق الفَضْل من الفَضْل: ضدّ النقص. فَضَل يفَضُل فضْلاً. وأهل الحجاز يقولون: فضِل الرجل يفْضُل، وهي شاذَة لم يجئ لها نظيرٌ إلا حَضِر يَحضُر. وتفاضَلَ الرجُلان ففضَل أحدهُما صاحبَه، إذا كان أظهر منه فضْلاً. ورجلٌ كثير الفواضل، إذا كان يُفضِل على الناس، والواحدة فاضلة مثل نافلة ورحل ذو فضائل إذا كانت فيه خصال تفضيل بها الواحدة فضيلة. والفِضال: مصدر فاضلهُ مفاضلة وفِضالاً، إذا تذاكرا فضائلَهما. والفِضال: جمع فضلة، وهي البقية من الشيء. وقوم أفاضل، والوحدة فضل، والمِفْضَل: ثوبٌ تتفضَّل فيه المرأة في بيتها تَخَفَّفُ به. وفضَّلت فلاناً على فلان تفضيلاً، إذا خيَّرتَه عليه، وقد سمَّت العرب فَضْلاً، وفُضَيلاً، ومُفَضّلاً، وفَضَّالاً، وفَضَالة، وفاضلة، وفُضَيلة. كَثِير بن العباس الكثير: ضد القليل. والكثرة: ضدُّ القِلة. وتكاثر بنو فلان وبنو فلان فكثَرهم بنو فلان، أي كانوا أكثر منهم، والكُثْر: ضدُّ القُلّ. والكُثَارة والكثير واحد. قال الشاعر: بدرُ وحصنٌ سيدا قيسٍ الكُثَارة وقال في المكاثرة الأعشى: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ولستَ بالأكثرِ منهُ حصىً ... وإنّما العِزّةُ للكاثرِ والكَثْرَ: الجُمَّار زعموا. وقد جاء في الحديث: " لا قَطْعَ في ثَمَر ولا كَثْرَ " ورجلٌ مِكثار مِهذار: كثير الكلام. وكَوثَرٌ: فوعل من الكَثْرة، والواو زائدة. وعَددٌ كثُار في معنى كثير، لغة يمانية، كما قالوا: كبير وكُبَارٌ. تَمَّامُ بنُ العبّاس اشتقاق تمَّام من شيئين: إمَّا من قولهم: تَمَّمَ أصحابَ الميِسر فهو متمِّم وتمَّام، إذا عَجَزَ عددُهم عن سبعةٍ فأخذ قِدْحين، فهو متمِّم وتمَّام. قل الشاعر: إِنِّي أتمِّم أيسارى وأمنحُهمْ ... مَثْنَى الأيادي وأكسُو الجَفْنةَ الأَدَما وفلانةُ حُبْلَى لتِمٍّ، إذا تمّت شهورُها؛ وهي مُتِمٌّ أيضاً. وليل التَّمام: أطولُ ليلةٍ في السنة زعموا. وبدر التَّمام، إذا تمَّ لأربع عشرة. وكلُّ شيءٍ بعد ذلك تَمامٌ بفتح التاء. بلغَ الشيءُ تمامَه، وهذا تمّامُ حَقِّك. والتميمة: عُوذَة تعلَّق على الصَّبيّ، والجمع تمائم. قال الشاعر: يعلِّق لمَّا أعجبَتْه أتانه ... بأرآدِ لَحْيَيْها سيُورَ التمائِم ويقولون: هذه تتمَّة المالِ، أي تمامُه، وهو أحدُ ما جاء على تفعلة، نحو تَغِرّة ونَحِلَّة وما أشبههما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 الحارث بن العباس قد مرَّ تفسيره. صُبْح بن العبَّاس الصُّبح: ضد المُسْى. والمُصْبَح: ضدُّ المُمْسَى. والإصباح: ضدُّ الإمساء، وهما مصدر أصبح يُصبح إصباحاً، أمسى يُمسي إمساء، وصَبَح الرجلُ إبلَه يصبُحها وصبِحها، بالضم والكسر، صَبْحاً، فهي مصبحة، إذا سقاها بَكِرُاً. والرجل صابحٌ: قال الشاعر أبو زُبيدٍ الطائيّ: أيُّ ساعٍ سَعَى ليقْطعَ شِرْبي ... حينَ لاحت للصابحِ الجوزاءُ والصَّبُوح: ما شُرب من لبنٍ أو أكِل من طعامٍ صُبْحا. صَبحتُ الرجلَ صَبْحاً، وصبَّحته تصبيحاً. والصَّبُحة: نَومَة الغداة. والصُّبَاح: السِّراج بعينه وهو المِصباح. والصَّبَح: ضوء النار. والصُّبحَة: لونُ بياضٍ في حُمرة كَدِرة كلون الأتان الصَبْحاء. يقال: أسدٌ أصبَحُ ولبُؤَةٌ صَبْحاء. ورجلٌ صبِيحٌ بينِّ الصَّباحة، إذا كان جميلاً، من قومٍ صِباح. ورجلٌ صَبْحانُ، إذا باكَرَ الصَّبوح. وذو أَصبَحَ: قَيْلٌ من أقيال حِمْير، وإليه تُنْسَب السِّياط الأصبحية، وهو أبو بطنٍ من حِمْير، وإليهم يَعْتزِي مالكُ بن أَنَس. مُسْهِرُ بن العبّاس مُسهِرٌ من قولهم: أسهرني إسهاراً، وسهِرتُ أنا أسهر سَهَراً. السَّهَر والسّاهورُ زعموا: القمر، لغةٌ سُريانيّة. وقد جاءت في الشعر الفصيح. والأسهران: عرقانِ زعم قومٌ أنَّهما عِرقانِ يكتنفان الأنفَ ثم ينغمسان في العينين. وقال آخرون: هما عرقانِ يكتنفان غُرمولَ الفرس. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 حَوالِبُ أسهَرَيْهِ بالذَّنينِ يروى: أسهرَتْه بالذَّنين. والساهرة: الأرض البيضاء وكذا فسِّر في التنزيل: " فإذا هُمْ بالسَّاهِرةِ ". قال الهمْدانيّ: فإنَّما قَصْركَ تُربُ السَّاهِرهْ ... حتّى تعودَ بعدها في الحافِرْ من بعد ما صِرتَ عظاماً ناخره فأما هذا الطِّيب الذي يسمَّى الساهريّة، فمنسوبٌ إلى امرأةٍ من بنات ملوك العربِ في الدَّهر الأوَّل، كان اسمها ساهرة، هكذا يقول ابنُ الكلبيّ. مَعْبَد بن العبّاس وقد مر تفسير مَعْبدٍ والعبّاس. ولد الحارث بن عبد المطلب المغيرة وهو أبو سُفيان، ونوفلٌ، وربيعة، وعبد الله، وأمَيَّة، وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. فأما ربيعة فالرَّبيعة: الصخرة العظيمة، تسمَّى بيضةً الحديد ربيعةً أيضاً. ويقال: ربَعْتُ الشَّيءُ أربَعُه رَبْعاً، إذا استَقْللتَه من الأرض. والمِرْبعة: عَصَى يأخذ الرجلان بطرفيها فيحملان بها العِكْمَ على جَنْب البعير. قال الراجز: هاتِ الشِّظاظَيْنِ وهاتِ المِربَعْه ... وهاتِ وَسْقَ النّاقةِ الجَلنْفَعهْ والرَّبَعَة: حيٌّ من الأزد، واسمه ربيعة بن الحارث الغِطريف. والرَّبائِع من بني تميم: ربيعة بن مالك بن زيد مناة أخو حنظلة، وهم ربيعة الجوع؛ وربيعة بن حَنْظلة، الذين منهم أبو بلال مِردَاس بن حُدَيْرٍ، وابن حبْناء الشاعر؛ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 وربيعة بن مالك بن حنظلة، الذين منهم الحَنْتف بن السِّجف. ورجل رَبَعةٌ وقالوا رَبْعةٌ: بيْنَ الطَّويل والقصير. ورَبَع القومُ بالمكان، إِذا أقاموا به، ورَبْعُ القومِ: منزلُهم أَيِّ وقتٍ كان، ومَربعَهُم: منزِلهم في الربيع. ومُرتَبَعُهم: المكان الذي يَرعَون فيه الربيع، والرَّباعِي من الدوابّ من ذوات الظَّلف والخفّ والحافر: ما سقطت رَبَاعِيَتاه، ويقال: دابَة رَبَاعٍ والأُنثى رَبَاعيَةٌ. قال الراجز: رَباعِياً مُرْتَبِعاً أو شَوْقَبَا وناقة مُربِعٌ، إذا نُتِجَتْ في أول الربيع. وناقة مرباع، إذا كان معها ولد رُبَع؛ والجمع مرابع. قال الشاعر: وأَعاني المرابع والحِقافا والربيع: وقت من السنة معروف. وقد استقصينا هذا الباب في كتاب الجمهرة. ولد أبي لهب عُتبة، ومعتَّب، وعُتَيبة وهو الذي أكله الأسدُ بدعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. فتعتبة: فُعلة. ومُعتَّب: مفعَّل. وعتيبة: تصغير عُتْبة. وكان أَبو لهبٍ يكنى أَبا عُتْبة. واشتقاق هذه الأسماء كلِّها من المعَتْب، من قولهم: عاتبِت فلاناً فأعتبني، أي استرضيته فأرضاني. والاسم العتاب والمَعْتَبة، والمصدر العَتْب، والعَتَب: الغِلظَ من الأرض في هَبوط وصَعود. واعتنب الحمارُ والبعيرُ، إذا مشى على ثلاثٍ. وقد سمَّت العربُ عتَّاباً وعَتِيباً وهو أَبو بطن منهم. وبنو عَتَّاب: بطن من بني تَغِلب، إليهم يُنسَب العَتَّابيُّ صاحب الأخبار. وعَتَبة الباب اختلفوا فيها، فقال قوم: هي الأسكُفَّة. وقال آخرون: هي العارضة العليا التي يدور فيها الباب. وعِتْبانُ: اسم. وعَوتَب: موضعٌ، الواو زائدة. والعاتب: الواجد من الغضب. والمُعْتِب: المسترضِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 اشتقاق أسماء رجال بني هاشم عبد المطلب بن هاشم، قد مرَّ ذكره. وأسد بن هاشم، وقد مرّ تفسيره. أبو صَيفيّ بن هاشم، واسمه عبدُ عمرٍو، زعموا. وصيفيَّ بن هاشم، وكان من رجالهم، وهو أحد من حَضَر من بني هاشم حِلْفَ عبد المطلب وخُزاعة. ونضلة بن هاشم. واشتقاق صيفي من قولهم: أًصاف الرجل فهو مُصِيفٌ، إذا وُلِد له بعد ما يكبَر، ولدُه صيفيُّون. وأَرْبَعَ إذا وُلِد له وهو شابٌّ. قال الراجز: إِنَّ بنيَّ صِبْيةٌ صيفيُّونْ ... أَفلَحَ مَن كان له رِبعيُّونْ والصيِّف: المطر الذي يأتي في الصيف. ومن رجال بني هاشم: نضلة بن هاشم، واشتقاق نَضْلة من أحد شيئين: إما من نَضْلة الرِّماية، ومن قولهم: نَضَل فلانٌ نضلةً. أو من قولهم: نضلت الراحلةُ نَضْلاً، إِذا أَعيت؛ وأنضلتها أنا إِنضالاً. والنِّضال: مصدر المناضلة. ومن رجالهم: العباس بن محمد بن عبد الله بن عُبيد الله بن العبَّاس، وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. ومنهم: قُثّم بن العبَّاس، وهو الذي يسمّى المُذْهَب، سمِّي بذلك لجماله. قال الشاعر: لَبَ تَقَبَّله الشَّبابُ كأنَّما ... عُلَّتْ ترائُبه بماءِ مُذْهَبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 ومن بني معبد بن العباس: محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن مَعبد. وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. وكان محمدٌ من رجال بني هاشم لساناً وبياناً. ومنهم السريّ بن عبد الله بن الحارث بن العباس. والسريّ فعيل من قولهم: سَرُوَ الرجلُ يسرو، إذا صارَ سريّاً. ويقال: سَرَى قِناعَه يَسرُه سَرواً، إذا حَسَره، وسَرَاكُمَّه عن ذراعه، وسَرَا الجُلَّ عن الفَرَس، والمصدر فيها كلَّها السَّرْو. والسَّرو من الأَرض، مثل النَّعْف والخَيْف، وهو هُبوطٌ وارتفاعٌ بين سفح الجبل والسَّهل، ومنه سَرْوُ حِمْير. وأَنشد لابن مقبل: بسَروِ حِميرَ أبوالُ البِغالِ به ... أَنَّي تَسدَّيتِ وهناً ذلك البِينَا فأمَّا السَّرو هذا الشَّجرُ ففارسيٌّ معرب. والسِّروة: سهمٌ صغير يتعلَّم عليه الصِّبيان الرمْي، والجمع سُرًى. وكان لحمزة بن عبد المطلب ابنٌ يسمَّى يَعْلَى، وكان يكُنَى بأَبي يعلَى وبأَبي عمارة، عليه السلام. وقد فسّرنا يعلى. ومنهم: عبد الله بن الحارث بن نوفل، الذي يقال له بَبَّة وببَّةُ: لقبٌ لقَّبته به أمُّة. وكانت ترقِّصه وتقول: لأُنكحنَّ بَبَّه ... جاريةً خِدَبَّهْ تجبُّ أهلَ الكَعبه أي تَغْلِب نساءَ قريش بجمالها. واصطلح عليه أهل البصرة أيَّامَ فتنة ابنِ الزُّبير. والبَيْبَة: مَسِيل الماء من مَفْرغ الدِّلو إلى الحوض، وبه سمِّي الرجلُ بَيْبَة؛ وليس من هذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 ومنهم: الصَّلت بن عبد الله بن نَوفل، وكان فقيهاً خيِّراً. والصلت: الماضي في الأمور. ومنه قولهم: انصلَتَ في أمره، إذا جدَّ فيه، ينصلِتُ انصلاناً. وأَصلت سيفَه، إذا جَرَّدَه. والسَّيف صَلْتٌ وصَلِيتٌ وإصْليت. قال رؤبة: كأَنَّني سيفٌ بها إصليتُ وقد سمَّت العربُ صلتاً وصُلَتاناً. ورجلٌ مِصْلاتٌ: ماضٍ في الأمور وكذلك النَّاقةُ إذا كانت جريئةً على السَّير. قال رُؤْبة: تنشَّطَتُه كلُّ مِصْلاتِ الوَهَقُ ومنهم: آدم بن ربيعة بن الحارث بن بعد المطلب، قُتِل في الجاهليَّة، وهو الذي وضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم دمَهُ يومَ فيتحِ مكَّة. واشتقاق آدم من شيئين: إمَّا من قولهم: رجل آدمُ بيِّن الأَدْمة، وهي سُمرة كدِرةٌ. أو تكونُ من قولهم: ظبيٌ آدمُ وجمل آدم. والآدَم من الظِّباء: الطَّويل القوائم والعنقِ الناصعُ بياضِ البَطْن المِسْكيُّ الظَّهرْ؛ وهي ظباء السُّفوح. وقد جمعوا أُدْمَ الظِّباء أُدمان. فأمَّا قول ذي الرُّمَّة: أُدمانةٌ فهو خطأٌ عند الأَصمعيّ. ومنهم: الأَرقم بن نضلة بن هاشم، وكان منم رجالهم. واشتقاق الأرقم من الحيَّة الأَرقم، وهو الشَّجاع أو شُبَّه به. وإنَّما سِمّي أَرقَمَ للنَّقْش الذي في ظهره. وذكَروا عن يُونسَ أنّه كان يقول: أرقم وأَرقمه للأنثى من الحياة، وأسود وأسودة. ولم يقلْ هذا غيره. وقد سمَّت العرب أَرقم ورُقيماً ورَقْمان. والأراقم: بطونٌ من تَغِلب. والأَرقمان: بطنانِ في مراد، يعرفان بهذا الاسم. والرَّمِ: الدّاهية. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 أرسلها عَلِيقةً وقد علمْ ... أَنَّ العَلِيقات يُلاقِين الرَّقِمْ ويوم الرقمِ: يومُ من أيَّامهم، كان لغطَفان على بني عامر بن صعصعة. والرَّقْمة: نبتٌ يقال إنَّه الخُبَّازَي. وزَعَموا أنَّ الرقيم في التنزيل: الدواة، وقالوا: الكتاب. والله عزَّ وجلَّ أعلمُ بكتابه. فكأنَّه فعيلٌ عُدِل عن مفعول، وهو أوضح الوجهين إن شاء الله، لأنَّه يقول جلّ وعزّ " كِتابٌ مَرقوم ". وقد سمَّوا مَرْقمَهُ. ومثلٌ من أمثالهم: طاحَ مَرْقَمَةُ، ويُضْرب للشَّيء الفائت، وله حديث. والرَّقْمتان: روضان معروفتان، إحداهما قريبٌ من البصرة والأخرى بقُباء قريبة من مكة. وقال قوم: بل كلُّ روضةٍ مزهرة رَقْمة. والرَّقَميات: النَّبل، قال الأَصمعيّ: لا أدري إلى ما نُسِبَتْ. قال الشاعر: رَقَمياتٌ عليها ناهض ... تُكْلِحُ الأَروَقَ منهم والأَيَلّْ ويقولون: فلانٌ يرقم في الماء، إذا كان صَنَعَ اليدين. يقال: رجلٌ صنَع اليدينِ، إذا كان رفيقاً حاذقاً. وامرأةٌ صَنَاعٌ، إذا كانت حاذقةً بكلِّ ما تعمله. والصَّنَاعُ: ضدُّ الخرقاء. قال الراجز: فهي صَنَاعُ الرجل خرقاءُ اليدِ وهذا أحسن ما وصُفِت به الناقة. يريد أنّها تَخْرقُ بيديها، أَي تلعب بهما، وتسير برجليها سيراً مستوياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 اشتقاق أسماء رجال بني عبد شمس أمية الأكبر، وحَبِيبٌ، وأميّةُ الأصغَر، ونوفلٌ، وربيعة وعبد العُزَّى. وقد مر تفسير هذه الأسماء كلها. ولد أمية بن عبد شمس: العاص، وأبو العاص، والعِيصُ دَرَجَ، وأبو العِيص، والعُوَيص، وهم الأعياص. وحربٌ، وأبو حرب، وسُفيان، وأبو سفيانَ واسمه عنْبَسة، وعَمْرٌو، وأبو عَمْرو. وقد مرّ تفسير العاص وما فيه، وكذلك العِيص وعَنْبَسة. فأمَّا سُفيان فهو فُعْلان، من قولهم: سَفَت الريح الترابَ تَسفِيه سَفْيّاً فهو مَسفِيٌّ. وقولهم: السافين جُعِل الفعلُ له من المقلوب، كأنَّه فاعل حوِّل عن مفعول، كما قالوا: عيشة راضية في معنى مرضيَّة، وحجاباً مستوراً، في معنى ساتر، والله عزّ وجل أعلم. أو يكونون أرادوا: ذا سَفيٍّ، كما قالوا: تامرٌ ولابن، في معنى ذي تمر وذي لبن. والسَّفِيّ: التّراب المدقق الذي تسفيه الرّيح، وأحسب أن السِّفَى من هذا، وهو التُّراب. قال الشاعر: فلا تُلْمِسِ الأَفعَى يديكَ تُثِيرها ... ودَعْها إذا ما غيَّبَتْها سَفاتُها والسَّفَى: شَوْك البُهْمَى، وهو نبتٌ له شَوك كشوك السُّنبل، الواحدة سَفَاة. قل الهُذَلي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 سَفاةٌ لها فوقَ التُّراب زليلُ والسفا: خِفّة ناصية الفرس، وهو عيب. قال الشاعر، سلامةُ بن جَنْدلٍ: ليس بأقْنَى ولا أسْفَى ولا سَغِلٍ ... يُسقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مربوبِ القنا: احديدابُ الأنف، وهو قبيح وليس بالعيب المكروه، لأنَّه إذا كان أقنَى ضاقَ مخرج نفَسَه فملأ البُهْر جوفَه، والسفا: ما ذكرتهُ آنفاً، وهو قبيح وليس بعيب. والسَّغَل: اضطراب الخَلْق، وهو عيبٌ قبيح ضارّ، والدَّواء: اللبن في هذا الموضع. والقَفِيّ: الذي يُخَصُّ به من طعامٍ أو شراب، وهي القِفْوة، ذكر أبو حاتمٍ عن امرأةٍ من بني نمير أو قال: هي غَيثَة أمُّ الهيثم: نُقْفي وليدَ الحيِّ إن جاء جائعاً ... ونُحْسِبُه إن كان ليسَ بجائع نُقْفيه: نفضّله. ونُحسِبه: نعطيه ما يكون حَسْبَه. والسَّكْن: أهل الدار. والسَّفَا يمدُّ ويُقَصر. رجل سَفِيٌّ بيِّن السِّفَاء والسَّفَا، وهو السَّفِيةُ. والسَّفَا: سرعةُ المشي وخفّتُه، وصَف به البغال وآتُنُ الوحْش. قال الراجز يصف بغلةً: جاءت به معتجراً ببُردِهْ ... سَفواءُ تَردِي بنسيجِ وَحْدِهْ وقال آخر يصف أتانَ وحشٍ: سفواء مِرخاء تبارى مِغْلجا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 ومن رجال بني أمية: معاوية بن أبي سفيان، واسمه صخر بن حرب بن أميّة. واشتقاق معاوية من قولهم: تَعاوَى القومُ، إذا تداعَوْا إلى حربٍ وغيرها. واستعوى بنو فلانٍ، إذا استنصروهم. واستعوى الرجلُ، إذا باتَ القَفْرَ. واستعوى الكلابَ ليسمعَ نُباحَها، فيعلمُ أنّه قريبٌ من ماء أو حِلّة. والصَّخر معروفٌ، وليس كلُّ الحجارةِ تسمَّى صَخْراً، وإنْما الصخرة الصَّفَاة العظيمة التي لا يُمكن حملُها ولا إزالتُها عن مكانها، والجمع صخر وصخورٌ. ابن حَرْبٍ الحرب: ضدُّ السلم، والجمع حروب. قال أبو حاتِم: لا أدري اشتقاق حرْبٍ من الحَرْب أو من الحَرَب. وحُرِب الرجلُ، إذا أصيبَ بماله، فهو محروبٌ وحريب. ورجلٌ مِحْربٌ ومِحرابٌ، إذا كانَ صاحبَ حرب يُسْعِرها. والمحراب: صدرُ البيت وأشرفُ موضعٍ فيه. والمحراب: الغُرْفة. ويدلُّك على ذلك قوله جلّ ثناؤه: " إذْ تَسوَّرُوا المِحرابَ " والتسوُّر لا يكون إلاَّ من سُفْلٍ إلى عُلْو. وقال أَبو حاتمٍ وعبدُ الرحمن عن الأصمعيِّ: المِحراب الغُرفة. وأنشدو عن الأصمعيّ: ربَّة مِحرابٍ إذا جئتها ... لم أدنُ حتَّى أرتقِي سُلَّما وحرَّبْت السِّنانَ، إذا أرهفْتَه. وحَرَّبْت الأسدَ، إذا أغضبته. وقال: وأُولِيهِمُ منِّي سِناناً محرِّباً وحَرْبة: موضع معروف، لا تدخلها الألف واللام والحارث الحرَّاب الملك الكنديُّ جد أبي امرئ القيس بن حُجر، سمِّي بذلك لأن؟ هـ كان يَحْرُبُ الناسَ وحاربٌ: موضعٌ أو جَبَل. ابن أميَّة، وقد مرّ تفسيره. ومن رجال بني أمية بن عبد شمسٍ: الحكَمُ بن أبي العاص، ومَرْوان ابن الحكم. واشتقاق الحكَم من قولهم: فلانٌ حكَم بيننا، أي يَردُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 المُبْطِل إلى الحقّ. وأَصْلُه من حَكَمة الدابَّة، وهي التي تضمُّ خَطْمَها من حديدٍ أو قدٍّ. قال الشاعر: قد أُحْكِمَتْ حَكَماتِ القِدِّ والأَبقَا الأَبَق: القُنَّب. ويقال: حَكَمْتُ الدابّةَ وأحكمتها، فهي محكومة ومُحكَمة. وأَبي الأصمعيُّ إلا أحكمتُها. وكلُّ شيءٍ وثَّقْت صنعتَه فقد أحكمَته. وقد سمَّت العرب حَكَماً، وهو أبو قبيلةٍ منهم، حَكَم بن سعد العشيرة، منهم الجراح بن عبد الله الحَكميّ صاحب خُراسان، إليه وَلاءُ أبي نُوَاس. وقد سمَّوا حَكَماً ومُحَكِمَّاً، وحَكِيماً وحُكَيْما. واللهُ عزّ وجل الحكَمُ العَدْل. والمُحَكمَّة: الذين أظهروا التحكيم يوم الحكَمينِ فقالوا: لا حُكْمَ إلا لله. ويقال: فلانٌ حكَمٌ بيننا وحاكم بيننا، سواءٌ في المعنى. واشتقاق اسم مَرْوَانَ، وهو فعلانُ، من المَرْوَة، وهي حجارةُ النّارِ السُّمْرُ التي يُقتَدح بها، وربَّما سمِّيت الحجارة الرِّقاق البِيض التي تَبرُق في الشمس مَرْواً. والمَروةُ المعروفة بمكّة. قال الراجز في حجارة النار: والمرُو ذا القَدَّاحِ مضبوحَ الفِلَقْ ولدُ مَروانَ: عبدُ الملك، ومعاوية، وعبد العزيز، وبِشْر، وأبانُ، وعُبَيد الله، وداود، وأبو عثمان وقال قوم: هو اسمه، وعَمْرٌو:، ومحمد، بنو مَروان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء إلاَّ بشراً وأباناً. فأما بِشْرٌ فمنم قولهم: رأَيت له بِشْراً حسناً، أي لطَافة. والبُشْرَى: ما بُشِّرتَ به من خَيْرٍ. وتباشِير الصباح: أوَله. وتباشير النخل: أوّل جَناه. وبَشَرْتُ الأديمَ أَبْشُره بَشْراً، إذا تَحَتَّ بشَرتَه، وهي مَنبِت الشعَر. والبُشَارة: ما سقط من الأديم إذا بشَرتَه. وقد قرئ: " إنَّ الله يَبْشُركِ " و " يُبَشِّركِ " والمباشرة: مباشرة الرجل أهلَه، فيُلصق بشرتَه ببشَرتها. ويقال: عِنانٌ مُبْشَر، إذا ظهرت بَشَرتُه. وعنانٌ مُؤْدَمٌ، إذا ظهرت أدَمَتُه. ويقال فلانٌ مُبْشَر مُؤْدَم، إذا جَمعَ خشونةَ البشرة ولين الأَدَمَة. وقد سمَّت العرب بِشْراً، ومبشِّراً، وبشيراً، وبَشَّاراً، وبُشَيراً. والبشَر: الناس، يقع على الواجد والجمع: هذا بشر، وهذا بَشَران. وكذلك جاء في التنزيل والله عزّ وجلّ أعلم بكتابه. واشتقاق أبّان من اسم الجبلِ المعروف بأبان، وهما أبانان: أبانُ الأبيض، وأبانُ الأسود. قال الشاعر مهلهِلٌ: لو بأبانَينِ جاءَ يخطُبها ... ضُرِّج ما أنفُ خاطبٍ بدَمِ ومنهم: مُعاويةُ بن المغيرة بن أبي العاص، وهو الذي مثَّل بحمزةَ صلوات الله عليه فتُيِّةَ، فقله رجلٌ من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعد ثالثة. وعبد العزيز بن مروان، وقد مر تفسيره. ومنهم دِحْية بن مصعب بن الأصبَغ بن عبد العزيز، الذي خرج أيّامَ موسى الهادي فقُتل، واشتقاق دِحْيةَ من دحوت الشيءَ أدحُوه دَحْواً، إذا زَججت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 به من يدك. وهذه الياء منقلبةٌ عن الواو، أو تكون فِعلة في لغة من قال: دحيت أدحِي وأدحَى مثل دحوت سواء. وأدحيُّ الظليم من ذلك؛ لأنه يفحص الحصَى عن وجه الأرض حتَّى بدمِّثَ لبَيضِه. وأصل أُدحيِّ في اللغة أُفعول، كأنَّه أُدحُويٌ. والأَصبَغُ من قولهم: فرس أصبغُ، وهو الذي في طرف عسيبٍ ذنبِه بياض دون الشَّعَل. وقل قوم: بل الأصبغ الذي في طرف عسيبِ ذنِبه شَعَراتٌ بِيضٌ. وأبَى الأصمعيُّ ذلك وقال: ذلك القَمَع. ومنهم: مَرْوان بن محمد، الذي أُخِذت منه الخلافةُ. وقد مر تفسير هذه الأسماء. ومنهم: عبد الواحد بن الحارث بن الحكم، الذي مدحَه القطاميِّ. وقال قوم من أهل النسب: بل هو عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك. ومنهم: العَرْجيُّ الشاعر، واسمه عبد الله بن عُمَر بن عَمْرو بن عثمان. ومنهم: سَعِيد بن العاص، أَبو أحيحة ذُو العِمامة، كان إذا اعتمَّ بمَكَّةَ لم يعتمَّ مَعَه أحدٌ. وأحيحة: تصغير اَحَّةٍ، وهو ما يجده الإنسانُ في قلبه من حرارةِ غيظٍ وَحزن. والأحَّة والأُحَاح واحد، وقد استقصينا هذا في كتاب الجمهرة. ومنهم: عَتَّاب بن أُسِيد بن أَبي العِيص. وقد مرّ ذكر عتَاب. وأسِيد فَعِيل من قولهم: أَسِدَ يأَسَد أَسَداً، إذا صارَ كالأسد. ومنه: خالد بن سعيدٍ، وله وَهَبَ عمرو بن معدي كرب الصَّصامة، وقال في ذلك: خيلٌ لم أهَبْه مِن فِلاه ... ولكنَّ التواهُبَ في الكرامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 خليلٌ لم أخُنْه ولم يخُنِّي ... كذلك ما خِلالي أو نِدَامِي حبوتُ به كريماً من قريش ... ففاز به وصِينَ عن اللِّئامِ ومنهم: سعيد بن العاص، وابنه عمرو بن سعيدٍ الأشدَقُ الذي قتله عبد الملك ابن مروان، وهو الذي يلقَّب لَطِيمَ الشَّيطان. أخبرنا أبو حاتمٍ عن أَبي عُبيدة قال: ما قَتَل عبدُ الملك عمرَو بنَ سعيدٍ بلغ ذلك ابنَ الزُّبير وهو بمكة، فصعِد المنبَر فحمِد اللهَ وأثنَى عليه ثم قال: " إنّ أبا ذِبّانٍ قتَلَ لطيمَ الشَّيطان. وكذلك نَوَلِّي بعض الظَّالمِينَ بعضاً بما كانوا يكسِبُون ". ومنهم عَنْبَسة بن سَعيدٍ، صاحبُ الحجاج. واشتقاق عنبسة من أسماء الأسد، وهو من العُبوس والنون زائدة. وقد استقصينا هذا في كتاب الجمهرة. ومنهم: سعيد بن خالدِ بن عبد الله بن خالد، وهو الذي يقال له عقيد النَّدَى، سمِّي بذلك لقول مُوسى شَهَواتٍ: عَقيد النَّدَى ما عاشَ يرضى به النَّدى ... فإن مات لم يرض النَّدَى بعقيدِ ومن رجال بني عبد شمس: أبو سفيان بن حرب، واسمه صَخرٌ، وقد مَرَّ تفسير هذه الأسماء. ومنهم: عُقبة بن أبي مُعَيط بن أَبي عمرو بن أميّة، وهو الذي قتله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صبْراً. واشتقاق عُقْبة من قولهم: هذا عقبة أمرك، أي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 حَوِاره ومرجِعه، ومنه قولهم: مشى عُقْبَةً ثم ركب، كأنَّه أعقبه المَشْيُ ركوباً. ويقال للمؤَسَّى: أعقَبَك الله عَقْبى نافعةً؟! أي أثابك على مُصِيبتك ثواباً تحسن عُقْباه. وقد سمت العرب عُقْبةَ وعُقَيبّها. والعَقِيب: الذي يعاقبك فيمشي وتركب، ويركب وتَمشي. والعُقَّيب: ضربٌ من الطَّير. وأُخرِجَ العقَّيب مَخْرَج الزُّمَّيل والرُّسَّيل وما أشبَه ذلك، مما جاء مصغَّراً. وعقب الرجل: مؤخّر قدمه الذي يقع عليه شِراك النَّعل. ويقال: رجلٌ لا عَقِبَ له، أي لا نسلَ له. والوليد بن عُقْبة: أخو عثمان بن عفّانِ لأمُّه، أمهما أروى بنت كُرَيز. واشتقاق الوليد من قولهم: وليد ومولود، كأنَّه فعِيلٌ عُدِل عن مفعول، والجمع ولدْانٌ. وكذلك فسِّر في التنزيل في قوله جلّ وعزّ: " ألَمْ نُربِّكَ فينا وليداً " وقال عزّ وجلّ: " يوماً يَجْعَلُ الوِلدانَ شِيباً ". والوِلْدُ والوُلْد: الأولاد، وقد قرئ بهما " ماله ووُلْدُه " و " وِلْدُه ". ووليدة القوم التي تولد عندهم. والولَيِّد: مصغَّر الوليد، وقد سمَّت العرب وليداً وولاّداً. وهذا يُستقصَى في لغات القرآن إن شاء الله. ومن رجال بني أميّة: أمية الأصغر بن عبد شمس. ومن ولد حبيب بن عبد شمس: ربيعة بن حَبِيب، وسَمُرة بن حبيب. وقد مر تفسير ربيعة. وسَمُرة مشتقٌ من السَّمُر، وهو ضربٌ من العِضاهِ. والعِضاهُ: كلُّ شجرٍ له شوك. وأهل الحجاز يقولون: سَمْرة، وبنو تميم يقولون: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 سَمُرة. والسُّمرة: لونٌ بين البياض والأُدْمة. وسَمِيراءُ: موضع. قال الشاعر: بين سَمِيراء وبين تُوزِ والسَّمَر: الحديث بالليل. وفي الحديث: " فجدَبَ عُمرُ السَّمَر " أي عابه. ومن أمثالهم: " لا أتيك السَّمرَ والقَمرَ ". وابنا سميرٍ: اللَّيل والنهار. والسامر: القوم المتحدِّثون بالليل. وكذلك السُّمَّار. وفلانٌ سميرِي، أي الذي يُسامِرني. والمسمار معروف، وهو مِفعالٌ من قولهم: سَمَرته أَسْمِره سَمراً. وامرأة مسمورة الجسم: معصوبة غير مُتَخبخِبة. ومن رجالهم: عبد الله بن عامر بن كُرَيز، وقد مر تفسير عبد الله وعامر. وكُرَيز: تصغير كُرْز، وهو من قولهم: كَرزْتُ الشيءَ، إذا جعلتَه في الكُرْ.. ومِكرَزٌ مِفعلٌ من ذلك. والكَرَّاز: الكبش الذي يَحمِل عليه الراعي كُرزَه ومتاعَه. وكارَزَ فلانٌ إلى الموضع، إذا بادَرَ إليه. وكرَزَ في الموضع، إذا تقبَّض فيه، ومنه قولُ الشاعر يصف صائداً: فهو كارزُ فأما الكُرَّز من الطَّير فأعجميٌّ معرّب، وقد تكلَّموا به قال الراجز: كالكرّزِ المشدودِ بين الأوتادْ ومن رجالهم: عبد الرحمن بن سَمُرة، له صحبة، وهو صاحب سكةً ابنِ سَمُرة بالبصرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 ومن رجال بني عبد شمس: عُتبة وشَيبة ابنا ربيعة، قتلاَ يوم بدرٍ كافِرَيْن، وقد مر تفسير اسمِهِما. وأبو حذيفة بن عُتْبة، وشهد بدراً مسلماً، وقتل يومَ اليمامة. وحذيفة: تصغير حَذْفة، واشتقاقُ من هذا. والحَذف: ضربٌ من شاء الحجاز صِغارُ الجروم. وفي الحديث: " تَخَلّلكم الشَّياطينُ كأنَّها بناتُ حَذَفٍ ". أو يكون تصغير حَذَفة من قولهم: حذفت لك حَذْفةً من لحم، أي حُذّةً. وأعطيته حَذْفةً من أديمٍ، أي بعضَ أطرافه. وكذلك الحُذَافة أيضاً، وهو اسم. وحذفتُ الأرنبَ بالعصا، إذا رميتَها بها. ومن أمثالهم " فلانٌ بينَ حاذفٍ وقاذف "، إذا وقَعَ بين أمرينِ مكروهَين. والمَحَاذِف: العصيُّ التي يُحذَف بها الأرانب. ومن رجالهم: أبو العاصي بن الرَّبيع بن عبد العُزَّى، وهو زوجُ زينبَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يلقَّب جِروَ البَطْحاء، لأنَّه كان من حاقِّ أبطحِ مكَّة. ومن رجال بني أمية الصغرى: عبد الله بن عُمر بن بعد الله الشاعر، الذي يقول لهشامٍ حينَ حجَّ وحجَّ هشامٌ فقَسَم مالاً في بني مخزوم، فقال: خَسِّ حَظِّي أَن كنت من عبد شمسٍ ... ليتني كنتُ من بني مخزومِ فأفوزَ الغداةَ منهمْ بقِسْمٍ ... وأبيع السَّناءَ مِنِّي بلُومِ ومنهم: الحارث بن أمية، الذي يقال له ابنُ عَبْلة الشاعر. ومنهم: الثُّرَيّا بنت عبد الله بن الحارث، التي كان يشبِّب بها عُمَر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 والثُّرَيّا: تصغير ثَرْيَا، من قولهم: أرض ثَرْياء: كثيرة الثرى. ومن بني نوفل بن عبد شمس: عَبْلة. واشتقاق عَبلة قولهم: رجلٌ عَبْلٌ، وامرأةٌ عبلة، وهو غِلَظ الجِسم في صَلابة. ومنه قولهم في صفة الفرس: عَبْل الشَّوَى. والعَبْلاء: الصخرة العظيمة البيضاءُ خاصّة. قال الشاعر ابنُ حِلِّزة: حول قيسٍ مُستلِئمينَ بكبشٍ ... قَرَظِيِّ كأنّه عَبْلاءُ ومصدر عَبْل: بيِّن العَبَالة والعُبولة. وأَعبل الشجرُ، إذا سقَط ورقُه. وإِنّما خُصّ بذلك الهَدَب من الشَّجَر نحو الأثْل والطَّرفاء والمَرْخ، وما أَشبهَها. قال الشاعر: بأفنان الصَّريمة مُعْبلِ وعَبِيل: إخوةُ عادِ بن عُوص بن إرم بن سام بن نُوح، وهم كانوا أهلَ يثربَ في قديم الدَّهر فأخرجَتْهم العماليق، وهم بنو عِمْليق بن لاوَذ بن سام بن نوح، فنزَلوا بالجُحْفة فاجتحفَهم السَّيلُ، فسمِّيت الجُحْفة. وكان اسمها مَهْيَعة. ومن رجال: ولدِ المطَّلب بن عبد مناف وقد مرَّ تفسير المطْلب: عُبَيدة، والطُّفَيل، والحصَين، بنو الحارث ابن المطَّلب، شهِدُوا بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم. وعُبَيدة: تصغير عَبْدة، وقد مرّ تفسيره. والطُّفَيل: تصغير طِفْل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 والطِّفل: الوليد، طفلٌ مِن الطفولة. قال الأَصمعي!: لا أدري ما حدُّ الطفولة والطَّفْل. ويقال. امرأةٌ طَفْلة: رَخْصة اللحم بيِّنة الطَّفَالة، وقالوا الطُّفولة أيضاً. وقال يونس: طفلت المرأةُ طَفالةٌ، إذا صارت طَفْلة. وليس هذا عن الأصمعيّ. والطَّفَل: اختلاط ظُلْمة الليل بباقِي ضَوءِ النهار. قال الشاعر: وعلى الأرضِ غَياياتُ الطَّفَل طفَّل الليلُ تطفيلاً، إذا أقبلَ. فأمَّا قولُ العامَة طُفَيليّ، فمنسوب إلى طُفَيلِ العرائس: رجلٍ من أهل الكوفة، قال الأصمعيُّ: لا أدري ممن هو. وقال أبو عبيدة: هو من بني عامر بن صعصعة، كان يحضُر الأعراس مدعوَّاً أرراشِناً، فنسب إليه مَن كان كذلك. والطُّفَيل: اسم فرسٍ من خيل العرب مشهور. وضُرِب عبيدةُ يومَ بدرٍ فُحمِل جريحاً فمت بالصَّفراء، فقال: فإن يقطعوا رجِلي فإنِّي مُسْلِمٌ ... أُرجِّي بها حظَّاً من الله باقيا أسماء ولد المطّلب بن عبد مناف: مَخْرَمة، وأبو رُهْم، وهاشم، وأبو عمرو، وأبو رُهْم الأصغر، وعَبّاد، والحارث، وأبو شِمْران، ومِحْصَنْ، وعلقمة، وعَمْرو، لأمَّهات شتَّى. فمخرمة مفعلة من قولهم: اخترمَهم الدهرُ، إذا أفناهم؛ أو من خَرَمت الشيء اخرِمُه خرمّا، إذا خرقتَه أو قطعته. وأخرمُ الكتف: منقطَع عَيْرها. والخرْماء: موضع. وخُرْمة أذنه السنديّ وخُرْتُه وخُربتُه واحد، وهي أذنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 خرْماء وخَرباء. قل الشاعر: أو مِن معاشرَ في آذانها الخُرَبُ والاسم الخُرْمة والخُرْبة، والجمع خُرَم وخُرَب واشتقاق رُهم نأتي عليه في أسماء القبائل إن شاء الله. فأمّا مِحْصَن فهو مفعل من قولهم: حَصّنت الشَيءَ إذا حفظتَه، وحَصّنتُ المرأةَ إذا زوَّجْتها. وسمِّي الحِصان من الخيل لأنّه يُحصَن إلا عن حِجْرٍ كريمة. والحِجْر سمِّيت حِجْراً لأنَّها حُجِرتْ إلاَّ عن فحلٍ كريم. وقد سمَّت العرب حِصناً وحُصَيناً ومِحْصَناَ وحَصِينا. والحواصن: الحبالَى من النِّساء. قال الشاعر: تبيلُ الحواصنَ أحبالَها أي يُسقِطْن من الفَزَع. وقد استقصيناه في كتاب الجمهرة. واشتقاق علقمة من الشيء المرّ. وكلُّ مرٍّ علقم. قال الشاعر: نهار شراحيل بن طَودٍ بَرِيبنى ... وليل أبى لَيْلَى أمرُّ وأعْلَقُ وشمْران فِعلان، واشتقاقه من شيئين: إمّا من قولهم: شَمَرَ الرجلُ في مَشْيه بشَمُر شمراً، إذا تبختر؛ أو من قولهم: شَمَّر في أمره، إذا جدَّ فيه. وقد سمَّوا شَمِراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 ومن رجالهم: جُهَيم بن الصّلْت بن مَحْرَمة، الذي رأى الرؤيا يوم بدر. وكان قيس بن مَخرمة يمكُو فيُسمع مُكاؤه من حِراء. وجُهَيم: تصغير جَهْم والجهم: الغليظ الوجه، وبه سمِّي الأسد جَهْماً. وكُلّ كثيفٍ جهمٌ. ومنه الجَهام من السحاب: الذي قد هَراقَ ماءَه. ومنه تجهَّمتُ الرجلَ، إذا أَغلظتَ له. وقد سمَّت العرب جَهْماً، وجُهَيما، وجاهمة، وجَيْهَماً الياء زائدة، وجَهْمَناً النون زائدة كزيادتها في رَعْشَنٍ، وهو اسم بطنٍ من العرب. ومن رجالهم: مِسطَح بن أُثاثة بن عبّاد بن المطّلب، وهو ممن خاضَ في الإِفك. واشتقاق مِسطَح من شيئين: إمّا من عمود الخباء الذي يلي السِّطاع، والجمع مساطح. قال الشاعر: تعرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَة دونَنا ... وما خيرُ ضيطارٍ يقلِّب مسطحا أو هو من السَّطْح، وهو مِربد التَّمرِ بلغة أهل نجد. والسَّطح معروف. والسُّطَّاح: نبتٌ. والسَّطيح: الزَّمن الذي لا يُطيق الحركة. وسَطِيحٌ الكاهنُ معروف. والسَّطيحة: مَزَادة من أديمين. وأثاثة: فُعالة مَّا من أثَّ النبت يئث أثّاً إذا كثُقت أغصانُه، ومن أَثاثِ البيت وهو متاعُه من فَرْشٍ أو غير ذلك. قال الشاعر: أشاقَتك الظعائنُ يومَ بانوا ... بذي الزِّيِّ الجميلِ من الأُثاثِ ومنهم: يزيد بن رُكانة، وكان أشدَّ الناس بطشاً، ويقال إنّه الذي صرعَه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله حديث. ويقال إنَّ الذي صرعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رُكانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطَّلب ورُكانة فعالةٌ من قولهم: ركَنت إلى الشِيء أركَن ركوناً، وهي اللغة العالية، فأنا راكنٌ وركنُ كلِّ بناءِ: جانبه، والجمع أركان. ورجلٌ ركينٌ بيِّن الرَّكانة والرُّكونه زعموا، إذا كان حليماً رزيناً. والمِركن: إناءٌ يتَّخذ كالإجَّانة. وربَّما سمِّي القَرْو مِركنّاً. والقَرْو: أَلُ نخلةٍ يُنقَر فيُجِعَل شبيهاً بالتَّعار ينتَبذ فيه. قال الشاعر: قتلوا أخانا ثم زاروا قَرْونا ... زعموا بنا لا نُحَسُّ ولا نُرَى يريد: قتلوا أخانا ثم جاءوا ليشربوا من شرابٍ معنا. والرُّكُنة: غصنٌ غليظ من أغصان الشجرة، لغة يمانية. وقد مرّ تفسير عبد ويزيد. ومنهم: السائب بن عُبَيد بن عَبد يزيد، أسِير يومَ بدر. واشتقاق السائب من قولهم: ساب الماء يسيب سَيْباً، إذا جرى على وجه الأرض. ومن ذلك سمِّي الجودُ سَيباً. والسُّيوب: جمع سيب. وسمِّي الكنزُ سيباً، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر: " وفي السُّيوب الخمُسُ ". والسَّيَاب: الخَلاَلُ الذي قد ذَيُل قليلاً، والواحدة سَيَابة. والسائبة التي ذُكِرت في التنزيل وذلك نَّ الرجل كان إذا سافر على راحلةٍ فسلم، نَذرَ أن يجعلَها سائبةً، فكان يتركُها راغدةً لا تُهاج، ولا تُمنَع من ماءٍ ولا مرعى، ويَحرُم عليه وعلى غيره ركوبُها. ومنه قول الذي أُغِير على إبله فركب سائبة فاتَّبَعها، فقيل له: أتركب الحرام؟ فقال: " يركب الحرامَ مَن لا حلالَ له! " فأرسلَها مثلاً. والسأب: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الزِّقّ، وكأنَّ المخصوصَ بهذا الاسم زِقُّ الخمر. قال الشاعر: أرِيدَ به ملْكٌ وغُودِرَ في سابِ رجال بني نوفَل بن عبد مناف ولدَ نوفلٌ عديّاً، وعمراً، وعبدَ عمرٍو. وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. ومن رجالهم: المطِعم بن عديّ بن نوفل، كان شريفاً ذا صِيتٍ في قريش، وكان حسنَ البلاء في أمر الصَّحيفة التي كتبتْها قريشٌ على بني هاشم، وفيه يقول أبو طالب بن عبد المطَّلب: أمُطعِمُ إنَّ القوم سامُوك خُطّةً ... وإنِّي متى أوكلْ فلستَ بوائلِ ومدحّه حسّان بن ثابتٍ لهذا الشأن، فقال: فلو أنّ مجداً خلَّد الدهرَ واحداً ... من الناس أبقى مجدُه اليومَ مطعِما ومطعِم مُفعِل من قولهم: أطعم يطعم إطعاماً، وطعِمتُ أنا أطعَم طُعْماً، إذا أكلت وفي التنزيل: " وهو يُطِعمُ ولا يُطعَم " و " لا يَطْعَم " أيضاً. ويقولون: خُذْ هذا الشيءَ طُعمةً لك، ي أُكْلة. ويقولون: فلانٌ خبيث الطعمة، أي خبيث المكسَب. والطُّعْم والطَّعام: اسمٌ للمأكول. ويقول للرجل: " تطعَّمْ تَطْعم "، أي ذُقْ تَشنهِ. والمَطْعَم: مَفْعلٌ من الطعام كلِّه، كما قالوا: مشرب مَفعل من الشَّرابِ كلِّه. ورجلٌ مِطعام: يُطعم الناس. وناقة مُطَعِّم وطَعُوم، إذا كان فيها أدنى سِمَن. ومُطِعمةُ الطَّيرِ الجارحِ: إصبُعه التي يأكل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 بها. ومُستَطْعِم الفرس: جحافلُه وما والاها. وقد سمَّت العرب طُعْمة، وطُعَيماً، ومُطعِما. وبنو مُطعِمِ الطَّير: بطنٌ منهم. ومن رجالهم: عُبَيد الله بن عدِيّ بن الخيار بن عديّ بن نوفل. وقد مر ذكر عبيد الله، وذكر عديّ. واشتقاق الخيار من قولهم: هذا خِيار الشيء، وهؤلاء خِيارُ الناس وأخيارهم. وتخيّرتُ هذا الشيءَ: أخذتُ خِيارَه وخِيرَتَه. وفلانٌ خيِّرٌ في وزن فَيعل. وإبلٌ خيارٌ، أي مختارة. وقوم أخاير: جمع خيِّر. وقد سمَّت العربٌ خِياراً وهو أبو قبيلة منهم، وخَيْرانَ، ومُختاراً، ومُختارةَ. ويقولون: فلانٌ حَسَن الخِيرِ، أي حسَن الهيئة والمروءة. قال أبو عبيدة: هو فارسٌّ معرّب. ومن رجالهم: نافع بن ظُرَيب بن عمرو بن نوفل، وهو الذي كتب المصاحفَ لعمر بن الخطاب رحمه الله. ونافع فاعل من النَّفْع. والنَّفعِ: ضدّ الضَّرّ. وقد سمَّوْا نافعاً، ونُفَيعاً، ونَفَّاعاً. وظُرَيب: تصغير ظَرِبٍ، وهو غِلَظٌ من الأرض لا يبلغ أن يكون جبلاً، والجمع ظِرابٌ. وأظراب اللِّجام: الحديدُ المدوَّر الذي في أطرافه. قال الشاعر: بادٍ نواجذهُ على الأظرابِ ومن رجالهم: مسلم بن قَرَظَة، وهو أخُو فاختةَ امرأةِ معاوية، أحسِبُه قُتِل يومَ الجمل مع عائشة. والقرظ: ضربٌ من الشَّجر يدبغ به. أديمٌ مقروظ. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 على ذاك مقروظٌ من الجلدِ ماعزُ وتصغير قَرَظةٍ قُريظّة، وبه سمِّي أبو هذا البطن من يهُود. والقارظان اللذان يُضرب بهما المثلُ أحدهما يَقدُم بن عَنَزة، والآخر رُهْم بن عامر بن عَنَزة. قال الشاعر: إذا ما القارظُ العَنَزيُّ آبا وقال آخر: وحتَّى يؤوب القارظانِ كلاهما ... ويُنَشَرَ في القتلى كليبٌ لوائل ويقال: قرّظ فلانٌ فلاناً، إذا أطراه وذكَر محاسنَه. فأما قوله: هما يتقارضان الثَّناءَ، إذا أثنى كلُّ واحدٍ منهما على صاحبه، فلا يكون إلاَّ بالضاد. وهذا الصَّبْغُ الذي تخطئ فيه العامّة فيقولون قَرَضيّ إنَّما هو قَرَظيٌّ، تشبيهٌ بلون ثمرِ القَرظِ. رجال بني عبد الدار ولدَ عبدُ الدار عثمانَ، ووهباً درَجَ، وكَلَدةَ دَرجَ، وعبدَ مناف، والسَّبَّاق. وقد مرّ تفسير عثمانَ ووهبٍ. والكَلَدة،: الأرضُ الغليظة، ومثلها الكُدْية والجمع كُدّى. وكذلك الكَلَنْداة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 والسَّبَّاق فعّال من قولهم: سبق يسبِق سبْقاً. فالسَّبْق المصدر، والسَّبَق الرهن بينَ المتسابقَين. ويقال: فلانٌ سِبقُ فلانٍ، إذا سابَقَه، كما قالوا قِرنُ فلانٍ. وقد سمَّت العرب سابقاً وسبَّاقاً. وكان بنو السَّبَّاقِ أوَّلَ مَن بغَى بمكة فأُهلِكوا. ومن رجالهم: طلحة، وأبو عثمان، وأبو سعدٍ، بنو أبي طلحة بن عبد العُزّى وهم أَصحاب اللواء، قُتِلوا يومَ أحدٍ كُفّاراً. وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. ومنهم: عثمانُ بن طلحة، وهو الذي أخَذَ منه النبي صلى الله عليه وسلم المفتاحَ يومَ الفتح ثم ردَّه عليه وقل: " إنَّ اللهَ يأمرُكم أنْ تؤدُّوا الأماناتِ إلى أهلها ". ومنهم: قاسط بن شُريح بن عُثمان بن عبد الدار، قُتِل يومَ أحدٍ ومعه اللواءُ كافراً. واشتقاق قاسط من قولهم قسَطَ عليه إذا جار؛ وأقسط، إذا عدل. وكلاهما في التنزيل: " إن الله يحبُّ المُقْسِطين " وفيه: " وأمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنَّمَ حَطَبا ". وقد سمَّت العرب قاسطاً، وقُسَيطاً. وشريح: تصغير شَرح. وشَرح: مصدرُ شرحتُ الأمرَ أو الشيءَ أشرحه شرحاً، إذا كشفتَ عنه، أي أوضحتَه. وبنو شَرحٍ: بطن من طيِّئ. وقد سمَّوا شَرْحاً، وشُريحاً، ومِشْرحاً. من رجالهم: هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وهو الذي عَقَد الحِلف بين المطيَّبين، وقد مرَّ تفسيره. ومنهم: مصعَب بن عُمَير، صاحبُ لواءِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مرّ تفسير مُصعَب وعُمَير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 تسمية رجال بني عبدِ بن قُصيّ ولدَ عبدُ بن قصيِّ، وقد درجوا: وهباً، ومُنْهِباً، وبُجَيراً. وقد مر تفسير وهب. فأما مُنْهِب فهو مُفعِل من النَّهب. والنَّهبُ والنِّهاب واحد. وفرسٌ مُناهِبٌ ومِنهَبٌ، كأنه ينتهب الأرضَ بقوائمه إذا جرى. قال الشاعر: وسَدَّ عليه الموت يأتي طريقه ... سِنانٌ كَعَسراءِ العقاب ومِنْهبُ وبنُو منهِبٍ: بطن من العرب. رجال بني عبد العزَى بن قصيّ ولدَ عبدُ العزّى أسدً، وخويلداً، والمطّلب، والحارث. ومن رجالِ بني عبد العزّى: عمرو بن أسد. وقد مر تفسيره، وهو الذي زَوَّج النبيّ صلى الله عليه وسلم خديجة بنتَ خُويلد عليها السلام، وكان شيخاً كبيراً لم يكن بقي من أعمامهم غيره. ومن رجال بني عبد العزّى: الزُبير بن العوّام، وقد مر تفسيره. وحِزَام بن خُويلِد، قتل في أيام الفِجار. واشتقاق حِزَام من أشياء: إمَّا من الحِزام المعروف حزامِ الرّحْل وحزامِ السَّرج. تقول: حزَمت الفرس أو البعيرَ أحزِمُه حزْماً فهو محزومٌ وأنا حازم. وكلُّ شيء ضممتَ بعضَه إلى بعضٍ فقد حزمتَه. ويقال: رجلٌ حازم بيِّن الحزامة، إذا كان حصيفاً، والاسم الحَزْم. وقد سمَّت العرب حازماً، وحَزيماً، وحَزَّاماً. أو من الحَزْم من الأرض، وهو ألْيَن من الحزن وأقلُّ غِلظَاً. وقد سمَّوا حَزيمة، وحُزْمةَ. والحزِيم والمَحزِم والحيزوم: الصَّدر. ويقال للرجُل إذا أُمِر بالصَّبر على الشيء والتأهُّب له: اشدُدْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 لهذا الأمر حَزِيمَك وحَيْزومَك، أي تأَهَّبْ له. والأحزَم من الأرض: شبيه بالحَزْم. قال الشاعر: والله لولا قُرزُلٌ إذْ نجا ... لكانَ مأوى خدِّك الأحْزَما هكذا رواه الأصمعي. وقال أبو عبيدة: الأخْرَما. وقد مر تفسير أبناء عبد العزَّى. ومنهم: بَحِير بن العوَام، أخو الزُّبَير، قُتِل في الجاهلية، قتله سعدٌ الدوسي بأبي اْزَيهر، وله حديُثٌ. وبَحِير فعيلٌ من قولهم: تبحَّر الرجلُ في العلم أو المال، إذا اتَّسعَ فيه. والبحر معروف، ويجمع في أدنى العدد أبحرٌ وبحارٌ وبحور. وبِحَارُ: موضعٌ لا ينصرف ولا تدخله الألف واللام: وكلُّ ماءِ كثُر ملحاً وعذباً فهو عند العرب بحر. وكذلك فسِّر قوله جلَّ ثناؤه: " مَرجَ البَحَرَينِ يلتقيان " يعني المِلح والعذْبَ إن شاء الله. ويقال: بَحِر الرجلُ، إذا فزِعَ فلم يبرَحْ من مكانه، بَحِر يبحَر بَحَراً. ودمٌ باحريٌّ وبحرانيٌّ: شديد الحمرة. وقد سمَّت العرب بَحراً، وبَحِيراً، وبَيْحرةَ، الياء زائدة. ويقولون: لقيت الرجلَ صَحرةَ بَحرَةَ، إذا لقيتَه كِفاحاً. والبَحِيرةُ المذكورةُ في التنزيل، وكانت الشاةُ إذا نُتِجَتْ عشرةَ أبطنٍ أو الناقةُ شقُّوا أذنَها وتركوها لا تُمنَع من ماءٍ ولا مرعىً، فإذا ماتت أكلَها الرجال وكانت حراماً على النساء. وبنو بَحْرِيٍّ: بطنٌ من العرب. ومن رجالهم: السائب بن العوّام، قُتِلَ يوم اليمامة، وقد مر تفسير السائب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 ومن رجالهم: حمزة بن عبد الله بن الزُّبير، كان جواداً، وولاه أبوه البصرة. وله يقول الشاعر: حمزةُ المبتاعُ بالمال النَّدَى ... ويَرَى في بَيعِهِ أن قد غَبَنْ ومنهم: عروة بن الزُّبير، وهشام بن عروة. وقد مرَّ تفسير هشام. وأمّا عُرْوة فاشتقاقه من عُروة الشجر، وهو الذي يبقى على الجدب فتستغيثُ به الماشية. قال الشاعر في عروة الشجر: خَلَع الملوكَ وسار تحت لوائه ... شجَر العُرَى وعُرَاعرُ الأقوامِ أي جماعتهم ورجالُهم. ومن رجالهم: صالح بن عبد الله، قتلَ بقُدَيد، وكان صالحاً ديناً. ومن رجالهم: حكيم بن حزَام بن خُويلدِ، عاش عشرينَ ومائةَ سنةٍ، وله يقول حسَّان: نَجَّي حكيماً يوم بدرٍ ركضُه ... ونجا بمُهْرٍ من بنات الأعوجِ وقد مرَّ تفسير حكيم. ومن رجالهم: الأسود بن المطَّلب. وقد مر تفسير المطَّلب. فأمَّا الأسود فاشتقاقه من شيئين: إمَّا من أسود الحَيَّاتِ، وإمَّا من سواد اللون. وقد سمَّت العرب أسودَ، وسويداً، وسوادةَ. وابنُه: زَمَعْة بن الأسود، قتل يوم بدرٍ كافراً. وكان يقال له زادُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 الرَّكْبِ. واشتقاق زَمْعَة من زَمْعة الظِّلف، وهي الهُنَيَّة كالظُّفرُ متعلَّقة بالكُراع من فوقِ الظَّلف، والجمع زَمَعٌ وزمَعات. ويقال: أزمعَ الرجلُ كذا وكذا، إذا عزمَ عليه، ولا يقال أزمَعَ عليه. والزَّماعة: الشَّجاعة والإقدام، رجلٌ زميعٌ بيِّن الزِّماعة، إذا كان شجاعاً مِقداماً. وقد سمَّت العرب زَمْعةَ، وزُمَيعةَ، وزُمَيعاً. ومن رجاله: هبَّار بن الأسود، وهو الذي أهوَى إلى زينبَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرمح فأَسقطَت، فدعا النبيُّ عليه السلام أن يَعمَى بصرُه ويَثكَل ولدَه، فقُتِل ولدُه وعَمِي هو. وهبَّار فَعّال من قولهم: هبرت اللحم أهِبُره هبراً، إذا قطعتَه. ومنه قولهم: سيفٌ هبّارٌ، إذا ضربتَ به فنسفت قطعةً من اللحم. ومنهم: أبو البَخْتَريّ، واسمه وهب بن وهب. وقد مرَّ اشتقاق وهب. والبَخْتَري منسوبٌ إلى التَّبختُر في المشي، مرَّ يتبختر. وقد سمَّت العرب بَخْتريّاً. وبَخْترَاً. وقالوا: ناقة بَخْتريّةٌ، إذا تمَّ جِسمُها. ومن رجالهم: تُوَيْت بن حَبِيب. ولا أعرفُ للتُّوَيت اشتقاقاً إلا أن يكون هذا الثمر الذي يسمَّى التُّوت، وهو الذي تسمِّيه العامة التُّوثَ، وهو الفِرَصاد. أو يكونَ من قولهم: تاتَ الرجُل، إذا استخفَى بثوبٍ تَوْتاً، وهي كلمةٌ مماتَةَ. ومن رجالهم: عثمان بن الحُويرِث، كان هَجّاءً لقُريشٍ، عالماً بمثالِبها، وله حديثٌ في المغازي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 ومن رجال بني زهرة بن كلاب عبدُ مناف بن زُهْرة، وهو جَدُّ آمنةَ بنتِ وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم. وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. ومن رجالهم: الأسود بن عبد يغوث، كان من المستهزئين. وقد مرَّ تفسير أسود. فأمّا يغوثُ الصَّنَم المذكور في القرآن فأظنُّ أنّ اشتقاقَه من غاث يغوث غَوْثاً، فاستعملوا مصدرَه وتركوا تصريفَه، إلاَّ أنَّهم لم يقولوا إلاَّ أغاثني. ولم يجئْ في الشِّعر الفصيح. وقد سمَّوا غَوْثاً، وغُوَيثاً، وغياثاً وهذه الياء التي في غياث مقلوبة عن الواو. ومن رجالهم: مَخْرَمة بن نوفل، وقد مرَّ تفسيره. وابنُه: المِسْور بن مَخْرَمة، من أهل العلم. ومِسْوَر مِفعل من سار يسور سَوْراً، كما يُساوِر السبع، أي يواثب. وسار يَسُور سَوْراً. وقد سمَّت العرب سوَّاراً، ومساوراً، ومِسْوَراً، وسَوْرة. ومن رجالهم: عمرو بن مالك بن عُتْبة، كان على الناس يوم جَلُولاء الوقيعةِ، وهو ابنُ أختِ سعد بن أبي وقاص وقد مر تفسير سعدٍ ونسبه. ومنهم: عبد الرحمن بن عَوف، وقد مر ذكره وتفسيرُه مع العَشَرة. رجال بني تيم بن مرة ولدَ تيمُ بن مُرَّةَ سعداً، والأحبَّ، فدرجَ الأحبُّ. وقد مر تفسير سعد. والأحبُّ من قولهم: أحبَّ البعير يُحِبُّ إحباباً، إذا بَرَك فلم يتحرَّكْ. والإحباب في الإِبل مثل الحِرَان في الخيل. يقال: بعير مُحِبٌّ. وقد استقصينا هذا في كتاب الجمهرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 ومنهم: مُسافِع بن عِياض بن صَخر بن عمرو، الذي هجاه حسَّان بن ثابت. والسفع: أن يأخذ الرجُلانِ كلَّ واحدٍ منهما بناصيةِ صاحبِه. وأصل السَّفع الجذب. يقال: اسفَعْ بيده، أي خُذْ بيده. وكان بعضُ قُضاة البصرة مولعاً بأن يقول: يا حرسي! ُ اسفَعا بيدِه. وسفعت بناصية الفرسِ، إذا أخذتَها بشمالك وألجمتَه بيمينك. قال الراجز: فالقوم بين سافع وملجمِ ويقال: سفَعَتْه النار تسفَعُه سفعاً، إذا مسَّت جلدَه فأثَّرَتْ فيه. وقد سمَّت العرب مُسافِعاً، وسُفَيعاً. وقومٌ من أهل الجوف باليمَن يسمُّون أَليَة الشاة مَسفَعةً. واشتقاق عِياضٍ من العِوَض، والياء مقلوبة عن الواو. ومن رجالهم: أبو الغَشْم بن عبد العُزّى بن عامر، وقد مر تفسير هذه الأسماء. والغشم: الاضطهاد والظلم. يقال: غَشَمه غشماً، إذا كَهَره واغتصبه، وهو غاشم، والمفعول به مغشوم. قال الراجز: يا رب إنَّ خالدَ بن كلثومْ ... فجَعكَ اليومَ بنابٍ عُلكومْ وكنتَ قبلَ اليوم غيرَ مغشوم ومنهم: الحويرث بن دَبَّاب، الذي ذكره أبو طالبٍ فقال لابن جُدْعانِ: هبني كدَبَّابِ وهبتَ له ابنَه ... وإنِّي بخيرِ من نَداكَ حقيقُ ولدَبّابٍ حديثٌ. ودبّاب فعّال من قولهم: دبّ يدِبُّ دبيباً، وهو تقارُب الخَطْو. وكلُّ ما دبَّ على الأرض من ماشٍ فهو دابّةٌ الباء مثقلة، والأصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 دابِية في وزن فاعلة. وكذلك فسِّر في التنزيل: " وما مِنْ دابَةٍ في الأرضِ إلاَّ على الله رِزقُها " والله أعلم. والمثل السائر: " أَعْيَيْتَني من شُبِّ إلى دُبِّ "، أي من لدُنْ شَبَبت إلى أن دَبَبْت على العصا. وقال قوم: الدُّبّة: الطبيعة والخليفة. يقال: ركب فلانٌ دُبَّ فلانٍ، إذا اقتدى بفعله، قال ذاك الخليل. رجال بني مخزوم بن يقظة هِشام بن المغيرة وبنوه. وكان لهشامٍ وبنيه صِيتٌ بمكّة وذكر عالٍ. ومنهم: الوليد بن المغيرة، وكان من المستهزئين، وفيه نزلت: " ذَرْنِي ومَنْ خَلْقتُ وحيداً " إلى آخر القصة. وفيه نزلت: " ولا تُطِعْ كُلَّ حلاَّفٍ مَهِينٍ ". ومنه: الفاكه، وعبد شمس، وخِراشٌ، وعبد الله، بنو المغيرة. وقد مرّ تفسير الفاكه وعبد شمس وعبدِ الله. وخِراشٌ: مصدر تخارش القوم خِراشاً ومخارَشةً، إذا تحاربوا وتناولَ بعضُهم بعضاً بأيديهم دونَ السيوف. والخرش من قولهم: خرشتُ من فلانٍ شيئاً، أي أخذتُه منه. وقد سمتَ العرب خِراشاً، ومُخارِشاً، وخَرَشة. قال ابنُ الزَّبَعري في بني المغيرة. ألا لله قومٌ و ... لَدَتْ أختَ بني سهمِ - وهي أمُّ سائرِ بني المغيرة، واسمُها ربطةُ بنت سعدِ بن سهم - هِشامٌ وأبو عبدِ ... منافٍ مِدرهُ الخَصْمِ - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 أبو عبد مناف: الوليدُ بن المغيرة - وذُو الرمحَيْنِ أشْبَاكَ ... من القوّةِ والحزمِ - ذو الرمحين: أبو ربيعة جدُّ عمر بن أبي ربيعة. أشباكَ في معنى كَفاكَ - فهذانِ يَذُودان ... وذا من كَثَبٍ يَرمِي ومن رجالهم: الحارث بن خالد بن العاص بن هشام، كان شريفاً شاعراً، وهو الذي يقول: أظلَيم إنَّ مصابَكم رجلاً ... أهدَى السلامَ إليكم ظُلُم وهو الذي يقول: مَنْ كان يسأل عَنّا أينَ منزلُنا ... فالأُقحُوانةُ منَّا منزِلٌ قَمَنُ ومنهم: الحارث بن عبد الله، ولاه عبدُ الله بن الزُّبير البصرة، فنظرَ إلى قفيزهم القَنْقَل، فقال: إِنَّه لقُباعٌ، فلقِّب بذلك. والقُباع: الكبير. وأنشد: أميرَ المؤمنينَ فدَنْكَ نفسي ... أرْحْنا من قُباعِ بني المغيره ومنهم: عمرو بن حُريثُ بن عمرو بن عثمان بن عب الله بن عُمَر بن مخزوم، جاءت به أمُّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم حينَ ولدته فقالت: ادعُ اللهَ أن يُكْثِرَ مالَه، فدعا له فكان أكثَرَ أهلِ العراق مالاً. ومن رجالهم: المهاجر بن عبد الله بن أميّة، ولاَّه أبو بكر رحمه الله اليمن. ومُهاجِر مفاعل من الهجرة، ومن الهِجْران وهو الأصل، كأنَّه هجر بلَده وقومَه وخرج عنهم، والهجر: مصدر هجرته أهجُره هجراً وهِجْراناً. وهَجر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 المريض يَهْجُر هَجْراً، إذا هَذَى في مرضه. وأهجر الرجلُ إهجاراً. والاسم الهُجر، إذا تكلَّمَ بما لا ينبغي. وفي الحديث: " ولا تقولوا هُجراً ". وأهجَرتِ الفسيلةُ والعَنَاقُ إذا حملت قبل وقتِ حملها. وهَجَرُ: بلدةٌ معروفة لا يدخلُها الألف واللام. والهَجَر بالألف واللام والهُجَير: موضعان وهُجَارُ: موضع. وهَجَرتْ البعير أهجُره هَجْراً فهو مهجور، إذا شددتَ في حَقْوِه حبلاً ثم شددتَ طرفَ الحبلِ إلى رُسغ يده، فهو مهجور. قال الشاعر: فكعكَعوهُنَّ في ضيقٍ وفي دَهَشٍ ... يَنْزُونَ من بين مأبوضٍ ومهجورِ والهجر، والهاجرة، والهجير: نِصف النار. وهَجَّر القوم تهجيراً، إذا ركبوا في الهاجرة. وبنو هاجَرَ: بطن من بني ضبة. والمَهَاجِر من الكلام: ما لا يحسُن أن يتُكلَم به. ومنهم: سعيد بن المسيَّب بن حَزْن الفقيه. وقد مر تفسير سعي والمسيِّب. والحَزْن: الغلظ من الأرض، ومثله الحَزْم. وقد فَصّل بينهما بعضُ أهلِ اللغة فقال: الحزن أغلظ من الحزم. ولا أحسب هذا محفوظاً. وأحزنَ القومُ، إذا سلكوا الحَزْن. والحزن: موضعٌ من بلاد بني تميم، اسمٌ لازم له. قال الشاعر: حتَّى نساء تميمٍ وهي نائية ... بقُلَّة الحَزْن فالصَّمَّانِ فالعَقَدِ والحُزْن والحَزَن واحد، حزِنَ يحْزَن حَزَنا فهو حزينٌ. وحزَنَه الأمر فهو محزون وأحزنه، لغتان فصيحتان. وأكثر كلامهم أيت فلاناً محزونا، ولا يكادون يقولون مُحْزَناً. وقد قرئ: " ليُحزِنُني " و " لَيَحْزُنُني ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 ويقال: هؤلاء حُزَانةُ فلانٍ، وهم الذين يَحزَن لأمورهم ويعُنَى بها. وقد سمَّت العرب حَزناً وحُزَينا، وحَزْنة. ومنهم: بشرٌ وسحيمٌ ابنا هشام. وقد مر تفسير بشر. وسحيم: تصغير أسحم، وهو الأسود. والسَّحَم: ضربٌ من الشَّجَر. وقد سمَّت العرب أسحَم وسُحَيماً، وهو أبو بطن منهم. ورجل أُسحُمانيٌّ، إذا جَمَع الأدمة والطُّول. وقالوا: شَعَر سُحَامٌ، إذا اشتدَّ سوادُه، فإذا قالوا سُخامٌ فإِنَّما يعنون ليِّن المسّ. ومن أعظمهم: هشام بن المغيرة، كان سيِّداً مطعاماً. قال أبو حاتم: عن أبي عبيدة قال: لمّا هلك هشام بن المغيرة نادى منادٍ بمكّة: اشهدوا جنازةَ ربِّكم. وقال بَجِير بن عبد الله بن سلمة الخير بن قُشَير يرثيه: دَعِيني أصطبح يا بَكْرَ إِنِّي ... رأَيتُ الموتَ نقَّبَ عن هشامِ نقَّب، أَي تخلَّلَ وتفحَّص. وكذا فُسِّر في التنزيل: " فنَقَّبُوا في البِلادِ " أي تَخلَّلوا. ونقَّبَ عن خَبره، إذا فَحَص عنه واستقصاه. تَعَمَّره ولم يَعظُم عليه ... ونعم المرءُ من رجلٍ تِهامى فودّ بنو المغيرةِ لو فَدَوْهُ ... بألفِ مقاتلٍ وبأَلفِ رامِ وودَّ بنو المغيرة لو فَدَوه ... بألفِ مقاتلٍ وبألفِ رامِ فبكِّيهِ ضُباعَ ولا تملِّي ... مَناماً إِنه غَيثُ الأنام وفيه يقول الحارث أيضاً: فأَصبَحَ بطنُ مكَّةَ مقشعرّاً ... كأنَّ الأرضَ ليس بها هشامُ ومنهم: حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم، الذي يقول فيه الشاعر: نادِ الغريبَ المستضيفَ وقل له ... لدى دارِ حفصِ بن المغيرة فانزلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 فإِنَّ بلادَ الله إلاَّ بلادَه ... جُدوبٌ فإنْ تنزل على الجدب تُهزَلِ ومنهم: عُمارَة بن الوليد بن المغيرة، كان من أفتك العرب، وهو الذي بعثَتْه قريشٌ مع عمرو بن العاص إلى أرض الحبشة في إثر من هاجر إليها من قُريش. وله ولعمرٍو حديث. وقد مرَّ تفسير عمارة. ومنهم أَبو سَلَمة بن عبد الأسَدِ، كان رضيعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أرضعتهما ثُوَيبةَ مولاةُ أبي لهب، وأرضعت حمزةَ بن عبد المطلب. حدثنا أبو طلحة موسى بن عبد الله الخُزاعي في إسناده قال: رئي أبو لهبٍ بعد موته في المنام فسئل، فقال: ما رأيتُ بعدكم رَوْحاً إلاَّ إنِّي سُقِيتُ في هذه، وأَشار إلى القَلْت التي تحت إبهامه. بعِتْق ثُويبةَ وابنِها مسروح. وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. ومنهم: الأسود بن عبد الأسد، أخو أبي سلمة بن عبد الأسد، قتله حمزةُ بن عبد المطَّلب عليه السلام. وهو الذي حلفَ: ليَشْربَنَّ من حَوض محمدٍ أو ليهدمِنَّه! فخرج يريد ذلك، فاعترضه حمزةُ فضرب رجلَه فقطعها، فزحَف يريد الحوض حتى شرِب منه وهدمَه برجله، فاتَّبعه حمزة فقتله. ونزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد رحمه الله: " فأمّا من أوتِيَ كتابَه بيَمينه " الآية، إلى قوله: " كُلُوا واشربوا هَنِيئاً بما أَسلَفْتُم في الأيَّام الخالية " ونزلَتْ في أخيه الأسود: " وأمَّا مَن أوتيَ كتابَه بشماله " إلى قوله: " ما أغنَى عنِّي مالِيَه " إلى آخر الآية. ومنهم: شمَّاس بن عُثمان بن الشَّريد، قُتِل يوم أحدٍ شهيداً. وشماسٌ فعَّال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 من الشِّماس. فرسٌ شموسٌ شديد الشِّماس، وهو الذي .... رجال بني فهر منه: ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو ابن شيبان بن محاربٍ، كان فارسَ قريش في الجاهلية وأدرك الإسلام. وكان شاعراً فارساً، وقد أخذ مِرباعَ بني فهر في الجاهليّة. وقد مر تفسير نسبه. ومِرداس: مفعال من الرِّدس، وهو أن نقذِف صخرةً بصخرة لتكسرَها، فذلك رَدْسٌ. يقال: ردسته ردساً، إذا قذفتَه بحجر. ومن رجالهم: رِياح بن المغترف بن جَحْوان بن عمرو بن حبيب بن عمر ابن شيبان بن محارب بن فهر، كانت له سابقة مع النبي صلى الله عليه وسلم، كان من المهاجرين الأوَّلين، وكان شريك عبد الرحمن بن عَوفٍ في التِّجارة. وقد مر تفسير رياح، والمغترف: مفتعِل إمّا من الغرف للماء وغيره، من قولهم: غرفت الماء أغرِفه غرفاً، إذا اغترفتَه بيدك. وبئر غَروفٌ: يُغرف ماؤها باليد. والمِغرفة: مفعلة من الغَرْف. والغَرْف: ضربٌ من الشجر. وفرسٌ غَرَّافٌ: كثير الأخذ بقوائمه من الأرض. والغُرفة معروفة. أو من قولهم: غرفت الحبلَ في عنقه، إذا ألقيتَه فيها، اغرِفُه غرفاً. وقد سمَّت العرب غَرّافاً، ومغترِفاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ويقال: غرفت البعير أغرِفه وأغرُفُه، إذا عقدتَ له حبلاً بأنشوطةٍ ثمّ ألقيتَه في عنقه، فهو مغروف. والغِرْيَفُ، بإسكان الراء: ضربٌ من الشجر. والغَرِيف: شجر ملتفٌّ، وربمَّا كانت فيه السباع. قال الشاعر أبو كبير الهذليّ: أم من يطالعُه يقلْ لصحابه ... إنَّ الغَرِيف يَحِنُّ ذاتَ القِنْطِرِ القِنطر: الداهية. وحَجْوان: فعلان، فإنْ كان اشتقاقُه من قولهم حجا يحجو بالمكان، أي أقام به، فالنون زائدة والواو من الأصل. وحجا بالمكان، إذا أقام به. قال الراجز، للعجَّاج: فهن يعِكُفْنَ به إِذا حَجَا أي أقام. واشتقاق حَجْوان من الحجْو كما أنَّ غزوان من الغَزو. وإنْ كان من جَحَّ الشيءَ يجُحُّه جَحّاً، إذا سحبه. والجُحُّ البِطّيخ الذي يسترخي. ومن رجالهم: كُرز بن جابر بن حِسْل بن الأجَبّ، قتل يومَ الفتح كافراً وكان أغار على المدينة فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقدِرُوا عليه. واشتقاقه من الكُرْز وهو الخُرْج الصغير. وتصغيره كريز، وبه سمِّي الرجل كُريزاً. وقد مر تفسير كرز. وجابر: فاعل من الجبر. جَبَرت العظم أجبُره جبراً. هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 من الحروف التي جاءت على فعلتُه ففعلَ. قال العجاج: قد جَبَرَ الدينَ الإلهُ فجَبَرْ ... وعَوَّر الرحمنُ مَنْ ولَّى العوَرْ والحسل: ولد الضبّ، والجمع حِسَلة، وقالوا حِسْلانٌ. قال رؤبة: لو أنّني عُمِّرتُ عمرَ الحِسْلِ ... كنتُ رهينَ حَدَثٍ أو قتْلِ ويقال: إنّ الضبّ يعمِّر ثلثمائة سنة. والحَسِيل: البقر الأهليّة لا واحد لها من لفظها، وقال بعض أهل اللغة: بل الحسيل الواحد. والأجَبُ من قولهم: بعِبر أجبُّ ومجبوب، إذا قُطِع سَنامُه. جَببتُ السِّنامَ أجبُّه جبّاً، إذا استَأصلتَه قَطْعاً، وكذلك جَببتُ الخِصيَّ، إذا استأصلتَ مَذاكيره. قال الأصمعيُّ رحمه الله: لا أعرِف للمذاكير واحداً. قال الشاعر: ونُمسِكْ بَعدَه بذَنابِ عَيْشٍ ... أجبِّ الظهر لي له سَنامُ والناقة جَبَّاءُ. وخصِيٌّ محبوبٌ من ذلك. والجُبُّ: بئر واسعة غير مطوِيّة، والجمع أجباب. والجَبُوب: وجه الأرض الغليظ منه. قال الشاعر: جاءوا لهمْ نَعَمٌ من ... شَّرةُ كأذنابِ الثعالبْ يَجِرِي الجُبابُ على المفا ... رقِ جامدٌ منه وذائبْ والجُبّة الملبوسة معروفة. وجُبَّة الحافر: مَغرِز طرف الرسغ فيه. وجُبَّة السَّنان: مدخل الرُّمح فيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 اشتقاق أسماء رجال بني تيم الأدرم وليس بتيم بن مرة. وقد مرّ تفسير تيمٍ الأدرم، هو تَيم بن غالب، وهو من قريش الظواهر وليس من الأبطحيِّينَ. والأدرم مشتقٌّ من الدَّرَم. والدَّرم من قولهم: دَرِم يدرَم درماً. وأحسب أن منه اشتقاق دارم. قل الشاعر: هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرم مرافقُها ... كأنَّ أخمَصَها بالشَّوك منتعِلُ والدرم أيضاً: مِشية المرأة القصيرة إذا أسرعت في مشيها وحرّكت مَنكِبيها. والدَّرَم أيضاً: مِشية الأرنب إذا قَصَّرت خطوَها، فالأرنب درماء ودَرَّامة. والدرماء: ضربٌ من النَّبت، ممدود. ومن رجال بني الأدرم: عَوف بن دهر بن تيمٍ الشاعر، أحد شعراء قريش. ومنهم: هِلال بن عبد الله بن عبد مناف، وقد مر تفسيره، قُتِل يومَ الفتح كافراً، وهو صاحب القيْنَتَين اللتين كانتا تغنِّيان بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم. وارتدَّ فأهدرَ النبي صلى الله عليه وسلم دمَه يوم الفتح، قتله أبو بَرْزةَ الأسلميّ وهو متعلِّق بأستار الكعبة. وتزعُم قريشٌ أنَّ سعد بن حُريثٍ المخزوميَّ قتله. ومنهم: عبد الله، وبعد العُزَّى، ابنا عبد مناف، كانا يُدعَيانِ الخَطِلَين. واشتقاق خَطِلٍ من اضطراب الكلام، وبه لقِّب الأخطل الشاعر، لخَطله، زعم أبو عبيدةَ، واضطراب كلامه. ويقال: رمحٌ خِطلٌ، إذا كان يضطرب في اهتزازه. خَطِلَ الرمحُ يَخْطَل خَطَلاً، إذا اضطربَ واهتزّ. وشاةٌ خطلاء: طويلة الأذنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 رجال بني سعد بن لؤي ّ وسعد هو بُنَانَة، وبنانة لقبُ أمَةٍ حَضَنتْ أولادَ سعدٍ، وامرأةٌ سوداء. وأحسِب أنَّ اشتقاق بُنانة من البَنَّة. والبَنّة: الرائحة الطيِّبة. والبَنَّة: موضع مرابض الغنم. قال الشاعر: وعيدٌ تُخْدِج الآرامُ منه ... وتكره بَنَّةَ الغنمِ الذئابُ وبنو خُزيمة بن لؤيّ يُعرفون بأُمِّهم عائذة بنت الخِمْس بن قُحافة الخثعميّ. والخِمْس: وردٌ من أوراد الإبل، وهو أن تردَ يوماً ثم ترعى ثلاثاً ثم تطلب الماء يوماً وترد في اليوم الخامس. وكذلك السِّدس والسِّبع إلى العِشْر، وهو آخر الأظماء. والواحد ظِمءٌ كما ترى. وذكر أبو عبيدة قال: لمّا أمَر المنذرَ بن المنذر - أو الأسود بن المنذر - ابنَ الخِمْس التَّغلبي أن يقتل الحارثَ بن ظالم، قرَّبَه ليضربَ عنقَه، قال له: أنت تقتلني يا بنَ شرِّ الأظماء؟ قال: نعم يا بن شرِّ لأسماء؟! وقد مرّ تفسير عائذة. فمن رجال بني عائذة: عُبيد الله بن المندلِق، من قولهم: سيفٌ دلوقٌ ودالق إذا انسلخَ من الجَفْن. قال الشاعر. كأنَّ جبينَه سيفٌ دَلوقُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 وكان الربيعُ بن زيادِ العبسيُّ يلقّب دالقاً، لكثرة إغارته. وكان عُبيد الله فارساً في الإسلام، مُنابِذاً للسُّلطان. ومنهم: عليُّ بن مُسهِر بن عليّ بن عُمَير، قَضَى على أهل الموصل. واشتقاق مُسهِر مُفعِل من السَّهر. والساهرة: الأرضُ التي لم توطأ. وكذلك فسَّروها في التنزيل. وقال رجلٌ من هَمْدان يومَ القادسية: أقْدِمْ أخا نِهْمٍ على الأساورهْ ... ولا تِهالَنْكَ رءوسٌ نادرهْ فإِنَّما قَصرُك تُرب السَّاهرهُ ... حتَّى تعودَ بعدها في الحافرهْ مِنْ بَعدِ ما صرتَ عظاماً ناخِرَهْ ومن بني عائذة: مَقّاسٌ الشاعر، جاهليٌّ، واسمه مُسهِر. ومَقّاس: مَفْعال من قاس يقيس، وسترى شرحَه في موضعه. ومنهم: عديٌّ أبو طلقٍ الشاعر، وقد مرَّ تفسير عديٍّ. وطَلْق من قولهم: ليلةٌ: لا حرَّ ولا قُرّ. ويومٌ طَلْق كذلك. قال الشاعر: وفارسُ اليَحمومِ يتْبعُهم ... كالطَّلْق يتبع ليلة البَهْرِ ويقال: رجلٌ طَلْق الوجه وطليق الوجه، بيِّن الطلاقة. وعَبدٌ طليق، أي مُعتَق. وناقةٌ طَلْقٌ، أي لا خطامَ عليها. وامرأة طالق، أي مطلَّقة. ورجلٌ مِطلاقٌ، أي كثير الطلاق. وطُلِقت من طَلْق الوِلادة. وكذلك الطِّلْق والطُّلق من كل شيءٍ يتقاربان في المعنى. وطُلِّق السليمُ، إذا ترَكَه الوجعُ. قال الشاعر: تبيتُ الهمومُ الطارقاتُ تعودُني ... كما تعتري الأهوالُ رأسَ المطلَّقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وقال الآخر: تطَلقُه طَوراً وطوراً تُراجِع وفرسٌ مطلَق الأيامن أو الأياسِر، إذا لم يكن بها تحجيل. والطَّلْق: ضربٌ من الدواء. رجال سامة بن لؤي ّ واشتقاق سامَة من حجارة المعدنِ، يقال للحجر الذي فيه عروقُ ذهبٍ تستبين: سامة قال الشاعر: لوَ أنّكَ تُلقِي حنظلاً فوق رُوسِهِم ... تدحرجَ عن ذِي سامِهِ المتقاربِ أي عن بيضهم المُذْهب. وبنو سامَة غلبَ عليه اسمُ أمَّهم ناجية، وسترى هذا في موضع إن شاء الله. فمن بني سامة: الخِرِّيت بن راشد، وهو الذي خرج على عليِّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ناحيةَ أسيافِ البحر، فبعث إليه عليٌّ رضي الله عنه مَعقِلَ ابن قيسٍ الرِّياحي فقتلَه وهزم أصحابه، ولهم حديث. والخِرِّيت: الدليل الحاذق، واشتقاقه من خُرت الإبرة، أي إنَّه من حَذَاقته يدخُل في خُرْت الإبرة، أي يدخُل في ثَقْبها. ومن رجالهم: عبّاد بن منصور قاضي البصرة لسليمانَ بن عليّ. وقد مر تفسير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 عبّاد. ومنصور: مفعول من النَّصر. والنَّصر: ضدُّ الخَذْل. والنصر أيضاً: السَّيْب والعطاء. قال الراعي: إِذا انسلخَ الشهر الحرامُ فودِّعي ... بلاد تميم وانصُرِي أرضَ عامرِ وقال أيضاً: أبوك الذي أجْدَى عَلَيَّ بنصرِهِ ... فأسكَتَ عنِّي بعدَه كلَّ قائلِ أي بعطائه. وسترى اشتقاق هذه الأسماء في مواضعها إنْ شاء الله. ومن رجال: بني عامر بن لؤي ّ عمرو بن عبد وُدّ بن أبي قيس، كان فارسَ قريشٍ في الجاهليّة، بل فارس كنانة، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الخندق. وقد مر تفسير عمرو، وعبد. وودّ: صَنَمٌ. وودّ بفتح الواو وكسرها. وفي التنزيل: " ولا تذَرُنَّ وَدَّاَُ ولا سُوَاعاً " سُوَاعٌ: صَنَم أيضاً. وقالوا من الحبّ: وُدّ ووِدّ بالضم والكسر، وقد قرئ: " سيجعل لهُمُ الرَّحمن وُدّاً " و " وِدّاً ". وَدٌّ: جبلٌ معروف. وتقول تميم: وتَدْتُ الوتِدَ أتِدُهُ وَتْدا. وأهل الحجاز يقولون: أوتدته إيتاداً. ويقال الوَتَد والوتِد، لغتان. والمودَّة والوِداد متقارِبان، وكأنَّ الوِداد مصدر واددته وِداداً. والمودَّةُ: مَفعَلة من الودّ؛ لأنَّها كانت مَوْدَدة، فقلبوا الحركة وأدغموا الدال في الدال، فقالوا مَودَّة. والأوُدُّ: جمع وُدٍّ كما أنَّ الأشُدَّ جمع شُدٍّ. هكذا يقول أبو عبيدة. قال النابغة: إنِّي كأنِّي لدى النُّعمان خبَّرهُ ... بعضُ الأودِّ حديثاً غير مكذوبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 ومن رجالهم: سُهَيل بن عمرو، وكان من رجال قريشٍ في الجاهليّة، ثم أسلم فحسن إسلامه. وهو الذي بعثته قريشٌ يُحْكِمُ الهُدنةَ بينَهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبِيَة، وقد مرّ ذكره، ومرّ رجالهم. ومن رجال بني مَعِيص بن عامر بن لؤيّ: نزار، وعبدٌ، وعَمرو، وعُصَيَّة: بنو مَعِيصٍ. واشتقاق مَعِيصٍ من المَعْص. والمَعَص: وجعٌ يصيب الرجلّ في عصَبِه من كثرة المشي، والاسم المعص. مُعِصَ الرجل فهو ممعوصٌ ومعيص. وقد مرَّ تفسير نسبِه. وأما عُصَيَّة فتصغير عَصاً، وقد مرّ ذكره. وبنو عصيّة هؤلاء ناقة في بني سُلَيم. ومن رجالهم: أبو جَنْدل بن سُهَيل، وهو الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحدَيبِيَة وقد وقَعَ الصُّلح، فردَّه إلى قريشٍ، وله حديث. وسَلِيط بن عمرٍو أخو سُهَيل بن عمرٍو، من مهاجرة الحبشة، قُتِل يومَ اليمامة. واشتقاق سَلِيطٍ من السلاطة، من قولهم: سليط اللسان، مدح للرِّجال عيبٌ للنساء. والسَّليط بلغة اليمن: الزَّيت، وبلغة غيرهم: الدُّهن. قال امرؤ القيس: أهانَ السَّليطَ للذُّبال المفتَّلِ وبنو سليطٍ: بطنٌ من بني تميم. والسُّلْطان: فُعلان من السَّليط، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 من قولهم: سلَّط الله عزّ وجلّ عليه كذا وكذا، كأنَّه أمكنه منه. وللسُّلطان في التنزيل مواضع، فمنها ما يكون في معنى البرهان، ومنها ما يكون في معنى القُدْرة؛ والله جلّ ثناؤه أعلم بكتابه. ومن رجالهم وفُرسانهم: عَبدُ وُدٍّ، وقد مرّ. ومن رجالهم: عبد الله بن مَخْرمة بن عبد العُزّى، كان من المهاجرين الأوَّلين. ومنه اشتقاق مخْرَمة: مفعلة من خرمت الشيءَ أخرِمُه خَرماً، إذا شقَقتَه. ومنه خَرَمَتِ البُرَةُ أنفَ البعير، إذا شقَّته. والمخارم: الطُّرق في الغِلَظ من الأرض أو القِفافِ، واحدها مَخْرِمٌ. والخَرْم في الشِّعرِ: نقصانُ حرفٍ من أوّل البيت. والأخرَمانِ: موضعٌ بنجد. والخَرْماء: موضعٌ أيضاً. والمُخرَّمة: موضع. ومن رجالهم: أبو سَبْرة بن أبي رُهْم بن عبد العُزَّى، وكان من المهاجرين الأوَّلين، وشهد بدراً. واشتقاق سَبْرة من الغَداةِ البادرة، والجمع سَبَرت. وفي الحديث: " إِسباغِ الوضوء في السَّبَرات ". قل امرؤ القيس: ويأكُلْنَ بُهْمَآ جَعدةً حبشيّةً ... وبشر بن بردَ الماءِ في السِّبَرَاتِ والسَّبْر: تقديرُ الشيء. يقال: سبرتُه أسبُره سبراً. ومنه سَبْر الجِراح للقِصَاص بالمِيل الذي يسمَّى المِسْبار. والسَّابريُّ: كلُّ ثوبٍ رقيق، وليس كما يظنُّ الناس نه منسوب. قال الشاعر: أقبُّ تظلُّ الريحُ تنسُج بينَه ... وبين القميص السابريِّ المكفَّفِ ورواه: الرازقيّ أيضاً، وهو الرَّقيق والمكفَّف، كانوا يكفُّون أذيالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 القُمُص وأطرافَها بالدِّيباج. واشتقاق رُهْم من الرِّهَم والرِّهام جمعٌ، الواحدة رِهْمة، وهو المطر الليِّن السَّهل. أرهَمت السماء إرهاماً. وأحسب المَرْهَم من هذا اشتقاقُه. وقد سمَّت العرب رُهْماً ورُهَيماً. وكلُّ شيء ليِّنٍ سهلٍ فهو رُهْم. وبنو رُهمٍ: بطنٌ من بكر بن وائل، ينسبون إلى أمتهم. ومن رجالهم: هشام بن عمرو بن ربيعة، وهو الذي قام بأمر الصحيفة التي كتبتها قريشٌ على بني هاشم، التي تسمَّى صحيفَة القطيعة، ولم يُبلِ فيها أحدٌ بلاءَه، فأخذَها ليحرقَها فوجدُوا الأرضَةَ قد أكلَتْها إلا " باسمك اللهم ". ومنهم: عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح، منافق وكان من المهاجرين. وكتب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. وكان إذا أملَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم " وكانَ الله غَفُوراً رحيماً " كتب عزيزاً حكيماً ". ثم قال: إن كان محمدٌ يُوحَى إليه فإنّه يُوحَى إلي! فنزلت فيه: " ومَن أظْلَمُ ممَّن افْتَرَى على اللهِ كذِباً أو قالَ أُوحِيَ إليَّ ولم يُوحَ إليه شَيء " وأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمَه يوم فتح مكة فأجاره عثمان، وهو أخوه من الرضاعة. واشتقاق سَرْحٍ إمَّا من السَّرح، وهو ضربٌ من الشجر، وإمَّا من قولهم: أتاك الشيء سَرْحاً: سهلاً. والسَّريح: سُيور تُقدُّ وتشدُّ بها نعال الإبل على أرساغها، والجمع سرائِحُ. وكلُّ شيءٍ سهّضلته فقد سرَّحته. والسِّرحان: الذئب. ومنه تسريح الشَّعر. والسارح من الغنَم: الغادِي إلى المرعى وكذلك الإبل. يقال: إبلٌ سارحة وغنم سارحة. والمسرح: المرعى. وسَرَاحِ في وزن فَعالِ: اسمُ فرسٍ لبعض فُرسان العرب. قال الشاعر: يفدِّي بأمَّيةِ سَرَاحِ وينتحي ... على مُزْدهىً يهفو وليسَ بطائرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 ومن رجالهم وفرسانهم: أبو لَبِيد بن عَبَدة بن جابر، كان أحد فُرسانِ قريش في الجاهلية وشعرائها. ولبيدٌ: فعيل من قولهم: لَبِد بالأرض يَلبَد لُبوداً. ويسمَّى الجُوالِقُ لبيدا، وقد مر تفسيره. وهو الذي يقولك ألا يا أيُّها المهدِي إلينا ... رسالَتُه ستَرجِعُها بصُغرِ فلا وأبيكَ ما تُغْنِي سُهَيلاً ... ولا عَوفاً ولا قيسَ بن دَهْر ومن شعرائهم في صدر الإسلام: شُدَيد بن عامر بن لَقِيط. ومنهم عُبيد الله بن قيس الرُّقَيَّات الشاعر. وهو عُبيد الله بن قيس بن شُريح. وشُرَيح تصغير شَرح. والشَّرح: الإيضاح. ومنه شرَّحت اللحمَ تشريحاً. وشَرَحْت المسألةَ، إذا أوضحَت عنها. ومنهم عمرو بن قيس، وهو ابن أمِّ مكتومٍ الأعمى، الذي أنزل الله عز وجل فيه: " عَبَسَ وتَوَلَّى. أَنْ جَاءَهُ الأعمى " واسم أمِّ مكتومٍ عاتكة بنت عبد الله بن عَنْكَثة. وقد مر تفسر عاتكة. واشتقاق عَنْكَثة من العَكْث والنون زائدة. والعَكْث: خلطُك الشيء بعضَه ببعض. ومنهم: خِدَاش بن بَشِير بن عاصم بن رَحْضَة، الذي يقال إنَّه أحدُ قتلي مُسيلِمةَ يومَ اليمامة. وخِداشٌ: مصدر المخادَشة، وقد مرّ تفسيره. خادَشتُه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 مخادشةً وخِداشاً. وقد سمَّوا خِداشاً، ومُخادِشاً. وعاصم فاعل من قولهم: عصَمت الرجلَ أعصِمه عَصْماً، إذا وقيتَه من شيءِ يخافُه فأنت عاصم، والشيء معصوم. وعِصام الوعاء: وكاؤُه. وعُصْم الشيء: باقي أثَره، وهو العصيم أيضاً. وقد سمَّت العربُ عاصماً، وعُصَيماً، وعُصَيمة، وعِصاماً. والمِعْصم: الذِّراع، والجمع معاصم. وأمّا اشتقاق رَحْضة فهو فَعلةٌ من قولهم: رحضت الثوبَ أرحَضُه رَحْضاً فهو رحيض ومرحوض، إذا غسلتَه. والمِرْحاض: الخشَبة التي يُدَقُّ بها الثَّوبُ في الماء. قال الشاعر: مُلاءٌ بأيدي الغاسلاتِ رحيضُ والمراحيض: مواضع معروفة. ومنهم: مَكِرَز بن حفص بن الأخْيَف، كان من أحدِ رجالهم وفرسانهم وهو الذي قتل عامر بن يزيدَ بن عامر بن الملوَّح الليْثي، فكان السببَ بين كنانة وقريش. واشتقاق مِكْرز وهو مِفعل من التكرُّز. والتكرُّز: التجمُّع. والحَفْص: الزَّبيل من الأدَم يُنقَل به التُّراب من البئر. وحفصتُه، إذا جمعته بيدي. وزعم قومٌ أنَّ الدَّجاجةَ تسمَّى حَفْصةَ. ولا أُحِقُّ ذلك. واشتقاق أخْيَفَ من الخَيَف: أن تكون إحدى عَينَي الفرسِ زرقاءَ والأخرى كحلاء. فرسٌ أخْيَفُ بيِّن الخَيَف، والأنثى خَيْفاء. وكلُّ لونينِ اختَلَفا وافترقاُ فهو خَيْف. وسمِّيت الجرادةُ خَيفانةً، إذا ظَهَر سوادٌ في صُفرتها. والخَيف من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 هذا اشثقاقُه؛ لأنه هبوط وارتفاع، وحجارةٌ تختلف ألوانُها. الخَيْف: جِلد ضَرع الناقةِ إذا عظُم ثديُها. قال الشاعر: فمرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْف جُلالةٌ ... عقيلةُ شيخٍ كالوبيل يَلَنْدَدِ وخَيْفٌ من هذا. ومنهم: بُسْر بن أبي أرطاة بن عُويمر بن عِمرْان بن الحُلَيس بن سيَّار ابن نِزَار، بعثَ به معاويةُ إلى أهل اليمن ليقتُل شيعةَ علي رضي الله عنه، فأخرج عُبيدَ الله بنَ العباس منها، وقتل بنَيه: قُثَمَ وعبد الرحمن، ابنَي الحارثية، التي قالت فيهما: يا مَن أحَسَّ بُنَيَّيَّ الذَينِ هما ... كالدُّرَتين تشظَّى عنهما الصَّدَفُ وله حديث: واشتقاق بُسْر من الشيء الغَضِّ الطريّ يقال: رجلٌ بُسرٌ، إذا كان شابّاً. وكلُّ غَضٍ طريٍّ فهو بُسر. والأرطى: نبتٌ من الشَّجَر، قال الشاعر، الشماخُ: إذَا الأَرْطَى توسَّدَ أبردَيْهِ ... خُدُودُ جوازئٍ بالرَّمل عِينِ وعِينٌ: جمع عَيناء، مثل بَيضاء وبِيض. وقد مرَّ سائر نسبه. والأرطاة: واحد الأرطى، وهو ضربٌ من الشَّجَر يُدبَغ به. يقال أديم مأروطٌ، أي مدبوغٌ بالأرْطَى، ابن الحُلَيس، وحُليس: تصغير حِلْس، وهو كساءُ يُطرَح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 على ظهر الدابّة تحت الإكاف. ويقال: احتَلَسَ النبتُ، إذا تمَّ وخْضَرَّ. ويقال: بنو فلانٍ أحلاسُ الخَيل، أي لا تفُارِق ظهورَها. والحُلْس: لونٌ في الحمير خاصّةً، لونُ سوادٍ يغْشاها سائر ألوانها. الحَلَسُ: مصدر حَلِس يَحْلَس حَلَساً، وهو الحِرص على الشيء. وسيّار: فعّال من السَّير. ابن مَعِيص ابن عامر، وقد مرّ. رجال بني كعب بن لؤي جُمَح بن هُصَيص بن عمرو بن كعب. وجُمَحُ مشتقٌ من شيئين: إمّا من قولهم: جَمَح الفرس يجمح جِماحاً،، إذا عزَّ راكبَه على عِنانه، فهو جامح وجَموح. أو يكونُ من قولهم: جمح الصبيُّ بالكَعْبِ، إذا رمى به في اللعب. وقد سمَّوا جَمَّاحاً، وجُمَيحاً. وبنو جَمّاحٍ: بطنٌ من قضاعة. ومن رجال بني جُمَح: عثمان بن مظعون. وقد مرّ عثمان، واشتقاق مظعونٍ من قولهم: جملٌ مظعونٌ، إذا شُدَّ عليه الظِّعان. والظِّعان: حبلٌ يشَدُّ به الهودجُ على البعير، وبه سمِّيت الظَّعينة، ولا تسمَّى المرأةُ ظعينةً حتى تكونَ هَودج، ثم كثُر ذلك في كلامهم حتَّى لزم المرأةَ اسمُ الظعينة. وقالوا: ظعَن القومُ، إذا ارتحلُوا. قال النابغة: كما حادَ الأزَبُّ عن الظِّعانِ الأزبّ: البعير الذي على أجفانه وَبَر، فهو يُذعَر من كلِّ شيء. ومثلٌ من أمثالهم: " كلُّ أزبَّ نَفُورٌ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 واشتقاق هُصَيص من الهصّ. والهصُّ: الوطء. الشديد. يقال: هصَّه يهُصُّه هَصّاً. وهَصَّانُ: لقبُ رجلٍ من فُرسان العرب. وسهم: أخو جُمَح. والسهم الذي يُرمى به معروف، ولا يسمَّى سهماً حتَّى يكون عليه نَصلٌ ورِيشٌ، وإلاَّ فهو قِدْح. والسَّهام: الريح الحارَة. والسُّهام: داء يصيب الإبلَ شبيه بالعُطاش. وبُردٌ مسَهَّم: مخطّط كأفواق السهام. وسَهَم وجهُه، إذا ضَمَر، فهو ساهمٌ من مرضٍ أو عِلَل. قال الشاعر: والخيل ساهمةُ الوجوهِ كأنَّما ... شربت فوارسُها نقيعَ الحنظلِ وبيني وبين فلان سُهْمةٌ، أي نسَب وقَرابة. وتساهَمَ القومُ، إذا تقارعوا على الشيء. وحذيفة: تصغير حَذَفة. وحَذَفة: طائر شبيهٌ بالإوَزّ. وبناتُ حذَفٍ: غنمٌ صِغار الجُروم تكون في الحجاز. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " تَرَاصُّوا في الصُّفوف لا تَخَلَّلكمُ الشَّياطينُ كأنَّها بَنَاتُ حَذَفٍ ". ويقال: حذَفت الشيءَ، إذا قطعتَه؛ وما يسقُط منه فهو الحُذَافة. واشتقاق حِذْيم بن سَهمٍ، من الحَذْم، والحِذْيمُ فِعْيل، وأصل الحَذْم: الخفَّة في كلامٍ أو مَشْي. وقال عمر رحمه الله لمؤذِّنِ بيتِ المقدس: " إذا أذَّنتَ فترسَّلْ، وإذا أقمتَ فاحذِمْ " وحَذَام: اسم مَرَةٍ، ويقال هو من هذا. قال الشاعر: إذا قالت حَذَامِ فصدِّقُوها ... فإنَّ القولَ ما قالتْ حَذَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وحَذَمَةُ: اسم فرسٍ مشتقٌ من هذا. أخبرنا أبو السَّمْح النُّميريُّ في حلْقَةِ أبي حاتم قال: أقبلتُ ليلةً أريد البَصرَة على راحلةٍ لي، فأنَخْتُ قبلَ دخولها لأصَلَّيَ، فأصبتُ قُنفذاً فجعْلُته في مخِلاتي. فلمّا ركبتُ إذا صائحٌ يصيح: يا حَذَمْه، يا حَذَمْه، يا حَلوَبة اليَنَمَةْ، مَنْ عاقها عاقَهُ الله! قال: وأقبلتِ القنفذُ تَنزُو في المِخْلاة، واعتاصَتْ عليَّ ناقتي، فأرسلتُ القنفذَ فمرَّتْ نحو الصوت، وسارت بي الناقةُ. ورِئاب بن سهمٍ مهموز، واشتقاقه من قولهم: رأيت الشيء أرأَبه رَأْباً، إذا أَصلحته. ومن دعائهم: اللهمَّ ارأب ثآناً. أي: أصلح فسادَنا. والثَّأي: الفساد. والرُّؤبة: القطعة من الخشب يُشعَب بها. وأمَّا المِرْوَبُ غير مهموز، فهو الإناءُ يُروَّب فيه اللَّبن. أخبرنا أبو حاتمٍ عن الأصمعي قال: كان يونسُ في حلقة أبي عمرو بن العلاء، فجاء شُبَيل بن عَزْرةَ الضُّبَعي فسلَّمَ على أبي عمرو بن العلاء، فرفعَه في مجلسه وألقى له لِبْدَ بغلته، فقال شُبَيل: ألا تعجبون لرؤبتكم هذا؟ سألتهُ عن اشتقاق اسمِه فلم يدر ما هو؟ قال يونس: فما تمالكتُ إذْ ذكَر رؤبةَ أن قمت فجلستُ بين يديه ثم قلت: لعلَّك تظنُّ أنَّ معدَّ بنَ عدنانَ كان أفصحَ من رؤبة؟ فأنا غلامُ رؤبة، فما الرُّؤبة والرُّوبة والرُّوبة والرُّوبة؟ قال: فقام مغْضباً، فقال أبو عمرو: وما أردتَ، هذا رجلٌ شريف قَصَدنا. قال: فقلتُ والله ما تمالكت إذْ ذكر روبة أنْ قلتُ ما قلتُ. ثم فسَّر لنا يونس فقال: الرُّوبة: الساعة تَمِضِي من الليل. والرُّوبة: الحاجة؛ يقال: قُمت برُوبةِ أهلي، أي بحاجتهم. والرُّوبة: لبنٌ حامض يُصَبُّ على لبنٍ حليبٍ حتَّى يروب. والرُّوبة من قولهم: أعطِني رُوبةَ فَحْلك، أي جَمَامه. والرُّؤْبة مهموز: القِطعة من الخشب يُرقَع بها القَعْب. ومنه اشتقاق رئاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 ومن رجالهم: حارثٌ، وعديٌّ، ورئابٌ، وحُذَافة، والفاكه، وحُنْطَبٌ، وأبو أميّة، والزُّبير: بنو قيسِ بن عدِيٍّ، كانوا من رجال قريش، يلقَّبون الغَياطل. وكان قيسُ بن عديٍّ سيِّدَ قريشٍ في دهره غيرَ مُدافَع، وكان عبد المطلب يرقِّص ابنَه الحارث أو الزُّبير فيقول: يا بأبي يا بأبي يا بأبي ... كأنه في العزِّ قيسُ بن عَدِي وقد مرَّ تفسير الحارث، وحُذَافة، ورئاب. واشتقاق الفاكِهِ من قولهم: رجل فكِهٌ، أي ضحَّاكٌ مزّاح، وهو مأخوذ من الفكَاهة، وهو المِزَاحُ بعينهِ وحُسنُ الخُلق. وناقةٌ مُفكِهةٌ: غزيرةٌ طَيِّبة اللبن. وتفاكَهَ القومُ، إذا تمازَحوا. وقومٌ فَكِهونَ، أَي لاهُون. وكذا فسِّر في التنزيل والله أعلم، وقد قرئ: " فَكِهُون " و " فاكهون " فمن قرأ " فاكهون " فمن المُزاح والمُفاكَهة، ومن قرأ " فَكِهُون " فمن اللَّهو. والله عزّ وجل أعلمُ بكتابه. وحُنْطُبٌ وحُنْطَبٌ: حَنَش من أحناش الأرض. والحُنْظَب بالظاء المعجمة: الذَّكَر من الجراد. قال الراجز: آليتُ لا أجعلُ فيها حُنظُباً ... إلاَّ دَبَاساءَ توفِّي المِقْنَبا فالحُنْظُب: الذكر. والدَّباساء: الأنثى، والمِقْنب: كساءٌ فيه الحشيشُ، أو الجرادُ وما أشبهه، والغياطل: جمع غيطلة، وهو الشَّجر الملتفّ، واختلاطُ الظلام؛ يقال: كُنَّا في غَيطَلةٍ من الليل. وفسَّر قومٌ بيتَ زُهير: كما استغاثَ بَسيْءٍ فزُّ غَيْطلةٍ ... خافَ العُيونَ فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ قالوا هاهنا: الغَيطلة: البقرةُ الوحشية، والفَزُّ: ولدُها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 ومن رجالهم: أبو وَدَاعة، وأبو عوف: ابنا ضُبيرة بن سُعَيد بن سَعْد ابن سهم. فاشتقاق وَدَاعة من التَّرفيهِ والدَّعَة، وقد سمَّت العرب وَدَاعة ووديعة. وقولهم: ودَّعت الرجلَ وَدَاعاً، بفتح الواو، ووادعته مُوادَعةً ووِدَاعاً. والوَداع: ضربٌ من صَدَف البحر. وطائرٌ أودَعُ، إذا كانَ في أصل ذَنَبه أو مقدَّم صدره ريشةٌ بيضاء. وتقول العرب للرجل: دَعْ هذا، ولا يقولون: ودَعْتُه في معنى تركته؛ إذا صاروا إلى هذا قالوا: تركتُ. وفي التنزيل: " ما وَدْعَك رَبُّك وما قَلَى ". وأودعتُ فلاناً وديعةً أودِعُه إيداعاً. وبنو وادِعةً: بطنٌ من العرب. وبنو وَديعةَ، وبنو وادعة: بطونٌ من العرب. ومن رجال بني سهم وعظمائهم قيس بن عديّ، وقد مرّ ذكره. وكانت له قينتانٍ يجتمع إليهما فِتْيانُ قريش أبو لهبٍ وأشباهُه، وهو الذي أمرهُم بسَرِقة الغزال من الكعبة ففعلوا، فقَسَمه على قِيانِه، وكان غزالاً من ذهَب مدفوناً، فقطَعتْ قريشٌ رجالاً ممن سَرَقه، وأرادوا قَطْعَ يدِ أبي لهب فحمَتْه أخوالُه من خزاعة، فلذلك يقول بعض شعرائها: هُمُ منعوا الشيخَ المَنافيَّ بعدما ... رأى حَمَّة الإزميل فوقَ البراجِم والإزميل: الشَّفْرة، والحَمَّة: حدُّها، والبراجم: أصول الأَصابع التي تظهر في ظاهر الكفّ إذا قبضتَ على شيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 ومن رجالهم وشعرائهم: عبد الله بن الزِّبَعْري بن قيس بن عديّ، وهو الذي يقول: ليتَ أشياخِي ببدرٍ شَهِدُوا ... جَزَعَ الخزرجِ من وَقْع الأسَلْ حِنَ حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها واستحرَّ القَتْل في عبد الأشَلْ أَراد عبد الأشهَل، وهم فخذٌ من الأنصار. وهو الذي يقول: ألا لله قومٌ و ... لدَتْ أختُ بني سهمِ هشامٌ وأبو عبدِ ... منافٍ مِدْرَةُ الخَصمِ وذُو الرُّمَحينِ أشباكَ ... من القُوةِ والحَزْمِ فهذانِ يذودانِ ... وذا مِن كَثَبٍ يرمى وهم يومَ عُكاظٍ م؟ ... نَعُوا الناسَ من الهَزْمِ واشتقاق الزِّبَعري من قولهم: رجل زِبَعْرًى، إذا كان غليظاً كثير الشعر. والزِّبَعْرُ: ضَربٌ من الريحان يقال هو المرْو. وامرأة زِبعَراةٌ: غليظةٌ كثيرة شعر الجسد. ومن رجالهم: الحارث بن قيس، وهو الذي كان إذا وجدَ حجراً أحسن من حجر أخذه فعَبَده، وفيهِ نزلت: " أَفرأيتَ من اتخَذَ إلهَهُ هَوَاه ". والسائب بن الحارث كان مِن خيار المسلمين، قُتِيل يومَ الطائف شهيداً. واشتقاق السائب من قولهم: ساب يسيب، إذا جاد ونال من النَّيل. والماء السائب: الجاري على وجه الأرض. والسَّيَاب: البلح وَأكبر من البلح قليلاً. والسائبة: البعير ينذِر الرجلُ إذا قدِم من سفرٍ أن يُسِّبَ بعيرَه، فيعمِدُ إلى ظهره فيكِسِرُ منه فَقارَةً، ثمّ يدعُه فلا يُركَب ولا يُهاج، ولا يُمنَع من ماءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 ولا مرعى. وكذلك فسرِّ في التنزيل والله عزّ وجل أعلم. وركِبَ رجلٌ من العرب سائبةً فقيل له: تركبُ الحرامَ؟ فقال: " يركبُ الحرامَ مَنْ لا حلالَ له ". فأرسلَها مثلاً. ومنهم: الحجّاج بن الحارث بن قَيس، من فُرسان قريشٍ، قُتِل يومَ بدرٍ كافراً. واشتقاق حجّاجٍ من شيئين: إما من قولهم: حَجّاج: كثير الحج، أي فَعَّالٌ من ذلك. أوْ من قولهم: حَججت العظمَ أحجُّه حَجّاً، إذا قطعتَه من شَجّةٍ فأخرجتَه. وكلُّ شيءٍ قصدتَه فقد حججته. ومنه الحَجُّ. والحِجَّة: السنةُ، والحِجَّة: الواحدة. وسمِّي شهر ذي الحِجَّة لأنه آخرُ السَّنَة التي هو منها. والمحَجَّةُ: الطريقُ الواضحُ. ومنه الحُجَّة التي يحتجُّ بها الإنسان، كأنَّه يُوضِح عن نَفْسه. والحجُّ: القصد إلى الشيء. قال الشاعر: فهمْ أهَلاتٌ حولَ قيسِ بن عاصمٍ ... إذا أدلجوا بالليل يَدْعُون كوثَرا وأشهدُ من عوفٍ حُلولاً كثيرة ... يحجُّون سِبِّ الزَّبرقانِ المُزعْفَرا والسِّبُّ: الشُّقَّة، وهو في هذا الموضع العِمامة. وكانت سادةُ العرب تَصبُغُ عمائمَها بالزّعفران. وفسَّر أبو عبيدةَ هذا البيت تفسيراً لا أحبُّ أن أذكره ويقال لجمع الحجَّاج حاجٌّ وحِجٌّ. قال الشاعر، جرير: حِجٌّ بأسفلِ ذي المجازِ نُزولُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 والحَجِيج أيضاً والحَجَاة، وليس من هذا: النُّفَاخة على رأس الماء من المَطَر قالت الحنفيَّة: أقلِّبُ طرفي في الفوارسِ لا أرى ... حِزَاقاً وعيني كالحَجَاةِ من القَطْرِ وجمع حَجَاة حَجًى. ويقال: حَجَا بالمكان، إذا أقام به. فأمَّا الحَجْو فالضَّنُّ بالشيء. ومنه اشتقاق حَجْوة، وهو اسمٌ. وكذلك حُجَيَّةُ، وهو تصغير حَجْوة. وكان أَصله حُجَيْوَة فنقُلت عليهم الواو بعد ياء ساكنة فقلبوها ياءً وأدغموا الياءَ في الياء. والحِجا: العقل. ويقال: فلانٌ حَجِيٌّ بكذا وكذا، أي جدير به. ويقال: أحْجِ به أن يفعلَ، كما يقولون: أجدِرْ به أن يفعل. والحُجَيَّا من قولهم: حاجيتُك في كذا وكذا، وهي المحاجاة، وهو من اللعِب الذي يلعب به الصِّبيان في قولهم: ما كذا وكذا؟ فإذا أصاب قالوا: لك فرضٌ. ولغةٌ لأهل اليمن يندُبون به الميِّت، يقولون: يا حُجَيَّا عليك! أي ضِنِّي بك. والحُجَيَّا: تصغير حَجْوَى، مقصور. ومن رجالهم: خُنَيس بن حُذَافة، وهو زوجُ حفصةَ بنتِ عمر رضي الله عنه قبلَ النبي صلى الله عليه وسلم، هاجر إلى الحبَشة، وقُتِل يومَ بدرٍ مسلماً. ومن أشرافهم: أبو العاص بن قيس، قُتِل يومَ بدرٍ كافراً. وقد مرّ. ومنهم: نُبَيْه ومنبِّه ابنا الحَجَّاج، قُتِلا يومَ بدرٍ كافِرَين، وكانا سيِّديْ بني سَهْم، وفي ذلك يقول أبو عَزَّة، وكان شاعرَ قريش: تَركوا نُبَيهاً خَلْفَهمْ ومُنَبِّها ... وابنَيْ ربيعةَ خير خَصْمِ فِئامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 ونُبَيهٌ يمكن أن يكون تصغير نَبَهٍ. والنَّبَهُ: الشيء يَضِيع فلا يُطلَب لهوانِه أو لقلَّتهِ. قال الشاعر: كأنَّه دُمْلجٌ من فِضّةٍ نبَهٌ ... في ملبٍ من عَذارَى الحيِّ مفصُومُ والنابه: المرتفع الذَّكر العالي. ويقال هذا خَيْرٌ نابهٌ، أي عظيم. ورجل نبيهٌ، أي عالي الذكر. ومُنَبِّه مُفَعِّلٌ من الانتباه، من قولهم: نَبَّهه من نومه تنبيهاً. نبَّهتك عنْ كذا وكذا. أي عرّفتك مكانَه. وفلان أنْبَهُ من فلانٍ، أي أشهر منه في الناس. والنَّباهة المصدر. ومنه اشتقاق نَبْهان، وهو أبو قبيلةٍ من طيِّئ. ونَبُه الرجّلُ نباهةً، إذا صار نبيهاً. ومن رجالهم: العاصِ بن أميّة، قتِلَ يومَ بدرٍ كافراً. ومنهم صُبيرة بن سُعَيدٍ، من المعمَّرين، عاش مائةً وثمانين سنةً، وأدركَ الإسلامَ فلم يُسلِم. وفيه يقول الشاعر: مَن يأمَنُ الحَدَثانَ بَعْ ... دَ صُبيرةَ السهمِّيِّ ماتا سبقَتْ منيَّتُه المَشِي ... بَ وكان ميتتُه افتِلاتا أي فُجاءة. فتزوَّدُوا لا تَهلِكُوا ... من دُونِ أهلِكمُ خُفَاتا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 وصُبَيرة: تصغير صُبْرة. والصَّبرِ هو هذا الدَّواء المرِّ، بفتح الصاد وكسر الباء. والصَّبْر: ضجُّ الجزَع. رجلٌ صابر وصَبِير، والصَّبْر: الحبْس، ومنه قولهم: قُتِل صَبْراً، أي حُبِس حتَّى قتل. والصَّبِير سَحابٌ أبيضُ. وصَبَّارةُ: حَرَّةٌ معروفة. وبَيع الصُّبْرة معروف. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " اقتَلوا القاتلَ واصبِرُوا الصَّابر ". وأَصلُه أن رجلاً أمسكَ رجلاً حتى قتلَه، فحكم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بهذا، بِقَتْلِ القاتلِ وحَبْس الحابس حتَّى يموت. فالرجل مصبورٌ إذا كان محبوساً، وأَصبار كلِّ شيء: أعلاه. قال الشاعر: وَطًّفاءَ تملؤها إلى أصبارها ومن رجالهم: العاصِ بن وائل، أبو عمرو بن العاص، كان سيِّداً مطاعاً في قريش. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لمَّا أسلمْتُ دخلتُ المسجدَ فوثبَتْ عليَّ قريشٌ. فقالوا: صبأَ ابنُ الخَطَّاب! فما شكَكْتُ في الهلاك، فإذا رجلٌ آدمُ جسيمٌ، عليه بردانِ أسودانِ يقول: أنا له جارٌ! فتفرَّقُوا عنِّي. وقد مرَّ تفسير العاص. واشتقاق وائل من قولهم وأل يَئِلُ وَأْلاً، إذا نجا من الشيء وائل أي ناج. والوْألة: مَوضع مرابِض الغنم وأبعارِها، وهي الدِّمنة. يقال: تَجنَّبْ الوأْلة لا تَنزِلها. ويقال: واءلتُ الرَّجلَ مواءلةً ووئالاً، إذا طَلبَك فأعجزتَه. والمُوائل: المبادِر ليُعجزِ. وفي العاصِ بن وائلٍ: " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 إِنّ شانئَكَ هو الأبتر " وفيه نزلت: " أَرأَيتَ الذي يُكذِّب بالدِّين " الثلاث الآيات. تسمية رجال بني جمح ومن رجال بني جُمَحَ: أمَيَّةُ بن خَلَفٍ. وقد مرَّ تفسير أمية. وخَلَفٌ من قولهم: خَلَفٌ صالح وخَلَفٌ سَوءٌ. وكلام خَلْفٌ، إذا كان خطأً. ومثلٌ من أمثالهم: " سكتَ ألفاً ونطَقَ خَلْفاً "، للرجل يُكثِر الصَّمت ثم يتكلَّم بالخطأ. والخُلوفُ: تغيُّر فِم الإِنسان من صومٍ أو جوع. والخُلوف: الحيُّ يغزو رجالُهم ويبقَى النِّساء، حيٌّ خُلوفٌ. والخَلِيف: الطَّريق في الرمل. والمُخْلف: الذي يَحمِل الدَّلوَ من البئر إلى حَوض الإبل، والذي يستقى من بعدُ فيجيء بالماء إلى الحيّ، وخَلِيفةٌ معروف، والجمع خلائف. وأما خلفاءُ فجمع خليف. وخَلِيفة الشَّجر: ثَمرٌ بعدَ ثَمَر. وتَركْتُ القومَ خِلْفةً، أي مختلطين بعضُهم في بعض. قال زُهير: بها العِينُ والآرام يَمشِين خِلْفةً ... وأطلاؤُها يَنَهضْنَ مِن كلِّ مَجثِمِ والخالفة: آخر عمودٍ من أعمدة الخباء. وأخلَفَ الرجلُ مَوعِدَه إخلافاً. وتقول: خَلَفَ اللهُ عليك بخيرٍ. ورجلٌ خِلَفْنَةٌ: كثيرُ الخِلاف. ومَخاليف اليمن: قُراها. وأَصابت الإنسانَ خِلْفَةٌ. وشَرِبَ دواءَ فأخلفَه إخلافاً. وبعيرٌ مُخْلِفٌ، إذا أتى عليه سنةٌ بعد بُزوله. قال الشاعر: ما تَنقِمُ الحربُ العَوانُ منِّي ... مُخْلِفُ عامينِ حديثٌ سنِّ وقد سمَّت العرب خَلَفاً، وخَلِيفاً وخَليفةَ، وخُلَيفاً وخُلَيفة. والخِلاف: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 شجرٌ معروف. قُتِل أمَيَّةُ يوم بدرٍ كافراً، وكان من عظماء قريش. صَفْوَان بن أميَّة. واشتقاق صَفْوان من الصَّفَا والصَّفا: الحجارة والصَّخرة الصُّلبة. يقال صَفْوانٌ وصَفاً مقصور، الواحدة صفاةٌ، ويجمع صُفِيٌّ أيضاً. وفي التنزيل: " صَفْوانٍ عَلَيْه تُرابٌ " قال الراجز، الأخيلُ: كأنَّ مثُنَىَّ من النَّفِيِّ ... مِن طُولِ إِشرافِي على الطَّوِيِّ مَواقعُ الطَّير على الصُّفِيِّ والصَّفاء من المصافاة ممدود. وصفاء الشيء، أي نقاؤه من الكدَر. ويقال: ماءٌ في مَتْن الصَّفا. وقد سمَّت العرب صَفِيّاً. وصَفِيَةُ: اسم امرأةٍ. وفلانٌ صِفُوة فلانٍ، أي صديقه. واصطفيتُ الشيءَ، أي اخترته، وهو افتعلت من الصفاء. ومنهم: أبيُّ بن خَلَف. وأبَيُّ: تصغير أبٍ مخفَف، لأنَّه كان أصله أَبْوٌ. فأمَّا الأَبُّ بالتنفيل فالمرعَى، من قوله عزّ وجلّ: " وفاكهةً وأَبّاً ". والإِبَة: العار. قال الشاعر: فكفى بهِ إِبةً عَلَيَّ وعارا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 أُبيٌّ قَتَلَه النبي صلى الله عليه وسلم يومَ أحدٍ مبارَزةً بحربَةٍ، وأخَذَ سيفَه ذا الفَقار. وفي أبَيِّ بن خلفٍ نزلت: " وضَرَبَ لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَهُ "؛ فإنَّه جاءَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعَظْمٍ حائلٍ، فجعل يفُتُّه وينفُخه في الرِّيح ويقول له: مَن يُحْيي هذا يا محمد؟؟! وزعَموا أنَّ بلالاً رحمه اللهُ ورجلاً من الأنصار، قَتَلاَ أميَّةَ بن خلَف، وعَلِيَّ ابن أمَيَّةَ، يومَ بدر. قال: وكان ابنُ إسحاقَ يحدِّث عن عبد الرحمن بن عوف في المغازي أنه لما هزم المشركونَ قال عبد الرحمن: فسَلَبتُ أدراعاً فحملتُها، فإذا أميّةُ آخذٌ بيد ابنهِ عَليٍّ. وكان عبد الرحمن في الجاهليّة يسمَّى عبدَ عوف، فقال لي: يا عبدَ عوف! فلم أُكلِّمُه، فقال لي: يا عبد الرحمن! فقلت: ما تشاء؟ فقال: هل لك في أن تأسِرَني وابني فنحنُ خيرٌ لك من أدراعك. فالقيتُ أدراعي وأخذت بأيديهما فلقِيَنا بلالٌ، وكان أميّةُ يعذِّب الناس بمكة، فقال: أميَّة بن خَلَفٍ رأسُ الكفر! فاعتوروهما بأسيافهم حتَّى قتلوهما. فكان عبد الرحمن يقول: ذهبَتْ أدرعي وقُتِيل أُسِيرِي. وكان أميّةُ مولى بلالٍ، فاشتراه أبو بكرٍ رضي الله عنه وأعتَقَه. ومنهم: ربيعةُ بن أميّةَ بن خَلَف. وسترى تفسير ربيعةَ في موضعه. وكان ربيعةُ هذا من آنَفِ العرَب وأسخاهم، وجلَدَه عمرُ رضي الله عنه الحدَّ في الخمر، وحلفَ أن لا يقيمَ بأرضٍ حُدَّ فيها، ولا يدينَ مَنْ حَدَّه، فحمله الأَنَف إلى أن أتى الرُّومَ فمات بها نصرانيِّاً. ومن رجالهم: أبو دَهْبَل. دهبل دهبلةً، إذا مشى مشيْاً ثقيلاً. واشتقاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 زَمَعة من شيئين: إمَّا من الزَّمَاع، وهو العزمُ على الشيء، من قولهم: رجلٌ زميعٌ، أي ماض في الأمور. والمصدر الزَّماعة والزَّماعُ. وتقول العرب: أزمعتُ كذا وكذا. أو يكون من الزَّمَع، والزَّمعةُ المتعلِّقة فوقَ الظَّلف كالظُّفر من الشاء والظِّباء وما أشبههما. والزَّمَع: شبيهٌ بالفَزَع يعتري الإنسان. ومنهم: وهب بن عُمَير. وقد مرّ تفسيره. كان من أحفَظِ النَاس، وكانوا يقولون: له قَلْبانِ! من حِفْظه. فأنزل الله عزّ وجلّ: " ما جَعَل اللهُ لرجُلٍ مِن قَلبَيْنِ في جَوْفه ". فأقبلَ يومَ بدرٍ منهزماً، نعلاه واحدةٌ في يدِه، وواحدةٌ في رجله، فقالوا: ما فعلَ الناسُ؟ قال: هُزِموا. قالوا: فأينَ نعلاك؟ قال: هي في رجلي. قالوا: فما هذه في يَدك؟ قال: ما شَعَرت. فعلموا نْ ليس له قلبان. ومن رجالهم: جَميل بن مَعْمَر، وكان من أنَمِّ قُريشٍ، لا يكتُم شيئاً. ولمَّا أسلمَ عمرُ جاء جَمِيلٌ فأخبر قريشاً أنَّه قد صَبَا، وقال أبو خِراشٍ الهُذَليّ: فجَّعَ أصحابي جميلُ بن مَعمرٍ ... بذي فَجَرٍ تأوي إليه الأراملُ واشتقاق جَميلٍ من شيئين: إمَّا من الجمال، رجلٌ جميلٌ بيِّن الجَمال، ورجل حُسَّانٌ جُمَّالٌ، أي حسنٌ جميل. وقلَّ ما يتكلَّمون به. أو يكون من الشَّحم المُذَابِ، وهو الجَميل. وفي حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهودَ، حُرِّمَتْ عليهم الشُّحوم فَجَملوها وباعوها "، أي أذابوها. قال الشاعر: فإِنَّا وجَدْنا النِّيب إذ يَعقِرونَها ... يُعشّى بِنينَا شَحمُها وجميُلها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 وتقول العرب: نزلتُ بفلانٍ فما عَفَّفَني ولا جَمَلني، أي لم يَسْقِني المعُفافة، وهي باقي اللَّبَن في الضَّرع، ولم يُذِبْ لي الشَّحم. ومن رجالهم: عُثمانُ وقُدامة، وعبدُ الله: بنو مَظْعون. وقُدَامة: فُعالة من الإقدام على الشيء. وقُدامَةُ ولاَّه عمرُ رضي الله عنه البحرَينِ، فشهِد عليه الجارودُ بن المنذر، وأبو هُريرةَ الدَّوسيُّ، أنّه شرِب الخمر، فجَلدَه عمر. ومنهم: أبو عَزَّةَ الشاعر، وهو عَمرو بن عبد الله، كان يحضِّضُ على النبي صلى الله عليه وسلمن فأُسِرَ يومَ بدر، فقال: يا محمد: إنِّي رجلٌ مُعِيلٌ، ولي بناتٌ فامنُنْ عليَّ. فمنَّ عليه، فقال: لا أقاتل محمَداً أبداً! فلمَّا رجع إلى مكَّة ضمِنَ له صَفْوانُ بن أميِّةَ عيالَه، فرجَع يومَ أُحدٍ يحضِّض على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: إيهاً بني عبدِ مَناةَ الرُّزَّام ... أنتم حماةٌ وأبوكم حامْ لا تَعِدُوني نَصرَكمْ بعدَ العامْ ... لا تُسلِمُوني لا يحلُّ إسلامْ فأسره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال: امنُنْ عليّ! فقال: " لا تمسَحْ عارضَيْك بالحِجْر وتقول: خدعتُ محمّداً مرَّتين ". فقتَلَه صَبْراً. وقد مرَّ تفسير عَزّة في عبد العُزَّى. ومن رجالهم: جابرٌ، وجُنَادة: ابنا سُفيانَ، من مهاجِرة الحبشة، واشتقاق جابر من قولهم: جَبَرتُ العَظْم فجَبَر. وأجبرتُ الرجلَ على كذا وكذا، أي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 قهرته. والجَبِيرة: الدُّملوج أو المِعضَد. وجَبِيرةُ: اسمُ امرأةٍ. والجَبيرة أيضاً، والجمع جبائر: الخشبُ الذي يُشَدُّ على العظم إذا انكسرَ. وقد سمَّت العربُ جابراً، وجُويبِراً، وجَبَّاراً. واشتقاق جُنَادة من الجَنَد، وهي الأرضُ الغليظة المتكاثفة. وأحسِب اشتقاقَ الجُنْد من هذا. وقد سمَّت العرب جُنادةَ، وجَنَّاداً. والجَنَد: موضعٌ أيضاً. وجُنَيدٌ أيضاً: اسمٌ. ومن رجالهم: مُسافِع بن عبدِ مَنافٍ الشاعر. ومُسافِع: مفاعل من السَّفْع. والسَّفْع: الأَخْذ بالناصية. وفي التنزيل: " لنَسْفَعاً بالنَّاصية ". قل الراجز: القومُ بينَ سافعٍ ومُلجِم أي منهم من قد ألجم فرسَه، ومنهم من أخَذَ بناصيته ليُلجِمَه. والسَّفْع أيضاً يقال: سفَعتْه النَّارُ تسفَعُه سَفْعَاً، إذا نالَه حرّثها. والسُّفْعة: حُمرة فيها كدرةٌ وسَواد. والمِسْفَعة: أَلية الكَبْش أو النعجةِ، لغة يمانية. ومن رجالهم في الإسلام: عبد الرحمن بن سابطٍ الفقيه. واشتقاق سابطٍ من السُّبوطة والسُّهولة، من قولهم: شَعَر سَبْطٌ، خلافُ الجَعْد. وفلانٌ أَسبَطُ يداً من فلانٍ، إذا كان أجودَ منه. والسَّبط من أسباط بني إسرائيل: اثنا عشر ولدُ يعقوب، وهم الأسباط الذين ذكرهم الله عزّ وجلّ في التنزيل. والأسباط: اسمُ نبيٍّ، والله عزّ وجلّ أعلم وغَلِط رؤبةُ فسمَّى الرجلَ سِبْطاً: كأنّه سبطٌ من الأسباطِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 ومنهم: ابنُ أبي حُمَيضة وهو تصغير حَمْضة. والحمض: ضروبٌ من النَّبت يجمعها الحَمْض، منه الرَّمرام، والجَثْجاث، وهو الذي يتّخذ القِلْيُ منه. والخِذْراف: الثَّرمَد. والحُرُض: الأشنان. والقُلاَّم: ثمر القَاقُلَّى. ومنه الرِّجْلة، ومنه بَقْلةُ الحمقاءِ في بعض اللغات، وما أشبَهَ ذلك. وإذا رعت الإبلُ هذه الأشجارَ فهي حوامض، وأهلها مُحْمِضون. ومثلٌ للعرب: " أنتَ مختلٌّ فتحَمَّضْ "، إذا كان متعرِّضاً للشرّ. قال رؤبة: جاءوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا والأصل في هذا أنَّ الإبلَ تَرعى الخُلَّة، والخُلَّة ضدُّ الْحَمْض، ثم تَتُوق إلى الحمض؛ لأنَّه شجرٌ فيه ملوحة. والحُمَّاض: نبت معروف. ومن رجالهم: أبو مَحذُورة، مؤذِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه مِعْيرَ بن أوس لَوْذان. ومحذورة: مفعولة من الحَذَر. ويقولون: حَذارِ من كذا وكذا، أي أحذَرْ، في وزن فَعَال. قال أبو النجم: حَذَارِ من أرماحنا حَذَارِ ... أو تجعلوا مِن دُونِكم وَبارِ والحِذَار: مصدر حاذرتُه محاذَرةً وحِذاراً. واشتقاق أوسٍ من قولهم: أُسْتُه أيوسُه أوساً، إذا أعطيتَه. قال النابغة: وكان الإلهُ هو المسْتَآسا أي المُستَعْطَى، وأُوَيس: اسمٌ من أسماء الذئب. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 يا ليتَ شِعري عنكَ والأمْرُ أَمَمْ ... ما فَعَل اليومَ أويسٌ في الغنمْ ومِعْيَر: مِفْعل من عار الفرس يَعير عِياراً. والفرسُ عائر. وكلُّ مَن أكثَر الذَّهابَ والمجيءَ فهو عيَّارٌ؛ وبه سمِّي الأسد عيّاراً. قال الشاعر: عيَّارٌ بأوصالِ أي تيملَّقها من موضعٍ إلى موضع. قال الشاعر في أبي مَحذورة: كَلاَّ وربِّ الكعبةِ المستوره ... وما تلا محمدٌ مِن سُوره والنَّعَراتِ من أبي محذوره فلما قُبِض النبيُّ صلى الله عليه وسلم لم يؤذِّن لأحد. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي محذورة، وأبي هريرة، وسَمُرة بن جُندَبٍ الفَزاري: " آخرُكم موتاً في النَّار " فمات أبو محذورة قبلهما، ومات أبو هريرة قبل سَمُرة. رجال بني عدي بن كعب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد مرّ تفسيره. وسَعْد بن زيد، وزيد بن الخطَّابِ قُتِل يومَ اليمامة، وقد مرّ ذكره. ومن رجالهم في الجاهلية: زيد بن عمرو بن نفيل، وكان قد تألَّهَ ورفضَ الأوثانَ، ولم يأكلْ من ذبائحهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يُحشَر أُمّةً وحدَه " وكان النبيُّ عليه السلام قبلَ الوحي قد حُبِّبَ إليه الانفرادُ، فكان يخلو في شِعاب مكّة، قال: " فرأيتُ زيدَ بن عَمرو بن نفيل في بعض المَشَاعب، وكان قد تفرَّدَ أيضاً، فجلستُ إليه وقرَّبتُ إليه طعاماً فيه لحم، فقال لي: يا بنَ أخي، إنِّي لا آكُل من هذه الذبائح ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وقال فيه الشاعر: رَشِدْتَ وأَنعمتَ ابنَ عمرٍو وإنَّما ... تحنَّبتَ تَنُّوراً من النَّار حاميا وقال زيدٌ في تجنُّبه الأصنام: فلا عُزَّى أَدِينُ ولا ابنتَيْها ... ولا صَنَميْ بني عمرٍو أزورُ أربّاً واحداً أمْ ألفَ ربٍّ ... أَدِينُ إذاً تقَسَّمت الأمورُ ومنهم: البَخْترِيُّ بن الحرّ. والبختريُّ مشتقُّ من التَّبختر. والتَّبختر: مِشيةٌ فيها خُيَلاء. وناقةٌ بَخْتريّةٌ، إذا كانت حسنةَ المِشية. وقد سمَّت العرب بَختريّاً وبَخْتَراً. والحُرُّ: ضدّ العبد. حُرٌّ بيِّن الحُرُوريّة والحرِّيّة. وعبدٌ محرَّر: مُعْتَق. وفي التنزيل: " نَذَرْتُ لَكَ ما في بَطنِي مُحرَّراً " يقال والله أعلمُ إنَّها أرادت: إنَّه خادمٌ لك، وهو حُرٌّ. ومُحَرَّرُ بنُ أبي هريرة، يُحدَّثُ عنه. والحَرُورية الذين خرجوا على عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، نُسِبوا إلى حَرُوراء: موضعٍ اجتمعوا فيه. والحُرُّ: طائرٌ معروف. والحُرّ: ضربٌ من الحيات. والحَرِير معروف. والحَرّةُ: أرضٌ غليظة تركبُها حجارةٌ سُود، والجمع حِرارٌ. وقال الأصمعيِّ: سألتُ أعرابيِّاً غَنَويّاً عن جمع حَرّةٍ، فقال: حِرَّين، وسالتُ آخر من قيسٍ عن ذلك فقال: حَرِّين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أُخبرْنا عن أبي عبيدة قال: لمَّا فرغ عليٌّ رضي الله عنه من الجمل فَرَّق في رجالٍ ممَّن أبلَى، فأصاب كلُّ رجلٍ منهم خَمسَمائةٍ، فكان فيمنَ أُخذَ رجلٌ من بني تميم، فلما خرج إلى صِفَّينَ خرج ذل الرجلُ فلقِيَ ضرباً أنساه الدراهم، فرجَع إلى الكوفة فقالت له ابنته: أين المال؟ فأنشأ يقول: إنَّ أباكِ فَرَّ يومَ صِفِّينْ ... لَمَّا رأى عَكَّا والأشعريِّينْ وحاجباً يَستَنُّ في الطائيِّينْ ... وذا الكَلاَع سيِّدَ اليمانِينْ وقيسَ عيلانَ الهوازنيِّينْ ... قال لنَفْس السَّوء هل تَفرِّينْ لا خَمْسَ إلاّ جَنْدلُ الأحَرِّينْ ... والخَمْسُ قد أَجشَمَتِ الأمَرِّينْ جَمْزِاً إلى الكوفة من قِنَّسْرينْ ومن رجالهم: مَعْمر بن عبد الله بن نَضْلة بن عبد العُزَّى بن حُرْثان، من مهاجرة الحبشة، وقد مر تفسير نسبه. واشتقاق نَضْلة من قولهم: نَضَله يَنْضُله نَضْلاً في الرمْي وما أشبَهُ، فنَضْلة: مرّةٌ واحدة. والقوم يتناضلون، إذا تراموا. والمصدر النِّضال، فالغالب ناضلٌ والمغلوب منضول. ومنهم: النَّحَّام، واسمهُ نَعيم بن عبد الله بن أُسِيدٍ، قتل يومَ مُؤْتةَ شهيداً. وإنَّما سمِّيَ النَّحامَ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دخَلتُ الجنَّةَ فرأيت فيها أبا بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما وسمِعتُ فيهما نَحْمةً من نُعَيم " والنَّحْمة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 شبيهٌ بالكلِمة يسمعها الإنسان فيعرِف صاحبها، ولا يعرف الكلمة بعينها. والنَّحَّام: فرس سُلَيكٍ، وهو فارسٌ من فُرسان الجاهلية قال فيه فارسُه سُليك: كأنَّ حوافرَ النَّحَّامِ لما. تروَّحَ صُحبتي أُصُلاً مُحَارُ ونُعَيم: تصغير أنْعَم وتصغير نُعْم. وأصلُه من النِّعمة. وقد سمَّت العربُ النُّعمان، وهو فُعلانُ من هذا؛ وأنْعَمَ، وهو أبو بطنٍ من الأزد. والتَّناعُمُ لهم خِطّةٌ من البصرة، وهم من العَتِيك منسوبون إلى موضعٍ بعُمان يقال له تَنْعُمُ. وعيشٌ ناعم، وكذلك نبتٌ ناعم، إذا كان رَخْصاً ليِّنا. والنَّعيم: ضدَّ البؤس. والنَّعْمة: ما تنعَّم به الإنسانُ من مأكلٍ أو مشرب، بفتح النون. والنِّعمة: ما أنَعَمَ الله عزّ وجل على الإنسان في معيشته وبدنه. والنَّعماء من هذا اشتقاقها. والأنعام: اسمٌ تُخَصُّ به الإبلُ، والنَّعَم أيضاً كذلك. قال الراجز: أصحابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ ويُجمع النِّعَم أنعاماً، والأناعيم جمع الجمع، والنعامة معروفة. والنعامة: شجرة يَتَظلَّل بها الرَّبية الذي يقال له الدَّيدَبان. قال الهذلي: وَضَع النَّعاماتِ الرجالُ برَيْدِها ... من بينِ مَخفوضٍ وبينِ مُظَلَّلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وفسّر قومٌ بيتَ عنترة: ويكونُ مَركَبُكِ القَعودَ ورحلَه ... وابنُ النَّعامة عِند ذلكِ مَركَبِي فقال قومٌ: بل ابن النَّعامة الطريق. وقال قومٌ: ابنُ النعامة: باطنُ القدم. من قولهم: تنعَّمتُ إلى فلانٍ، إذا مشيتَ إليه حافياً. والنَّعامة: فرسُ الحراث بن عُبَادٍ التي يقول فيها: قَرِّبا مَربِطَ النَّعامةِ مِنِّي ... وائلٌ أصبحَتْ على بَلبالِ وأبو نعامة: قَطَريُّ بن الفُجَاءة، قال يومَ قُتِل: أنا أبو نَعامةَ الشَّيخُ الهِبَلّ ... أنا الذي وُلِدتُ في أُخرى الإِبلْ قتله ابنُ الحرِّ ورجلٌ كلبيٌّ بالرَّيّ، وكان في مُعَسكَرِه سفيانُ بن الأبرد الكلبيّ. والنعائم الواردة فالنَّعائم الواردة أربعة كواكبَ على خِلْقة بنات نعش، إلاَّ أنّ فيها استطالةً. ودَيْرُ نُعمٍ: موضع. قال الشاعر: قَضَت وطَراً من دَيرِ نُعمٍ وطال ما ... على عَجَلٍ ناطَحْنَه بالجماجمِ وكان نُعيمانُ رجلاً من الأنصار، زعموا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يَرَه إلاَّ ضحكَ. وذكر بعضُ أهِل العلم أنَّ نُعَيمانَ اشترى بعيراً من سوق المدينة، فأدخلَه بعضَ الحِيطان فنحَرَه، وجاء صاحبُ البعير إلى النبي صلى الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 عليه وسلم يشكو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قُوموا بنا إليه " فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: دَلَلْتَهم عَلَيَّ! والذي بَعَثك بالحقِّ لا وَزَن غيْرك ثَمَنه! فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأمَرَ مَنْ وزن ثمنَه. والأنعمَانِ: موضعٌ بنجد. ومن رجالهم: النُّعمان بن عَدِيّ، من مهاجِرة الحبشة، وقد مر تفسيره، وولاَّه عمرُ رضي الله عنه مَيْسان، فبلغَ عمرَ شعرٌ قاله: مَنْ مُبْلِغُ الحسناءَ أنّ حليلَها ... بمَيْسان يُسقَى في زُجاجٍ وحَنْتَمِ إذا كنتَ نَدمانِي فبالأكبر اسقِنِي ... ولا تَسقِني بالأصغر المتثلِّمِ إذا شئتُ غَنَّاني دَهاقِينُ قريةٍ ... ورقّاصة تَجْذُو على كلِّ مَنْسِم لعلَّ أميرَ المؤمنين يُسوءُه ... تنادُمُنا في الجوسق المتهدِّم فبلغ ذلك عمر فقال: والله أنَّه ليسوءُني! وعَزَله. ومن رجالهم: مُطيع بن نَضْلة، كان اسمه العاص فسمَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُطيعاً. وابنه: عبدُ الله بن مطيع، ولاَّه ابنُ الزُّبير الكوفة، فأخرجه منها المختار، فلحِق بابن الزُّبير وقُتِل معه يومَ قُتل، وارتجز ذلك اليوم: أنا الذي فررتُ يومَ الحَرَّه ... فاليومَ اَجزِي كَرّةً بفَرّه والحرُّ لا يفرُّ إلاّ مَرّه ومن رجالهم: أبو جَهْم بن حُذَيفة. وكان أعلمَ النَّاس بأنساب قريش، وكان يُخَاف للسانِه. واشتقاق جَهْمٍ من الجهامة، وهو غِلَظ الوجْه، وبه سمِّي الأسدُ جَهْماً. ومنه قولهم: تجهَّمَني فلانٌ، إذا لقِيَني لقاءً بشِعاً، أي جهماً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 والمصدر الجَهامةُ والجُهومة. وقد سمَّت العرب جَهْماً، وجُهَيماً، وجاهِمةَ. والجَهَام: السحاب الذي قد أراقَ ماءه. ومن رجالهم: حُذَافة بن غانِم بن عامرٍ الشاعر، الذي يقول: اصرفْ قوافِيَكَ الكرامَ لمعشرٍ ... لسَرَاتهم فضلٌ عليَّ وأنعُمُ لبني المغيرةِ كَهْلِهمْ وشَبابهم ... إياهُم أحبو بها وأُكرِّم ورِثُوا السِّيادةَ كابراً عن كابرٍ ... وبنو هشامٍ قُدِّموا فاستَقدَموا وقد مر تفسير حذافة. وغانِم: فاعل من الغُنْم. والغُنْم والغنيمة سواء، وكذلك المغنم، والجمع مغانم، وقد سمَّت العرب غانماً، وغُنَيماً، ويَغْنَم. والغَنَم يجمع الشاءَ كلَّها، ضانَها ومَعَزَها، لا واحدَ لها من لفظها. ويجمع غنَمٌ أغناماً. وتصغير غنم غُنَيم، ويجمَع غنيماتٍ. واغتنم الرجُل الشيءَ، إذا أخذَه كالغنيمة. وبنو غَنْمٍ: بطن من بكر بن وائل، وأحسِب أنَّ في عبد القيس بطناً يُنسبون إلى غَنْم. وغَنّامٌ: اسمٌ. رجال بني مرّة بن كعب بن لؤيّ وقد مرّ تفسيره بأسره. سعد، وشُكَامة، والأحَبّ: بنو تَيم. ودَرَج الأحبُّ فلا عقبَ له. وقد مرَّ تفسير تيمٍ، والأحبِّ، وسعدٍ. واشتقاق شُكامة من الشُّكْم والشَّكْم، لغتان، وهو العَطاء. يقال: شكمته وأشكمته، إذا أعطيتَه. قال الشاعر: أم هل كبيرٌ بكَى لم يَقضِ عَبْرتَه ... إثْرَ الأحبَّةِ يومَ البين مشكومُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وقال طرفة: أبلغْ قتادةَ غير سائِلهِ ... عنِّي الجزاءَ وعاجل الشِّكم وشكيمة الإنسان: شدَّتُه وقوّته. وشكيمة اللجام: الحديدة المعترِضة في فم الفرس، والجمع شكائم. ومِشْكَمٌ: اسمُ رجلٍ. زَعَموا أنَّ أبا مسلم صاحبَ الدولة كان اسمُه عبدَ الرحمن بن مِشْكَم. وقال قومٌ: لا يعرف له أب. وأبو بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه وقد مرّ ذكره وتفسيره. وطلحة بن عُبَيْد الله، وقد مرّ ذكره وتفسيره. ومن رجالهم: لا بل رجالِ قريش قاطبةً: عبدُ الله بن جُدْعانَ بن عمرٍو، وكان سيِّدَ قريشٍ في الجاهلية. وقد مرَّ تفسير عَبْدٍ. وجُدْعانُ فُعلانُ من الجَدْع من قولهم: جدعتُ أنفَه جدعاً، إذا قطعتَه. وربَّما سمِّي المقطوع الأذنِ أجدعَ أيضاً. وقال رجلٌ لعمّار: يا أجدع! فقال: خيْر أذنيَّ سبَبتَ؛ لأنها قُطِعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال: جَدَعْتُ غِذاءَ الصبيِّ وأجدعتُه، إذا أسأتَ غِذاءه، فهو جَدِعٌ ومجدوعٌ أيضاً. قال الشاعر: تُصمِتُ بالماء تَولباً جَدِعا ومن مُلح الأعراب: أنَّهم كانوا إذا تزوَّج الرجلُ فلم يُولمِ اجتَمعوا عليه فقالوا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 أولِمْ ولو بيربوعْ أو بقُرادٍ مجدوع قَتَلتَنا من الجوعْ وقد سمَّت العرب جُدَيعاً، ومجدَّعاً، وجُدَاعة وهو أبو بطنٍ منهم، وأجدعَ. ومجدَّعٌ: اسم رجلٍ منهم من ساداتهم. أخبر بعضُ أهلِ العلم عن الأعشى بن نَبّاش بن زُرارة بن وَقْدان، أحدِ بني تميم، وكان نبّاشٌ زوجَ خديجةَ بنتِ خُوَيلدٍ قبل النبيِّ صلى الله عليه وسلم فولدت له هنداً وهو أبو هالة، وسترى تفسيره في نسب تميم إن شاء الله، قال: خرجتُ في الجاهلية في عِيرٍ لقُريشٍ نريد الشام، فنزَلْنا وادياً يقال له عَزُّ فَعرَّسْنا به، وانتبَهتُ في آخر الليل فإذا شيخٌ قائم على صخرةٍ وهو يقول: ألا هَلَك السَّيَّالُ غيثُ بني فِهرِ ... وذو العزّ والباع القديم وذو الفَخرِ قال: فقلت: والله لأجيبنَّه. فقلت: ألا أيُّها الناعي أخا الجودِ والفخرِ ... مَنِ المرءُ تنعاه لنا من بني فهرِ قال: فأجابنَى: نَعيتُ ابنَ جُدعانَ بن عمرٍو أخا النَّدى ... وذا الحسب القُدْموِسِ والمنصِب الكُبْرِ قال: فأجبته: لعمرِي لقد نَّوهتَ بالسيد الذي ... له الفضلُ معروفٌ على ولدِ النَّضرِ قلت: فما عِلمُك بذلك؟ فقال: مررتُ بنسوانٍ يخمِّشْنَ أوجهاً ... عليه صباحاً بين زمزمَ والحِجرِ فقلت مجيباً: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 مَتَى، إنَّما عهدِي به مُذْ عَروبةٌ ... وتسعةُ أيّامِ لِغُرّة ذا الشَّهرِ فقال: ثَوَى بين أيّامِ ثلاثٍ كوامل ... مع اللَّيل أو في الصّبح من وَضَح الفجرِ فانتبهَت الرُّفقةُ بمخاطبتي له، فقالوا: مَن نَعَى لك؟ فقلت: نَعَى عبد الله ابن جُدعان. فقالوا: لو بقي أحدٌ لسخاءٍ أو عِزٍّ وَمجد لبقي عبد الله بن جُدْعان! فقال الجنَّيّ: أرى الأيامَ لا تُبقِي عزيزاً ... لعزّتِه ولا تُبقي ذليلاً فقلت له: ولا تُبْقِي من الثَّقَلين شُفْراً ... ولا تُبقي الحُزُونَ ولا السُّهولا قال: فانصرفْنا إلى مكّة فوجدناهُ قد مات في تلك الليلة التي ذكرها. وكان أميّةُ بنُ أبي الصَّلت مدّاحاً له ونديماً، فشرب يوماً وكانت لابن جُدعان قَينتانِ، فلما شرِب أميّةُ نَظَر إلى إحدى القَيْنَتين فغامَزَتْه فوقعت في قلبه فباتَ ساهراً، فلمّا أَصبح غدا إلى عبد الله بن جُدعان وأنشأ يقولك أأذكرُ حاجتي أمْ قد كفاني ... حَيَاؤُك إِنّ شيمتَك الحياءُ وعِلُمك بالحقوق وأنتَ قَرْمٌ ... لك الحسبُ المهذَّب والسَّناءُ كريمٌ لا يغيِّرهُ صباحٌ ... عن الخُلُق الكريمِ ولا المَساء إذا أثنى عليك المرءُ يوماً ... كفاه مِن تعرُّضِه الثَّناءُ تبارِي الرِّيح مكرُمةً ومَجداً ... إذا ما الكلبُ أجْحره الشِّتاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 فقال عبد الله بن جُدعان: قد عرفتُ حاجتك، هي الجاريةُ خُذ بيدها. فقال أمية: عطاؤك زينٌ لامرئٍ إنْ حبوتَه ... بخيرٍ وما كل العطاءِ يَزِينُ وليسَ بشَيْنٍ لامرئٍ بذلُ وجههِ ... إليكَ كما بعضُ السؤال يَشِين أخبرنا أبو حاتمٍ عن الأصمعي قال: قال أميّة في عبد الله بن جُدْعان: سقَى الأمطارُ قبرَ أبي زُهيرٍ ... إلى شُقْف إلى بِرْكِ الغِمادِ ومالِي لا أحيِّيهِ وعندي ... مواهبُ يطَّلِعن من النِّجادِ له داعٍ بمكَةَ مُشمعِلٌّ ... وآخرُ فوقَ دارته يُنادِي إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى عليها ... لُباب البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ ومنهم: عبد الله بن أبي مُلَيكةَ الفقيه، من ولد عبد الله بن جُدْعان. ومنهم: قُنُفذ بن عُمَير بن جُدعان، ولِيَ شُرطَ عثمانَ بن عفّانَ رضي الله عنه. واشتقاق قُنفُذ من فعلٍ ممات، وهو فُنعُلٌ. وزعم الخليل أنَّ كل اسمٍ رباعيّ في كلامهم ثانيه نون أو همزة فلك أن تقول فُعْلُل وفُعْلَل، مثل جندُب وجندَب، وعُنصُرٍ وعُنصُر. إلاَّ أنَّهم لم يقولوا قُنْفَذ، ولم يجيء في شعر ولا غيره. والقَفْذ: كلامٌ قديم متروك، وأصله زعموا التفبُّض والتجمُّع. قَفِذَ يَقْفَذ قَفَذّا، وتقفَّذاً، إذا اجتمع ودخلَ بعضُه في بعض. وطلحةُ بن عُبيد الله، كان يسمَّى الفيَّاض، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم حين تطامَنَ للنبي صلى الله عليه وسلم فعَلا على ظهره حتَّى صعِد إلى التّلِّ يومَ أُحد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 وكان على النبي صلى الله عليه وسلم دِرعانِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أوجَبَ طَلْحَةُ "، أي استحقَّ الجنَة. وكان محمدُ بن طلحة من خيار المسلمين، قُتِلَ يوم الجمل. حدثني السًّكَنُ بن سعيدٍ الجرموزي عن عليّ بن نصر الجَهْضَمِيّ، يَسُوق الحديثَ إلى ابن أُذينةَ العبديّ قال: لمَّا بلغَنَا بالبصرة قدومُ طلحةَ والزُّبير وعائشة رضي الله عنهم قلت: والله لأستقبلنَّهم في الطريق قبل أن يَغلِبَني عليهم الناس. قال: فرِكبتُ فرس وخرجتُ فلقيتُهم وقد ارتحلوا من سَفَوان مُقْبِلين، فنظرتُ فإذا برجلٍ عليه سيما الخير، يَسيرُ على فرِسه من ناحية القوم، وإذا هو محمد بن طلحة، فقلت: ناشدتُك الله، عند مَنْ دمُ عثمان؟ فقال: أمَّا إذْ ناشدتَني فإنَّ دم عثمان ثلاثةُ أثلاثٍ: ثُلُث عند صاحب الكوفةِ يعني عليَّاً، وثُلُث عند صاحبِ الهودج يعني عائشة، وثلثٌ عند صاحب الجملِ الأحمر. فسمِعَتْه عائشةُ فقالت: فعَلَ الله بك وفعل! فقال: يرحَمُكِ اللهُ يا أُمَّهْ. وسمع طلحةُ قوله فقال: هل تابَ امرؤٌ أكثَرَ منم بذله نفسَه للقتل. وكان شعارُ أصحابِ عليٍّ رضي الله عنه يوم الجمل: " حَم لا يُنْصَرون ". فلما بَوَّأ الأشترُ النَّخَعي لمحمد بن طلحة الرمحَ قال: حم. فطعنه الأشترُ وقال: يذكِّرني حَم والرُّمحُ شاجرٌ ... فهلاَّ تلاحم قبلَ التقدُّمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 ومن رجالهم وأجوادهم وفُرسانهم: عُمَر بن عُبَيد الله بن مَعْمر، وله يقول نصيب: والله ما يدرِي امرؤٌ ذو جَنَابةٍ ... ولا جارُ جنبٍ أيُّ يومَيك أجْوَدُ أيوماً إذا ألفَيْتَهُ ذا يَسَارةٍ ... فأعطيتَ عفواً منك أو حين تُحمَد وإنَّ حَليفَيْك السَّماحةُ والنَّدى ... مقيمان بالمعروفِ ما دمتَ تُوجَد مقيمانِ ليسا تاركَيْك لِخَلَّةٍ ... من الدَّهرِ حتَّى يُفقَد حين تفُقَد وقتلت الخوارجُ عُمَر بن عبيد الله بن مَعْمَر، فقالت نادِبتُه: ألاَ ذَهب الجُود والنَّائل ... ومَن كان يعتمدُ السائلُ ومَن كان يَطمع في ماله ... غَنِيُّ العشيرة والعائل ومنهم: محمد بن المنكدِر بن عبد الله بن الهُدَير بن عبد العزَّى الفقيه. واشتقاق منكدر من شيئين: إمَّا من قولهم: انكدر النجم، إذا انقضَّ يهوي، ينكدِر انكداراً، وانْكَدَرَت العُقَاب على صيدها، إذا خرَّت عليه. أو من قولهم: انكدر الماء وتكدَّر، إذا اختلطَ صَفْوه بالكَدَر؛ كدِرَ يكدَر كَدَراً، وانكدَرَ انكداراً. والمثلُ السائر: " خُذْ ما صفا ودَعْ ما كَدِر " بكسر الدال، ولا يقال كدر بالفتح. والكُدْر: ضرب من القطا، الواحدة كُدرِيّة. والكدراء: طائرٌ. وأكيدرُ بنُ عبدِ الملك صاحبُ دُومةِ الجَنْدل. وأصحاب الحديث يقولون: دَوْمة الجنْدل وهو خطأ. وله حديث، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابَ صلحٍ له. والمنكدِر: طريق كان يُسَلك من العراق إلى مكّة فيما مضى، وقد دثر اليوم. والكُدْرة: غُبرةٌ غير كَدِرة. وقد سمَّت العرب أكدَرَ، وكُدَيراً. واشتقاق الهُدَير من شيئين: إمَّا من تصغير هَدْرٍ من قولهم: هَدَر الفحل يَهدِر هَدْراً وهديراً، وكذلك الحمامُ الأهليّ. وهَدَر النَّبيذ، إذا غلا في إنائه. أو من قولهم: قُتل فلانٌ فهُدر دمُه، إذا لم يُثْأَرْ به. وأهدر السلطانُ دمَه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 إذا مَنَعَ عن طلبه، ومثلُ من أمثالهم: " كالمهدِّرِ في العُنّة "، وهو الذي يتهدَّد ويتوعَّد ولا يكونُ عنده شيء. رجال بني يَقَظة بن مُرّة وقد مرَّ تفسيره. مَخزوم، وقد مرّ تفسيره. ومن رجالهم: هشام، وهاشم، ومهشِّم، وأبو ربيعة، وأبو أميَّة وهو زادُ الركب. وخِرَاش من شيئين: إمَّا مصدر خارشته خِراشاً، وهي المعاداة. أو يكون من الاختراش، وهو جمعك الشَّيء. خرشْتُ الشيء أخرُشه خَرشاً. وقد سمَّت العرب خِرَاشاً وخَرَشَة. وكان هشامٌ سيِّدَ قريشٍ في دهره. قال الشاعر: وأَصبَحَ بطنُ مكَّةَ مقشعِرّاً ... كأنَّ الأرض ليس بها هشامُ ومنهم عَمرٌو أبو جهل، والحارث. وقد مرّ تفسير عَمرو. وكان كنيه أبو جَهْلٍ أبا الحكَم. واشتقاق الحَكَم من أشياء: إمَّا أن يكون من الحكومة، تقول: فلانٌ حَكَمٌ بيني وبينك؛ وإمَّا أن يكون من قولهم: حكَمت الرجلَ عن كذا وكذا وأحكمته عنه، إذا منعتَه. ومنه اشتقاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 حَكَمة الدابّة. ووجد في بعض كُتُب بني أميَّة إلى عامله: " فاحْكُمْ فلاناً عن كذا وكذا " أي امنعْه عنه. وقد سمت العرب حَكَماً، وحَكِيماً، ومُحكِّماً، وحَكَّاماً، وحَكَّامَةَ. والحِكْمة معروفة، في التنزيل: " وآتَيناهُ الحُكْمَ صبيِّاً " قال: النبوّة، والله أعلم. وأحكمتُ الشيء أُحِكمُه إحكامّاً، إذا أحْسَنَ صنعتَه. وسُمِّيت الخوارجُ المحكَّمة لقولهم: " لا حُكْمَ إلاَّ لله ". وأبو جهلٍ سمِّي به في الإسلام، لِجهْله وعداوته النبيَّ صلى الله عليه وسلم. قال حسان: النَّاسُ كنَّوهُ أبا حَكَمٍ ... والله كنّاهُ أبا جهلٍ والجهل: ضدُّ العلم. يقال: ما كان ذلك في جاهليّةٍ ولا عالمِيّة. والمجاهل: الفلَوات التي لا يُهتَدى إليها؛ فلاةٌ مَجهلٌ. ومن رجالهم: الحارث بنِ هشامِ بن المغيرة، أخو أبي جهل بن هشام، وكان من عظماء قريش، وقد مرَّ. انهزَمَ يومَ بدرٍ وأسلمَ بعد ذلك فحسُنَ إسلامُه، فقال فيه حسان: إنْ كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثْتِنِي ... فنجوتِ مَنْجَى الحارثِ بنِ هشامِ تركَ الأحبَّةَ أن يُقاتِلَ دونَهم ... ونجا برأسِ طِمِرَّةٍ ولجامِ فقال الحارث يعتذر من فِراره: الله يعلمُ ما تركتُ قِتالَهم ... حتى حَبَوْا فرسيِ بأشقرَ مُزْبِدِ وعلمتُ أنِّ إنْ أقاتلْ واحداً ... أُقتلْ ولا يَنْكَأْ عدوِّيَ مَشهَدِي فصَدَفْتُ عنهمْ والأحبّةُ فيهِمُ ... طمعاً لهمْ بعقابِ يومٍ مُفْسِد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 وكان الحارثُ إذا اجتهدَ في اليمين قال: لا والذي نَجَّاني من يوم بدر. ومنهم: عِكرمةُ بن أبي جَهْل، أسلمَ وحَسُن إِسلامُه، واستُشهِدَ بالشام يوم جنادَيْنِ. والعِكرمة: الحمامةُ زعموا، أو طائرٌ يشبهها. ومن رجالهم: أبو ربيعة بن المغيرة، جدُّ عُمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر. ومن رجالهم في الإسلام: خالد بن الوليد بن المغيرة، كان له في الرِّدَّة بلاءٌ حسن. فتح اليمامةَ واستفتح عامةَ الشام، وسمَّاه أبو بكرٍ الصدِّيقُ سيفَ الله، وقد مرَّ تفسير هذه الأسماء. وكان خالدٌ لما فَتح اليمامةَ تزوَّج ابنه مَجَّاعة ابن مُرَارةَ الحنفيّ، وتنكَّرَ للأنَصار غايةَ التَنكرُّ، فكتبَ حسّانٌ إلى أبي بكر الصديق: مَنْ مبلغُ الصِّدِّيقِ قولاً كأنّه ... إذا قُصَّ بين المسلمِين المَبَاردُ أترضَى بأنَّا لم تجِفَّ دماؤُنا ... وهذا عروسٌ باليمامة خالد يَبِيتُ يُناغِي عرسَه ويضمُّها ... وهامٌ لنا مطروحة وسواعدُ إذا نحنُ جئنا صَدَّ عنَّا بوجههِ ... ويُلقَى لأعمام العَروس الوسائدُ وما كانَ في صِهر اليماميِّ رغبةٌ ... ولو لم يُصَبْ إلاَّ من الناس واحدُ فكيف بألفٍ قد أصيبوا كأنَّما ... دماؤهمُ بينَ السُّيوف المَجَاسدُ فإنْ ترض هذا فالرِّضا ما رضيتَه ... وإلاَّ فغيِّرْ إنّ أمرك راشدُ فأخذ عمر الصحيفةَ فدخل بها على أبي بكر رضي الله عنهما فقرأها عليه، فعزله أبو بكرٍ عن اليمامة، ثم ولاَّه الشام، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه عزلَه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 عمر، فصعِد المنبَر فقال: " عُمَرُ أقرَّني على الشأْم وهو له مُهِمٌّ، فلما ألقى الشَّأْمُ بَوَانِيَه وصار بَثَنِيَةً وعَسَلاً عَزَلني! ". فال رجلٌ: هذه الفتنة! فقال خال: " كلاَّ وابنُ الخطّاب حيُّ فَلاَ، ولكن إذا صار النّاس بذِي بِليّان وذي بليّان، إذا تفرَّقت الكلمةُ فتنةً ". ومن رجالهم في الإسلام: سعيد بن المسيَّب، وكان من خيار المسلمين، وقد مرَّ تفسيره، وهو أحدُ الفقهاء. ومن رجالهم: عَنكَثة، وقد مَرَّ تفسيرهُ. ولقِّب أبو أميَّةَ زادَ الرِّكب، لأنَّه كان إذا سافر لم توقَد معه نارٌ إلى أن يَرجِع، فسمِّيَ زادَ الركب. ورثَاه أبو طالب فقال: ألاّ إنَّ خيرَ النّاسِ غَيْرَ مُدافِعٍ ... بِسَرْوِ سُحَيمٍ غيَّبتْهُ المقابرُ بِسَروِ سُحَيمٍ عارف ومُناكِرٌ ... وفارسُ هَيْجا أو خطيبٌ مباشِرُ تنادَوْا وقد ولَّى ابنُ مَيّةَ منهمُ ... لقد فُجِع الحيّانِ كعبٌ وعامرُ وكان إذا يأتي من الشَّامِ قافلاً ... تَقَدَّمُهُ تسعى إلينا البشائرُ فيُصبحُ آلُ الله بِيضاً كأنما ... عَلاَهُم حَبِيرٌ رَيطُهُ والمَعافرُ يعني: بآل الله قريشا. وقد ذكر بعضُ أهلِ العِلم أنّه لمَّا هلك هشامُ بن المغيرة، نادى مناٍ على الجبل: ألاَ اشهدُوا جِنازةً ربِّكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 ونُسِبَت قريشٌ إلى هشامٍ في الجاهلية، فقال الشاعر: أحاديثُ شاعت من مَعَدٍّ وحميرٍ ... وخبَّرها الركبانُ حيُّ هِشمِ فأمّا الوليد بن المغيرة فكان من المستهزئين، وله حديث، وفيه نزلت: " ذَرْنِي ومَنْ خَلَقْتُ وحيداً ". إلى آخر القصة. وفيه نزلت: " ولا تُطِعْ كلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ " إلى آخر القصة. ومن رجالهم وشعراءهم: الحارث بن خالد بن العاص بن هشام، كان شريفاً شاعراً، وهو الذي يقول: أظُلَيمُ إنَّ مُصابَكمْ رجلاً ... أهدى السَّلامَ إليكم ظُلْمُ وهو الذي يقول: مَنْ كان يسألُ عَنَّا أينَ منزلُنا ... فالأُقحوانةُ منَّا منزِلٌ قَمَنُ ومن رجالهم في الإسلام: القُباع، وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، ولي البصرة، ولاَّه عبد الله بن الزُّبير، فنظَر إلى قفيزهم الذي يسمَّى القَنقَلَ فقال: إنّه لقُبَاعٌ، فلقِّبَ بذلك. والقُباع: الكبير الواسع. وهذه الأسماء قد مر اشتقاقها. ومن رجالهم: وابصةُ بن خالد، وكان من المؤلًّفة قلوبهُم. واشتقاق وابِصةَ من الوبيص، والوبيص: باقي ضَوء النَّار في الجمر. وقد سمَّت العربُ وبّاصاً، ووابصةَ، ويتصرَّف فعلُه من وبَصت النار تَبِصُ وبيصاً. قال أبو النجم: اصبح رأسِي أزهرَ العَناصِي ... في هامةٍ كالقَمَر الوبَّاصِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 ومن رجالهم: هَبَّار بن سُفيْانَ بن عبد الأسَدِ، من مهاجرة الحبشة، واشتقاق هَبَّارٍ من شيئين: مَّا من قولهم: هبرت اللحم أهبُره هَبْراً، إذا قَطَعته قِطَعاً كباراً، والواحدة هَبرةٌ، ومنه اشتقاق هُبَيرة، وهو تصغيرها. أو يكون من قولهم: فرسٌ مُهَوبَرٌ، إذا كان على أذنه وَبَر. والهَبِير في بعض اللغات: مُشَاقة الكَتَّان. والهَبِير: موضع. وهَوبر: اسمٌ، اشتقاقُه من الهَبْر. ومن فرسانهم: هُبَيرة بن أبي وهب، وكان زوجَ أمِّ هانئ بنت أبي طالب، فأسلمت وثبتَ هو على الشِّرك، وكتب إليها: إن كنتِ قد بايعتِ دِنَ محمَّدٍ ... وقَطَّعتِ الأوصالَ منك حِبالُها فكوني على أعلى سَحِيقٍ بهضبةٍ ... مُلملَمةٍ غبراءَ يَبْسٍ بَلاَلُها وإنَّ كلامَ المرء في غير كُنْههِ ... لَكالنَّبْلِ تَهوِي ليس فيها نِصالُها ومن رجالهم في الإسلام: سعيد بن المسيَّب بن حَزْم، وقد مرَّ تفسير سعيد بن المسيَّب. والحزْم والحزْن واحدٌ، وهو الغِلَظ من الأرض. ويمكن أن يكون الحزْم من قولهم: رجلٌ حازمٌ بيِّن الحزم والحَزَامة. والحزْم: ضدٌّ البلادة، ومنه اشتقاق حِزَام الدابّة، لأنّه يَضبِط السَّرجَ على الدابّة. ويمكن أن يكون الحِزام من الحيزوم، وهو الصَّدر، لأنَّه يَضبِط السَّرجَ على الدابَّة. ويمكن أن يكون الحِزام من الحيزوم، وهو الصِّدر، لأنَّه يُشَدُّ به الصدر. وقد سمَّت العرب حازماً، وحَزْماً، وحُزَيماً، وحَزِيمة. رجال بني كلاب بن مرة وقد مرّ تفسير كلاب ومُرّة، وقصَيّ، وزُهْرة. وقدْ مرَّ رجال بني زُهرة مع سعد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 ومن بني زهرة: عبدُ يغوثَ بنُ وهبٍ، وعُبيدُ يغوثَ، وأمُّهما ضَعيفة بنت هاشم بن عبد مناف. ويغوث: صنم معروف. واشتقاق يَغُوث يَفْعُل من الغَوث، كانَ أصلُه يَغْوُث يَفْعُل، الغين ساكنة والواو مضمومة، فقلبوا حركةَ الواو على الغين فصارت يغوث. ومنهم: سعد بن أبي وقَّاص. وقد مرّ تفسير سعدٍ. وَقَّاصٌ فَعَّال من قولهم: وَقَصْتُ الرجلَ أقِصُه وَقْصاً، إذا صرعتَه فدقَقتَ عنقَه. والوقيصة: الناقة التي تَردَّتْ من جبلٍ أو غيره، فاندقَّت عنقُها. وكانت العربُ تعيِّر بأكلها. قال الأعشى. ... ... ... .... وأنتمُ ... بقُصْوى ثَلاثٍ تأكلون الوقائصا وفي الحديث: " الواقصةُ والقامصة والقارصة "، فيه حَكَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. وذلك أنَّ ثلاثَ جوارٍ كنَّ يَلعَبْن، فركبت واحدةُ ظهرَ الأخرى فقَرصت الثالثةُ المركوبةَ فَقَمصت فألقت التي على ظهرها فوقَصَتْها، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الدّيةَ أثلاثاً. وواقِصةُ: موضعٌ. ورجلٌ أوقَصُ بيِّن الوقَص، وهو قِصَرٌ في العُنق، رجلٌ أوقصُ وامرأةٌ وقصاء. وربَّما سمِّيت فريسة الأسد وقيصة. والأوقاص في صدقة البَقَر: ما لم يبلُغ الفريضةَ، مثل الأشناقِ في الإبل. والتَّوقيص: ضربٌ من سير الإبل، مَرَّ البعيرُ بتوقَّص. ومن رجالهم: هاشم بن عُتْبة بن أبي وَقّاص، ولقَبُه المِرقال. واشتقاق عُتْبة من شيئين: إمَّا من الغِلَظ، من قولهم: عَتَبُ الأرض، وهو غِلَظٌ فيها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 أو يكون من العِتاب. وإنْ قيل من عَتَبانِ البعيرِ، إذا مَشَى على ثلاثٍ، فهو وجهٌ والعِتاب معروف، وهو من الغِلَظ أيضاً اشتقاقه. وقد سمَّت العربُ عُتْبة وعُتَيبةَ، وعَتَّاباً، ومُعتِّباً، وهو أبو بطنٍ من ثَقِيف، وعِتْباناً، والعاتب: الواجد. والمُعْتِب: المُرضِي. يقال: عَتِبَ عليه يَعْتَب عَتْباً، وعَتَب يعتِب في معنىً واحد. وبنو عَتِيبٍ: بطنٌ من بني شَيبان لهم خِطَّةٌ بالبَصرة. والمَعْتَبَة: الموجَدة. والتعتُّب: التجنِّي. والاستعتاب: الاسترضاء. وكان هاشمٌ معه لواءُ عليٍّ رضي الله عنه يومَ صِفِّينَ، وقُتِل في آخر أيامها. وكان أعور، وهو الذي يقول: اعْورُ يَبغِي أهْلَه مَحَلاً ... قد عالج الحياةَ حتَّى مَلاَّ يشُلُّهم بالسَّمهريِّ شَلاًّ ... لا بدَّ أن يَفُلَّ أو يُفَلاّ قال: وبعث عليٌّ عليه السلام إلى هاشم بن عتبة يوم صِفَين، وكانت الراية معه: " إنِّي أحسِبُك أعورَ جَبَاناً "، فقال للرسول: اصبِرْ. ثمّ كشَفَ بطنَه فإذا هو قد شُقَّ من أوّل النَّهار، وقد عَصَبه بعمامةٍ، ولم يَزَلْ يقاتلُ حتَّى قتل في آخرِ النهار، رحمه الله. ومِرْقال: مِفعال من قولهم: أرقلَ البعيرً يُرقِل إرقالاً فهو مُرقِلٌ، وهو مَشْيٌ فوقَ الخَبَب شبيهٌ بالجَمْز. والرَّفْلة في اللغة: النَّخلة الطَّويلة، ومنه المثل: تَرَى الفِتيانَ كالرَّفْل ... وما يُدرِيك ما الدَّخْلُ وإبلٌ مراقيل، والجمع من النخل الرِّقَال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 أسماء رجال بني قصي وقد مرَّ تفسير قُصَيّ. وكان قصيٌّ يلقَّب مجِّمعاً لأنَّه جَمَّع قريشاً بمكة من أقطارها. قال الشاعر: أبونا قُصَيٌّ كانَ يُدعَى مجِّمعا ... به جَمَعَ اللهُ القبائلَ من فِهرِ وقُصيٌّ أوّلُ مَن بنى الكعبةَ بعد بناء تُبَّع، وكان سَمْكُها قصيراً فنقَضَه ورفَعها، وبني دارَ النَّدوة، وهي الدارُ التي كانت قريشٌ تجتمع فيها عند النَّوائب في حربٍ أو غيرها، ولم يكن يدخُلها إلاَّ ابنُ أربَعين أو ما زاد، فدخلها أبو جهل وهو ابنُ ثلاثينَ لجودهِ رأيه. فمن ولد قُصَيٍّ: عبدُ منافٍ، وقد مرّ ذكره. و عبد الدار بن قُصَيّ. ودرَج عَبْدٌ ولا نَسْلَ له. والدَّار: صَنَمٌ. وقال قوم: بل هو اسمٌ لرجلٍ. وبنو الدار بن هانئ: بطنٌ من لَخْمٍ أو قضاعة، منهم تميمٌ الداريّ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء معه بعَشَرة من أصحابه فأسلموا معه. ومن رجال عبد مناف بن قصي هاشم وقد مرّ ذكره، وهو عَمرو. وعبد شمس بن عبد مناف، وقد مرّ ذكرُه. وعبد شمس زعموا: صنم. وقال قوم: بل عينُ ماءٍ معروفةٌ، وهو اسمٌ قديم. وكان اسمُ سبأ بن يَشْجب: عَبدَ شمس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 ونوفل بن عبد منافٍ: فَوعلٌ من النَّفَل والنَّوافل: ما تَنَفَّلهُ الرجلُ من إعطاء ما لا يجب عليه من الصلاةِ النافلة وغيرِها. والنَّفَل: الغنائم، والجمع أنفال. ويقال: قَتَلَ فلانٌ فلاناً فنَفَّله صاحبُ الجيشِ سَلَبَه، أي عطاه إيّاه. وقد مرّ جملةُ ولدِ عبدِ مناف في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأعمامه. ومن رجال بني عبد مناف: أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهو جدُّ عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، أمُّ عليٍّ فاطمةُ بنت أسد بن هاشم. وقد مرّ أسماء رجال عبد المطَّلب. عبد الدار بن قصي عثمان بن عبد الدار، وقد مرَّ تفسيره. فمن رجالهم: أبو طلحة بن عبد العُزَّى بن عثمان، وقد مرَّ تفسيره. وشَيْبة بن عثمان، وقد مرّ. ووَهب بن عثمان، وقد مرّ. ومن رجالهم: هاشمٌ وكَلدة ابنا عبدِ مناف بن عبد الدار، وقد مر تفسير هاشم. والكَلَدة: الأرضُ الغليظة؛ والكَلَنْدَى أيضاً. فولد هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار: عُميرَ بن هاشم، وقد مر تفسيره. وولدَ عميرُ بن هاشمٍ مصعباً، وهو صاحب لواءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا عَزِيزٍ، وأبا رِزَام. وقد مر تفسير عَزِيز في عبد العزَى. واشتقاق مُصعَب من قولهم: صَعْب ومُصعَبٌ من فحول الإبل. وكلُّ غليظٍ ممتنعٍ صعبٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 واشتقاق رِزَام من شيئين: إمَّا من المرازَمة بني الطَّعامين، رازَمَه مُرازَمةً ورِزاماً. أو من خَلْط الإبلِ في المرعى بينَ ضروبٍ من الكلأ. قال الشاعر: كُلِي الحَمْضَ بعد المقحَمِيْنِ وَرازِمِي ... إلى قابلٍ ثمَّ اعذِرِي بعدَ قابلِ أو يكون من قولهم: رَزِم فلانٌ، إذا هَرِمَ حتَّى لا يمكنُه الحَرَاكُ، فهو رازمٌ. والمِرْزَم: نجمٌ من نجوم الأنواء، وهو مِرزَم الجوزاء. وأسدٌ رُزَامٌ، إذا كان يجثِمُ على فريسته فلا يفارقها كأنه رزم. ويقال: سمِعت رَزَمةً من الرَّعد، أي صوتاً. ومن رجالهم: عبد شُرَحبيلَ بن هاشم، وقد مرّ تفسير عبد. وشُرَحْبِيل أسمٌ، أحسِبهن نَجْرانيٌّ أو سُريانيّ. وقال بعضُ أهل اللغة: كلُّ اسمٍ جاءَ في العربية فيه إبلُ فهو منسوبٌ إلى الله تبارك وتعالى. ومن رجالهم: عِكرمة، وزُرارة: ابنا عمرو بن هاشم بن عبْدِ بن عبد الدار. وقد مر تفسير عكرمة. وزُرَارة فُعالة من الزَّرّ وهو العَضّ. زرّ الحمار آتَتَه يُزرُّها زرّاً، إذا كَدَمها. وسترى تفسير زُرارةَ في بني تميمٍ مستقصىً إن شاء الله. ومن رجالهم: الحراث، وعبد المنذر: ابنا عَلْقمة بن كَلَدة. وقد مرّ تفسير الحارث. ومُنْذِر: مُفعِلٌ من الإنذار. أنذر يُنذر إنذاراً. وقد سمَّت العرب مُنذِراً، ونَذِيراً، ومُنيذِراً. وعَلْقَمة من العلقم. والعَلقم: نبتٌ مرٌّ يشبه الصَّبِر، فربَّما احتاجوا إليه في الشِّعر فحذفوا الميم فردوه إلى الثلاثيّ. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 نهارُ شَراحِيلَ بنِ طَودٍ يَرِيبني ... وليلُ أبي ليلَى أَمَرُّ وأَعْلَقُ اشتقَه من العلقم. ومن رجالهم: عُمَيلة: تصغير عَمِلة. والعَمِلة: الناقة القويةّ على التَّعب، وهي اليَعْمَلة، والجمع يَعَملاتٌ ويَعامل. ويقال: طريقٌ مُعْمَل، أي موطوء. وعامر الرُّمح: ما دونَ مركب السنان بذراعٍ إلى أسفل؛ والجمع عوامل. قال الشاعر: وأطعُنُ النِّجْلاءَ تَعوِي ونَهِرّْ ... لها من الجْوف رَشَاشٌ مَنهمِرْ وثَعلبُ العامِل فيها مُنْكَسِرْ والثعلب: ما دخَلَ في جُبَّة السِّنان من الرُّمح. وعاملةُ: بطنٌ من اليمن. وعَملَى: موضع معروف. وسَبَّاقٌ: فعّال من السَّبْق. يقال: سَبَق يَسبِق سَبْقاً. والسَّبَق في الرَّمي معروف، بفتح الباء، والسَّبْق من المسابقة بتسكين الباء. ويمكن أن يكون السِّبَاق مصدر تسابقا مُسابقة وسِباقاً. ومن رجالهم: بَعْكَكٌ وأصْرَمُ: ابنا الحارث بن السَّبَّاق. فأَمَّا بَعْكَكٌ فهو فعللٌ، واشتقاقه من قولهم: دخلتُ في بُعكوكة القومِ، إذا دخلتَ في مجتَمَعهم. وتَبعككَ القومُ، إذا اجتمعوا. وأصْرَمُ: أفعَلُ من الصَّرامة، من قولهم: سيفٌ صارم، ولسانٌ صارم. والصَّرمُ: القطع، ومنه صرمتُ النَّخْلَ صرماً وصِرَاماً. ومنه اشتقاق الصُّرمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 بين الرجُلين، من القطيعة. والأصْرَمانِ: الذِّئب والغراب. وأرضٌ صَرْماءُ ومُصرِمَةٌ: لا ماء فيها. وناقةٌ مُصرمةٌ: لا لبنَ لها، والصِّرمة: القِطعة من الإبل ما بين العشرين إلى الثلاثين، والجمع أصرامٌ وأصارِيمُ. والصَّرْمة من الناس ليسَ بالكثير. والصَّريم في التنزيل قالوا: اللَّيل، لأنَّه ينصرم من النَّهار. والصَّريمة: ما انصَرَم من الليل وانقضَى. وبنو صَرِيمٍ: بطنٌ من تميم. وفي بني ضبَّةَ بطنٌ يقال لهم بنو صَرِيم، وهم أخوالُ الفرزدق. وفي الأزدِ أزدِ السَّرَاةِ بطنٌ يقال لهم: بنو صريم. وبنو صِرْمة: بطنٌ من قيس. وصُرَامة النخل: ما صُرِم منه. والصَّرِيمة: صريمة الرجُل ومضاؤه وحَدُّه. ومن رجالهم: أبو السَّنابِل الشاعر، وأبو سُنْبُلة: ابنا بَعْككٍ. وقد مرَّ تفسير بعكك. والسنابل: جمع سُنْبلة، وهو ثمر البُرِّ والشَّعير، إذا كان في أكمامه. يقال: سَبَلَ الزَّرعُ، وأسبلَ، وسَنْبَلَن بمعنًى واحد. وسُنْبُلة: موضعٌ أو بئر معروفة. ومنهم: أبو ميسرةَ، ودَسِيعٌ: ابنَا عوفِ بن السَّبَّاق. ومَيْسَرة: مفعلة من اليُسْر. وقد استقَّت العربُ من اليُسْر أشياءَ كثيرةً، منها يَسارٌ، وأيسَرُ، ويُسْرٌ، وياسرٌ. وبنو يَسَارٍ: بطنٌ من ثَقِيف. واشتقاق دَسِيعٍ من دسيعة الفَرَس، وهو مَوصِل عنُقه في كاهله، وكذلك هو من البعير. وقيل للرجُل: ضَخْم الدَّسيعة، أي كثير الخير. وسمِّيت الحقيبة: دسيعةً؛ لأنَّها لا تخلو من الصَّرير، كما لا تخلو دسيعة البعير من الجِرّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 وأصل الدَّسيع: دَفْع البعير بجِرَّته. ويقال: دَسَع البعير بجِرَّته، إذا اجترَّها إلى فوق. ودسَعَت الطَّعنةُ بالدم، إذا أخرجَته دُفَعا. ومن رجالهم: النَّضْر بن الحارث، قتله النبي صلى الله عليه وسلم صَبْراً، وكان من كفّار قريشٍ، شديدَ العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن رجالهم أبو الرُّوم بن عَبدِ شُرَحْبيل، واسمُه منصور. والرُّوم: لقب. ومنصور: مفعول من النَّصر. نصره ينصْره نَصْراً. والنَّصْر من شيئين: إمَّا من قولهم: ناصر ونصيري، بمعنًى. ورجلٌ نَصْرٌ في معنى ناصر، هو من قوله جلّ وعزّ: " قالَ مَنْ أنصارِي إلى الله ". والنَّصر: العَطاءُ. قال الشاعر: أبوكَ الذي أجدَى عَلَيَّ بنَصْرِهِ ... فأسكَتَ عنِّي بعدَه كلُّ قائلِ أي بعطائه، أي طرقَ عنِّي كلُّ قائلٍ بعدَه. قال الشاعر: إذا انسلخَ الشَّهرُ الحرامُ فودِّعِي ... بلادَ تميمٍ وانصري أرضً عامرٍ أي أمطِر بها، كأنَّه يخاطب سحابةً. وقد سمَّت العربُ نصراً، ومنصوراً، ونُصَيراً. وبنو نصرٍ: بطنٌ من قريش. ومن رجالهم: مُسافِع بن طَلْحة، وقد مرّ ذكره، قُتِل يوم أُحد، قتلَه عاصم بن ثابت بن أبي الأقْلَح، وقتل أخاه الجُلاَسَ، مِنَ الجَلْس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 والجَلْس: الغِلَظ والعلوُّ في الأرض. والعرب تسمِّي نجداً الجَلْسَ، لارتفاعها. وكلُّ غليظٍ فهو جَلس. قال الراجز: كم قد حَسَرْنا مِن عَلاَةٍ عَنْسِ ... كَبْدَاءَ كالقوسِ وأخرى جَلْسِ ويقال: جلسَ الرّجلُ، إذا أقام بنجد. قال الشاعر: إذا ما جلَسْنَا لا تزالُ ترومُنا ... سُلَيْمٌ لدى أبياتنا وهَوَازِنُ أي إذا أقمنا بها. وقال آخر: شِمَالَ من غَارَ بهِ مُنْجِداً ... وعن يمين الجالسِ المنْجدِ وجليسُ الرجل: الذي يُجالِسه. والمَجْلِس مَفعِلٌ من الجلوس. يقال: جَلسَ فلانٌ جِلْسةً حسنةً، بكسر الجيم، إذا أمكنَ للجلوس. وإذا جَلسَ ثم قام مبادراً قيل: جلس جَلْسةً واحدة. ومن رجالهم: عِكرِمة بن هاشم بن عبد مناف، بن عبد الدار، الشاعر. ومنهم: أرطاةُ بن عبد شُرَحْبِيل. والأرطى: ضربٌ من الشجر معروف. وإبِلٌ أَرَاطَى، إذا أكلت الأرطَى. وأديم مأروط، إذا دُبِغ بالأرطى. وقد مرَّ تفسير شُرَحبيل. ومن رجالهم، بل من عظماء قريش: الأسود بن عامر بن السَّبَّاق ابن عبد الدار بن قُصَيّ، وقد مرّ. أُسِرَ يوم بدرٍ. وسُوَيْبِطُ بن سعدِ بن حَرمَلة بن مالك بن عُمَيْلة بن السَّبَّاق، من مهاجرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الحبشة، شهِد بدراً. وسُوَيبِط: تصغير سابِط، واشتقاقُه من السُّبوطة والسِّباط، من قولهم: رجل سَبْط الأنامل، إذا كان جواداً. ويقال: ضرَبه حتَّى أَسبَطَ، أي ألصَقَه بالأرض. وهو راجع إلى السَّباطة والاسترخاء. والحَرْمَل: ضرب من النَّبت، زعَمَ أهل السِّرة أنَّه لم يُعرف في بلاد العرب حتَّى رُمِيت الحبشةُ عامَ الفيل، فلمَّا انقضى أمرهم أصابَ الناسَ الجُدريُّ والحَصْبة، فكانوا يعالجونه بُمَرار الشَّجر: الحنظل، والحَرْمَل، والعُشَر. وهذا حديث لا يُعرف. وقد سمَّت العرب حَرملةَ، وحَرْمَلاَءَ. وحَرمل: موضع، وقد مرَّ سائره. رجال بني عبد العُزّى وقد مرّ، وخويلد بن أسد وقد مرّ، ونوفل بن أسد، وأبو صَيْفيّ ابن أسد. وخويلد: تصغير خالد، وخالد: فاعل من قولهم: خَلَدَ يخلُد خلوداً. والخُلود: طول العمر. والخُلود: البقاء. ويقال: أخَلدَ إلى الأرض، إذا لَصِق بها، وخَلَد إليها. والأوَّل أعلى. ورجل مُخْلدِ، إذا أبطأَ عنه الشَّيب. وخلد الرجلُ وأخلد، إذا أبطأَ عنه الشَّيب. وقد سمَّت العرب خالداً، ومَخْلَداً، ومُخَلَّداً، وخالدةً، وخَلْدةَ، وخُويلِداً، وخُلَيْداً، وخَلاَّدا. وبنو خُوَيلِدٍ: بطن من بني كلاب أو من بني عامر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وذكر أبو عبيدة أنَّ قوله جل ثناؤه: " وِلْدانٌ مُخَلَّدُون " أي مسوَّرون، لغةٌ يمانية. وأنشد أبو عبيدة. ومُخَلَّداتٍ بِاللُّجَيْنِ كأنما ... أعجازُهنَّ أقاوزُ الكُثْبَانِ والخَلَد: ما خطَر بالقلب. يقال: ما خَلَدَ ذلك بخلَدِي. ومَرَّ خالدة وخويلدة. وخُويلِدٌ: أبو خَدِيجة صلوات الله عليها. واشتقاق خَدِيجة من قولهم: خَدَجت الناقة وأخدجت، إذا ألقَتْ ولدَها ناقصَ الخَلْق، ومنه الحديث: " كلُّ صلاةٍ لا يُقرا فيها بأمِّ الكتاب فهي خِدَاجٌ ". وفَرَّق الأصمعيُّ بني خدجَتْ وأخدجت فقال: خَدَجت النَّاقةُ، إذا ألقت ولدَها قبل تمام أيّامه وإن كان تامَّ الخلق. وأخدجَتْ، إذا ألقَتْه ناقصاً وإن كان تامَّ الأيام. فالولد من ذلك خَدِيج، والناقة خادج. والولد من هذا مُخْدَج والناقة مُخْدِج. ومنه قيل لذي الثُّدَيّة صاحِب يوم النَّهْرَوان، لأنّه كان يقال مُخْدَجَ اليد، أي ناقصَها وأخدَجَ فلانٌ عطاءَ فلانٍ، إذا بَخَسَهُ. واشتقاق صَيْفيٍّ من قولهم: أصافَ الرجلُ فهو مُصِيفٌ، إذا وُلِد له وقد أسنَّ. وأربعَ فهو مُرْبعٌ، إذا وُلِد له في شبابه. يقال: رجلٌ مُصِيفٌ وأولاده صَيْفيُّون، ورجلٌ مُربعٌ وأولادُه رِبْعيُّون. قال: ودخل عمر بنُ عبد العزيز على الوليد بن عبد الملك، أو هشام، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 يَكِيدُ بنَفْسه، فقال: اعهَدْ يا أمير المؤمنين. فقال: إنّ بنيَّ صِبْيةٌ صِغارُ ... أفلَحَ مَن كان له كِبارُ فقال عمر: " أفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ". ثم قال: اعهَدْ يا أمير المؤمنين. فقال: إنَّ بنيَّ صِبيةٌ صيفيُّونْ ... أفلَحَ من كان له رِبْعيُّونْ فقال عمر: " أَفْلَحَ مَن تزَكَّى ". وولد نَوفلُ بن أسدٍ: ورقَةَ بنَ نوفلِ بن أسدِ الشاعرَ صاحبَ العِلْم في الجاهليّة، وكان قد قرأ الكتب وتبحَّر في التَّوراة والإنجيل، وهو الذي لقيَتْه خديجةُ في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ووصفَتْه له فبشَّرها بنبوّته. وله حديث. وقد مر تفسير نوفل. وَرَقة يمكن أن يكون اشتقاقها من وَرَق الشجر، أو من وَرَق المال. والوَرَق: المالُ. رجلٌ وَرَّاقٌ: كثير المال. قال الراجز: جاريةٌ مِن ساكِنِي العراقِ ... تأكل من كِيسِ امْرئٍ وَرَّاقِ أو من قولهم: اختبطت ورقَ فلانٍ، أي سألتُه مالَه. قال الشاعر: ولا مانعٌ من خابطٍ وَرَقَا فالوَرَق: المال. أو من قولهم: ورق الفِتْيان، وهم الحسان الوجوه. والوَرْقُ: الدراهم بعينها، والجمع أوراق. قال الراجز يصف إبلاً برى أنها أفْتاءٌ فأضراسُها بيضٌ لم تَصْفَرّ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 تُباكِر العِضاهَ قبلَ الإشراقْ ... بمُقْنَعاتِ كقِعاب الأوراقْ الأوراق هاهنا: الفِضّة. ويقال: أورَقَ الشّجرُ فهو مُورِقٌ إبراقاً. وقد قرئ: " بوَرِقِكم " و " بوَرْقِكم هَذِهِ ". وأورق الغُصْن يُورِق إبراقاً، وورَّقَ توريقاً. وغصنٌ مُورِقٌ ووَرِيقٌ. ووَرَقُ الرِّجال: أكرمُهم وأحسنهم. يقال: فلانٌ مِن وَرَق بني فلانٍ. ويقال: أعجبَني ورَقُ هؤلاء الفِتْيان، أي جمالُهم. والوُرقة: لونٌ من ألوان الإبل، وهو دون الرُّمْكة، شبيهٌ بلون الرماد. وبذلك سمِّي الرمادُ أورَقَ. وكلُّ شَيءٍ كان بذلك اللون فهو أورقُ. يقال: جملٌ أورقُ وناقةٌ ورقاء، إذا كان كذلك. وسمِّيت الحمام الخُضْر وُرْقاً لألوانها. ويقال: أورق الغازِي، إذا أخفَق ولم يَغنَم. ومن رجالهم: حَكِيمُ بن خُويلِد، عاشَ عشرين ومائة سنة، وله يقول حسّانُ بن ثابت: نجَّى حَكيماً يوم بدرٍ ركضُه ... ونجا بمُهْرٍ من بناتِ الأعوجِ وقد مر تفسير حكيم. ومن رجالهم: هَبَّار بن الأسود، وكان من عظمائهم، وقد مرَّ ذكره. ومنهم: زيد بن عَمرو بن نُفَيل، الذي تَرك دينَ العرب في الجاهلية وقَلاَه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يُحشَر أُمّةَ وَحدَه "، وله حديث. رجال عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ّ كُرَيز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، جدُّ عبد الله بن عامر بن كُريز، وقد مرّ ذكره. وأميّة بن عبد شمس، وحرب بن أمية، وأبو حرب بن أمية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 ، وأبو سفيان بن أمية، وأبو عمرو بن أميّة، يقال لهؤلاء الخمسة: العنابس. والعَنَابِس: الأُسْد، والواحد عَنْبسٌ. وكانوا أبلَوْا في بعض أيّام الفِجَار فسُمُّوا عنابس. والعاص بن أمية، وأبو العاصِ بن أميّة، والعِيص بن أميّة، وأبو العِيص ابن أميّة، والعًوَيْص بن أميّة، يسمّون هؤلاء الأعياص. فولد حربٌ سفيان. وسُفيان فُعلانُ أو فِعلان، وإنَّما كسروا أوَّلَه لموضع الياء الثالثة، لأنهم استثقلوا الضمة مع الياء وبينهما حرف ساكن. سِفْيانُ وظِبْيان. واشتقاق سفيان من السافي، وهو ما سفَتْه الرِّيح من ترابٍ وغيره. وكأنَّ سُفْيانَ فُعلانُ من ذلك. والمسافي: المواضع التي تَسفِي فيها الريح وسَفَوان: موضعٌ بناحية البصرة، وليس من هذا. والسَّفَا: سفا البُهْمَى، وهو شوكهُ إذا جفّ. ومن رجالهم: مسافر بن أبي عَمرو بن أميّة، كان من رجال قريش جمالاً وجُوداً وشِعراً، وهو الذي يقول فيه أبو طالب يرثيه: ليتَ شعري مسافر بن أبي عم ... رٍو وليتٌ يقولها المحزونُ ومُسافِرٌ: مفاعِل من السَّفَر. والسَّفْر: القوم المسافرون، لا يُتكلَّم بواحدِه، لا يقال سافر وسَفْر، وهو الأصل. ومسافر هو الذي كان يشبِّب بهند بنت عُتْبة. قال حسان: عُوجوا فحَيُّوا أيُّها السَّفْر ... بل كيف يَنطِقُ منزلٌ قَفرٌ وقد يجمع سَفرٌ سفَّارَاً. ولم يقولوا رجلٌ سافرٌ في معنى السَّفَر، اقتصروا على مُسافِر، يقال: سافر الرجل يسافر سِفاراً ومسافَرةَ. والسِّفْر: الكتاب من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 التَّوراة والإنجيل وما أشبههما؛ والجمع أسفار. وكذلك فسَّره أبو عُبيدة في قوله عزّ وجل: " كمثَل الحِمارِ يَحِملُ أسفاراً " ويقال: كنا في السِّفْر الأوّل، أي في الكتاب الأوّل. والسَّفير: الماشي بين القَوم في الصُّلح. سَفَر يَسفِر سَفَارةً. والسَّفير: ما طرحَتْه الرِّيحُ من ورق الشَّجَر. والسِّفار: حديدةٌ شبيهة بالحَكَمة تُجمَل على خَطْم البعير، نحو الحَكَمة. وبعيرٌ مِسْفرٌ: قويٌّ على السَّفَر. وسَفَرت المرأةُ عن وجهها تَسفِر سَفْراً لا غير. وكذلك سَفَر الصُّبْح وأسفَر. وقرئ: " والصُّبْح إذا سَفَر " و " أسْفَر " على اللغتين. سَفَر الصُّبح سَفْراً. وأسفَرْنا نحنُ، إذا دخَلْنا في سَفَر الصُّبح. وامرأةٌ سافرٌ: حسنةُ السُّفور. وسفَرْت البيتَ أسفُره، إذا كَسَحتَه. والمِكْنسة: المِسْفرة. والسُّفارة: الكُنَاسة. وسَفَرت الرِّيحُ الورقَ عن وَجْه الأرض. والورقُ سَفِيرٌ وسَفورٌ، إذا كنسَتْه. وكُهَيمُ بن أبي عَمْرو. وكُهَيم: تصغير كَهْمٍ بيِّن الكهامة والكهومة. وكَهُمَ السَّيْفُ، إذا كلَّ، فهو كَهَامٌ وكَهِيم. ورجلٌ كَهْمٌ وكهيم، إذا كان عَيِيَّاً. وأبو مُعَيط، وهو أبانُ بن أبي عمرو. ومُعَيط: تصغير أمعط، واشتقاقه من الذِّئب إذا تمعَّط شَعره عن جلده؛ فالذئب أمعَطُ والأنثى معطاء. وتمعَّط جِلدُ السِّنام، إذا تشقَّق من الشحم. وأبان: اسم جبل معروف. هؤلاء رجال قريش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 أسماء رجال بني كعب ولكن بدأنا بنسب إياد. اشتقاق نسب إياد ورجاله واشتقاق إياد من القوّة أصله. ويسمَّى الحائط الذي يبنى في أصل حائط مَجُوف إياداً. والأيد: القوة. وفي التنزيل: " والسماء بَنَيْناها بأيْدٍ " أي بقوّة. والله عز وجلّ أعلم. والأَيْد والآدُ واحد. قال الراجز: أبْرَحَ آدُ الصَّلَتانِ آدا ... إذْ ركبت أعوادُهم أعوادا وأيّدت الرجلَ تأييداً، إذا قوّيتَه وثبَتَّه. وكذا أيّدَ فلانٌ فلاناً، إذا أعانه وقوّاه. ومن رجالهم: أبو دُوَادٍ الشاعر. واشتقاق دُوَادٍ من الدُّود. والدُّوَدادة والدُّودة واحد. ومن رجالهم: سَعْد بن الغَزَ. واشتقاق الغَزَ من قولهم: ألغز فلانٌ كلامَه، إذا عمَّاه. واللُّغَّيْزَى من جِحَرة اليربوع، وهو أن يحفر على القَصْد، ثم يعمِّي موضعَه. ومن رجالهم: لقيط بن مَعبد، صاحبُ القصيدة التي أنذَر بها إياداً لمَّا غزَتْهم الفُرس، وهي: كتابٌ في الصحيفة من لَقيطٍ ... إلى مَن بالجزيرة من إيادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 يعني جزيرة العرب. وله قصيدةٌ أخرى على العين مشهورة. قبائل إياد فمن قبائلهم: بنو يَقْدُمَ. ويقدمُ يَفْعُل من قولهم: قَدُم الشَّيءُ، إذا أتى عليه الدَّهر. ويقال إنّ ثقيفاً من بني يَقْدُمَ. والله عزّ وجلّ أعلم. ومنهم: بنو حُذَاقة. وحُذَاقة فُالة من الحَذْق. والحَذْق: القطع، ومنه: سكَّينُ حاذِق، أي حادٌّ. قال الهذَليّ: يُرَى ناصحاً فيما بدا، فإذا خلا ... فذلك سِكَينٌ على الخَلْق حَاذقُ ومنهم: بنو دُعْمّى، واشتقاقُ دُعميٍّ من الدَّعم. والدَّعْم: كلُّ ما استندتَ إليه، فقد دعمك. ودِعامُ الكَرْم: الخشَب الذي ترفع به الغصون. قال الشاعر: كالكَرْم مالَ على الدِّعام المسنَدِ والدَّعم أيضاً: المالُ. لفلانٍ دَعْمٌ، أي مالٌ، في بعض اللغات. ودِعامةُ: اسمٌ من ذلك اشتقاقُه. وبنو دِعامٍ: بطنٌ من هَمْدان. وإيادٌ قَدُم خروجُهم من اليمن فصاروا إلى السًّواد، فألَّحتْ عليهم الفرس في الغارة فدخلوا الروم فتنصَّروا، وجَهِل الناسُ أنسابَهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 اشتقاق أسماء رجال بني كنانة بن خزيمة بن مدركة تسمية قبائل بني كنانة بن خزيمة: عبد مَنَاة، وليْث، والدُّئِل، وضَمْرةُ بن بكر بن عبد مناة. واشتقاق ليث من قولهم: لُثْت الشَّيءَ ألُوثُه لَوثاً، إذا عصبتَه عَصْباً شديداً. ومنه لُثْتُ العِمامةَ على رأس ألُوثها لَوثاً. ولذلك سمِّي الأسدُ ليثاً. وتليَّثَ الرّجُل، إذا تشبَّه بالليث في جُرأته وإقدامه. وقد أتينا على كلِّ هذا في الجمهرة. والدُّئِل: دويْبَّة تَفحَص التُّراب فتُدٍر دارَةً وتكمُن فيها. قال الشاعر: جاءوا بجيشٍ لو قِيسَ مُعْظَمُه ... ما كانَ إلاَّ كمفحَص الدُّئلِ واشتقاق ضَمرةَ من شيئين: إمَّا من قولهم بعير ضَمْرٌ، إذا كانَ صُلباً. شديداً. أو من الضُّمور، وكأنَّه فَعْلةٌ من قولهم: ضمر الفرسُ يَضمُر ضُموراً. وضمَّرتُه تضميراً. والضِّمار: ضدُّ العِيان، وهو ما أضمره الإنسان. وقد سمَّوا ضَمْرَةَ وضُمَيرا. ومنهم بنو جُندَع بن لَيث. يقال: جُنْدُع وجُنْدَع واحد الجنادع. والجنادِع: الخنافس الصِّغار تُرَى عند جِحَرة الضِّبابِ ومكامنِ الأفاعي. قال الخليل: إذا كان ثاني الاسم على فُعْلَل نونٌ أو همزة فأنت فيه بالخيار بين الفتح والضم، نحو جُنْدَب وجُندُب، وجُندَع وجُنْدُع، وربَّما سمِّيت الدَّواهي جَنادع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 ومن رجال بني ليثٍ: الشَّدَّاخ، واسمه يَعمَر بن عَوف بن كعب، وإنَّما سمِّي الشّدَّاخَ لأنّه أصلَحَ بين قريشٍ وخُزَاعةَ في الحرب التي كانت بينهم، فقال: شَدَخْتُ الدِّماءَ تحت قدميِّ. والشَّدخ: وطَؤُك الشَّيءَ حتَى تَفضَخه. والفَرَس الشادخ: الذي انتشرت غُرَّته في وجهه ولم تبلغ العينين، والجمع شوادخُ. قال الراجز: شادحة الغُرَّةِ غَرّاءُ الضَّحِكْ ... تَبَلُّجَ الزَّهراء في جُنْح الدَّلَكْ ويقال: صِبيٌّ شَدَخٌ، قبلَ أن تشتدَّ عظامه. وقد مرَّ تفسير يَعْمَر. ومن رجالهم: بُكَير بن شَدّاد، قُتِل بأذرَبيجان، وهو الذي رثَاه الشَّمّاخ فقال: بُكَيرُ بني الشَّدّاخِ فارسُ أطلالِ أطلالُ: اسم فرسه. ومن رجالهم: بَلْعاء بن قيسٍ، كان رئيساً في الجاهلية، وكان أبرصَ فقيل له: ما هذا البياض؟ فقال: سيفُ الله حَلاَّه. واشتقاق بَلْعاء من قولهم: بئر بَلْعاء: واسعةٌ؛ وقد مرّ تفسير بلعاء في الجمهرة. ورجل بُلَعٌ، إذا كان نَهِماً زعموا. وقد مر تفسير قيس. ومنهم: عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب، الذي يُحَدَّث عنه. وقد مرَّ تفسير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 هذه الأسماء. فأمّا دَأْب فمن قولهم: ما زال هذا دأبَه ودِينَه، أي فعلَه الذي لا يفارقُه. ومنهم: ابنُ أُذَينة الشاعر. وأُذَينة تصغير أُذُن. ومن رجالهم: عُتْوَارةُ بن عامر بن ليث، منْ ولدِهِ عبدُ الله بن شدَّاد ابن الهادِ، الذي يُروَى عنه الحديث. وعُتْوَارة من قولهم: اعتورَ القومُ الرجَل، إذا أطَافُوا به. واعتورته الهموم، إذا أطافَت به. وشَدَّادٌ: فعَّال من قولهم: شَدَدت على القوم في الحرب أشدُّ شدَّاً. وشددت على القوم في الحرب أشدُّ شدَّاً. وشددت الحَبْل أشدُّه شَدًّاً. وقد قالوا شدّ يشِدّ، وليس باللغة العالية. وقد سمَّت العرب شَدّاداً. والهادئ: فاعلٌ من قولهم: هَدَى يَهدِي فهو هادٍ. وقد سمِّيَت العُنقُ الهاديَ لتقدُّمها الجَسَد. وفُلانٌ هادٍ حسَنُ الهداية. وأهديتُ الهَدِيّة وهَدْيةٌ. وهَدَيت العروسَ إلى زوجها وأهديتها إهداء، وهي أفصح اللغتين، فهي هديٌّ كما ترى، والمصدر الهِدَاء. قال الشاعر: فَحُقَّ لكلِّ مُحصَنةٍ هِداءُ والهدِيّ: الأسير. قال الشاعر، المتلمس: وطُرَيْفةُ العَبدِيَّ كانَ هَدِيَّهمْ ... ضَرَبوا صميمَ قَذَالِهِ بمهنَّدِ ويقال: رَمى فلانٌ رميةً ورمى أخرى هُدَيَّاها، أي مثلَها. ومن رجال بني سعد بن ليث: أبو الطُّفَيل عامر بن واثلة، يحدَّثُ عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وابنه طُفَيل، خرج مع ابن الأشعث فقال أبوه: خَلَّى طُفَيلٌ عَلَيَّ الهمَّ فانشعبا ... وهَدَّ ذلك رُكنِي هَدّةً عَجَبا والطُّفَيل: تصغير طِفْل بيِّن الطفولة. وقال الأصمعيّ: لا أعرف حَدَّ الطِّفل. ويقال جاريةٌ طَفْلةٌ، أي رَخْصةُ العِظام واللَّحم، بيِّنةُ الطَّفَالة، زعموا. وطَفِيلٌ: موضع. وطَفَّل اللَّيل، إذا أقبلَتْ ظلمتُه تطفيلاً. الاسم طَفَلٌ. قال الشاعر: وعَلَى الأرض غَيَاياتُ الطَّفَلْ وقد مرَّ تفسير عامر. واشتقاق واثِلة من قولهم: وثَّلثُ له مالاً توثيلاً، إذا جَمعتَه له. ووثَّلُه الله توثيلاً، إذا أنْماه. رجال بني جُنْدُع بن ليث واشتقاق جُندَُع من أشياء: إمّا مِن قولهم: بدَتْ جنادع الشَّرّ، أي أواثلة. والجنادع: الدَّوَاهي. والجنادع أيضاً خنافسُ تكون عند جِحَرة الأفاعي والضِّباب. وقد مرّ تفسير ليث. ومن رجالهم: أميّة بن حُرْثان بن الأسكَر. واشتقاق الأسْكَر من شيئين: إما من قولهم: سَكَرت الرِّيحُ، إذا سكن هبوبُها، والريح ساكرة. ويومٌ ساكر، إذا سكنت ريحُه. وسَكَرْتُ الماءَ، إذا كفَفْت جِريَتَه. وإما أن تكون من سُكْر الشَّراب، وهو أفْعَلُ من السُّكْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 ومن رجالهم: نَصْر بن سَيّارٍ، صاحبُ خراسان. وقد مر تفسير نصر. وسَيّار: فعَّال من سار يسير سيراً، فهو سائر وسيَّار. ومن رجالهم: عُبَيدُ بن عُمَير الفقيه. وقد مَرَّ تفسيره. ومن رجال بني الدُّئل بن بكر وقد مر تفسير الدئل وبكر. منهم: نوفل بن مُعاوية بن نُفَاثة بن الدُّئل، وهو بيتُ بني الدُّئِل. وله يقول تأبَّط شَرَّاً: لَعمر أبينا ما نزلنا بعامرٍ ... ولا عامرٍ ولا النُّفَاثيِّ نوفلِ وقد مر تفسير نوفل ومعاوية واشتقاق نُفَاثة وهو فُعالة من قولهم: نَفَث الراقي يَنِفث نَفْثاً. والنَّفث دونَ التَّفْل، وهو شبيهٌُ بالنفخ. وما يكون معه ريق فهو تَفْل. قال أبو حاتم: سمِعتُ الأصمعي يقول: النُّفَاثة نْ تبقى شَظِيَّة من السِّواك بين الأسنان فينفِثها الرجل، أي يلقيها. وسَلْم بن نَوفَل، الذي يقول فيه الشاعر الجعفريّ: يسَوَّدُ أقوامٌ وليسوا بسادةٍ ... بل السيِّد المعروف سَلم بن نوفلِ وقد مرّ تفسير سلم أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 ومِن رجالهم: سارية بن زُنيم، الذي قال عمر: " يا ساريةُ، الجبلَ الجبلَ " وله حديث. واشتقاق سارية من قولهم: سَرى يَسرِي، وأسى يُسرِي إسراء. وقد قرئ بالقطع والوصل: " فأسرِ بأهلِك " والسارية من الهوامّ: كلُّ شيءٍ دبَّ بلَيْل. والسارية: السَّحابة تُمطِر باللَّيل. واشتقاق زُنَيم من قولهم: تيسٌ أزْنَمُ، وهو الذي له زَنَمتان، وهما لَحْمتانِ تَنُوسان تحتَ حنكه. يقال: تيسٌ أزنم وأزلم، باللم والنون، وهو الزُّلْمةُ والزُّنْمة. ويقال: هو العبد زُلْمةٌ، أي عبدٌ خالض. وقد سمَّت العرب أزنم، وهو أبو بطنٍ منهم. ويقال: رجلٌ زنيم، إذا نُسِب إلى اللؤم. وللزَّنيم موضِعان في اللُّغة. فالزنيم: المُلصَق بالقوم ليس منهم. والزَّنيم: الذي له زَنَمة من الشَّرِّ يُعرَف بها، أي علامة. وكذلك ردَّ قومٌ تفسيرَ من قال: " عُتُلٍّ بعدَ ذلك زَنِيم " فقال: إنَّ الله جلّ ثناؤه لا يعيِّر بالنَّسب، إنَّما أراد بزنيم، أي له زَنَمةٌ من الشرّ. قال الشاعر: زَنيمٌ تَدَاعاهُ الرجالُ زيادةً ... كما زِيدَ في عَرض الأديم الأكارعُ فهذا يَعنِي الملصَق. ومن رجالهم: أبو الأسود، وهو ظالم بن عمرو. وقد مرَّ تفسير ظالم وعمرو. هذا اشتقاق وتفسير أسماء رجال بني كنانة بن خُزَيمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 اشتقاق أسماء رجال هُذَيل بن مدركة اشتقاق هُذَيل من الهَذْل، وهو الاضطراب. يقال: هَوْذَلَ الرجلُ ببولِهِ، إذا اضطربَ بولُه، فقد هَوذلَ. قال الراجز: إذْ لا يزالُ قائلٌ ابِنْ أَبِنْ ... هَوْذلةَ المِشْآةِ عن ضَرْسِ اللَّبِن والمِشْآة: زبيلٌ من أَدَم يُنقَل فيه ما يَخرج من الآبار. والضَّرس: الذي يَنْضرِس من الطِّين. واللَّبِنُ، أراد الطَّيّ. فمن بطون هُذَيل: بنو لِحْينَ، وبنو دُهْمانَ، وبنو عادية، وبنو ظاعنة، وبنو خُناعة. واشتقاق لِحْيانَ من اللّحْي. والَّحْيُ، من قولهم: لحيت العُود ولحوتُه، إذا قشرتَه واللِّحاء: القِشر، بكسر اللام، ومنه اشتقاق اللِّحاء من الشَّتْم. يقال: لحيتُ الرجلَ ولحوته، إذا شتمتَه. والملاحاة: المشاتَمة. ولَحْيا البعيرِ والإنسان معروفان، بفتح اللام. واللِّحية معروفة. ودُهمانُ فُعْلانُ من شيئين: إمَّا جمع أدهَمَ، كما قالوا: حُمْرانٌ وسُودان ودُهْمانٌ. وليس يَلزم هذا في كلِّ لون، ولا يقولون صُفْرانٌ ولا خُضْران. أو يكون من الدَّهْم من قولهم: عددٌ دَهْمٌ، أي كثير. وقولهم: دهمتْه الخيلُ، إذا غَشِيَتْه. والدُّهَيم: اسمٌ من أسماء الداهية، وهو اسمُ ناقةٍ لبعض العرب، ولها حديث. واشتقاق عادية من قولهم: عدا عليه السبُع، إذا حَمَل عليه. وكلُّ حاملٍ عادٍ. والعادي من العَدْو أيضاً. وقد مرَّ هذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 وظاعِنَة من الظَّعْن ضدّ المُقَام. والظَّعْن والظَّعَن واحد، وقد قرئ: " يومَ ظَعْنِكم " و " ظَعَنِكم ". والظِّعَان: حبلٌ يشدُّ بهِ البعير. والظَّعينة: المرأة التي تكون في الهَوْدج، والجمع ظَعَائِنُ وأظعانٌ. وخُناعة: فُعالة من الخَنْع. والخَنْع: الاستخذاء والذُّلّ. يقال: خنَع فلانٌ، إذا ذلَّ. والخانع: الذليل. ومنهم: بنو صاهلة فاعلة من الصَّهِيل. ويقال: في صوته صَهَلٌ وسَحَلٌ إذا كان فيه شبيه بالبُحوحة. فمن بني صاهلة: عبدُ الله وعُتبة ابنا مَسعود. وقد مرّ تفسير هذه الأسماء. وكان عبدُ الله من المهاجرين الأوَّلين، وله فضائل كثيرةٌ معروفة. ومنهم: سَلَمة بن المحبَّقِ، كانت له صُحبة. والسِّلَم: ضربٌ من الشجرَ، وقد مرّ تفسيره. والمحبَّق مفعَّل من الحَبِق. والحَبِق: الضَّرِط. ومن بني سعد بن هُذَيل: أبو سَبْرة سالم بن سَلَمة، في أوّل الإسلام، كان من رجال أهل البصرة، روى عن ابن عباس. واشتقاق سَبْرة من الغداة الباردة السَّبْرة. وقد مرّ. ومن رجالهم وشعرائهم: مَعقِل بن خُوَيلد. والمعقل: الموضع الذي تَعقِل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 فيه الوعولُ، أي تتحصَّن به، وهو أمنع موضعٍ بالجبل. وقد مرَّ تفسير خويلد. ومن رجالهم: العلاء بن خُويلد، وهو أخو مَعقِل، كان من رجال أهل البصرة، وهو صاحب نَهْر العَلاء. ومن شعرائهم: أبو ذؤيبٍ، وأبو خِراش، أدركَا عمر بن الخطّاب رحمه الله. وذؤيب تصغير ذئب. وخِراش: مصدر خارشته مخارشة وخِراشاً. وقد مرّ. أسماء إخوة هذيل وهم الهَون، وعَضَل، والقارة. فالهَوْن اشتُقّ من الشَّيء السهل، من قولهم: مرَّ على هَوْنِه وهِينته، أي على سكونٍ وهدوء. والهُون، بالضم الهاء: الهوان، من قوله جلّ ثناؤه: " أيُمسِكُه علَى هُونٍ أم يدُسُّه في التُّراب ". واشتقاق عَضَل إمّا من قولهم: عضَّل بي الأمر وأعضَلَ بي، إذا صعُب. وكلُّ مستصعَب فقد عضَّل. وكذلك كلُّ شيءٍ ضقَ به موضعهُ فقد عضّل به. قال الشاعر: جمعٌ يظَلُّ به الفضاءُ معضِّلاً ... يَدَع الإكامَ كأنّهُنَّ صحارِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 ويقال: عضّلت الدجاجة، إذا اعترضت البيضة فعسُر خروجُها. وقال عمر ابن الخطاب: رضي الله عنهِ: أعضَلَ بي أهلُ الكوفة ما يرضَوْن أميراً. وعَضَلة السّاق من هذا، لالتباسها بالعَصَب. وأمّا القارَة فإنّما سُمُّوا بهذا لأنَّ القارَة أكمَة سوداءُ فيها حجارة. وكان بعضُ بني كنانة أراد أن يفرِّقهم في الأحياء، فقال شاعرهم: دَعُونا قارةً لا تُنفِرونا ... فنُجفِلَ مثلَ إجفالِ الظّليمِ رجال بني أسد وقبائلهم دُودان بن أسد، وكاهل، وعَمرو، وصعب: بنو أسد بن خُزَيمة. ويقال لبني عمرو: بنو نعامة. واشتقاق دُودَان وهو فُعلان، من دُوَادٍ وأشباهه. واشتقاق كاهل من كاهل الإنسان والدابّة، وهو مَغْرِز العُنق في الظّهر. ويقال: رجلٌ كَهْلٌ وكاهل، إذا استحكم سِنُّه. ومنه اكتهلَ النَّبتُ، إذا استحكم. وفي الحديث: هل في أهلِكَ مِ، كاهلٍ، أي كهل يقومُ بأمرهم ذو سِنٍّ محتنكٌ. وقد سمَّت العربُ كاهلاً، وكُهَيلاً، وكَهلانة. ويقال: امرأة كَهْلة شَهلة، كأنَّ شهلةَ إتباعٌ. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أمارِسُ الكهلَة والصِبيَّا ومن قبائلهم: بنو قُعَين، وبنو فَقْعَس، وبنو الصَّيداء فأما قُعَين فاشتقاقه من القَعَن. والقَعَنُ والقَعَا والقَعَم واحد، وهو ارتفاعٌ في أرنبة الأنف. رجلٌ أقعى وأقعن. وقال قوم: بل القَعَن انفحاجٌ في الرجل. وفقعس من الفَقْعسة، وهو استرخاءٌ وبلادة في الإنسان. والصَّيْداء: ارض غليظة ذات حجارة، أو تكون الصيداءُ تأنيثَ أصيد. والصَّيَد: داءٌ يصيب الإبلَ فتلتوي أعناقُها. ومَثَلٌ للعرب: " ماءٌ ولا كصَيْداء "، وقال قوم: " كصَدَّاء " وهو معروف بالعُذوبة. الرِّباب وقبائلها ورجالها فالرِّباب: تيمٌ، وعديٌّ، وعُكْل، ومُزَينة، وضَبَّة. وإنَما سُمُّو الرِّبابَ لأنّهم تحالفوا فقالوا: اجتمِعوا كاجتماع الرِّبابة، وهي خِرقةٌ تُجمَع فيها القِداح. وقال قوم: بل غَمَسوا أيديَهم في رُبٍّ وتحالفوا. والقول الأوّلُ أحسن. مزينة: وهو عَمرو بن أدّ بن طابخة. ومزيْنة أمُّ ولَدِه، وهي ابنة كَلْب بن وَبَرة. ومزَينة تصغير مُزْنة. والمزْنة: السَّحابة البيضاء أكثر ما تُنسَب، والجمع مُزْنٌ. وذكر أبو حاتم عن أبي زيد أنَّ العرب تقول: فلان يتمزَّن على قومه، أي يتفضَّل عليهم. فأما مازنٌ فليس من هذا. وفي العرب بطون: أحدهما مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وستقف على بطون مازن إن شاء الله، ومازنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 في بني شيبان. ويقال: إنَّ المازن: بيضُ النمَّل وأنشدوا: وتَرى الذَّميم على مَرَاسِنهمْ ... غِبَّ الهِياجِ كمازنِ الجَثْلِ والذَّميم: بَثْر يظهر على وجوههم من الشَّمس أو من الحَرّ. والجَثْل: ضربٌ من النمل أحمر. ومن رجال مزينة: النُّعمان بن مُقرِّن، له صحبة، وكان على المسلمين يوم نهاوَنْد في خلافة عمر رضي الله عنه، ففتحها وقُتِيلَ يومئذ. وقد مرَّ تفسير النعمان، فأمّا مُقَرِّن فهو مفعِّل، من قولهم: قرنتُ البعيرَينِ، إذا لُزَّ أحدهما بالآخر. وقد مَرّ. ومن رجالهم: عبد الله بن مُغَفّل، له صحبة نزَلَ البصرة. واشتقا مغفَّل وهو مفعَّل، من قولهم: غفلت الشيء، إذا سترته. ومن رجالهم: مَعقِل بن يَسَار، له صحبةٌ، وهو الذي حَفَر نهر مَعقِلٍ بالبصرة، ونُسِبَ إليه. وكان زيادٌ حَفَره، وإليه يُنسَب الرُّطَب المَعْقِليّ. وقد مرّ تفسيره. ومن رجالهم: عائذُ بن عمروُ، وله صحبة. وهو جدُّ إياس بن معاوية ابن قُرة بن إياس. ولىَ قضاةَ البصرة لعمر بن عبد العزيز، وكان ينزِل عَبْدسِي ومات بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 ومنهم: بلال بن الحارث، أقطعه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أرضاً بالمدينة والبِلاَل الماء. وتقول العرب: ما ذُقت بِلالاً، أي ما يُبلُّ حَلْقي. ويقال: والله ما تبُلُّك عندي بِلالٌ ولا بالَة. قالت الأخيلية: فلا والله يا بنَ أبي عقيلٍ ... تَبُلُّك بعدها عندِي بِلالُ ويقال: طوبتُ فلاناً على بُلَلَتِه، أي على ما فيه من العَيب. قال الشاعر: ولقد طَوبتكمُ على بُلَلاتكمْ ... وعرفت ما فيكم من الأذرابِ والأُبلّة: تمر يُرَضُّ ويُحلَب عليه، قال الهذَليّ: ويأكلُ ما رضَّ من تمرها ... ويأبَى الأُبلَّةَ لم تُرضَضِ ومنهم: زُهير بن أبي سُلْمى، أحد فحول شعراء العرب الثلاثة. وقد مرَّ تفسير زهير وسُلْمى. وابنه كعب بن زهير مدحَ النبي صلى الله عليه وسلم، وله حديث، فكساه بُرْداً فاشتراه معاوية بعشرين ألفَ درهم، وهو الذي في أيدي الخلفاءِ اليومَ. فأمّا عديٌّ وتيم: ابنا عبدِ مَناة بن أدّ، فقد مر تفسيره في قبائلِ قريش. ومن قبائلهم: نور أطْحَل، ينسب إلى جبَل. ومنهم: الرَّبيع بن خُثَيْم، وكان أعبَدَ أهلِ زمانه، وكان ابنُ مسعودٍ ذا رآه قال: " بَشِّر المُخْبِتينَ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 وقد مر تفسير الربيع. وخُثَيم تصغير أخثم. والأخثم: العريض الأنف، ومنه اشتقاق خيثمة. ومن رجالهم في الإسلام: سُفيان بن سَعِيدٍ الثَّورِي، وكان من خيار أهلِ الكوفة، ومات بالبصرة. قبائل عكل واشتقاق عُكْل من قولهم: عكَلت الشيء أعكُله عَكْلاً، إذا جمعَتَه. قال الشاعر: وهُم على هَدَف الأَمِيل تدارَكُوا ... نَعَماً تُشَلُّ إلى الرَّئيس وتُعكَلُ أي تجمع. والأمِيل: كثيب مستطيل من الأرض، وهو موضعٌ. يعني بقوله تشَلُّ يوم قُتِلَ قيس بن بِسطامٍ يومَ الأَمِيل، وهو يوم الحَسَن، قتله عاصمُ بن خليفة الضّبيّ. وقد مر اشتقاق كنانة. ومن قبائل عكل: بنو أُقَيش. واشتقاق أُقَيش، وهو تصغير الوَقْش. والوَقْش: الحركة الخفيفة. يقال: وجدَ الرجلُ وقشاً في بطنه، أي حركةً. وكتب النبيُّ صلى الله عليه وسلم كتاباً لبني أُقَيشٍ في ركيَّة بالبادية، فهو في أيديهم إلى اليوم. ومن رجالهم: النَّمِر بن تَولَب العُكليّ، كان فصيحاً شاعراً جواداً، وعُمِّر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 حتَّى خَرِف، فكان يقول: اصبِحُوا الضَّيف، اغبُقوا الضَّيف! وكان ذلك هِجِّيراه. والنَّمر، قال أبو حاتم: يقال النَّمْر بن تولب بفتح النون وتسكين الميم. ولا يقال النَّمِر. واشتقاق النَّمْر من التَّنمُّر، وهو التوعُّد والتهدُّد. يقال: تنَّمر فلانٌ لفلانٍ، إذا أظهرَ تهدُّداً؛ وأصلُه من شراسة الخُلق، وبه سمِّي النَّمِر السَّبُع المعروف. والنَّمِرة: شَملةٌ فيها خطوطُ سوادٍ وبياض؛ والنَّمِرة: سحابةٌ فيها سواد وبياض أيضاً. ومثلٌ من أمثالهم: " أرِنيها نَمِرةً أرِكَهَا مَطِرة " وقد سمَّت العربُ نُمَيراً، ونَمْراً، ونُمَارة، وكلُُّ لونٍ فيه سوادٌ وبياض فهو أنْمَر. وأحسِب أنَّ النامرة شيء يتَّخذ من حديد، يُنصب به للذئب. فأمَّا الماءُ النَّمير الناجع المرِيُّ في الجَسد فليس من هذا. والتَّولب: الحمار الصَّغير. قال الشاعر: ويومٌ على بَيدانةٍ أمِّ تَولبِ والبيدانة: أتانٌ وحشية. ومن بطون تيم بن عبد مناة بنو وَلاّدة، وبنو أنَس. وأمّا ذُهل ووائلة فستراه في نسب بكر بن وائلة. ونُكْرة تراه في عبد القيس. ومنه: بنو شَعاعة والشَّعَاعة مشتقٌّ من الشيء المتفرّق. وإذا خرجَ الدَّمُ من الجُرح قيل: خرج شَعَاعاً، أي متفرِّقاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 ومن رجالهم: عُمَر بن لَجأ، وكان شاعراً راجزاً فصيحاً، هاجَى جريراً بُرهةً من عمره. ومن رجالهم: النُّعمان بن جِسَاس، قتلته بنو الحارث بن كعب يوم الكُلاَب وكان سيِّد الرِّباب وفارسَهم، فقتلتْ به التَّيمُ عَبدَ يَغوثَ بن وقَاص، وكان أُسِر في ذلك اليوم، وله حديث. وقد مرّ تفسير النُّعمان. فأمَّا جِسَاسٌ فهو فِعال من الجَسّ، وكذلك فسِّر في التنزيل، والله أعلم، وهو المتجسِّس عن أخبار الناس وعن عيوبهم. ومن رجالهم: عِصمةُ بن أُبَيْر، وهو الذي حَمَل يومَ الجمل عتبةَ بن أبي سُفيان، ومروانَ بنَ الحكم، فألحقهما بالمدينة. والعِصمة: كلُّ ما اعتصمتَ به من شيء. وقد سمَّت العرب عِصاماً، وعُصَيماً، وعُصَيمة، وعُصماً. وعَصِيمُ كلِّ شيء: باقي أثرِه على اليَدِ وغيرها، مثل الحِنَّاء والقَطِران وما أشبهه، وكلُّ خيطٍ شددتَ به زِقّاً أو قِربةً فهو عِصام. والعُصمة: بياضُ في إحدى يَدَي الفَرَس. والوَعِل الذكر أعصم، والأنثى عَصماء. والمِعْصم: باطنُ الذراع من الإنسان، وأُبَير: تصغير وَبَر أو وَبْر. إنّ كلَّ اسمٍ كان أوّله واواً فإذا صغّرته ضممتُ الواو فصرت همزة. ومنهم: قَهْوَسٌ، وهو الذي عَنَت دَخْتَنُوسُ في قولها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 فَرّ ابنُ قَهْوسٍ الشُّجا ... عُ بكفِّه رمحٌ مِتَلّ تَهزأ به. ولحِقَ قَهْوسٌ بالأزد، فولدُهُ فيهم إلى اليوم. ومن رجالهم: هلالٌ ومُستورِدٌ: ابنا عُلَّفة. وهِلالٌ قَتَل رستمَ رأسَ الأعاجم يومَ القادسية. وكان المستورِد من رجالهم، وكانت له نَجْدة، ولقي مَعِقلَ بنَ قيس الرِّياحيُّ وكان معقلٌ على شرطة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقَتَل كلُّ واحد منهما صاحبَه. وأختُه قَطَامِ، وهي التي تزوَّجَت ابنَ مُلجَم لعَنَه الله، واشترطَتْ عليه أن يقتُل عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه. وهلال قد مرَّ تفسيره. ومُستَورِد مستفعِل من الوُرود. ويسمَّى الشجاع وارداً ف يبعض اللُّغات. وأوراد الإبل: أظماؤها، مثل الخِمْس، والسِّدْس، وما أشبهه. والوريدان معروفان من الإنسان وغيرِه. وعُلَّفَة: ضربٌ من الشَّجر. ومن شعرائهم التَّيمِ: السَّرَنْدَي، وعَلقة، وجُحْدُب. كانوا يجتمعون على هجاءِ جرير. قال جرير: عَضَّ السَّرنْدَى على تفْلٍلِ ناجذِه ... من أمِّ عَلْقَةَ بَظْراً غَمَّه الشَّعر وعَضَّ عَلْقةُ لا يألو بعُرعُرةٍ ... من بَظْرِ أمِّ السَّرنْدَى وهو منتصرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 وكان لجحدبٍ بالكوفة قَدْر. واشتقاق عَلْقَة إمّا من العَلَق، وهو حبال السَّانيَة وأدَاتُها، أو من العَلَق وهو الحُبّ. ومثلٌ من أمثالهم: " نَظرةٌ من ذِي عَلَق ". ومن رجال بني عديٍّ ومن قبائلهم بنو خزيمة، وبنو عامر، وبنو ذَكْوان، وبنو تميم، وبنو شهاب. وقد مرَّ عامَّة هذا. واشتقاق ذَكْوَان: من شيئين: إمّا من الذَّكاء ممدود، وهو تمام السّنّ يقال: بلغَ فلانٌ ذكاءَه، إذا تكامل سنُّه. أو ذَكَا النارِ، مقصور. قال الهُذَليّ: وقابلَها يومٌ كأنَّ أُوارَه ... ذكا النارِ في فَيْح الفروغِ طويلُ والذَّكْوة: الجِذْوة من النار. وذُكاءُ: اسمٌ من أسماء الشمس. والصُّبح ابنُ ذُكاءَ، ممدود. قال الشاعر: ألقَتْ ذكاءُ يمينَها في كافر وكافرٌ هاهنا: اسمٌ من أسماء الليل. وذكَّيتُ الذبيحة، كأنَّك نحيَّتَ عنها الأذى بذبحِك إيَّاها. وغلامٌ ذكيٌّ بيِّن الذكاء، إذا كان حديدَ النَّفس ذَهِناً. والشِّهاب من النار، والجمع شُهُب. والشُّهْبة: لونٌ من شيات النخل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وسنةٌ شَهْباء: مُمْحِلة. وكانت العربُ تسمِّ بني المنذرِ: الملوكَ الأشاهب، لجمالهم. وقد سمَّت العربُ أشهبَ، وشهاباً، وشُهْباناً. ومن رجال بن عدِيِّ: خالد بن عُمَير، وقد مرّ ذكره. شهِدَ فَتْح الأبُلَّة وأخذ الدَّرهَمَين، وكان من رجال أهل البصرة. ومن رجالهم: غَيلانُ، ومسعودٌ، وأوفى: بنو عُقْبة. وغَيْلانُ هو ذو الرُّمَّة، سمِّي بذلك لقوله: أشعثَ باقي رُمَّة التقليدِ والرُّمَة: القطعة من الحبل. والرِّمَّة: ما رمَّ من العِظام. وممّا استنجازَ به أهلُ العراق الخروجَ على الحجَاج أنَّه رأى الناسَ في مسجدِ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنما يُطيفُون بخشباتٍ ورِمَّة " واشتقاق غَيْلان من الغَيْل. يقال: ساعدٌ غَيل، إذا كان غليظاً. أو يكونُ اشتقاقهُ من الغَيْل، وهو الماء يتغلغل في بطون الأودية بين الحجارة. والغِيل: الشجر الملتفّ؛ والجمع أغيال فيهما سواء. وغُولٌ: موضع. والغَوْل: البُعد. وغالت فلاناً غائلةٌ، أي أصابتُه داهيةٌ. وغائلة الحوض: موضعٌ يثْقُبُه الماء فيخرج منه. قال الشاعر: كالماء من غائلة الجابيهْ والغِيلة، يقال: قَتَل فلانٌ فلاناً غِيلةً، إذا خَتَله فقتله. واشتقاق أوفَى من قولهم: أوفَى فلانٌ على كذا وكذا، إذا عَلاَه. أو يكونُ أفعَلَ من الوفاء. يقال: وفَى فلانٌ وأوفى، لغتان فصيحتان. قال الشاعر: وفاءٌ ما مُعَبّةُ من أبيهِ ... لمن أوفى بعهدٍ أو بعَقدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 وعُقْبة فُعلة من قولهم: أعقَبني عُقْبة، أي رَكْبةً. ورجلانِ يتعاقبان. وسترى شرح هذا في موضعه إن شاء الله. ومن رجالهم: أبو شَعْلٍ حسانُ بن عبد الله، أَسَرَ شيبانَ بن شِهاب جدَّ المسامعة، وأخذ فَرَسَه مودوناً. قال ذو الرمة: ونحنُ غداةَ بطنِ الجَرِّ جِئْنا ... بمودون وفارسِهِ جِهارَا وقد مر تفسير حسان. واشتقاق شَعْل إمّا من قولهم: فرس أشعَل بيِّن الشَّعَل، وهو بياضٌ في ناصيته وذنَبه، فهو فَعْل من ذاك. أو من قولهم: شَعَلت النار وأشعلتها. والشِّعيلة: الفتيلة ما دام فيها النار، فإذا طَفِئَتْ لم تُسمَّ شَعيلة. وشُعلة النار معروفة والمِشْعَل: إناءٌ من أَدَم يُنتَبَذُ فيه. ومن رجالهم: خليفة بن مِخبَط، كان شريفاً فارساً، وكان أَسَرَ اللَّدَانَ ابن عمرٍو العِجْليّ، فانطلقَ ليأخذ منه ثوابَه، فقتله رجلٌ من بني تيم اللات ابن ثعلبة. وخليفة: فعيلة من الخَلَف والخِلافة. وقد مرّ. ومِخْبط: مِفعل من الخَبْط. يقال: خبط البعيرُ بيديه، إذا ضرَبَ بهما. والخَبَط: ما جُزَّ من الحشيش لتعتلفَه الإبل، وهو الخَبِيطُ أيضاً. وفي ارضِ بني فلان خِبْطةٌ من الكلأ، أي شيء قليل. قبائل بني ضبّة ورجالهم اشتقاق ضَبّة من شيئين: إمّا من الضَّبّة الأنثى، أو من الضَّبّة الحديدِ. والضَّبُّ: الحقد في القلب. يقال: في قلب فلانِ على فلان ضَبٌّ، أي حقد. والضَّبُّ: داءٌ يصيب الإبل في صدورها، فإذا أَصابَ ذلك البعيرَ فالبعيرُ أسَرُّ والناقة سَرّاء. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وأبِيتُ كالسّرّاء يَربُو ضَبُّها ... فإذا تَخَزْحزَ عن عِداءِ ضَجَّتِ والضَّبُّ: أن يجمع الحالبُ خِلْفَيِ الناقة بيديه ويحلُب. قال الشاعر: جمعتُ له كفَّيَّ بالرُّمح طاعناً ... كما جَمَع الخلِفَينِ في الضَّبِّ حالبُ والضَّباب معروف. والضُّبَيب: فرسٌ من خيل العرب مشهورٌ لرجلٍ من طيِّء، كانَ نجا عليه كِسرى بَرْوِيز لمَّا انهزم بَهْرامِ شُوبِين. قبائل بني ضبة: بنو صَرِيم. وفي تميمٍ صَرِيمٌ أيضاً. وفي الأزد صَرِيم، وستراها في موضعها إن شاء الله. ومن قبائلهم: بنو السِّيد بن مالك، وبنو ذُهْل، وبنو عائذة، وبنو جارم. واشتقاق السِّيد، وهو اسمٌ من أسماء الذئب، وهو المسنُّ منها في قول بعضهم، وجمعه سِيدانٌ. وسترى تفسير ذُهْل في موضعه. وعائذة: فاعلة من عاذ يعوذ، من قولهم: عُذْت بفلانٍ، إذا اتَّقيتَ به عدوَّك. وجارم: فاعل من الجُرْم. أجرمَ فهو مجرمٌ، وجَرَمَ فهو جارم. وقولهم: لا جَرمَ لأفعلنَّ كذا وكذا، لأحملنَّ نفسي عليه. قال الشاعر: ولقد طعنتُ أبا عُيَينةَ طعنةً ... جَرَمتْ فزارةَ بعدها أن يغضبوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أي جملَتْهم على الغَضَب. والتَّمر الجريم: المصروم، وما بقي في النَّخل منه فهو جُرامة. وسمِّت العربُ جَرماً، وجارماً، وجِرم الإنسان: جِسمُه، ويجمع أجرامٌ وجرومٌ. وقولهم: فلانٌ حسن الجِرم، أي حسن الخروج للصوت من الجِرْم. وفلانٌ جارمُ أهلِه، ي كاسبهم. وكذلك جريمةُ أهله. ومن قبائلهم: حُرثان، وعامر، وشِيَيْم. وحُرثان: فُعلانُ من الحرث، وقد مرّ. وعامر، قد مرّ. وشِيَيْم: تصغير أشْيَم، وهو الذي له شامةٌ في أيِّ موضع من جسده، والأنثى شيماء والجمع شِيم. والشِّيمة: الخَليقة. يقال: فلان كريم الشِّيمة، والجمع الشِّيَم، وهي الخلائق. قال الشاعر: وإنَّ عِراراً إن يكنْ ذا شكيمةٍ ... تُقاسينهَا منه فما أملِكُ الشِّيَمْ ومن رجالهم: المحترث بن أوس، كان من فُرسانهم. وابنه نَبْهان بن المحترث، وهو مفتعل من الحرث. وسترى نبهان في موضعه. ومن رجالهم: نَوَّاسُ بن عُصْم، كان له قَدْر. ونَوَّاس: فَعَّال من قولهم: ناس الشيء يَنُوس، إذا تحرَّك. وسمِّي به ذُو نُوَاسٍ الملك الحميريّ، لذؤابةٍ كنت تَنُوس على ظهره، وكلُّ متحرِّكٍ نائس. وقد مرّ عُصْم. ومن رجالهم: بَحِير، واشتقاق بَحِير من شيئين: إمّا من قولهم بَحِرَ الرّجلُ، إذا فَرِقَ من جَزَعٍ أو غيره. أو يَكون من البحيرة، وهي الشَّاة التي يشقُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أذنُها. وذلك شيءٌ كان لأهل الجاهلية. وكذلك فسِّر في التنزيل. ويقال: دمٌ باحرِيٌّ، إذا كان شديدَ الحمرة؛ وكذلك بَحْرانٍ. والبحر معروف. ويقال: تبحَّر فلانٌ في علمه، إذا تشعَّب فيه. ويمكن أن يكون اشتقاق بَحِير من قولهم: لقيتُه صَحَرةَ بَحْرة، وَصُحْرةَ وبُحرة، أو صَحَرَ بَحَرَ، أي فُجاءة والعرب تسمِّي كلَّ نهرٍ واسعٍ بحراً. وكذلك جاء في التنزيل: " مَرَجَ البحرَينِ يلتَقِيان " فسمَّى البحرَ الملحَ والعذبَ بحرين. وقد بَحِرَ الرجلُ، إذا أَصبه الدُّوار من البحر. وبُحَار: موضعٌ، لا يدخل الألف واللام عليه، ولا ينصرف. وبَحِير بن دَلَجة، وهو الذي عَقَر جملَ عائشة رضي الله عنها يوم الجمل؛ وذلك أنّه كان لا يأخذ الزمامَ رجلٌ إلا قُطِعت يدُه، فعَقَر الجملَ ليَبركَ فلا يأخذَ أحدٌ خِطامه. وبنو صُرَيم بن سعد بن ضَبَّة هم أخوال الفرزدق، منهم بنو شُتَيم، وهم بطنٌ من بني صُرَيم، أمُّ الفرزدق لِينةُ بنت قَرظَه فهم أخوالهُ خاصّة. قال جرير: وما أمُّ الفرزدق من هلال ... وما أمُّ الفرزدقِ من صُبَاحِ ولكنْ أصلُ أمِّك من شُتَيم ... فأبصِرْ وَسْمَ قِدحِك في القداحِ وشُتَيم من شَتَامة الوجه، وهو قبحه. يقال: سبع شتيم، والاسم الشَّتَامة. والشَّتْم: الشرّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 ومن رجالهم: ظالم بن الغضبان كان له قَدْر في الجاهلية، وكان سادِنَ صنمهم. وسترى ظالماً مشروحاً في موضعه إن شاء الله. ومن رجالهم وفُرسانهم: حُبَيش بن دُلَف. وحُبَيش: تصغير حَبْش. يقال: حبشت الشيء وهبشته، إذا جمعتَه. وحُبْشيّة: اسم رجل، وهي النملة العظيمة. والأحبوش: جمع الحَبَش. فأما قولهم: الحبشة فجمعٌ على غير القياس. والأحبوش: جمع الحبَش. فأما قولهم: الحبشة فجعٌ على غير القياس. والأحابيش: حلفاء قريشٍ من بني كنانة، تحالفوا تحتَ جبلٍ يقال له حُبْشِي؟ ٌ، فسُمُّوا الأحابيشَ. والحُبَاشات: الجماعات. ودُلَف فُعَلٌ من الدَّلف، وهو مشيٌ متقاربٌ كمشي المقيَّد، وهو مشي الشيخ الضَّعيف. ودلفَ القومُ إلى الحرب دليفاً. ومنهم: مِنْجاب، وهو مفعال من النَّجابة. يقال: أنجب الرجُل، إذا ولَد النُّجباء. وهو مدح. ومن قبائلهم: بنو بَجَالة، وبنو تَيم، وبنو صُبَاح. وبَجَالة: فَعالة من الشّيء البَجِيلِ. يقال: حَبْل بَجِيلٌ، وثَوب بجيل، وكذلك رجلٌ بَجَالٌ، إذا كان غليظاً جسيماً، وكلُّ شيء غلَّظْتَه وعظَّمته فقد بجّلته. وهو أبو قبيلةٍ عظيمة. وبَجْلة، وهو أبو بطنٍ، كان في بني سُليم فانتقل إلى غيرهم. والأبْجَل: عرقٌ في يد الدّابةَ والإنسان، والجمع أباجل. ومنهم: بنو هاجِر. واشتقاق هاجِر إمّا من الهجر، أو الهجير والهاجرة، وهو نصف النهار. واهجر الرجلُ في كلامه، إذا تكلَّم بكلامٍ قبيح، أو بما لا ينبغي. وفي الحديث: " ولا تَقُولوا هُجْرا " وهجّر القومُ تهجيراً، إذا خرجُوا في الهاجرة. والتجار: حبلٌ يُشَدُّ في رسغ رِجل البعير ثم يشدّ في أصل عنقه، فالبعير منه مهجور. وهَجَرُ: موضعٌ معروف. وبخلةٌ مُهْجرٌ، إذا عظُمتْ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 والهِجْر أخذت من الهَجْر، لأنّهم هجروا قومَهم وتباعدوا عنهم. ويقال إذا لزمَ الرجلُ كلاَماً فلم يفارقْه: ما زال هِجِّيراه وإهْجِيراه. ومن قبائلهم: بنو كُوز، وهو كوز بن كعب بن بَجَالة. واشتقاق كُوز أظنُّه من اجتماع الشيء ودخولِ بعضهِ في بعض. تكوَّزَ القومُ، إذا اجتمعوا. ومن رجالهم عمرو بن زيد وهو الرَّدِيم. وذلك أنَّه كان إذا وقَفَ من الحرب سَدَّ ناحيتَهُ، أي رَدَمها. ومن رجالهم: ضِرار بن عمرو، وهو بيتُ ضَبَّة، وقد مرّ ذكره. كان يكنى بأبي قَبِيصة. قال الفرزدق: زيد الفوارس وابن زيدٍ منهمُ ... وأبو قبيصةَ والرئيس الأوّلُ وزيد الفوارس بن حُصَين بن ضِرار. واشتقا قَبِيصة من قولهم: قبصتُ قَبصةً، أي أخذتُ بثلاثِ أصابعِي شيئاً. وقد قرئ: " فقبَصتُ قَبْصةً من أثَر الرَّسُول " و " قبَضْتُ قَبضَةً " بالصاد والضاد. ومن رجالهم: غيلان بن خَرَشة، كان سيِّد بني ضبّة بالبصرة، وقد مر ذكره. والخرْش يكون من لجمع، يقال: فلانٌ يخترِش من هاهنا وهاهنا، أي يجمع. وإذا خرشْتَ عدداً أو شيئاً فسقط منه شيءٌ فالساقط الخُرَاشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 ومنهم: بنو دُلْجة. ودُلْجة فُعلة من الدَّلَج. يقال: ادَّلجَ ادِّلاجاً، إذا سار من أوّل الليل؛ وأدلجَ إدلاجاً، إذا سارَ من آخر الليل. والمصدر الإدلاج، والاسم الدَّلَج. وقد سمَّت العرب مُدْلجاً وهو أبو بطنٍ منهم، ودَلاَّجَاً. والدَّالج: الذي يحمل الدَّلو من البئر إلى الحوض. قال الشاعر: أَمِرَّا بسَلْمَى دالجٍ متشدِّدِ ومنهم: مَثجور بن غَيلان. ومثجور: مفعول من الثَّجْر، وهو العَرْض. وكلُّ شيء عَرَّضته فقد ثَجَّرته، وثُجْرة الوادي: ما عَرُض منه. والثجير معروف، وهو الذي تسمِّيه العامة: التَّجير، وهو ما أخرج ماؤه من التمر. ومنهم: شَغافَ بن المقطّع بن عُمر بن هلال. والشَّغَاف: داءٌ يصيب الإنسان في صدره. قال الشاعر: مكانَ الشَّغافِ تبتغيه الأصابعُ وقد قرئ: " شَغَفها حُبَّاً " و " شَغَفَها حُبَّاً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 ومنهم سَلْمان بن عامر، كانت له صُحبة؛ وقد مر تفسيره. ومنهم من فُرسانهم: شِرحاف بن المثلَّم. الشِّرحاف: عَريضُ صَدْر القدم. ومثلَّم مفعَّل من الثًّلم. ومنهم: مِسحاج بن سِبَاع، كان من المعمَّرين. ومِسحاج: مِفعال من السَّحْج. والسَّحج: قَشْرُك الشيءَ. سَحَجه يَسحجُه سَحْجاً. والناقة المِسحاج: التي تَسحج الأرضَ بخفِّها فلا تلبث أن تَخْفى. وسِباع يمكن أن يكون مصدر سابعَهُ مسابعَةً وسِباعاً. وعبدٌ مُسْبَع، وهو الذي قد ُهِملَ حتَّى صار كالسبع. ومنهم: أُنيَف بن جَبَلة، فارسُ الشَّيِّط. والشَّيِّط: فرسٌ. وأُنَيف: تصغير أَنْف. ويقال: روضةٌ أُنُفٌ، إذا لم تُرعَ. وكلُّ شيءٍ استأنفتَه فهو أُنُفٌ. ويقال: نَيَّفَ على كذا وكذا، أي زادَ عليه. ومنهم أبو سُوَاجٍ عَبَّاد بن خَلَف، الذي قتل صُرَد بن حَمْزة، عمَّ مالكِ ابن نُوَيرة. وله حديث. وسُواجٌ: فُعال من سُجْت الرجلَ أسُوجه سَوجاً. ويقال: سَجَجْت الحائط بالطِّين أسُجَّه. والمِسَجَّة الخَشبة التي يُطلَى بها الطين، وهي المِسْيعة أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 ومنهم: الحَنْتَف بن السِّجف، الذي قَتَل يوم الهَنِيم حُبَيش بن دُلَجة القينيّ. وحَنْتف إن كانت النون فيه زائدةً فهو من الحَتْف. والسِّجْف هو السِّتْر، ولا يكون إلا من سِتُرين. ومن قبائلهم: شَقِرة بن ربيعة، وفي العرب شَقِرةُ هذا، وشَقرِةُ في بني مازن. والشَّقِرةُ: نَوْر يُشَبِّه بالشقائق، أو هو الشقائق بعينه. قال الحارث بن مازن: وقد أحملُ الرُّمحَ الأصمَّ كعوبُه ... بهِ من دماءِ القوم كالشَّقِراتِ فسمِّيَ شَقِرة. قال الشاعر: وعلا الخيلَ دماءٌ كالشَّقِرْ والشُّقَّارَى، بتشديد القاف وتخفيفها: نبت. والمشَّقَّر: موضعهٌ بالبحرين زعموا ممَّا بُنِيَ في الدَّهر الأوّل. والأشقر: بطنٌ من الأزْد، من مواليهم شُعبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 بن الحَجّاج المحدِّث. ويقال: جاء فلانٌ بالشُّقَر والبُقَر، إذا جاء بالكذب. ومنهم بنو صُبَاح. وصُبَاحٌ فُعال من الصُّبح. والصُّبح: الضوء. والصُّبْحة: غبرةٌ فيها حُمرة، وربَّما وُصِف به الأسد. والصُّباح ... والصَّبْحة: نَومة الغدادة. ويقال الصُّبْحة أيضاً. وفي العرب: بنو صُبَاح. والصَّبُوح: شُرب الغَداة. والمصباح: السِّراج. والصُّبَاح: السِّراج بعينه زعموا. والصابح: الذي يُورد إبلَه صباحاً. قال الشاعر: أيُّ ساعِ سَعَى ليقطع شِرْبي ... حينَ لاحت للصَّابح الجوزاءُ ومن رجالهم: الأبرش، وهو عامر بن حَوْط، وقد مرّ. وحَوْط من قولهم: حُطت الشيءَ أحُوطه حَوطاً، إذا أحرزتَه وحَفِظته، فالشيء مَحُوطٌ. والحِياطة: الحِفْظ. والإحاطة: الأخْذ ذا حُزْتَه وحفِظته. وكذلك فسر في التنزيل. ومنهم: عُمَير بن الأهلب، شهِد الجملَ وجرُح فمات من جراحته، وله حديث. والأهْلَب: الكثير الشعر. والهُلْب: شَعرَ ذنَبِ الفرس. ويقال: يومٌ هَلاَّب، إذا كان بارداً،. والهُلْبة: الخُصلة من الشَّعر. وقد سمَّت العربُ هُليباً وأهلَبَ وهَلِباً، وفَرَس مهلوبٌ، إذا نتِف شَعَر ذنَبِه. ومنه اشتقاق مهلَّب. ومنهم: مالك بن المنتفِق، كان من فرسانهم، وكان مطعاماً، وهو الذي أغار عليه بسطام بن قيس وقُتل بِسطامٌ يومئذ. والمنتفِق: الذي قد دخل في النَّفَق. والنَّفَق: السَّرَب في الأرض. ونافِقاء اليربوع من هذا، وهو سَرَبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 الذي يدْخُل فيه. والمنافق من هذا اشتقاقه، لأنّه يدخل في الكفر وهو يظهر غيره. فأمّا نِيفَقُ القميص ففارسيٌّ معرَّب، ليس من هذا. وقول العامة: نفَق الفرسُ وغيره، فكلمة مولَّدة ليس بعربية الأًصل، وكان أبو زيدٍ يقول: قد تكلمت العربُ به. ونَفَاق الشيء معروف. ومنهم: بجَّة بن عامر، لقِيَ النبي صلى الله عليه وسلم. والبَجُّ: الشَّق. يقال: بججت الجرحَ، إذا شققتَه. والبوائج، الدَّواهي، والواحدة بائجة. قال الشاعر الشماخ يرثي عمرَ بنَ الخطَّاب رضي الله عنه: قضيتَ أموراً ثم غادرتَ بعدها ... بوائجَ أكمامها لم تُفَتَّقِ ومنهم: هَرْثمَة أحد بني ذُهْل، كان شريفاً بالكوفة، قال فيه الشاعر: سُبحانَ مَن سَبَّحَ السَّبعُ الطِّباقُ له ... حتى لهرثَمَةَ الذُّهليِّ بوّابُ والهرثمة: خَطم الأسد. يقال هَرْثَمةُ الأسدِ، لا أعرف صحّته. ومنهم: ربيعة بن مقرومٍ الشاعر الجاهليّ، إسلاميّ. فأما مقروم فاشتقاقُه من قولهم: قرمت البعيرَ أقرِمُه قَرْماً، إذا حزَزْتَ أعلى أنفه، ثم عطفتَ الجلدةَ حتّى تجفَّ فيقَع الجريرُ عليها؛ فالبعير مقروم، وأمّا المُقْرم والقَرْم من الإبل فالفحل الذي لم يُبتَذل ولم يُركَب؛ والجمع قُروم، وبذلك سمِّي السيِّد قَرماً. وأصل القرم القطع. قرمت الشيء أقرِمُه قرماً، إذا قطعتَه. والقَرَمُ: شدّة الشَّهوة للَّحم. والرجل قَرِم بيِّن القرَم. ومنهم: عبد الله بن عَنَمة الشاعر، كان متزوِّجاً في بني شيبانَ نازلاً فيهم، وهو ابنُ أختهم، فلمَّا قتلتْ بنو ضَبَّة بسطاماً رثَى بسطاماً بالكلمة التي يقول فيها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 لأمِّ الأرض ويلٌ ما أجَنَّت ... بحيث أضَرَّ بالحَسن السبيلُ وذاك أنه خاف بني شيبن أن يقتلوه. والعنَم: ضربٌ من النبت له أطراف حُمر، تشبَّه به الأصابع المخضوبة. قال الشاعر: عَنَمٌ يكادُ من اللَّطافة يُعقدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 قبائل بني تميم بنُ مرّ بن أدّ واشتقاقه وأسماء رجاله وقبائله تميم. واشتقاق تَمِيم من الصَّلابَة والشِّدّة. قال الشاعر يصف فَرساً: تميمٍ فَلَوْناهُ فأكمِلَ خَلْقُه ... فتمَّ وعزَّتْه يداه وكاهِلُهْ والتَّميمة: المَعَاذة تُعلَّق على الإنسان. ويمكن أن يكون من هذا أيضاً. وقد سمَّت العربُ تميماً، وتَمَّاماً، ومُتمِّماً. فأمّا متمِّم فهو المتمِّم للأيسار، إذا نَقَصوا عن سبعة أخَذَ سهمينِ حتَّى يتمِّمهم. ويقال: امرأةٌ حُبلى متمٌّ، إذا تَمَّتْ أيّامُها. وولَدَت لتِمٍّ، أي لتمام. وليلُ التَّمام: أطول ليلةٍ في السنة، وبدرُ التَّمام، إذا تمَّ واستوى. قبائل تميم ولد عَمرو بن تميم: أُسيِّداً، والهُجَيم، والعنبر، ومالكاً، والحارث، وكعباً. فأمَّا كعبٌ فهم حِلْف في بني مازن، وهم قليل. فمن رجال بني عمرو: ذُؤيب بن كعب بن عَمرٍو، وكان شاعراً قديماً، وهو الذي يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 يا كعبُ إنَّ أباك مُنْحمقٌ ... إنْ لم تكن لك مِرَّةٌ كعبُ وهي أبياتٌ قديمةٌ يقول فيها: جانِيكَ مَن يَجنِي عليك وقد ... تُعدِي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ ومن بطون بني كعب: بنو قَهْد، يسمَّون القِهاد. والقِهاد: ضَربٌ من الضأن صغار الآذان تَشوب ألوانَها حُمْرة، تكون في الحجاز. والحارث بن عمرو بن تميم، وقد مَرّ، ويلقَّب الحارثُ الحَبِط، وبنوه الحَبِطات. وإنّما لقِّب بذلك لأنّه أكل صَمْغاً كثيراً فحبِط عنه، ي وَرِمَ بطنه. يقال: حَبِطَ يَحبَط حَبَطاً، إذا انتفخَ بطنُه وامتنَع من الغائط، وهو الحُبَاط. ويقال: حبِط عملُ الرّجل، وأحبَطَه الله عز وجل، إذا حَطَّه. فمن رجال الحَبِطات: عبّاد بن الحُصَين، فارسُ بني تميم في دَهرهِ غيرَ مُدافَع. وقد مرّ عبّادٌ. وحُصَين: تصغير حِصْن. وكلُّ شيء حَظَرتَه فقد حصَّنتَه. وبه سمِّيت المرأةُ حَصَاناً بفتح الحاء، لعفَتها. والحِصان بكسر الحاء: الفرس الذي يُحصَنُ إلاَّ عن كُلِّ حِجْرٍ كريمة. والحاصِنُ: المتزوِّجة. وأَحْصَنَ الرجلُ فهو مُحصَن، إذا أحصن أهلَه. وهذا أحدُ ما جاء على أفعَلَ فهو مُفَعل. وزعموا أنَّ القُفل يقال له المِحصَنُ في بعض اللُّغات، وكأنَّ المِحصَنَ الزَّبيل أيضاً. بطون بني مالك بن عمرو بن تميم مازن، والحِرماز، وغَيْلان وغَسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 وقد مرّ غَيلان، وهو بطنٌ قليل. فمن رجال بن غَيْلان: أبو الجَرْباء، شهِد يومَ الجمل مع عائشة رضي الله عنها وقُتل يومَئذ، وهو الذي يقول في ذلك اليوم: أنا أبو الجرباءِ فاندبْنِي معَكْ ... إنِّي أظُنُّ مُنْصُلي قد أوجَعَكْ ومنهم: الحِرماز، واسمه الحارث. واشتقاق الحِرماز من الحَرمَزة، وهي حرارة الرأس والذَّكاء. وقد سمَّت العربُ حِرمازاً، وحِرمِزاً. ويقولون: احْرَمَّزَ الرجُل، إذا كان حادَّ اللِسانِ والقلب. فمن رجال بني الحرماز: سَمُرة بن يزيد، كان من رجال البَصْرة في أوّلِ ما نزلَها النّاسُ؛ وقد مرّ ذكره. مازن بن مالك: ومازن اشتقاقه من شيئين: إمَّا من بَيض النَّمل، وهو يسمَّى مازناً؛ وإِمّا من المَزْن، وإما من قولهم: فلانٌ يتمزَّنُ على قومِه، أي يتسخَّى عليهم. فمن قبائل بني مازن: حُرقوص، وزَبِينة، وخُزاعيٌّ، ورِزَام، وأُثَاثة، ورأْلانُ، وأنمار. واشتقاق حُرقوص من دويْبَّةٍ أصغر من الحَلَمة تلصق بأرفاغ الناس ومات تحتَ أُزُرهم، مثل القِرْدانِ للإبل. قال الراجز: ما لقِيَ الناسُ من الحُرقوصِ ... مِن ماردٍ لصٍّ من اللُّصوصِ يبيتُ دونَ الحَلَق المرصوصِ ... بمَهْرِ لا غالٍ ولا رخيصِ وقال جاريةٌ من العرب وأصابت في بدنها حُرقوصاً: ويحكَ يا حُرقوصُ مَهلاً مَهلاَ ... أَإِبِلاً أعطيتَنٍ أم نَخْلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 أم أنتَ شيءٌ لا تُبالِي الجَهْلا واشتقاق زَبِينة وفعيلة، من قولهم: زبَنَت الناقةُ حالبَها، إذا ضربَتْه برجلها فألقَتْه عن نفسها، فالناقة زَبونٌ. وكذلك قالوا: حربٌ زبون لصعوبتها. وذكر أبو عبيدَة أنَّ من هذا اشتقاقَ الزَّبانية. والله عز وجل أعلم. واشتقاق رِزَام من المرازَمة، وقد مرّ ذكره. وأَل الرَّزْمة صوتٌ مثلُ صوتِ الرعد أو الأسد. وأسدٌ رُزامٌ، إذا رَزَم على فريسته فلم يتنحَّ عنها. ورِزْمَة الثِّيابِ عربيٌّ صحيح. يقال: رزمتُ الثِّيابَ، إذا جمعتَ بعضَها على بعض. واشتقاق اُثاثة: من أثاث البيت، وهو المتاع الجيِّدِ، وكذلك فُسِّر في التنزيل: " أَثَاثاً ومتاعاً إلى حِين ". ورَأْلان: فَعْلان، إمَّا من الرَّأْل وهو فَرْخ النَّعام، وإمّا من الراءول، وهو سنٌّ زائدةٌ في أسنان الفرس، مهموز. ويقال: روَّلَ الفرسُ ترويلاً، إذا أدلَى ولم يَستحكِم نَعظُه. فرسٌ مروِّل. ويمكن أن يكون اشتقاقُ رألان من الرُّؤال، وهو لُعاب الخيل. فمن قبائل الحَرقوص: بنو معاوية، وستراه في موضعه إن شاء الله، وبنو كابية. واشتقاق كابيَة من قولهم: كبا الزند يكبو كُبُوَّاً، إذا لم يُورِ ناراً، فهو كابٍ، ورَمادٌ كابٍ، إذا كان متراكماً كثيراً. قال الشاعر: كابي الرمادِ عظيمُ القِدْر جَفْنُته ... عِنْد الشِّتاء كحوضِ المُنْهِلِ اللَّقِفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 اللَّقِف: الذي قد تلقَّف، أي تهدَّم من أسفل الحوض. والمُنْهِل: الذي قد أنهلَ إبلَه، أي سقاها أوَّل سَقْية. وكبوت الجراب أو المِزْود، إذا صببتَ ما فيه أكبوه كَبْواً. وكبَا الرجل لوجهه يكبو كَبْواً، إذا عثَر. ومن كلامهم: " للصَّارِمِ نَبْوة، وللجَواد كَبْوة " والكاف من المصدر مفتوح في الإنسان، وفي الزند مضموم، فهو كابٍ. ويقال: كبوتُ البيتَ إذا كنستَه والكِبَا مقصورٌ: الكُناسة. والكِبَاء ممدود: البَخُور. ومن رجال مازنٍ: زبّان بن العَلاء، وهو أبو عَمرو، وكان واحدَ أهلِ البَصرةِ عِلماً باللغة والقراءة، وصحَّة الرواية، وعُمِّر وماتَ بالبصرة، ولا عَقِبَ له ولأخيه أبي سفيان عَقِب بالبصرة، وهو صاحب نَهْر أبى سفيان. وزَبَّان: فَعْلان من قولهم: رجل أزَبُّ: كثير الشّعَر. فهذا إذا لم تكن النون أصلية. فإذا كانت أصلية فهو من الزَّبْنِ، وقد مرّ ذكره. والزُّبُّ: اللِّحية، لغةٌ يمانية. ومثلٌ من أمثالهم: " كلُّ أزَبٍّ نَفور " ". والزَّبَاب: ضربٌ من الفار حُمر. قال الشاعر، ابنُ حِلِّزة: فهمُ زَبابٌ حائرٌ ... لا تَسْمعُ الآذانُ رعدا ويقال: ما زال يُنْشِد حتَّى زبَّبَ شِدقاه. أي غَصَّ بريقه. ومن رجال بن كابيةِ: قَطِريُّ بن الفُجاءة، رئيس الأزارقة، دُعِيَ أميرَ المؤمنين عشرين سنة، وقتل بالريّ في آخر أيام الحجاج. ومن رجال بني معاوية: حُجَيَّةُ. وحُجَيَّةُ تصغير حَجَاةٍ، وقد مرّ. فمن ولد حُجَيّةَ: هلالٌ وسَلْمٌ: ابنا أحْوَز. وأحْوَز: افعل من قولهم حُزْت الشيء أحُوزه حَوْزاً، وحُذْته أحوذُه حَوذاً، إذا جَمَعْتَه وأحسَنْتَ سَوْقه. وأنشد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 يَحُوزُهُنَّ ولَهُ حُوزيُّ وقد رُوي بالذال أيضاً. ومن رجال بني مازن: هَدَّابٌ، وكان من وجوه قومه. وهَدَّاب: فعَّال من الهَدَب. والهَدَب: كلُّ شجرةٍ دقيقة الورق، مثل الأَثْل والطَّرفاء وما أشبَهه. وهُدْب الثَّوب معروف. ومن بطون بني مازن: بنو القُلَيب. واشتقاق قُلَيب من تصغير قَلْب الإنسان أو قَلْب النخلة. وكلُّ شيءٍ خالصٍ فهو قُلْب وقَلْبٌ، من قولهم: فلانٌ عربيٌّ قَلْب. وجمع قَلْب النَّخلة قِلَبةٌ وأقلاب، وجمع قلب الإنسان وغيره قُلوب. والقُلاب: أن تُغِدَّ الإبلُ في قلوبها فلا تلبث أن تموت. والقَلِيب: الرَّكيّ، والجمع قُلُب. والقالَب معروف، بفتح اللام. وقلبتُ الشيءَ أقلِبُه قَلْباً. والقِلِّيب: الذِّئب، لغةٌ يمانيَّة؛ والقِلَّوب أيضاً. وربّما سمِّي السِّوار من الفضة قُلباً. أُسَيِّد بن عَمرو. وأُسَيِّد: تصغير أسود في لغة بني تميم، وسائر العرب يقول أُسَيْوِد، فإذا نسبوا إليه قالوا أسَيْديّ، كرهوا كثرة الكَسرات، واستثقلوا أن يقولوا أسيِّدئَ. قبائل بني أسيِّد بنو كاهل. وقد مرّ، ويقال إنهم من بني أَسَد. ومن رجالهم: أبو حاضر، واسمه صَبِرة بن جرير. واشتقاق حاضر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 وهو فاعل، من حَضَر يحضُر حضوراً. والمحاضَرة: العَدْو. حاضَرَ فلانٌ فلاناً، إذا عَدَوَا. والحضيرة: المَشِيمة التي تقع مع الولد. والحضيرة أيضاً: سبعةٌ أو ثمانية يَغْزون. قالت الجُهنَّية: يَرِدُ المياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضةً ... وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسمألَّ التُّبَّعُ النفيضة: القوم الذين يَنفُضون، يتقدَّمون الجيش. والتُّبَّع: الظِّلّ. واسمألَّ إذا ضَمَر. والحَضَر: خِلاف البَدْو. وقد سمَّت العرب حاضراً، وحُضَيْراً، ومُحاضِراً وحَضْرة الرجل: ما يليه. ومن رجالهم: مِحْجَن، وقد ولىَ ولاياتٍ في أيام بني العبَّاس. والمِحْجن: عَصّا يُعطَف رأسُها. وكلُّ شيء عطفته فقد حجَنْتَه. ومنه: احتجن فلانٌ مالاً، إذا ضَمَّه إليه واستبدَّ به. ومنهم: أوسُ بن حَجَر الشاعر، جاهلي، وكان شاعرَ مضَرَ حتى أسقطهَ زُهير. وقد مر ذكره. وقد سمَّت العربُ: حُجْراً، وحَجَراً، وحُجَيراً. فأما حَجّارٌ فهو فَعّال من حَجَرتُ على الشيء، إذا حُزْتَه. ومن بطونهم: بنو شُرَيف. وشُرَيف: تصغير أشرف. يقال للرجل العظيم الأذنين: أشرف. والشَّرَف في النَّسب معروف. والناقة الشارف: المسنَّة. والشَّرَف والشُّرَيف: موضعان بنجد. ومن بني شُرَيف: أكثم بن صَيْفيّ، كان من حكماء العرب في الجاهلية، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يوصِي قومَه باتِّباعه ويحضُّهم عليه، لم يُسْلم، وله كلام كثيرٌ في الحكمة، وبلَغَ تسعين ومائَة سنة. وهو الذي يقول: إنَّ امرأً قد عاش تسعين حجَةً ... إلى مائةٍ لم يسأم العيشَ جاهلُ وله عقبٌ بالكوفة، منهم حَمْزة الزيات صاحب القراءة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 واشتقاق أكثم من الكُثْمة، وهو عِظَم البطن. رجلٌ أكثم وامرأة كَثْماء. ومنهم: حنظلة بن ربيعة، بن أخي أكثم، له صحبة، وقد كتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي. ومنهم: رِبَاح بن ربيعة وله صحبة. ومنهم: زُرَارة بن النَّبّاش، أبو هالة، كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، ومات بمكة في الجاهليَّة. وكان ابنَه هندٌ. وهندُ بن هندٍ مات بالبصرة، ويقال إن له عَقِبا. فأمّا زُرَارة فهو فُعالة من الزَّرّ، وهو العضّ. يقال: زرَّه بزُرُّه زَرّاً، إذا عضَّه. وزَرَّ الحمارُ آتُنَه. والزُّرزور: طائر. وزِرُّ القميصِ أحسِبه مشتقّاً من الضِّيق، كأنَّه يَزُرُّ على العنُق، أي يضيِّق عليها ويعَضُّها. واشتقاق هالة من هالة القمر، وهو ما استدار حوله، تسمِّيه العامَةُ دارَة القمر. ومن رجالهم في الجاهلية: أبو يكسوم بن عَتَاهية، كان شريفاً وله عقبٌ بالكوفة. ويكسوم: اسمٌ من أسماء الحبَش ليس بعربِيٍّ صحيح. وعَتَاهِيَة مشتقٌ من التعتُّه، وهي المبالغة في الملبس والمأكل. قال رؤبة: في عَتهيِّ الُّلبْس والتقيُّن والعَتَه أيضاً: شبه البَلَهِ في الإنسان، من قولهم: عُتِه الرّجلُ فهو معتوه. واشتقاق هُجَيم وهو تصغير الهَجْم من قولهم: هجمت البيتَ، إذا هدمته. وهجَمْتُ ما في ضَرع الناقة، إذا استقصيتَ حَلَبها. فالفاعل هاجم، والناقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 مهجوم. وهَجَم الرجلُ على القوم، إذا دخل عليهم بلا إذن، والهَجْم: العُسُّ العظيم يحلَب فيه. ومنهم: نَهِيك بن التُّرُجمان، وكان أبوه مترجمَ كسرى، ويقال فيهم بعض القَول، والله عزّ وجل أعلم. واشتقاق نَهِيك من النَّهاكة، وهو الجرأة والإقدام. ويقال: انتَهكَ فلانٌ فلاناً، إذا نال من عرضه وشتمه. ومنه انتهاك المَحَارم. ونهكَتْه الحُمَّى، إذا أضرَّتْ به. وأنهكه عقوبةً، إذا أوجَعَه ضرباً. ويقال: كان نَهِيكٌ هذا وَلِيَ في زمان عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه فذكره أبو المختار في قصيدته التي ذكر فيها العُمَّال. ومنهم: عُلَيم، من بني أنمار بن الهُجَيم، قد ولي! بعضَ الولايات بالأهواز وغيرِها. وابنه: واصل بن عُلَيم، ولي لأبي جعفرٍ المنصور. وعُلَيم: تصغير أعلم أو عَلَم. والعَلَم: أعلى موضعٍ في الجبل. قالت الخنساء: كأنَّه عَلَمٌ في رأسه نارُ أو يكونُ تصغير أعْلَم. ومنهم: الحارث بن سُلَيم، الذي مدحه رؤبة فقال: إنّكَ يا حارث نعم الحارثُ وكان من رجالهم ومن بطونهم: حِبَال بن الهُجَيم. وحِبَال اشتقاقُه إمّا من الحَبْل وهو العهد؛ يقال: بينَ بني فُلانٍ حبلٌ، أي عهد. أو من الحبال المعروفة. ومنهم: أبو فَرْوَان، شهد يومَ الجمل مع عائشة رحمها الله وكُنّعَت يداه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 قمرّ به الأحنف. فقال أبو فَرْوَانَ: يا مُخَذِّل؟ فقال له الأحنف: " أمَا والله لو أطعتَني لأكلتَ بيمينك وامتسحتَ بِشمالك؛ ولما كُنِّعَت يداك! " وفَرْوَان: فَعلانُ من الفَروة، والفَروة والثَّروة واحد. ويقال: فلانٌ ذو فروة وثروة، أي ذو مال. والفرو الملبوسُ معروف. وفروة رأسِ الإنسان: جِلدته. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " إنِ الأَمَةُ ألقَتْ فروةَ رأسها من وراء الجِدار "، يريد أنّها إنْ حَسَرت عن رأسها لم تُبَالِ. والفَرأ: الحمار الوحشيّ، مهموز مقصور؛ والجمع الفِرَاء كما ترى. قال الشاعر: بضربٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُه ... وطَعنٍ كإيزاغ المَخَاضِ تَبُورها وقال آخر: بضربٍ كآذان الفِراء فُضولُه ... وطعنٍ كرَضِّ الخَيْل ثَعْلَى مِهارُها وقال آخر: فَصِرتُ كأنّني فَرَأٌ مُتَار ومن فرسانهم في الجاهلية: جُرَيبة، وهو الذي يقول: وعليَّ سابغةٌ كأنَّ قتيرَها ... حَدَقُ الأساودِ لونُها كالمِجْولِ المجول: ثوبٌ تلتحف به المرأة وتخيط بَيْنَ منكِبَيه. وجُرَيبة: تصغير جِرْبَة. والجِرْبة: القَرَاح الذي يُزرع فيه. ومنهم قُطَيبة. وقطيبة: تصغير قُطْبَة، وهو النَّصل الصغير الذي يُرمَى به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 في الأهداف. وكان قطيبةُ شاعراً، وهو الذي يقول عند الموت: كيف تراني والمنايا تَعترِكْ ... أجْنَحُ أحياناً وحيناً أبترِكْ ومن رجال بني العنبر واشتقاق العنبر من شيئين: إمَّا العنبر المشموم، أو من التُّرس، لأنَّ التُّرس يسمى العنبر ومن بطونهم: بنو جندب، وبنو كعب، وبنو مالك، وبنو بَشَّة. فمن بطون بني جندب: بنو عُرَيج، وبنو حُنجُود. والجندب معروف، ذكر بعض النحويين أنَّ النون فيه زائدة، لأنَّ اشتقاقه عنده من الجَدَبِ. والجَدَب: القَفْر من الأرض. والجندب: دويبة عريضة لها جناحان تَسمع لها صريراً إذا حميت الشمس، أكبر من الجرادة. وذكر الخليل أنَّ كلَّ اسمٍ على هذا الوزن ثانِيهِ نون أو همزة فلك أن تقول فيه فُعلُل أو فُعلَل، مثل جندب وجندب، وغندر وغندر، وجؤذر وجؤذر، وسؤدد وسؤدد، وهي لغة طائية يهمز السُّؤدَد. ومن بطونهم: بنو جُهْمة، واشتقاق جُهْمة من قولهم: مرَّت جُهْمة من الليل، أي قطعة عظيمة، والجَهَام: السحاب الذي قد أراق ماءه. وقد سمَّت العرب جَهْماً: وجَيْهَما. ورجلٌ: غليظ الوجه، وبه سمِّي الأسد جَهِيماً. ومن ولد الحارث بن جهمة: جَناب، وأدركَ جنابٌ النبيَّ صلى الله عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 وسلم. فمن ولد جنابٍ: بَشامة، كان من فُرسانهم. والبَشَام: ضربٌ من النَّبت. قال الشاعر: بأبعارِ صِيرانٍ وعُودِ بَشَامِ والبَشَم: شبيهٌ بالتُّخَمة. واشتقاق جَنَاب من الجَنَاب، وهو النَّاحية. رجلٌ رحب الجَنَابِ، أي واسعٌ. والجِناب: مصدر المجانبة. والجار الجُنُب والجَنيب: الغريب، وكذلك فسِّر في التنزيل، والله عز وجل أعلم. والجنبتان: ما حُمِلَ على جَنْبتي البعير. والجَنْبة: جِلدة جَنْب البعير، يتَّخذ منه العُلْبَة، وهو شيءٌ من جلود شبيهُ الرَّكوةِ يُحلَب فيها. والجَنيب: المجنوب من الخيل وغيرها، والجانِب: القصير المجتمِع الخَلْق. والأجناب: جمع جِيرانِ جُنُبٍ وأجناب. وأجنبَ الرجلُ، إذا أصابْته الجَنَابة، فهو مُجْنِبٌ. وبنو جَنْب: بطن من العرب ليسوا منسوبينَ إلى أبٍ ولا أمّ، إنَّما هو لَقَب. والجَنْبة: نبت. والمِجْنَب: التُّرس. والجانب: الناحية. قال الشاعر: ولكنّني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ ... من الأرض فيه مُستَرادٌ ومَطْلبُ وبَشَّة اشتقاقه من البشاشة، وهو فَعلة من ذلك. وعُرَيج: تصغير أعرج؛ عرِجَ الرجلُ يَعرَج عَرَجاً، إذا صار أعرج. وعَرَج يعَرُج عروجاً، إذا صعِد. والمعارج: الأسباب التي يُصعَد فيها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 والعُرَيجاء: ظِمءٌ من أظماء الإبل، وهو أن تَرِدَ في كلّ يوم. والمعراج، والله عز وجل أعلم: شيءٌ يراه المُحتَضَر فيَشخَص إليه ببصره. وما كانت لي على فلانٍ عُرْجةُ، أي عَطْفة. وما كان لي عليه تعريج، مثله. قال الشاعر: يا حادِبَيْ بنتِ فَضَّاضٍ أمَا لكما ... حَتَّى تكلَّمَنا هَمٌّ بتعريجِ والعرجاء: الضَّبعُ. فأمَّا قول العامة: الضَّبْعةُ العرجاء، فخطأ والعَرْج: موضع. وحُنجود إن كانت النون والواو زائدتين فهو من الحَجْد، والحجْد ليس من كلامهم؛ لأنَّ حنجوداً في وزن عُنقود وصنبور وأشباه ذلك، فإذا حذفنا الزوائد من عنقود فيصير من العَقْد والاشتباك، وله أصلٌ من كلام العرب. وصنبور النون أصلية، لأنَّهم يقولون: صَنْبَرت النخلةُ، إذا دقَّ أسفلها فصار له أصلٌ في كلام العرب. وليست حُنجود إذا حُذِفت الزوائدُ له أصلٌ في كلامهم، فرجعنا فيه إلى ما يرجعون إليه نم أسمائهم المشتقة من الأفعال التي أميتت. وسألت أبا عثمان الأُشنانْدانيَّ عنه فقال: لا أدري ممَّا اشتُقّ. وقال يونس النحويّ: الحنجود: وعاء شبيه بالسَّفَط: قال الشاعر: ... ومن رجالهم في الإٍسلام: عامر بن عبد الله، الذي يقال له عامر بن عبد قيس. وكان عثمانُ كتَبَ إلى عبد الله بن عامر أن يسيِّره إلى الشام، لأنه كان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 يطُعن عليهم، وكان من خيار المسلمين، وله كلامٌ في التَّوحيد كثير، وهو الذي اعتزلَ حَلْقة الحسَن فسُمُّوا المعتزِلة. ومن رجالهم: الهُذَيل بن قيس، غلب على أصبهان زمنَ الفِتنة. وانبه: زُفَر بن الهُذَيل، كان أعلمَ أهلِ الكوفة بفقه أبي حنيف. واشتقاق زُفَر وهو فُعَل، من قولهم: ازدفَرَ بحِمله، إذا استقلَّ به وقوِيَ عليه. قال الشاعر: يأبَى الظُّلامةَ منه النَّوافلُ الزُّفَرُ والنَّوفل: الكثير النوافل. والزُّفَر: المضطلع بحَمْل الدِّيات وما كُلِّف من المغارم. ومن فرسانهم في الجاهلية: طَريف بن تَمِيم، كان فارسَ عَمرو بن تميمٍ في الجاهلية، قتلَه حَمصِيصَةُ الشَّيباني. وطَرِيف من قولهم: طَرِيف الرّجُلِ وتالدُه. فالطَّريف: ما استفاده؛ والتَّالد: ما وُلِد عنده. والشيءُ المستَطرَف معروف. والطارف والتالد، والطريف والتليد سواء. وتطرَّف فلانٌ عسكرَ بني فلانٍ، إذا أغارَ على أطرافه، وبه سمِّي الرجل مطرِّفاً. والطَّراف: خِباءٌ عظيم من أَدَم أو غيره. قال الشاعر: ببَهكَنةٍ تحتَ الطِّراف الممدَّدِ والطَّرف: طَرف العين. وتسمَّى العين طارفةً. والمِطرف: كِساءٌ يشتمَل به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 والطِّرف: الفرسُ الكريم، وربَّما سمِّي الرجلُ طِرفاً. ولطريفٍ هذا عَقِبٌ بالبصرة. ومن فرسانهم في الجاهلية: الزُّبير بن عَوسَجة. والعَوسج: ضربٌ من الشَّجر له شوكٌ. ومنهم: البَلْتَع الذي هجاهُ جريرٌ، واسمُه المستنير. والبَلْتع: المتفيهق المتشدِّق في كلامه. ومُستَنِير مُستفعِلٌ من النُّور، كان الأصلَ مُسْتَنْيِرٌ، فألقَوا كسرةَ الياء على النُّون فسكنت الياءُ وانكسرت النون. وكذلك يفعلون في نظائره. ومن رجالهم: المُجْفِر. وإنَّما سمِّي المجفر لأنَّه كان يقود ظعينةً فلقيَه رجلانِ، فقال أحدهما لصاحبه: إنَّ هذا خَضِرٌ قد جفَّت يداه، ولو حملتَ عليه لأخذتَ الظَّعينة! فحمل عليه فقال: خلِّ الظعينة وأنا المغتلم! فحمل عليه فطعَنه فقال: خذها وأنا المُجْفِر! أي الذي قد ذهبَتْ شهوتُه. فرجع المطعون إلى صاحبه وقال: " كَلاً زعَمت أنَّه خَصِر! "، فذهبت مثلاً. واسمُ المجفر: خَلفٌ. فولد خلَفٌ الخَشِخاشَ وأدرك الإسلامَ، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم. وله حديث. واشتقاق الخشخاش من الخِفّة والسُّرعة. وللخَشخاش عقبٌ بالبصرةِ لهم الأقدار، وقد ولي القضاء منهم جمعة، منهم: مُعاذ بن معاذٍ، وغيرُه من أهل النَّباهة والعِلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 ومن مواليهم: فَيروزٌ، الذي يقال له فيروزُ حُصَين، نسب إلى مولاه الحُصَين، وهو صاحب نَهْر فيروز بالبصرة، قتله الحجاج في العَذَاب، ولم يكن بالبصرة مولىً أنبلُ من فيروز. وزعم القَحْدميُّ أنَّ فيروزَ صاحب نهر فيروز، من موالي ثقيف. ومن رجالهم: مِسعَر بن فَدَكيّ، وكان من أشجع الناس، شهد المَشَاهدَ مع عليّ رضوان الله عليه. ومِسْعَر: مِفعل، وهي الخشبةُ التي يُحرَّك بها النار. وفَدَكيٌّ منسوبٌ إلى فَدَك. وفَدَكٌ: موضعٌ معروف بناحية المدينة. ومن رجالهم: قُدامة بن عَنَزة، كان يقال له سيِّد القُرَّاء بالبصرة، وهو جَدُّ سوَّار بن عبد الله بن قُدامة. وكان سوَّارٌ من أفاضل أهل البصرة، وكان ولي الصلاةَ والقضاة والمَعُونَة للمنصور. وسَوَّارٌِك فَعّال من سار يَسُور سَوْراً، إذا وثَب. ومنهم: جارية بن المشمِّت. كان من فرسانهم في الجاهلية. وجارية معروفة. ومشمِّت مفعِّل من قولهم: شَمَّتَ العاطسَ. وربَّما سمِّيت قوائم الفرس شَوامت. ومن فرسانهم: مُجاهِل بن بَلْعاء، كان على خيلِ بني تميم يومَ أبي فُدَيك. وبلعاء مشتقٌ من شيئين: إمّا من قولهم: رجلٌ بُلَعٌ، إذا كان نهِماً أكولاً. وسَعْدُ بُلَعَ: نجم من نجوم السماء. وبنو بُلعَ: بطنٌ من قضاعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 رجال بني زيد مناة بن تميم سعد بن زَيْد مناة. ومناة: صنم معروف. رجال امرئ القيس بن زيد مناة: وامرؤ القيس كان منسوباً إلى قيس، كما تقول: رجلُ بني فلانٍ، وهو رجل القيس. وأدخل الألف واللام في قيس. وليس في امرئ القيس نَباهةٌ ولا رجال معروفون، وكان منهم: مَطَر بن الدَّرَّاج، وكان أبصَرَ النَّاس بالخيل، وكان في صَحَابة المهديّ. ومنهم: صالح بن المُسَرَّح الخارجيّ رأس الصُّفرية، كان عظيمَ القدر، وكان شبيبٌ من أصحابه، فمات بالموصل وأوصى إلى شَبِيب، وقبره هناك لا يَخرُج أحدٌ من الصُّفْرية إلاَّ حَضَر قبَره وحَلَقَ رأسَه عنده. ودَرَّاجٌ: فَعّال من قولهم: درج الصَّبيُّ أو الطائر، إذا مشَى مشياً متقارِباً. والأُدْرُجَّة والدَّرَجة من هذا اشتقاقها. والدُّرْجة: خِرَقٌ تلفُّ وتُدخَل في حياء الناقة، ثم تُخرَج وتُمسَحُ على ولدِ غيرِها حتى ترأمَه وتدرّ عليه. وناقةٌ مِدراجٌ: تزيد على عدد أيّامها في النِّتاج. والمَدَارج: طرقٌ في ثنيّةٍ أو أكَمَة مُعترضة. قال الشاعر: تَعرَّضِي مَدَارِجاً وسُومِي ... تعرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجوم ومنهم: عديُّ بن زَيدٍ العباديّ، شاعرٌ قديم، ماتَ في سجن النُّعمان، وله حديث. والعِباديّ منسوب إلى دِينه، لنّه تنصَّر. وأمَّا مالك بن زيد مناة ففيه الشرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 فمن بني مالك بن حنظلة: عَلقمة بن عبدة، شاعر قديم ومنهم: حُمَيدٌ الراجز الأرقط. وغيلانُ راكب الفيل. ومنهم: عَلقمةُ بن سَهْلٍ الخِصيُّ، وهو أحد مَ، شهد على قدامة بن مطعون بِشُرب الخمر، عند عُمَر، وقال له: أتقبل شهادةَ خصيٍّ؟ فقال عُمر: أمَّا شهادتُك فنَعَمْ. قبائل بني حنظلة قيسٌ، وكُلْفَة، وظُلَيم، وغالب، وعمرو، ويسمّون هؤلاء الخْمسة البراجم، لأنَّهم قالوا: نجتمع اجتماعَ براجمِ الكفّ. وواحد البراجم بُرجُمة، وهي التي إذا ضمَت كفَّك نشَزَتْ من تحت الأصابع. وكُلْفة إمَّا من لون البعير الأكلف، وهي حُمرةٌ كدِرة، أو تكون من قولهم: كلَّفتَني كُلفةً ثقيلة. والكَلَف معروف، وهو ما ظهر على وجه الإنسانَ من سوادٍ وحُمرةٍ من الشّمس. ومن البراجم: ضابئ بن الحارث، كان عثمانُ رضي الله عنه حبَسَه، ومات في السجن، وله حديث، وهو الذي يقول: هممتُ ولم أفعَلْ وكدتُ وليتني ... تركتُ على عثمانَ تبكي حلائلُه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 وابنه: عُمَير بن ضابئ، وهو الذي وطئ على جنب عثمانَ رضي الله عنه حينَ قُتِل، فقتله الحجَّاج بعد ذلك، وله حديث. وضابئ مهموز من قولهم: ضَبَأْت بالأرض، أي لصِقتُ بها. قال الراجز: وضابئ ذِمْرٌ لها في المرصَدِ يصف صائداً. ويقال: ضَبَتْهُ النّارُ، إذا أثَّرت فيه. والمِضْبأة: خبزةُ المَلة، لغةٌ يمانية. ومن رجال بني ربيعة بن حنظلة: مِرداسٌ وعروة: ابنا عمرو بن حُدَير، ويعرفان بابنَيْ أدَيّةَ، وهي جدّةٌ لهم. ومِرداسٌ هو أبو بلال، وكان من العُبَّاد المتورِّعين، وهو رأسُ كلِّ خارجيٍّ يتولاّه. وكان خَرجَ على عُبيد الله بن زياد، وله حديث. ومرداسٌ: مفعال من الرَّدْس. والرَّدس: ضربك الحجرَ بحجرٍ مثله، فهو الرَّدْس. ردسَه يردُسه رَدْساً، والشَّيء مردوس، وأنا رادس. ومّا عروة فكان أوّلَ مَن حكَّم بصِفِّين. والنَّسل لعُروَة. واشتقاق عُروَة من عُروة الشّجَر، وهي الأرض التي يدومُ شجرُها فيُعتَصَم به في الجدب. وكلُّ ما اعتصمتَ به فهو عُروةٌ لك. قال الشاعر: خَلَعَ الملوكَ وسار تحت لوائه ... شَجَرُ العُرَى وعَراعِرُ الأقوامِ فهذا مَثَلٌ. يقول: سار تحت لوائه الساداتُ الذين يُعتَصم بهم. والعُرعُرة: أعلى الجبل، والجمع: عَرَاعِر. يقول: تحت لوائه السادة، وهم العَراعر. وكان عُروة أوّلَ من قال: لاَ حُكْمُ إلا للهِ عزّ وجل! فقال علي عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 السلام: " كلمةُ حقٍّ أريِدَ بها باطل! ". واشتقاق حُدَيرٍ من شيئين: إمَّا من قولهم: أحدرت الثوبَ، إذا فتلت ... هُدبَة. أو من قولهم: ضربَه حتَّى أحدَرَ جِلدَه، أي أثَّرَ فيه. وكلُّ غليظٍ حادرٌ. يقال: رمحٌ حادر، إذا كان غليظاً. والحادور والحَدُور: المنهبِط من الجبل والأكمة. وأحِسب أنَّ اشتقاق حَيْدَرةَ من الغِلَظ أيضاً. ومنه قراءةُ الحَدْر، لخِفَّتها وسُرعةِ حركةِ اللِّسان بها. والحويدرةُ: لقبُ شاعرٍ من شعراء قيس، وستراهُ في موضعه إن شاء الله. وأَدَيَّة تصغير وَدِيّة. والوديَّة: الفسيلة، والجمع ودِيٌّ. وَدَى الحِمارُ، إذا قَطَّر ولم يُنعِظْ. قال الشاعر: ترى ابنَ أُبَيرٍ خَلْفَ قيسٍ كأنّه ... حمارٌ وَدَى خَلْفَ استِ آخَرَ قائِمِ ووديت الرجل أدِيهِ، إذا أعطيتَ دِيَته. وأودي الشيء يُودِ إيداءَ، إذا تلف. ومن رجالهم: المغيرة، وصخر ويزيد: بنو حَبْناء بن عمرو. وحَبْناء مشتقٌّ من الحَبَن. والحَبَن: عِطَم البطن. حَبِن الرجلُ يَحبَنُ حَبَناً، إذا عَظُم بطنُه، فهو أحبنُ والأنثى حبناء. وكان المغيرة استُشِهدَ بخراسان، وكان شاعر بني تميم في عصره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 قبائل يربوع بن حنظلة واشتقاق يربوع من دويْبَّةٍ، وهو يفعولٌ إمّا من قولهم: رَبَع بالمكان، إذا أقام به، ومن قولهم: ارتبع الجمَلُ، وهو عَدْوٌ شبيهٌ بالتقريب. وترى هذا في نسب ربيعة مستقصًى إن شاء الله. فمن قبائلهم بنو رياح، وبنو سَليطٍ، وبنو صُبَير، وبنو ثعلبة، وبنو كُلَيب وبنو عرين. واشتقاق رياح من جمع ريح، وأصله من الواو، وقد مرّ. فمن قبائل رِياح: بنو هَرْمِيّ، وبنو هَمّام، والحُمَّرة. فمن رجال بني هَرْميٍّ: عتَّاب بن هَرْمي، كان رِدفاً لملوك الحِيرة. وهَرميٌّ: منسوبٌ إلى الهَرْم، والوحدة هَرْمة، وهي ضروب من الحَمْض. ومن رجال بني هَرميٍّ: الأبيرِد بن المعذّر الشاعر، وكان جميلاً فصيحاً. والأبيرد: تصغير أبرد والأبرد من الثِّيران: الذي في طرف ذَنَبه بياض. وقد سمَّت العربُ أبرَدَ، وبُرَيداً. والبَرْد معروف. والبريد عربيٌّ معروفٌ قديم. قال الشاعر: برِيدُ السُّرَى بالّليلِ من خيلٍ بَربَرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 والبَرْدانِ: طَرَفا النهار. والأبردانِ: ظلُّ الغَدَاة والعشيّ. والبَرْديُّ: نبت. والمعذَّر: مفعَّل من العِذَار. والعذار عِذار الدابّة. والعِذار: ما اعترضَك من الأرض، مرتفعٌ عنها، والجميع عُذُر. والعذِير: الحال. يقال: ساء عذيرُه، أي ساءت حاله. والعُذْر والعِذْرة والمَعْذِرة: قرِيبٌ في المعنى. وجمع مَعذرة معاذير. وفسَّرَ قومٌ قولَه جلّ وعزّ: " ولو ألقَى مَعاذِيرَه "، لغةٌ أزْدية وهو السُّتُور، الواحد مِعذار. وعَذِرة الدار: فِناؤُها، وبه كُنِيَ عن العَذِرة ذاتِ البطن. والعُذْرة عُذْرة البِكر معروفة، وكذلك عُذْرة المختون. وبنو عُذْرة: بطنٌ من العرب عظيم. والعاذر: ما يلقية الإنسان من بطنه. واشتقاق هَمَّام، وهو فَعّال من الهمّ، إذا هَمَّ فعَل. أو يكون فَعَّال من هَمَّ الشحمُ، إذا ذاب. ومنه قولهم: شيخٌ هِمٌّ، إذا ذابَ لحمُه. ويقال: هَمَّني الأمرُ، إذا أمرضَني؛ وأهَمَّني، إذا أحزنَني. والهُمَام: المَلِك. والهَميمة: الشّحمَة الذائبة. ومن رجال بني هَمّام: قَعْنَب بن عَتاب، فارسُ بني تميم، قاتل بَحِير بن عبد الله القُشَيري. واشتقاق قعنَب من التَّقعيب، والنون زائدة. والتَّقْعيب: تجفيرُك الشيء. يقال قَعَّبت الإناء، إذا جَفَّرته. ومنه اشتقاق القَعْب. ومن رجالهم: مَطَر بن ناجية، كان على شُرطة عليّ صلوات الله عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 ومن رجالهم: عَتّاب بن ورَرْقاء، كان من أجود الناس. ورقاء: فعلاء من الوُرْقة، والوُرقة: لونٌ شبيه بلون الرماد، جملٌ أورق بيِّن الوُرْقة. ومن بني رياح: بنو العجفاء، منهم: شَبَثُ بنُ رِبْعيٍّ. والعجفاء: فعْلاء من العَجَف. وعجَّفْت الإنسانَ، إذا أطعمتَه نِصف قُوته ولم يَشبَع. قال الراجز: لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ ... ولا تُمَيراتٌ ولا تَعجِيفُ ويقال: عَجَفْت نفسي على فلان، إذا تعطَّفت عليه. وعَجَفت نفسي على المريض، إذا رفقت به ورحمتَه. وشَبَثٌ والجمع شِبْثانٌ، وهي دوَيْبَّة كثيرة القوائم، تسمَّى دخَّالَ الآذان. وكان شَبثٌ مؤذِّناً لسَجَاحِ المتَنَبِّية كانت في أيام مُسيلمة، ثم عظُم قدرُه بالكوفة. ومنهم سَلَمة بن ذُؤَيب، أحد بن العَجماء. والعجماء أمُّهم، وقال قوم: بل هي العجفاء التي مرّ ذكرها. وكان من رجالهم، وهو الذي أخرجَ عبيد الله بن زياد من الدار حتَّى استجار بالأزْد أيّامَ الفتنة. ومن بني رياح: القِرضاب بين ثَوْبان، صاحبُ الماء الذي يقال له في طريق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 مكة: القِرْضابيّ. والقِرضاب: الذي لا يلُوح له شيءٌ إلاَّ أخَذَه، وبه سمِّي اللُّصوص قَراضِبةَ، والواحد قِرضابٌ وقُرضوب. وثَوبان من قولهم ثاب يثوب، إذا رجع. وكلُّ راجع ثائب. والحُمَّرة: ضربٌ من الطَّير، يخفَّف ويثقّل. يقال: حُمَّرة وحُمَرَة. قال الشاعر: قد كنتُ أحسِبُكم أُسودَ خفِيّةٍ ... فإذا لَصَافِ تبيضُ في الحُمَّرُ ومن بني الحُمَّرة هذا: بِشر بن عمرو بن جُوَين، كان من فُرسانهم، أُسَرَ حَسَّانَ بن المنذر أخا النُّعمان، يومَ طِخْفة. وجُوَين: تصغير جَوْن. والجَوْن: الأسوَد، وربمَّا سمِّي الأبيضُ جَوْناً. ويسمَّى الحِمار الوحشيُّ جَوْناً. والجَوْن: أبو بطنٍ من العرب منهم: أبو عِمرَان الجَوْني. وقد سمَّت العرب جُوَيناً. ومن رجالهم: جَزْء بن سعد، كان عظيمَ القدر في الجاهليّة، وقد أخذَ المرباع، وقاد بنهي يربوع كلَّها، ولم يَقُدْها أحدٌ قبلَه ولا بَعده. وجَزْء من قولهم: جَزَأت الشيء، أي جعلته أجزاء. والجُزْء بضم الجيم: استغناء الإبل عن الماء بأكلها الرُّطْب. إبلٌ جازئة وجوازئ، وكذلك من الوحش أيضاً. وأجزأت السّكّينَ، إذا جعلتَ له نِصاباً. فأمّا الحديث: " ولا تَجْزِي عن أحد " فهو غير مهموز، وكذلك الجِزْية جزية الذِّمَّة، غير مهموز. ومن رجالهم سُحَيم بن وَثيلٍ الشاعر، عاشَ في الجاهلية أربعين سنة وفي الإسلام ستين سنة، وله عقبٌ في بادية الكوفة، وهو الذي يقول: أنا ابنُ جَلاَ وطلاَّعُ الثنايا ... مَتَى أضِع العمامةَ تعرفوني تمثَّل بها الحجاج على المِنبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وسُحَيم تصغير أسْحَم. والأسحم: الأسود. والسَّحَم: ضربٌ من النَّبت. ووَثِيل من الوَثالة، وهي الرَّجاحَة. ورجلٌ وثيل بيِّن الوثالة. وقال قوم: وَثيلٌ مشتقُّ من ثِيل البعير، وهو وعاء قَضِيبه؛ وليس هذا بشيء. ومنهم: جُشَيشُ بن هِزَّان، كان من فُرسانهم، وهو الذي قتل عَمرو بن الجَوْن، يومَ ذي نَجَب. وجُشَيش: تصغير أجشّ. والجُشَّة: بُحوحة في الحَلْق. والجٍشيش: ما لم يُنْعَم صَحْنُه من بُرٍّ أو يغره وهِزَّانُ: فِعلان من الهزّ، وستراه في موضعه إن شاء الله. قبائل ثعلبة بن يربوع منهم: بنو الكُبَاس، وبنو الحُمَّرة، وبنو جعفر. فأمَّا جعفر فولد كُبَاساً. واشتقاق جَعْفر من النهر الصغير، يقال للنهر الصَّغير جعفر. ورأسٌ كُبَاسٌ، إذا كان عظيماً. ومن رجال الحُمَّرة: الأسود بن أوس، كان علَّمه النجاشي دَوَاء الكلّب، فهم يُداوون به العرب إلى اليوم. وقد صار منهم اليومَ إلى بني المُحِلِّ، فهو فيهم أيضاً. ومن بني جعفر ثم من بين الكُبَاس: عُتيبة بن الحارث بن شهاب بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 عبد قَيس بن الكُباس، فارس بني تميم في الجاهليّة غير مُدافَع، وهو أحد الفُرسان الثلاثة المعدودين، أسَرَ بسطامَ بنَ قيسٍ يومَ الغَبِيط، وقتله بنو أسد ليلةَ خَوٍّ. وكان لعُتَيبة بَنُونَ فُرسانٌ، منهم حَزْرة، ورَبِيع. وحَزْرة مشتقٌّ من خِيار المال. واللَّبَن الحازر: الحامض، معروف. وأما عَرِين بن ثعلبة فاشتقاقه من قولهم: عرنت البعير أعرِنُه عَرْناً فهو معرون، والخشبةُ التي تعلَّق في أنفه تسمَّى العِرَان. والعَرِين أيضاً: شجر ملتفٌّ، وربمَّا سكَن فيه السَّبُع وغيره. وعُرَينة: بطنٌ من بَجِيلِة، وعُرَنة: موضعٌ بمكّة. وعِرْنانُ: بطنٌ من الأرض يُنبِت العُشْب، وهو فِعلان. قبائل بني سليط واشتقاق سَلِيط من السَّلاطة. فمن رجال بني سَلِيط: النَّطِف، واسمه حِطّان. وحِطَّانُ هو فِعلانُ من حططتُ الشَّيء أحطُّه حطّاً. وإنمَّا سمِّي النَّطِف لأنَّه كان فقيراً، فكان يستقى الماءَ بالأجْرِ فتقطُر القِربة على إزاره وثَوبه - يقال: نَطَفت القِربَةُ، إذا قَطَرت - فلمَّا كان فيهم النَّطِف، فأخذ بَعيراً مهزولاً عليه خَصَفة، فقال لبني يربوع: دعوا لي هذا بنصيبي من الفَيء. فأُعطِيَ إيّاه، فلما شُقّت الخَصَفةُ كانت ملأى جوهراً، فضَرَبَت به العربُ مثلاً فقالوا: " كَنْز النَّطِف ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 ومنهم: غَسَّانُ السَّلِيطيُّ الشاعر، الذي هجا جريراً. ومنهم: مِرداس بن وَقاء، وكان جَلداً شُجاعاً. وأما صُبَيْر فتصغير صُبْرة، أو تصغير صَبْر. وليس في صُبَيرٍ أحدٌ مشهور. وأما عمرو بن يربوعٍ فإنَّ العرب تزعُم أنَّ عمرَو بن يَربوعٍ تزوّج السِّعلاة، فقيل: إنّك تجدها خير امرأةٍ ما لم تَرَ برقاً. فسَدَّ خَصَاصَ بيِته، فولدتْ عِسْلاً وضمضماً، فرأتْ في بعض الأيّام بَرْقاً فقالت: أمسِكْ بَنيكَ عَمرُو إنِّي آبقُ ... بَرقٌ على أرض السَّعالِي آلقُ واشتقاق عِسْل من العَسَلان، وهو ضربٌ من عَدْو الذِّئب فيه اضطراب. يقال: عَسَلَ الذِّئبُ عَسَلاً وعَسلاناً؛ وبه سمِّي الرُّمح عَسِّالاً لاضطرابه إذا هُزّ. قال الشاعر: عَسَلانَ الذئبِ أمسَ قارباً ... بَرَدَ اللّيلُ عليه فنَسَلْ وقال بعضُ الرُّجّاز: يا قاتَلَ الله بَنِي السِّعلاةِ ... عَمَرو بن يربوعٍ شرارَ النَّاتِ غيرَ أعفّاءٍ ولا أكياتِ أراد: الناس، والأكياس، وهي لغة لهم. وأما عِسْل فجاء الإسلامُ وهي ثمانية، فاختطَّوا خِطَّةً بالبصرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 منهم صَبيغ بن عِسْل وكان يحمَّق، فوفَدَ على معاوية، وله حديث. ومنه: ربيعةُ أخو صَبِيغ، وكان مع عائشة رضي الله عنها يومَ الجمل، فأُتيَ به عليٌّ أسيراً، فمنَّ عليه عليٌّ رضي الله عنه، ولحِقَ بمعاوية. وكان صَبِيغٌ هذا أتى عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: خبِّرني عن " الذَّارياتِ ذَرْواً " فقال: افحَصْ عن رأسِك! فإذا له ضفيرتان، فقال: لو كان مَحْلوقاً ما شككتُ فيك. يريد انه من الخوارج. ثمَّ كتب إلى أمير البصرة أن لا يُكلِّموه. فلم يزَلْ بشرٍّ حتَّى قُتِلَ في بعض الفتن. واشتقاق صَبيغٍ وهو فعيل، من الشيء المصبوغ بالصِّباغ. وكلُّ ما اصطبغتَ به من شيءٍ فهو صِبَاغٌ لك، مثل الخَلِّ وما أشبهه. وضَمْضَمٌ من أسماء الأسَد. ومن بني ضَمضمٍ: سَعدُ الرَّابيةِ، أمُّهُ أمَةٌ، وكان يُتَّقَى لسانُه، يقول فيه الفرزدق: إنِّي لأبغِضُ سعداً أنْ أجاورَه ... ولا أُحبُّ بني عمرٍو بن يَربوعِ قومٌ إذا غضِبُوا لم يَخْشَهُمْ أحدٌ ... والجار فيهم ذليلٌ غير ممنوعٍ وأمَّا غُدَانة بن يربوعٍ فاسمه أشرسُ. واشتقاق غُدَانة من التغدُّن. والتغدُّن: التثنِّي والاسترخاء. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 فلم تُصِبْه نعسةٌ على غَدَنْ والغِدَانُ: خيطٌ تعلّق عليه الثِّياب في عُرْض البيت، لغة يمانية. وأشْرَس من سوء الخلُق. وكلُّ بشِع الطّعم من الشَّجر وغيره شَريسٌ. والشِّرْس من التَّمْرِ: البَشِع. ومن رجالهم: حارثة بن بدر، ويكنى: أبا العَنْبَس. وكان شجاعاً أصيلَ الرأي، وكان زيادٌ يَستخِصُّه. وحوّل ديوانَه إلى قريش وترك قومه، فقال رجل من بني كلب: شهدتُ بأنَّ حارثةَ بنَ بدرٍ ... غُدَانيُّ اللَّهازم والكلامِ وسَجْحةُ في كتاب الله أدنَى ... له من حارثٍ وابنَىْ هِشامِ يعني: سَجاحِ المتنبِّية. وكان استخلَفه الربيعُ بن عمرٍو الأجذم من بني غُدانة، على قتال الأزارقة بالأهواز، فلمَّا بلغه أن المهلّب قد ولى قتالَهم انصرَفَ وقال لأصحابه: كَرنِبُوا وَدَوْلِبُوا ... وحيثُ شئتمْ فاذهَبُوا قد أَمَرَ المهلّبُ وغرِق الغُدانيُّ بالأهواز. ومن بني غدانة: عطيَّةُ بن جِال، كان جَواداً. وعطيَّة: فعيلة من العطاء. والجِعال: الخِرقة التي تنزل بها القِدر عن النَّار. وفي عطيَّة إذْ يقول الفرزدق: أبَنِي غُدانةَ إنَّني حَرّرتُكم ... فوهبتُكم لعطيَّةَ بن جِعالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 والجَعْل: النَّخل الفَتيُّ المجتَمع. والجُعْل معروف، وكذلك الجُعَالة. والجُعَل: دابّةٌ معروفة. وقد سمَّت العرب جُعَيلاً. وجمع جُعَل جِعلانٌ. ومنهم: العُكَمِص، له مسجدٌ بالبصرة في بني غُدانة. والعُكمِصُ في وزن فُعَلِل وكلُّ شيءٍ جمعتَه فقد عكمصته. وعُكَامصٌ وعُكمِصٌ واحد. ومن رجاله: وكيع بن حَسَّان، الذي يقال له ابن أبي سُودُ. وكن سيِّدَ بني تميم ورأسَهم بخُراسان، وهو الذي خرج على قُتيبة بن مسلم بخراسان، فقتَل قتيبة. واشتقاق وكيع من قولهم: سِقاءُ وكيعٌ، أي محكم الصَّنعة. واستوكعَت معدةُ الرجُل، إذا اشتدَّت. والوَكع: اعوجاجٌ في رُسْغ اليد أو الرجل. يقال: عبدٌ أوكعُ وأمَة وكْعاء. ومن بني غدانة: بنو هِفَّان. وهِفَّان. وهِفّان: فِعلان من الهِفِّ، وهو السحاب الذي لا ماءَ فيه، والشُّهد الذي لا شَمَع فيه. وكلُّ شيءٍ خفَّ فقد هفَّ. وريحٌ هفّافة: سريعة الهبوب. وأحسِب أنَّ قولهم: رجل هفهاف، إذا كان خفيفاً، وإنما كان أصله هَفّاف، فثقُل عليهم ففصَلوا بينهما بهاء. ومنهم: عُقَابٌ ذو اللَّقْوة، وكان من أشرافهم ورجالهم. والعُقاب معروفة. وذو اللِّقْوة فإنَّ العربَ تقول: عقابٌ لِقوة: سريعة الاختطاف. وفرسٌ لِقْوة، وهي سريعة القَبُول لماءِ الفحل. فأمَّا اللَّقوة بفتح اللام، فالداء الذي يُصيب الإنسان، تقول: رجلٌ ملقوٌّ يا هذا. واللَّقَى: الشيء المُلْقَى الذي لا يُؤبه له والمَلاَقى: لحم الفَرْج. والمَلَقات، وليس من هذا: إكامٌ مفترِشة. وأمَّا كُليب بن يربوع فمن بطونهم: عوفٌ، وزَيد، ومُنقِذ، وصَبِرَة ومعاوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 ومنقذٌ من قولهم: أنقَذه يُنقِذه إنقاذاً، إذا نَجّاه غيره. والنقائد: ما استُنقِذ من أيدي الأعداء مِن فرسٍ وغيره. وتقول العرب للرجل إذا عَثَر: نَقَذاً! كأنَّه دعاءٌ له. ومنه: حُذَيفة بن بدر، جدُّ جرير. ولقِّبَ حُذيفة الخَطّفى بقوله: يرفَعْن بالَّليل إذا ما أَسدَفا ... أعناقَ جِنَّانِ وهاماً رُجَّفا وعَنَقاً بعد الكَلالِ خيطفا والخيطفة: السُّرعة. ومنهم: جرير بن عطية. والجرير: حبل من أدَم مفتول، يخطم به البعير، والجمع أجِرَّة وجِرَرٌ. ويقال: أجرَّهُ الرُّمحَ، إذا طعنَه ثم تركَه فيه. قال الراجز: وَيْهاً فِدَاءً لكَ يا فَضالهْ ... أُجِرَّهُ الرُّمحَ ولا تِهالَه والجيش الجرّار: الذي يجُرُّ كلَّ ما مرَّ به من كثرته. وأجررتُ الفصيلَ، إذا خَلَلتَ لسانَه لئلاَّ يرضَع، فهو مُجَرُّ. قال الشاعر: فلو أنَّ قومي أنطقَتْني رماحُهمْ ... نطَقَتُ ولكنَّ الرِّماحَ أجَرَّتِ والجِرَّة: ما يجتُّره البعير من كَرِشهِ ثم يردُّه. ومثلٌ من أمثالهم: " ما اختلفت الجِرَّةُ والدِّرَّة ". والجَرُّ معروف الذي في الحديث: " نُهِيَ عن نبيذ الجَرّ ". والجَرُّ: أصل الجبَل. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 كم تَرَ بالجرِّ من جمجمة ... وأكفٍّ قد أُتِرَّتْ وجِزَلْ والمجرَّة معروفة، وهي البياض الذي في السماء، وربَّما خفِّف فقالوا: مَجَر. قال الراجز: سِطِي مَجَرْ ... تُرطبْ هَجَر والإمجار: أن تُهزَل الشّاةُ الحامل ويَعظُم ما في بطنها. أمجرت الشاةُ فهي مُمْجرٌ، إذا عظُم بطنُها وضعُف جسمُها. المَجْر: الجيش العظيم. ولجريرٍ عَقِبٌ باليمامة كثير. ومن كُلَيب: الدَّلَهْمَس، وكان من فُرسانهم بالسِّندِ. والدلَهمس: الجرئِ على اللَّيل. قال الراجز: صبَّحَ حَجْراً من مِنًى لأربع ... دَلَهمسُ اللَّيلِ بَرودُ المضجعِ ومنهم: شُبَيل. بن وَفَاء، أدرك الجاهليّة وأسلم إسلامَ سَوءِ، وكان لا يصوم شهرَ رمضان، فعذَلتْهُ ابنتُه في ذلك، فقال: تأمرُني بالصَّوم لا دَرَّ درُّها ... وفي القَبر صومٌ يا تَبالَ طويلُ أراد: يا تبالة، وهو اسمها. وشُبَيلٌ تصغير: شِبْل. أشبلت اللبؤة، إذا كان لها أشبال. وأشبلت المرأةُ، إذا عَطَفت على ولدها أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 ومنهم: مُلَيص بن مُقلَّد. واشتقاق مُلَيص من قولهم: انملص وتملَّص، إذا انفلت وأملصَتِ الفرسُ، إذا أسقَطتْ، وولدها مَلِيصٌ، والمصدر الإملاص. ومقَلَّد الإنسان: موضع الحِمالة على عاتقه. والقِلْد: الحَظُّ من الماء هذا قِلْدُ بني فلانٍ من الماء، أي حظُّهم. والقِلْدة والقِشْدة: خلاصة التَّمر والسمن وما أشبهه، إذا طرح فيه وخُلِط بالزُّبدة، وبنو العَمَ تقول: إنّها من ولد مُرّ بن مالك، ويقال له العَوْف، لقب. وأمّا مالك بن حنظلة فولدَ داراً، وربيعة، ورِزاماً، ويربوعاً، وصُدَيّاً، وأبا سَوْدٍ، وعَوْفاً، وجُشَيْشَا. فأمُّ صُدَىّ وأبي سَوْد وجُشَيش: طُهَيّة بنت عَبْشمى، يقال لهم بنو طُهَيّة. وطُهَيَّة تصغير طَهَاة. والطَّهَاء والطَّخَاء: السحاب الرقيق. الطاهي: الطبّاخ أو الخبّاز، والجمع طُهاة قال الشاعر: فظَلَّ طُهاةُ اللَّحم مِن بينِ منضجٍ ... نَشِيلَ قَديرٍ أو شواءٍ معجَّلِ وعبشمس، يقال: مررت بعبشَمْسَ، ورأيت عبشمْسَ، وهذا عبشْمسُ. وعَبْشمس: الذي يسمَّى لعابَ الشَّمس، وهو ما ترى منها مستطيلاً في الصَّيف والحرّ. وصُدَيٌّ: تصغير صَدًى. واشتقاق الصَّدَى من أشياء: إمَّا من الصَّدى الذي يسمعه الإنسانُ إذا صوَّتَ في جبلٍ أو واد. والصَّدى: طائر معروف. وتزعم العربُ أنه إذا قُتِلَ رجلٌ خرجَ من هامته طائر يسمَّى الصَّدَى فيُنادِي اللَّيلَ كلَّه: اسقُوني! اسقُوني! حتى يُقتَل قاتلُه. وهذا باطل، ويسمُّونه أيضاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 هامَةْ. والصَّدأ من صدأ الحديد مهموز مقصور. وفرسٌ أصدأ، إذا كانَ بلون صداء الحديد. والأنثى صدآء. ومن قبائلهم: العُجَيف بن ربيعة بن مالك بن حنظلة. وفي بني مالك بن حنظلة: بنو سَعْد، يقال لهم السَّعادِمة. وسَعْدم أحسب أنَّ الميم فيه زائدة، كما زادوها في زُرقُم وسُتْهم، وأشباهِ ذلك. وأمَّا دارم بن مالك فاشتقاقه من أشياء: من قولهم: امرأةٌ درماء ُورجل أدرمُ، إذا لم يكن لعظامه حَجْم. والدَّرَمان أيضاً: ضرب من المَشْي فيه تقارُبْ خَطْو، وهي مِشية المرأةِ القصيرة المختالة. ودَرَمت الأرنب دَرَماناً: مشَتْ مشياً سريعاُ في قِصَر خطو. وتَيمٌ الأدرمُ منه أيضاً. ومن بطون بني دارم: عبد الله، ومجاشع، ونهشل، وجَرير، وأبان، ومَنافٌ، وسَدُوس، وخَيْبرىّ. فأمَّا سَدُوس فقد بادوا، وكذلك بنو خَيبرىّ، إلاّ بقيّةً لهم يسيرةً في بني ربيعة بن مالك. فأمَّا عبد الله بن دارم ففيه البيتُ. فمن عبد الله: زيدٌ. فولد زيدُ بن عبد الله: عُدَس، وهو فُعَل من العَدْس. والعَدْس: شدّة الوطء. يقال: عدسَه يَعدِسه عدساً، إذا وطِئَه. وبه سمِّي الرجلُ عَدَّاساً. والعَدَس: حبّةٌ معروفة والعَدَسة: بثرة كانت تخرج في الجاهلية فتُعدِي، وهي التي خرجَتْ على أبي لهبٍ فمات منها. ومن قبائل بني زيد: بنو مالك، وبنو مُرَّة، وبنو حِقٍّ، وبنو حارثة، وربيعةُ، وجَنَابٌ، وعبد الله. فبنُو عبد الله هم الذين بهَجَر، قدِموا البَصرةَ مع عبد قيس، فسمُّوا الهجريِّين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 والحِقُّ من الإبل: الذي قد استحقّت أمُّه الحملَ من العام الثالث. ويقال: بلغت الناقة حِقَّها، والأنثى منه حِقَّةٌ إذا بلغت وقتَ وِلادها. والحَقُّ: ضدُّ الباطل. والحُقُّ: حقَّة الطِّيب وغيره. والحُقَيق: ضرب من التمر صغار، وبه كُنَى أبو الحُقَيق. والحِقاق: مصدر المحاقَّة. والأحقُّ من الخَيل: الذي ينطبق حافرا رجلَيه على حافر يديه. فولد عُدًَس بن زيدٍ: عمرَو بن عُدَس فولد عمرٌو: عَمراً. وكان عَمرو بن عَمرٍو فارسَ بني دارم في الجاهلية. ومن رجالهم: شُريح، وكان فارسَهم أيضاً. ومنهم: وكيع بن بشر، كان سيِّد بني تميم، رأّسه عمرُ بن الخطاب. وابنه هلالٌ، رأّسه عُمر بعد أبيه، وقُتل هِلالٌ يومَ الجمل مع عائشةَ رضي الله عنها. فأمّا زُرارة بن عُدَس فكان سيّداً، وكان رئيسَ بني تميم يوم شُوَيحطِ. وولد زُرارةُ: حاجباً، ولقيطاً، وعلقمة،، ولبيداً، وخُزَيمة، وعَبد مناة. وزعم سُحيمٌ المعروفُ بأبي اليَقظان، مولّى لبني العُجَيف، أنَّ حاجباً غنّما سمَّى به لِغلَظ حاجبِه. وهذا لا يعرف. وحاجب الشيء: ناحيته. قال الشاعر: تراءت لنا كالشَّمس عند طُلوعها ... بدا حاجبٌ منها وضَنَّتْ بحاجبِ وقد مرّ لقيطٌ. وقُتِل يومَ جَبَلة، ويومئذٍ أُسِر حاجب. وتزعم بنو نميرٍ أنَّ الذي قتله جَعدةُ بن مِرداسٍ النُّميري. وأمَّا عَلقمة بن زُرارة فقتله بنو قيس بن ثعلبة. فولد علقمةُ: شيبان، وقد مرّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 فولد شيبانُ المأمومَ، وهو مفعول من قولهم: أمَّ رأسَه، إذا شجّه على أمّ رأسه فهو أميمٌ ومأموم، والشجَّة آمَّة. تقول: أممتُ الرجلَ، إذا شججتَه؛ وأمّمْتُه، إذا قصدتَه. والأمة: الوليدة. والإمّة: النَّعمة. يقال: كان بنو فلانٍ في إمّة. أي في نِعمة. والآمَةُ: العَيب في الإنسان. قال النابغة. فوَلَدْنَ أبكاراً وهُنَّ بآمَةٍ ... أعجَلْنهنَّ مَظِنَّةَ الإعذارِ يريد أنَّهُنَّ سُبِين قبل أن يُخْتَنَّ، فجعل ذلك عيباً. والأُمَّة لها مواضع: فالأُمَّة: القرن من الناس، من قوله عز وجل: " وكذلك جَعَلْناكُم أُمَةً وَسَطاً " والأمّةُ: الإمام، من قولهم أيضاً: " إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّةً قانتاً ". أي كان إماماً. والأُمةُ: قمة الإنسان. قال الأعشى: وإنَّ معاويةَ الأكرمِينَ ال ... حِسَانُ الوجوهِ الطِّوالُ الأُمَم والأمَّة: المِلّة. قال الله عزّ وجل: " وإنَّ هذه أُمَّتُكُم أُمّةً واحدَةً ". أي مِلّة واحدة. والأمُّ: التي تجمع الشيء. وجَعَلَ ذو الرمة المجرَّة أمَّ النجوم فقال: أمُّ النُّجوم الشَّوابكِ والحمدُ: أمُّ القرآن؛ لأنّه يبتدأ بها في كلِّ ركعة. ومكّةُ: أمُّ القُرَى، لتوسُّطها؛ كذا يقال. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 ومن رجالهم: عَثْجل بن المأموم. والعثجل: الضخم. وعَثْجلٌ أسَرتْهُ بكرُ بن وائل يومَ الوَقيط. ومنهم عُطارد بن حاجب. واشتقاق عُطاردٍ من الطُّول، لأنّهم يقولون: شأوٌ عَطَرّدٌ، أي بعِيدٌ طويل. وقد سمَّوا عَطَرَّداً، وعُطارداً. وأمَّا خُزَيمة بن زُرارة فقد مَرَّ، ولم يكن له تلك النَّباهة، وله بقية. وأما لبيد بن زُرارةَ فقد مرَّ، وله بقيَّة. ومَعْبد بن زُرارة قد قاد ورأس، وأُسَرتْه بنو عامر يومَ رحرحان، ومات في أيديهم. والقعقاع بن معبد. واشتقاق قَعقاعٍ من قعقة السِّلاح. وكلُّ شيءٍ سمعتَ له صوتاً متتابعاً فهو قعقعة. وكان القعقاع عظيمَ القدر في بني تميم، وقد أخذَ المرباعَ، ونافر خالدَ بن مالكٍ النَّهشليَّ إلى ربيعة بن حُذَارٍ الأسديّ، فنفرَّ القعقاع. ولهم حديث. ومدح المسيَّب بن عَلَسٍ القعقاعَ فقال: لأُهْدِيَنَّ مع الرِّياح قصيدةً ... منِّي مُغَلغلةً إلى القعقاعِ وأدرك القعقاعُ الإسلام، ووفَد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وللقعقاع في وِفادته حديث يُحدَّثُ به عن عبد الله بن المبارَك. وللقعقاع عقبٌ بالبادية. ومن رجالهم: نُعَيْم بن الهِلْقام. واشتقاق الهِلْقام من قولهم: بعير هلقامٌ: واسع الأشداق. وكان حاجبٌ أنْبَهَ بني زُرارة وأذهَبهم بنفسه، تزوَّج بنتَ قيس بن مسعود وهو سيِّد بكر بن وائل، ورهَنَ قوسَه عن بني تميم، وله حديث. وأمَّا مجاشْع بن دارم، فهو مُفاعِل من الجشعَ. والجشَع: أسوأ الحرص. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 وكان له لسانٌ وبيانٌ. وقعدَ هو وأخوه نَهْشَلٌ عند ملكٍ من ملوك العرب، وكان نهشلٌ أجملَ منه وأوسم، وكان عيِيَّاً، فجعَلَ يُقْبِل الملكُ على نهشلٍ ولا يجد عنده كلاماً، فلمّا خرجا من عندِه جعل مجاشعٌ يعلِّم نَهشلاً الكلامَ، فقال له نَهشل: " إنِّي والله ما أُطيق تَكذَابَك وتأثامك، إنك تَشُول بلسانك شَولانَ البَرُوق! "، ويعني الناقةَ التي تَشُول بذنبها ليُحَسب إنَّها لاقح. وكان سُفيان بن مجاشع من رجال بني تميم، وله بلاءٌ يومَ الكُلاَب، وقُتل ابنه مُرّةُ يومئذ، فقال سفيان: الشيخُ شيخٌ ثَكْلانْ ... والموتُ وِردٌ عَجْلانْ نَعَاءِ مُرِّةَ بنَ سُفْيانْ والشرف في محمد بن سفيان. وقد أَخبَرْنا بمن سمِّي بمحمدٍ في الجاهليّة. فولد محمدٌ عِقالاً، واشتقاقه من عِقال البعير. وكلُّ شيءٍ حبستَه فقد عَقَلتَه، ولذاك سمِّي العَقْل لأنَّه يمنع عن الجهل. وكذلك يقال: عقَلَ الدواءُ بطنَه. والدَّواء عَقُول. وعَقَل الوَعِل، إذا صار في أعلى الجبل، فالوعل عاقل. وبنجدٍ جبلٌ يسمَّى عاقلاً. ولفان عُقْلةٌ يَصرعُ بها، أي يعتقل بها. واعتَقَل الرجلُ شاتَه، إذا أخذ رِجْلَها بين فخِذِه وساقه ليحلُبَها. يقال صارعَ فلانٌ فلاناً فاعتقَلَه الشَّغْزَبيّة. والعُقَّال: داءٌ يُصِيب الخيلَ. وذو العُقَّال: فرسٌ من خيل العرب في الجاهلية مشهور. مَعقُلةُ: خَبراءُ بالدَّهناء تَحبِس الماء، فسمِّيت مَعقُلةَ لذلك. والعَقَل عيب، وهو تباعدُ ما بين الرُّكبتين شبيهٌ بالفَحَج، رجلٌ أعقل وامرأة عَقْلاء. وبنو عُقَيل: قبيلةٌ من العرب. وقد سمَّت العرب عَقِيلاً. وكأنَّ عَقيلاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 فعيل قُلِبَ عن معقول، مثل قتيل ومقتول. فإذا قالوا: فلانةُ عقيلةُ بني فلانٍ فليس من ذاك، وهي كريمتهم. ومن رجالهم: الأقرع بن حابس، وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم واسم الأقرع فِرَاس. وكان الأقرعُ من فُرسان بني تميم. ولقِّب الأقرعَ لقَرَعٍ كان في رأسه. والقَرَع: انحسارُ الشعر. والقرعاء: أرضٌ معروفةٌ بنجد. وكلُّ أرضٍ لا نَبْتَ فيها فهي قرعاء. وبنو قُرَيع: بطنٌ من بني سعد، وهم الأقارع الذين هجاهم النابغة. والمِقْرعة معروفة. يقال: قَرعَه بالعصا. وتقارَعَ القومُ، إذا تساهَموا. وقريع الشَّوْلِ: فحلُها، وهو مأخوذٌ من قَرْع البعير الناقة. ويقال: قرعَ فلانٌ فلاناً بكذا وكذا، إذا وبَّخه به. واشتقاق فِراس من الفَرْس، وهو دقُّ العنق. وكان الأقرعُ شريفاً في الجاهليَّة والإسلام، تنافرَ إليه جريرُ بن عبد الله البَجَليّ، وفَرافِصَة بن الأحوص الكلبيّ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه مع المؤلَّفة قلوبهم، واستعمله عبدُ الله بن عامر بن كُرَيزٍ على جيشٍ أنقَذَه إلى خُراسان، فأصيب بالجُوزجان هو والجيش. ناجيةُ بن عِقال، وكان من رجالهم، وهو أبو صعصعة، وصعصعة بن ناجية جدُّ الفرزدق. واشتقاقه من قولهم: تصعصع القومُ، إذا تفرَّقوا. وكان صعصعةُ عظيمَ القدر، يشترى الموءودات في الجاهلية فيُحِيهنّ، فجاء الإسلامُ وعنده ثلاثون موءودة. وأسلم صعصعةُ وأتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم. وغالب بن صعصعة: سيِّد بني مجاشع. والفرزدق بن غالب، واسمه همام، وإنَّما سمِّي الفرزدقَ لجَهَامة وجهِه وغِلظَه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 والفَرزدق: الخُبْزة الغليظة تَتَّخِذ منها النِّساء الفَتُوت. ودُفِن غالب بكاظمة، واستجار بقبره ابنا جُبَير الأبيضيَّان في حَمَالة، فحملها الفرزدُق، فقال في ذلك: لله عيناً من رأى مثل غالبٍ ... قَرَى مائةً ضَيفاً ولم يتكلَّمِ واستجار بقبره عبدٌ لبني مُنقذٍ مكاتَب، فأعطاه الفرزدقُ جملاً. وماتَ الفزدق بالبصرة. وكان بنوه: لَبَطَة، وسَبَطة، وخَبَطة، ورَكضة. واشتقاق لَبَطة: من قولهم: تَلابطَ القومُ بالسيوف، إذا تضاربوا. والسَّبَطة من السَّبَط، وهو كلُّ شجرٍ دقيقِ الورق. والخَبَط: حشيشٌ يُنقَع في الماء وتُعَلفه الإبل. ورَكَضَة من قولهم: أركضَت الفرسُ، إذا تحرَّك ولدُها في بَطْنها، فهي مُرْكضِ. يقال ركضَ الرجلُ فرسَه، إذا أجْراه. ولا يقال: ركضَ الفرسُ. وعاش الفرزدقُ حتى قارب المائة، ولم يبق له عقب. ومنهم: حمار بن أبي حمار بن ناجية. وابنُه عِيَاضُ بن حمارٍ حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكان عياضٌ إذا أتى في الجاهلية مكّةَ نزل على النبي صلى الله عليه وسلم واشتقاقه من العِوَض. عاضَني فلانٌ واعتضت منه. وأصل عِياضٍ الواو، والياءُ في عِياضٍ مقلوبة عن الواو لكسرةِ ما قبلها. وتقول العرب: عَوضُ لا فعلْتُ كذا وكذا. كأنَّه يَحْتِم على نفسه قال الشاعر: بأسحَم داجٍ عَوْضُ لا نتفرَّقُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 ومنهم: الخيار بن سَبْرة وخِيارُ كلِّ شيء: خِيرتُه. وقُتل خيارٌ بعُمان، قتلَه زياد بن المهلَّب، وله حديث. ومن رجالهم: الحارث بن بَيْبَة. والبَيْبة: المِثْعَبُ الذي ينصبُّ منه الماء إذا أفرغ من الدَّلو في الحوض؛ وهو البَيْب والبَيْبة. ومن رجالهم: البَعِيث، كان خطيباً شاعراً، هاجَى جريراً حتَّى قام الفرزدق وأسقَطَه. واسم البعيث خِدَاش. وسمى البَعيثَ لبيبٍ قاله. ومن رجالهم: سِيدانُ، وسَوَادة: ابنا مُرّة بن سفيان بن مجاشع. ومن رجالهم: هُريم بن أبي طَحْمة، وكان من فُرسان بني تميم في الإسلام. وهُرَيم هو تصغير هَرْم، وهو ضرب من النَّبْت، أو تصغير هَرَم، من هَرَم السنّ. واشتقاق طَحْمة من طحمةِ السِّيل، وهو دَفْعتُه أوّلَ ما يقبل. ومن بني مجاشع: حُوَىّ بن سُفيان. وحُوَى: تصغير أحوى، وهو الأسود؛ أو تصغير حِوَاء، والحِواء القوم، وهو مُجتَمَعهم. والحَوِيّة: مركَب من مراكب النساء، كِساءٌ ملفوف يُطرَح على سَنَام البعير تَرَكَبُه المرأة. وحَوَايا البطن معروفة، وهي بنات اللبَن، الواحدة حاوياء وحاوية. قال الشاعر، الأخنس: أضربُهم ولا أرى معاويهْ ... الجاحظَ العينِ العظيمَ الحاويهْ ومن بني حُوَىّ: الحُتَات بن يزيد، كان وَفَدَ إلى معاوية هو والأحنف، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 فأمَر لهم بمائةِ ألفٍ مائة ألف، فمات الحُتَاتُ في الطَّريق، فوفَد الفرزدقُ إلى معاويةَ فأنشده الأبياتَ التي يقول فيها: أبوكَ وعمِّي يا مُعاويَ أَورثا ... تُراثاً فأولَى بالتُّراث أقاربهُ فردَّ عليه المال. وحُتَاتٌ: فُعال من قولهم: حتَتُّ الورقَ أحُتُّه حتّاً، إذا نفضتَه عن الشَّجرة. ويقال: فرسٌ حَتٌّ، إذا كانَ سريعاً. والحُتُّ من كِندة يُنسَبون إلى موضعٍ بعُمان يقال له حَتٌّ ليس بأمٍّ ولا أب، وللحُتاتِ قَطِيعَة بالبصرة يقال لها بَدْقُ خُطَاف. وذلك أنَّ الملاَّحين لم يُصِحوا ليقولوا حُتَات فقالوا خُطَاف. ومن رجالهم: عبد الله بن ناشرة، غلَبَ على سجستان. وناشرةُ: فاعلةٌ من النَّشْر، إمَّا من نَشْر الثَّوب، وإمّا من نَشْر الشَّجر إذا أورقَ في برد الليل والنَّدى. وذلك الورقُ النَّشْر: والنَّشْر: الرائحة، يقال طَيِّب النَّشْر، ومُنْتِن النَّشْر. وقال قومٌ: لا يقال النَّشْر إلاّ في الرائحة الطيِّبة. والنَّشْر: مصدر نشرت الشيءَ بالمنشار نَشْراً. والنُّشارة: ما سَقَط من الخشبة المنشورة. والنَّشْر: الحياةُ بعد الموت. ويومُ النُّشور: يومُ الحَشْر. قال الشاعر: حتَّى يقولَ النَّاسُ ممَّا رأَوْا ... يا عجباً للمِّيتِ الناشرِ أراد: المنشور، فقلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 ومن رجالهم: الأَصْبغ بن نُباتة، وهو كوفيٌّ، وكان على شُرَط علي بن أبي طالب صلواتً الله عليه، واشتقاق الأَصبَغ من قولهم: فرسٌ أصبَغُ، والأنثى صَبْغاء، وهو الذي طَرَف ذَنَبه بياض. والصٍّبغ معروف. وثوبٌ صبيغ ومصبوغ. ونُباتة: فُعالة من النَّبْت. رجال بني نهشل واشتقاق نَهْشَلٍ من قولهم: نَهْشَلَ الرجلُ وخَنْشَل، إذا أسَنَّ واضطرب. ومن رجالهم: الأسود بن يُعفُرٍ الشاعر. ويعُفُر مشتقٌّ من عَفَر الأرض، وهو التراب، ومنه قيل: عفَّره، إذا صَرَعه في التُّراب. وظبيٌ أعفر، والأنثى عَفْراء، وهي غُبرةٌ في لونها حمرةٌ بلون التُّراب. والعَفَار: ضربٌ من الشَّجر سريع الإيراء إذا قُدِح، يُتَّخذ منه الزِّناد. قال الشاعر: زِنادُك خيرُ زِنادِ الملو ... كِ وافَقَ منهنَّ مَرخٌ عَفَارا ومثل من أمثالهم: " اقدَحْ بعَفَارٍ أو مَرْخ، وشُدَّ إنْ شئتَ أو أَرْخ ". ورجلٌ عِفريَةٌ نِفْرِيَةٌ، إذا كان خبيثاً. وكان الأسود شاعراً جواداً، وهو صاحب القصيدة الجيِّدة التي يقول فيها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 ماذا أُوْمِّل بعد آلِ محرِّقٍ ... تَركُوا مَنازِلَهمْ وبعد إيادِ وأخوه: الحُطائط بن يَعْفُر. وحُطائِط مشتقٌّ من الحَطَاط. والحَطَاط: بَثْر أبيض، الواحدُ حَطَاطة. والحِطاط بكسر الحاء: اعتمادُك في رِشاء الدّلو إذا نزعتَ بها. والمِحَطُّ: خشَبة يَحُطُّ بها الحَذَّاءُ الأديمَ، أي يخُطُّ فيه. ومن رجالهم: ضَمْرة بن ضَمرة، وكان من رجال بني تميم في الجاهليّة لساناً وبياناً، وكان اسمُه شِقَّ بنَ ضَمْرة، فسمَّاه بعضُ ملوك الحِيرةَ ضَمْرة. والضَّمْرة زعموا: جِلدة السَّخْلة من المَعز. وقال قومٌ: بل اشتقاقُه من قولهم: رجل ضَمْر، أي معروق العظام. وضمير الإنسان معروف. والضِّمار: ضدُّ العِيان. والضُّمْر: ضدُّ السِّمَن. ومضمار الفرس معروف. ومن رجالهم سَلمى بن جَنْدلٍ، من نَهْشَل، كان أحدَ فُرسانهم المشهورين في الجاهلية. قال الشاعر: مات أبي والمنذرانِ كلاهما ... وفارسُ يومِ العَينِ سَلمى بنُ جندلِ وقال آخر: وقبليَ مات الخالدانِ كلاهما ... عَمِيدُ بني جَحْوانَ وابنُ المضلَّلِ وقيسُ بن مسعود وقيسُ بن خالدٍ ... وفارسُ يوم العين سلمى بن جندل ومن رجالهم: نَهْشَل بن حَرّيّ. وحَرِّيٌّ منسوب إلى الحَرَّة. والحَرَّة: أرضٌ تركبها حجارة سُود، والجمع حَرُّونَ وإحرُّون وحِرار. وليس في بني فُقَيم بن جرير رجلٌ يُذكَر. وفُقَيم: تصغير أفقم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 رجال بني سعد بن زيد مناة بن تميم ويقال له الفِزْرُ. وقال الشاعر: وإنَّ أباناً كان حلَّ ببلدةٍ ... سِوّى بين قيسٍ قيسِ عَيلانَ والفِزْرِ وأبانُ: اسمُ جبلٍ معروف، لا ينصرف. واشتقاق الفِزْر من قولهم: فزرتُ الشَّيء، إذا صدَعتَه. والفِزْرة: القطعة منه. رجلٌ أفْزَرُ: مطمئنُّ الظَّهر، والأنثى فَزْراء، ومن هذا اشتقاق فَزَارة. والفازِرُ: ضَربٌ من النمل. وقال قوم: الفَزَارة: أنثى هذا السَّبُع الذي يسمَّى البَبْر. وحُدَّثت أنَّ سعداً لما أسنَّ بعثَ بنيه في رعاية إبله فأبَوا، فبعث ببني مالك ابن زيد مناة فسرقوا إبله، فلما رأى ذلك اتَّخَذ المِعزَى وقال لابنه هبيرة: ارعَها. فقال: لا أسْرَحُ فيها حتَّى يَحِنَّ الضّبُّ في إثْر الإبلِ الصادرة. فقال لعَبْشَمَسٍ: ارعَها. فقال: لا أرعاهَا سبعين خريفاً. فقال لآخرَ منهم: ارعَها. فقال: لا أرعاها أَلُوَّةَ أبي هُبيرة. أراد: يمين أبي هبيرة. فانطَلَق سعدٌ بشائه إلى عُكاظ فقال: ألا إنَّ مِعْزَى الفزر نَهْبٌ، جَدَع الله أنفَ رجلٍ أخذ أكثرَ من شاة! فتفرَّقت في العرب، فصارت مثلاً لما لا يدرك. قال الشاعر: ومُرّةُ ليسوا ناصرِيكَ ولا ترى ... لهمْ وافداً حتَّى ترى غَنم الفِزْرِ ومن قبائل سعد: كعبٌ، وعمرو، والحاث وهو عُوَافَةُ، وعَبْشَمْسٍ ويلقَّب مقروعاً، ومالكُ بن سعد، وعوف بن سعد، والعدد في كعب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 واشتقاق عُوَافة من قولهم: خرج الأسد يتعوَّف، إذا خرج بالليل يطلب ما يفَرِسُه؛ والذي يأكلُ عُوافةٌ له. ومن قبائلهم: بنو حِمّانَ، واسمُه عبد العُزَّى. وإنَّما سمِّي حمَّاناً لسواده. كأنّه فِعلانُ من الأحمّ. وقال قوم: إنّما سمِّي حّماناً لنه يحمِّم شفتيه، أي يسوِّدهما. والحارث هو الأعرج. وعَبْشمسٍ وقد مرّ. ومن قبائلهم: بنو مُقاعِس، وسمِّي مقاعس مقاعِساً يومَ الكُلاب، لأنَّهم قاتلوا بني الحارث بن كعب فتنادوا: يالَ حارث، واشتبه الاسمان فقالوا: يال مقاعس! وهو مفاعل من القَعَسْ، وهو أن ينخزل عن أصحابه ويقعد عنهم. ومن قبائلهم: عَمْرو، وصَرِيمٌ، وأصرَمُ، ورُبَيْعٌ، وعُمَير، وعُبَيد. ومن رجال بني مقاعس: سُلَيك بن السُّلَكة. وسُلَيك: تصغير سِلْك، وكذلك السُّلَكة، وهو ضربٌ من الطَّير. يقال: سلكت الطَّريقَ وأسلكتُه بمعنًى. وفي التنزيل: " ما سَلككُمْ في سَقَر ". قال الشاعر: حتَّى إذا أسلكوهمْ في قُتائدةٍ ... شَلاًّ كما تَطرُد الجَمَّالةُ الشُّرُدا والمسلك: الطريق. والسِّلْك: الخيط. ومنهم: البُرَك، وهو الذي ضَرب معاوية على أَلْيتهِ، والبُرَك: الذي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 يَبرُك على قِرْنه، والبَرَاكاء: الثَّبات في الحرب. قال الشاعر: ولا يُنْجى من الغَمَرات إلا ... بَرَاكاءُ القتالِ أو الفِرارُ والبَرْك: الصَّدر. وكان أهل الكوفة يلقِّبون زياداً: أشْعَرَ بَرْكاً؛ لكثرة عر صَدرِه. والبركة: الصَّدر أيضاً، إذا دخَلَتْها تُكسَر الباء، وبَرَك الجملُ بروكاً فهو بارك، ولا يكادون يقولون أبركته، وإنمَّا يقولون أنَخْته، وربمَّا استعملوها. والبَرَكة: النماء والزيادة. فأمّا قولهم: تبارَكَ اللهُ فهو تعظيمٌ لله جل وعزّ. والبُرَيكانِ: رجلانِ من فُرسان العَرب كان اسم أحدِهما بارك، والآخرَ بُرَيْك. وقولهم: بارَكَ الله لنا في الموت، أي بارك الله لنا فيما يهجُم علينا به الموتُ. ومن رجالهم: كَهْمَس بن طَلْق. وزعموا أنَّ كهمساً من أسماء الأسد. والطَّلْق من قولهم: ليلة طَلْقة ويومٌ طلق، إذا كان معتدلاً لا حرَّ ولا فُرّ. ورجلٌ طَلْق الوجهِ، وطليق الوجه. والطَّلاق معروف. والطَّليق: الأسير. ومن رجال بني رُبَيع: خُلَيف بن عُقْبة، وكان من أظرفِ أهل البصرة، وإليه تُنسَب الفالُوذقةُ الخُلَيْفيَّة. ومن شعرائهم: مُرَّة بن مِحْكان. ومِحْكانُ: فِعلانُ من المَحْك. ومنهم: حنظلة بن عَرادة، وكان شاعراً. والعَرَاد: ضربٌ من الشَّجَر. والتَّعريد: العَدْو من فزَعٍ ونحوهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 ومنهم: عَسْعَس بن سَلامَة. وكان مذكوراً بالبصرة في أوّل الإسلام. وعَسْعَسٌ من قولهم: عسعَسَ الليلُ، إذا رقَّتْ ظُلمته. وكذلك فُسِّر في التنزيل. والله أعلم. ومن قبائل بني سعد: بنو مِنْقر بن عُبيد. ومِنْقرٌ اشتقاقه من شيئين: إمّا من نَقرك الشيءَ، أو من مِنْقر، وهي ركِيٌّ كثيرةُ الماء. قالوا: ركيٌّ مِنْقَر، إذا كانت كثيرةَ الماء. والمنقار: منقار الطائر، معروف. ونَقِير النَّوَةُ: نكتةٌ في ظهر النَّواة التي تنبت منها الخُوصة. ونقَّرت عن الأمر، إذا كشفتَ عنه. والناقور في التنزيل أحسِبه من هذا، إن شاء الله. ومن رجالهم: خليفة بن عبد قيس بن بَوّ. وبَوٌّ اشتقاقهُ من البَوّ الذي يُتَّخذ للناقة، وهو أَن يسلخَ الفصيل ويؤخذ جلدُه ويُحشى تِبناً ويُتركَ بين يدَيْ أمِّه لترأمَه فتدِرَّ عليه. وكان خليفةُ أحد رجالِ بني تميمٍ في الإسلام، شهد القادسيّة. وهو الذي يقول: أنا ابنُ بوٍ ومعي مخراقِي ... أضربُ كلَّ قدمٍ وسَاقِ إذْ كرةَ الموتَ أبو إسحاقِ يعني سعد بن أبي وقاص. ونزل عليه عُبيد الله بن علي بن أبي طالب في أيّام مُصعب بن الز؟ ُّبير. ومنهم: زيد بن مِرداس، كان على وفْدِ بني تميمٍ حيثُ وفدوا إلى عمر. ومنهم: هِمْيان بن قُحافةَ الراجز، وأحسب أنَّ الهِميان المعروفَ ليس بعربيٍّ محض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 ومنهم: عامر بن أُبيَر، كان من ساداتهم وفُرسانهم في الجاهليّة، وأخذ أربعينَ مِرباعأً. ومن قبائل بني مُرّة: بنو النَّزَّال. ومنهم: صعصعةُ وقيسٌ وجَزْيٌّ. والمتشمِّس: بنو معاوية. فأمَّا قيسٌ فهو أبو الأحنف بن قيس، واسم الأحنف صخر. وقد سادَ الأحنفُ تميمَ البصرةِ كلَّها. ومن بني النزَّال: عِكراش بن ذُؤيب، لقي النبي صلى الله عليه وسلم وله حديث. وشهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف: كأنّكم به قد أُتِيَ به قتيلاً أو به جراحةٌ لا تفارقه حتَّى يموتَ! فضُرِب ضربةً على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثَرُ الضَّرْبة به. وعِكراشٌ من العَكْرَشة، وهو التقبُّض. والعكْرِشُ: نبتٌ معروف. ومنهم: يزيد بن حُذيفة. ويزيدُ هذا هو الأعْيس الذي أسَر الهُذَيلَ التَّغلبيّ في الجاهلية. والأعْيسَ من العَيَس، وهو من ألوان الإبل بياضٌ تَخِطه حمرةٌ. بعيرٌ أعيسُ وناقة عَيساء. ومنهم: الأسود بن سريع، لقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم وكان يقُصُّ في مسجد البَصرة. ومنهم: عبد الله بن إباض، صاحبُ الإباضيّة. والإباض: حبلٌ يشَدُّ في ذِراع الجَمَل، ثم يشدُّ إلى وظيف يده، فالجَمَل مأبوضٌ، والمصدر الأبض. والأَبْض: الدَّهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 ومن قبائل بني مِنْقر: حَزْن، وجندلٌ، وصَخْر، وجَرْول، يسمَّوْنَ الأحجارَ. ومن رجالهم: فَدَكِيُّ بن أعْبَدَ، وكان من عظماء بني سعدٍ في الجاهلية، وله عقب بالبصرة والبادية. وكان أبو عبيدةَ يطعُن في عقبِهِ بالبصرة، وذلك باطل. والجَرْول: أرضٌ ذات حجارة يصعُب فيها المَشْي. والحَزْن: ضدُّ السهل. ويقال جرول والجمع جراول، وحَزْنٌ والجمع حُزُون. ومنهمك القلاخ بن حَزْنٍِ الراجز. والقُلاَخ، وهو أن يردِّد الفحلُ صوتَه في جوفه. يقال: قلخَ البعيرُ يقلَخُ قَلْخاً. ومنهم: بنو أحْمَس، منهم مُحرِز بن حُمْران، من فُرسان بني تميم. واشتقاق أحْمَسَ من قولهم: حَمِس الشرُّ، إذا اشتدَّ. وكلُّ شيءٍ اشتدّ فقد حَمِس. والحُمْس: قبائلُ من العرب تشدَّدوا في دينهم، منهم: قريش، وبنو عامر بن صعصعة، وخُزَاعة. ومن رجالهم: جَيْهان بن مُحْرِز، كان شجاعاً شريفاً. وجَيْهانُ اشتقاقهُ إن كانت النون فيه زائدة فهو من قوله: جاء يَجِيه، إذا أحسن القيامَ على ماله فهو جاءه، والمال مَجُوهٌ أو مَجِيه، من جاهَهُ يَجيهه. ومن ذلك اشتقاق جُهَينة إن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 كانت النون زائدة في جُهَينة، ولا أحسِبها إلا أصليّةً من الجَهْنِ، والجَهْن: الزَّجر وغِلَظ الكلام. ومن رجالهم: سِنان بن خالدٍ الأشدُّ، وسمِّي الأشدَّ لشجاعته. ومنهم: اللَّعِين الشاعر، واسمه مُنازِل، وهو الذي هجا الفرزدقَ وجريراً جميعاً. ومنهم: سُمَيّ بن خالد، وهو أبو الأهتم، واسم الأهتم سِنان وسمِّي الأهتم لأنَّ قيس بن عاصمٍ ضرَبهُ بقوسٍ على فيه فَهَتَم أسنانَه، أي كَسَرها. وفي بني الأهتم رجالٌ معروفون خطباءُ يَطولُ الكتابُ بأسمائهم. ومن رجالهم: قيس بن عاصم، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " هذا سيِّد أهلِ الوبر ". وهو من حُلماء بني تميم، وحَرَّم الخمرَ على نفسه في الجاهليَة، وله حديث. ومن بني مِنْقر: بطن يقال لهم بنو هَرَاسة، من ولدِ فَدكى بن أعْبَد. والهَرَاس: ضَرب من الشجر له شوك. ومنهم: بنو هِدْم. والهِدْم: الكِساء الخَلَقُ، والجمع أهدام، والهَدْم: مصدرُ هدمتُ الشيءَ أهدِمه هدْماً، والهَدَم: ما وَقَع من الهَدْم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 ومنهم: جعفر بن جرفاس، وقد مرّ جعفرٌ. وجرفاسٌ: اسمٌ من أسماء الأسد. كان من عُبَّاد أهلِ البصرة المعدودين، ذكره الحسن فقال: إنِّي لا أرى مثل الجَعفرَين! يعني جعفراً هذا، وجعفَر بن زيدٍ العبدي. ومن قبائل بني سعد: جُشَمُ، وعَبشمس. واشتقاق جُشَم من قولهم: جشمت إليك هذا الأمر، أي تحمَّلت ثِقَله. وجُشَمُ البعيرِ: صدرُه وكَلْكَلُهُُ. يقال: ألقى عليه جُشَمَه. وهو من قولهم: تجشَّمت كذا وكذا، أي حملت ثقله عليَّ. ومنهم: بنو حرام بن كَعْب، وهم قليل، وقد مرّ ذكره. ومنهم: بنو مُخَاشِنٍ، وهو مُفاعل من الخُشونة. وسمَّت العرب مُخاشِيناً، وخُشَيناً، وخُشَينْة، وخَيْشَنة. وخُشَيْنٌ: بطن من العرب من قضاعة. ومنهم: أبو نُخيلَة الراجز، وكان يُطعَن في نسبه، وإنّما كُني بهذا لأنَّ أمه ولدَاْه في أصل نخلة. وأمّا ربيعة بن كعب بن سعد فيلقَّبون: الحِباق، بكسر الحاء. والحَبِق: الضَّرِط. قال أبو العَرَنْدس الأزديّ: يُنادِي الحِباقَ وحِمَّاتَها ... وقد حَرَقُوا رأسَه فالتهَبْ يعني ابن الحضرميّ حيثُ أُحرِق في بني تميم. ومنهم: المستوغِر المعمِّر، عاش ثلاثمائةٍ وعشرين سنةً، ولقِّب المستوغرَ لقوله: يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلات منها ... نَشِيشَ الرَّضْف في اللَّبنِ الوغيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 والرَّضْف: حجارة تُحمى وتُلقَى في اللبَن فينِشّ. ووَغْرة الهاجرة من هذا اشتقاقها، أي شدَّتها. ويقال: فلانٌ وَغِر الصَّدر عَلى فلانٍ، أي حَقِدٌ عليه. ومنهم: جارية بن قُدامة كان شيعيَّاً، وكانَ من أصحاب عليٍّ عليه السلام. وهو الذي تولى إحراق عبد الله بن عامر الحضْرَميّ. ومنهم: مكحول بن حِذْيم، وقالوا: ابن عبد الله بن حِذْيمَ، وهو صاحب نهرِ مكحولٍ بالبصرة. وحِذْيمٌ مشتقٌّ من الحَذْم، وهو السُّرعة في كلامٍ أو سيرٍ، وبه سمِّيت حَذَامِ. ومن ولده: الأحامسة، لهم عدد بالبصرة. ومنهم: شَيبان بن عبد شمس، الذي تنسب إليه مَقبرةُ شيبانَ بالبصرة، وكان زيادٌ ولاَّه الجامعَ ونما يليه ليحرسَ باللَّيل، فكان يقتُل الخوارج، فجاءته الخوارجُ نهاراً فقتَلتْه الخوارج، وقتلَتْ سبعة بنينَ له. ومنهم: عمرو بن جُرموزٍ قاتلُ الزُّبير رحمه الله. ومن موالي ربيعة: خالِدٌ الرَّبَعي الفقيه. وأمَّا مالك بن كعب بن سعدٍ فإنَّه يقال له ولأخيه: المزروعانِ، لعددهم. وأما الحارث بن كعبٍ فهو الأعرج، وسمِّي الأعرجَ لأنَّ غيلان بن مال بن عمرو بن تميم ضربَه في حربٍ بينهم وبين بني سعد فَعَرج. وأمَّا جُشَمُ، وقد مرّ تفسيره، فولد جُعْشُمَ بن جُشَم. والجُعْشُم: الغليظ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 ومنهم: زُهرة بن عبد الله بن الحَوِيَّة. وزُهْرة هذا هو قاتل جَالِينوس الفارسيِّ، بعث به كسرى لقتال العرب. ومنهم: مَضْرحِيّ بن كلاب، وكان شاعراً، وشهد المغازيَ بفارسَ مع المهلَّب. والمَضْرحيُّ: النَّسر؛ وربَّما سمِّي الرجلُ الكريمُ مضرحِيّاً. وأما عوف بن كعب بن سعد فولد قُرَيعاً، وعُطارِداً، وبَهدَلة. - وهو ضربٌ من الطَّير زعموا - وبِرْنيقاُ، هو ضربٌ من الكمأة يكون لها شبيهُ الأقماعِ يكون فيها سمٌّ قاتل. وأما بَهدلة فمنهم أُحَيْم، وكان شريفاً. ومن بني خَلَف بن بهدلة: الزِّبرقان بن بدر، قال قومٌ: إنِّما سمِّي الزبرقانَ لخفّة لحِيته. وقال قوم: بل لجماله، لأنَّ القمر يسمَّى الزبرقان. وقال قومٌ: لأنَّه كان يصبُغ عِمامتَه بالزَّعفران، وكنت سادةُ العرب تفعَل ذلك. قال الشاعر: فهم أَهَلاَتٌ حولَ قيسِ بن عاصمٍ ... يحُجُّون سِبَّ الزِّبرقانِ المُزَعْفَرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 ومن بني بَهدلة: خالدُ بن ثعلب. والثَّعلب معروف. وثَعلب الرُّمح: ما دَخَل في جُبّةِ السِّنان من الرُّمح. قال الراجز: وأطعُ، النجلاءَ تَعوِي وتَهِرُّ ... لها من الجَوف رَشاشٌ منهمِرْ وثعلبُ العامل فيها منكسِرْ والثعلب: مَخرج الماء من الجَرِين، وهو الجَوْخان. ومن بني سعد: الأضبط، كان شريفاً في الجاهلية. ومنهم: وكيع بن عُمَير، وأمُّه من سَبْي دَوْرَق، وهو الذي قَتَل عبدَ الله بن خازم السُّلَمى، ويعرف بابن الدَّورقيّة. ومنهم: أوس بن مَغْراء الشاعر. ومَغْراء: فَعلاء من اللَّون الأمغَر. والمُغْرة: حُمرةٌ فيها كُدْرة. والمَغْرة معروفة بفتح الميم. ومنهم: أبو دَهْلَبٍ الرّاجز، الذي يقول: حَنَّتْ قَلوصِي أمسِ بالأُردُنَّ والدَّهلَب: الرجل الثقيل. ومنهم: بنو أنفِ الناقة، وفيهم شرفٌ وعدد. وسمِّي بذلك لأنّه أكلَ رأس ناقة. وفيهم يقول الحطيئة: قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ ... ومَن يُسوِّي بأنفِ النّاقةِ الذَّنَبا ومن ولد أنف الناقة: لأُيٌ، وابنُه شمَّاس بن لأْي واشتقاق لأْيٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 من البُطء. قال الشاعر: فلأياً بلأْيٍ ما حَمَلْنا وليدَنا وشَمَّاس: فَعّال من الشَّماس، من قولهم: شَمَس الفرسُ شِماساً، فالفرس شَموس. والشَّمس معروفة. والشَّمْسة: ضرب من المَشْط كان يُمشَط في الجاهليّة. وقد سمَّت العربُ شمّاساً وشَمِيساً، وشُمَيساً، وشَمْساً. وأشَمسَ يومُنا، إذا اشتدَّ حرُّ شمسه؛ وَشمِسَ أيضاً قال الشاعر: فغودِرَ تحتَ الضَّالِ وهو كأنّه ... قَريعُ هجانٍ فادرٌ مُتَشّمِسُ وقال آخر: فلو كان فينا إذْ لحقنا بُلالَةٌ ... وفيهنَّ واليومُ العَبُوريُّ شامسُ ومنهم: عامر وعلقمة: ابنا هَوذة بن شمّاس، كانا شريفين. والهوذة: ضربٌ من الطير. وهما اللذان يقول فيهما الحطئية: أمثالُ علقمة بن هَو ... ذة كلَّ غاليةٍ مَيَاسِرْ ومنهم: بغيض بن عامر بن هَوْذة، كان شريفاً وهو الذي نَقل الحطيئةَ إلى جِواره من جوار الزِّبرقان. وأدركَ بغيضٌ الإسلامَ، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسَّماه حبيباً. ومنهم: المخبَّل الشاعر، واسمه ربيعة. ومخبَّل: مفعَّل من الخَبْل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 والخَبْل: استرخاء المفاصل من ضعفٍ أو جنون. والخِبَال: الهلاك. والخابل: الجِنّ. ومنهم: الحَرِيش بن هِلال بن قُدامة، كانَ من فرسان بني تميم، وله أيام بخُراسان مشهورة. وحَرِيش: فعيلٌ، إمّا من حَرْش الضبِّ، وهو أن يضربَ الرجلُ بيده على باب الجُحر فيسمعَه فيحسِبَه أفعَى، فيخرج فيُؤخذ. والفعل الحَرْش. قال الراجز: قد ضحِكَتْ لمَّا رأتني أحترِشْ ... ولو حَرَشْتِ لكشفتِ عن حِرِشْ وإمّا من حَرْش البعير، وهو أن يحكَّ غاربَه بِعصاً أو مِحْجَن ليمشِيَ. ومن بني عُطاردٍ: شِجْنة. واشتقاق شِجْنة من الشُّجون والشواجن، وهو الشَّجر الملتفّ الدَّغِل. ومن أمثالهم: " إنَّ الحديثَ ذو شجون " أي يجرُّ بعضُه بعضاً. والشواجن: الأودية ذاتُ الشجر الملتفّ. والشُّجونُ المصدرُ من هذا، لتداخلها واشتباكها. والشَّجَن: الحاجة. والشجون: الحوائج. ومنهم: كرِب صَفْوان، وهو الذي أنذرَ بني عامرٍ على بني تميم يوم جَبَلة، قالت دَخْتَنوس: كَرِبَ بن صفوانَ بن شِجْنةً لم تَدَعْ ... من دارمٍ أحداً ولا من نهشلِ وتركت يربوعاً كَفَورة دابرٍ ... وليَحْلفَنْ بالله إنْ لم يَفعَلِ فقال: والله لا أحلف! والدابر: الواحد من الأيسار. وعُوَير بن شِجْنة: الذي أجارَ قطينَ امرئ القسيس عند انقضاء مُلْك كِندة فوفَى له، فقال امرؤ القيس: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 لا حِميريٌّ وفَى ولا عُدَسٌ ... ولا استُ عَيْر يحكُّها الثَّغَرُ لكنُ عُوَيرٌ وَفَى بذمَّتهِ ... لا عَوَرٌ شانَهُ ولا قِصَرُ وكان أعورَ قصيراً. ومن بني عطارد: أبو رجاء عمرانُ بن تَيْم، وهو الذي يُعرَف بأبي رجاءِ العُطارديّ. كان فقيهاً، أدركَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سُبِيَ يوم الكُلاَب فأعتَقَه رجلٌ من بني عطارد. وأما بنو عمرو بن سعد، فهم بالكوفة والجزيرة، وليس بالبصرة منهم أحد، يقال لهم الصَّحْصَحِيُّون. والصحْصَح: الفَضَاء الأملس من الأرض. ومن بني عمرو هذهِ: الهائلةُ، والبسوس: ابنتا مُنْقِذ. فأمّا الهائلة فإِنَّما سميِّت بذلك لأنّه نَزَل بها ضيفٌ ومعه وِعاءٌ فيه دقيق، فأخذت وعاءَ كان عندها فيه دقيق أيضاً لتأخذَ من دقيق الضيف لتلقىَ في وعائها، ففاجأها الضَّيف فلما رأتْه جعلَتْ تأخذ من وعائها فَتَهِيلُ في وعاء الضَّيف، فقال: ما تصنعين؟ قالت: أَهيل من هذا في هذا. قال: " محسنةٌ فَهِيلى " فذهبَتْ مثلاً فولدت جَسَّاس بن مُرَّة قاتل كليب. وكانت أختها البسوسَ التي يقال أشْأَمُ من البسوس، وعلى رأسها كان حربُ ابنَيْ وائل أربعين سنة، فقالت العرب: أشأم من البسوس!. واشتقاق البسوس من الناقة التي تَدُرُّ على الإبساس، وهو أن يُبِسَّ بها الراعي فيقول: بُسْ بُسْ! فتتيه فيحلُبها. ومنهم: عَلاَّق بن شِهاب، كن سيِّداً في الجاهليَّةَ. وعَلاَّق: فعَّال من قولهم: علِقَ عُلوقا. والعَلَق: الدم، معروف. والعَلَق: الحُبّ. والعلَق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 حبلُ السَّانية وأداتُها. والعَلُوق من النوق: التي ترأم بأنفها وتزينُ حالبَها قال الشاعر: أم كيفَ ينفع ما تأتي العَلوقُ به ... رثمانَ أنفٍ إذا ما ظُنَّ باللبنِ والعُلَّيْق: ضرب من الشجر. والعَلْقَى: ضربٌ من النَّبْت. ومَعَاليق: اسمُ نَخلةٍ معروفة. قال الشاعر: لئِنْ نجوتَ ونجَتْ مَعَاليقْ ... من الدَّبَا إنِّي إذاً لمَرزوقُ ورجلٌ مِعلاقٌ، إذا كان خَصيماً، قال الشاعرُ، مهلهِل: إنَّ تحتَ الأحجار حَزْماً ولِيناً ... وخصيماً ألدَّ ذا مِعلاقِ ومنهم: جَبْر بن حبيب بن عطيّة، كان عالماً بالُّلغة؛ أخذَ عنه علماءُ البصرة، والجَبْر: الملك. قال الشاعر: وانعَمْ صباحاً أيُّها الجَبْر ومنهم: عبد الله بن رؤبة، وهو العجّاج. وسمِّي العجاجَ. لقوله: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 حتى يَعِجَّ ثَخَنَا مَن عَجعجا ... ويُودِيَ المُودِي وينجو مَنْ نجا وابنه رؤبة بن العجّاج. والمجّ: الصوت. وفي كلامهم: العجّ والثَّجَ. فالعجّ: رفع الصوت بالدعاء. والثجًّ: صبُّ الدم، يعني النحر. والعَجَاج: الغُبار، معروف. والعَجيج: رفع الصَّوت أيضاً. واشتقاق رؤبة إمّا من قولهم: مرّت رُوبة من اللَّيل، أي قطعة؛ أو من قولهم: قضيت رُوبةَ أهلي، أي حاجَتهم؛ أو من قولهم: أَعطِني رُوبةَ فرسِك أي جَمَامه؛ أو من رُوبة اللبن، وهو الحامض يصبُّ عليه الحليب. هذا كلُّه غير مهموز. فإن كان مهموزاً فالرُّؤبة: القطعة من الخشب يُرقع بها القَعْب والقَصعة. يقال: رابت القَدَح، إذا شعبته. ومن بني جُشَمَ بن سعد: بَلْج بن نُشْبة. واشتقاق بَلْج من البَلَج، وهو وضوحُ للَّون. وكلُّ واضحٍ أبلجُ. قال الشاعر: ألم تر أنَّ الحقَّ تلقاه أبلجاً ... وإنّك تلقَى باطلَ القول لَجْلَجَا والبَلَج: انحسارُ ما بينَ الحاجبين من الشعرَ؛ والعرب تمدح به. وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبلجَ، وبَلْجٌ: صاحب مسجدِ بَلْجٍ بالبصرة، وإليه ينسب البِياح البَلْجِيُّ. واشتقاق نُشْبة من قولهم: نشِبَ الشيءُ في الشيء، إذا الْتَبسَ به. وأحسِب أن اشتقاق النُّشَاب من هذا. وبيني وبين فُلانٍ نُشْبة، أي عَلاقة. والنَّشَب: المال. والناشب: صاحب النُّشّاب؛ وهو في كلامهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 قليل، نحو: ناشبٍ، وتارسٍ، ودارع، وفارس، وما أشبه ذلك. ومن رجالهم: سِنَانُ بن الحَوْتكيَّة. فسِنَانٌ من أشياء: إمَّا من سنان الرمح، وإمَّا من قولهم: سانَّ الفرسُ الأنثى، أو البعيرُ الناقةَ، سِنَاناً ومُسَانَةً، إذا عَدَا معها. والسِّنان: المِسنُّ. والحَوْتَك: الصغير الجسم. ويقال لِصغار النعم: حَوَاتك. وليس في بني عُوَافَة رجلٌ مذكور. رجال عبشمس بنو ظالم، وبنو شَرِيط، وبنو خَطَّاب. واشتقاق شَرِِيط وهو فعيل، من شَرْط الحَجَّام، كأنّه معدولٌ عن مشروط. وإمَّا من الشّرْط الذي يتعامل به النَّاسُ. والشَّرَطانِ: نجمانِ من منازل القمر، وتسمَّى الأشراط. وشَرَطانُ اسمٌ. والشِّرْط: العَلامة، وبه سمِّي الشُّرَط؛ لأنَّهم قد جعلوا علامةً يعُرَفون بها. قال الشاعر: فأشرَطَ فيها نفسَه وهو مُعْصِمٌ ... وألقَى بأسبابٍ له وتوكَّلا أي جعلَ على نفسه علامةً لذلك. ومن بني سعدٍ: بنو مُلاَدس. ومُلادِس: مُفاعِلٌ من الَّلدْس. واللَّلْدس: الرمي. وناقةٌ لديس، أي سمينة، كأنَّها قد رُمِيَت باللَّحم. قال الشاعر: سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيطَموسٌ شِمِلَّةٌ ... تُبَارُ إليها المحصناتُ النجائبُ ومن بني مُلادِس: بنو مَوْأْلة. وموألة: مفعَلةٌ من قولهم: وأَْلَ الرجل يئِل فهو وائل، إذا نَجَا. والوَأْلة: الدِّمنة يكون فيها البَعْر والكِرْس. يقال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 نزلنا بوَألة منكَرة. والوَأْلة الوَعْلة واحد، وهو الملجأ من الجبل. ومنهم: حاجب بن خُشَينة، وقد مرّ تفسيره. ومن بني العُمَير بن عَبْشَمْسٍ: بنو الدَّوْسَران. والدَّوْسَر: الناقة الصُّلبة. وكانت للنُّعمان كتيبةٌ يقال لها دَوْسَر. قال الشاعر: ضربَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً ... أثبتَتْ أوتادَ مُلكٍ فاستَقَرّْ ومنهم عَبْدَة بن الطَّبيب الشاعر. ومن بني عبشمس: بنو المَشَّاء، ولهم عَدَدٌ بالبادية، وهو فَعَّالٌ من المشي. تمت قبائل بني تميم وأحلافِها، وبتمام ذلك كمل السفر الأول من الكتاب. ولله الحمد والمنة على ذلك، ويتلوه إن شاء الله في أول الجزء الثاني: قبائل قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد. الجزء الثاني بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين قبائل قيس بن عيلان ابن مضر بن نِزار بن مَعدّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 ومّا قيس فقد مرّ تفسيره. وعَيْلان: فَعْلان من قولهم: عال يَمِيل، إذا افتقر. وقال قومٌ: بل كان عيلانُ فقيراً، فكان يسأل أخاه الياسَ فقال له: إنَّما أنت عِيالٌ عليَّ! فسمِّي عيلان. وقال قومٌ: حضَنَه عبدٌ أسود يقال له عَيْلان. وقَيسٌ: مصدر قاسَ يَقِيس قَيْسا. والمِقْياس المِيل الذي تُقاس به الجِراحات. ويقال: بيني وبينه قِيسرُ قَوس، وقاسُ قوسٍ، وقِيب قوس وقاب قوس، أي قدر قوس. وقِيدُ رمح. واسم عَيْلان النّاس، وإنَّما كان الناسَّ، السين مثقَلة والنّاسُّ: اليابس، من قولهم: نَسَّت الخُبْزة تَنِسُّ نَسَّاً، إذا يبست، ونسَّت الجُمَّة، إذا شَعِئت. وبلغ هذا الأمرُ منِّي النَّسيسَ، إذا بلغ المجهود. والناس معروفون، يقال: ناسٌ وأناسٌ وأناسُّ. وذكر أبو زيدٍ أنه سمع عن الأعراب أنهم يقولون: ذاكَ آناسٌ من الأُناس. قال الشاعر: قد قال ذلك آناسٌ من الناسِ والإنسان كانَ أصله إنْسِيان، فحذفوا الياء، فإذا رجَعوا إلى التصغير قالوا: أنَيْسِيانٌ، فردُّوا الياءَ. وقد فعلوا ذلك في غير هذا الحرف فقالوا في تصغير ليلة: لُيَيْلِيَة، لأنَّ الأَصل فيها ليلاةٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 ومن قبائل قيسٍ: سعدٌ، وعمرو، وخَصَفة. والخَصَفة والخَصَف: خوصٌ يُسَفُّ ويُجعَل فيه التمر ونحُوه. وكلُّ لونين مجتمعين فهما خصيفٌ. وخصَفت النَّعل أخصِفُها خَصْفاً. وقالوا: أخصَفْتها ولا أدري ما صِحَّتُه. والمِخْصف: الذي يُخصَف به. ولقبُ عمرو بن قيسٍ: عَدْوان، وهو أبو قبيلةٍ عظيمة. وقال قومٌ: إنَّه عدا على ابنه فَهْم بن عمرو بن قيس فقتَلَه. فمن فَهْم بن عمرٍو والفهم معروف تأبَّطَ شرَّاً، وهو ثابت بن جابر، وقد مرّ. ولقِّب تأبّط شَرَّاً لأنَّه كان ربّما جاء بالشُّهد أو العَسَل في خريطةٍ كان يتأبَّطها، فكانت أمُّه تأكل ما يجيء به، فأخذَ يوماً أفعَى فألقاها في الخريطة، فلمَّا جاءت مُّه لتأخذَ ما في الخريطة سمِعَتْ فحيحَ الأفعى فألقتها وقالت: لقد تأبَّطتَ شرَّاً يا بني! وهُذَيلٌ تدَّعى قَتْله، وله حديث. وكان من رجال العرب المشهورين، يغزُو على رجلَيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 بطون عَدْوان بنو خارجة، وبنو وابَشٍ، وبنو يَشكُر، وبنو رُهْمِ بن ناجٍ. واشتقاق خارجة من قولهم: خرجتْ خارجةُ النَّاس. والخَرْج والخَرَاج واحد. والخُرْج معروف. والخَرج: كلُّ لونين اجتمعا، مثل حمراء وسوداء، وبه سمِّيت الأرض الخرجاءُ، لأنَّ في ألوان أرضها خَرَجاً، أي ألوانٌ مختلفة. والخَرْج: السَّحاب أوّلَ ما يطلُع عليك في السَّماء إذا كانَ مُستَخِيلاً للمطر. يقال: ما كانَ أحسنَ خَرْجَ هذا السحاب! والجمع الخُروج. ووابِشٌ من قولهم: وبش إليَّ بكلامٍ، أي ألقاه إليَّ. وقد قالوا: وبَشَ الشي، إذا جَمَعه. وأوباشُ الناس: أخلاطُهم، من هذا اشتقاقُه. ورُهْم اشتقاقُه من الرِّهمة. والرَّهمة: المطر الليِّن، والجمع رِهام. وناجٍ: فاعل، من نجا ينجو فهو ناجٍ كما ترى. وجملٌ ناجٍ، إذا كان سريعَ السَّير، وكذلك الفَرَس أيضاً. وقولهم: النَّجا النَّجا! أي انجُهْ، يقُصَر ويمدّ. نشدنا أبو حاتمٍ عن أبي زيد: إذا أخذتَ النَّهبَ فالنَّجا النَّجا ... إنِّي أخافُ سائِقاً سَفَنَّجا والنِّجاء: جمع نَجْوة، وهو المرتفع من الأرض. وفسَّر المفسِّرون والله عزّ وجل أعلَمُ بكتابه قوله " فاليومَ نُنَجِّيكَ ببَدَنِك " أي نُلقِيك بنجوةٍ من الأرض، أي موضعٍ مرتفع. والبدَن: الدِّرع في هذا الموضع، والله عزّ وجل أعلم. ويقال: استنجَيْتُ عوداً من الشَّجر، أي قطعتُه. والنَّجْو: ما يُلقِيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 الإنسان وغيرُه من بَطْنه؛ وبه سمِّي الاستنجاءُ، وهو الاستفعال من ذلك والنَّجْوى والمناجاة معروفٌ. وبنو ناجِيَة: بطنٌ من العرب. وبنو وابش منهم: النَّابغة، ليس بالذُّبياني ولا الجعديّ، وهو الذي يقول: أنا نابغةُ قَيْس. وكان في أيَّام الفرزدق، وقد هجا الفرزدقَ فلم يُجِبْه. ومنهم: يحيى بن يَعْمرَ، كان أفصحَ الناس وأعلمَهم بالعربية، أدركَ الحجّاجَ، وكان قاضياً بخُراسان. ومن بني ناجٍ: ذو الإصبع الشاعر، واسمه حُرْثان، وكان جاهليَّاً. وسمِّي ذا الإصبع لأنَّ حيّةً نهشَت إصبَعه. وله أحاديثُ وأخبار. ومنهم: أبو سيّارة، كان يدفع بالناسِ في الموسم أربعين سنةً، واسمه عُمَيلة بن الأعزَل. وعُمَيلة تصغير عَمِلة. والعَمِلة واليَعْمَلة: الناقة الصَّابرة على العملِ والسَّير، وجمعه يَعَملاتٌ ويَعاملُ. والأعزَل مشتقٌّ من شيئين: إمَّا من رجلٍ أعزلَ: لا سِلاحَ له. والأعزل: الفَرَس الذي يَميل ذَنَبُه في أحَد شِقَّيه. والعُزْلة: التَّنحِّي عن الناس. ورجلٌ مِعزالٌ: لا يُخالط الناسَ ولا يَنزِل معهم. ومنهم: عامر بن الظَّرِب، وكان من حُكَماء العرب، تحاكَموا إليه حَتَّى خَرِف. وهو الذي قُرِعَتْ له العصا، وله حديث. والظَّرِب: الغليظ من الأرض، لا يبلُغ أن يكون جبلاً، والجمع ظِرابٌ، وأظراب اللِّجام: العُقَد في حديدته. قال الشاعر: بادٍ نواجِذُه من الأظرابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 والظَّرِبانُ: ضربٌ من السِّباع؛ والجمع ظِرْبان، وفنِيَتْ عَدْوانُ في الدَّهر الأوَل لبغْيهم. وقال ذو الإصبَع في ذلك: عذير الحيِّ من عَدْوا ... نَ كانوا حيَّةَ الأرضِ وهي قصيدةٌ مقدَّمة. قبائل سعد بن قيس غَطَفان. وهي قبيلةٌ عظيمة. وغَطَفان: فَعَلانٌ من الغَطَف. والغطَف: قِلَّةُ هُدْب العين. رجلٌ أَغْطَفُ وامرأة غَطْفاء. وسمَّت العرب غُطَيفاً، وهو أبو قبيلةٍ منهم. فمن قبائل سعد: أعصُر بن سعد، وهو أبو غَنيٍّ، وباهلةَ، والطُّفاوةِ، ولقِّب وأعصُرَ لبيبٍ قالَه وكان من الممَّرين. والعَصْر: الدَّهر، وكذلك فُسِّر في التَّنزيل والله عزّ وجلّ أعلم. والعَصَر: الملجأ، وهو المَعصَر والمُعتَصَر والعُصْرة. وبنو عَصَرٍ: بطنٌ من عبد القَيِس: قال الشاعر: لو بغيرِ الماءِ حلقي شَرِقٌ ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصاري وقال المفسِّرون في قوله: " وفيه يَعْصِرُون ": أي يَنْجُون فيه من الجَدْب. والله أعلم وعصارةً كلَّ شيءٍ: ما سالَ منه، ليس كما تسمِّيه العامَة. قال الشاعر: والعودُ يُعصَر ماؤه ... ولكلِّ عِيدانٍ عُصارَه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 ْ والعَصرانِ: طَرَفا النَّهار. وجاريةٌ مُعْصر: التي قد أدركَتْ. يقال تَمَّ عَصرُها، أي دهُرها. والجمع مَعاصِرُ ومعاصير. والإعصار: ريحٌ ترفع الغُبارَ من الأرضِ إلى السَّماء. وفي التنزيل: " إعصارٌ فيه نارٌ " من ذلك، والله أعلم. فمن رجال غَنِيٍّ وهو فعيل من الغِنَي غِنَي المال مقصور. والغِناء المسموعُ ممدود، والغَنَاء ممدودٌ، من قولهم: قلَّ غَناؤُك عنِّي، أي دِفاعُك. والأغاني واحدُها أغنيَّة، وهي الغِناءُ بعينه. منهم: بنو ضَبِينَة. وضَبِينة: فَعيلةٌ من اضطبنت الشيء، إذا احتصنتَه. والضِّبْنان: الحِضْنان، الواحد ضِبْنٌ. قال الشَّاعر: وأبيضُ جَعدٌ عليه النسورُ ... وفي ضِبْنِهِ ثعلبٌ منكسِرْ ومن شعرائهم: طُفَيل بن كعب، شاعر قديم فصيح. ومنهم: الكَوثر بن عُبَيد، كان على شُرَط مَرْوان بن محمد. وكَوْثَر: فَوعَل من الكثرة. قال الشاعر: وأنت كثيرٌ يا بنَ مَرْوانَ طيِّبٌ ... وكان أبوك ابنُ الخلائفِ كوثَرا والكوثر في التنزيل والله أعلم يقال: نَهرٌ في الجنة. ومن شعرائهم: عليُّ بن الغَدِير، كان شاعراً فصيحاً قديماً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 ومن بني سعدٍ: الطُّفاوة. والطُّفَاوة: ما طفا على القِدْر من زَبَد. وقالوا: بل طُفَاوة الشَّمس: ما استدار حولَها كالقُرص. ومن الطُّفاوة: كُرْزٌ، وكان سيِّداً جَلْدا في الجاهلية. وأما مَعْن بن أعصُر فولد قُتيبةَ ووائلاً، وجِثاوَةَ، وأَوْداً. وحضنَتهم كلهم باهلة، وهي زَعَموا امرأةٌ من مَذحِج أو من هَمْدان. وفَرّاصاً، وأبا عُلَيم. واشتقاق مَعْنٍ من الشَّيء اليسير. قال الشاعر: فإنَّ هلاكَ مالِكَ غيرُ مَعْنِ أي غير يسير. وأمعنْتُ في طلب الشيء، إذا بالغتَ فيه. وماء مَعينٌ: جارٍ على وجْه الأرض. ومُعْنان الوادي: مَجاري الماء فيه. ومن كلامهم: مالَهُ سَعْنةٌ ولا مَعْنة، يُراد به الشَّيء القليل. وقُتَيبة: تصغير قِتْب البَطْن. والأقتاب: الأمعاء. ويمكن أن يكون من القَتَب أيضاً. وأَودٌ من قولهم: آدَنى الشيءُ يَؤُودني أوداً، إذا غَلَبني. وجِئَاوة. والجِئاوَة: وعاء القِدْر. والجُؤْوَة: ولونٌ من ألوان الخيل فيه غُبْرةٌ وصُدْأة. فرس أجْأَى، والأنثى جأواء. ومن رجالهم: صُدَىّ بن عُجْلان، أبو أمامة، صحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وكن آخرَ مَن مات من أصحابه بالشَّام. وعَجْلان: فعلان من العَجَل، والأنثى عَجْلَى. والعِجْلة: مَزَادة صغيرة، والجمع عِجَل. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 على أعجازها المِجَلُ وتراه في موضعه. ومن بني سعد: بنو أصْمَع. واشتقاق أصمَع من قولهم: رجلٌ أصمَعُ القلب، إذا كان حديد النَّفْس. وكلُّ شيءٍ حدَّدْتَ طرفَه فهو أصمُع. ومنه اشتقاق الصَّومعة. ويقال: بُهْمَى صَمْعاء، إذا تحدَّدت السُّنبلُة في رأسها وجاءنا بثريدةٍ مصمَّعة، أي محدَّدة الرأس. وكان عليُّ بن أصمَعَ على البارْجَاه، ولاَّه على بن أبي طالب صلوات الله عليه، فظهرَتْ له منه خِيانةٌ فقطَع أَصابعَ يدِه، ثمَّ عاشَ حتَّى أدرك الحجّاجَ فاعترضه يوماً فقال: أيُّها الأمير، إنَّ أهلي عَقُّوني، قال: وبِمَ ذاك؟ قال: سمَّوْني عليّاً. قال: ما أحسن ما لَطُفْت. فولاَّه ولايةً ثم قال: والله لِئنْ بلغَتْني عنك خيانةٌ لأقطعنَّ ما أبقى عليٌّ من يدِك. وكان جريرٌ مرَّ بعليِّ بن أصمعَ فسلَّم فلم يردَّ عليه، فقال جرير: ألاَ قلْ لباغي ألأَمِ النّاس واحداً ... عليكَ عليَّ الباهليَّ بن أصمعا والأصمعيُّ صاحبُ الغريبِ اسمُه عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي ابن أصمَع بن مُظَهِّر بن رياح. ومنهم: بنو أعيا. وأعْيَا: أفعَلُ إمَّا من العِيّ، وإمّا من الإعياء. ومن رجالهم: حاتم بن النُّعمان، وكان سيِّدَ أعصُرَ بالجزيرة، وهم ناقلَةَ من البَصْرة إلى الجزيرة. وكان حاتمٌ افتتح هَرَاةَ، زمنَ عبدِ الله بن عامر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 ومن بني قتيبة: حاتم بن حُمْران، كان يلي بالبصرة بعضَ الولايات. واشتقاق حاتم زعموا من أسماء الغُراب، كأنه يحتم بالفِراق. وقال قوم: بل الحاتم: الأسود. وأنشدوا: إذا ما رأت عَبْسٌ من الطَّير حاتما ... شديدَ سوادِ الزِّفّ ظلَّت تفَزَّعُ ومن بني وائل: المنتشر بن وَهْب، وكان أحدَ من يغزُو على رجلَيه، قتله بنو الحارث بن كعب. ومُنْتِشر: مفتعل من شيئين: إمَّا من انتشار الفَرَس، إذا وَهَى عصبُه، أو من نَشْرك الشَّيء المَطوِيّ. ومنهم: بنو الأحبّ. واشتقاق الأحبِّ من البعير المُحِبّ، وهو الذي يَبرُك فلا يَبرح. ومن بني هلال بن عَفْر: مُسْلم بن عمرو بن حُصَين بن اَسِيد بن زَيد بن قُضَاعِيّ. وكان مسلمٌ عظيمَ القدر عند يزيدَ بن معاوية، وهو أبو قتيبة بن مسلم. ومن رجالهم: سَلْمان بن ربيعة، قَضَى على الكوفة في خلافة عمر بن الخطاب، وغزا بَلَنْجر ناحية الصِّين، فقتل هو وأصحابهُ بها. ومن رجالهم: الحجَّاج بن الفُرافصة، كان عابداً صوّاماً، ولي قضاء جُندَيسابور. وفُرافِصة: اسمٌ من أسماء الأسد. ومنهم: سَحبان بن وائل، كان خطيباً بليغاً. قال حُميدٌ الأرقطُ يهجو ضيفاُ له: أتانا وما ساواهُ سَحبانُ وائلٍ ... بياناً وعِلْماً بالذي هو قائلُ فما زال عنه اللَّقْمُ حتَّى كأنَّه ... من العِيِّ لمَّا أنْ تكلَّمَ باقلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 وباقلٌ هذا: رجلٌ من بني قيس بن ثَعلبة، يُضرب به المثلُ في العِيّ. وسَحْبان: فَعلان من السَّحب. والسَّحب: الجرُّ للشَيء. وكلُّ شيءٍ جررتَه فقد سحَبْتَه، ومنه اشتقاق السَّحاب، لانسحابه في الهواء. ومن رجالهم: الخطيم، كان أوَّلَ خارجيٍّ في زمن عبد الله بن عامر. والخطيم: فَعِيل معدولٌ عن مفعول، كأنَّه مخطومٌ بخطام، وخَطْم البعير: ما وقَعَ عليه الخِطام. وبنو خُطَامة: بطنٌ من طيِّئ. ومَخطِم الإنسان: الأنف وما يليه؛ والجمع المَخَاطم. وخَطْمه الجبلِ، وهو أنفٌ منه نادر أصغر من الرَّعْن. ومن بني أودٍ: عوف بن حُضَيّ. وحُضَيٌّ اشتقاقهُ من حضأت النار. إذا حرَّكتها لِتَتَّقِد. ومن بني جِئاوة: مُطرِّف بن سِيدان، كان مُصعَب بن الزُّبير بعثَ به إلى عُبيد الله بن ظَبْيانَ وقد خالف مُصعباً، فقتل ابنُ ظَبيان مطرِّفاً. ومنهم: بنو فَرَّاص، وهو فَعَّال من الفَرْص، من قولهم: فَرصت النَّعلَ أفرِصُها فَرْصَا، إذا شَقَقتَ فيها موضع الشِّراك. والمِفراص: حَدِيدةٌ يُفرَص بها. قال الشَّاعر: لساناً كمِفراص الخَفَاجيِّ مِلْحَبَا واشتقاق باهلة من قولهم: أبهلت الناقةَ، إذا حَلَلْتَ صِرارَها، والناقة باهر، والقوم مُبْهِلون. والْبَهلةُ: اللَّعنة، من قولهم: عليه بَهْلةُ الله أي لعنة الله. وفي التنزيل: " نَبتَهِلْ " أي نتلاعَن. والله عزّ وجل أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 غطفَان ولدَ ريْثاً، وَبغِيضاً، وأشجع. واشتقاق رَيْث من البُطء. راثَ يَرِيث رَيْثاً، وهو رائث. وأشجَعُ اشتقاقه من الشَّجَع، وهو الطُّول؛ رجلٌ أشجَعُ وامرأةٌ شَجْعاء، والاسم الشَّجَع. ورجلٌ شُجاعٌ من الشَّجاعة. وذكر أبو زيد أنَّه لا تُوصَف به المرأة. ورجالٌ شِجْعةٌ ولا يقال شُجعان. وذكر أبو زيد أنّه قد سَمِع شجيعاً في معنى شُجاع. والأشْجَع: العَقْد الثاني من الأصابع، والجمع أشجاع. والشُّجاع: ضَربٌ من الحيّات. وقد سمَّت العرب أشجَعَ وَمَشْجَعَةَ. فولد ذُبيانُ بن بَغيضٍ: عَبْساً، وأنماراً. فأمَّا ذُبِيان ففُعلانُ أو فِعلانُ من قولهم: ذَبَى الشيءُ يَذْبِي ذَبْياً، إذا لانَ واسترخى. ويقال للغُصنِ إذا ذبل: ذَبَي، مثل ذوي. وذِبيانَ يكسر وّله ويضمّ، وسُفْيان وِسِفْيان. واشتقاق عَبْس من قولهم: عبسَ الرجلُ يَعبِس عُبوساً وعَبْساً فهو عابس. ومنه اشتقاق عَبّاس. والعَبَس: ضربٌ من النَّبت، وهو الذي يسمى السِّيسَنْبَر، لغة يمانية. والعَبَس ما يلبَّسَ وتلبَّد من خَطْر الفِحل بذنَبِه على وركَيه. قال الشاعر: ترى العَبَسَ الحَوْليِّ جَوناً بكُوعِها ... لها مَسكٌ من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 وأنمار من التنمُّر، وهي زعارَّةُ الخُلق وشراستُه. ومنهم: بنو عبد الله بن غَطَفان، وكان منهم: بنو جَوْشَن، كان لهم عددٌ بالبَصرة، وقد انقرضًوا. والجَوْشَنُ: الصَّدر، وبه سمِّي جَوْشَنُ الحديد. ومن بني عبد الله هؤلاء: طُفَيل العرائس الذي يُنسَب إليه الطُّفيليُّون، من أهل الكوفة. ومن أشجَعَ: بنو دُهْمان، منهم: نُعَيم بن مسعود، وكان من أنمِّ الناس، فألقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليه أنَّه يريد أن يشخَص للِقتال، فأفشَى السِّرّ. ولأشجَعَ حِلْفٌ في بني هاشم. ومن أشجَعَ: زاهرٌ، وله صُحبة، كن جاءَ مِن خلفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وشدَّ عينَيه وقال: " من يَشترِي منِّي العبد؟ " فقال: إذاً تجِدَني كاسِداً يا رسولَ الله. ومنهم. مَعقِل بن سِنان، قدِم المدينةَ في خلافة عُمر، فسمع عمرُ رضي الله عنه قائلاً يقول: أعوذُ بربِّ النّاسِ من شرِّ مَعقلٍ ... إذا مَعِقلٌ راحَ البقيعَ مرجَّلا فقال عمر رضي الله عنه لمعلِ: الْحَقْ بموضعِ كذا وكذا. ثمَّ عاد إلى المدينة بعد وفاة عُمر. وكانت أشجعُ قد أعانت على عثمانَ رضي الله عنه وكان معقلٌ على المهاجرينَ يوم الحَرَّة فجيء به أسيراً إلى مُسلم بن عُقْبة المرّي، فقال له: أنتَ الذي قلتَ حيثُ أتيتَ أمير المؤمنين يعني عثمانَ: سِرْنا شهراً، وحَسَرنا ظَهْراً، ورجَعْنا صِفْراً؟ اضرِبُوا عنقَه. فقُتِل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وليسَ في أنمارٍ رجلٌ يذكر. فأمَّا عَبْسٌ فولَدَ قُطيعة، ووَرقة. فمن قبايل قُطَيعة: بنو عَوْذ بن غالب بن قُطَيعة، وهو تصغير قِطْعة: والقِطْعة: كلُّ شيءٍ قطعتَه. القطيع من الغَنَم وغيرها من هذا اشتقاقه، كأنَّه قطِع من غنمٍ كثيرة. وقُطَاعة الدَّقيق: نُخالته. والقِطْع: السَّاعةُ من الليل، والجمع أقطاع، والقَطيع: السَّوط من القِدِّ. والقَطْعاءُ: موضع. وقد سمَّت العرب قِطعةَ، وقُطَاعة. وبنو مقطِّع من بني ضَبَّة منهم الشغافيُّون. ومنهم: رَوَاحة بن ربيعة بن قُطَيعة بن عبس. ومن بني عَوْذٍ: بنو مِلاَص. ومِلاصٌ من قولهم: تملَّص من يدي. ومن رجالهم: بنو زياد: رَبيعٌ، وعُمارةُ وأنَسٌ وقيس كانوا من رجال العرب وفُرسانها. قال الرَّبيع بن زيادةٍ ليزيدَ بن الصَّعِق. - وكان يزيدُ وزُرْعة وعَلَسٌ إخوةً، من رجال العرب أيضاً - فقال الربيع: عُمارةُ الوهَّاب خيرٌ من عَلَسْ ... وزُرعةُ الفَسَّاءُ شرٌّ من أنَسْ وأنا خيرٌ منك يا قُنْبَ الفرسْ وقُنب الفرسِ: وعاء غُرْموله. وكان يزيدُ آدَمَ شديد الأُدْمة، فشبَّهه به. والعَلَس: حبٌّ أسود يُختَبَز في الجَدْب. ويقال: العَلَس أيضاً: ضربٌ من النَّمل. وكان يقال لربيعٍ أيضاً الكامل، وكان عمارة يلقِّب دالقاً لكثرة غاراته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 ومن بني رواحة جَذِيمة بن رَوَاحة، وابنه زهيرٌ، وأبو قيس بن زهير، وهم فُرسانٌ أشرافٌ سادة. ومنهم: بنو حِذْيمَ بن جَذيمة. فمن بني حِذْيمَ: نصر بن خُزَيمة، من أهل الكوفة، كان من أشجع الناسِ، قُتِل مع زيدٍ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم وصُلِب معه. وابنه شهابٌ كان مع يحيى بن زيد بن عليّ بخراسان. ومن رجالهم في الجاهلية: قِرْواش بن هُنَيّ. وقِرْواش: فِعوال من القَرْش، واشتقاقُه من شيئين إمَّا من تقَارُشِ الرِّماح إذا اشتبكَ بعضُها في بعْض، أو من القَرْش، وهو جَمْعك الشَّيء. وهُنَيّ: تصغير هَنٍ، من قولهم: يا هَنُ ويا هَنَاه. ومنهم: مَرْوان بن زِنْباع، يقال له مَرْوانُ القَرَظِ، كان من مشهوري أهل الجاهليّة في بُعد الغارة. وزِنْباع إن كانت النون زائدةً فهو من قولهم: تَزبَّعَ علينا، أي أساء خُلُقَه. قال الشاعر: وإنْ تلقَه في الشَّربِ لا تَلقَ فاحشاً ... على الكأس ذا قاذورةٍ متَربِّعا ومنهم: الهِلْقام بن يزيد، كان من رجال أهل الشام فِقهاً وعبادة. ومنهم: بنو مخزوم. فمن مخزومٍ: خالدُ بن سِنان، كان نبيِّاً، ذُكِر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " ذاكَ نبيٌّ ضيَّعَهُ قومُه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 ومنهم: حُذَيفة بن حِسْل بن اليَمّان، صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعدادُه في عيد الأشهل، وهو الذي يحدًّث عنه ويقالُ حذيفةُ بن اليمَان. ومنهمك عُروة بن الوَرْد، الذي يقال له عُروةُ الصَّعاليك. كان شاعراً فارساً كثير الغارة جواداً، وكان يجمع الصَّعاليكَ فيُغير بهم. والصَّعاليك: الفُقَراء. وقيل لبعَض الأعراب: ما الصُّعلوك؟ فقال: كأَنا اليومَ. والوَرْد اشتقاقه من الفَرس الوَرْد. والوُردة شُقْرةٌ صافية. ويقال للأسد: وردٌ، لحُمرته. والورد معروف. ومن بني عبس: ربعيّ بن حِرَاش، كوفيٌّ تكلَّم بعد مَوته. فقال: رأيتُ ربِّي عزّ وجل فبشَّرني برَوْحٍ وريحان، وربٍّ غيرِ غَضْبان، ووجدتُ الأمرَ دونَ حيثُ تَذهَبون، فلا تفْترُّوا. ومن بني عَبسٍ: الحُطْيئة، مهموز وغير مهموز، واسمه جَرْول، وكان خبيثَ اللِّسان هجَّاءً، وَكان يدَّعى إذا غضِب على بني عَبْسٍ أنّه ابن عمرٍو بن علقمة، رجلٌ من بني الحارث بن سَدُوس، ينزلون القُرَيَّة باليمامة، أتاهم يطلُب ميراثَه من أبيه فمنعوه، فرجَع إلى عَبْس. ولقِّب الحطيئةَ لقُربه من الأرض وقِصَره، تشبيهاً بالقملة الصَّغيرة، يقال لها حَطْأةٍ. وقال قومٌ: بل اشتقاق الحُطيئة من قولهم: حطأته بيدي أحطؤه حَطْئاً، إذا ضربتَه بيدك. ومن بني عَبْس: عُرَيفةُ كان شاعراً في الإسلام، وكان هجّاءً للناس، فرأى في النَّوم كأنَّه يأكلُ ناراً. وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 ومن بني عَبْس: عَنترةُ بن شَدّاد، كان من فُرسان العرب وشعرائهم، قتلته طيِّئٌ فيما تزعم العرب وعامةُ العلماء. وكان أبو عبيدة يُنِكر ذلك ويقول: ماتَ بَرْداً، وكان قد أسنَّ. واشتقاق عنترة مّا من ضربِ من الذُّباب يقال له العَنْتَر والعُنْتُر. وإن كانت النون فيه زائدةً فهو من العَتْر، والعَتْر: الذَّبح. وفي الحديث: إنَّ على كلِّ مسلم في كلِّ عامٍ عَتيرةً وهي شاةٌ كانت تُذبَح في المحرَّم، فنَسخَ ذلك الأضحى. والعَتْر: الذَّبح بعينه. والعِتْر: الذَّبِيح. قال الشاعر: كما تُعتَر عن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ ويقال: رمحٌ عاتر، إذا كان صُلبَا شديداً، وعِتْرة الرجلُ: أهل بيته. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: " عليكُنَّ عِتْرةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعتْرة: الخشَبة التي في نِصاب المِسحاة التي يَعتَمِد عليها الحافر برِجْله. وكانت حربُ بني ذُبيان وبني عَبْسٍ أربعينَ سنة، فقيل لهم: أيَّ الخَيل وجدتم أفضل؟ فقالوا: الكُمْت المَرَابيع. قيل: فأيَّ الإبلِ وجدتم أَفضَل؟ قالوا: كلَّ حَمراءَ جَعْدة. قيل: فأيَّ النِّساء وجدتم أفضل؟ قالوا: بناتِ العم. قيل: فأيَّ العبيدِ وجدتم أفضل؟ قالوا: المولَّدين. ومن بني عَبسٍ: الزَّهدمان، وهما زَهدمٌ وكَردم، ادَّعيَا أشرَ حاجب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 بن زرارة، ولهما حديثٌ في يوم جَبَلة. وزَهدمٌ: اسمٌ من أسماء الصَّفر زعموا. وأمَّا كَردَمٌ فمن الكَردمة، وهو عَدْوٌ بفَزَعٍ فيه ثِقَل وبُطء. وأمَّا ذُبِيان فولدَ فزارةَ، وسعدَا. وولد فزارةُ عدِيّاً، وظالماً، ومازناً. وشَمْخاً. وقد بادَ بنو ظالمٍ إلاَّ قليلاً، كان منهم نَعامةُ الذي يُتَمثَّل به في إدراك الثَّأر، وله حديث. وكان فيه خَدبٌ، أي هَوَج. وله أمثالٌ كثيرة منها: " حبَّذَا التُراثُ لولا الذِّلَّة " وهو الذي يقول: الْبَسْ لكلِّ عِيشةٍ لَبوسَها ... إمَّا نعيمَها وإمّا بُوسهَا واشتقاق شَمْخ من الشَيء الشامخ المرتفع. شَمَخَ يشمخ شَمْخاً فهو شامخ. وقد سمَّت العرب شَمّاخاً، وشَمْخا. فمن بني شَمْخٍ: المسيِّب بن نَجبَة، كان أحدَ أمراءِ التوَّابين الذين خرجوا يومَ عين وَرْدة فقتل يومئذٍ. ولهم حديث. ونَجَبة اشتقاقُه من النَّجَب، وهو لِحاء الشَّجر. نَجَبت الشَّجرَ أنجُبها نَجْباً، إذا قَشرت لحاءها. والنَّجَب: القِشْر بعينه. ومنهم: كَرْدم بن حَكيم بن مَرثَد بن نَجبَة، كان والياً وهو الذي يقول فيه بنو ساسان: كلُّ الناس بارِكْ فيه، وكردمٌ لا تُبارِكُ فيه! وذلك نَّه أغرمَهم في ولايته. وهو الذي يقول فيه المهلب: لمَّا رآه كَردمٌ تكردَما ... كردمةَ العَيرِ أحسَّ الضَّيغما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 ومنهم: بنو لأُى بن شَمْخ. وقد مرَّ تفسير لأَى. ومن رجالهم ظُوَيْلِم، ويلقَّب مانعَ الحريم. وإنما سمِّي بذلك لأنَّه خرجَ في الجاهلية يريد الحجّ، فنزلَ على المغيرة بن بعد الله المخزومي، فأراد المغيرة أن يأخذَ منه ما كانت قريشٌ تأخذ ممَّن نزلَ عليها في الجاهلية، وذلك يُسمَّى الحريم. وكانوا يأخذون بعضَ ثيابه أو بعضَ بدنته التي يَنْحَر، فامتنع عليه ظُويلمٌ وقال: يا ربِّ هلْ عندَ مِ، غَفِيره ... إنَّ مِنًى مانِعه المُغِيره ومانعٌ بعد مِنًى ثَبِيره ... ومانعي ربِّيَ أن أزورَه وظويلمٌ الذي منع عَمَرو بن صِرْمَة الإتاوّة التي كان يأخذُها من غَطَفان. ولها حديث. ومن بني لأيٍ: سَمُرة بن جُنْدَب، وكان على البصرة، استعملَه على البصرة، زيادٌ وهو أحد العَشَرة الذين قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آخركم موتاً في النار ". ومولاه أبو جميلةَ كان له قَدْرٌ، وله دارٌ معروفة في بني رَقَاشِ بالبصرة. ولسَمُرةَ حديثٌ: كانت الدار التي في الكَلاَّء وفي السُّوق تُعرفان بالزُّبير، ودار الهَرَامز لسَمُرة بن جندب، فوقَعَ بينه وبين المنذر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 ابن الزُّبير كلامٌ عند معاوية فخوَّنه المنذرُ وقال: قد أخذتُ أموالَه بمائة ألفٍ. فباعها سَمُرة منه وكانت تساوي أكثر من ذلك. ومنهم: مالك بن حِمار، كان شريفاً، قتله خُفاف بن نَدْبة السُّلَميّ. ومن بني مازن بن فزارة: بنو العُشَراء، يعرفون بهذا، ولهم حديثٌ فيه طَعْن، ولم أذكره. ومنهم: سيَّار بن عمرٍو، الذي رهن قوسَه بألفِ بعيرٍ وضَمِنَها لملكٍ من ملوك اليمن. وذلك أنَّ بني الحارث بن مُرّة قتلوا ابناً لعمرو بن هند، فرهنَه سيّارٌ قوسَه. ومن ولد سيّارٍ: زَبّان، وقُطْبة. وقد مرَّ تفسير زبّان. والقُطُبة: النصل الدقيق من نِصال السِّهام. وقُطْبة الرَّحَى: التي تدور فيها. وقطبتُ الشّيء، إذا جمعتَه. ومنه قولهم: قطَّب الرجلُ وجهَه، أي كأنَّه يَجمع جِلدَ وجهه. وقولهم: جاء الناسُ قاطبةً، أي بأجمعهم. والقُطَيب: فرسُ معروف من خيل العرب. ومنهم: هَرِم بن قُطْبة، كان من حُكَماء العرب. وهو الذي تحاكَمَ إليه عامرُ بن الطُّفَيل وعَلقمة بن عُلاَثة. وأدرك الإسلام. وكان زَبَّانُ نافَرَ عُيينةَ ابن حصن فَنُفِّر عليه. ومن رجالهم: منظور بن زَبَّان، وكان من أشرافهم، تزوَّج بَناتِه الحسنُ ابن علي، ومحمَّد بن طَلحة، وعبد الله بن الزُّبير، والمُنذِر بن الزُّبير. ومن رجالهم: حَلْحَلة بن قَيس، وسَعِيد بن عُيينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 واشتقاق حَلْحَلة من الحركة، يقال: ما تحَلحَلَ وما تلحلحَ، في معنًى واحد. وهما اللذان قادا فَزارةَ إلى كَلْبٍ فقتلَتْ منهم مَقتلَةَ عظيمة، فأخذهما عبدُ الملك فقتلَهما ولهما حديث. وأمَّا سعد بن فَزَارة فمنهم: عُمَر بن هُبيرة، وهو عُمَر بن هُبَيرة بن مُعَيَّة ابن سُكَيْن بن خَدِيج بن بَغِيض بن حُمَمَة بن سَعد بن عديّ وكان من رجال أهلِ الشَّام عقلاً ولساناً، وولي العِراقَ ليزيدَ بن عبد الملك. ومُعَيّة: تصغير مِعًى، وهي الواحد من أمعاء البطن، وسُكَين إمَّا من تصغير سَكَنٍ م قولهم: سكَن في الموضع سُكوناً، إذا نَزَلَ فيه. أو من قولهم: فلانٌ سَكَنى، أي الذي أسكُن إليه. وزعمَ بعضُ أهلِ العلم أنَّ النار تسمَّى سَكنَا. واشتقاق حُمَة من الشيء الأحمّ، وهو الأسود. وزعموا أنَّ الفَحمةَ تسمىَّ حُمَمَة. ومنهم: بنو جُوَيّة. فمن بني جُوَيّة: آل زيد بن عمرو، وفيهم الشَّرف والبيتُ. وجُوَيْةُ: تصغير جِواء، والجواء: موضعٌ واسع غليظٌ من الأرض. والجِواء: موضع معروف. وقال قوم: تصغير جَوّة؛ والجَوّة والجِواء واحد. ومنهم: حذيفةُ بن بدرٍ وإخوته، وهم بيتُ غَطَفان غير مدافَعين. فولَد حذيفةُ: حِصناً، وهو أبو عُيَينة بن حِصن. وأدرك عيينةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلمَ ثم ارتدَّ، وأسلَمَ بعد ذلك على يد أبي بكر رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 وعُيَينة: تصغير عَيْن. وكان عُيينة يحمَّق، وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الأحمق المطاعُ في قومه ". وسمع عيينةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: " غِفارٌ وأسلمُ ومُزَينة وجُهَينة خيرٌ من الحليفين أسدٍ وغَطَفان "، فقال: واللهِ لأَنْ أكونَ في النّار مع هؤلاء أحبُّ إليَّ من أن أكون في الجنّة من أولئك. ومن بني فَزارة: حَذَفٌ الذي اُطعم جُردانَ الحِمار فقَتَل الذي أطعمه وقال: " طاح مَرْقَمَةُ " فذهَبتْ مثلاً. ففزارةُ تُعيَّر بذلك إلى اليوم. قال الشاعر: أصَيحانيَّةٌ عُلَّت بزُبدٍ ... أحبُّ إليك أم أير الحمارِ وقال آخر: إنَّ بني فَزارةَ بن ذُبِيانُْ ... قد سبَقُوا النّاسَ بأكل الجُرْدان وأما سعد بن ثعلبة بن ذَبيان فمنهم: بنو أعجَبَ، وبنو جِحَاشٍ، وبنو عُوَالٍ، وبنو حَشْوَرة، وبنو سُبَيع وفيهم البيت. وجِحاشٌ: مصدر جاحشتُه مُجاحشةً وجِحاشاً، وهو المدافعة. وانجحشَ الرجل، إذا تكدَّحَ. وفي الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ركِبَ فرساً فصَرَعه فجحِش شِقّه. والجَحْش: الحِمار الصغير، معروف. وربَّما سمَّى المُهْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 جُحَيشاً. وحيٌّ جَحِيشٌ: متباعِدٌ من الناس. ونزلَ فلانٌ جحيشاً، إذا تباعَدَ. قال الأعشى: جَحِيشَ المحلِّ غويّاً غَيُورَا وأما عُوَالٌ فاشتقاقه من عالَني الشَّيءُ يَعُولني عَوْلاً، إذا زادَت. ومنه قولهم: وَيْلَهَ وعَوْلَهُ، أي ما يبْهِظه ويُثْقله. والعَوْل: الجور. وفي التنزيل: " ذلِكَ أدْنَى أنْ لا تَعُولُوا " أي تَجُوروا. والله أعلم. قال الشاعر: وعالُوا في الموازينِ أي جارُوا فيها. وعالَ الرجلُ عِيالَه، إذا أقامَ بهم. ومن بني جِحاشٍ: شَماخٌ، ومُزَرِّدٌ، وجَزْءٌ: بنو ضِرارٍ، كانوا شعراءَ أدركوا الإسلام. وجَزْءٌ الذي رثَى عمر بن الخطَّاب رضوان الله عليه بالأبيات التي يقول فيها: عليكَ سلامٌ من إمامٍ وباركَتْ ... يدُ الله في ذاكَ الأديمِ الممزَّقِ ومزرِّد لُقِّب لقوله: فقلتُ تزَرَّدْها عُمَيرُ فإنَّني ... لِدُرْد الموالِي في السِّنينَ مُزَرِّدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 أي ازْدَرِدْه: ابتلِعْه. ومنهم: مُحَلِّم بن جَثّامة وكان قَتَلَ رجلاً فقال الرجُل: لا إله إلا الله. فبلغَ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أَلاَّ شَقَقْتَ عن قلبه " فلمَّا مات محلِّمٌ ودُفِن لفَظَتْه الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الأرضَ لَتَقْبَلُ مَن هو شرٌّ من صاحبكم، ولكنَّ الله عزّ وجلّ أراد أن يَعِظكم ". واشتقاق محلِّم من قولهم: تحلَّمتْ يرابيعُ أرضِ بني فلانٍ، إذا سَمِنت. فمن قبائل مُرّة بن عَوفٍ: مُسلِم بن عُقْبة، الذي اعترضَ أهلَ المدينة فقتلهم يومَ الحَرَّة في طاعةِ يزيد بن معاوية. ومنهم: الحارث بن ظالمٍ، كان أفتكَ النّاسِ وأشجعَهم، وهو الذي قتله المُنذِر بن المنذر أبو النُّعمان. وقال قومٌ: بل النُّعمانُ. وهذا غلط. وله حديثٌ. ومنهم: الرَّمَّاح بن أبرد، الذي يقال له ابنُ مَيَّادة الشّاعر وهي أمَةٌ سَوْداء. وهو ابنُ أخِي الحارث بن ظالم. ومنهم: النَّابغة زيادُ بن جابر، وكان نبغَ بالشِّعر بعد ما أسنَّ، أي قالَه. ومنهم: بنو صِرْمة. ورَمَّاحٌ: فعَّال من الرَّمْح. والرَّمح من قولهم: رمَحَه الفرسُ، إذا رفَسَه، ومَيَّادة: فعَّالة إمَّا من المَيْد وهو التمايُل، أو من قوله: مِدْتُه أُمِيدُ مَيْداً، إذا أعطيتَه عطاءً واسعاً. ومنه اشتقاق المائدة، لأنَّها تَمِيد بما عليها من الخُبْز. والمَيْدُ: دُوَارٌ في الرّأس من ركوب البحر. مادَ يَمِيدُ مَيْداً. وفي الحديث: " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 المائد في البحر كالمُتَشَحِّط في دمِه في البَرّ ". يريد الغَزْو. ومنهم: عَقِيل بن عُلَّفة، وكان شريفاً غَيوراً، تزوَّج ابنَته يحيى بنُ مروانَ ابن الحكم، وله حديث. ومنهم: بنو نُشْبَة بن غَيْظ. ومنهم: سِنانُ بن أبي حارثة بن هَرِم بن سِنان، الذي مدحَه زُهيرٌ فقال: إنَّ البخيل مُلومٌ حيث كانَ ول ... كِنَّ الجوادَ على عِلاَّته هَرِمُ ومنهم: خارجةُ بن سِنان، الذي يُسمَّى البَقِير، لأنّه بُقِر بطنُ أمِّه بعد ما ماتت فأُخرِجَ، فسمِّيَ بقيراً. ومنه كلُّ شيءٍ وسَّعتَه فقد بَقَرته. والبَقَر، والباقر، والبيقور، والباقور، واحد. والبَقِيرة: قميصٌ صَغير يَلبَسه الصِّبيان. والتبقير: ضربٌ من لَعِب الصِّبيان يَخْبؤونَ في الأرض شيئاً ثم يستخرجونه؛ وهو البُقَّيرَى. قال الشاعر: أَبَنَّت فما تنفَكُّ حولَ مُتالعٍ ... لها مِثْلُ آثارِ المبقِّر مَلْعبُ وعلى فلانٍ بقرةٌ من عِيال، أي عيالٌ كثير. وكان الحارث بن سنانٍ أدركَ الإسلامَ، وبَعَثَ النبي صلى الله عليه وسلم معه رجلاً من الأنصار ليدعُوَ أهلَه في جواره إلى الإسلام، فقتلَه رجلٌ من بني ثَعلبة، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال لحسّانٍ: قلْ فيه. فقال حسَّان: يا حارِ مَن يَغْدُر بذمَّةِ جارِه ... منكمْ فإنَّ محمَداً لم يَغدُرِ وأمانةُ المُرِّيِّ ما استَرعَيْتَه ... مثلُ الزجاجةِ صَدعُها لم يُجْبَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 إن تغدُروا فالغَدرُ منكمْ عادةٌ ... والغَدرُ ينبُت في أصولِ السَّخْبرِ فبعث الحارثُ يعتذِر، وبعث بديةِ الرَّجُل، ففرَّقها النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أهله. ومنهم: أبو الهَيْذام، وكان من رجال أهل الشَّام أيامَ العصبيَّة. وهَيْذامٌ: فيعال من القَطْع. سيفٌ هُذَامٌ، إذا كانَ صارماً. وقالوا: مُديةٌ هُذَمَةٌ، ولا أدري ما صحَّتُه. ومنهم: بنو الصَّارِد، الذي يقول فيهم الشاعر: يا هندُ يا أختَ بني الصَّاردِ ... ما أنا بالباقي ولا الخَالدِ واشتقاق الصارد من شيئين: إمَّا من قولهم: صَرِدَ الرجلُ من البرد يَصْرَد صَرَداً، أو من قولهم: صَرَدَ السَّهمُ، إذا نَفَذَ في الرَّمِيَّة، وأصرده الرَّامي، والصُّرَد: طائرٌ معروف، والتَّصريد: قطع الماء على الشَّارب. يقال: صرَّدتُه تصريداً. ومن رجالهم: الحُصَين بن الحُمَام، كان سيِّداً شاعراً وفيّاً، وَفَى لجيرانهِ من جُهَينة. وله حديث. واشتقاق الحُمَام من عَرَق الخيل إذا حُمَّت. فأمَّا الحِمام بكسر الحاء فالقَضاء، من قولهم: حَمَّ الله له كذا وكذا، أي قَضَاه. والحميم: الماء الحارّ. والحميم: الصديق من قوله عز وجلّ: " مِنْ حَميمٍ ولا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 شَفيعٍ يُطَاع " والحَمَّة: عينٌ ينبُع فيها ماءٌ سُخْنٌ حيث كانت. والأحَمُّ: الأسوَد. والحُمَّة: السَّواد، والحُمَّى اشتقاقها من الحمَّة: العينِ الحارَّة. وحَمَمت التَّنُّور، ذا سَجَرتَه. وأحِسب أنَّ اشتقاق الحَمَّام من تحميم التَّنُور. ومن رجالهم: هاشم، ودُريدٌ: ابنا حَرْملَة الذي يقول فيه الشاعر: أحيا أباه هاشمُ بن حَرْمَلَةْ ... إذِ الملوكُ حولَه مُرَعْبَلهْ ورُمحُه للوالدات مَشْكَله ... يقُتل ذا الذَّنبِ ومن لا ذَنْبَ له ومنهم: شَبِيب بن البَرْصاء، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطبَ البرصاءَ إلى أبيها فقال: إنَّ بها سوءاً. وهو كاذبٌ فرجَعَ فوجد بها بَرَصاً. ومن رجالهم: أَرْطاة بن سُهَيَّة، وهي أمُّه. وأحسبها تصغير سَهْوة. والسَّهْوة: المُخْدَعُ، أو الرفُّ يُرتَفَق به في البيت. أو يكونُ من قولهم: سَهوتُ عن كذا وكذا، أي غَفَلت عنه. وكانوا هؤلاء شياطينَ غَطَفان: أرطاةُ وشَبيبٌ وعَقِيل. ومن بني مُرّة: عامر بن ضُبارة. واشتقاق ضُبَارة إمَّا من الضَّبْر وهو الوثْب، وإمَّا من الشيء المضبور، وهو المجموع. وأمَّا إضْبارةُ الكتُب فلا يقال إلاَّ بالألف، ومن هذا اشتقاقها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 رجال هوازن وهَوازِنُ: جمع هَوْزن، وهو ضربٌ من الطّير. وقد سمَّت العرب هَوْزناً. فولد هَوازِنُ بَكْرَ بن هَوازِن، فمنهم بنو سعد بن بكر بن هَوازِن، استُرضِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيهم، فجاءته بنتُ حليمةَ، أختُه من الرضاعة، يومَ حُنَينٍ فَطَرح لها صَنِفَةَ ردائه، وأعتَقَ لها سَبْيَ قومِها أجمعين. ومن بني سعد بن بكر: قُطْبة، وكان شريفاً من قُوَّادِ أهل الشام. وأمَّا معاوية بن بكر فولد: جُشَمَ، ونصراً، وصعصعةَ، والسَّبَاق، وجَحْشاً وجَحَّاشاً، وعوفاً، ودُحُنَّة، ودُحَيْنَة، وقد انقرض هؤلاء. واشتقاق مُعاوِية من قولهم: عوت الكلبةُ فعاوَت الكلابَ فهي معاويةٌ، إذا عَوَوْا معها. واشتقاق دُحُنَّة، ودُحَينة من الدَّحْن. وأحسِبه من قولهم: دحَنْتُ الشَّيءَ، إذا هضَضَته أو كسرته. ومنهم بطنٌ يقال لهم: الوَقَعة، وهم بنو عَوف بن معاوية. واشتقاق الوَقَعَة إمَّا من قولهم: نَصلٌ وقيع، أي حادٌّ قد وُقِع بالمِيقَعة، وهي الحديدة التي يَقَع بها القَينُ. وقَعت الحديدةَ أقَعُها وَقْعاً. أو يكون من قولهم: وَقِعَ الرجلُ يَوْقَع وَقَعاً، إذا اشتكى لحمَ رجلَيه من المَشْي. قال الراجز: كُلَّ الحذاءِ يَحتذِي الحافي الوَقِعْ والوقيعة: نَقْرٌ في صخرةٍ أو جبلٍ يجتمع فيه ماءُ السماء. قال الشاعر: إذا ما استَبالوا الخليلَ كانت أكفُّهم ... وقائِعَ للأبوال والماءُ أبْرَدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 يصف قوماً ركبوا الفلاةَ فعطِشوا؛ فاستبالوا الخيلَ وشربوه. ومن قبائل بني جُشَمَ: بنو غَزِيَّة. والغَزِيَّة: فعيلة من الغَزْو. والغَزِيُّ: الجماعة من القوم يَغزُون. وغَزْوان: فَعْلان من الغَزْو، لأنَّ أصل الغزو الواو. فمن بني غَزِيَّة: دُرَيد بن الصِّمَّة بن جُدَاعة بن غَزِيّة. ودُرَيد: تصغير أدرد. والأدرد: الذي تحاتَّتْ أسنانُه، والأنثى دَرْداء. ومثلٌ من أمثالهم: " أليَن من أُلُوقة الدَّرداء ". والألوقة: مالوِّق من طعامٍ وغيره، أي مُرِسَ. وربمَّا سمِّيت الزُّبدة ألوقةً. وكان دريدٌ فارسَ غَطَفان، وقُتل أخوه عبدُ الله فقَتَل به ذُؤَابَ بنَ أسماء بن زيد بن قارب، فقال دريد: قتلتُ بعبد الله خيرَ لداتِهِ ... ذُؤابَ بن أسماءَ بنِ زيدِ بن قاربِ الصِّمَّة: الرجلُ الشُّجاع، وربمَّا جعلوه من أسماء الأسَد، وأصله المضَاء والتَّصميم. يقال: صمَّم عليه، إذا حمل عليه. والصَّمصام من هذا اشتقاقُه، إلا أنّه ثقُل عليهم أن يقولوا صَمَّام فقلوا صَمْصام. وصميم كلِّ شيء: خالِِصُه. وكلمةٌ للعرب يقولونها عند الشيء الفظيع: " صَمِّي صَمَامِ " كأنّه من أسماء الداهية. وجُدَاعة: فُعالة من الجَدْع، وهو القطع للأذنين والأنف. وأمّا بنو نصر بن معاوية فمنهم دُهمان وبنو إنسانٍ. ومن رجالهم: مالك بن عوف، كان على هوازنَ يوم حُنَين، فأسلم فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مائةً من الإبل مع المؤلَّفة قلوبهم. ومنهم أهلُ بيتٍ بالبَصرة يعُرفون ببني غَلاَبٍ، وغَلاَبٍ: جدّةٌ لهم من مُحارب بن خَصَفة. وغَلاَبٍ: فَعَالِ من الغَلَب، معدول مثل حَذَامِ وقَطامِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 رجال بني عامر بن صعصعة ولد عامرٌ: كلاباً، وربيعةَ، وهلالاً، ونُمَيراً، وسَوَاءة. وسُوَاءة: فُعالة من قولهم: سُؤته أسوءه مَساءةً. وأمَّا هلالُ بن عامرٍ فولدَ: نَهِيكاً وعبدَ منافٍ، وربيعة. وقد مرَّت هذه الأسماء. ومن رجالهم: قَبِيصة بن المُخارِق، وفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم، وله صُحبة ومُخارَقٌ مُفاعل إمّا مِن خرقت الشَّيءَ أخرِقُه خرقاً، أو خَرقت به أخَرقُ خَرَقاً. والخَرْق: الفلاةُ الواسعة تَنخرِق في مِثْلها. والخِرْقُ: الرجل الكريم الذي يتخرَّق في الخَيْرات. والمرأةُ الخرقاءُ: ضدُّ الصَّنَاع. ورجلٌ أخرقُ إذا كان مضعوفاً. وخَرِق الرجُل يَخْرَق خَرَقاً. إذا تحيَّر فلم يَنطِقْ، من فزعٍ أو نحوه. والخُرَّق: ضربٌ من الطَّير. ومن رجالهم: قَطَن بن قَبِيصة. وقَطَن: جبل معروف. ويقل: قَطَن الرجلُ بالمكان، إذا أقامَ به، وقَطِين الرَّجل: حَشَمه. والقَطِنة في الإنسان والدابّة: لحمٌ بين الورِكَين من باطن. ومن رجال بني نَهِيك: فادغٌ ودامغٌ: أخوانِ كانا شريفَين في الجاهلية. واشتقاق فادغ، وهو فاعل، من قولهم فَدَغ رأسَه، إذا شدخَه. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إذَا تَفْدَغَ قريشٌ رأسي ". ودامغ، وهو فاعل، من قولهم: دمغَه، إذا ضرَبه على دماغه. ومن شعرائهم: حُمَيد بن ثَورٍ الهِلاليّ. ومن رجالهم: مِسعَر بن كِدَام، كان من فقهاء أهل الكُوفة ورجالهِم وله بها عَقِبٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 ومن قبائلهم: بنو رُوَيْبة بن عبدِ الله، وقد مرَّ. ومنهم: بنو الهُزَم. وهُزَمُ: فُعَلٌ من قولهم: تهزَّم السِّقاءُ إذا تصدَّع من اليُبْس. وسمِعت هَزمة الرَّعد، أي صوتَه. واشتقاق الهزيمة من تشقُّق السَّقاء. وفرسٌ أجشُّ هزيمٌ، إذا كان في صَهِيله غِلَظٌ، وهو من نَعْت الجِياد. قال الشاعر: ونجَّى ابنَ حَربٍ سابحٌ ذو عُلالةٍ ... أجشُّ هزيمٌ والرِّماحُ دوانِي رجال بني نمير وقبائلهم بنو ضِنَّة، وهو ضِنَّة بنُ عبدِ الله بن نُمَير. واشتقاق ضِنّة من قولهم: ضَنِنْت بالشَّيء أضَنَّ به ضِنَّاً. والرجُل الضَّنِين: البَخِيل. ومن رجالهم: عبدُ الله، وجَعْوَنةُ، ابنا الحارث بن نُمَير. واشتقاق جَعْوَنة، وهو فَعْولة، من الجَعْن أو من الجَعْوِ، فتكون النُّون زائدةً. فأمَّا الجَعْن فاسترخاءٌ في الجسم. وأما الجَعْو فجَمْعُك الشَّيء. وتسمَّى الكُثْبة من البَعَر جَعْوةً. ومن بني جَعْونة: عُبَيد بن كعب، كان شريفاً، ولِي ديوانَ البَصرة لابن عامر، وشهِدَ يومَ الجمَل مع عائشة رضي الله عنها، فجُرِحَ فحملَه سَعْوة بن حَيْدان المَهْريُّ إلى منزلِه، ثُمَّ ولِيّ كِرْمانَ لابن عامرٍ أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 ومن شعرائهم: الرَّاعي، وهو عُبَيد بن حُصَين، وهو الذي يسمَّى راعيَ الإبل. وإنَّما سمِّي راعيَ الإبل لبيتٍ قاله يصف إبلاً: لها أمرُها حتَّى إذا ما تبوَّأَتْ ... بأخفافها مأوّى تبوَّأَ مَضْجَعا فقيل: راعي الإبل. قبائل بني ربيعة بن عامر ولد كعباً، وكلاباً ورَبيعة، فولَدَ ربيعةُ: كليباً، وعامراً. ومنهم: بنو البَكَّاء، واسمه عمرو، وقد مَرَّ. ومنهم: حُندُج بن البَكّاء، وهو الذي أعانَ خالد بن جعفرٍ على قتل زُهَير بن جَذيمة، والحُنْدج: الكثيب من الرَّمل الصغيرُ، والجمع الحنادجُ، فإنْ كانت النون فيه زائدةً كزيادتها في جُنْدب فهو من الحَدْج، من قولهم: حَدَجتُه بعيني حَدْجاً، إذا لحَظْتُه بعيني. وحدجتُ البعيرَ أحدِجُه حَدْجاً، إذا طرحتَ عليه الحِدْج، وهو مركَبٌ من مراكب النِّساء، وقد سمَّت العرب حادجاً وحُدَيجاً، ومحدوجاً. ومنهم: منصور بن جَعْوَنَة، كان شريفاً بالشّام سيِّداً. ومن رجالهم: خِدَاش بن زُهَير، كان فارساً شاعراً، وله بلاءٌ في أيام الأفجرة بينَ قُريشٍ وقَيس. ومن بين عامرٍ: زُرارة بن فَرْوانَ وهو الذي يقول: قدِ اختلَطَ الأسافلُ بالأعالي ... وماجَ الناسُ واختلَلَ النِّجَارُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 وصار العبُد مثَل أبي قُبَيسٍ ... وسِيقَ مع المُعَلهَجَة العِشارُ فإِنَّك ما يضرُّك بعدَ حَولٍ ... أظبْيٌ كانَ أمَّك أم حِمارُ رجال بني كلاب بن عامر بن صعصعة جعفر، ومعاوية، وربيعة، وأبو بكر، وعمرو، والوحيد، وعُبَيد وأبو رُوَاس، والأضْبَط أبو وَبْر، وعبد الله، وكعب. واشتقاق رُوَاس من روائس الوادي، وهي أعاليه، وقالوا: رجلٌ رُؤاسيٌّ وهو عظيم الرأس. ومن قبايلهم: بنو الصَّموت، وهو فَعُول من الصَّمْت، وكان فارساً يوم جَبَلة. وأما ربيعة بن كلاب فليس فيهم مذكورٌ مشهور، وهم قليل. ومن رجال بني جعفر بن كلاب: عامر بن مالكٍ ملاعبُ الأسِنّة، وابن أخيه عامر بن الطُّفيل فارسٌ غيرُ مدافَع، وربيعة أبو كبيرٍ، وهم بيتُ هوازنَ غيرُ مدافَعِين. وربيعةُ هو أبو لبيدٍ الشاعر. ومنهم: الأحوص بن جَعفَر بن كلاب، كان سيِّداً، وهو الذي هجاه الأعشى فقال: أتاني وعيدُ الحُوصِ من آل جَعفرٍ ... فيا عبدَ عمرٍو لو نَهيتَ الأحاوصا والحَوَص: ضِيق العَين حتَّى كأنها مَخِيطة. ومنه قولهم: حُصْت الثَّوبَ، إذا خِطْتَه. ومن رجالهم: الصُّمَيلُ، أحدُ الضِّباب، كن سيِّداً، واشتقاق الصُّميل من قولهم: صَمَلَ الشَّيء يَصمُل صمولاً، إذا يِبس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 ومنهم: ذو الجَوْشنِ، أبو شَمرِ بن ذي الجَوْشن. لَعَنَ الله شَمِراً! كان من أشدِّ الناس على الحسين بن عليِّ رضوان الله عليهما. وشَمِرٌ فَعِلٌ إمَّا من التَّشمير في الأمر والجِدّ فيه، أو من تشمير الثَّوب. وأما بنو عمرو بن كلاب فمنهم: بنو نُفَيل، وهم سادةٌ فيهم. وقد مرّ. ومن رجالهم: شُتَيْر بن خالد، كان فارساً شريفاً، وقَتَل الحُصَين بنَ ضِرارٍ الضَّبّيّ. وابناه: مَصَادٌ وعِنَبَة: ابنا شُتَير. وشُتَير: تصغير أشتر. والشَّتَر: انشقاقُ جَفْن العَين، وبه سمِّي الأشتر النَّخَعي. ومن رجالهم في الإسلام: زُفَر بن الحارث، وكان له بلاءٌ في أيام الفتنة. ومنهم: عمرو بن خُويلدٍ، وهو الذي يقال له الصَّعِق. وكان غزا بني المُصطلقِ من خُزاعة، فكُلِمَ وهُزم، فقال رجلٌ منهم: قد كنتُ حذَّرتُك آلَ المصطَلِقْ ... وقلتُ يا عمرو أطِعْني وانطلِقْ إنكَ إنْ كلَّفَتني ما لم أُطِقْ ... ساءك ما سَرَّك منِّي مِن خُلُقْ دونكَ ما قَدَّمتَه فاحْسنُ وذقْ وإنَّما سمِّي الصَّعِقَ لأنَّه أصابته صاعقةٌ في الجاهلية. وكان بنو تَميمٍ أسَرَتْه فضرَبْته على رأسه. وهجا بني تميمٍ بعد ذلك فقال: ألا أبلِغْ لديكَ بني تميمٍ ... بآيةٍ ما يُحبُّون الطَّعاما بطون بني كعب بن ربيعة بن عامر وقد مَرَّ. بنو عُقَيل، والحَرِيش، وجَعْدة، قُشَير: بنو كعب، والعَجْلان ابن عبدِ الله. واشتقاق عُقَيل من أحد شيئين: إمَّا تصغير عَقْل أو تصغير أعقَلَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 والعَقَل: دنُوُّ الرُّكبتين، وهو دون الصَّكَك. رجلٌ أعقَلُ وامرأةٌ عَقْلاء. وكلُّ شيءٍ منَعَ: من شيءِ فهو عَقْل، وبذلك سمِّي العقلُ، لأنَّه يمنع عن الجهل. ومن ذلك عِقالُ البعيرِ، لأنَّه يمنعُه عن الشِّراد. ويقولون: عَقَلَ الوعِلُ، إذا امتنَعَ في الجبل فصار حيثُ لا يُدرَك؛ وذلك الموضع مَعْقِل، ويقال: عَقَلَ الدَّواءُ بطنَه يَعقِل، إذا حبَسَه، والدَّواء عَقُول. والعَقْل من الدِّيَة من هذا أُخِذ، لأنَّه يَمنع عن القَتْل. يقال: عقَلتُ فلاناً، إذا أعطيتَ ديته. وعقَلت عن فلانٍ، إذا أعطيتَ أَرْشَ جنايته. وعاقلةُ الرجل: الذين يَعقِلون عنه إذا جَنَى. والرجل يُعاقِلُ المرأة إلى ثُلث الدية. وَخَبْرَاء بالدَّهناء يقال لها مَعْقُلة؛ لأنّها تَعقِل الماءَِ، أي تحبسُه أن يفيض. كذا قال الأصمعي. ولفلانٍ عُقْلةٌ يَصْرَع بها. واشتقاق الحَرِيش من الحَرْش، وهو أن يَجئ الرجلُ إلى جُحر الضبّ فيضربَ بيده على جُحْره فيحسِبه الضَّبُّ أفعَى فيخرج إليه مُذَنِّباً فيأخذ الرجلُ بذنَبه. ومثلٌ من أمثالهم: " هذا أجلُّ من الحَرْش " وله حديث. أو يكون من حرشت البعيرَ بالمِحجن، إذا حككتَ به غارِبَه ليزيد في مَشْيه. والمحراش: المِحجن الذي يُحَرش به البعير، وسمِّي به الرجلُ حِرَاشاً. والتَّحريش معروف، من قولهم: حَرَّشَ فلانٌ فلاناً، أي كلَّمه بما يَغضَب منه. والحَرْشاء: ضربٌ من بَذْر الشَّجَر شبيهٌ بالخَرْدل. قال الراجز: وانحتَّ من حَرْشاء فَلج خردَلُه ... وانتفَض البَرْوَقُ سُوداً قِلْقلِه وأقبلَ النَّمل قطاراً يَنقُله واشتقاق جعْدة من أحد شيئين: إمَّا من الجَعْدة، وهو ضربٌ من النَّبت، أو واحدة الجَعْد، وهي النَّعجة، لغةٌ يمانية، وأحسِبُ أنَّهم كَنُّوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 الذَّئبَ أبا جعدة لهذا. ورجلٌ جعدٌ من قوم جِعادٍ: خِلاف السَّبْط. وتَرَى جَعْدٌ، إذا كان نديَّاً رَطْباً، فإذا قبضتَ لعيه بيدك لم يتفتَّتْ. واشتقا قُشَير من شيئين: إمَّا تصغير أقشَر، وهو الشديد الشُّقرة حتَّى ينقشر وجهُه؛ أو تصغير قِشْر. ومثلٌ من أمثالهم: " أشأم مِن قاشِر " وهو فحلٌ من الإبل أُرسِلَ في إبلٍ فماتت، فضُرِب به المثل. وأمَّا العَجْلان فاشتقاقُه من العَجَل. يقال: أقبلَ فلانٌ عَجْلانَ. والجمع عِجالٌ. والعِجْلة: المَزَادة من أديمَيْن، والجمع عِجَلٌ. قال الشاعر: والرَّافلاتُ على أعجازها العِجَل والمُعْجِل: الناقة التي نُحِر أو مات، والجمع المعاجيل. والعِجْل معروف. والعِجْل والعِجْلة: ولد البقر الأهليِّ خاصة. ويقال عِجَّوْلٌ وعِجَّولة. واعجلَني فلانٌ عن كذا وكذا. والعِجْلة: ضربٌ من النَّبْت. ومن قبائل بني عُقَيل: الخَلَعاء، وكانوا لا يُعطُونَ الملكَ طاعةً. قال الشاعر: فلو كنت مِنْ رهط الأصمِّ بن مالك ... أو الخُلَعاء أو زهير بن عَبْسِ ومن رجالهم: عِقَال بن خُويلِد، وقد مرَّ تفسيره. ومن بطونهم: بنو خَفاجَة، منهم: تَوْبة بن الحُمَيِّر، صاحبُ ليلى الأخيليَّة. والحُميِّر: تصغير حِمار. ومنهم: بنو عُبادَة بن عُقَيل، وقد مَرَّ، وهم رهطُ ليلى الأخيليّة. والأخيل هو كعب. والأخيل: طائرٌ يتشاءَم به. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 وما طَيرِي عليك بأخْيَلا والخَيَال: كلُّ شيءٍ تَخَيَّل لك عن غير حقيقة. ورجلٌ خالٌ وامرأةٌ خالَة، مشتقٌّ من الخُيَلاء، وهو التكبُّر في المَشْي والتَّبختُر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَحَب إزارَه من الخُيَلاء لم ينظُر الله إليه ". قال الشاعر: بانَ الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبَه ... وقد صحوتُ فما بالنَّفس من قَلَبَهْ والخال على الجسد معروف. الخال: أخو الأم معروف. ويقال: تخوَّلتُ فلاناً، أي جعلتُه خالاً. ورجل مُعَمٌّ مُخْوَل: كريمُ الأعمام والأخوال. والخيل معروفة، والجمع خيول، لا واحدَ لها من لفظها. ويقال: هذه خَيْلانِ، إذا اجتمعت في جيشين. ونم بطون بني الحَرِيش: بنو شَكَل. واشتقاق شَكَل من الشُّكلة، وهو اختلاطُ حمرةٍ ببياضٍ، مثل الدَّم والزَّبَدِ وما أشبهَ ذلك. ويقال: عينٌ شَكْلاءُ، إذا كان في بياضها شبيهٌ بالتورُّد، وهو يُستحسَن إذا كان قليلاً. وشاكِلةُ الدابّة والإنسان: ما استَرَقَّ من الخَصْر؛ والجمع شواكلُ. وشاكلة الرجُل: الطَّريقة التي يأخُذ فيها وفي التنزيل: " قل كُلٌّ يَعملُ على شاكِلَته " أي على طريقته. والله عزّ وجلّ أعلم. والأشكَل: السِّدْر الجبَليّ. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 مثلُ الحنايا من قِياس الأشكَلِ ثقيف واسمه قَسِيُّ بن منبِّه. وقَسِيٌّ: فعيل من القَسْوة، وذلك أنَّه قَتل رجلاً فقيل قَسَا عليه، وكان غليظاً قاسياً. وثقَيف: فَعِيل من قولهم: ثقِفْت الشَّيءَ أثقَفُه ثَقْفاً، إذا حَذَقْتَه وأحكمتَه. وكلُّ شيءٍ قوَّمتَه فقد ثقَّفته. ومنه تثقيف الرُّمح. ومن قبائلهم: بنو الحُطَيط، وبنو غاضرة. فأمَّا غاضِرة فمن الغَضَارة، وهي نضْرة الشَّباب. وغَضَارة العَيش: نَعْمتُه ولِينه. يقال: هم في نضرةٍ من عيشهم وغَضَارة. ومن رجالهم: يربوع بن ناضِرة بن غاضرة، كان يلقَّب كَهْفَ الظُّلْم. وقد مرّ. وناضِرة من النَّضارة، وهو شبيهٌ بالغَضَارة، إلاّ أنّهم يقولون: غُصْن ناضر، ولا يقولون غاضر. فمن رجال بني حُطَيطٍ: مالك بن حُطَيط، كان من ساداتهم في الجاهليّة. ومنهم: بنو يَسَار. فمن بني يَسَارٍ: السائب بن الأقرعِ، أدرَكَ الإسلام وهو الذي جاء بِفَتْح نَهاوَنْدَ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومنهم: جابر بن وَهْب يبن سُفيانَ بن عبد يالِيلَ. وزعموا أن يالِيلَ صنَم. وقال قومٌ من أهل اللغة: كلُّ اسمٍ كان فيه إيلُ فهو منسوبٌ إلى الله عزّ وجلّ، مثل شُرَحْبِيلَ ونحوِه. وستراه في موضعه إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 ومنهم: مالك بن أراكة، كان من وجوه أهل الكوفة. والأرَاك معروف. ويقال: أرَك بالمكان يأرُك أُروكاً، إذا أقامَ به، فهو آركٌ. وإبلٌ أوراكُ: تأكُل الأراك. وإبلٌ أراكَي أيضاً مِثلُه. ومنهم: عبد الرحمن بن أمِّ الحكم، أمُّه أختُ معاوية بن أبي سفيان، استعمله على الكوفة، وكان من رجالهم. وكان يُعَيَّر بجَدَّتينِ له حبشيَّتين، يقال لهما البَزبَخ، وواهص. وكانت عنده بنتُ جريرِ بن عبد الله البَجَلي. ومنهم: عثمانُ والحكم: ابنا أبي العاص بن بشير بن دُهْمان الثقفيّ كانا شريفَين عظيمَى القَدْر، ولَّى عمرُ بن الخطّاب عُثمانَ عُمَان والبحرَين، وأقطعه عُمر الموضعَ المعروفَ بالبصرة بشَطِّ عُثمان. ومنهم: تميم بن خَرَشة بن ربيعة، أحد الوَفْد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم: عِياضُ بن عبد الله، كان من فُرسانهم وكان يلقب مُحطِّمَ الخَيْل. ومنهم: أبو صَفِيَّة المُهاجِرُ، كان هاجَر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرَّ يومَ اليمامةِ برجلٍ من بني حَنيفةَ صريعٍ في القَتْلى، فرآه يتحرَّك فأراد أن يُجِيز عليه فقال: أنا أبو صفيَّة المهاجرْ فقام المصروع يشتدُّ وقال: كيف تَرى شدَّ أخيك الكافرِ ومن رجالهم بالبصرة في الإسلام: حَدَّاق بن شَقِيق. واشتقاق حَدَّاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 من أحد شيئين: إمَّا من حَدَق العُيون، أو من الحديقة من النَّخل والشجر، أو من حَدْق السَّمك، وهو صيدُه. ومن فُرسانهم في الجاهليَة: أوس بن حُذَيفة. وأدرَك الإسلامَ ورَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم: ضَبِيس بن أبي عَمرو، وكان من فُرسانهم في الجاهليّة، وكان رئيسَهم يوم أغارُوا على بني نصر، وضَبِيسٌ فَعيل من الضَّبْس، وهو الصَّلابة والشِّدّة. ومنه: هَمَّام بن الأعقَل، كانت له صُحبة. وهَمَّامٌ: فعّال من قولهم: إذا هَمَّ فَعَل. ومن رجال ثقيفٍ: أبو عُبيدِ بن مسعود، أبو المختار بن أبي عُبَيد، قُتِل يوم الجَسْر جَسْرِ أبي عُبَيد. وللمختار بن أبي عُبَيد عَقِبٌ بناحية الكوفة، وله حديثٌ طويل. ولثَقيفٍ رجالٌ بالبصرة معدودونَ أشراف، لم نكثِّر بهم الكتاب. ومن شعرائهم: أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت وقد مرّ. وكان بعضُ العلماء يقول: لولا النبيُّ صلى الله عليه وسلم لادَّعت ثَقِيفٌ أنَّ أمية نبيٌّ. لأنَّه قد دارَسَ النَّصارى وقرأ معهم، ودارسَ اليهودَ وكلَّ الكتُبِ قرأ. ولم يُسلِمْ، ورثَي قتلَى بدرٍ فقال أمَيَّةُ في بدر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 لله درُّ بني عَدِ ... يٍّ أيّمٌ منهم وناكِحْ إن لم يُغِيروا غارةً ... شَعواء تَحْجِرُ كلَّ نابحْ ومن شعرائهم: نُمَير بن أبي نُمَير، وكان يشبِّب بزينبَ أختِ الحجَّاج، فلم يَهِجْه الحجّاجُ مخافةَ أن يفشُوَ لذلك ذكر. ومنهم: بنو غِيَرة. واشتقاق غِيَرةِ من الغِيَر، وهي الديَة تؤدَّى لدم القتيل. ومنهم: بنو عُقدة بن غِيَرة. ومنهم: زائدة بن قُدامة، وهو الذي زَرَقَ مصعبَ بنَ الزُّبير فصَرَعه فنادى: يالثارات المختار؟ فجاء ابنُ ظَبْيان فاحتزَّ رأسَه. ومنهم أبو مِحْجنٍ، كان شاعراً فارساً شجاعاً، شهِدَ يومَ القادسيّةِ وكان له فيها بلاءٌ عظيم، وله حديث. وقد شَهِد يومئذ عَمْرو بن معدي كربَ وغيرُه من فُرُسان العرب، فلم يُبْلِ أحدٌ بلاءه، وقد مرَّ ذكره. ومن رجالهم: رَبِيعة بن أبي الصَّلت، صاحب ربيعتانِ: نهرٌ بقُرب الأُبُلَّة. ومن ولده: كلَدة بن ربيعة، كان من رجال أهل البَصْرة، أمُّه أختُ أبي موسى الأشعريّ. والكَلَدة: الأرض الصُّلبة الغليظة. ومنه: الأخنَس بن شَرِيق حليفُ بني زُهْرة. وإنَّما سمِّي الأخنسَ لأنَّه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 خنَسَ ببني زُهرةَ يومَ بدرٍ فلم يشهد بدراً منهم أحد. وتزعُم ثَقيفٌ أنه أحد الرجُلَين ال165 -16+لذين ذكر الله عز وجل في القرآن: " عَلى رجُلٍ من القَريَتينِ عَظيمٍ ": الأخنَس بن شَرِيق، والوليد بن المُغِيرة. واشتقاق الأخنس من الخَنَس، وهو ارتفاعُ أرنبةِ الأنْف. وشَرِيق: فَعيل إمَّا من شرقَت الشمس، إذا أضاءت؛ أو شرقت، إذا انبسطت. والشرق: ضدُّ الغَرب. وصُبحٌ شارقٌ ومشرق. والإشراق: مصدرُ اشرقَ يُشرِق إشراقاً. وقد سمَّت العربُ عبَد الشَّارق، ولا أدري إلى الصُّبح أم إلى الصَّنَم نسَبوه. ومن بني علاجٍ بن أبي سَلَمة: الحارث بن كَلَدة كان طبيبَ العرب في زمانه، وأسلمَ، ومات في خلافة عمر. وهو الذي يزعم آلُ نافعٍ وآل أبي بَكْرة أنَّهم من ولَده. فقال أبو عبيدة: لم يَخَلِّف إلاَّ ابنةً يقال لها أزْدة. وزعم ولَدُ أبي بَكْرة وولد نافعٍ أنَّ أمَّهم أسماءُ بنتُ الأعوَر بن عَبْشَمسِ بن سعد. وقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 قومٌ من أهل العلم: إنَّ أمَّهم سُميَّة عِلجةٌ من أهل زَنْدَوَرْد، كان كسرى وهَبَها لملكٍ من ملوك كِنْدة يقل له أبو الجَبْر، وكانت لأبي بكرةَ صُحبةٌ وفضلٌ وصلاح، ولم يَنتسِبْ إلى الحارث ولم يَقبِضْ من ميراثه شيئاً وكان يقول: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعض البصريِّين: آل أبي بكرةَ استفيقوا ... لا تُعدَل الشَّمسُ بالسِّراجِ إنَّ وَلاءَ النبيِّ أعلى ... مِنْ دعوةٍ في بني عِلاجِ ولآل أبي بكرةَ عِدادٌ بالبصرة وأموال، وكان عُبيد الله بن أبي بكرة أسودَ شديدَ السَّواد. قال: وكان سريّاً، فأقبل يوماً يُريد الجامعَ فإذا خشَبةٌ معترِضةٌ على باب الرَّحبة فرجع، فرآه عَبْد الله بن خازم السُّلمي فقال: حبَشيٌّ حبسَتْه خشَبَة. فقال له: اسكُتْ يا بنَ السَّوداء! قال: ارفُقْ بعَمَّتك. وأقطعَ عمرُ نافَعَ بنَ الحارث ثلاثَمائة جريبٍ، ولم يُقْطِع بَصريّاً غيرَه. ومنهم معتِّب وعتَّاب وأبو عُبيدة، وعِتْبان. فمنهم عُروةُ بن مَسعودٍ، وأمُّه سُبَيعة بنت عبد شمس، ويقال إنَّه الذي ذكَرَ اللهُ عز وجلّ في التَّنزيل: " مِنَ القَريتَين عَظِيم ". وذكر بعضً أهلِ العلم أنَّ أربعةً اتَّصلَ سُودَدُهم في الجاهليّة والإسلام: عروة بن مسعود، والجارود واسمُه بِشر بن المعلَّى، وجَرير ابن عبدِ الله، وسُراقةُ بن جُعْشُم المُدْلجٍيّ. ومنهم: المغبرة بن شُعبة، من رجالهم وأشرافهم، صحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وشهِدَ بيعةَ الرِّضوان، وافتتح مَيسان، ووَلِيَ البصرةَ بعد عُتْبة ابن غَزْوان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 ومنهم: جُبَير بن حَيَّة، له بالبصرة نَسْلٌ وحَيّةُ بنتُ مسعود، فانتسَبَ إليها جُبَيرٌ وجعلَها رجلاً. وقال بعضُ شعراءِ البَصريِّين: وكانت حَيَّةٌ أُنثَى زماناً ... فصارت بعدَ ذلك جَدَّ قومِ لقد كثُرت أعاجيبُ اللَّيالي ... فخِلْنا أنَّه أحلامُ نومِ ومن ولد مُعَتِّب: الحجّاج بن يوسف بن أبي عَقِيل. ويوسف: اسمٌ أعجميٌّ، ومات يوسف والحجّاجُ والي المدينة، فنعَاه على المنبر فقال: " الحمدُ لله الذي مَضَى ولم يَدَعْ مالاً ". وللحجّاج عَقِبٌ بالشّامِ وغيرها. وكان الحجّاجُ يلقَبُ كُلَيباً فلمَّا حضرَتْه الوفاةُ قال للمنجِّم: هل تَرى ملِكاً يموت؟ قال: نَعَمْ، ولستَ به. قال: ولم؟ قال: اسم الملك كُلَيب. قال: أنا والله كُلَيب! وكان معَلِّماً بالطّائف. بنو سليم بن منصور فمن قبايل بني سُلَيم: بنو ذَكْوان وبنو بُهْثة، وبنو سَمَّال وبنو بَهْز، وبنو مَطرود وبنو الشَّريد، وبنو قُنفُذ وبنو عُصَيَّة وبنو ظَفَر. واشتقاق بُهْثة من قولهم: فلانٌ لِبُهْثة، كأنه لزِنْيةٍ وما أشبهها. وكأنَّ البُهْثةَ سِفَاح. وقال بعضُهم: البُهْثة من قولهم: تبهَّثَ في وجهِه، إذا أظهرَ له بِشْراً. وأما بنو سَمَّالٍ فمنهم: بنو حَرَام بن سَمَّال. وإنمَّا سَمَلَ عينَ رجلٍ فسمِّي سَمَّالاً. يقال: سمل عينَه، إذا أحمى خشبةً أو حديدةً وأدخلها فيها. سمَلْتُ العينَ أسمُلُها سَمْلاً. والسَّمَل: الثَّوب الخَلَق. سمَلَ الثَّوب سُمولاً. وبَهْزٌ من قولهم: بَهَزَ في صدره، إذا دفَعَه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 ومن رجالهم: تميمٌ وعُمَير: ابنا الحُباب. وكان عُميرٌ من فُرسان النَّاس في أيام عبد الملك وأيام الفتنة بالشام، وكان امتنَعَ على عبد الملك بنصيبينَ وغَلَب عليها وعَصَاه. والحُبَاب: ضربٌ منم الحيات. والحِباب، بكسر الحاء: الحُبًّ بعينه. والحبيب معروف. والحِبُّ والحبيب واحد. والبعيرُ المُحِبُّ: الذي يَبرُك فلا يَثُور. والحِبُّ: القُرْط. قال الرَّاعي: يَبيتُ الحيَّةُ النَّضناضُ منه ... مكانَ الحِبِّ يستَمع السرارا ومن بني ذَكْوان: الجَحَّاف بن حَكيم، وكان من شياطينهم وفُرسانهم، وهو الذي عنَى الأخطلُ بقوله: لقد أوقَع الجحَّافُ بالبِشْر وقعةً ... إلى الله فيها المشتكَى والمعوَّلُ واشتقاق الجَحَّاف من الجَحْف، وهو اقتلاعك الشيءَ، واستئصالكَ إيَّاه، وجَحَفَ السَّيلُ الواديَ، إذا اقتلعَ أجرافَه. وسمّيت الجُحفةُ، منزلٌ بالقُرب من مكّة، لأن السَّيلَ جَحَف أهلَها، أي اقتلعَهم فذهبَ بهم. ومنه قول الناس: أجحف بي هذا الأمرُ، أي أضرًّ بي. ومنه: الحجَّاج بن عِلاط، وهو الذي جاء بفَتْح خيبرَ إلى مكَّةَ وأسلَم. واشتقاق عِلاَط مِنْ وَسْم البعيرِ بوشمٍ في عُرض خَدّه أو في عُنقه. علَطْتُ البعير أَعْلُطه عَلْطاً، فهو معلوطٌ. والعُلْطة: قِلادةٌ من حبِّ الحنظل، ويقال: بعير عُطُلٌ وعُلُطٌ، إذا لم يكن عليه خِطام؛ وهو من المقلوب. ومنهم: أُسَيد بن زافر كان من رجالهم في زمانِ آل مَرْوان، وكان على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 أرمينِيَةَ دهراً. وأُسَيْد: تصغير أسَد. فإنْ ثقَّلت كان تصغير أسودَ في لغة بني تميم. ومن رجالهم: عُتْبة بن فَرقَد له صحبة، وكان بايَعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جرَبٌ فتَفَل عليه فذهب جَربُه، ولم يزَلْ طيِّبَ الرائحة إلى أنْ مات. وعُصَيَّة: تصغير عصَا، وقد دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم على عُصَّية، ورِعْل، وذَكْوَان، في القُنوت. ويقال: عصَوتُ بالعصا، إذا ضربتَ بها. وعصَيْتُ بالسًّيف، إذا جعلتَ في يديك كالعصا. واشتقاق رِعْل من الرَّعْلة، والرَّعْلة: النَّخلة الطَّويلة، والجمع رِعالٌ. والرَّعال: فحلٌ من النَّخل معروفٌ بالمدينة، وناقةٌ رَعْلاء، إذا قُطِعتْ أذنُها فتُرِكَتْ منها قطعةٌ معلَّقة. والرَّعْلة: القِطْعة من الخَيل. والرَّعيل أيضاً: قِطْعةٌ من الخَيل. قال الشاعر: ثم التمشِّي في الرَّعيلِ الأوّلِ ومن بني الشَّريد، وهو بيت سُلَيم: عَمرٌو وصَخْر، ومعاوية: إخوةُ الخَنْساء، وفُرسانٌ شعراءُ أشراف. وقد مرَّ ذِكرهم. ومنهم: خُفَاف بن عُمَر، أُمُّه نَدْبةُ سوداء. وهو من فُرسان العرب المعدودين، وأدركَ الإسلامَ فأسلم وحسُن إسلامُه. وهو الذي قَتَل مالكَ بن حِمارٍ الشَّمْخِيّ فقال: أقول له والرُّمحُ يأطِرُ مَتْنَه ... تأمَّلْ خُفافاً إنَّني أنا ذلِكا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 وخُفَاف وخفيف واحد، مثل كُبار وكبير، والخِفُّ: الخفيف أيضاً. قال الشاعر: يُطِير الغُلاَم الخِفَّ عن صَهَواتهِ ... ويُلوِي بأثواب العنيف المثقَّلِ ونَدْبة من قولهم: رجلٌ نَدْب وامرأةٌ نَدْبة، إذا كان سريعَ النُّهوض في الأمور. والنَّدْب: الأثَر في الوجه وغيرِه. قال الشاعر: مَلْساءُ ليسَ بها خالٌ ولا نَدَبُ والجمع نُدوبٌ وأنداب. ونَدبْت الميِّتَ أندُبه نَدْباً، إذا رثيتَه. وانتدبَ فلانٌ لكذا وكذا، إذا أظهر نفسه فيه. ومن شعرائهم وفُرسانهم: العبَّاس بن مِرداس، أسلَمَ وشهِد مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حنيناً على فَرَسه العُبَيْد، فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أربعَ قلائص، فقال العباس: أتجعلُ نَهبِي ونهبَ العُبَي ... دِ بينَ عُيَيْنة والأقرعِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقطَعُوا عنِّي لسانَه، فأعطَوْه ثمانين أوقيّةً فضّة. ومن رجالهم الأوَّلين المهاجِرين: مُجاشِع بن مسعود، وقد قاد الجيوش. ومنهم: عمرو بن عَبَسَةَ، قديم الإِسلام وكان يقول: أنا رُبُع الإسلام. لأنَّه أسلمَ والمسلمون أربعة. ومنهم: صَفْوان بن المعطَّل، وهو الذي رُمِيَ بالإِفْك. ومُعطَّل: مفعَّل من التعطيل، عطَّلت المنزلَ أعطِّله تعطيلاً. والعَطَل: تمامُ الجِسم وطولُه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 رجلٌ حسَن العَطَلِ. والعَطِيل: الشِّمْراخ من لقاح النخل، لغة يمانية، وامرأةٌ عاطل: لا حَلْيَ عليها. ومنهم: نُبَيشة بن حبيب، قاتل ربيعة بن مُكَدَّم الكِنانيّ، كان فارسَ بني كنانة. ونُبَيْشة: تصغير نَبْشة. وكلُّ شيء كشفتَ عنه التُّرابَ فقد نبَشْتَه. والأُنبوشة، والجمع أنابيش، وهو كلُّ ما اقتلعتَه من بقْلةٍ أو شَجَرة من أصله. قال الشاعر: كأنَّ سِباعاً فيه غَرقَى عشِيّةً ... بأرجائه القُصوَى أنابيشُ عُنصُلِ ومنهم: سُلَيم بن عَبّاد، كان حليفاً لأبي طالب. وولدُه اليومَ يَدَّعُون في آل أبي طالب. ومنهم: العبَّاس بن أنَسٍ الأصمّ، كان من فُرسانهم في الجاهليّة، له ذِكرٌ في وقائعهم. واشتقاق أَنَس من الأُنس. فلانٌ أُنْسِي وأَنَس بالضم والفتح، وأَنِيس بمعنًى واحد. وقد سمَّت العرب أنَساً وأُنَيْساً. وأما مازنُ بن منصورٍ فليس فيهم أحدٌ يُذكَر غير عتبة بن غَزْوان الذي افتتح الأُبُلَّة، وكان من المهاجِرين الأوَّلين، ومَصَّر البصرة، وكان من خيار المسلمين. انقضى بنو سليم ومازنٍ ابنَيْ منصور، يَتْبعه ربيعة بن نزار. ولم يبقَ في قيسٍ خَلْق مذكور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 اشتقاق أسماء بني ربيعة بن نزار وقبائلهم فأمَّا ربيعةَ بن نِزار فالرَّبيعة: الصَّخرة التي تُربَع وتُحمَل باليد. والرَّبيعة: البيضة من حديد. والربيعة: الهواء الذي بين أُثفِيِّتَي القِدر. والرَّبيع من الزمان معروف. والمَربَع: الموضع الذي يَنزِله القومُ. وناقةٌ مِرباعٌ: تُنْتج في الرَّبيع، فولدها رُبّع. ورَبَع في المكان، إذا أقامَ به. وخيلٌ مَرَابيعُ من قولهم: رجل مربوعٌ ورَبْعةٌ. والرَّبْعة: حَيٌّ من الأزْد. ورجلٌ مربوع: نأخذُه حُمَّى الرِّبع. قال الراجز: بِئْس دواءُ العَزَب المربوعِ ... حَوْأَبَةٌ تُنْقِض بالضُّلوعِ الرَّوبع: الرّجلُ الضَّعيف. قال الشاعر: ومَنْ هَمَزْنا عزَّهُ تبركَعا ... على استِهِ رَوْبَعةً وروبعا والمِربَعة: عصاً يخذُها رجلانِ فيحملان بها أحدَ العِكْمين فيضَعانه على ظَهر البعير. قال الراجز: أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِربَعة ... وأينَ وَسْق النَّاقةِ الجَلَنْفَعهْ ويقال: بنو فُلانٍ على رَبَاعتهم في الجاهليّة، أيْ على ما كانوا عليه. ويقال: ما أضبَطَ فلاناً لرَبَاعته، أي لما يليه. وارتبعَ البعيرُ، إذا عدَا عدْواً شبيهاً بالتَّقريب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 فمن قبائل بني ربيعة: ضُبَيعة بن أسَد بن ربيعة. وضُبَيعة: تصغير ضَبْع. والضَّبْع: ضربٌ من سير الإبل. ضبَعَ البعيرُ يضبَعُ ضبعةً شديدة، إذا عَدَا. وأضْبَعه صاحبُه. وضَبْعَا الرجلِ: مَنكِباه. أخذَ بضَبْعيه، إذا أخذَ بمَنكِبَيه. ويقال: أصابنا مطرٌ جارُّ الضَّبع، إذا كان شديداً. والضَّبُعُ: السنة المُجْدِبة. قال الشّاعر، العبَّاس بن مرداس: أبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذا نفرٍ ... فإِنَّ قوميَ لم تأكُلْهم الضَّبُعُ والضِّبْعان: ذكَر الضَّبُع. ويجمع ضباعٌ على غير القياس. ولا يقال ضَبَاعِين. فيمن قبائل ضُبَيعة: أحْمَس. والحَمْسَ: الشدَّة. يقال: حَمِست الحربُ، إذا اشتدَّت. وقد سمَّت العرب أحْمَسَ وحُمَيسا. فمن قبائل أحمس: نَذِيرٌ وجُلَيّ، وبَلٌّ. فجُلَيٌّ: تصغير جلّ. والجَلّ والجُلُّ واحد. ويقال: جَلَّى القومُ عن موضعِ كذا وكذا، وجَلاَ إذا انتقلوا عنه ويقال: وَلِيَ فلانٌ الجالَّة والجالِيَة. وجُلُّ المتاعِ معروف. وكلُّ مُنْكشفٍ جَلاً، وبه سمِّيَ الصُّبح جَلاً. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 أنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا أي أنا ابنُ الظاهر المكشوف. وقال العجاج: لا قَوْا به الحجَّاجَ والإصحارا ... به ابنُ أجلَى وافقَ الإسفارا ولم يقل أحدٌ أجلَى إلاّ العجّاج. وقال آخر: كالصُّبح جَلاَّهُ المجَّلى فانْجَلَى وجلَوت السَّيفَ وغيرَه أجلُوه جِلاءً. وجلَوتُ العروسَ جَلْواً. ويقال: أعطَى العروسَ جلوتَها، أي ما يُعطِيها إذا جُلِيَتْ عليه. ويقال: هذه جليَّة الأمرِ، أي ما وضَحَ منه. والجِلَّة: البعَر. ونُهِيَ عن أكل الجَلاَّلة التي تأكل العَذِرة. والجليل: الثُّمام، ضربٌ من الشَّجَر. والمجَّلة: الصَّحيفة يُكتَب فيها شيءٌ من الحكمة. قال الشاعر: مَجَلّتُهمْ ذاتُ الإلهِ ودينُهمْ ... قويمٌ فما يرجُونَ غيرَ العواقبِ وبَلٌّ اشتقاقُه من قولهم: بَلَّ من مرضه وأبَلَّ واستبلَّ، إذا برئ. ورجلٌ أَبَلُّ، إذا كانَ خبيثاً. قال الشاعر: ألاَ تَتَّقُون الله يا آلَ عامرٍ ... وهل يتَّقي الله الأَبَلُّ المصمِّمُ والبِلَّة: شيءٌ يجدُه الإنسانُ من وجعٍ في رأسه. والأبُلَّة: تَمر يُحلَب عليه لبن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 فمن بني جُلَيٍّ: بنو جُماعة، وبنو ماويّة. وجُمَاعة: فُعالة من الشيء تجمعه. ويقال: جَمَعت الشَّيء، إذا ضممتَ بعضَه إلى بعض. وأجمعتُه، إذا أخذتَه مِن تَفْرقة. قال أبو ذُؤيب: وكأنَّها بالحَزْم حَزْمِ نُبايعٍ ... وأُولاتِ ذي العَرجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ وأجمع القومُ على كذا وكذا، إذا عَزَموا عليه. وجَمْع القومِ: مُجتَمَعهم. والجُمَّاع: الأوشاب والأخلاط من النَّاس. قال الشاعر: بجمعٍ غير جُمّاعِ أَي غير أخلاط. وماتَتْ فُلانةُ بجُمْعٍ، إذا ماتت حُبلَى، وضربَهُ بجُمْع يدِه، إذا ضمَّ كفَّه ثم ضربَه بها. وقد سمَّت العربُ جامعاً وجُمَيعا. ومَجمَع القَوم: مَحضَرهم. وسمِّيَ الموسِمُ جَمْاً، والمَشْعَر الحرام جَمْعاً، لاجتماعِ الحاجِّ. ويومُ القيامة يومُ الجَمْع. والمَجمَع والجامعة: الغُلُّ أو القَيد. وأكثر ما يسمَّى الغُلّ. قال الشاعر: ولو كُبِّلتْ في ساعديَّ الجوامعُ والجِماع: كنايةٌ عن النِّكاح. ويقال: جاء القوم بأجْمُعِهِم ولا يقال بأجمَعِهِم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 فأَمَّا مَاوِيَّة فزعموا أنَّها المِرْآة، كأنَّها منسوبةٌ إلى الماء لضوئها. وأصل الهمزة في الماء من الواو، لأنَّك تقول أمواهٌ قال الراجز: وبلدةٍ قالصةٍ أمواؤها وماويّة: منزِلٌ بين مكّة والبَصرة، كانت ملوكُ الحِيرة تتبدَّى إليه فتنزِلُه. ومن رجالهم وشعرائِهم: المسيَّب بن علَس، واسمُه زهير. وإنَّما سمِّي المسَّيبَ ببيتٍ قاله: فإِنْ سرَّكمْ أن لا تؤوبَ لقاحُكم ... غِزاراً فقولوا للمسَّيب يَلْحقِ ومنهم: السَّاهريُّ، وقد باد نَسْلُه. والسَّاهِريُّ منسوبٌ إلى السَّاهِرة. وهي أرضٌ بَيضاء. وفسَّرَ قومٌ السَّاهرةَ في التنزيل فقالوا: يخُلق الله أرضاً لم يُعصَ عليها. وذكر ابنُ الكلبيِّ أنَ رجلاً من هَمْدان سألَه عن السَّاهرة والحافرة، وأنشدَه قولَ رجلٍ منهم يومَ القادسيّة: أقدِمْ أخا نِهْمٍ على الأساوِره ... ولا تِهَالنَّكَ رِجلٌ نادره وإنما قَصْرُكَ تُرب السَّاهره ... ثم تعودُ بعدها في الحافره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 مِنْ بعدِ ما صرتَ عظاماً ناخِرَه والحافرة: الخَلْق الأوَّل. والسَّاهور: القمر بالسُّريانية، وقد تكلَّمَتْ به العرب، وذُكِر في الشَّعر: والسَّهَر معروف والأسهرانِ: عِرفان يكتنفن غُرمولَ الفرس. قال الشاعر: حوالبُ أسْهَرَيْهِ بالذَّنينِ الذَّنين: السَّيَلان. ومنهم بنو دَوْفَن، وبنو بُهْشةَ. ودَوْفَن فَوعل من الدَّفْن فيما أحِسب، والدَّفائن: الرَّكايا التي دُفِينت ثم استُخرِجَت. وهي الدِّفَان أيضاً. ومنهم: الحارث الأضجَم، وإليه نُسِبت ضُبَيعة أضجَم. والضَّجَم: اعوجاجٌ في الفكّ أو الحنَك. وكان أضجَم قديمَ السُّودَد فيهم، كانت تُجبَى إليه إتاوتهم. ومنهم: المتلمِّس الشاعر، واسمه جَرير بن عبد العُزَّى. وسميِّ المقلمِّسَ لقوله: فهذا أوانُ العِرض حَيَّ ذُبابُهُ ... زنابيره والأزرقُ المتلِّمسُ وكان هجا عمرو بن هندٍ الملكَ فلجأ إلى الشام فصار إلى آلِ جَفْنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 ومنهم: عَمرو بن عُصْم، الذي حَمَلَ الدِّماء التي كانت بين بني سدوس وبني عَنَزة في الجاهليّة. ومنهم أبو التَّيَّاح، كان من أجِلَّةِ أهلِ البَصرة، ولا عَقِبَ له. وتَيَّاحٌ: فعّال من قولهم: تاح يَتِيح تَيْحاً، إذا ثمايَلَ في مَشْيهِ. وفرسٌ تَيّاحٌ، إذا اعترضَ في جريه فأخَذَ يميناً وشِمالاً. وقلبٌ مِتْيَح، إذا كان يَنزِع إلى أُلاَّفِهِ، قال الشاعر: نَعَمْ لاتَ هَنَّا إنّ قلبَ: مِتْيَحُ وفرس تَيِّحَانٌ مثل تَيّاحٍ سواءٌ. وأتاحَ الله له كذا وكذا، إذا قَضَاه عليه. ومن رجالهم: شُبَيل بن عَزْرةَ العلاَّمةُ، كان فصيحاً عالماً شريفاً، ومات بالبصرة وأدركَ دولةَ بني العبَّاس، وكان يرى رأْيَ الخوارج. وعَزْرة اشتقاقُها من قولهم: عَزَّرتُ الرجلَ، إذا شايعتَه على أمره. وكذلك فسِّر في التنزيل: " وتُعَزِّرُوه وتُوقِّروه " والله عزّ وجلَّ أعلم. والتَّعزير دونَ الحدّ. والعَزْر: انتزاعُك الشَّيءَ بعُنْف. وزعموا أنَّ العَزْر ضربٌ من الشَّجَر لا أَحُقُّه. ومنهم: بنو المُخَيِّل. ومُخيِّل: مفعِّل من التخييل. تقول: تخيَّلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 لي الشَّيءِ، إذا رأيتَه ولم تستيقِنْه. والخيالُ من هذا والخُيَلاء: مَشْيٌ فيه تبختُر. ورجلٌ مختال مِن الخُيَلاء والخالِ. قال الراجز: والخالُ ثوبٌ من ثِياب الجُهَّالْ وقال الشاعر، النَّمِرُ: بانَ الشَّبابُ وحُبُّ الخَالةِ الخَلِبَه ... وقد صحوتَ فما بالنَّفس من قَلَبَه والأخْيَل: ضربٌ من الطَّير يُتشاءَم به. والخيل معروفةٌ لا واحدَ لها من لفظها. والغُول تتخيَّل: تُرِيك ألواناً من صورتها. وسَحابةٌ مُخَيلة: يَستَخِيل فيها المطر، والجمع مَخَايل. والخال: خالُ الإنسان معروف. والخال في الجسَد معروف، والخِلُّ والخليل واحد. والخُلَّة: الصَّداقة. والخَلَّة: ضَرب من النَّبت، ضدُّ الحَمْض. والخَلَّة: الحاجة. ورجلٌ مختلٌّ، أي محتاج. وخِلَلُ السُّيوف واحدتها خِلَّة، وهي جلودٌ كانت تُنقَش على جُفون السُّيوف. الخَلُّ: وادٍ من أودية مَذحِج. والخَلَّة: الخَصْلة. والأخَلُّ: الفقير المحتاج. ومنهم: سَعدُ بن مُشَمِّت بن المخيَّل، كان من رجالهم في الجاهليّة، وكان آلَى أن لا يَرَى أسيراً إلاّ افتكَّه. ومنهم: بنو الكَلْبة، وهي من بني تميم. قال الشاعر: سيكفِيك من ابنَيْ نِزارٍ لراغبٍ ... بنو الكَلبةِ الشُّمُّ الطِّوالُ الأشاجعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 ولبني الكَلْبة عددٌ وجَلَد، كان منهم وَردُ بن حَمْزة، كان على شُرَط البصرة. ومن بني أسد بن ربيعة: جَدِيلة بن أسَد، وعَنَزة بن أسَد، وعَمِيرة بن أسد. فمن بني عَمِيرة: عمرو بن قَيس، كان أوّلَ من أسلم من ربيعة. وعَمِيرةُ اليومَ في عبد القيس. ومنهم آل قُرَيرٍ الذين بالبَصرة، كانت لهم نباهةً وعدَد. وقُرَير إمَّا من تصغير قَرٍّ، وهو الهودَج، وإمَّا من قولهم: قَرَّ بالمكانِ يَقَرُّ قراراً. والقُرّة: الضِّفدَعة. والقُرَّة: ما تقرَّرْته من القِدْر إذا قشَرتَه بيدِك فأكلتَه. والمَقَرُّك الموضع الذي يُقَرُّ فيه. ويوم القَرِّ قيلَ يومِ النَّفْر بمنًى. والقُرُّ: البرد. وماءٌ قَرٌّ وليلةٌ قَرّةٌ، إذا كانت باردةً. وقرَّ يومُنا، إذا بَرَد. وزعموا أنَّ القُرّةَ ضربٌ من الطير. وأمَّا عَنَزَة فاسمُه عامر، وسمِّي عَنَزة لأنَّه طعَن رجلاً بعَنَزة. والعَنَزة: خشبة في رأسها زُجٌّ. وفي الحديث " صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عَنَزة ". العَنَزة: دُويْبَّةٌ تكون أصغرَ من الكلب. والعَنْز من الغَنَم معروفة، والجمع عِنازٌ وعُنوز. العَنْز: أُكَيمَةٌ سوداءُ. قال الراجز: وإِرَمٍ أحْرَسَ فوق عَنْزِ والإِرَم: العلمَ يُنصب ليُهتَدى به. وأحْرَسَ: أتَى عليه الحَرْس، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 الدَّهر. وعُنَيزة: موضع. وبنو عَنْز بن وائلٍ: إخوةُ بكر بن وائل. قال الشاعر في عُنيزةَ الموضعِ: كأنَّا غُدْوةً وبنى أبِينا ... بجَنْبِ عُنيزةٍ رَحَيا مُديرِ فمن عَنَزة وقبائلها: مُحارب بن صُبَاح بن عَتِيك بن أسلَم بن يذكُر بن عَنَزة بن أسَد بن ربيعةِ الفَرَس بن نِزَار بن معدّ بن عَدْنان. ومن رجالهم: مَزْيَد بن عَبْدلٍ الشاعر. وعبدلٌ اللام فيه زائدة، كأنَّه اسمٌ مشتقٌّ من اسمَين، كأنَّه من عبد الله فقال عَبدَل. ومنهم: هِزَّانُ بنُ صُباح. وهِزَّان: فِعلانٌ من الهَ. ّ. هزَزْت السَّيفَ أهُزُّه هَزّاً. وكذلك كلُّ شيءٍ هززتَه نحو الرُّمح وغيرِه. وسمعتُ هزيزَ الموكِب وكذلك هزيز الرِّيح. وسيفٌ هزهازٌ: كثير الماء بَرَّاق. وكذلك ماءٌ هَزْهاز. قال الراجز: قد وردَتْ مثلَ اليَمانِ الهَزهازْ ... تدفَعُ عن أعناقها بالأعجازْ فمن بني هِزَّان: بنو شَكِيس. وشَكِيسٌ: فَعِيل من قولهم: رجل شَكيسُ الخُلق، وتشاكَسَ علينا، وهي الشَّكاسة، إذا تعسَّرَ. ومن بني هِزّان: ابنا حُلاَكة، أَسَرَا الحارثَ بنَ ظالم. قال الحارث: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 ابنا حُلاكَة باعاني بلا ثَمَنٍ ... وباع ذو آلِ هِزّانٍ بما باعا وذلك أنَّهم باعُوه من بني عِجْل. وحُلاَكة: فُعالة من الحَلك، وهو السَّوَاد والحُلَكى والحُلَّكى: دويْبَّة أصغر من العَظاءة. ومن رجالهم: طَلْق بن حَبيب، كان عالماً فقيهاً. ومن رجالهم: الفَصِيل بن دَيْسم بن هَرَّاج، وكان شريفاً بالبصرة ذا مالٍ وحظٍّ، له يقولُ الفرزدق: لعمري لِئنْ طالَ الفَصِيلُ بن دَيْسمٍ ... مع الظِّلِّ ما آرِيُّه بطويلِ ودَيْسَم: فيْعل إمَّا من الدُّسْمة، وهو لونٌ كدِر، وإمَّا من الدَّسَم المعروف. ويقال: دسَمْتُ القارورة دَسْماً، إذا صَمَمْتَها. وصِمامُها: دِسامُها. وهَرَّاج: فَعْال، إمَّا من الهَرْج، وهو الفِتنةُ والقَتْل الذي جاء في الحديث. " يكونُ قبلَ السَّاعةِ الهَرْجُ ". قال الشاعر: ليتَ شِعرِي أأوَّلُ الهَرْجِ هذا ... أم بلاءٌ من فِتْنةٍ غير هَرْجٍ وبات الرجلُ بهرُجُ المرأةَ، أي يَنكِحها. ويقال: هَرَّجْتُ بالسَّبُع، إذا زجَرْتَه. قال الراجز: هَرَّجْتُ فارتدَّ ارتدادَ الأكمهِ ومشَى الرجلُ حتَّى هَرِجَ. وأكثر ما يكون ذلك من الحرّ والمشْي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 ومن رجالهم: القُدَار بن الحارث، كان رئيسَ ربيعة في أوّل الإسلام والقُدَار اشتقاقُه من الجَزَّار، يسمَّى قُدَاراً. قال الشاعر: إنَّا لنَضرِب بالسُّيوف رءوسَهم ... ضَرْبَ القُدارِ نقيعةَ القُدَّامِ يومكن أن يكون فُعَال نمن القُدرة على الشِيء. والقَدْر والمقْدُرة والمَقْدِرة واحد. والقدير من اللحم: ما طُبِخ في القدر. وقَيْدارٌ، هو اسمٌ وهو فَيالٌ من القَدْرة. والرّجُل الأقدَرُ: القصير العنُق. والأقدَر من الخيل: الذي يتقدَّم حافِراً رجلَيْه على حافريْ يدَيه في المشي، وهو محمود قال الشاعر: بأقدرَ مِن عِتاق الخيلِ نَهدٍ ... جوادٍ لا أحقَّ ولا شئيتُ والأحَقُّ: الذي يقَع حافراً رِجلَيه على حافرَيْ يديه. والشئيت: الذي يقَصر عن ذلك. ومنهم: بنو جِلاَّن، وقد مرَّ. وهو فِعلان من قولهم: جَلْت الشَّيءَ: أخذتُ جُلَّهُ. ومنهم: بنو الهُمَيمْ، وقد مرَّ. ومن رجالهم: عِمران بن عِصام، وكان خطيباً شاعراً شُجاعاً، كان فيمن قتلَه الحجّاج، لأنَّه أنُّهم أنَّه من أصحاب ابنِ الأشعث وقد مرّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 ومنهم: بنو ضَوْر: بطنٌ منهم باليمامة، ليس فيهم رجلٌ مذكور. واشتقاق ضَوْر من قولهم: لا يَضِيرك ضَيْراً، ولا يَضُورك ضَوْراً. وتضوَّر السبع، كأنَّه شَكوَى. وكذلك الباكي. وأما جَدِيلة بن أسَد بن ربيعة فولد دُعْميَّاً. ودُعميٌّ: فُعْلِيّ من كلِّ شيءٍ دعمتَه به، أي أسندتَه. ودِعَام الكَرْم: الخشَب الذي تُسنَد به الأغصان. فولد دُعْمِيٌ: أَفْصَى. وأفْصَى أفعَلُ من التفصِّي، وهو مبايَنةُ الشَّيء للشيء. تفصَّيت من الشَّيء وتفصَّي منِّي. فولد أفْصى: هِنْباً، وعبدَ القيس. فمن قبائله عبد القيس: اللَّبُوء، حيٌّ عظيم يُهمَز ولا يُهمَز فمن هَمَزهُ فنسبَ إليه قال لَبُوئيٌّ. ومن لم يهمز قال لَبْوَئٌ. ولِلَّبُوءٍ عددٌ كثير بِتَوَّجَ وغيرها، وليس فيهم رجلٌ معروفٌ إلا رجل يقال له زياد الفَرَس، كان سارَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 إلى نَجدةَ بجُنْدٍ أعطاهم من ماله، فقُتِل. واللَّبُؤة: لبؤة الأسد. وقال قومٌ من أهل العلم: إنْ كانَ اللَّبوء مهموزاً فهو من اللَّبأ يا هذا. وإن كان غيرَ مهموز فهو من لَبْوة الأسد. ومنهم: بنو شَنٍّ، وبنو لُكَيْز، قبيلتان عظيمتان. واشتقاق شَنٍّ من شَنَّ الدَّلْو والقِربة والسِّقاء، إذا يَبِس، والجمع شِنَانٌ. وتشنَّنَ الأديمُ، إذا صار شَنّاً. وماءٌ شَنِينٌ ودَمْع شنين، إذا كان جارياً مصبوباً. والشنآن مهموز وغيره مهموز: البُغْض. شَنِئتُ فلاناً، إذا أبغضتَه، وشَنِيتُه أيضاً غير مهموز. فمن بني شَنٍّ: بنو الدِّيل. واشتقاق الدَّيل من دَال يَدِيل. ودَالَ يَدِيل من شيئين: إمَّا من قولهم: اندلَ الشَّيء يندال، إذا تعلَّقَ وتحركَ، أو من الدِّيلة، وهي تعاوُر القومِ الشَّيءَ. وفي العرب الدِّيل، والدُّول، والدّئِل. والدُّول من حنيفة. والدُّئل من بني بكر بن كننانة، منهم أبو الأسود الدُّئلِي والدِّيل هؤلاء. وجُعَيد: تصغير جعْد. فمن بني عمرٍو: رِئاب بن البَرَاء، وكان على دينِ عيسَى عليه السلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وكانوا سَمِعوا في الجاهليّة مُنادِياً ينادي: ألاَ إنَّ خيرَ النّاسِ رئابٌ الشِّنِّيُّ وآخَرُ لم يَخرُج بعد ". ومنهم: هَرِمُ بن حَيَّان، وكان من خيار المسلمين وأدرك عمَر بن الخطاب. وله أحاديث. ومن رجالهم: الرِّيَّان بن حُوَيْصٍ بن عَوف بن عائذ بن مُرّة، صاحب الهِرَواةِ، وهي الفرس التي تضرِب بها العربُ المثلَ فتقول: " مثل هِراوة الأعزاب ". ومن بطونهم: الصِّيق بن مالك. والصِّيق: الغُبار من التُّراب الدقيق. ومن رجاله: مِهزمُ بن الفِزْر. ومنهم: بنو سُلَيمة. ومن رجالهم: ابنُ أمِّ حَزْنة بن حَزْن بن زيد، كان من فُرسانهم، وقد مرَّ. ومنهم بنو جذيمة، وفيهم البراجم، وهم عبد شمس، وحيّ وعمرو. ومن رجالهم: الجارود، واسمُه بِشر بن عمرو بن حَنَشٍ بن المعَلَّى، وفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم والجارود لقَبٌ، كان أصابَ إبلَه داءٌ فخرج بها إلى أخواله من بكر بن وائل، ففشا الدَّاءُ في إبلهم حتَّى أهلَكُهم، فقالت العرب: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 كما جردَ الجارودُ بكرَ بن وائلِ ومنهم: بنو حَوْثَرة، وأصل الحَوْثرة من الحَثْر. والحَثْر: الغِلَظ والخُشونة. ومنه يقال: حَثِرَت عينُه، إذا خَشُنَت. وربَّما سمِّيت الحشَفة من الذّكر حَوثرة. ومنهم: بنو عَصَر، وقد مرّ. ومنهم: بنو عَسَّاسٍ. فولَدَ عسَّاسٌ الحِدْرِجان. وعَسَّاسٌ اشتقاقُه من العَسِّ والتَّعسيس، وهو العَسَ في اللَّيل والطَّلبُ فيه. وحِدْرِجانُ: فِعلِلان وهو من الحَدْرجَة. والحَدْرَجة والجحدرة واحد. والشَّيء المجحدَر والمحدرج واحد. والحدرجة: مَشْيٌ متقارب الخَطْو. ومن رجالهم: جَيْفَر بن عبدِ عَمرو بن خَوْلِيّ. وجَيْفَر: فَيْعلٌ من الشيء المجفَّر. والجَفْر: بئرٌ واسعة وربمَّا لم تُطْوَ. والجفْر: الكِنانة للنَّبْل. والجِفار: موضعٌ وجفَر الفحلُ يجفُر جفوراً، إذا تَرَكَ الضِّارابَ، فهو جافر ومِجْفَر. ويمكن أن يكون اشتقاقُ جيفرٍ من هذا. والأجفَر: مَوضع. واشتقاق خَوليٍّ من التَخوُّل، وهو اتِّخاذ الخوَل، وتخوَّلتُ فلاناً، أي جعلتُه خالاً. والتخوُّل: التَّعاهُد. وفي الحديث: " يتخوَّلُنا بالموعظة ". وقد سمَّت العربُ خَوْلانَ، وخَوْلةَ، وخَوْليَّاً، كلُّه إلى هذا رَجَع. ومنهم: المختار بن رُدَيحٍ، مِن ولده المعذَّل بن غَيْلان الذي بالبصرة. واشتقاق رُدَيح وهو تصغير الرَّدْح. والرَّدْح: تراكُم الشَّيء بعضِه على بعض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 وسحابةٌ رَدَاحٌ: كثيرةُ الماء. وامرأةٌ رَدَاحٌ: عظيمةُ الأوراكِ من هذا وردَحْت البيتَ أردَحُه رَدْحاً، إذا ألقيتَ عليه الطِّينَ. وأردحتُه أيضاً. بيتٌ مُرْدَح ومردُوح. قال الشاعر: بيتَ حُتُوفٍ مُكْفأَ مردوحا ومن رجالهم: زُخَارة بن عبد الله، رأَسَ عبدَ القيس حتَّى خرف. وزُخَارة: فُعالة من زخَر البحرُ، إذا اشتدَّت أمواجُه. ونَبتٌ زُخَاريٌ وزَخْوَريٌّ، إذا تمَّ واكتهلَ. وكلُّ كلامٍ فيه توعُّدٌ وتهدُّد فهو زَخْوَريّ. ومن رجالهم: مَصْقَلة بن كَرِب بن رَقَبة بن خَوتَعة، وهو الخَطيب. ومَصْقَلة: مَفْعلةٌ إمَّا من الصَّقل وإمّا من الصُّقل. والصَّقْل: مصدر صقَلت السيفَ وغيرَه، وصُقْلا الدَّابَة: خَصْراه. وكَرِبٌ فَعِيل إمَّا من الكَرْب كَرْب الهمّ؛ وإمَّا من قولهم: كرَبَ هذا الأمرُ، إذا دنا، فهو كاربٌ. وقد سمَّت العربُ كرِباً وكُرَيباً. وكَرَبتُ الأرضَ أكرُبَها كرْباً، إذا أصلحتَها للزَّرع. والكَرِيب: عَقْدٌ من القَنا يُتَّخذ منه المِزمار. والكَرَب كَرَبُ النَّخل معروف. والكُرَابة من التَّمر: ما أخِذَ من الكَرَب. وإناءٌ كَرْبانُ وقَربانُ إذا جنا من الامتلاء. والخَوتَع: الدَّليل. يقال: ختَع على القوم، إذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 أشرفَ عليهم. والخوتع: ضربٌ من الذُّباب. والخَتْع: القَطْع، يقال خَتَعَه، إذا قَطعه. ومن رجالهم: صَعصَعة، وزيْد، وسَيْحان: بنو صُوحَان بن جُحْر بن الحارث ابن الهِجْرِس. وسَيْحان: فَعلان من السَّيح. ساحَ الماءُ يَسيح سَيْحاً، والجمع السُّيوح. وثوبٌ مسيَّح: مخطَّط. وصُوحان: فُعلان من قولهم: صوَّحَ البقلُ، إذا اصفرَّ وَيبِس. والصُّواح قالوا: عَرَق الخيل خاصّة. والصَّعصعة من قولهم: تصعصعَ القوم، إذا تفرَّقوا. والهِجْرِس: الصغير من ولد الثَّعالب، والجمع هجارِس. كانت لبني صُوحانَ صحبة لعليِّ بن أبي طالبٍ عليه السلام وخِطابَةٌ. وقُتِل زيدٌ يومَ الجمل. ومن قبايلهم: بنو نُكْرة بن لُكَيْز. ونُكْرة: فُعلةٌ من الشَّيء المنكر والمنكور. نَكِرتُه وأنكرته. واشتقاق لُكَيزٍ إمَّا من تصغير لكزْتُه لكزْاً، إذا ضربتَه بيدك. وإمَّا من قولهم: مَشَى فلانٌ حافياً فلا كَزَ الحجارةَ؛ كأنَّها تُلاكِزه. وإلى ذلك يرجع. ومن شعرائهم: المنقِّب، وهو ائذ بن مِحْصَن. وسمِّيَ المثقِّب لقوله: وثَقَّبْنَ الوصاوصَ للعُيونِ والوصاوص: البَرَاقع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 ومن شعرائهم: المفضَّل بن مَعْشَر، وهو صاحبُ المُنْصِفة، قالها في حربٍ كانت بينهم في الجاهليّة. ومَعْشَر إمَّا من قولهم للجماعة: يا مَعْشَر النَّاس، وإمَّا من قولهم: كريم المَعْشَر، أي كريم العِشْرة والمعاشَرة. وعَشِير المرأة. زَوْجُها. وعَشِير الشَّيء: عُشْره. وناقةٌ عُشَراءُ، إذا قَرُب وِلادُها. والعِشْر: ظِمءٌ من أظماء الإبل، نحو الخِمس وما أشبَهَه. وعشَّر الحمارُ تعشيراً، إذا وَصَلَ عَشْر نَهقَات. والعُشَر: ضربٌ من الشَّجَر. وذو العُشَيرة: موضعٌ غَزَاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومِعْشارُ الشَّيء: عُشْره. وعاشرة العُقاب: العاشرة من خوافيه. ومنهم: الممزَّق الشَّاعر، واسمه شَأس بن نَهَار. وإنَّما سمِّيَ الممزَّقَ لقوله: فإنْ كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ ... وإلاَّ فأدرِكْنُي ولمَّا أُمَزَّقِ والشَّاس: الغِلَظ من الأرض، شَئِسَ الموضعُ يَشْأَس شَأَساً. ومن رجلاهم: بنو أُذَينة بن سَلمَة، منهم: ابنُ أُذَينة، كان رَأسَ عبدَ القيس أمَامَ عثمان بن عَفّان، وحضَرَ يومَ الجملِ مع عائشةَ، وكان له فيه ذِكْر. وأُذَيْنة: تصغير أُذُن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 ومنهم: بَلْجُ بن المثنَّى، كان جَواداً وولِيَ البحرَيْن. ومنهم: الهَيْصمُ بن سفيان، كان السَّفيرَ بين تميمٍ والأزد أيَّام مسعودٍ، وفيه يقولُ الشاعر: سَبَقتَ بها بالمِصْهرِ أولادَ مِسَمعٍ ... وسَيِّدُ عبدِ القيس بَعَدك هيصمُ واشتقاق هَيْصَم من الشَّيء الصُّلب الشَّديد. قال الراجز: أَهْوَنُ عيبٍ المرءِ إنْ تَثَلَّما ... ثَنِيَّةٌ تتركُ ناباً هَيْصما ومنهم: سُوَيد ويزيدُ: ابنا خَذَّاقٍ الشَّاعران. وخَذَّاقٌ: فَعَال من قولهم: خَذَقَ الطَّائر وخَزَقن إذا رمَى بذَرْقه. وكان يزيدُ هَجَا النُّعمان بن المُنذِر، فبعث إليهم النُّعمانُ كتيبتَه التي يقال لها دَوْسَر فاستباحَتْهم، فقال أخوه سُوَيد: ضَرَبْت دَوسر فينا ضَربةً ... أثبتَتْ أوتادَ مُلْكٍ فاستقرّ فجزاكَ الله مِن ذِي نِعمةٍ ... وجزاه الله مِن عبدٍ كَفَرْ ومنهم: المنذر بن حَسَّان، كان مؤذِّن عُبيد الله بن زِيادٍ بمسجد الجامع بالبَصرة. ثم كانَوا إلى أن أُجلِيَ أهلُ البصرة منها. وكان بقي منهم رجلٌ يقال له جَهْمٌ، وهو المفضَّل الذي يقول: فداءٌ خالتي لبني حُيَيٍّ ... خُصوصاً يومَ كُسُّ القَومِ رُوقُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 يقول: كأنَّهم كَلَحوا فرآهم طِوالَ الأسنان. ويقول فيها: بكلِّ قرارةٍ مِنّا ومنهمْ بنانُ فتًى وجُمجمةٌ فَلِيقُ فأبكَيْنا نساءَهُم وأبْكَوْا ... نساءَ ما يَسوغُ لهنَّ رِيقُ ومنهم: أبو الجُلاَح، وهو عِلباءُ بن هادِيَة، وكان من شياطينِ أهلِ البَصْرة. والجُلاَح: فُعال من الجَلَح. والجَلَح: انسِفار مقدَّم الوجه من الشَّعر، وكلُّ شيءِ كشفتَ أعاليَه فقد جَلَحتَه. شجرٌ جَليح ومجلوح. والجَلْحاء: موضع. وجَلَّح الرَّجُل في الأمر، إذا صمَّمَ فيه. والعِلْباوان: العَصَبتان المُكْتَنِفَتان للقَفا، والجمع عَلاَنيُّ. والعُلْبة: جِلدةٌ تؤخذ من جِلد جَنْب البعير فَتُصَيَّر كالعُسّ يُحلَب فيها. والجمع عِلابٌ. قال الشاعر: صاحِ أبصَرْتَ أو سمِعْتَ براعٍ ... ردَّ في الضرْع ما قَرَى في العِلابِ والعَلْب: الأثَر في البدنِ وغيره؛ والجمع عُلوب قال الشاعر: إليكَ هدانِي الفرقدانِ ولاحبٌ ... له فوقَ أجوازِ المِتان عُلوبُ ومن رجالهم: حَكِيم بن جَبَلة، وكان شيعيَّاً، وشهِدَ قَتْل عثمانَ رضوان الله عليه، وهو الذي جاء بالزُّبير المدينةَ إلى عليٍّ رضي الله عنه حتَّى بايعَه، واعتزَل يومَ الجَمَل فأتى مدينةَ الرِّزْق، وهي التي يُقال لها الزَّابوقة وذلك قبلَ قدومِ عليٍّ رضي الله عنه فقاتلوهم بها فقُتِلَ هو وأخوه وابنُه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 ومن قبايلهم: العَوَفَة، وهو بطنٌ خامل. والعَوَفة من التَّعْويق، من قولهم: عوَّفتي كذا وكذا وعافني، إذا رَبَّثَك عن ما تُريد. والعَيُّوق: نجمٌ معروف. ورجل عَوْقٌ: جَبَان. ومنهم: الصَّلَتان الشَّاعر، وهو الذي هجا جريراً بقوله: ألاَ إنَّما تَحْظَى كليبٌ بِشعرِها ... وبالمجدِ تَحظَى دارمٌ والأقارِعُ والصَّلَتان: فَعَلان من الانصلات، وهو المَضَاء في الأُمور. يقال: أصْلَتُّ السَّيفَ، إذا انتضيتَه. وسيفٌ إصليتٌ، أي ماضٍ. ومنهم: جُلاَسٌ النُّكْريُّ الشاعر. اشتقاق جُلاَس من الجَلْس. والجَلْس: الغِلَظُ من الأرض. ومنه: زِيادُ بن سَلْمَى الذي يقال له زِادٌ الأعجمُ الشاعر. ومنهم: مرجومٌ، واسمُه شِهابُ بن عبدِ القيس، وإنَّما سمِّي مرجوماً لأنَّه نافر رجلاً إلى النُّعمان، فقال له النُّعمان: قد رَجَمْتُك بالشَّرَف. فسمِّي مرجوماً. ومنهم: صُحارُ بن عَيَّاش، كان ممَّن وفَد على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان عثمانيَّ الرَّأي مُخالِفاً لقومِه. والصُّحار: عَرَق الحمَّى في عَقِبها. ومنهم: بنو واثِلة، واشتقاق واثلة من الوَثَالة، وهو الغِلَظ والكَثْرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 مالٌ مؤثَّلٌ، أي كثير. وقد سمَّوا وثيلاً، وثِيلُ البَعير: غِلافُ قَضيبِه. ومنهم: بنو مَهْوٍ. واشتقاق مَهْوٍ من شيئين: إمَّا من قولهم أمهيتُ السَّيفَ إمهاءَ، وهو مُمْهىً، إذا جَلَيْته. وأمهيتُ الرَّكيَّة وأمهتُها، إذا استخرجتَ ماءها. ومنهم: العُمُور، وهم بطنٌ يعرفون بهذا الاسم. بنو قاسط بن هنب واشتقاق قاسطٍ من قولهم: قَسَطَ علينا، أي جار علينا وفي التنزيل: " وأمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنْمَ حَطَباً ". أي الجائرون، والله عزّ وجلّ أعلم. والمُقْسِط: العادل. والقِسْط: النَّصيب من الشَّيء، والجمع أقساط. واشتقاق هِنْب من الوَخَامة والثِّقَل. امرأةٌ هَنْبَى: بَلْهاء. فمن بني قاسطٍ: النَّمِر بن قاسط. ومن رجال النَّمر: عامرٌ الضَّحْيان، وكان سيِّدهم في الجاهليَة وصاحبَ مِرباعِهم، وكان يَجلِسُ في الضُّحى فسمِّي ضَحْيان. ومن رجالهم: أبو حَوْطِ الحظائر، وكان سيِّداً، وسمِّيَ حَوطَ الحظائرِ لأنَّ عمرو بن هندٍ أخذَ قوماً من النَّمرِ بن قاسط فخطَرَ لهم حظائرَ ليُحرِقَهم فيها، فكلَّمه أبو حَوطٍ فيهم فأعتَقَهم له، فسمِّي بذلك. ومنهم: ابنُ الكيِّس النَّمَري، كان مِن أعلَم النَّاس بالنَّسَب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 ومنهم: ابن القِرِّيَّة أيوبُ بن زَيد، الذي كان مع الحجَّاج. والقِرِّبّة والجِرِّيَّة من الطَّير: الحوصلَة. ومنهم: صُهَيب بن سِنان بن عبد عمرٍو صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويعرف بصُهَيْبٍ الرُّوميّ، وكنت له قَدَمٌ في الإسلام، وأمره عمرُ رضي الله عنهما أنْ يصلِّيَ بالناس في أيَّام الشُّورَى حتَّى يَجتمِعوا على رجلٍ وصُهَيبٌ: تصغير أصهب. والصُّهبة من ألوان الإبل: بَياضٌ يعلوه شبيهٌ بالصُّفرة، وبذلك سمِّيت الخمرُ صهباءَ. ومنهم: الجعد بن قَيس، صاحبُ طاقِ الجَعْدِ بالبصرة، وكان على شُرَط عُبَيد الله بن زِياد، هو وعبدُ الله بن حِصْنٍ صاحبُ مقبرةِ ابن حِصْن. بنو وائل بن قاسط بكرٌ، وتَغْلبُ، وعَنْزٌ، وشُخَيْص. دَرَج شُخَيص. فمن بني عَنْزٍ: إراشَة، ورُفَيْدَةُ. واشتقاق إراشَةَ من أرَّشْتُ بينَ القومِ تَأريشَاً، إذا حَرَّشْتَ بينهم. ويمكن أن يكونَ من أرشِ الجِراحة، أي ديتها، ورُفَيدة: تصغير رَفْدةٍ، وهي العطيَّة. رفَدْتُه أرفِدُه رَفداً، إذا أعطيتَه. والرَّفْد المصدر، والرِّفد: القَعْب الذي يُرفَد فيه، وهو المِرفَد. وكلُّ شيءٍ وطَّدْتَ له فقد رفَّدتَه ترفيداً. ومنهم: عامر بن ربيعة، شهد بدراً، عِدادُه في بني عَديّ بن كعب. بنو تغلب، من رجالهم: القَرْثَع الشَّاعر. والقَرْثَع من قولهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 تقرثَعَت الضَّائنةُ، إذا اجتمع. ومنهم: الأخنَس بن شِهابٍ الشَّاعر، فارسُ العصا. ومن بني تَغلبَ: أُفنونٌ الشَّاعر، وإنما سمِّي أُفنوناً لبيتٍ قاله: إنَّ للشبَّان أُفنونا ومنهم: الأرقم، وهم جُشَمُ، ومالكٌ وعَمرو، وثَعلبة، والحارث، ومُعاوية، وإنَّما سُمُّوا الأراقمَ لأنّهم شُبِّهت عيونُهم بعيون الأراقم. والأراقم: ضَربٌ من الحيَّات. ولهم حديث. ومنهم: عَمرو بن الخِمْس، وهو الذي قَتَل الحارثَ بن ظالمٍ بأمر الملكِ الأسودِ بن المُنْذِر. والخِمْس: ظِمءٌ من أظماء الإبل. ومن رجالهم: الهُذَيل بن هُبَيرة، قد رأَسَهم في الجاهليَّة وكان جَرّاراً للجُيوش، أسَرَه يزيدُ بن حُذَيفةَ السَّعدي. ومنهم: كعبُ بن جُعَيل، وهو تصغير جُعَل، وهو الذي يقال فيه: سُمِّيتَ كعباً بشرِّ العظامِ ... وكانَ أبوك يسمَّى الجُعَلْ وإنَّ مَحَلَّكَ من وائلٍ ... مَحَلُّ القُرادِ من استِ الجَمَل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 ومنهم: عمرو بن أَيْهَمَ الشاعر، وقد مرّ، والأيْهَم مشتقٌّ من الأيْهَمَين، وهما السَّيل والبَعير الهائج. وأصل الأيهمِ الذي يَركَب رأسَه فلا يرجِع عن الشَّيء. وقد سمِّتْ أرضٌ يَهماءُ لا يُهتَدَى فيها. ومنهم: بنو عِكَبٍّ، وعِكَبٌّ: فِعَلٌّ إمَّا من الغُبار، وهو العَكُوب، ومنه اشتقاقُ عُكابة، أو من قولهم: أمَةٌ عَكْباء غليظةُ الشَّفَتين. ومنهم: السَّفَّاح بن خالدٍ واسمه سَلمة، وكان جَرّاراً للجُيوش في الجاهليَّة. وإنَّما سمِّي السَّفَاحَ لأنَّه سفَح المزادَ، أي صبَّها، يومَ كاظمة، وقال لأصحابه: قاتلوا فإنّكم إنْ انهزمتم مُتُّمْ عطَشاً. قال الشاعر: وأخوهما السَّفّاحُ ظمَّأ خيلَه ... حتَّى ورَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا ومنهم: عَلقمة بن سَيف، كان شريفاً رئيساَ في الجاهلية. ومنهم: عُتْبة بن الوَغْل، أدرَكَ عليَّاً رضوانُ الله عليه، والوَغْل: الدَّاخل في القوم ليس منهم. والواغل: الدَّاخل على قومٍ لم يَدْعُوه لشرانِهم. قال الشاعر: فاليومَ أُسقَى غيرَ مُستحقبٍ ... إثماً من الله ولا واغلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 ومنهم: كُلَيب بن ربيعةَ، الذي يُضَرب به المثلُ فيقال: " أعزُّ من كُليبِ وائلٍ ". وله حديثٌ قتَلَه جسَّاسُ بن مُرَّة الشَّيبانيُّ، فكان سببَ الحربِ بين بكرٍ وتغلبَ أربعين سنةً. وأخُوه مُهلهِل بن ربيعة، وهو الذي قام بحربهم، وكان شاعراً وهو الذي يقول: فلو نُبِشَ المقابرُ عن كُليبٍ ... لخُبِّر بالذَّنائبِ أيُّ زيرِ وذاك أنَّ كليباً كان يسمِّيه زِيراً. والزِّير: الذي يُعجِبه حديثُ النِّساء. وهو الذي يقول لجسَّاس. كُليبٌ لَعمرِي كانَ أكثَر ناصراً ... وأيسَرَ جُرْماً منكَ ضُرِّج بالدَّمِ رمَى ضَرعَ نابٍ فاستمرَّ بطعنةٍ ... كحاشية الُبْردِ اليَمانِي المسهَّمِ واشتقاق مُهلهِل م قولهم: ثوبٌ هَلَهالٌ، إذا كان رقيقاً. وذكر الأصمعيُّ أنَه إنّما سُمِّي مهلهلاً لأنَّه كان يُهلهِل الشِّعر، أي يرقِّقه ولا يُحكِمه. ومنهم: عمرو بن كُلثومٍ الشاعر، الذي قتل عَمرَو بن هندٍ الملك، وإيَّاه عنَى الأخطل: أبنِي كُليبٍ إنَّ عَمَّيَّ اللذا ... قَتَلاَ الملوكَ وفكَّكا الأغلالا يعني عَمراً ومُرّة ابنَيْ كُلْثوم. ومنهم: عُصْم بن النُّعمان، ويكنى أبا حَنَش، وهو قاتلُ شُرحبيلَ بنِ الحارث بن عمرٍ والملكِ يومَ الكُلاَب. وزعم قومٌ أنَّ إياهُ عَنى الأخطلُ بقوله: عَمَّيَّ. ومنهم: بنو الفَدَوْكَس، الذين منهم الأخطل. والفَدَوْكَس: الغليظ الجافي. واسمُ الأخطل غِياثُ بن غَوْث. وإنَّما سمِّيَ الأخطلَ لسفَهه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 ِ واضطرابِ شِعْره، هكذا قال الأصمعيُّ، والخَطَل: الالتواء في الكلام. يقال: رمْحٌ خَطِل، إذا كان شديدَ الاهتزاز. وشاةٌ خَطْلاء: طويلة الأذُنين. وقال شاعرٌ من بني جُشَمَ الذين منهم عَمرٌو: أَلْهى بَنِي جُشَمٍ عن كلِ مكرُمةٍ ... قصديةٌ قالها عَمرو بن كُلثومِ يُفاخِرون بها مذْ كان أوَّلُهمْ ... يا للَرِّجال لِشعرٍ غير مَسؤومِ ومنهم: زِياد بن هَوْبر، وهو قاتل عُمَير بن الحُبَاب السُّلميِّ في الإسلام. ومنهم: القَطَاميُّ الشّاعر. والقَطَاميُّ: اسمٌ من أسماء الصَّقر. وأصل القَطْم العَضُّ، أو قطْعُ الشَّيء بالأسنان، قطمتُ اللَّحمَ أقطِمُه قَطْماً ذا قطعتَه بأسنانك؛ وبه سمِّيت المرأة قَطَامِ. والقُطامة: كلُّ ما قطعتَه فطرحتَه من شيءِ فهو قُطامة. بكر بن وائل ولد بكرٌ: عليَّاً ويَشكُرَ وبَدَناً. فأمَّا بَدَنٌ فقيل. وقد مرّ تفسير عليّ. ويَشْكُرُ: يفعل من الشُّكر من قولهم: شَكَرت لك النُّعمَى. والشَّكير: ما نَبَتَ من العُشْب تحتَ ما هو أغلَظُ منه. وكذلك الشَّعَر الضَّعيف تحتَ الشَّعر القوي. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 والرأسُ قد صارَ له شكِيرُ ... ونامَ لا يَحذَركَ الغَيورُ وامرأةٌ شكور: يستبين عليها أثر الغِذاء سَريعاً، وكذلك الفَرَس. وقد سَمَّت العربُ شَكْراً، وهم بطنٌ من العرب. وبنو شاكرٍ: بطنٌ من هَمْدان. وأمّا بَدَنٌ فاشتقاقه من شيئين: إمَّا من الدِّرع القصيرة. وذكر بعضُ أهل التَّفسير في قوله جلّ وعزّ: " فاليومَ نُنَجِّيكَ ببَدَنِكَ " أي بدِرْعك. قال: والبَدَن: الوَعِل المسِنُّ. قال الراجز: وضَمَّها والبَدَنَ الحِقابُ والحِقاب: جبَلٌ معروفٌ من جبال بني يشكر. ومنهم: عبدُ الله بن عمرو، وهو الذي يقال له ابنُ الكَوِّاء، وكان خارجيّاً وكان كثير المُسايَلة لعليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه كان يسألهُ تعنُّتاً. ومنهم: الحارثُ بن حِلِّزةَ الشاعر، قديمٌ صاحبُ القصيدة المشهورة بين يَدَي الملك المنذرِ بن ماء السماء. وحِلِّزة اشتقاقُه من الضِّيق. رجلٌ حِلِّزٌ، إذا كانَ بخيلاً. ومنهم: سُوَيد بن أبي كاهلٍ الشّاعر، وهو سُوَيد بن غُطَيف. وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 سُوَيدٌ إذا غضِب على قومه ادَّعَى إلى غَطَفان، فقال رجلٌ من بني شَيبان: مَن يَشترِي مَسجِدَيْ ذُبيْانَ إذْ ظَعَنوا ... إلى فَزَارةَ أو مَن يشتري الدَّارا فأجابه سويد: إنَّ المساجد لا تُباع وإنَّما ... باعَتْ كُحَيلةُ بَظْرَها البَيْطارا يعني أمّه. ومن رجالهم في الجاهليّة: أرقمُ بن عِلباءُ بن عَوْف وهو صاحبُ الكبْش الذي كان النُّعمان يعلِّق في عُنِقه سكيِّناً وزَنْداً لينظرَ من يَجترئ عليه. فذَبَحه أرقم. ومنهم: عُرفُطة، كان من أشرافهم في الجاهليّة. والعُرْفُط: ضرب من الشَّجر. ومن قبائلهم: بنو غُبَرَ بن غَنْم. وغُبَر فُعَلُ. وذاك أنّ أباه تزوَّج بأمِّه وقد أَسَنَّت، فقيل له في ذاك، فقال: لعلَّني أتغبَّرُ منها ولداً، فسمِّي ابنُها غُبَر. وغُبَّر الشَّيء: باقِيهِ، وكذلك غُبَّر الحَيض. قال الشاعر: ومبرّإٍ من كلِّ غُبَّرِ حَيضةٍ ... وفَسادِ مُرضعةٍ ودَاءٍ مُغْيِلِ أي لم تحمله أمُّه وبها باقي حَيضٍ، والغُبار معروف. وتغبَّرتُ الشَّيءَ، إذا أخذتَه قليلاً قليلاً. والغابر من الأضداد عندهم، يقال للماضي غابر، وللباقي غابر. وفي التنزيل: " عَجُوزاً في الغابِرِين " أي في الباقين، والله عزّ وجل أعلَم. والغُبْرة: كُدْرةٌ في الألوان. وزعموا أنَّ التغبير: تَردِيدُ الصَّوت بقراءةٍ أو غناء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 ومن رجالهم في الجاهليَّة وسادتهم: عامرٌ ذو المَجَاسد، كان سيِّدَهم في الجاهليَة، وصاحبَ مِرباعِهم. وسمِّي ذا المجاسد لأنَّه كان يصبُغ ثوبَه بالجِساد، وهو الزَّعفران. والجَسَد: الدَّمُ بعينِه. وثوبٌ جَسِدٌ: مصبوغَ بحُمرة أو صُفرة. قال الشاعر: فلا لَعَمْرُ الذي مَسَّحتُ كَعبتَه ... وما هُرِيقَ على الأنصاب من جَسَدِ يعني الدم. وقيل للزَّبرقان بن بدرٍ: إنَّك من بني عامرٍ ذي المجَاسد، فقال: إنْ أكُ من كعبٍ بن سعدٍ فإنِّني ... رَضِيتُ بهم من حَيِّ صِدقٍ ووالدِ وإنْ يكُ من كعبِ بن يَشكُرَ مَنْصِبي ... فإنَّ أبانا عامرٌ ذو المَجاسدِ ومنهم: الحارث بن قَتَادة بن التَّوأم، الذي كان يناقِض امرأَ القيس بن حُجْرٍ ويتعرَّض له والقَتَاد: ضربٌ من الشجر كثيرُ الشَّوك، وبذلك جَرَى المثل: " خَرْطُ القَتَاد ". التَّوأم: ضدُّ الفَرد. وكلُّ اثنينِ توأمٌ. ومنه قيل: أتْأَمَتِ المرأةُ، إذا ولدت اثنَين. وجمع تَوْأم تُؤَامٌ. وللحارث هذا يقول المتلمِّس: أَحارثُ إنّا لو تُشاطُ دماؤُنا ... تَزَايَلْنَ حتَّى لا يَمسَّ دمٌ دَما ومنهم: القعقاع، كان شاعراً في الجاهلية، وكان امرؤ القَيس بن حُجْرٍ مرَّ بهم فاستنشدهم فأنشدوه، فقال: عجِبتُ كيفَ لا تحترقُ بيوُتكم عليكم ناراً؟ فسُمُّوا بَنِي النَّار. ومنهم: قَتَادة بن مُعْزِب، كان يهجو زياداً الأعجمَ في الإسلام، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 الذي يقول يهجُو إباداً: إذَا تعشَّوْا بصَلاً وخَلاً ... وكَنْعَداً وجُوفِياً قد صَلاَ باتُوا يسُلُّون الفُسَاءَ سَلاَ ... سَلَّ النَّبيطِ القصَبَ المتبلاَّ ومنهم: مالك بن ثَعلبة، وهو أوَّل مَن قَتَل فارساَ من الأعاجم في يوم ذي قار؛ وله عَقِب. وكان عَصَى على الحجَّاج أيّ؟ امَ ابنِ الأشعَث، وتحصَّن في قلعةِ إصْطَخْر، التي تسمى قَلعةَ منصورٍ، حتَّى مات فيها. ومنهم: عليُّ بن عليّ بن بِجَاد، كان أعْبَدَ أهلِ البَصرة، وله عَقِبٌ بها. ورآه أنسُ بن مالكٍ فشَبَّهَ عينَيه بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم. والبِجَاد: الكِساء المخطَّط، والجمع بُجُدٌ. ومنهم: مَعْمَر بن شُمَير، كان شَهِدَ فَتْح الأبَّلة وأخَذَ الدَّرهمين. وشُمَير: تصغير شَمِر. ومنهم: عُبيدة بن هِلال، كان مع قَطَريِّ بن الفُجاءة، ثم وليَ بعدَه أمرَ الخوارج. وهو الذي يقولُ في حِصارهم لمَّا حاصَرَهم سفيانُ بن الأبَرد الكلبيُّ بالرّيّ: إلى الله أشكو ما نرى مِن جِيادِنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مخُّهنَّ قليلُ وأيَّاه عني الشاعر: حتَّى تُلاقي في الكتيبةِ مُعْلماً ... عَمرو القَنا وعُبيدة بن هِلالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 عمرو القنا، من بني عَبشمسِ بن سعد، وكان من رؤساء الصُّفْرية. وأمَّا عليُّ بن بكرِ بن وائل فولد: صَعْباً، ولُجَيماً، وجُدَيّاً. ولُجَيم: تصغير لُجمٍ، وهو دُويْبَّة تحتفر في الأرض. فمن قبائلهم: بنو زِمَّان. واشتقاق زِمَّانَ من الزَّمّ. زمَمت الشَّيءَ أَزُمُّه زَمّاً. وزمَمت البعيرَ، إذا جعلتَ الزِّمام في بُرَتِه. والإزميم: ليلةٌ من لَيالي المَحَاق. فمن بني زِمّان: الفِنْد، واسمُه شَهْل بن شَيبان، وكانَ شُجاعاً فارساً عظيم الخَلْق، وأرسلَتْه بنو حنيفةَ في الجاهليّة إلى بكر بن وائلٍ يُحثِّثهم على قِتالِ بني تغلب، فلما رأته بكرٌ قالت: أين أصحابك؟ قال: ليسَ معي أحدٌ. قالوا: فما لَنا عندك؟ قال: أقتُل أوّلَ مَن يطلُع عليكم. فطلَع فارسٌ قد أردف رجلاً خَلْفَه، فطعَنه فأنفذَ الرّجُلين، وقال: يا طعنَةَ ما شيخٍ ... كبيرٍ يَفَنٍ بالي تفتَّيْتُ بها إذكَ ... رِهَ الشِّكِّةَ أمثالي ومن بني لُجيم بن صَعب: عِجلٌ، وحَنيفة، والأوقص، ولُهَيم. فأمَّا الأوقَصُ ولُهَيمٌ فلا عَقِبَ لهما. ولُهَيم: تصغير لَهْم. واشتقاق اللَّهْم من الالتهام، وهو البَلْع. يقال: الْتَهمَه إذا ابتلعَه. وبذلك سمِّي الجيشُ العظيمُ لُهَاماً، لأنَّه يَلتِهمُ كلَّ ما قدَر عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 بنو عِجْل من رجالهم: الوَصَّاف، وهو الحارث بن مالك، وإنَّما سمِّي الوصَّاف لأنَّ المنذر الأكبر يومَ أُوَارةَ قَتل بكرَ بن وائلٍ قتلاً ذريعاً، وكان يذبحُهم على جبلٍ، فآلَى أنْ يذبحهم حتَّى يبلغ الدَّمُ الأرضَ، فقال له الوصَّاف: أبيتَ اللَّعنَ، لو قتلتَ أهلَ الأرضِ هكذا لم يبلُغْ دمُهم الحَضيض، ولكنْ تأمرُ بصبِّ الماءِ على الدَّمِ حتَّى يبلغَ الدَّمُ الأرضَ. فسُمِّي الوصَّاف. ومن رجالهم: مذعورُ بن دَوْكَس، له خِطَّة بالبَصرة، وكان له ثمانونَ ابناً. واشتقاق مَذْعور من قولهم: ذعَرتهُ أذعَره ذَعْراً فهو مذعور، وأنا ذاعر. وذو الأذعار: ملكٌ من ملوك حِمَير. والدَّوكَس: المَدَد الكثير؛ يقال: شاءٌ دوكسٌ، أي كثيرة. ومن رجالهم: بُجَير بن عائذ، كان شريفاً رَبَع الجيوشَ من صُلبه عشرون رجلاً قال أبو النَّجم: عُدُّوا كمن رَبَع الجيوشَ لصُلبه ... عشرون وهو يُعَدُّ في الأحياءِ فمن ولده: حَجَّار بن أبجَر بن بُجَير، وكان شريفاً أدركَ الإسلام وأسلمَ على يدِ عمر رضي الله عنه. ومنهم: أبو النَّجم الفَضْل بن قُدَامة الراجز. ومنهم: العُدَيل بن الفَرْخ الشاعر، والعُدَيل: تصغير عِدْل أو عَدْل. والعَدْل: ضدُّ الجَوْر. ومن بني عجل: بنو الظَّاعنيَّة، وأمُّهم من بني ظاعنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 ومنهم: دُلَف بن سَعْد بن عِجْل، ودُلَفُ مشتقٌّ من الدَّليف، وهو مَشْيٌ سريعٌ في تقارُبِ خَطْو. ومنهم: الأغلبُ الراجز الجاهلي، وأدرك الإسلام. والغَلَبُ غِلَظ العُنُق. ومن رجالهم: حَنظالة بن ثَعلبة بن سَيّار، صاحب القُبَّة يومَ ذي قار ويوم فَلْج وابنه: النَّهَّاس بن حَنْظالة. وعُتَيبة بن النَّهَّاس كان أشرفَ عِجْليٍّ بالكوفة. ومنهم: جَهْوَر بن المرَّار، كان من فُرسانهم وأشرافهم. جَهْوَرٌ: فَعْوَل من الجَهَارة، وهي عِظَم الخَلْق والرُّواء. يقال: اجتهرتُ الر؟ ّجلَ، إذا عظُم في عَيْنك. ورجلٌ جهيرُ الصَوت، أي عالٍ. والجَهْر: ضدُّ السِّرّ. واجتهرتُ البئر، إذا أخرجتَ ما فيها من التراب. والأجهَر: الذي لا يُبصِر في الشَّمس. ومنهم: الفُرَت بن حَيَّان، كان دليلَ أبي سُفيان إلى الشَّام، وأسلمَ بعد ذلِك. واشتقاق الفُرَات من الماء العَذْب. وفي التنزيل: " هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلحٌ أُجاج ". ومنه: حِراشُ بن جابر، كان شريفاً. ومنهم: غَضْبان بن العَقَّار، كان مِن أشرافهم، ولِيَ ديوانَ البَصرة، وكنت دارُ تَسنيم بن الحُوَاريِّ له. وعَقَّار: فَعَال من العَقْر. والعَقْر معروف، عَقَرته أعقِرُه عَقْراً، فهو عقيرٌ ومعقور، وعُقْر المرأة: بُضْعها. وعُقْر الدَّار وعَقْرها: ساحتُها. والعَقْر: القصر الخَرِب. ورجلٌ مِعْقَر، إذا كان يَعقِر البعير. وكلبٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 عَقورٌ. وامرأةٌ عاقر: لا تَلدِ، وكذلك الرجُل. ومن أمثالهم: " رَفَعَ فلانٌ عقيرتَه يتغنَّى ". وكانَ الأصلُ في ذلك أنَّ رجلاً قُطِعت رجله فوضَع المقطوعةَ على ركبتِه الصحيحة، وأقبَلَ يبكي على رِجْله فصار مثلاً. ومنهم: أصْرَم بن الهُذَيل، كان شريفاً في الجاهليّة، وهو الذي يقول فيه أبو النَّجم: أو مثلَ أَصرمَ إذا يَفِيض بجُوده ... فيضاً بلا كدَرٍ ولا بجَزَاءٍ رجال بني حنيفة منهم: بنو الدُّول. واشتقاق الدُّول من دال يَدُول. وهي دُوَل الدَّهر. ومن رجالهم: حَسَّان وعبد الرحمن: ابنا محدوج. ومحدوجٌ: مفعول من الحَدْج. والحِدج: مركَبٌ من مراكب النِّساء. حَدَجتُ البعيرَ أحدِجُه حَدْجاً، والاسم الحِدْج، والجمع أحداجٌ وحُدوج. وحدَجَه ببصَرِه، إذا نظَرَ إليه شَزْراً. ومنهم: مُسيلِمة بن حَبيبٍ، يُكنَى أبا ثُمامةَ الكذَّاب. ومنهم: نَجْدة بن عامرٍ، أحدُ رؤساء الخوارج. ونَجْدةُ قد مرَّ. ومنهم: بنو هِفَّان. ومنهم: أبو مَريمَ، قَتَل زيدَ بن الخَطَّاب. ومَريمُ: اسمٌ أعجميٌّ، وليسَ في كلام العرب فَعْيَل بفتح الفاء والياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 ومنهم: هَوْذة بن عليٍّ ذو التَّاج، كان كِسرَى أعطاه قَلَنْسُوةً فيها جوهرٌ فكان يلبَسُها، فسمِّيَ ذا التَّاج. وهَوْذة: ضربٌ من الطَّير. ولهَوْذَ أحاديثُ وشَرفٌ ووِفادةٌ إلى الملوك من الأعاجم. ومنهم: عُميرٌ، وقُرينٌ: ابنا سُلْميٍّ، كان عميرٌ أوفَى العرب قتلَ أخاه قُريناً بقتيلٍ قَتَله من جيرانه؛ وله حديثٌ. وهو تصغير قَرْن أو قِرْن. ويقال عَرِقَ الفرسُ قَرْناً أو قرنين، إذا عرقَ مَرّةً أو اثنتين. قال الشاعر: يُسَنُّ على سنابِكِها القُرونُ والبعيران قرينان. ومنهم: بنو سُحَيم. وسُحَيم: تصغير أسحَم، وهو الأسود؛ أو تصفير سَحَم، وهو ضربٌ من الشَّجَر. ومنهم: شَمِر بن يَزيد، وهو الذي قَتلَ المنذِرَ الأكبرَ جدَّ النُّعمانِ بن المُنْذرِ يومَ عينِ أُبَاغ. وكان شَمِرٌ في جُنْد الملكِ الغَسَّانيّ. ومنهم: مُجَّاعة بن مُرَارة. ومُجَّاعة من المَجْع. والمَجِيع: التَّمر واللَّبَن. يقال: تمجَّعَ القومُ، إذا أكلوا التَّمر واللبن. ومن رجالهم وأشرافهم: بنو السَّمِين. والسَّمين معروف. وهم الذين يقول فيهم أبو النَّجم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 أو كالسَّمينِ إذَا الرِّياحَ تزعزَعَتْ ... والمَحْلُ مثلُ مُجرَّدِ الجَرباءِ ومنهم: مَحكّم اليَمامة. رجال بني ثَعلبة بن عُكابة منهم: بنو شيبان بن ثَعلبة، وبنو ذُهْل بن ثعلبة. فأمَّا ذُهْلٌ فاشتقاقه من قولهم: ذهَلَتْ نفسي عن كذا وكذا، أي سَلَتْ عنه، فأنا ذاهلٌ. وقال قومٌ: ذهَبَ ذًهلٌ من اللِّيل. فإنْ كان محفوظاً فهو من هذا. وذُهول العقل من هذا، كأنَّه ذَهابُه. ومنهم: الشَّعثَمان وهما شَعْثَمٌ، وعبد شمس. واشتقاق شَعْثَمٍ من شيئين: إمَّا من الشَّعَث والميم زائدة، كما قالوا زُرْقُم وسُتْهُم، من الزَّرَق وعِظَم الأست. أو يكون من الشَّعثَمة، وهي مثل اللَّعثَمة. يقال: تكلَّمَ فما تعلثمَ في كلامه. والشَّعثمة مثلُه سواء. وقال قومٌ من أهل اللغة: الشَّعثم: الصُّلب الشديد. ومن بني شيبان: حُوَيص بن نَجِيف بن مُرّة، كان سيِّداً وأخذَ المِباع. ونَجِيفٌ: فعيل من قولهم: نَصلٌ نَجيفٌ ومنجوف، إذا كان عريضاً. والنَّجَف: ارتفاعٌ من الأرض، وكذلك النَّجَفة. وقد سمَّت العربُ منجوفاً. والنِّجاف: كِساءٌ يشَدُّ على بطن التَّيس ويمنعُه من النَّزْو. والنَّجَف: موضعٌ معروف. ومنهم: الضَّحَّاك بن هَنّامٍ الشاعر، إسلاميٌّ. وهو الذي يقول لُحضَين بن المُنذِر الرَّفاشي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 أنتَ امرؤٌ مِنَّا خُلِقتَ لغيرنا ... حياتُك لا نَفْعٌ وهوتُك فاجعُ وأنت على ما كانَ فيك ابنُ حُرّةٍ ... أبِيٌّ لما يرضَى به الخَصْمُ مانعُ وفيك خصالٌ صالحاتٌ يَشِينها ... لك ابنُ أخٍ رثُّ الخلائق راضعُ وهَنَّاب: فعَّال من الهَينَمة. والهَينَمة: كلامٌ خفيٌّ لا يُفهم. وهو الهَينُوم. ويمكن أن يكون هنّامٌ من الهَمَ. والهَنَم: التَّمر. قال الراجز: مالكَ لا تُطِعمنا من الهَنَمْ ... وقد أتتك العِيرُ في الشهر الأصمّ ومن قبائل بني شيبان: بنو رَقَاشٍ. ورَقَاش: فَعَالٍ من الرَّقْش، معدول عن راقشة. والرَّفْش: شبيهٌ بالنَّقش، الرَّاقشة والرَّاقشة واحدٌ أو قريب. فمن بني رَقاشِ: زبَّان بن يَثْرِبيّ، وقد قادَهم في الجاهليّة. ويقال: ثَرَّبَ فلانٌ على فلانٍ، إذا لامَه ووبَّخه؛ وهو التثريب، ومنه قوله عزّ وجلّ: " لا تَثرِيبَ عَليكُم اليَوْمَ " والله أعلم والثَّرْب: ثَرب الش؟ اة وغيرِها، معلوم. وأثارِبُ: موضعٌ زعموا. ومنهم: وَعْلة بن مُجالدٍ بن زَبّان. وعْلة: أعلى الجبَل. والوَعلِ معروف والجمع أوعالٌ ووُعول. وأرضٌ مَوعَلةٌ: كثيرةُ الأوعال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 ومن رجالهم: القَعقاع بن شَوْرٍ، الذي يقولُ فيه الشاعر: وكنتُ جليسَ قعقاعِ بن شَورٍ ... ولا يَشقَى بقعقاعٍ جليسُ وشَوْر: مصدرُ شُرت البعيرَ أشُوره شَوْراً، والموضع مِشْوارٌ، إذا أجرى البعيرَ المشوِّرُ. وشرتُ الخشبةَ أشُورها شَوْراً، إذا قطعتَها بالميشار، بلغة من قال بالياء. ومنهم: آلُ عَمرٍو بن مَرثَد، وهم بيتُ بنِي شَيْبانَ وأشرافُهم. ومَرْثَدٌ مَفعل من قولهم: رثَدتُ الشّيءَ أرثِدُه رثْداً، إذا نَضَدتَ بعضَه على بعض، فأنت رائدٌ والشيءُ مرثودٌ ورثيد. قال الشاعر: فتذكَّرَا ثَقَلاً رثيداً بعد ما ... ألقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافرِ يعني بيضَ النَّعام. ومن بني شَيبان: دَغْفَل بن حَنظلَةَ النَّسَّابة. والدَّغفل من قولهم: عيشٌ دغفل، أي واسع. ومنهم: بنو مازنِ بن شَيْبان، وهم بعُمَان، ليس فيهم أحدٌ له ذِكر، إلاَّ أنَّ أبا عثمان المازنيِّ النحويِّ يُنسَب إليهم، لأنَّ أُمَّه منهم. ومنهم: بنو سَدُوس بن شَيْبان. والسَّدوس: الطَّيلسان. قال الشاعر: فداوَيْتُها حتَّى شتَتْ حبَشِيَّةً ... كأنَّ عليها سُندُساً وسَدُوسا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 وكان بنو سَدوسٍ أردافً ملوكِ كِنْدة بني آكل المُرار. ومنهم: بنو ضَبَارِيّ. واشتقاق ضَبَاريٍّ من الضَّبْر، وقد مرّ. ومن رجالهم: بنو الخَصَاصِيَّة. بَشِير بن الخَصَاصيَّة، صحِبَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. والخَصَاصة: حيٌّ من الأزْد. ومنهم: قَتَادة بن جرير، أخَذَ المِرباع، وكان سيِّداً. ومنهم: أبو مِجْلَزٍ الفقيهُ لاحقُ بن حُمَيد. واشتقاق مِجْلزٍ من الجَلْز. وكلُّ شيءٍ صَلَّبَته وأحكمتَه من شَدٍّ وغيره فقد جَلْزتَه جَازْاً. وجَلْزُ السِّنان: الحَلْقة التي في أسفلِه مستديرةٌ عليه. وكذاك جَلْز السَّوط الأصْبَحِيّ: العَقْد الذي في أسفله. ومنهم: خُزَزُ بن لَوْذَان، وكان من شعرائهم. والخُزَز: الأرنب الذَّكَر. ومنهم: الخَمْخام، وكان من فُرسانهم، وكان ذا بَغْيٍ فسمِّي بذلك، لأنَّه كانَ يتخمخم في كلامهِ، كأنَّه يُخنِّن نَفَسَه. ومنهم: كَرزَم بن بَيْهَس، كان من وُجوه بكرٍ بن وائل. والكَرْزَمة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 التقبُّض. تكرزَم الرَّجلُ، إذا تقبَّضَ. وبيْهَسٌ: اسمٌ من أسماء الأسد. ومن رجالهم: عِمْران بن حِطَّان، كان من رؤساء الخوارج، وكان شاعراً. ومنهم: خالد بن المعمَّر، كان من ساداتهم، غدَر بالحسَن بن عليٍّ رضوانُ الله عليهما، وبايعَ معاوية. ومنهم: بنو ثَور بن عُفَير بن زُهَير. والثَّور معروف. والثَّور: مصدرُ ثار الماءُ يثور ثَوراً. والثَّور: القِطعة العظيمة من الأَقطِ. ومنهم: مَنجوفُ بن ثَور، وابنه: سُوَيد بن منجوف، كانوا سادة. ومنهم: شَقِيقُ بن ثور، كان سيِّدهم، وقد رأس بكرَ بن وائلٍ في الإسلام. والشَّقيق من قولهم: أخي وشقيقي. والشَّقيقة: شُقّةٌ من الثِّياب. والشَّقيقة: الأرضُ الصلبة بين الرَّملتين. رجال بني عُكابة فمنهم: بنو تَيم الله بن ثَعلبة، منهم: العُذَافر بن زَيد، شريفٌ في الإسلام. والعُذَافر: الغليظ العُنق، وبه سمِّي الأسد. ومنهم المِسْلَبَان: عَمرو وأبو عمرو: ابنا عبد العُزَّى، وهما اللذان قتلاَ زيدَ الفوارس بن الحُصَين بن ضِرارٍ الضَّبّي. ومِسْلَب: مِفعل من السَّلَب. والرُّمح السَّلِب: الطَّويل. والسِّلب: الثِّياب السُّود. تَسلَّبت المرأةُ، إذا سودَّت ثيابُها. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 في السُّلُب السُّود وفي الأمساحِ ومنهم: عِكرِمةُ الفيَّاض، أجودُ أهلِ الكوفة في زمانه. ومنهم: صُعَير بن كِلاب، كان شريفاً في الجاهليّة، وله ذكرٌ في حرب بكرٍ وتغلب. وهو الذي يقول: " لا نصالُحهم حَتَّى يعطونا خَيلَهم، ونُعطِيَهم مِعْزانا "، فقل مهلهل: هزئتْ أبناؤنا مِن فعلنِا ... إذْ نبيعُ الخيلَ بالمعِزَى اللِّجابِ عَلِموا أنَّ لدَينا عُقبةً ... غير ما قل صُعَير بن كِلابِ وصُعَير: تصغير أصعَر. والصَّعَر: داءٌ يُصيب الإبلَ فَيَلوِي أعناقَها، وهو الصَّعَر، فلذلك سمِّي الرجلُ المتكبِّر أصعرَ. ومنهم: وِقاءٌ، وشَرمحٌ: ابنا الأشعر، وكانا سيِّدَين. ووِقاءٌ من قولهم: وقَاه الله وِقاءَ ووَقْيا. والشَّرمح: الطَّويل. ومنهم: لِسانُ الحُمَّرة، أحد البُلَغاء في الجاهليّة. ووِقاءٌ هذا هو لِسان الحُمَّرة في قول أبي عبيدة، وكان وُلِدَ في حربٍ كانت بينهم، وجاءَ الإسلام فاشتغلوا به، فقال أبوه: وقانا الله به. فسمِّي وِقاءَ. ومنهم: بنو عائش بن مالك، منهم عُبَيد الله بن ظَبْيان الفاتك. وعائش: فاعلٌ من العَيْش. وعُبَيْد اللهِ: الذي أخَذَ رأسَ مُصعَب بن الزُّبير. وكان فاتكاً قُتِل بعُمَان. ومنهم: مَيَّاس بن عَبْعَبَة بن سَيّار. والعَبعَب: كساءٌ غليظٌ ثقيل. ومنهم: جِهِنَّامٌ الذي هجا الأعشى وتهاجَيَا. والجِهِنَّام: البئر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 البعيدة القَعْر. وذكر أبو عبيدةَ أنَّ اشتقاق جَهنَّمَ من ذاك، والله عزّ وجلّ أعلم. ومنهم: خَبِيئةُ بن كَنَّازٍ، شهدِ فَتْح الأُبُلّة، واستُعملَ عليها بعد ذلك، فبلغَ عُمرَ فقال: يَخْبَأُ ويَكنِزُ أبوه، اعزِلُوه! وخَبيئة: فَعيلةٌ مِن خَبَأت الشَّيءَ أخبَؤُه خَبئاً. وكَنَّازٌ: فعّال من الكَنْز. ومنهم: أبو كَلْبة الشَّاعر، كانت ابنتُه كَلبةُ تُهاجِي الأغلبَ. ومنهم: أبو جَحْدر، واسمُه ربيعة، وكان قصيراً فسمِّي جَحْدراً لِقصَره. ومنهم: نَبّاجٌ، كان من ساداتهم، قُتِل في حربٍ كانت بينَهم، فقال الشاعر: ما بعد نَبّاجٍ رأيتُ مكانَه ... وأبي رياحٍ كان مصرعُه معي والنَّبَّاج: الشَّديد الصَّوت. وأحسب النَّباجَ من هذا. ومنهم: الوضيء بن يزيد، صاحبُ مسجدِ الوضيء بالبصرة. والوضئ: الجميل، من الوضاءة. ومنهم الأعشى، وهو مَيمون بن قَيس بن جَنْدل. ومنهم: مِسمَع بن شَيبان، وهم أهلُ بيتِ شرفٍ متَّصل بالجاهليّة، كان يقال لشَيبان بنِ شهابٍ: فارسُ مَودُون وهو فرسٌ له، أسرَتْه بنو عديِّ التَّيْم. واشتقاق مِسْمَع إن كسرتَ الميم فالأُذن مِسمَع. ويقال: أنتَ مني بمرأَى ومَسمع، أي حيث أراك وأسمُع كلامَك. ويكون مُسْمَع مأخوذاً من سمعت الدَّلْو، وهو ن نُشَدَّ في أسفلها عُروة، ثم يُشدّ في العُروة خيطٌ إلى العَرَاقِيّ لتخفَّ على حاملها، فالدَّلو مُسمَعة. والسَّامعان والمِسمعانِ: الأذُنان، والسَّمْع: ضربٌ من السِّباع بين الذِّئب والضُبع. والسُّمعة: الذِّكر حسناً أو قبيحاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 وسَمَّعَ فلانٌ بفلانٍ، إذا ذكرَه بقبيحٍ لا غير. والرِّيا. والسُّمعة بأن يُسَمِّع بأكثرَ ممَّا عندَه. وتقول العرب: فعلتُ ذاك تَسْمِعَتَك؛ أي لتسمعَه. ودَيرْ سِمْعان: موضعٌ بالشَّام مات فيه عمرُ بن عبد العزيز. والمَسامعة: بيتُ ربيعة بالبصرة. ومنهم: بنو قُنَيع بن عبد الله بن جَحْدر. وقُنَيعٌ: تصغير أقنع. والأقنَع: مرتفِع أرنبةِ الأنْف. والمِقْنعة معروفة. والقُنوع: السُّؤال. قال الشاعر: لمَالُ المرءِ يُمسِكُه فيُغْني ... مفاقِرَه أعفُّ من القُنوعِ والقَناعة: الرِّضا. والقُنْعان من قولهم: فلانٌ قُنْعانِي، أي رضِيتُ به. وشاهدٌ مَقْنَع، والجمع مَقانُع، أي رضاً. ومنهم: الحارث بن عُبَاد، وهو الذي قَتَل من قَتل من بني تَغلبَ بابن أخيه بُجَير بن عمرو بن عُبَاد. وكان الحارثُ فارساً في الجاهلية، وهو فارس النَّعامة، وهي فرسُه. ومن موالي بني عُبَادٍ: سُلَيمان التَّيمي، وابنُه المعتمِر بن سليمان، كانا فقيهين من أهل البصرة. ومنهم: الخُشَام، وهو عَمرو بن مالك. وسمِّيَ الخُشامَ لعِظَم أنفِه. وهو الذي أَسَر مُهلهِلاً التَّغَلبيّ. وتزعُم ربيعةُ أنَّه الذي قُرِعَتْ له العصا. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 لذِي الحِلم قبلَ اليومِ ما تُقرَعُ العصا ... وما عُلَّمَ الإنسانُ إلاَّ ليَعلما ومنهم: هَبَنَّقة، وكان أحمقَ هلِ الأرض. واسمُه يزيدُ بن ثَرْوان، به يُضرَب المثل. قال الفرزدق: فلو كان ذَا الودعِ بن ثَروانَ لالْتَوَتْ ... بها كَفَّه عنها يَزِيدَ الهبنَّقا والهَبَنَّق: القصير الخَلْق، المتقاربُ الأعضاء. ومنهم: البُرَك، وهو عوف بن مالك، وكان من المشهورين في حربِ بكرٍ وتَغْلب، وهو الذي قال في يومِ قِضَة: " أنا البُرَك، أُبرُك حيث أُدرَك ". ومنهم: بنو عُوَار الذي يقول فيه السُّلَيك: لعمُر أبيكَ والأنباءُ تَنْمِي ... لنِعم الجارُ أختُ بني العُوَارِ وعُوَار: فُعَال من العَوَر؛ أو من العُوَّار، وهو القَذَى في العين. ورجلٌ عُوَّارٌ، إذا كان ضعيفاً، والجمع عواوير. والعَوْرة من الإنسان معروفة. وعَوْرةُ القَوم حيثُ، يَخافُون أن ينزل العدُّو بهم منها. وفي التنزيل: " إنْ بيُوتَنا عَورةٌ ". ومن شعرائهم: طَرَفةُ بن العَبْد بن سُفيان، شاعرٌ قديم. وطَرَفة: واحدةُ الطَّرفاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 ومن فُرسانهم المشهورين: بِسطام بن قَيس بن خالد. وبِسطام: اسمٌ فارسيّ. وبسطامُ أحدُ الفُرسان الثَّلاثة المذكورين: عامر بن الطُّفيل، وعُتَيبة بن الحارث بن شهاب وبسطام هذا. ومنهم: المُشْمَعِلُّ بن مُرّة، كان من رجالهم في الإسلام بالبَصْرة والمشمعلُّ: الجادُّ في الأمر الماضي فيه. ومن رجالهم: صُلَيع بن عبد غَنْم، كان رئيسَ بني شَيبان في حربِ بكرٍ وتغلب. وصُلَيع: تصغير أصلع. وأَرضٌ صلعاء: لا نَبْتَ فيها. وجبلٌ صَلِيع: أملَس. ومن رجالهم: شَرِيك بن مَطَر، جَدُّ مَعْن بن زائدة، وكان أكبرَ النَّاس عند المنذرِ الملك. وابنُه: الحَوفزانُ بن شَرِيك. واسمُه الحارث، وإنَّما سمِّيَ الحَوفزانَ لنَّ قيس بن عاصمٍ اقتلعَه عن سَرجه بالرُّمح. وكلٌّ ما قَلعتَه عن موضع فقد حفزْتَه. ومنهم: محلِّم بن ذُهْل. فمن رجالِ محلِّمٍ: عوفٌ الذي يُضرب به المثلُ: " لا حُرَّ بوادِي عَوْف "، وهم أشرافٌ في الجاهليَّة، لهم قُبة، وهي التي يقال لها قُبّة المَعَاذة مَنْ لجَأ إليها عاذوه. ومنهم: أبو ربيعة، وهو المُزْدلِف، لأنَّه قال لقومه وهو في حربٍ: ازدلِفُوا قِيدَ رمحي، أي اقتربوا. والازدلاف: الاقتراب. والزُّلْفة: المَنزِلة، وفي التنزيل: " وأزْلَفْنا ثَمَّ الآخَرِين " كأنَّه أدناهم إلى الهلاك. والله عزّ وجلَّ أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 ومنهم: هانئ بن قَبِيصَة، كان شريفاً عظيمَ القَدْر، وكان نَصرانيّاً وأدركَ الإسلامَ فلم يُسلِم. ومات بالكوفة. ومن رجالهم: قَيسُ بن مسعودٍ بن قيس بن خالدٍ ذي الجدَّيْن، وهم بيتُهم. ومنهم: مفرُوق، وكان من رِجالهم لساناً وبياناً. ومنهم: مطرَ بن شَرِيك، كان من رجالهم، وهو الذي يقولُ في الشاعر: لو كنتُ جارَ بني هندٍ تداركَني ... عوفُ بن نُعمانَ أو عِمرانُ أو مطَرُ ومنهم: يزيد بن رُوَيْم، كان من رجالهم في الإسلام. ورُوَيم: تصغير رَوْم، مصدر رام يروم رَوْماً؛ أو يكون تصغير رُوم. ومنهم: عِتْبان بن وَصِيلة الشاعر، الذي يقولُ لعبد الملك بن مَرْوان: فإنّكَ إلاّ تُرضِ بكرَ بن وائلٍ ... يكنْ لك يومٌ بالعراق عَصيبُ ووَصِيلة: فعيلة من الوَصْل. والوصيلة التي في التنزيل من الغَنَم، كانت إذا نُتِجَتْ خمسةَ أبطُنٍ فكان الخامسُ ذكراً وأنثى حَرَّمُوا الذَّكر وقالوا: وصَلَتْ أخاها فلا يُذْبح. وفي الحديث: " الواصلةَ والمستوصلة " التي تَصِل شعرها بشَعر غيرها. ومنهم: الصُّلْب، وهو عَمرو بن قيس. والصُّلْب لقبٌ، وله حديث. ومنهم: عُمَير بن السَّليل، ابن أخي بِسطام، كان شريفاً جَواداً. والسَّليل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 مشتقٌّ من الولَد. سليلُ الرجُل: ولدُه. ومنهم: جُلَيس بن بُهْلول، وكان جليسٌ من أشجع النّاس بخُراسان، وكان فارساً بَطلاً. وجُلَيسٌ: تصغير جَلْس، وهو الغِلَظ من الأرض، وكان فيمن قتلته الترك. وأمَّا بُهلولٌ فكان يلقَّب بَشَّارةَ، وكان خارجيَّاً بالموصل. ومن بني أسعد: مِعضَدٌ، وكان من صلحاء الناس، غزا أذربيجان مع الأشعث بن قيس. ومن أسعد: أبو حارثة، وكان شريفاً، ولولده بالكوفة عَقِبٌ وموالٍ كثيرة. ومن موالي بني أسعد: آلُ زُرَارة بن أعْيَن، ولهم يسارٌ وعددٌ بالكوفة. مضت ربيعة بن نزار بن معد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 اليمن من قحطان قبائلهم ورجالهم قَحْطان. وقحطان: فَعْلان من قولهم: شيء قحيط، أي شَديد. قال الراجز: طَعنٌ قحيطٌ وضِرابٌ هَبْرُ والقحط معروف، وأرَضُون مَقاحيط. ولد قَحطانُ: يَعرُبَ، وهو يَفعُل من قولهم: أعرب في كلامه، أي افصح فيه. أو من قولهم: أعرَبَ عن نَفْسه، أي أوضحَ عنها. وفي الحديث: " والأَيَّمُ تُعرِب عن نَفْسها ". والعرب العاربة: عادٌ وثمودُ في الدَّهر الأوّل. ويقال عَرَّبت على الرجُل، إذا ردَدتَ كلامَه عليه أو نهيتَه عنه. ويقال: عَرِبَتْ معدتُه، إذا فسَدَت. وعَرَّب البيطارُ الدابّةَ، إذا بزغه، والعَرَبة: نهر كثير الماء. ويقال: ما في الدَّار عريبٌ، أي ما بها أحد. والعِرْب: يبيس البُهْمَى، ضَربٌ من النَّبت. والعَرَب: ضدُّ العجَم، وكذلك الأعراب: ضدُّ الأعاجم. ولد يَعرُبُ: يَشجُبَ. يفعُل إمَّا من قولهم: شَجَب الرجلُ يَشجُب، إذا هلَكَ؛ أو من قولهم: تشاجَبَ الأمرُ، إذا اختلطَ ودخلَ بعضُه في بعض. ومنه اشتقاق لِشجَب. ولد بشجُب: سبأ، مهموز. قال الكلبيّ: اسمُه عبد شمس. وقال قومٌ: اسمه عامر، وسبأٌ اسمٌ يجمع القبيلةَ كلَّهم، وهو في التنزيل مهموز: " لقد كانَ لسَبأٍ في مَسَاكنهم " فمن صَرَف سبأً جعلَه اسمَ الرجُل بعينه، ومن لم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 يصرف جعلَه اسمَ القبيلة. واشتقاق سبأ من قولهم: سبأت الخمر أسبْؤها سَبْئاً، إذا اشتريتَها قال الشَّاعر: إنْ نِعْمَ مُعترَكُ الجِياعِ إذا ... خبَّ السَّفير وسابئ الخمرِ أو من قولهم: سبأتِ النَّارُ جِلدَه، إذا أثَّرت فيه. والسابياء غير مهموز: ما وقَع مع الولد من المَشِيمة. والسَّبْي من سَبْي العدوّ غير مهموز. وتفرَّقتْ قبائل اليمنِ من كَهلانَ وحميرَ ابنَيْ سبأ. واسم حميرَ العَرَنْجَج، وليس النُّون فيه زائدةً، وهو من قولهم: اعرنجج الرّجلُ في أمره، إذا جدَّ فيه، كأنه افْعَنْلَلَ. وكَهْلان: فَعْلان من الكَهْل من النَّاس أو من النَّبت. تسمية رجال بني زيد بن كهلان وقبائلهم نَبْت بن زَيد، وهو الأشعَر، ومالكٌ، وجُلْهُمة، وهو طيِّئ. فمنهم: بنو رُهْم درَجُوا، كان منهم أفعَى نَجْران، تتحاكم العربُ إليه. ومن قبائل زيد بن كهلان: كِنْدة، وهو كنديٌّ واسمُه ثَور. وكِنْدة من قولهم: كَندَ نِعمةَ الله عزّ وجلّ، أي كفَرها. وَمن قول الله جلّ ثناؤه: " إنَّ الإنسانَ لربِّه لَكَنُودٌ " والله عزّ وجلّ أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 فمن قبائل كندة: مُعاوية بن كنديّ. فمن بني معاوية: بنو الرّائش، والرائش: فاعلٌ من قولهم: راشَ السهمَ يَرِيشه رَيْشاً. والرِّيش معروف. ورِيش الإنسان: بِزَّتُه ولباسُه. ويقال: فلانٌ يَرِيش ويَبْرِي، أي ينفع ويضُرّ. ورياش الإنسان: الثِّياب والبِزّة. فمن بني الرائش هؤلاء: شُرَيحٌ القاضي ابن الحارث بن قيس بن الجَهْم بن مَعاوية بن عامر بن الرائش، ليس بالكوفة منهم غيره. ومن بطونهم: بنو الطُّمَح. والطُّمَح: فُعَل من قولهم: طمح بطَرْفه، إذا نظرَ يميناً وشِمالاً. وفرسٌ طموح وطامح، إذا شخَص في جَريه، وهو عيب فيه. ورجلٌ طمَّاح: يطمَح ببصَره إلى كلِّ شيء. وطَمَحان فَعَلان، وهو اسم. ومنهم: بنو جَبَلة، واشتقاق جَبَلة من الغِلَظ. وقد سمَّت العربُ جَبَلة، وجُبَيْلة، وجَبَلاً. وجِبْلة الإنسان: خِلْقته. جَبَله اللهُ على كذا وكذا. وفلانٌ ذو جِبْلة، إذا كان غليظاً. والجِبْلَة: الخَليقة. ورجلٌ مجبول، أي غليظ. ومن رجالهم: شُرَحبيل بن السِّمط، أدركَ الإسلامَ وأدرك القادسيّة. وهو الذي قتَم منازلَ حِمْصَ بين أهلها حين افتتحَها. وكلُّ ما كان مثلَ هذا في آخره إبلُ فهو منسوبٌ إلى الله عزّ وجل. ومنهم: الذَّرذار، واسمه هانيء بن السِّمْط. والسِّمْط: القِلادة من لجوهر وغيرِه، والجمع سموطٌ وأسماط. وسراويلُ أسماطٌ: غيرُ مُبَطَّنة. ونعلٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 أسماط: غير مُطْرَقة. والذَّرذار من الخِفَّة وسُرعة الحركة. وهانيء مهموز من هَنَأته، أي أعطيته، أهنؤه هَنْئاً. ومثَلٌ من أمثالهم: " إنَّما سُمِّتَ هانئاً لتهنأ ". ومن رجالهم: حُجْر بن عَدِيٍّ الأدبَر، الذي قتله مَعاويةُ. وفَدَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وافتتح مَرْجَ عَذْراء، وبها قُتل. وقد مرّ ذكره. قتلَه معاويةُ بن أبي سفيان. وابناه: عبيد الله، وعبد الرحمن، قتلَهما مُصعَب بن الزُّبير. ومُعاذ بن هانئ، كان على شُرَط المختار. ومنهم حُجْر الشَّرّ، كانَ فُصِل بينه وبين حُجْر الخبر. ومن بطونهم: بنو أَشَاءة. وأَشاءةُ: أَمَةٌ من حَضرمَوْت بها يعرفون. والأشاءة: الفَسِيلة المتمكِّنة الكثيرة السَّعَف. قال الشاعر: كأنَّ هَزيزنا لمَّا التقَيْنا ... هزيزُ أَشاءةٍ فيها حريقُ ومنهم: المكدَّد، واسمه شُريح، كان جَواداً. وسمّي المُكَدَّد لقوله: سَلُوني فكُدُّوني فإنِّي لَباذِلٌ ... لكمْ ما حوَتْ كفَّايَ في العُسر واليسرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 وكن منن وفَد. ومكدَّد: مفعَّل من الكدّ. ومثلٌ من أمثالهم: " عِشْ بجَدِّك لا بكَدِّك ". والكَدِيد: موضع. ومن رجالهم: كَبْس بن هانئ، وهو المُطَّلِع، كان من فُرسانهم في الجاهليّة. وكَبْس: مصدر كبَست الشيء أكبِسُه كَبْساً. ورجل كُبَاسٌ: عظيم الرأس. والكِباسة: العِذْق من النَّخْل. والكَبْساء: الكَمَرةُ الغليظة. وقد سمَّت العرب كابِساً، وكُبَاساً. ومنهم: القَشْعم بن يزيد بن الأرقم، كان أحدَ رؤسائهم يومَ لقُوا بني الحارث ابن كعب. والقَشْعم: المسِنُّ من النُّسور، والجمع قشاعم. ومنهم: بنو المثمَّلة، بطنٌ وقد درجوا. ومثمَّلة: مفعَّلة من الثُّمال. والثُّمال: رُغْوة اللَّبَن. والثَّمال والثَّميلة: ما يبقى في البطن من الطَّعام. ولذلك قيل: فلانٌ ثِمال بني فلانٍ، أي مُعتَمَدهم. قال: ودُعِيَ أعرابيٌّ إلى نبيذٍ فقال: إنِّي لا أشربُ إلاَّ على ثميلةٍ: أي على شيءِ في بَطْني. ويقال: ثَمِل الرّجلُ، إذا سَكِر. وسُمٌّ مثمَّل، أي قد عُتِّق. ومنهم: مَعدِي كرِبَ: اسمانِ أضيف بعضهما إلى بعض. واشتقاق المَعْد من قولهم: نبتٌ ثَعْدٌ مَعد، وكأنّ مَعْداً إتباع. وامتعدت الشيءَ، إذا انتزعتَه. وكذلك امتعدتُ الرُّمح، إذا انتزعتَه. ولِيَ القضاء من كندة بالكوفة أربعة: جَبْر بن القَشْعم، ثم شُرَيح، ثمَّ عمرو بن أبي قُرَّة، ثم حُسَين بن حَسَن الحُجْريُّ، ولاَّه خالدُ بن عبد الله القَسْري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 ومنهم بطن يقال لهم: بنو الشَّجَرة، ويقال لهم: الشَّجَرات. ومنهم: قبوس بن قيس بن سَلَمة. وقابوسُ: اسمٌ أعجميٌّ وإنَّما هو كاؤوس وهو اسمُ بعضِ ملوكِ العَجَم، فإنٍْ جعلتَ اشتقاقَه من العربيِّة فهو فاعولٌ من القَبَس، والقَبَس: الشَّهاب من النّار، وفحلٌ قبيس: سريع الإلقاح. والقابس: المُشعِل النَّارَ. وقَبَستُه ناراً، وأقبستُه علماً، إذا أفدتَه. وأبو قُبَيس معروف. ومنهم: الحارث، ولقبه هَيْدكور. والهَيْدَكور: الشابُّ الغضُّ النّاعم. وقال بعض أهل اللُّغة: اشتقاق هَيْدكور من الهَدْكرة، وهو أن يأخذَ الإنسانُ كلَّ ما أمكنَه أخْذُه. ومنهم: مسروق بن يَزيد، له خطّةٌ بالكوفة ومسروق: مفعول من قولهم: سَرِق الشّيء، إذا ضَعُف. والسَّرَق معروف. وأحسب اشتقاق سُراقةَ من الشيء المسروق. والسَّرَق: ضرب من الثِّياب الحرير، أحسِبه فارسيّاً معرَّباً. ومنهم: بنو العُجِرِّ، وهو سَلَمة بن أبي كرِب. والمِجرُّ من الإجرار. وللإجرار موضعان: إمَّا من قولهم: أجررتُه الرُّمْحَ، أو من أجررت الفَصِيل، إذا جعلتَ في فيه خِلالاً لئلا يرضع. ومنهم: الشَّجَّار الشاعر في الجاهليّة. وشَجَّار: فَعَّال من قولهم: شَجَرته بالرُّمح أشجْره شَجْراً، إذا طعنتَه به. والشِّجار: مَركَبٌ من مراكب النِّساء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 وموضعٌ شجِير، أي كثير الشَّجر. والشَّجْر: مَجمَع اللَّحيين. والمِشْجَر: المِشْجب. ومنهم: بنو مقطِّع النُّجُد، واسمه معاوية. وكان لا يسير معه أحدٌ إلاَّ قطَّعَ نِجادَه. والنِّجاد: ما وقع على المَنْكِب من الحِمالة، الواحد نِجاد، والجمع نُجُد. ومنهم الملوكُ الأربعة المقتولون في الرِّدَّة، وهم مِخْوسٌ، ومِشْرح، وجَمَدَ، وأبْضَعة: بنو مَعدى كرب بن وَلِيعة. ومِخْوس: مِفعل من خاس يَخْوس خَوْساً. والخَوس: الخيانة. خاس بعهده يَخِيس ويَخُوس. ومِشرح: مِفعل من الشَّرح. وجَمَد من الشَّيء الصُّلب الشديد. والجَمَد: الصَّلابة من الأرض والغلظ، والجمع أجماد، وجَمد الماءُ يجمدُ جُموداً وغيرُه، وهو في الماء أكثر. وسنَةٌ جَمَادٌ: لا مطرَ فيها. وناقةٌ جَماد: لا لبنَ لها. والجامَدُ: حدٌّ من بين أرضين، في وزن خاتَم، وسمِّيت جُمادى لجمود الماء فيها؛ لأنّها وافقَتْ تلك الأيّامُ أياماً سمِّيت الشُّهورَ. وأبْضَعة: أفعَلة إمَّا من بضَعت اللَّحمَ أبْضَعُه بَضْعاً؛ وإمَّا من قولهم: الخَضْعة والبَضْعة. فالخَضْعة: السُّيوف، والبَضْعة: السِّياط. ويقال: تبضَّعَ جلدُه، إذا تفطَّر. قال الشاعر: إلاَّ الحَميمَ فإنَّه يتبضَّعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 وروى الخليل: يتبضَّع أي يرشَح. وبُضْع المرأة: نِكاحها. وباضعٌ: موضع. والبَضِيع: جزيرةٌ تنقطع من الأرض في البحرِ فتستطيل. والبِضاعة من المال كأنَّها قطعةٌ منه. وبُضَيْع: موضع. وكلُّ حديدةٍ شرطتَ بها فهي مِبْضع. ومن رجالهم في الإسلام: رجَاء بن حَيْوة بن خَنْزَل، وهو الذي أفضَى إليه سليمانُ بن عبد الملك خلافةَ عمرَ بن عبد العزيز، وكان من رجال كِندةَ في الشَّام وفقهائهم. واشتقاق حَيْوَة من الحَيَاة كأنَّها فَعْلة. وخَنْزَلٌ النون زائدة، وهو من الخَزْل، وهو القَطْع. خزَله يَخزِله خَزْلاً. وانخزلَ فلانٌ عن كذا وكذا، إذا عَجَز عنه وضعُف. ومنهم: أبو الزَّعراء الفقيه، وهو عبد الله بن هانيء. والزَّعراء: فَعْلاء من الزَّعَر. والزَّعَر: خِفَّةُ الشعر. رجلٌ أزعرُ وامرأةٌ زَعْراء. وفي خُلُقه زَعَارَّة، ليس من هذا، أي ضِيق. ورجلٌ زَعِرُ الأخلاق. ومن قبائلهم: السَّكاسك، والسَّكون: قبيلتانِ عظيمتان، وهما ابنا أشرس ابن ثَور بن كِندِيّ. السَّكُون: فَعُول من سكَن في الموضع. والسَّكاسِكُ من قولهم: تسككَ الرجلُ، كأنَّه ضربٌ من التضرُّع. ومنهم: بنو شُكَامة، منهم: قَيْسَبة بن كُلثوم بن حُبَاشة بن عَمرو بن وائل ابن سَوْم، كان من سادتهم في الجاهليِّة، وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 وحُبَاشة: فُعلةٌ من قولهم: حَبَشتُ الشَّيء أحْبِشُه، إذا جمعتَه. وسَوْم مصدر سُمْت بالشَّيءِ أسومُ به سَوْماً، إذا ساوَمت به. وسُمته شرَّاً أَسُومه سَوْماً. وسامت السائمةُ، وهي الرَّاعية من الإيل، وهي السَّوامُ، والرجل مُسِيم. وقَيْسَبة: ضربٌ من الشّجر. والقَشْب المأكولُ بالسين، ولا يقال بالصاد. وسمعتُ قَسِيبَ الماء، إذا سمعتَ صوتَ جَرْيه. ومنهم: ربيعة بن عبد الله، وهو ابنُ غَزَالة الشَّاعر، جاهليٌّ أدرك الإِسلامَ فأسلم. ومنهم: مُعاوية بن حُدَيج، الذي قتل محمّدَ بنَ أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه. ومنهم: ابنُ هِنْدابة، كان من فُرسانهم في الجاهلية، " فارس أزَاهيق ". وأزاهيقُ: فرسُه. أسَرَ الحصينَ الحارثيِّ ذا الغُصَّة مرَّتين. وهِندابة فِنْعالة. فإنْ كانت النون والألف زائدتين فهو من الهَدَب. والهَدَب: كلُّ شجرٍ دقيق الورق، مثل الأَثْل والطَّرْفاء. وإنْ كانت ثابتةً فهي ممَّا قد أُمِيت، لأنَّه ليس من كلامهم هَنْدب، وهي مؤنَّثة. ومنهم: بنو قُتَيرة، فمنهم رجالٌ أشراف. وقُتَيرة: تصغير قِتْرة. وابنُ قِتْرة: ضربٌ من الحيَّات. وقَتِير الدِّرع: مساميرُها. وقَتِير الشَّيب: أوّل ما يبدو. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 مِ، بعدِ ما لاح بكَ القتير وقُتار النَّار معروف، وهو الدُّخان. والقَتَرة: الغَبَرة، وهو القَتَر. قال الشَّاعر: يا جفنةً كإزاءِ الحوضِ قد هَدَمُوا ... بِثنْي صِفَّينَ يعلو فوقَها القَتَرُ وفي التنزيل: " ترهَقُها قَتَرةٌ ". ورجلٌ قاتر؛ وكذلك السَّرج، إذا كان حسنَ الأخْذ لظَهْر الدابّة. والقُتْر: النَّاحية، مثل القُطر سواء. وتقتَّرَ الرجلُ للرجلِ، إذا مالَ لأحد قُتْرَيْه ليرميَه. والأقتار: الأقطار. قال الشاعر: والخيلُ مُقْعِيةٌ على الأقتار أي على النَّواحي. وقَتَّر فلانٌ على أهله، أي ضيَّقَ. والتَّقتير: ضدُّ التبذير. وقال قومٌ: على أقتارها، أي على نواحيها، أي هي صَوَافن. ومنهم: امرؤ القيس بن بن حُجْرٍ الكنديُّ الشاعر. ومنهم: امرؤ القيس بن عابس بن المُنذِر الشاعر، أدركَ الإسلامَ ولم يرتدَّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 ومنهم: كِنانةُ بن بَشِير، من بني قُتيرة، وهو الذي ضربَ عثمانَ رضي الله عنه بالعمود، يقول فيه الوليدُ بن عُقبة: ألا إنَّ خيرَ الناس بعدَ ثلاثةٍ ... قَتيلُ التَّجِيبِيِّ الذي جاءَ من مصرِ وهو من بني تُجِيب. ومنهم: حُجَيَّة بن المضرَّب الشاعر، أدركَ الإسلام. ومنهم: الحُصَين بن نُمَير بن ناتل بن لبيد بن جِعْثِنة، كان سيِّداً، وهو الذي استخلفه مُسرِف بن عُقْبة المرّيّ حين جاءه الموتُ وحاصرَ عبدَ الله ابن الزُّبير. وناتل: فاعل من قولهم: نَتَل من بين القوم، إذا خرجَ من بينهم، واستنتَل وانتتل. والجِعثن: أصولُ الصِّلِّيان، وهو ضربٌ من الشجر. ومنهم: مالك بن الشَرعِبيّ الشاعر. والشَّرعَبيّ منسوبٌ إلى شَرعَب، والجميع الشراعيب، وهو الطِّوال الحِسان. والشَّرعبيَّة: ضربٌ من ثياب اليَمَن. قال الشاعر: والشَّرعبيَّ ذا الأذيالِ ومنهم: سَلَمة بن صُبْحٍ الشاعر. ومنهم: أكيدرُ بن عبد الملك بن عبد الجِنّ، ويقال عبد الحَيّ، صاحب دُومَةِ الجَنْدل. وصالَحة النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكتبَ له كتاباً. وله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 حديث. وأكيدِرُ: تصغير أكدر. وأكدَرُ من الكُدْرة، وهي غُبرةٌ فيها سَواد. والقطا الكُدْريُّ يكون في ظهروه نُقَط سُود. وهو الذي بعث بقَباءِ أخيه حَسّان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتعجَّب المسلمون منه، وكان منسوجاً بالذَّهب، فقال: " أتعجَبُون من هذا، لمَناديلُ سَعْدٍ في الجنَّة أحسَنُ من هذا ". وأخوه: بِشر بن عبد الملك، الذي علَّم خَطَّنا هذا أهلَ الأنبار، وكان اسمُه الجَزْمَ. وتعلَّمَه من مُرَامر بن مَرْوة، وأسلَمَ بن جَزَرة. وسترى تفسير أسمائهم في مواضعها إنْ شاء الله وخرَجَ إلى مكَّة فتزوّجَ الضَّهْياء بنتَ حرب أختَ أبي سفيانَ بنِ حرب، وعلَّمَ أبا سفيان هذَا الخَطَّ ورجالاً من أهل مَكّة. ومنهم: بنو قادح النَّار، وهم في بني شَيبانَ، لهم عَدَد. ومنهم: بنو تَدُول بن الحارث. وتَدُول: تفعُل من دال يدول، وقد مرّ. ومنهم: عبادة بن نُسَيّ الفقيه، كان من التَّابعين. ومنهم: بنو تُراغِم، بطن. وتُرغِم تُفاعِل من المراغَمة، وهي أن تفعلَ ما يُرغِم صاحبَك. وكانوا يسمُّون مَ، هاجرَ: راغَمَ قومَه، كأنَّه تركهم. منهم: السِّلْقِم، وهو أوس بن عبد الله، كان ممِّن خرجَ مع امرئ القيس إلى بلاد الرُّوم. والسِّلقِم: الجريء الصَّدر، الماضي في الأمور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 ومن بطون السَّكاسك: خِداشٌ، وصَعب، وضِمامٌ، والأَخْدَر، وهَجْعَم، وبطونٌ سوى هذه. وضِمامٌ اشتقاقُه من ضَممْت الشَّيءَ أضمُّه ضمَّاً. وهو فِعالٌ من ذلك. والأخدَر إمَّا من خَدَرِ اللَّيل، وهو الظُّلمة، أو من قولهم: أخدر الأسدُ، إذا دخلَ الأجمَةَ، فهو خادرٌ ومُخْدر. والأخدر: فرسٌ كان في الجاهليّة صار في الوحش فنُسِب إليه الحميرُ الأخدريّة. وهَجعمٌ من الهَجعَمة، وهي الجُرأة والإقدام. وقد استقصينا تفسيرَ هذه الأسماء الرباعيَّة في كتاب الجمهرة. رجال ولد الحارث بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن زيد ولدَ الحارثُ: الزُّهدَ، ومعاوية، أمُّهما عاملةُ، بها يُعرَفون. والزُّهْد فُعل من قولهم: شيءٌ زهيد، أي قليل. والزُّهد في الدنيا معروف. ورجل زاهدٌ بيِّن الزهادة. فولد زُهدٌ: عَوكلانَ، ورَخْمان. فهم عاملةً. وعَوْكلان: فوعلان من العَكْل. والعَكْل: جَمعك الشَّيء. ويقال للرَّمل المتراكِم: عَوكلان. ورَحْمان: فَعلانُ من قولهم: ألقيتُ عليه رَخْمتي، أي محبَّتي. وكلامٌ رخيم: ليِّن. والرَّخَم: طائر معروف. وشاةٌ رَخْماء، إذا كان في رأسها بياضٌ وسائر لونها ما كان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 ومنهم: بنو الطَّمَثان. والطَّمَثان: فعَلان من قولهم: ما طمَثَ هذا البعيرَ حبلٌ قطّ، أي ما مسَّه. وفي التنزيل: " لم يَطْمِثْهنَّ إنسنٌ قَبْلَهمُ ولا جَانٌّ " أي لم يَمسهنَ. والله عزّ وجلَّ أعلم. والطَّمْث معروف، كأنَّه مأخوذٌ من طَمثَها الدَّمُ، أي مسَّها وخالطَها. ومنهم: ثَعلبةُ بن سَلامة بن جَحْدَم بن عمرو بن الأجذَم، ولي الأردُنَّ، وكان من الفُرسان. ومنهم: بنو شَعْل، بطن عظيم، وبنو مَوْهبَة. واشتقاق مَوهَبة من أحد شيئين: إمَّا مفعلة من وهبت؛ أو من المَوْهِبَة، وهي نُقرةٌ في الصَّخرة يجتمع فيها ماءُ السماء. قال الشاعر: ولَفُوكِ أعذَبُ لو بذَلتِ لنا ... من ماءِ مَوهِبةٍ على خَمرِ ومنهم: قُعَيسيس، كان رئيساً، وسَرَ عديٍَّ بن حاتمٍ يوم أغارت بنو جَنَابٍ على طيئ، فأخذَه شُعيب بن ربيع بن مسعود العُلَيميّ، من بني عُلَيم، وقال: ما أنتَ وأَسْرَ الأشراف! ومنَّ عليه بغير فداء. وقُعَيسِيس: فُعَيليل من اقْعَنْسَسَ الرجلُ، إذا أدخلَ أرسَه في عنقه وانقبضَ. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 بئسَ مَقام الشَّيخ أمرِسْ أمرِسٍ ... إمَّا على قَعْوٍ وإمَّا اقعنسِسْ أمرِسْ، أي سَوِّ المرَس على المَحَالة، وهو الحبل. والمَحَالة: البَكرة العظيمة. وأمَّا اقعنسْ ادخُل تحتَها. والقَعْو: الحديدة التي تَدُور عليها البَكْرة. ومنهم: عديّ بن الرِّقاع الشاعر، وهو شاعر أهلِ الشام، وهو عديّ بن زيد بن مالك بن عديّ بن الرِّقاع الشاعر، وقد كان تعرَّضَ لجريرٍ، فنهَى هشامُ ابن عبد الملك جريراً أن يهجَوه. والرَّقاع: جمع رُقعة، وثوبٌ مرقوع ورقيع. والرِّقيع، زعموا: السَّماء. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد حكمتَ بحُكْم الله من فوق سَبْعِ أرقِعة ". والرُّقَيْعيّ: ماءٌ منسوب إلى رجل من بني تميم، اسمه رُقَيع. قال الراجز: يا بنَ رُقَيعٍ هل لها من مَغْبَق رجال جُذام واسمه عمرو. فمنهم: بنو حَرَام، وبنو حِشْم، منهما تفرّعت جُذَام. وحِشْم: فِعْل من قولهم: حَشَمني هذا الأمر، إذا غلُظَ عليّ. وحَشَم الرَّجل: المُطِيفون به. وقول العامّة: احتشمت، أي استحييت، كلمةٌ مولَّدة ليست بالعربية الصّحيحة. ويقال: إنَّ بني عَتِيب الذين لهم جُفْرةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 بالبصرة تُنسَب إليهم، من هؤلاء؛ وهم اليومَ في شَيبان، والله عز وجلّ أعلم. ومن رجالهم: زِنْباع بن رَوح بن سَلامة بن حُدَاد بن حَدِيدة. زِنْباع: فِعلال، والنُّون فيه زائدة، من قولهم: تزبَّعَ علينا، إذا ساء خلقُه. قال الشاعر: وإنَّ تلقَه في الشربِ لا تلقَ فاحشاً ... على الكأس ذا قاذورةٍ متزبِّعا وقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: فإنْ ألقَ زِنباعَ بن رَوحٍ ببلدةٍ ... لِي النِّصفُ منه يقرعِ السِّنَّ من ندَمْ ومن رجالهم: ناتل بن قيس، كان سيِّد جُذامَ بالشّام. رجال لخم وهو لخْم بن عديّ. واشتقاق لَخْم من الغِلَظ والجَفاء. فمن لَخْم: بنو جَزِيلة وبنو نُمَارة. فجَزيله: فَعِيلة من جَزَلت الشيءَ، إذا قطعتَه، ويقال: عطاءٌ جزْلٌ، إذا كان كثيراً. وحطَبٌ جَزْلٌ، إذا كان قِطَعاً كباراً عِظاماً. وما أبْيَنَ الجزالةَ في فلانٍ، أي الرَّجاحة. والجَوْزل: فَرخ الحمام. ومنهم بنو عَمَمٍ، كذا قال الشَّرقيّ. وشجرةٌ عميمة. إذا كانت عظيمةُ كثيرةَ الأغصان، نخلٌ أعمُّ ونخلٌ عميمٌ بمعنًى. والعمُّ: أخو الأب، معروف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 ورجلٌ مُعَمٌّ مُخْوَل: كريم الأعمام والأخوال. والعِمامة معروفة، لأنها تعمُّ جميعَ الرأس. والعامَّة: خلافُ الخاصَّة. وعامَّة الرجل: جُثَّته وقامته. ومنهم: بنو الدَّار بن هانيء. فمن بني الدار: تميمُ بن أوس، ونُعَيم بن أوس، وفَدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقطعهُما النبيُّ صلى الله عليه وسلم قطيعتين بالشَّام: حِبْرى، وبيت عَيْنون. وليس للنبي صلى الله عليه وسلم قطيعةٌ غيرهما بالشام. ومنهم: بنو عديّ بن الذُّمَيْل بن أَسَسٍ، لهم بِيعة بالحِيرة، وكانوا أشرافاً. واشتقاق الذُّمَيل من ذَمِيل الإبل، وهو ضربٌ من سيرها ذمَل البعيرُ يَذْمُل ذميلاً وذملاناً من السُّرعة. وأَسَس اشتقاقه مِن أسَّس الجدارَ وغيره تأسيساً. وأُسُّ الجِدار وأساسه: أصلُه الذي يُبنَى عليه. ومنهم: قَصِير بن سَعْد، الذي كان مع جَذِيمة الأبرشِ؛ وله حديثٌ، يُضرب به المثل: " لا يُقْبَل القَصيرِ أمْر ". ومنهم: ملوك الحِية رهطُ النُّعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس بن النُّعمان ابن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سُعود بن مالك بن عَمَم بن نُمارة بن لَخْم. كانوا ملوكَ الحِيرة خمس مائةِ سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 وعمرو بن عديّ بن نصر أوّلُ مَن مَلَكَ من لخم؛ وهو قَتل الزَّبَّاء، ومَلَك بعد جذيمةَ الأبرشِ الذي يقال له: " شبَّ عَمرٌو عن الطَّوق ". مَلكَ ستِّين سنةً، وجَذِيمةُ ملك مائةً وثمانيَ عشْرةَ سنة، وله حديث. ومنهم: بنو العَمَرَّطِ، بطنٌ عظيم. والعمرَّد واحدٌ، وهو الطويل. ومن العَمرَّطِ، بطنٌ عظيم. والعَمَرَّط والعمرَّد واحدٌ، وهو الطويل. ومن العمرَّط: بن تميمٍ، الذي افتتح سِجِستان. ومنهم: بنو حَدَسٍ، بطنٌ عظيم واشتقاق حَدَسٍ من قولهم: حدَستُه أحدِسُه حَدْساً، إذا صرعتَه. قال العبّاس بن مرداس: ومُعتَركٍ شَطْ الحُبَيَّا تَرَى به ... من القوم محدوساً وآخر حادسا والحَدْس: الظنّ. ومن رجالهم: فائد بن أبي حَجْوة بن خَيْبَريّ. واشتقاق حَجْوة من قولهم: حَجِيتُ بكذا وكذا، أي ضنِنْت به. ويقال: فلانٌ حَجٍ بكذا وكذا، أي قَمِنٌ به. ومنهم: مالك بن ذُعْر، الذي استخرجَ يوسفَ عليه السلام من الجُبّ. ويقال: إنَّ مالك بن ذُعْر من ولد إبراهيم عليه السلام. فولد مالكٌ فيما يزعمون أربعةً وعشرين ابناً، منهم: الشَّرعَبيّ، والسَّبَنْدَي والسَّندريُّ، والسَّرَنْدَى، والأخيلُ، والبَلَنْدَى، والمهذَّ، والمصفَّى، والأصفح والصَّمَحْمح، والخِضَمُّ، والمَشْرفِيّ، ومِصْدَعٌ، وسَمَيدعٌ، ورحَّال، وذَيَّال، وقَيظيٌّ وصَيفِيّ، وبَيْهسٌ، وعَسْعس، والعَمَلَّس، والعَدَبَّس، ومُلادِسٌ، والعَرَنْدَس. الشَّرعبيّ منسوبٌ إلى شَرعَب: جنسٍ من الثِّياب. والسَّبَنْدَي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 الجريء المُقْدم، وهو من أسماء النًّمر. والسَّنْدرِيّ: ضربٌ من الطير. والسَّرَنْدَي من قولهم: اسرَنْديتُه، إذا علوتَه. والأخيل: ضربٌ من الطير معروف. والبَلَنْدَى من قولهم: ابْلَنْدَى الموضعُ، إذا صُلِب وغلُظ. والأصفح رأسٌ مُصْفَح، إذا كان فيه طُول. والصَّمَحْمَحُ: الصُّلب الشديد. والخِضَمُّ: البحر الكثير الخير. والخَضمُّ: الجمع الكثير. قال الراجز:؟ واجتمعَ الخِضَمُّ والخِضَمُّ ومِصْدَع: مِفعلٌ من قولهم: صدَعتُ الشيء. والسَّمَيدع: السيِّد الكريم. وبَيْهَس: اسمٌ من أسماء الأسد. وعَسْعَس: اسمٌ من أسماء الذِّئب. وأصل العسعسة الخِفَّة، من قولهم: عسعسَ اللَّيلُ، إذا خفَّت ظُلمتُه، وعَسعِس: موضعٌ معروف. قال الشاعر: ألم تسالِ الرَّبعَ القديمَ بعسعسا ... كأنِّي أُنادِي أو أكلَّمُ أخرسا والعَمَلِّس: اسمٌ من أسماء الذِّئب. والعَدَبَّس: البعير الصَّعب. ومُلادِس قد مرّ. والعَرَنْدَس قالوا: هو اسمٌ من أسماء الأسد، وقالوا: هو الصُّلب الشَّديد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 رجال خولان واسمه فَكْل بن عَمْرو. وخَوْلن فَعْلان، وقد مرّ. ولدَ يَفُر: المَعافر باليمن، تُنسَب إليهم الثِّياب المَعافرية. وقد مر. رجال طيِّئ ولدُ طيّئ بن أدَد، واسمُه جُلهُمة. قال الخليل: أصل بناء طَيٍّ من طاءٍ وواو، فقلبوا الواوَ ياءً فصارت ياءً ثقيلة، كانَ الأصلُ فيه طَوْى. وكان ابنُ الكلبيّ يقول: سمِّي طيِّئاً لأنَّه أوَّلُ مَن طوَى المناهل. ويقال: طوَيت الشَّيء أطوِيه طيَّاً. وكذلك طوَيتُ البئرَ أطويها بالحجارة، وبه سمِّيت الطَّويُّ. فمن قبائلهم: بنو جَدِيلة، وهي أمُّهم، وهم جُندب وحُور، يعرفون بأمِّهم. وحُورٌ من الحَوْر، وهو من الضَّلال. ومثلٌ من أمثالهم: " حُورٌ في مَحَارة " أي ضَلال لا يهتدى ليلُه. ومنهم: بنو رُومَان. ورُومان: فُعلان من رُمت الشَّيء أرُومه رَوْماً. وهم رهطُ خَوْلِيّ بن شَهْلة الشاعر. ومنهم: بنو جَدْعاء بن رُومان. والجَدْعاء: فَعلاءُ من الجَدْع. ومنهم: الثَّعالب وهي ثلاثةُ أبطنُ: ثعلبة بن ذُهل بن جَدْعاء، وثعلبة ابن رُومان، وثعلبة بن جَدعاء، يقال لها: ثعالب طيِّيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 ومنهم: بنو تَيْم، الذين يقال لهم مَصابيح الظًّلام، عليهم نزل امرؤ القيس بن حُجْر فقال فيهم: أقَرَّ حَشَا امرئ القَيسِ بن حُجرٍ ... بنو تيمٍ مصابيحُ الظَّلامِ فلزمهم هذا الاسم. ومنهم: بنو عُكْوة. واشتقاق عُكْوة من عَقْد الإزار، وهو أن تشدَّه شدّاً جافياً. والعُكْوة: أصلُ ذنَب الفَرَس. ويقال: عكَوت الشِيء أعكُوهُ عكْواً، إذا شددتَه. قال الشاعر: أيُّما شاطِنٍ عَصَاه عَكَاه ... ثمَّ يُلْقَى في الغُلِّ والأكبالِ ومنهم: الحُرُّ بن النُّعمان، كان له بلاءٌ عظيم في الإسلام أيامَ الرِّدَّة. ومنهم: الأصدَف بن صُلَيعٍ الشاعر. والأصْدَف، مأخوذٌ من الصَّدَف. والصَّدَف: مَيْلٌ في أحدِ رُسْغَي الفرس. فرسٌ أصدفُ والأنثى صَدْفاء. وصدفَ فلانٌ عن كذا وكذا، إذا صدَّ عنه، فهو صادفٌ والصَّدَف من البحر معروف، والجمع أصداف. ومنهم: مُنْهِب بن جازيةَ بن خَيْبَرِيّ، وقد رَبَع. ومُنْهب: مُفعِل من أنهب يُنْهب إنهاباً، والنَّهْب: ما انتُهِب من عسكرٍ وغيره. وهو النَّهاب أيضاً. ومنهم: عَوَانة بن شَبيبٍ بن القَرثَع بن مَشْجَعة. وعَوَانة: فَالة من العون. أَعَنْتُه أُعِينه إعانةً فأنا مُعِين، وهو مُعَان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 ومسجد بني فلانٍ مُعان من النَّاس، أي كثير الأهل. والقَرثَع مِن تقرُّد الصُّوف. تقرثَع، إذا تقرَّد. وامرأة قَرثَع: بَلْهاء. ومنهم: أبو حارثة، ومسعود بن عُلْبة وقيس بن تميم بن أبي ربيع. ومنهم: إياسُ بن المُجِرّ، كان شاعراً. وشِهابُ بن لأُم، كان شاعراً. ومنهم: البُرْج بن مُسهِر بن الجُلاس، وهو أحد المعمَّرين، وفَد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والبُرْج، اشتقاقه من بُروج القصر أو بُروج السَّماء، وهو بالقصر أشبَهُ، لأنّه كان عظيم الخَلْق، فشبِّه بذلك. ومنهم: كِنديُّ بن حارثة، كان فارساً. ومنهم: جعفر بن عَفّان، الشاعر المكفوف، شاعر الشِّيعة. ومنهم: بنو زَنَمة بن عَمرو. ومنهم: بنو لأْم بن عمرو بن طريف، وإليهم البيت. والَّلأُم: السهم المَرِيش إذا استوت قُذَذُه. سهمٌ لأمٌ. وفَسَّرَ قومٌ بيت امرئ القيس: كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 أي سهمين لأمين. والَّلأمة مهموز، وهو السِّلاح، من قولهم: اسْتَلأَمَ الرجل. وفي بعض اللغات الُّلؤمة. ومن رجالهم: أحمر بن زيادِ بن يزيد بن الكِيّس. ومن رجالهم: أوس بن حارثة بن لأمٍ، رأسُ طيِّيء، عاش مائتي سنةٍ. وأنَيْف بن حارثة بن لام، كان شريفاً، وهو أخو أوس. ومنهم: الربيع بن مُرَيّ بن أوس، كان شريفاً مذكوراً، ولِيّ الحِمّى بظهر الكُوفة، ولاَّه الوليدُ بن عُقبة، وكان لولاية الحِمَى قَدْرٌ في ذلك الزَّمان ومُرَئٌ: تصغير مَرء، والجمع مرؤون. أخبَرَ بذلك عيسى بن عُمَر بن رؤبة. ومنهم: ثعلبة بن لأُم، من ولده نَوفل بن زَبْن بن مَشْجَعَةَ كان شريفاً. ومنهم: بِسطام بن شِنْظِير بن أَنَافَ. والشَّنْظير: السَّيِّئ الخُلق الزَّعِرُهُ. ومنهم: عَرَّام بن المنذِر، المعمَّرين، وهو الذي يقول في شعرٍ: والله ما أدرِي أأدركتُ أمّةً ... على عهدِ ذي القرنَينِ أو كنتُ أقْدَما متَى تَنزِعا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا ... جَنَاجِنَ لم يُكْسَينَ لحماً ولا دَما ومنهم: بنو أشنع بن عمرو. وأشْنَع من قولهم: ذِكر فلانٍ أشنَعُ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أي عالٍ مرتفع. فأمَّا أمرٌ شنيع بيِّن الشناعة فأحسِبُه من الأضداد، وتشنِّعَ الثوبُ، إذا تفزَّر. وتشنَّع البعيرُ إذا عدَا عَدْواً شديداً. وهذه غَدْرةُ شنْعاء، أي مرتفعة الذِّكر بالشنعة. قال الشاعر: وكانت غَدرةً شَنْعاءَ فيكم ... تَقلَّدها أبوك إلى المماتِ ومنهم: بنو مَصَادٍ، وبنو حُجَيَّة، وبنو قِرْواش. ومنهم: الكرَوَّس بن زيدٍ الشاعر، وهو الذي جاء بقَتْل أهل الحَرَّةِ إلى الكوفة. قال الشَّعر، ابنُ الزَّبِير الأسديّ: لعمري لقد جاءَ الكروَّس كاظماً ... على خَبَرٍ للمؤمنين وَجِيع ومن رجالهم في الجاهليّة: باعثُ بن حُوَيص، وهو الذي أغارَ على إبلِ امرئ القيس، فقال امرؤ القيس بن حُجْر: تلاعَبَ باعثٌ بنمّة خالدٍ ... وأَوْدَى دِثَارٌ في الخطوب الأوائلِ ودثارٌ: راعي امرئ القيس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 ومنهم عمرو بن مِلْقطٍ الشاعر، وهو رئيسٌ فارسٌ، بعثَه عمرو بن هندٍ على مقدِّمته، فأخَذَ من أخذ من بني تميمٍ يومَ أُوَارة وأحرقَهم بالنَّار، وفي ذلك يقول عمرو بن مِلْقطٍ يخاطب الملكَ عمرو بنَ هند: مَنْ مبلغٌ عمراً بأ ... نَّ المرءَ لم يُخلَق صُبَارة وحوادثُ الأيَّام لا ... يبقَى لها إلاَّ الحجارة ها إنَّ عِجْزةَ أمِّه ... بالسِّفح أسفلَ من أُوارَه تَسفِي الرِّياح خلالَ كَثْ ... حَيْهِ وقد سَلَبُوا إزاره فاقتلْ زُرارةَ لا أرى ... في القوم أوفَى من زُراره فكان هذا سبب توجيهِ عمرٍو إلى بني تميم. ومن بني أشنعَ: عَمرو بن صَخْر بن أشنع، فارس البَقِيرة، الذي طعن زيدً الخيل في حرب الفَساد. البقيرة: اسمُ فرسِه. وحُيَيُّ الفوارسِ بن مَصَاد، ونَهِيك بن قَعْنب بن أوسٍ شاعرٌ، وعَبْسُ الفوارس. ومنهم: الأسَد الرَّهيص، شاعر، وهو جَبَّار بن عمرو بن عَمِيرة، جاهليٌّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 ومن الغَوث ": المفضَّل، أوَّل من قال الشِّعر بعد طيِّئ. ومنهم: إياس بن قَبِيصة بن أبي غُفْر بن النُّعمان بن حيَّة بن سَعْنة، ملكُ الحيرةِ بعد النُّعمان، وهو الذي كان كسرى يَتَيَمَّن به، وهو الذي هَزم الرُّوم لما نزَلوا النَّهَروان، في أيّام بَروِيز. وسَعْنة من قولهم: ما له سَعْنَةٌ ولا مَعْنةٌ. والسُّعن: سِقاء صغير يُنْتَبَذ فيه أو يُستسقى فيه. ومنهم: اللَّجْلاَج بن أوسٍ، الذي رثاه أبو زُبَيد فقال: غير أنَّ اللَّجلاجَ هدَّ جَناحِي ... يوم فارقتُه بأعلى الصَّعيدِ ومنهم: حسَّان فارسُ الصُّبَيْب، الذي حملَ كسرى أُبَروِيز على فرسه يومَ انهزمَ من بَهْرام شُوبين. والحُرُّ بن عمرو بن ثَعلبة بن صُبَيح، الشَّاعر. والطِّرِمَّاح بن عديّ، الذي وَفَد إلى الحسين بن عليٍّ صلوات الله عليهما. ومنهم: ثعلبةُ بن عبد عامرٍ بن أَفْلَتَ، كان شريفاً، وهو صاحبُ وقعةِ يوم المَجَامر. ومن قبائلهم: ثُعَلُ وسَلامانُ وجَرْوَل. والثُّعَل والثُّعَالة: اسمٌ من أسماء الثَّعلب. والثَّعل: سنٌّ زائدة في في الإنسَان. وشاةٌ ثَعْلاءُ: لها خِلفٌ لاصقٌ بضَرْعها. وثُعْل. موضع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 ومنهم: بنو بُحتُر، وبنو عُنَيْن، وبنو عَتُود، وبنو فَرِير. فعُنَين: فُعَيل من عنّ يعِنَ، إذا اعترضَ. وأعنَّ الرجلُ الفرسَ، إذا حبسه بِعِنَانه. وهو مأخوذ من العِنان. والعُنَّة: خَيمةٌ من أغصان الشَّجر، والجمع عُنَنٌ ورجلٌ مِعَنٌّ، إذا كان يعترض في الأمور مما لا يلزمُه. وفرسٌ مِعَنٌّ، إذا كان يعرتض في جَرْيه. والعَتُود: الجدي المستحكِم الذي قاربَ أن يكون ثَنِيّاً، والجمع عِدَّانٌ. والفَرِير والفُرار: ولد البقَرة الوحشيّة. قال لبيد: خَنْساءُ ضَيَّعَت الفَرِير فلم يَرِمْ ... عُرضَ الشقَّائق طَوْفُها وبُغَامُها ومنهم: بنو بُحتُر، بطنٌ عظيم. والبحُتُر: القصير من الرِّجال، وكذلك البُهْتر. ومنهم: بنو سِلسِلة وبنو دَغْش. والسِّلسلة: كلُّ ما تَسَلْسَل من شيءٍ. تَسلسَل البرقُ، إذا استطالَ في عُرْض السَّماء. وماءٌ سلسلٌ وَسَلسَال، إذا كان سهلَ المُزْدَرَدِ. وسلاسل الرَّمل: قطعٌ تستطيل وتتداخل. واشتقاق دَغْش من قولهم: تداغشَ القومُ إذا تدافَعوا وتدارموا. وفيهم يقول حاتم: مواقيرُ من نَخْل ابن دَغْشٍ مكفَّفُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 ومنه: عنترة بن الأخرس الشاعر، جاهلي. ويقال: سقانا فلانٌ شَربةً خَرساء، إذا لم تسمع لها صوتاً من خُثورتها. والخُرْس: ما يُتَّخذ للمرأة من الطعام عند الولادة. والمحرِّسة: التي تُصلح الطَّعامَ للولادة. ويقال: الرُّطَب خُرْسَة مريم عليها السلام، أي إنَّ الله عز وجلّ أطعمَها إيّاه. والخَرْس زعموا: جَرّةٌ يُنْتَبَذُ فيها. ومنهم: مُدلِج بن سُوَيد بن مَرثَد، الذي يقال له مُجِير الجراد، كان عزيزاً منيعاً. ومنهم: جُلَيُّ بن حَوط، كان شريفاً. ومنهم: عَدِيُّ بن عمرٍو الأعرجُ الشّاعر. وابنه بشَّارٌ، شاعرٌ أدرك الإسلام وقال: تركتُ الشِّعر واستبدلتُ منه ... إذا داعِي مُنادِي الصُّبح قاما كتابَ الله ليس له شريكٌ ... وودَعت المُدامةَ والنِدَاما ومنهم: وَبَرة بن سلامةَ بن أوفرَ، الشاعر. ومنهم: عمرو بن المسبِّح، أحد المعمَّرين، عاش مائةً وخمسين سنة، وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الذي يقول له امرؤ القيس بن حُجر: رُبَّ رامٍ من بني ثُمَلٍ ... مخرجٌ كفَّيْهِ من سُتَرِه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 ومنهم: ذَرِبٌ واسمه سُوَيد بن مسعود بن جعفر بن عبد الله بن طَرِيف ابن حُيَيّ الشاعر، وكان ذرِبٌ حَكَم في الجاهلية بِحُكمٍ وافق السُّنَّة. ومنهم: الأخْيَل، وهو أبو القِذَام بن عُبيد بن الأغْشَم الشاعر. والأغشم من الغَشْم، وهو الظُّلم والبغي. ومنهم: رافع بن عَمِيرة الدَّليل، دليلُ خالدٍ بن الوليد. وفيه يقول الشاعر: للهِ عَيْنَاً رافعٍ أنَّي اهتدى ... فَوَّزَ من قُراقِرٍ إلى سُوَّى ومنهم: قَسَامة بن رَوَاحة الشَّاعر. واشتقاق قَسَامة من القَسَم، وهو اليمين. أو من قولهم: رجلٌ وسيم قسيم، أي جميل. والقَسِمَة: الوَجْنةُ وَجْنةُ الوجه. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 كأنَّ دنانيراً على قَسِماتهم ... وإنْ كان قد شفَّ الوجوهَ لقاءُ والقَسْم: قَسم الشَّيء بين اثنين أو جماعةٍ، وهو مصدر. والقِسم: النَّصيب. والقَسَام: الحرُّ الشديد. ولأمُ بن عديٍ، استخلفه عليٌّ عليه السلام على المدائن حينَ رحلَ إلى صِفَين. ومن رجالهم في الإسلام: الهَيْثم بن عديّ، صاحبُ الأخبار والسِّيَر. والهيثم: فرخ النَّسر. ويقال: الهيثم: ضربٌ من الشَّجر. ومنهم: بنو هَذَمة بن عَنَّاب. ومنهم: بنو شَمَّر الذين ذكرهم امرؤ القيس فقال: نَخْلَ قَيسِ بن شَمَّرا ومنهم: الجَرَنْفَس الشَّاعر. واشتقاق الجرنْفَس من الصَّلابة والشدّة، من قولهم: أسدٌ جِرفاس، والنون فيه زائدة. ومنهم: بنو سِنْبِس، وأصله من الهزال واليُبْس، منهم: قيس بن عازبٍ الفارسُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 ومنهم: زيد بن حُصَين بن وَبَرة، صاحبُ الخوارجِ يوم النَّهْرَوان، وكان من عُبَّاد أهل الكوفة. ومنهم: عامر بن جُوَين، وابنه: الأسود بن عامر، كانا سيِّدَين رئيسين. ومنهم: أخزَم بن أبي أخزم، جدُّ حاتمِ طيِّئ. وحاتمُ بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن أخزم. وأخزم الذي يُضرب به المثل فيقال: شِنشنةٌ أعرِفُها من أخزمِ أي نُطفةٌ شَنْشَنَها أخزم. والحَشْرج: الحِسْيُ الصافي الماءَ الباردُهُ. قال الشاعر: شُرْبَ النَّزيف ببردِ ماءِ الحَشْرَجِ والحشرجة: صوتٌ يجئ من الصَّدر عند السُّعال أو المرض. ومنهم: عمرو بن وَهْم بن حُوَيص. والوهم: الغليظ من الإبل وغيرها. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 كأنَّها جَملٌ وهْمٌ وما بقيَتْ ... إلاَّ النَّحِبزَة والألواحُ والعصَبُ ومنهم: يزيد بن قُنَافة الشَّاعر. واشتقاق قُنافة من القَنَف. والقَنَف: إشراف الأذُن وانقلابُها نحوَ الرّأس. ومن ذلك قيل: كمرةٌ قَنْفاء؛ لاستدارتها وقد سمَّت العرب قُنافة، وقُنيفاً، وأقنف. ومنهم: أبو حَنْبل، وهو جارية بن مُرّ، الذي أجار امرأ القَيس بن حُجْر. وله حديث. والحَنْبل: القَصير. ويقال للقرو القصير: حنبل. ومنهم: الطِّرمّاح بن حَكيم بن نَفْرٍ الشاعر. والطرِمَّاح: الطويل. وكلُّ شيءِ طوَّلَته فقد طَرْمَحْته قال الشاعر: طرمَحوا الدُّورَ بالخَراج فأضحَتْ ... مثل ما امتدَّت من ذُؤابة نيقِ ونَفْر إمَّا من النُّفور عَن الشيء، وإمَّا من نَفَرِ الرّجُل: الذين يَنفِرون بُنفوره. ومن ذلك قولهم: " لا في العِير ولا في النَّفير "، أي لا مّمن يخرج في العِبر للتِّجارة، ولا ممن ينف في الحرب. ومنهم: قَيس بن عائذٍ، الذي خاصمَ عليّاً رضوانُ الله عليه في الرَّاية يوم صِفِّين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 وعَبْدلُ بن الجُعَل، صحبَ علِيّاً رضي الله عنه وفيه يقول ابنُ أبي الزَّعراء الشاعر: منّا الذي حَكَمَ الحكومةَ وافقَتْ ... في الجاهليّة سُنَّةَ الإِسلامِ ومن الغوث: عُمَارة بن حَربِ بن لأمٍ الشاعر، وكان من الفُرسان، وهو الذي قَتَل أُطَيطَ المقانِب الطائِيّ، وكان فارسَ جَدِيلة. ومنهم: الخَشْخاش، واسمه حُناش بن أبي كَعب بن عبد الله بن سَعد ابن فَرِير، الذي كان فيه بدءُ حرب الفَساد. وجَوْشَنُ بن وَدِيعة، الشَّاعر. ومنهم: عارقٌ، وهو قيسُ بن جِرْوَة الشاعر. وحابسُ بن سعدٍ، كان على طيِّيء الشامِ مع معاويةَ، وقُتِل بِصِفَين. وكان عمرُ رضي الله عنه ولاّه قضاءَ حمصٍ ثم عزلَه. ومنهم: ثُرْمَلة بن شُعاث بن عبد كُثْرَى الشاعر. والثُّرمُلة: اسمٌ من أسماء الثَّعالب، وهي الأنثى خاصّة، وشُعَاثٌ: فُعال من الشَّعَث؛ رجلٌ شَعِث الرّأس وأَشَعث. وكلُّ شيء بَدَّدتَه وفرّقتَه فقد شعَّثته. وكُثْرَى: تأنيث أكثَر، كما أنَّ كُبرى تأنيث أكبر. وكثرَتْ بنو فلانٍ بني فلان، إذا كانت أكثَرَ منهم، فالفاعل كاثرٌ والمفعول مكثور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 ومنهم: بنو شَمَجَى. وشَمَجَى: فَعَلَى من قولهم: شَمَجت الشيء، إذا خَلَطْتَه بيدك خلطاً خفيفاً. ومنهم: مالك بن كُلْثوم بن ربيعة، وهو الذي يقال له مُخْفِر الفِلْس والفِلْس: صنَم كان لطيِّيء، وكان لا تُخْفر ذمَّتُه، فأخْفره مالك، وله حدث. ومنهم: جبلةُ بن مالكٍ، هذا الذي يقال له ابنُ شَيْماء، الذي ذكره زَيدُ الخَيل فقال: تُبِئتُ أنَّ ابناً لِشَيْمَاءَ هاهنا ... تَغَنَّى بنا سكرانَ أو متساكِرا ومنهم: إياسُ بن الأرَتّ الشاعر. ومنهم: بنو نَبْهان بن عمرو. ومنهم: بنو نابل، بطن. والنَّابل: الحاذق بالشَّيء. قال الشاعر: شديدُ الوَصاةِ نابل وابنُ نابِلِ أي حاذقٌ وابن حاذق، والنابل: حامل النَّبْل ويقال: تَنَبَّل الرجلُ، إذا اسْتَنْجى. ويقال للرجُل: نَبِّلني أحجاراً، أي أعطِني أحجاراً أستعملُها في ذلك المكان. والنَّبيلة زعموا: جِيفة الميِّت. والنَّبَل من الأضداد، للشَّيء النَّبيل والشيء الخسيس. قال الشاعر: افرح أن أُرْزَأَ الكرامَ وأنْ ... أُورَثَ ذَوداً شَصَائِصاً نَبَلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 ومنهم: عبد عمرٍو بن عَمّار بن أُمْتَى الشَّاعر، جاهلي. والعَدّاء، وهو المُقْعد الشاعر، جاهليّ. وحُرَيث بن يزيدَ بن المختلِس، كان فارساً. وبَهْدَلٌ، الشاعر. ومنهم: القَشْعَم بن ثعلبةَ، قاتلُ داهر ملك الهند. ومنهم: الأسود بن عامر بن جُوَيْنٍ الشاعر. وحُبْشِيّ بن حارثة، الجرّاحُ الفارسي. ومنهم: زَيْد الخيل بن مهلهل، فارسٌ مشهورٌ وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وماتَ في رجوعه. وكان سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم زيدَ الخير، وبسَطَ له رداءه، وقل: ما ذُكِر لي أحدٌ فرأيتُه إلاَّ كان دونَ ما وُصِفَ، إلاّ زيد. ومنهم: عُوَيج بن الضُّرَيْس، الشاعر. ومنهم: الأعور، وهو حريث بن عَنّابٍ الشاعر، الذي كان يُهاجي جريراً. ومنهم: بنو المِشْرِ. وسمِّي المِشْر لحمرته. ومنهم: سُدُوس بن أَصْمَع، الذي ذكره امرؤ القيس: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 إذا ما كنتَ مفتخِراً ففاخِرْ ... ببيتٍ مثلِ بيت بني سُدُوسا ومنهم: جَوّاب بن نُبَيط. جَوّابٌ: فعَّال من قولهم: جُبت الشيءَ أجُوبه جَوْباً. إذا قطعتَه. وفي التنزيل: " جَابُوا الصَّخْرَ بالوادِي "، أي قَطعوه. والله أعلم. والمِجْوَب معروف، وهو الحديدة، التي يَستعمِلها الحدَّادون، غليظةُ الرّأس. والجَوْبة: حُفْرة بين البيوت، لأنَّها انجابت. ونُبَيط: تصغير أنبَط، والاسم النَّبَط، وهو الفَرسُ الذي ابْيَضَّ بطُنه وما سفَل منه، وأعلاه من أيِّ لونٍ كان. والنَّبَط: نَبط البئِر، وهو أوّلُ ما تستخرجه من مائِها. قال الشاعر: قريبٌ تَرَاه لا ينال عدوُّه ... له نَبَطاً، عند الهوانِ قَطوبُ واستنبط فلانٌ بئراً وأنبطها، إذا حَفَرها. واستنبطت هذا الأمر إذا فكَّرتَ فيه فأظهرتَه. ومنهم: وَزَر بن جابر، وهو الذي قَتل عَنترة العَبْسيّ. وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُسِلم. والوَزَر: الملجأ. وفي التنزيل: " كَلاَّ لا وَزَرَ " والوِزْر: الإثم. وسمِّي وزيرُ الخليفة لأنّه يتحمَّلُ عنه أوزارَه؛ كذا قال بعضُ أهل اللغة، وقل قومٌ: الوَزِير المُعِين، مِن وازَرْتُه على كذا وكذا، إذا أعنْتَه عليه. ومنهم: بنو الصَّامت. يقال: لفلانٍ من المال صامتٌ وناطق. فالصَّامت: ما كان من العَين والورِقِ. والنَّاطق: ما كان من الماشية. ومنهم: قَحطَبة بن شَبِيب، أحدُ نقباء بني العبَّاس. وقَحطَبة: جدُّ حُمَيد ابن قَحطبة، الذي يقال له حُمَيدٌ الطُّوسيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 ومنهم: بنو بَوْلان. وبَوْلان: فَعْلان من قولهم: رجلٌ بُوَلَةٌ: كثير البَول والبُوَال: داءٌ يصيب الغنَم فتبولُ حتَّى تموت. فمن بني بولان: مِعْترٌ، أحد فُرسانهم، قَتَل ملكاً من ملوك بنو جَفْنة كان غَزَاهم. ومنهم: بنو صَيْفِيّ، وهو سادن الفِلْس. ومنهم: خالد بن عَنَمة الشَّاعر، جاهليّ. ومنهم: قَلْطَفٌ الكاهن. والقلطفة: الخِفَّة في قِصَر جسم. رجال سعد العَشيرة يسمَّون مَذحِج، ولدُ مالك بن أدَد، وهو مَذحج، ومَذحجٌ: أكَمَة وُلِدت عليها أمُّهم فسُمُّوا: مَذْحِجاً. ومَذْحج: مَفعِل من الذَّحْج، من قولهم: ذحَجْتُ الأديمَ وغيرَه، إذا دَلَكُتَه. فمن بني سعد العشيرة: عُلَة بن جَلْد وعُلَة اسمٌ ناقص، مثل قُلَة وكُرة؛ وهي الخشبة التي تسمَّى القاقَبِين. فاشتقاق قُلَةٍ من قلا يَقْلو، من العَدْو الشديد. وكُرَة من كرا يكرو. فكأنَّ عُلَة من عَلاَ يعلو. فمن بني عُلَة: النَّخَع قبيلة، وأخوه جَسْر. وسمِّي النَّخَع لأنَّه انتخعَ عن قومه، أي بعُد عنهم. والنِّخاع: عصَبة تنتَظِم قَفَار الإنسان وغيره. ونَخَعت الشاةَ إذا شققتَ نَحرها ليخرجَ الدَّمُ بعد ذَبْحها ليخرج دمُ فؤادها. فمن قبائل النَّخَع صَلاَءة، ورزام. والصلاءة معروفة، صلائة العطارِ، واسمه معاوية بن حزن بن موألة. ومنهم: الحمَاس، والحارث، وهو خيثمة، بطن؛ وكَعب، وهو الأرَثُّ، بطن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 والأرَتُّ: الرجل الذي في لسانه حُبْسَة. يقال: رجلٌ أرثُّ، وهو الرَّتَت. وزعمَ قومٌ أنّ الرَّتَّ الخِنزير الذَّكَر. ولا أعلمَ صحَّتَه، والجمع رُتوت. ومن رجالهم: عبدُ المَدَان، وعبد الحِجْر بن عبد المَدَانِ. ولابنِ الكلبِّي في المَدَان خبرٌ ليس هذا موضعَه. وهو البيت. وقد وَفَد على النبي صلى الله عليه وسلم وأحسِب أنَّ المَدَان صنَم، واشتقاقه من دَان يَدين. والدِّين: الجزاء. والدِّين: الطاعة والدَّأب. قال الشاعر: تقول إذَا درأتُ لها وَضِبني ... أهذا دينُه أبداً وديني وقال في الطاعة زَعَموا في التَّنزيل: " ما كانَ لِيَأخُذَ أخاه في دِين المَلِك " أي في طاعة الملِك. والدِّين: المِلّة. واشتقاق المدينة كأنَّها مَفْعِلة من هذا وكان الأصل مَدْينة مَفْعِلة، فقلبوا كسرة الياء على الدال وأسكنوا الياء. وقال: الدِّين: الحساب؛ وهو راجعٌ إلى الجزاء. فمن رجالهم: الربيع بن عُبيد الله بن عبد الله بن عبد المَدَان، قتلَه بُسرُ ابن أبي أرطاةَ لمَّا بعثه معاويةُ إلى اليَمن؛ وله حديث. ويحَابر بن مالك، وهو مُرادٌ. وإنَّما سمِّي مراداً لأنه أول من تمرَّد باليّمن. ويزيد بن عبد المَدَان، كان شريفاً شاعراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 والحارث بن عبد المدان، قتلَهُ جَرْمٌ. وزياد بن النَّضْر، شهد مع عليٍّ رضي الله عنه المَشَاهدَ كلَّها، وكان على المقدِّمة يوم صِفِّين. وأصعَرُ بن الحارث، صاحبُ القادسيّة على بني الحارث. وجَعْفر بن عُلْبة، كان شاعراً فارساً يُغير على بني عُقَيل، فقُتِل صبراً بالمدينة. وبنو عبد المدان أحدُ بيوتاتِ العرب الثَّلاثة، وهم بيت زُرارة بن عُدَس في بني تميم، وبيت حُذَيفة بن بدر في فَزارة، وبيت عبد المدان في بني الحارث. ومن رجالهم: الرَّبيع بن زِياد بن النَّضر بن بِشر بن مالك بن الدَّيْان بن عبد المَدَان. وَلِيَ خُراسان وفتح بعضَها، وكان عمر رضي الله عنه يقول: دُلُّوني على رجلٍ إذا كان وهو أمير فكأنه ليس بأمير، وإذا كان ليس بأمير فكأنّه أميرٌ بعَينه، مِن تواضُعه. وكان خيراً وكانت له منزلةٌ عند عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. وأخوه: المهاجر بن زِياد، قُتِل مع أبي موسى بِتُستَر. ومنهم: المخرِّم بن حَزْن بن زياد، وقد رأسَ، وكان شاعراً. ومُخَرِّم: مفعِّل من الخَرْم، وهو خَرْمك الشَّيء. والمَخْرِم النَّقْب في الجبَل، والجمع المخارم. والخَوْرمة: الصَّخرة يكون فيها نَقْب. والخرم: مَخرِم الكَتِف، وهو موضُع انقطاعِ عَيْره. والعَيْر: العظم الناتئ في وسطه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 ومنهم: الهِجِرس بن الحُرّ، كان جواداً شريفاً. والهِجرِس: ولدُ الثَّعلب. ومنهم: مَرْسُوع بن الحارث، قتلته بنو أسدٍ في الجاهليّة. ومنهم: الحارث بن زياد بن الرَّبيع، لم يكنْ في الأرض عربيٌّ أبصَرَ منه بنجم. وسعد بن تميم: أحدُ السبعة الذين قصَدوا في الطَّعْن على عثمان رضي الله عنه حتَّى قُتِل عثمان. ومنهم: يزيد بن أبانَ الشاعر، نابغة بني الحارث، وقد مرّ. ومنهم: بنو الحِمَاس، وقد مرَّ منهم النَّجاشيُّ الشاعر، واسمه قَيس بن عمرو. وأخوه: خَدِيجٌ كان شاعرا. والنَّجاشيُّ اسم ملك الحبشة، فإنْ جعلتَه عربيَّاً فهو من النَّجْش. والنَّجْش: كشفُك الشِّيء وبحثُك عنه. ورجل مِنْجَشٌ ونَجَّاشٌ، إذا كان يكشِف عن أمور النّاس. ومَنْجَشٌ: عبدٌ كان لقيس بن مَسعودِ بن قيس بن خالد، وكان كسرى وَلى قيساً الأُبُلَّة وجعلها طُعْمةً له، فاتَّخذَ منجشٌ المَنْجَشانِيّة، وكان يقال لها: رَوضة الخيل. ومن فرسانهم المذكورين: المأمور، وهو الحارث بن معاوية الكاهن، وكانت مَذْحِجُ في أمره تتقدَّم وتتأخر. ومنهم: سَلَمة ذو المَرْوَة بن صَلاة بن كعب، وقد رأسَ. وسمِّي ذا المَروةِ لأنَّه رمَى رجلاً بمروةٍ فقتَلَه. والمَرْو: الحجارة تكون في سُفوح الجبال، والجمع مَرْوٌ. وأحسِب أنَّ اشتقاق مَرْوانَ منه. ومن فرسانهم: مُزاحم بن كعب بن حَزْن، هو الذي يقول له عامرُ ابن الطُفَيل: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 ولقد رأيتُ مزاحماً فكرِهتُه ... ولقد حفظتُ وَصَاة أمِّ الأسودِ ومنهم: الطُّفيل اللَّجْلاَج، وأخوه مُسهِر، كانا فارسين بَطَلين. ومُسهرٌ هذا فقأ عينَ عامر بن الطُّفيل يوم فَيْفِ الرِّيح بالرُّمح، وفيه يقول عامر: لَعَمرِي وإذا عَمرِي عليَّ بِهَيِّنٍ ... لقد شانَ حُرَّ الوجهِ طعنةُ مُسهِرِ ومنهم: عبدُ يغوثَ بن الحارث بن وقَاص، قُتِل يوم الكلاب وكان عل مَذحِج يومئذٍ. ويَغُوث: صنَم معروف، وقد ذُكر في التنزيل. ومن رجالهم: شَرِيك بن الأعور، وهو الذي خاطبَ معاوية وله حديث، فقال في ذلك: أيشتُمني معاويةُ بن حربٍ ... وسيفي صارمٌ ومعي لساني وزُهيرة، وقَطَن وجَفْنة، وعمرٌو، وزيد، وجُمانة: بنو ربيعةَ بن مالك ابن ربيعة، وهم فوارس الأغراض؛ وكانوا رماة لا يُخطئون. منهم: أُبَيّ بن معاوية بن صُبح، كان فارساً، وأخوه كان شاعراً. وأيَّاه عنَي عمرو بن مَعْد يكَرِبَ بقوله: وابنُ صُبحٍ سَادِراً بُوعِدني ... ما له ما عشتُ في الناس مُجِيرُ ومنهم: عاهانُ بن الشَّيطان، كان شريفاً. واشتقاق عاهانَ من العاهة؛ من قولهم: رجل مَعُوهٌ، إذا كانت به عاهة. ورجل مُعِيةٌ، إذا وقعت في إبله عاهة. من قولهم: رجل مَعُوهٌ، إذا كانت به عاهة. ورجل مُعِيةٌ، إذا وقعت في إبله عاهة. وعَوَّهَ بالمكان، إذا أقامَ به. قال الراجز: شَأْزٍ بمن عَوِّهَ جَدْب المنطَلَقْ والمعوَّهُ: الموضع الذي يُقيم به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 ومنهم: بنو قَنَان. واشتقاق قَنَان من قولهم: قَنَّ في الجبل واقْتَنَّ، إذا صار في قُنَّتِه، أي أعلاه. والقُنان بضم القاف: رُدْن القميص، لغة يمانية. والقِنُّ: العبد بين العبدَين؛ والجمع أقنان. وقال بعضُ أهل اللُّغة: عبدٌ قِنٌّ، وعَبدانِ قِنٌّ، والجمع قِنٌّ، الواحد والجمع فيه سواء. فمن بني قَنَان: الحُصَين ذو الغُصَّة، كان فارساً، رأسَ بني الحارث مائةَ سنة، وسمِّي ذا الغُصَّة لأنّه كان يغتصُّ إذا تكلَّم، يصعُب عليه الكلام. وأصل الغَصَص بالرِّيق ونحوِه؛ فإذا كان بالرِّيق فهو غَصَص، وإذا كان بالماء فهو شَرَقٌ، فإذا كان من مرضٍ أو ضَعْف فهو جَرَضٌ، فإذا كان من كَرْبٍ أو بكاء فهو جَأْزٌ. جنْز يَجْأَز جَأَزاً. ومنهم: شدَّاد بن الأوبر، من فُرسانهم؛ وهو الذي عنَى النجاشيُّ بقوله: بالله لو نحنُ أجَرنْا القشعما ... ما بلَّ شدّادٌ دَرِيسَيْهِ دَما واشتقاق الأوبَر من البعير إذا كان كثيرَ الوَبَر. والوَبْر: دويْبَّة. معروفة؛ والجمع وِبَار، وبنات الأوبَر من الكمأة، صغارٌ سود. قال الشاعر: ولقد جَنْيتك أَكْمُؤاً وعَسَاقلاً ... ولد نَهَيتك عن بناتِ الأوبرِ ووبَّرَت الأرنبُ توبيراً، إذا مشَتْ على وَبَر قوائمها لئلا يُقْتَّص أثرها. ومن رجالهم: الهَيْجُمَانُ بن مالك. وهَيجُمان: فيعُلان من قولهم: هجومت البيتَ إذا هدمتَه، فالبت مهجوم، إذا كانَ من شَعَر. قال الشاعر: بيتٌ أطافتْ به خرقاءُ مهجومُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 ومن رجالهم: هند بن أسماء، الذي قَتَل المنتشر بن وهبٍ الباهلي وله يقولُ أعشى باهلة: قتلتَ في حَرَمٍ منّا أخا ثقةٍ ... هندَ بنَ أسماءَ لا يَهْنِئ لك الظَّفرُ واشتقاق هِنْد من التَّهنيد، والتهنيدُ: الملايَنة والسُّكون. قال الراجز: شاقَكَ من هَنَّادة التَّهنيدُ والهند: جِيل معروف تُنسَب إليهم السُّيوف الهنديّة والهِندُوَانِيَّة. وهَنّادٌ: اسم وهُنَيْدَةُ: المائة من الإبل معروفة، لا يدخلها الألف واللام. قال الشاعر: أعطَوْا هُنَيْدةَ يحدوها ثمانيةٌ ... ما في عطائهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ ومنهم: بنو مُسْلِيَة، بطن ومُسْلِية: مُفعِلة من أَسْلَيْته عن كذا وكذا. وهو السُّلوُّ والسُّلوان. ويقال: سَقَيتنِي عنكِ سلوةً، أي عمِلتِ بي عملاً سلوتً عنك. فأمَّا سَلأْت السَّمن فمهموز، أَسْلَوُه سَلأً، وهو السِّلاء ممدود. والسُّلَيُّ: موضعٌ معروف، والسُّلْوانة: خرزَة من خَرَز الأعراب يعلِّقونها على العاشق ليسلوَ بزعمهم. قبائل النَّخَع الحارث بن ثعلبة بن ناشرة الأبيض الشاعر، جاهليٌّ. منهم: بنو رَدَاةَ، من ولده: كعبُ بن رَدَاة، الذي طال عُمره فقال: لم يبقَ يا خَلْدَة مِن بناتي ... أبو بنينَ لا ولا بناتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 ولا عقيمٌ غير ذي بتاتِ ... من مَسقَط الشِّحرِ إلى الفراتِ إلا يُعَدُّ اليومَ في الأموات ... هل مشترٍ أبيعُه حياتي والرَّدَاة: الصَّخرة التي تَرمِي بها حجراً لتكسرَه. رديتُه بالصَّخرة أرديه رَدْياً. ومنه قولهم: مِرْدَى حروبٍ، أي يُقذَف به فيها والرَّدَى: الموت، معرو. ردِيَ يَردَى ردًى فهو رَدٍ كما ترى، في وزن فَعِل. وردَى البعيرُ والفرسُ رَدَيَاناً، وهو ضربٌ من المشي. وردُؤ الرجلُ فهو رديءٌ والمصدر الرَّداءة مهموز. ومنهم: الأشتر، وهو مالك بن الحارث بن عبد يغُوث بن مَسلَمة بن ربيعةَ ابن الحارث بن جَذِيمة. ومنهم: بنو جَسْر بن سعد، وقد مرّ ذكره. ومنهم: الحجَّاج بن أرطاةَ الفقيه. والأرطى. ضربٌ من النَّبت، والجمع أراطَى. وأديمٌ مأروط، إذا دُبغَ بالأرطى. ومنهم: إبراهيمُ بن يزيدَ الفقيه. ومنهم: سِنانُ بن أنسٍ، قاتلُ الحَسين عليه السلام. ومنهم: شَرِيك بن عبد الله القاضي، وحَفْص بن غِياثٍ، ولِيَ القضاءَ أيضاً. ومنهم: بنو صُهْبان. فمنهم: كُمَيلُ بن زيادِ بن نَهِيك بن الهَيثم، صابُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 عليّ بن طالب رضوانُ الله عليه، فقتلَه الحجَّاج بعد ذلك. وكُمَيل من الكمال والنَّهِيك: الشجاع. والهيثم: ولد النَّسر. ومنهم: الأرقم بن جَهِيش، وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجَهِيش: فعيلٌ من قولهم: أجهشَ الرّجُل إذا همَّ بالبكاء. قال الشاعر: جاءت تشكِّي إليَّ النَّفسُ مُجْهِشةً ... وقد حَملتُكَ سبعاً بعد سبعينا ومن رجالهم في الإسلام: العُرْيان بن الهيثم بن الأسود بن أُقَيش، وليَ شُرَط الكوفة لخالد بن عبد الله، وكان خطيباً شاعراً. ومن قبائل مذحج: بنو رُهاء ممدود، بطن. وهو فُعَال من قولهم: عيشٌ راهٍ، أي ناعم ساكن. ويقولون: أَرْهِ على نفسك، أي ارفق بها، والرَّهاء: الفَضاء من الأرض. واختلفوا في الرَّهْو فقالوا: هو العلوّ منها. وقالوا: هو المُتهبِط منها. وهي الرّهوةُ، إمَّا ارتفاعٌ وإمَّا هُبوط، كأنَّها من الأضداد. ومن بطونهم: بنو منبِّه بن حرب بن يزيد، والحارثُ، والغَلِيُّ، وسَيْحان وشُمِران، وهِفَّان. يقال لهم جَنْب لأنَّهم جانَبوا قومَهم. ومنهم: بنو صَدَاء. وصُدَاء: فُعال من قولهم: سمعت صُداءَه، أي صِياحه. وأمَّا الصَّدَى بفتح الصاد، فالصَّوت الذي يرجِع إليك من جبلٍ أو واد. ومن بني سعد العشيرة: الحكَمُ وجُعْفِيّ. فمن بني الحكم بن سَعدٍ: بنو جُشَم، وبنو سِلْهِم، وبنو مَظَّةَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 واشتقاق سِلهِم من قولهم: اسلَهمَّ الرجلُ، إذا ضَمُرَ وجِسمٌ مُسْلَهِمٌّ. والمظُّ: رُمَّان البرّ. ومن بني الحكم: الجرَّاح بن عبد الله بن جُعادة بن أفلَح بن الحارث بن دَوَّة، صاحبُ خراسان. وهو مولى هانئٍ، أبي أبي نُواس. وجُعادة: فُعالة من الجَعْد. والدَّوّة والدَّوّ: القَفر من الأرض. قبائل جُعفيّ واشتقاق جُعْفيّ من قوله: جعَفت الشيء أجعَفه جعفاً، إذا اقتلعتَه من أصله. وضربَه حتَّى انجعف، أي انصرع. في الحديث: " حتَّى يكونَ انجعافُها مرّةً "، أي تنقلع بِمَرّةٍ واحدة. ومن رجالهم: أسماء بن دَهر بن الحَدّاءِ، قد رأسهم دهراً. وكان فارساً، قتلَتْه بنو جَعْدة بن كعب. والحَدّاء: فَعَّال من قولهم: حدَوت الإبلَ أحدُوها حَدْواً. والحُدَاء معروف. قال الراجز: حَدوتُها وهي لكَ الفِداءُ ... إنَّ غناءَ الإبلِ الحُداءُ ومنهم: بنو شَراحيل بن الشَّيطان بن الحارث، رأَسَهم دهراً، وكان بعيدَ الغارة، وهو الذي يقول له عمرو بن معدي كرب: وهُمْ بَثُّوا على الدَّهْنا جُيُوشاً ... يُعيدُ بها شَراحيلٌ ويُبْدِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 ومنهم: علقمة الحَرَّابُ بن مالكِ بن حُجْر، رأسهَم دهراً بعد شَراحيل. ومنهم: جُمَانة بن شُرَيحٍ الشَّاعر. والجُمَان: ضربٌ من الحَلْي. ومنهم: المُغْمِض، وهو قيس بن المثَلَّم. والمُغْمِض: مُفْعِل من قولهم: أغمضت عن كذا وكذا، وغمَّضت عنه، إذا تجاوَزْتَ. والغُمْض والغُمَاض والتَّغميض واحد، من النَّ؟ وم. والغَمْض: المُنهبِط الغامض من الأرض، والجمع أغماضٌ وغموض. ومنهم: الجَرَّاح بن حُصَين، الذي قال له عبد الله بن الزبير لما ولاَّه وادي القُرى فنهب تَمْرَه، فجعل يَضرِبه بالدِّرّة ويقول: " أكلتَ تَمْرِي وعَصَيت أمري! ". ومنهم: زَحْر بن قَيس، كان شريفاً فارساً، وأولادُه أشراف. وجبلةُ بن زَحْر، قتل يوم دَير الجماجم وحُمِل رأسُه على رمحين، فقال الحجاج: يا أهلَ الشَّام، ما كانت فتنةٌ قطُّ فَتَجَلت حتَّى يقتلَ عظيمٌ من عظماء اليمن، وهذا من عظمائِهم. وجَهمُ بن زَحْر، دخل هو وسعدَ بن نجدٍ الأزديُّ على قتيبة فقتلاه. ومنهم: جَمَّال بن زَحْر، كان فارساً. ومنهم: الوَحْف، وهو مالك بن ثَعْلبة، قد رأس دهراً. والوَحْف من قولهم: شعرٌ وحف، إذا كان كثير النَّبات؛ وكذاك الشَّجر، إذا كان كثيرَ الأوراق. ومنهم: سلَمة بن يزيد بن مَشْجَعة، وفدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 ومنهم: عُبَيد الله بن الحُرّ بن عمرٍو، الفاتكُ الشاعر. ومنهم: القَشْعم بن عمرو، كان سيّداً جواداً. ومنهم: عبد الله بن مَطَر، يلقب مُزَلِّجاً. وأصل التَّزليج القِلّة. يقال: عطاءٌ مزلَّج: قليل. وسهمٌ زالج، إذا مرَّ على وجه الأرض. ومنهم: الأسعر بن أبي حُمْرانَ الشَّاعر، وسمِّيَ الأسعرَ ببيتٍ قاله: فلا تَدْعُني قومي لسعدِ بن مالكٍ ... لئن أنا لم أُسْعِر عليهم وأُثقِبِ ومنهم: الشُّويعرِ، وهو محمَّد بن حُمران، وهو أحد من سُمِّي في الجاهلية محمداً. وسمَّاه امرؤ القيس شُويعراً. ومنهم: سُوَيد بن غَفَلة بن عَوسجة الفقيه، أدركَ النبي صلى الله عليه وسلم ورحلَ إليه، فقدِمَ المدينةَ وقد قُبِض عليه السلام، وصحِبَ أبا بكرٍ وعُمر وعثمانَ وعليَّاً رضوان الله عليهم واشتقاق غَفَلة من قولهم: غفّلت الشَّيءَ، إذا سَتَرت عنه. وناقةٌ غُفْلٌ: لا آثار بها. وصحراءُ غُفْلٌ: لا عَلَم بها. ومنهم: الكُداع، وقد رأسَهم، واسمُه معشر. وكُدَاع: فُعال من قولهم: كدعت الشيء، إذا كففتَه وقهرته، أكدَعُه كَدْعاً. ورجلٌ كُدَعة: ليِّنٌ ذليل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 ومنهم: أبو عَمِيرة عروةُ بن جابر بن عائذ. ودِينار بن بادية، الشاعر. وجابر بن يزيدّ بن بَرَاء الفقيه. والمختار بن كعبٍ، الشاعر. ومنهم: أبو الشَّعثاء، الشاعر. ومنهم: البَراء بن عِكرِمة، له بئر المبارك في جعفِيّ، في مَقبُرة جعفّيٍ بالكوفة. ومنهم: أبو خيثمة تميمُ بن معاوية، الفقيه. ومنهم: الحجَّاج بن مسروقِ بن كَتِيف بن الكُداع، قُتل مع الحسين رضي الله عنه. وتميم بن عبد الله، كان فارساً شجاعاً. ومنهم: عبد الله بن إدريسَ الفقيه، من الزَّعافر. ومنه: بنو بُندُقة، قال الشرقيُّ في قول الصِّبيْان: " حِدَأَ حِدأَ، وراءك بندقة ". كان أصلُ ذلك أنَّ الحَدَأ أغارات على بُندقَة هؤلاء فقال الناس: حِدأة وراءك بُندقة. ومنهم: الخَلِجُ الشاعر، واسمه عبد الله وسمي الخلج لقوله: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 كأنَّ تخالج الأشطان فيها ... شآبيبٌ تَجُود من الغوادي وأصْلُ الخلْج من الانتزاع. خلجتُ الشَّيء من الشيء، إذا انتزعتَه منه. والخليج: نهر صغير يُختَلج من نهرٍ كبير أو من بحر. وقولهم: اخْتَلَجَت عينُه، كأنَّه تحرُّكٌ، وزوالُ شيءٍ عن شيء. والخَلَج: داءٌ يصيب الطَّير فتسترخي أجنحتُها فتسقُط. والخُلْج: بطنٌ يزعُمون أنَّهم من قريش، منهم ابنُ هَرْمة الشاعر. ومنهم: الحمدُ والعدل: ابنا جَزْء بن سعد العشيرة. كان العَدْلُ على شُرَط تبّع، فكان تبّعٌ إذا أرادَ قتل رجلٍ دفَعه إليه، فقال الناس: وُضِع على يَدَيْ عدل. ومنهم: أبو الجَنُوب سَلاَّم بن حَرِّيِّ الشاعر، شهِد قتلُ الحسينِ صلوات الله عليه، وكان يُعِين عليه. وأخذَ جملاً يستقى عليه، فسمَّاه حُسَينا. ومنهم: مالكُ بن مُشوَّف بن أسد. وقد رأسَ، مِن قِبَلهِ نالت وِلادةُ مذحجَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. ومُشوَّف من قولهم: شُفت الشيء أشُوفه شَوفاً، إذا جَلَوْتَه وحسَّنْته. قال الشاعر: ولقد شرِبتُ من المُدامةِ بعدما ... ركَدَ الهواجرُ بالمَشُوف المُعْلَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 يعني الدينار، ومنه قيل: شوَّفتُ المرأةَ، أي جلوتُها. وامرأةٌ مُشَوّفة، إذا تزيَّنت. ومنهم: خَيْشَنَةُ بن جابر، كان من رجالهم. وخَيْشنة: فيعلة من الخُشونة. والأخشَن من الرِّجال: الصُّلْب الشديد. وكذلك صخرةٌ خَشْناء: غليظة صلبة. ومنهم: بنو أَوْدٍ، ومنبّه، وهو زُبَيد. وزُبَيد: تصغير زَبْد، والزَّبْد: العطية. زبدته أَزْبِدُهُ زَبْداً. وإنما قال: مَن يَزْبِدْني رِفْدَه؟ فسمى زُبَيْداً. والزُّبد معروف. والزُّباد: ضربٌ من النَّبت. وَزَبَدُ البعيرِ والبحْر وغيرِه معروف. وتزبيد القُطن: نَفْشه، عربيٌّ معروف. والزَّبادَةُ، هذا الطِّيب، لا أدري ما أصلهُ. ومنهم: بنو ألْوَذَ وقَرَنٍ: بطنان، منهم: أُوَيْسٌ القَرَنيّ. وألْوَذ: أفعلُ من قولهم: لاذَ بالشيء يلُوذ لَوْذاً ولَوَذاناً. ومن بني زُبيد: عَمرو بن مَعدِ يكرب بن عبد الله بن عَمرو بن عُصْم ابن عَمرو بن زُبَيد، فارسُ العرب، أدركَ الإسلامَ وشهِدَ القادسيَّة، ومات على فِراشه من حيّةٍ لسَعْته. ومنهم: مَحمِيَةُ بن جَزْء، كان على المَقَاسم يومَ بدر، وهو حليفٌ لبني جُمَح. ومَحمِيةُ مَفعِلة من قولهم: حَمَيْت المكانَ أحمِيه حمايةً، إذا جعلتَه حِمًى. وأحميتُه، إذا أصبتَه حمّى، وحوامى الفَرس: مِن عن يمينِ حافر الفرس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 وشِمالها، الواحدة حامية، والجميع حوامي. وأحميتُ الحديدةَ إحماءً. وحوامِي الجبَل: أطرافُه التي تحمي مَنْ صار إليها. والحمِيَّة من الغضَب معروف. وفي التنزيل: " حِميَّةَ الجاهليّة " وقد سمت العرب حُمَيّاً. فإمّا أن يكون من هذا وإما أن يكون تصغيرَ أَحَمّ. والأحمُّ: الأسود يَضرِب إلى حُمْرة. وفرسٌ أحمُّ كذلك. وحُمَيَّا الخمر: سَورتُها. ومنهم: عاصمُ بن الأصقَع الشاعر. والأصقع: طائر أبيضُ الرأس شبيهٌ بالعصفور، والأنثى صَقْعاء، وكذلك عُقَابٌ صقعاء، إذا كانت كذلك. ومنهم: المُخَزَّم بن سَلَمة، أحد بني مازن بن مالك، الذي قَتل عبدَ الله ابن معد يكرب، أخا عمرٍو، براعِي إبلِه. وكان ذلك سببَ خروج بني مازنٍ من مّذْحِجَ إلى بني تميم، ولهم حديث. وفي ذلك يقول الأَفْوَهُ الأَوْدِيّ: خليلانِ مختلفٌ نَجْرنا ... أُحِبُّ العَملاء ويَهوَى السِّمَنْ أريدُ دماءَ بني مازنٍ ... وراقَ المعلى بياضُ اللَّبَن ومن بني أودٍ: الأَفْوَاه الأوديّ الشاعر. ذكر يَحَابر وهو مراد. ويَحابِرُ: جمع يَحبورة، وهو ضربٌ من الطير. ومنهم: كعب بن الأسلَع بن عمرو، قُتِل مع حُجْر بن عديّ. فمن مراد: فَرْوة بن المَسِيك الشاعر. ومنهم: جُعَيد، واسمه حُجْر، وهو قاتل عَمرو بن مامة اللَّخْمِي، وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 ومنهم: شَرِيك بن عمرو بن عبد يَغوث، شهدِ القادسيَّة. ومَعْدان بن المتوَّج، كان يُغير على أهل حَضْرمَوت فيأخذُ طعامَهم. ومنهم: عمرو بن قِعاس بن عبد يَغُوث الشَّاعر. وقِعَاس من التَّقاعُس. ومنهم: أبو الفِصَّة الشاعر، وجاهليّ. ومنهم: بنو جَمَل، بطنٌ منهم هِندٌ الجَمَلِيّ، الذي قُتِل مع عليّ صلواتُ الله عليه يومَ الجمل. وإيّاه عَني عَمرو بن يَثرِبيّ: قلتُ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِي ... وابناً لصُوحان علَى دينِ عَلِي فأسَرهُ عَمَّار بن ياسر فجاء به إلى عليٍّ رضي الله عنه فأمّر بقتْله ولم يقتُل أسراً غَيره، فقيل له في ذلك فقال: إنَّه زعم أنَّه قَتَلهم على دين عليٍّ ودينُ عليٍّ دينُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. بنو زُبَيْد: منهم: شَرْمح بن الفُحَيْل بن جَزْء بن قيس بن ربيعة بن زُبَيد، كان فارساً يُغير مع عمرو بن مَعْدِ يكرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 ويزيد بن شُرَيح بن شُرَاحيل، كان شاعراً. ومنهم: زُهَير بن خَنْساء بن كعب، من فرسان جُعْفيٍّ، جاهليّ. وأبو جُمَيْر بن خَنْساء، الذي قتل المُرادِيّ. ومنهم: عافيةُ بن يزيد بن أبي قيس، ولِيَ القضاء للمهديّ. وعافية بن شدّاد بن ثُمامة، قُتِل مع عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه يومَ النَّهرَوان. ومنهم: الأسود بن يَزِيدَ الفقيه، من أصحاب عبد الله بن مسعود. ومنهم: بنو رَدْمان بن ناجيةَ بن مُراد، منهم: قَرَن بن رَدْمان الذين منهم: أوَيْسُ بن عمرِو بن جَزْء بن مالك بن سعد بن عَمرو بن عُصْوان بن قَرَنٍ القَرَنيُّ، كان من خيار التَّابعين. ومنهم: هُبَيرة المكشوحُ، سيِّد مراد. وابنه: قيسٌ فارسُ مَذحِج، وهو الذي قتل الأسودَ العَنْسيِّ الذي تنبأ باليمن. ومنهم: بنو زَوْف، والرَّبَض، وصُنَابح. وزَوْف: مصدر زاف يزوف زَوْفاً، وهو الطَّفْر من موضعٍ إلى موضع. وزافت الحمامة تزيف زَيفَاناً. والرَّبَض من أشياء: إمَّا من أرباض البطن، وهي الأمعاء؛ وإمَّا من ربَض المدينة، وهو ماربِّض حولَها. وربَضُ الرَّجل: أهلُه وامرأته. قال الشاعر: جاءَ الشّتاءُ ولمَّا اتَّخِذْ ربضاً ... يا ويحَ كَفَّيِّ من حَفْر القَراميصِ ومرابض الغنم معروفة، واحدها مَربِض. والرَّبيض: القَطيع من الغنَم. ويقال: جاءنا بثريدٍ كربْضَة الخَرُوف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 ومن الرِّبَض: صَفْوان بن عَسَّال، صحب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قوم: إنّه من صُنَابِحَ. وعَسَّال: فعَّال من العَسَلاَن، وهو ضربٌ من العَدْو فيه اضطرابٌ. واشتقاق صُنَابح إنْ كانت النون زائدة من الصُّبح، وهو الضَّوْء. وقال قوم: الصُّنَابِح: العَرَق المُنْتِن. فإن كانَ كذلك فهو فُعَالِل. رجال عَنْس بن مالك العَنْس: النَّاقة الصُّلبة. ومنه قولهم: عَنَسَت المرأة، إذا كبِرت ولم تتزوَّج، وكذلك الرَّجُل. وقال: حتَّى أنت أَشْمَطُ عانسُ ومنهم الأسود بن كعب بن غَوْث، الذي تنبأ باليمن. ومنهم: عمَّار، والحُرَيْث، وعبد الله بنو ياسرِ بن عامر بن مالك بن كِنانة بن قيس بن الحُصَين بن الوَذِيم بن ثَعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عَنْس. والوذِيم من قولهم: وذَّمْت الناقةَ توذيماً، إذا قطعتَ من حيائها شبيهاً بالثآليل، تمنع من اللِّقاح. ووذّمت الدَّلوَ توذيماً، إذا جعلت على فَمِهَا وذيمة، وهي قطعةٌ من جلد مستطيلة. وكان عمّار رحمه الله من خيار المسلمين، شهد كلَّ المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وقُتِل يومَ صِفِّين مع علي عليه السلام. وكان النبيُّ صلى الله عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 وسلم يمرُّ بعمارٍ وأبيه، وأمِّه سُمَيَّة، وأخيه عبد الله، وهم يعذَّبون بمكّة، فيقول: " موعدُكم آلَ ياسرٍ الجنّة ". وكان أبو جهل يتولَّى عذابَهم، فأجاز عمّارٌ على أبي جهلٍ يومَ بدر، وجَدَه صريعاً. وله حديث. رجال الأشعريِّين ولد الأشعرُ: الجُمَاهرَ، والأنْغَم والأرغم، والأدغم، وجُدَّةَ وعبد شَمس وعبد الثُّريا. وجُمَاهر: فُعالِل من جُمهور الشيء، وهو معظمه. وجَمهرتُ الشَّيء: أخذتُ خِيارَه وجُلالَه. والأتغم، رجل أتغم، وهو المُتَغَضِّب. والأدغم من قولهم: فرسٌ أدغم؛ وهو ن يكون بوجهه لونٌ يخالف لونَه من سُفْعة أو غيرِه. والأرغم من الرَّغم، وأصل الرَّغَام التُّراب، ومنه قولهم: أرغَم الله أَنْفَه، أي أَلصقَه بالتُّراب. وجُدَّة من الخُطَّة التي تكون على مَتْن الفرس أو الحمار تُخالف لونَه. ومنهم: بنو الحَنِيك. والحنِيك من قولهم: اسْتَحنكت الدَّابةُ إذا اشْتَدَّ مَضْغها، كأنَّه من اشتداد حَنَكها. والحنَك معروف. والحانك: الحالك وهو الأسود؛ لأنَّهم يجعلون اللام نوناً في بعض لغاتهم. ومن بطونهم: بنو مُرَاطَة. والمُرَاطة: مُراطةُ الشَّعَر: ما سقط من المُشْط. والمُرَيْطَاء: لحمةٌ رقيقةٌ بين السُّرَّة والعانة من باطن. وفي حديث عمر: " أمَا خَشِيتَ أنْ ينشقَّ مُرَيْطَاؤك ". والمِرْط معروف، والجمع مروط وأمراط. ومنهم: بنو زَخْران. وزَخْران: فَعلان من قولهم: زخَرَ البحرُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 وبنو عُسامة. وعُسَامة: فُعالة من العَسَم، وهو زَوَلانُ مَفْصِل اليد. ومنهم: بنو آهِل. والآهل: فاعلٌ من الأهل. ومنهم: بنو صُنَامة وصنامة: فُعالة من الصَّنْم. والصَّنْم: حُسْنُ التصوير. يقال: صَنم الصُّورةَ إذا أحسنَ تصويرها. وقد سمَّت العرب صُنَيماً. ومنهم: أبو موسى، وهو عبد الله بن قَيس بن سُلَيْم بن حَضَار بن عامر بن عَتَر بن بكر بن غُدَر بن وائل بن ناجية. وغُدَر: فُعل إمَّا من قولهم الغدر، وإمَّا من الغَدَر والغَدَرَة: أرض ذات جِحَرةٍ وجفار. وغادرتُ الشَّيء مغادرةً وغِداراً، إذا تركتَه. ومن هذا اشتقاق الغدير، لأنَّ السَّيل يُغادِره: يخلِّفه. ومنهم: أبو مسافع بن عُبيد بن زَيد بن هُدَيْد بن عامر بن خُشَين بن حيَيّ ابن الحارث بن طُعْمة بن عُكابة بن ذَخْران بن ناجيَة، كان حليفاً لقُريش، قُتل يومَ بدرٍ كافرا. وهُدَيد: تصغير هَدَد. والهَدَدُ: صوتٌ تسمعه من صوتِ رعدٍ أو هَدْم. والطُّعمة: الشيء تُعْطاه، يكون مأكَلة لك. تقول: هذا الشيء طُعمة لك. وفلانٌ خبيثُ الطِّعْمَة، أي المَكْسَب والطعام معروف. وطَعم الشيء: ما مَيَّزَه اللِّسان ممن عَذْبٍ أو مِلح أو نحوه. ويقولون: تَطعَّمْ تَطْعَمْ أي ذُقْ حتَّى تشتهيَ والطاعم: الآكل قال الشاعر: وإذا هُمُ طعِموا فالأَمُ طاعمٍ ... وإذا هُمُ جاعوا فشرُّ جياعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 وذَخْران: فعلان من الذُّخر. وكلُّ شيء اعْتَدَدْتَه فهو ذُخرٌ لك وذخيرة لك، والجمع ذخائر. ومنهم: السائب بن مالك بن عامر بن هانئ بن جُهَاف بن كُلثوم بن قَرعَب بن رشفْهِ بن ذَخْران. كان شريفاً، وكان على شُرط المختار وقُتِل معه. وجُهاف: فُعال من قولهم: اجتهفَ الشَّيءَ، إذا أخذَه أخذاً كثيراً. وقَرعَبٌ من قولهم: القَرعَبة، وهو قولهم: اقرعبَّ الرجلُ، إذا تقبَّض وتداخلُ. ومنهم: ابنا عِضَاهِ بن الكَركَر، كانا من أشرافِ أهل الشَّام. والعضاهُ: كلُّ شجرةٍ لها شَوك. والكَركَر من قولهم: تكركر القومُ إذا ترادُّوا. والكراكر: الجُموع من الناس. وكِركِرة البعير: ما نال الأرضَ من صدره إذا بَرَك. وولد الأرغم بن الأشعر: يَثِيعَ، وثُوَيَّة. ويَثِيع يفعِل من قولهم: ثاع يثيع، إذا اتَّسَع وانبسَطَ. وثُوَيَّة اشتقاقه من الثَّواء، وهو المُقام في الموضع. والثَّوِيَّة: الموضع الذي يَثوِي فيه، أي يقيم. ثوَى يَثوِي ثُوِيّاً وثَواء. ومنهم: أبو رَوْق عطيّةُ بن الحارث، المفسِّر. ومنهم: القاسم بن الوليد بن سَلمَة بن خارج بن كُرَيب بن أَيْفَع بن زَيد بن المنذر بن مالك بن ذي بارقٍ، الفقيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 ولدَ مالكُ بن زيد بن كهلانَ: الخيارَ، فولد الخيارُ: أوْسَلَةَ، وهو هَمْدان؛ وأَلْهَانَ. واشتقاق أَوسلة من الوسيلة، أوسلت إلى فلانٍ، أي اتَّخذت إليه وسيلة ووسلت إليه، وهَمْدان: فَعْلان من قولهم: هَمَدت النارُ، إذا سكن اشتعالُها، هُموداً. والهَمْدة: الموتُ زعموا؛ والله عزّ وجلّ أعلم. ولد همدان: نَوْفاً، وخَيرانَ. فمنهم: بنو حاشِد، وبنو بَكِيل، منهم تفرَّقت هَمْدان. وحاشد: فاعل من قولهم: حَشَدتُ القوم أحشُدهم حَشْداً، إذا جمعتَهم. وتحاشدَ القومُ، إذا اجتعموا. وعريبٌ، وقد مر. فمن بطونهم: عِلْيَان وقادم. فعِلْيانُ: فِعلانً من العوّ. يقال: بعير عِلْيانٌ، إذا كان شامخاً مرتفعاً. ومنهم: بنو حَجُور. وحَجُور: فَعُول من قولهم: حجَرت عليه أحجُر حَجْراً. ومنهم: بنو حُجَيَّة. وقد مرَّ. ومنهم: بنو حَرَجة. الحرَجة: المجتَمع من الشَّجَر، والجمع حِراج. والحرَجُ: الضِّيق. والحِرْج: الذي يقال له الوَدْع، والواحدة حِرْجَة. ومنهم: بنو قُدَمَ، بطنٌ وأَدْرَان. وقُدَمُ قد مرَّ. وأدران يكون أفعالٌ من الدَّرَن. والدَّرَن: ما لصِق باليد من وسَخ أو نحوِه. ومن كلامهم: " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 ما كان ذاكَ إِلاَّ كدَرَنٍ "، يصِفون سرعةَ ذَهاب الشِيء، أي كَدرنٍ مَسَحْتَه عن يدك. والدَّرِين: يَبِيسُ الشَّجر البالي. ومنهم: بنو القُدَام، وبنو ضبْرةَ. ومنهم: بنو فائش. واشتقاق فائش من المُفَايَشَة والفِياش. والمفايَشَة: التي تُسمِّيها العامة الطَّرمَذة والفَيْشَةُ معروفة. فمن بني الفائش: سَيفُ بن الحارث بن سَرِيع، قُتِل مع الحسين رضي الله عنه هو وأخوه لأمِّه: مالك بن عَبدِ بن سريع. ومنهم: شاحِذ، ونبو جَحْدنٍ، وبنو أَبْزَى، بطونٌ كلُّهم. وشاحذٌ من قولهم: شحذت السَّيفَ أشحَذه شحذاً إذا جَلَوْتَه. والمَشَاحذ: مَدَاوِس الصَّيْقَلِ. والمشاحذ: حِجارة محدَّدة تشقُّ على الماشي. وجَحدنٌ أحسِبه من الجُحود، والنون فيه زائدة، كما قالوا: رَعْشَنٌ من الارتعاش. والجَحَد: الضِّيق. يقال: عيش جَحِدٌ، أي ضيِّق. والجحد: خلاف الإقْرار. يقال جُحْدٌ وجَحْد. وأبزَى والأنثى بَزْواء، وهو الذي يطمئنُّ صَلاَهُ أي العظم المتعلِّق على الأَليَتَيْن ويَنْتَدر أصلُ إلْطَيْه. وهو أبزَى، والمرأةُ بَزْوَاء. ومنهم: بنو شِبَام. والشِّبام: الخشبة التي تُعْرَض في فم الجَدْي لئلاّ يرتضع. وشِبامَا البُرقع: الخَيطان اللَّدان يُشَدَّان في القفا. والشَّبَم: البَرْد. يومٌ شَبِمٌ، أي بارد. ومنهم: ذُو جَعْران، وذُو حُدَّان: بطنان. وجِعْرَان: موضع، وكذلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 حُدّان. والجَعْر: ما يطرحه كلُّ سبعٍ خاصّةً من كلبٍ أو أسدٍ ونحوه. وربمَّا استعمل للإنسان. والمَجْعر: موضع مَخرج الجَعْر من السَّبُع. والجاعرتان: موضعُ زَنَمَتي الحمار التي تكتنف ذنَبه من عن يمين وشِمال، والجمع جواعر. قال الشاعر. عَشَنْزَرَة جواعِرُها ثمانٍ ... فُوَيْقَ زِماعِها وشمٌ حُجولُ ومنهم: أبو شُعيرة بن منبِّه، من همدان. كان من شُهود معاويةَ يوم الحكمين. ومن فرسانهم: الحكم بن عبد الرحمن، من فُرسان الجماجم. ومنهم: عبد العُزَّى بن سَبْع بن النَّمِر بن ذُهل، شاعرٌ جاهليٌّ. وابنه: مُدرِك بن عبد العُزَّى الشاعر. ومنهم: بنو ناعط، وهو جبلٌ معروف، ليس بأمٍّ ولا أب ومن رجالهم: حُمرة ذو المِشْعار بن أَيْفَع، كان شريفاً في الجاهلية. والمِشْعار: موضع، وهو مِفْعال. والشَّعَر معروف، والجمع أشعار. والشِّعْر معروف، وهو مأخوذ من شَعَرت بالشيء، أي فِطْنت ومَشاعر الحجّ: مَناسكُه. وأَشْعَرْت البدنة، إذا أَدْمَيْتَ سَنامها ليُعْلمَ أنها هدْيٌ. وواحدُ المشاعرِ مَشْعر، والله عزّ وجلّ أعلم. يقال: أشَعَر فلانٌ فلاناً شرّاً، إذا كسَبَه له. والشِّعار: كلُّ ثوبٍ رقيقٍ لبستَه تحتَ ثوبِ صفيق. وشِعارُ القَوم: ما تداعَوْا به في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 حرب. وربمَّا سميِّ جمع الشَّعَر شِعاراً. قال الشاعر: وكلُّ كُمَيْت كأن السَّليطَ ... بحيث يُوارِي الأديمُ الشِعّارا ويقال: تفرَّقَ القومُ شعاريرَ، أي فِرَقا. قال قوم: واحدها شُعْرورة. وقال قومٌ: لا واحدَ لها من لفظها. والشعَيراء: ضربٌ من الذٌّباب. والشُّعَيراء زعموا: بنتُ ضَبَّة بن أدّ، زَوْجُها بَكْر بن مُرّ، فهم بنو الشُّعيراءِ الذين بالبصرة. وقال قومٌ: بل الشُّعيراء بكرٌ نفسه. وقولهم: ليتَ شِعري، أي ليت عِلْمي، ليتني أشعُر بكذا وكذا. ويقال: ما شَعَرت به شَعْرةً ولا شَعْرا ولا مَشعورةً. وشِعْرة الإنسان: عانَتُه وما والاها. وأرضٌ شَعْراء: كثيرة النَّبت. وأشاعر الفَرَس: ما أطاف بحافره من الشَّعَر. والواحدةُ أشْعر. وأيفَع: فعَلُ من غُلامٍ يَفَعَةٍ. ومنهم: مُجالِد بن سعيدٍ الفقيه. ومنهم: مَرثَدُ بن شُرَحْبِيل، وهو الدُّومِيُّ، وهو الذي تزوَّج بنتَه عبدُ الرحمن بن أبي بكر، وله حديث. ومنهم: ناشحٌ، وذو بارقٍ، بطون. الناشح: الشَّارب الذي لم يبلُغ رِبَّه. نشحَ البعيرُ ولم يَرْوَ. وبارق: موضع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 ومنهم: أعشى هَمْدان، وهو عبد الرحمن بن نِظَام بن جُشَم بن عمرو ابن مالك بن جشَم بن حاشد. ومنهم: بنو خَيْوان، بطنٌ، وبنو قابضٍ، بطن. وخَيْوانُ: اسم قريةٍ باليمن. وخَيْوَان الذي دفَعَ إليه عمرو بن لُحَيّ الصَّنمَ يعوقَ. فمن خَيْوان: ذوذَيْم بن قَيس، كان شريفاً. ومنهم: بنو أَشْوَع بن أيفَعَ، بطنٌ، والشّوَع: انتشار الشَّعَر وانتصابه. رجلٌ أشوَعُ وامرأةٌ شوعاء. والشُّوع: حَبُّ البانِ. ومن بطونهم: بنو الخُنْذُع. وخُنذُع من قولهم: خذَّعه بالسّيف، إذا ضربَه فقطَعه، والنون فيه زائدةٌ. ومنهم: الفَنْدَش بن حَيّان. والفندش يقال: فدَشْت رأسَه، إذا شَدَخْتَه. والاسم الفَدْش، والنُّون فيه زائدة. ومنهم: بنو أصْبَى. وأصبى: أفعل من صبا يصبُو. والصبيُّ معروف. وصبا فلانٌ إلى فلانةَ، إذا أحبَّها. وأَصْبَتْه هي، إذا جعلَتْه صَبّاً. صبا يَصبو صُبُوّاً. وأصْبَتْه إصباء. وَصَبأ نابُ البعير، إذا طلَع. وصَبيٌّ بين الصِّبا مقصور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 مقصور. وصبٌّ بيِّن الصَّبْوَة. والصَّبِيّان: طَرَفَا الَّلحْيَين اللذان يسمَّيان الذقْن. قال الراجز: مُستحمِلاً أكفالَها الصَّبِيَّا وقال آخرُ في الناب: كِنَازٌ تُطاوِي البيدَ أو حدُّ نابها ... صَبِيٌّ كخرطوم الشَّعيرة فاطرُ ومنهم: بنو دَءُول. ومنهم: بنو جُخْدُب. وقالوا جُخدَب وهو ضربٌ من الجِعلان كبير. ويقال: رجلٌ جُخادِبٌ، إذا كان جسيماً. ومن هَمْدان: زُبَيد بن الحارث الفقيه، وطلحة بن مُصَرِّف بن عمرو بن كعب ابن جُخدَب الفقيه. ومنهم: بنو هَبْرة، وبنو مُوَاجِد، بطنان، ومُواجِد: مُفاعِل من الوجد منهم: عُبَيدة بن الأجدع الفقيه. ومنهم: شَرْقيٌّ، وهو جُشَيْش بن عبد الله بن مُرّ بن سَلْمان بن مَعمر، وهو الوزاع الشاعر. والوازع: الفاعل من قولهم: وَزَعْته أزَعُه وَزْعاً، إذا كففتَه عن الشيء. والوازع: الذي يصلح الصُّفوف في الحرب ويكفُّ الخيلَ أن يتقدَّمَ بعضُها بعضاً. ويقال: زُعْت البعير أزوعه زَوْعاً، إذا حرَّكتَ خطامَه ليمشيَ. ويقال: أوزعَه الله خيراً، أي ألْهَمَهُ. وفي التنزيل: " أوزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعمتَكَ " أي ألْهِمني. ووزَّعت الشيءَ توزيعاً، إذا فرَقتهَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 ومنهم: بنو وادعة، بطن. ووادعة: فاعلة من ودَعت الشَّيء، أي تركتُه. ولا يكادون يقولون: ودَعتُه من التَّرك. ووادعةُ من الدَّعَة والسُّكون، عيش وادع. ومنهم: الأجدعُ بن مالكٍ الشاعر، وفَدَ على عمر رضي الله عنه وسمَّاه عبدَ الرحمن، من ولده: مسروقُ بن الأجدع الفقيه. ومنهم: المذْبُوب الشاعر، واسمه كَثِير بن أبي حيَّةَ. والمذبوب: الذي يُصيبه الذُّباب: داءٌ يصيب الإبلَ شيبيه بالجنون. والذباب: واحد الذِّبَّان، مثل غُرابٍ وغِربان. وفي التنزيل: " لن يَخلُقُوا ذُباباً ولو اجتمعُوا له وإنْ يَسْلُبْهُم الذُّباب شيئاً ". فذلك يدلُّ على أنَّه واحد. وقول النّاس ذُبَّانةٌ خطأ، ولكن يجمع ذُبابٌ ذُبَّاً، كما يجمع غُرُبا، وجِرابٌ جُرُبا. قال: وسمعتُ رجلاً جُرْهُمِيَّاً يقول: أهلكنا هذا الذُّبُّ، أي الذُّباب. ويقال: ذَبَّتْ شفتُه، إذا ذبَلَت من عطشٍ أو مرض. وأرضٌ مَذَبَّة: كثيرة الذُّباب. والذُّباب: الأَذَى. قال الشاعر: وليسَ بطارقِ الجيرانِ منِّي ... ذُبابٌ لا ينام ولا يُنِيمُ وذباب العين: ناظرُها. وذُباب الفرس: طرَف أُذُنه. وذباب كلِّ شيءِ: حد؟ هـ.: وذَنَبْت القومَ أذْبُّهم ذَبّاً، إذا نحَّيتَهم. وذبَّبتهم تذبيباً مثلُ ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 ويجمع ذُباب العين أَذِبَّةً، كما يجمع غراب أَغْرِبَةً. قال الراجز:؟ ضَرّابَةٍ بالمِشْفَرِ الأذِبَّهْ ومنهم: شدّادٌ، والحارثُ: ابنا الأزْمَع، وكانا شريفَين. وأبوهما: الأزمع ابن أبي بُثَيْنةَ، سيِّدٌ شريف. والأزمع: أفعلُ من الزَّمَع. زَمِع يَزمَعْ زمَعاً. ويقال: أرنبٌ زَموعٌ، إذا مشَتْ على زَمَعتها. قال الشاعر: فما تَنْفَكُّ بين عُوَيْرِضَاتٍ ... تجرُّ برأسِ عِكْرِشةٍ زَموعِ وبُثَينة: تصغير بَثْنة. والبَثْنة: الأرض السَّهلة اللِّينة. وفي حديث خالد بن الوليد: إنَّ عمرَ بن الخطَّاب ولاني الشام وهو له مُهِمٌّ، فلما ألقَى الشَّامُ بَوَانِيَه وصار بَثَيِنَّية وعسلاً عزَلَني. قال: بَثَنيّة: موضعٌ بالشَّام، وإنَّما يعني البُرّ هاهنا. ومنهم: بنو دَأَلاَن. والدَّأَلان: ضربٌ من مَشْي الفرس فيه نشاطٌ. مَرَّ الفرسُ يدأل دَأَلاناً. وفرسٌ دءول. قال الشاعر: حقيبةُ رحلِه بدَنٌ وسَرجٌ ... تعارضه مُوَاشِكةٌ دَهولُ والمواشِكة: السَّريعة. ومنهم: بنو عِرار. والعِرار: صوتُ الظليم. والعَرَار: بَهَار البَرّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 الواحدة عَرَارة. والعَرَارة: السُّودَد. والعُرُّ: داءٌ يصيب الإبلَ شبيهٌ بالقَرْح تُكوَى منه. قال الشاعر: كذِي العُرِّ يُكوَى غيره وهو راتعُ والعَرُّ: الجرَب بعينه. ويقال: عرَّ فلانٌ فلاناً بشرٍّ إذا لَطَخه به. والعُرّة: الرجيع، وفي الحديث: " إنَّ سعداً لقِيَ ابنَ عُمر ومعه مِكْتلٌ يحمله إلى نخلِهِ، فيه عُرّة ". والعُرَّة: السِّيئُ الثّناءِ من الناس. ما فلانٌ إلاَّ عرَّةٌ من العُرَر. والعَرعَر: ضربٌ من الشَّجر. ومنهم: مالك بن حَرِيمٍ الشاعر، وهو الذي يقول: متَى تجمع القلبَ الذَّكِيَّ وصارماً ... وأنفا حَمِيَّا تَجْتَنِبْكَ المظالمُ ومن بطونهم: بنو سَبْع، وبنو السَّبيع، وبنو حُوثٍ. والسَّبِيع مثل المسبوع سواءٌ، وهو الذي قد أكل السبعُ غنمَه، وهو المُسْبَع أيضاً. ولهم جَبَّانة السَّبِيع بالكوفة. منهم أبو إسحاقَ الفقيه، الذي يقال له السَّبِيعي. ومنهم: عَمّارٌ ذو كُبَار. والكُبَار: الكبير بلغتهم، وهو الكُبَّار أيضاً. وفي التنزيل " مَكراً كُبّاراً " أي كبيراً والله عزّ وجلّ أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 واشتقاق حُوث من قولهم: أخذتُه حَوْثاً بَوثاً، إذا أخذت الشَّيء أخذاً كثيراً. وفي بعض اللغات: خُذْه من حَوْثُ شئتَ أي من حيث. ومنهم: بنو الخارف. الخارف: فاعل من خرفْت النَّخلةَ أخرِفُها خَرْفاً. والخُرافة: ما أخذتَه من الرُّطَب. والمِخْرَفْ: المِكتل يُخترف فيه. والمَخْرَف: النَّخلة المُختَرفَة. والخَريف: رُبُعٌ من أرباع السَّنة. وخُرافةُ: اسمٌ قال الكلبيّ: كان رجلاً اختطفتْه الجنُّ ثم عادَ، فكان يحدِّث بأعاجيبَ فقال النّاس: " حديثُ خُرَافةَ " ولا يقال: حديه الخرافة. ومنهم: بنو هُدَىً، وبنو جَمْعَر. وهَديٌّ: تصغير هُدًى: أو تصغير هَدْى مِن هَدْى الكعبة، أو من قولهم: فلانٌ حسنُ الهَدْي، أي حسنُ الطَّريقة. ويقال: رميت بسهمٍ ثمَّ رميتُ بآخرَ هُدَيَّاه، أي قصدَه. وكلُّ شيءٍ تقدّمَ فهو هادٍ وبه سمِّيت العنق هادياً والهديُّ: المرأةُ تُهدَى إلى الرّجل، أهديتها هَدْياً فهي هدِيٌّ كما ترى والهدِيُّ: الأسير قال الشاعر: كطُرَيفةَ بنِ العَبد كان هدِيَّهم ... ضَربُوا صميمَ قَذَاله بمهنَّدِ وفلانٌ حسن الهِداية، أي دليل. قال الشاعر: ولسنا ونْ جارت صدورُ ركابِنا ... بأوّلِ مَنْ غَرَّت هِدايةُ عاصمِ أراد: دِلاَلَةَ عاصم. والمِهْدَى: الإناء الذي يُهدَى فيه، مقصور. ورجلٌ مِهداءٌ، ممدود: كثير الهدايا. والجمعَرة: الأرضُ ذات الحجارة من الغِلَظ، والجمع جماعر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 ومنهم: ضِمامُ بن زَيْد، وفَد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وضِمامٌ: فِعالٌ من ضممت الشيء أضُمُّه ضماً، إذا جمعتَه والإضمامة مثل الإضبارة سواءٌ، والجمع أضاميم. ومنهم: بنو الصَّائد. وصائد: فاعل من قولهم: صِدتُ الطَّائر وغيرَه صيداً ولا يقال: أصدتُ، فأنا صائد، والطَّير مَصِيد والمَصاد: أعلى موضعٍ في الجبل، والجمع مُصْدان، والمَصْدُ قالوا: النِّكاح بعينه. فأمَّا أصدتُ الرجلَ فهو داويته من الصَّيَد، وهو دءٌ يُصيبه فتلتوي عنقُه. قالت الخنساء: ولكنْ أبو حَسّانَ صخرٌ أصادَها ... وأرغَنَها بالسيِّف حتَّى استقرتِ أي داواها. ومنهم: الجَرَنْدَق الشاعر، واسمه مَعْقِل. والجرَنْدَق أحسِب النُّون فيه زائدة، وقَلّ ما يجيء في كلام العرب كلمةٌ فيها جيم وقاف، إلاّ كلماتٌ سبعٌ أو ثمان، منها أيضاً مُعْرب، كأنَّ الجرندقَ الجردَق. ومنهم: بنمو بَكِيل. وبكِيلٌ من قولهم: بَكَلتُ الشَّيءَ أبكُله بَكْلاً، إذا خلطتَه، فهو بَكِيلةٌ ولبيكة. ومن أمثالهم: " غَرْثانُ فابكُلوا له ". وله حديث. ومنهم: بنو دَوْمان، وبنو حُبْران، وبنو شَوْران. دَوْمان: فَعْلان من دام يَدُوم دَوْما ودَوَمَاناً، والشَّيء الدائم: الشيء الثابت لا يَبْرَح. ونُهِي عن البول في الماء الدائم، أي الراكد، ثُمَّ يتوضَّأ منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 وأدمْتُ القِدرَ، إذا سَكَّنْتها. قال الشاعر: تَجِيشُ علينا قِدرُهم فَنُدِيمُها ... ونفَثؤها عنَّا إذا حَمْيُها غلا والدَّوم: شَجَر المُقْل، الواحدة دَوِمة. والدُّوَام: الدُّوار الذي يأخذ الإنسانَ في رأسه من البحر. ودُوامِه الحنبل موضع والدام من هذا، لأنها ادعت من دونها ومن ذلك ديمه المطر يدامه أيّاماً. وهذه الياء وَاوٌ انقلبَتْ ياءَ لكسرة ما قبلها. وحُبْران: فُعْلان مشتقٌ من الحَبْرة والحَبْرة: السُّرور والفَرَح. يقال: فلانٌ في حَبْرةٍ أي في سرور. والحِبَر: ضربٌ من الثِّياب، الواحدة حِبَرة وجبيرة. والحِبْر: المِداد، معروف مأخوذٌ من حَبَر الأسنان، وهي الصُّفرة تركبُها. وحِبْر اليهود معروف. والجمع أحبار. ومنهم: بنو نِيَاع، وأحسِبه من ناع ينوع نَوْعاً. وهو من قولهم: جائع نائع. فقال قومٌ: هو من الإتباع. وقال قومٌ: هو من الضَّعف والتَّمايل. وهذه الياء واوٌ قُلبت ياء لكسرةِ ما قبلها، كأنَّه نِوَاع. ومنهم: عامرٌ، وهو ذو لَعْوَةَ، بطنٌ واللَّعوة من شيئين: إمَّا من قولهم: كلْبةٌ لعوة: شديدة الحِرص. واللَّعوة أيضاً: السَّواد الذي يُطِيف بحلَمة الثَّدي. ومنهم: بنو دُعام. فمن بني دُعامٍ: بنو أرحَب، وإليهم تُنسَب الجمال الأرحبيَّة. وأرحَبُ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 أفعل من الموضع الرَّحب الواسع. مكانٌ رَحْب ومكان رَحِيب. ومن ذلك قولُهم: مرحباً، أي لاقيتَ سعةً وفسحة ورُحْباً. ومنهم: بنو مُرْهِبة. ومُرهِبة: مُفعِلة من قولهم: ناقةٌ رَهْبٌ، أي عريضة العِظام والألواح. والرَّهَب: الفَزَع. رهِبَ يرهَب رهَباً. وراهبُ النصَّارى من هذا اشتقاقُه. ورُهبانٌ وراهب. والرَّهَابة: ما وقعَتْ عليه القِلادة من الصَّدر، والجمع رِهابٌ. والرَّهْبة: ضدُّ الرَّغبة. ومثلٌ من أمثالهم: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموت " أي تُرهَب خير من أن تُرحَم. ورَهْبَى: موضع. ومنهم: بنو الشَّاوِل. من قولهم: تشاوَلَ القومُ في السِّلاح، إذا حملوه بينَهم. وكلُّ شيء ارتفَعَ فقد شالَ. قال الشاعر: وإذا وضَعتَ أباك في مِيزانِهمْ ... رجَحوا وشالَ أبوكَ في الميزانِ أي ارتفع. وقال آخر: أرجلُهمْ كالخَشَب الشَّائلِ والشَّول من الإبل: التي قد ارتفعَتْ ألبانُها، الواحدة شائل. والشُّوَّل من الإبل: اللواتي لقِحَتْ فرفعَتْ أذنابَها، والواحدة شائلة. قال الراجز: كأنَّ في أذنابهنَّ الشُّوَّلِ ... مِن عَبَسِ الصَّيف قُرونَ الإيَّلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 والشَّولة: نجمٌ من نجوم السَّماء ومنه اشتقاق شَوَّال، لأنه كان في أيام الصَّيفِ، شالت فيه الإبلُ بأذنابها، فسمِّي بذلك. ومنهم: بنو مُلاَلَة، بطن. ومُلاَلة: فُعالة من المَلَل. والمَلَّة: الجمر الذي يُختَبز فيه. وقول العامة: أكلْنا مَلَّةً، خطأٌ وإنَّما هو خُبْز مَلَّةٍ. ومنه المَلِيلَه من الحُمَّى؛ لحرارتها. ومنهم: أبو رُهم بن مُطعِم الشاعر، هاجَرَ وهو ابنُ خمسين ومائة سنة. ومنهم: قَيس بن ثُمامة، وهو أبو المنتصِر، كان رئيساً شريفاً. والثُّمام: ضربٌ من النبت. ومنهم: سَيف بن هانئ، كان مِن رجالهم في الإسلام. ومنهم: نَمَط بن قَيس، وفَدَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم وأطعَمَهم طُعمةً تجرِي عليهم إلى اليوم. والنَّمطَ معروف والنَّمط: القَرن من النَّاس. وفي حديث عليٍّ رضوان الله عليه: " خَير هذه الأمّةِ النَّمَط الأوّل ثمّ الذي يليهم. ويجمع النَّمَط أنماطاً ونِماطاً. ومنهم: عبد الله بن عيّاشٍ المنتوف، صاحبُ السَّمَر، وكان من صَحابة أبي جعفر. ومنهم: بنو شاكرٍ، بطن وقد مرّ وهو فاعلٌ من الشُّكر. ومنهم: بنو نِهْم. واشتقاق نِهْم من النَّهَم، وهو الحرصُ على طعامٍ أو غيره. نِهَم يَنهَم نَهمَا. ورجلٌ منهوم بكذا وكذا، أي مولَع به والنُّهام: ضربٌ من الطَّير. سمِعت نَهْمَةً، أي صوتاً لا يُفهَم؛ وهو مثل النَّئيم، وهو من الصَّدر تسمعُه، نحوُ صوتِ الأسد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 ومنهم: عمرو بن بَرّاقة بن منبِّه الشاعرِ، وزعموا أنَّه الذي يقول: متَى تَجمَع القلبَ الذَّكيَّ وصارماً ... وأنفاً حميَّاً تجتنبْكَ المظالمُ ومن بني ألهانَ وهم إخوةُ هَمْدان. واشتقاق ألْهَان من قولهم: " لَهِّنُوا ضيفَكم " أي أطعموه ما يتعلَّل به قبل إنَي القِرَى. وكأنَّ ألهانَ جمع لَهْن. واسمُ ما يأكله الضَّيف لُهْنة. ومنهم: حَوشب بن التِّباعيّ بن مَسَانِ بن ذي ظُلَيم، كان سيِّدَهم بالشَّام، قُتِل يوم صِفِّين مع معاوية. والحَوشَب: عُظَيم في باطنِ رُسْغ الفَرَس. ويقال: جملٌ حوشبٌ، إذا كان مُجْفَر الجنبين. وحوشبٌ الذي يقول فيه شاعرُ أهل العراق يُخاطب أهلَ الشَّام: فإنْ تقتُلوا الصَّقرَ بن عمرِو بن مِحصِن ... فنحنُ قتلنا ذَا الكَلاع وحوشبا واشتقاق التِّباعيّ من اتِّباع الشيء. يقال: تبِعته أتبَعه، إذا قَفَوْتَه لتلحقه. واتَّبعتُه، إذا قفوتَه فلحِقْته. وفي القرآن: " مُتَّبَعون " أي مُلحَقون. والله أعلم. والتَّبيع: الذي يَتبَعُك ولا يفارقك. والتَّبابع من هذا اشتقاقهُ، لاتِّباع بعضِهم بعضاً في الملك. والتُّبَّع: الظِّلّ، لاتِّباعه الشمس. وليس عليك في هذا الأمر تِبَاعةٌ ولا تَبِعةٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 ومَسَانٌ من قولهم: مَسَنَ يَمْسُنُ مَسْناً. والمَسنُ: استلالُك الشَّيء من الشيء. مَسنْتُه أَمْسُنه مسْناً. وذو ظُليم، أحسِب أنَّ ظُلَيماً موضع. انقضى همدان وألهان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 اشتقاق ولد الأسْد ورجاله اشتقاق الأسْد من قولهم: أسِدَ الرجل يَأسَدُ أَسَداً، إذا تشبّه بالأسَد. وفي حديث أمِّ زَرْع: إنْ دخَل فَهِد، وإنْ خرَجَ أسِدَ أي تشبِّه بالفَهْد إذا دخَل، لتغافُله وتناعُسه، وبالأسد إذا خرجَ لتيقُّظه وشِدَّته. ولدَ الأسْدُ: مازنَ بن الأسْد، وهو أكبر ولده، وقد مرَّ تفسير مازن. فولد مازنٌ: ثعلبةَ وقد مرَّ تفسيره. وولد ثعلبةُ: امرأ القيس وهو البِطريق. فولد امرؤ القيس: حارثةَ، وهو الغِطريف. وولد حارثةُ: عامرَا وهو ماء السماء. وولد عامرٌ: عمراً، وهو مُزَيْقِيَاء، كان يمزِّق عنه كلَّ يومِ حلَةً لئلاّ يلبسَها أحدٌ بعده. فمن بني مازنٍ: بنو جَفنة بن عمرٍو ومزيقياءَ بن عامرٍ، من ملوك الشَّام، الذين يقال لهم مُلوك غَسَّان. والجَفْنة إمَّا من الجَفنة المعروفة؛ أو من الجَفْن وهو الكَرْم. وجَفْن السَّيف وجفنُ الإنسان معروف. ومثلٌ من أمثالهم: " عِندَ جُفَيْنةَ الخبرُ اليَقين ". وتقول العامة: جُهَينة، وهو خطأ، ولهذا حديث. ولدَ عمرُو بن عامرٍ: الحارثَ، وهو مُحرِّقٌ، وهو أوّل من عَذّب بالنار. وثَعْلبةً، وهو العَنْقاء، سُمِّي بذلك لطُول عنقه. وذُهلَ بنَ عمرو بن عامرٍ، من ولدِه أساقفةُ نَجْرانَ الذين وفَدوا على النبي صلى الله عليه وسلم. وإنَّما سمَّوا ولد جَفْنة غَسّانَ بماءِ نزلوه، ليس بابٍ ولا أمٍّ. فَمنْ شرِب من هذا الماء سُمِّي غسّانِياً، واسم الماء غَسَّان، ومَن سُمِّي من سائر الناس غَسَّانَ فاشتقاقه من الغُسَنِ. والغُسَنُ: الخُصَل من الشَّعر، الواحدة غُسْنة. أو يكونُ من قولهم: غَيْسان الشَّباب، وهو أوّلهُ وطَرَاءته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 ومنهم: جَبَلةُ بن الحارث الملك، وهو ابن مارَية التي يقال لها قُرْطَا ماريَة. وكان آخرَهم: جَبَلةُ بن الأيْهَم، الذي ارتدَّ فلحِقَ بالرُّوم. فولد الحارثُ بن جبلةَ: النُّعمانَ، والمنذِرَ، والمُنَيْذر، وجَبَلة، وأبا شِمْر، ملوكٌ كلُّهم. ومن كعبِ بن عمرو بن عامرٍ: امرؤُ القيس قاتلُ الجوع. ومنهم: المسوءل بن حَيَّا بن عادياءَ بن رفاعة بن الحارث بن ثَعلبة ابن كعب، وهو الذي يُضَرب به المثلُ في الوَفاء. وكان السَّموءل يهودياً، وهو صاحبُ تيماء. والسَّموءل عِبرانيٌّ، وهو أشْمَوِيلُ، فأعربَتْه العرب. وكذلك حَيَّا وعادياء. والسموءل: الأرضُ السًّهلة، إن اشتققتَه من العبيّة. ومنهم: الفِطْيَوْن الملِك، وهذا اسمٌ عِبرانيٌّ أيضاً. وكان الفِطيَوْن تَمَلَّك بيثربَ فقتلَه رجلٌ من الأنصار قبل أن يُسَمَّوْا بهذا الاسم في الجاهليّة الأولى؛ وله حديث. وقد شهدَ بعضُ ولدِ الفِطْيَون بدراً، واستشهِد بعضُهم يومَ اليمامة. فمن ولد الفِطيَون: أبو المُقْشَعِرّ، واسمه أَسِيد بن عبد الله، كان من رجالهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 الأنصار ولد ثعلبةُ بن عمرِو بن عامرٍ: حارثةَ. وولدَ حارثُة: الأوسَ والخَزرجَ، وهما جِماعُ نسبِ الأنصار، وقد مرَّ والخَزْرج: الرِّيح العاصف. بطون الأوس ورجالهم ولد مالكٌ: عوفاً، وهم أهلُ قُباء؛ وعمراً، وهو النَّبيت؛ ومُرّة وهم الجَعَادرة، وإنَّما سُمَّوا بذلك لأنَّهم كانوا يقولون للرجُل إذا جاوَرَهم: جَعْدِر حيثُ شئت فأنتَ آمنٌ. أي اذهبْ حيث شئت. ومنهم: بنو كُلْفة، وبنو حَنَش. والحنَشُ: الواحد من أحناش الأرض، وهو ما دبَّ على وجه الأرض. ويُسمَّى بعضُ الحيّات حَنَشاً. وكُلْفَة من قولهم: كلَّفتَني كُلفةً صَعبة. وتحمَّلتُ هذا الأمرَ تَكلِيفةً، والكُلْفة: كدرةٌ تظهر في وجه النَّاس، وهي من ألوان الخَيل وشياتِها: كدرةٌ في حمرة. ومهم: بنو ضُبَيعة بن زيد. فمن بني ضُبيعة: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وهو قيسُ بن عِصْمة ابن مالك بن أمَةَ بن ضَبيعةَ بن َيد، وهو حَمِيُّ الدَّبْر، الذي حَمَتْه النَّحل، وله حديث. والأقلح مشتقٌّ من القَلَح، وهو صُفْرة في الأسنان كَدِرة. ومن ولده: الأحوص بن عبد الله بن محمد، الشاعر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 ومنهم: حنظلة بن أبي عامرٍ، غسيلُ الملائكة. ولحنظلة حديث. ومنهم: أبو مُلَيْل بن الأزعر بن زيد بن العَطّاف، شهِد بدراً. ومُلَيل اشتقاقُه من المَلَل؛ أو المَلَّة وهو الجمر والرَّماد. والأزعر من الزَّعَر، وهو قِلَّة الشَّعَر. ورجلٌ أزعرُ وامرأةٌ زعراء. والعَطَّاف: فَعّال من العَطْف. عطَفت عَطْفاً، وتعطّفتُ تعطُّفاً. وأعطاف الإنسان: نواحيه. والعِطاف: الرِّداء، والجمع عُطُف. ومنهم: مُعتّب بن قُشَير، شهِد بدراً. وهو الذي قال: " إنَّ بيُوتَنا عَوْرةٌ " وقُشَير: تصغير أقشر، أو تصغير قشْر، والقَشْر: الشُّؤم والاستئصال. قال الراجز: فابعَثْ عليهم سنةً قاشورهُ ... تحتلقُ المالَ احتلاقَ النُّوره ومنهم: أبو سفيان بن الحارث بن قَيس، شهد بدراً. ومنهم: رِفاعة بن عبد المنذر، شهِد بدراً والعقَبة الآخِرة، وقُتل يومَ خَيْبر. ومبشِّر بن عبد المنذِر، شهدِ بدراً. ومنهم: أبو لُبابَة بن بعد المنذِر ضَربَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم في يوم بدرٍ بسهم، واستخلفَه على المدينة. وهو من النَّفَر الذين تابَ الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 عزّ وجلّ عليهم. ولُباب كلَّ شيء: خالصُه؛ وبه سمِّي العقل لُبَّاً. ومنهم: عُويمرِ بن ساعدة. وساعدةً من أسماء الأسد. ومنهم: معاوية بن إسحاق بن زيد بن جارية، قُتِل مع زيد بن عليٍّ رضوان الله عليهما، وصُلِب معه بالكُنَاسة. ومنهم: ثَعلبة بن عُبَيد بن زيد، شهِد بدراً وقتل يوم أحد. ومنهم: كُلْثوم بن الهِدْم، وهو الذي نَزَل به النبيُ صلى الله عليه وسلم لمَّا قدِم المدينة، ثم تحوّلَ بعدُ إلى بيتِ أبي أيوب. والهِدْم: الكِساء الخَلَق، والجمع أهدام. والهِدْم أيضاً: ما سقَط من حائطٍ إذا هدمتَه. والمصدر الهَدْم، وما يَسقُط منه هِدْمٌ. وهُدِمَ الرّجُل، إذا دار رأسُه في البحر، فهو مهدوم. ومنهم: جَبْر بن عَتِيك بن قيس بن هَيْشةَ، شهِد بدراً. والجبر: الملِك. قال الشاعر: وانعَمْ صباحاً أيُّها الجبرُ والعَتِيك ستراه في موضعه. وهَيْشَةُ من قولهم: هاشَه يَهِيشه هَيْشاً، وهو تثويرك الشيء وخَلطُك إيّاه. وتهايَشَ القومُ، إذا اختلطَ بعضُهم ببعض، وكذاك تهاوَشوا. ومنهم: المُنذِر بن محمد بن عُقْبة بن أُحَيْحة، شهد بدراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 ومنهم: حاطبُ بن عمرِو بن عَتِيك بن أمَيَّة، شهِد بدراً وقُتِل يومَ أُحد. وخِدَاش بن قتادة بن ربيعةَ بن مُطرِّف بن الحارث بن زَيد بن عُبيد، شهِدَ بدراً وقُتِل يوم أحُد. ومن بني عَزيزِ بن مالكٍ: جَرْوَلُ بن مالك بن عَمرو بن عَزيز. وابنُه زُرارة بن جَرْول، الذي هدم دارَه بُسْر بن أبي أرطاة، ودارُه بالمدينة، وكان فيمن وثَب على عثمان رحمه الله. ومنهم: حاطبُ بن قيس بن هَيْشة، فيه كانت الحربُ التي يقال لها حربُ حاطب. وعبد الله وهو أبو الرَّبيع عبدُ الله بن ثابت بن قيس، دفَنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه. وسُبَيع بن حاطبٍ قُتِل يومَ أُحُد. وزيدُ بن أُكَّال، كان أبو سفيانَ بنُ حربٍ أسرَ زيدَ بن أكّال، وأسَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمرو بن أبي سفيان، فقال أبو سفيان: لا أُخَلِّي زيداً حتَّى يُخَلَّي سبيلُ ابني! فخلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَمراً وخَلَّى أبو سفيان زيداً. ومنهم: الرُّقَيم بن ثابت، قُتِل يوم الطَّائفَ. والرُّقَيم: تصغير رَقْم أو تصغير أرقم، وهو ضربٌ من الحيّات. فأمَّا الرَّقيم في التنزيل فهو الدَّواة، والله أعلم. والرَّقمة: ضربٌ من النَّبت. والرَّقَم: موضع والرَّقمِ: الدَّاهية. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 أرسلَها عليقةً ومما عِلمْ ... أنَّ العَليقاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ ومن بني كُلْفة: بنو جَحْجَبَى، بطن. واشتقاق جَحْجَبَى من الجَحْجَبَة وهو التردُّد في الشَّيء، والمجيءُ والذَّهاب. جحجَبَ يُجَحجِب جَحجبة. ومن رجالهم: أُحَيحة بن الجُلاَح بن الحَرِيش بن جَحْجبي، سيِّد الأوس في الجاهليّة، شاعر، وولده: المنذرُ بن عُقْبة بن أُحَيحة بن الجُلاح، شهِد بدراً وقُتِل يومَ بئر مَعُونة. وكانت عند أحيحة سَلْمى بنت عمرٍو النَّجَّارية، وأولاده منها إخوةُ عبد المطَّلب. وأُحَيحة: تصغير الأُحاح. والأحاح: ما يجدُ الإنسانُ في صدره من حرارةِ الغيظ. أجِدُ أُحاحةً وأُحّة. والجًلاَح: فُعال من الجَلَح، وهو انحسارُ مقدَّم الوجه من الشَّعر. رجلٌ أجلَحُ وامرأةٌ جَلْحاء. وشاةٌ جلْحاءُ، إذا كانت جَمَاء. وروضةٌ جْلحاء. وشاةٌ جلْحاءُ، إذا كانت جَمَاء. وروضةٌ جلْحاء: لا شجَرَ فيها. وجلَّح الرجلُ في الأمر تجليحاً، إذا صُمِّمَ عليه ومضَى فيه. قال الشاعر: عصافيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ ... وأجرأ من مُجَلِّحَةِ الذِّئابِ وشجرٌ جليحٌ ومجلوحٌ، إذا أُكِلتْ أعاليه. والحَرِيش من قولهم: حرَشْت الضَّبَّ. ومن ولد أحيحة: عبدُ الرّحمن بن أبي ليلى، من أشراف أهل الكوفة، صاحب رأي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 ومن ولده: محمَّد بن عبد الرحمن ولِيَ القضاء. ومنهم: خُبَيْب بن عديّ، أُسِر يومَ الأحزاب، وقتَلْته قريشٌ بمكَّةَ وصلبوه، وله حديث. وكان معاوية يقول: إنِّي لأْذكُر دعوةَ خُبيبٍ فأتَطأطأ مخافةَ أن تصيبَني، والله ما كنتُ بلَغْتُ ولكن جاءَ رجلٌ من قريشٍ سَمَّاه فجمعَ يدي في يَدِه وفيها حربةٌ ثم طعنَه بها! وذلك أنَّ خُبيباً لمّا صُلِب واجتمعت قريشٌ حولَه قال: اللَّهمَّ أحصِهم عدداً، واقتُلْهم بَدَداً، ولا تُبقِ منهم أحداً ولا تغفِرْ لهم أبداً! وكان معاويةُ يخاف هذه الدَّعوة. وخُبَيب: تصغير خَبٍّ، والخَبُّ إمّا من المكر، وإمَّا من السَّرَب الغامضِ في الأرض. وكذلك الخَبِيبة، وخبائب اللَّحم: خُصَلُه اللاتي فيها العَصَب. والخَبَب: ضربٌ من سَير الدَّوابّ. ومنهم: عَبّاد بن الحارث بن عديّ بن الأسود بن الأصرم، فارس ذي الخِرَق، وهو أحدُ فرسان الأنصار، وقُتِل يوم اليمامة. ومن بني جُشَم بن عوف: سَهلٌ، وعثمانُ وعبَّادٌ: بنو حُنَيف. شهِدُوا بدراً. وكان عثمان والياً لعليّ بن أبي طالب عليه السلام على البصرة. ومنهم: خَوَّت بن جُبَير، ضَرب له النبيُّ صلى لله عليه وسلم بسهمه، وهو صاحبُ ذات النِّحيين في الجاهليّة، وله حديث. وخَوَّات: فَعّال من قولهم: خانت العُقاب تَخُوت خَوْتاً، إذا سمِعتَ خفيفَ جناحَبها في انقضاضها؛ وختت تختِي خَتْياً. ومنهم: صيفيٌّ وهو أبو الخريف بن ساعدة. خرج مع النبيِّ صلى الله عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 وسلم في بعض المَغازي، فمات بالكَدِيد، وكفَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قميصه. وسَعد بن مُرّة، الذي يقال له الغُرَيْرِيّ الشاعر. ومنهم: بنو عبدِ الأشهَل. وزعموا أنَّ الأشهلَ صنَم. والشُّهلة في العين دون الزُّرقة. رجلٌ أشهَلُ وامرأةٌ شَهْلاء. ويقال: امرأةٌ كهلة شهلة، كأنَّه إتْباع. والشَّهلاء: الحاجة. قال الراجز: لم أقضِ حتَّى ارتحلَتْ شهلائِي ... من العَرُوب الكاعب الغَيداءِ العَروب: الجارية التي تحبُّ زوجَها. وفي التنزيل: " عُرُباً أتراباً ". ومنهم: بنو زَعُوراء. واشتقاق زَعُوراء إمَّا من زعارَّة الخُلق؛ وإمَّا من الزَّعَر، وهو قلَّة الشعَر. ومنهم: سعد بن مُعاذ، شهِد بدراً وقُتِل يومَ الخندق، وهو الذي يُروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اهتزَّ العَرشُ لموت سعدٍ ". وأخوة: عمرو بن مُعاذ، شهِد بدراً وقُتِل يوم أُحُد. ومنهم: زياد بن السَّكَن، شهد بدراً وقُتِل يوم أحد. ومنهم: عُمارة بن زِياد، قُتِل يوم بدر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 وسِمَاك بن عَتِيك، فارسُهم في الجاهليّة. والسَّمَاك: نجمٌ من منازل القمر. وهما سماكانِ: سماكً الرَّامحِ، وسماكُ الأعزَلِ. وكلُّ شيءٍ ارتفَعَ فهو سامكٌ. قال الشاعر: أمُّ النُّجوم السَّوامكِ يعني السَّماء. وسَمْك البيت: مسافة أعلاه إلى أسفله. وابنه: حُضَير الكتائب بن سِماك، كان سيِّدَ الأوس ورئيسَهم يوم بُعَاث، ركَزَ الرُّمح في قدمه وقال: تُرَوْن أفِرّ؟ فقُتِل يومئذ. وابنه: أُسَيد بن حُضَير، شهِد العقبةَ وبدراً، وقد مرّ. ومنهم: أبو جَبِيرة بن الحُصَين بن النُّعمان، كان من ساداتهم، والجَبِيرة: المِعضد يكون في يد المرأة من فِضّةٍ وغيرها. والجَبيرة: إحدى الخشَبات التي تُشدُّ على يد الكسير أو رِجْله؛ والجمع جبائر. ويقال: جبَرت العظمَ فجَبَر. وأجبرتُ الرّجلَ على كذا وكذا، إذا اضطهدتَه. ومنهم: محمودٌ ويزيدُ: ابنا خليفة؛ قتلا يوم بُعَاث. وأبو جُبيرة بن الضَّحَّاك، دارُه في ظهر المُخَيَّسِ. ومنهم: رِفعة بن وَقْش بن زُغْبة بن زَعُوراء، قُتِل يوم أحد والوَقْش: الحركة في البَطْن. يقال: أجد وقْشاً في بطني. وبنو أُقَيش: بطنٌ من العرب، وهو تصغير وَقْش. والزُّغْبة، والزَّغْبة، والزَّغَبة: واحدٌ من الرِّيش وغيرِه. وزغَّبَ الفرخُ تزغيباً، إذا بدا الرِّيشُ الضَّعيف على جسمه كالشَّعر. ومنهم: سَلَمة بن سلامة بن وَقْش، شهِد بدراً والعقَبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 ومنهم: سِلْكانُ بن سلامةَ من خِيار المسلمين. وسِلكانٌ: جمع سُلَكٍ. والسُّلَك: طائر، والأنثى سُلَكة. وسُلَيكٌ: تصغير سُلَك. ومنهم: سلَمة بن ثابت، شهِد بدراً وقُتِل يوم أحُد. وأخوه عُمَر بن ثابت قُتل يوم أُحُدُ، وهو الذي دخل الجنّةَ ولم يُصَلِّ قطّ. ومنهم: عبّاد بن بِشر، كان فيمن قتل كعبَ بن الأشرف اليهوديّ. ومنهم: أبو الهيثم مالك بن التَّيِّهَان، شهِد العقبةَ وبدراً، وكان نقيباً. والتَّيِّهان: فَيعِلان من التِّيه، من قولهم: تاه يَتِيه تيهاً وتَيْهَاناً، إذا تاهَ على وجهه. وأخوه: عَتِيك بن التَّيِّهان، شهِد بدراً وقتل يوم أُحُد. ومنهم: رافع بن خَدِيج بن رافع، من خيار المسلمين. ومنهم: عَرَابة بن أوس بن قَيْظىّ، الذي مدحَه الشماخ. ومنهم: عُلْبة بن زيد، أَحَد البكَّائِين الذين كانوا لا يَجِدون ما يُنفقون، وهم عُلْبة بن زيد، ومُرَارة بن رِبْعيّ، ومحمد بن مَسلَمة، شهِد بدراً وولاَّه عمر بن الخطاب صدقاتِ جُهَيْنَة. وأخوه: محمودٌ قُتِل يوم خَيبر، رُمِي من الحِصن بحجرٍ فَنذَرَتْ عيناهُ. والذي رمَاه مَرحَبٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " غداً يُقتَل قاتلُ أخيك "، فقتلَه عليُّ بن أبي طالب رضوانُ الله عليه، وله حديث. ومنهم: قَيْس بن الخطيم بن عديٍّ الشاعر. والخَطِيم: فعيل من الخَطْم. خطَمت البعيرَ فهو خطيم ومخطوم. والخِطام: ما وقَعَ على أنْف البعير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 من جبلٍ. والخطم: مقدِّم الأنْف من البعير وغيرِه. وبنو خَظْمة: بطنٌ من الأنصار. وبنو خُطامَة: بطنٌ من طيِّئ. ومنهم: قَتَادة بن النُّعمان، شهِد بدراً والعقبةَ، وأصيبت عينُه يومَ أُحُد فردَّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فكنت أحسنَ عينيه. ومن ولدِه: عاصمُ بن عُمر بن قَتادة، يحدَّث عنه. ومنهم: عُبَيد بن أوسٍ، الذي كان يدعَي مُقَرِّناً؛ وذلك أنَّه قرَّن الأُسارى يومَ بدر. ومنهم: خالد بن ثابت، قُتِل يومَ مؤتة. ومنهم: بِشر بن أبَيْرِقَ الشاعر. وأُبيرِق: تصغير أبْرَق. وكلُّ حبلٍ اجتمَع فيه لونانِ فهو أبْرق، وكذلك من الدوابّ، والأبرقُ: علوٌّ من الأرض فيه حجارةٌ وطِين. وكذلك البُرقة والبَرْقاء. ويقال: برِقَ الرّجلُ يَبرَق بَرقاً، إذا شخص بعينِه. ومنه إنْ شاء الله: " بَرِقَ البصرُ " وبَرقَ الشَّيء يبرُق بَرْقاً. ومنه اشتقاق البرق، إذا تلألأ. وبارقٌ: قبيلةٌ من العَرَب. وبارقٌ: موضع. والبَرَق فارسيٌّ معرّب، وهو الحَمَل. وقد سمَّوْا بُرْقان، وهو جع أبْرَق. ويُجمع أبرقُ بِراقاً وأبارقَ. والإبريقُ فارسيٌّ معرّب. فأمَّا قولُهم: سيفٌ إبريق، فهو إفعيلٌ من البَرْق، وهو عربيٌّ صحيح. والتَّبريق: تهدُّد الإنسانِ ولا شيء عنده. ويقال: بَرَقَ لي ورَعَد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 إذا تهدَّد. وأجاز البغداديُّون: أبرَقَ وأرعَدَ في هذا المعنى، ودفَعَه الأصمعيُّ. قال أبو حاتم: قلتُ للأصمعيّ: أتقول إنّك لتُبْرِق لي وتُرعِد؟ قال: لا أقول. قلت: فيكفَ تقول؟ قال: أقول إنَّ: لتَبْرُق لي وتَرعُد. ثمَّ أنشدَني: إذا جاوزَتْ من ذاتِ عِرقٍ ثنيَّةً ... فقلْ لأبي قابوسَ ما شئت فارعُدِ ثم قال لي: هذا كلامُ العرب. فقلت له: قد قال الكُميت: أبرِقْ وأرعِدْ يا يزي ... دُ فما وعِيدُك لي بضائرْ فقال الأصمعيّ: الكُمَيت جُرمُقانيٌّ من أهل الشام. ولم يَلْتفِتْ إلى ذلك. ويقال: بَرَقت السَّماءُ ورَعَدت، إذا جاءت بالبَرْق والرَّعد. وأبرَقْنا وأرعَدْنا، إذا رأينا البرقَ وسمِعنا الرَّعد. والبارقةُ: السُّيوف. يقال: كثرت البارقةُ في هذا الجيش. ومنهم: مُعَتّب بن عُتْبة، شهِد بدراً. ومنهم: غِشْمير بن خَرَشَة القارئ، قاتلُ عَصْماء بنتِ مَرْوان اليهوديَّة التي كانت تهجو النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وغِشْمير: فِعليل من الغَشْمرة، وهو أخْذُك الشيءَ بالغلَبة والغُلُبَّة والغُلُبَّي. وفلانٌ يَتَغَشْمر على بني الغَشْمرة، وهو أخْذُك الشيءَ بالغلَبة والغُلَبَّة والغُلُبَّي. وفلانٌ يَتَغَشْمر على بني فُلان. ومنهم: يزيد بن طُعَيمٍ الشّاعر، ابنُ الطُّفَيل. ومنهم: خُزَيمة بن ثابت، ذو الشَّهادتين. أجيزت شهادتُه بشهادةِ رجُلَين، وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 ومنهم: حبيب بن خُمَاشة، صلَّى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعدَ ما دُفِن. ومنهم: بنو واقف، وبنو السَّلَم، بطنان. فمن بني واقفٍ: هِلالُ بن أميَّة، أحدُ البكَّائِين. ومنهم: رِفاعة بن نَجْدة، وهو أحد البكَّائِين. وقد مرَّ. ومنهم: سعد بن خَيْثمة، شهِد العقَبةَ وكان نقيباً، وقُتِل يومَ بدر، وقُتل أبوه يومَ أُحُد. ومنهم: أبو قَيس بن الأسْلَت، واسمُه صيفيٌّ الشاعر. واسم الأسلَت عامر. والأسلَت: الذي قَطِع أنفُه فاستُؤصِل. يقال: سلَتَ أنفَه يَسْلِته سَلْتاً، إذا قَطعه. والسُّلْت شبيهٌ بالشِّعير معروف. ومنهم: وَحْوحٌ أخو أبي قيس. والوحوحَة: التوجُّع من البَرْد إذا تردَّد صوتُه في صدره. يقال: جاء يُوحوِح، إذا جاءَ يفعل ذلك. وزعموا أنَّ الوحوحَ ضربٌ من الطَّير، وليس بثَبْت. ومنهم: شأس بن قيس بن عُبادة، كان من أشراف الأوس في الجاهليَّة. وقد مرّ بطونُ الأوسِ ورجالها. بطون الخزرج ورجالها فمن قبايل الخزرج: تَيْم الله بن ثَعْلبة، وهو النَّجَّار، سمِّيَ النجَّارَ لأنّه ضربَ رجلاً فنجَره، أي قَطَعه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 فمن بني النجّار: المُنذر بن حَرام بن عمرو، الذي تحاكمت إليه الأوسُ والخزرجُ في حربهم، وهو جدُّ حسّان بن ثابت بن المنذر. وحسَّان إمّا من قولهم: حسَّ القومَ يَحُسُّهم حَسّاً، وإذا قتَلهم قتلاً ذريعاً، وإمَّا من الحُسْن. فإنَ كان من الحُسْن فالنون أصلية، وإن كان من الحَسّ فالنون زائدة. ويقال: البَرد مَحَسَّةٌ لنَّبت، أي يستأصله. والمِحَسَّة: التي تُحَسُّ بها الدابّة، بكسر الميم، والحِسُّ وجعٌ تجدِه المرأةُ بعد الولادة. وتقول: العرب عند المؤلم إذا أصابَ الواحدَ منهم: حَسَّ، مبنيّة على الكسر، وتقول: حَسَسْت به أُحُسُّ به حَسّاً، إذا شعَرتَ به وفطِنت له. والحُسَاس: ضربٌ من السَّمك يابس صغار. ويقال: إنَّ العامريَّ ليَحِسُّ للسَّعديّ، أي يَحِنُّ إليه. يقال لمَا بينَهما من النَّسَب. ومنهم: أبو طلحة، وهو زيد بن سهل، شهِد بدراً والعقَبة. ومنهم: أُبَيُّ بن كَعب بن قيس بن عُبَيد بن مُعاوية بن عمرو، الذي تُنسَب إليه القراءة. شهِدَ بدراً. وأبيٌّ: تصغير أَبٍ واحد الآباء، أو تصغير أَبٍّ، وهو المرعى، من قوله عزّ وجلّ: " وفاكهةً وأبَّا " والله أعلم. وأبو حُبَيب زيد بن الحُبَاب شهِد بدراً. ومنهم: أبو أيوبَ خالدُ بن زَيد، شهِد العقَبة وبَدْراً، ونزلَ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيّامَ قدِمَ المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 ومنهم: عُمارة بن حَزْم، شهِد بدراً وقُتِل يومَ اليمامة. ومنهم: أبو بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم، قاضي المدينة. ومنهم: زَيد بن ثابتٍ، الذي إليه تُنسَب الفرائض. ومنهم: مُعاذ، ومعوِّذٌ، وعوف الذين يقال لهم: بنو عَفْراء. ومُعاذ الذي ضرب أبا جهلٍ يوم بدرٍ فقطعَ رجلَه فوقَعَ في القَتْلى وأجازَ عليه عبدُ الله ابنُ مسعود رضي الله عنه. ومنهم: نُعَيْمان بن عَمْرو، شهِد بدراً وقُتِل يومَ أُحُد، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستخفُّ نُعَيمان، لم يلقَهُ قطُّ إلاّ ضحِك إليه. ومنهم: سهلٌ وسُهَيلٌ ابنا رافع، اللذان كان لهما موضعُ مسجدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومنهم: أسعدُ الخيرِ بن زُرَارة بن عُدَس، وهو أبو أُمامة. شهِد العقبةَ، وكان نقيباً. ومنهم: بنو مَبذولِ بن مالك بن النجّار، بطن. ومبذول: مفعول من البَذْل؛ بذَل يَبذُل بَذلاً فهو باذلٌ وبَذّال. والمِبْذل: ثوبٌ تبتذِله المرأةُ في بيتها، والجمع مباذل. والبَذْلة: ابتذالُك الشيء. ومنهم: حارثة بن النُّعمان بن نفع بن زَيد بن عُبيد. شهِد بدراً. وسُلَيم بن قَيس بن قَهْد، شهد بدراً. ومسعود بن أوسِ بن زيد، وهو أبو محمد، شهِد بدرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 ورافع بن الحارث، شهِد بدرا. ويحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعَلبة، وليَ القضاء لأبي جعفر. وثابت بن خالد، شهد بدراً. ومنهم: أبو أنس بن صِرْمة الشاعر، جاهليّ، وأبو قيس بن صِرْمة، صحِب النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومنهم: عامر بن أميَّة بن زيد بن الحَسْحَاس، شهِد بدراً وقُتِل يومَ أُحُد؛ وهو الذي ذكره حسّانُ في شعره. والحسحاس مشتقٌّ من قولهم: حَسْحَسْتُ اللَّحمَ على النار، إذا قَلَيْتَه عليها. ومنهم: أبو سَلِيط بن قيس، وهو سَبْرة، شهد بَدْراً. ومنهم: سُلَيم بن مِلْحَان، شهِد بدراً وقتل يوم بئر مَعُونة. ومِلْحان فِعلانُ إمَّا من المَلَح، وهو لونٌ يقال: كَبْشٌ أملحُ، إذا كان في أعلى صُوفة بياض، ولونُ صوفة أيَّ لونٍ كان. والمُلْحة: البياض. وفي الحديث: " إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضَحَّى عن الحَسن والحُسَين بكبشَينِ أمْلَحين " أوْ عقَّ عنهما. وسَمك مِلْحٌ ومليح ومملوح، ولا يقال مالح. وماءٌ مِلحٌ لا غير. والمِلْح: الرَّضاع. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 وإنِّي لأرجُو مِلْحَها في بُطونكم ... وما بَسَطتْ مِن جلدِ أشعَُ أغْبرَا وقالت هَوازنُ للنبيّ صلى الله عليه وسلم يومَ حنين: " إنَّا لو مَلَحنا للمُنذر أو للحارث بن أبي شَمِر لنَفَعَ، إذا ذلك عندَه، وأنت خير المكفولين "، أي لو كنَّا أرضَعْناه. والأملاح: جمع أرضٍ مِلحةٍ وأملاحٍ، ومياهٌ ملاحٌ وأملاح. ومَلَحْت الناقة أملَحُها مَلحاً، إذا مَسحتَ حياءها بالملحِ لداءٍ يُصيبها. والمَلاَحة معروفةٌ مِن الناس وغيرهم. ومنهم: سُبَيع بن قَيس، شهِد بدراً. ومنهم: أبو خارجة، وهو عَمرو بن قَيس، شهِد بدراً. ومنهم: أنَس بن النَّضر بن ضَمضَم بن زيد بن حَرَام، قُتِل يومَ أُحُد وهو عمُّ أنس بن مالك. وأنَسُ بن مالِك بن النَّضْر، صحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وخَدَمه. ومنهم: عَمرو بن غُزَيّة بن عطيّة، شهِد العقَبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 ومنهم: كعب بن زيد بن قيس، شهد بدراً وقُتِل يومَ الخندق. وسَعِيد بن سَهلٍ، شهد بدراً، وأخوه قتل يوم الجَسْر. ومنهم: عبد الله بن رَوَاحة، شهد بدراً والعقَبة، وكان نقيباً، وقُتِل يوم مؤتة. ومنهم: محمد بن عامر بن مالك، شهد بدراً ومات صبيحةَ يومَ غزا النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أُحد. وأبو حكيم عَمرو بن ثَعْلبة، شهِد بدراً وقُتِل يوم أحد. ومنهم: سَعْد بن الرَّبيع، شهد بدراً والعقبة، وكان نقيباً. ومنهم: زيد بن خارجةَ، الذي تكلَّمَ بعد موتِه، في زمَن عُثمان رحمه الله، وله حديث. ومنهم: ثابت بن قَيس بن شَمَّاس، خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم: سُلَيمان بن الحارث، شهِد بدراً وقُتِل يوم أُحُد. ومنهم: زيد بن أرقم، صحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم: عَمْرو بن الإطنابةِ الشاعر، جاهليٌّ أحدُ فُرسانهم. وهو الذي يقول: أبلغ الحارثَ بن ظالمٍ المُو ... عِدَ والنّاذِرَ النُّذورَ عَلَيَّا إنمَّا تقتُل النِّيامَ ولا تَقْ ... تُل يقظَانَ ذا سلاحٍ كَمِيَّا والإطنابة: سَير يُشَدُّ في وتَر القوس العربيّة لتُحزَق به؛ والجمع أطانيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 ومنهم: أحمر بن حارثة، الذي يقال له ابنُ فُسحُم، شهِد بدرّاً وفُسحُم أمُّه والميم زائدة، وهو من الفَسْح والفَسَاحة، كما تقول: زُرقُم، وسُنْهُم. ومنهم: عامرٌ، وهو أبو الدَّرداء بن زَيد، هذا صحِب النبيَّ صلى الله عليه وسلم وسيَّره عثمانُ إلى الشّام، وله حديث. والدَّرَدُ: انحصاصُ الأسنان حتَّى تبلغَ إلى العُمور. رجلٌ أدردُ وامرأةٌ درداء. ومنهم: عبدُ الله بن زَيد بن ثعلبة، الذي أُرِيَ الأذانَ؛ وذلك أنَّ المؤمنينَ أرادوا أن يجتمعوا للصَّلاة، فأرادوا أن يشتروا ناقوساً يجمعهم، فأرِيَ عبدُ الله ابن ثعلبةَ في منامه كأنَّ رجلاً معه ناقوس، فقال: بِعْنيه. قال: وما تصنُع به؟ قال: نُصَيِّح به لأنْ يُجتَمَع للصَّلاة. فقال: ألاَ خيرٌ من ذلك؟ فقال: نعم. فتقدَّمَ فأذَّن، ثم تأخَّرَ فأقام، فاستيقظَ عبدُ الله فأخبرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خبرَه، وكان هو الأصل. ومن بني دينارِ بن النَّجَار: عُلَيَّة بن عمرو بن زيد بن واهبٍ الشاعر. والنعمان بن عبد عمرو، شهِد بدراً وقُتل يوم أُحُد. وأخوه: الضَّحاك، شهِد بدراً. وأخوه: قُطبة، قُتِل يوم بئر معونة. ومن بني مبذولٍ: ثعلبةُ بن عمرو بن مَحْضٍ بن عَتِيك بن مبذول شهد بدراً وأخوه: حَبيبٌ قتل يوم اليمامة. وأبو عمرة بَشِير بن عمرو، قُتِل بصِفِّين. ومنهم: سهل بن عَتِيك، شهد بدراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 والطُّفيل بن سعد بن عمرو بن كَعب بن مبذول، قُتل يوم بئر معونة. وسهل بن عامر، قُتل يومَ بئر مَعونة. ومنهم: بنو خِدْرة وبنو خُدَراة، بطنانِ. وستراه في موضعه. وسفيان بن بَشير، شهد بدراً. ومنهم: تميم بن يَعَار، شهِد بدراً. ويَعَار من قولهم: يَعَر التَّيْس يَعَارا. واليَعْر: العَتُود يَهِبُّ. واليَعَارة: أَن يعترضَ الفحلُ الناقَة فُيسَانَّها حتّى يعلوَها. قال الشاعر، الرّاعي: قلائص لا يُلَقْحن إِلاَّ يَعارةً ... عِراضاً ولا يُشَريْن إِلاَّ غَواليا وقال آخر: أضمرتْهُ عِشرينَ يوماً ونِيلَتْ ... حشنَ نِيلتْ يَعارةً في عِراضِ وسَعْد بن سَعِيد، قتل يوم أُحد. ومنهم: خُبَيب بن إساف شهِد بدراً وقَتَل أميّةَ بن خلفٍ الجمحيِّ يومئذ. وعامر بن كعبٍ الشاعر. ومالك بن سِنان، قُتِل يوم أُحُد. ومنهم: أبو سعيدٍ الخُدْرِي، واسمه سعد بن مالك، صحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ورَوَى عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 ومنهم: المنذر بن عمرو بن خُنَيس، شهِد بدراً والعقبة، وكان نقيباً، وقُتل يومَ بئر مَعونة، وهو أميرهم. ومن الخزرج: سَعْد بن عُبادة بن دُلَيْم، بيتٌ عريقٌ في السُّودَد. وابنه. قيسُ بن سَعد بن عُبادة بن دُلَيم بن أبي خزَيمة، سادةٌ كلُّهم. شهِد سعدٌ العقَبة وبدراً، وكان نقيباً سيِّدا جوادا. وابنه: قيسُ بن سعدٍ، أجودُ أهلِ دهره في أيَّام معاوية. ودُلَيْم: تصغير أدلم. والأدلم: الأسود. ليلٌ أدْلَمُ وليلةٌ دَلْماء. والدُّلمة: السَّواد. ومنهم: أبو دُجَانة الفارس سِمَاكُ بن أوسِ بن خَرَشة، أشجعُ أنصاريٍّ في دهره، وله أخبارٌ في المغازي. ودُجَانة: فُعالة من الدَّجْن. والدَّجن: تغطية السحاب الأرضَ. أدجَنت السماء إدجاناً. وليلةٌ مدجانٌ، إذا ركِبَها السَّحاب. والدَّاجن: المُقيم في المكان. يقال: دجَن في المكان ودجَنَ به. والدُّجُنَّةُ: الظُّلمة. والدَّياجِي: الظُّلَم. ومنهم: بنو قَوقَل، واسمه غَنْم. وهو القواقل. والقَوقَلة: التَّغلغُل في الشيء والدُّخولُ فيه. يقال قَوْقَل يقوقل قوقلة. ومنهم: الرُّمَق بن زَيد بن غَنْم الشّاعر، جاهلي. والرَّمَق معروف، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 وهو باقي النَّفْس، والترميقْ: أخْذُك الشَّيءَ قليلاً قليلاً. ومن كلامهم: أضْرعَت الضَّانُ فَرَمِّقْ رَمِّق، أضْرَعت المِعزَى فربِّقْ ربِّقْ. وذلك أنَّ الضأن تُضْرِع قبل نِتاجها بأيّام. فيقول: خُذْ لبنَها قليلاً قليلاً. والمِعْزَى تُضرِع على رءوس أولادها. فيقول: اتَّخِذْ لها الأرباق. والرَّبْق: الخَيط الذي يُشدُّ في عنق الجَدْي أو العَناق. وأمُّ الرُّبَيْق: الدَّاهية. ومن كلامهم: جاءت أمُّ الرُّبيق على أُرَيق. وأُرَبق: تصغير أورَق، وهو لونٌ من ألوان الإبل. ورمَقه ببصره، إذا نظّر إليه. ومنهم: مالك بن العَجلان، سيِّد الأنصارِ في زمانه، وهو قاتل الفِطْيَون. ومنهم: أبو خيثمة، وهو مالك بن قيس، لَحِق النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوك. وذلك أنَّه كان تخلَّف، فلما أنْ رآه من بعيدٍ قال: كُنْ أبا خيثمة. قالوا: هو أبو خيثمة وقد مرَّ تفسيره. ومنهم: مَسَلمة بن مُخَلَّد، قَتَل محمّد بن أبي بكرٍ، وقُتِل أبوه مخلَّدٌ يوم بُعاث. وأبو أُسَيْد مالك بن رَبيعة بن ساعدة، قُتِل باليمامة. ومنهم: خارجة بن زيد، شهِد بدراً والعقَبة، وهو خَتَن أبي بكرٍ رضي الله عنه، وقُتل يومَ أُحد. ومنهم: خَلاَّد بن سُوَيد، شهِد بدراً وقُتِل يوم بني قُرَيظة. ومنهم: أبو الأعور، وهو كعبُ بن الحارث بن ظالم، شهد بدراً. وقَيس بن السَّكَن شهد بدراً، وقُتِل يوم الجَسْر. ومنهم: عاصم بن عمرو، قتَله مُسَيْلمة باليمامة، وكان رسولاً إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 ومنهم: عبد الرحمن بن كعب بن عَمرو بن عَوف بن مبذول، من الذين تولُّوْا وأعينُهم تَفِيض من الدَّمع. وأخوه: عبد الله شهِدَ بدراً. والحارث أخوه قُتِل يوم اليمامة. وخالدٌ أخوه قتل يوم بئر مَعُونة. ومنهم: عبد الله بن نَضْلة، شهِد العقَبَة، وخرج مهاجِراً من المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقُتل يوم أُحُد. وعِصْمةُ بن الحُصين، شهد بدراً، وعُثْمان بن مالك بن العَجْلان، شهد بدراً. ومُلَيْل بن وَبْرة بن العَجْلان، شهد بدراً. ومنهم: الحارث بن خُزَيمة بن أُبَيّ بن غَنْم، شهِد بدراً. وزيد بن وَديعة بن عَمرو، شهد بدراً والعقبة، وقُتل يوم أحد. ومنهم: عبادة بن الصَّامت، عَقَبِيٌّ نقيب. ومنهم: بَشِير بن سعد بن ثَعلبة بن جُلاَس بن زَيد بن مالك الأَغرّ، شهد بدراً والعقَبة، وهو أوَّلُ الناسِ بايَع أبا بكرٍ يوم السَّقيفة. وسِماكٌ أخوه شهد بدراً. ومنهم: مالك بن الدُّخْشُم بن مِرْضَخَة، شهد بدراً، والدُّخشُم رجلٌ ضَخْم آدم. ومِرْضَخة: مِفعلة من قولهم: رضخت النَّوَى بالحجَر، إذا دققتَه بينَ حجرَينِ لتَعلِف به الإبل. وهو رضيخٌ ومرضوخ. ومنهم: بنو الحُبْلَى، سمٍّي بذلك لِعظَم بطنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 فمن بني الحُبْلَى: عبد الله بن أُبَيّ بن مالك، الذي يقال له ابنُ سَلُول. وسَلُولُ أمُّه، وكان رأس المنافقين، وكان ابنُه عبد الله من خيار المسلمين، شهِد بدراً وقُتِل يوم اليمامة. ومنهم: أوسُ بن خَوَلِيّ، شهِد بدراً ونزل في قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومنهم: أبو حُمْيضَة بن عُبادة بن القِذَمّ، واسمُه مَعْبد، شهِد بدراً. وعليّ بن ثابت بن زيد بن وَديعة الشاعر. ومنهم: صخر بن سَلْمان بن الصِّمَّة الشَّاعر، وابنه: سَلِمة أحدُ البكَّائِين. وأبو قيس بن المعلى، شهد بدراً. وعُبَيد بن المعلَّى، قتل يوم أُحُد. ونُفَيع بن المعلَّى، اسلم قبل أن يَقدَم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فمرَّ به رجلٌ بالمدينة مِن قَرابته حليفٌ للأوس، وهو صِطْحان فقتلَه في أجْلٍ ما كانَ بين الأوس والخَزْرج، فكان أوّلَ قتيلٍ من الأنصار في الإسلام. ولا عِقبَ له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 وأوسُ بن المعلَّى. ورافعٌ، شهد بدراً. وزَيد بن عُبَيد بن المعلَّى، شهد بدراً. ومنهم: زيادُ بن لَبِيد بن سنان، شهد بدراً والعقبة، واستعمله النبيُّ صلى الله عليه وسلم على حَضْرَموت. وخالد بن قَيس بن العَجْلان، شهِد بدراً. ورُخَيْلة بن ثَعلبة، شهد بدراً. وعمرو بن النُّعمان بن كَلَدة بن عَمرو بن أميّة بن عامر بن بَيَاضة، رأسَ الخزرجَ يومَ بُعاث. وابنُه: النُّعمان، كانت معه رايةُ المسلمين يوم أحد. وغَنّام بن أوسٍ، شهِد بدراً. وحليفة بن عديٍّ، شهد بدراً. ومنهم: أَيْمن بن عُبيد بن عَمرو، وهو أخو أسامة بن زَيدٍ لأُمّه، وهو الذي يقال له أيْمَن بن أمِّ اَيمنَ، كانَ من فُرسان النبيِّ صلى الله عليه وسلم وإيّاه عنَى حسّانُ بقوله: على حينَ أنْ قالت لأيمنَ أمُّه ... جَبُنَت ولم تَشهَدْ فوارسَ خَيْبَرِ وأيمَنُ لم يَجْبُن ولكنَّ مُهرَه ... أَضَرَّ بهِ شُربُ المديد المخَمَّرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 ومن الخزرج: بنو الغَضْب بن جُشَم. والغَضْب: الأحمر الغليظ والغَضْبة: الصخرة الخشِنة، والغُضَاب: ما تكسَّر حولَ العين من الجِلد. والغضَب معروفٌ من الإنسان. ومنهم: بنو زُرَيق، بطنٌ كانَ منهم أبو جُبَيلة الملكُ الغَسَّانيُّ، الذي جاء به مالِك بن العَجْلان فقَتَل اليهودَ بالمدينة. ومنهم: سَلمة بن صَخر، أحد البكّائِين. ومنهم: فَروة بن عَمرو بن وَذَفة، شهِد بدراً والعقبة. والوذَفة زعموا: الرَّوضة. ويقال: استوذَقْتُ الإناءَ، إذا استقطرتَ ما فيه. ومنهم: زيد بن الدَّثِنة، قتلتْه قريشٌ مع خُبَيْب بن عديّ. والدَّثِنة من قولهم: دثَّنَ الطائر، إذا طافَ حول وكرِه ولم يسقُطْ عليه. ومنهم: أبو عَيّاش بن مُعاوية بن صامتٍ، فارس جَلْوَى، وهي فرسُه. ومنهم: عائذ بن ماعِص، شهِد بدراً. ومنهم: رافعُ بن مالكِ بن العَجْلان، وهو أوَّلُ مَن أسلم من الأنصار. والنُّعمان بن العَجْلان، ولاَّه عليٌّ رحمه الله على البَحْرَين. ومنهم: سارِدة، بطنٌ. وسارِدة مأخوذٌ من السَّرد. والسَّرد. والسَّرد: ضمُّك الشَّيء، بعضَه إلى بعض، نحو النَّظْم وما أشبهَه. ومنه قولهم: سرَدَ الدِّرعَ، أي ضمَّ حديدَ بعضِها إلى بعض. وفي التنزيل: " وقدِّرْ في السَّرد " والمسَّد: المنظَّم من خَرزٍ أو غيره. وقيل لأعرابيٍّ أتعرفُ الأشهرَ الحرُم؟ فقال: إنِّي لأعرفُها: ثلاثةٌ سَرْدٌ وواحدٌ فرد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 ومنهم: مرداس بن مَرْوان، شهِدَ يوم الحُديبِيَة، وبايع تحتَ الشَّجرة، وكان أمينَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على سُهمانِ خَيبر. ومنهم: عبد الله بن عمرو بن حَرَام، شهِد العقَبة وبدراً، وكان نقيباً، وقُتِل يومَ أُحُد. وهو أبو جابر بن عبد الله. ومنهم: عُمَير بن حَرَام بن عمرو بن الجَمُوح، شهِد بدراً والحديبِيَة. ومنهم: خِراش بن الصِّمَة، قائد الفرسَينِ يومَ بدر. ومنهم: عامر بن نابى، شهِد العقَبة. وابنه: عُقْبةُ شهِد بدراً والعقَبةَ الأولى، فقتِل يومَ اليمامة. ونابى: فاعلٌ من قولهم: نبا ينبو نَبُوّاً. والنَّبْوة: الارتفاع عن الشَّيء. ومن ذلك قولهم: نبا السَّهمُ عن الهدَف، لأنَّه تنحَّى عنه. ومن لم يهمز النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاشتقاقه من هذا؛ لأنّه نبا، أي ارتفع. فكأنَّ النبيّ فعيلٌ من هذا قال الشاعر: فأصبَحَ رتْماً دُقاقَ الحصى ... مكانَ النبيِّ من الكاثِب ومن هَمَز فهو من النَّبأ، من قولهم: نبأتُك بكذا وكذا، أي أخبرتك. وقال رجلٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا نِبئَ الله فهمَزَ فقال: " لستُ بنبئ الله ولكنِّي نبيُّ الله ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 ومنهم: خَشْرَم بن الحُباب، شهِد المشاهدَ بعد بدر، وكان حارسَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. واشتقا خَشْرم من شيئين: إمَّا من النَّحل، وهو يسمَّى الخَشْرَم. قال الشاعر: كالخَشْرَم المنثوِّرِ أو من الخَشْرَم، وهي الحجارة التي يُتَّخذ منها الجِصّ. ومنهم: البَرَاء بن معرور، عَقَبٌّ، وكان نقيباً، وهو أول من أوصَى بثُلث مالِه، وأوّلُ مَن استقبلَ القلة، وأوّل من دُفِن عليها. وأخوه: مبشِّر، شهد الحُديبِيةَ. واشتقاق البَرَاء من آخرِ ليلةٍ في الشَّهرِ وأوَّلِ ليلةٍ من الشَّهر الداخِل. قال الراجز. يا عينُ بَكِّي جابراً وعَبْسا ... يوماً إذا كان البَراءُ نَحسا والبَرَاء من قولك: أنا برئٌ منك وبَرَاء. وجمع برئ بُرآء. وكذلك في التنزيل. وتقول: برأت من المرض أبرأ بُرءاً فأنا بارئٌ، كما ترى. وبريت وبَرَوْت القلم أبرِيه بَرْياً وأبروه برواً، والأوَّل أعلى. وبعيرٌ ذو بُرَابةٍ، إذا كان قويَّاً على السفر. والبَرَي: التُّراب، مقصور. ومن كلامهم: " بِفِيهِ البَرَي، وحُمَّى خَيْبَرَى، فإنَّه خَيْسَرَى ". والبُرَة: بُرَة البعير التي تُجعَل في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أنفه، من نُحاسٍ أو فِضّة. أبيتُ البعيرَ فهو مُبْرًى، إذا جعلتَ له البُرَة. والبُرة أيضاً: كلُّ حلقةٍ مثلِ السِّوار والخَلخال وما أشبَهَه، والجمع بُرِين. والبُرْأة مهموز: ناموسُ الصائد الذي يكمُن فيه. قال الشاعر: به بُرَأٌ مثلُ الفسَيِلِ المكمَّمِ ويقال: بارأت الكَرِيَّ، إذا فاصلَته. ومعرورٌ مفعول من قولهم: عرَّهُ بشرٍّ يعُرُّه عَرّاً، إذا لطَخَه به. وفلانٌ يَعُرُّه الناس ويَعْرُونَه، أي ينتابونه. ومنهم: بِشر بن البَرَاء، شهد بدراً. وهو الذي قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَن سيِّدكم يا بني سَلِمة؟ " قالوا: الجَدّ بن قيس على بُخْلٍ فيه. قال: " وأيُّ داءٍ أَدْوَأْ من البُخْل، بل سيِّدكم الأبيضُ الجعدُ: بِشر بن البَرَاء ". وهو الذي أكلَ مع النبي صلى الله عليه وسلم من الشَّاة المسمومة فمات. ومنهم: حُباب بن المنذِر بن الجَموح، شهِد بدراً؛ وهو ذو الرَّأْي، سمِّي لمشُورته يومَ بدر: ذا الرَّأْي. ومنهم: عبد الله بن عبد مناف بن النُّعمان، شهِد بدراً. ولبيد بن قيسٍ، شهد بدراً. والضَّحاك بن حارثةَ، شهد بدراً والعقبة. ومنهم: عُقْبة بن عبد الله بن صَخْر، شهد بدراً، وجَدُّ بن قَيس. والطُّفَيل ابن النُّعمان، شهِد بدراً والعقبةَ، وقُتِل يوم الخَنْدق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 ومنهم: سِنَانُ بن صَيْفيّ، شهِد بدراً والعقَبة وقُتل يومَ الخَندَق. ومنهم: مَعبَد بن قَيس بن صيفيّ بن صخر، شهِد بدراً، وعبدُ الله أخوه شهِد بدراً. ومنهم: سوادُ بن زيد، شهد بدراً. وخالدُ بن عمرٍو، شهد بدراً. وأبو عبسٍ بن عامر، شهد بدراً. ومنهم: عبد الله بن النُّعمان بن بَلْدَمة، شهد بدراً، والبَلْدَمة: لحم الصَّدر ونحوِه. والبلدمة أيضاً: الرَّجُل الثَّقيل. ومنهم: أبو قَتادة بن رِبْعيّ، فارسُ النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الذي قتل ابنَيْ حُذيفةَ بنِ بدرٍ الفَزَارِيَّين، اللذين أغارا على سَرح المدينة، فشَكَّ اثنينِ في رُمح. ومنهم: عامر بن عَنَمة، شهِد بدراً. ومنهم: أبو اليَسَر، وهو كعب بن عمرو، وشهِد بدراً. اليَسَر إمّا من اليُسر، وهو خلاف العُسْر وإما من اليَسَر: واحد الأيسار الذين يستهِمُون على الجزور. ومنه المَيْسِر الذي نُهيَ عنه. والمَيْسَرة: ضدُّ المَعْسرة؛ وكذلك هو في التنزيل: " فناظِرَةٌ إلى مَيْسَرة ". ويقال: أخذه. الأُسر، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 الذي تسمِّه العامَة اليُسْر. والأُسر: احتباس البَول. وقد سمَّت العربُ يَسَاراً، ويُسراً، وياسراً، وميسرة. ويقال: خُذْ ميسورَهُ ودَعْ معسوره، أي خُذْ ما سهُل ودع ما عَسُرَ. ويقولون: رجلٌ أعسَرُ يَسَرٌ، وهو الذي تسمِّيه العامّة أعسَرَ أيسر. وكلُّ شيء ضيَّقتَ عليه فقد أسرتَه. ومنه إسار القَتَب والمِحْمَل، وهو أن يُشَدَّ بالقِدّ. ومنه اشتقاق الأسير. ومنهك ذَكْوان بن عبد قَيس، شهِد بدراً والعقبة، وقُتل يوم أُحُد. وأبو عثمان، واسمه سعد بن عُثمان، شهِد بدراً. وعقبة بن غَنْم، وأخوه مسعود، شهدا بدراً. وقيس بن حِصن، شهد بدراً. ومسعود بن سعد، شهد بدراً وعَيَّاش بن قيس، شهد العقبة، وقتل أخوه سَعْدٌ يومَ بُعَاث. ورِفاعة بن رافع شهد بدراً. وقتل أخوه خَلاَّد يومَ بدر. وأبو رافعٍ أوّل من أسلم من الأنصار. وعُبيد بن زَيد شهد بدرا. ومن بني أُدَيّ: مُعاذ وربيعة: ابنا جَبَل بن عَمرو بن أوس بن عائذ بن عديّ ابن كعب بن عمرو بن أُدَيَّ. دَرَجَا. ومنهم: مَرْوان بن الجَذَع، أسلمَ وهو شيخٌ كبير. وثابتٌ أخوه، شهِدَ العقبةَ وبدراً، وقُتِل يوم الطائف. وعُمير بن الحراث بن ثَعْلبة، شهِد بدراً، وهو مُقَرِّن، يقرِّن الرِّجالَ بوم بُعَاث. وعُمَير بن حَسّان بن الجَمُوح، شهِد بدراً والحُديبية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 وعُمير بن عامرٍ، شهِد المشاهدَ كلَّها، وقُتِل يومَ اليمامة. وحِمَاس بن زيد، قُتِل يومَ أُحُد. ومُعاذ بن عمرو بن الجَمُوح شهد بدراً. وأخوه معاويةُ قُتِلَ يوم بدر. وخَلاَّد أخوه شهِد بدراً، وقتل يومَ أُحُد. وعمرو بن الجَمُوح الأعرج، آخرُ الأنصار إسلاماً، قتِل يوم أُحُد. ومنهم: سُلَيم بن عَمرو حَديدة بن عَمرو بن سَوَاد، عقَبِيٌّ بدْريٌّ. وأخوه: أبو قُطْبَة. ومنهم: سَهل بن قيس بن أبي كعب، شهِد بدراً وقُتل يومَ أُحد. وبَشير بن عبد الرحمن الشاعر. ومنهم: أبو قُطبة يزيد بن كعب بن عامر بن حَديدة، بدريٌّ عَقَبيّ، وابنتُه: جميلةُ تزوَّجَها أنسُ بن مالك، وهي مولاةُ الحسَن بن أبي الحسن البصريّ. ومنهم: مَعن بن عمرو الشاعر. ومنهم: كعب بن مالك الشاعر، عقَبيٌّ بدريٌّ. ومنهم: الزُّبير بن خارجةَ الشاعر، وقد مرّ تفسيره. وعبد الرحمن بن عبد الله الشاعر، وهو أبو الخطّاب. ومنهم: مَعن بن وَهْب بن كعب الشاعر. ومنهم: عبد الله بن عَتِيك، قاتل الربيع بن أبي الحُقَيْق اليهوديّ. قال أبو بكر رحمه الله: في الخزرج مائةٌ وستّة عشر بدرياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 رجال خزاعة وبطونها ولد حارثةُ بن عمرو بن عامرٍ: ربيعةَ، وهو لُحَيٌّ وقد مرّ. فولد ربيعة: عَمراً، وهو أبو خُزاعة، وهو أوّل من بَحرَ البحيرة، وسيَّبَ السائبة، ووصَل الوصيلة، وحمى الحمى. واشتقاق خُزَاعة من قولهم: انخزَعَ القومُ عن القوم، إذا انقطَعوا عنهم وفارقوهم. وذلك أنَّهم انخزَعوا عن جماعة الأَسْد أيّامَ سيلِ العرم، لمَّا أن صاروا إلى الحجاز، فافترقُوا بالحجاز فصار قومٌ إلى عُمّان وآخَرون إلى الشام. قال حسّان: فلما قَطْعنا بطنَ مَرٍّ تخزَّعَتْ ... خُزاعةُ منا في جُموعٍ كَرَاكِرِ ومن بني عمرو بن لُحَيّ تفرّقَتْ خُزَاعة. ومن قبائل بني عمرو: كعب، ومُلَيْحٌ، وسَعد. ومنهم: بنو سَلُول بن عمرو. وسَلُول: فَعول إمَّا من السَّلَّة وهي السَّرِقة، وإمّا من قولهم: سلَلتُ الشَّيءَ من الشَّيء أسلُّه سَلاًّ. ويقولون: في بني فلان سَلَّةٌ وفَتْكٌ، أي سرقة، وسليل الرجُل: ولدُه؛ وهو السُّلالة أيضاً. والسالُّ: مَسِيل ماءِ دقيقٌ، والجمع سُلاَّنٌ. والأسَل: الرِّماح، شُبَّهت بنبات الأسَل المعروف في الآجام. ومنهم: بنو حُبْشيَّة بن كعب. والحُبْشيّة: ضربٌ من النمل الكبار. ومنهم: بنو الحِزْمِر، والحِزْمِرُ اشتقاقُه من الحزمرة، وهي الضِّيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 ومنهم: بنو حُلَيْل. وحُلَيل إمّا من تصغير حَلٍّ، أو تصغير أحَلّ، وهو المسترخِي العصَب من القوائم في الدوابّ. فرسٌ أحلّ. والحِلَّة: القوم المجتِمعون في مَحَلّتهم. والحِلالُ جَمعٌ. والحَلاَل: ضدُّ الحرام. والحُلُّ: ضدُّ الحُرْم. والحِلّ: ضدّ الحِرْم. وأحلَّ المحْرِم إحلالاً، وحلَّ بالمكان حُلولا، وحلَّ الدَّيْن مَحَلاَّ، وحللت العَقْد حلاَّ. ومنهم: بنو ضاطِر. والضَّاطِر اشتقاقُه من قومٍ ضَياطِر، وهو الضَّخم الذي لا منفعةَ فيه ولا غَناء، والجمع ضَياطر وضياطرون. وكان حُلّيلٌ سادنَ الكعبة، فزَّوَج ابنتَه حُبَّى بقُصيِّ بن كلاب؛ وأوصى إليها وأعطاها مِفتاحَ الكعبة، فأعطتْه زوجَها قصَيّاً، فتحوَّلت الحِجابة من خُزاعة إلى اليوم. منهم: بنو قُمير. وقُمَير: تصغير قَمَر. قال الشاعر: وقميرٌ بدا ابنَ خمسٍ وعِشْرِي ... نَ لهُ قالت الفتاتان قُوما فمن بني قُمَير: الحجّاج بن عامر بن أقرَم، شَرِيف. وأقْرَمُ أفعلُ إمَّا من قولهم: قَرَمت الشيءَ، أي قطعتُه؛ أو من البعير المُقْرَم، وهو الفَحل، أو من البعير المقروم، وهو الذي تُجلَف جلدةٌ من خَطْمه فيقع عليها الخطامُ ليَذِلّ. والفصيل القارم: الذي يتناول البقلَ بعد رَضاعه، يقرِما ويأكلُه. والقُرَامة: كلُّ شيءِ قرمتَه بفيك فَأَلقَيته. وقرِمَ إلى اللَّحم قَرْما، إذا اشتهاه؛ والاسم القَرَم. والمِقْرمة: إزارٌ يُطرح على الفِراش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 نحوَ المِحْلَس وما أشبهَه. ومنهم: حلحلة بن عَمرو بن كُليب، شريفٌ، من ولده: قَبِيصة بن ذُؤيب، كان على خاتَم عبد الملك بن مَرْوان. ومنهم: مالك بن الهيثم، أحد نقباء بني العبّاس. ومن بني ضاطر: حَفْص بن هاجِر بن عبد مناف، الشاعر. ومنهم: قُرّة بن إياس، كان شريفاً. ومنهم: طَلحة بن عُبَيد الله بن كريز، كان شريفاً فاضلاً. ومنهم: قيس بن عمرو بن مُنْقِذٍ الشاعر، الذي يقال ابن الحُدَادِيَّة جاهليّ. وبنو حُدَاد من بني كنانة. ومنهم: المحترش، وهو أبو غُبْشان الذي يزعُمون أنَّه البيتَ من قُصَيٍّ. وله حديث، والمُحترِش: مفتعل من الحَرْش. وغُبْشان: فُعلان من الغَبشَ. والغَبَش: باقي ظُلْمة اللي! َل، والجمع أغباش. ومنهم: طارق بن تَلهِيَة بن يَعْمَر. وطارقٌ: فاعِل من طرقتُه أطرُقه ليلاً. والطَّرْق أيضاً: فِعل الكاهنة تَطرُق الحصَى. والطََّرق أيضاً: طرقُ الصوف وغيره بالمِطرقة. وجئتُك طُرقةً أو طُرقتين، أي مرّةً أو مرّتين. والطارق: نَجْم، هكذا فُسِّر. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 وقولهم: نحنُ بناتُ طارقِ أي بناتُ الواضح المكشوف. والناقة طَرُوقة الفحل، إذا بلغَتْ أن يطرقهَا الفحل، وجاء القومُ مَطَارِيقَ، إذا جاء بعضُهم في إثر بعض. وطَارَقَ بين دِرعين، مثل ظاهَرَ سواءٌ، إذا لبسهما. ومَا بفلانٍ طِرْقٌ، أي قُوّة، وأصل الطَّرق الشَّحمُ. والنَّخلُ الطريقُ، قالوا: المُسطَّر، وقالوا: الطِّوال، وقالوا: الذي يُنال باليد. وأطرقَ الرجلُ يُطرِقُ إطراقاً. وأَطْرِقَا: اسم موضع. وأطرقتُ النَّعلَ فهي مُطْرَقة. ورجل به طِرِّيقة، ورجل مَطروقٌ: الذي به استرخاءٌ وبَلَهٌ. وبعيرٌ أطرقُ، وكذلك الفرسُ إذا كانَ في عصبِه استرخاء. وتَلهِيَة: تَفعِلة من اللَّهو. قال الشاعر: بتَلهيةٍ أرِيشُ بها سهامِي ومنهم: كُرز بن عَلقَمة، وهو الذي قَفَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى الغار فرأى عليه نَسْجَ العنكبوت، فقال: هاهنا انقطَعَ الأثَر. ومنهم: السّفَاح بن عبدِ مَناةَ الشاعر. والسّفَاح: فعَّال من سفَحت الماءَ سفحاً، إذا صبَبْتَه. وسَفْح الجبَل: حيثُ ينسفح عليه ماء السَّيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 والسِّفَاح: ضدُّ النِّكاح، لنسافُح الرّجلِ المرأةَ ماءهما إذا اجتمَعَا. وقد سمَّت العربُ سفيحاً، ومُسافِحاً، وسفَّاحَاً. ومنهم: بنو الضَّريبة بن عمرو بن الحِزْمر، لهم شرفٌ. منهم: مسروحُ ابن قَيسٍ بن الضَّريبة الشاعر. والضَّرِيبة: ما ضُرِب بالسَّيف؛ وهو ضريبةٌ، والضَّرببة: أيضاً حدُّه. يقولون: ماضِي الضَّرببة. والضَّريب: الجليد. والضَّريب: العسل الجامد. وضَرَبَ البعيرُ النّاقةَ ضِراباً، إذا فَرَعها. والضَّارب: عِرقٌ غليظ يمرُّ في أرض سَهلة، من قولهم: انزِلْ ذاك الضارب. وأضربتُ عن الشيء إضراباً، إذا أعرضتَ عنه. والضَّرببة: ما كان على الإنسانِ من خَرَاجٍ أو نحوه. وفلانٌ مَحْضُ الضَّرببة، أي كريم الأخلاق، والضُّرَباء: الذين يَضرِبون بالقداح. قال الشاعر: كمَقَاعِد الرُّقَباءِ لل ... ضُّرَباءِ أيديِهمْ نَواهِدْ ويقال: استضرَبَ اللَّبنُ، إذا خَثُر وغلُظ، وضَرَب فلانٌ في الأرض، إذا سافَرَ فيها مسترزقاً أو تاجراً. والمَضارب: الخِيامُ وما أشبهَهَا للمسافرين. ومنهم: بنو حَبْتَر، وبنو هِينَة. والحَبْتَر: القصر. رجلٌ حَبْترٌ وحُباتر. والهِينَة من الهُدُوّ والسُّكون. يقال: فلانٌ يَمشِي على هِينَتهِ، أي على هدُوِّه. والهُون: الهَوَان. ومنهم: بُدَيْل بن أمِّ أصرَمَ، شريفٌ، وبُدَيلْ: تصغير بَدَل، من قولهم: هذا بدَلٌ من هذا. والأبدال: قومٌ زُهَّاد، زعموا، لا تخلُو الأرضُ منهم، إذا متَ واحدٌ أبدلَ الله عزّ جلّ به آخر. وزعموا أنَّهم سبعون: أربعون بالشَّام، وثلاثون في سائر البلاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 ومنهم: أبو قِصَاف، واسمه حَرَّاب بن عامر، الذي أصابَ سهمُه الوليدَ ابنَ المغيرة فقتلَه، وله حديث. ومنهم: بنو غاضرة، منهم: زُنَيم بن صَيْفيّ بن فَروة، كان شريفاً. وزُنَيم: تصغير أزْنَم، من قولهم: تيسٌ أزنمُ: له زَنَمتان. وبنو أزْنَمَ: بطنٌ من بني تميم. ومنهم: عِمْران بن الحُصين بن عُبَيد بن خَلَف، صحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو أبو نُجَيْد. وكانت تصافِحه الملائكةُ وتناجيه، لداءٍ كان به، فاكتوى فذهَبَ عنه ذلك، وذهبَ ما كان يسمعُ ويرى. ومنهم: تَمِيم بن سُوَيد الشاعر. وأبو رُمحٍ الشاعر، الذي رثى الحسينَ بن عليٍّ عليهما السلام. ومنهم: الأشيم، وهو أبو جُمْعة، وهو جدُّ كُثيِّر عَزّة، وهو أبو أمِّه، وإليه يُنسَب كُثيِّر. ومنهم: جَعدة، وأبو الكَنُود، الشاعرانِ: ابنا عبدِ العُزَّى. والكَنُود: الكَفُور للنِّعمة. ومن ذلك قولُ الله عز وجل: " إن الإنْسانَ لربِّه لَكَنودٌ ". ومنهم: بنو ضَبِيس. وضَبِيسٌ: فَعِيلٌ من قولهم: رجلٌ ضَبِيسٌ، إذا كان سيِّئ الخُلق. ومنهم: أكثَم بن أبي الجَوْن، وهو لذي قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 " فرأيتَ عَمرو بن لُحَيِّ يَجرُّ قُصُبَه في النَّار، وأشبَهُ بني عمرٍو به أكثم ". والأكثم: العظيم البطن. ومنهم: سُلَيمان بن صُرَدَ، راسُ التَّوَّابِين، قُتِل يومَ عَين وَرْدة. ومنهم: جُندَب بن وهبٍ، حاملُ لواء خُزاعة. ومنهم: الحُصَين بن نَضْلةَ الكاهن، سيِّد أهلِ تِهامة. ومنهم: معتِّب بن أكوَعَ الشّاعر. والأكْوَع: الذي في كُوع يدِه اعوجاجٌ. والكُوع: المَفصِل بين الذِّراع والكفّ مما يلي الإبهام. الرجلُ أكْوَعُ والمرأةُ كَوعاء. ومنهم: عاتكة بنت خُلَيف، وهي أمُّ معبدٍ التي نزلَ بها النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا هاجر. ولها حديث. ومنهم: مطرود بن كَعب بن عُرْفُطة الشّاعر، الذي رثَىَ هاشماً وعبدَ شمسٍ ونوفلاً والمطَّلِب: بني عبدِ مناف. والعُرفُط: ضربٌ من الشجر. ومنهم: عَمرُو بن الحَمِقِ الكاهنُ، صحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وشهد المشاهدَ مع عليٍّ رضوانُ الله عليه. وقتلَه معاويةُ بالجزيرة. وكان رأسُه أولَ رأسٍ نُصِب في الإسلامِ. والحَمِق زعموا: الخفيفُ اللِّحية. والانحماق: الجزَع. قال الشاعر: والشَّيخُ يُضرَبُ أحياناً فَيَنْحَمِقُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 والحُمْق معروف. والحُمَاق: بثْر يخرُج على الصِّبيان. وامرأةٌ مُحْمِقة، إذا ولدَت الحَمْقى. قالت امرأةٌ من العرب: لستُ أبالِي أن أكونَ مُحمِقَهْ ... إذا رأيتُ خُصيةً معلَّقَهْ أي إذا ولَدت غلاماً. ومنهم: أبو مالكٍ، وهو أُسيد بن عمرو بن الأجْحَم. والأجْحم: الجاحظ العينين. وجَحمنا الأسدِ: عينَاه، بكلّ لغة. الأجحم هذا، هو الأجحم ابن دِنْدِنة، أحسِبُ أنَّ أمَّه خالدةُ بنتُ هاشمِ بن عبد مناف. الدِّنْدِن: يبيس الشَّجَر البالي. قال الشاعر: والمالُ يَغْشى رجالاً لا خَلاَقَ لهم ... كالسَّيل يَغْشَى أصول الدِّندنِ البالي ومن بني مُلَيح بن عَمرٍو: عبدُ الله بن خَلَف بن أسعدَ بن عامر بن بَياضة. وابنُه: طَلْحة بن عبد الله، الذي يُقال له طَلحةُ الطَّلَحات. وهم أصحابُ قصرِ بني خَلَفٍ بالبصرة. وكان طلحةُ أجودَ أهلِ البصرة في زمانِه غير مُدافَع. ومنهم: عَمرو بن سالم بن حَصِيرة، الذي يقول للنبيّ صلى الله عليه وسلم يومَ فتحِ مكّة: لاَ هُمّ إِنِّي ناشدٌ محمّداً ... حِلفَ أبينا وأَبيهِ الأتْلَدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 ومنهم: كُثيِّر بن عبد الرحمن الشاعر. وهو تصغير كَثِير، والكَثِير: ضدُّ القليل. والكَثَر: الجُمَّار، ومنه حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لا قَطْع في ثَمَرٍ ولا كثَرٍ ". وعددٌ كُثَارٌ، أي كثير. وكثَرَ بنو فلانٍ بنى فلان، إذا كانوا أكثَرَ منهم. واشتقاق الكَوْثَر من الكَثْرة، والواو زائدة. ويقال: عددٌ كُثْرٌ، في معنى كثير. ومنهم: بُدَيل بن وَرْقا. بن عبد العُزَى، شريفٌ كتب إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وكان له قدرٌ في الجاهليّة بمكة. ومنهم: الحَيْسُمَان بن عمرو، وهو الذي جاء يخبر قَتَلى بدرٍ إلى أهل مكّة، وكان يومئذٍ مشركاً ثم أسلم. والحَيْسُمان: فَيعُلان من الحَسْم، من قولهم: حسَمت الشيءَ: قطعتُه. وحسَمت الجُرح: كوَيْته. واشتقا السَّيف الحُسامِ من الحسم. ومنهم: بنو المُصِطلق، واسمه جَذِيمة. وسمِّي المصطَلِق لحسُن صوته، كأنَّه مفتعِل من الصَّلْق. والصَّلْق: شدّة الصَّوت وحِدّته، من قوله عزّ وجل: " صَلَقُوكم بألسنة حِداد ". ويقال: صَلَقَ بنو فلانٍ بني فلان، إذا أَوْقَعوا بهم فقتلُهم قتلاً ذرياً. قال الشاعر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 فصلَقْنا في مُرادٍ صَلقةً ... وصُدَاءٍ ألحَقتُهم بالثَّلَلْ والصَّلائق: ما صُلِق من اللَّحم بالنار، وهو الذي تقول العامّة: سُلِقَ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " لو شئتُ أمَرْتُ بصلائقَ وصِنَابٍ "، وهو الخليط من الأصباغ. والصَّليق، من النَّبت. قال الشاعر: تسمَعُ منها في الصَّليق الأشهبِ ... معمعةً مثلَ الحريق المُلْهِبِ ومنهم: الحارث بن أبي ضِرَار، أبو جُوَيريةَ زَوْجِ النبيّ صلى الله عليه وسلم. ومنهم: علقمة بن الفَغْو، صحبَ النبي صلى الله عليه وسلم. والفَغْو: أوَّلُ ما يبدو من نَوْر الشجر إذا تَفَتَّ؛. يقال: فَغا الشَّجرُ وأفغَى، ومنه اشتقاق الفاغيةِ المعروفة من النَّوْر. وأفغَى النَّخلُ، إذا ركِبَتْه القشرة التي تسمَّى القَفَنْدُور. قال الشاعر: أحَسَّانُ إنّا يا بنَ آكِلة الفَغَا ... لعمرُك نُغتالُ الحروب كذلِكِ وممن انخزَع مع خُزَاعة أسْلَمُ بن أقْصَى، ومالك بن أقصى وإخوته، وهم يسمَّون أَسْلَم. فولد أسْلَمُ: سَلامانَ، وقد مرَّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 ومنهم: مالكٌ والنُّعمان: ابنا خَلَف، كانا طليعتَين للنبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحد، فقُتِلا فدُفنا في قبرٍ واحد. ومنهم: جَرْهَد بن خُويلِد، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " غَطِّ فخِذَك فإنَّ الفَخِذ عَورة ". واشتقاق جَرهَدٍ من قولهم: اجرهَدَّ بنا السَّير، أي طال. واجْرهدَّتْ ليلتُنا، إذا طالت. ومنهم: بُريدة بن عبد الله بن بُرَيْدَةَ الفقيه، وهو بُريدة بن الحُصَيْب. ولبُريدةَ صُحبة. وبُرَيدة إمَّا تصغير بُرْدة، وإمَّا تصغير بَرَدة. والبَرَد معروف. والبَرَد من قولهم: ثورٌ أَبْرَدُ، إذا كان في طرف ذنَبه بياض؛ والأنثى بَرْداء. ومنه اشتقاق الأُبَيْرِد الشّاعر. والبَرْد: النَّوم وفسَّروا في التنزيل: " لا يَذُوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً " قالوا: النَّوم، والله عزّ وجلّ أعلم. واحتجَّ أبو عبيدةَ في هذا بقول الشاعر: بَرَدَتْ مَرَاشِفُها عليَّ فَصدَّني ... عنها وعن قُبُلاتها البَرْدُ والإبْرِدة: داءٌ معروف. والبريد عربيٌّ معروف. قال الشاعر: بَرِيدَ السُّرَى باللَّيل من خيلٍ بَرْبَرَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 وَبَرَدى: نهرٌ بدِمَشق معروف. قال الشاعر: بَرَدَى يُصفَّق بالرَّحيق السَّلْسَلِ والبَرْدِيُّ نبتٌ معروف. والأبْرَدَانِ: طرَفا النَّهار. قال الشاعر: إذَا الأرْطَى توسَّدَ أَبْرَدَيْهِ ... خدودُ جوازئٍ بالرَّمل عِينِ ومنهم: عامرٌ الشاعر، استُشهِد يوم خَيْبَرَ. ومحمّد بن مُسلم، أوَّلُ من قُتِل من المسلمين يومَ أُحُد. ومنهم: الحارث، وهو غُبْشان بن عَبد عمرو، وكان قد حَجَبَ البيتَ. من ولده: ذو الشِّماليْن، واسمه عُمير بن عَبد عمرو، شهد بدراً، وحِلْفُه في بني زُهرة. ومنهم: أسماء بن حارثة، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " مُرْ قومَ: لِيَصوموا عاشوراء " قال: ومَن أكَل؟ قال: " ومَنْ أكَلَ ". ومنهم: ذؤيبُ بن هلالٍ الشّاعر. ومنهم: بنو دِعْبِل، وإليه البيتُ، منهم: الحارثُ بن حِبال بن دِعْبِل، شهد الحديبة. واشتقاق دِعْبِل من البعير الدَّعبِل، وهو العظيم الخَلْق. ومنهم: نَضْلة بن عبد الله، الذي قتل هلالَ بن خَطَل الأدْرَميَّ يومَ الفتح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 وهو متعلِّقٌ بأستار الكعبة، أَمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقتلْه. وقُتِلت إحدى قَيْنَتَيْه اللَّتينِ كنتا تُغَنِّيان بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت الأخرى. ومنهم: أُهْبانُ، وهو مُكَلَّمُ الذِّئب، وهو ابن عِياذ بن ربيعة، وله حديث. ومنهم: عبد الله بن أبي أوْفى، صحِب النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم: بنو بُوَيٍّ. وبُويٌّ: تصغير بَوٍّ. والبَوّ: أن يُسلَخ جلدُ الفصيل ويُحشَى تِبناً ويُقدَّم إلى أُمّه لتَرْأْمَه وتدرَّ عليه. ومنهم: أبو قْيلة، وهو وَجْز بن غالب، وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقَيْلُ: ما كان دون الملِك نَفْسه، كأنْه بعد الملك. وَجْز من قولهم: كلامٌ وَجْزٌ وكلام وجيز، أي سريع، وأوجزَ الرَّجُل في كلامه، إذا اختصَره وأسرعَ فيه. ومنهم: سُلَيمان بن كَثير، كان من نقباء بني العبّاس، قتله أبو مسلم. قبائل بارق ورجالهم بارقٌ هو سَعد بن عديّ بن حارثة. وسمِّي بارقاً بجبلٍ نزلَه بالسَّراة. فمن بني بارق: سُراقة البارقيُّ الشاعر ابن مِرداس بن أسماء بن خالد بن عَوف بن عمرو بن سَعد بن ثَعلبة بن كِنانة بن بارق. وهجاه جريرٌ، وله حديثٌ مع المختار. ومنهم: بَعْجة ابن أوس. وبَعْجة: فَعْلة من قولهم: بَعَجْتُ بطنَه أبْعَجُه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 إذا شققتَه، بعجاً. وانبعج السَّحابُ بالمطر، إذا كثُر. والباعجة: رملةٌ تتَّسع في قاعٍ من الأرض، يَنْبَعج فيها السَّيل. ومنهم: مُعَقِرّ بن أوس بن حمارٍ الشاعر، جاهليٌّ، وهو الذي يقول: فألقَتْ عصاه واستقرَّتْ بها النَّوى ... كما قَرّ عيناً بالإياب المسافرُ ومعقَّر: مفعِّل من العَقْر. ومنهم: عَرفجة بن هَرثَمة، وهو الذي جَنَّد المَوْصِل، عدادُه في بارق. والعرفح: ضربٌ من الشجر. والهرثَمة زعموا: السَّواد الذي على خرطوم الأسَد والكلب وما أشبههَ. وقال قوم: بل الهَرْثمة الأسَد بعينه. ومنهم: بنو مُلادِس بن عمرو. وكان أبو عبيدة يقول: مُلادِسٌ هذا هو الذي في بني سعد، كأنَّهم عنده ناقلة. ومنهم: بنو ألمعَ، وبنو شَبيب، وهم بالشام. قال الشاعر: فالحقْ بقومكَ بارقٍ وشبيبٍ وهما بطنان. وألمع: فعَلُ من لمَع الشيء يَلمَع لمعاناً، إذا بَرَق، وأَلمْعَ الرجلُ بالسيَّف، إذا هزَّه ليُنذِر قوماً أو يحذِّرَهم. وألمعَت الفرسُ، إذا استبانَ حملُها، فهي مُلْمِعٌ. وألمْع بهم الدَّهرُ، إذا ذهبَ بهم. وفي أرض بني فلان لُمْعَةٌ من كلإٍ أي قطعةٌ عظيمة، وعُقابٌ لَموعٌ: سريعة الاختطاف والانحطاط. والتلميع في الخيل وغيرها: كلُّ سوادٍ خالطَ بياضاً. انقضت خزاعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 الأسد والحجر ولدَ عِمران: الأسْد والحَجْر. فولدَ الأسْد: العتيكَ وشِهْيل وقد تقدّم قولنُا في هذه الأسماء، مثل شَراحيل، وشُرَحبيل وشِهيل وعبديل وعبد يالِيل، أنَّها مضافةٌ إلى الله عزّ وجلّ ولا أُحِبُّ الكلامَ فيها. واشتقاق العتيك من قولهم: عَتَك عليه إذا حَمل إمّا بسيفٍ أو غيره. وعتك على يمينٍ فاجرة، إذا أقدمَ عليها. وقد مرَّ عاتكةُ والعواتك: جمع عاتكة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أنا ابنُ العواتك ". ومنهم: المهلَّب بن أبي صُفْرة. والمهلَّب: مفعَّل من الهُلْب. والهُلْب: الشَّعَر. والهُلْبَة: الخُصْلة من الشَّعَر. ويقال لشَعَر ذنَب المُهْر أوّلَ ما يبدو، هُلْب. ويومٌ هَلاَّبٌ بارد. والهَلِب: رجلٌ كان أَصْلَعَ فمسح النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه على رأسه فنبت شعرُه فسمِّي الهَلِب. ومنهم: سَبْرة بن النَّخْف، كان مِن رجالهم. والسَّبْرة: الغداةُ الباردة. والنَّخْف: نَخْف الدّابّة وهو شبيهٌ بالنَّفخ يُخْرِجه من أَنْفِه إذا اعترضَ في أنفه شيء. ومنهم: عُمَر بن حَفْص الذي يقال له: هَزَارَ مَرْد، كان من رجالهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 ومنهم: مَغْراء بن المُغيرة بن أبي صُفْرة، وكان من رجالهم. ومَغْراء: فَعْلاء من قولهم: فرسٌ أَمْغَر، والأُنْثَى مغراء. والمُغْرة: شُقْرةٌ فيها كُدرة. ومنهم: عبدُ الله بن سِنان، كان فارسَ الناس في زمانِه مع المهلَّب. ومنهم: نُعَام بن الحارث، كان من فُرسانهم في آخر الجاهليّة وأوّل الإسلام، وهو أوَّل رجلٍ أغارَ على الفُرس بعُمَان. ومنهم: حاضر بن حَطَاطِي الشاعر، الذي يقول: لم تُنَبِّئْكَ عن سُكّانِها الدّارُ ... كأنَّهمْ في جناحَيْ طائرٍ طاروا ومنهم: عمرو بن الأشرَف قُتِل يومَ الجمل مع عائشة. والأشرف: العظيم الأذنين، والأنثى شَرْفاء. وشَرَافٍ: اسمٌ. وشَرَف الدّار معروف. والشَّرَف والشُّرَيْف: موضعانِ بنجد. وكلُّ ارتفاعٍ من الأرض فهو شَرَف، من قولهم: انظرْ إلى ذك الشَّخصِ بذلك الشّرف. ومنهم: زياد بن عَمرو رأسَ الأسْدَ بعد قتل مسعود. والحَوَاريُّ بن زياد بن عمرو. وكان الحجّاج ولّي زياداً شُرَطه، ثم ولاَّه الأَهواز وله حديث. ومنهم: النُّعمان بن عُقبة الشاعر، أدرَكَ الجاهليّة. ومنهم: ثابتُ قُطْنَة الشاعر، كان من فُرسانهم بخُراسان. وإنَّما سمِّي قُطنةَ لأنَّه كان قد طُعِن في عينه فكان يَجعلُ عليها قُطنة. ومنهم: جعفر بن عبد الله بن كُزْمان وكان فارساً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 ومن بني شِهْمِيل بن الأسْد: بنو قيس بن ثَوْبان، بطنٌ لهم عددٌ بفارس. وثَوْبان: فَعلان من قولهم: ثاب يَثُوب إذا رجَع. وكلُّ راجعٍ ثائب. ومنه ثوابُ الله عزّ وجلّ للعبد، كأنَّه رجع إليه أَجرُه. ومَثابةُ البئر: موقِف المُسْتَقى. والمَثابة أيضاً: رُجوع الماء إلى جهته. ثاب الماءُ يثوب. فأمَّا الثُّوَّباء فمهموزٌ ممدود، وليس من هذا. ومن رجال الحَجْر بن عِمرانَ: زَهرانُ بطنٌ وزيدُ مَناة وسُود ومرحوم وعَمرو. وتزعم الأَسْد أنَّه كان نبيّاً. فمن زَهران: عبدُ الله بن فَضالةَ، كان من رجال الأسد في دهره. ومن قبائلهم: هَدَاد بن زَيد مناة. وهَدَاد من قولهم: ما سمعتُ في هذا العام صوتَ هادَّةٍ أي صوتَ رعد. وسمعت هادَّة الشيء إذا سَقَط وقد سمَّت العربُ هَدَاداً وهُدَيدا. ومن قبائلهم: طاحية بن سُود، وزياد، وعليٌّ وعبدُ الله وإياد بطون كلهم. وطاحية من قولهم: طحَوت الشَّيءَ، إذا بسطَته وفي التنزيل: " والأرضِ وما طَحَاها " أي ومَن طحاها، أي بَسَطها. والله أعلم. ومن إياد: أبو البَهَاء الشاعر. ومنهم: بنو عليّ بن سُود، لهم خِطّة بالبَصرة وحَوضٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 ومن بني عليٍّ: سَلْم بن محمّد بن حَجْر بن عائذ بن الهُجَيمْ بن مُخادش بن خَيْبة بن خِداش بن عمرو بن الهُجَيم بن عليّ بن سُود، صاحبُ حَوض بني عليٍّ بالبصرة. ومن بني عمرو بن مازن: عديٌّ وزيدُ الله ولَوْذان، وامرؤ القيس، والحارث، وحارثة، ومالك، وثَعْلبة، وسَوَادة، وعوفٌ، والعاص؛ بطونٌ كلُّهم من غَسَّان بالشام. ومنهم: بنو شُقْران، أشرافٌ بالشام. ومنهم: حِقَالٌ، بطنٌ عظيم. واشتقاق حِقَال من الحَقْل، وهو جمع. والحَقْل: القَرَاح الذي يُزرَع فيه ومثلٌ من أمثالهم: " لا تُنْبِت البقلةَ إلاَّ الحَقْلة ". وحَقِيل: موضع. ومنهم: بنو غافقٍ، وبنو صُوفة، وبنو عُبَيد، بطونٌ كلُّهم بالشّام. واشتقاق غافق من الغَفْق. والغَفْق: الغَبَرة أو القَتَمة تكون في أقطار السَّماء. والصُّوفة معروفة. ومنهم: بنو سُبَين، وهم بالحية، منهم: بُقَيلة صاحبُ القصر الذي يقال له قَصر بني بُقَيلة بالحيرة. منهم: عبدُ المَسيح بن عمرو بن حيّان بن بُقَيلة الذي صالح خالد بن الولد على الحِيرة. وكان من المعمَّرين، وهو الذي بَعث به كِسْرى بَرْوِيز إلى سَطيحٍ بالشَّام، في رؤيا الموبِذان. وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 ومنهم: بنو تَفْلذَ بطن واشتقاق تَفْلِذ من قولهم: فلَذت اللَّحمَ إذا قطعته. وأكثر ما يوصَف بذلك الكَبِد خاصّةً. قال الشاعر: تُغنْيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إنْ أَلَمّ بها ... من الشِّواء ويُروِي شُربَه الغُمَر وقال النبي صلى الله عليه وسلم يومَ بدر، لمَّا رأى قريشاً مُقْبلة، قال: " هذه مكَّةُ قد ألقتْ أفلاذ كَبِدها ". ومنهم: عديُّ بن الرَّعلاء الشاعر، الذي يقول: ربَّما ضربةٍ بسَيفٍ صَقيلٍ ... دُون بُصْرَى وطعنةٍ نَجْلاءِ وهي قصيدة. واشتقاق الرَّعلاء من قولهم: ناقةٌ رعلاء، وهي التي تُقطع قُطعة من أذُنها وتُتْركُ تَنُوس قال الشاعر: رأيتُ الفتيةَ الأغرا ... لَ مثلَ الأيْنُق الرُّعْلِ والرَّعيل: قِطعةٌ من الخيل، والجمع رِعال. والرَّاعِل: فُحَّالٌ بالمدينة يُلْقح به النِّخل. والرَّعلة: القِطعة من الخيل. ومنهم: ثَعلبة بن عمرو، رئيسُ غَسّانَ أيّامَ سارُوا من مَرَّ إلى الشام. وأخُوه جِذْعُ بن عمرٍو، الذي يقال له: " خُذْ من جذعٍ ما أعطاك "، وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 ومنه: مُدرِك بن حَجْوة بن زيد، شريفٌ بالشَّام، وأولاده. ومنهم: سَطِيحٌ الكاهن، وهو ربيعُ بن ربيعةَ بن مسعود بن عديّ بن الذِّئب. وهو الكاهن القديم، وله أحاديثُ وعُمِرّ ثلثَمائةِ سنة. وُلد في أيَّام سيلِ العَرِم، وعاشَ حتى أدرك أَبروِيز، وله حديث. ومنهم: لَبيد بن عمرو، فارسُ الزِّبْتية. وأخوه: فارسُ خَضَاف، وله حديث. وهما فرساهما. ومن ولد الهِنْوِ بن الأزد: حَوَالةُ، وعَوْهَى، والهون، ويَرْفَى، بطون. واشتقاق الهِنْو من قولهم: هنأتُ البعيرَ أهْنَؤُه هَنْئاً، إذا طليتَه بالقَطِران. أو من هنأت الرجلَ أَهنؤه هَنْئاً، إذا أعطيتَه. ومثلٌ من أمثالهم: " إنَّما سمِّيت هانئاً لتهنأ ". أي لتُعطِيَ. قال الشاعر: هَنَأْنَاهُم حتَّى أعانَ عليهمُ ... سوافي السِّمَاك ذي السِّلاح السَّواجمِ أراد الرامح. أو من قولهم: مَرّض هَنْءٌ من اللَّيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 وعَوْهَى اشتقاقُه من عوهى من التَّعويهِ، وهو اشتباهُ الشيء، من قولهم: تعَوَّه علىَّ الشيءُ، إذا اشتبهَ. ويَرْفَى من قولهم: رفَيْت القوم ورَفْوتَهم، إذا سكَّنْتَهم. قال الشاعر: رفَوْني وقالوا يا خُويلِدُ لم تُرعْ ... فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ هُمُ همُ واليرفئيُّ: الرّاعي. قال الشاعر: كأنّه يرفئيٌّ نامَ عن غَنمِ ... مُسْتَوْهَلٌ في سَوادِ اللَّيل مشكوم وأرفأت السفينةَ إرفاءً أرفأْت وأرفيت ورفأتُ الثَّوب رفْئاً، إذا لأَمْت خرقه، مهموز. وقولهم للمُمْلَك: بالرِّفاء والبنين، أي بالالتئام والبنين. والأُرْفيُّ: لبنُ الظِّباء. ومن بني الهَوْن: النَّدَبُ، بطن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 ومن بني عبد الله بن الأزد: بنو قَرْن، قبيلٌ لهم مسجدٌ بالكوفة. وعَدْنانُ. فولد عدنانُ: عَكّاً. فمَنْ نسَب عكاً إلى الأزْد فهذه نسبتُه. واشتقاق عَكٍّ من أشياء: إمَّا من قولهم: عَكَّ يومُنا، إذا اشتدَّ حرُّه. ويومٌ عكٌّ ويوم عَكِيكٌ. قال الراجز: يومٌ عَكِيكٌ يَعْصِر الجُلودا ... يَترك حُمرانَ الرِّجالِ سُودا وأيَّام العِكاك معتدلاتُ سُهيلٍ. وقالوا: معتدِلات، بالدال والذال، وهي ثلاثةَ عشر يوماً، وفيها طلوع العُذْرة. وإمَّا من قولهم: عكَكتُه بالحُجَّة أعُكه عَكّاً، إذا خصَمْتَه وقهرتَه. والمَعْك: المِطال. مَعَكه يمعَكه مَعْكاً. وليس من ذا. ومن بني عمرو بن الأزد: عَرْمانُ بن عَمرو. وعَرْمان: فَعْلان من قولهم: عَرَمْتُ العظمَ أعرُمه عرماً، إذا اعترقتَ ما عليه من اللَّحم، فالعظم معروم. والعَرَامة والعُرام أحسِبه يرجع إلى ذا. والعَرِمَة: شبيهٌ بالمُسَنَّاة، تُبنَى في بطن الوادي، معترضةٌ ليرتفع عليها السَّيل، فيفيض على الأرض، ومنه سَيل العَرِم، والجمع منه عَرِمٌ، أي السَّيل الذي هَدَم العَرِم. وقال قوم: العرِمُ جمعٌ لا واحدَ له من لفظه. قال الشاعر: مِن سَبأ السَّاكنينَ مأرِبَ إذْ ... يَبنون مِن دُون سيلِها العرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 ودجاجةٌ عرماء، وكذلك الحيَّةُ إذا كانت رقطاءَ بالسَّواد والبياض وغيره. رجال بني نصر بن الأزد مُوَيْلِك، ومَيْدَعَان. ومويلك هذا هو أبو الإمليك، الذي كان يأخذُ كلَّ سفينةٍ غَصْباً. وهم بنو مالكِ بن نصر بن الأزد. وحِمارُ بن نصر الذي يقال: " أكفَرُ من حِمَار " ويقال: " جوف حمار ". والجوف: وادٍ معروف باليمن. وكان جبّاراً عاتياً، وله حديث. ومَيْدَعَان اشتقاقُه من المِيدَع. والمِيدَع: ثومٌ يُلْبس فَيُودَّع به غيرُه. فإنْ كان من هذا فأصلُ هذه الياء واو، كأنَّه مَوْدعان، والجمع ميادع، وقالوا مَوَادِع فمن قال ميادعُ جعلَ أصلَه من الياء، ومن قال مَوَادِعُ جعل أصلَه من الواو، والميادعُ في لغة من قال ميازين، يريد موازين؛ والواو الأصل. ومنهم: بنو نُبَيْشَةَ، وبنو ماسخة. وماسخة: الذي تُنسَب إليه القِسِيُ العربية، وهو أوَّلُ مَن بَراها قال الشاعر: شَرعَتْ قِسِيَّ الماسِخيِّ رجالُنا ... بسهامِ يثربَ أو سهامِ الوادي والمسخ: تحويلُك الشَّيء عن حِلْيته. وفرسٌ ممسوخ العَجُز، إذا كان مطمئنَّ العَجُز، وهو عيب. وانمسخ الورمُ، إذا انْحَلَّ. وطعام مَسيخٌ: تَهِم الطَّعم. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 وأنت مسيخٌ كلحم الحُوارِ ... لا أنتَ حُلوٌ ولا أنتَ مُرُّ ومنهم: بنو زَارة، بطن بالسَّراةِ لهم عدد. وزَارةُ: أمُّهم. والزَّارة: الأجَمة. ومنهم: بنو غَرٍّ والغَرُّ: التكسُّر في الجلد، والجمع غُرور. والغَرُّ: آثار الطيِّ في الثوب. واشترى أعرابيٌّ ثوباً فلمَّا راد أن يأخُذه قال: " اطوِهِ على غَرِّه "، أي على كَسْره. قال ابنُ الكلبي: هم بنو غَرَا. الغرا: الفَصِيل أو الحُوار. ومن رجالهم بالكوفة: زهير بن ناجذ، أشرافٌ بالكوفة، عدادُهم في غامِد. ومن قبائلهم العظيمة: زَهرانُ بن كَعب. ومنهم: أبو أحجن. وأحجَنُ اشتقاقُه من الأُذن الحَجْناء، وهي المعوجَّة طرفُها إلى القفا. وكلُّ شيءٍ عطفتَه فقد حجنتَه. وبه سمِّي المِحْجن، وهي العاص المعطوف رأسُها. واحتجن فلانٌ هذا المالَ، أي عطَفه إلى نفسه. والحَجُون بمكّة معروف. وفي الحديث: " استلم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحجرَ بمحجنٍ في يده ". والجمع المحجن. ومنهم: بنو لِهْبٍ، وهم أعيفُ العرب وأزجَرُهم للطَّير. واللَّهب: الشَّعْب الضِّيق في أعلى الجبل، والجمع ألهاب ولهوب. قال الشاعر: في هضبةٍ دونَها لُهُوبُ ولهبُ النّار ولهيبها معروف. والتهابها ولَهِيبها سواءٌ. وفرس مُلْهِب: كأنَّه يلتهب في عدْوه. ولَهْبَانُ: اسمٌ، من هذا اشتقاقُه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 ومنهم: بنو ثُمالة. والثُّمالة: رُغوة اللَّبَن، والجمع ثِمالٌ. ومنهم: بنو غامِد، واسمه عبد الله، وكان ابن الكلبِّي يقول: سمِّيَ غامداً لأنَّه وقع بين عشيرته شَرٌّ فتغمَّدَ ذنوبَهم، أي غطَّاها وستَرها. ومنه الغِمْد. وكان ابنُ الكلبيّ يقول: سمَّاه بهذا الاسم قيْلٌ من أَقْيَال حِمْير. ويُشِد بيتاً لغامدٍ يُحتجّ به. تلافَيتُ شرّاً كان بين عشيرتي ... فأسمانيَ القَيل الحَضُوريُّ غامدا وغمدَتْ ليلتُنا، إذا أظلمت. قال الراجز: وليلةٍ غامدٍ غُموداً ... ظَلْماءَ تُغْشِي النَّجمَ والفُرقودا يريد الفرقد. ويقال: غمدت السيفَ وأغمدته، لغتان. وبَرْك الغُمَاد: موضع. وكان الأصمعي يقول: اشتقاق غامدٍ من قولهم: غَمدَت الرَّكيُّ، إذا كثُر ماؤها. ومن رجالهم: عبد العُزّى بن صُهَل بن عَمرو بن ثعلبةَ الشاعر، جاهليّ. ومنهم: بنو الدُّول بن سَعد مناة. ومنهم: بنو والِبَة. فالوالبة: الفَرخ من الزرع يَخرُج في أصل الكبير. ويقال: ولَبَ الزَّرعُ، إذا خرجَتْ له فراخ. ويقال: ألَّبَ فلانٌ على فلانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 وولَّب، إذا حرَّش عليه. ويقال: أَلبُ فلانٍ مع فلان أي ميلُه معه. ومن بني مازن: قَتادة بن طارق بن أبي فَروة الشاعر. ومنهم: زيد بن الأطْوَل، فارس وفيه يقول الشاعر: فلو فعلَ الفوارسُ فعلَ زيد ... لأُبْنا غانمِينَ لنا وقيرُ ومن رجالهم: مخِنَف بن سُلَيم، وهو بيت الأزْد بالكوفة. مْخَنف: مِفعل من قولهم: خنَفَ الرحلُ بأنفه، إذا أمالَه من كِبْر. والفرس خانف وخَنُوف، إذا أمالَ رأسَه في جريه أو تقريبه. والخِنَاف: ضربٌ من سير الإبل. والخَنيف: ثوبٌ من كَتَّان خَشنٌ. والجمع خُنُف، شبيهٌ بالخَيْش. ويقال: خَنفْتُ الأُتْرُجَّة، إذا قطعتها، والواحد من قَطْعها خَنِيفٌ أيضاً. ومنهم: فَرّاص بن عُتيبة الشاعر، جاهلي. ومن رجالهم: أبو ظَبْيانَ الأعرج، صاحبُ رايتِهم يومَ القادسيَّة. وفدَ على النبي صلى الله عليه وسلم وكتبَ له كتاباً، وله حديث. أبو ظبيان الأعرج اسمه عبدُ شمسِ بن الحارث، كان فارساً شاعراً، وكان في ألفين وخمسمائةٍ من العطاء، وكان كثير الغارة. وكان أبو ظَبْيان مضطجعاً بالعقيق فلم يُنْبهه إلاَّ حُصَيدةُ القحافيّ من خَثعَم، يقود جيشاً، وقوم أبي ظَبيان بهضْبة الأمعز، فركِبَ فرسَه ولم يأتِ قومه ولم يُعرِّج حتَّى طَعَن حُصَيدة فقتَلَه. ويقال إنَّه مشَى إلى الأسَد فقتله. وأنشد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 فسَلوهُمُ بالقاع كيف بُدَاهتي ... وسَلوهُم عنِّي بلَوْذِ الأسودِ جَرُّوا حُصيدةَ بعد ما أدمَيتُه ... بالرُّمح مثلَ الطائر القَشِبِ الرَّدِي وقد صدَّني عنه الرِّماحُ وأُسْرةٌ ... تَحنُو عليه وأُسْرتي لم تشهدِ ومنهم: جُندُب بن زُهَير، قُتِل مع عليٍّ رضوان الله عليه يوم صِفِّين، وكان مع الرَّجَّالة. ومنهم: عبد الرحمن بن نُعَيم، ولي خراسانَ لعمر بن عبد العزيز، وكان من رجالهم. ومنهم: مالكٌ الَّهَبة، وكان شاعراً. ومنهم: بنو اللَّهَبة، بطن. ومنهم: الحَجْن بن المرقِّع، وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم أشرافٌ بالسَّراة. والجحِن: السِّيئ الغذاء من النّاس والبهائم. فصيل مُجْحَن، وأجحنَه صاحبُه، إذا أساءَ غِذاءه. ومنهم: عبدُ الله بن عَوف بن الأحمر، الشاعر الذي رثى الحسينَ رضي الله عنه. ومنهم: عبد الشَّارق بن مَظَّة بن لُعْطٍ. واللُّعْط: الخطُّ في الوجه من سوادٍ تفعَلُه النساء. والمظُّ: رمان البَرّ. ومنهم: ربيعة بن مُهْرِبٍ، شاعرٌ جاهليّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 ومنهم: سعيد بن أبي سعيد الشاعر، صاحبُ الأنبار، وله حديث. وعبد الله بن مَسْروح الشاعر، جاهليٌّ. ومن غامدٍ: جُندَب الخَير بن عبد الله بن ضَبّ، من أصحاب عليٍّ رضوان الله عليه. وجندبُ بن كعبٍ، الذي قتل السَّاحر، واسم الساحر بُشْتَاتِي. وكان يُرِي أنّه يقتُل نفساً ثمّ يُحْييها، ويَعمِد إلى ناقةٍ فيدخُل مِن فيها ويَخرج من حَيائها، فأتَي مولىً له صَيْقلاً فقال: اعطِني سيفاً هُذَاماً. فأعطاه السَّيف فأقبلَ فضربَ به السَّاحرًَ فقتلَه ثم قال له: أَحْيِ نفسَك الآنّ! فأخذه الوليد بن عُقبة فحبسه، فلمَّا رأى السجّانُ صلاتَه وصومَه خلّى سبيلَه، فأخذَ الوليدُ السجَّانَ فقتلَه، وكان هذا السَّاحر الذي قتله جُندَب يَلعب بين يدَي الوليد بن عُقْبةَ في المسجد بالكوفة، وذكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يره. وقيل لابن عمر: إنَّ المختار يَعمِد إلى كرسٍّ فيحمله على بغلٍ أشهب، ويَحُفُّه بالدِّيباج، فيطوف به أصحابهُ ويستنصرون به ويستسقون، ويقولون: هذا مثلُ تابوتِ بني إسرائيل. فقال: فأين جَنَادِبةُ الأزد لا يَعقِرونه؟ وجَنَادبة الأزْد: جُندب بن زهير، وجُندب بن كعب من بني والبة، وجُندب الخير بن عبد الله، وجندب بن كعب من بني ظَبِّيان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 قبائل زهران بن كعب عبد الله، ونصر، والنَّمر، ومالك، وعُبرة، والصُّقْل. من قبائلهم: دَوْسٌ، ودَعْثة: ابنا عُدثان. وعُدْثان: فُعلان من العَدْث. والعَدْث: الوطء السَّريع. عدثَ الرجُل، إذا وطيء وطئاً خفيفاً سريعاً. والدَّعْثة: الغِمْرُ في القلب. ودَوْس: مصدر دُسْت الشيء أَدُوسه دَوساً. ودُست الطَّعام دَوساً، معروف، والاسم الدِّياس. وهذه الياء واوٌ انقلبت لانكسار ما قبلها. واشتقاق عُبْرة إمَّا من عَبْرة البكاء، وإمَّا من قولهم: كَبْشٌ مُعْبَر، أي كثير الصُّوف، وإمَّا من قولهم: ناقةٌ عُبْر سَفِرٍ وعَبْرُ سفَر - ولمْ يُجز الأصمعيُّ إلاَّ عُبْرَ بضم العين - إذا كانت قويَّةً على السفر. وامرأةٌ عابر: ثاكل. قال الشاعر: وكيفَ رِدافُ الفَلِّ أُمُّك عَابِرُ وعبرت النَّهرَ والواديَ أعُبره عَبْراً. وعَبَّرت الرُّؤيا تعبيراً: عَبَرتها عبارة. وفي التنزيل: " إنْ كُنتم للرُّؤْيا تَعبُرونَ ". والعبير: ضربٌ من الطيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 وعِبْر الوادي وكذاك النَّهر: أحَد شِقَّيه. واعتبرت الشَّيء عِبرةً، إذا أحكمتَ النَّظرَ فيه. فمن قبائلِ دوسٍ العظامِ: مالكُ بن فَهْم، وهما بعُمان. وسُلَيم بن فَهْم، وهم بالسَّراة. ومن رجالهم: جَذِِيمة بن مالك الأبرشُ الملِكُ، الذي قتلته الزَّبَّاء، وله حديث. وكان أبرصَ فتهيَّبت العرب أن تقول أبرصُ فقالت: أبرشُ، ووضّاحٌ. ومنهم: بنو عوف بن مالك. ومنهم: بنو الجَوْن بن أنمار بن عوف. ومنهم: أبو عِمرانَ الجَونِيُّ، الذي يحدَّث عنه. ومنهم: فَزارة بن عِمْران بن مالك بن بلال بن حَرْب بن عَمرو بن زُرارة ابن الجَوْن بن أنمار بن عَوف بن جَذِيمة بن مالك بن فهم، الذي يقول فيه الشاعر: ومِن المظالم أن تكو ... ن علَى المظالم يا فزاره ومنهم: بنو سَلِيمة بن مالك. وسَليمة الذي رمى أباه بسهمٍ فقتَلَه. وله يقول مالك: أعلَّمُهُ الرِّمايةَ كلَّ يومٍ ... فلما اشتدَّ ساعدُه رماني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 ويروى: استدَّ. ومنهم: معن بن مالك. وقد مرَّ معنٌ ومالك. ومنهم: بنو هُناءة بن مالك. والهُنَاءة: بقية الهِناء، وهو القَطِران الذي تُهَنأ به الإبل. ومنهم: بنو نَوَى بن مالك. ونَوًى من قولهم: نوَى ينوِي نِيّةً. والنَّوى من البَيْن معروف. والنَّوى: الدار بعينها. قال الشاعر: شَطَّتْ نواهم أي دارُهم. ومنهم: بنو جَهْضَم بن جَذِيمة الأبرش بن مالك، والتَّجهضم: التكبُّر. وربَّما سمِّي الأسدُ جهضماً. فمن رجال بني سَليمة: عبدُ الله بن مازن، وابنه: المختار بن عوف، وكنيته أبو حَمزة، وهو صاحب يوم قُدَيد، خارجيّ. ومن رجال بني هُناءة في الإسلام: عُقبة بن سَلْمٍ، صاحب دار عُقْبة بالبصرة، ابنِ نافع بن هلال بن أُهْبان بن هرَّاب بن عائذ بن خِنزير بن أُسلَم بن هُناءة. والخنزير معروف، مأخوذ من الخَزَر، وهو صِغَر العين، والياء والنون زائدتان. والخَنْزَرة: ضربٌ من الفؤوس غليظ. وخِنْزير المنجنيق: شيء من آلَتهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 ومن رجالهم في الإسلام: الحُسَين بن قُريش، الذي ولِيَ فارسَ وكُوَرّ دِجلة. ومنهم: أبو شيخٍ الهُنَائيّ، أحد عُبَّاد البصرة المشهورين. ومنهم: بنو فُرهود بن شَبابة، الذين يقال لهم الفَراهيد. والفُرهُود الغليظ، من قولهم: تفرهَدَ الغلامُ، إذا سمِنَ. ومن رجالهم: الحُرّ بن الحرّ بن ضَحْيان بن قطن بن هانئ بن ظالم بن جُشَم ابن حاضر بن فُرْهود، كان فارسَ أهلِ دهره. ومنهم في الإسلام: الخليلُ أحمد، صاحبُ العروض. ومنهم: العِقْيُ، وهو الحارث بن مالك، يقال لولده العُقَاة. والعِقْيُ: أول ما يطرحُه الصبيُّ من بطنه إذا وُلِد. ولا تلتفت إلى قول ابن الكلبيّ: قد عقَّ أباه فسمى عِقْياً. فمن العُقَاة: آل الصِّفَّاق بن حُجْر بن بُجير بن عَمرو بن بكر بن أنمار ابن قيس بن وَفْدان بن أَحْطَب بن أسِيدِ بن العِقْي. لهم عددٌ ورياسةٌ وشرف بفارس. والصَّفاق: فعَّال من قولهم: تصافَقَ القومُ بالسيُّوف، إذا التقَوا بها. أو يكون من قولهم: صفقَ وجهَه، ذا لَطَمه. ويوم الصَّفْقة يوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 معروفٌ في الجاهلية. ومنهم: بنو جُرموز بن الحارث. والجُرموز: الحَوض الصَّغير تُسقَى فيه الإبل؛ والجمع جراميز. ويقال: جَمَع فلانٌ جراميزَه، إذا اجتمعَ لَيثب. واجْرَمَّز الثَّور، إذا اجتمعَ ليثب. ومنهم: القراديس، وهم بنو قُردوس بن الحارث. والقردسةُ، يقال: قردسْتُ بجرو الكلبِ، إذا دعوتَه ليجيئك. ومن القراديس: سعد بن مَجْدٍ، الذي قتلَ قتيبةَ بن مسلم. ومنهم: بنو لَقِيط بن الحارث، منهم: كعب بن سُور بن بكر بن عَبْد ابن ثعلبة بن سُلَيم بن لَقيط بن الحارث بن مالك بن فَهْم، ولي القضاءَ بالبصرة لعُمر وعثمان رحمهما الله. وخَرَجَ يومَ الجمل وفي عنقه المصحفُ ليُصلح بين النَّاس فجاءهُ سهمٌ غَرْبٌ فقتَله. ومنهم: الهيثم بن المنخَّل، كان فارسَ النَّاس في دَهرِه، وقد مرَّ ذكره. ومن بني عمرو بن مالك: معاوية، وهو قَسْمَل، وهم القَسامل، سُمُّوا بذلك لجمالهم. ومن بطونهم: صُلَيْمَى، وهم بنو زاكِيَا. وثعلبةُ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهم. وسمُّوا صُلَيْمَى لاصطلامهم لكلِّ من حاربَهم. والأصلم: المقطوع الأذنين. وصُليمى يمدُّ ويقُصر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 ومن رجالهم: سُبيعة بن غَزَال، وفَدَ إلى أبي بكر الصديق رحمه الله في أمر أهل عُمان. وله حديث. ومنهم الأشاقِر، رهط كَعب الأشقريّ الشاعر. والأشقر هو أسعد بن مالك ابن عَمرو بن مالك بن فهم. ومنهم: بنو شَرِيك بن مالك. فمن بني شريك بن مالك: بنو أسد بن شَريك، الذين لهم خِطَّ؟ ة بالبصرة يقال لها خِطّة بني أسد. وليس بالبصرة خِطَّة لبني أسد بن خُزَيمة. فمن بني أسد: مُسَدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل بن مُلَمْتَك بن جَرو بن يزيد ابن شَبيب بن الصَّلت بن مالك بن أسد بن شَريك بن مالك بن عمرو بن مالك ابن فَهْم. ومن مواليهم: مقاتلٌ صاحبُ التَّفسير. ومن موالي الأشاقر: شُعْبة بن الحجّاج الفقيه. ومنهم: بنو حاضر، وبنو جُدَيد: بطنان عظيمان. وجُدَيد: تصغير جَدٍّ؛ فإمّا من الجَدِّ أبى الأب، أو من الجَدّ: الحظّ. والجدّ: مصدر جددتُه جَدَّاً، إذا قَطعتَه. وجِداد النَّخل: صِرامها. والجديدان: اللَّيل والنَّهار، وهما الأَجدَّانِ. والجديد: المقطوع. قال الشاعر: وصبحَ حبلُها خَلَقاً جَديدا ورجل جادٌّ: مجدٌّ في أموره. والجُدِّة: الخُطَّة في ظَهر الدابّة أو الحمار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 وكلُّ خُطّةٍ جُدَّة. والجِدُّة: ساحل البحر. وأتانٌ جَدودٌ: الحائل التي لا لبَن لها، وكذاك الناقة؛ والجمع جدائد. وناقة جَدَّاء: لا لَبن لها. وصَحراء جَدَاء: لا ماء فيها. والجُدّ: البئر الصالحة الموضع من الكلأ. قال الشاعر: من يَجعل الجُدَّ الظَّنونَ الذي ... جُنِّبَ صوتَ اللَّجِب الماطرِ وجُدّة: موضع. وجَدُدٌ: موضع. فمن رجالهم: الحارث بن قيس بن صُهْبان بن عَدْوان بن عوف بن عِلاج. وقد مرَّ. والحارث بن قيس بن صُهبان هذا هو الذي ذهب بعُبيدِ الله بن زيادِ إلى مسعودٍ حتّى أجاره. ومن رجالهم: مسعود بن عمرو بن عديّ بن مُحارب بن صُنَيم بن مُلَيح بن شرطانَ بن مَعْن بن مالك بن فَهم، الذي يقال له قَمَر العراق، قتلته بنو تميم. كان سيِّدَ الأزْد. وهو الذي أجازَ عُبيد الله بن زياد أيّامَ الفتنة، أخو المهَّلب بن أبي صُفْرة لأمّه. واشتقاق شَرْطان فَعْلان إمَّا من الشَّرْط واحدِ الشُّروط، أو من الشَّرَطَين وهو منزلٌ من منازل القمر. أو من قولهم: أشرطَ فلانٌ نفسَه، أي جعل لها علامةً يعرف بها. ومنهم الشُّرَط، كان لهم علامةٌ يُعرفون بها من غيرهم. ومنهم: جُدَيع بن شَبيب بن عامر بن بَرَاري بن صُنَيم، الذي يعرف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 بالكَرْمانيّ، رأس الأزدِ أَيَّامَ العبيَّهْ بخُراسان. وله حديث. ومن بني سُلَيم بن فهم أخي مالك: أبو هريرة، واسمه عُمير بن عامر بن عَبدِ ذي الشَّرْي بن طريف بن عَبّاد بن أبي صعب بن هُنْبَة بن سعد بن ثعلبة بن سُليم. صحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. وهُريرة: تصغير هِرّة، وهي السِّنور. والهَرُّ: هَرُّ الكلب، هرَّ يهرّ هرَّاً وهَريراً. وهَررتُ الشَّيء أهِرُّه هرّاً، إذا كرهَته. وقولهم: لا يعرف الهِرَّ من البِرِّ، زعموا أنَّ البِرَّ الفارة، والهرّ السّنور. والهُرهور: الماءُ الكثير. والهَرَّاران: نَجمان يَطلُعان في صَبّارَّة الشِّتاء، وهما قَلْبُ العقرب والنَّسر الواقع. والهُرهور: ما تساقَطَ من الكَرْم من رديء العنب، لغةٌ يمانيَة. وذو الشَّرْى: صنمٌ معروف. الشَّرْى بفتح الشين: شجَر الحنَظل، وبه سمِّي الرجلُ شَرْيَة. والشِّرْيانُ: خشَب تُتَّخذ منه القِسيُّ العربيّة. ويقال: استشرَى المطرُ، إذا اشتدَّ. وشَرَى الأرضِ: ناحيتُها، والجمع أشراء ممدود. وشَرِي الرجلُ يَشرَى، إذا جدَّ في الأمر وانهمك. والشَّرَى: بئرٌ يظهَر على البدَن. شَرِي يَشرى شَرّى شديداً. وشَرَيت الشيءَ أَشريه شَرْياً، إذا اشتريته. وشريتُه أشريه، إذا بعتَه. وفي التنزيل: " وشَرَوْهُ بثَمنٍ بَخْسٍ " أي باعوه. قال الراجز: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 من باع منه أو شَرَى لم يَربحِ أي من اشترى. وقال الشاعر: وشَرَيتُ بُردّاً ليتني ... مِن بعدِ بُردٍ كنتُ هامه أي بعته. ومنهم: أخو أبي هريرة، وهو أبو كَريمٍ، مهاجرٌ أيضاً. ومنهم: سعد بن صُفَيح، خال أبي هريرة، وهو الذي قتلَ جماعةً من قريش بأبي أَزَبْهِرَ، الذي قتله هشامُ بن الوليد في جُوارِ أبي سفيانَ بن حرب. منهم: بحر بن العوّام ولهم حديث. ومنهم: ذو السَّبَلة خالد بن عَوف بن نَضْلة، من أشرافهم في الجاهليَّة، وقد رأسَ. ومنهم: عُمّارة بن عمرو بن كُلثوم، شريف بالشَّام. ومنهم: الطُّفَيل ذو النُّورِ بن عَمرو بن طَريف، وفَدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسمِّي ذا النُّور لأنَّه وفَدَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إنَّ دَوْساً غلب عليهم الزِّنا، فادعُ الله عليهم؟؟! فقال: " اللهمَّ اهْدِ دوسَا ". قال: فابعثْ بي إليهم واجعلْ لي آيةً يهتدون بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهمَّ نوِّرْ له "، فسطَعَ نُورٌ بينَ عينيه لمَّا أشرفَ على قومه، فقال: يا ربِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَخافُ أن يقولوا إنَّها مُثْلة! فصار النُّور في طرَف سوطهِ وكان يضيء في اللَّيلة الظَّلْماء. ومن رجال بني غانم بن دَوْسٍ: وهبُ بن عبد الله بن دَوس بن أبي خالدٍ ابن زهيرٍ الشاعرُ في أوَّل الإسلام. وجُندَبُ بن طَريفٍ الشاعرُ، الذي يقال له ابنُ الغامديِّة. ومنهم أبو غُنَيشٍ الشَّاعر، جاهليٌّ من بني مبذول. ومن رجالهم: عَمرو بن حُمَمَة، وفَد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأمُّ عمرٍو هذا بنتُ عمرو بن جُندَب، امرأةُ عثمانَ بن عفّان، وهي أمُّ عَمرو، وأبانَ، وخالدٍ: بنى عثمان. ومن قبائل نَصْر بن زهران: النَّمِر بن عثمان، بطنٌ عظيم بالسَّراة، لهم بأسٌ ونجدة. ومنهم: الطُّفيل بن عبد الله بن الحراث بن سَخْبَرة بن جُرثومة، وهو أخو عائشة بنت أبي بكرٍ لأمِّها، أمُّهما أمُّ رُومان بنت عُمير بن عامر، مِن بني كنانة. والسَّخْبر: نَبْت. والجرثومة من التُّراب: ما اجتَمَع في أصول الشَّجر، والجمع جَراثيمِ. وشجر مُجرثِم، أي ذو جراثيم. وتجرثَمَ الوحشيُّ في سَرَبة، إذا تقبَّض فيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 ومنهم: اليَحْمَد بن حُمَّى بن عبد الله بن نَصر بن زَهران. فمن بطون اليَحْمَد، وهم بنو ماجد. والشُّرْيُ، وهم بنو شارٍ. واشتقاق ماجدٍ من قولهم: أَمْجَدتِ الماشيةُ، إذا امتلأت من المرَعي، فهي مُمْجِدٌ. ومن ذلك قولهم: في كلِّ شجرٍ نار، واستمجَد المَرْخُ والعَفَار، أي امتَلَيَا واكتفيا. ثمَّ صار كلُّ ممتلئٍ خيراً ونائلاً وشرفاً: ماجداً ومَجِيداً. ويقال: تماجد القومُ، إذا تناحروا إبلَهم، وهو المِجَادُ. قال الشاعر: قد فاخَروك فأبدَوْا من كَنائنهم ... مجداً تليداً ونَبْلاً غير أَنْكاسِي يقول: أبرزوا من كنائنهم نواصيَ الأُسَراء الذين كانوا يمنُّون عليهم. فمن رجال المُجْدِ: مُرَّة بن تَلِيد، كان شريفاً، وكان على مُقدَّمة المهلَّب أيّام قَاتلوا المختارَ بالكوفة. وهو الذي وَلِيّ حِصارَ المختار، وله يقول أعشى هَمْدان: مُرّ يَا مُرَّ مُرَّةَ بنَ تليدٍ ... ما وجَدْناكَ حين تُسأل مُرَّا ومن ولد عَمرو بن اليَحمد: جابرُ بن زيدٍ الفقيه، وجُوَيبر بن سعيدٍ الفقيه. ومنهم: المهلَّب بن الحَلاَل، رأسُ الأزْد بخراسان أيَّام الكَرْماني. ومنهم: مُرّة بن جابر، من باقل، كان شريفاً، قُتِل يومَ الجمل. واشتقاق باقل من قولهم: بقل النَّبت، إذا ظهَر. وبقلَ شاربُ الغلام، إذا اخضَرَّ وبدا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 ومنهم: مالك بن مالك بن وَهْب بن سَعْد بن خالد بن كُوَاد. كان شريفاً. وكُوَاد: فُعَال من قولهم: كوَّدت الشَّيء، إذا جمعته، كَوْداً وتكويداً؛ وهي لغةٌ لهم. أو يكون من قولهم: كاد يكود، في معنى كاد يكيد، وهي لغةٌ لهم أيضاً. يقولون: حاد يحود وحاد يحيد، مثل كاد يكود ويكيد، وهي لغة، والكَوْد الشَّيء المجتمِع. ومنهم: بنو قُدَيّ، وبنو ثُعالة. وقُدَيٌّ: تصغير قِدًى، من قولهم: قِدَى رُمح أو قِدَى قوس، أي قدرها أو من قولهم: شَمِمت قَدَى قِدْرك، أي طيب رائحتها، وقَدَاةَ قِدرِكم. ويقال: قَدِي من كذا وكذا، أي حسبي. وليس من هذا. قال: وأبياتٌ تُرْوَى لهم. ليتَ الحمامَ لِيَه ... إلى حمامتيه ونِصفَه قَدِيَه ... ثَمَّ الحمامُ مِيَهْ قَدِيه، أي حَسْبِيهَ. وثُعالة اسمٌ من أسماء الثَّعلب، وقد مرّ. ومن اليحمد: بنو فَجُوح، وهم الفُجْح. والتَّفَجُّح: التَّقعُّر في الكلام. ومنهم: بنو أكلُبَ، وبنو بَحرِيِّ. فمن بني أكلُبَ: بنو غُراب، لهم خِطَةٌ بالبصرة. منهم بشر بن كُلَيب بن الأسود بن الأدرد بن قَطِرَان بن غُراب. ولِيَ شُرَطَ البَصرة ليزيد بن منصورٍ خالِ المهديّ. وكان من أشراف القُوّاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 ومنهم: مِعْلقٌ، والمغيرة: ابنا أبي اللَّعْساء بن عَمرو بن جابر بن حاجِ ابن غُراب. واللَّعساء منَ اللَّعَس. واللَّعَس: سُمرة في الِلثّات والشَّفَتين، نحو ما يعتري الحَبَش. والحاجُ: ضربٌ من الشَّجَر له شوكٌ، والواحدة حاجَة. والحاجَة أيضاً: خرَزٌ يعلَّق في الأذُن زعموا. والحَجَّة زعموا: شَحمةُ الأذن. قال الشاعر: يَرُضْن صِعاب الدُّرِّ في كلِّ حَجّةٍ وبنو بَحْرِيٍّ: منسوبٌ إلى البحر. ويقال: دمٌ باحِرِيٌّ وبَحْرانيّ، إذا اشتدَّت حُمرته. وتبحَّرَ فلانٌ في العم، إذا اتَّسعَ فيه. ومنهم: المحَبَّر بن إياس بن مرهوب، شريفٌ بخراسان في أوّل الإسلام. والمحبَّر: مفعَّل من التَّحبير، من قولهم: ثوبٌ محبَّرٌ حَسَنُ الصَّنعة. وكلام محبَّر: حسَنُ التَّأليف. ومنهم: ودَاع بن حُمَيد، كان شريفاً وولِيَ الهند، وهو الذي أغلقَ أبوابَ المدينة دون ولدِ المهلَّب، ومنَعهم من الدُّخول. ومن بطون الشُّرْي: بنو عَيْرة، وبنو باقل. ومن قبائلهم: بنو خَرُوص، وبنو السَّحْتَن، وبنو هُنَيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 واشتقاق خُروص فَعول من قولهم: اخترص هذا الكلامَ أي اختلفَ. ومنه خَرْص النَّخل، لأنَّه على غير حقيقةٍ وفي التنزيل: " قُتِلَ الخَرَّاصُون " أي الكذّابون، والله أعلم. والخُرْص: قناة الرمح، والجمع أخراص ومَخَارص وخُرْصَان. والخُرْص: ضربٌ من الحَلْي إِمّا حَلْقةٌ وإمَّا شَنْفٌ. وأما هُنَيٌّ فتصغير هَنٍ، من قولهم: يا هَنُ أقبلْ. ويقولون: فلانٌ هُنَئٌ من الرِّجال، إذا أومَئوا إلى الدِّمامة والقِلة. والسَّحتَن النون زائدة فيه كزيادتها في رَعْشَنٍ. وأصلهُ من السَّحت. والسَّحت: الاستئصال. يقال: سَحَته وأسحَتَه. وقد قُرئ: " فَيسحَتكُم بعذابٍ "، و " فيُسْحِتَكم بعَذَابٍ ". وقال الشاعر: وعَضُّ زمانٍ يا بنَ مَرْوان لم يَدَعْ ... من المال إلاَّ مُسحَتاً أو مُجلَّفُ المسحَت: المستأصَل. والمُجلَّف: الذي قد بقيتْ منه بقَية. ومن بني هُني: بنو زِعْل. واشتقاق زِعْل من الزَّعَل، وهو النَّشاط. زَعِل الجدْيُ زعَلاً. وقد سمّوا زُعَيْلاً. ومنهم: زياد بن الرَّبيع بن حُبَيش بن جابر بن فَرْفارٍ، المحدِّث، واشتقاق فَرفار إمَّا من الشجر الذي يَسمى زَرِّينْدِرَخْت، بالفارسية. أو من قولهم: فرفر الفَرَسُ لجامَه، إذا حرَّكه في فيه. قال الشاعر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 إذا رُعْتَه من جانبيه كِليهما ... مَشَى الهَيْذَبَى في دَفّهِ ثم فرفرا الهيذبى: ضربٌ من المشي. ودفُّه: جَنْبه. ومنهم: المعلَّى بن زياد بن حاضر بن مِصَاع، ولي ولاياتٍ بالهند، وكان من رجالهم. ومِصَاع: مصدر تماصع القوم مصاعاً، إذا تضارَبُوا بالسُّيوف: وهي المماصَعة. ويقال: قَبَحَه الله وقبحَ أمِّا مصعَتْ به! أي أَلقَته. والمُصَع: تمر العَوسَج. والمَصِيعة: موضعٌ تُصلِحه المرأة تَنِدف فيه القُطنَ. صيَّعت المرأة موضعاً. وليس ذا من ذاك. ومنهم: بنو رُوَيْم الذي بالموصل، لهم شرف. وأمَّا غالب بن عثمان فهم بالسراة. فمن بني غالب بن عثمان: الحُدَّان. وحُدَّان: فُعلان من الحدّ. فمن بني حُدّانَ: بنو حاوِدٍ، ولهم خِطّةٌ بالبصرة. وحاوِِد كأنّك تأمر فتقول حاودْ فلاناً، مثل عاوِدْه. وفي لغتهم: حاد يحود، فهذا من ذاك. ومنهم: بنو أُنْعم. فمن رجالهم: ضَحْيان بن سَمَّانَ بن ضَحْيان، صاحبُ رَحْلِ الذَّهَب، كان شريفاً استخلفه عَمرو بن العاص على بني شُمْس. وقال قوم: بل كعب بن لَقيط بن غافر بن سَمّان، صاحبُ رحل الذَّهب. وسَمَّانُ: فَعْلانُ من السَّم، والسَّمُّ القاتل معروف. والسَّمُّ والسمُّ: ثَقْب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 الإبرة. وقد قرئ: " في سَمِّ الخِياط " و " سُمِّ الخِياط " وقال أهل اللغة السَّمَّان: التَّزويق بألوان الغِراء. ومن رجالهم: صَبْرَة بن شَيْمان بن عُكَيف بن كَيُّوم، كان رئيسَ الأزْد يومَ الجمل. وهو الذي أجار زياداً. وكيُّومٌ من كام الفَرسُ الحِجْرَ يَكُومُها، إذا نَزَا عليها. وعُكَيف إمّا من قولهم: عَكَفت الطَّيرُ حولَ القتيل، إذا حلمت عليه. والعاكف: الذي لا يَبرح من مكانِه؛ ومنه الاعتكاف في المساجد. ومنهم: بنو جِرهام. وجِرهامٌ: فِعلالٌ من جَرْهَم الرجلُ على الشيء، إذا أقدَم عليه. وأحسب منه اشتقاق جُرهم. ومنهم: بنو دُحَيّ. ودُحَيٌّ من قولهم: دحَيْت الموضعَ ودحوتُه، إذا سهَّلتَه وسوَّيتَه. ومنه قوله تبارك وتعالى: " والأرضَ بَعدَ ذلك دَحَاهَا " والله أعلم. ودِحية: اسمٌ ومن هذا اشتقاقُه. وأُدحِيُّ النَّعام: الموضع الذي تُصلِحه لبَيْضَها. والله أعلم. فمن مواليهم: صالح بن عبد القُدُّوس، كان من رجال أهل البَصرة، شاعراً عالماً، ثمَّ قال بقول بشّارٍ الأعمى بمذهب الدُّهرية. ومن بني حاوِدٍ: الفَضْلُ بن لَقِيط بن جابر بن كمْن بن شَرجِيّ بن حَاوِد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 وكَمْنٌ: فُعل من الكُمون، من قولهم: كَمَنَت الرِّيح تكمنُ كموناً، إذا سكنَتْ. وكمنَ القومُ في الموضع، إذا اختفَوا فيه. والكُمْنة: شبيهٌ بالقَمَع في العين، وهو غِلَظٌ في الأجفان وقَرْحٌ. وشَرجيٌّ منسوب إلى الشَّرج. والشَّرْج: مَجْرى الماء من الغِلظ إلى القاع، وهي الشَّرْجة، والجمع شِراجٌ وأشراج. وكلُّ خليطين شريجانِ. وكلُّ شيءِ تداخَل بعضُه في بعض فهو شَرْج، نحو الخُرْج والدُّبر وما أشبههما. والشَّريجة التي تعرفها العامَةُ من هذا، لِتَداخُلِ بعضِها في بعض. ويقال: فلانٌ من شَرْجِ فلان، أي من أشباهه. وتشرَّجَ الشَّحمُ باللَّحم، إذا تداخَلَ فيه قال الشاعر: .... فشُرِّجَ لحمها ... بالنَيّ فهي تثوخ فيهِ الإصبعُ ومن بني أنَعمَ: شَيْبة بن نَهِيك، كان شريفاً بالبصرة وخراسان. مَضَى الحُدَّان. ومنهم: بنو نَحْو بن شُمَيْس، وهو أخر حُدَّان. واشتقاق نَحْو من قولهم: نحوتُ الشيءَ أنْحُوا نحواً، إذا قصدتَه ومنه النَّحو في الكَلام، كأنَّه قَصْدٌ لِلصَّواب. فمن قبائل بني نحوٍ: عُجَيف، ومُعازِبٌ، ومُلاَئِمات. ومُعازِب: مُفاعِل من قولهم: تعازَبَ القومُ، إذا تباعَدَ بعضُهم عن بعض. ومنه رجلٌ عَزَبٌ، لأنَّه عزَب عن النِّكاح. ومنه: أعزَبَ القومُ إبلَهم، إذا بَاعدُوها في المرعَى. والسَّوَام الغَرِيب من هذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 ومُلائِمات: مُفاعِلات من قولهم: تَلاتَمَ القومُ. واللَّتْم الضَّرب باليد. ولتَمتِ المرأةُ صدرَها، إذا ضربَتْه بيدها. ولتَمَ الرجلُ صدرَه. ومنهم: بنو مَعْوَلَةَ بن شَمْس. ولد دُهمان بن نَصر. من رجالهم: أبو أمَيْمَةَ الصَّعْبيّ، كان تزوّجَ أمَّ فروةَ بنت أبي قُحافة، أختَ أبي بكرٍ الصدِّيق، فولدَتْ له أُميمةَ، فتزوَّجَها عبدُ الله ابن الزُّبير. وأمَيمة، من قولهم: أَمَّه يَؤُمُّه أَمَّاً. أو يكون تصغير أُمّ. ومن بني صَعب بن دُهمان: مبِّشر، ويشكُر، ومِحْضَب، والأوس. وقد مرّ ذكرها. فمن بني مُبشِّر: عامر، وهو الغِطرف الأكبر. والغِطريف: السيِّد؛ والجمع غَطاريف، به يسمَّون. ومنهم: بنو جِعْثِمةَ واشتقاقه من قولهم: تَجَعثَمَ الرّجُل إذا جَمَع نفسه لِيَثِب. فمن قبائلِ الغطاريف: بنو واشِح. واشتقاق واشح من توشَّح بثَوبه أو بسَيف، إذا اتَّخذه وشاحاً. والحمام الموشَّح: الذي له حُبُكٌ على جَناحِهِ، كأنّه توشَّح به. وفرس مُوَشَّح، إذا كان به بياضٌ مِن صَفْحَتَيْ عنقِه حتَّى يصيرَ إلى صدره. والوشاح معروفٌ للمرأة، وهُذَيل تقول: إشاح. وجمع وِشاحٍ وُشُح. ومن موالي واشحٍ هؤلاء: آلُ خاقانَ المعروفون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 ومن قبائل الغِطريف: بنون بُرْسَان. وبُرْسان: فُعلان إمَّا من البُرس وهو القطن وإمَّا من قولهم: بَرَسَ الموضعَ، إذا ليَّنَه وسهَّلَه. ومنهم: الخَصَاصة. وقد مرّ. ومنهم: بنو سُبالة. واشتقاق سُبَالة من السَّبَل، وهو المطر؛ أو السَّبلة، وهي طرف اللِّحية في بعض اللغات. رجلٌ أسْبَلُ، وامرأةٌ سَبْلاء. ومنهم: بنو فَرَّاس بالسين. واشتقاق فَرَّاس من قولهم: فرسَ السبعُ فريستَه، إذا حَطَمها. ويقال: فَرسْتُ عنقَ الشَّاة، إذا اعتمدتَ على الفِقْرة ففصلتَها مِن الأخرى. ومنهم: الفُضَيل بن هَنّاد، كان من رجالهم، وهو أوْلُ من أظهر السَّوادَ بالرَّيّ. وهَنَّادٌ: فَعّال من قولهم هنَّدت الرجلَ تهنيداً، إذا نعَّمته. ومن الغطاريف: أبو أزيهِر، كان من رجالهم. ومن بني جِعْثمةَ: الجَدَرَةُ. ومن بني مالك بن زَهْران: بنو مُفرِّج. ومفرِّج: مفعِّل من فَرَجْت الشَّيءَ أفْرُجه فَرْجاً، إذا وسَّعته. وفرسٌ فَرِيج: واسع الشِّحْوة. ومن بني مفرِّج: حاجز بن عَوف، كان أحدَ من يغزو على رِجلَيه. والحاجز: فاعل من حجزت بين القوم. وكلُّ شيئين فصَلْتَ بينهما فقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 حجزْتَهما، وبه سمِّيت الحجازُ، لأنَّها فَصَلت بين نجدٍ وتِهامة. والحُجْزَة: أن يحتجز الرجلُ بثوبٍ فكأنَّه فَصَل بين أعلاه وأسفلهِ. ومن قبائلهم: بنو راسبٍ بن مَيْدَعان. فمن بني راسبٍ هؤلاء: عبد الله بن وهب الراسبيّ. رئيسُ الخوارج يومَ النَّهَروان. ومن بني مَيدَعان: شَرِيك بن أبي العَكَر. والعَكَر مشتقٌّ من أشياء، وأصلُه كله راجعٌ إلى الكَدَر. واعتكار الشيء: دخولُ بعضِه في بعض. والعكَرة من الإبل: ما بين الخمسين إلى المائة. وعَكَرَ الفارسُ على الكتيبة، إذا حملَ عليها. واعتكر اللَّيلُ، إذا اختلطَتْ ظُلمتُه. والمِعْكَال: القطعة العظيمة من الإبل. وعكر كلِّ شيءٍ: ما غلُظَ منه. وقد سمَّت العرب عُكيراً، وعكّاراً، ومِعْكراً. وشَرِيكٌ هذا زوجُ أمِّ شَرِيك التي خَلَف عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم. بجيلة وقبائلها ورجالها وهم إخوة خَثْعَم، وبَجِيلةُ أمُّهم. وهم بنو أنمارِ بن إراشٍ بن عَمْرو بن الغَوث وإنَّما سُمُّوا خثعَمَ بجملٍ يقال له خَثعم، وكان له، فَكانَ يقولُ: احتمل آلُ خَثْعم، ونزل آل خثعم. وكان الكلبيُّ يقول ذلك. واشتقاق بَجِيلة من الغِلَظ. ثوبٌ بَجِيلٌ، أي غليظ. ورجلٌ بَجَالٌ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 حليم رَكين. والأبجل: عِرق في الجسَد؛ والجمع أباجل. وبَجَّلت الرجلّ تبجيلاً، إذا عظَّمتَه. وبنو بَجَالٍ: بطنٌ من بني ضَبَّة. وبنو بَجْلة: بطنٌ في بني سُليم، وهو الذي عَنى عنترةُ: وفي البَجْلِيِّ مِعْبَلةٌ وقيعُ المِعبلة: النَّصْلُ. ومن بجيلةَ: عَبْقَر بن أنمار. ومنهم: بنو قَسْر. والقَسْر من قولهم: قَسَرت الرجلَ على الشَّيء أقسِرُه قَسْراً، إذا قهرتَه عليه. ومنهم: يعقوبُ أبو يوسفَ القاضي، وهون ابنُ إبراهيم بن حبيب؛ وعِدادُه في الأنصار. ومن بطونهم: بنو نَذِير، وبنو أفْرَك، وعُرَينة. ومنهم: بنو حزِيمةَ بن حَرب. وهي فَعِيلةٌ من الحَزْم الذي هو ضدُّ التَّوانِي، أو من قولهم: حزَمت الشَّيءَ أحزِمه. فمن حَزِيمة: جريرُ بن عبد الله بن جابر، وهو الشُّلَيْل، بن مالك بن نَصْر ابن ثَعلبة بن جُشَم بن عُوَيف بن حَزِيمة. واشتقاق الشُّلَيل إمَّا من تصغير أَشَلَّ، وهي من اليد الشَّلاَّء؛ أو تصغير شَلَل. والشلُّ والشَّلَل: الطرد. شلَّه يُشلُّه شلاًّ وشَللاً، إذا طرَده. وتفرَّقَ القومُ شِلاَلاً، أي فِرَقاً. والشَّليل: مِسْحٌ يُطرَح على عَجُز البعير تحتَ الرَّحل. ورجلٌ مشِلٌّ: خفيفٌ سريع. والشَّلَل معروف، ما يُصِيب الثَّوبَ وغيرَه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 ومن رجالهم: أبو أراكةَ بنُ مالكٍ، صاحبُ دار أراكةَ بالكوفة، كان شريفاُ. وأبو أراكة هو اسمُه. والأراكة: شجَرٌ معروف. ويقال أرِكَ بالمكان يأرَك أَرَكاً، إذا أقام به. وأَرِيكٌ: موضع. والأَريكة: الطِّنفَسة أو الوِسادة؛ والله أعلم. وقال أبو عبيدة: الأرائك: الفُرُش في الحجال أو في الكِلَل. ومنهم: بنو أفصى بن نَذِير، وقد مرَّ تفسير أفصَى. ومن رجالهم: زهير بن ذي السِّنّ بن وثَن بن أصغَر بن عمرو بن جَلِيحة، كان شريفاً، وهو ابنُ أخت جريرٍ. وذو السنِّ معروف؛ والجمع أسنان. وسِنان الرمح معروف، والجمع أَسِنَّةٌ. والسِّنان: مصدر سانَّ البعيرُ الناقةَ يُسَنُّها سِناناً، إذا سعَى معها حتَّى يتسنَّمها. والوثَنْ: الصنم الصغير، فكأنَّ الأصنامَ الكبارُ، والأوثانَ الصِّغار. ومنه قولهم: اسْتَوْثَنَت الإبلُ، إذا كان فيها صغارٌ وكبار. واشتقاق جُلَيحة من الجَلَح، وهو مُنْحَسَر مقدَّم الرأس؛ أو من قولهم: شاة جَلْحاء: لا قرنَ لها، وروضةٌ جلحاء: لا شجرَ فيها. وقد سمَّت العربُ جُلاَحاً. ومن هذا اشتقاق رجل مُجَلِّح، إذا كان يُصمِّم على الشَّيء ويُقْدم عليه. وشجر مجلوحٌ، إذا أُكِل أعاليه. والجَلْحاء: موضع. ومن رجالهم: شِقٌّ لكاهن، أحد كُهَّان الجاهليَّةِ المذكورين، كان عمره ثلثمَائةِ سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 ومنهم: بنو أفركَ، من قولهم: رجلٌ أفْركُ: ضعيف اليدين. وكلُّ شيء فركتَه بيدَيك فهو فرِيك. والمرأة الفارك: المبْغِضة لزوجها؛ والجمع فوارك. فرِكَت المرأةُ زوجَهَا تَفْرَكُه فِرْكاً، وفركتُ الشَّيءَ فَركاً. ومن رجالهم: حَبّة بن جُوَينِ بن عليّ بن نِهْم، كانَ من أصحاب عليّ ابن أبي طالب رضوانُ الله عليه، وشهد معه مشاهدَه. ومنهم: بنو مَوهَبَة. واشتقاق مَوهَبة من أشياء: إمَّا من الموهَبة، وهي نُقْرة في صخرٍ يجتمع فيها ماء السماء. قال الشاعر: ولَفُوكِ أطيبُ لو بَذلتِ لنا ... من ماء مَوهبةٍ على خَمرِ وأمّا قولهم: وبه له مَوهِبة حسنةً، فبالكسر والفتح. ومن رجالهم: خالد بن عبد الله بن يزيدَ بن أسدِ بن كُرْ. بن عامر ابن عبد الله بن عبد شمس بن غَمغَمة بن جرير بن شِقّ. وليّ العراقَ، ووَلي أسدٌ أخوهُ خراسانَ. وغمغمة اشتقاقُه من اختلاط أصوات القَوم في الحرب حتَّى لا يفُهم، فهي الغمغمة. قال الشاعر: ولِلقِسيِّ أزاميلٌ وغَمغمةٌ ... حِسَّ الجَنوبِ تَسوق الماءَ والبَرَدا ومن رجالهم: الضُّريس بن عبد الله بن هَرْميٍّ، الشاعر. وضَرَيس: تصغير ضِرَس. واشتقاقه من أشياء: إمّا من قولهم: أصابَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 الأرض ضِرسٌ من مطرٍ، وهو الشيء القليل، والجمع ضُروس؛ وإمّا من ضِرس الإنسان وغيره؛ أو من الضَّرْس، وهو مصدر ضرستُه ضَرساً، إذا مضغتَه. وضرَّسَتْه الحربُ تضريساً، إذا جرَّبها. وناقةٌ ضروس: سيِّئة الخلُق. ومن رجالهم: السِّمط بن مسلم بن عبد الله بن حُيَيّ بن عَبْدِ أهلِهِ بن مازن. واشتقاق السِّمط من السِّمط الذي يُشَّدُ في العُنق؛ والجمع سُموط. والسِّماط معروف. ومنهم: بنو أحمَس. واشتقاق أحَمس من قولهم: حَمِس الشَّيءُ، إذا اشتدّ. وحمِست الحرب، إذا اشتدَّت. ومن رجالهم: شِبْل بن مَعبَد بن عُبيد بن الحارث بن عمرو بن عليّ. وقد مرّ تفسيرُ هذه الأسماء. وشبلٌ هذا أحدُ مَن شهِد على المُغيرة. وليس بالبَصرة بَجَليٌّ غيرُ شبلٍ هذا وأهلِ بيته. ومن رجالهم: حاجز بن سفيان بن عَوف بن عمرو بن خالد بن هلال، كان من أصحاب أبي جعفر. ومنهم: بُدَيل بن يحيى بن بُديل بن طَهْفة. وبُدَيل: تصغير بَدَل. والطَّهِف: شجرٌ له حبٌّ يُختبَز. ومن بطونهم: بنو قُدَاد، وبنو فِتْيان: بطنان عظيمان. وبنو مقلد الذهب، بطن منهم أيضاً. وقُدَاد،: فُعال من قولهم: قددت الشيء أقدُّه قدّاً، من الأديم وغيرِه. والقَدّ بفتح القاف: الجلِد الصغير. والقِدّ بكسرها: ما قُدَّ من الأَدَم. ومثلٌ من أمثالهم: " مَن جَعَل قَدّك إلى أديمك ". والقَدُّ: قَدُّ الإنسانِ، معروف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 ومنه اشتقاقُ اللَّحم المقدَّد. وقُدَيد: موضعٌ معروف. والقُداد: داءٌ يصيب الإنسانَ في جوفه من أكل اللَّحم. يقال قُدَّ فهو مقدود. وفِتيانٌ: جمع فتًى من الناس وغيرِهم. ومن رجالهم: رِفاعة بن شَدَّاد بن عبد الله بن قيس بن جِعَال بن بَداء ابن فِتيان، كان أحدَ الرُّؤساء يومَ عين وَرْدة، ونجا في ثلثمائة. والجِعال: الخِرقة التي تُنزَل بها القِدر. قال الراجز: كمُنْزِلٍ قِدراً بلا جِعالِها وبَدَا إمّا من قولهم بدا يبدو بُدُوّاً، إذا لم تهمز. فإن هَمَزتَ فهو من بدأت به أبدأ به بدءَا. ومنهم: بنو أُتَيد، وهو تصغير وَتِدٍ. وذلك أنَّه إذا كان في أول الاسم واوٌ ضُمّت الواو فجُعلت همزة. رجال خثعم واشتقاق خثعم فيما ذكر ابنُ الكلبي أنَّهم نَحَروا جزوراً فتخثعَموا عليه بالدَّم، أي تطلَّوْا به. واسم خثعم: أفْتَل. والأفتل من قولهم: بعير أفتل، وهو الذي يتباعد مَنكِباه عن زَوره. بعيرٌ أفْتل وناقةٌ فتلاء. والفتيلة: الذُّبالة معروفة. ومنهم: بنو عِفْرِس، وهما ناهسٌ، وشَهْران، فيهما العدد. واشتقاق عِفْرِس من العَفْرسة، وهو الأخْذ بالقَهر والغلَبة. وناهسٌ: فاعلٌ من النَّهْس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 وشَهْران اشتقاقه من أحد شيئين: إمّا فعلانُ من الشّيء المشهورِ الظاهر؛ وإمّا من الأشهَر، وهو البياض الذي حولَ صُفْرة النَّرجِس. والشَّهر معروف. رجلٌ شهير ومشهور، بخيرٍ أو بشرٍ. ومنهم: بنو الخُبَيْنَى. وخبينى: فُعَيلى من قولهم: خَبنت الشيء أخبِنُه خَبْناً، مثل كَبنْتُه أكبِنه كبْناً، وهو تَثنِيَه وتَخيطه مثلَ القميص. وذكر ابنُ الكلبيّ أنَّ خُبَبنَى هذا هو الذي ذكره الحطيئةُ: ومن تميمٍ ومن حاءِ ومن حامِ فحامٍ هذا هو الخُبينَى. ومنهم: بنو أجْرم، وفَدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أنتم بنو رَشَدٍ "، فهم إلى اليوم يسمَّون بني رَشَد. ومنهم: بنو الحَنِيك، واسمه أوسُ مَناةَ. وحِنيك: فعيل من قولهم حنّكْته الأمُورُ، إذا جرَّبَها. ورجلٌ حَنِيك ومحتنِك، إذا كان مجَّرباً. ومن بطونهم: بنو عُنّة بن حام. والعُنَّة: الظُّلَّة أو الخيمة من أغصان الشَّجرَ؛ والجمع عُنَن قال الشاعر: ترى اللَّحمَ من يابسٍ قد ذَوَى ... ورَطْبٍ يُرفَّعُ فوق العُنَنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 ومنهم: بنو قُحافة، إليهم البيت. وقُحافة: فُعالة من قولهم: اقتحفت ما في الإناء. ومنهم: عُميس بن مَعَدّ. وعُمَيْس: فُعَيل من قولهم: تعامس عن الشيء، إذا تغافَلَ عنه. ويومٌ عَمَاسٌ: شَديد في الشَّرّ، وعُميسٌ هذا هو أبو أسماء بنت عميس تزوَّجَها جعفر بن أبي طالب، ثم خَلَف عليها أبو بكرٍ الصِّدّيق، ثم عليّ بن أبي طالب رضوانُ الله عليهم، فولدت لجعفرٍ: محمّداً، وعبدَ الله، وعونا. ولأبي بكر: محمداً. ولعليٍّ: يحيى، وعَونا. وأختها سَلْمى بنت عُمَيس، تزوَّجها حمزة بن عبد المطَّلب رضوان الله عليه. وأختُها لأمّشها ميمونة زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ميمونة بنت الحارث. وأختها لُبَابَة أمّ بني العباس ابن عبد المطّلب، إلا تَمَّاماً، وكَثِيراً. ومن رجالهم في الجاهلية: النُّعمان ذو الأنف بن عبد الله بن جابر بن وهب ابن أُقَيصِر، الذي قاد خيلَ خثعم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومَحْمِية: مَفعِلة إمّا من قولهم: حَمَيت المكانَ أحمِيه حمايَةً، إذا جعلتَه حمًى؛ أو حمتُ القوم، إذا منعتَ عنهم. وحِدْرِجان: فِعْلان من قولهم: حَدرَجْتُ السَّوطَ وغيرَه، إذا فتلتَه فتْلاً شديداً. أو يكون من المقلوب، من قولهم: حدرج ودحرج. والدُّحرُجاء: لُعبة يَلعب بها الصِّبيان، وهي الدُّحيرِيجاء أيضاً. قال الشاعر: عليك الدُّحَيْرِيجاءَ فاتبعْ صحابَها ... سيكفيك زَبْنَ الحرب أروعُ ماجدُ ودُحروجة الجُعَل: ما دَحرَج من روثٍ أو غيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 ومن رجالهم: عثعث بن وحشيّ بن عبد الله بن نَضْلة بن قُحافة. قد رأسَ في الجاهليّة. واشتقاق عَثعَث من الرمل؛ يقال: كثيبٌ عثعثٌ، إذا كان يشُقُّ على الماشي فيه. ومنهم: الحجّاج بن جارية، كان فارساً في الإِسلام زمنَ الحجّاج. ومن رجالهم: أنس بن مُدرِك بن عمرو بن سعد، وقد مرّ. وحُمران بن مالكٍ الشاعر؛ وقد راسَ في الجاهلية. ومنهم: عبد الشَّارقِ بن قُمَير. وأحسب الشّارق من شرَقت الشمسُ، إذا طَلَعت؛ وأشرقت، إذا أضاءت. وقمير: تصغير قمر. ومنهم: بِشر بن ربيعة، صاحب جبَّانِة بشرٍ بالكوفة؛ وهو الذي كتبَ إلى عمر بن الخطاب: أنختُ بباب القادسيّة ناقتي ... وسعدُ بن وقَاص عليَّ أميرُ ومنهم: نُفَيل بن حبيب، دليلُ الحبشةِ عامَ الفيل. ومنهم: كَريم بن عَفِيف بن عبد الله بن غَزِيّة بن مالك، قُتِل مع حُجر ابن عديٍّ بمرج عَذْراء، سنة ثلاثٍ وخمسين. نسب حمير واسمه عَرَنْجَج. وهذه أسماءٌ قد أُمِيتت الأفعال التي اشتُقّت منها. وزعم بعض أهل اللُّغة أنَّه سمِّي حِمْيرَ لأنَّه كان يلبس حُلّة حُميراء. وهذا لا أردي ما هو. فمن قبائل حمير: بنو عَرِيب؛ وقد مر تفسيره. واشتقاق عَرِيب من أشياء: إمَّا من قولهم: ما في الدَّار عَريبٌ، أي ما فيها أحد. ويمكن أن يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 من قولهم: عرِبَت معدتُه، إذا فسَدت، والاسم من ذلك العَرَب. وعرِّب البيطارُ الفرسَ تعريباً، إذا بَزَغه. وأعرب الرجلُ بحجّته، إذا تكلَّمَ بها. وفي الحديث: الثَّيِّب تُعرِب عن نفسها، أي تُبيّن. والعرب: ضدُّ العجَم. والعُرْب: ضدُّ العُجم. وعرّبت على الرجل، إذا رددتَ عليه قولهَ. والعَرَبة: النَّهر الشديد الجِرية. والعرب العاربة: الذين تحوّلتْ ألسنتُهم إلى العربية حيثُ تبلبلت الألسُن، تبَلبلَ منهم عادٌ وثمودٌ، وطَسمٌ، وعملاقٌ، وجَدِيس؛ قبائلُ دَرَجوا. ومن بطونهم: بنو شِهال. واشتقاق شِهال من أشياء: إمّا من قولهم: عينٌ شهلاءُ، والشَّهَل: دُونَ الزُّرقة؛ أو من قولهم: امرأةٌ كَهْلة شَهْلة، كأنَّه إتباعٌ؛ أو الشَّهلاء، وهي الحاجة كما قال الراجز: لم اقضِ حتَّى ارتحلَتْ شَهلائي ... من الكَعَاب الرُّودة الغَيداءِ ومنهم: بنو شَرعَب. والشَّرعَب: الطويل. وإلى شرعبٍ هذا تُنسَب الرِّماح الشَّرعبية، وكذلك البُرودُ أيضاً. ومنهم: بنو شَعْبان، منهم الشَّعبيُّ الفقيه. قال ابنُ الكلبيِّ: ذُكر عن قوم من أهل اليمن قالوا: أقبلَ سيلٌ فخرَق موضعاً باليمن فأبدَى عن أزَجٍ فدُخِلّ فإذا سريرٌ عليه رجلٌ عليه جِبابً وَشْيٍ مُذْهَبة، وبين يديه مِحجنٌ من ذهَب، في رأسهِ ياقوتةٌ حمراء؛ وإذا لَوحٌ فيه مكتوب: " باسمِك اللهمَّ إلهَ حِميَر. أنَا حسّان بن عمرو القَيْل، إذْ لا قَيْلَ إلاَّ الله. متُّ أزمانَ هِيدٍ. وما هِيدٌ؟ هَلكَ فيها اثنا عشر ألف قَيْل كنتُ أخرَهم قَيلاً. أتبتُ ذا شَعْبَينِ ليُجيرني من الموتِ فأخفَرَني ". قال أبو بكر: هِيدٌ: طاعونٌ كان قديماً. وذَا شَعْبَين: موضع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 ومنهم: ذو رُعَين، تصغير رَعْن. والرَّعن: أنْفُ الجبَل النّادر حتَّى يستطيل في الأرض. ورُعِنَ الرجلُ فهو مرعونٌ، إذا حَمِيتْ عليه الشَّمس. قال الشاعر: كأنّه من أُوار الشَّمسِ مرعونُ والرِّعان: جمع رَعْن. وسمِّيت البَصرة رَعْناءَ لأنَّها شُبِّهت برعن الجبل. وذو رُعَيْنٍ الذي يقول: ألا مَن يشتري سَهراً بنومٍ ... سعيدٌ مَن يَبِيت قريرَ عينِ فإنْ تكُ حِميرٌ غَدَرتْ وخانت ... فمعذرةُ الإله لِذِي رُعَيْن وله حديث. ومن قبائلهم: بطون ذي الكَلاع. والتكلُّع بلغتهم: التَّخالف. وأدرك ذو الكَلاَع الإسلامَ، وقُتِل يوم صفِّين مع معاوية. قال الشاعر، وهو شاعر أهلِ العراق من أصحاب عليٍّ رضوان الله عليه: فإنْ تقتلوا الصَّقرَ بن عمرِو بن مِحْصن ... فإنّا قتلنا ذا الكَلاَع وحَوشبا وحوشبٌ ذو ظُلَيم أيضاً. واسم ذي الكَلاَع سُمَيْفَعُ بن ناكور. وسُميِفع: تصغير سَمْفَع إنْ كان أوْلُه مضموماً، وإلاَّ فهو مثل سَمَيدع والسَّمْفَعة: الجُرأة والإقدام في لغتهم. وناكور: فاعول من النُّكر والدَّهاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 والحَوشَب: عُظَيمٌ في باطن الحافر يتَصل بالرُّسغ. والحوشب أيضاً: القصير الضَّخم من الرجال، والجمع حواشب. واسم ذي رُعَين شُرحبِيل، وقد تقدَّم عذرُنا فيه. ومنهم: عبد كُلاَل بن مُثوِّب بن ذي حُرَث بن الحارث بن مالك بن غَيدَان، الذي بعثه تُبّعٌ على مقدّمته إلى اليمامة، فقتل طَسْماً وجديساً. وكُلال اشتقاقه من تكَلُّل النَّسَب، ومنه الكَلالة. ويمكن أن يكون من كلَّ يكلُّ كلالاً، إذا أَعيَا. كلَّ الرجلُ كلالاً، وكلَّ السيف كَلَّةً، وكلَّ بصرُه كلُولاً. وسيفٌ كليل. والإكليل معروف. ولعبد كُلالٍ هذا يقول الشاعر، ويقال إنّه معدي كرب: ألاَ إنَّ خيرَ النَّاس كلِّهم فهدُ ... وعبدُ كُلالٍ خيرُ سائرهم بَعدُ وفَهدٌ هذا هو فَهْد بن عَرِيب بن يَلْيَشْرَحَ. وعَرِيب، والحارث: ابنا عبدِ كُلال، كتبَ إليهما النبي صلى الله عليه وسلم. ومثوِّب: مفعِّل من الثَّواب. ويمكن أن يكون من قولهم: ثوَّبَ الداعي، فهذا مَغِعّلٌ من ذاك. وحُرَثُ: موضعِ. وغَيدان: فَعْلان من الغَيَد. والغَيَد: النَّعْمة نَعْمة البدَن. ومن ذلك ظَبيةٌ غيداءُ، وظْبيٌ أغْيدُ. ومنهم: بنو قَطَن بن عَرِيب. وقَطَن زعموا: اسمُ جبل. واشتقاق قَطَن من قولهم: قَ " ن بالمكان، إذا أقام به، فهو قاطنٌ. وقَطِين الرّجلِ: حشَمُه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كتبَ إلى ذي الكَلاَع الأصغَر بن النُّعمان، مع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 جرير بن عبد الله، فأعتقَ أربعةَ آلاف مملوك. ومن قبائلهم: الخبائر، ونَعِيمة، والسَّحول: بطونٌ في ذي الكَلاع. ويمكن أن يكون اشتقاق الخبائر من قولهم: أرض خَبرة وأرض خَبْراء، وهو القاع الذي يُنبِت السِّدر. والجمع خَبْراوات. وناقة خَبْرٌ، إذا كانتْ غزيرةً. والخبيرة: المَزادة العظيمة. والخَبَار: الأرض ذات الجِحَرةِ والجِفار. ومن أمثالهم: " من تجنَّبَ الخَبَار أمِن العِثار ". والخَبِير: الزَّبَد. وتخَّرَ القومُ بينهم شاةً، إذا اقتسموا لحمَها، وهي الخُبْرة. والخابور: نَهر معروف. والخَبَر معروف. واشتقاق السَّحُول من السَّحْل. والسَّحْل: فتْل الخيط إلى قُدَّام. والسَّحيل: ضدُّ المبْرَم. والسَّحل: القَشْر للعود وغيرِه؛ وبه سمِّي المِبرد مِسحلاً. ومسحلاً اللِّجام: الحديدتان اللتان تكتنِفان اللِّجام. ويقال للحمار الوحشيّ مِسْحَلٌ؛ لسَحِيله. والسَّحيل: نُهَاقٌ غليظ. وساحل البحر: حثُ سَحَله الماءُ، أي قَشَره. ومن سَحولٍ هؤلاء. شُعيب بن ذي مِهْرم النبيّ، قتلَه قومُه فبعثَ الله عليهم بُختَ نَصَّر فأفناهم. وزعم ابنُ الكلبيِّ أنَّ قوله عز وجلّ: " وراجعُوا إلى ما أُتْرِفتم فيه ومَسَاكِنِكم " إلى قوله: " حَصِيداً خامِدين ". أنَّهم هؤلاء. ومنهم: قُرمُلٌ الذي عنَى امرؤُ القَيس: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 وكُنّا أناساً قبل غَزْوه قُرمُلٍ ... ورِثنا الغِنى والمجدَ أكبرَ أكبرا وقُرمل يمكن أن يكون اشتقاقُه من شيئين: إمَّا من الشَّجَر الذي يسمى القَرمَل؛ أو من قولهم: قرملت الخيطَ، إذا فتلتَه. وأحِسبُ اشتقاقَ القَرامل من هذا، بعيرٌ قَرمَليٌّ أحسِبه منسوباً إلى فَحل. ومن رجالهم: النَّضْر بن يَرِيمَ بن مَعدِ يكرِب، كان سيِّد حميرَ بالشّام، أمُّه بنت مَعْبد بن العبّاس بن عبد المطلب. ويَرِيمُ من قولهم: لا تَرِمْ عن هذا المكان، أي لا تبرح. والرَّيْم: الفَضْل؛ يقال: بينهما رَيْمٌ. قال المخبَّل: فأقعِ كما أقعى أبوكَ على اسْتِه ... يرى أنّض رَيْماً فوقَه لا يُزايلُهْ والرَّيم: ما بَقِي من مَقاسم الأيسار فعجَز عن القَسْم، فإنْ أخذَه أحدٌ منهم عيِّر بِه. قال الشاعر: وكنتم كعَظْم الرَّيم لم يَدرِ جازرٌ ... على أيِّ بَدءِ مَقسِمُ اللَّحم يُجعَل ومنهم: الحارث بن مالك، وهو ذو أصبَحَ، بطن. وهو أوَّلُ مَن عُمِلت له السِّياط الأصبَحيّة. ومن بطونهم: بنو يَحصُبَ. واشتقاق يحصبَ وهو يَفعِلَ، من قولهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 حصْبت النّارَ أحصِبُها حَصْباً، إذا ألقيتَ فيها ما تَستوقِد به. وقد قرئ: " حَصَبُ جَهنَّم ". وكلُّ شيءٍ ألقيتَه في النّار لتشتعَل فهو حصَبٌ لها. والحصْباء: الأرضُ ذات الحصَى. وتحاصَبَ القُوم، إذا ترامَوْا بالحصى. والحَصِبة: الدّاء المعروف. والمُحَصَّب من هذا اشتقاقه، لرميْهم بالحصى. فمن بني يَحِصَب: سَلامةُ ذو فائشٍ، الذي مدحَه الأعشى، وكان قَيلاً. واشتقاق فائش من الفِياش، وهو الافتخار بالكَذب، وهو الذي يسمِّيه الناس الطَّرْمَذة. يقال: تَفايش القومُ، إذا افتخروا بأكثرَ ممَّا عندَهم؛ فالرجل مُفايِشٌ إذا كان كذلك. ومنهم: يزيد بن زِياد بن ربيعة بن مَفرِّغٍ الشاعر، الذي هجا آلَ زياد؛ وكان حليفاً لآلِ خالدِ بن أسِيد القرشيِّبن. وله عقبٌ بالبصرة. ومفرِّغٌ: مفعِّل من الفَراغ أو من الإفراغ، من قوهم: فَرغت من عملي وأفرغتُ ما في الإناء. ويقال: حلْقة مُفْرَغة، إذا لم تك معطوفةً، لا يُدرَى أينَ طرَفاها. وضربةٌ فريغ، أي واسعة وفَرغُ الدَّلو: مصبُّ الماء. والفَرْغانِ: نجمانِ من منازل القمر. ويقال: ذهبَ دمهُ فَرِْغاً إذا لم يُدرَك له ثأر. ومنهم: بابُ بنُ ذِي الجِرَّة، الذي قتل سُهْرَكَ. ومكان من أصحاب عثمانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 ابن أبي العاص، وهو صاحب زُقاقِ بابٍ، الذي بالبصرة. قال الراجز: بابُ بنُ ذي الجِرَّة أردَى سُهْرَكَا ... والخيلُ تجتاب العَجَاج الأَرْمَكا وذكر أبو عبيدةَ أنَّ يَزدجِرد بعثَ لسُهرَك، ومعهم فيلٌ، في ثلاثين ألفاً من الأساورة، فلقِيهم عثمانُ بن أبي العصا فيمن عَبَر معه من عُمانَ والبحرين وهم ثلاثةُ آلافٍ، فرَكبَ بابٌ جملاً وقال: أنا صاحبُ فيلِ العرب، وكان وَصَلَ رُمحَين فطعن سُهرَكَ فصَرعَه، فنفَّله عثمانُ بن أبي العاص مِنطقتَه، وكانت ثلاثةَ عَشر شِبراً مرصَّعةً بالجوهَر، وبِيعت بالبصرة بثلاثين ألفاً. فذكر أبو عبيدة أنّ باباً قال لعثمان يوماً: ما نلتُ من صُحبتِك خيراً. قال: فأينَ مِنْطقة سُهرك إذاً؟ ومنهم: ابنُ شَمِر بن أبرهَة بن الصَّبَّاح، قُتِل مع عليٍّ رضوان الله عليه بصِفِّين، وكان متزوِّجاً بابنة أبي موسى، وله بقيةٌ بالشام. ومنهم: ذو يَزَن، وجُرَشُ: بطنان. ويَزَنٌ: موضع؛ يقال: ذو أَزَن وذو يَزَن، وهو أوَّلُ مَن اتخَّذَ أسِنّةَ الحديد فنُسِبت إليه. يقال للأسنّة يَزَنيٌّ وأزَنّى ويزأنيّ. وإنمَّا كان أسِنّة العرب قرونَ البقَر. قال الشاعر: يُهزهِزُ صَعدةً جرداءَ فيها ... نقيعُ السُّمّ أو قَرنٌ مَحِيقُ أي مدلوك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 ومنه: سَيفُ بن ذي يَزَن، الذي جلبَ الفُرسَ إلى صنعاءَ وأخرج الحبشة. ومن ولده: عُفَير بن زُرعة بن عُفير بن الحارث بن النُّعمان بن قَيس بن عُبَيد ابن سيف، كان سيِّد حميرَ بالشّام في أيّام عبدِ الملك بن مروان. وعُفَير: تصغير عَفَر، وهو وجه الأرض. ومنه قيل: ظبْيٌ أعفر. شبِّهت عُفرَتُه بلون الأرض. ومن ذلك قولهم: عَفَّرْتُ الرجلَ بالأرض، إذا صرعتَه على عَفَر الأرض، والعَفَار: ضربٌ من الشجر تقُتدَح منه النّار. والمَعَافر: بطنٌ تنسَب إليهم الثِّياب المعافريّة. ورجلٌ عِفْر: غليظٌ جَلْد. والمعافر: موضع. واشتقاق سَيْف من قولهم: سافَ الشيءُ يَسِيف سَيْفاً، إذا هَلكَ. والرجل مُسِيفٌ، إذا ذهبَ مالُه. والسُّوَاف: داءٌ يصيب الإبل فتَهلِك. وسُفْت الشَّيءَ أسوفُه سَوْفاً، إذا شمِعته. وسافَ الرجلُ المرأةَ، إذا شمَّ فاها. وسِيف البحر معروف. وسَوْفَ: كلمة يقولهُا المتمنِّي أو المتوعِّد. واشتقاق جُرَشَ وهو فُعَلُ، من قوهم: جَرَشت الشيءَ أجرِشه وأجرُشه، إذا نحتَّه؛ وأجرِشُه أكثر. وبه سمِّي الرجل جُرَاشة. ومنهم: مرثَد بن عَلَس، الذي استمدَّه امرؤُ القيسِ على بني أسد. ومنهم: ذو قَيفان بن عَلَس بن جَدَن، الذي يقول فيه عَمرو بن معد يكرب: وسيفٌ لابنِ ذي قَيفانَ عِندي ... تخيَّره الفتى من قوم عادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 وقَيفان: فَعْلان من القَفَن. والقَفَن: دُخول الرّاس في العُنق والصدر. رجلٌ قَفِنٌ وامرأة قَفِنة، والاسم القَفَن. وجَدنٌ: موضع. واشتقاقُه فيما أرى مقلوبٌ من قولهم: أرضٌ جَنَدٌ، وأرض جَدَن، وهي الغليظة المتراكِبة. ومنهم: سَدَدَ بن زُرعة زَوج بِلقِيس، كانَ سليمان عليه السلام قال: " لا تصُلح امرأةٌ بلا زوج "، فزوجَها سُليمانُ منه، وكان اسمُها يَلمَقة. اليَلمَق القَباء المحشوّ، ويقال إنّه فارسيٌّ معرب. ومنهم: صيفيّ بن سَبَأ. فمن بني صيفّيٍ: تُبَّع، وهو أسعد، وهو أبو كرِب بن مَلْكَى كرِب. تبّع ابن زيد، وتُبّع بن عمرو، وتُبَّع هو ذو الأذعار. وبزعم ابنُ الكلبيّ أنَّه سمِّي ذا الأذعار لأنّه جلَب النَّسناس إلى اليمن فذُعِر النّاس منه، فسمِّي ذا الأذعار، ولا أدري ما صِحّةُ هذا. أبرهة ذو المنار تُبَّع. وأبرهةُ: اسمٌ حبشيّ. ذُو المنار هو أوَّل من بنى الأميالَ على الطُّرق، فسمِّي ذا المنار. ابن الرّايش تُبّع، وهو شِمْرٌ. وقد مرَّ تفسيرُ شِمْر. والرايش سمِّي بذلك لأنّه أوّلُ مَن غزا من ملوكهم، فَراشَهم فسمِّي الرايش، من قولهم: رِشت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 السَّهم. وقولهم: فلانٌ يَرِيش ويَبرِي، أي ينفع ويضُرُّ. وتريَّشَ الرجلُ، إذا حسُنت حالُه. والرَّياش: الحالة الجميلة. ومنهم: حسَانُ تُبَّعٌ، وهو ذو مُعاهِر. وقد مرَّ تفسير حسّان. ومُعاهِر: مُفاعِل من العَهْر، وهو الزِّنا بعَينه، أو يكون اسمَ موضع. ومنهم: جَهلاءُ تُبَّعٌ. وإنّما سمِّي جهلاءَ لأنّه نزلَ بخَيوانَ: مَوضِع، فأتِي بجاريةٍ من أهل صَعْدة فوقَعَ عليها، فاشتَمَلت منه على غلامٍ، فأُخبِرَ بذلك فقال: واجَهْلاَ! فسمِّي بذلك. ومنهم: عمرو بن تُبَّع، وهو الذي قتلَ أخاه حسَّانَ بفُرضَة نُعْم، فكان سببَ انقضاءِ ملكهم. قبائل ذي الكَلاع مما أمكن تفسيرُه من العربية. وقد عرَّفْتُك آنفاً أنّ هذه الأسماء الحِميريّةَ لا تقف لها على اشتقاق، لأنَّها لغة قد بَعُدَت وقَدُمَ العهد بمن كان يعرفها. قبائل ذي الكَلاَع: نَجْلان. وهو فعلان من قولهم: عينٌ نَجْلاء، أي واسعة. وطعنةٌ نجلاء، أي واسعة. ويقال: نجلت الرجلَ بالرُّمح أنجله نجْلاً، إذا طعنتَه. وبذلك سمِّي الرُّمح مِنجلاً، أي مِفْعلاً. والنَّجْل: ماءٌ يظهر في بطن وادٍ أو سفح جبل حتَّى يسيح، والجمع نِجَال. والنَّجيل: ضروبٌ من النَّبت يجمعها هذا الاسم. وهؤلاء نَجْلُ فلانٍ، أي نسلُه. وزعم قومٌ من أهل العلم أنَّ الإنجيل إفعيل من النَّجْل، كأنَّه ظهرَ بعد كمُونه. ومن قبائلهم: بنو عُنَّة، وبنو يُكالِم، وبَكِيل، وبَهِيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 فاشتقاق عُنَّة من الخَيمة التي تُتَّخذ من أغصان الشجر وغيره، والجمع عُنَن. ويُكالِم: يُفاعِل من الكَلْم والكَلْم: الجِراح، والجمع كِلامٌ وكُلوم. والكليم: الجريح. وبَكِيل: فعيل من قولهم: بكلتُ الشيء أبكلُه بَكْلاً، إذا خلطتَه، نحو الأَقِطِ بالسَّمن وغيره. وبَكَلت ولبَكت في معنىً واحد. ومثلٌ من أمثاله: " غَرثانُ فابكُلوا له ". واشتقاق بَهِيلٍ من شيئين: إمَّا من قولهم: تباهَلَ القومُ، إذا تلاعَنُوا كأنَّهم يقولون: اللهم افعَلْ بأكذَبِنا وافعلْ وافعلْ! والبَهْلة: اللَّعنة. ومنه قوله جلّ ثناؤه: " ثمَّ نَبْتَهِلْ فَنجْعَلْ لَعْنَةَ الله على الكاذِبِين "، أو يكونُ من قولهم: ناقةٌ باهل، إذا لم تُصَرَّ. ومن قبائلهم: بنو رُنْجَع، وهو فُنْعَل والنون زائدة. واشتقاقه إمّا من قولهم: رجَعتُ الشيء أرجِعه رَجْعَاً، إذا رددتَه؛ أو من الرَّجْع. والرَّجْع: الماء الجاري على وجهِ الأرض كالغدير ونحوِه. وذكر أبو عبيدةَ أنّ قوله عزّ وجلّ: " والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْع " من هذا. والله أعلم. قال الشاعر: أبيضَ كالرَّجْعِ رسُوبٌ إذا ... ما ثاخ في محتفَلٍ يختلي ومنهم: بنو قَفَاعة. وقَفَاعة: فَعالة من القَفْعاء، وهو ضربٌ من النبت؛ أو من القُفَّاع، وهون داءٌ يصيب الإنسانَ فتنقبَّض أصابعُه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 ومنهم: بنو رَيْمان، وهو فعلان من الرَّيم. والرَّيم: الفَضْل بين الشيئين. قال الشاعر: فأقعِ كما أقعى أبوكَ على استِهِ ... يرى أن رَيْماً فوقَه لا يعادله أي يرى أنَّ عليه فضلاً. أو يكون الرَّيم ما يبقَى من جزور المَيسِر يعَجِزُ عن القَسْم فيأخذه الجازرُ، فمَنْ أخَذَه من الأيسار عُيِّر به. أو أن يكون مصدراً من قولهم: رثمت النّاقةُ ولدَها رِثماناً، إذا عطَفَتْ عليه. قال الشاعر: أم كيف ينفَع ما تُعطِي العَلُوقُ به ... رِثمانَ أنفٍ إذا ما ضُنَّ باللَبنِ وفهم بنو عروان وعروان: فعلان من قولهم: عراة يعروة واعتراه يعترن إذا طلبا معروفه ومنهم: بنو بَعْدان. وبَعدان: فعلان من البُعْد. من قولهم: بَعُد يَبْعُد بُعداً والبُعد: ضدُّ القرب أو من قولهم: بَعِد يبعَد، وأبعده الله عزّ وجلّ إبعاداً. ومنهم: بنو السَّحول. والسَّحُول: فَعول من السَّحْل. والسَّحل: الثوب الأبيض. أو يكون اشتقاقه من سحَلتُ الشيءَ أسحَلُه سَحْلاً، إذا قشرتَه أو بردتَه بمِبرد. والمِسحَل بلغتهم: المِبرد. والمِسحلان: حديدتا الِّلجام اللتان تكتنفان الحنَك. والسَّحْل: الفَتل الرِّخْو. خيطٌ سحيل ومسحول. والسَّحيل: ضد المُبرَم. وسُحالة الأُرز: ما قُشِر عنه. وسمِّي ساحلُ البحر لأنَّ الماء يقشِره. وحِمارٌ مِسحلٌ، وهو مِفعل من السَّحيل، وهو نُهاقٌ غليظ يردِّده في لهَواته. انقضت أنساب حمير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 أنساب قضاعة واشتقاق قضاعة من شيئين: إمّا من قولهم: انقضع الرجل عن أهله، إذا بعُد عنهم؛ أو من قولهم: تقضَّعَ بطنُه، إذا أوجعَه، أو وجَدَ في جوفه وجعاً. فولد قُضاعة: الحافِ، والحاذي؛ ومنهما تفرّعت قضاعة. والحافِ من الحفَى. والحاذي من الاحتذاء. ولدَ الحافِ: عِمرانَ، وقد مرّ تفسيره. فولد عِمرانُ: حُلوانَ. وحُلْوان من أشياء: إمَّا من قولهم: أعطيتُ الكاهنَ حُلوانَه، أي كِراءَ كِهانته. يقال: حلَوت الكاهن. قال الشاعر: فمَنْ راكبٌ أحلوه رحلِي وناقتي ... يبلِّغُ عنِّي الشِّعرَ إذْ مات قائلُه أو يكون فُعلان من الحُلاوة. وكان ابنُ الكلبيِّ يزعُم أنَّ هذا البلد المنسوبَ المعروف بحلوان. ويقال: صرعه على حُلاوة قفَاه وحَلاوة قفاه، بضم الحاء وفتحها أي على وسطه. والحَلاوى: ضربٌ من النبت. فمن قبائل قضاعة: جَرْم بن ربّان، وقد مرَّ تفسير جَرم. ورَبَّان: فَعلان من أشياء: إمَّا من: ربَبت النِّعمة، إذا أتممتَها؛ أو من قولهم: أَربَّ بالمكان وربَّ به، إذا أقام به. وفلانٌ ربيبُ فلانٍ، إذا ربا في حِجره. وسِقاءٌ مربوب: قد أُصلِح بالرُّبّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 ومنهم: سَليحٌ، وتَزِيد: ابنا عمران بن الحافِ. وسَليح: فعِيل من السِّلاح. يقال السِّلاح والسِّلَح. وتزيد: تَفعِل من الزيّادة، كأنَّ الأصل تَزْيدِ فحوّلوا كسرة الياء على الزاء، وسكّنوا الياء. فمن قبائل قضاعة: كلبُ بن وَبَرة، وهو قبيلٌ عظيم، منهم الأسبُعُ، وهي بطون: ثعلبٌ، وفهد، ودُبٌّ، والسِّيد، والسِّرحان، وبَرْك. فمن رجال بَرْكٍ: عبد الله بن أُنَيس، المتخصِّر في الجنّة، كانوا حلفاءَ لبطنٍ من جُهينة، فحالفَ ذلك البطنُ بني سَلِمة من الأنصار. قبائل كلب بن وَبَرة ثور، وكلب: بطنان. وقد مرَّ تفسير ثَور، واشتقاق كلْبٍ قد مرّ. ومن قبائلهم: رُفَيدة. ومنهم: عَوْذَى، قبيلٌ عظيم. وإيَّاهم عنَى النابغةُ: ساقَ الرفَيْدَاتِ من عَوْذَى ومن عَمَمٍ فأمَّا عَوْذى فهي فَعْلى من عاذ يَعُوذ. وعذت بالشِيء أعوذ عِياذاً. وعَمَم مشتقٌّ من الشيء الكثير العظيم. وفرسٌ عَممٌ: عظيم الخَلْق. ويقال: نَخلةٌ عَمَم ونخل عُمٌّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 ومن قبائلهم: بنو عُرَينة، هم الذين عنَى جرير: عَرِينٌ من عُرينةَ ليس منّا ... برئتُ إلى عُرَينةَ من عَرِينِ وعُرَينة: تصغير عَرَن. والعَرَن: حِكَّة تصيب الخيلَ والإبل في قوائمها. قال الراجز: يحكُّ ذِفراهُ لأصحاب الضَّغَن ... تحكُّكَ الأجربِ يأذَى بالعَرَنْ ومنهم: بنو زيدِ اللات، قبيلٌ عظيم، وقد مرَّ. وكذلك: بنو تَيم اللاّت، ووَهْب اللاَّت، وسَعد اللات، وسَكَن اللاَّت، وشُكْم اللات. والشُّكم: العطاء. والسَّكَن: النّار في بعض اللغات. وسَكْن المنزل: أهلُه، والجمع سُكَّان، وقالوا: أسكانٌ أيضاً. ومن قبائلهم: عُذْرة بن زَيد اللات، والعُبَيد بن زيد اللات. واشتقاق عُذْرة من شيئين: إمَّا من قولهم عَذَرتُ الصبيِّ، إذا ختنتَه. وفي الحديث: " كنَّا أصحابَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم إعذارَ عامٍ واحد ". والمُعْذَر: المختون. قال الراجز: فهو يُلوِّي بالِّلحاء الأعفرِ ... تلويةَ الخاتنِ زُبَّ المعُذَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 والعُذْرة: جاءٌ يصيب النَّاسَ في حُلوقهم قال جرير: غمزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها ... غَمزَ الطَّبيبِ نَغانغَ المعذورِ والكَين: لحم باطنِ الفرج. وعُذْرة الجاريةِ البِكر معروفة. والعُذْرة: نجم من منازل القمر. والعذراء: السُّنبُلة التي يسمِّيها النَّجّامون. وقال بعضُهم: بل هي الجوزاء. ويقال: مَن عَذِيري من فلان؟ أي مَن يعذِرني منه. وكان عليٌّ رضي الله عنه كثيراً يتمثَّل: عذيرَك مِن خليلكَ من مُرادِ ويقال: ساء عَذِيرُ بني فلانٍ، أي ساءت حالُهم. قال عديٌّ: إن ربِّي لولا تداركهُ المُل ... كُ بأهل العراقِ ساءَ العذيرُ ويقال: لك العُذْرَى، أي لك المعذِرة. والعِذَار: غِلَظ وارتفاعٌ من الأرض يعترض في قاعٍ واسع. وعِذَار الدَّابَة معروف. والمعذَّر: موضِع العذار. ويقال: عذَّر الرجلُ في الأمر، إذا لم يبالغْ فيه والعذِرات: الأفنِية. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " نَقُّوا عَذِرَاتكم؛ فإنَّ اليهودَ أنتنُ النَّاس عذرات ". قال الحطيئة يهجو قومَه: لعمري لقد جرَّبتُكم فوجدتُكمْ ... قِباحَ الوجوهِ سَيِّئِي العَذِراتِ وإنَّما كنَى بالعذرة عن فِناء الدار لأنَّهم كانوا يُلقُونه هناك، كما كَنْوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 بالغائط. والغائط: المطمئنُّ من الأرض؛ لأنّهم كانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة توخَّوْا مكاناً منهبِطاً. ومنهم: بنو عُبَيد، وهم الذين عنَى الأعشى بقوله: بَنِي الشَّهرِ الحرامِ فلستَ منهم ... ولستَ من الكرام بني العُبَيْدِ ومنهم: بنو كِنانة، قبيلٌ عظيم. ومنهم: بنو العُنْظُوانِ، بطن. والعُنْظُوان: الطويل. يقال: عَنظَى به، إذا سمَّع به. قال الراجز: قامَتْ تُعنظِي بك وَسْطَ الحاضرِ ومنهم: بنو جَنَاب بن هُبَل، قبيلٌ عظيمٌ فيهم شرفُ كَلْبٍ. والجَنَاب: الناحية. ويقال: فلانٌ خَصيب الجنَاب وهُبَل: فُعَل: إمَا من الهَبَل، وهو الثُّكْل، من قولهم: لأمِّك الهَبَل، أي الثُّكل. أو من قولهم: رجلٌ مهبَّلٌ، إذا كان ثقيلاً كثير اللحم وهُبَلُ: صنمٌ كانت تعبدُه قُريشٌ في الجاهليّة. ولما أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم الانصرافَ من أحُدٍ قام أبو سفيانَ فنادى: أَعْلِ هُبَلُ! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعُمر: أجِبْه. قال: ما أقول له؟ قال: " قُلْ: اللهُ أعلَى أجَلّ! ". فقال: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: " قُلْ: اللهُ مولانا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 ولا مولَى لكم ". ومنهم: بنو عُلَيم بن جَنَاب، وبنو مَصَاد، وبنو حِصْن، وبنو مُعقَل، بطون كلُّها. ومنهم: بنو حُجَيّة، وهو تصغير حَجَاةٍ. ومن رجال بني جَناب: نَجدَل بن أُنَيف، جدُّ يزيد بن معاوية لأمِّه. واشتقاقه من قولهم: رجلٌ بَحدَليٌ، إذا كان قصيراً غليظاً. ومن رجالهم: ابنُ الجُلاَح، كان قائداً للحارث بن أبي شَمِر الجَفْنيّ. واسمُه النُّعمان. وهو الذي أغار على بني فَزراة وبني ذُبْيان فاستباحَهم وسَبَى عَقْربَ بنتَ النابغة ومنَّ عليها، فمدحَه النَّابغةُ بقصيدةٍ فيها: فلا بدَّ مِن عوجاءَ تَهوِي براكبٍ ... إلى ابن الجلاح سَيْرُها الليلَ قاصدِ ومن رجالهم: منصور بن جُمْهور، أحد السِّتَة الذين قتلوا الوليدَ بن زيد، وكان من رجال كلب. ومنهم: دِحْية بن خَليفة، الذي كان جبريلُ عليه السلام يَنزِل في صُورته. ودِحْية: فِعلة من قولهم: دحيت ودحوت. ودَحَا المكانُ، إذا اتَّسَع فهو داحٍ. وأُدحِيُّ النَّعام: الموضع الذي تُصلِحه لتبيضَ فيه. ومن قبائلهم: بنو عامرِ الأجدارِ، بهذا يعرفون. وكان ابنُ الكلبيّ يقولون: سمِّي الأجدار لأنَّه سأل عنه رجلٌ فقيل له: أتريد عامِراً أو عامرَ الأجدار؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 وهذا هذَيانٌ من ابن الكلبيّ، وإنَّما سمِّي بذلك لأنه كانت له جَدَرة، والجَدَرة: السَّلعة. ومنهم: بنو وَذَم، وهم في بني تغلبَ إلى اليوم. والوَذَمة: كلُّ سَير مستطيل، أو قطعةُ أَدمٍ مستطيلة. وذَّمت الدَّلوَ توذيماً، إذا جعلتَ لها حاشية. ومن رجال بني وَبَرة غير كَلْب، من قبائلهم: بنو القَيْن بن جَسْر. واسمُ القَين: النُّعمان. وجَسْر اشتقاقُه من الجَسَارة والإقدام، من قولهم: ناقة جَسرة، أي جريَّة على السَّير. وهذا الجَسْر الذي يُعبَر عليه بفتح الجيم لا غير، وإلى ذلك يرجع، وهم رهط أبي الطَّمَحان الشاعر، واسمه حَنظلةُ بن شَرْقي. والطّمَحان: فَعلاَن من قولهم: طمَح ببصَره، إذا شَخَص. رجلٌ طامحٌ: متكبِّر: وبنو الطَّماح: بطنٌ في كنانة من هذا. والطُّمَح: بطنٌ في كندة، من هذا اشتقاقه. ومن رجالهم: مَصَاد بن مذعور، رأسَ في الجاهلية وأخذَ المِرباع؛ وقد مرّ. ومن بطونهم: بنو زُهَير بن عمرو بن فَهْم، منهم: مالك بن فهم الذي تَنَخَتْ عليه تَنوخُ هو ومالكُ بن فَهْمِ بن غَنْم الأزديّ، تَنَخوا بعَيْنِ هَجَرَ وتحالَفُوا هنا، فاجتمعت إليهم قبائلُ من العرب، فنَزَلوا الحِيرة، فوثَب سَلِيمة ابن مالك بن فَهمٍ على أبيه فرماه فقَتَله، فقال أبوه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 أُعلِّمُه الرِّمايةَ كلَّ يومٍ ... فلمَّا اشتدَّ ساعدُه رماني فتفرّقَت بنو مالكٍ وكانوا عشَرة ولحقوا بعُمان. وملَكَ جَذِيمة بن مالكٍ عشرين ومائةَ سنةٍ، وذلك في أيّام مُلْك الطَّوائف، وهو أوَّلُ من اتَّخذَ الحِيرةَ داراً. وملك بعده عَمرٌو ابنُ أختِه، وهو الذي يقال له: " شبَّ عَمرٌو عن الطَّوق ". قبائل جَرْم بن رَبّان بنو أعجَبَ، وبنو طَرُود، وبنو شَمِيس. وأعجب: أفعَلُ غمَّا من قولهم: رجلٌ أعجبُ: عظيم العَجْب، وهو العُصعُص؛ وإمَّا من الشِيء المعْجب. وطَرُود: فَعُول من قولهم: طردتُه طَرَداً، متحرِّك المصدر. ورجلٌ طريدٌ ومطرود. وأطردته إطراداً، إذا أخرجتَه من البلد الذي هو فيه. قال الشاعر: أطْرَدْتَني حَذَرَ الهجاء ولا ... واللاتِ والأنصابِ لا تَئِلُ وقد سمَّت العرب طَرّاداً، ومطروداً. والطَّريدة من الوحش: ما طُرِد. والمِطرد: الرُّمح الخفيف يُتصيَّد به. قال الشاعر: نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِديةَ رَوقهِ ... لما اختللتُ فُؤادَه بالمِطردِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 والطِّراد: مصدر تَطاردَ القومُ طراداً. وشَمِيسٌ: فَعِيل، إمَّا من الشِّماس، وإما من الشَّمْس. ومن بطونهم: بنو خُشَين: بطنٌ بالشام عظيم. وخُشَين: تصغير أخشَن أو تصغير خشِن. وقد صُغِّر أخشن أخيْشِن. قال: " أُخيشِنُ في ذاتِ الله ". وقد سمَّت العرب خَشِناً، وخُشَيناً، وأخشَنَ. والخَشِن: ضدُّ الِّليِّن. وأرض خَشْناء: خَشِنة الموطئ. ومن رجالهم: رأس الحَجَر، وهو أبو بُطين منهم، وقد رأسَ في الجاهلية. وأخذَ المرباع. ومن رجال جَرم: عِصامُ بن شَهْبَر، الذي يقول فيه القائل: نفسُ عصامٍ سوَّدَتْ عِصامَا وكان حاجبَ النُّعمان. وهو الذي غَنَى النّابغة: فإنِّي لا ألومُك في دٌُخولٍ ... ولكنْ ما وراءَكَ يا عصامُ وكان النُّعمان إذا أراد أن يبعَ بألفِ فارسٍ بعث بعصام. وشَهبرٌ رجلٌ شَهبرٌ وامرأة شهبرة، إذا أسنَّ وبه بقيَّةُ قوّة. قال الراجز: رُبَّ عجوزٍ من أناسٍ شَهبَره ... علَّمتها الإنقاضَ بعد القرقره أي أخذت إبلَها التي كان يقرقِر فيها الفحل فرددتُها إلى رَعْى الغنم، فهي تُنْقض بهنّ. وربَّما قلبوا فقالوا شَهرَبَة. قال الراجز: أمُّ الحَليسِ لَعجوزٌ شَهرَبه ... تَرضَى من الشَّاةِ بعظْم الرَّقبهْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 ومنهم: بنو راسبٍ، بطنٌ بالبصرة. وفي الأزد: راسبُ بن الحارث بن عبد الله بن الأزد. ومنهم: بنو حَمَاطة، منهم: بنو ضَجْعم، وهم الضَّجاعمة. والحَمَاطة: ضربٌ من الشَّجَر. قال الشاعر: زمامٌ كثُعبان الحَمَاطة أزنما والضَّجَاعم كانوا ملوكاً بالشام قَبْل غَسّان، ولهم حديث. والضَّجعَم من الضّجعمة، وهي الشدّة والصَّلابة. ومنهم: داودُ الَّلثِق، الذي يُضاف إليه دَيْر داود بالشَّام، وقد مَلَك زماناً. ومنهم: ذِياد بن هَبُولة، قد مَلكَ أيضاً، وهو الذي أغار على عسكر حُجرٍ آكل المُرار، وله حديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 ومنهم: الحارث بن مَنْدَلة، كان غَزا غَزاةً فلم يَرجِع، فلذلك قال عامر ابن جُوَيْن: فواللهِ لا أعطى مليكاً ظُلامةً ... ولا سُوقةً حتىّ يؤوب ابنُ مَندَلهْ والمندَل: العُود الذي يُتبخَّر به. ومن بطونهم: بنو حَوْتكة بمِصر. والحَوتك: الصَّغير من كلِّ شيء. وحواتك النَّعام: رئالها: وفيهم يقول زُهَير بن جَناب: أحَوتكَ يا بن أسلمَ أنَّ قوماً ... عَنْوكم بالمساءة قد عَنَوني ومن بني ليث بن سُود: بنو عسدِ هُذَيم، قبيلٌ عظيم كان حضَنَه عبدٌ أسود يقال له هُذَيم، فنُسِب إليه. وهذيم: تصغير هَذْم. والهَذْم: القطع. ومن بطونهم: جُهَينة، قبيلٌ عظيم. وقد مرّ تفسيره. وأخوه: سعد. وسعدٌ وجُهينةُ هما ابنا صُحَارٍ، وسُمُّوا بذلك لأنَّهم أوّلُ من أصحَرَ من الحجاز، أي ظهر وبدا. قال عبّاس بن مرداس: بجمعٍ نُريد أنَنْي صُحارٍ كليهما ... وآل زُبَيد مخطئاً أو ملامِسا ومنهم: بنو نَهدٍ، بطنٌ عظيم. والنَّهْد: العظيم الخَلْق من النَّاس والخيل. يقال: فرَسٌ نَهْدٌ ورجُل نهد. ويقال: نهَد القومُ بعضُهم إلى بعضٍ، إذا نهضَوا لحربٍ أو غيرها. ومنه قولهم: ثَديٌ ناهد، أي بارز. وكلُّ شيءٍ دنا منك فقد نهد. والنَّهيدة: زُبدة غليظة يابسة. ومنهم بنو عذرة، قبيل عظيم وقد مر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 ومن رجال بني عذرة: هُدبة بن الخَشْرم بن كُرز بن أبي حيَّة الكاهن. وهو أوّلُ من أُقِيدَ في الإسلام. وله حديث. ومنهم: بنو ضِنّة، وقد مرّ ذكرها في بني نُمير. ومن رجال بني عُذْرة: خالد بن عُرفُطة، حليفُ بني زُهْرة، كان ولاَّه سعدٌ النّاسَ يوم القادسيّة. والعُرفطُ: ضرب من الشَّجر. ومنهم: بنو جُلْهُمة، بطنٌ، وقد مرّ. ومنهم: بنو زَقْزَقة، واشتقاق زَقْزقة من الخِفّة. ويقال: رجلٌ زَقزَقٌ، إذا كان خفيفاً. ومنهم: بنو الجَلْحاء، وبنو حَرْدَش. واشتقاق جلحاء من الجَلح. يقال: نبتٌ مجلوح، إذا أكلت الماشية أطرافَه وأصل الجَلَح انحسارُ الشَّعر عن مقدَّم الرأس. والجَلَح والجَلَه واحد. وبنو جَلِيحة: بُطَين من العرب. وحَردش مشتقٌّ من الحردَشة، وهو تقاربُ الخَلْق. يقال: حَرْدَشٌ وحُردوش. ومن رجالهم: هَوْذة بن عَمرو، وكان شريفاً، كان يقال له رّبُّ الحجاز. وهَوذة بن عَمرو بن اَشْفَه. وأشْفَهُ يقال رجلٌ أشفه، إذا كانَ غليظَ الشَّفَة. ومنهم: بنو حُنٍّ، الذي يقول فيهم النابغة: لقد قلت للنعمان يومَ لقيتُه ... يُريد بني حُنٍّ ببُرقةٍ صادرِ تجنَّبْ بني حُنٍّ فإنَّ لقاءهم ... كريهٌ وإنْ لم تلقَ إلاَّ بصابرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 وحُنٌّ يمكن أن يكون اشتقاقُه من شيئين: إمَّا من الحنين، فيكون فُعْل من ذلك؛ وإمّا من الحِنّ، وهم قبيلٌ من الجنّ. وكان الأصمعي يقول: هم دون الجِنّ. وحَنّة الرجل: امرأتهُ. ومن رجال بني نهد: زُوَيٌّ، ورِفاعة، بطنان. وزُوّيٌّ: تصغير زَوٍّ. ويقال: جاء فلانٌ تَوّاً، إذا جاء وحدَه. وجاء زَوّاً، إذا كانا اثنين. من رجالهم: الصَّقْعَب الوافدُ إلى النُّعمان. واسم الصَّقْعب خَيثم بن عمرو وكان سيِّد بني نَهد، قد أخذ مِرباعَهم دهراً، وله حديثٌ في دخوله إلى النُّعمان. وقال قوم: بل اسمُه البَرَاء بن عمرو، وقد مرّ ذكره. والصقعب: الطَّويل من كلِّ شيء. ومن رجالهم: دُوَيد بن زَيد بن نَهْد، وهو الذي طال عمرُه، وله حديث. وأوصَى عند موته بَنِيه: " أوصيكم بالنَّاس شرّاً، لا يتُقِيلوا لهم عَثْرة، ولا تَقْبَلوا لهم مَعذِيرة. أَطْوِلُوا الأسِنَّة، وقصِّروا الأعِنّة. وإذا أردتم المحاجَزة فقبلَ المناجزة. التجلُّدَ ولا التبلُّد ". وفيه كلام كثير. ودريد تصغير دوود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 ومن قبائل جُهَينة: بنو حُمَيس، يقال لهم الحُرَقة. وحُمَيْس: تصغير أحمَس. والحُرَاقة: فُعَلة من التَّحريق. أسماء بهراء بن عمرو وبَهْراء: فعلاء ممدود، ينسب إليه بَهْرانيٌّ. واشتقاق بَهْراء من شيئين: إمّا من قولهم: بَهَره الشَّيءً، إذا غلبَه، كما قالوا: بهرَ القمرُ النُّجومَ، إذا ذهب بضيائها. والقمر باهر. والبُهْر يمكن أن يكون من قولهم: بَهَرني هذا الأمرُ؛ أو من البُهْر الذي يصيب الإنسانَ عند التَّعَب من المشْي في الحرّ. ويقول الرجلُ للرّجل: بَهْراً لك! كأنّه يدعو عليه. ويقال: فعلت هذا الأمرَ بَهْراً، أي جهراً. ورجل بهير ومبهور، من البُهرْ. ومنهم: بنو أهْوَد بن بهراء. واشتقاق أهْوَد من السُّكون ولين الجانب. وأحسِب اشتقاقَ يَهودَ من هذا. من قولهم: " إنّا هُدْنا إليكَ " أي لانَتْ قلوبُنا. والنَّهويد: التَّسكين. تقول: هوّدتُ الرجلَ من نِفاره، إذا سكّنتَه. والتَّهويد في السَّير من ذلك. ومنهم: المِقداد بن عَمرو، الذي يقال له ابنُ الأسوَد، كان من المهاجرين الأوَّلين، وهو أحد صاحبَي الفرسَينِ يومَ بدرٍ الصُّغْرى، كان فرساً للزُّبير وآخرَ للمقداد. والمِقداد: مِفعال من قَددت الشيء أقدًّه قداً. ويمكن أن يكون مِقدادٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 الحديدةَ التي يُقَدّ بها. والقِدَد: الفِرَق من الناس، من قوله عزّ وجلّ: " طرائِقَ قِدَداً " والله أعلم. والقِدُّ معروف. والقَدُّ: مَسْك السَّخْلة أو الجذَعةِ من الغَنم. ومثلٌ من أمثالهم: " مَن جعلَ قدَّكَ إلى أديمك ". وقد سمَّت العرب مِقداداً، وقُدَاداً. وقِدَة: موضع، وهو اسم ناقص. ومنهم: بنو بَلِيّ بن عَمرو، أخى بهراء، يُنسَب إليه بَلَوِيّ. وبَلِيّ فعيل إمّا من قولهم: بِلْوُ سفرٍ، أي نِضو؛ أو من قولهم: بلَوت الرجلَ وابتليته، إذا اختبرتَه. ومنهم: بنو فَرّان بن بَليّ. واشتقاق فَرَّان وهو فَعْلانُ، من قولهم: فَرَرت الفرسَ وغيرَه من الدوابّ، إذا فتحتَ فاه لتعرف سنَّه. ومن قولهم: هذا فَرُّ بني فلان، أي الذي فَرَّ منهم. وفي الحديث: " هذا فَرُّ قُريش ". والفرير والفُرار: ولد الحمار. وربمَّا سمِّي ولدُ البقرة أيضاً فريراً. والجَذَع من الظَّباء فرير وفُرَار. وقد قرئ: " يومئذٍ أينَ المفِرُّ " و " ابنَ المفَرُّ " فالمَفِرُّ: الموضع الذي يُفَرّ إليه، والمَفَرّ: مفعَل من الفِرار. ومن رجالهم: المجذّر بن ذياد، قتلَ أبا البَختريّ يومَ بدر، وكان حليفاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 للأنصار. فالمجذَّر رجلٌ مجذَّر: قصيرٌ متقارِب الخَلْق. والجَذْر الأصل. ومنه قيل: جَذْر هذا الحسابِ، أي أصله. ومن رجالهم: مالك بن رافلة، قاتلُ زيدِ بن حارثة يومَ مُؤتة. ورافلة: فاعلةٌ من الرَّفْل كأنّه يرفُل في ثيابه. يقال: رجلٌ رِفَلٌّ: طويل الذَّيل. وفرس رِفَلٌّ ورِفَنٌّ، إذا كان طويلَ الذَّنَب. ويقال: رفَّل بنو فلانٍ فلاناً، إذا عظَّموه ورأَسوه. ومنهم: ثابت بن أرقم. وقالوا: أقرم. وكان مع خالد بن الوليد، من فُرسان المسلمين، وهو حلِيفٌ للأنصار. يقال: إنَّ طليحة بن خُويلدٍ قَتَله. وفي ذلك يقول طُليحة: عشيّةَ غادرتُ ابنَ أرقمَ ثاوياً ... وعُكَّاشَة الغَنْمىَّ عند مَجَالِ فالأرقم ضربٌ من الحيّات. والأقرم مأخوذ من شيئين: إمَّا من قرِمت إلى الشيء، إذا ملتَ إليه؛ أو من قرَمتُ البعيرَ فهو مقروم. ومنهم: عاصم بن عديّ بن الجَدّ، صحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 أسماء مهرة بن حيدان بن عِمران بن الحافِ بن قُضاعة. فمَهرةُ اشتقاقُه من قولهم: فلانٌ ماهر بكذا وكذا، إذا كان حاذاقاً به. وسابحٌ ماهر، أَي حاذق. وكلُّ حاذقِ بصنْعةٍ فهو ماهرٌ بها. فمن قبائلهم: بنو عُرَيد، وبنو عُرَيب. فعُرَيد: تصغير عَرْد، وهو الشَّيء الصُّلب. والتَّعريد: العَدْو من فَزَع. يقال: عَرَّدَ الرجلُ تعريداً قال الشاعر: ضرباً يعرِّد باليمين القائمِ وعُرَيب: تصغير عَرَب، أو تصغير عَرِيبٍ، من قولهم: ما بالدّار عريب أي ما بها أحد. وقد تقدَّمَ قولنا في هذا أنَّ هذه الأسماء المستَشْنَعة مشتقّة من أحرفٍ قد أميتت. ومنهم: بنو النَّدغيّ والآمِريّ. وأحسب أنَّ النَّدْغ من قولهم: ندَغَه بكلمةٍ، أي غابَه بها. والآمريّ كأنه فاعليٌّ من قولهم: أَمِرَ القومُ، إذا كثرُوا. ومنهم: بنو الأدغم، وبنو الأتْغَم: فالأَدغم من الخيل: الذي يخالف لونُ وجهه لونَ سائر جسدِه، وهو الذي يسمَّى بالفارسية الدَّيزج. ومنهم: بنو عِيدِيّ، تُنسَب إليهم الإبل العِيديّة. ومنهم: بنو ضُبَيعىّ بن عَقّار، وكأنَّ ضُبَيعيَّا منسوبٌ إلى ضُبَيعة. وعَقّار: فعّال من العَقْر، وقد مر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 ومنهم: العُجَيل بن قَثَاث بن قِرضِم بن العُجَيل وفَد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يُلْطِفُه لبُعد مسافَته. ومَهْرَةُ انقطعوا بالشِّحْر، فبقيتْ لغتُهم الأولى الحِميرية لهم، يتكلَّمون بها إلى هذا اليوم. هذا آخر الأسماء المعروف اشتقاقها. ونبد بَعْدَ هذا بأسماءِ يشتمل عليها الكتاب فمنها: دَيْهَث، وهو أبو عياض بن دَيْهث، الذي استجار به الحارثُ ابن ظالمٍ فردَّ عليه إبلَه. والياء فيه زائدة. وهو من الدَّهْث، من قولهم: دَهَثْت الشيءَ، إذا وطئتَه وطئاً شديداً. ودَعْثة. والدَّعث: الحِقد أو الثَّأر في القلب، والجمع أدعاث. ودعثة: أبو بطنٍ من الأزد، وأحسِبه من دَوْس. وعَرْزَم: الشَّديد الصُّلب، أو الغليظ. قال الشاعر: لقد أُوقِدَتْ نارُ الشمَرذَى بأرؤسٍ ... عظامِ اللِّحى مُعرنزِمات اللَّهازمِ وبالبصرة قومٌ يقال لهم بنو عَرْزَم، وكان أبو عبيدة يطعُن فيهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 وكَرْدَم، وهو من بني عَبْس، وهو الذي أخذ مال السَّاسِيَّة فقالوا فيه: " كلَّ الناسِ باركْ فيه. كَردَم لا تُبارِكْ فيه ". وهو مشتقٌّ من الكردمة. وكان كردمٌ ممن بعث به عُبَيد الله بن زيادٍ إلى قتال الخوارج فانهزَم، فقال المهلَّب: لما رآهم كردمٌ تكردَما ... كردمةَ العَير أحسَّ الضَّيغَما والكردَمة: العَدْو من فَزَع. وقَلْهمٌ من قولهم: أقلهَمَّ الرجلُ واقلحمّ، إذا أسنَّ. وابن قَلْهَم: رجلٌ من الأزد طُعِن في حربٍ كانت بينهم، فقال الراجز: زاحَ الغَليل والهَمّ ... أنْ طُعِن ابنُ القَلْهمْ والفَرْج الواسع يقال له قَلْهَمٌ. قَهْوسٌ قد مرّ. وقَهَوسٌ هذا شهِدَ يومَ جبَلة ففرَّ فلَحِق بالأزْد، فولدُهُ فيهم إلى اليوم. وقَعْوسٌ من القَعَوسة، وهو التذلُّل والتّصاغُر. يقال: تقعوسَ البيتُ، إذا انهدم. واشتقاقُه من القَعَس، والقَعَس: تداخُل العُنق في الظِّهر. وقالوا: عِزَّة قَعْساء، أي متمكِّنة. وقُعَيس اسمٌ معروف، وفي بعض أمثالهم: " أهْوَن من قُعَيسٍ على عَمّته ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 وطَيْسَلٌ: فَيْعل من الطَّسْل. والطَّسْل: تضجضُح الماءِ على الأرض، وتضحضُح السَّراب مثلُه. طَسَلَ الماءُ والسَّراب. وطَيسلة الشَّاعر معروف. وشَمْعَلٌ: فَعلَل من قولهم: رجلٌ مشمعلٌّ: جادٌّ في أمره. وعَرقَلٌ اللِّصّ معروف، من بني سعد، وهو حد شُعَراء اللُّصوص، وهم أبو حَرْدَبة، ومالكُ بن الرَّيْبِ. وعَرقلٌ هذا، وهو فَعلل، من قولهم: تعرقلَ الأمرُ، إذا تداخَل. وقد ابتذلت العامّةُ هذه الكلمةَ فقالوا: عِرقالةٌ أي مُخَلِّط. وعُجَيل، مأخوذٌ من الصَّلابة، وأحسِبُ أنَّ رجلاً من العرب في الإسلام كان يقطَع الطّريقَ في البادية في صدر الإسلام في أيام زياد، يقال له عُجَيل. وعَنْجدٌ، مأخوذٌ من حَبِّ العِنَب. وقال قومٌ: ردئ العِنَب. وأحسِب أنَّ باليمامة قوماً يقال لهم العَناجد، كأنْهم منسوبون إلى عَنْجَد. وخَنْزَرٌ، مأخوذ من قولهم: خَنْزَر، وهو الفأس الغليظة. وإن كان اسماً من غير ذلك فاشتقاقُه من الخَزَر، والنون زائدة، وهو صِغَر العيْنين. ودَيْسَقٌ، مشتقٌ من الدَّيْسَق، وهو أوّلُ ما يجرِي من السَّراب. وقال قومٌ: كلُّ أبيضَ دَيْسَقٌ. وابنُ دَيْسَقٍ: رجلٌ من فُرسان بني ضبّةَ معروف. قال الشاعر: لَبَانَ علينا ما يقولُ ابنُ دَيْسقٍ ... إذا نفسَتْ بين اللَّوى والعرائس وكيُهم، مأخوذٌ من الكَهَامة، والياء زائدة، من قولهم: سَيفٌ كَهَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 وكيهمٌ، وابن كيهَم من بني تميم أو من بني ضبَّة، معروفان. وقد ذكرهما جريرٌ والفرزدق. قَعْبلٌ، مشتقٌّ من ضَرْب من الكمأة، ويقال له قَعْبَل. وقَرعَبٌ، مشتقٌّ من الانضمام، من قولهم: اقرعبَّ الرجلُ إذا تقبَّض. وعَذْهَل، وهو من العَذْهلة، وهو مثل العَبْهلة، وهو تَرك الإنسانِ وسَوْمَه تقول: عَبْهَلت الإبلَ وعذهلتها، إذا تركتَها وسَوْمَها. وكتابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْرٍ: " إلى الأقيال العَبَاهلة من حَضْرَ مَوت "، أي الذين خُلُّوا وسَومَ أنفسِهم. وعَرْهَم، وهو من الشِّدَّة والصَّلابة. وكذلك عُرَاهِمٌ. وحَزْرَم، وهو اسم جَبَل معروف. والحَزْرَمة: الضِّيق. تحزرَمَتْ عليه أموره إذا ضاقت. عَثْجَلٌ، وهو من الغِلظ، من قولهم: تعثجلَ الرّجلُ، إذا غلُظ جسمه. وعثْجَل بن المأمون بن زرارة، أحد رجالِ بني تميم. جَرْهدٌ، أصلُ بناء أجرهدَّ، إذا امتدَّ في سَيره. وجَهْدَمٌ. إمَّا أن تكون الميمُ زائدةً فهو من الجَهْد، أو تكون أصليّةً فهو من الجَهدَمة، وهي اللَّجاج في الشيء. وجَهدَمة: امرأةُ بَشِير بن الخَصَاصِيَّة، له صحبة، وقد حَدَّثَتْ جَهدمةُ عن زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم. وجَيْهمٌ، الياء زائدة، وهو من الجَهَامة جَهامةِ الوجه وغلِظُه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 ودَهْلَب ودَهْبَلٌ، وهما واحد، وهو من قولهم: أقبلَ يَتدَهْبَل ويتدهلب، إذا ثقُل مَشيُه. وسَعدَمٌ، الميم زائدة، وهو أبو بطنٍ من بني تميمٍ يقال لهم السَّعَادم. خَنْبَشٌ، النون زائدة، من قولهم: خَبَشته وهَبَشته، إذا جمعتَه. جَوْشَمٌ، من قولهم: جَشَمت إليك كذا وكذا، أي تكلَّفته، والواو زائدة. قَعْطَلٌ، من قولهم: قعطلت الشَّيءَ، إذا قطَعتَه. وبَهدلٌ، مأخوذٌ من الطَّير، وهو اسم طائر. وقد سَمَّوا بَهدلة. بَحْدَلٌ، وهو قِصَر الجسم وتَداخُله. وبَحْدَل بن أُنَيف الكلبيّ أبو مَيْسونَ أمِّ يزيدَ بن معاوية. وبَرْذَعٌ: اسمُ رجلٍ من الأنصار، وأحسِبه من بَرذَعة الحمار. والبَرْذَع: الغليظ الخَلْق في قِصَرٍ أيضاً. لَهْسَمٌ، وهون من قولهم: لَهْسمَ ما على المائدة، إذا أكلَه كُلَّه. وبَهْصَلٌ، من قولهم: تبهصل الرّجلُ من ثيابه، إذا ألقاها. وبهصَلْتُه أنا. وعُرْكُر بن الجُمَيح الأسديّ الشاعر، أدركه الرياش. والعَرْكَزة: التقبُّض. تَعركَزَ عنّا فلانٌ، أي تقبَّض. فَحْجَلٌ: رجلٌ فَحْجل وأفحج سواء، وهي الفحجلة والفَحَج. حِزْمِرٌ، وهي الحِدّة والخِفّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 ودَنْقَشٌ، النون فيها زائدة، وهو من الدََّش، وهو تطأطُؤ الرّأس ذُلاًّ وخُضوعاً. زَعْبَلٌ: الصبيُّ السِّيئ الغِذاء، وهي الزَّعْبَلة. وعَثْلَبٌ، من قولهم: عثلَبْتُ الزَّندَ، إذا قطعتَه من شجرةٍ لا تَدرِي أتورِي أم لا؟ قَحْذَم، من قولهم: تقحذَمَ إذا هَوَى من عُلْوٍ إلى سُفْل، وهي القحذمة. دَوْكَسٌ، وهو القَطيع من الغَنم. ودَوْكَسُ بن واقدٍ الرياحيّ: أحدُ شعراءِ بني تميم. وزَخْرَبُ بن سَمْعانَ الأسديّ أحدُ شعرائهم. واشتقاق زَخْرَب من الزَّخرَبة. وقد سمَّوْا زُخارِباً أيضاً، وهو الأجوف الضعيف. وزَنْبَل: اسمٌ. قال الراجز: مِن رسمِ أطلالٍ لأمِّ زَنْبَلِ ... ذاتِ الرُّبَى والدَّمَث المجَّللِ والنون فيه زائدة. وأحسِب اشتقاقَه من الزَّبْل. وعِكْباسٌ اسمٌ. قال الراجز: لمَّا رماني القومُ بابنِ عمِّي ... بالشيخ عِكباسٍ وبالأصَمِّ وعِكباسٌ: فِعلالٌ من العَكْبَسة، من قولهم: تعكبسَ القومُ أو الشَّيء، إذا تراكَبَ بعضُه على بعضٍ. وأحسِب أنَّ هذه الباءَ تقُلب ميماً، من قولهم: ليلٌ عُكامِسٌ وعُكابِسٌ، إذا تراكبَتْ ظُلمتُه. دِعْرِمٌ: اسمٌ من قولهم: تَدَعْرمتَ الخشبةُ أو العودُ إذا نَخِز. وجِعالُ بن مجمِّعٍ أبو عطيّة، الذي ذكره الفرزدق فقال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 أَبّنِي غُدانةَ إنّني حَرَّرتُكم ... فوهبتُكم لعطيْةَ بنِ جِعالِ وكان أحدَ رجال بني يربوع. وعُكَمِصٌ الشاعرُ، له مسجدٌ بالبصرة، أحد شعراءِ بني تميم. والعُكمِّصُ من قولهم: جاءَ بالعُكَمص، وجاء بالبَطِيط، إذا جاء بالعَجب. وبنو عَقَارة: بطنٌ من بني تميم، وكذلك بنو خُرَاشة. والعَفار: ضَربٌ من النَّبت. والخُرَاشة: ما وَقَع من هِبْرِيةَ الرّأس إذا مُشِط وهو الهِبْرِيَة، والإبْرِية، والخُرَاشة. والعَفار: ضَربٌ من النَّبت. والخُرَاشة: ما وَقَع من هِبْرِيةَ الرّأس إذا مُشِط. وهو الهِبْرِيَة، والإبْرِية، والخُرَاشة. والعِرباض بن الصُّعفوق: أحدُ رجال بني تميم. والعِرباض: الغليظ. والصُّعفوق والجمع صَعافقة، وهم الذين يَدخُلون السُّوق ولا تكون لهم رؤوسُ أموالٍ، فإذا اشترى التاجرُ شيئاً دخَلوا معه. وعَدَّاس: اسمٌ وهو من قولهم: عدَسْتُ الشيءَ إذا وطِئته وطئاً شديداً. والهِلْقام بن نُعَيم، من ولد عُتًَيبة بن الحارث، تزوَّجَ إليه بعضُ خلفاءِ بني أميّة. والهِلقام: البعير الواسع الأشداق، الطَّويل المَشافر. دِرْواس بن عبد الله: أحدُ رجالِ بني دارم. والدِّرواس: العظيم العُنق، وبه سمِّي الأسد دِرواساً. النَّعِر بن زَمّام المجاشعي، الذي أجار الزُّبير فيما زعموا. وهذه الدَّعوى باطل، إنَّما هو شيء نَعَاه عليهم جرير. وهو من قولهم: حِمار نَعِرٌ أي يعضُّه الذبابُ فيَقٍْلَق. والذُّبابة النُّعَرة تكون على الحمير وما أشبهه. الهَثْهاث: أحدُ رحالِ بني قُرط، من بني تميم، وقد مرّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 قَرْهَم: أحدً بني مازن، معروف. وقَلْعَم أيضاً منهم. واشتقاق قَرْهَم من القَرْهَمة، أو من القَرَه والميم زائدة. وأمَّا القَرهَبة فشدَّة الحُمرة حتَّى ينْقشر الجلد. والقَرَهُ نحوه. وأمَّا القَلْعمة فيمن قولهم: اقلَعمَّ الشيءُ، إذا انقلَعَ من أصله. معاوية بن شُرسُفة. وشُرسُفة أحسِبه مأخوذاً من الشُّرسوف، وهو الغُرْضوف المطلُّ على الجوف، وهي الشراسيف. وقالوا: مُلتَقى الأضلاع في الصَّدر شراسيف. شِنْظيرٌ وعَطَرَّقٌ مازنيَّان. واشتقاق شِنْظِير من سُوء الخُلُق. رجلٌ شِنْظير. والعَطَرَّق: الطويل المضطرِب الخَلْق. خزعلٌ، اسمٌ اشتقاقُه من الخَزْعلة، وهو مثل الخَذْعلة، وهو الذي إذا مشَى سَفَى التُّرابَ بإحدى قدمَيه على الأخرى. عَنْقَشٌ وعَنْكَش، النون زائدة، وهو من عَقَشت الشَّيء وعكَشته، إذا خلطتَه. أو يكون من قولهم: تعكَّشَ الرجلُ إذا تقبَّض. وقد سمَّوا عَكَّاشاً وعُكَّاشاً، وهو من هذا. جَأْوانُ: أحدُ بني الأعرَج، من بني سعد. وجَأوان: فَعْلان من الجُؤْوَةِ وهو لونٌ من ألوان الخيل دُونَ الصُّدْأة. فرسٌ أجأى، والأنثى جأواء. غَضْياءُ، ممدود، واشتقاقُه من قولهم: أرضٌ غَضْياء تُنبِت الغضَا. وشَمَرْذَى وشَبَرْذَى، تجعل الميم باء، وهو من الرجُل المشمِّر في كلِّ ما أُخذ فيه. سَرَنْدَى قد مرَّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 السَّندَريُّ بن عَيْساء، أحد بني عامر بن صعصعة، الذي راجزَ لبيداً يومَ تنافر عامرُ بن الطُّفيل وعَلقمةُ بن عُلاثه. وهو ضربٌ من الطَّير. قال الأصمعيّ: سمعتُ غلاماً أعرابياً يقول: اصطدتُ سندريَّةً. عَدَرَّجٌ: سريعٌ فيما أُخذ فيه من المَشْي وغيره. جَلَوْبَقٌ، وجَرَنْدَقٌ، وهذا من الأسماء التي فيها الجيم والقاف. فأما جَلَوْبَق فالواو زائدة، وأحسِبه من الجَلْبَقة، وهو حكايةُ صوتِ وقوعِ حوافرِ الخيل، سمعتُ جَلْبقةَ الخيلِ. وجَرَنْدَق النون زائدة، وأحسِبُ أصله أعجميَّاً، وهو من الجَرَدق. عمَلَّس بن عَقِيل بن عُلَّفة. والعَمَلَّس: الخفيف، وربَّما سمِّي الذئب عَملّساً. وعمرَّدٌ: الممتدُّ الطّويل. يقال: نَجَاءٌ عمرَّدٌ، أي طويل. وعمرَّدٌ: جَدُّ ابنِ أحمرَ، وهو عَمرُو بن أحمرَ بن العَمرَّد الشاعر. وعَطَرَّدٌ مثله. وعَطَرَّدٌ المغنِّي معروف. عُنْقُوسٌ: فُعلول، وقد مرَّ في عنقس. قُبَاثٌ، بالثاء المعجمة بثلاثٍ، أحدُ بني حَنيفة، وهو من التقبُّث: وهو أن يتَضامَّ بعضُه إلى بعض. هَنَّام بن سَلَمة، أحدُ رجالِ بني بكر بن وائل. وهنَّامٌ إمَّا من قولهم هَيْنَم الرجلُ، إذا تكلَّمَ بكلامٍ لا يُفهَم، من قولهم: " افْلَحَ مَنْ هَيْنَمَ في صلاته ". أو يكونُ من الهَمَ، وهو ضربٌ من التَّمر، أو من الهِنَّمَة، وهي خَرَزة تُؤَخَّذ بها نساءُ الأعراب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 أبو لُغَافة: أحدُ فُرسان بكر بن وائل. قال الشاعر: أبا لُغَافةَ والدَّعّاءَ إذْ هَلَكا ... وابنَ الأغرِّ فهلاَّ ذاكَ يُبكينا وخَنْزَلٌ: جدُّ رجاء بن حَيْوةَ الكِنديّ، صاحبُ عمرَ بن عبد العزيز. والنون فيه زائدة. وهو من قولهم: ضربَه فخزَله، أي قَطَع ظهره. وَمن قولهم: كلَّمتُ فلاناً فانخزَلَ عنّى. ومَّا لُغَافة فاشتقاقُه من اللَّغَف؛ وهو من قولهم: لغَف الأسدُ بعينِه لَغْفاً شديداً، إذا لحَظَ. وشَرْيَةُ: اسمٌ، وهو شجرُ الحنظل. وحُدَيْجٌ، ومَحدود. فحُدَيجٌ: تصغير حِدْج، وهو مَركبٌ من مراكب النِّساء. وأمّا محدوجٌ فمفعول من قولهم: حدجتُ البعيرَ، إذا جعلتَ على ظهره الحِدْج. وقد سمَّوا حَدَاجاً أيضاً. حاطئة مهموز، وهو ضربُك الشيءَ بيدك ضربةً خفيفة، من قولهم: حطأته أحطؤه حَطئاً. ومنه اشتقاق الحُطَيئة. خالِفةُ. والخالفة: العمود المؤخَّر من عَمَد الخباء. وصَقْعبٌ اسمٌ، وهو أبو بطنٍ من العرب، وهو العمود الأوسط من عَمَد الخباء. حُدَال: فُعال من الأحدَل. والأحدل: المائل أحدِ المنكبين. عُضَاضٌ: اسمٌ وهو مكانُ العِرنِينَ من الإنسان. سِعْر: أحدُ رجال بني تميم، واشتقاقه من استِعارِ النّار. شَعْل، إمَّا أن يكون من قولهم: فرسٌ أشعلُ، وهو بياضٌ في ذَنَبه أو ناصيته. غُندُر. والغُندر: الغلام السَّمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 مما اشتق من أسماء الشجر مَظّة. والمَظُّ: رمَان البَرَ. وعِضَاهٌ، وهي شجرةٌ لها شَوك. وكذاك طَلْحةُ، وسَمُرة وما أشبه ذلك، وسَلَمة، وغافَة، وقَرَظة، كلُّ هذا شجرٌ له شوكٌ. عَرْفَجةُ: ضربٌ من الشَّجر وكذاك خَزَمة، وخُزَيمة وقَطَفة ضربٌ من الشجر. وقَيْسبة بن كُلثوم: أحدُ رجال كندة، وهو ضربٌ من الشَّجر. هَرَاسةُ: شجرٌ له شوك. رِمْئة: واحدةُ الرِّمث معروفٌ. سَبْطةُ: شجرٌ دِقاقُ الورق، نحو الأثْل والطَّرفاء، وما أشبهه. طَرَفة: واحدة الطَّرْفاء. العِيص: الشَّجَر الملتف. حَمَصِيصَة: ضربٌ من البَقْل أو الشَّجر. عَبَسة: ضربٌ من النبت، أو يكون من العَبَس، وهو ما تراكَبَ على وَرِك البعير من خَطْرِهِ. كَرَاثَة: ضربٌ من الشَّجر، وليس بالكُرَّاث. ويمكن أن يكون فَعّالةَ من قولهم: ما كرثَني هذا الأمرُ، أي لم يثقُلْ عليَّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 وحَسَكة بن عتَّابٍ: أحدُ فُرسانِ بني تميمٍ بخُراسان في الإسلام، له ذكرٌ وصِيتٌ. ويمكن أن يكون من قولهم: في صدرِه عليه حَسَكة، أي حِقْد وغيظ. والحسَكة والحَسيكة من الغيظ واحد. عَرَادة: اسمٌ، وهو ضربٌ من الشجر. ثَرمَدةُ: ضربٌ من الحَمْض معروف. قَرمَلة: ضربٌ من النَّبت. حَرمَلة: نبت معروف. حَنْظلةُ معروف. عِشْرِقة: شجرٌ معروف، وهو اسمٌ من أسماء النِّساء. مُرَارة: نبتٌ. أرطاةُ: ضربٌ من النَّبت. عِكرِشة: ضربٌ من الشَّجَر، وهي الأنثى من الأرانب. عَوسَجة: نبتٌ معروف. غَيطلة: اسمُ امرأةٍ، وهو الشجرُ الملتفّ. بِرْنِيقٌ: بطن من بني تميم، وهو ضربٌ من الكَمْأة. شُبْرُمة: ضرب من النَّبت. وفي الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخَلَ على عائشة وهي تدُقُّ الشُّبْرُمَ فقال: " إنَّه حارٌّ يارٌّ ". وابن شُبرمَة قاضي الكوفة، أحدُ بني ضبَّة. سَخْبَرة: ضربٌ من النَّبت يُشبِه الإذخِر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 جَعدةُ: ضربٌ من النبت. وتسمَّى النَّعجةُ في بعض اللُّغات: الجَعْدة، وبذلك كُنِيَ الذِّئب أبا جَعدة. ثُمَامة: ضربٌ من النَّبت. عُروةُ: الشَّجرَ الذي يبقَى في الجدب. جِعْئِنٌ، وهو أصولُ الصِّلِّيَان. عُنظُوان: بطنٌ من كلب، وهو ضربٌ من النَّبت. والهَيثم، قالوا: شجر. وقالوا: أرضٌ هيثمةٌ: رمْلة حمراءُ سهلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 ما يسمى وهو مشتقٌّ من أسماء الأرَضين بنو سَلِمَة: بطنٌ من الأنصار. والسَّلِمة: الحجر، والجمع سِلام. وبنو جَرْوَل، وبنو صَخْر، وبنو حَزْن: بطونٌ من بني نَهشَل، يسمَّوْن الأحجار. وبنو حَزْن، وبنو حَزْم، وبنو جَنْدلٍ: بطونٌ أيضاً. والحَزْن والحزم: الغِلَظ من الأرض. فِهْرٌ: حجرٌ يملأ الكفَّ، وهو مؤنَّثٌ، يصغَّر فُهَيرةً. فِنْدٌ، وهي القطعة العظيمة من الأرض. جُرَيج، وهو تصغير جَرْج، وهي الأرض التي تركبُها حجارة. جُنَيد: تصغير جَنَد، وهي الأرض الغليظة. أُكَيْمَةُ: تصغير أكمَة. مَصَادٌ: أبو بطنٍ من كلب، وهو أعلى موضعٍ في الجبل، والجمع مُصْدان. ذِرْوةُ، وهو أعلى الجبَل أيضاً. وَعْلةُ: القُنَّة من الجبل. صَفْوانُ: صَفَاة صَمَّاء. جُلهُمة: شاطئ الوادي، وكذلك جَلْهمة. جَبَلة: أرضٌ غليظة، أو قطعةٌ من الجبل غليظة. عَوْذَلان: رملٌ متداخِل، وهو أبو قبيلةٍ. مَعْقل: أعلى الجَبَل حيثُ يَعْقِل فيه الوَعِل، أي يمتنع فيه. رابيةُ: أبو بطنٍ من الأزد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 باب آخر جَحن بن المرقَّع. والجحن: السَّيِّئ الغذاء. كُؤُادٌ: بطنٌ من الأزد. وكُؤَاد من قولهم: كوَدت الشَّيء إذا جمعتَ بعضَه على بعض، لمن لم يهمز. فمن هَمَز فمن قولهم: تكاءدني الأمرُ، إذا غَلُظ عليَّ. دُقَيم: اسمٌ، وهو تصغير دَقْم؛ من قولهم: دقمَتُ فاه، إذا كَسَرته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567