الكتاب: التحصين من كيد الشياطين دراسة تأصيليَّة مستفيضة لقضايا: (العين، والحسد، والسحر، والمسِّ وغيرها، مع بيان المشروع من التحصين، والرُّقي، وأصولِ التداوي) المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- التحصين من كيد الشياطين خالد الجريسي الكتاب: التحصين من كيد الشياطين دراسة تأصيليَّة مستفيضة لقضايا: (العين، والحسد، والسحر، والمسِّ وغيرها، مع بيان المشروع من التحصين، والرُّقي، وأصولِ التداوي) المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] التحصين من كيد الشياطين تأليف د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي مقدمة الْحَمْدُ للهِ بَارِئِ الْبَرِيَّاتِ، عَالِمِ الظَّوَاهِرِ وَالْخَفِيَّاتِ، سُبْحَانَهُ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَحِلْمًا، نَجَّى بِرَحْمَتِهِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَجَابَ بِلُطْفِهِ دُعَاءَ الْمُضْطَرِّينَ، وَأَوْهَنَ بِعِزَّتِهِ كَيْدَ الْكَافِرِينَ، وَأَضْعَفَ بِجَبَرُوتِهِ كَيْدَ الشَّيْطَانِ الْمَهِينِ، وَأَبْطَلَ بِقُدْرَتِهِ عَمَلَ أَوْلِيَاءِ الشَّيَاطِينِ؛ فَأَضَلَّ سَعْيَهُمْ، وَأَزْهَقَ بَاطِلَهُمْ، وَكَشَفَ السُّوءَ عَنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. أَحْمَدُهُ تَعَالى حَمْداً كَثِيرًا، وَمَا يَفِي بِمَحَامِدِهِ التَّحْمِيدُ، وَأَشْكُرُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ شُكْرًا وَفِيرًا، أَبْتَغِي بِهِ مِنْ فَضْلِهِ الْمَزِيدَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْقَائِمُ حَقّاً بِنُصْرَةِ التَّوْحِيدِ، أَحْمَدُ النَّاسِ لِرَبِّهِ المَجِيدِ، الْمَاحِي كُفْرَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، الحَاشِرُ يُحْْشَرُ عِنْدَ قَدَمَيْهِ الْعَبِيدُ، الْعَاقِبُ فَلاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَلاَ مَنَاصَ مِنِ اتِّبَاعِهِ لِطَالِبِ النَّجَاةِ وَلاَ مَحِيدَ، الْمَحْفُوظُ حَقّاً بِدِرْعِ الْعِصْمَةِ لاَ بِدِرْعِ الْحَدِيدِ، الْمَنْصُورُ بِرَبِّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ لاَ بِعَدَدٍ مِنْ خَلْقٍ وَلاَ عَدِيدٍ، قَصَمَ اللهُ تَعَالَى عَدُوَّهُ بِالرُّعْبِ وَالْوَعِيدِ قَبْلَ قِتَالٍ وَعُدَّةٍ وَتَجْنِيدٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُْمِّيِّ صَاحِبِ الْوَجْهِ الأَْنْوَرِ وَالْجَبِينِ الأَزْهَرِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينَ، أُولِي الْفَضْلِ الْمَدِيدِ وَالْقَوْلِ السَّدِيدِ، وَعَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 إِخْوَانِهِ النَّبِيِّينَ، وَآلِ كُلٍّ، وَسَائِرِ الصَّالِحِينَ؛ المُقْتَدِينَ بِهُدَاهُمْ، وَالْمُقْتَفِينَ أَثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمَّا تَوَالَتْ فِتَنُ الأَْعْمَالِ الْبَاطِلَةِ عَلَى قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ، وَعُرِضَتْ عَلَيْهَا كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، وَزَاغَ كَثِيرٌ مِنْهَا عَنِ الْحَقِّ، وَكَثُرَ اشْتِغَالُ النَّاسِ بِمَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ، وَبَاعُوا آخِرَتَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، وَأَعْرَضُوا عَمَّا جَاءَ فِي التَّنْزِيلِ، وَاسْتَبْدَلُوا الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَصَارَتْ طِلَسْمَاتُ السَّحَرَةِ الأَْشْرَارِ، وَتَعَاوِيذُ الْكَهَنَةِ الْفُجَّارِ، مُقَدَّمَةً لَدَيْهِمْ عَلَى كَلاَمِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ الأَْبْرَارِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَعَاقَبَ لَيْلٌ وَنَهَارٌ، رَأَيْتُ أَنَّ مِنْ وَاجِبِي، مَحَبَّةً ِلأَهْلِ الإِْسْلاَمِ وَذَبّاً عَنْ حِيَاضِهِ الْمُطَهَّرَةِ، أَنْ أُبَيِّنَ عَوَارَ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالضَّلاَلِ، وَقَدِ اسْتَفْحَلَ خَطَرُهُمْ وَاسْتَشْرَى كَيْدُهُمْ، وَكَادَ - لَوْلاَ لُطْفِ اللهِ بِهذِهِ الأُْمَّةِ الْمُكْرَمَةِ - أَنْ يَدُكَّ حِصْنَ تَوْحِيدِهَا، وَأَنْ يَزِلَّ قَدَمَهَا بَعْدَ ثُبُوتِهِا، فَإِنَّكَ تَكَادُ لاَ تَجِدُ بَيْتاً أَوْ نَادِياً إِلاَّ تَعَلَّقَ أَهْلُهُ شَيْئاً وَلَوْ خَيْطاً، أَوْ تَمَسَّكُوا بِأَهْدابِ مُشَعْوِذٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فَأَقَلُّهُ أَنْ يَكُونُوا قَدْ قَرَؤُوا فُنْجَاناً، أَوِ اسْتَبْشَرُوا بِمَطْلِعِ نَجْمٍ، وَتَشَاءَمُوا بِأُفُولِهِ، أَوْ كَرِهُوا رَقْماً وَأَحَبُّوا آخَرَ، حَتَّى صَارَتْْ ((مَوَاقِعُ الْفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِهِمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ)) (1) ، لِذَلِكَ كُلِّهِ فَقَدِ اسْتَخَرْتُ اللهَ تَعَالَى فِي إِجَابَةِ مَنْ دَعَانِي لِبَيَانِ مَا يُحَصِّنُ الْمُؤْمِنَ وَيَكْفِيهِ - بِإِذْنِ   (1) جزء من حديث أخرجه البخاري، كتاب أبواب فضائل المدينة، باب: آطام المدينة، برقم (1878) ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، ومسلمٌ؛ كتاب: الفتن، باب نزول الفتن كمواقع القطر، برقم (2885) ، عنه أيضاً، والقَطْر: هو المطر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 اللهِ - مِمَّا قَدْ يَضُرُّهُ مِنْ عَيْنِ عَائِنٍ، أَوْ حَسَدِ حَاسِدٍ، أَوْ كَيْدِ سَاحِرٍ، أَوْ مَسِّ شَيْطَانٍ، أَوْ اسْتِعَانَةِ كَاهِنٍ فَاجِرٍ بِجِنٍّ كَافِرٍ، وَغَيْْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُورِثُ ضُرًّا بَالِغًا مِنْ عَمَلِ شِرَارِ الْخَلْقِ وَأَعْدَاءِ الْحَقِّ، قَاصِداً كَشْفَ أَحْوَالِهِمُ الْمَشِينَةِ وَأَعْمَالِهِمُ الْمَهِينَةِ، مَعَ بَيَانِ مَا رَجَحَ مِنْ أَحْكَامِ هَؤُلاءِ وَأَعْمَالِهِمْ فِي الشَّرِيعَةِ الغَرَاءِ المُبِينَةِ، مُسْتَعِيناً بِاللهِ تَعَالَى، مُسْتَهْدِياً بِكِتَابِهِ الْمَجِيْدِ، وَمُسْتَنِيراً بِمَنَارِ السُّنَّةِ العَلِيَّةِ، وَجَوَامِعِ كَلِمِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ صلى الله عليه وسلم، جَامِعاً مِنْ مَعِينِ ذلِكَ كُلِّهِ رُقًى مَشْرُوْعَةً - إِنْ شَاءَ اللهُ -، سَائِلاً اللهَ الْمَلِكَ الْعَلاَّمَ أَنْ يَجْعَلَهَا سَبَباً مُبَارَكاً لِدَفْعِ الضُّرِّ بِإِذْنِهِ عَنِ الأَْنَامِ، وَأَنْ يَتَقَبَّلَهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَيُنْبِتَهَا نَبَاتاً حَسَناً، فَيَضَعَ لَهَا قَبُولاً في قُلُوبِ عِبَادِهِ الأَْخْيَارِ، وَيُكَفِّلَهَا أَهْلَهَا مِنَ السَّادَةِ الأَْبْرَارِ. هَذَا، وَقَدْ سَمَّيْتُ كِتَابِيَ هَذَا - بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ - ((التحصين من كيد الشياطين)) ، وَجَعَلْتُهُ عَلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ - بَعْدَ الْمُقَدِّمَةِ - مُرَتَّبَةٍ عَلَى النَّحْوِ الآتي: * الفصل الأول: ... بيان ألفاظ ومصطلحات مهمة. * الفصل الثاني: ... التحصينات الواقية. * الفصل الثالث: ... أنواع الأمراض بعامةٍ، وأصول التداوي المشروع. * الفصل الرابع: ... التداوي بالرقى المشروعة. * خاتمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 وَلَقَدْ عَلِمْتُ - خِتَاماً - أَنِّي أَدْلُو بِدَلْوٍ أَنْزَحُ بِهِ مَاءَ بِئْرٍ كَادَ مَاؤُهُ أَنْ يَنْضَبَ، لِكَثْرَةِ مَا نُزِحَ، وَأَجُولُ فِي مَيْدَانٍ صَالَ فِيهِ فُرْسَانٌ أَعْلاَمٌ لاَ يُشَقُّ لَهُمْ غُبَارٌ، إِلاَّ أَنِّي - مَعَ ذَلِكَ - أَحْبَبْتُ أَنْ أَنْزَحَ وَلَوْْ َقَطْرَةً، وَأَنْ أَصُولَ وَلَوْ جَوْلَةً، مُتَحَرِّياً لأَِثَرِهِمْ، مُتَّبِعاً سَنَنَهُمْ، رَاجِياً - إِنْ شَاءَ اللهُ - اللَّحَاقَ بِرَكْبِهِمْ. د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 الفصل الأول بيان ألفاظ ومصطلحات مهمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 بيان ألفاظ ومصطلحات مهمة تمهيد : تَرِد على مسامع المسلم المعاصر ألفاظٌ ومصطلحات، يألف سماعها في المجالس العامة والخاصة، وفي المحاضرات العلمية والندوات التلفازية، ويتجاذب الناس أطراف الحديث بها ويتشوّف كثير منهم - كبيرهم وصغيرهم - إلى معرفة المزيد عنها، فينبري إذ ذاك ثلة من القوم لتصدُّر الحديث بشأنها، فيتلقَّوْنه بألسنتهم، فيهرفون بما لا يعرفون، وقد صار حال الناس في ذلك بين مقلٍّ ومُكثِر؛ فهذا جاهل بحقيقتها، وذاك له أَثارة مِنْ علمٍ بها، وذلك عالم بخفاياها لكنه قد أمسك عن التحدث بشأنها، أو قلّ تعرضه لبيانها، وهي بلا ريبٍ حديث الناس على مدار الساعة، وغالبًا ما يكون للجهلة - الذين امتهنوا الشعوذة، واستساغوا التدجيل - قصب السبق في الحديث عنها، فتنجذب إليهم قلوب العامة، بل وبعض الخاصة، يُغدِقون عليهم بعض ما حازوه من فُتات الدنيا، ومع أن ضر هؤلاء الدجاجلة أقرب من نفعهم، لكنك تلقى تهافت الناس على دُورهم منقطع النظير، حتى إنك قد تجد من لم يمسه ضُرٌّ، يُقبِل عليهم طالبًا نفعاً بهم، فيهرعون إذ ذاك إلى اهتبال هذه الفرصة السانحة، فيستخِفُّونه، ويصنعون له التمائم والحُروز ويحضِّرون له - بزعمهم - الأرواح الخيِّرة لتساعده، فيكون بعدها في ضَنْك العيش؛ تتجاذبه شياطين الإنس و الجن، حتى يأذن الله تعالى بفَكاكِه من ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 لذا، وجب على المؤمن أن يكون على بينة من الأمر، فيحذر هؤلاء ويتقي شرهم، ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة ما بيَّنَتْه الشريعة الإسلامية من حقائق هذه الأمور، والتي سأسعى - جاهداً إن شاء الله - إلى استقصائها وبيانها بعون الله تعالى، وهي مصطلحات وَفّت الثلاثين لا يَحْسُن بمسلم الجهلُ بها. هذا، ولا تتناول هذه المباحث بيان هذه المصطلحات لغة، حيث إن المقام لا يتسع لذلك، والغرض بيان حقائقها لتبصير المسلم المعاصر بها، ولتحذيره مما قد يضره منها، وهي إجمالاً: الجن - المس - الاستعانة - المَنْدل - الزَّار - قياس الأثر - العرافة - الكهانة - التنجيم - قراءة الزهر المرقَّم - علم الأسارير - قراءة الفنجان - الضرب بالحصى - الخط بالرمل - حساب الطالع - حساب السُّبْحة - الحسد - العين - السحر - الطِّلَّسْم - النَّفْث - النفخ - الهمز - النَّزْغ - الرَّكْضة - الرَّبْط - التِّوَلة - النُّشْرة - التميمة - التحضير. 1- الجنّ (1) : هم خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى، خَلَقهم سبحانه لعبادته كالإنس، قال تعالى: [الذّاريَات: 56] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *} ، وهم يوافقون البشر بأوصاف، ويفارقونهم بأوصاف (2) . أما موافقتهم للإنس فبأنهم: 1- مكلفون بالتكاليف الشرعية.   (1) انظر في هذا المبحث كتاب: عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة. د. عبد الكريم عبيدات، الباب الأول من ص (3) إلى ص (76) . (2) ستأتي - إن شاء الله - أدلة هذه الأوصاف بعد تمام ذكرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 2- يسكنون هذه الأرض. 3- يأكلون ويشربون. 4- يتناكحون ولهم ذرية. 5- يُنسَبون إلى أقوامٍ وعشائرَ وقرابات. 6- ينتسبون إلى أديان مختلفة، فمنهم المؤمنون [وهم درجات في الصلاح] ، ومنهم الكافرون. 7- ... لهم أوصاف مشتقة من أحوالهم، فكما يقال للإنسي: شيطان لكثرة شقوته وإضلاله لبني جنسه، يقال للجني كذلك، وكما يقال طُفَيْلِيٌّ للإنسان إذا كَثُر اعتمادُه على غيره، يقال للجني إذا اتصف بذلك: تابع، وهكذا ... ومن أوصافهم المشتهرة العِفْريت: وهو القوي الداهية، والخابل وهو الذي يتسبب بالجنون لإنسي، والغُول وهو الذي يَكْثُر تشكُّلُه بصور كثيرة، ليُفْزِع الناس، والزَّوْبعة، وهو من أكثر الجن شوكة وقوة، ومنهم الغوّاص وهو من له قدرة فائقة على الغوص لاستخراج مكنونات البحار من حُلِيٍّ وغيرها، ومن ذلك أيضًا: البنّاء، وهو: من يتصف بالمهارة النادرة في فن البناء. والله أعلم. 8- ... ينتسبون إلى أوطانٍ، منها: الجزيرة (1) ، ومن مدنها:   (1) هي: جزيرة أَقُور، وهي تقع بين دِجْلة والفُرات، مجاورة للشام، وسميت بالجزيرة لكونها بين دجلة والفرات، ومن أمهات مدنها حَرّان والرُّها والرقة ونصيبين. انظر: معجم البلدان للحَمَوي (2/156) . والمقصود بالجزيرة - حاليًا -: هي المنطقة الواقعة بين نهرَيْ دجلة والفرات، ويُطلق عليها أيضًا الجزيرة الفراتية ونصيبين من مدنها، وهي مدينة تركية عامرة الآن، وتقع شمال شرق سورية مباشرة، وجنوب غرب تركيا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 نَصِيبين، وفيها جن هم نِعْمَ الْجِنُّ (1) ، وهم سادات الجن، ومن أوطانهم أيضاً نِينَوَى (2) ، وهكذا. وأما مخالفتهم للإنس فبأمور منها: 1- ... أن أصل خِلْقتهم من خالص اللهب. 2- ... أنهم يتميزون بقدرات فائقة، منها: سرعة الحركة في التنقل، والقدرة الهائلة على إنجاز الأعمال الشاقة، والقدرة على التشكل بصورة ذي روح كإنسان أو حيوان، علماً أن الصورة التي يتشكّلون بها تصير حاكمة عليهم، فلو فُرِض تشكُّلُهم بصورة إنسي ثم طُعِن هذا الإنسي بخنجر مثلاً، فإن الجني يموت بسبب ذلك، بخلاف تشكُّل الملائكة عليهم السلام، فإن الصورة لا تحكم عليهم (3) ، وهم باقون على عظم خِلْقتهم وقوتهم كما قبل التشكل. 3- ... أنهم ثلاثة أصناف: - صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء. - وصنف متشكلين بحيات وكلاب.   (1) كما وصفهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما أخرجه البخاري؛ كتاب: مناقب الأنصار، باب: ذِكر الجن، برقم (3860) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم - بنحوه -؛ كتاب: الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح والقراءةِ على الجن، برقم (450) ، عن ابن مسعود رضي الله عنه. (2) وهي قرية الرسول يونس بن متى عليه السلام، بالموصل. انظر: معجم البلدان (5/391) . (3) ودليل حكم الصورة على الجن عند تشكلهم على صورة ذي روح، قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَآذِنُوهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ» أخرجه مسلم، برقم (2236) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وأما دليل عدم حكم الصورة على الملائكة _ت، قوله تعالى حكاية عن ضيف إبراهيم ولوط _ث: [هُود: 81] {قَالُوا يالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ... } . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 - وصنف يحلُّون ويظعنون، يصعدون وينزلون حيث يشاؤون. 4- ... أنهم لا تمكن رؤيتهم على صورتهم الحقيقية. 5- ... أنهم لم ينبّأ منهم أحد، ولم يكن منهم رسول، فأنبياء البشر ورسلهم عليهم السلام، هم أنبياء ورسل للجن كذلك. 6- ... أن من طعامهم اللحم الذي يجدونه عند العظم، وأن علف داوبهم يجدونه عند الروث، يحل لهم ذلك كلُّه إذا ذكروا اسم الله عليه. 7- ... يسكن الشياطين منهم - والعياذ بالله - في الأماكن المهجورة والحُشُوش (1) ، ويسكنون الأسواق لكثرة ما يكون فيها من التبرج، والغش، والأَيْمان الكاذبة، عياذاً بالله تعالى. * وهاك - أخي القارئ - أدلةً على مجمل ما سبق ذكره من صفات الجن ما وافق منها صفاتِ الإنس وما خالف، مرتبةً بحسب إيرادها السابق إن شاء الله: 1- ... هم مكلفون - كالبشر - مأمورون بأداء الطاعات منهيون عن مقارفة المعاصي، وأدلة ذلك عديدة، منها قوله تعالى: [الذّاريَات: 56] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *} ، وقوله سبحانه - حكايةً عن نفر منهم أنصتوا لتلاوة مباركة من النبي صلى الله عليه وسلم -: [الأحقاف: 31] {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *} ، قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - في تفسيره للآية   (1) الحُشوش، ومفرده حَش أو حُشٌّ وهو: البستان من نخيل متكاثف بعضه على بعض، وكذلك يطلق على المَخْرج (مكان قضاء الحاجة) ؛ لأنهم كانوا يُبعِدون إليه، يقضون عنده الحاجة. انظر: مختار الصحاح مادة (حَشَشَ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 الكريمة: (في هذه الآية دليل على أن حكم الجن حكمُ الإنس في الثواب والعقاب والتعبُّد بالأوامر والنواهي) . اهـ (1) . مسألة: هل أرسل الله إلى الجن رسلاً منهم أم لا؟ ولا يَرِد على ما سبق الاحتجاجُ بمعنى قوله تعالى: [الأنعَام: 130] {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا} . فإن ظاهر معنى الآية أفاد أن لهم رسلاً من جنسهم، كما أن للإنس رسلاً من جنسهم. لكن الراجح في ذلك عند أهل العلم أنه لم ينبأ منهم أحد ولم يكن منهم رسول، وقد استدلوا على ذلك بأدلة عديدة، منها: قول الله تعالى: [يُوسُف: 109] {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ... } . وقوله تعالى: [الفُرقان: 20] {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ} ، وقوله عزّ وجلّ: [العَنكبوت: 27] {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} . وفيه تصريح بأن كل نبي بعثه الله بعد إبراهيم عليه السلام فهو من ذريته. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ (2) .   (1) انظر: فتح القدير، للإمام الشوكاني (5/26) . (2) محل استدلالٍ من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الجهاد والسِّيَر، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ» ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم - بلفظه -؛ في استهلال كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، برقم (523) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 ومعلوم - ولا ريب - أن الجن هم من بعض الخَلْق المكلّفين، فيدخلون في عموم رسالته صلى الله عليه وسلم، وقد أفاد الحديث أيضًا أنه ليس لأحد من إنس أو جن أو غيرهم ادعاء نبوة - أو رسالة من باب أولى - بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وهاك ثلاثة وجوه يرجح بها قول القائلين باختصاص الرسالة ببني آدم دون الجن: الأول: ... كثرة الأدلة - وقد أوردت بعضها - ومن صريح ما استدلوا به قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ... } [يُوسُف: 109] ، قال القرطبي رحمه الله: أي أرسلنا رجالاً ليس فيهم امرأة ولا جني ولا مَلَك (1) . اهـ. الثاني: ... أن المراد بقوله تعالى -، أي: من أحدكم (2) وقد بينه الإمام الشوكاني رحمه الله بقوله: هو من مجموع الجنسين، وصَدَقَ على أحدهما، وهم الإنس، كقوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ *} [الرحمن: 22] ، والمراد: من أحدهما. اهـ (3) . الثالث: ... تضمُّن القرآن الكريم خطاباً للجن وتحدياً لهم وإعلاماً بمآلهم في الآخرة، وتوعُّداً لهم، فأما إفرادهم بالخطاب ففي قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِْنْسِ} [الأنعام: 128] ، وأما اقتران الخطاب بالإنس ففي قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِْنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ   (1) انظر: الجامع لأحكام القرآن (9/272) . (2) المرجع السابق (7/87) . (3) انظر: فتح القدير للإمام الشوكاني (5/26) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 تَنْفُذُوا} [الرحمن: 33] ، وهو من التحدي لهم، ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا *} [الإسراء: 88] . ومن الإعلام بمصيرهم في الآخرة قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ *وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ *} [الأحقاف: 18-19] ، ومن توعّده لهم قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ *} [الرحمن: 31] . وقوله: {وَمِنَ ... } [سبأ: 12] . وخلاصة ما ذُكر آنفًا - في تقرير أن الجن مخاطبون بالتكليف من قِبَل رسل الإنس - هو ما ذكره الإمام القرطبي رحمه الله بقوله: (إن سورة الرحمن والأحقاف وقل أوحي - أي سورة الجن -، دليل على أن الجن مخاطبون مكلفون مأمورون منهيون، معاقبون كالإنس سواء بسواء، مؤمنهم كمؤمنهم، وكافرهم ككافرهم، لا فرق بيننا وبينهم في شيء من ذلك)) . اهـ (1) . ووجه الاستدلال في ذلك: أن خطاب القرآن المتوجه إلى الجن دال على أن من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم هو مرسل إلى الجن كما إلى الإنس، وإلا فكيف يفردون بالخطاب ثم يتوعدون بالعذاب، ويتم تحديهم بكتابٍ، هو في الأصل منزل على رسول خاص بالإنس، فلو حصل ذلك لكان لهم عندها أن يحتجوا بقولهم: لا شأن لنا بذلك كله،   (1) انظر: تفسير القرطبي: (17/170) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 فالقرآن إنما أنزل على رسول خاص بالإنس، ولمّا لم يفعلوا، دل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل لعموم الإنس والجن، والله أعلم. 2- ... أما سكناهم لهذه الأرض فدليله قوله تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ *} [الرحمن: 10] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأنام: الناس، وقال الحسن البصري رحمه الله: الأنامُ الجنُّ والإنس (1) . - ... وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي الْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا ... (2) . 3- ... وأما كونهم يأكلون ويشربون. فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ (3) . 4- ... ودليل كونهم يتناكحون ويتناسلون ولهم ذرية قولُ الله تعالى - محذِّراً من اتباع إبليس وذريته عياذاً بالله منهم -: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف: 50] . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، يقول: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (4) . (والخُبُث جمع خبيث،   (1) انظر كذلك تفسير القرطبي: (17/154) . (2) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: قتل الحيات وغيرها، برقم (2236) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (3) أخرجه مسلم؛ كتاب الأشربة باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما، برقم (2020) ، عن عبد الله بن عمر رضي لله عنهما. (4) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (142) ، ومسلم؛ كتاب: الحيض. باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (375) . وضبط «الْخُبُثِ» ، بإسكان الباء، عند مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 والخبائث جمع خبيثة، يريد: ذُكْرانَ الشياطين وإناثهم) (1) . ومعلوم أن وجود الذكران والإناث مقتضٍ لحصول الجماع والتوالد، والله أعلم. 5- وأما انتسابهم إلى أقوام وعشائر، فلقول الله تعالى - حكاية عن نفرٍ من الجن استمعوا القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم -: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [الأحقاف: 31] . ولقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: «إِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ (2) - وَنِعْمَ الْجِنُّ - فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلاَّ وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَاماً» (3) . 6- ... وأما انتسابهم إلى أديان مختلفة، وكونهم طرائق عديدة من حيث الصلاح والفساد، فلقول الله تعالى - حكاية عن بعض الجن (4) -: [الجنّ: 11] {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا *} . قال الإمام القرطبي رحمه الله: (المعنى: لم يكن كل الجن كفاراً، بل كانوا مختلفين، منهم كفار، ومنهم مؤمنون صُلَحاء، ومنهم مؤمنون غير صُلحاء) (5) . 7- ... وأما أوصافهم التي اشتهروا بها فصارت كالأصناف لهم: فمنهم: الشياطين، ومنهم المردة - والعياذ بالله - قال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا   (1) الكلام لابن حجر رحمه الله. انظر: فتح الباري (1/243) . (2) (نِصِّيبينَ) ، أو (نَصِيبِينَ) بالتخفيف: (وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام) . انظر: معجم البلدان، لياقوت الحَمَوي: (5/233) . (3) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ سبق تخريجه ص 12، بالهامش ذي الرقم (1) . (4) وهم جن نصيبين، من ساكني جزيرة أقور، ونصيبين مدينة من أمهات مدن الجزيرة كما سبق بيانه ص11 بالهامش ذي الرقم (1) . (5) انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (19/16) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ *وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ *} [الصافات: 6-7] . والشيطان المارد، هو: (الخبيث المتمرد العاتي، إذا أراد أن يسترق السمع أتاه شهاب ثاقب فأحرقه) (1) . ومن أصناف الشياطين أيضاً البناؤون والغوّاصون قال تعالى: {وَالشَّيْاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ *} [ص: 37] . وقد سخّرهم الله تعالى لعبده ونبيّه سليمان عليه السلام وسلّطه عليهم فهم يأتمرون بأمره {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: 13] ، [والمحراب مقدّم المجلس أو المصلّى أو البنيان، والتمثال صورة من نحاس أو زجاج، والجفان ج/جفنة وهي قدر متسع للطعام، بلغت من سعتها أن تكون كالجابية، أي: الحوض الذي يُجبى فيه الماء أي يجمع به، وقدور أخرى ثابتة لا تتحول من موضعها لِعِظَم حجمها] (2) . ومن أصنافهم: العفاريت، قال تعالى: {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ *} [النمل: 39] ، والعِفْريت هو: (النافذ في الأمر المبالغ فيه مع خبث ودهاء) (3) . ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عِفْرِيتاً مِنَ الْجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، وَإِنَّ اللهَ أَمْكَنَنِي مِنْه فَذَعَتُّهُ ... الحديث (4) .   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: ص 1443، ط - بيت الأفكار الدولية. (2) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن. (تفسير الطبري) : (22/87) . (3) انظر: لسان العرب لابن منظور: (4/585) . (4) أخرجه البخاري بنحو هذا اللفظ، كتاب: التفسير، باب: قوله تعالى: [ص: 35] {وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَِحَدٍ مِنْ بَعْدِي} ، برقم (4808) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلمٌ بلفظه، كتاب: المساجد، باب: جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، برقم (541) عنه أيضاً. ومعنى: فَذَعَتُّهُ: خَنَقْتُهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 ومنها أيضاً النَّخَسَة الخُبَّل، وهم الذين ينخسون المولود عند ولادته، وقد يتخبط الإنسانَ هذا النوعُ إذا ضلّ عن سبيل الله تعالى، فيُصيِّره لا يعي ما يقوله، وهو المسمى بالمس أو الصرع، والصحيح ثبوت حصوله، كما سيأتي بيانُه تفصيلاً إن شاء الله. قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] . وقال صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاّ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ (1) . ومن أصنافهم كذلك الغِيلان، ومفرده غُول، وهو الجني يتصور بصور عدة، ويتبدل باستمرار. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... فَإِذَا تَغَوّلَتْ بِكُمُ الْغِيلاَنُ فَبَادِرُوا بِالأَْذَانِ ... (2) . وكذا منهم الزَّوْبَعة، وهم - كما سبق - من أقوى الجن شوكة. قال تعالى: [الأحقاف: 29] {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ *} ، (وفي سبب نزولها، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأنبياء، باب: قوله تعالى: [مَريَم: 16] {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... } برقم (3431) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلمٌ بلفظه؛ كتاب: الفضائل. باب: فضائل عيسى عليه السلام، برقم (2366) ، عنه أيضاً. ... ومعنى: نَخَسه، أي: طعنه أو نزغه أو مسّه أو عصره أو لكزه أو ضربه على جنبه، كما يستفاد من مجموع روايات الحديث، والله أعلم. (2) جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد (3/382) ، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 نَخْلَةَ، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا - قال: صَهْ -، وكانوا تسعةً أحدُهم زَوْبَعَةُ، فأنزل الله: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ..} - الآية) (1) . [وقد آذنَتْه بهم - أي أعلمَتْه صلى الله عليه وسلم باستماعهم ووجودهم شجرةٌ] (2) . وقال الإمام القرطبي رحمه الله: هم من بني الشيِّصيان، وهم أكثر الجن عدداً وأقواهم شوكة وأشرفهم نسباً (3) . وقد تعددت الروايات في تحديد نسبة هؤلاء النفر وعددهم، فقيل هم تسعة من الشيِّصيان كما تقدم، أو سبعة من نِصِّيبين، أو من جن نينوى، أو من أهل حرّان، وأن الاستماع كان في صلاة الفجر أو في صلاة العِشاء الآخرة. وأياً كان الحال، فالعبرة في إذعانهم - مع عِظَم شوكتهم - لمواعظ القرآن، وقبولهم بأن يكونوا رسلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى قومهم، يدعونهم لإجابة داعي الله والإيمان به عليه الصلاة والسلام، بل إنهم قد دَعَوا بعض الإنس أيضاً للإسلام كما في حديث إسلام سواد بن قارب رضي الله عنه الطويل، وفيه أن داعي الجن أتاه ثلاث ليالٍ متواليات يدعوه في كل ليلة بقوله: فانهضْ إلى الصَّفوة من بني هاشمٍ ... ما مؤمنو الجن ككفارها فأنشد سواد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم شعراً، ومنه: وأنك أدنى المرسلين شفاعةً ... إلى الله يا ابنَ الأكرمينَ الأطايبِ   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم ص 1565 ط - بيت الأفكار الدولية. (2) حديث الإيذان في صحيحي البخاري ومسلم، الأول برقم (3859) ، والثاني برقم (450) . (3) انظر: الجامع لأحكام القرآن (19/2) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 فمُرْنا بما يأتيك يا خيرَ مُرْسَلٍ ... وإن كان فيما جاء شَيْبُ الذوائبِ وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعةٍ ... سواك بمُغْنٍ عن سوادِ بن قاربِ قال سواد رضي الله عنه: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: أَفْلَحْتَ يَا سَوَادُ (1) . 8- ... وأما انتسابهم إلى أوطانٍ ومواضعَ من الأرض، فمن أدلته: - ... قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: «إِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الْجِنُّ ... » (2) الحديث. - ... وعند الإمام الشعبي رحمه الله: (إن الوفد الذي جاء ليلة استماع الجن القرآنَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا من جنّ الجزيرة) (3) .   (1) جزء من حديث إسلام سواد بن قاربٍ رضي الله عنه، وقد أخرجه البيهقي بطوله في دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة: (2/248) ، كما أخرجه - باختلاف مختصراً - البخاريُّ في كتاب: مناقب الأنصار، باب: إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، برقم (3866) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ولم يصرّح فيه باسم كاهن الجن في الجاهلية. ... - قال البيهقي رحمه الله: [حديث سواد بن قارب، ويشبه أن يكون هذا هو الكاهن الذي لم يذكر اسمه في الحديث الصحيح] . اهـ. ... - وقال ابن كثير رحمه اللهفي تفسير القرآن العظيم (4/198) : وهذا الذي قاله البيهقي هو المُتَّجِه. اهـ. (2) جزء من حديث تقدم تخريجه ص 12، بالهامش ذي الرقم (1) . (3) سبق بيان معنى (الجزيرة) ، والقولُ ذكره الإمام مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن، برقم (450) . ولا تضادَّ بين كونهم من الجزيرة، أو من نصيبين، حيث إن نصيبين مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام. كما سبق ذكره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 - ... وذكر الإمام القرطبي رحمه الله أن الوفد كانوا من جن حرّان، ومن نصيبين، والذين أتَوْا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بنَخَلَةَ كانوا من جن نِينَوَى)) (1) . * وأما أدلة مخالفتهم للإنس: - ... ومن ذلك أن أصل خِلْقتهم من خالص حَرِّ النار، ولَهَبِها، فلقول الله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ *} [سورة الرحمن: 15] ، ولقوله تعالى: {وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ *} [الحِجْر: 27] . ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَّانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ (2) . والمارج والسموم وَصْفان للنار، يعني الأولُ: لهب النار ولسانه، والثاني: خالص حرّ النار الذي ينفذ في المسام لشدته (3) . - ... ومن ذلك تميزهم عن الإنس بقدرات متفوقة منها: سرعة الحركة، فلقوله تعالى: {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ *} [النمل: 39] . فقد تكفّل ذلك العِفْريت من الجن بإحضار عرش ملكة سبأ بلقيس، لسليمان عليه السلام، وذلك قبل قيامه عليه السلام من مجلسه.   (1) انظر: الجامع لأحكام القرآن (19/3) . ... وقد ذكر الإمام الألوسي في تفسيره (15/13) . أن وِفادات الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ست وِفادات. كما ذكرها مفصلةً الإمامُ البيهقي رحمه اللهفي دلائل النبوة (2/225) ، فانظرها - إن شئت -. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الزهد والرقائق باب: في أحاديث متفرقة، برقم (2996) ، عن عائشة رضي الله عنها. (3) انظر: تفسير الطبري (27/126) . وانظر أيضاً: تفسير النَّسَفي (2/270) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 ومن قدراتهم المتفوقة - ولا ريب - قدرتهم على لمس السماء، قال تعالى حكاية عن مَرَدة الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا *} [الجن: 8] . - ... ومن أدلة مخالفتهم الإنس في قدرتهم على التشكل بصورة ذي روح، فلقول الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ *} [الأنفال: 48] . وقد كان ذلك في مجيء إبليس - نعوذ بالله من الشيطان الرجيم - في صورة رجل من بني مُدْلج، وهو على هيئة سراقة بن مالك بن جعشم، فلما رأى جبريلَ عليه السلام أقبل مع جند من الملائكة نزع يده من يد رجل من المشركين، فقال الرجل: تزعم أنك جار لنا؟! فقال: إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب (1) . وأما دليل تشكُّلهم من السنة النبوية، فقد سبق قول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عِفْرِيتاً مِنَ الجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، وَإِنَّ اللهَ أَمْكَنَنِي مِنْهُ فَذَعَتُّه، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَرْبِطَهَ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَى تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ أَجْمَعُونَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: [ص: 35] {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَِحَدٍ مِنْ بَعْدِي} ، فَرَدَّهُ اللهُ خَاسِئاً (2) .   (1) انظر: تفسير الطبري (10/18) . وانظر المروي في دلائل البيهقي (2/354) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (2) سبق تخريجه ص 19 بالهامش ذي الرقم (4) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 ومن أدلته أيضاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، إذ وكّله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فكَذَبَه شيطانٌ ليلتين يحثو في كلّ ليلةٍ من تمر الصدقة، مدَّعياً فاقتَه وعياله زاعماً عدمَ عودته، ثم يعود، حتى جاء الثالثة، فعلّم أبا هريرة أن يقرأ آية الكرسي بتمامها فيكون بعدها في حفظ الله تعالى ولا يقربنَّه شيطان حتى يُصبِح، فقال عليه الصلاة والسلام: أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعَلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: ذَاكَ شَيْطَانٌ (1) . - وأما تشكلهم على صورة ذي روح من الحيوان، فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقتُلُوا الجِنَّانَ (2) ، إِلاّ كُلَّ أَبْتَرَ ذِي طُفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُ يُسقِطُ الْوَلَدَ، وَيُذهِبُ الْبَصَرَ، فَاقْتُلُوهُ (3) ، [واستثناء هذين النوعين (الأبتر وذي الطُّفْيَتَيْن) (4) ، من حيات البيوت يقتضي: أن الجني يتمثل في حيات البيوت، إلا في هذين النوعين فلا يتصوّر بصورتهما، لذا فإنه يسنّ   (1) اختصار من معنى حديث أخرجه البخاري بطوله، في كتاب: الوكالة. باب: إذا وكل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه الموكِّل ... ، برقم (2311) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقد أفاد ابن حجر في الفتح (4/488) ، (أن زكاة رمضان كانت تمراً، وأن الشيطان المتشكل على صورة شيخ كبير، أتى من نصيبين) . اهـ. (2) الجَِنَّان: الحيّات التي تكون في البيوت، كما أفادته زيادة مسلم رحمه الله، وفيها: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ ... » الحديث، وتخريجه في الهامش التالي. (3) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: خير مال المسلم..، برقم (3311) ، عن أبي لبابة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: قتل الحيّات وغيرها، برقم (2233) ، عنه أيضاً. (4) هما نوعان لا نوع واحد كما يوهمه ظاهر مروي البخاري رحمه الله، فقد فرَّقت رواية مسلم بينهما بقوله صلى الله عليه وسلم: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَذَا الْطُّفْيَتَيْنِ وَالأَْبْتَرَ ... » الحديث. انظر صحيح مسلم برقم (2233) ، وقد نبَّه على ذلك الإمام ابن حجر في الفتح، كما سيأتي في الهامش الذي يلي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 قتلُهما مطلقاً] اهـ (1) . وهذا النهي عن قتل حيات البيوت مقيد بوجوب استئذانها ثلاثة أيام، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنّاً قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئاً (2) ، فَآذِنُوهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ (3) . - وأما اختلاف الجن وتبايُنهم من حيث الصورة وشكل الخِلْقة، فدليله قوله صلى الله عليه وسلم: الْجِنُّ عَلَى ثَلاَثَةٍ: فَثُلُثٌ لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وَكِلاَبٌ، وَثُلُثٌ يَحُلُّونَ وَيَظْعَنُونَ (4) . - وأما كونهم لا تمكننا رؤيتهم على صورتهم الأصلية، فلقول الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27] . وهذه الآية دالّة - كما ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله على عدم رؤيتنا لهم على صورتهم الأصلية، وليس معناها انتفاء رؤيتنا لهم في حالة تشكُّلهم بمختلف الصور التي ثبت تشكُّلُهم بها، لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك (5) .   (1) انظر: الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي ص: 22. والأبتر: جنس من الحيات أزرق اللون مقطوع الذنب أو قصيرُهُ، وذو الطفيتين: نوع آخر يميزه وجود خطين أبيضين على ظهره. كما أفاده في الفتح (6/347) . (2) المعنى: إذا تمثلوا بصورة حية أو غيرها، كما أفاده سبب ورود الحديث. (3) سبق ذكر جزء من هذا الحديث وتخريجه ص 17 بالهامش ذي الرقم (2) . (4) أخرجه الحاكم في مستدركه (2/455) ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. اهـ. - أي البخاري ومسلم في صحيحيهما، مع كونه على شرطهما -. وقال الذهبي: هو صحيح. اهـ. كما أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ثعلبة الخُشَني رضي الله عنه. كما جاء بنحوه عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وفي سنده ضعف. انظر الدَّمِيري، حياة الحيوان الكبرى (1/203) . (5) انظر: فتح القدير الشوكاني رحمه الله، 2/197. وقال الإمام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (4/488) : إن قوله تعالى: ُ ق ف چ؛: 9 ژ؟ ِ [الأعرَاف: 27] {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} : هذا مخصوص بما إذا كان على صورته التي خُلِق عليها، وأنهم يظهرون للإنس بالشرط المذكور. اهـ. والشرط المذكور أي: شرط التشكُّل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 - وأما كون رسل البشر هم رسل للجن أيضًا، وأنه لم ينبأ من الجن أحد ولم يرسل إليهم، فقد سبق تفصيل ذلك، بما أغنى عن إعادته هاهنا (1) وهو الذي عليه جمهور العلماء كما ذكره ابن قيم الجوزية رحمه الله بقوله: (ولما كان الإنس أكملَ من الجن وأتمَّ عقولاً ازدادوا عليهم بثلاثة أصناف أُخَر ليس شيء منها للجن، وهم: الرسل والأنبياء والمقرّبون، فليس في الجن صنف من هؤلاء، بل حِلْيتهم الصلاح) . اهـ (2) . - وأما كون طعامهم أوفر اللحم يجدونه عند كل عظم، وكون طعام دوابهم عند كل بَعْرَةٍ أو رَوْثٍ، فدليله قوله صلى الله عليه وسلم - مخاطباً الجن - لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْماً، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لَدَوَابِّكُمْ (3) . - وأما دليل وجود الشياطين منهم - والعياذ بالله - في أماكن قضاء الحاجة كالحشوش ونحوها، فلقوله عليه الصلاة والسلام: إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتى أَحَدُكُمُ الْخَلاَءَ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (4) .   (1) انظر: ص14 وما بعدها. (2) انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين (1/415) . (3) جزء من حديث أخرجه البخاري بنحوه، كتاب: مناقب الأنصار، باب: ذِكْر الجن، برقم (3860) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلمٌ بلفظه؛ كتاب: الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح، برقم (450) ، عن ابن مسعود رضي الله عنه. (4) الحديث أخرجه أبوداود؛ كتاب الطهارة، باب: ما يقول إذا دخل الخلاء، برقم (6) ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 - وأما كثرة وجودهم - عياذاً بالله - في الأسواق، فلوصية سلمانَ رضي الله عنه، بقوله: ((لا تكونن، إن استطعتَ، أولَ من يدخل السوق ولا آخرَ من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها يَنْصِبُ رايته)) (1) . 2- المسُّ، ومن أثره الصَّرْع: إن من المسلّم به لدى كل مسلم - ولله الحمد - الإيمان الجازم بما نُصَّ عليه في كتاب الله تعالى، وبما صحّ من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومما يدخل في ذلك التسليم بوجود الجن، وهذا مما أجمع عليه سلف هذه الأمة وخَلَفُها شرَّفها الله. ولكن، ما تأثير هذا الخلق على الإنس؟ إن جمهور أهل العلم يُثبِتون أثراً للجن على الإنس، فإنْ تسلَّط شيطان من شياطين الجن على إنسي تخبَّطه بمسٍ - والعياذ بالله -، وهذا المس له عندهم مفهوم شامل ينضوي تحته كل أثر له، ومن ذلك الوسوسة المعنوية، ومن أثرها اللمّة، وهي: خاطر يفضي إلى كثرة التردد في الأمور، أو الميل إلى الشر والانصراف عن الخير، وقد تبلغ الوسوسة في صدر الإنسي حدَّ سَلْبِه لإرادته، وقد يتبع ذلك الأذى النفسيَّ المسُّ الحسيُّ - وهو التخبط - وهو أذى وتعدٍّ مادي جسدي يؤدي إلى اختلال الحركات، فيتخبط الممسوس في مشيته مثلاً، أو يفقد السيطرة على تصرفاته، وهذا ما يسمَّى بالصَّرْع، وقد يصل الصَّرْع إلى حدّ التلبس التام، فيكون المسُّ عندئذ سيطرةً تامة على العقل والجسد، فيُعَلّ الممسوسُ بسببها جسداً ونفساً، ويؤثر ذلك على عقله، فيصيبه لمم (طرف جنون) أو جنون تام، والعياذ بالله، فلا يعي بعدها ما يقول، وقد   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، برقم (2451) ، عن سلمان رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 يقول ما لا يريد، أو ما لا يُفْهَم، وقد يؤذي غيره، وهو مسلوب الإرادة، وقد يكره العبادات، ويكون الكاره - على الحقيقة - هو الشيطان الذي استهواه فمسه فتلبَّس به. وخلاصة ذلك أن المس من قِبَل شيطان من شياطين الجن لإنسان، هو التعرض له بأذىً: بدءاً بالوسوسة، مروراً بالصَّرْع، وانتهاءً بالتلبس، نسأل الله العافية. قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] . وقال تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَْرْضِ حَيْرَانَ} [الأنعام: 71] . وقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} [سورة الناس] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة (1) أتت تشكو إليه أنها تُصرع وتتكشّف: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فقالت: أصبر، ثم قالت: إني أتكشّف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فَدَعَا لَهَا صلى الله عليه وسلم» (2) .   (1) هي: أم زُفَر، وكانت امرأة طويلة سوداء. كما روى البخاري - عقب الحديث - عن عطاء رحمه الله. (2) أخرجه البخاري، كتاب: المرضى، باب: فضل من يُصْرَعُ من الريح، برقم (5652) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ومسلمٌ؛ كتاب: البِرّ والصلة، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض، برقم (2576) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وقال عليه الصلاة والسلام: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرى الدَّمِ (1) . 3- الاستعانة: ويُعنى بها - اصطلاحًا -: قصد طلب العون من الجن خاصة، ومن شياطينهم بصورة أخص، وهو ما يسمى بـ (دعوة الجن) ، وقد يُلجأ إليه - والعياذ بالله - عند العلاج من مس أو سحر أو ربط ونحو ذلك. - قال الله تعالى: [المَائدة: 2] {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} . - وقال سبحانه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا *} [الجن: 6] . - وقال الله عزّ وجل: [سَبَإ: 41] {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} . وقد أفتى علماء أعلام في عدم جواز الاستعانة بالجن - فيما فيه إثم أو عدوان -؛ منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بقوله: (من كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله، إما في الشرك، وإما في قتل معصوم الدم، أو في العدوان عليه بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة، فهذا   (1) جزء من حديث أخرجه البخاري بنحوه؛ كتاب: الاعتكاف، باب: هل يخرج المعتكف ... ، برقم (2035) عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها. ومسلم بلفظه؛ كتاب: السلام، باب: بيان أنه يُستحب لمن رُئي خالياً بامرأة .... ، برقم (2175) ، عنها أيضاً. ... وكذا أخرجه أحمد في مسنده - بلفظه - (3/285) ، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 قد استعان بهم على الإثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاصٍ؛ إما فاسق وإما مذنب غير فاسق) . اهـ (1) . وكذا أفتى بذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله، وقد علل رحمه الله عدم جواز استخدامهم في العلاج بكون ذلك وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم، لأن فيهم من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع، ولا تُعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتماد عليهم ولا يُسأَلون ولو تمثلوا لك، بل عليك أن تسأل أهل العلم والطب من الإنس، وقد ذمّ الله المشركين بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا *} [الجن: 6] ، ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم، وذلك كله من الشرك) . اهـ (2) . وقد يحسن في هذا المقام ذكر بعض أقوال أهل العلم في معنى الرَّهَق من قوله تعالى: {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6] . قال الإمام القرطبي رحمه الله: (رهقاً، أي خطيئة وإثماً. قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة، والرَّهَق: الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم) (3) . وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (رَهَقاً، أي: إثماً، وازداد الجن عليهم جراءة .... وقال عكرمة رحمه الله: فدَنَوْا من الإنس فأصابوهم بالخَبَل والجنون، وقال مجاهد رحمه الله: زاد الكفار طغياناً) (4) .   (1) انظر: مجموع الفتاوى (11/309) . (2) ينظر نص الفتوى بتمامها، في مجلة الدعوة، العدد: (162، ص: 34) . (3) انظر: الجامع لأحكام القرآن، (19/12) . (4) انظر: تفسير القرآن العظيم، (4/506) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 تفصيل القول في شأن الاستعانة بالجن: يتبين من مجموع النصوص الشرعية، ثم من ثاقب فهم أهل العلم لها - جزاهم الله خيراً -، يتبين أن الاستعانة لفظ مجمل يندرج تحته مسمَّياتٌ شتى، فلا يسوغ الحكمُ بتحريمها على وجه الإجمال، بل يُنظَر فيما قُصِد بها، وبأي وسيلة تمت، فيكون الحكم بحسب ذلك النظر، وهاك بعض تفصيل لذلك: - الاستعانة بمعنى الاستعاذة ، ووسيلتها التوجّه، ومثالها: توجه بعض مشركي العرب إذا نزل وادياً مقفراً للالتجاء إلى سيد القوم من الجن في ذلك الوادي، ليقيَه الضُّرَّ - المحتمل حصوله من أشرار قومه - في نفسه أو ماله أو ولده، أو حتى ماشيته، وهذا، ولا ريب، فيه توجه إلى ما يظنه المستعيذ سلطاناً قاهراً يتملكه الجن، فيكون فيه نوع تعظيم لهم، فيحرم لذلك، بل ويكون فيه نوع شرك، لكون الاستعانة - بما لا يقدر عليه إلا الله - عبادة لغير الله سبحانه. قال الإمام القرطبي رحمه الله: (ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك) (1) . - الاستعانة بمعنى الاستمتاع ، ووسيلته الإقسام على الجن بأسماء من يعظّمونهم، فيحصل بذلك لكبراء الجن الرئاسةُ والجاه - بزعمهم - على الإنس فضلاً عن الجن، فينالون به حظاً من حظوظ الدنيا فيتلذذون لذلك. أما قضاء الحوائج للإنس مما يقدر عليه الجن، فإنه يحرم أيضاً، لكونه وسيلة للاعتقاد، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم.   (1) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (19/10) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 هذا إن لم يكن فيه إقسام على الجن بعظيم عندهم، أو لم يكن فيه طلب لأمر غيبي اختص الله بعلمه به، فإن كان فيه شيء من ذلك فهو شرك صريح وعبادة ظاهرة لهم، والعياذ بالله تعالى. - الاستعانة بمعنى الاستخدام ، ووسيلته: أن يطلب الإنسي المؤمن من جنٍ أداء طاعة لله تعالى، كأن يبلِّغه علماً نافعاً، ثم يطلب منه تبليغه لمن خلفه من نظرائه من الجن، وهذا جائز محمود، وهو من قبيل الدعوة إلى الله تعالى. - الاستعانة بمعنى الاستخدام الخاص، وهو فيما اصطلح عليه السحرة في معنى الاستخدام، ووسيلته أن يتقرب الساحر إلى شيطان من شياطين الجن بأفعال يحبها، كأن يتقرب إليه بذبح، أو بفعل فاحشة، أو بترديد عزائمَ شركيةٍ، ونحو ذلك، فيعطي ذلك الشيطانُ عندها العهدَ للساحر بأن يلزم طاعته كلما طلب ذلك. وهذا - ولا شك - محرم وهو شرك بالله، وكفر بدينه، والعياذ بالله. الاستعانة بمعنى الاستحضار ، وهو نوعان، وسيلة الأول منهما ادعاء طلب استنزال روح من أرواح الملائكة عليهم السلام، والآخر طلب تلبس جني بجسد إنسي، لتدل الملائكة في الأول، أو الجني في الثاني - بزعمهم - على اسم سارق ما، أو مكان مسروق، أو متى وكيف وأين تمت السرقة، وهو ما يعبَّر عنه بالمندل، وسوف يأتي تفصيل له، وهو محرّم لاشتماله على اعتقاد ما لا يصح في حق الملائكة عليهم السلام من معصية الله تعالى، ولتضمنه استعانة بهم أو بالجن المسمَّوْن عندهم: خُدّام المندل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 وطرق الاستعانة كثيرة متشعبة، ليس القصد في هذا المقام حصرها، لكن بيان بعضها، وذلك ليُعلَم تغايرُ أحكامها تبعاً لوسائلها والغاية منها، وأن أغلب ما يتخذه الإنس من وسائل لتحقيق الاستعانة، يدخل فيه نوع شرك، من عمل مذموم تحبه الجن، أو إقسام وعزائم تستمتع بسببها الجن بالجاه، أو يستمتع بها الإنس بتحصيل مال أو رياسة، أو بادعاء كهانة أو فك سحر، أو جلب غائب، أو دفع مس ونحوه. قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *} [الأنعام: 128] . وفيما يأتي أخص بعض طرق الاستعانة المحرمة بالذكر تفصيلاً، وذلك لاشتهار العمل بها لدى السحرة والدجاجلة المشعوذين. ومن ذلك : المندل - الزار - قياس الأثر. 4 - المندل: وهو: مصطلح لديهم - عنيتُ أهل السحر والشعوذة، قاتلهم الله - يعني: استحضار جني كافر بطريق تكرار تعويذة تسمى: عزيمة، يكون الساحر، والعياذ بالله، قد توافق على صيغة لها مع شيطان الجن، بحيث تصير كالعهد بينهما، ويكون ذلك بعد استرضاء الساحر للجني بتلبية طلباته جميعِها، ولو اشتملت على ارتكاب محرم أو تلفظ بشرك، فإذا استرضاه بذلك عاهده بالتعويذة - وهي تكون متضمنة شركًا صريحًا، وتكون غالبًا بكلمات غير عربية كالسريانية مثلاً -، وكلما تلا المعزِّم التعويذة حضر خادم المندل فيستعمله فاتح المندل، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 أي الساحر أو المشعوذ، في الاستدلال على غائب كمسروق أو مفقود ونحوه. وتفصيله: أن يُحضِر الساحر طفلاً لم يبلغ الحُلُم حال كونه غير متوضئ! فيكتب آية من القرآن على جبهته، وغالباً ما يكتبون قوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ *} [ق: 22] ، ثم يحمّله فنجاناً يضع فيه حبراً أو زيتاً، ثم يقرأ المعزِّم - الساحر - العزيمةَ المتوافَق عليها، فيرى الطفل في الفنجان الجنيَّ المحضَّر، فيسأله عن المفقود فيجيبه وهو يرى صورته متمثلاً بحبرٍ أو زيت ونحوهما، فإما أن يريه الجنيُّ المفقودَ فيعرف مكانه، أو يكتب له بحروف متفرقة على لوحٍ يراه الطفل، وربما سأله عن السارق فيكتب، وهكذا. ويُلحَظ في هذه الطريقة انتشارها، فربما قام بها دجال مشعوذ، أو ساحر، أو حتى مَنْ ظاهرُه الصلاح، فيلبّس على العامة أمر دينهم، ويوهمهم بأن الجن المؤمن يخدمه بطريق المندل، فليُحذر من ذلك أشد الحذر. ومما يشبه فتح المندل من طرق الاستعانة المحرمة: طريقة الكف، وفيها يرى الطفل الصُّوَر في كفِّه، وقد رسم الساحر عليه مربعاً كتب حوله طلاسم، وجعل في وسطه زيتاً أو حبراً، ثم يتلو الساحر عزيمة شركية. ومؤدّى الطريقتين واحد، وهو ادعاء كشف الغائب، ومعرفة مكان المفقود أو المسروق ونحو ذلك بطريق الاسترضاء. 5 - الزار أو دَقّة الزار، ويقصد به: التقرب إلى شيطان من شياطين الجن، بتلبية جميع طلباته من ذبح لغير الله تعالى، وارتكاب محرم كاختلاط رجال بنساء، وربما زانى بعضهم ببعض، وذلك ليزورهم ذلك الشيطان، فيُخرج - بزعمهم - شيطاناً آخر كان قد سبقه فتلبس في جسد إنس، (غالباً ما تكون امرأة) ، فيقام حفل توسم فيه تلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 المرأة عروساً، وتضرب من حولها الدفوف، ويُهلُّ به بالذبح تقربًا لغير الله تعالى، ويلطخ بالدم المهراق وجه تلك العروس، فتصرخ صرخة أو يصرخ منظّم الزار، مؤذِناً بتحقق تخلّصها من الجن الذي تلبس بها. وفي هذه الأثناء - عند ضرب الدفوف وإضاءة الشموع ودوران الرجال والنساء حول العروس التي قد تعتلي متجملةً سُدّة تتوسطهم، أو تكون معتلية ظهر حصان أو جمل - في هذه الأثناء قد يختلي رجال بنساء بقصد الاستمتاع المحرم. وما سبق يكون في حالةِ كان مرض المرأة تلبُّس جنيٍّ، أما إن كانت راغبة بالولد ولا طاقة لزوجها بذلك، فقد يقوم منظّم الزار - أو من ينيبه - بتلك المهمة بدلاً عنه، ويتم الإعلان بعدها بأنها قد شفيت من عقم مزمن، أو تعافى زوجها ببركة الزار، وما قدمته من غالٍ ونفيس، لمنظِّمه ومستدعي زائر الحضرة من الجن الصالح!! هكذا ينفد ما في الديار لإقامة الزار، وينفد ما في الجيب لمعرفة ما في الغيب، وصدق القائل في وصف الزار وتكلفته الباهظة، بقوله: ثلاثة تشقى بهنَّ الدارُ ... العرسُ والمأتمُ ثم الزَّارُ ومعلوم لديك - أخي القارئ - انتشار هذه الطريقة من طرق الاستعانة انتشار النار في الهشيم في بعض ديار المسلمين، بل إن الأدهى من ذلك كلِّه كثرةُ عرض حفلات الزار - وما يحصل بها من مخازٍ فاضحة - في عروض تلفازية وسينمائية، حتى لَيُخيَّل لمن يراها بأن ذلك هو من مسلّمات الدين، وشعائره التي لا يُعذَر المسلمُ بالجهل بها، فيتم بذلك التلبيس على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 المسلمين عامةً، وتنفير غير المسلمين من الالتحاق بهم فيما لو توافرت لديهم النية لذلك، أو كانوا من المؤلَّفة قلوبهم!! 6 - قياس الأثر: وهي - كما سبق - طريقة من طرق الاستعانة بالجن، ويطلب الساحر فيها أثراً من أثر المريض، كمنديل له، أو عمامة ونحو ذلك، مما يحمل ريح عرق المريض، ثم يعقد هذا المنديل من طرفه، ثم يقيس مقدار أربع أصابع من بعد العقدة، ومن ثَمّ يمسك المنديل إمساكاً محكماً، ثم يقرأ سورة التكاثر أو أي سورة من قصار المفصّل ويرفع بها صوته، ثم يُسِرُّ بقول طِلَّسم شركي، ينادي به الجني، ويسأله أن يقصّر الأثر إن كان بالمريض مس من الجن، وأن يطوّله إن كان به عين، [أو العكس] (*) ، وأن يُبقيَه على ما هو عليه إن كان المرض مرضاً عضوياً أو نفسياً، ثم يتم القياس بعد ذلك، فإن نقص عن أربع أصابع استعان بالجني أو بمن هو أعلى منه وأقدر على إخراج مَنْ مَسَّهُ من الجن، وإن زاد عَمَد إلى معالجته من العين، بطرق مقررة من اغتسال العائن ثم صب الماء على رأس المعين بغتةً مِنْ خَلْفِه، أو يتوضأ العائن، ثم يغتسل منه المعين، أو بقراءة الرقى المشروعة في ذلك، وإن بقي الأثر على ما هو عليه - لم يزد ولم ينقص - أَمَر المريضَ بالاستطباب لدى أهل الطب" (1) . وهذه الطرق الثلاثة السالفة، - المندل والزار وقياس الأثر - هي ولا   (*) أثبت أ. فتحي الجندي في مؤلَّفه (النذير العُريان) طلبَ حصول عكس ذلك: بالتطويل إن كان مسّاً، وبالتقصير إن كان عيناً - والمؤدى واحد - انظر: ص 221 من المؤلَّف المذكور. (1) انظر: الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار. وحيد عبد السلام بالي، ص 77. والقول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين. أسامة بن ياسين المعاني، ص 170. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 شك طرق استعانة شركية محرّمة، وقد يكون أخطر ما فيها: الاستهزاء بدين الله تعالى، حيث استخف به المعالِجُ والمعالَجُ، فأعرضا عنه، واستبدلا الذي هو شر بالذي هو خير، وتعلّقا لدفع الضر بغير الله عزّ وجلّ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدْعَةً فَلاَ وَدَعَ اللهُ لَهُ (1) ، فإذا تخلّى الله تعالى عن هؤلاء جميعهم، وأَذِن تعالى بإيقاع الضرر عليهم، وتركهم إلى ما وثقوا به واعتمدوا عليه من دون الله عز وجل، فلا يلومن أحدُهم إلا نفسَه. وخلاصة ذلك أن كل استعانة صريحة بمخلوق، وطلبٍ منه، أو مناداةٍ له، أو دعائه، فهو بلا ريب مما يُغضِب الربَّ سبحانه، لأنه في حقيقته عبادة لغير الله، والعياذ بالله. قال تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *} [الفاتحة: 4] . فانظر كيف جعل سبحانه الاستعانة به استمداداً للمعونة الإلهية، ولياذاً بالحضرة الربانية، مع التبرؤ التام من الالتجاء والتوجه لسواه تعالى، وبدهي أن ثمرة ملازمة ذلك يعود نفعه على العبد، كما أن التجرؤ على مخالفة ذلك ضرره عظيم واقع على العبد لا محالة، وقد كان من لطف الله بعباده أن أرشد إلى وجوب الاستعانة بجلاله، فهو تعالى مستغن عن خلقه قاهر فوق عباده. 7 - 8 -9 - العِرافة و الكهانة و التنجيم: أما العرافة: فهي ادعاء معرفة أمور من الغيب، بمقدِّمات يستدل بها مدَّعي ذلك (2) . فإن استخدم ذلك العرّافُ شياطين الجن ليعلموه شيئاً من علم الغيب، سمي العرّاف كاهناً، فالكهانة إذاً هي: ادعاء علم الغيب بوساطة   (1) أخرجه أحمد في مسنده (4/154) ، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه. وصححه الحاكم في "المستدرك" (4/216) ، ووافقه الذهبي. (2) انظر: شرح السنة للبغوي (12/182) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 استخدام الجن (1) ، فإنْ كانت المقدِّمات متعلقةً بحساب الأحوال الفلكية وتأثيرها على الحوادث الأرضية سمي العرّاف عندئذٍ منجماً، فالتنجيم علم تخميني لا يقيني (2) ، الغرض منه الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين تلك القوى الفلكية والقوابل الأرضية كما يزعمون (3) . ومن التنجيم أيضاً ما يسمى بـ (الموالد) ، وهي أن يدعيَ بطريق معرفة النجم الذي كان طالعاً عند ولادة الشخص، أنه يكون سلطاناً أو عالماً، أو غنياً أو فقيراً، أو طويل العمر أو قصيرَه، ونحو ذلك (4) . فإن خلت تلك المقدمات عن إخبار الشياطين وعن الاستدلال بسير الكواكب في مجاريها، سمي فاعل ذلك عرّافاً وحسب. ومما يدخل في العرافة أيضًا: الاستدلال بقراءة الزهر، وبقراءة الفنجان، وبالضرب بالحصى، وبحساب الطالع، وبورق اللعب (الشدة أو الكوتشينة) ، والفتح بالسبحة، وقراءة الودَع، كل ذلك يعتبر من صنوف العرافة، إن لم يكن فيه إخبار من شيطان للعرّاف فإن تضمن ذلك كان كهانة، وإن تضمن قراءة جداول الكواكب وتفسيرالأرقام تبعاً لها، فيكون عندئذٍ تنجيماً. فالعرافة - كما سبق - لفظ عام قد ينفرد، وقد يندرج دونه مصطلحا الكهانة والتنجيم، وغيرهما، وذكر بعض أهل العلم أن الفرق بين العرافة والكهانة - مع أنهما يشتركان في دعوى الاطلاع على الغيب-: (أن العرافة تكون مختصة بالأمور الماضية، والكهانة مختصة بالأمور المستقبَلة) (5) .   (1) انظر: فتح المجيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله. (2) انظر: تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات، لابن سينا، ص 75. (3) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (35/192) . (4) انظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للإمام الشنقيطي، (4/492) . (5) المرجع السابق نقلاً من كلام الفخر الرازي في تفسيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وهاك أخي القارئ، تفصيلاً لبعض من أنواع العرافة المشتهرة: 10 - قراءة الزهر المرقّم: وهو حجر بشكل مكعب موسوم في جهاته الست بأرقام من واحد إلى ستة، وهو معروف بـ (زَهْر لعبة الطاولة) ، حيث يُلقى هذا الزهر ضمن دائرة، فإن استقرَّ بها، يُقرَأ الرقم الظاهر في جهته العليا، ثم يُعمَد إلى تفسير الرقم بحسب ما تقضي به جداول الكواكب، المتوافرة لديهم: جدول (1) (2) ... إلخ. وإن استقر الزهر خارج الدائرة، فإن الشخص - بزعمهم - سيصادف شقاقاً عما قريب!! 11 - علم الأسارير، وهو علم باحث في الاستدلال (بالخطوط الموجودة في الأكفِّ والأقدام والجباه، بحسب تقاطعها وتباين أطوالها، وتقدير المسافات بينها) يستدلون بذلك على أحوال الإنسان النفسية، وآتي أمرِه من شقاوة أو سعادة، وغنى أو فقر، ونحو ذلك. 12 - قراءة الفنجان: والمقصود بذلك، ادعاء تفسير أثر (القهوة المعروفة بـ: التركية) المتبقي في الفنجان، من بعد احتسائها، حيث يُدار الفنجان باليد اليسرى مرات، ومن ثَمّ يُكفأ على حافته، ليُرفع بعدها، وليشرع قارئه (المبصِّر) بقراءته بحسب ما يعرف من رموز به، فما كان من رمز في قاع الفنجان فهو يمثل المستقبل، وما كان قريباً عند حافة الفنجان فهو حاضر محتسي القهوة، ثم إن ظهر - مثلاً - شكل يشبه حصاناً فهو عريس الهنا لمن شربت القهوة، وإن كان ما ظهر يشبه دجاجة، فهو دلالة على البشارة بالإنجاب والإخصاب، أما الدائرة فتمثل عندهم اجتماعاً لعرس مثلاً، ويعبّرون عنها بقولهم (جَمٍْعة على خير) ، وهكذا يفسرون أثر البنّ البرازيلي أو العَدَني، سواء ولا فرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 لديهم، كلٌ بحسب حال شارب القهوة!! فإن كانت فتاة قاربت سن العنوسة، سارع القارئ يزفّ إليها بشرى مَقْدم فارس الأحلام ممتطياً صهوة جواد لا يكبو، محمَّلاً بالورود والرياحين!! وإن كان تاجراً بُشِّر بربح وافر في عاجل تجارته، وربما في آجلها، وإن كان طالباً بُشِّر باجتياز الامتحان بتفوق تام على أقرانه، وما يستدعي العجب فعلاً تصديق أكثر الناس بذلك، حتى ولو بلغ أحدهم شأوًا مرموقاً في الثقافة وتبوأ منزلة مشهودًا له بها!! أما عامة الناس، فحدّثْ ولا حرج حيث صارت قراءة الفنجان - عند البعض - دأبهم في كل صباح، حيث تجتمع النسوة في دار إحداهن، ويبدأ من ثمَّ استعراض المهارات في القراءة الرمزية. ولا يخفى أن جميع ذلك هو من ادعاء العِرافة، فإن حضر كاهن، رجل كان أو امرأة، فأخبر بما يخبره به شيطان الجن من نبإ، مدعياً أنه يستنبطه من أثر خطوط القهوة، زاد عندها الأمر سوءًا وتحولت العرافة إلى كهانة، حيث يجزم الناس - حال صدق الكاهن، ولو لمرة واحدة - بدوام صدقه ووجوب تصديقه، فيعتقدون أحقية اتباع رموز الفنجان، وبأن ارتسامها دال يقيناً على ما اختصّ الله تعالى بعلمه مما قُدّر للمرء في عاجل أمره وآجله! تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. "ولا شك في أن هؤلاء المتكهنين من الكَذَبة المتخرِّصين من أهل الحَدْس والتخمين، إنما جعلوا هذه الحيل علامة عندهم .... فهؤلاء الكهنة يوهمون العامة معرفة مستقبل الأمور بالقراءة في الفنجان ..... فإذا قُدّر إصابتُهم في بعض الأحيان، فإن ذلك من باب المصادفة، أو من إخبار الشياطين لهم بما تسترق من السمع، وأكثرهم كاذبون" (1) .   (1) انظر: القول المعين لأسامة المعاني ص 313، ونصُّ الكلام مختار من فتوى لفضيلة العلاّمة عبد الله الجبرين حفظه الله، وأمتع به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 13 - الضرب بالحصى: وهو - اختصاراً - رمي عدد من الحَصَيات غير محدد، أو من الوَدَع (صدف لحلزونات بحرية) ، تُرمى في زاوية، ثم يشرع العرّاف باستعادتها حصاتين حصاتين مثلاً، أو ثلاثة ثلاثة، ثم ينظر ما تبقّى منها بعد ذلك، فإن كان شفعاً (عددًا مزدوجًا) دل ذلك على حُسْنِ الطالع وإن كان وترًا (عددًا مفردًا) دل على سوئه!، وذلك كله من العرافة بالتخمين والحدس، فإن أصابت أحياناً، فهو من باب المصادفة، فإن كان من يعمله كاهناً قد أخبر بما استخبر به شيطانَه، صارت من الكهانة المحرمة، والله أعلم (1) . 14 - الخط بالرمل: وله مسميات شتى، منها: علم الرمل، وعلم الخط، وعلم الطَّرْق، وعلم الضرب، وطريقته: أن يقوم الخاطّ برسم خطوط كثيرة متفرقة على أرضٍ لينة، يرسمها بخِفَّة بالغة وعَجَلةٍ متعمَّدة، فلا يُعرف عند ذلك عددها، ثم يمحوها خطين خطين، فإن بقي خطان مثلاً كان ذلك علامة على النجاح، وإن بقي خط واحد فهو دليل الخيبة والحرمان" (2) . وهو من العرافة المحرمة، فإن عمله كاهن استعان بإخبار شيطانه، فهو من الكهانة الشركية، ومن ادعاء العلم بالغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه. مسألة: الخط بالرمل علم معروف مشتهر، فهل هو الضرب على الرمل بعينه، أم أنهما متغايران؟   (1) المرجع السابق، ص 314 ملخص أيضاً من نص فتوى لفضيلة الشيخ ابن جبرين، حفظه الله، ونفع به. (2) انظر: "معالم السنن"، للإمام الخطابي ص 374. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 الظاهر، والله أعلم، أنهما متغايران، فالخط بالرمل، هو الرسم ثم الإزالة على ما سبق بيانه، - وهو المسمى بالطَّرْق - أما الضرب على الرمل، فهو رسم خطوط ونقاط تُجمع بعدها ليُستخرج من عددها جملة يستخرج منها برج شخص ما، فيقرأ الضارب بعدها في جداول لديه، وينظر في الجدول المختص بذلك البرج، فيسرد على الشخص أمورًا تتعلق به، وواضح أن هذا [الضرب على الرمل] هو من علم التنجيم المحرم، الموقع بالشرك، وذلك لاعتقاد كلٍّ من المنجّم، والمصدّق له، بتأثير الأحوال الفلكية بالتسبب في مجريات الحوادث الأرضية، واعتقادهما بتحكم العالم العلوي - على ما يزعمون - بالعالم السفلي، ومن ذلك عموم ما يجري على الخلق من نعمة أو شقوة، ومن توفيق أو خيبة، مضاهئين بذلك قول الصابئة عبدة النجوم، والعياذ بالله تعالى. فائدة: جاء في صحيح مسلم رحمه الله، سؤال معاويةَ بن الحَكَم السُّلَمي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور منها: الخط، فقال رضي الله عنه: ومنا رجال يخطُّون، فقال صلى الله عليه وسلم: «كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ» (1) . قال الإمام النووي رحمه الله: [اختلف العلماء في معنى الخط، والصحيح أن من وافق خطُّه خطَّ النبي فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة، فلا يباح، والمقصود: أنه حرام، لأنه   (1) جزء من حديث، أخرجه مسلم، كتاب المساجد، باب: تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، برقم (537) ، عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه. كذلك أخرجه عنه مسلم في كتاب السلام، أول باب: تحريم الكهانة وإتيان الكهان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها ... ] (1) . فحذار أخي المسلم الحصيف، من تلبيس إبليس وجنده الضعيف، بقولهم: ما دام قد فعله نبي من الأنبياء، فما المانع من فِعْله في حقنا؟! والإجابة كما سلف: (ذلك النبيُّ لا منعَ في حقه، وكذا لو علمنا موافقته، ولكن لا علم لنا بها، وقد حصل اتفاق من العلماء على النهي عنه الآن) (2) . 15 - حساب الطالع: وهو ادعاء معرفة حصول السعادة أو الشقاء لشخص ما، بطريق معرفة اسمه واسم أمه، ومعرفة ما يمثله مجموع الاسمين من الأعداد، بحسب حساب الجُمَّل، (أبجد هوز .... ) ، وبعد جمع تلك الأعداد، فإنها تقسم على عدد الأبراج الإثني عشر المعروفة (أولها الحَمَل، وآخرها الحوت) ، ومن ثَمّ قسمتها على (12) ، لينظر العرّاف المنجّم بعدها في باقي القسمة، فبحسب هذا الباقي ينظر في جدول لديه مطابق لترقيم باقي القسمة، فيخبره بطالعه وبحظه تبعاً لما احتواه الجدول (3) . وهي طريقة من طرق العرافة المعتمدة على التنجيم المحرم، ثم إن كلاً من العرّاف وطالب قراءة الطالع إن اعتقد أن منزلة الكوكب من القمر تتحكم بمستقبل المرء، وذلك بحسب سعد النجم أو نحسه، فإن ذلك - ولا ريب - أمر موقع بالشرك الأكبر، والعياذ بالله تعالى. 16 - حساب السُّبحة: وهو أشبه ما يكون بعادة الطِّيَرة   (1) انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (5/22) . (2) انظر: شرح النووي أيضًا بالعزو السابق عينه. (3) انظر: القول المعين لأسامة المعاني، ص 324. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 الشركية (1) ، التي كانت في الجاهلية، ثم أبطلها الإسلام، حيث كان أهل الجاهلية يعتمدون على الطير فإن كان سانحاً (أي طار عن يسارك وأعطاك ميامنه) تيمن به المسافر فمضى في سفره، وإن كان بارحاً (أي طار عن يمينك وأعطاك مياسره) تشاءم المسافر به وتطير، وحجزه ذلك عن سفره أو عن أمره الذي عزم عليه. فانظر، وفقك الله، كيف نفى الإسلام الطيرة الشركية التي تردّ صاحبها عن المطلوب، فقال عليه الصلاة والسلام: مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ (2) ، لاعتقاده أن ذلك سبب مؤثر في جلب نفع أو دفع ضر، فاعجبْ بعدها من أقوام لم يَكْفهم تشاؤم من كان قبلهم بمرئي، كجهة طيران طير، أو رؤية غراب، أو رجلٍ أعورَ، أو تشاؤمهم بمسموع كصراخ هامة (بوم) ،   (1) قُيِّدت الطيرةُ هنا بالشركية، للتحرز عن الطيرة التي بمعنى التشاؤم الذي لا يَرُدُّ عن المطلوب، وكذلك تحرزاً من الشؤم الجائز، والذي هو مستثنى من الطيرة بنص الأحاديث الصحاح، وهو الذي انحصر في: المرأة، والدار، والدابة، والفرس، والسيف. والمقصود به: أن تكون المرأة مثلاً سليط اللسان أو غير ولود، أو يكون جار الدار جار سوء، أو يكون في الدار ضيق، أو تكون الدابة لم يُغْزَ عليها أو تكون جَمُوحاً فلا يُنتَفع بها، أو يكون السيف لم يُضْرَبْ به في سبيل الله، أو اعتز به مشرك ونحوه. فإنه لكثرة ملازمة هذه الأشياء للإنسان جوّز له الشرع إبدالها بغيرها، إن وقع في نفسه كُرْهٌ لها لسبب ينفّر منها. قال الإمام القرطبي رحمه الله: المعنى أن هذه الأشياء أكثر ما يتشاءم به الناس، لملازمتهم إياها، فمن وقع في نفسه شيء من ذلك فله إبداله بغيره، مما يسكن له خاطره، مع اعتقاده أنه تعالى الفعال لما يريد، وليس لشيء منها أثر في الوجود. اهـ. وقال الإمام النووي رحمه الله ـ ينقله عن الإمام الخطابي، وكثير من العلماء: الطيرة منهي عنها إلا أن يكون له دار يكره سكناها، أو امرأة يكره صحبتها، أو فرس، أو خادم، فليفارق الجميع بالبيع ونحوه، وطلاقِ المرأة. اهـ. انظر: في ذلك كله صحيح مسلم بشرح النووي: (14/220) . (2) أخرجه أحمد في مسنده (2/202) ، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 أو نعق غراب، وكذا تشاؤمهم بأزمنة كصفر أو شوال، وبأمكنة يزعمون كثرة تغوّل (ظهور) الغِيْلان (أنواع من الجن) فيها، أقول: لم يكفهم ذلك جميعه، حتى عمدوا إلى التشاؤم بعدد حبات السبحة، وبرقم بعينه، وباسم حوى حروفاً كان مجموع أعدادها - للأسف - رقماً كارثياً يجلب الشؤم للمسمى به، فانظر كيف استخف أولئك الدجاجلة ومن أزّهم من شياطينهم بعقول الناس فأطاعوهم. هذا، وإن طرق العرافة عديدة ليس المراد هنا التعريف بجميعها، لكنِ التحذيرُ من مسلك هؤلاء، ومن الاغترار بهم، فإن أحدنا يتملكه العجَب، بل ويأخذه الذهول أحياناً، حين يرى أحدهم لم يدَعَ سبيلاً للإضلال إلا واتبعه، همه في ذلك كله جمع شيء من فتات الدنيا وحطامها، فتراه يهرع طارقاً أبواب الفضائيات يروّج لكهانته، ويسوّق لعرافته، وقد تجد بعضها يحفِل بهم، يستضيفونهم مكرمين، يستشفون منهم رأيهم في حاضر الأحداث ومستقبلها، ثم تجد بعدها مجلدات لعلماء سموا بالروحانيين حملت عنوان: توقعات سنة كذا، قد انتشرت بين أظهر المسلمين انتشار النار في الهشيم، فيضرب إليهم بعض من عَلِيَّة القوم أكباد الإبل شادّين رحالهم إليهم، مشمِّرين عن ساعد الجِدّ، طلباً لتنبؤات هؤلاء، ولا يرتضون عنها بدلاً، باذلين في سبيل ذلك النفيس من المال، متفاخرين بين أقرانهم بعلو همتهم في ذلك، حتى صار أولئك العرّافون لديهم يتملكون حركاتهم وسكناتهم، فترى أحدهم لا يمكن له اتخاذ أي قرار - حتى لو كان مصيراً له أو لغيره - إلا بعد شَوْر الفلكي، حيث تحول الفلكي لديهم مشعوذاً منجّمًا كاهنًا عرافًا، جمع الشرَّ من أطرافه، لم يَدَعْ شيئاً من التكهن بعلم الغيب المطلق إلا وقال به قوله الذي لا يرد، ومَشُورته التي لا تُخالَف، فإن لم يفعلوا فقد امتنع النفع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 عنهم ووقع الضر بهم عند مخالفته!! نعم، لقد ضاهأ هؤلاء فعل الأمم السالفة، الذين اتخذوا أصناماً إفكاً آلهة دون الله، لكن المعاصرون قد منحوا هذا التحكم بأقدار الناس للكهنة وشياطينهم، في حين منح أولئك الأقدمون هذه السلطة لأرواح رجال صالحين، زعموا أنها قد استقرت في تلك التماثيل التي كانوا قد عكفوا عليها: يسترشدونها، ويستنفعونها، ويعوذون بها من إنزال ضُرٍّ بهم. وقد نسي هؤلاء جميعاً قول الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} [يونس: 107] . وفي حال أمثال هؤلاء وتخاصمهم ومزيد تحسرهم في الآخرة يقول الحق تبارك وتعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ *وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ *فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ *وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ *قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ *تاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ *فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ *وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ *فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 91 - 104] . 17 - الحسد: وهو مطلق تمني زوال النعمة عن الغير (1) ، وهو داء نفسي - عُضال بغيض - يستقر في نفس الحاسد، مردّه إلى أمرين؛ الأول: كراهة وبغض أن يرى الحاسدُ هذه النعمة على غيره، فيتمنى زوال النعمة عنه، والثاني - إضافةً إلى ما سبق -: مودّته البالغة بانتقال هذه النعمة والفضل إليه، واعتقاده بأنه أحقّ بها من صاحبها.   (1) انظر: فتح الباري، لابن حجر العسقلاني (12/726) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 ومن أدلة وجود الحسد، قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *} [البقرة: 109] . وقوله سبحانه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا *} [النساء: 54] . وقوله جلّ ذكره: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً *} [الفتح: 15] . وقوله عزّ وجلّ: [الفَلَق] {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} . ومن أدلة إثبات وجوده في السُّنّة، قوله صلى الله عليه وسلم: وَلاَ تَحَاسَدُوا (1) وقوله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ: الإِيْمَانُ وَالْحَسَدُ (2) . 18 - العين: وهي النظر باستحسانٍ مَشُوبٍ (مختلط) بحسد، من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر (3) . فإذا نظر خبيث الطبع المتشهّي لزوال النعمة عن غيره، الكاره لتوجهها إليه، إذا نظر إلى مُنْعَمٍ عليه، خرج من نفسه سهام، تصيب المعيون تارة، وتخطئة تارة، فإن صادفت تلك السهام نفس المعيون مكشوفة، غير متحصنة، ولا وقاية عليها بذكر الله والتبريك، أثرت فيه تلك النظرة ولا بد، وإن صادفته شاكي السلاح متخذاً وقاية، لم تنفذ فيه، ولم تؤثر، وربما رُدت السهام على صاحبها (4) .   (1) جزء من حديث متفقٍ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب: ما ينهى عن التحاسد والتدابر، برقم (6064) . ومسلم، كتاب: البِرّ واالصلة والآداب، باب: تحريم الظن والتجسس ... ، برقم (2563) . (2) أخرجه أحمد في مسنده (2/441) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. بلفظ: «لاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِْيمَانُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» . وأخرجه الحاكم - بلفظه - في المستدرك (2/72) ، وصحّحه، ووافقه الذهبي. (3) التعريف للإمام ابن حجر رحمه الله، انظر: فتح الباري (10/210) . (4) الكلام بمعناه للإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي ص 131. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 قال الله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ *} [القلم: 51] . قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: (ليزلقونك: ليَنْفُذونك بأبصارهم. أي ليَعِينُونك بأبصارهم، بمعنى يحسدونك، لبغضهم إياك، لولا وقاية الله لك، وحمايته إياك منهم. وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتَها وتأثيرَها حق، وذلك بأمر الله الكوني القدري. كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة) . اهـ (1) . ثم ساق رحمه الله نحواً من عشرين رواية في ذلك، منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا (2) . وهاك - أخي القارئ - بيان العلاقة بين الحسد والعين (3) : 1 - الحسد، أعم من العين: لذا، فقد جاءت الاستعاذة في سورة الفلق، بما هو أعم، وهو الحسد، واستُغنِي عن ذكر العين لتضمن الحسد لها، قال تعالى: [الفَلَق: 5] {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} ، فالعين إذاً نوع من أنواع الحسد، فكل عائن حاسد إن كان خبيث الطبع قاصداً الإضرار، وإلا فهو عائن فقط، لكنْ ليس كل حاسد عائناً، فقد يحسد المرءُ لكرهه حصول نعمة ما على غيره، دون أن يوقع نظره عليه،   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم (4/482) . (2) انفرد بتمامه مسلم، كتاب: السلام، باب: الطب والمرض والرقى، برقم (2188) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. كما أخرج جزأه الأول: «الْعَيْنُ حَقٌّ» البخاريُّ؛ كتاب: الطب، باب: العين حق، برقم (5740) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (3) انظر في ذلك: العيون المخيفة، منصور الخميس ص 38، والطرق الحسان في علاج أمراض الجانّ، خليل أمين، ص 157. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 والحاصل أن الحسد يقع بالكلام ويقوم بالنفس ويحصل بالنظر، ولا تقع العين بالنفس، ولا يتصل شرها إلا بالنظر إلى المعيون، أو بالكلام بعد النظر إليه، واستحسان ما عنده. 2 - العين تقع بمجرد النظر باستحسان، وقد يقع ذلك من الصالح وغيره. أما الحسد فلا يقع إلا من ضعيف الإيمان غافلٍ عن ذِكْر ربِّه. 3 - العين قد تقع من صاحب النعمة، ومن غيره، أما الحسد فلا يقع إلا من الغير. 4 - العين والحسد يشتركان في أمور ثلاثة: في السبب، وهو التشهي للنعمة، وفي وجوب الرقية منهما عند حصولهما، وفي الأثر فإن كلاهما مهلك موقع للضرر. 19 - السحر: هو علم بأمر عادي (1) مؤثِّر حقيقةً، عند وقوعه، ضار غير نافع، لكن قد خفي سبب تأثيره وضرره، فلا تُدرَك كيفيةٌ لذلك بالحواس، لكن الأثر حاصل بإذن الله الكوني القَدَري، وهو: [عبارة عن عُقد ورقىً وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه، أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يُمرض، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرّق بين المرء وزوجه، وما يُبغّض أحدهما إلى الآخر أو يحبّب بين اثنين] (2) ، وقال ابن القيم رحمه الله: (هو مركب من تأثيرات الأرواح   (1) المقصود بـ (عادي) : أن السحر يؤثر بعلة عادية، وليس سببًا مولِّدًا مُوجِبًا، لذا فإنه يمكن إبطال تأثيره بوجود مانع سابق، من تحصُّنٍ بذكرِ الله، أو بإبطال أثره بعد وقوعه برقية شرعية. (2) انظر: المغني، لابن قدامة المقدسي (10/104) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها) (1) . فهو: عمل مشترك بين الساحر الذي استرضى شيطاناً، وتقرب إليه بفعل محرم - من الكبائر غالباً - أو باقتراف شرك ظاهر، وذلك الشيطان الذي غايته الصد عن سبيل الله، وإيقاع الساحر ومن تبعه بالكفر، والعياذ بالله، وكلما كان الساحر أشد كفراً كان الشيطان أكثر طاعة له (2) . والسحر - ولا شك - قرين الشرك بالله، وداخل فيه من ناحيتين: الأولى: ما يكون فيه من استخدام الشياطين، بالاستعانة بهم والتقرب إليهم بما يحبونه مما هو شرك بالله العظيم. والثانية: ما فيه من دعوى علم الغيب المستقبلي، ودعوى مشاركة الله في ذلك، وهذا كفر وضلال (3) . (والساحر، وإن لم يسمّ ذلك عبادةً للشيطان، فهو عبادة له على الحقيقة، وإن سماه استخداماً، فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه) (4) . قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *} [البقرة: 102] .   (1) انظر: زاد المعاد (4/126) . (2) انظر: الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار. وحيد بالي ص22. (3) انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد. د. صالح الفوزان ص 83. (4) انظر: بدائع الفوائد، لابن القيم (2/259) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيم، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ)) (1) . وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِرَ، حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن. - قال سفيان (2) : وهذا أشد ما يكون من السِّحر، إذا كان كذا - فقال صلى الله عليه وسلم: يَا عَائِشَةُ، أَعَلِمْتِ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أَتَانِي رَجُلاَنِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآْخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلآْخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّه؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ، كَانَ مُنَافِقًا (3) - قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشاقَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِيْ جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ"، قَالَتْ: فَأَتى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبِئْرَ حَتّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "هَذِهِ الْبِئْرُ الّتِي أُرِيتُها،   (1) أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: الوصايا، باب قول الله تعالى: [النِّسَاء: 10] {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ... } ، برقم (2766) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان الكبائر وأكبرها، برقم (89) ، عنه أيضًا. وأخرجه البخاري أيضًا بالاقتصار على اثنتين من السبع، بلفظ: "اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله، والسحر". قال ابن حجر في الفتح: 01/232: والنكتة في اقتصاره على اثنتين من السبع هنا الرمز إلى تأكيد أمر السحر. والموبقات: الذنوب المهلكات. اهـ. (2) هو: ابن عيينة بن ميمون (107 - 198هـ) ، قال الذهبي رحمه الله: كان إمامًا حجة حافظًا واسع العلم كبير القدر ... وقد اتفقت الأئمة على الاحتجاج بابن عيينة لحفظه وأمانته ... انظر: تذكرة الحفَّاظ (1/193) . (3) الجمع بين كون ابن الأعصم، يهوديًا ومنافقًا، أنه يهودي بالنظر إلى نفس أمره أو على أنه من حلفاء يهود، وهو منافق نظرًا إلى ظاهر أمره. كما أفاده الإمام ابن حجر رحمه اللهفي الفتح (10/237) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ". قَالَ صلى الله عليه وسلم: "فَاسْتُخْرِجَ" قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلاَ - أَيْ تَنَشَّرْتَ -؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا وَاللهِ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا (1) .   (1) متفق عليه، من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: هل يُستخرَج السحر؟ برقم (5765) . ومسلم، كتاب: السلام، باب: السحر، برقم (2189) . ... بيان غريب الألفاظ: ... - أفتاني، أي: أجابني. ... - الرجلان هما: جبريل وميكائيل. ... - مطبوب، أي: مسحور. ... - مُشْط: بتثليث الميم، الآلة التي يسرّح بها الشعر. ... - مُشاقة - كما عند البخاري، وهو المثبت في المتن- وقال البخاري: (عن هشام: في مشط ومُشَاقة، يقال: المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مُشِط، والمُشَاقَة: من مُشَاقَةِ الكَتّان) . اهـ. انظر: البخاري برقم (5763) . ... - جُفّ (جبّ) طلعة ذكر: غشاء الطلع الذي يكون فوقه، والطَّلع، ما يطلع من النخلة ثم يصير ثمرًا إن كانت أنثى، وإن كانت النخلة ذكرًا لم يصر ثمرًا، بل يؤكل طريًا، ويُترك على النخلة أيامًا معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق، وله رائحة زكية فيلقح به الأنثى. ... - رعوفة: حجر يوضع على رأس البئر لا يُستطاع قلعُه يقوم عليه المستقي، وقد يكون في أسفل البئر، يجلس عليها الذي ينظف البئر. ... - وذَرْوان: أو ذِي أَرْوان، هي: بئر بالمدينة في بستان بني زُرَيق. ... - نُقاعة الحِنّاء، أي: لونُ ماء البئر لونُ الماء الذي نقع فيه الحناء، يعني: في حمرة لونه. ... - رؤوس الشياطين، أي: في قبح وخبث منظرها، أو الشياطين، بمعنى الحيات، إذ العرب تقوله لبعض الحيات. ويؤيده ما جاء في دلائل البيهقي: «فإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سُعُفُه، كأنه رؤوس الشياطين» . ... انظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان. لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله (3/59) . ... انظر: في بيان ألفاظ الرواية: فتح الباري (10/245) ، ومتن البخاري بحاشية السندي (4/20) ، ومِنَّة المُنْعِم في شرح صحيح مسلم للمباركفوري (3/449) . والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي (14/398) ، واللؤلؤ والمرجان، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (3/59) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 مسائل وأحكام مهمة تتعلق بالسحر والسحرة: إن النصوص السابق إيرادها يمكن اعتبارها - بحقٍ - عمدة الأدلة، فيما يمكن استنباطه من فوائد وأحكام ومسائل متعلقة بالسحر وأهله، وقد لا يكون مناسبًا استيعاب تلك المسائل جميعها، في هذا المقام (1) ، لذا، سوف اقتصر على مهماتها، مستعينًا بالله عزَّ وجلَّ. الأولى: أن اليهود لما نبذوا تعاليم التوراة النافعة، ابتلاهم الله تعالى بالاشتغال بما يضرهم، فمن الحكمة الإلهية أن من ترك الحق ابتلي بالباطل (2) . الثانية: أن تلاوة الشياطين - في قوله تعالى: [البَقَرَة: 102] {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ... } ، هي بمعنى الإخبار والتحديث كذبًا، لذلك عُدّي فعل (تتلو) بـ (على) ، أي: تكذب وتفتري وتتقوّل على سبب ملك سليمان عليه السلام، وتزعم كاذبةً أن سليمان كان يستمد سرَّ مُلْكِه من السحر الذي جعله مسيطرًا على الجن والطير والرياح، وأنه قد وطّد مُلكه بذلك، لا بوحي ورسالة، ومِنَّةٍ وعطاء بغير حساب من الله عزَّ وجلَّ. فكذَّبهم الله تعالى، بأن سليمان عليه السلام لم يكفر كما ادعت الشياطين بتعلم السحر والعمل به، بل إن الشياطين وأتباعهم اليهود - لعنهم الله وقد صدَّقوهم فيما زعموه - هم الذين كفروا؛ فالشياطين كفروا بزعمهم هذا، وبتعليم اليهود السحر، واليهود قد كفروا ابتداءً بنبذهم التوراة وراء ظهورهم وتنكّرهم لتعاليمها، وكذلك بتصديقهم لما ادعاه الشياطين في حق مُلْك سليمان، وأيضًا قد كفروا   (1) انظر - لتفصيل ذلك -: الفصلَ الأول من كتابنا: (الحِذْر من السِّحْر) . (2) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير (1/138) . وكذا تفسير السعدي (1/117) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 بتعلمهم السحر، وعملهم به، ثم إنهم كفروا بالنبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبرسالته الخاتمة، وبالكتاب الذي أنزل إليه: القرآن الكريم، وأصرّوا على استبدال السحر بالكتب المنزلة، فازدادوا كفراً إلى كفرهم، ورجساً إلى رجسهم، عليهم اللعنة إلى يوم الدين (1) . الثالثة: أن هاروت وماروت (2) ، هما مَلَكان من الملائكة عليهم السلام (3) ، أنزلهما الله عزَّ وجلَّ ليبينا للناس بأن ما يجري على يد السحرة بما تعلموه من الشياطين إنما هو من أبواب السحر، وأنها مؤثِّرة، ومن أعظم أثرها التفريق بين المرء وزوجه، وأن السحر يدور في فلك الشر المحض والضُّر الخالص، وذلك ليحذر الناس أولئك السحرة وقد كثروا في ذلك الزمان، واستنبطوا أبوابًا غريبة من السحر، وكانوا يدّعون النبوة، ويفترون الكذب بأن ما يجري على أيديهم هو من معجزات التأييد لنبوتهم، فأنزل الله هذين الملكين، لا بالسحر، بل لبيان حقيقة السحر، وبأنه مخالف لدعوى التحدي في المعجزات، حيث تُمْكِنُ معارضته بسحر مثله، والمعجزة لا تمكن معارضتها، وهي   (1) انظر: نور الإيمان في تفسير القرآن، للشيخ محمد مصطفى أبي العلاء رحمه الله ص146. (2) هما غير منصرفين، للعَلَمية، والعُجْمة، لكونهما باللغة السريانية. (3) ويرى الإمام القرطبي رحمه اللهأن هاروت وماروت شيطانان ساحران، ليسامن الملائكة عليهم السلام، وأن هاروت وماروت بدل من الشياطين في قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} . فيكون التقدير عنده: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان، وما كفر سليمان، وما أنزل على الملكين، [على أن ما نافية، في الموضعين] ، ولكن الشياطين هاروت وماروت كفروا يعلمون الناس السحر. ولقد أجاب رحمه اللهعن ما يشكل من كون الاثنين قد عُبر عنهما بالجمع، ثم قال رحمه الله: وهذا أولى ما حملت عليه الآية من التأويل، وأصح ما قيل فيها، ولا يلتفت إلى سواه. اهـ. انظر تفسير القرطبي: (2/50) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 تجري على يد نبي مؤيد من الله، لا على يد ساحر أفّاك (1) . فأقبل الناس إذ ذاك على تعلم ذلك منهما لكنهم فُتنوا وابتُلوا، فمنهم من اعتقد أحقية السحر لمَّا تعلمه، فعمل به، فصار كافرًا بذلك، مع أن الملكين ما فتئا يحذِّران كلَّ من رغب بالتعلّم أن في تعلم حقيقة السحر فتنة له، حيث إنه لو اعتقد أحقيته ثم عمل به، صار كافرًا، إلا أن الناس - وبخاصة اليهود - قد تجرؤوا فأقبلوا على التعلم، ثم خانوا العهد - وقد مَرَدُوا على ذلك - فعملوا بالسحر، ولم يلتزموا ما اشترطه عليهم الملكان، فكانت الفتنة واقعة بهم، فخسروا بذلك لمّا باعوا نصيبهم من نعيم الجنة، بعَرَضٍ من الدنيا قليل (2) . الرابعة: أن ما يرويه بعض المفسرين في خبر الملكين وقصتهما، وأنهما قد فتنا بامرأة لمّا نزلا إلى الأرض، وقد رُكّبت بهما الشهوة امتحانًا لهما، كل ذلك لا أصل له، ولا حجة فيه البتة، وهو من نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، فلا يُعوَّل عليه، ولا يُركن إليه، وقد أنكر ذلك ثقات الأئمة وعلماء الإسلام، منهم القاضي عياض، والفخر الرازي، والشهاب العراقي، والإمام ابن كثير والعلاّمة الآلوسي، رحم الله الجميع (3) .   (1) ما سطر تحته يعتبر فرقًا بين السحر والمعجزة، كما لا يخفى، وسيأتي تفصيله في المسألة السادسة، إن شاء الله. (2) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) (1/606) . وانظر كذلك: في ظلال القرآن، للأستاذ سيد قطب رحمه الله (1/96) . (3) انظر: نور الإيمان في تفسير القرآن، للشيخ محمد مصطفى أبي العلا رحمه الله. ص 148. ... هذا، وقد ذكر الإمام ابن حجر في الفتح (10/235) : أن أصل إنزال هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد. اهـ. ... وهي في مسند أحمد (2/134) ، في مسند المكثرين، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ... وفيها: ذِكر إنزال الملكين هاروت وماروت إلى الأرض عند خلق آدم عليه السلام، واستعلام الملائكة عليهم السلام عن الحكمة في خلقه عليه السلام، وليس فيها ذكر لإنزالهما لتعليم السحر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 الخامسة: أن السحر ثابت له حقيقة، وهو مؤثر بإذن الله الكوني القَدَري، وذلك بما يخلقه الله سبحانه عند وجود السحر، فلا يكون السحر ولا الساحر مستقلاً بالتأثير، وهذا هو مذهب أهل السنة، وأن القائلين - من أهل العلم - بأنه لا حقيقة للسحر، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من خفة اليدين (الشعوذة أو الشعبذة) (1) ، هؤلاء قد نظروا إلى نوع بعينه من السحر وحسب، كما قال تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: 66] ، وقال تعالى: {سَحَرُوا أَعْيُنُ النَّاسِ} [الأعراف: 116] . وإن أهل السنة لا ينكرون أن يكون التخييل والمحاكاة من جملة السحر، لكن ثبت وراء ذلك أمور في السحر وتأثيره، جوّزها العقل، وورد بها السمع - أي: النصوص - فمن ذلك ما جاء من ذكر تعليم الملكين ببابل للناس السحر، ولو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمه، ولا أخبر تعالى أنهم يعلّمونه الناس، وأن من أثره حدوث فرقة بين الزوجين بإذن الله. كما أنه يستدل على ثبوت السحر، وحقيقته، وأنه أعم من كونه تخييلاً،   (1) نقل الإمام ابن كثير عن الفخر الرازي رحمه اللهأن الشعوذة هي نوع من أنواع السحر، ومعناها خفة اليد، بقصد التخييل للناظر، والتأثير على صحة حكم إبصاره، ومبناه على أن البصر قد يخطئ ويشتغل بالشيء المعيّن دون غيره إذا تم إظهاره بخفة بالغة، وألحق بمنظر آخر بسرعة شديدة، ويرافق ذلك كلام من المشعوذ يصرف به خواطر الناظرين إلى ما يريد، ويصرفهم عن ضد ما يريد، فتتحرك نفوس الناظرين متوهمة إلى تصديق ما يريده، فتسحر بذلك الأعين، وبخاصة لو وقف المشعبذ في موقع مضيء جدًا أو مظلم للغاية فلا تقف القوة الناظرة على أحوال ما يفعل والحالة هذه. قال تعالى: [طه: 66] {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} . اهـ. - بتصرف يسير - من تفسير ابن كثير ص 130. ط - بيت الأفكار الدولية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 بقوله تعالى: {وَجَاءُوا بسحر عظيم} [الأعراف: 116] ، وبسورة "الفلق" وقد اتفق المفسرون على أن سبب نزولها هو ما كان من سحر لَبيد بن الأعصم، كما ثبت في الصحيحين، وغيرهما (1) . السادسة: في الفرق بين السحر وكلٍّ من: المعجزة، والكرامة، والطِّلَّسم. - أما الفرق بين السحر والمعجزة، فمن وجهين؛ الأول: أن السحر يوجد من الساحر وغيره، وقد يكون جماعة يعرفونه ويمكنهم الإتيان به في وقت واحد، أو أن يقوم بعضهم بمعارضة وإبطال ما قام به البعض الآخر، أما المعجزة، فإن الله تعالى لا يمكّن أحدًا أن يأتي بمثلها، أو أن يعارضها. والثاني: أن الساحر لم يدّع النبوة، لكن المعجزة من شرطها اقتران دعوى النبوة والتحدي بها (2) . وأما الفرق بين السحر والكرامة: فالسحر يكون بأقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد، وأما الكرامة فهي تقع ابتداءً من الله عزَّ وجلَّ إكرامًا لعبده الصالح، وتصديقًا للنبي الذي اقتفى ذلك العبد الصالح أثرَه وأحسنَ اتِّباعَه، فلا تظهر الكرامة إلا على رجل صالح متبع لا مبتدع، لكن السحر لا يكون إلا على يد فاسق مبتدع (3) . قال الإمام النووي رحمه الله: (وأما الفرق بين الولي والساحر فمن وجهين؛ أحدهما - وهو المشهور -: إجماع المسلمين على أن السحر لا يظهر إلا على فاسق، والكرامة لا تظهر على فاسق، وإنما تظهر على ولي، وبهذا جزم إمام الحرمين - أي الجويني رحمه الله - وأبو سعد المتولي وغيرهما. والثاني: أن السحر قد يكون ناشئًا بفعلٍ وبمزجٍ ومعاناة وعلاج، والكرامة لا   (1) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (2/45) . (2) المرجع السابق (2/47) ، وانظر كذلك صحيح مسلم بشرح النووي (14/175) . (3) انظر: علاج المسحور، تأليف: طه سعد، وسعد علي، ص 30. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 تفتقر إلى ذلك، وفي كثير من الأوقات يقع ذلك اتفاقًا من غير أن يستدعيه - الولي - أو يشعر به، والله أعلم) . اهـ (1) . وأما الفرق بين السحر والطِّلَّسْم، فالسحر يكون بغير معين وآلة، أما الطلسم فيكون بمُعِينٍ - بزعمهم - من مزاج الأفلاك أو العناصر، أو خواص الأعداد والحروف وبعض الموجودات. لكن من حيث الحكمُ فإن الشريعة المطهرة لم تفرق بين السحر وبين الطلسمات، وحرمتهما لما فيهما من الضرر (2) . السابعة: أن تعلم السحر واستعماله، إن كان مما يعظّم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر، فهو كفر بلا نزاع، ومن ذلك ما بيَّن حقيقته وحذر منه الملكان ببابل هاروت وماروت، كما دل عليه قوله تعالى: {وَمَا ... } ، وقوله سبحانه: {وَلَقَدْ ... } ، وقوله جلّ ذكره: {وَلاَ ... } ، وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء والأدوية من الأطعمة والدهانات وغيرها، فهو حرام حرمة شديدة، وهو من الكبائر بالإجماع، لقوله صلى الله عليه وسلم: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ: الشِّرْكَ بِاللهِ، وَالْسِّحْرَ ... الحديث (3) . لكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر (4) . الثامنة: أن تعلّم السحر من غير عمل به، هو أمر ضار غير نافع،   (1) انظر: صحيح مسلم بشرح الإمام النووي (14/176) . وانظر كذلك: فتح الباري (10/233) . (2) انظر: مقدمة ابن خلدون ص 501. (3) سبق ذكره بتمامه ص52، وتخريجه فيها بالهامش ذي الرقم (1) . (4) انظر: أضواء البيان، للعلاّمة الشنقيطي رحمه الله (4/494) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وهو شر محض لا خير فيه، ولا يجوز ذلك لقوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ ... } فقد صرّحت الآية الكريمة بأن السحر مما يضر ولا ينفع، كما أن تعلمه هو ذريعة - ولا شك - للعمل به، والعمل به حرام مطلقًا كما تقرر قريباً، فيمتنع تعلمه سدًا للذريعة المفضية إلى الحرام (1) . التاسعة: في بيان حكم الساحر، هل يعتبر كافراً، فيقتل ردة؟ أم غير كافر فيقتل حداً دفعاً لشره؟ أم يقتل قصاصاً لا حداً إن تعدى بقتل نفس معصومة؟ ثم هل يستتاب الساحر، وهل تقبل توبته؟ وما حكم الساحر الذمي؟ [التحقيق في المسألة الأولى منها: أن السحر إن كان مما يُعظَّم فيه غير الله تعالى؛ كالتعبد للشياطين أو الكواكب، وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر، فهو كفر بلا نزاع، ومن هذا النوع سحر التفريق، وهو سحر هاروت وماروت المذكور في سورة «البقرة» فإنه كفر بلا نزاع. وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من دهانات وغيرها، فهو حرام حرمة شديدة، ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر. وعلى ذلك؛ فإن كان الساحر المسلم قد استعمل السحر الذي هو كفر فلا شك في أنه يُقتل كفراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» (2) ، وأما إن كان الساحر قد عمل السحر الذي لا يبلغ بصاحبه الكفر، فهذا هو محل الخلاف بين العلماء، فمنهم من قال يقتل مطلقاً إذا عمل بسحره، سواء   (1) انظر: أضواء البيان للعلاّمة الشنقيطي (4/504) . (2) أخرجه البخاري. في مواضع عدة من صحيحه، منها: كتاب: الجهاد والسِّيَرْ، باب: لا يُعذّب بعذاب الله، برقم (3016) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وفي كتاب: استتابة المرتدين، باب: حكم المرتد ... ، برقم (6922) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قَتَل بسحره أحداً أم لم يقتل، وممن ذهب إلى ذلك: الأئمة مالك، وأبو حنيفة، وأحمد في أصح الروايتين، وذهب الشافعي وابن المنذر ومن وافقهما إلى أن الساحر لا يقتل إن عمل بسحرٍ لا يبلغ به الكفر، إلا إن قتل بسحره هذا إنساناً فإنه يقتل به قصاصاً لا حداً. والأظهر في هذه المسألة: أن الساحر الذي لم يبلغ به سحره الكفر، ولم يقتل إنساناً أنه لا يُقتَل، لدلالة النصوص القطعية، والإجماع على عصمة دماء المسلمين عامة إلا بدليل واضح. وقتل الساحر الذي لم يكفر بسحره لم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتجرؤ على دم مسلمٍ من غير دليل صحيح من كتابٍ أو سُنّةٍ مرفوعة، غير ظاهر عندي. والعلم عند الله تعالى. مع أن القول بقتله مطلقاً قوي جداً لفعل الصحابة له من غير نكير] . اهـ (1) . إن ما ذكر آنفاً هو ما رجّحه الإمام الشنقيطي رحمه الله، مع استدراكه - في آخر كلامه كما ترى - بأن القول بقتل الساحر مطلقاً قوي جداً، مما يُشعر بأن ترجيحه فيه عنده نظر، ولعل ما حداه إلى القول بمنع قتل الساحر الذي لم يكفر بسحره، ولم يقتل بسحره أحداً، هو التورع عن قتل امرئٍ ظاهره الإسلام، فلا يستباح قتله إلا بدليل قطعي الثبوت والدلالة في ذلك (2) . ويبقى أن جمهور العلماء على قتل الساحر مطلقاً، سواء قتل نفساً معصومة بسحره أم لا. وهو مذهب الأئمة: مالك وأبي حنيفة وأحمد في   (1) انظر: أضواء البيان للعلاّمة الشنقيطي رحمه الله (4/497-501) . (2) وقد صرّح الإمام - في موضع آخر - بوجوب قتل ساحر المسلمين، بقوله: وأظهر الأقوال عندنا أنه - أي ساحر أهل الذمة - لا يكون أشد حرمة من ساحر المسلمين، بل يُقتل كما يقتل ساحر المسلمين. انظر: أضواء البيان، (4/511) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 أصح الروايتين، - كما سبق - وقد رجّحه صاحب المغني (1) ، كما قد رجّحه العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله (2) ، والحافظ أبو بكر المالكي رحمه الله (3) . أما المرأة الساحرة: فحكمها حكم الرجل الساحر بما سبق من تفصيل، والله أعلم. ثم هل يستتاب الساحر، وهل تقبل توبته؟ قال الإمام القرطبي رحمه الله: "ذهب مالك إلى أن المسلم إذا سحر بنفسه بكلام يكون كفرًا، يُقتل ولا يُستتاب ولا تُقبل توبته، لأنه أمر يَسْتَسِرُّ به كالزنديق والزاني، ولأن الله تعالى سمّى السحر كفرًا بقوله: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} [البقرة: 102] . وهو قول أحمد بن حنبل وأبي ثور وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة، رحم الله الجميع. وروي قتلُ الساحر عن عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وأبي موسى الأشعري وقيس بن سعد، وعن سبعة من التابعين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبُهُ [أو: ضَرْبَةٌ] بِالسَّيْفِ (4) . خرّجه الترمذي وليس بالقوي (5) .   (1) انظر: المغني مع الشرح الكبير، لابن قدامة المقدسي (10/116) . (2) انظر: المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (2/134) . (3) انظر: عارضة الأحوذي، بشرح صحيح الترمذي، للإمام أبي بكر المالكي (3/195) . (4) أخرجه الترمذي، كتاب: الحدود، باب: ما جاء في حد الساحر، برقم (1460) ، عن جندب رضي الله عنه، وهو: جندب بن عبد الله بن كعب الأزدي، يقال له: جندب الخير أبو عبد الله قاتِلُ الساحر. اختُلِف في صحبته، وقال الحافظ في الإصابة: له صحبة. اهـ. انظر: الإصابة لابن حجر (1/250) ، والاستيعاب لابن عبد البر (1/343) . وقال الترمذي: بعد روايته الحديث: هذا حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي - أحد رواة الحديث - يُضعَّف من قِبَل حفظه، والصحيح عن جندب موقوفٌ، والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو - أي: قتل الساحر - قول مالك بن أنس، وقال الشافعي: إنما يُقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر، فإذا عمل عملاً دون الكفر فلم ير - أي الشافعي - عليه قتلاً. اهـ. (5) انظر: الجامع الأحكام القرآن، للقرطبي (2/47) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 وقال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمهم الله، بعد أن ذكر أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اقتلوا كل ساحر"، قال: "ظاهره أنه يقتل من غير استتابة، وهو المشهور عن أحمد، وبه قال مالك، وأبو حنيفة، لأن الصحابة لم يستتيبوهم، ولأن علم السحر لا يزول بالتوبة"اهـ (1) . وقال بعض أهل العلم: تقبل توبة الساحر، ويُعزَّر، إن لم يكن في سحره قول أو فعل يقتضي الكفر (2) . أما ساحر أهل الذمة (الكتابي المعاهد يهوديًا كان أو نصرانيًا) ، فعند الجمهور: مالك والشافعي وأحمد: أنه لا يُقتل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بقتل لبيد بن الأعصم، وكان يهوديًا سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وعند أبي حنيفة: أنه يُقتل كما يُقتل الساحر المسلم (3) . "وسئل ابن شهاب الزهري رحمه الله: أَعَلى من سَحَر من أهل العهد قتل؟ قال: بلَغنا أن النبي عليه السلام صُنع له ذلك فلم يقتل من صنعه، وكان من أهل الكتاب. اهـ (4) . أي: لَبيد بن الأعصم. فائدة: قال ابن بطّال - شارح البخاري رحمه الله - بعد أن ذكر قول ابن شهاب الزهري السابق، قال: [لا يُقتل ساحر أهل الكتاب عند مالك، لقول   (1) انظر: حاشية كتاب التوحيد، للشيخ عبد الرحمن بن محمد ص 192. (2) ممن قال بذلك الإمامان النووي والشنقيطي رحمهما الله، انظر قول الأول في شرح صحيح مسلم (14/176) ، والثاني في أضواء البيان (4/497) . (3) انظر: أضواء البيان للشنقيطي (4/495) . (4) المرجع السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 ابن شهاب، ولكن يعاقب، إلا أن يَقْتُل بسحره، فيُقتَل، أو يُحدِث حدثًا فيأخذ منه بقدر ذلك، وهو قول أبي حنيفة والشافعي، وعن مالكٍ أيضًا: أنه لا يُقتل ساحر أهل العهد إلا أن يُدخل بسحره ضررًا على مسلم لم يعاهد عليه، فإذا فعلوا ذلك، فقد نقضوا العهد، يحلّ بذلك قتلُهم. اهـ (1) . وقد رجّح الإمام الشنقيطي رحمه الله القول بقتل ساحر أهل الذمة، وهاك قوله: وأظهر الأقوال عندنا أنه - أي ساحر أهل الذمة - لا يكون أشد حرمة من ساحر المسلمين (2) ، بل يُقتل كما يُقتل ساحر المسلمين، وأما عدم قتله صلى الله عليه وسلم لابن الأعصم، فقد بينت الروايات الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم ترك قتله اتقاء إثارة فتنة، فدل على أنه لولا ذلك لقتله. وقد ترك صلى الله عليه وسلم قتل المنافقين لئلا يقول الناس: محمد يقتل أصحابه، فيكون في ذلك تنفير عن دين الإسلام، مع اتفاق العلماء على قتل الزنديق، وهو عبارة عن المنافق، والله أعلم. اهـ (3) . العاشرة: في الرد على من أنكر جواز وقوع السحر على النبي صلى الله عليه وسلم وتأثره عليه الصلاة والسلام به. خلاصة هذه الدعوى ما ذكره الإمام ابن حجر رحمه الله في الفتح: من قول المازري رحمه الله: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - أي: سَحَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ... - (4) ، وزعموا أنه يَحُطُّ منصب النبوة   (1) انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطّال (5/358) . (2) المقصود بساحر المسلمين الساحر منهم الذي كفر بسحره، أو قَتَل به، لا مطلق مَنْ سَحَر، على ما تقرر من ترجيح الإمام رحمه الله. (3) انظر: أضواء البيان للشنقيطي (4/511) . (4) سبق تخريجه ص53 بالهامش ذي الرقم (1) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز ذلك يُعْدِم الثقة بما شرعوه - أي: الأنبياء عليهم السلام - من الشرائع، إذ يحتمل على هذا أن يخيّل إليه أنه يرى جبريل عليه السلام وليس هو ثَمَّ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء. اهـ (1) . وممن استبعد صحة هذه الروايات من أهل العلم الأستاذ سيد قطب رحمه الله بقوله: إنها تخالف أصل العصمة النبوية في الفعل والتبليغ، ولا تستقيم مع الاعتقاد بأن كل فعل من أفعاله صلى الله عليه وسلم، وكل قول من أقواله سنة وشريعة، كما أنها تصطدم بنفي القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مسحور - وهو قوله تعالى: [الإسرَاء: 47] {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا} ، وتكذيب المشركين فيما كانوا يدّعونه من هذا الإفك، ومن ثَم تُستبعَد هذه الروايات، وأحاديث الآحاد - أي: التي لم تبلغ حد التواتر - لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن، والتواتر شرط في أصول الاعتقاد، وهذه الروايات ليست من المتواتر، فضلاً على أن نزول هاتين السورتين في مكة هو الراجح، مما يوهن أساس الروايات الأخرى. اهـ (2) . وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر ردًا على هذه الدعوى، ينقله عن الإمام المارزي رحمه الله، أُجْمِله فيما يلي: 1- ... قيام الدليل القطعي على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى، وعلى عصمته في التبليغ.   (1) فتح الباري (10/237) . (2) في ظلال القرآن، لسيد قطب (6/4008) ، ط - دار الشروق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 2- ... شهادة معجزاته صلى الله عليه وسلم بتصديقه، ومن الباطل تجويزُ ما قام الدليل على خلافه. والمعنى أن الدليل القطعي الدلالة والثبوت قد قام على الصدق، وعلى العصمة، كما شهدت المعجزات بصدق النبوة، فكيف يسوغ إبطالُ جميع ذلك بادعاء أن حدوث السحر يشكك في صدق النبوة؟! 3- ... أن تأثير السحر الذي حصل، كان متعلقًا ببعض أمور الدنيا التي لم يُبعَث صلى الله عليه وسلم لأجلها، مما لا يقدح في ثبوت العصمة له في أمور الدين. 4- ... أن السحر قد تسلط على بصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كاد ينكر بصره - مما يخيّل إليه من إتيان نسائه ولم يكن قد أتاهن -، مما يدل على أن السحر قد تسلّط على جسده صلى الله عليه وسلم وظواهر جوارحه، لا على تمييزه ومعتقده. 5- ... أن أثر السحر، كان مقتصرًا على تخيّل لمبصَرٍ على غير صفته، فإذا تأمله عرف حقيقته، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كاد أن ينكر صحة بصره من أثر هذا التخييل. 6- ... أن في إجابة الله عزَّ وجلَّ نبيَّه صلى الله عليه وسلم فيما دعاه به، وبما سأله من كشف ضر نزل به - وقد تحيّر صلى الله عليه وسلم في معرفة ماهيته وسببه - كل ذلك فيه دليل على صدق نبوته عليه السلام، فقد عصمه الله عزَّ وجلَّ من كيد الناس، إنسًا وجنًا، فلم يُذهِلْهُ هذا السحر ولم يُذهِب بعقله، حاش للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ولقد أدركت أختُ لَبيد بن الأعصم ذلك، فقالت: إن يكن نبيًا فسيُخبر، وإلا فسيُذهله هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 السحر حتى يُذهب عقله. قال ابن حجر رحمه الله: (فوقع الشق الأول - أي: الإخبار - كما في هذا الحديث الصحيح) . 7- ... أن ذلك التخيل لفعل شيء لم يفعله صلى الله عليه وسلم كان من جنس الخاطر، يخطر ولا يثبت، فلو ثبت للزم أن يُخْرم - أي: يُتنقص - من المنزلة، لكن ليس في الخاطر يخطر تنقُّصٌ من قدر امرئٍ مهما علا قدره. 8- ... أن ما أصابه صلى الله عليه وسلم كان من جنس المرض، الذي قد يعتري سائر البشر، فمَرِضَ صلى الله عليه وسلم ثم شفاه الله تعالى، ذلك أن أثر السحر كان على هيئة وجعٍ آلمه، ومرضٍ ألمَّ به، ثم شفاه الله تعالى وعافاه، كما يُعلم ذلك من مجموع روايات الحديث. 9- ... أما الآية الكريمة التي احتجوا بمعارضة الحديث لها، - وهي قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا} [الإسرَاء: 47] ، فقد ذكر الإمام الشنقيطي رحمه الله أن لمعنى (مسحورًا) تأويلين عند العلماء؛ الأول: أن السحر قد خبله فاختلط عقله، والتبس عليه أمره، - وهذا منفيٌّ بالضرورة - والثاني: أنه صلى الله عليه وسلم من جنس البشر، له سَحْر أي: رئة، فهو لا يستغني عن الطعام والشراب، فهو ليس ملَكًا، يريدون بالأمرين لينفروا الناس عنه. فليس في الآية إذًا - على الوجهين - دليل على منع بعض التأثيرات العَرَضية التي لا تعلق لها بالتبليغ والتشريع، كما ترى، والعلم عند الله تعالى (1) .   (1) انظر: أضواء البيان للشنقيطي (4/511) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 الحادية عشر: في بيان أقسام السحر. أَجْمَل ابن خلدون رحمه الله في مقدمته أنواع السحر بثلاثة: الأول سحر النفس الساحرة بالهمة فقط من غير آلة ولا مُعين. الثاني: سحر النفس المؤثرة بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد وهو سحر الطِّلَّسمات، وهو أضعف رتبة من الأول. والثالث: سحر النفس المؤثرة في القوى المتخيَّلة، فيعمد إلى قوى التخيّل لديه فيتصرف فيها بنوع من التصرف، وذلك بأن يلقي فيها أنواعًا من الخيالات والمحاكاة والصور مما يقصده، ثم ينزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه، فينظر الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك ... ويسمى هذا سحر (الشعوذة) أو (الشعبذة) . اهـ (1) . أما الفخر الرازي فقد قسم السحر تفصيلاً إلى ثمانية أقسام، أُجْمِلها فيما يلي (2) : الأول: سحر عَبَدة الكواكب باعتقاد تأثير أرواحها في العالم. الثاني: سحر تأثير النفوس القوية بأوهام على نفوس ضعيفة للاعتقاد بأن الأحوال الجسمانية تابعة للأحوال النفسية. الثالث: سحرٌ بالاستعانة بالأرواح الأرضية أو السُّفْلية، وهم الجن، وهو السحر المسمى بـ (العزائم والتسخير والرقى الشركية والدُّخَن المسكِّرة ... ) ، وهو أقل شأنًا عندهم من الاتصال بالأرواح السماوية للكواكب، وهو النوع الأول - الذي سبق ذكره.   (1) مقدمة ابن خلدون، بتصرف ص497. (2) انظر: تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير ومفاتيح الغيب) 2/224. وقد نقلها عنه الإمام ابن كثير في تفسيره ص130. ط. بيت الأفكار الدولية. وقد اقتبست ذلك، ونقلته بتصرف، بعبارة تيسر على القارئ فهم المراد، إن شاء الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 النوع الرابع: سحر التخييل، وهو قيام المشعوذ الحاذق بإظهار عمل شيء يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استغرقهم الشغل بذلك، والتحديق الشديد نحوه عمل شيئًا آخر بسرعة شديدة، فيبقى ذلك العمل الأخير خفيًا لاشتغال الناظرين بالأمر الأول، ولسرعته بالإتيان بالعمل الثاني، فيظهر لهم شيء آخر غير ما انتظروه فيتعجبون منه جدًا، ويرافق ذلك - أي الخفة والمهارة والحذق - كلام يقوله المشعوذ يصرف به الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله، وتؤثر نوعية الإضاءة وكمّها غالباً في التخييل للناظرين بما يريده المشعوذ. أما النوع الخامس: فهو سحر الأعمال العجيبة، في ظاهرها، لكنها في حقيقتها جرّاء تركيب آلات على نسب هندسية ونحوها. وهو سحرٌ عند من لا يعرف حقيقة ذلك - وإلا فقد كشفت التقنية الحديثة ما لم يعرفه الأوائل: كتكلم ساعة بالتوقيت، ورفع أثقال هائلة بمبدأ (الهيدروليك) (1) ، وكثير نحوه، مما يعتبر حقائق فيزيائية وهندسية - لذا فإنه لا يُعَدُّ سحرًا إلا لكون سببه قد خفي عن الناظر، ومن ذلك ما يُروِّج بعضهم به لديانتهم بالتحايل بإظهار أنوار لهم في مواضع زاعمين أنهم إنما فعلوا ذلك لجمع شمل أصحابهم على دينهم. والنوع السادس: سحر بالاستعانة بخواص بعض الأدوية والعقاقير، والدهانات، المؤثرة في بدن المسحور، وفي عقله وإرادته وميوله في المحبة والبغض، ونحو ذلك. وقد يعمد إلى الاستفادة من خواص الأشياء، بعضُ من يدّعي   (1) الهيدروليك: هو فرع من العلوم يُعنى بالتطبيقات العملية في الحركة للموائع (المواد غير الصلبة) ، وبخاصة منها السوائل. وذلك باستخدام الطاقة الحركية للسوائل، من أجل توليد طاقة ضغطٍ هائلة بها، ومن ثَمَّ نقلها والاستفادة منها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 حصول أحوالٍ له، كمخالطته النيران حال كونه قد ادّهن بما يمنع نفاذ حرها إلى بدنه، أو يمسك حياتٍ قد أزال خطر سمِّها، فيُلبِّس بذلك على الناظر الجاهل بحقيقة حاله، فيفتتن به. النوع السابع: سحرٌ بتعليق قلب السامع بالادعاء أن الساحر قد عرف اسم الله الأعظم، ولذا، فإن الجن قد صاروا منقادين له لا يعصون له أمرًا (1) ، فتقع المهابة إذ ذاك في نفس السامع، فتضعف حواسه، فيتمكن الساحر من فعل ما يشاء. ولا شك بأن هذا منطبق على ضعفاء العقول من الناس، لكن من وُهِب أدنى فراسة فإنه يميز بها أهل الصلاح من غيرهم. النوع الثامن: سحرٌ بالسعي بنميمة وتضريبٍ (تفريق) بين الناس، وتحريش بينهم، ليتباغضوا ويتنازعوا. ولا يدخل في ذلك النميمةُ بالخير للإصلاح بين الناس، ولا النميمة بين الأعداء الكفرة، للتخذيل والتفريق بينهم، فهذا أمر محمود وفيه مزيد إيقاع نكايةٍ بهم. ومما يُلحظ فيما سبق من تقسيمات لأنواع السحر، أنها مفصَّلة، وقد نُظِر فيها تارة إلى المعنى اللغوي للسحر، وهو: ما لَطُف ودَقَّ وخَفِي سببُه، وأخرى إلى الأثر الحاصل بالسحر، كالصرف (التفريق بين المرء وزجه) ، والتِّوَلة (العطف والمحبة) ، والجنون والخمول والتخييل والمرض والنزيف، وغيرها. ولعل الأَوْلى في ذلك كلِّه أن تُجمَل هذه   (1) ومن يفعل ذلك يسمى معزِّمًا. يقول الإمام أبو بكر الجصّاص رحمه الله: "وضرر أصحاب العزائم وفتنتهم على الناس غير يسير، وذلك أنهم يدخلون على الناس من باب أن الجن إنما تطيعهم بالرقى التي هي أسماء الله تعالى، فإنهم يجيبون بذلك من شاؤوا، ويخرجون الجن لمن شاؤوا، فتصدّقهم العامة على اغترارٍ بما يُظهرون من انقياد الجن لهم بأسماء الله تعالى التي كانت تطيع بها نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام ... " انظر: أحكام القرآن للجصاص (1/46) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 التقسيمات - كما أجملها ابن خلدون رحمه الله، فيما سبق- لتكون بحسب ماهية السحر، وكيفية القيام به، ووسيلة ذلك، فيكون السحر عندئذٍ على ذلك ثلاثة أقسام رئيسة: الأول: سحر له حقيقة، تقوم به نفوس قوية مؤثرة يستعان به بما يعتقده الساحر عونًا له: من شياطين الجن، وأرواح الكواكب، وله طرق في الاستعانة والتحضير كالعزائم والإقسام، والذبح والتقرب بشرك فيه استهزاء، أو ذبح لغير الله، أو تقرُّب بارتكاب كبائر، ونحو ذلك مما يسترضي به شيطان الجن، وطرق باستحضار روحانية الكوكب، بكتابة طلّسمات، مع اعتقاده بتحكم العالم العلوي بالعالم السفلي، ونحو ذلك مما يرضي أيضًا الشياطين، فتخدمه في ضرر الخلق، والساحر يظن أن أرواح الكواكب تعلمه وترشده، وتظهر له كيفية تحكمها بمصائر الناس وحوادث الأرض. والثاني: سحر له حقيقة أيضًا، تقوم به نفوس ساحرة أقل في القوة والتأثير مما سبقها في النوع الأول، وهي تستعين بخواص أدوية وعقاقير ودهانات ودُخَن مسكّرة، وعُقَد يُنفَث فيها، فتؤثر في بدن المسحور، وعقله، وتمييزه، وإرادته، وعواطفه، وتستعين أيضًا بأشياء من أثر المسحور يعزّم عليها بعزيمة شركية، فتدفن في أرض أو تجعل في ماء ونحوه، ولا يزول أثرها إلا إذا حُلَّت تلك العقد، أو عُثِر على المُغيَّب في الأرض أو الماء فأُتلِف، أو عُمِد إلى قراءة رقى مشروعة، فينشّر بها عن المسحور. والثالث: سحر تخييل، أو سحر الأعين، وهو المسمى بالشعوذة، وقد يعتمد فيه المشعوذ على الخفة الفائقة، والسرعة الباهرة، والكلام المؤثر بالناظِر، دون استعانة بشيطان. فإن عُمد فيه إلى الاستعانة بشيطان - لإيقاع مزيد من التخييل على النظّار، كما يُرى في عصرنا - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 نحو طعن بسكين، أو بتر لإصبع، أو نشرٍ لجسد بمنشار، أو رفع في الهواء ... مما لا يُشك بأنه يتم باتخاذ الساحر شيطانًا عَضُدًا، يعاونه فيما يفعل، على أن يقدم الساحر له الولاء والتعظيم والعياذ بالله تعالى، وهذا ما يسمى بـ (القمرة) ، وهو سحر على الحقيقة لا على التخييل، فإن استطاع الساحر إيقاع هذا بالتخييل فقط دون استعانة، فهو سحر تخييل على المجاز لا حقيقة له. وبذا، أخي القارئ، يمكن إدراج أنواع السحر التي تشعّب في ذكرها بعض أهل العلم، تحت هذه الأنواع الثلاثة المذكورة آنفًا، والله أعلم. المسألة الثانية عشر: في ذكر علامات دالة في تمييز الساحر عن غيره يمكن لمن أوتي شيئًا من الفِراسة أن يدركها، ومنها النظر إلى وجه الساحر، فيستشفّ فيه قبحًا، وذلك من أثر الكفر والعياذ بالله، أو سماع صوته، فيدرك حالاً - من نبرته ولحن قوله - أنه يوهم سامعه صلاحه، وحرصه على شفائه، ومن ذلك متابعة تصرفاته، فيميز بحصافته محاولته التلبيس على المريض بإيحاءات جسدية كتحريك اليدين، وإغماض العينين، فيعلم أنه ساحر لا خير فيه. لكن مع ذلك فإن ثمة علامات ظاهرة يمكنك التعرف من خلالها على الساحر، منها (1) : 1- ... سؤاله عن اسم المريض، واسم أمه (2) .   (1) انظر: الصارم البتار، وحيد بالي ص 78 بتصرف يسير. (2) لعل العلة في الاستفسار عن اسم الأم، أن شيطان الجن لا يُثبت نكاحًا بعقد شرعي، كما أن فيه أيضًا مخالفة لقوله تعالى: ُ £ × % (' غ ِ [الأحزَاب: 5] {ادْعُوهُمْ لآِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} . وفي طلب الاسم أيضًا أهمية بالنسبة للساحر، حيث إنه يجمع الأرقام الموازية لأحرف الاسم، لينظر موافقتها لبرج ما، فيستلهم النفع أو دفع الضر من روحانية كواكب ذلك البرج، ولينظر من خلال اسم الشخص واسم أمه أيضًا إلى حروف مشتركة يستدل من خلال ذلك على موضع دفن السحر (والعياذ بالله) ، في أرض أم في مياه، بحسب زعمهم، قاتلهم الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 2- ... طلبه من المريض تزويده بأثر من آثاره المادية (كالمشط، والثوب، أو مُشاطة - ما يبقى في المشط من أثر الشعر عند تسريحه - أو عمامة ... إلخ) (1) . 3- ... طلبه أحيانًا لحيوان بصفات معينة، كسواد لونٍ مثلاً، ليذبحه بذكر اسم غير الله عليه، أو بغير ذكر اسم الله عليه، وربما لطخ بدمه أماكن الألم من المريض، أو رمى به في مكان خَرِب (2) . 4- ... كتابته للطلاسم، وهي المحتوية - كما سيأتي - على أشكال وأسهم، وحروف مقطعة، وأعداد، ورسم أبراج، وكتابة أسماء كواكب (3) . 5- ... رفع الصوت بتلاوة آيات من القرآن، ثم الإسرار والتمتمة بكلام غير مفهوم، وعزائم شركية بحيث لا يسمعها المريض فيلتبس الأمر عليه (4) .   (1) وذلك لاعتقادهم بتأثير خواص الأشياء التي تماس البدن، أو تلازمه. (2) صفة السواد تهواها الجِنَّة، لميلها عامة إلى الظلمات، وكذلك قد يعمد الساحر إلى بتر أذن حيوان أو وشمه قبل ذبحه محادة لأمر الله تعالى، ومحاولة للتغيير في الخلق، ثم لا يزكيها لينْجُسَ دمُها، ثم يلقيها في مكان مهجور لأن الأماكن الخَربِة هي مهوى استقرار الشياطين من الجن. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنهم - أي: شياطين الجن - يوجدون كثيرًا في الخراب والفلوات، ويوجدون في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوس والمزابل والقمامين والمقابر، والشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين، وتكون أحوالهم شيطانية لا رحمانية يأوون كثيرًا إلى هذه الأماكن التي هي مأوى الشياطين". اهـ. انظر: الدليل والبرهان على صَرْع الجن للإنسان ص 38. (3) وذلك - كما يزعمون - لاستنزال روحانية تلك الكواكب حال كونها في مقابلة القمر، مشرفة عليه. (4) كي يتوهم المريض بأنه يُعالَجُ بالقرآن، وكي يسترضي الساحر أيضًا شيطانه، بخلط آيات من القرآن الكريم بتمائم وطلاسم وعزائم شركية، والعياذ بالله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 6- ... إعطاء المريض ما يسمى "حجابًا": تميمة شركية يعلّقها المريض، وتحوي مربعاتٍ بداخلها حروف وأرقام وعزائم، وكلام غير مفهوم، ويأمره بالحرص التام على عدم فك ذلك الحجاب (1) . 7- ... أمره للمريض أن يعتزل الناس مدة معينة، في غرفة مظلمة لا يدخلها ضياء نور الشمس، وهو ما يسميه العامة (الحِجْبة) (2) . 8- ... أحيانا يطلب من المريض ألا يمس ماءً لمدة تكون - غالباً - أربعين يومًا (3) ، أو أن يضع في عنقه صليبًا، وهذه العلامة تدل على أن شيطان الجن الذي يخدم الساحر هو نصراني. فإن كان عدوًا للنصرانية أمره أن يجعل الصليب منكسًا أو معقوفًا متكسرًا. 9- ... إعطاؤه المريض أشياء يدفنها في الأرض (4) . 10- ... يعطيه أحيانًا أوراقاً يحرقها ويتبخّر بها (5) . 11- ... إخباره المريض أحيانًا باسمه واسم بلده ومشكلته العُضال التي   (1) الحرص على عدم فك الحجاب، علّته: أن الساحر يكون قد وكّل شيطانًا من الجن بحراسة الحجاب، فلو فُكَّ الحجاب لفسد السحر، ولعوقب الجني من قِبَل الساحر، كذلك ليتأكد الساحر من أن ساحرًا آخر لن يبطل ما جعله من سحر في حجابه. (2) يأمر بذلك استرضاءً للجن بالتشبه بهم في محبة المكوث في الظلمات، لأنها رمز لبغض نور الحق. قال تعالى: ُ وهـ ن م ل ك ق ف [ِ [البقرة: 257] . (3) وذلك ليبقى المريض متنجّسًا، فتتمكن شياطين الجن من الاقتراب منه، ومسه، بل ربما تلبست به، والعياذ با عزَّ وجلَّ. أما تنكيس الصليب أو عقفه، فلإيقاع النكاية بالنصارى، وللتلبيس عليهم في آن معًا، وذلك بإيهامهم أن ديانتهم بالاعتقاد بالصلب هي صحيحة، فلا يفارقونها. (4) وذلك لتمكين شيطان الجن من حراسة هذه الأشياء. (5) وهي تحوي عزائم شركية، أو ما فيه استهزاء بشيء من الدين، والعياذ بالله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 جاء ينشد حلاً لها (1) . 