الكتاب: صفة الجنة لابن أبي الدنيا المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ) تحقيق ودراسة: عمرو عبد المنعم سليم الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة- مصر، مكتبة العلم، جدة - السعودية عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] ---------- صفة الجنة لابن أبي الدنيا ت سليم ابن أبي الدنيا الكتاب: صفة الجنة لابن أبي الدنيا المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ) تحقيق ودراسة: عمرو عبد المنعم سليم الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة- مصر، مكتبة العلم، جدة - السعودية عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] دَعْوَةٌ إِلَى التَّشْمِيرِ وَالِاسْتِعْدَادِ لِلْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 1 - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الشّيدِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِمَنْزِلِنَا بِالظَّفَرِيَّةِ قِيلَ: أَخْبَرَكَ أَبُو الْفَتْحِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوَاهِبَ الْبردَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فِي رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ. . . . قَرَأَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ مُسْتَهَلَّ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْموَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ بَكْرَانَ بْنِ جَابِرٍ الْعَطَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ النَّجَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، [ص: 30] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «أَلَا هَلْ مُشَمِّرٌ إِلَيْهَا؟ هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ رَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَزَوْجَةٌ لَا تَمُوتُ فِي حُبُورٍ وَنَعِيمٍ فِي مَقَامٍ أَبَدًا» الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 2 - حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَثَمَرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ، وَمَقَامٌ أَبَدًا فِي دَارٍ سَلِيمَةٍ، وَفَاكِهَةٍ وَخُضْرَةٍ، وَحِبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ، فِي مَحِلَّةٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ» ، [ص: 31] قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، قَالَ: «قُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، فَقَالَ الْقَوْمُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 3 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرَةٍ حَبِيبُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، يَقُولُ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: «فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16] إِلَى قَوْلِهِ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهَا مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، فَقَالَ: أَبُو حَازِمٍ حَدَّثَكَ هَذِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، إِنَّ ثَمَّ لَكَيْسًا كَثِيرًا، إِنَّهُمْ يَا هَذَا أَخْفَوْا لِلَّهِ عَمَلًا فَأَخْفَى لَهُمْ ثَوَابًا، فَلَوْ قَدْ قَدِمُوا عَلَيْهِ أَقَرَّ تِلْكَ الْأَعْيُنَ الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 صِفَةُ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 4 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو مُجَاهِدٍ سَعْدٌ الطَّائِيُّ ثنا أَبُو الْمُدَلَّهِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: «لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ لَا يَبْؤُسُ، وَيُخَلَّدْ لَا يَمُوتُ، لَا يَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ» حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ، [ص: 34] عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُدِلَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: «تُرَابُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ» الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 5 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «وَاحَةُ الْجَنَّةِ خُبْزَةٌ بَيْضَاءُ» الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 6 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْوَفْدُ إِلَّا رَاكِبٌ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمِ اسْتُقْبِلُوا بِنُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ عَلَيْهَا رِحَالُ الذَّهَبِ شُرُكُ نِعَالِهِمْ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، كُلُّ خُطْوَةٍ [ص: 36] مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ فَيَنْتَهُونَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ يَنْبُعُ مِنْ أَصْلِهَا عَيْنَانِ، فَإِذَا شَرِبُوا مِنْ إِحْدَاهُمَا جَرَتْ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ وَإِذَا تَوَضَّئُوا مِنَ الْأُخْرَى لَمْ تَشْعَثْ شُعُورُهُمْ أَبَدًا، فَيَضْرِبُونَ الْحَلْقَةَ لِيَفْتَحَهُ فَلَوْ سَمِعْتَ طَنِينَ الْحَلْقَةِ يَا عَلِيُّ، فَيَبْلُغُ كُلَّ حَوْرَاءَ أَنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَقْبَلَ فَتَسْتَخِفُّهَا الْعَجَلَةُ فَتَبْعَثُ قَيِّمَهَا لِيَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَهُ نَفْسَهُ لَخَرَّ سَاجِدًا مِمَّا يَرَى مِنَ النُّورِ وَالْبَهَاءِ، فَيَقُولُ: أَنَا قَيِّمُكَ الَّذِي وُكِّلْتُ بِأَمْرِكَ فَيَتْبَعُهُ فَيَقْفُو أَثَرَهُ، فَيَأْتِي زَوْجتَهُ فَتَسْتَخِفُّهَا الْعَجَلَةُ، فَتَخْرُجُ مِنَ الْخَيْمَةِ، فَتُعَانِقُهُ وَتَقُولُ: أَنْتَ حِبِّي، وَأَنَا حِبُّكَ، وَأَنَا الرَّاضِيَةُ فَلَا أَسْخَطُ أَبَدًا، وَأَنَا النَّاعِمَةُ فَلَا أَبْؤُسُ أَبَدًا، وَأَنَا الْخَالِدَةُ فَلَا أَظْعَنُ أَبَدًا، فَيَدْخُلُ بَيْتًا مِنْ أَسَاسِهِ إِلَى سَقْفِهِ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ مَبْنِيًّا عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ، طَرَائِقُ حُمْرٌ، وَطَرَائِقُ خُضْرٌ، وَطَرَائِقُ صُفْرٌ، لَيْسَ مِنْهَا طَرِيقَةٌ تُشَاكِلُ صَاحِبَتَهَا، فَيَأْتِي الْأَرِيكَةَ فَإِذَا عَلَيْهَا سَرِيرٌ عَلَى السَّرِيرِ سَبْعُونَ فِرَاشًا، عَلَيْهَا سَبْعُونَ زَوْجَةً عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقَيْهَا مِنْ بَاطِنِ الْحُلَلِ، يَقْضِي جِمَاعَهُنَّ فِي مِقْدَارِ لَيْلَةٍ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ مُطَّرِدَةً، أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ صَافٍ لَيْسَ فِيهِ كَدَرٌ، وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ، وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ للشَّارِبِينَ لَمْ تَعْصِرْهَا الرِّجَالُ بِأَقْدَامِهِمْ، وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بُطُونِ الْمَاشِيَةِ فَإِذَا اشْتَهَوُا الطَّعَامَ جَاءَتْهُمْ طَيْرٌ بِيضٌ تَرْفَعُ أَجْنِحَتَهَا، فَيَأْكُلُونَ مِنْ جَوَانِبِهَا مِنْ أَيِّ الْأَلْوَانِ شَاءُوا، ثُمَّ تَطِيرُ فَتَذْهَبُ وَفِيهَا ثِمَارٌ مُتَدَلِّيَةٌ إِذَا اشْتَهَوْهَا انْشَعَبَ الْغُصْنُ إِلَيْهِمْ فَيَأْكُلُونَ [ص: 37] مِنْ أَيِّ الثِّمَارِ اشْتَهَوْا إِنْ شَاءَ قَائِمًا، وَإِنْ شَاءَ مُتَّكِئًا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن: 54] وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ خَدَمٌ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ " الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 7 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " يُسَاقُ الَّذِينَ اتَّقُوا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا، حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلَى أَوَّلِ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا وَجَدُوا عِنْدَهُ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ سَاقِهَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ، فَعَمَدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا كَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهَا فَشَرِبُوا مِنْهَا، فَأَذْهَبَتْ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ قَذَرٍ، وَأَذًى أَوْ بَأْسٍ، ثُمَّ عَمَدُوا إِلَى الْأُخْرَى فَتَطَهَّرُوا فَجَرَتْ عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ، فَلَمْ تُغَيَّرْ أَبْشَارُهُمْ، وَلَا تَغَيَّرُ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَلَمْ تَشْعَثْ أَشْعَارُهُمْ كَأَنَّمَا دُهِنُوا بِالدِّهَانِ، ثُمَّ انْتَهَوْا إِلَى خَزَنَةِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] ، ثُمَّ تَلَقَّاهُمْ أَوْ تَلَقَّتْهُمُ الْوِلْدَانُ يُطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يُطِيفُ وِلْدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا بِالْحَمِيمِ يَقْدَمُ مِنْ غَيْبَتِهِ يَقُولُونَ لَهُ: أَبْشِرْ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ مِنَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ غُلَامٌ مِنْ أَهْلِ أُولَئِكَ الْوِلْدَانِ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَيَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ فُلَانٌ [ص: 38] بِاسْمِهِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى بِهِ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا رَأَيْتُهُ وَهُوَ ذَا بِأَثَرِي، فَيَسْتَخِفُّ إِحْدَاهُنَّ الْفَرَحُ حَتَّى تَقُومَ عَلَى أُسْقُفَةِ بَابِهَا، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِهِ نَظَرَ أَيَّ شَيْءٍ أَسَاسُ بُنْيَانِهِ، فَإِذَا جَنْدَلُ اللُّؤْلُؤِ وَفَوْقَهُ صَرْحٌ أَخْضَرُ وَأَصْفَرُ وَأَحْمَرُ وَمِنْ كُلِّ لَوْنٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى سَقْفِهِ فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْبَرْقِ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَدَّرَ لَهُ أنْ لَا يَذْهَبَ بَصَرُهُ لَذَهَبَ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى أَزْوَاجِهِ، وَأَكْوَابٍ مَوْضُوعَةٍ، وَنَمَارِقَ مَصْفُوفَةٍ، وَزَرَابِيَّ مَبْثُوثَةٍ، فَنَظَرَ إِلَى تِلْكَ النِّعْمَةِ، ثُمَّ اتَّكَئُوا وَقَالُوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] الْآيَةَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: تَحْيَوْنَ فَلَا تَمُوتُونَ أَبَدًا، وَتُقِيمُونَ فَلَا تَظْعَنُونَ أَبَدًا، وَتَصِحُّونَ، أُرَاهُ قَالَ: فَلَا تَمْرَضُونَ أَبَدًا "، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: هَكَذَا أَوْ نَحْوَهُ الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 8 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَسْلَمَ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعَيْبٌ، [ص: 39] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: «يُنَادَى أَهْلُ الْجَنَّةِ تَصِحُّونَ فَلَا تَمْرَضُونَ أَبَدًا، وَتَشْبَعُونَ فَلَا تَجُوعُونَ أَبَدًا، لَا تَشْعَثُ أَشْعَارُهُمْ، وَلَا تَغَيَّرُ بَشَائِرُهُمْ، وَلَا يَلْقَوْنَ فِيهَا بُؤْسًا» [ص: 40] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: كَانَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّهُ لَذَّةُ أَسْمَاعِهِمْ فِي الْغُرَفِ الْعَدْنِيَّةِ يُدِيمُهُ زَجَلُ الْحُبُورِ، وَمُتَعُ أَبْصَارِهِمْ بِالنَّظَرِ إِلَى أَحْسَنِ صَرْحِ الزَّبَرْجَدِ فِي زَهْرِ رِيَاضِ السُّرُورِ، فَلَوْ تَوَهَّمْتَ مَبْدَأَ سُرَّةِ الْمَهْرَجَانِ لِهُبُوبِ رِيَاحِ آجَامِهَا وَارْفِضَاضِ دُرَّةِ السَّحَائِبِ الْمُرْتَشِحَاتِ فِي قُصُورِ الْمُلْكِ بِعَرَايِشِ خِيَامِهَا لَعَلِمْتَ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ تَوَسَّطُوا نَعِيمَ مَمْلَكَةٍ لَا تُغَيِّرُ دَوَائِرُ الْأَحْدَاثِ عَلَى دَوَامِهَا. أَنْعَمَ بِأَسْمَاعٍ حَاضِرَةٍ وَعَدَ اللَّهُ أَنْ يَأَهْلَ الْجَنَّةِ آنَ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا، وَأَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا، وَتَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا، وَتَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43] انْظُرْ لَوْ وَجَدَ مَلِكٌ تُرَى تَبَاشيِرُ الْجَمَالِ فِي أَسْرَارِ خَدِّهِ كَمَا سَمِعَ فِيهَا وَاسِطَ عَيْنِ الدَّعَةِ حَتَّى زَهَتْ بِهِ مَنَابِرُ النُّورِ فِي ذِرْوَةٍ فِي دَرَجِ عَلَالِيهَا، وَحُورٌ عَلَى أَرَائِكِ الْيَوَاقِيتِ، وَنَظَرَ إِلَى تِلْكَ النَّمارِقِ الْمَصْفُوفَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبِهَا رَوْنَقٌ يُضْحِكُ الرَّائِيَ عِنْدَ تَلَأْلُؤِ حُسْنِهَا، فَإِذَا سَقْفُهُ لُؤْلُؤٌ يَكَادُ أَنْ يَخْطَفَ بَصَرَهُ التِمَاعُ نُورِهِ كَيْفَ اكْتَحَلَتْ مُقْلَتُهُ بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْزِلِهِ. تَأْسِيسُ بُنْيَانِهِ جَنادِلُ الدُّرِّ، وَصَفَائِحُ اللُّجَيْنِ، وَسَنَابِكُ الْعِقْيَانِ، لَوْلَا قُدْرَةُ التَّسْخِيرِ الَّتِي جَرَتْ بِالسَّلَامَةِ مِنْ مَكْرُوهٍ لِرَيْبِ الزَّمَانِ أُولَئِكَ خِلَالَ شَرَفِ الْمَنْزِلِ الْمَحْمُودِ، وَالْمُتَفَكِّهُونَ بِالْقَوَامِ الْمَبْرُودِ، فِي قِبَابِ الْخُلُودِ، [ص: 41] يَأَهْلَ الْجَنَّةِ مَا أَحْسَنَ اسْمَ دَارٍ تَبَوَّأْتُمْ أَسِرَّةَ غُرَفِ عَلَالِيهَا، وَأَبْهَجَ مَنَاظِرَهَا، وَأَقَرَّ عُيُونَ سَاكِنِيهَا، وَأَدْوَمَ سُرُورَ مَنْ نُجِّدَتْ مَقَاصِيرُهُ بِوَشْيِ نَمَارِقِهَا، وَبَهْجَةِ عَبْقَرِيِّهَا ‍ انْعَمُوا فَهِيَ الْجَنَّةُ حَطَطْتُمْ فِيهَا رِحَالَكُمْ لِحِفْظٍ، وَعَدْلًا يَهْتَدِي فِيهَا الزَّوَالُ مِنْهَا إِلَيْهَا الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 9 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْعَمْ فَلَا يَبْؤُسُ، وَيَحْيَا فَلَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ» الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 10 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ، ثنا [ص: 42] عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: «مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَحْيَا فِيهَا فَلَا يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ فِيهَا لَا يَبْؤُسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: «لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، تُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، حَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ» الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 11 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: [ص: 43] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ، إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَزْدَادُونَ جَمَالًا وَحُسْنًا، كَمَا يَزْدَادُونَ فِي الدُّنْيَا قَبَاحَةً وَهَرَمًا» الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 12 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَيَّارٍ، ثنا جَعْفَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتَ الْبُنَانِيَّ، يَقُولُ: " لَقَدْ أُعْطِيَ أَهْلُ الْجَنَّةِ خِصَالًا لَوْ لَمْ يُعْطَوْهَا لَمْ يَنْتَفِعُوا بِهَا: يَشِبُّونَ فَلَا يَهْرَمُونَ أَبَدًا، وَيشْبَعُونَ فَلَا يَجُوعُونَ أَبَدًا، وَيُكْسَوْنَ فَلَا يَعْرَوْنَ أَبَدًا، وَيَصِحُّونَ فَلَا يَسْقَمُونَ أَبَدًا رَضِيَ عَنْهُمْ، لَا خِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، وَيُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 13 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدًا، مُرْدًا بِيضًا، جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى طُولِ آدَمَ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ» الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 14 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، [ص: 44] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً» الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 15 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 45] «مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ مِمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يُرَدُّونَ إِلَى بَنِي ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً فِي الْجَنَّةِ، لَا يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ» الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 16 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هَمَّامُ [ص: 47] بْنُ يَحْيَى، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تَخْرُجُ الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ، وَالْعَرْشُ فَوْقَهَا، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ» الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 17 - وَحَدَّثَنِي الْمُشْرِفُ بْنُ أَبَانَ، سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: قَالَ لَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «حَسُنَتِ الْجَنَّةُ لِأَنَّ عَرْشَ رَبِّ الْعَالَمِينَ سَقْفُهَا» الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 18 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْكَلْبِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ، لَبِنَةً مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، وَلَبِنَةً مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَلَبِنَةً مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، مِلَاطُهَا الْمِسْكُ، حَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ، حَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ، وَتُرَابُهَا الْعَنْبَرُ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «انْطِقِي» ، قَالَتْ: [ص: 49] {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: «وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي فِيكِ بَخِيلٌ» ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 19 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [ص: 50] غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا، مُكَحَّلِينَ، بَنِي ثَلَاثِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً» وَقَالَ هُوَ أَحَدُهُمَا الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 20 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِذَا سَكَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نَوَّرَ سَقْفَ مَسَاكِنِهِمْ نُورُ عَرْشِهِ» الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 21 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَتْ عَدْنٌ لِأَنَّهَا الْعَرْشُ، وَمِنْهَا تَتَفجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، وَلِلْحُورِ الْعَدْنِيَّةِ الْفَضْلُ عَلَى سَائِرِ الْحُورِ» الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 22 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: [ص: 52] " ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ صُوِّرَ صُورَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأُلْبِسَ لِبَاسَهُمْ، وَحُلِّيَ حُلِيَّهُمْ، وَأُرِيَ أَزْوَاجَهُ وَخَدَمَهُ، تَأْخُذُهُ سَوَارِي فَرَحٍ، فَلَوْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَمُوتَ لَمَاتَ مِنْ سَوَارِي فَرَحِهِ، يُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ سَوَارِيَ فَرْحَتِكَ هَذِهِ، فَإِنَّهَا تَأْخُذُ لَكَ أَبَدًا " الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 23 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ بْنُ عَبْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَتَلَقَّاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ» الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 24 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ، قَالَ: «إِنَّهُ لَيُصَفُّ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سِمَاطَانِ لَا يُرَى طَرْفَاهُمَا مِنْ غِلْمَانِهِ حَتَّى إِذَا مَرَّ مَشَوْا وَرَاءَهُ» الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 25 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، [ص: 53] عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: " إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ الْجَنَّةَ دَخَلَ أَمَامَهُ مَلَكٌ فَأَخَذَ بِهِ فِي سِكَكِهَا، فَيَقُولُ لَهُ: انْظُرْ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَكْثَرَ قُصُورٍ رَأَيْتُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، وَأَكْثَرَ أَنِيسٍ فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: فَإِنَّ هَذَا أَجْمَعَ كُلُّهُ لَكَ، حَتَّى إِذَا دُفِعَ إِلَيْهِمُ اسْتَقْبَلُوهُ مِنْ كُلِّ بَابٍ وَمِنْ كُلِّ مَكَانٍ نَحْنُ لَكَ نَحْنُ لَكَ، يَقُولُ: امْشِ فَيَقُولُ: مَاذَا تَرَى؟ فَيَقُولُ أَرَى أَكْثَرَ عَسَاكِرَ رَأَيْتُهَا مِنْ خِيَامٍ رَأَيْتُهَا وَأَكْثَرَ أَنِيسٍ، قَالَ: فَإِنَّ هَذَا أَجْمَعَ كُلُّهُ لَكَ فَإِذَا دُفِعَ إِلَيْهِمُ اسْتَقْبَلُوهُ يَقُولُونَ: نَحْنُ لَكَ، نَحْنُ لَكَ " الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 26 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ وَرَازٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْضُ الْجَنَّةِ بَيْضَاءُ، عُرْصَتُهَا صُخُورُ الْكَافُورِ، وَقَدْ أَحَاطَ بِهِ الْمِسْكُ مِثْلَ كُثْبَانِ الرَّمْلِ، فِيهَا أَنْهَارٌ مُطَّرِدَةٌ فَلْيَجْتَمِعْ فِيهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ أَدْنَاهُمْ وَآخِرُهُمْ فَيَتَعَارَفُونَ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحَ الرَّحْمَةِ فَتُهِيجُ عَلَيْهِمْ رِيحَ ذَلِكَ الْمِسْكِ، فَيَرْجِعُ الرَّجُلُ إِلَى زَوْجَتِهِ وَقَدِ ازْدَادَ طِيبًا وَحُسْنًا، فَتَقُولُ لَهُ: قَدْ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِي، وَأَنَا بِكَ مُعْجَبَةٌ وَأَنَا بِكَ الْآنَ أَشَدُّ عُجْبًا " الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 27 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ فَاطَّلَعَ فِيهَا فَقَالَ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] ثُمَّ أُغْلِقَتْ فَلَمْ يَدْخُلْهَا إِلَّا مَنْ شَاءَ وَهِيَ تُفْتَحُ كُلَّ سَحَرٍ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْبَرَدَ الَّذِي يَجِيءُ سَحَرًا مِنْهَا " الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 28 - وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «جَنَّاتِ عَدْنٍ بُطْنَانُ الْجَنَّةِ» الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 29 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ [ص: 55] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ، قَالَ: وَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَرَزَقَكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ وَيَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا، أَلَيْسَ هَذَا عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: بَلَى. قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ، وَيُمَثَّلُ لَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ، وَإِلَى الْأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ، وَأشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدونَ. قَالَ: وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ. قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ لَهُمْ: «مَالَكُمْ لَا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟» قَالَ: فَيَقُولُونَ: إِنَّ لَنَا إِلَهًا مَا رَأَيْنَاهُ بَعْدُ، فَيَقُولُ: «وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟» فَيَقُولُونَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلَامَةٌ إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهُ، فَيَقُولُ: «وَمَا هِيَ؟» فَيَقُولُونَ: يَكْشِفُ عَنْ سَاقٍ، قَالَ: فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ لِظَهْرِهِ طَبَقٌ، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ، يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ، وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ، ثُمَّ يَقُولُ: «ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ» قَالَ: فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، [ص: 56] وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلًا يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَمَهُ مَشَى، وَإِذَا انْطَفَأَ قَامَ عَلَى الصِّرَاطِ، قَالَ: وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ أَمَامَهُمْ حَتَّى يَمُرَّ فِي النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُهُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحْضَ مَزِلَّةٍ، فَيَقُولُ: «مُرُّوا» ، فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ السَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَمَثَلِ الرَّجُلِ، حَتَّى الرَّجُلِ الَّذِي نُورُهُ عَلَى قَدْرِ إِبْهَامِ قَدَمِهِ يَحْبُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، يَجُرُّ يَدًا وَيُعَلِّقُ يَدًا، وَيَجُرُّ رِجْلًا وَيُعَلِّقُ رِجْلًا، وَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ. قَالَ: فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلَصَ، وَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانِي لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا، إِذْ نَجَّانِي مِنْهَا بَعْدَ أَنْ رَأَيْتُهَا. قَالَ فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى غَدِيرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُ مِنْهُ، قَالَ: فَيَعُودُ إِلَيْهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلْوَانُهُمْ، قَالَ: وَيَرَى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خِلَالِ الْبَابِ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: «أَتَسْأَلُ الْجَنَّةَ وَقَدْ نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟» فَيَقُولُ: رَبِّ اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حِجَابًا لَا أَسْمَعُ حَسِيسَهَا قَالَ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ مَنْزِلٌ أَمَامَ ذَلِكَ كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ: «فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ تَسْأَلُ غَيْرَهُ» . قَالَ: فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَيُعْطَاهُ، فَيَنْزِلُهُ، قَالَ وَيَرَى أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلًا كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ قَالَ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: «فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ تَسْأَلُ غَيْرَهُ» ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَيُعْطَاهُ، فَيَنْزِلُهُ، وَقَالَ: وَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلٌ آخَرُ كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ، فَيَقُولُ: «رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ» ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: «فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ تَسْأَلُ غَيْرَهُ» ، قَالَ: لَا وَعِزَّتِكَ، وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ؟ فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلُهُ، قَالَ: ثُمَّ يَسْكُتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «مَا لَكَ لَا تَسْأَلُ؟» فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ وَأَقْسَمْتُ لَكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ، فَيَقُولُ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِهَا» ، فَيَقُولُ: تَسْتَهْزِئُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: فَيَضْحَكُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْلِهِ فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ إِذَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا كُلَّمَا بَلَغْتَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكْتَ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا كُلَّمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ حَتَّى يَبْدُو خَيْرُ أَضْرَاسِهِ قَالَ: فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: «لَا وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ، سَلْ» فَيَقُولُ: رَبِّ أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ، فَيَقُولُ: «الْحَقْ بِالنَّاسِ» . فَيَنْطَلِقُ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي أَوْ تَرَاءَى لِي رَبِّي، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ، قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلًا فَيَتَهَيَّأُ لِيَسْجُدَ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ رَأَيْتُ أَنَّهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ، عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ، تَحْتَ يَدَيَّ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ، قَالَ: وَهُوَ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ سَوَاقِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلَاقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا، فَتَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ، كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ الْأُخْرَى، فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرُرٌ وَأَزْوَاجٌ وَوَصَائِفُ، أَدْنَاهُنَّ حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا، كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهَا: وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَشْرِفْ فَيُشْرِفُ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ يُنْفِذُ بَصَرَكَ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يُحَدِّثُنَاهُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟ فَكَيْفَ أَعْلَاهُمْ؟ فَقَالَ كَعْبٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أَذُنٌ سَمِعَتْ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ لِنَفْسِهِ [ص: 57] دَارًا فَجَعَلَ فِيهَا مَا شَاءَ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالثَّمَرَاتِ وَالَأشْرِبَةِ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا، ثُمَّ لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ لَا جِبْرِيلُ وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] قَالَ: وَخَلَقَ اللَّهُ دُونَ ذَلِكَ جَنَّتَيْنِ زَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَ: فَمَنْ كَانَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ نَزَلَ تِلْكَ الدَّارَ الَّتِي لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيَخْرُجُ فَيَسِيرُ فِي مِلْكِهِ فَمَا تَبْقَى خَيْمَةٌ مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ إِلَّا دَخَلَهَا ضَوْءٌ مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِرِيحِهِ، وَيَقُولُونَ: وَاهًا لِهَذِهِ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ، وَهَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ قَدْ خَرَجَ يَسِيرُ فِي مِلْكِهِ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ يَا كَعْبُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ قَدِ اسْتَرْسَلَتْ فَاقْبِضْهَا. فَقَالَ كَعْبٌ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لِجَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَفْرَةً مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ إِلَّا يَخِرُّ لِرُكْبَتَيْهِ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي، وَحَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنَّكَ لَا تَنْجُو الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 30 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَيَنْكَبُّ مَرَّةً، وَيَمْشِي مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ [ص: 59] الْعَالَمِينَ، فَيُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: «أَيْ عَبْدِي، فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا» . قَالَ: فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَلَّا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَسْأَلُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَيَقُولُ لَهُ كَمِثْلِ ذَلِكَ، وَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ الْجَنَّةَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: «أَيْ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟» فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ: «مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ يَقْطَعُنِي «عَبْدِي أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟» فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ قَالَ: فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ؟ قَالُوا: لِمَ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: ضَحِكُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ قَالَ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَذَا الْكَلَامُ أَفْهَمَنِيهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 31 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَمَنْ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُقَالُ لَهُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ» الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 32 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الرَّمْلِيُّ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، أُرَاهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: « [ص: 61] إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَرَجُلٌ لَهُ أَلْفُ قَصْرٍ بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ سَنَةٍ يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يُرَى أَدْنَاهَا فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَالرَّيَاحِينِ وَالْوِلْدَانِ، مَا يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلَّا أُتِيَ بِهِ» الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 33 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: أَيْ رَبِّ أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يَأْتِي بَعْدَمَا أَخَذَ النَّاسُ أَخَذَاتِهِمْ وَنَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ أَدْخَلُ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مَا كَانَ لِمَلِكٍ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُقَالُ: لَكَ هَذَا وَخَمْسَةُ أَمْثَالِهِ، فَيَقُولُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ وَفُزْتُ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ هَذَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ، فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيتُ. فَيُقَالُ فَإِنَّ لَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ، فَيَقُولُ: رَضِيتُ، قَالَ: يَا رَبِّ فَمَنْ [ص: 62] أَفْضَلُهُمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ وَسَأُخْبِرُكَ: غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا. فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ مِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] " الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 34 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يُقَالُ لَهُ تَمَنَّ، وَيُذَكِّرُهُ أَصْحَابَهُ فَيُقَالُ لَهُ هُوَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ» . قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ» الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 35 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " لَمَّا نَظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ لَهَا: طُوبَى لِأَهْلِكِ، فَتَزْدَادُ ضِعْفًا حَتَّى يَدْخُلَهَا أَهْلُهَا " الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 36 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَزِيدُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ [ص: 63] إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: " أُخْبِرْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لَهَا: تَزَيَّنِي فَتَزَيَّنَتْ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي، فَقَالَتْ: طُوبَى لِمَنْ رَضِيتَ عَنْهُ " الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 37 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي، قَالَتْ: طُوبَى لِلْمُتَّقِينَ " الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 38 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ الْجَنَّةَ سَجْسَجٌ، لَا قَرَّ فِيهَا وَلَا حَرَّ، وَلَهُمْ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ» الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 39 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: [ص: 65] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلَقَ اللَّهُ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ: خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلَا الدَّيُّوثُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ فَمَا الدَّيُّوثُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقِرُّ السُّوءَ فِي أَهْلِهِ الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 صِفَةُ شَجَرِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 40 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا سَبْعِينَ سَنَةً» الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 41 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سَعْدٌ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 67] «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ وَهِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ» الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 42 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] ". قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا، فَقَالَ: صَدَقَ وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْفُرْقَانَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَكِبَ جَذَعَةً أَوْ جَذَعًا، ثُمَّ دَارَ بِأَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مَا بَلَغَهَا حَتَّى يَسْقُطَ هَرِمًا، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَرَسَهَا بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهَا، وَإِنَّ أَفْنَانَهَا مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ، مَا فِي الْجَنَّةِ نَهَرٌ إِلَّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، وَقَالَ وَكِيعٌ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَكِبَ جَذَعًا أَوْ حِقَّةً الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 43 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، [ص: 68] قَالَ: «الظِّلُّ الْمَمْدُودُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى سَاقٍ قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْمُجِدُّ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ فِي كُلِّ نَوَاحِيهَا» . قَالَ: «فَيَخْرُجُ إِلَيْهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ، أَهْلُ الْغُرَفِ وَغَيْرُهُمْ فَيَتَحَدَّثُونَ فِي ظِلِّهَا، فَيَشْتَهِي بَعْضُهُمْ وَيَذْكُرُ لَهْوَ الدُّنْيَا، فَيُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا مِنَ الْجَنَّةِ فَتُحَرِّكُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ بِكُلِّ لَهْوٍ كَانَ فِي الدُّنْيَا» الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 44 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بِالشَّامِ أَوْ بِعُمَانٍ، فَتَذَاكَرُوا الْجَنَّةَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْعُنْقُودَ مِنْ عَنَاقِيدِهَا مِنْ هَاهُنَا إِلَى صَنْعَاءَ» الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 45 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ الْكِنْدِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ الْقَزَّازُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلَّا سَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ» الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 46 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: «نَخْلُ الْجَنَّةِ نَضِيدٌ مَا بَيْنَ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا، ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ كُلَّمَا نُزِعَتْ مِنْهَا ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى، أَنْهَارُهَا تَجْرِي فِي عَيْنِ أُخْدُودٍ، الْعُنْقُودُ مِنْهَا اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا» [ص: 70] . قَالَ عَمْرُو: فَعَجِلْتُ عَلَى الشَّيْخِ فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ فَقَالَ لِي: أَمَا إِنِّي لَا أَكْذِبُكَ حَدَّثَنِيهِ مَسْرُوقٌ الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 47 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «فِي الْجَنَّةِ نَخْلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَسَعَفُهَا كَأَحْسَنِ حُلَلٍ رَأَى النَّاسُ، وَشَمَارِيخُهَا وَعَرَاجِينُهَا وَنُقَادُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَثَمَرُهَا مِثْلُ الْقِلَالِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَالْفِضَّةِ، وَأَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَالسَّمْنِ» الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 48 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: [ص: 71] «نَخْلُ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ، وَكَرَبُهَا مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ، وَثَمَرُهَا مِثْلُ الْقِلَالِ وَالدِّلَاءِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، لَيْسَ فِيهِ عُجْمٌ» الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 49 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " أَرْضُ الْجَنَّةِ مِنْ وَرِقٍ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ، وَأُصُولُ أَشْجارِهَا ذَهَبٌ، وَوَرَقُ أَفْنَانِهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ وَالْوَرِقُ تَحْتَ ذَلِكَ، فَمَنْ أَكَلَ قَائِمًا لَمْ يُؤْذِهِ، وَمَنْ أَكَلَ جَالِسًا لَمْ يُؤْذِهِ، وَمَنْ أَكَلَ مُضْطَجِعًا لَمْ يُؤْذِهِ: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: 14] " الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 50 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23] قَالَ: «يَأْخُذُهُ أَحَدُهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ» الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 بَابُ شَجَرَةِ طُوبَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 51 - حَدَّثَنَا ابْنُ مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْهَارُونُ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو إِلْيَاسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يُقَالُ لَهَا طُوبَى لَوْ سَخَّرَ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ أَنْ يَسِيرَ فِي ظِلِّهَا لَسَارَ فِيهِ مِائَةَ عَامٍ، وَوَرَقُهَا وَبُسْرُهَا بُرُودٌ خُضْرٌ، وَزَهْرُهَا رِيَاطٌ صُفْرٌ، وَفِنَاؤُهَا سُنْدُسٌ وَإِسْتَبْرَقٌ، وَثَمَرُهَا حُلَلٌ، وَصَمْغُهَا زَنْجَبِيلٌ وَعَسَلٌ، وَبَطْحَاؤُهَا يَاقُوتٌ أَحْمَرٌ وَزُمُرُّدٌ أَخْضَرُ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ وَعَنْبَرٌ، وَكَافُورُهَا أَصْفَرُ، وَحَشِيشُهَا زَعْفَرَانٌ مُونِعٌ، وَالَألَنْجُوجُ يَتَأَجَّجَانِ مِنْ غَيْرِ وَقُودٍ، يَتَفَجَّرُ مِنْ أَصْلِهَا أَنْهَارُ السَّلْسَبِيلِ وَالْعَيْنِ وَالرَّحِيقِ، وَظِلُّهَا مَجْلِسٌ مِنْ مَجَالِسِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَأْلَفُونَهُ مُتَحَدِّثٌ يَجْمَعُهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَوْمًا فِي ظِلِّهَا [ص: 74] يَتَحَدَّثُونَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَقُودُونَ نُجُبًا جُبِلَتْ مِنَ الْيَاقُوتِ، ثُمَّ تُنْفَخُ فِيهَا الرُّوحُ مَزْمُومَةً بِسَلَاسِلَ مِنْ ذَهَبٍ كَأَنَّ وَجْهَهَا الْمَصَابِيحُ نَضَارَةً وَحُسْنًا وَبَهَاءً، وَبَرُهَا خَزٌّ أَحْمَرُ وَمَرْعَزِيٌّ أَبْيَضُ مُخَلَّطَانِ، لَمْ يَنْظُرِ النَّاظِرُونَ إِلَى مِثْلِهَا حُسْنًا ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مَهَابَةٍ، نُجُبٌ مِنْ غَيْرِ رِيَاضَةٍ، عَلَيْهَا رَحَايِلُ أَلْوَاحُهَا مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مُفَضَّضَةٌ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانُ، صَفَائِحُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ مُلَبَّسَةٌ بِالْعَبْقَرِيِّ وَالْأُرْجُوَانِ، فَأَنَاخُوا لَهُمْ تِلْكَ النُّجُبَ ثُمَّ قَالُوا لَهُمْ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُقْرِئُكُمُ السَّلَامَ وَيَسْتَزِيرُكُمْ لِيَنْظُرَ إِلَيْكُمْ وَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَتُكَلِّمُونَهُ وَيُكَلِّمُكُمْ وَيَزِيدَكُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَسَعَتِهِ إِنَّهُ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَفَضْلٍ عَظِيمٍ، فَيَتَحَوَّلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ ثُمَّ يَنْطَلِقُونَ صَفًّا مُعْتَدِلًا لَا يَفُوتُ شَيْءٌ مِنْهُمْ شَيْئًا، وَلَا يَفُوتُ أُذُنُ نَاقَةٍ أُذُنَ صَاحِبَتِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ بِشَجَرَةٍ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَتْحَفَتْهُمْ مِنْ ثَمَرِهَا وَرَحَلَتْ عَنْ طَرِيقِهِمْ كَرَاهَةَ أَنْ يَتَثَلَّمَ صَفُّهُمْ أَوْ تُفَرِّقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَرَفِيقِهِ، فَلَمَّا دُفِعُوا إِلَى الْجَبَّارِ عَزَّ وَجَلَّ سَفَرَ لَهُمْ عَنْ وَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَتَجَلَّى لَهُمْ فِي عَظَمَتِهِ الْعَظِيمَةِ يُحَيِّيهِمْ فِيهَا بِالسَّلَامِ قَالُوا: رَبَّنَا أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ وَلَكَ حَقُّ الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، قَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ: «إِنِّي أَنَا السَّلَامُ وَمِنِّي السَّلَامُ وَلِي حَقُّ الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ فَمَرْحَبًا بِعِبَادِي الَّذِينَ حَفِظُوا وَصِيَّتِي وَرَعَوْا عَهْدِي وَخَافُونِي بِالْغَيْبِ، وَكَانُوا مِنِّي عَلَى كُلِّ حَالٍ مُشْفِقِينَ» ، قَالُوا: أَمَا وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ وَعُلُوِّ مَكَانِكَ مَا قَدَرْنَاكَ حَقَّ قَدْرِكَ وَلَا أَدَّيْنَا إِلَيْكَ كُلَّ حَقِّكَ فَائْذَنْ لَنَا فِي السُّجُودِ. قَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ: «إِنِّي وَضَعْتْ عَنْكُمْ مُؤْنَةَ الْعِبَادَةِ وَأَرَحْتُ لَكُمْ أَبْدَانَكُمْ فَطَالَمَا نَصِبْتُمْ لِىَ الْأَبْدَانَ وَأَعْنَتُّمْ لِيَ الْوُجُوهَ، وَأَصْمَتُّمْ لِيَ الْأَفْوَاهَ، وَأَخْمَصْتُمْ لِيَ الْبُطُونَ، فَالْآنَ أَفْضَيْتُمْ إِلَى رَوْحِي وَرَحْمَتِي وَكَرَامَتِي، فَاسْأَلُونِي مَا شِئْتُمْ، وَتَمَنَّوْا عَلَيَّ أُعْطِكُمْ أَمَانِيَكُمْ فَإِنِّي لَا أَجْزِيكُمُ الْيَوْمَ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ وَلَكِنْ بِقَدْرِ رَحْمَتِي وَطَوْلِي وَجَلَالِي [ص: 75] وَعُلُوِّ مَكَانِي وَعَظَمَةِ شَأْنِي» ، فَمَا يَزَالُونَ فِي الْأَمَانِيِّ وَالْمَوَاهِبِ وَالْعَطَايَا حَتَّى إِنَّ الْمُقَصِّرَ مِنْهُمْ لَيَتَمَنَّى مِثْلَ جَمِيعِ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ أَفْنَاهَا، قَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ: «لَقَدْ قَصَّرْتُمْ فِي أَمَانِيكُمْ وَرَضِيتُمْ بِدُونِ مَا يَحِقُّ لَكُمْ فَقَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَتَمَنَّيْتُمْ وَزِدْتُكُمْ عَلَى مَا قَصُرَتْ عَنْهُ أَمَانِيكُمْ، فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاهِبِ رَبِّكُمُ الَّذِي وَهَبَ لَكُمْ» ، فَإِذَا قِبَابٌ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى وَغُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ مِنَ الدُّرِّ وَالْمَرْجَانِ، وَأَبْوَابُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَسُرُرُهَا مِنْ يَاقُوتٍ، وَفُرُشُهَا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، وَمَنَابِرُهَا مِنْ نُورٍ يَثُورُ مِنْ أَبْوَابِهَا وَمِنْ أَعْرَاضِهَا نُورٍ كَشَعَاعِ الشَّمْسِ مِثْلِ الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ فِي النَّهَارِ الْمُضِيءِ، وَإِذَا قُصُورٌ شَامِخَةٌ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ مِنَ الْيَاقُوتِ يَزْهُو نُورُهَا، فَلَوْلَا أَنَّهُ سُخِّرَ لَالْتَمَعَ الْأَبْصَارَ، فَمَا كَانَ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ مِنَ اليَاقُوتِ الْأَبْيَضِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالْحَرِيرِ وَمَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالْعَبْقَرِيِّ الْأَحْمَرِ، وَمَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْيَاقُوتِ الْأَخْضَرِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالسُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ، وَمَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الْيَاقُوتِ الْأَصْفَرِ فَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالْأُرْجُوَانِ الْأَصْفَرِ مُمَوَّهٌ بِالزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَالذَّهَبِ الْأَحْمَرِ وَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ وَقَوَاعِدُهَا وَأَرْكَانُهَا مِنَ الْيَاقُوتِ، وَشُرُفُهَا قِبَابٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَبُرُوجُهَا غُرَفُ الْمَرْجَانِ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا إِلَى مَا أَعْطَاهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ قُرِّبَتْ لَهُمْ بَرَاذِينُ مِنَ الْيَاقُوتِ الْأَبْيَضِ مَنْفُوخٌ فِيهَا الرُّوحُ، بِجَنْبِهَا الْوِلْدَانُ الْمُخَلَّدُونَ، بِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَكَمَةُ بِرْذَوْنٍ وَلُجُمُهَا وَأَعِنَّتُهَا مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ مَنْظُومَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَسُرُجُهَا سُرُرٌ مَوْضُونَةٌ مَفْرُوشَةٌ بِالسُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ تِلْكَ الْبَرَاذِينُ تَزِفُّ بِهِمْ وَتُبَصِّرُ بِهِمْ رِيَاضَ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا [ص: 76] انْتَهَوْا إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَجَدُوا فِيهَا جَمِيعَ مَا تَقَوَّلَ بِهِ رَبُّهُمْ عَلَيْهِمْ مِمَّا سَأَلُوا أَوْ تَمَنَّوْا، فَإِذَا عَلَى بَابِ كُلِّ قَصْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ أَرْبَعَةُ جِنَانٍ: جَنَّتَانِ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ، وَجَنَّتَانِ مُدْهَامَّتَانِ، وَفِيهَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ، وَفِيهَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ، وَحُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ، فَلَمَّا تَبَوَّءُوا مَنَازِلَهُمْ وَاسْتَقَرَّ بِهِمْ قَرَارُهُمْ قَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ تَعَالَى: «هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟» قَالُوا نَعَمْ رَضِينَا فَارْضَ عَنَّا، قَالَ: «بِرِضَائِي عَنْكُمْ حَلَلْتُمْ دَارِي، وَنَظَرْتُمْ إِلَى وَجْهِي وَصَافَحْتُمْ مَلَائِكَتِي فَهَنِيئًا هَنِيئًا عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ لَيْسَ فِيهِ تَنْغِيصٌ وَلَا تَصْرِيدٌ» ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ وَأَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 52 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا طُوبَى، يَقُولُ اللَّهُ لَهَا: تَفَتَّقِي لِعَبْدِي عَمَّا شَاءَ، فَتَفَتَّقُ لَهُ عَنْ فَرَسٍ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ وَهَيْئَتِهِ كَمَا شَاءَ، وَتَتَفَتَّقُ لَهُ عَنِ الرَّاحِلَةِ بِرَحْلِهَا وَزِمَامِهَا وَهَيْئَتِهَا كَمَا شَاءَ، وَعَنِ الثِّيَابِ " الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 53 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ أَبِي الْأَشْرَسِ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ، قَالَ: " طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَكِبَ قَلُوصًا أَوْ جَذَعًا ثُمَّ دَارَهَا لَمْ يَبْلُغِ الْمَكَانَ الَّذِي ارْتَحَلَ مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ هَرَمًا، وَمَا مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلٌ إِلَّا غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مُتَدَلٍّ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَأْكُلُوا مِنَ الثَّمَرَةِ تَدَلَّى عَلَيْهِمْ فَأَكَلُوا مِنْهُ مَا شَاءُوا، قَالَ: وَتَجِيءُ الطَّيْرُ فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ قَدِيدًا وَشُوَاءً مَا شَاءُوا ثُمَّ تَطِيرُ " الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 54 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَرَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {طُوبَى} [الرعد: 29] قَالَ: «شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ فِيهَا حِمْلٌ أَمْثَالُ ثُدِيِّ النِّسَاءِ فِيهَا حُلَلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ» الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 55 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: [ص: 78] «ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَخْلَ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا يَاقُوتٌ، وَعُشْبُهَا ذَهَبٌ وَسَعَفُهَا حُلَلٌ، وَثَمَرُهَا أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ» الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 56 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: «كَمْ مِنْ أَخٍ يُحِبُّ أَنْ يَلْقَى أَخَاهُ يَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ شُغُلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا فِي دَارٍ لَا فِرْقَةُ فِيهَا» . ثُمَّ يَقُولُ مَالِكٌ: «وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ يَا إِخْوَتَاهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي دَارٍ لَا فَرَقَ فِيهَا فِي ظِلِّ طُوبَى وَمُسْتَرَاحِ الْعَابِدِينَ» الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 57 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «طُوبَى اسْمُ الْجَنَّةِ بِالْحَبَشِيَّةِ» الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 58 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: [ص: 79] " أَرْضُ الْجَنَّةِ مِنْ وَرِقٍ تُرَابُهَا مِسْكٌ، وَأُصُولُ شَجَرِهَا ذَهَبٌ وَيَاقُوتٌ، وَالْوَرَقُ وَالثَّمَرُ تَحْتَ ذَلِكَ، مَنْ أَكَلَ جَالِسًا لَمْ يُؤْذِهِ، وَمَنْ أَكَلَ قَائِمًا لَمْ يُؤْذِهِ، وَمَنْ أَكَلَ مُضْطَجِعًا لَمْ يُؤْذِهِ: {ذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: 14] " الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 59 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَوْ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: أَقَامَنِي عَلَى رَجُلٍ بِخُرَاسَانَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي هَذَا أَنَّهُ، سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] الْأَرْضُ مِنْ فِضَّةٍ وَالْجَنَّةُ مِنْ ذَهَبٍ " الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 60 - حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، شُعْبَةُ شَكَّ، شَجَرَةُ الْخُلْدِ» الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 61 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " الطَّلْحُ الْمَنْضُودُ: اللَّوْزُ " الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 62 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: {وَظِلٍ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] قَالَ: «مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ [ص: 81] أَنْهَارُ الْجَنَّةِ» الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 63 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حُمَيْدٌ: ثنا، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 64 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] قَالَ: «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ قَصَبُ الذَّهَبِ مَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَشَدُّ حَلَاوَةً مِنَ الْعَسَلِ، وَتُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 65 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ خَرِيرَهُ فَلْيَضَعْ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ» الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 66 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ أُخْدُودٌ فِي الْأَرْضِ، لَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَسَائِحَةٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، أَحَدُ حَافَّتَيْهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْأُخْرَى الْيَاقُوتُ وَطِينُهُ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ» ، [ص: 83] قُلْتُ: مَا الْأَذْفَرُ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا خِلْطَ لَهُ» الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 67 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهَرًا يُقَالُ لَهُ الْبَيْدَخُ عَلَيْهِ قِبَابُ الْيَاقُوتِ تَحْتَهُ جَوَارٍ نَابِتَاتٌ، يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْبَيْدَخِ فَيَجِيئُونَ فَيَتَصَفَّحُونَ تِلْكَ الْجَوَارِيَ، فَإِذَا أَعْجَبَتْ رَجُلًا مِنْهُمْ جَارِيَةٌ مَسَّ مِعْصَمَهَا فَتَبِعَتْهُ وَنَبَتَ مَكَانَهَا أُخْرَى " الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 68 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ: [ص: 84] {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن: 66] قَالَ: «بِالْمِسْكَ وَالْعَنْبَرِ يَنْضَخَّانِ عَلَى دُورِ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا يَنْضَخُّ الْمَطَرُ عَلَى دُورِ أَهْلِ الدُّنْيَا» الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 69 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن: 66] قَالَ: «بِالْمَاءِ وَالْفَوَاكِهِ» الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 70 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: «اللَّتَانِ تَجْرِيَانِ أَفْضَلُ مِنَ النَّضَّاخَتَيْنِ» الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 71 - حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي قَوْلِ اللَّهِ {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: 6] قَالَ: «مَعَهُمْ قُضْبَانُ الذَّهَبِ حَيْثُمَا مَالُوا مَالَتْ مَعَهُمْ» الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 72 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، [ص: 85] أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي وَلَمْ يَشُقَّ شَقًّا، وَإِذَا حَافَّتَاهُ قِبَابٌ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى كُرْبَتِهِ فَإِذَا مِسْكُهُ ذَفْرَةٌ، وَإِذَا حَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ» الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 73 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ، فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضَرَبَ جِبْرِيلُ بِيَدِهِ فِيهِ فَإِذَا طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ " الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 74 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ أَعْلَاهَا الْفِرْدَوْسُ، وَإِنَّ الْعَرْشَ عَلَى الْفِرْدَوْسِ، وَعَنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ فَإِذَا سَأَلْتُمُوهُ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ» الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 75 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هَمَّامٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِلْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً وَمِنْهَا تَخْرُجُ الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ وَالْعَرْشُ فَوْقَهَا فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ» الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 76 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ: [ص: 87] «نَهَرٌ أَعْطَانِيهُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجَزُورِ» فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا» الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 77 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمَدَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَايِنِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: «نُبِّئْتُ أَنَّ فِيَ الْجَنَّةِ، نَهَرًا يُنْبِتُ الْجَوَارِيَ الْأَبْكَارَ» الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 78 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 88] «أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ فُجِّرَتْ مِنَ الْجَنَّةِ، نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، النِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ» الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 79 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسِ» الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 80 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ص: 89] «فِي الْجَنَّةِ بَحْرُ اللَّبَنِ، وَبَحْرُ الْعَسَلِ، وَبَحْرُ الْمَاءِ، وَبَحْرُ الْخَمْرِ، ثُمَّ تَشَقَّقُ الْأَنْهَارُ مِنْهَا بَعْدُ» الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 81 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ: جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حِلْيَتُهُمَا، وَآنِيَتُهُمَا [ص: 90] وَمَا فِيهِمَا مِنْ شَيْءٍ، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا مِنْ شَيْءٍ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، ثُمَّ تَصَدَّعُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْهَارًا " الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 82 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: " لِكُلِّ رَجُلٍ سَمَّاعَتَانِ يُسْمِعَانِهِ مِنْ تَقْدِيسِ الرَّحْمَنِ وَتَمْجِيدِهِ عَزَّ وَجَلَّ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ يَقُولُونَ: نَحْنُ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ، أَزْوَاجُ أَقْوَامٍ كِرَامٍ، يَنْظُرُونَ إِلَى قُرَّةِ أَعْيُنٍ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَطُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ " الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 83 - حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، عَنِ [ص: 91] الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ الْفِرْدَوْسَ هِيَ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَرْفَعُهَا وَأَحْسَنُهَا [ص: 92] الرُّؤْيَةُ وَالزِّيَادَةُ» الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 84 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: «يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ» ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: «هَلْ رَضِيتُمْ؟» فَيَقُولُونَ: مَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ؟ قَالَ: «أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟» قَالُوا: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: «أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا» الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 85 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيِّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 93] يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُنَادِيًا يُنَادِي إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يُسْمِعُهُمْ أَجْمَعِينَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمُلْكِ الدَّائِمِ، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، وَالْحَيَاةِ الَّتِي لَا مَوْتَ فِيهَا فَيَجِيئُونَ أَجْمَعِينَ، فَيَقُولُ: رَبُّكُمْ يَقُولُ: «هَلْ رَضِيتُمْ عَنِّي؟» فَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا قَدْ رَضِينَا عَنْ رَبِّنَا الرِّضَا كُلَّهُ. فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ لَكُمْ: «سَأُعْطِيكُمْ خَيْرًا مِمَّا أَعْطَيْتُكُمْ» ، فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِمَّا أَعْطَانَا رَبُّنَا؟ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ رِضْوَانِي وَرِضْوَانِي أَكْبَرُ " فَيُعَاظِمُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيُضْعِفُ كُلَّ شَيْءٍ فِيهَا أَضْعَافًا الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 86 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ: " يَجِيءُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُومُ عَلَى يَاقُوتَةٍ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ وَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ رَبَّكُمْ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَيَجْزِيكُمْ فِيمَا أَحْبَبْتُمْ مِنْ حُلِيٍّ وَحُلَلٍ، فَيَقُولُونَ لَهُ: بَلِّغَ رَبَّنَا عَنَّا السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: إِنَّا قَدْ رَضِينَا الثَّوَابَ، وَإِنَّا نَسْأَلُهُ رِضْوَانَهُ عَنَّا " الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 87 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ [ص: 94] ثَوْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَفْضَلُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى ذِي الْعِزَّةِ» الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 88 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ، قَالَا: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ، فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي فِي يَدِكَ؟ قَالَ: الْجُمُعَةُ، قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: تَكُونُ عِيدًا لَكَ وَلِقَوْمِكَ [ص: 95] مِنْ بَعْدِكَ، وَتَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكَ، قَالَ: وَلَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا هُوَ لَهُ قُسِمَ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَيَتَعَوَّذُ مِنْ شَرٍّ مَا هُوَ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إِلَّا فَكَّ عَنْهُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ قَالَ: وَهُوَ عِنْدَنَا سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَنَحْنُ نُسَمِّيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ الْمَزِيدِ، قَالَ: مِمَّ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ عَنْ كُرْسِيِّهِ أَوْ نَزَلَ مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، ثُمَّ حَفَّ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ ثُمَّ يَجِيءُ النَّبِيُّونَ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْمَنَابِرِ، ثُمَّ حُفَّتْ تِلْكَ الْمَنَابِرُ بِكَرَاسٍ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ جَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكُثُبِ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ: «أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعَدِي وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي فَاسْأَلُونِي» ، قَالَ: فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا فَيُشْهِدُهُمْ «أَنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ» . قَالَ: فَيَسْأَلُونَهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ رَغْبَتُهُمْ وَفَوْقَ رَغْبَتِهِمْ، قَالَ: فَيُفْتَحُ مَا لَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَلَمْ تَسْمَعْهُ أُذُنٌ، وَلَمْ تَرَهُ عَيْنٌ، قَالَ: وَذَلِكَ بِمِقْدَارِ مُنْصَرَفِهِمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَيَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ، وَيَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ وَهِيَ دُرَّةٌ بَيْضَاءُ لَا فَصْمَ فِيهَا وَلَا قَصْمَ قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: الْفَصْمُ الصَّدْعُ الَّذِي لَمْ يَبِنْ، وَالْقَصْمُ مَا قَدْ بَانَ وَيَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ وَزَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ فِيهَا أَنْهَارٌ مُطَّرِدَةٌ وَثِمَارُهَا مُتَدَلِّيَةٌ، وَفِيهَا غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَفِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا فَلَيْسَ إِلَى شَيْءٍ أَحْوَجُ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَا يَزْدَادُونَ نَظَرًا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا ازْدَادُوا كَرَامَةً " [ص: 96] حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى غُفْرَةَ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ، فَذَكَرَ نَحْوَ الْمَعْنَى الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 89 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «سَارِعُوا إِلَى الْجُمُعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْرِزُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ [ص: 97] جُمُعَةٍ إِلَى كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ أَبْيَضَ فَيَكُونُونَ فِي الْقُرْبِ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمُعَاتِ فِي الدُّنْيَا، فَيُحْدِثُ لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ» الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 90 - حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] قَالَ: «يَتَجَلَّى لَهُمْ كُلَّ جُمُعَةٍ» الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 91 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، أنا أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَلَكًا إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ أَنْجَزَكُمُ اللَّهُ مَا وَعَدَكُمْ؟ فَيَنْظُرُونَ فَيَرَوْنَ الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ وَالثِّمَارَ وَالْأَنْهَارَ وَالْأَزْوَاجَ الْمُطَهَّرَةَ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، قَدْ أَنْجَزَنَا اللَّهُ مَا وَعَدَنَا، ثُمَّ يَقُولُ الْمَلَكُ: هَلْ أَنْجَزَكُمُ اللَّهُ مَا وَعَدَكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَا يَفْقِدُونَ شَيْئًا مِمَّا وُعِدُوا فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ بَقِيَ لَكُمْ شَيْءٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] أَلَا إِنَّ الْحُسْنَى الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةَ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ " الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 92 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَأُعْطُوا فِيهَا مَا أُعْطُوا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمُ الزِّيَادَةَ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: فَمَا ظَنُّكَ بِهِمْ حِينَ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ، وَحِينَ صَارَتِ الصُّحُفُ فِي أَيْمَانِهِمْ، وَحِينَ جَاوَزُوا جِسْرَ جَهَنَّمَ وَدَخَلُوا الْجَنَّةَ وَأُعْطُوا مَا أُعْطُوا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ، كَأَنَّ ذَا لَمْ يَكُنْ شَيْئًا رَأَوْهُ " الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 93 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَفْضَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ» الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 94 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبِي عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيِّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَيَنْظُرُونَ فَإِذَا الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكَمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ» ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {سَلَّامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] ، قَالَ: فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ، فَأَدَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَفِي دِيَارِهِمْ الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 95 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: « [ص: 100] إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتَمَخَّطُونَ وَلَا يُمْنُونَ، إِنَّمَا نَعِيمُهُمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مِسْكٌ يَتَحَدَّرُ مِنْ جُلُودِهِمْ كَالْجُمَانِ، وَعَلَى أَلْوَانِهِمْ كُثْبَانٌ مِنْ مِسْكٍ يَزُورُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجُمُعَةِ مَرَّتَيْنِ فَيَجْلِسُونَ عَلَى كَرَاسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ يَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا قَامُوا انْقَلَبَ أَحَدُهُمْ إِلَى الْغُرْفَةِ مِنْ غُرْفَةٍ لَهَا سَبْعُونَ بَابًا مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ» الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 96 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: «هَلْ تَشْتَاقُونَ شَيْئًا؟» قَالُوا: يَا رَبُّ فَمَا خَيْرُ مَا أَعْطَيْتَنَا؟ قَالَ: «رِضْوَانِي أَكْبَرُ» الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 بَابُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 97 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثنا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سُورَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ عَلَى نَجَائِبَ بِيضٍ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ، وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلَّا الْإِبِلُ وَالطَّيْرُ» الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 98 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ» الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 99 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْأَحْمَسِيُّ، [ص: 102] ثنا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: «فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ» قَالُوا لَهُ: أَفَيَأْكُلُونَ مِنْهَا كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ «نَعَمْ، وَأَضْعَافًا» قَالُوا: أَفَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُمْ يَعْرَقُونَ وَيَرْشَحُونَ فَيُذْهِبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى» الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 100 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 103] «إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْتَهِيهِ، فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا» الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 101 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ الْأَشْرَسِ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سَمَّى، قَالَ: «إِنَّ الطَّيْرَ يَجِيءُ فَيَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ فَيَأْكُلُونَ مِنْ إِحْدَى جَنْبَيْهِ شِوَاءً وَالْآخَرِ قَدِيدًا» الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 102 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَشْتَهِي اللَّحْمَ فِي الْجَنَّةِ فَيَجِيءُ طَائِرٌ فَيَقَعُ الطَّائِرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَكَلْتُ مِنَ الزَّنْجَبِيلِ، وَشَرِبْتُ مِنَ السَّلْسَبِيلِ، وَرَتَعْتُ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ فَكُلْنِي " الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 103 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ طَائِرًا لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ رِيشَةٍ يَجِيءُ فَيَقَعُ عَلَى صُحْفَةٍ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَنْتَفِضُ فَيَقَعُ مِنْ كُلِّ رِيشَةٍ لَوْنٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ لَيْسَ فِيهَا لَوْنٌ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ ثُمَّ يَطِيرُ» الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 104 - حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «إِنَّ أَسْفَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ دَرَجَةً مَنْ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ عَشَرَةُ آلَافِ خَادِمٍ، مَعَ كُلِّ خَادِمٍ صُحْفَتَانِ، وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَوَاحِدَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فِي كُلِّ صُحْفَةٍ لَوْنٌ لَيْسَ فِي الْأُخْرَى مِثْلُهَا يَأْكُلُ مِنْ آخِرِهِ كَمَا يَأْكُلُ مِنْ أَوَّلِهِ يَجِدُ لِآخِرِهِ مِنَ اللَّذَّةِ مَا لَا يَجِدُ لِأَوَّلِهِ ثُمَّ يَكُونُ ذَلِكَ بِرَشْحِ [ص: 105] مِسْكٍ وَجُشَاءٍ» . لَفْظُ صَالِحِ بْنِ مَالِكٍ الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 105 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا صَفْوَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْفَعُنَا بِالْأَعْرَابِ وَمَسَائِلِهِمْ، قَالَ: أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً مُؤْذِيَةً وَمَا كُنْتُ أَرَى شَجَرَةً تُؤْذِي صَاحِبَهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا هِيَ؟» قَالَ: السِّدْرُ، فَإِنَّ لَهَا شَوْكًا مُؤْذِيًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة: 28] خَضَدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَوْكَهُ فَجَعَلَ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ ثَمَرَةً فَإِنَّهَا لَتُنْبِتُ ثَمَرًا تَفَتَّقُ الثَّمَرَةُ عَنِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ لَوْنًا مِنْ طَعَامٍ مَا فِيهِ لَوْنٌ يُشْبِهُ الْآخَرَ " حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 106 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْعَوَّامِ مُؤَذِّنَ إِيلِيَا أَوْ رَجُلٌ أَذَّنَ بِإِيلِيَا أَنَّهُ، سَمِعَ كَعْبًا يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: ادْخُلُوهَا إِنَّ لِكُلِّ ضَيْفٍ جَزُورًا وَإِنِّي أُجْزِرُكُمُ الْيَوْمَ فَيُؤْتَى بِنُونٍ وَحُوتٍ فَيَجْزِرُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ " الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 107 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنْ أَقَرَّ فِيهَا خَصَمْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرَبِ وَالْمَطْعَمِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ» فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ وَيَأْكُلُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يُفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلَ رِيحِ الْمِسْكِ فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُرَ» الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 108 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ زَوَّدَهُ مِنْ ثِمَارِهَا، فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ تَتَغَيَّرُ وَثِمَارُ الْجَنَّةِ لَا تَتَغَيَّرُ» الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 109 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرْتَنَا أُمُّ الضَّحَّاكِ مَوْلَاةُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: «إِنَّ الرُّمَّانَةَ، وَالْأَتْرُجَّةَ، مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ تَأْتِي الْعَبْدَ فَيَأْكُلُ مِنْهَا رُمَّانًا أَوْ أَتْرُجًا مَا اشْتَهَى ثُمَّ يَنْقَلِبُ أَيَّ لَوْنٍ اشْتَهَى» الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 110 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنِ عُمَرَ، قَالَ مَعْمَرٌ: أَنْبَأَنَا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [ص: 109] [الإنسان: 14] قَالَ: إِذَا قَامَ ارْتَفَعَتْ، وَإِذَا بَعُدَ تَدَلَّتْ حَتَّى يَتَنَاوَلَهَا وَإِذَا اضْطَجَعَ تَدَلَّتْ فَذَلِكَ تَذْلِيلُهَا الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 111 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: 14] قَالَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ كَيْفَ شَاءُوا جُلُوسًا وَمُضْطَجِعِينَ وَكَيْفَ شَاءُوا» الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 112 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان} [الرحمن: 54] قَالَ: دَانٍ ثِمَارُهَا " الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 113 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 110] كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا تُحْفَتُهُمْ يَوْمَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ» قَالَ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ فِي أَثَرِهَا؟ قَالَ: «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا» قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا» قَالَ: فَصَدَّقَهُ الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 114 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دُعُوا بِالطَّعَامِ قَالُوا: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ قَالَ: فَيَقُومُ عَلَى أَحَدِهِمْ عَشَرَةُ آلَافِ خَادِمٍ مَعَ كُلِّ خَادِمٍ مِنْهُمْ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا طَعَامٌ لَيْسَ فِي الْأُخْرَى فَيَأْكُلُ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ " الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 بَابُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 115 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَتَمَخَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ» قَالَ: فَمَا بَالُ الطَّعَامِ؟ قَالَ: «جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ» الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 116 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، إِنَّمَا طَعَامُهُمْ ذَلِكَ جُشَاءٌ وَرَشْحُ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ» الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 117 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «الرُّمَّانَةُ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ يَجْتَمِعُ حَوْلَهَا بَشَرٌ كَثِيرٌ يَأْكُلُونَ مِنْهَا فَإِنْ جَرَى عَلَى ذِكْرِ أَحَدِهِمْ شَيْءٌ يُرِيدُهُ وَجَدَهُ فِي مَوْضِعِ يَدِهِ حَيْثُ يَأْكُلُ» الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 118 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، ثنا ابْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا عَبْدَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ فَيَأْتِي الشَّجَرَةَ فَتَسْتَرْخِي لَهُ حَتَّى يَأْخُذَ مِنْهَا مَا أَرَادَ ثُمَّ تَرْتَفِعُ» الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 119 - حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ رَأَيْتُ أَنَّهُ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْتَهِي الطَّيْرَ فِي الْجَنَّةِ فَيَجِيءُ مِثْلَ الْبُخْتِيِّ حَتَّى يَقَعَ عَلَى خِوَانِهِ لَمْ يُصِبْهُ دُخَانٌ وَلَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ فَيَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى يَشْبَعَ ثُمَّ يَطِيرُ» الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 120 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " الْمَعِينُ: الْخَمْرُ " الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 121 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: «لَا فِيهَا غُولٌ، وَلَا فِيهَا أَذًى» الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 122 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: " {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ، عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 28] صِرْفًا وَيُمْزَجُ لِسَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 123 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، فِي قَوْلِهِ: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 28] قَالَ: «عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ وَيُمْزَجُ فِيهَا لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ» الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 124 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا رَجُلٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] قَالَ: هُوَ شَرَابٌ أَبْيَضُ مِثْلُ الْفِضَّةِ يَخْتِمُونَ بِهِ أَشْرِبَتَهُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا أَدْخَلَ فِيهِ يَدَهُ ثُمَّ أَخْرَجَهَا لَمْ يَبْقَ ذُو رُوحٍ إِلَّا وَجَدَ رِيحَهَا " الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 125 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنبا ابْنُ [ص: 115] الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] قَالَ: خَلْطًا، وَلَيْسَ بِخَاتَمٍ يُخْتَمُ بِهِ " الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 126 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: " يُؤْتَوْنَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ أَتَوْا بِشَرَابِ الطُّهُورِ فَيَشْرَبُونَ فَتَضْمُرُ لِذَلِكَ بُطُونُهُمْ وَيَفِيضُ عَرَقٌ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: 21] " الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 127 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، فِي قَوْلِهِ: " {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا} [الطور: 19] لَا يَمُوتُونَ " الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، ثنا زَيْدُ بْنُ الْخَبَّابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَشْتَهِي الشَّرَابَ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ فَيَجِيءُ الْإِبْرِيقُ فَيَقَعُ فِي يَدِهِ فَيَشْرَبُ ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مَكَانِهِ» الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 129 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ ابْنِ أَخِي عَائِشَةَ، عَنْ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} [المطففين: 27] قَالَ: «نَهَرٌ يَتَسَنَّمُ عَلَى الْغُرَفِ» الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 130 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: «الرَّحِيقُ هِيَ الْخَمْرُ، وَالْمَخْتُومُ يَجِدُونَ عَاقِبَةَ رِيحِ الْمِسْكِ» الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 131 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، فِي قَوْلِهِ: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 28] قَالَ: «عَيْنًا فِي الْجَنَّةِ يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا، وَيُمْزَجُ لِسَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 132 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: {كَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: 34] قَالَ: «دَمَادِمَ» الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 133 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الزُّغْبِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ: {كَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: 34] قَالَ: «تِبَاعًا» الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 134 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُؤْتَى بِالْكَأْسِ فَيَشْرَبُهَا ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَى زَوْجَتِهِ فَتَقُولُ: لَقَدْ زِدْتَ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا حُسْنًا " الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 135 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَوْ أَخَذَتَ فِضَّةً مِنْ فِضَّةِ أَهْلِ الدُّنْيَا فَضَرَبْتَهَا حَتَّى جَعَلْتَهَا مِثْلَ جَنَاحِ الذُّبَابِ لَمْ تَرَ الْمَاءَ مِنْ وَرَائِهَا وَلَكِنَّ قَوَارِيرَ الْجَنَّةِ فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وَصَفَاءِ الْقَارُورَةِ» الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 136 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ [ص: 119] ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «قَوَارِيرَ، قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وَصَفَاءِ الْقَوَارِيرِ» الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 137 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: {كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ} قَالَ: «كَانَ تُرَابُهَا فِضَّةً يَصِفُ الزُّجَاجَ فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ» الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبَّانٍ الْأَزْرَقُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَتَشْرَبُ الْكَأْسَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا [ص: 120] زَوْجُهَا فَيَزْدَادُ فِي عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا مِنَ الْحُسْنِ» الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 139 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْكَوْثَرِ قَالَ: «نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجَزُورِ» ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا» الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 140 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي خَالِي، زُمَيْلُ بْنُ سِمَاكٍ، أَنَّ سِمَاكًا سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَمَا كُفَّ بَصَرُهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا أَرْضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «مَرْمَرَةٌ كَأَنَّهَا مِرْآةٌ» قُلْتُ: مَا نُورُهَا؟ قَالَ: «أَمَا رَأَيْتَ السَّاعَةَ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَذَلِكَ نُورُهَا إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا شَمْسٌ وَلَا زَمْهَرِيرُ» ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا أَنْهَارُهَا؟ أَفِي أُخْدُودٍ؟ قَالَ: «لَا وَلَكِنَّهَا تَجْرِي عَلَى أَرْضِ الْجَنَّةِ مُسْتَكِنَّةً لَا تُفِيضُ هَاهُنَا وَلَا هَاهُنَا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا كُونِي فَكَانَتْ» [ص: 122] . قُلْتُ: فَمَا حُلَلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «شَجَرَةٌ فِيهَا ثَمَرٌ كَأَنَّهُ الرُّمَّانِ، فَإِذَا أَرَادَ وَلِيُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا كِسْوَةً انْحَدَرَتْ إِلَيْهِ مِنْ غُصْنِهَا فَانْفَلَقَتْ لَهُ عَنْ سَبْعِينَ حُلَّةً أَلْوَانًا بَعْدَ أَلْوَانٍ ثُمَّ تَنْطَبِقُ فَتَرْجِعُ كَمَا كَانَتْ» الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 141 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] وَقَالَ: هُوَ «نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ عُمْقُهُ فِي الْأَرْضِ سَبْعُونَ أَلْفَ فَرْسَخٍ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، شَاطِئَاهُ اللُّؤْلُؤُ، وَالزَّبَرْجَدُ وَالْيَاقُوتُ خَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ» الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 بَابُ لِبَاسِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا انْطُلِقَ بِهِ إِلَى طُوبَى، فَتَفْتَحُ لَهُ أَكْمَامَهَا فَيَأْخُذُ مِنْ أَيِّ ذَلِكَ شَاءَ، إِنْ شَاءَ أَبْيَضَ، وَإِنْ شَاءَ أَحْمَرَ، وَإِنْ شَاءَ أَخْضَرَ وَإِنْ شَاءَ أَسْوَدَ مِثْلَ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ وَأَرَقَّ وَأَحْسَنَ» الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 143 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، [ص: 124] أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ، قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي» فَقَالَ رَجُلٌ " وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: «شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا» الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 144 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، قَالَ: قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ «دَارُ الْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لُؤْلُؤٌ، فِيهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِيهَا شَجَرَةٌ تَنْبُتُ الْحُلَلَ فَيَأْخُذُ الرَّجُلُ بِإِصْبَعَيْهِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ سَبْعِينَ حُلَّةً مُنْتَظِمَةً بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ» الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 145 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: [ص: 125] قَالَ كَعْبٌ: «لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ نُشِرَ الْيَوْمَ فِي الدُّنْيَا لَصَعِقَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَمَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ» الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 146 - حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَلْبَسُ الْحُلَّةَ فَتَتَلَوَّنُ فِي سَاعَةٍ سَبْعِينَ لَوْنًا» الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 147 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ «الزَّوْجَةَ مِنْ أَزْوَاجِ الْجَنَّةِ لَهَا سَبْعُونَ حُلَّةً هِيَ أَرَقُّ مِنْ شَفِّكُمْ هَذَا يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ» الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 148 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا [ص: 126] ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ ثِيَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ أَنَعْمَلُهَا بِأَيْدِينَا؟ فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا، لَا وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ» الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 149 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَهْدَى أُكَيْدِرُ بْنُ دُومَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةً مِنْ سُنْدُسٍ فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةٍ أَحْسَنُ مِنْهَا» الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 بَابُ فِرَاشِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 150 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دارجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ ارْتِفَاعَهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ» الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 151 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: [ص: 128] {بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] قَالَ: «هَذِهِ الْبَطَائِنُ قَدْ خُبِّرْتُمْ بِهَا فَكَيْفَ بِالظَّهَائِرِ» الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ: {بَطَائِنُهَا مِنَ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] قَالَ «ظَوَاهِرُهَا مِنْ نُورٍ جَامِدٍ» الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 153 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: {بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] قَالَ: «الدِّيبَاجُ» الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 154 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي [ص: 129] أُمَامَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَعْلَاهَا سَقَطَ مَا بَلَغَ أَسْفَلَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا» الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 155 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بُسْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " الرَّفْرَفُ: رِيَاضُ الْجَنَّةِ، وَالْعَبْقَرِيُّ: عِتَاقُ الزَّرَابِيِّ " الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 156 - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: " {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76] هِيَ الْبُسُطُ، " قَالَ: " أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: هِيَ الْبُسُطُ " الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 157 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ [ص: 130] جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: " الرَّفْرَفُ: الْمَجَالِسُ " الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 158 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا، يَقُولُ: " نَحْنُ مَعْشَرَ حِمْيَرٍ نَقُولُ السَّرِيرُ عَلَيْهِ حَجَلَةٌ: أَرِيكَةٌ " الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 159 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {مَوْضُونَةٍ} [الواقعة: 15] قَالَ: «مَرْمُولَةٌ بِالذَّهَبِ» الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 160 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبَّاسٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: " [ص: 131] الْعَبْقَرِيُّ: الزَّرَابِي " الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 161 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ أَنْشَدَهُ أَبْيَاتًا قَالَهَا أَعْشَى طَرُودٍ وَهُمْ حَيٌّ مِنْ جَدِيلَةِ قَيْسِ بْنِ عُدْوَانَ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَيَقُولُ: « [البحر الطويل] لِبَاسُهُمُ فِيهَا حَرِيرٌ وَتَحْتَهُمْ ... أَرَائِكُ لَمْ يُوجَدْ لَهُمْ شَبَهٌ خُضْرُ وَحُورٌ حِسَانٌ كُلُّهُنَّ عَقِيلَةٌ ... عَرُوبٌ إِذَا أَفْضَتْ إِلَى بَعْلِهَا بِكْرُ وَمَاءٌ فُرَاتٌ طَعْمُهُ غَيْرُ آسِنٍ ... مَعَ الْمَاءِ شُرْبُ النَّحْلِ وَالْمَخْضُ وَالْخَمْرُ» الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 162 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ خَالِهِ زُمَيْلٍ، سَمِعَ أَبَاهُ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا حُلَلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «فِيهَا شَجَرَةٌ فِيهَا ثَمَرَةٌ كَأَنَّهُ الرُّمَّانُ، فَإِذَا أَرَادَ وَلِيُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كِسْوَةً انْحَدَرَتْ إِلَيْهِ مِنْ غُصْنِهَا فَانْفَلَقَتْ لَهُ عَنْ سَبْعِينَ حُلَّةً أَلْوَانٌ بَعْدَ أَلْوَانٍ ثُمَّ تَنْطَبِقُ كَمَا كَانَتْ» الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 163 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: مَرَّ مُعَاوِيَةُ عَلَى كَعْبٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ قَالَ: مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ يَا كَعْبُ ابْنَ أُمِّ كَعْبٍ؟ قَالَ كَعْبٌ: " نَعَمْ وَاللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَدَارًا فِيهَا سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ عَلَى عَمَدٍ وَاحِدٍ مِنْ يَاقُوتٍ مَا فِيهَا صَدْعٌ وَلَا وَصْلٌ، لَا يَسْكُنُهَا إِلَّا خَمْسَةٌ: نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ، أَوْ مُحْتَكِمٌ فِي نَفْسِهِ، أَوْ إِمَامٌ مُقْسِطٌ، فَانْطَلِقْ مِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ؟ " فَأَدْبَرَ مُعَاوِيَةُ وَهُوَ يَبْكِي وَهُوَ يَقُولُ: أَنَّى لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ بِالْعَدْلِ الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 164 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ [ص: 133] أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا حَبَّانُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَافٌّ جَرِيءٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَتُخْلَقُ خَلْقًا أَوْ تُنْسَجُ نَسْجًا؟ فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ ؟» فَأَكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَا، بَلْ تَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ» الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 165 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ زُنْبُورٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ ثِيَابَنَا فِي الْجَنَّةِ نَعْمَلُهَا بِأَيْدِينَا؟ فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ مَا تَضْحَكُونَ؟ مِنْ رَجُلٍ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 134] «صَدَقَ، لَا وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ» الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 166 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِيهَا خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَلْبَسُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ حُلَّةً لَهَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ لَوْنًا، إِنَّ أَدْنَى لَوْنِهَا لَوْنُ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ تَجْمَعُهَا بَيْنَ أُصْبُعَيْكَ تَقْرَأُ فِي صَدْرِ زَوْجِهَا أَنْتَ حِبِّي، وَيَقْرَأُ فِي صَدْرِهَا أَنْتِ حِبِّي وَأَنَا صَاحِبُكِ» الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 بَابُ قُصُورِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 167 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَزِيدَ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَقَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤٍ لَيْسَ فِيهِ صَدْعٌ وَلَا وَهَنٌ أَعَدَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِخَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 168 - أنا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ [ص: 136] عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا قَصْرٌ أَبْيَضُ، قَالَ: قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرِ؟ قَالَ: «لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ» ، فَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ فَقُلْتُ: لِأَيِّ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ: «لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 169 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرُ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ " فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْكَ أَغَارُ الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 170 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا خَالِدٌ الطَّحَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: تَلَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ {جَنَّاتِ عَدْنٍ} [الصف: 12] قَالَ: «قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ لَهُ أَرْبَعَةُ آلَافِ مِصْرَاعٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيُّ» ، ثُمَّ قَالَ: «هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْ صِدِّيقٌ ثُمَّ هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوْ شَهِيدٌ فَأَنَّى لِعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْ ضَرِّي إِنَّهُ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ» الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 171 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «قَصْرٌ مِنْ ذَهَبٍ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، [ص: 138] أَوْ حَكَمٌ عَدْلٌ يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ» الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 172 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «بُطْنَانُ الْجَنَّةِ» الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 173 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سُمَيٍّ، قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ قُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ وَقُصُورًا مِنْ زَبَرْجَدٍ، جِبَالُهَا الْمِسْكُ، وَتُرَابُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ» الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 174 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: [ص: 139] إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ لَهُ دَارٌ لُؤْلُؤَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهَا غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا " الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 175 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: يَا كَعْبُ، أَخْبِرْنِي عَنْ جَنَّةِ عَدْنٍ؟ قَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَبْنِيَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ، شُرُفُهَا دُرٌّ وَيَاقُوتٌ، لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ، أَوْ حَكَمٌ عَدْلٌ» الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 176 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْخَزْرَجُ السَّعْدِيُّ، ثنا أَبُو أَيُّوبَ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: [ص: 140] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَيْدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَنَصِيفُ امْرَأَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا النَّصِيفُ؟ قَالَ الْخِمَارُ الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 177 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا حَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَمَسَاكِنَ طَيْبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة: 72] [ص: 141] قَالَ: «قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفًا وَوَصِيفَةً فَيُعْطِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُؤْمِنَ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ» الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 بَابُ دَرَجَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 178 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا سَالِمٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَصْبَهَانِيٍّ، وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ أَلَا وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا» الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 179 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَرْبِيَّ يَرَاهُ الشَّرْقِيُّ، أَوِ الشَّرْقِيَّ يَرَاهُ الْغَرْبِيُّ» الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 180 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ» الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 181 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ [ص: 144] سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَتَرْتَفِعُ لَهُ الدَرَجَةُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيُقَالُ لَهُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ " الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 182 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ فِي الْغُرَفِ كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ وَالْكَوْكَبَ الْغَرْبِيَّ فِي الْأُفُقِ أَوِ الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ أَهْلِ الدَّرَجَاتِ» [ص: 145] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ، قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ» الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 183 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِلْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ وَلَوْ أَنَّ الْعَالَمِينَ اجْتَمَعُوا فِي وَاحِدَةٍ لَوَسِعَتْهُمْ» الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 184 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنَا أَبُو هَانِئٍ التُّجِيبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « [ص: 146] مِائَةُ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَأَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» الحديث: 184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 185 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَيْرِيزٍ، قَالَ: فَضَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِنْهُ قَالَ: هِيَ سَبْعُونَ دَرَجَةً مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ عَدْوَ الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضْمَرِ سَبْعِينَ عَامًا الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 186 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ، يَزُورُ الْأَعْلَى الْأَسْفَلَ وَلَا يَزُورُ الْأَسْفَلُ الْأَعْلَى» الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 187 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ [ص: 147] اللَّيْثِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: «لَا يُؤْذَنُ لِلْأَسْفَلِ بِزِيَارَةِ الْأَعْلَى إِلَّا مَنْ كَانَ يَزُورُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ يُؤْذَنُ لَهُ يَزُورُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ» الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 188 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: " رُؤِيَ فِي الْجَنَّةِ كَهَيْئَةِ الْبَرْقِ، فَقِيلَ: أَفِي الْجَنَّةِ بَرْقٌ؟ فَقِيلَ: لَا وَلَكِنْ رَجُلٌ مِنْ عِلِّيِّينَ خَرَجَ مِنْ غَرْفَةٍ " الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مَنْصُورٌ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيِّ عَ‍نْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: [ص: 148] " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ تَلَقَّاهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ وَإِنَّهُ لَيَدْخُلُ الْغُرَفَ مِنْ غُرْفَةٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فَيَأْتِيهِ أَزْوَاجُهُ فَيَتَرَاءَيْنَ لَهُ مِنْ وَرَاءِ الزَّبَرْجَدِ فَيَتَشَوَّقُ إِلَيْهِنَّ فَرَحًا، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا حَبِيبَنَا إِنَّا لَمْ نُجَاوِزْ حَائِطَ الزَّبَرْجَدِ إِلَيْكَ بَعْدُ وَذَلِكَ مِنْ صَفَاءِ الزَّبَرْجَدَةِ وَضَوْئِهَا " الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 190 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ} [آل عمران: 163] قَالَ: «بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ فَيَرَى الَّذِي قَدْ فَضُلَ بِهِ فَضِيلَةً وَلَا يَرَى الَّذِي أَسْفَلُ مِنْهُ أَنَّهُ فَضُلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ» الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 191 - حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَالِدًا، يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَرَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّينَ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الَّذِي فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمَا وَأَنْعَمَا» فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَهُوَ مَعَهُ عَلَى الطُّنْفُسَةِ: أَشْهَدُ عَلَى عَطِيَّةَ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ هَذَا حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَذِّنِ أَنَّهُ حَدَّثَنَا عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ هَذَا الحديث: 191 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 192 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: «الْوَسِيلَةُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةٌ أَعْلَى مِنْهَا فَأسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُؤْتِيَنِيهَا عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ» الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 بَابُ مُلْكِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 193 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: 20] «عَظِيمًا فَلَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمْ إِلَّا بِإِذْنٍ» الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 194 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ مَسْجِدِ الْخَيْفِ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْحَجَّاجِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَكُونُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَعِنْدَهُ سِمَاطَانِ مِنَ الْخَدَمِ وَعِنْدَ طَرَفِ السِّمَاطَيْنِ بَابٌ مُبَوَّبٌ، فَيُقْبِلُ الْمَلَكُ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 151] يَسْتَأْذِنُ، فَيَقُومُ أَدْنَى الْخَدَمِ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ بِالْمَلَكِ يَسْتَأْذِنُ، فَيَقُولُ لِلَّذِي يَلِيهِ مَلَكٌ يَسْتَأْذِنُ وَيَقُولُ الَّذِي يَلِيهِ لِلَّذِي يَلِيهِ مَلَكٌ يَسْتَأْذِنُ كَذَلِكَ حَتَّى يَبْلُغَ الْمُؤْمِنَ فَيَقُولُ: ائْذَنُوا، وَيَقُولُ الَّذِي يَلِيهِ لِلَّذِي يَلِيهِ ائْذَنُوا كَذَلِكَ حَتَّى يَبْلُغَ أَقْصَاهُمُ الَّذِي عِنْدَ الْبَابِ فَيَفْتَحُ لَهُ فَيَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ " الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 195 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: " بَيْنَا وَلِيُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَنْزِلِهِ إِذْ أَتَاهُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لِلْآذِنِ اسْتَأْذِنْ لِرَسُولِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ فَيَدْخُلُ الْآذِنُ فَيَقُولُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ تُحْفَةً فَيَقُولُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ هَذِهِ فَيُشَبِّهَهُ بِطَعَامٍ أَكَلَ آنِفًا فَيَقُولُ: إِنِّي أَكَلْتُ مِنْ هَذَا الْآنَ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهَا فَيَأْكُلُ مِنْهَا فَيَجِدُ طَعْمَ كُلِّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25] " الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 196 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا [ص: 152] ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا رَجُلٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ مَرَاكِبَهُمْ ثُمَّ قَالَ: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: 20] " الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 197 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ مِرْدَاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُنْدَعِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: 20] قَالَ: «يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ الْمَلَائِكَةَ فَتَأْتِي فَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمْ» الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 198 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] قَالَ: " اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَنَّةً ثُمَّ اتَّخَذَ دُونَهَا أُخْرَى، ثُمَّ أَطْبَقَهَا بِلُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن: 62] وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] وَهِيَ الَّتِي لَا يَعْلَمُ الْخَلَائِقُ مَا فِيهَا فَيَأْتِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهَا تُحْفَةٌ أَوْ تَفَضُّلٌ أَوْ تَحِيَّةٌ " الحديث: 198 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 199 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ ثُمَّ تَصَدَّعُ بَعْدَهَا أَنْهَارُهَا، وَإِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا لَخَيْمَةً طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا لَهُ فِيهَا أَهْلُونَ لَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا» الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 200 - حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونُوا، ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ فَيَكُونُونَ فِي الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَفَرَشَهُمْ وَلَحَفَهُمْ» ، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَزَوَّجَهُمْ» الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 بَابُ خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 201 - حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَسْفَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ دَرَجَةً مَنْ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ عَشَرَةُ آلَافِ خَادِمٍ» الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 202 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، أنا يَزِيدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزَّيَّانَيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً وَلَيْسَ فِيهِمْ دَنِيٌّ لَمَنْ يَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَرُوحُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ خَادِمٍ، لَيْسَ مِنْهُمْ خَادِمٌ إِلَّا مَعَهُ طُرْفَةٌ لَيْسَتْ مَعَ صَاحِبِهِ» الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 203 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَتَلَقَّاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ» الحديث: 203 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 204 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً وَمَا مِنْهُمْ دَنِيٌّ لَمَنْ يَغْدُو عَلَيْهِ عَشَرَةُ آلَافِ خَادِمٍ، مَعَ كُلِّ خَادِمٍ طُرْفَةٌ لَيْسَتْ مَعَ صَاحِبِهِ» الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 205 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا [ص: 156] ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ، قَالَ: إِنَّهُ لَيَصُفُّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سِمَاطَيْنِ لَا يُرَى طَرْفُهُمَا مِنْ غِلْمَانِهِ حَتَّى إِذَا مَرَّ مَشَوْا وَرَاءَهُ الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 206 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً وَيُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ إِلَى صَنْعَاءَ» الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 بَابُ لِسَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 207 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ لِسَانِ، أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّهُ عَرَبِيٌّ» الحديث: 207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 208 - حَدَّثَنِي هَارُونُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ» الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 209 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «لِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ» الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 210 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ هَارُونِ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ عَلَى طُولِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سِتُّونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْمَلَكِ عَلَى حُسْنِ يُوسُفَ عَلَى مِيلَادِ عِيسَى ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَعَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُونَ» الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 211 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 بَابُ حُلِيِّ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 212 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، وَإِنَّ عَلَيْهِمْ لَتِيجَانًا أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَاضِي الرَّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: [ص: 160] إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ يَصُوغُ حُلِيِّ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَلَوْ أَنَّ قَلْبَهُ مِنْ حُلِيِّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أُخْرِجَ لَذَهَبَ بِضَوْءِ شُعَاعِ الشَّمْسِ فَلَا تَسْأَلُوا بَعْدَهَا عَنْ حُلِيِّ أَهْلِ الْجَنَّةِ الحديث: 213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 214 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْحُلِيُّ فِي الْجَنَّةِ عَلَى الرِّجَالِ أَحْسَنُ مِنْهُ عَلَى النِّسَاءِ، وَكَانَ يَقْرَأُ: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} [الحج: 23] الْآيَةَ الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي [ص: 161] وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَطْلَعَ قَيْدَ سِوَارِهِ لَطَمَسَ ضَوْؤُهُ الشَّمْسَ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النَّجْمِ» الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 بَابُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 216 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ» الحديث: 216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 217 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص: 163] «بَابُ أُمَّتِي الَّذِي يَدْخُلُونَ مِنْهُ الْجَنَّةَ عَرْضُهُ مَسِيرَةُ الرَّاكِبِ ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّهُمْ لَيُضْغَطُونَ عَلَيْهِ حَتَّى تَكَادُ مَنَاكِبُهُمْ تَزُولُ» الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 218 - حَدَّثَنِي أَبِي، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ أَيُّوبُ: أَرَادَ خَالِدَ بْنَ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ، يَخْطُبُ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ، وَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ منْ مَصَارِيعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ الحديث: 218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 219 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ص: 164] «بَيْنَ كُلِّ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ» الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 220 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « [ص: 165] أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَرَانِي بَابَ الْجَنَّةِ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي مَعَكَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي» الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 221 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى [ص: 166] أَحَدٍ مِنْ ضَرُورَةٍ مِنْ أَيِّهِمَا دُعِيَ؟ وَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 222 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بَسَّامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلصَّائِمِينَ بَابٌ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْهُ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَمَنْ دَخَلَ مِنْهُ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا " وَهَذَا لَفْظُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 223 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَعْقِعُهَا» الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 224 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: [ص: 168] رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فُتِحَتْ إِلَّا بَابًا وَاحِدًا قُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا الْبَابِ؟ فَقِيلَ: هَذَا بَابُ الْجِهَادِ وَلَمْ تُجَاهِدْ فَأَصْبَحْتُ وَأَنَا أَشْتَرِي الظَّهْرَ الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 225 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ " الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 226 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «آخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا» الحديث: 226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 227 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنِ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، [ص: 169] ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ حُبَابٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنْهَا بَابُ الْمُصَلِّينَ، وَمِنْهَا بَابُ الصَّائِمِينَ، وَمِنْهَا بَابُ الْمُجَاهِدِينَ، وَمِنْهَا بَابُ الْمُتَصَدِّقِينَ، وَمِنْهَا بَابُ الْوَاصِلِينَ فَلَيْسَ أَسْعَدُ مِنْ هَذِهِ الْخَمْسَةِ يَمُرُّ بِخَزَنَةِ الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ هَلُمَّ إِلَيْنَا يَا عَبْدَ اللَّهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا تُرَى مَنْ صَاحِبُ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْتَ هُوَ» الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 228 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ كَانَ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اصْبُغُوهُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ فِيهَا صَبْغَةً فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ وَشَيْئًا تَكْرَهُهُ قَطُّ؟ قَالَ: لَا وَعِزَّتِكَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَكْرَهُهُ قَطُّ " الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 229 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ [ص: 170] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ يَقُولُ: «فِيهَا مَالَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 230 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 231 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ مُتَمَسِّكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 232 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: [ص: 171] " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يُقَالُ لَهُ سَلْ فَيَقُولُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ وَعَقْلٍ مُجْتَمِعٍ أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا وَأَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا فَيُقَالُ: لَكَ هَذَا وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ النُّعْمَانَ بْنَ عَيَّاشٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَكَ عَشَرَةُ أَمْثَالِهِ الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 233 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، قَالَ: فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَحَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَلَّا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّارَ قَالَ: [ص: 172] يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 بَابُ تَزَاوُرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمُتَنَزَّهَاتِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 234 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ دِينَارٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَشْتَاقُ الْإِخْوَانُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَيَسِيرُ سَرِيرُ ذَا إِلَى سَرِيرِ ذَا، وَسَرِيرُ ذَا إِلَى سَرِيرِ ذَا حَتَّى يَجْتَمِعَا فَيَبْكِي ذَا وَيَبْكِي ذَا يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ تَعْلَمُ مَتَى غَفَرَ اللَّهُ لَنَا، فَيَقُولُ صَاحِبُهُ: نَعَمْ يَوْمَ كُنَّا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا فَدَعَوْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَغَفَرَ لَنَا " الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 235 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ [ص: 174] بَشِيرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ شُفَىِّ بْنِ مَاتِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ عَلَى الْمَطَايَا وَالنُّجُبِ وَأَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِخَيْلٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ لَا تَرُوثُ وَلَا تَبُولُ فَيَرْكَبُونَهَا حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَتَأْتِيهِمْ مِثْلُ السَّحَابَةِ فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ فَيَقُولُونَ: أَمْطِرِي عَلَيْنَا فَمَا يَزَالُ الْمَطَرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْتَهِيَ ذَلِكَ فَوْقَ أَمَانِيهِمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا غَيْرَ مُؤْذِيَةٍ فَتُنْسِفُ كُثْبَانًا مِنَ الْمِسْكِ عَلَى أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ فَيَأْخُذُ ذَلِكَ الْمِسْكُ فِي نَوَاصِي خُيُولِهِمْ وَفِي مَعَارِفِهَا وَفِي رُءُوسِهِمْ وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ جُمَّةٌ عَلَى مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ فَيَتَعَلَّقُ ذَلِكَ الْمِسْكُ فِي تِلْكَ الْجِمَامِ، وَفِي الْخَيْلِ، وَفِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الثِّيَابِ ثُمَّ يُقْبِلُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا الْمَرْأَةُ تُنَادِي بَعْضَ أُولَئِكَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا لَكَ فِينَا حَاجَةٌ؟ فَيَقُولُ: مَا أَنْتِ؟ وَمَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا زَوْجَتُكَ وَحِبُّكَ، فَيَقُولُ: مَا كُنْتُ عَلِمْتُ بِمَكَانِكِ، فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أَخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] فَيَقُولُ: بَلَى وِرِبِّي فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْمَوْقِفِ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا لَا يَلْتَفِتُ وَلَا يَعُودُ مَا يَشْغَلُهُ عَنْهَا إِلَّا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ وَالْكَرَامَةِ " الحديث: 235 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 236 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ [ص: 175] الْمُبَارَكِ، أنا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَنْعُمٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَزَاوَرُونَ عَلَى الْعِيسِ الْجُونِ عَلَيْهَا رِحَالُ الْمِيسِ، تُثِيرُ مَنَاسِمُهَا غُبَارَ الْمِسْكِ، خِطَامُ أَوْ زِمَامُ أَحَدِهِمَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 237 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: أنا ابْنُ الْيَمَانِيِّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] [ص: 176] مَنِ الَّذِي لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ يُصْعَقُوا؟ قَالَ: هُمُ الشُّهَدَاءُ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ مُتَقَلِّدِينَ أَسْيَافَهُمْ حَوْلَ عَرْشِهِ تَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ مِنَ الْمَحْشَرِ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ، أَزِمَّتُهَا الدُّرُّ الْأَبْيَضُ بِرِحَالِ الذَّهَبِ، أَعِنَّتُهَا السُّنْدُسُ وَالْإِسْتَبْرَقُ، وَزِمَامُهَا أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ، مَدُّ خُطَاهَا مَدُّ أَبْصَارِ الرِّجَالِ يَسِيرُونَ فِي الْجَنَّةِ عَلَى خُيُولٍ، يَقُولُونَ عِنْدَ طُولِ النُّزْهَةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَبِّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَنْظُرْ إِلَيْهِ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ، يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، وَإِذَا ضَحِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ " الحديث: 237 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 238 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ حَسَنٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ص: 177] " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا حُلَلٌ، وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ وَدُرٍّ، لَا تَرُوثُ وَلَا تَبُولُ، لَهَا أَجْنِحَةٌ خَطْوُهَا مَدُّ بَصَرِهَا فَيَرْكَبُهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا، فَيَقُولُ الَّذِي أَسْفَلُ مِنْهُمْ دَرَجَةً: يَا رَبِّ مَا بَلَّغَ عِبَادَكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ؟ فَيُقَالُ [ص: 178] لَهُمْ: إِنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ اللَّيْلَ وَأَنْتُمْ تَنَامُونَ، وَكَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تَأْكُلُونَ، وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ، وَكَانُوا يُقَاتِلُونَ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ " الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 239 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، ثنا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَابِطٍ: قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ فَإِنِّي أُحِبُّ الْخَيْلَ؟ قَالَ: «إِنْ أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَمَا تَشَاءُ أَنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَهَا جَنَاحَانِ تَطِيرُ بِكَ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْتَ» فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ؟ قَالَ: «يَا أَعْرَابِيُّ، إِنْ أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ» الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 240 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، هَلْ فِيهَا خَيْلٌ؟ قَالَ لَهُمْ: فِيهَا مَا تَشْتَهِي الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 241 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنبا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: [ص: 180] فِي الْجَنَّةِ عِتَاقُ الْخَيْلِ وَكَرَائِمُ النَّجَائِبِ يَرْكَبُهَا أَهْلُهَا الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 242 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، {نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قَالَ: عَلَى النَّجَائِبِ عَلَيْهَا الرِّحَالُ الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 243 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، ثنا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبَى أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ عَلَى نَجَائِبَ بِيضٍ كَأَنَّهُمُ الْيَاقُوتُ وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَيْءٌ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلَّا الْإِبِلُ وَالطَّيْرُ» الحديث: 243 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 بَابُ سُوقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 244 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، قَالَا: أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلَا شِرَاءٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِنِ اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا، وَإِنَّ فِيهَا لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَرَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ، فَلَا نَبِيدُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ " الحديث: 244 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 245 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، [ص: 182] قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي سُوقِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَقَالَ سَعِيدٌ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَوَفِيهَا سُوقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا وَنَزَلُوهَا بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَيَزُورُونَ اللَّهَ تَعَالَى فَيُبْرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ وَيَبْدُو لَهُمْ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَيَضَعُ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ وَمَنَابِرَ مِنْ يَاقُوتٍ، [ص: 183] وَمَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرَ مِنْ فِضَّةٍ، وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِيِّ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مَجْلِسًا. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ قَالَ: نَعَمْ، هَلْ تُمَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، قُلْنَا: لَا قَالَ: فَكَذَلِكَ لَا تُمَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ، وَحَتَّى لَا يَبْقَى فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ إِلَّا حَاضِرُهُ يَقُولُ: يَا فُلَانُ ابْنَ فُلَانٍ هَلْ عَمِلْتَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بِمَغْفِرَتِي لَكَ بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقَهِمْ وَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ مِسْكًا لَمْ يَجِدُوا رِيحَ شَيْءٍ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ.؟ قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُومُوا إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ، قَالَ: فَيَأْتُونَ سُوقًا وَقَدْ حُفَّتْ بِهِمْ مَلَائِكَةٌ بِمَا لَمْ تَنْظُرِ الْعُيُونُ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ وَلَمْ تَسْمَعْهُ الْآذَانُ، فَتَحْمِلُ وَيُحْمَلُ لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ وَلَا يَبْتَاعُ، وَفِي ذَلِكَ السُّوقِ يَلْقَى أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَرُوعُهُ مَا يَرَى [ص: 184] عَلَيْهِ مِنَ اللِّبَاسِ فِيمَا يَنْقَضِي آخِرُ حَدِيثِهِ حَتَّى يَتَمَثَّلَ عَلَيْهِ أَحْسَنَ مِنْهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُحَرِّفَ فِيهِ، قَالَ: ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى مَنَازِلِنَا فَيَلْقَانَا أَحِبَّاؤُنَا فَيَقُولُونَ: لَقَدْ جِئْتَ وَإِنَّ بِكَ مِنَ الْجَمَالِ وَالطِّيبِ أَفْضَلَ مَا فَارَقْتَنَا عَلَيْهِ فَنَقُولُ: إِنَّا جَالَسْنَا الْجَبَّارَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْيَوْمَ وَنَحِقُّ أَنْ نَنْقَلِبَ بِمَا انْقَلَبْنَا بِهِ الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 246 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى السُّوقِ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ، فَإِذَا رَجَعُوا إِلَى أَزْوَاجِهِمْ قَالُوا: إِنَّا نَجِدُ لَكُمْ رِيحًا مَا كَانَ لَكُمْ إِذْ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكُمْ، فَيَقُلْنَ: لَقَدْ رَجَعْتُمْ بِرِيحٍ مَا كَانَ بِكُمْ إِذْ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 247 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقَ كُثْبَانِ مِسْكٍ يَخْرُجُونَ إِلَيْهَا وَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهَا، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا فَيُدْخِلُهَا بُيُوتَهُمْ فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ: قَدِ ازْدَدْتُمْ حُسْنًا بَعْدَنَا فَيَقُولُونَ لِأَهْلِيهِمْ قَدِ ازْدَدْتُمْ أَيْضًا حُسْنًا عِنْدَنَا الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 248 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ سُلَيْكٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ. . . الْجَنَّةُ الَّتِي. . . مِنْ كَافُورٍ الحديث: 248 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 بَابُ غِنَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 249 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْحُورَ الْعِينَ فِي الْجَنَّةِ يَتَغَنَّيْنَ فَيَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَيْرَاتُ الْحِسَانُ خُبِّئْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ " الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 250 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: [ص: 187] حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِابْنِ شِهَابٍ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ سَمَاعٍ فَإِنَّهُ حُبِّبَ إِلَيَّ السَّمَاعُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ شِهَابٍ بِيَدِهِ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرًا حِمْلُهُ اللُّؤْلُؤُ وَالزَّبَرْجَدُ تَحْتَهُ جَوَارٍ نَاهِدَاتٌ يَتَغَنَّيْنَ بِالْقُرْآنِ يَقُلْنَ: نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ، وَنَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ الشَّجَرُ صَفَّقَ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَأَجَبْنَ الْجَوَارِيَ، فَلَا يُدْرَى أَصْوَاتُ الْجَوَارِي أَحْسَنُ أَمْ أَصْوَاتُ الشَّجَرِ الحديث: 250 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 251 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ، يُغَنِّينَ أَزْوَاجَهُنَّ يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَيْرَاتُ الْحِسَانُ أَزْوَاجُ شَبَابٍ كِرَامٍ، وَنَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ، وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ، فِي صَدْرِ إِحْدَاهُنَّ مَكْتُوبٌ: أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ انْتَهَتْ نَفْسِي عِنْدَكَ، فَلَا تَرَى عَيْنَايَ مِثْلَكَ الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 252 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: [ص: 188] {فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] قَالَ: الْحَبْرُ السَّمَاعُ وَاللَّذَةُ الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 253 - حَدَّثَنِي دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ، ثنا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَوْتًا أَحْسَنُ مِنْ صَوْتِ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَأْمُرُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَأْخُذُ فِي السَّمَاعِ فَمَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي السَّمَاوَاتِ إِلَّا قَطَعَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ فَيَمْكُثُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ قَدْرَ عَظَمَتِي مَا عَبْدُوا غَيْرِي الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 254 - حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً ثَمَرُهَا زَبَرْجَدٌ وَيَاقُوتٌ وَلُؤْلُؤٌ فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا فَتُصَفِّقُ، فَيُسْمَعُ لَهَا أَصْوَاتٌ لَمْ يُسْمَعْ أَلَذُّ مِنْهَا الحديث: 254 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 255 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَزِيدَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو [ص: 189] عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ عَلَى سَاقٍ قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ فَيَتَحَدَّثُونَ فِي ظِلِّهَا فَيَشْتَهِي بَعْضُهُمْ وَيَذْكُرُ لَهْوَ الدُّنْيَا فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا مِنَ الْجَنَّةِ فَتُحَرِّكُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ بِكُلِّ لَهْوٍ كَانَ فِي الدُّنْيَا الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 256 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ: فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً آجَامُهَا مِنْ قَصَبٍ مِنْ ذَهَبٍ حِمْلُهَا اللُّؤْلُؤُ، فَإِذَا اشْتَهَى أَهْلُ الْجَنَّةِ أَنْ يَسْمَعُوا صَوْتًا حَسَنًا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى تِلْكَ الْآجَامِ رِيحًا فَتَأْتِي بِكُلِّ صَوْتٍ يَشْتَهُونَ الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 257 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ، يَتَلَقَّيْنَ أَزْوَاجَهُنَّ عِنْدَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُلْنَ طَالَمَا انْتَظَرْنَاكُمْ فَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ وَالْمُقِيماتُ فَلَا نَظْعَنُ، [ص: 190] وَالْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ، بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ سُمِعَتْ. وَتَقُولُ: أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ لَيْسَ دُونَكَ قَصْدٌ وَلَا وَرَاءَكَ مَعْدًى الحديث: 257 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 258 - حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ وَمِنْ مَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ أَسْكِنُوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: أَسْمِعُوهُمْ تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 بَابُ جِمَاعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 259 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ نِسَاءَهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ، بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ وَفَرْجٍ لَا يَحْفَى، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ» الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 260 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: [ص: 192] هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دِحَامًا دِحَامًا وَلَكِنْ لَا مَنِيٌّ وَلَا مَنِيَّةٌ» الحديث: 260 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 261 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ أَخْبَرَنِي عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: [ص: 193] «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ» حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّ أَبَا أُسَامَةَ ثنا عَنْ هِشَامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هَكَذَا ثنا زَائِدَةُ وَلَمْ يَرْجِعْ الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 262 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ يَنْكِحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ» فَقَالُوا: أَيْنَ يَذْهَبُ رَجِيعُ طَعَامِهِمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لَا يَهْرِقُونَ وَلَا يُتْخِمُونَ وَلَكِنْ يَخْرُجُ مِنْ جُلُودِهِمْ عَرَقُ مِسْكٍ يَنْحَدِرُ مِنْ جُلُودِهِمْ " الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 263 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ كَذَا» قَالُوا: أَوَنُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ» الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 264 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ [ص: 195] حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس: 55] قَالَ: فِي افْتِضَاضِ الْعَذَارَى الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 265 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: طُولُ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سَبْعُونَ مِيلًا، وَطُولُ الْمَرْأَةِ ثَلَاثُونَ مِيلًا، وَمِقْعَدُهَا مِبْذَرُ جَرِيبِ أَرْضٍ، وَإِنَّ شَهْوَتَهُ تَجْرِي فِي جَسَدِهَا سَبْعُونَ عَامًا تَجِدُ اللَّذَّةَ الحديث: 265 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 266 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَتَزَوَّجُ خَمْسَمِائَةَ حَوْرَاءَ وَأَرْبَعَةَ آلَافِ بِكْرٍ وَثَمَانِيَةَ آلَافِ ثَيِّبٍ وَمَا مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ إِلَّا يُعَانِقُهَا مِثْلَ عُمُرِ الدُّنْيَا لَا يُزَاحِمُ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَإِنَّهُ لَيُؤْتَى بَعْدًا فَمَا يَقْضِي نَهْمَتَهُ مِنْهُ مِثْلَ عُمُرِ الدُّنْيَا كُلِّهَا وَإِنَّهُ لَيُؤْتَى بِإِنَاءٍ فَيُوضَعُ فِي كَفِّهِ فَمَا يَقْضِي مِنْهُ لَذَّتَهُ عُمُرَ الدُّنْيَا كُلِّهَا الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 267 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 197] «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِيهِ» الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 268 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّائِيُّ، قَالَا: أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَلَّاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 198] «لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَتَانِ يَرَى مُخَّ سَاقَيْهِمَا مِنْ فَوْقِ ثِيَابِهِمَا» الحديث: 268 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 269 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيَّ، قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ نِكَاحُهُمْ مَا شَاءُوا، وَلَا وَلَدَ، يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَنْشَأُ نَشْأَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهَا نَظْرَةً أُخْرَى فَيَنْشَأُ نَشْأَةً الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 270 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ بِتَحِيَّةٍ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَ إِصْبَعَيْهِ مِائَةُ حُلَّةٍ وَسَبْعُونَ حُلَّةً فَيَقُولُ: مَا أَتَانِي مِنْ رَبِّي شَيْءٌ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: وَيُعْجِبُكَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَقُولُ: لِأَدْنَى الشَّجَرِ يَا شَجَرَةُ تَلَوَّنِي لِفُلَانٍ مِنْ هَذَا مَا اشْتَهَتْهُ نَفْسُهُ الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 271 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَةٌ فَتَضْرِبُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا تُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ السَّلَامَ وَيَسْأَلُهَا مَنْ أَنْتِ؟ تَقُولُ: أَنَا مِنَ الْمَزِيدِ وَإِنَّهُ لَيَكُونَ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا أَدْنَاهَا مِنَ النَّعْمَاءِ مِنْ طُوبَى فَيُنْفِذُ بَصَرَهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا [ص: 200] مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ وَإِنْ عَلَيْهِمْ لَتِيجَانٌ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ فِيهِ تُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " الحديث: 271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 272 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طَلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا بِرِيحِهَا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 273 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَنْعَمٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ، قَالَ: [ص: 201] إِنَّ نِسَاءَ أَهْلِ الدُّنْيَا مَنْ دَخَلَ مِنْهُنَّ الْجَنَّةَ فَضُلْنَ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ بِمَا عَمِلْنَ فِي الدُّنْيَا " الحديث: 273 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 274 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُنْشَآتِ اللَّاتِي فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة: 35] هُنَّ الْعَجَائِزُ اللَّاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 275 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ [ص: 202] بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ مِنَ السَّمَاءِ لَسَدَّ ضَوْؤُهَا ضَوْءَ الشَّمْسِ وَلَوَجَدَ رِيحَهَا مَنْ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ وَلَنَصِيفُهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» الحديث: 275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 276 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّ مَا يَقِلُّ ظُفْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَ مَا بَيْنَ الْخَوَافِقِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» الحديث: 276 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 277 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى وَجْهَهُ فِي وَجْهِ صَاحِبَتِهِ وَتَرَى وَجْهَهَا فِي سَاعِدِهِ، وَيَرَى وَجْهَهُ فِي نَحْرِهَا وَتَرَى وَجْهَهَا فِي نَحْرِهِ، وَيَرَى وَجْهَهُ فِي مِعْصَمِهَا وَتَرَى وَجْهَهَا فِي سَاعِدِهِ، وَيَرَى وَجْهَهُ فِي سَاقِهَا وَتَرَى [ص: 203] وَجْهَهَا فِي سَاقِهِ، وَتَلْبَسُ حُلَّةً تَلَوَّنُ فِي سَاعَةٍ سَبْعِينَ لَوْنًا. حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، نَحْوَهُ الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 278 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [البقرة: 25] قَالَ: مُطَهَّرَةٌ مِنَ الْحَيْضِ وَالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وَالنُّخَامِ وَالْمُخَاطِ وَالْبُزَاقِ وَالْوَلَدِ الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 بَابُ الْحُورِ الْعِينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 279 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي: أَنَّ الْمُؤْمِنَ، يُزَوَّجُ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعَةَ آلَافِ بِكْر، وَثَمَانِيَةَ آلَافِ ثَيِّبٍ، وَخَمْسَمِائَةِ حُورٍ الحديث: 279 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: الْمُؤْمِنُ كُلَّمَا أَرَادَ زَوْجَتَهُ فِي الْجَنَّةِ وَجَدَهَا عَذْرَاءَ الحديث: 280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 281 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ كَعْبًا، قَالَ: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً، مِنَ الْحُورِ بَدَا مِعْصَمُهَا لَذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 282 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَتَّكِئُ اتِّكَاءَةً وَاحِدَةً قَدْرَ سَبْعِينَ سَنَةً يُحَدِّثُ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ يَلْتَفِتُ الِالْتِفَاتَةَ فَتُنَادِيهِ الْأُخْرَى فِدَانَا لَكَ أَمَا لَنَا فِيكَ نَصِيبٌ؟ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] قَالُوا: فَيَتَحَدَّثُ مَعَهَا، ثُمَّ يَلْتَفِتُ الِالْتِفَاتَ فَتُنَادِيهِ الْأُخْرَى: أَمَا إِنَّا لَكَ أَمَا لَنَا فِيكَ نَصِيبٌ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 283 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، قَالَ: [ص: 206] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحَاسِبُ عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنِسَاؤُهُ فِي الْجَنَّةِ مُتَشَرِّفَاتٌ فَإِذَا رَجَعَ الرَّعِيلُ الْأَوَّلُ يَسْتَشْرِفْنَهُ يَا فُلَانَةُ هَذَا وَاللَّهِ زَوْجُ فُلَانَةَ هَذَا وَاللَّهِ زَوْجِي الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 284 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا ثَابِتٌ، قَالَ: صَاحِبُ الْجَنَّةِ يَتَّكِئُ سَبْعِينَ سَنَةً اتِّكَاءَةَ لَذَّةٍ عِنْدَ أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ فَإِذَا أَزْوَاجٌ لَهُ لَمْ يَكُنْ يَرَاهُنَّ فَيَقُلْنَ لَهُ: يَا فُلَانُ لَكَ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ الحديث: 284 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 285 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، ثنا فُضَيْلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي طَيْبَةَ الْكَلَاعِيِّ، قَالَ: إِنَّ السَّحَابَةَ لَتُظِلُّ السِّرْبَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَتَقُولُ: مَاذَا أُمْطِرُكُمْ؟ فَمَا أَحَدٌ يُرِيدُ شَيْئًا إِلَّا أَمَالَتْهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَقُولُ: أَمْطِرِينَا كَوَاعِبَ أَتْرَابًا الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 286 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، [ص: 207] ثنا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَصَقَتْ فِي سَبْعَةِ أَبْحُرٍ لَكَانَتْ تِلْكَ الْأَبْحُرُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 بَابُ صِفَةِ الْحُورِ الْعِينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ حَسَّانٍ الْأَزْرَقُ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا جِبْرِيلُ قِفْ بِي عَلَى الْحُورِ الْعِينِ» فَأَوْقَفَهُ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُنَّ؟» قُلْنَ: نَحْنُ جَوَارِي قَوْمٍ حَلُّوا فَلَمْ يَظْعَنُوا، وَشَبُّوا فَلَمْ يَهْرَمُوا، وَنُقُّوا فَلَمْ يَدْرَنُوا " الحديث: 287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 288 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَطَاءُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الْحُورُ الْعِينِ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ» الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 289 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: [ص: 209] مَا مِنْ غُدْوَةٍ مِنْ غُدُوَاتِ الْجَنَّةِ - قِيلَ: وَلِلْجَنَّةِ غُدُوَاتٌ؟ قَالَ: نَعَمْ - إِلَّا يُزَفُّ إِلَى وَلِيِّ اللَّهِ فِيهَا عَرُوسٌ لَمْ يَلِدْهَا آدَمُ وَلَا حَوَّاءُ، إِنَّمَا هِيَ إِنْشَاءٌ خُلِقَتْ مِنْ زَعْفَرَانٍ الحديث: 289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 290 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بِحُورٍ عِينٍ} [الطور: 20] الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 291 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُجَاهِدٍ: الْحُورُ يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ مِنْ رِقَّةِ الْحُلَلِ وَصَفَاءِ اللَّوْنِ الحديث: 291 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 292 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْحُورُ الشَّدِيدَةُ الْبَيَاضِ بَيَاضِ الْعَيْنِ وَالشَّدِيدَةُ السَّوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 293 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَشَعْرُ الْمَرْأَةِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أَطْوَلُ مِنْ جَنَاحِ النَّسْرِ الحديث: 293 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 294 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي غِيَاثٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ كَعْبٍ يَوْمًا فَقَالَ: [ص: 211] لَوْ أَنَّ يَدًا مِنَ الْحُورِ دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ بِبَيَاضِهَا وَخَوَاتِيمِهَا لَأَضَاءَتْ لَهَا الْأَرْضُ كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا. قَالَ: قُلْتُ: يَدُهَا فَكَيْفَ بِالْوَجْهِ بَيَاضِهِ وَحُسْنِهِ وَجَمَالِهِ وَتَاجِهِ بِيَاقُوتِهِ وَلُؤْلُؤِهِ وَزَبَرْجَدِهِ الحديث: 294 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 295 - حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: إِنَّ مِنَ الْمَزِيدِ أَنْ تَمُرَّ السَّحَابَةُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ فَتَقُولُ: مَا تَشَاءُونَ أَنْ أُمْطِرَكُمْ؟ فَلَا يَسْأَلُونَ شَيْئًا إِلَّا مَطَرَتْهُمْ، فَقَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ: لَئِنْ أَشْهَدَنَا اللَّهُ ذَلِكَ الْمَشْهَدَ لَأَقُولَنَّ أَمْطِرِينَا جَوَارِيَ مُزَيَّنَاتٍ الحديث: 295 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 296 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُحَيْرِ بْنِ سَعْدٍٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص: 212] " لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ الحديث: 296 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 297 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحُورَ الْعِينَ أَكْثَرُ عَدَدًا مِنْكُنَّ يَدْعُونَ لِأَزْوَاجِهِنَّ يَقُلْنَ: اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَى دِينِكِ وَأَقْبِلْ بِقَلْبِهِ عَلَى طَاعَتِكَ، وَبَلِّغْهُ إِلَيْنَا بِقُوَّتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 298 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيِّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: [ص: 213] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ حَوْرَاءَ يُقَالُ لَهَا: اللُّعْبَةُ، كُلُّ حُورِ الْجِنَانِ يُعْجَبْنَ بِهَا يَضْرِبْنَ بِأَيْدِيهِنَّ عَلَى كَتِفِهَا وَيَقُلْنَ " طُوبَى لَكِ يَا لُعْبةُ لَوْ يَعْلَمُ الطَّالِبُونَ لَكِ لَجَدُّوا، بَيْنَ عَيْنَيْهَا مَكْتُوبٌ: مَنْ كَانَ يَبْتَغِي أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلِي فَلْيَعْمَلْ بِرِضَاءِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ الحديث: 298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 299 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ السُّلَمِيُّ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: يَا أَبَا بُحَيْرٍ شَوِّقْنَا فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: فِي الْجَنَّةِ حَوْرَاءُ يَتَبَاهَى بِهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ حُسْنِهَا لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لَا يَمُوتُوا لَمَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ مِنْ حُسْنِهَا فَلَمْ يَزَلْ عَطَاءٌ يَذْكُرُ قَوْلَ مَالِكٍ أَرْبَعِينَ عَامًا الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 300 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: [ص: 214] لَقِيَ حَكِيمٌ حَكِيمًا بِالْمَوْصِلِ فَقَالَ لَهُ: تَشْتَاقُ إِلَى الْحُورِ الْعِينِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَاشْتَقْ إِلَيْهِنَّ فَإِنَّ نُورَ وُجُوهِهِنَّ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَغُشِيَ عَلَيْهِ فَحُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَقَمْنَا نَعُودُهُ شَهْرًا الحديث: 300 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 301 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: نَظَرَ إِلَيْنَا الْحَسَنُ وَنَحْنُ حَوْلَهُ شَبَابٌ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ أَمَا تَشْتَاقُونَ إِلَى الْحُورِ الْعِينِ؟ الحديث: 301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 302 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نِمْتُ أَنَا وَأَبُو حَمْزَةَ الْقَيَّانِيُّ عَلَى سَطْحٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ إِلَى الصَّبَاحِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا رَقَدْتَ اللَّيْلَةَ، قَالَ: إِنِّي لَمَّا اضْطَجَعْتُ تَمَثَّلَتْ لِي حَوْرَاءُ حَتَّى كَأَنِّي حَسَسْتُ بِجِلْدِهَا قَدْ مَسَّ جِلْدِي، فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَانَ مُشْتَاقًا الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 303 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنِي سُلَيْمَانُ: يَا أَبَهْ قَدْ مَثَلَ لِي رَأْسُ حَوْرَاءَ [ص: 215] قُلْتُ لَهُ: بُنَيَّ أَبَيْتَ، لَعَلَّهُ يَتَمَثَّلُ لَكَ كُلُّهَا الحديث: 303 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 304 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: يَنْشَأُ خَلْقُ الْحُورِ إِنْشَاءً فَإِذَا تَكَامَلَ خَلْقُهُنَّ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِنَّ الْخِيَامَ الحديث: 304 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 305 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قَالَ: عَذَارَى الْجَنَّةِ الحديث: 305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 306 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: [ص: 216] لِكُلِّ مُسْلِمٍ خَيْرَةٌ، وَلِكُلِّ خَيْرَةٍ خَيْمَةٌ، وَلِكُلِّ خَيْمَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، تَدْخُلُ عَلَيْهَا كُلُّ يَوْمٍ مِنْ كُلِّ بَابٍ تُحْفَةٌ وَهَدِيَّةٌ وَكَرَامَةٌ لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ، لَا مَرَّاحَاتٌ، وَلَا ذَفِرَاتٌ، وَلَا سَخِرَاتٌ، وَلَا طَمَّاحَاتٌ حُورٌ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 307 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات: 49] قَالَ: بُطُونُ الْبَيْضِ الحديث: 307 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 308 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58] قَالَ: صَفَاءُ الْيَاقُوتِ فِي بَيَاضِ الْمَرْجَانِ الحديث: 308 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 309 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: [ص: 217] اللُّؤْلُؤُ الْكِبَارُ وَالْمَرْجَانُ الصِّغَارُ الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 310 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سَبْعُونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ» الحديث: 310 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 311 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ، أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: الْخَيْمَةُ فِي الْجَنَّةِ لُؤْلُؤَةٌ وَاحِدَةٌ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الحديث: 311 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 312 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، [ص: 218] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قَالَ: دُرٌّ مُجَوَّفٌ الحديث: 312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 313 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَا يُجَاوِزُ خُلَيْدًا قَالَ: الْخَيْمَةُ لُؤْلُؤَةٌ وَاحِدَةٌ لَهَا سَبْعُونَ بَابًا كُلُّهَا مِنْ دُرٍّ الحديث: 313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 314 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ لَهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبً الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 315 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قَالَ: مَقْصُورَاتُ الْأَعْيُنِ وَالْأَنْفُسِ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ لَا يُرِدْنَ بِهِمْ بَدَلًا هِيَ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: الْخَيْمَةُ لُؤْلُؤَةٌ وَاحِدَةٌ الحديث: 315 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 316 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: {مَقْصُورَاتٌ} [الرحمن: 72] قَالَ: [ص: 220] مَحْبُوسَاتٌ الحديث: 316 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 317 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70] قَالَ: أَزْوَاجٌ: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} [الرحمن: 74] قَالَ: لَمْ يَمَسَّهُنَّ الحديث: 317 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مَنْصُورٌ، ثنا يُوسُفُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قَالَ: الْخَيْمَةُ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا فَرْسَخٌ وَعَرْضُهَا فَرْسَخٌ وَلَهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ حَوْلَهُ سُرَادِقٌ دَوْرُهُ خَمْسُونَ فَرْسَخًا يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكٌ بِهَدِيَّةٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23] الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 319 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ: {مَقْصُورَاتٌ} [الرحمن: 72] ، قَالَ: مَحْبُوسَاتٌ فِي الْحِجَالِ الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 320 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَيْرُ الْجَنَّةِ أَمْثَالُ الْبُخْتِ مِنَ النَّعَمِ» الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا حُصَيْنٌ، أَنَّ نَافِعَ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: تَلَا الْحَسَنُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: 21] ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَيْرُ الْجَنَّةِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ لَنَاعِمَةٌ، قَالَ: أَكْلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَأْكُلَ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَاللَّهِ لَيَأْكُلَنَّ مِنْهَا وَلَا يُخَيِّبُ اللَّهُ رَجَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 321 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْتَهِيهِ فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا» الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 323 - حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ الشَّيْبَانِيُّ، [ص: 223] ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْمُطَيَّبِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَفِي كَفِّهِ مِرْآةٌ كَأَحْسَنِ الْمَرَائِي وَأَضْوَئِهَا وَإِذَا فِي وَسَطِهَا لُمْعَةٌ سَوْدَاءُ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ اللُّمْعَةُ الَّتِي أَرَى فِيهَا؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ. قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ رَبِّكَ تَعَالَى عَظِيمٌ، وَأُخْبِرُكَ بِفَضْلِهِ وَشَرَفِهِ فِي الدُّنْيَا وَمَا يُرْجَى فِيهِ لِأَهْلِهِ وَأُخْبِرُكَ بِاسْمِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا شَرَفُهُ وَفَضْلُهُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمَعَ فِيهِ أَمْرَ الْخَلْقِ، وَأَمَّا مَا يُرْجَى فِيهِ لِأَهْلِهِ فَإِنَّ فِيهِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ أَوْ أَمَةٌ مُسْلِمَةٌ يَسْأَلَانِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ. وَأَمَّا شَرَفُهُ وَفَضْلُهُ فِي الْآخِرَةِ وَاسْمُهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا صَيَّرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ جَرَتْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْأَيَّامُ وَهَذِهِ اللَّيَالِي لَيْسَ فِيهَا لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ فَأَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِقْدَارَ ذَلِكَ وَسَاعَاتِهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ حِينَ يَخْرُجُ أَهْلُ الْجُمُعَةِ إِلَى جُمُعَتِهِمْ نَادَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ اخْرُجُوا إِلَى وَادِي الْمَزِيدِ، قَالَ: وَوَادِي الْمَزِيدِ لَا يَعْلَمُ سَعَتَهُ وَطُولَهُ وَعَرْضَهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ كُثْبَانُ الْمِسْكِ رُءُوسُهَا فِي السَّمَاءِ يَعْنِي الَّذِي. . . قَالَ: فَيَخْرُجُ غِلْمَانُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، بِمَنَابِرَ وَيَخْرُجُ غِلْمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ يَاقُوتٍ فَإِذَا وُضِعَتْ لَهُمْ وَأَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِمْ. . . . . وَتُخْرِجُهُ مِنْ وُجُوهِهِمْ [ص: 224] وَأَشْعَارِهِمْ تِلْكَ الرِّيحُ اعْلَمْ كَيْفَ تَصْنَعُ بِذَلِكَ الْمِسْكِ مِنِ امْرَأَةِ أَحَدِكُمْ لَوْ دُفِعَ إِلَيْهَا كُلُّ طِيبٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَقِيلَ لَهَا: لَا يَمْنَعُكِ فِيهِ قِلَّةٌ كَانَتْ تِلْكَ الرِّيحُ أَعْلَمَ بِمَا تَصْنَعُ بِذَلِكَ الْمِسْكِ مِنْ تِلْكَ الْمَرْأَةِ لَوْ دُفِعَ إِلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ الطِّيبِ، قَالَ: ثُمَّ يُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى حَمَلَةِ عَرْشِهِ فَوَضَعُوهُ بَيْنَ أُظْهُرِهِمْ فَيَكُونُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَ مِنْهُ أَيْنَ عِبَادِيَ الَّذِينَ أَطَاعُونِي بِالْغَيْبِ وَلَمْ يَرَوْنِي، وَصَدَّقُوا رُسُلِي وَاتَّبَعُوا أَمْرِي فَسَأَلُونِي فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ؟ فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ رَبَّنَا رَضِينَا عَنْكَ فَارْضَ عَنَّا وَيَرْجِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَوْ لَمْ أَرْضَ عَنْكُمْ لَمْ أُسْكِنْكُمْ دِيَارِي فَمَا تَسْأَلُونِي؟ فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ رَبِّ وَجْهَكَ نَنْظُرْ إِلَيْهِ فَيَكْشِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ تِلْكَ الْحُجُبِ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَغْشَاهُمْ مِنْ نُورِهِ شَيْءٌ لَوْلَا أَنَّهُ قَضَى أَنَّهُمْ لَا يَحْتَرِقُونَ لَاحْتَرَقُوا مِمَّا يَغْشَاهُمْ مِنْ نُورِهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُمُ: ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ فَيَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَقَدْ أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الضِّعْفَ عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَزْوَاجِهِمْ وَقَدْ خَفُوا عَلَيْهِنَّ وَخَفِينَ عَلَيْهِمْ مِمَّا غَشِيَهُمْ مِنْ نُورِهِ فَإِذَا رَجَعُوا فَلَا يَزَالُ النُّورُ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى صُوَرِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فَيَقُولُ لَهُمْ أَزْوَاجُهُمْ: لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا عَلَى صُورَةٍ وَرَجَعْتُمْ فِي غَيْرِهَا فَيَقُولُونَ: ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَلَّى لَنَا فَنَظَرْنَا مِنْهُ، قَالَ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا أَحَاطَ بِهِ خَلْقٌ وَلَكِنَّهُ أَرَاهُمْ مِنْ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ مَا شَاءَ أَنْ يُرِيَهُمْ فَذَكَرَ قَوْلَهُ: فَنَظَرْنَا مِنْهُ، قَالَ: وَهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِي مِسْكِ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ الضِّعْفَ عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ، [ص: 225] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] الحديث: 323 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 324 - حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَيْفِيٍّ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، عَنْ وَفْدِ، أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: إِنَّهُمْ يَفِدُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ فَيُوضَعُ لَهُمْ أَسِرَّةٌ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَعْرَفُ بِسَرِيرِهِ مِنْكَ بِسَرِيرِكَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَأَقْسَمَ صَيْفِيٌّ عَلَى ذَلِكَ فَإِذَا قَعَدُوا عَلَيْهِ وَأَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عِبَادِي عِبَادِي وَخَلْقِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي أَطْعِمُوهُمْ قَالَ: فَيُؤْتَوْنَ بِطَيْرٍ بِيضٍ أَمْثَالِ الْبُخْتِ فَيَأْكُلُونَ مِنْهَا مَا شَاءُوا ثُمَّ يَقُولُ: عِبَادِي وَخَلْقِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي قَدْ طَعِمُوا اسْقُوهُمْ فَيُؤْتَوْنَ بِآنِيَةٍ مِنْ أَلْوَانٍ شَتَّى مُخَتَّمَةً فَيُسْقَوْنَ مِنْهَا، ثُمَّ يَقُولُ: عِبَادِي وَخَلْقِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي قَدْ طَعِمُوا وَشَرِبُوا فَكِّهُوهُمْ فَيَجِيءُ ثَمَرَاتُ شَجَرٍ مُدَلًّى فَيَأْكُلُونَ مِنْهَا مَا شَاءُوا، ثُمَّ يَقُولُ: عِبَادِي وَخَلْقِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي قَدْ طَعِمُوا وَشَرِبُوا وَفَكِهُوا اكْسُوهُمْ فَتَجِيءُ ثَمَرَاتُ شَجَرٍ أَصْفَرَ وَأَخْضَرَ [ص: 226] وَأَحْمَرَ وَكُلِّ لَوْنٍ لَمْ تُنْبِتْ إِلَّا الْحُلَلَ وَأَقْسَمَ صَيْفِيٌّ مَا أَنْبَتَتْ غَيْرَهَا فَتَنْشُرُ عَلَيْهِمْ حُلَلًا وَقُمُصًا، ثُمَّ يَقُولُ: عِبَادِي وَخَلْقِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي قَدْ طَعِمُوا وَشَرِبُوا وَفَكِهُوا وَكُسُوا طَيِّبًا وَلَأَتَجَلَّيَنَّ لَهُمْ حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيَّ فَإِذَا تَجَلَّى لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ نَظَرْتْ وُجُوهَهُمْ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمُ: ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ فَيَقُولُ لَهُمْ أَزْوَاجُهُمْ: خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا عَلَى صُورَةٍ وَرَجَعْتُمْ عَلَى غَيْرِهَا فَيَقُولُونَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَلَّى لَنَا فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ فَنَظَرَتْ وُجُوهُنَا الحديث: 324 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 325 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] . قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ أُعْطُوا فِيهَا مَا سَأَلُوهُ وَمَا شَاءُوا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا لَمْ تُعْطَوْهُ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَكُونُ مَا أُعْطُوا عِنْدَ ذَلِكَ شَيْئًا فَالْحُسْنَى الْجَنَّةُ وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26] بَعْدَ نَظَرِهِمْ إِلَى رَبِّهِمْ [ص: 227] حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ الصَّفَّارُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، مِثْلَهُ الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ دَرَجَةً؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " رَجُلُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ فَيَقُولُونَ مَرْحَبًا بِسَيِّدِنَا [ص: 228] قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا قَالَ: فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَيَرَى الْجِنَانَ فَيَقُولُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ لَكَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ وَزَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا سَبْعُونَ شِعْبًا فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غَرْفَةً فِي كُلِّ غَرْفَةٍ سَبْعُونَ بَابًا فَيَقُولُونَ اقْرَأْ وَارْقَهْ، فَيَرْقَى حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ اتَّكَأَ عَلَيْهِ سَعَتُهُ مِيلٌ فِي مِيلٍ لَهُ فِيهِ فُصُولٌ فَيُسْعَى إِلَيْهِ بِسَبْعِينَ صُحْفَةً مِنْ ذَهَبٍ لَيْسَ فِيهَا صُحْفَةٌ مِنْ لَوْنِ أُخْتِهَا يَجِدُ لَذَّةَ آخِرِهَا كَمَا يَجِدُ لَذَّةَ أَوَّلِهَا ثُمَّ يُسْعَى عَلَيْهِ بِأَلْوَانِ الْأَشْرِبَةِ فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا اشْتَهَى ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ: اتْرُكُوهُ وَأَزْوَاجَهُ فَيَنْطَلِقُ الْغِلْمَانُ ثُمَّ يَنْظُرُ فَإِذَا حَوْرَاءُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ جَالِسَةٌ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا فَيَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَالْعَظْمِ وَالْكِسْوَةُ فَوْقَ ذَلِكَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مِنَ اللَّاتِي خُبِّئْنَ لَكَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ مِنْهَا فَتَقُولُ: أَمَا آنَ لَكَ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيكَ نَصِيبٌ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ وَظَنُّوا أَنْ لَا نَعِيمَ أَفْضَلُ مِنْهُ تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ فَيَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلِّلُونِي فَيَتَجَاوَبُونَ بِتَهْلِيلِ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: [ص: 229] يَا دَاوُدُ قُمْ فَمَجِّدْنِي كَمَا كُنْتَ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 25] قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُمِرَ بِمِنْبَرٍ رَفِيعٍ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ نُودِيَ: يَا دَاوُدُ مَجِّدْنِي بِذَلِكَ الصَّوْتِ الْحَسَنِ الرَّخِيمِ الَّذِي كُنْتَ تُمَجِّدُنِي بِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ سُلِبْتُهُ، فَيَقُولُ إِنِّي رَادُّهُ فَيَنْدَفِعُ بِصَوْتٍ يَسْتَفِزُّ نَعِيمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 230] [ص: 25] الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 328 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ، ثنا سُوَيْدٌ الْكَلْبِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَحَجَّاجٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: إِنَّ عِبَادِي كَانُوا يُحِبُّونَ الصَّوْتَ الْحَسَنَ فِي الدُّنْيَا فَيَدَعُونَهُ مِنْ أَجْلِي فَأَسْمِعُوا عِبَادِي فَيَأْخُذُونَ بِأَصْوَاتٍ مِنْ تَهْلِيلٍ وَتَسْبِيحٍ وَتَكْبِيرٍ لَمْ يَسْمَعُوا بِمِثْلِهَا قَطُّ الحديث: 328 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 329 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَلْخِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى» . [ص: 231] حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، مِثْلَهُ الحديث: 329 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 330 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: مَا حَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا عَنْهُ إِلَّا عَذَّبَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ، ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ، ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المطففين: 16] قَالَ: بِالرُّؤْيَةِ الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 331 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، [ص: 232] ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ تُرَابُهَا الْمِسْكُ» الحديث: 331 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 332 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، أنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَرْضُ الْجَنَّةِ فِضَّةٌ الحديث: 332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 333 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ فِي قَوْلِهِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ [ص: 233] وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ فِي مَوْعِظَةٍ ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَأَهْلَهَا: أَكْرِمْ بِأَبْلَجَ زَاهِرٍ ظَفِرَ بِالْجَنَّةِ النَّاظِرَةِ وَصَارَ إِلَى زَوْجٍ دَرَجُ مَقَاصِيهِ الْآخِرَةِ , وَأَبْكَارٍ لَهَا ثَمَنًا فَأُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنَ الْآمَالِ وَفَوْقَ الْمُنَى قَدْ تَهَدَّلَتْ فِي خِيَامِ اللُّؤْلُؤِ لِهَدَايِفِ ثِمَارِهَا وَتسَلْسَلَتْ مُتَسَنِّمَةً عَلَيْهِ مِنَ الْغُرَفِ غُصُونَ أَشْجَارِهَا وَتَزَيَّنَتْ فِي الْحِجَالِ الْعَدْنِيَّةِ قَوَاصِرُ أَبْكَارِهَا وَأَشْرَفَتْ مَنَازِلُهُ الْمَبْنِيَّةُ بِخَالِصِ عِقْيَانِهَا وَضَحِكَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ إِلَى نَظْرَةِ وُجُوهِ مَكَانِهَا فَهُوَ الْمَلِكُ الْمَحْبُورُ وَأَلَذُّ الْمَلَاهِي لَذَّةُ الْحُبُورِ رِيَاضٌ مِنَ الْفَرَادِيسِ لَا يَهْرَمُ شَبَابُهَا وَلَا تُغْلَقُ عَلَى أَهْلِ خَاصَّةِ اللَّهِ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ أَبْوَابُهَا , وَلَا تَعْدُو الْأَسْقَامُ عَلَى صِحَّتِهَا وَلَا تَطْرُقُ الْآفَاتُ بِالْغِيَرِ كَيْفَ نِعْمَتُهَا، قَدِ ارْتَفَعَ فِي فُسْحَةِ الْمُلْكِ الْمُقِيمِ، وَتَبَوَّأَ خُلْدَ قَرَارِ دَارِ النَّعِيمِ، وَهَلْ أَحْسَنُ مِنْ مُنَعَّمٍ قَدِ اتَّكَأَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ عَلَى أَسِرَّةِ عَرْضِهَا، وَعَانَقَ مُفْتَرِجَةً كَلَّتْ لِفَاكِهَاتِ الُمْرَتِجلِينَ عَنْ حُسْنِ وَضْعِهَا، قَرِيرَ عَيْنٍ يَخُطُّ فِي حُلَلِهَا وَرِحَابِ قُصُورِهَا، وَقَدْ أَمَدَّتْهُ كَرَامَةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دَائِمَةً سُرُورُهَا، وَبِاللَّهِ قَدْ سُمِّيَ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَرَجَاتِ الْمُلْكِ وَالْحُبُورَةِ: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34] [ص: 234] مُسْتَرْشِدٌ رَغَدًا فِي نِعْمَةٍ ضَحِكَتْ ... إِلَيْهِ فِيهَا بِمَا قَدْ كَانَ يَهْوَاهُ عَلَيْهِ تَاجُ جَلَالٍ فَوْقَ مَفْرِقِهِ ... مُنَعَّمٌ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ مَثْوَاهُ لَهُ أَسَاوِرُ مِنْ دُرَّةِ عَسْجَدَةٍ ... عَمَّتْ ضَحِكَاتٌ بِهَا لِلْحُسْنِ كَفَّاهُ لِبَاسُهُ فِيهَا سُنْدُسُ سَجَّةٍ ... وَشُرْبُهُ الْخَمْرُ وَاللَّذَّاتُ سَرَّاهُ مُعَانِقٌ خِلِّةً فِي صَدْرِ خَيْمَتِهَا ... مَا إِنْ يَمَلُّ لَذَّ تَقْبِيلِهَا فَاهُ طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى يَوْمَ حَلَّ بِهَا ... أَذْكَرَتْ نَفْسُهُ مَا قَدْ تَمَنَّاهُ أَكْرِمْ بِهِ مَلِكًا فِي جَنَّةٍ بَهِيجَةٍ ... بِالْمُلْكِ وَالْخُلْدِ فِيهَا جَارُهُ اللَّهُ الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 334 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ بُحَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ إِذَا زُوِّجْنَ تَزَيَّنَّ وَتَطَيَّبْنَ وَنَزَلْنَ حَتَّى يَكُنَّ كَالصُّفُوفِ قَالَ: فَتَقُولُ لِصَوَاحِبَاتِهَا: أَمَا تَرَيْنَ زَوْجِي وَأَزْوَاجَكُنَّ؟ فَإِنْ حَمَلَ عَلَيْهَا فَإِنْ كَشَفَ اسْتَحَيَتْ وَغَطَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ: وَاسَوْأَتَاهُ وَاهٍ. . . أَخَذَتْهُ فَلَمْ تَدَعْ قَطْرَةً مِنْ دَمِهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ فِي كَفِّهَا ثُمَّ ضَمَّتْهُ إِلَى نَحْرِهَا الحديث: 334 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 335 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ إِنَّ سَرِيرَ الْحَوْرَاءِ لَعَلَى طَرَفِ سِنَانِ الْعِجْلِ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَقْدَمَ فَلْيَقْدَمْ قَالَ: وَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا الحديث: 335 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 336 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو غَسَّانَ الْهُذَلِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يَقُولُ، يَعْنِي الْوَلِيَّ فِي الْجَنَّةِ: أَشْتَهِي الْعِينَ، فَيُقَالُ لَهُ: أَفَإِنَّهُنَّ حُورٌ عِينٌ، فَيَقُولُ: أَشْتَهِي الْبَيَاضَ، فَيُقَالُ: إِنَّهُنَّ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ، فَيَقُولُ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي وَجْهِهَا كَلَفٌ، فَيُقَالُ لَهُ: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58] ، فَيَقُولُ: أَخْشَى أَنْ تَكُونَ خَفِيفَةً، فَيُقَالُ لَهُ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] ، فَيَقُولُ: إِنِّي غَيُورٌ، فَيُقَالُ: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] . قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَسْنِيمٌ، وَمَاءُ التَّسْنِيمِ يَشْرَبُهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا، وَتُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 337 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، [ص: 236] ثنا رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: جَنَّاتُ النَّعِيمِ بَيْنَ جِنَانِ الْفِرْدَوْسِ وَجِنَانِ عَدْنٍ، وَفِيهَا جَوَارٍ خُلِقْنَ مِنْ وَرْدِ الْجَنَّةِ، قِيلَ: وَمَنْ يَسْكُنُهَا؟ قَالَ: الَّذِينَ لَا يَهُمُّونَ بِالْمَعَاصِي فَلَمَّا ذَكَرُوا عَظَمَتِي رَاقَبُونِي، وَالَّذِينَ انْثَنَتْ أَصْلِابُهُم مِنْ خَشَّْيتِيْ. الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 338 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ: الْوَصِيفُ مِنْ وَصَائِفِهَا، فَتَقُولُ: وَيْحَكَ، اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا فُعِلَ بِوَلِيِّ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَسْتَبْطِئُهُ فَتَبْعَثُ وَصِيفًا آخَرَ، فَتَسْتَبْطِئُهُمَا فَتَبْعَثُ وَصِيفًا آخَرَ، فَيَأْتِي الْأَوَّلُ فَيَقُولُ: تَرَكْتُهُ عِنْدَ الْمِيزَانِ، وَيَأْتِي الثَّانِي فَيَقُولُ: تَرَكْتُهُ عِنْدَ الصِّرَاطِ، وَيَأْتِي الثَّالِثُ فَيَقُولُ: قَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَيَسْتَقْبِلُهَا الْفَرَحُ، فَتَقُومُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَتَى اعْتَنَقَتْهُ، فَيَدْخُلُ خَيَاشِيمَهُ مِنْ رِيحِهَا مَا لَا يَخْرُجُ أَبَدًا. الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ الْقَيْسِيَّ، يَقُولُ: [ص: 237] شَغَلَتْكَ حَشِيشَةٌ بِحَاظِيَةٍ عَنْ حُورٍ، مَرْضِيَّةٍ. الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 340 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: يَخْرُجُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ قُصُورِهِمْ إِلَى شَاطِئِ تِلْكَ الْأَنْهَارِ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: وَالْحُورُ فِيهِنَّ جَالِسَةٌ عَلَى كُرْسِيٍّ، مِيلٌ فِي مِيلٍ، قَدْ خَرَجَتْ عَجِيزَتُهَا مِنْ جَانِبِ الْكُرْسِيِّ، فَكَيْفَ أَنْ يَكُونَ فِي الدُّنْيَا مَنْ يُرِيدُ افْتِضَاضَ الْأَبْكَارِ عَلَى شَاطِئِ الْأَنْهَارِ. الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 341 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَانَ شَابٌّ بِالْعِرَاقِ يَتَعَبَّدُ، فَخَرَجَ مَعَ رَفِيقٍ لَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا نَزَلُوا فَهُوَ يُصَلِّي، وَإِنْ أَكَلُوا فَهُوَ صَائِمٌ، فَصَبَرَ عَلَيْهِ رَفِيقُهُ ذَاهِبًا وَجَائِيًا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ قَالَ لَهُ: يَا أَخِي، أَخْبِرْنِي مَا الَّذِي يَهِيجُكَ إِلَى مَا رَأَيْتُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قَصْرًا مِنْ قُصُورِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَلَمَّا تَمَّ الْبِنَاءُ فَإِذَا شُرْفَةٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَشُرْفَةٌ مِنْ يَاقُوتٍ، وَبَيْنَهُمَا حُورٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مُرْخِيَةً شَعْرَهَا، عَلَيْهَا ثَوْبٌ مِنْ فِضَّةٍ يَنْثَنِي مَعَهَا كُلَّمَا تَثَنَّتْ، فَقَالَتْ: يَا شَهَاوِيَّةُ، [ص: 238] جِدَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي طَلَبِي فَقَدْ وَاللَّهِ جَدَدْتُ فِي طَلَبِكَ، فَهَذَا الِاجْتِهَادُ الَّذِي يُرَادُ فِي طَلَبِهَا. فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: هَذَا فِي طَلَبِ حَوْرَاءَ، فَكَيْفَ الَّذِي يُرِيدُ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهَا. الحديث: 341 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَا أَخَّرَكَ أَيُّهَا التَّعِبُ فِي طَلَبِ عَيْشٍ لَا يَدُومُ بَقَاؤُهُ وَلَا يَصْفُو مِنَ الْأَحْدَاثِ وَالْغِيَرِ أَقْذَاؤُهُ، عَمَّا نَدَبَكَ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَهَتَكَ لَكَ عَنْهُ حِجَابَ الْمُلُوكِ؛ لَعَلَّهُ تُغْنِيكَ عَنْ ذَلِكَ نَظَرُكَ فِي وَجْنَةِ مَيْتَةٍ تَزِيدُ الْأَمْرَاضُ غَضَارَةَ كَمَالِهَا، وَتَتْبِرُهَا الْأَحْدَاثُ شَكْلَ جَمَالِهَا، وَيَبْلَى فِي التُّرَابِ غَضُّ جِدَّتِهَا، وَيُعَفِّرُ الْبِلَى رَوْنَقَ صُورَتِهَا أَفِيهَا كَلِفْتَ، وَقَنَعْتَ بِالنَّظَرِ إِلَيْهَا أَمْ بِدَارٍ خَلَقَتْ جِدَّةُ بَدَنِكَ فِي نَفْسِ رِوَاقِهَا وَجَهِدَتْ نَفْسُكَ وَتَعِبَتْ فِي تَزْوِيقِهَا وَسُتُورٍ تُعَفِّرُهَا الرِّيَاحُ وَالْأَيَّامُ مُوَكَّلَةٌ بِتَمْزِيقِهَا اعْتَضْتَ بِهَذَا وَلَيْسَ يُسَاقُ لَكَ مِنْ دَارِ الْحَيَاةِ وَمَحَلِّهِ نُفِيَتْ عَنْهَا الْمَنُونُ وَدَوَايِرُ الْغِيَرِ وَحَجَبَهَا بِدَوَامِ النَّعِيمِ عَنِ التَّنَغُّصِ وَالْخَدَمِ وَحَشَاهَا بِأَنْوَاعِ سُرُورٍ لَا يَبُورُ، وَيْحَكَ فَأَجِبْ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا دَعَاكَ إِلَى جِوَارِهِ، وَارْغَبْ إِلَيْهِ لِتُرَافِقَ أَوْلِيَاءَهُ فِي دَارِهِ فِي عُرْضَةٍ حُفَّتْ بِالنَّعِيمِ وَخُصَّ أَهْلُهَا بِالْإِكْرَامِ وَسَمَّاهَا رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ بَنَاهَا بِيَدِهِ دَارَ سَلَامٍ وَمَلَأَهَا مِنْ طَوَاطِئِ الْقُلُوبِ فَظَفِرَ بِسُؤَالِ أَهْلِهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِاخْتِصَاصِهَا وَأَنْزَلَ مُنَى الشَّهَوَاتِ عَنْ أَكْنَافِ عُرُصَاتِهَا، دَارٌ وَافَقَتْ جَزَاءَ الْأَبْرَارِ الَّذِينَ خَلَعُوا لَهُ الرَّاحَةَ وَوَفَوْا بِالْمِيثَاقِ، وَدَارٌ أَسَّسَهَا بِالذِّكْرِ إِذْ بَنَاهَا وَرَفَعَ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ شَرَفَ ذُرَاهَا، وَكَسَا كُثْبَانَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ وَالْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 قِبَابِهَا وَنَجَّدَهَا بِالزَّرَابِيِّ مِنْ خِيَامِهَا وَبَسَطَ الْعَبْقَرِيَّ فِي بَطْنِ رِحَابِهَا وَزَيَّنَهَا بِرِقَاقِ إِسْتَبْرَقِهَا بِالدِّيبَاجِ بِنَمَارِقِهَا وَكَسَاهَا جِلْبَابًا مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَأَزْهَرَتْ وَمَا فِيهَا فَلَوْ يُسْفِرُ الشَّمْسُ طَسْتَ تَلَأْلُئِهَا وَلَوْ بَرَزَتْ هَذِهِ تَبْغِي أَنْ تُبَاهِيَهَا لَانْكَدَرَتْ وَأَظْلَمَتْ فِي نُورِ عَلَالِيهَا وَصُفِّقَتْ فِي صُدُورِ تِلْكَ الْخِيَامِ أَسْرُرٌ مُكَلَّلَةٌ بِالْجَوْهَرِ مُوَصَّلَةٌ بِقُضْبَانِ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ تَسِيرُ بِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَعَ الْخَفِرَاتِ الْأَوَانِسِ فِي أَرْوِقَةِ اللُّؤْلُؤِ بَيْنَ تِلْكَ الْحُلَلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 عَلَى فُرُشِ الإِسْتَبْرَقِ وَطَرَائِفِ الْمَجَالِسِ , مَعَ اللَّوَاتِي يَكَادُ يَنْحَسِرُ عَنْ مَاءِ وِجَانِهِنَّ نَوَاظِرُ الْعُيُونِ , وَيَدُلُّهُ الْفِكْرُ دُونَ الظَّفَرُ بِصِفَةِ وِلْدَانِ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ , فَكَيْفَ بِالْبَيْضَاءِ الْمَكْنُونَةِ فِي قِبَابِهَا , وَالْقَاصِرَةِ الطَّرْفِ الْمَحْبُوسَةِ فِي خِبَائِهَا , وَالآنِسَةِ الْمَلِكَةِ فِي قَصْرِهَا؟ فَأَيْنَ مُشْتَاقٌ إِلَى نُزُولِ دَارِهَا , فَيَبْذُلَ الْجَهْدَ لِيَسْكُنَ الْجَنَّةَ مَعَ حُورِهَا، وَيَنْعَمُ فِي غُرُفَاتِهَا وَمَنَازِلِ فِي مَقَاصِيرِهَا، وَتَحِيَّةُ الْمَلَائِكَةِ بِالْبِشَارَةِ مِنْ رَبِّهِ حِينَ يَفِدُ عَلَيْهَا، وَتَبْدُرُهُ إِلَى زَوْجَتِهِ لِيَسُرَّهَا بِهِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، فَيُلْبِسْنَهَا الْوَصَائِفُ حُلَلًا حسب مِنْ أَكْمَامِ شَجَرِهَا، وَيُحَلِّينَهَا بِمَرَاسِلَ مِنْ نَفِيسِ جَوْهَرِهَا فِي سُلُوكِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطِبِ، يَسْطَعُ نُورُهُ فِي نَحْرِهَا وَيُشْرِقُ، يَتَلَأْلَأُ لِحُسْنِ جِيدِهَا، وَيَنْظِمُ الْيَاقُوتَ مَعَ فَاخِرِ زَبَرْجَدِهَا، وَيُسْبِلُ سُتُورَ الدُّرِّ عَلَى ضَوْءِ خَدِّهَا، وَالْوِشَاحُ قَدْ أُرْسِلَ عَلَى لِينِ صَدْرِهَا، وَعَيْنُهَا تُبَارِي صَفَاءَ حُسْنِ دُرِّهَا، وَكَأَنَّمَا النُّورُ أُسْكِنَ بَيْنَ مَفَارِقِ شَعْرِهَا، إِذَا خَطَتْ خِلْتَ الْمِسْكَ يَفُورُ مِنْ أَذْيَالِهَا، وَالْعَنْبَرَ الْأَشْهَبَ كَمُنَ بَيْنَ حُلَلِهَا، فَمَنْ يَصِفُهَا مُلْتَحِفَةً فَوْقَ أَكَالِيلِهَا، إِذَا اعْتَجَزَتْ بِالْأَرْدِيَةِ، وَرِبَاطِ نُورِهَا، وَرَفَلَتْ بَيْنَهُنَّ لِتَرْقَى عَلَى سَرِيرِهَا تَتَهَادَى , وَتَتَثَنَّى , وَتَسْحَبُ أَطْرَافَ ذَوَائِبِهَا، وَتَمِيلُ وَتَرْنَحُ بَيْنَ كِرَامِ وُصَائِفِهَا، وَتَصْعَدُ إِلَى الْمَحْبُورِ فَوْقَ سَرِيرِ مُلْكِهَا، فَتُعَانِقُهُ، وَيُعَانِقُهَا عُمْرَ الدُّنْيَا، لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 يَمَلُّهَا كَلَّا وَرَبِّي، بَلْ يَزْدَادُ عَجَبًا لَهَا، كُلَّ مَا أَطَالَ اعْتِنَاقَهُ بِهَا، لِأَنَّهَا تُضَاعَفُ حُسْنًا فِي عَيْنِهِ وَيُضَاعَفُ حُسْنًا فِي عَيْنِهَا، فَكَيْفَ إِذَا نَازَعَهَا كَأْسَ مَعِينٍ عَلَى أَنْهَارِهَا، وَحَيَّتْهُ بِضَبَائِرِ رَيْحَانٍ مُضَخَّمَةٍ بَعَنْبَرِهَا، وَأَتَاهُ رَسُولٌ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِتُحْفَةٍ فحي بِهَا ضَجِيعَة وَهَمَّ بِشَهْوَةٍ، فَصَارَتْ فِي فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَطْلُبَهَا، وَأَحَبَّ أُخْرَى، فَتَحَوَّلَتْ تِلْكَ عَلَى طَعْمِهَا، وَخَطَرَتْ ثَالِثَةٌ فَوَجَدَ بَيْنَهُمَا لَذَّتَهَا، فَلَمْ يَزَلْ طَعْمُ وَاحِدَةٍ مِنْ لَهْوَاتِهِ مِنْهُنَّ عَلَى حَالِهَا، وَالْتَفَتَ إِلَى الرَّضِيَّةِ فَقَلَّبَ بِكَفِّهِ حُسْنَ كَفِّهَا، وَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ فِي ضَوْءِ سَوَالِفِهَا، وَهَمَّ بِكُسْوَةٍ فَتَلَفَّتَتْ أَكْمَامُ شَجَرَةٍ دَانِيَةٍ عَلَيْهَا، وَتَطَايَرَتْ مِنْهَا الْحُلَلُ فَتَهْوِي إِلَيْهِمَا، وَقَدْ حَازَ نَاظِرُهُ جَمِيعَ أَلْوَانِ كِسَائِهَا، مَزِيَّةَ لَوْنِ الْأَلْوَانِ الَّتِي تَلِيهَا، وَطَيُّ تِلْكَ الْأَعْكَانِ تُزَيِّنُ مَا عَلَيْهَا، وَضَوْءُ النُّورِ يَتَلَأْلَأُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنِهَا، وَيَحْسَبُ النُّورَ يَجِيءُ إِذَا اتَّكَأَتْ فِي صَدْرِ بَهْوِهَا، ولجة نكنا هُنَاكَ مِنْ مَاءِ وَجْهِهَا , فَيَا مَغْرُورٌ يَلْهُو وَلَا يَرْغَبُ فِيهَا، وَيَغْفَلُهَا جَهْلًا وَلَا يُطِيعُ رَبَّهَا، لَوْ كَانَ لِي عَزْمٌ لَذُبْتُ خَوْفًا وَحَرَقًا، وَلَطَارَ قَلْبِي إِلَى الْجَنَّةِ تَشَوُّقًا، وَلَكِنِّي حَلِيفٌ، أَمَا فِي عَزْمِي غُرُورٌ، عَمِيت عَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ الْمُتَّقُونَ، الَّذِينَ أَخْلَصُوا اللَّهَ تَعَالَى عَزْمَ نِيَّاتِهِمْ، وَصَدَقُوا فِي مَجْهُودِ طَاعَتِهِمْ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِالْإِخْلَاصِ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَنَاطُوا التَّعَبَ بِالدَّأْبِ فِي صِيَامِهِمْ، وَأَوْصَلُوا لَهِيبَ الْجُوعِ إِلَى أَجْوَافِهِمْ، مَعَ خَشِنٍ قَاسَوْهُ عَلَى أَبْدَانِهِمْ، وَحَمَوْا أَنْفُسَهُمْ عَنِ التَّمَتُّعِ بِمَا أُحِلَّ لَهُمْ، وَيَمَّمُوا إِلَى خُلْدِ دَارِ نَظَرُوا إِلَى سُرُورِهَا بِأَبْصَارِ اعْتِبَارِهِمْ، فَسَلَّمُوا جُفُونَ أَعْيُنِهِمْ عَلَى نَوَاظِرِ الْعُيُونِ، وَقَدْ كَحَّلُوهَا بِمَضِيضِ السَّهَرِ، وَسَلَوْا عَنِ الْغَمْضِ بِطُولِ الْفِكْرِ فِيمَا أَمَامَهُمْ مِنَ الْأَهْوَالِ الْعِظَامِ , وَالْأَخْطَارِ الْجِسَامِ، فَاسْتَكَنَّتْ كَنَائِزُ الْفِكْرِ فِي قُلُوبِهِمْ، فَكَادَتْ تَتَفَطَّرُ عِنْدَمَا ازْدَحَمَ عَلَيْهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْوَعِيدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 362 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ , قَالَ: " كَانَ عِيسَى بْنُ زَاذَانَ رُبَّمَا رَقَّ فِي مَجْلِسِهِ فَيَبْكِي , وَيَضُمُّ إِلَيْهِ عَمَّارَ بْنَ الرَّاهِبِ , ثُمَّ يَقُولُ بِصَوْتِهِ ذَلِكَ الْحَزِينِ: حَسْبُكَ يَا عَمَّارُ مِنْ دَارِ قَلْعَةٍ ... جِنَانُ بِهَا الْخَيْرَاتُ يَرْفُلْنَ فِي الْحُلَل وَيَمْشِينَ هَوْنًا فِي الْجِنَانِ أَمَامَهُمْ ... خِيَامٌ مِنَ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ فِي الطَّلَل إِذَا بَرَزَتْ حَوْرَاءُ حُفَّ بِهَا إِلَيْهَا ... وَأَشْرَقَتِ الْفِرْدَوْسُ وَالْقَوْمُ فِي شُغُل تَفَاكُهُ أَزْوَاجٍ لِكُلِّ مُكَرَّمٍ ... عَلَى فُرُشِ الدِّيبَاجِ وَالْعَيْشُ قَدْ كَمُل وَطَافَتْ بِهَا الْوِالْدَانُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وَنُودِي وَلِيُّ اللَّهِ يُجْزَى بِمَا عَمِل قَالَ: فَكَانَ وَاللَّهِ يَحْتَضِنُهُ ثُمَّ يَتَبَاكَيَا حَتَّى يَسْقُطَ هَذَا هُنَا مَغْشِيًّا عَلَيْهِ , وَهَذَا هَا هُنَا مَغْشِيًّا عَلَيْهِ " الحديث: 362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 363 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ. . . , قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , قَالَ: [ص: 242] " بَلَغَنِي أَنَّ نُورًا سَطَعَ فِي الْجَنَّةِ , لَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا دَخَلَ مِنْ ذَلِكَ النُّورُ فِيهِ شَيْءٌ , فَقِيلَ: مَا هَذَا؟ قِيلَ: حَوْرَاءُ ضَحِكَتْ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا " , قَالَ صَالِحٌ: وَشَهَقَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَجْلِسِ , فَلَمْ يَزَلْ يَشْهَقُ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الحديث: 363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 364 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّرِيرُ , قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ [ص: 243] مُزَاحِمٍ الْعَطَّارُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ , عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ حَوْرَاءَ بَزَقَتْ فِي بَحْرٍ لَعَذُبَ ذَلِكَ الْبَحْرُ مِنْ عُذُوبَةِ رِيقِهَا» الحديث: 364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 365 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ: حَدَّثَنِي قُتَيْبَةُ بْنُ سَكَنٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ: " يَقْعُدُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَعَ زَوْجَتِهِ فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ , فَتَقُولُ: لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ سَبْعِينَ ضِعْفًا , قَالَ: وَعَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً أَلْوَانُهَا شَتَّى , يُرَى مِنْهَا مُخُّ سَاقِهَا " الحديث: 365 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 366 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنِ مُجَاهِدٍ , قَالَ: «خُلَقْنَ الْحُورُ الْعِينُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ» الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 367 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ , دِحَامًا دِحَامًا , وَلَكِنْ لَا مَنِيَّ وَلَا مُنْيَةَ» الحديث: 367 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 بَابٌ جَامِعٌ مِنْ ذِكْرِ الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 368 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ثنا جَرِيرٌ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ , وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ , وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245