12- ... قد يكتب للمريض نوعًا آخر من "الحجاب" وهو ورقة فيها حروف مقطعة، أو يكتب هذه الحروف في طبق من الخزف الأبيض، ويأمر المريض بإذابته بماء ثم شربه (2) . 13- ... التحدث أحيانًا مع أشخاص غير منظورين في المجلس، فيطلب منهم السماح والإذن بالعون، ويُصرّح لهم بأن المريض ما أتى إلا وهو محب لهم موقن بقدراتهم ... إلخ (3) . 14- ... أحيانًا يأمر المريضَ بلبس الجديد من الملبس، كقميص ثم يأمره بشق جهة اليد اليمنى من القميص، أو نزع جيبه وجعلها على ظهره، وغير ذلك (4) .   (1) يتوخى الساحر بذلك إيقاع المهابة في قلب المريض، واعتقاده بقدراته الباهرة، وإنما هو إخبار من شيطان الساحر عما عرفه من حال هذا المريض. (2) وذلك كي تخالط تلك الطلاسم داخلة بدن المريض، وتجري مجرى الدم في عروقه، فيتمكن الشيطان بذلك من أن يجري بها. (3) ويحقق الساحر بذلك مطلبين له: الأول إيهام المريض بقدرته على رؤية ما لا يراه، والثاني: استرضاء الشيطان الحاضر - والعياذ بالله - بتقديم الولاء والمحبة والإذعان له، نعوذ بالله السميع العليم مما يفعلون. (4) وذلك بقصد التأكد من أن المريض لا يخالف لهم أمرًا، حتى لو مس ذلك شخصيته الاعتبارية بين الناس!! أو لإيقاع المريض بالاستخفاف بنعمة الله في الملبس الجديد، ومحادة لما أرشدت إليه الشريعة المطهرة، من وجوب المحافظة على النعمة، وترك التبذير لها. ومعلوم أنه يستحب لنا ترقيع الثوب، حتى وإنْ بلي إن أمكننا ذلك كما في حديث عائشة: "إن أردتِ اللحوق بي فسيكفيك من الدنيا كزاد الراكب ... ولا تستخلقي ثوبًا حتى ترقعيه". أخرجه الترمذي برقم (1780) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان، ثم ذكر قول البخاري في صالح بن حسان (الراوي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها) قال: هو منكر الحديث. انظر: علل الترمذي الكبير، ترتيب أبي طالب القاضي ص 748. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 15- ... لا يستقبل الساحر أحدًا في شهر رمضان المبارك، وبخاصة منه العشر الأواخر، كذلك في العشر الأوائل من ذي الحجة (1) . 16- ... من تحصَّن بالأذكار المشروعة، فإن الساحر يرفض استقباله أيضًا (2) . 17- ... وضع زجاجة بلورية مكورة بين يديه، أو طَسْتٍ فيه ماء وقد نُجِّس ببول صبي مثلاً (3) ، ونحو ذلك. هذا، وإن طرائق السحرة تكاد لا تنحصر، اللهم إنا نعوذ بك من كيد الفجار وطرائق الأشرار، وطَوَارِقِ الَّليْلِ وَالنَّهَارِ إِلاّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمنُ (4) .   (1) وذلك أن الشياطين تصفّد في رمضان، وأشد ما يكون الخزي للشيطان الرجيم في يوم عرفة. (2) حيث لا سبيل للشيطان عليه حال التحصّن. (3) ليتمكن شيطان الجن بالتمثل في هذه الأشياء، والظهور للساحر، فيعاينه ويتحدث معه، فلو غطى الطست مثلاً، فإن شيطانه يُحضر له ما دفن من سحر عمله ساحر آخر، فيوقعه في الماء، أو قد يقذفه من السقف على شكل ورقة ملتفة، أو قطعة قماش، أو صرة من جلد قد أُحكِم ربطُها، لكن السحر لا يزول بذلك، ولو أن المريض قصده مرارًا لأخرج له عملاً - سحرًا - في كل مرة!! (4) هذا جزء من حديث، دعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بَرٌ ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وشر ما يَعْرُج فيها، وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يَخْرُج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن» . أخرجه مالك في الموطأ، مرسلاً عن يحيى بن سعيد رحمه الله، كتاب: الشِّعْر، باب: ما يؤمر به من التعوّذ برقم (10) ، وقد أخرجه أحمد موصولاً، في مسند المكيين، من حديث عبد الرحمن بن خنبش رضي الله عنه، برقم (15539) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 المسألة الثالثة عشر، وهي آخرها: في ذكر علاماتٍ يُعرف بها المسحور (1) . 1- ... كثرة الصدود عن ذكر الله تعالى، والميل إلى ترك العبادات، والإعراض عن سماع كل ما له تعلُّق بالدِّين. 2- ... كثرة تعرضه لأحلام مفزعة "الكوابيس". 3- ... الصداع الشديد المستديم. 4- ... كثرة وقوع الشجار - لأمور غير ذات بال - بين الزوجين أو غيرهما. 5- ... الغضب المشتد من غير مسوّغ ظاهر. 6- ... كثرة الشرود والذهول. 7- ... النسيان الشديد. 8- ... تخيُّل حصول شيء، والحال أنه لم يحصل. 9- ... شخوص البصر وزَوْغه. 10- ... كثرة المِلال من الاستقرار في مكان واحد، أو التأفّف الكثير من الاستمرار في عمل معين. 11- ... عدم الاهتمام بالمظهر، [يبدو غالبًا أشعث الرأس، بالي الثوب، متسخ الجسد، ... ] . 12- ... الهُيام على وجهه لا يلوي على شيء، ولا يدري أين يذهب، وربما نام في الخِرَب (الأماكن المهجورة) . 13- ... تغير في لون البشرة، وبخاصة الوجه إلى السواد، وشُخوص البصر (جمودُه) .   (1) انظر: "الصارم البتار" لوحيد عبد السلام بالي ص151، و"إعجاز القرآن" لناصر المنشاوي ص46. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 هذه بعض الأعراض التي تبدو جلية على المسحور، لكن ينبغي هنا تمييز بعض هذه الأعراض عن أعراض تطابقها قد تظهر على بعض من يعانون من أمراض عضوية كداء الشقيقة، أو نفسية كداء انفصام الشخصية، المتسبب في اختلال التصرف، وكثرة الوهم والقلق والأرق، أو المعاناة من عقدة النقص البسيط أو المركب، المتسبب لكثرة النقد الذي في غير محله، مما يتسبب في كثير من حالات التخاصم بين الزوجين، أو ظهور علامات جنون العظمة (داء الكِبْر) ، فالواجب في هذه الحالات جميعها أولاً المعالجة العضوية لدى أهل الاختصاص، فإن لم تُجْدِ هذه المعالجة نفعًا، عُمِد إلى العلاج النفسي، فإن أعيا الأطباء مداواتُه، عمد إذ ذاك إلى التداوي بالرقى المشروعة، عند من يرجو صلاحه، ويتوسم خيرًا به، ولا يُعمَد إليها ابتداءً، خشية أن يعتقد ضعاف النفوس أن المرض - وهو مرض عضوي يحتاج إلى العقاقير الطبية - لم يَنْتَفِ عن المريض بالرقية، فيؤثر ذلك نقصًا في إيمانهم. مع يقيننا التام بأن الرقى المشروعة تؤثر بالشفاء - بإذن الله - حتى لو كان المرض عضويًا أو نفسيًا، لكنْ قد أُمِرنا بالتداوي والأخذ بالأسباب، وهذا مما لا ينفي وقوع شفاء بمحض التوكل على الله، أو بأثر طلب الشفاء برقية مشروعة. قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا *} [الإسرَاء: 82] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً (1) وقال صلى الله عليه وسلم:   (1) أخرجه البخاري، كتاب: الطب، باب: ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً، برقم (5678) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) . وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام حين سألته صلى الله عليه وسلم الأعرابُ: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: «الْهَرَمُ» (2) . 20- الطِّلَّسْم، أو الطِّلَّسْم، والشائع في نُطقه: طَلْسَم، بوزن جعفر، وهو ما يكتبه الساحر، ويزعم أنه رقية، ويكون محتوياً غالباً على جداول، ضمت في مربعاتها ومن حولها أرقاماً معينة وحروفاً، ويكتب لأغراض مختلفة - كما يدعون -: لشفاء من مرض عضوي كحمى وصداع، أو نفسي كهمٍّ واكتئاب، ونحو ذلك [فهي نوع من أنواع السحر من نفسٍ ساحرة مؤثرة بالهمة، وبمعين لها من مزاج الأفلاك أو العناصر، أو خواص الأعداد] (3) . وخلاصة ما يزعمه الكاتبون للطلاسم من هؤلاء، أن للحروف في خواصها عجائب لا يمكن إدراك كنهها لكنها تكون مؤثرة بطبائعها، كما أن لها خصوصية بالأفلاك وملاءمة لها إذا مازجتها، فغير المنقوط منها - مثلاً - يتوافق مع نجوم السعود، والمنقوط يتوافق بالنحوس، ثم إنهم قد قسموا طبائعها سبعاً سبعاً، فسبعة منها ذات طبيعة حارة يابسة   (1) أخرجه مسلم، كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2204) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (2) أخرجه أبو داود بلفظه، كتاب: الطب، باب: الرجل يتداوى، برقم (3855) ، عن أسامةَ بن شَرِيكٍ رضي الله عنه. والترمذي، كتاب: الطب، باب: ما جاء في الدواء والحثِّ عليه، برقم (2038) ، عنه أيضًا. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجَهْ، كتاب: الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، برقم (3436) ، عنه أيضًا. وكذا أخرجه أحمد في المسند، مسند الكوفيين، من حديثه أيضًا، برقم (18645) . (3) انظر مقدمة ابن خلدون ص 497. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 كالنار، تورث الغضب مثلاً لمن كتبت له أو تقوي فكره، وتجعله حادّ الذكاء، وسبعة أُخَر باردة يابسة كطبيعة التراب، تورث الثبات والصبر، وسبعة منها حارة رطبة كالهواء، تفرج الهم وتنفّس الكرب، والسبعة الأخيرة منها باردة رطبة كخاصية الماء، وهذه - بزعمهم - لتيسير الأمور وتسهيل الحاجات. ثم إنهم تعدَّوا الحروف إلى الأعداد بحسب ترقيمها في حساب الجُمَّل (أبجد هوز ... ) ، فقالوا بأنها قسمين متحابة ومتنافرة؛ فما تكامل منها في الحساب كان متحاباً، فكان له أثر في إيقاع الإلفة بين المتحابَّيْنِ، وما لا يتكامل يوقع الفرقة، لكن بشرط أن يوضع الأول إذا طلع نجم الزُّهرة متقابلاً مع القمر، وأن يوضع الثاني إذا تفارقا. وهكذا ضلّ هؤلاء المنجمون السحرة ضلالاً بعيداً، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. وحاصل ذلك كله أن كاتب الطلسمات بأعداد أو بحروف هو منجّم ساحر "يستعين - بزعمهم - بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد، وخواص العناصر والموجودات، وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر، ولم تفرق الشريعة بين السحر والطلسمات، وجعلته كله باباً واحداً محظوراً" (1) . والذي يدعو إلى العجب حقاً جَرْيُ أقلام بعض أهل العلم بإثبات مثل هذا التأثير لخواص الأعداد متمازجة ومنفردة، واتصالها بروحانيات الكواكب ومسارات الأفلاك، وحجتهم في ذلك واهية، ولا تعدو قولهم: وعلى الجواز عمل الناس اليوم، وشهدت لذلك التجربة، حتى إن بعضهم قال بكتابة فواتح السور من الحروف الأربعة عشر المجموعة في قولك: (نص حكيم له سر قاطع) ، واعلم - رحمك الله - أن المحققين من الأئمة قد منعوا من ذلك كله، ومن هؤلاء الإمام الشوكاني رحمه الله في   (1) انظر: مقدمة ابن خلدون ص 501 - 502. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 الإرشاد حيث قال: (ويا لله العجب من جري أقلام أهل العلم بمثل هذه الأقوال التي لا ترجع إلى عقل ولا نقل ... فليؤخذ عند ذلك الحذر من التقليد، وليُبحث عن الأدلة التي هي شرع الله الذي شرعه لعباده، فإنه لم يشرع لهم إلا ما في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) (1) . هذا، وإني مكتفٍ بما سلف، ومن شاء مزيد تفصيل في ذلك فدونه مصنفات منها: "الغاية" للمجريطي (2) ، و"لسان العرب" لابن منظور (3) والمقدمة لابن خلدون، و"رشد الغافل" وشرحه، للشيخ عبد الله الشنقيطي، وقد بين فيه بتفصيلٍ أنواع علوم الشر لتتقى وتجتنب، وغير ذلك كثير. 21 - النَّفْث: وهو نفخ مع ريق، أو دونه، يقوم به أناس من ذوي النفوس الساحرة والمؤثرة، من رجال أو نساء، ينفخون في عقدة أو أكثر من عُقَد الخيوط حين يسحرون بها، وأكثر من يقوم بذلك السواحر، وهن النساء اللواتي يتعاطين السحر، ويقمن بذلك خاصة، في حال طَمْثهن (4) (حال الحيض) ، فيعقدْن في سحرهن وينفثن في عُقَدِهن (5) . قال الله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *} [الفَلَق: 4] .   (1) انظر: "إرشاد الفحول" للإمام الشوكاني. ص 48، بتصرف في العبارة يسير، واختيار لموضع الشاهد من كلامه رحمه الله. (2) المجريطي؛ هو مَسْلَمة بن أحمد، أبو القاسم (338-398) ، فيلسوف رياضي فلكي، أوسع علماء الأندلس إحاطة بعلم الأفلاك وحركات النجوم، مولده ووفاته بمجريط = [مدريد] ، وكتابه «غاية الحكيم وأَوْلى النتيجتين بالتقديم» ، مطبوع. اهـ. انظر: الأعلام للزركلي (7/224) . والكتاب طَبَعَتْه المطبعة اليوسُفية بمصر. (3) عقد ابن منظور بابًا مفصلاً في ألقاب الحروف وطبائعها وخواصها (1/17) بعد المقدمة، وباب تفسير الحروف المقطعة، فلينظر. (4) انظر: الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي (2/50) . (5) انظر: أضواء البيان للإمام الشنقيطي (4/474) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ)) (1) . ومن معاني النّفْث، المضافة إلى الشيطان، والعياذ بالله: نَفْث الشيطان، ومعناه: شِعره الخبيث الداعي إلى ضلال، أو شك، أو كفر، أو المثير لشهوة محرمة، أو الآمر بفحشاء أو منكر أو بغي، والعياذ بالله. يقول عليه الصلاة والسلام: ... وَأَمَّا نَفْثُهُ - أي الشيطان - فَالشِّعْرُ (2) ويشار هنا - للفائدة - إلى أن النفث في الماء، ليسقى منه المريض استشفاء بريق ذلك النافث، وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى، أو شيء من القرآن، هو جائز، ويعتبر من طرق الرقية المشروعة (3) . 22 - النفخ: وهو خُلُق مذموم، يتصف به أهل الضلال من السحرة وغيرهم. ومعناه: مزيد التكبر والغرور والتعالي على خَلْق الله تعالى، وهو من صفات الشيطان التي يستعاذ منها. قال الله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً *} [الإسرَاء: 37] . وقال صلى الله عليه وسلم: وَأَمَّا نَفْخُهُ فَالْكِبْرُ ... (4) . 23 - الهَمْز: ومعناه المس الشيطاني، والعياذ بالله، إذا بلغ أثرُه الصَّرْعَ والإغماء، الشبيه بالموت المؤقت، وقد سبق بيان المس، وأنه   (1) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الطب، باب: ما جاء في كراهية التعليق، برقم (2072) ، عن أبي معبد الجهني رضي الله عنه. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، برقم (775) ، والترمذي؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة، برقم (242) ، عنه أيضًا. وعند أحمد في المسند، برقم (16860) ، من حديث جبير بن مُطعِم رضي الله عنه. وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي. (3) انظر: الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية، إعداد: المؤلف، ص106. (4) سبق تخريجه للتوّ، بالهامش ذي الرقم (2) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 من تسلط شيطان من شياطين الجن بأذىً على إنسي وأنه قد يصرعه بسيطرة تامة على العقل والجسد، وقد يصل الأمر إلى جنون مؤقت أو موت ظاهر مؤقت بسبب ذلك، وهو المسمى بـ (الهمز) . قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} [المؤمنون: 97-98] . وقال عليه الصلاة والسلام: أَمَّا هَمْزُهُ فَهَذِهِ الْمَوْتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ ... (1) . 24- النَّزْغ، أو الوسوسة أو طائف الشيطان: وهي لمة (خاطرة) تكون بمثابة القول والصوت الخفي من الشيطان، وهي تشبه لمّة الخَيَال (2) ، تعتري قلبَ ابن آدم وذلك عند غفلته عن ذكر ربه، فيفهم ذلك المرءُ في نفسه مؤداها، فتسوّل له نفسه بسببها مقارفة معصية، أو مفارقة طاعة. ومن المعصية - التي تكون بأثر النزغ -: أن يُلقِيَ الشيطانُ في القلب وسوسة يحمل بها الإنسانَ على مجازاة المسيء   (1) جزء من الحديث السابق. ... والحديث بتمامه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في التطوع: "الله أكبر كبيرًا - ثلاث مرار -، والحمد لله كثيرًا - ثلاث مرار -، وسبحان الله بكرة وأصيلاً - ثلاث مرار - اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه ونَفْثه ونفخه"، قلت: يا رسول الله! ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال: "أما همزه: فالموتة التي تأخذ ابن آدم، وأما نفخه: الكِبر، ونفثه: الشعر". ... - «وفي التطوع» : أي في دعاء الاستفتاح من صلاة النفل، كما تفيده بعض روايات الحديث. ... - والصحابي المتسائل عن معنى الهمز والنفث والنفخ، هو جبير بن مطعم رضي الله عنه. ... انظر مسند الإمام أحمد، الأحاديث ذوات الأرقام (16860، 16861، 16882، 16906) ، ط - بيت الأفكار. (2) انظر: فتح القدير، للإمام الشوكاني (2/279) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 بالإساءة (1) ، فيفسد بذلك ذات البَيْن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللهِ، فَيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ الأُْخْرى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ [الرَّجِيمِ] . ثُمَّ قَرَأَ صلى الله عليه وسلم: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *} [البَقَرَة: 268] (2) ، ومن معاني الوسوسة أيضاً، ما يكون من حديث النفس الأمّارة بالسوء، بفعل معصية أو بترك طاعة، وهذا مما تجاوز الله تعالى عنه، لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ما لم يتحول حديث النفس هذا إلى معصية واقعة، أو هَجْرٍ لطاعة مفترضة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لأُِمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، [مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا] مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ (3) . مسألة: هل تقع الوسوسة من الإنسي لنظيره من الإنس، أم هي مختصة بوسوسة الجن للإنس؟ قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ   (1) انظر: مختصر تفسير الطبري، باختصار الشيخين محمد علي الصابوني، وصالح أحمد رضا. (2/421) . (2) أخرجه الترمذي؛ كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة البقرة، برقم (2988) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص. اهـ. (3) أخرجه البخاري بنحوه في مواضع عدة، منها: كتاب: العتق، باب: الخطأ والنسيان ... ، برقم (2528) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم واللفظ له، كتاب: الإيمان، باب: تجاوز الله عن حديث النفس، برقم (127) ، عنه أيضًا. ... وما بين المعقوفين من لفظ البخاري رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} [النَّاس: 1-6] . قال الإمام القرطبي رحمه الله: (أخبر تعالى أن الموسوِس قد يكون من الناس، وقال الحسن - أي البصري - رحمه الله: هما شيطانان، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية. وقال قتادة - أي ابن دعامة السدوسي -: تعوّذ بالله من شياطين الإنس والجن) (1) . وقد ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله النظائر من الآيات الكريمات، الدالة بتناظر معانيها إلى إثبات وقوع الوسوسة من شياطين الإنس. وهي: قول الله تعالى: [الأعرَاف: 199-200] {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} . وقوله سبحانه: [الإسرَاء: 53] {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً *} . وقوله جلّ ذكره: [المؤمنون: 96-98] {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ *وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} . وقوله عزّ ثناؤه: [فُصّلَت: 34-36] {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} .   (1) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (20/244) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 ثم ذكر الإمام رحمه الله: أن شيطان الإنس ربما ينخدع بالإحسان إليه، وأما شيطان الجن، فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلّطه عليك، فإذا استعذت بالله ولجأت إليه، كفَّه عنك وردّ كيده. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يقول: أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ (1) . والحاصل في ذلك إثبات وجود شياطين من الإنس، وشياطين من الجن، كما في قوله تعالى: [الأنعَام: 112] {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ *} . والحال أن وسوسة الإنسي لمثيله يمكن صرفها بحُسن القول معه، والإعراض عن سَفَهه، وعدم مماراته في جهله، وكما قال عمر رضي الله عنه: عاقبتَ من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه -أي: عاقبته بالحِلْم على جهله، وبالصبر على سفهه ... ، - وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم. اهـ (2) . قال تعالى: [فُصّلَت: 34] {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *} . مسألة: يتجرأ إبليس وجنوده - عياذاً بالله منهم - على الوسوسة   (1) سبق تخريج الحديث ص82 بالهامش ذي الرقم (2) . (2) انظر تفسير ابن كثير ص730 ط - بيت الأفكار الدولية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 لمؤمني الإنس، بقصد صرفهم عن إيمانهم أو إيقاع الشك في قلوبهم، فما يقول من وجد ذلك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ (1) . وقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه قائلين: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ ، قالوا: نعم. قال: ذَاكَ صَرِيحُ الإِْيْمَانِ، أو قال: تِلْكَ مَحْضُ الإِْيمَانِ (2) . وقال عليه الصلاة والسلام: لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَكُمْ عَنِ الْعِلْمِ، حَتّى يَقُولُوا: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ (3) . يتبين من مجموع ما سلف ذكره، أن هذا النوع من الوسوسة لا يضر صاحبَه، بل هو دالٌّ على بلوغه شأواً في الإيمان لكراهته الشديدة لهذا الوسواس، ومحاولته دفعه عن قلبه، واستعظامه النطق به، فيغتاظ بذلك الشيطان وجنده، فيحاولون عند ذلك ثَنْيَه عما هو فيه. والواجب على من وجد شيئاً من ذلك أن ينتهي عن التفكّر بذلك حتى لا يستهوينه الشيطان، ويصدِّق عليه ظنَّه، ويُوقِع به كيدَه، وأن يقول النبي - كما أرشدت إليه السُّنة -: آمنت بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وصدق الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، [الحَديد: 3] {هُوَ الأَوَّلُ   (1) أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنودِه، برقم (3276) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، برقم (134) ، عنه أيضًا. (2) أخرجه مسلم، بالتخريج السابق. (3) التخريج الأسبق كذلك، عند مسلم رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *} . الحمد لله الذي رد كيد الشيطان وأَمْرَه إلى الوسوسة (1) . 25 - الرَّكْضة: أو ركضة الشيطان، وهي تعني معاناة الحائض من النساء بسبب جِرْيةٍ جراها الشيطان بقوة في عرق عند الرَّحِم، تسبّب فيها باستمرار تدفق الدم مهراقًا شديدًا، متعديًا في ذلك زمن تحيُّضِها المعتاد، فيمنعها ذلك عن الصلاة والصيام والطواف وتلاوة القرآن وعن المكوث في المسجد، ظنًا منها بأن حيضها مستمر، وقد جرى مثل ذلك لبعض الصحابيات رضي الله عنهن، منهن: أم حبيبة حَمْنة بنت جحش زوج عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، وهي أخت زينب أم المؤمنين رضي الله عنها، ومنهن فاطمة بنت أبي حبيش، وكذا سهلة بنت سهيل رضي الله عنها. فلما أن استفتت كلٌّ منهن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، بيّن لهن عليه الصلاة والسلام بأن الأمر لا يعدو أن يكون داءً عَرَض للمرأة، فهي تُستحاض، أو هو عِرْق انقطع، بسبب ركضة من ركضات الشيطان فيه، فإن الشيطان - كما في الصحيح -: يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرى الدَّمِ (2) ، وهذه الركضة   (1) طريق رد الوسوسة مستفاد من مجموع المرويِّ في الصحيحين، كما مر تخريجه قريباً، كذلك هو في سنن أبي داود رحمه الله، كتاب: الأدب، باب: في ردّ الوسوسة، برقم (5110) و (5112) ، كلاهما عن ابن عباس رضي الله عنهما. (2) سبق تخريجه ص 30، بالهامش ذي الرقم (1) . ... فائدة: لم يكن عند مسلم من حديث صفية رضي الله عنها إلا هذا الحديث. وقد أورده البخاري في ست مواضع، والله أعلم. ... ولفظ الحديث بتمامه: "على رِسْلكما، إنها صفية بنت حُيَيّ، إن الشيطان يجري (يبلغ) من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شرًا" قاله النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين من الأنصار لما رأياه صلى الله عليه وسلم منصرفًا من مُعتَكَفه، ترافقه صفية رضي الله عنها، فسلّما وأسرعا رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 قد تكون بتسليط ساحر لشيطان على تلك المرأة، فإن كان ذلك فهو ما يعبّر عنه بـ (سحر النزيف) فتُرقى المرأة بالمشروع، فتشفى بإذن الله، وإلا فهو داء استحاضةٍ عضوي يمكن علاجه عند أهل الطب. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن لمن شكت مثل ذلك طُرقاً للقيام بالعبادة فعلى أيهما قويت المرأة، فهي أعلم بحالها، وهذه الطرق ثلاثة مستفادة من أحاديث صحاح، وهي كما يلي: 1- ... أن تغتسل لكل صلاة، بعد انقضاء مثل أيام حيضها، حتى تحيض فترى دم الحيض الأسود الذي يَعْرِف، ويُعْرَف (تعرفه النساء) . 2- ... إن شق عليها ذلك، فإنها تغتسل لصلاة الفجر، وتؤخر الظهر، وتقدم العصر، وتغتسل لأداء الصلاتين، كذلك تفعل للمغرب والعشاء، فتؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل وتصلي الصلاتين. 3- ... فإن وجدت حرجًا في ذلك أيضًا، فإنها تغتسل إذا انقضت مثل أيام حيضها (ستة أو سبعة أيام) ، ثم تتوضأ بعدُ لكل صلاة، ثلاثًا وعشرين ليلة أو أربعًا وعشرين ليلة، فإن ذلك يجزئها، ولو استمر تدفق الدم، لكن لونه مختلف عن دم الحيض، ليس بأسود مثله وذلك غاية في التيسير عليها. وقد استحب النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة أن تفعل الأمر الأول إنْ هي قَوِيت عليه، وقد فعلت ذلك حمنة رضي الله عنها، كما سيأتي من قول السيدة عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وهاك أخي القارئ أدلة من السنة المطهرة دالَّة بمجموعها على ما أسلفت بيانه: 1- ... سألت أم حبيبة حَمْنَةُ بنت جحش رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الدم؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سُبْحَانَ اللهِ!، إِنَّ هَذا مِنَ الشَّيْطَانِ)) (1) . ((إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ)) (2) . ((امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي)) (3) ، قالت عائشة رضي الله عنها: فكانت تغتسل لكل صلاة (4) . 2- ... وكانت سهلة بنت سهيل رضي الله عنها قد استُحيضت، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، ((فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ، فَلَمَّا جَهَدَهَا ذَلِكَ أَمَرَهَا أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِغُسْلٍ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِغُسْلٍ، وَتَغْتَسِلَ لِلصُّبْحِ)) (5) . 3- ... وقالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إني   (1) جزء من حديث أخرجه أبو داود، كتاب: الطهارة، باب: من قال تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسلاً، برقم (296) ، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها. (2) جزء من حديث أخرجه الترمذي مطوّلاً - وصحّحه -؛ كتاب الطهارة، باب: ما جاء في المستحاضة ... ، برقم (128) ، عن حَمْنة بنت جحش رضي الله عنها. (3) أخرجه مسلم، كتاب: الحيض، باب: المستحاضة وغسلها وصلاتها، برقم (334) ، عن عائشة رضي الله عنها. (4) قول السيدة عائشة رضي الله عنها، أخرجه أبو داود، كتاب: الطهارة، باب: ما روي أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة، برقم (289) . (5) أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب: من قال تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غُسلاً، برقم (295) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومعنى جَهَدها ذلك، أي: شقّ عليها. ... هذا، وقد أخرج الإمام أحمد رحمه الله في مسنده، أربع روايات، تبين حكم المستحاضة أيضًا، وجميعها من مسند النساء، فلتنظر بأرقامها (27685 - 27904 - 28022 - 28182) - طبعة بيت الأفكار - لمن شاء مزيد علم في ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 لا أطهُر، أَفَأَدع الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلاَةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا [قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها] ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي (1) . زاد هشام بن عروة عن أبيه رحمهما الله: "ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلاَةٍ، حَتّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ" (2) . هذا، ومحلّ تفصيل أحكام ذلك كتب الفروع، إلا أني أردت بيانه لشرف تعلُّقه بأعظم العبادات البدنية، ركنِ الدين: (الصلاة) . 26- الرَّبْط (العَقْد أو العَصْب) ، وهو نوع من أنواع سحر التفريق بين الزوجين، ويسمى بـ (الصَّرف) أيضًا، وله صور عديدة، منها الحِسِّي، كأنْ يؤخذ الرجلُ عن زوجه فلا يستطيع جماعَها إما بعُنةٍ يجدها عند الاقتراب من امرأته وإرادته الجماع، وإما بحدوث إمناء سريع ونحو ذلك، ومنها المعنوي: كانعدام شهوة أو تقبيح صورة، أو معاناةٍ من كثرة غَيرة مع عدم وجود مسوّغ شرعي لذلك، أو الإحساس براحة نفسية في حال ابتعاده عن امرأته (3) . وقد يحدث الربط أيضًا للمرأة، ومن أنواعه ما يسمى بـ (التغوير) ،   (1) أخرجه البخاري؛ واللفظ له كتاب: الحيض، باب: الاستحاضة، برقم (306) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: الحيض، باب: المستحاضة وغُسلُها وصلاتُها، برقم (333) ، عنها أيضًا. (2) الزيادة عند البخاري، من رواية هشام بن عروة عن أبيه، هي في كتاب: الوضوء، باب: غسل الدم، برقم (228) . والعبارة المفسِّرة بين معقوفين هي: جزء من رواية عند البخاري أيضًا، كتاب: الحيض، باب: إذا حاضت في شهر ثلاث حِيَض ... ، برقم (325) ، عن عائشة رضي الله عنها. (3) انظر: المنقذ القرآني. محمد الصايم ص 106. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وهو شعور الزوج بأن الفتاة البكر التي وقع اختياره عليها ليست كذلك، مما يتسبب بالتفريق بينهما في مرحلة مبكرة من الزواج - والعياذ بالله-، ومن رَبْط المرأة أيضًا: [التصفيح أو الانسداد، فلا يتمكن الرجل من الجماع، ومنه ربط (نزيف الجماع) فكلما أتاها زوجها ركض الشيطان في عِرْقٍ عند الرحم، فينفجر العرق، فيسيل الدم، فلا يتمكن الزوج من مجامعتها، وقد لا يكون الربط للمرأة محسوسًا كما سبق، بل قد تمنع المرأة من غير إرادة منها إتيانَ زوجها لها، أو قد تتبلّد تبلُّدًا تامًا عند عملية الجماع، فلا تستجيب لزوجها، مما ينفِّره من جماعها، فالأول منهما يسمى ربط المنع، والآخر ربط البرود أو التبلد] (1) . ويشار هنا، إلى أن ما كان من أنواع الربط للرجل محسوسًا، فإنه قد يكون مرضًا عضويًا أو توهمًا نفسيًا لديه، قد أثَّر في قدرته الجنسية، وليس ربطاً أو عَصْبًا، فالواجب علاجه - عند أهل الاختصاص - في ذلك، والمرأة كذلك قد يكون داءً عضويًا أو نفسيًا عَرَض لها، فتُعرَض ابتداءً على أهل الطب فإن جزموا بأنْ لا علةَ عضوية أو نفسية لما تشكو منه، غلب على الظن عند ذلك حدوث عقد أو ربط، تسبب به ساحر مفرّقٌ لَعِينٌ، أو شيطان جنٍّ محبٌّ للمرأة، يبغي إبعادها عن زوجها، أو شيطانة خبيثة تولهت حبًا بالرجل الإنسي، فهي تعمل جاهدة على حجزه عن امرأته، لتظفر هي به. 27- التِّوَلة: (سحر المحبة) ، وهو الذي يسمى بـ (العطف) ، ويكون - غالبًا - بطلب المرأة من ساحر أن يوقع محبةً بها في قلب زوجها وشغفًا زائداً؛ فيأمرها عند ذلك بإحضار أثر من ثياب زوجها   (1) مستفاد من: الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار. وحيد عبد السلام بالي ص 185. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 مثلاً، غيرَ منظَّفٍ ولا طاهر، ثم يأخذ خيوطاً منه، فيعقدها وينفث بها، ثم تدفن في مكان مهجور، أو يقرأ ما يأمره به شيطانه من أقوال بغير العربية تتضمن شركًا بالله، والعياذ بالله، يقرأ ذلك على ماء نجس، أو على قطرات من دم ونحوه، ثم تخلطه المرأة بما يَطْعَمُه أو يُسقاه زوجُها، فيصير الزوج - والعياذ بالله - منقادًا لامرأته لا يرى أحب منها في قلبه، ولو أنها عصت وفسقت، وأضرّت به، وتشتد غَيْرته عليها، ويُفرِط في جماعها، ولا يصبر على البعد عنها، ثم إنه لا يُخالِف لها أمراً، ولا يُحبِط لها مسعى، ولا يُخيِّب لها ظنًا، ولا يعارض لها هوىً، حتى لَوْ أَنَّهَا دَخَلَتْ جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعَها!! (1) . [وبئسما صنعَتْ، ولو أنها عمدت إلى التحبُّب إلى زوجها، فكانت عَروبًا تكثر التزين والتجمل له، تستقبله بتبسُّمٍ مشرق، وتُحسِن عشرته، وتخاطبه بلين القول، وتريه جميل الفعال في رعاية أبنائه، والحفاظ على ماله، والحرص على طاعته، لوجدت - بإذن الله - تعلقًا عاقلاً حكيمًا،   (1) ذكرتُ ما بين قوسين، تشبيهًا مجازًا، وهو مستفاد من معنى حديث، بيّن شدة تعلُّقِ شرار هذه الأمة - في آخر الزمان - بسَنن اليهود والنصارى، ونص الحديث بتمامه: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلَكُم شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حَتّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ؟» . ... والحديث متفق عليه؛ من حديث أبي سعيد رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «لتتبعن سَنَن من كان قبلكم» ، برقم (7319) . ومسلم؛ كتاب: العِلْم، باب: اتباع سَنن اليهود والنصارى، برقم (2669) . ... - وأما اختصاص شرار هذه الأمة باتباع أهل الكتاب، فلقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيَحْمِلَنّ شِرَارُ هَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى سَنَنِ الّذِينَ خَلَوا مِنْ قَبْلِهِمْ، أَهْلِ الْكِتَابِ، حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّةِ» كما في مسند أحمد؛ برقم (17265) ، من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه. وهذا كناية عن شدة المطابقة في الاتباع. [والقُذَّة: ريشة السهم، فكما تُقدَّر كلُّ واحدة من الريشتَيْن على قَدْر صاحبتها وتُقْطَع، يُضْرَب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان] . انظر: النهاية لابن الأثير (4/25) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 مستمرًا غير منقطع، في قلب زوجها، لا تعلقًا أبلهَ ذاهلٌ صاحبُه، لا يدري ما يصنع!! ثم إذا انتهت (صلاحية هذه التِّوَلة) ، فسدت، وانقلبت بغضًا وكرهًا ربما لم تنفع معه تولة أخرى مستجدة الصلاحية] !! (1) . قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرُّقى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ (2) . مسألة: قد يُشكل على أحدهم التعارضُ الظاهر، بين قوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرُّقى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ، وقوله   (1) استفدت ذلك النصح من: الصارم البتار، لوحيد بالي، ص 139، بتصرف. (2) أخرجه أبو داود، كتاب: الطب، باب: في تعليق التمائم، برقم (3883) ، عن زينب رضي الله عنها. وابن ماجه، كتاب: الطب، باب: تعليق التمائم، برقم (3530) ، عنها أيضًا. وأخرجه أحمد في مسنده (1/381) ، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ (1) . فكيف يمكن الجمع بين اعتبار الرقى شركًا وبين الإذن النبوي بالاسترقاء والانتفاع بذلك؟ الجواب (2) : أن الرقى المنهي عنها هي الرقى التي فيها شرك أو توسّل بغير الله تعالى، أو ألفاظ مجهولة لا يُعرَف معناها، أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة، وهي من أعظم أسباب الشفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اِعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكُ (3) . وقوله صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ (4) ، وَقَدْ رَخَّصَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ (5) . 28- النُّشْرة: وهي لفظ يطلق ويراد به ما ينشّر (أي يُكشف ويزال به الضرر) عمن يُظنُّ أن به مس من الجن (6) ، وتكون النشرة على أحد ضربين: الأول: تعويذة مشروعة أو رقية جائزة مَقُولة أو مكتوبة (لتقرأ على المريض، ولينفث عليه بها، لا لتُعَلَّقَ وتكونَ تميمة) ، ويقصد بهذه النُّشرة معالجة من كان به طِبُّ (أي: سحر أو عين أو مس أو عَصْب عن امرأته) . والثاني: حل السحر عن المسحور؛ بسحر أو بألفاظ أعجمية، أو بطلاسم لا يُفهم معناها، أو بألفاظ شركية، ونحوه مما كان معهودًا من النُّشرة في الجاهلية. فالنُّشرة الأولى لا بأس بها لما فيها من المصلحة وطلب المنفعة، وعدم المفسدة، بل ربما تكون مطلوبة لأنها مصلحة بلا مضرّة (7) . وأما الثانية: فالتحقيقُ الذي لا ينبغي العدول عنه: أن استخراج السحر بسحر أو ألفاظ أعجمية أو بما لا يُفهم معناه، أو بنوع آخر مما   (1) أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب: استحباب الرقية ... ، برقم (2199) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (2) الجواب مستفاد من كلامٍ للعلاّمة ابن باز رحمه الله، انظر: الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية، إعداد المؤلف ص 265. (3) أخرجه مسلم، كتاب: السلام، باب: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، برقم (2200) عن عوفِ بن مالكٍ الأشجعي رضي الله عنه. (4) التخريج السابق، وفي رواية: «فَلْيَفْعَلْ» . (5) أخرجه مسلم، كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية من العين والنملة والحُمَة والنظرة، برقم (2196) ، عن أنس رضي الله عنه. بلفظ: "رَخَّصَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ وَالْحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ". (6) انظر: لسان العرب، لابن منظور (6/4424) ، مادة: نَشَر. (7) المنقول هو من كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله. انظر: الفتاوى الذهبية ص 156. إعداد المؤلف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 لا يجوز، فإنه ممنوع (1) . وعلى هذا التفصيل يُحمَل قول أهل العلم (2) الذين أجاز بعضهم النُّشرة - وعلل جوازها بحصول النفع، وكونها بالعربية - ومنهم الأئمة: سعيد بن المسيَّب، والمُزَنِيُّ، والشَّعبي، والطبري، وكذلك يفسّر بهذا التفصيل قولُ من منعها منهم كالحسن البصري، وابن تيمية وابن القيم عليهم رحمة الله جميعًا. ومن أدلة جواز النشرة (بالمعنى الذي سلف) : قول النبي صلى الله عليه وسلم، حين سألته السيدة عائشة رضي الله عنها: أفلا؟ - أي تنشَّرْتَ - فقال عليه الصلاة والسلام: أَمَّا اللهُ فَقَدْ شَفَانِي اللهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا (3) . وكان ذلك حين أبطل النبي صلى الله عليه وسلم سحرًا، جُعِل في بئر ذروان، - (أو: ذي أروان) - أبطله بالمعوذتين ثم أَمَرَ بالبئر فدُفنَتْ. وكان الذي صنع ذلك السحر رجل من بني زُريقٍ منافق حليف ليهود، يدعى لَبيد بن الأعصم. ووجه الاستدلال في ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على السيدة عائشة سؤالها، ثم إنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر حرمة النشرة، مع أن الموضع موضع بيان الحكم، مع شدة الحاجة إليه، فعُلم بذلك مشروعيتها. والله أعلم. وقد سأل قتادةُ سعيدَ بن المسيَّب قائلاً: رجل به طبٌّ أو: يؤخذ عن امرأته، أَيُحلّ عنه أو ينشَّر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع الناس فلم يُنْهَ عنه. اهـ (4) .   (1) انظر: أضواء البيان، للإمام الشنقيطي رحمه الله (4/505) . (2) ممن ذهب إلى هذا التفصيل الإمام ابن القيم رحمه الله، انظر: إعلام الموقعين: (4/396) . (3) جزء من رواية مطولّة، سبق ذكرها بتمامها وتخريجها ص53 بالهامش ذي الرقم (1) . (4) قول ابن المسيّب - عند البخاري -، وهو في الرواية المخرّجة أيضًا ص53 بالهامش ذي الرقم (1) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 ومن أدلة القائلين بتحريم النشرة: 1- ... الآيات الكريمة التي تنص على أن السحر ضُرٌّ محض، لا يتأتّى منه نفع قَطُّ، منها قوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ} [البَقَرَة: 102] . 2- ... قول النبي صلى الله عليه وسلم: اعْرُضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ (1) . 3- ... وقوله عليه الصلاة والسلام حين سئل عن النشرة، فقال: هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ (2) . ووجه الاستدلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَيّد في الحديث الأول جواز الاسترقاء، بما لم يكن فيه شرك، ومعلوم أن النشرة بالسحر قد تتضمن شركًا. كذلك في الحديث الثاني فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم النشرة من عمل الشيطان، لكونها النشرة المعهودة في الجاهلية، وهي حلّ السحر بسحر مثله (3) . 29- التميمة، وهي الرقية المعلقة، وتسمى أيضًا: الحِرزُ، أو الحجاب، أو الجامعة، وهي: ما يُعلَّق على الأولاد أو غيرهم من الناس، لدفع العين أو الجن أو المرض ونحو ذلك، وهي نوعان:   (1) سبق تخريجه ص 94 بالهامش ذي الرقم (5) . (2) أخرجه أبو داود، كتاب: الطب، باب: في النشرة، برقم (3868) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. وهو في مسند الإمام أحمد، من حديث جابر أيضًا. وقد جوَّد إسناده الشيخان: ابنُ باز وابنُ عثيمين عليهما رحمة الله. انظر: الفتاوى الذهبية، ص 88، وص 156. إعداد: المؤلف. (3) قد بسطت القول في مسألة النشرة بما يتسع له المقام، وذلك لشدة الحاجة إليها، وكثرة وقوع المسألة فيها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 الأول: ما يكون فيه من أسماء الشياطين، أو احتوى على عظمٍ، أو حرزٍ أو مساميرَ أو طلاسم، أو خَرَزٍ ونحوه. وهذا النوع محرّم بلا شك، وهو من أنواع الشرك الأصغر، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرُّقى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ (1) ، ومَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدْعَةً فَلاَ وَدَعَ اللهُ لَهُ (2) . وقد يكون هذا النوع شركًا أكبر إذا اعتقد معلِّق التميمة أنها تحفظه أو تكشف عنه المرض أو تدفع عنه الضرّ من دون الله. أما النوع الثاني من التمائم: فهو ما يُعلَّق من الآيات القرآنية والأدعية النبوية أو أشباه ذلك من الأدعية الطيبة، فقد اختلف فيه العلماء، فأجازه البعض، مُلحِقًا إياه بجنس الرقية الجائزة، ومنعه آخرون واحتجوا: أ- ... بأن الرقى قد جاء ما يخصص عمومَ تحريمها، نحو قوله صلى الله عليه وسلم: لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ (3) ، بينما لم يرد في شيء من الأحاديث استثناءُ شيء من التمائم. لذا، فالصحيح تحريم التمائم جميعِها عملاً بالأدلة العامة. ب- ... وكذلك احتجّوا بالقول بسد الذريعة الموصلة إلى الشرك، وهذا أمر عظيم في الشريعة، ومعلوم أنا إذا جوّزنا التمائم من الآيات القرآنية، والدعوات المباحة، انفتح باب الشرك، واشتبهت التميمة الجائزة بالممنوعة، وتعذّر التمييز بينهما إلا بمشقة عظيمة، فوجب سد الباب وقفل هذا الطريق المُفضي إلى الشرك. اهـ (4) .   (1) سبق تخريجه ص94 بالهامش ذي الرقم (2) . (2) سبق تخريجه ص38 بالهامش ذي الرقم (1) . (3) سبق التخريج ص94 بالهامش ذي الرقم (5) . (4) انظر: النذير العُريان، فتحي الجندي. ص 162، نقلاً عن نص فتوى لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 جـ- ... واحتجّوا أيضًا بأن القول بجواز تعليق التميمة من القرآن قد يفضي إلى امتهان ذلك، فقد يَحْمِل المعلِّقُ التميمةَ في حالٍ لا تليق، كقضاء حاجة أو جماع ونحو ذلك (1) . 30- تحضير الأرواح (2) : وهو مذهب استجدّ لأهل الغرب، قعّدوا له قواعد، واجترحوا له مصطلحات، وشَرَطوا له شروطًا، وأيقنوا به أيما يقين، وإن المُطالِع لما ابتدعوه وزعموه في ذلك تكاد نفسه تُشَقُّ رهقًا فيُحتضَر، وتَحْضُرُ نفسُه عالمَ البرزخ!! نعم، إن دعاة تحضير الأرواح (مذهب الرُّوحية الحديثة) قد بَنَوْا مذهبهم على وقع طَرْقَاتٍ سُمعت في منزل، أو صوتٍ صدر في جلسة فاعتبروا ذلك ظواهر صادرة عن أرواح الموتى، قد حضرت، ترشدهم وتنصحهم، وتُعلِمُهم بحقائقَ غابت عنهم في عالم الشهادة. وقد ألَّفوا بذلك كتبًا منها - على سبيل المثال -: (الأبحاث التجريبية على الظواهر الروحية) لروبيرهار، ويدعّمها بعضهم بصور كاميراتٍ خاصة تعمل بالأشعة ما تحت الحمراء، وما فوق البنفسجية، لأرواح حَضَرَتْ - بزعمهم -، فتخرج تلك الصور واضحة أحيانًا وملتبسة أحيانًا أُخَر، حتى إن أحدهم (د. علي عبد الجليل راضي) ، يزعم أن جبريل عليه السلام حضر جلسة من جلساته، لكنه أَسِفٌ لعدم امتلاكه في تلك الجلسة كاميرا من هذا النوع!! ويعتمد هؤلاء في ادعائهم في تحضير الأرواح من العالم الماورائي (الميتافيزيقي) ، إلى عالمنا الفيزيقي (المشهود) ، - وعذرًا   (1) انظر: الفتاوى الذهبية، إعداد المؤلف ص 251، نقلاً من "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/204 - 205) . (2) شرح هذا المصطلح بتمامه، مقتبس بتصرف من (عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة) . د. عبد الكريم عبيدات ص 425 وما بعده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 لاستخدام مصطلحاتهم -، يعتمدون على مادة تنبعث من جسمِ مَنْ يسمونه وسيطًا للتحضير، تكون هذه المادة هالة بصورة ضبابية باهتة في أول انبعاثها منه، ثم تتكثف وتتشكل بحسب الكائن (الروح) المهيمن على جلسة التحضير، ويسمونها (الأكتوبلازم) ، لكن مهلاً - أخي القارئ - فلو صدرت من الوسيط هذه المادة في غرفة مضاءة كليًا أو جزئيًا، فإنها سترتد إلى جسم المُحَضِّر مصطدمةً به اصطدامًا عنيفًا مما قد يتسبب في موت مباغت له؛ فعليه إذًا أن يطلق هذه المادة في غرفة مظلمة تمامًا، أو مضاءةٍ بلون أحمر باهت حرصًا على تشكلها البطيء، وإعادتها إلى عالم البرزخ له بهدوء وسكينة تامة!! هذا ما يدعيه أهل الغرب الروحانيون من قدرة على تحضير أرواح الموتى، ثم إن بعض المسلمين قد انساق - عجبًا - متأثرًا بتلك الدعوة، بل ودعا المسلمين إلى السير في ركابها، واتباع سَنَن الغرب في ذلك، بل قد وجّه اللوم وأبدى المعاتبة لتأخرهم في اللحاق بالركب الروحاني، مع أن أدلة شرعية دلت - من وجهة نظره - على أحقية هذا العلم بالتعلم والسبق إليه، وذلك لأجل مقارعة منكري البعث، وإثبات بطلان دعواهم. وممن ارتضى مسلك التحضير لأجل ذلك: الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره، فزعم أن سلوك تحضير الأرواح هو مسلك سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث طلب عليه السلام ما يَطْمَئِنُّ به قلبُه بعد تيقنّه بقدرة الله تعالى على إحياء الموتى، كما زعم أن طريق ذلك هو كمثل ضرب البقرة في زمن سيدنا موسى عليه السلام ببعض منها (وهو ذنبها) ، ثم يعلق قائلاً: ولا جَرَمَ أن إيماننا أقل من إيمان الأنبياء، فنحن أولى بطلب المعاينة، وطريق الخليل (إبراهيم عليه السلام) مقفل بابها علينا، فمن فضله تعالى ذكر هنا أن القتيل من بني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 إسرائيل قد حيي بضربه ببعض البقرة، وهذا فتحُ بابٍ لإحضار الأرواح، فكأنه - أي الله تبارك وتعالى - قال في مسألة إبراهيم: اطلبوا الحقائق لتطمئنوا، وهنا يقول: اسلكوا السبل التي بها تستحضرونها ... فإذا وجدتم أن طريق موسى في إحياء الموتى يصعب عليكم فالتمسوا غيره. اهـ (1) . - أي من طرق التحضير -، بل لقد عَمَد الشيخ طنطاوي جوهري إلى تأليف كتاب سماه: كتاب الأرواح، ضمّنه كثيرًا من حوادث التحضير التي قام بها الغربيون، والشروط الواجب توافرها في المحضِّر، وفوائد هذا العلم، وغير ذلك. والحق الذي عليه مَنْ يُعْتَدُّ بقوله من أهل العلم في ذلك كله هو: إنكار إمكان استحضار أرواح الموتى إلى الحياة الدنيا، بعد انتقالها إلى عالم البرزخ (الحياة الفاصل بين الحياتين الدنيا والآخرة، وهذه الحياة هي حاجز دون الرجعة إلى الدنيا) ، ومن أدلتهم قوله تبارك اسمه: [المؤمنون: 99-100] {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} . وقوله تعالى: [العَنكبوت: 57] {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ *} . وقوله سبحانه: [يس: 31] {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ *} . فالعجب كيف غفل البعض - أو تغافل - عن صريح دلالة هذه النصوص وأمثالها!! خاصة وأن بعض دعاة الروحية الحديثة قد استفحل خطرهم وعَظُمت فِرْيَتُهم، فزعم بعضهم (مثل سلفر برش) ، بأن محضري   (1) انظر: الجواهر في تفسير القرآن الكريم لطنطاوي جوهري (1/89) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 الأرواح، ومن استحضروهم يكونون بمجموعهم الروح الأعظم (1) ، يقصد الله - تعالى عما يقول الظالمون -، والخلاصة في ذلك أن دعاة تحضير الأرواح هم بالمآل دعاة مذهب اتحادٍ وحلول وتوحّد أديان، وادعاء نبوة ورسالة (كما فعل القس سنتون موزي) ، وفي الحال دعاة روحانية خارقة، تجتذب بسطاء الناس، فتتملّك عليهم كيانهم، وتبهرهم بأشكال تظهر، وأصوات تُسمع، ووسيط يتمتع بـ (كاريزما: قدرة على التأثير) ، كما يتمتع بكم هائل من مادة الاكتوبلازم القابلة للتشكل في الظلام!! لعلك، أخي المسلم! قد استنبطت مما سلف حقيقة ما يفعله هؤلاء، إنهم - ولا شك - يستحضرون الجن، ممن عَلِمَ ما لم يعلموا لسرعةٍ بالحركة أو لطولِ مكث في الدنيا، فيزعم بأنه روح فلان الذي عاش منذ مائة عام مثلاً، وقد كان قرينه أو عَلِمَ من أحواله دقائقَها، ومن أفعاله تفاصيلها، فيُصدِّق الحضور ما ينطق به ذلك الجني، وبخاصة أنه قد يتشكل لهم بخيالات هي أشبه بالسراب، فيوحي إليهم زخرف القول، ويزجهم في حظيرة الشرك. فحقيقة تحضير الأرواح أنها استعانة بالشياطين واستحضار لهم بتلبية طلباتهم الشركية، وتلاوة العزائم الكفرية، ثم استجوابهم عن أمور تتعلق بمن توفاهم الله، فيخبرون بما علموا من أحوالهم، فيتوهم الحاضرون أن الحاضر هو فعلاً روح فلان أو فلانة. يقول الشيخ العلاّمة عبد الله بن جبرين حفظه الله: لا شك أن المحضِّر إما أن يكون من خُدّام الشياطين الذين يتقربون إليهم بما   (1) انظر: ركائز الإيمان بين العقل والقلب، الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ص 353. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 يحبون، أو يكتبون حروفًا غير مفهومة تحتوي على شرك أو دعاء لغير الله، فتجيبه الجن ويسمع كلامها الحاضرون، والغالب أنه يُحْضِرُ شخصًا ضعيف العقل والدين، قليل الاهتمام بالذكر والدعاء، حتى يلابسه الجني ويتكلم على لسانه، ولا يفعل ذلك إلا السحرة والكهنة ونحوهم (1) . ويقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: تحضير الأرواح يتم عن طريق الشعوذة وتحضير الجن وتلبية طلباتهم، ودعوى تحضير الأرواح كذب وتدليس، وترى أحدهم - ممن يعمد إلى التحضير - لا يستطيع نفع أحد حتى نفسه، ولا تنتهي حياته بخير أبدًا (2) . ويقول الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: لا شك أن تحضير الأرواح نوع من أنواع السحر، أو هو من الكهانة، وهذه الأرواح ليست أرواح الموتى، كما يقولون، وإنما هي شياطين تتمثل بصور الموتى، وتقول: إنها روح فلان أو أنا فلان، وهو من الشياطين، فلا يجوز هذا. أخي القارئ، أكتفي بهذه النقول من كلام أهل العلم الذين أنكروا دعوى التحضير، على أن ثَمَّ جمّ غفير منهم قد أنكر ذلك أيضًا، أذكر منهم: (الشيخ محمد الغزالي، الدكتور عمر الأشقر، الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور أحمد البيانوني، وغيرهم كثير) (3) .   (1) جزء من جواب الشيخ حفظه الله، عن مسألة تحضير الأرواح. انظر: الفتاوى الذهبية، إعداد المؤلف ص 201. (2) انظر: الشيخ الشعراوي، الإنس والجن. جمع وترتيب محمود فوزي ص 32. (3) انظر: القول المعين في مرتكزات معالجي الصَّرْع والسحر والعين. أسامة المعاني ص 183، وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 الفصل الثاني حصن المؤمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 الفصل الثاني حصن المؤمن تمهيد : قد يسأل المؤمن عند تلاوته لسورة الناس عن علة وصف شيطان الإنس أو شيطان الجن بالوسواس الخناس، ولم خُصَّت الوسوسة من بين سائر أعمال الشياطين المُضِلّة؟ لكن، بتأمل دقيق لأقوال المفسرين - رحمهم الله - يتبين أن الخطر الأعظم على الإنسان يكمن في إغواء الشيطان له، وذلك من مبدأ خلقه إلى لفظه آخر أنفاسه، ويتبين له كذلك مستقر هذا الإغواء ومحلُّه الذي يَعْرُج إليه، والهدف الذي تنصبّ إليه سهام الوسوسة من كل جانب، ألا وهو القلب، تلك المضغة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ» (1) ، فمنزلة القلب للمؤمن منزلةُ الحصن للهارب، يأوي إليه عند الملمات والشدائد، والعدو يطلبه رابضاً من حوله، يتحين فرصة سانحة للولوج إليه من مواضع ثُلَمه (2) وضعفه، فإذا غفل حراس الحصن (3) عن الجِدِّ في الحراسة - إلا أنهم لم يغادروا مواقع رباطهم - أرسل جنده   (1) جزء من حديث أخرجه البخاري، كتاب: الإيمان، باب: فضل من استبرأ لدينه، برقم (52) ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، ومسلم؛ كتاب: المساقاة، باب: أخذ الحلال وترك الشبهات، برقم (1599) ، عنه أيضاً. (2) الثُّلم: جمع ثلمة، وهي النافذة تكون في باب السور، والخلل في الحائط. انظر: مختار الصحاح، مادة: (ثَلَمَ) . (3) والمقصود بها النفس المحصّنة بالتقوى وبالأذكار، والواعظ على قلب كل مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 بالوسوسة يتحسسون غفلة تامة من الحُرَّاس، فإذا علموا ذلك منهم وَلَجُوا الحصن وبَنَوْا فيه مساكن واهية سرعان ما تتهاوى بمعاول أولئك الحراس الذين يهدمونها بشدة وبأس، فيسارع ساكنوها إلى مغادرتها والإدبار نفوراً خارج الحصن الذي عادت إليه مَنَعتُه، فإذا فتر الحراس مرة أخرى، أقبل جند العدو المتربصين وهم لا يفترون، هذا مَثَل إلقاء الوسوسة من شياطين الإنس والجن في قلب ابن آدم، إلا أن العدو قد ينوّع في وسائل غزوه، وربما أغوى الحارسَ عند باب حصن القلب، فصار لحينٍ من جنده، فزيّن الحارس لصاحبه الشر بغلبة الهوى، أو في تحسين معصية، أو بإياس من رحمة، أو بإيقان هلاك، فلا يعبأ بعدها بمقارفة ذنب، أو بمعاندة حق، أو بميل إلى باطل، بل ربما أحب شراً أو دعا إليه!! هذا حال الإنسان مع كيد الشيطان وجنده، صراع مستمر، لا راحة لمؤمن من ذلك إلا بلقاء ربه سبحانه، وهو راضٍ عنه. لذا، كان على المؤمن الحصيف إدراك شدة عداوة الشيطان ووضوحها، والتبصّر الدقيق بمعرفة مداخل قلبه، والاشتغال الحثيث الجادّ بما يحصِّنها، فإن معرفة القلب وحقيقة أوصافه هو أصل الدين، وأساس معرفة طريق الوصول إلى رضى الله رب العالمين، وإن من سنن الله سبحانه في خلقه أن جعل ترتيب الأسباب على المسبِّبات، ومن بديع صنعه تعالى أن جعل القلب مستعداً بأصل فطرته لقبول الخواطر واللَّمّاتِ، ولو تواردت عليه من كل حدب وصوب، ثم يمحص القلبُ ويقلّب تلك الخواطر، ثم يتقلب هو معها؛ فإما أن يُرَغِّبَ بها، أو يصدّ عنها، تبعاً لتأثره بهوى النفس أو لاطمئنانه بذِكْرِ رَبِّه سبحانه، ففي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 القلب تكمن مجامع الطبائع من محبة أو بغض، ومن شهوة غضبٍ أو خِصْلةِ حِلمٍ، ومن كِبْرٍ أو تواضع، ومن زهد أو حرص، .... ، فإن رجّح القلب طبع الهوى عند عَرَضِ وسواس الهوى من الشيطان تسلط الهوى على القلب فتقلَّب إليه، ولو اتبع مقتضى شهوة الغضب تسلط على القلب حتى غلب عليه، وذلك حاصل في الطبائع وأضدادها جميعاً، فالقلب بهذا الاعتبار أشرف الأعضاء، وأكثرها خطراً، وذلك لتوارد الخواطر إليه، وتمحيصها فيه، ولله در القائل: ما سُمِّي القلبُ إلا من تَقَلُّبِه ... فاحذرْ على القلب من قَلْبٍ وتحويلِ (1) هذا، وقد خصّ الله تعالى القلب، وجعله محلاً للتعقل، ثم جعل الجوارح مسخَّرة له عاملة بأمره، قال تعالى: [الحَجّ: 46] {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ *} . فمن تسارعت على قلبه الوساوس فلم يرجح عليها طبائع الخير الكامنة في نفسه، تسلطت عليه الشياطين من إنس وجن، وتلاعبت به كما يتلاعب الصبية بالكُرَةِ، وقلَّبته كيف شاءت، أما لو جاهد المرء نفسه فصرف قلبه عن شهواتها، ثم صرفه إلى الاستعاذة بالله من شر من يوسوس من الجن والإنس، ثم ذكر ربه، لصار قلبه إذ ذاك حصناً حصيناً بالمجاهدة، وسراجاً مستنيراً   (1) ذكر البيتَ ابنُ دقيق العيد في شرحه لحديث: «إِنَّ الْحَلاَل بَيِّنٌ ... » من الأربعين النووية، وقال: سمي القلب كذلك لكثرة ورود الخواطر إليه، وترددها عليه حتى أنشد بعضهم: ما سمي القلب ... إلى آخر البيت المذكور. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 بالذكر، فيَغْلِبُ نورُ القلب عندئذٍ وساوسَ الشياطين، ولا يلتفت إلى طبائع السوء التي تؤزُّه إليها نفسه، ولِتحقق ذلك كان لا بد من معرفة أمور ثلاثة غاية المعرفة: الأول: اليقين التام بوضوح عداوة شياطين الإنس والجن، وتضافرهم مع الأخلاق السيئة المركبة في النفس. الثاني: معرفة حقيقة الوسوسة، وأنها خواطر تُعْرَض على القلب، فإن قبلها، تحركت الإرادة بالرغبة في الفعل، ثم صارت الرغبة عزماً، والعزم نية، ومن ثَمَّ تحركت الأعضاء - وهي جنود مجندة تخدم القلب - لعمل ما يريده، وما تقلّب إليه من خير أو سوء. الثالث: أن مبدأ التحصين للقلب يكون ابتداءً وانتهاءً بالالتجاء إلى الله تعالى، والاستجارة بعظمته من ذلك، إذ لا طاقة للإنسان - مهما بلغ من مجاهدة - على صرف وساوس الشهوات عن نفسه، ولا وساوس الشبهات عن عقله، ولا وساوس الخواطر عن قلبه، ولا في إزالة حُجُب الظلمات التي عَلَت روحه بما كسبت يداه، وفي رد سهام الشر من سحر أو حسد أو تعمُّدِ ضرٍّ، - وقد صار هدفاً لذلك كله من شرار الخلق - إلا بالعياذ بكَنَف الله تعالى وحِصْنه الحصين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 التحصينات الواقية : أخي القارئ، إن تم إدراكك لخطورة ما سبق، وسألت بعدها ما سبيل توقي ذلك كلِّه، وكيف أدفع عن نفسي هذا الخطر المحدق؟ أتاك غيث الشريعة الغراء منسكباً بتحصيناتٍ لا قِبَل لعدوك بها، فخذها بقوة، وعَضَّ عليها بالنواجذ، فأنت بحاجة ماسة إليها تفوق مراتٍ ومرات حاجتك لتمام الصحة الجسدية، ولزينة الدنيا من مال وذرية، وإن التسهّل في الأخذ بهذه التحصينات قد يؤدي إلى هلاك مروّع، هو أشد هولاً من هلاك الجسد بأمراض عضوية، فإن الآفات المهلكات التي تتحصن منها، يتيه فيها القلب، وتتحير بشأنها الروح، ويهلك بها الجسد، كما تموت بها النفس، نعوذ بالله تعالى من ذلك. أخي القارئ، - وقد عرفت جَلَل ذلك الخطب -، فلنشرع ببيان تحصينات واقية من ذلك، وهي بمجموعها مستوحاة من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اُللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ. [وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً] » (1) . هذا، وإن التحصينات بحفظ حدود الله تعالى أربعة:   (1) أخرجه الترمذي - وصحّحه -؛ كتاب: صفة القيامة، باب: [حديث حنظلة] ، برقم (2516) ، عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما. وما بين معقوفين في خاتمة الحديث، هي زيادة عند أحمد، ... (1/307) ، من حديث عبد الله بن العباس أيضًا رضي الله عنهما. ... وهذه الزيادة هي أيضاً عند الحاكم في مستدركه، برقم (6304) ، وقد اختص رحمه الله بزيادةٍ بعد قوله صلى الله عليه وسلم: «احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» : «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 ف الأول: احفظ الله بتحقيق الإخلاص في توحيده سبحانه. و الثاني: احفظ الله في تعظيمه بالإكثار من ذكره. والثالث: احفظ الله في التزام تقوى الله تعالى، وبتسخير جوارحك في الاجتهاد بالعمل بمراضيه سبحانه، واجتناب نواهيه. الرابع: احفظ الله بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ بالتزام أفعال مخصوصة أرشدت إليها السنة النبوية الكريمة. أما الأول من التحصينات، فهو في تحقيق الإخلاص في توحيده سبحانه: ويكون ذلك باليقين الجازم بعظمة الله عزّ وجلّ وقَدْره حقَّ قدره، وإفراده سبحانه بالعبادة، والاعتقاد بأنْ لا استحقاق في شيء منها لأحد غيره، وذلك بتوحيد الله في ربوبيته وإلهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، وهذا - لو تحقق في قلب عبد - لأغناه عن الاسترقاء، فضلاً عن تحصينه من الشرور والآفات. ذلك أن هذا التوحيد هو مبنى التوكل على الله، وهو درع حصين وسلاح مكين لا يمكن لمخلوق أن يتسلل إليه، أو يقارب حِماه، إذ إن صاحبه لا يستعيذ إلا بالله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ولا يطلب نفعاً إلا من الله، ولا يستدفع ضراً إلا بالله، ولا يتقرب إلا لله، فلو عزمت - أخي القارئ - في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 جلسة تفكّر على استحضار حقيقة هذا الإخلاص في قلبك، ثم عزمت بحول الله وقوته على متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، لاستقر - بإذن الله - معنى الإخلاص في قلبك، إذ لا خلاص بغير الإخلاص، وبقدر استحضارك ذلك وعزمك على المتابعة، وترك الابتداع يزداد إيمانك، فيكون القلب إذ ذاك قلعة مَصُوناً، تضعف أمامها حملات الإغارة الشيطانية، فيكون كيده كأضعف ما يكون، بل قد يفر منك فراراً، ويحذِّر الخلق من الاقتراب منك كي لا تفسد عليه مداخله عليهم!! إن النظر في آيات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يرشد إلى حقيقة أن الإخلاص هو حقيقة الإيمان، ومبنى رفعته، وهو صفة المصطفَيْن الأخيار من عباد الله الصالحين، فتأمّل معي - أخي الحصيف - هذه النصوص المباركة: - ... قال تعالى: [الزُّمَر: 2-3] {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ *} . - ... وقال سبحانه: [الزُّمَر: 14] {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي *} . - وقال جل ذكره: [غَافر: 14] {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ *} . - ... وقال تبارك اسمه: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ *إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ *} . - ... وقال عزّ وجلّ: [الحِجر: 39-42] {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ *قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 مُسْتَقِيمٌ *إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *} . فانظر - رعاك الله - إلى عجز إبليس وجنده، وضعفهم عن مجرد إغواء من اتصف بالإخلاص، فكيف بضرّهم أو الاستحواذ عليهم؟! بل إن الشياطين تجتنب الطريق التي يمر بها العبد المخلص، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكاً فَجَّاَ إِلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجِّكَ (1) وكما بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرَ بقوله: إَنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ (2) . والإخلاص - كما ذكرنا آنفًا - هو مبنى التوكل وحقيقته، فلا يضر المتوكلَ شيء، ولا حاجة له لرقية مِنْ ضُرٍّ أصابه، بل إنه - بما استجمع من إخلاص في توحيد الله - يأتيه الشفاء بلا دواء ولا اكتواء ولا استرقاء، وهذا حال بعض عباد الله الصالحين المتوكلين، لكن ذلك لا ينافي وجوبَ التداوي وجواز الاسترقاء، فليس جميع الأمة قد تبوَّؤوا تلك المنزلة السامقة والدرجة الرفيعة في الإخلاص، فعلى قدر ما يبلغ بك الحال في إخلاص التوحيد، تبلغ بذلك تحصين قلبك، والدرءَ عن نفسك، فاجتهد - رحمك الله - في تحقيق ذلك. هذا، ولم يستكمل من هذه الأمة إخلاصهم لله إلا ثلة مباركة، وقد بُشّروا بشفاء من غير   (1) جزء من حديث متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أخرجه الشيخان مطولاً؛ البخاري: كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3294) ، وفي مواضع عدة من صحيحه. ومسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر رضي الله عنه برقم (2396) . (2) أخرجه الترمذي - وصحّحه -؛ كتاب: المناقب، باب [قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان ليخاف منك يا عمر» ] ، برقم (3690) ، عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 دواء ومعافاة من غير اكتواء، وبإذهاب ضر مسهم من غير استرقاء، كما في قول نبي الله صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ» قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (1) . اللهم إنا لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم اجعلنا من عبادك المخلَصين، المتوكلين عليك حق التوكل، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، سِلْماً لأوليائك، حرباً على أعدائك، واحفظنا بحفظك من كيد الشياطين، وممن اتبعهم من الغاوين، آمين. وأما الثاني من التحصينات - بإذن الله - فيكون في تعظيم الله بالإكثار من ذكره سبحانه: - ... ومن أعظم أنواع الذكر المحصّنة لقلب المؤمن، والتي ينبغي له الاشتغال بها: تلاوة القرآن الكريم، مع الاجتهاد في تدبُّره وحفظه، فإن ذلك سمت أهل الله وخاصّته، وهو من أعظم ما يجتهد الشيطان في الصدّ عنه، لذا فقد أمرنا الله جلّ ذكره بالاستعاذة عند شروعنا بالتلاوة، قال الله تعالى: [النّحل: 98-100] {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ *} .   (1) جزء من حديث أخرجه البخاري بطوله؛ كتاب: الرِّقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، برقم (6541) ، عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما. ومسلم - واللفظ له - في كتاب: الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، برقم (218) ، عن عمران بن حُصين رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 وقال عزّ ثناؤه مخاطباً نبيَّه صلى الله عليه وسلم: [الإسرَاء: 45-46] {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا *وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا *} . ومما لا يخفى مزيد فضلِ بعض سور القرآن الكريم، كما بعض آياته، التي صحّ بمزيد فضلها النصُّ، أما السور، فمنها: 1- ... فضل سورة الفاتحة، ويتلوها المؤمن سبع عشرة مرة في صلواته من اليوم والليلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} : هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ» (1) . ومن فضلها العظيم أنها رقية مشروعة، قد أقرّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نفراً من الصحابة رضي الله عنهم، رقَوْا بها - مجتهدين في كونها رقية - سيدَ حيٍّ من أحياء العرب، كان قد لُدِغ، فشفي، فقال صلى الله عليه وسلم للراقي - وهو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ (2) . 2- ... تلاوة سورة البقرة بتمامها في البيت، فتكون حصناً حصيناً لأهله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: التفسير، باب: ما جاء في فاتحة الكتاب، برقم (4474) ، عن أبي سعيد بن المعلّى رضي الله عنه. (2) مستفاد - اختصاراً - من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب: ما يُعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، برقم (2276) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (2201) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» (1) . وقال عليه الصلاة والسلام في فضلها أيضاً: «اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» (2) . فهي حصن حصين يبطل أعمال السَّحَرة الأشرار، وكيد أتباعهم الفجّار. 3- ... ومن السور الداعية لِتَنَزُّل السَّكينة على قلب المؤمن، سورة الكهف، وقد قال عليه الصلاة والسلام لمن تنزلت عليه سحابة غَشِيَتْه عند قراءته لها،: «اقْرَأْ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ» (3) . 4- ... ومن فُضليات السور أيضاً سورة (الكافرون) ، فإنها براءة من الشرك، ولا تدع للشيطان على الإنسان سلطاناً البتة، وقد أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نوفلَ بن معاوية رضي الله عنه، أن يتلوها إذا أوى إلى   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد، برقم (780) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. كما أخرجه أحمد في مسنده بلفظ «يفر» بدل «ينفر» ، في مواضع عدة منها، في مسند المكثرين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. برقم (7808) ، وبرقم (9030) . والترمذي بنحوه، أبواب فضائل القرآن، باب: ما جاء في سورة البقرة وآية الكرسي، برقم (2877) ، عن أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه. (2) هذا جزء من حديث أخرجه مسلم بطوله؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، برقم (804) ، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. و «البَطَلة» ، هم السحرة، كما ذكره معاوية بن سلام، (أحد رواة الحديث) . (3) متفق عليه من حديث البراء بن عازبٍ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، برقم (3614) ، ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: نزول السكينة لقراءة القرآن، برقم (795) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 فراشه، بقوله صلى الله عليه وسلم «قُلْ {قل يا أيها الكافرون} ، ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» (1) . 5- ... ومن السور الكريمات المحصِّنات: سورة الإخلاص والمعوِّذتان، إذا قرئت ثلاثاً، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خُبيب رضي الله عنه: «قُلْ {قل هو الله أحد} وَالْمُعوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» (2) . كما أن سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن، لقوله صلى الله عليه وسلم «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلاَ إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» (3) ، حيث قرأ صلى الله عليه وسلم على الناس حين احتشدوا سورة الإخلاص.   (1) أخرجه أبو داود بلفظه؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول عند النوم، برقم (5055) ، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في من يقرأ من القرآن عند المنام، برقم (3403) ، عن فروة بن نوفل، وكذلك عن نوفل رضي الله عنهما. حسّنه الألباني. انظر: صحيح الترمذي (2709) . (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082) ، عن عبد الله ابن خُبيب رضي الله عنه. والترمذي - وصحّحه -؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) ، عنه أيضاً. (3) كما في البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل: {قل هو الله أحد} ، برقم (5013) بلفظ: «والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن» . وفي كتاب الأَيْمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (6643) ، وأيضاً في كتاب التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى: برقم (7375) ، وجمعيها عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه. ... وأخرجه مسلم بنحوه، في مواضع من كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل قراءة {قل هو الله أحد} ، برقم (811) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وبرقم (812) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وكذلك، فإن المعوذتين رقية شرعية للمريض، كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ إِذَا اشْتَكى - أي: مَرِض - نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا اشْتَكى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَتَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ [رَجَاءَ بَرَكَتِهَا] (1) . وأما الآيات الكريمات، التي تقي تلاوتها - بإذن الله - من صنوف الشرور. فأولها: آية الكرسي، وذلك لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله لأبيِّ ابن كعبٍ رضي الله عنه، «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» ، قُلْتُ: {اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..} قال: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وقال: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» (2) . وتلاوة هذه الآية هي أعظم سبب لحفظ الله تعالى لعبده، ولحجز الشياطين كافة عمن يقرأها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكّلني   (1) أخرجه البخاري في مواضع عدة منها - بهذا اللفظ - في كتاب المغازي، باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته صلى الله عليه وسلم، برقم (4439) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنفث، برقم (2192) ، عنها أيضاً. وما بين معقوفين عند مسلم رحمه الله. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (810) ، عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه. ... وأخرجه أحمد في المسند، (5/58) ، عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، هو أبيٌّ رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 رسول صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذتُه فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: - ذلك الشيطان اللص -: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تُصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ (1) . ومن ذلك أيضاً، الآيتان من خواتيم سورة البقرة، وهي قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} [البَقَرَة: 285-286] . فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهما تكفيان من قرأهما من غائلات الليل، قال صلى الله عليه وسلم: «الآْيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (2) .   (1) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، مطولاً، في كتاب: الوكالة، باب: إذا وكّل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه فهو جائز ... ، برقم (2311) ، وباختصار - وهو اللفظ المختار -؛ في كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3275) ، عنه أيضاً. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل سورة البقرة، برقم (5009) ، عن أبي مسعود البدري الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم البقرة .... ، برقم (807) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 - ... ومن صنوف الشرور العظمى التي يتحصن المسلم منها فتنة (المسيح الدجّال) ، ويكون ذلك التحصن بحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، وعشرٍ من آخرها. وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ [مِنْ آخِرِ] سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ» (1) . لقد تفضّل الله تعالى على المؤمن بهدايته للإيمان، وإن تلاوة ما ذُكر آنفًا من السور والآيات لم يكن لينفع قارئه، النفع التام، إلا إذا صدر عن قلبٍ مخلَّصٍ من شوائب الشرك، ولوثات الرياء، فاحرص على حفظ النعمة العظمى، والمنة الكبرى: نعمة الإيمان، فهي الحصن الحصين، وهي التي تُحِيل النطق بالأذكار - ومن أعظمها تلاوة آيات الله تعالى - من مجرد قولٍ لكلمات يلهج بها اللسان، إلى أنوار من الهدى تحمي القلب فيطمئن بها، وتُبصِّره بالحق فيعقله فيتدبّر عندها هوان الدنيا، وحسن ثواب الآخرة، وتزكو نفسه، فتتلبسها السكينة، ويجلّلها الفلاح، وإن نعمة الإيمان هي التي تكشف للروح معنى النفخة العلوية والخِلْقة السويّة التي أسجد الله تعالى ملائكته الكرام بسببها لآدم عليه السلام، كما تكشف للروح شدة عداوة إبليس لبني آدم عليه السلام، وتكبُّرَه الذي حجب عنه كل خير، وأحاله رجيماً مذؤوماً مدحوراً، ملعوناً، مُتوعَّداً بأشد العذاب، إذا عقل القلب ذلك اتخذت الروحُ عندها الشيطانَ عدواً، وحذِرَتْ مكايده، وحصَّنَتِ النفس من مداخله، ولا يقتصر أمرها على ذلك، بل إن هذه النعمة العظمى تلقي   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (809) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. ... قال مسلم رحمه الله: قال شعبة: من آخر الكهف، وقال همّام، من أول الكهف. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 السرور والحبور في مناحي القلب، فيأمر القلبُ الجسدَ بحسن الامتثال للوهّاب، وبشدة الكراهية لمخالفة أمره، فتمتثل الجوارح عندها بالعبادة فيحقق العبد غاية وجوده، والحكمة من خلقه، فيعبد ربّه حق العبادة، ويتوكل عليه حق التوكل. وهاك - مكرماً - من آيات الله تعالى، ما يبين لك عظم هذه النعمة، ولتعلم أن المؤمن في أمان الله، فلا تسلط لشيطانٍ عليه، فهو في كنف الله وحفظه. قال الله تعالى: [الحُجرَات: 17] {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *} . وقال سبحانه: [الشّورى: 52] {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقَيمٍ *} . وقال عزّ وجلّ: [الرّعد: 28] {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ *} . وقال عزّ شأنه: [الحَجّ: 46] {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ *} . وقال جلّ ذكره: [ص: 71-74] {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ *فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ *إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ *} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وقال جلّ ثناؤه: [الحُجرَات: 7-8] {.. وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ *فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *} وقال تقدست أسماؤه وجلّت صفاته: [الذّاريَات: 56-58] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ *إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ *} . وقال تعالى جَدُّه: [الحِجر: 42] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *} . أخي القارئ الكريم، إذا عرفت قدر تلاوة آيات الله تعالى في مقام الأذكار المُحَصِّنة، وارْتَضْتَ في رَوْضِها، ورتَّلْتَها ترتيلاً آناء الليل وأطراف النهار، فهاك باقةً عطرة من أذكار نبوية شريفة، فاح شذاها من محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، ومزيد رحمته ورأفته بهم، وإشفاقه عليهم من أن تَجَاذَبَهُمْ أهواؤهم، وتأمَّر عليهم نفوسُهم بالسوء، ويُضِلَّهم قرناؤهم من شياطين الإنس والجن. قال تعالى: [التّوبَة: 128] {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *} . وقد دلنا عليه الصلاة والسلام على أن الخلق جميعَهم عجَزَة لا يملكون ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله، فهو سبحانه يُجري - إن شاء - ذلك على أيديهم، وأن القلم قد جرى في علم الله عزّ وجلّ بما هو لنا أو علينا، فالتعويل كله على إرادة الله وقدرته سبحانه، قال عليه الصلاة والسلام: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (1) . فإن استقر هذا المعنى في فؤادك حصل لك انتفاع تام بالأذكار النبوية، وتحصنت بها بإذن الله، فلا يضرك شيء بعدها يقيناً، بل ولا يجرؤ مخلوق على ضُرِّك، فإن أهل الحصن لا ينعمون بالاطمئنان والأمان إلا إذا وقف عند أبواب أسوارهم جند أشاوس يخشى العدو من مجرد التفكير بغزوهم، هذا مَثَلُ قلب المؤمن وقد أيقن بعزة الله سبحانه، ولهج لسانه بما أرشده إليه نبيه صلى الله عليه وسلم. وهذه التحصينات بالأذكار النبوية على نوعين اثنين: 1- ... تحصينات بذكر الله تعالى، عند الإصباح والإمساء. 2- ... تحصينات في أحوالٍ يتقلَّب فيها المؤمن. أولاً: أما التحصينات بأذكار الإصباح والإمساء، فقد حفلت بإيراد ما صح منها كتبُ السنّة المطهّرة (2) ، وليس الغرض استقصاءها، لكن أختار منها، مبيناً فضلها تفصيلاً بحسب ما يقتضيه المقام: 1- ... تلاوة آية الكرسي: [البَقَرَة: جزء من الآية 255] {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ... } ، فهي أعظم آية في كتاب الله تعالى (3) ، وهي   (1) جزء من حديث سبق ذكره بتمامه، وتخريجه ص (111) ، بالهامش ذي الرقم (1) . (2) قد جمعت - بحول الله وقوته - ما تيسر من الأذكار عامة، ومن أذكار الإصباح والإمساء خاصة، بهيئة مفصلة، في مؤلّف سميته: «منتقى الأذكار» فانظره إن أحببت مزيد فائدة. (3) كما في مسلم وغيره؛ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، وقد تقدّم تخريجه ص119، بالهامش ذي الرقم (2) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 الكلمات النافعة التي لا يزال على قارئها من الله حافظ، ولا يقربه شيطان (1) ، وإن فيها وفي قوله تعالى: [آل عِمرَان: 1-2] {الم *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ *} ، اسم الله الأعظم (2) ، وآية الكرسي مكتوبة تحت العرش (3) ، وفضلها يكاد لا يحصى.   (1) كما في البخاري، وقد مرَّ تخريجه ص120 بالهامش ذي الرقم (1) . ... قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (4/487، 488) : هكذا أورد البخاري هذا الحديث هنا - أي: في كتاب الوكالة - ولم يصرّح فيه بالتحديث، وزعم ابن العربي أنه منقطع، وأعاده - أي البخاري - في صفة إبليس وفي فضائل القرآن، لكن باختصار -[وقد وصله النَّسائي - أي: في عمل اليوم والليلة وليس في السنن الصغرى، كما ذكره العينيُّ في عمدة القاري (10/145) -، والمِزِّي في تحفة الأشراف (10/349) ]- وأبو نُعيم من طرق إلى عثمان المذكور - أي: ابن الهيثم (أبو عمرو) -، وذكرتُه - أي الإمام ابن حجر رحمه الله- في «تغليق التعليق» (3/296) ، من طريق عبد العزيز بن منيب، وعبد العزيز بن سلام، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وهلال بن بشر الصوّاف، ومحمد بن غالب الذي يقال له: تمتام، وأقربهم لأن يكون البخاري أخذه عنه - إن كان سمعه من ابن الهيثم، هو هلال بن بشر، فإنه من شيوخه، أخرج عنه في «جزء القراءة خلف الإمام» . اهـ. كلام الحافظ رحمه الله. وقد أشار رحمه اللهإلى هذه الرواية كذلك في «هدي الساري» ص42. فليراجع. فائدة: إن سبب ورود الحديث، حادثة تكررت لاثنين من الصحابة، رضي الله عنهما، أبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، مفاد الأولى تعدي شيطانٍ على مال الصدقة، وقد كان أبو هريرة حارساً عليها، فلما أن أَسَرَه، علّمه أن يقرأ آية الكرسي، ودله على فضلها، والثانية: وهي عند الترمذي برقم (2880) ، وأحمد برقم (23990) مفادها أن غُوْلاً (جنس من الجن والشياطين) ، كان يسرق تمراً لأبي أيوب كان يضعه في سَهْوة له (طاق في الحائط يوضع فيه الشيء) ، فلما أَسَرَه أبو أيوب، علَّمه أن يقرأ آية الكرسي، كي لا يقربه شيطان بعد ذلك. (2) كما في حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنهما، عند الترمذي - مصحَّحًا - برقم (3478) ، وأبي داود، برقم (1496) . (3) كما في جزء من حديث، في مسند أحمد (5/26) ، من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، وفيه: «وَاسْتُخْرِجَتْ {لا إله إلا هو الحي القيوم} مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ ... » الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 2- ... تلاوة سورة الإخلاص، والمعوذتين. أما الإخلاص، فهي تعدل ثلُث القرآن (1) ، ومن فَقِهَ معناها وأحبّ أن يقرأ بها أحبَّه الله عزّ وجلّ (2) ، وهي سبب موجب - برحمة الله - لدخول الجنة (3) ، ومن دعا بها فقد دعا الله عزّ وجلّ باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب (4) ، وهي حصن مع المعوذتين، تكفي من كل شيء (5) ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي سُنَّة الفجر {قل يا أيها الكافرون} , و {قل هو الله   (1) كما في الحديث الذي سبق تخريجه ص 118 بالهامش ذي الرقم (3) . (2) كما في البخاري ومسلم، أما البخاري ففي مواضع منها: في كتاب فضائل القرآن، باب: فضل {قل هو الله أحد} برقم (5013) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفي كتاب: التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، برقم (7375) ، عن عائشة رضي الله عنها. وأما مسلم؛ ففي كتاب: صلاة المسافرين وقصرِها، باب: فضل قراءة {قل هو الله أحد} برقم (813) ، عنها أيضاً. (3) كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في سنن النسائي، وجامع الترمذي. أما النسائي؛ ففي كتاب الافتتاح، باب: الفضل في قراءة ُ س ش ص ضء ـ! ! ِ برقم (995) ، وأما الترمذي؛ ففي كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في سورة الإخلاص وسورة إذا زُلزلت، برقم (2897) . (4) كما في سنن أبي داود؛ كتاب: الصلاة، باب ما يقول بعد التشهّد، برقم (985) ، عن محجن بن الأدرع رضي الله عنه. وكذا في سنن الترمذي - وحسّنه -؛ كتاب الدعوات، باب: ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3475) . ... وهو عند أحمد في مسنده، في مسند الأنصار، من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه، - مطوّلاً - برقم (23340) ، ومختصراً برقمي (23353) ، (23429) . (5) كما أخرج أبو داود؛ في كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082) ، عن خبيب رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) ، عنه أيضاً. وقال: حديث حسن صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 أحد} (1) . وأما سورتا الفلق والناس، فهما السورتان المعوِّذتان (2) ، ما تعوّذ متعوِّذٌ بمثلهما، ويستحب أن يقرأ بهما في صلاة الصبح (3) ، وكذلك في أدبار الصلوات (4) ، وحين الإصباح والإمساء مع الإخلاص ثلاث مرارٍ - كما مرّ آنفاً -، كما يقرأ المؤمن بذلك جميعه وينفث بهما في كفيه إذا أوى إلى فراشه، ويتعوذ بهما عند شكايته المرض، ويرقي بهما نفسه عند نزول المرض، كل ذلك   (1) كما في مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب ركعتي سنة الفجر ... ، برقم (726) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (2) تسمية السورتين بالمعوِّذتين، ورد فيه أحاديث عدة، منها، قوله صلى الله عليه وسلم: «قل: ُ س ش ص ضء ـ! ! ِ والْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ (ثَلاَثَ مَرَّاتٍ) تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» ، وقد مرّ تخريجه ص118 بالهامش ذي الرقم (2) . وقد سمى الصحابة السورتين بالمعوّذتين اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم منهم: عائشة، في وصفها لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالإخلاص وبالمعوّذتين في الركعة الثالثة من الوتر. كما أخرجه أحمد في المسند (6/227) . وأبو سعيد الخدري بقوله: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِْنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا» ، كما في الترمذي، برقم (2058) ، والنسائي، برقم (5496) ، وابن ماجَهْ، برقم (3511) . (3) ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضي الله عنه: «يَا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بِهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا» . وقال عقبةُ: وسمعته يؤمُّنا بهما في الصلاة. أخرج ذلك أبو داود في كتاب: الوتر، باب: في المعوِّذتين، برقم (1463) ، عن عقبة رضي الله عنه. والمقصود بالصلاة في الرواية: صلاة الصبح، كما صرّح به عقبة رضي الله عنه، عند أبي داود أيضاً برقم (1462) . (4) وذلك لأمره صلى الله عليه وسلم عُقْبَةَ رضي الله عنه بتلاوتها. كما أخرج أبو داود؛ في كتاب: الصلاة، باب: في الاستغفار، برقم (1523) . والترمذي، كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في المعوِّذتين، برقم (2903) وقال: هذا حديث حسن غريب، والنسائي؛ كتاب السهو، باب: الأمر بقراءة المعوّذات بعد التسليم، برقم (1337) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم (1) . 3- ... قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ، عشر مرارٍ أو مائة مرّة. فمن قالها (عشراً) كان كمن أعتق رقبةً من ولد إسماعيل عليه السلام. ومن قالها (مائةً) كتبت له مائة حسنة، ومحي عنه مائة سيئة، ثم كانت له حِرْزاً من الشيطان في يومه ذاك حتى يمسي (2) . 4- ... قول: «سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» (ثلاث مرات) ، وهذه لو وزنت بما يقوله المؤمن من أذكار منذ انقضاء صلاة الفجر إلى وقت الضحى، لوزنتهن (3) . 5   (1) أما القراءة بهما وبسورة الإخلاص - عند النوم - فلفعله صلى الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعاً، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ» . أخرج ذلك البخاري في مواضع عديدة من صحيحه؛ منها في كتاب: الطب، باب: النفث في الرقية، برقم (5748) . كما أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنَّفْث، برقم (2192) . وجميع ذلك عن عائشة رضي الله عنها. (2) كما أخرج البخاري في كتاب: الدعوات، باب: فضل التهليل، برقم (6403) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وبرقم (6404) ، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2693) ، عنه أيضاً. (3) كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، بقوله لأم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، حين مكثت من بعد صلاة الصبح جالسة في مسجدها تذكر الله تعالى إلى أن أضحت: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمَ لَوَزَنَتْهُنَّ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» . أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2726) ، عن جويريةَ رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 - ... ثم يَشْرع بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ (فِي الْعَالَمِينَ) ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (1) . يكررها عشراً، أو يكثر منها ما شاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً (2) ، كما أنه يستحب للمؤمن أن يكثر جداً في يوم الجمعة وليلتها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيه الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ (3) . 6- ... قول أفضل الاستغفار وسيِّده، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ،   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، بابٌ بعد باب: (يزفُّون) ، برقم (3370) ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه. وكذلك في مواضع عدة من صحيحه. وأخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهُّد، برقم (405) ، عن كعب أيضاً رضي الله عنه. ... - وما بين معقوفين [إبراهيم وعلى] في الموضعين هي في البخاري. أما زيادة (في العالمين) في التبريك فجاءت عند مسلم رحمه الله. (2) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذِّن ... ، برقم (384) ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. (3) جزء من حديث أخرجه أبو داود؛ باب: فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، برقم (1047) ، عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه. كما أخرجه أحمد في مسنده، (3/440) ، من حديث أوسٍ أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وَأَبُوءُ [لَكَ] بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ» (1) . وقد أَعْلَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بفضل هذا الاستغفار بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (2) . وأنّى يكون لشيطان سلطان على من هو معدود في أهل الجنة قال تعالى: [الحِجر: 42] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *} ، وقال سبحانه: [النّحل: 100] {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ *} . 7- ... ملازمة الاستغفار والتوبة في اليوم والليلة. مما يحبط محاولات الشيطان المتكررة لإلحاق أكبر عدد ممكن بمعيته من بني آدم إلى مستقره الأخير وإلى مصيره البئيس، فالعبد - إذا غفر الله له وتاب عليه - أيأس شيطانَه من اللحاق به، فيعاود الكرّة مرة بعد مرة عسى أن ينال مبتغاه وغاية مناه، فيلزم العبدُ عندها الاستغفارَ والتوبة لتبدأ المحاولات من جديد، ولعل ذلك هو سر إشفاق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته المكرمة بأمرهم بتكرار الاستغفار والتوبة سبعين أو مائة مرة، مع أن العبد قد لا تبلغ ذنوبه هذا الكم، إلا أن وساوس شياطين الإنس والجن قد تبلغ ذلك، وقد تزيد، عياذاً بالله من شر وساوسهم.   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: أفضل الاستغفار، برقم (6302) ، عن شداد ابن أوس رضي الله عنه، وبرقم (6323) ، عنه أيضاً، بتأخير لفظ: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ» . وبزيادة لفظ [لَكَ] . (2) تتمة الرواية - سيد الاستغفار -، بالتخريج السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 قال النبي صلى الله عليه وسلم: وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة (1) ، وقال عليه الصلاة والسلام: إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مَائِةَ مَرَّة (2) . فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم - وشأنه دوام ذِكر الله تعالى - يفتر عن الذكر أحياناً، فيَعُدّ ذلك صلى الله عليه وسلم ذنباً فيشرع بالاستغفار والتوبة، فما بال أحدهم وقد استقر الغَيْنُ على قلبه ساعات، بل ربما أياماً، ولعل البعض قد علا رانُ الذنوب قلبَه، ثم يسأل مستغرباً كيف تسلط شيطان على قلبه؟! وكيف تلبس به وجرى في دمه؟! وكيف صرعه مس شيطاني، أو أضرّ به سحر سُفْلي، أو عانه عائن، أو أضر به شر حسد حاسد؟! حتى إذا استعصى علاج ذلك على الخلق عرف آنذاك أن ما أصابه كان بما كسبت يداه واشتغلت به يمناه، وبما أعرض قلبه عن ذكر مولاه، فيمّم وجهه مسارعاً إلى راقٍ يرقيه، أو صالح يدعو له، وكان الأجدر به أن يعلم ابتداءً أن لا ملجأ ولا منجىً من الله إلا إليه، وأن الأمر كله لله، فلو تعلق بالرقية أو بصلاح عبد وحسب، لم ينفعه ذاك، حتى يعود إلى مولاه ويطلب رضاه، عندها ينفع التحصينُ ويوفق الله الراقي والمسترقي، ويشفي الله عبده من كل ما يؤذيه، ويقوم كأنما نشط من عقال، وليس به ضُرٌّ مسَّه.   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة، برقم (6307) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء، باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (2702) ، عن الأغرِّ المُزَني رضي الله عنه. ومعنى: «لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي» ، قال أهل اللغة: الغَيْنُ والغيمُ بمعنىً، - أي بمعنى واحد - والمراد هنا: ما يتغشى القلبَ من غفلات عن ذكر الله تعالى. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج، للإمام النووي رحمه الله. (17/26) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 8- ... ومن الأذكار المحصنة لقلب المؤمن في الإصباح والإمساء، أيضًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى) الْمُلْكُ لِلّهِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ويزيد إن شاء إذا أمسى: رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا (1) ، أَصْبَحْنَا (أَمْسَيْنَا) عَلَى فِطْرَةِ الإِْسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِْخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، (2) أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ومن فضل قول ذلك أن العبد إذا نزل منزلاً فقالها لم يضره شيء إنس ولا جان وحيوان، حتى يترك منزله ذلك (3) . كذلك قول: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعِ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (يقولها ثلاثًا) ومن فضلها: أن قائلها لا تصيبه فَجْأَةُ بلاءٍ (4) ، وقول: رَضِيتُ بِاللهِ رَبّاً، وَبِالإِْسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التعوّذ من شر ما عُمل ومن شر ما لم يُعمل، برقم (2723) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (2) أخرجه أحمد في مسنده، (3/407) ، من حديث عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه. كما أخرجه ابن السُّنِّي في «عمل اليوم والليلة» ، برقم (34) . (3) كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: في التعوّذ من سوء القضاء ودَرَك الشقاء وغيره، برقم (2709) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (4) كما عند أبي داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5088) ، عن عثمان رضي الله عنه. وأخرجه الترمذي أيضاً، كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، برقم (3388) ، عنه أيضاً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً يقولها ثلاثاً كذلك. فمن قال ذلك كان حقاً على الله تعالى أن يُرضيه يوم القيامة (1) . فضل الاستعاذة بالله تعالى: أخي القارئ الكريم - نفعك الله بما علمتَ وزادك علماً -: إن تحصين المؤمن نفسَه مدارُه جميعاً على وقاية قلبه مما قد يؤثر فيه فيفتح فيه ثلمة يلج الشيطان وأتباعه منها فيستحوذ على روحه، أو يضره في جسده، وقد علمت - بفضل الله - ما يحصن قلبك بتلاوة آيات الله تعالى، وملازمة ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذكار مباركات تقولها إذا أصبحت أو أمسيت، لكن ومع ذلك فقد يتحيّن الشيطان - عياذاً بالله - فرصة يغفل فيها العبد عن ذكر ربه، فيُقبل موسوساً، لذا، فقد أرادت الشريعة المطهرة ألاّ تدع لعدوك إليك سبيلاً يسلكه، ولا تسلُّطاً يتسلط به عليك، فإن غفلت أو أُنسيت، أو شغلك شاغل عن ذكر ربك، فما أيسر من أن تتلفظ عندها بكلمات تلتجئ بقولهن إلى حمى مولاك، وتستجير بعزته، وتستمسك بقدرته، وتُظهِر بها مدى ضعفك وافتقارك، فيُضعِف الله كيد عدوك، ليخنس عن قلبك. مَثَل ذلك لو أنك قصدت قصراً مَشِيداً أبوابه شتى، وكلما أوشكتَ على ولوج بابٍ منها وهو مفتوح ألفَيْت سَبُعاً مزمجراً عنده يوشك أن يثب عليك، لكنه لا يفعل، وغاية ما يفعله هو استفزازك بصوته وتخويفك بفتح فيه، وشررٍ خارجٍ من عينيه يكاد يسطو بك، بغية منعك من دخول القصر، فلو أنك كابدتَّه   (1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ماذا يقول إذا أصبح، برقم (5072) . وعند أحمد في مسنده - بزيادة (ثلاثاً) -، (4/337) ، من حديث خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 فرددته عنك مرة بعد مرة لطال الأمر عليك، ولو أنك ولجتَ باباً لم تستطع ولوج آخر، وأنت تحب أن تدخل ذلك القصر مراراً من ليل أو نهار من أبوابه كلها، فما أيسر عند ذلك أن تطلب من ربّ القصر - وأنت تعلم وداً لك عنده - أن يأذن لك بالدخول إليه فتُربط السِّباعُ عندئذٍ أو تُحبس بعيداً عن الأبواب المشرّعة فتدخلها كأيسر ما يكون. فإذا ما أردت - أخي القارئ - أن تتخلص من كيد شياطين الإنس والجن، لتلج في حرز العبادة والتقوى، فما عليك إلا أن تستعين بخالقهم وتستجير بجنابه سبحانه وتلتجئ إلى حماه، وتلوذ بكنفه، فهو القادر سبحانه على إعاذتك من نزغات الشيطان، وطائفه، وهمزه، ونفخه، ونفثه، ومحاولات صدّه لك عن ذكر ربك، ووساوسه المتكررة بالخواطر يلقيها في رُوعك، ثم يوهمك بأنها حقائق، فلو أنك استجبت له، صدّك فعلاً، وأمرك بالفاحشة، واستحوذ على قلبك، أعيذك بالله عزّ وجلّ من ذلك. لذلك كله - الخطر الداهم المؤكد المتكرر على قلب المؤمن - فقد أرشدت الشريعة المطهرة إلى وجوب الاستعاذة بالله تعالى رحمة بهذا الإنسان وطلباً لسلامته، وتحصيناً متواصلاً له، وهاك نصوصاً من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دالّة على ذلك، فاستمسك بالامتثال لما أمرَتْ به، فإن أَمْرَ عدوك جِدّ، وما من اتخاذه عدواً بُدّ. - ... قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} [الأعرَاف: 200] . - ... وقال تبارك اسمه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *} [النّحل: 98] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 - ... وقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} [المؤمنون: 97-98] . - ... وقال عزّ وجلّ: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} [فُصّلَت: 36] . أما السنُّة فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم - لرجل مغضَبٍ قد احمرّ وجهُه -: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فقال الصحابة للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون (1) . ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِْنسُ يَمُوتُونَ (2) . وقوله صلى الله عليه وسلم - في استفتاح صلاة التطوع -: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيراً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً - ثَلاَثَ مِرَارٍ - اللهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ، قلت - القائل: جبير بن مُطعِم رضي الله عنه -: همزُه ونفثُه ونفخُه؟   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3282) ، وفي موضعين آخرين، برقم (6048) وبرقم (6115) ، جميعها عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه. ومسلم بنحوه؛ كتاب: البر والصِّلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، برقم (2615) ، عنه أيضاً. (2) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ُ چ 9: ِ، برقم (7383) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ومسلمٌ؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: التعوّذ من شرّ ما عُمل ومن شرّ ما لم يُعمل، برقم (2717) ، عنه أيضًا. واللفظ لمسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 قال صلى الله عليه وسلم: أَمَّا هَمْزُهُ: فَالْمَوْتَةُ (1) الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ (2) . هذا، وكما تشرع الاستعاذة بالله تعالى تحصناً في أي وقت من ليل أو نهار، كذلك فإن الشريعة المطهرة قد خصت مواضع بتأكد الاستعاذة، منها: عند الغضب، وعند افتتاح الصلاة، كما مرَّ بأدلته، كذلك فإنها تتأكد عند إرادة الشروع بتلاوة آيات من القرآن الكريم. قال تعالى: [النّحل: 98] {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *} . وفي ذلك حِكم بالغة أوجزها بما يلي: - ... أن القرآن الكريم وهو شفاء للصدر وهداية للقلب، يشفي الله به الصدر مما علق به من الوساوس، فيصير القلب قابلاً للهداية فيتأثر بما يتلوه صاحبه من آيات الله، وتؤثر التلاوة عندها بمن يسمعها،   (1) الموتة: أي الخَنْق، الذي يأخذ صاحبَ المس، والعياذ بالله تعالى. (2) أخرجه أصحاب السنن: - ... أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، برقم (775) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وفي الكتاب عينه، باب: ما يُستفتح به الصلاة من الدعاء، برقم (764) ، عن جبير بن مُطعِم رضي الله عنه. - ... الترمذي؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة برقم (242) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. قال أبو عيسى: وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أشهر حديث في هذا الباب. اهـ. - ... والنَّسائي؛ في الصلاة، كتاب: الافتتاح، باب: نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين القراءة، عنه أيضاً. - ... وابن ماجهْ؛ كتاب: أبواب إقامة الصلوات والسنن فيها، باب: الاستعاذة في الصلاة، برقمي (807) و (808) ، الأول عن جبير، والثاني عن ابن مسعود رضي الله عنهما. - ... وقد أخرجه أحمد في مسنده؛ (4/80) ، من حديث جبير بن مُطعِم رضي الله عنه، وفي مسند أحمد أيضًا (5/253) ، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه لكنْ في آخره: «شِرْكِهِ» بدل «وَنَفْثِهِ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 ويمكن إذ ذاك تمكُّن الهداية في النفس وبقاؤها مانعة للنفس عن الشهوات، وحاجزة للفكر عن الشبهات، لذا، فإن الشيطان الرجيم سرعان ما يغيظه ذلك، فيهرع لشغل القارئ والسامع عن ذلك الانتفاع حسداً من عند نفسه، وحجزاً للمؤمن عن الهداية، فإذا استعاذ المؤمن صرف الله كيد الشيطان وأذن بالهداية وشفاء الصدر للمؤمن ولم ينتفع بالتلاوة غيره، ولله الحمد والمنة. قال تعالى: [الإسرَاء: 45] {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا *} . وقال سبحانه وتعالى: [فُصّلَت: 44] { ... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً ... *} . - ... ومن الأحوال أيضاً التي تتأكد فيها مشروعية التعوّذ أيضاً حدوث نزغ من الشيطان، أو طائف منه، (وهو إحداث الإفساد بفعل الغضب) ، قال تعالى: [الإسرَاء: 53] {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً *} . وقال سبحانه: [الأعرَاف: 200-201] {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ *} . فائدة: قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قال الله تعالى: [الأعرَاف: 199-200] {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} وقال تعالى: [المؤمنون: 96-97] {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ *وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *} وقال تعالى: [فُصّلَت: 34-36] {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} . قال رحمه الله: [فهذه ثلاث آيات (1) ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيِّ والإحسان إليه ليردَّه عنه طبعُه الطيبُ الأصلِ، بالموادّة والمُصافاة، ويأمر سبحانه بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالةَ، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين ابيه آدم من قبلُ .... ] اهـ. من كلام الإمام رحمه الله (2) . - ... كما يشرع التعوّذ بالله، عند إرادة دخول الخلاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (3) . - ... وعند سماع نباح الكلاب، أو نهيق الحُمُر - في الليل خاصةً -   (1) يعبّر السلف رحمهم الله عن الموضع من القرآن بالآية، وإن كان قد حوى أكثر من آية فيما اصطلح عليه من مطالع الآيات ومقاطعها، ومن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: أخوف آية في القرآن: [الزّلزَلة: 7-8] {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ *} ، فقد أطلق تسمية آية على هذا النص، وفيه آيتان كما لا يخفى. (2) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه الله. ص 730 ط: بيت الأفكار الدولية. (3) متفق عليه، من حديث أنس رضي الله عنه؛ البخاريُّ، في موضعين، الأول: في كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (142) ، والثاني: في كتاب الدعوات، باب: الدعاء عند الخلاء، برقم (6322) . ومسلم؛ كتاب الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (375) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: « ... وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ [فَإِنَّهُ رَأَى] شَيْطَاناً ... » (1) الحديث. ولقوله عليه الصلاة والسلام: «إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لاَ تَرَوْنَ» (2) . - ... هذا، ومما يحسن ختم صنوف التعوذ به، الاستعاذة بالله تعالى من أن يتسلط الشيطان على نفس المؤمن عند النزع الأخير، فيُخْتَمُ له بخاتمة السوء، عياذاً بالله، لذا فقد شُرِع التعوذ بالله تعالى من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ... وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِيَ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ ... » (3) . هذا، ومما يحسن إيراده في هذا المقام ما ذكره عبد الله بن أحمد ابن حنبل - رحمهما الله - قال: لما حضرَتْ أبي الوفاةُ جلست عنده، وبيدي الخرقة لأَِشُدَّ بها لَحْييه، فجعل يغرق ثم يفيق، ثم يفتح عينيه ثم يقول بيده هكذا - مشيراً بالنفي -: (لا، بَعْد) (لا، بَعْد) (لا، بَعْد) ، ثلاث مرات، ففعل هذا مرةً وثانية، فلما كان في   (1) جزء من حديث متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومطلع الحديث: «إِذَا سَمِعْتُم صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا» . ... أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق باب: خير مال المسلم غنم ... ، برقم (3303) . ومسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء، باب: استحباب الدعاء عند صياح الديك، برقم (2729) . وما بين معقوفين من لفظِ مرويِّ البخاري رحمه الله. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: نهيق الحمير ونباح الكلاب، برقم (5103) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. والترمذيُّ؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا سمع نهيق الحمار، برقم (3459) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. (3) هذا جزء من حديث، أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب: في الاستعاذة، برقم (1552) عن أبي اليَسَر رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 الثالثة قلت له: يا أبت، أي شيءٍ هذا قد لهجتَ به في هذا الوقت؟ تغرق حتى نقولَ قد قضيتَ، ثم تعود فتقول: (لا، بعد) ، فقال: يابنيّ ما تدري؟ فقلت: لا، فقال: إبليس لعنه الله قائم حذائي عاضّ على أنامله، يقول لي: يا أحمد فُتَّنِي - أي: تركتني؟! - وأنا أقول له: لا، بعد حتى أموت. وقال صالح بن أحمد: جعل أبي يحرك لسانه إلى أن توفي (1) . هذا، ومما يشرع في التحصين بذكر الله تعالى تحصينُ الولد والأهل والمال والبيت، ومن ذلك، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ به الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويقول: إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ - عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ -: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ (2) . ومن تحصين الأهل والولد معاً ما يدعو به المؤمن عند إتيان أهله (زوجه) ، كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَداً، [وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ] (3) . ومما يحصَّن به المولود أيضاً التأذين في أُذنه حين الولادة، كما: أَذَّنَ   (1) انظر: أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، لعبد الغني الدقر، ص298. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء عليهم السلام، بابٌ بعد بابِ [الصَّافات: 94] {يَزِفُّونَ *} : النَّسَلان في المشي، برقم (3371) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. ... و «هامّة» ، بالتشديد - كما في الرواية -: هي واحدة الهوام، وهي ذات السموم، وقيل: دواب الأرض التي تهمّ بأذى الناس، وهذا مما لا يصح نفيه إلا إن أُريد به أنها لا تضر بذواتها، وإنما تضر إذا أراد الله إيقاع الضرر بمن أصابته، انظر: فتح الباري: (10/241) . (3) متفق عليه، من حديث عبد الله بن العباس رضي الله عنهما؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الوضوء، باب: التسمية على كل حال وعند الوِقاع، برقم (141) ، وفي مواضع عدة من صحيحه. ومسلم؛ كتاب: النكاح، باب: ما يستحب أن يقوله عند الجِماع، برقم (1434) ، وما بين معقوفين زيادة عند البخاري رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُذُنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاَةِ (1) . ولعل الحكمة في ذلك: أن تسبق كلمةُ التوحيد إلى قلب المولود، قبل أن ينخسه الشيطان أو ينزغه، أو يطعنه - يمسه - في جنبيه بأصبعه، فإذا سمع النداء للصلاة استقرت كلمة التقوى في قلبه، وعلَتْ روحَه، فلا يجتاله الشيطان عن الفطرة التي فُطر عليها، ولا يتسلط عليه بعد ذلك ولا يضره، كما في الحديث الشريف المذكور آنفًا. ومن تحصين المال، قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إذا رأى المؤمن مالاً له فأعجب به. قال تعالى: [الكهف: 39] {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} . ثانياً: وأما الأذكار التي يشرع قولها بغية تحصين المؤمن نفسه في أحوال متغايرة يتقلب فيها في حياته الدنيا، فهي أوسع من أن تذكر في مقامنا هذا؛ لذا فسوف أقتصر على مهماتها، وإن شئت توسعاً فدونك كتب الأذكار، ففيها شفاء العليل وإرواء الغليل (2) . ومن ذلك: الأذكار المتعلقة بالنوم، ومنها: 1- ... تلاوة آية الكرسي [أعظم آية في كتاب الله، وسيدة آي القرآن] .   (1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: في المولود يؤذّن في أذنه، برقم (5105) ، عن أبي رافع رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الأضاحي، باب: الأذان في أذن المولود، برقم (1514) ، عنه أيضاً، وقال الترمذي: هذا حسن صحيح. اهـ. وقال شمس الحق العظيم آبادي: ( «بالصلاة» ، أي: بأذان الصلاة، وهو متعلق بـ «أذَّن» ، والمعنى: أذّن بمثل أذان الصلاة، وهذا يدل على سُنّية الأذان في أذن المولود) . اهـ. انظر: عون المعبود (14/7) . (2) العمدة في ذلك مُصنَّف «الأذكار» ، للإمام النووي رحمه الله، وقد جمعت طائفة منها في مؤلّفي المسمى بـ «منتقى الأذكار» ، فانظره - إن أحببت -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 لما جاء في رواية استحفاظ النبي صلى الله عليه وسلم أبي هريرة لزكاة رمضان، وقد أنبأه آتٍ أتاه يحثو من مال الصدقة مرات عدة - وهو يَعِدُ بألا يعود، ثم هو يعود - بقوله: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: صَدَقَكَ، وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ (1) . 2- ... تلاوة خواتيم سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ..} إلى آخر السورة الكريمة [البقرة 285-286] . وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الآْيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؛ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ (2) . 3- ... تلاوة سورة (الكافرون) ، لقوله عليه الصلاة والسلام: اقْرَأْ: [الكافِرون: 1] {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ (3) . 4- ... النفْث في اليدين - الكفَّين -، مع قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك، فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدِهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ (4) .   (1) سبق تخريجه ص 120 بالهامش ذي الرقم (1) . (2) سبق تخريجه ص 120، بالهامش ذي الرقم (2) . (3) سبق تخريجه ص 118، بالهامش ذي الرقم (1) . (4) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: التعوذ والقراءة عند المنام. برقم (5017) ، عن عائشة رضي الله عنها، وبرقم (6319) ، عنها أيضاً، والمختار الثانية. ... النفث: نفخ لطيف مع قليل من الريق. وسورة الإخلاص مع المعوّذتين، تسمى جميعًا المعوِّذات، كما وردت بذلك الرواية عند أبي داود رحمه الله، برقم (1523) ، عن عقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 5- ... التكبير أربعاً وثلاثين، والحمد ثلاثاً وثلاثين، والتسبيح ثلاثاً وثلاثين، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ (1) . 6- ... ومن ذلك، إِسْباغُ الوضوءِ، وَالاضْطِجاع على الشِّق الأيمن، مع قول: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ (2) . * ... ومن الأحوال، لو رأى المؤمن حُلْماً يكرهه، فَهِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ. فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، ثُمَّ [لِيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثاً] ، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ (3) .   (1) أخرجه البخاري في مواضع عدة، منها: كتاب: فرض الخُمُس، باب: ما ذكر عن دِرع النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3113) ، عن علي رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2727) ، عنه أيضاً. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا نام، برقمي (6311) و (6313) ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: ما يقول عند النوم، برقم (2710) ، عنه أيضاً. واللفظ المختار - لنصِّ الدعاء - هو للبخاري. (3) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: التعبير، باب: الرؤيا من الله تعالى، برقم (6985) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الرؤيا، برقم (2261) ، عن أبي سلمة رضي الله عنه، وما بين معقوفين زيادة عند مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 b ... ومن ذلك، لو وجد وسوسةَ خُِنْزَب - وهو شيطان اختص بالوسوسة في الصلاة -، فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يتفُلُ عن يساره ثلاثاً، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم مرشداً عثمان بن أبي العاص، حين شكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تلبيس شيطانٍ عليه صلاتَه: ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خُِنْزَب، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثاً، قال عثمان: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني (1) . b ... ومن الأحوال، فيما لو تعسّر مركوبه، كالسيارة مثلاً، فإنه ينبغي للمؤمن ألا يعمد إلى لعن المركوب، فإن الأمر عندها قد يزداد صعوبة، وقد يستحوذ الشيطان على الراكب، فقد قال صلى الله عليه وسلم في دابة تعسرت، فلعنتها امرأة في سفرٍ: ضَعُوا عَنْهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ (2) . والمشروع في مثل هذه الحال أن يقول: اللهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلاً (3) . b ... ومن أحوال المؤمن في السفر، أن ينزل منزلاً ليبيت فيه، فإن نزله فليقل: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق (4) .   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: التعوّذ من شيطان الوسوسة في الصلاة، برقم (2203) ، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب الجهاد، باب: النهي عن لعن البهيمة، برقم (2561) ، عن عمران بن حُصين رضي الله عنه. (3) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» ، برقم (970) ، عن أنس رضي الله عنه. وابن السنيّ في «عمل اليوم والليلة» ، برقم (353) . والحَزْن: هو ما غَلُظ من الأرض. (4) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: في التعوّذ من سوء القضاء ... ، برقم (2708) ، عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 فلو دخل بلدة أو قرية، قال: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَْرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَخَيْرَ مَا فِيها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا (1) . b ... ومن أحوال المؤمن الغضب، فلو اجتهد - إذْ غَضِب - أن يعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لجارية بن قدامة رضي الله عنه، بقوله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرارٍ: لاَ تَغْضَبْ (2) ، فإنْ تملّكه غضب شديد، فعليه إذ ذاك بالمبادرة إلى قول: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم (3) . هذا، وإنَّ غَضَبَ المؤمن ينبغي أن يكون لله تعالى، فلا يغضب لأمر من أمور الدنيا، ولا ينتقم لنفسه، بل له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِم للهِ بِهَا (4)   (1) رواه النَّسائي في «الكبرى» ، برقم (8827) . (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (6116) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (3) متفق عليه من حديث سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (6115) ، ومسلم؛ كتاب: البِرِّ والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب ... ، برقم (2610) . (4) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب المناقب، باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3560) ، عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم؛ كتاب: الفضائل، باب: مُباعدتِه صلى الله عليه وسلم للآثام .... ، برقم (2327) ، عنها أيضاً، واللفظ للبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 * ... ومن ذلك وقوعه في كربٍ وهمٍّ في معاش أو مرضٍ أو تسلُّطِ عدوٍّ-، فيُشرَع له أن يقول: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (1) . * ... ومن الأحوال إن أصاب المؤمنَ شيء يكرهه، فاستقر في ذهنه أنه قد ترتب ذلك على أمر كان قد فعله، فتمنى أن لم يكن قد فعله، كي لا يصيبه ما يكره. فعند ذلك يحصّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهيه عن قول «لو» ويرشده قائلاً: .... وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ (2) . * ... ولو اشتكى المؤمن مرضاً فليَرْقِ نفسه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ» (3) ، قيل للزُّهري رحمه الله: كيف ينفث؟ قال: (كَانَ يَنْفُثُ عَلَى   (1) أخرجه البخاري في عدة مواضع، منها كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند الكرب، برقم (6345) ، عن ابن عباس رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: دعاء الكرب، برقم (2730) ، عنه أيضاً. واللفظ المختار للبخاري. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: القدَر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز، برقم (2664) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (3) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل المعوّذات، برقم (5016) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنَّفْث، برقم (2192) ، عنها أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا عَلَى وَجْهِهِ) (1) الأنور صلى الله عليه وسلم (2) . * ... وإن آلمه موضع من جسده، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِهِ، وَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ - ثَلاَثاً -، وَلْيَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (3) . * ... فلو خاف المؤمن أن يُفتَن في دينه - نسأل الله العفو والعافية - جرّاء ضرٍّ شديد أصابه، فلم يُطِق تحمُّلَه، فليتبع إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لِي (4) . * ... فلو مرض فغلب على ظنه أنه مرض الموت - أسأل الله لي ولك حسن الخاتمة - فليتلُ كما تلا النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم قولَه تعالى: [النِّسَاء: 69] { ... مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ   (1) قول الإمام الزُّهري رحمه اللهذكره النووي في «الأذكار» ، كتاب: أذكار المرض والموت. (2) هذه صفة من صفات حُسْن وجه النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الآثار، ومن ذلك قول كعب بن مالك رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ» . انظر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مفصلة في كتاب: المناقب من صحيح البخاري، وكتاب الفضائل من صحيح مسلم، وفي غيرهما من كتب السنة الشريفة. كذلك ما أُفرِد في بيان صفته صلى الله عليه وسلم، نحو: صفة النبي صلى الله عليه وسلم للإمام النووي رحمه الله. (3) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم (2202) ، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه. (4) أخرجه البخاري؛ كتاب: المرضى، باب: نهي تمني المريض للموت، برقم (5671) ، عن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب الذِّكر والدعاء، باب: كراهة تمني الموت، برقم (2680) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *} (1) ، وليقل: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَْعْلَى (2) . وليكن آخر كلامه، لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ (3) . هذا، وقد اقتصرت بالأحوال التي يتقلب بها المؤمن في حياته على ما رأيتَ، أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك للتحصن بذكره في جميع أحوالنا، وأن يُذهِب عنا رجز الشيطان ويُضعف كيده، ويُخزي جنده ويُعدم سلطانه، وأن يمتن الله عزّ وجلّ علينا فيوفقنا لأن نكون من عباده المخلَصين. آمين.   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: المغازي، باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4435) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة رضي الله عنها، برقم (2444) ، عنها أيضاً. (2) البخاري؛ في الموضع السابق، برقم (4440) عن عائشة أيضاً رضي الله عنها. (3) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: في التلقين، برقم (3116) ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وللحديث - في صحيح ابن حبان - شاهدٌ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، برقم (719) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 أما الثالث من التحصينات الواقية - بإذن الله - فهو بأن تحفظ الله تعالى بالتزام تقواه سبحانه: وذلك بأن تحفظ قلبك سليماً من ميلٍ لشهوات، أو زيغ بشبهات، وأن تحفظ ما يتبع القلب، وهي أعضاء الجسد كافة، أن تحفظها بتسخيرها في الاجتهاد بالعمل بمراضي الله سبحانه، وفي اجتناب نواهيه. ولا ريب بأن ذلك لا يتأتى للعبد إلا بمجاهدة عظمى لما جُبِلَتْ عليه النفسُ من ميلٍ للأهواء، وبكبح جماحها عما تستسهله من آفات مكدرة للإخلاص، وجعل مطلب العقل وربحه هو تزكية هذه النفس، وطلب فلاحها بالعمل الصالح، قال تعالى: [الشّمس: 9-10] {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا *} ، لذا، فقد تحتم على كل ذي عقل راجح، وفكر حازم، وقد آمن بالله واليوم الآخر، ألا يغفل عن متابعة نفسه ومحاسبتها، بسؤالها تكراراً: ما الذي أمرَتْ به رعاياها الخادمين لها: القلبَ وأتباعه: العين، والأذن، واللسان، والبطن، والفرج، واليد، والرِّجْل؟ فيحاسبها على ما تصرفت به، فيعاتبها عتاب الناصح المشفق، ويرشدها بعقله إلى طرق الفلاح، ويضطرّها - أحياناً - إلى سلوك سبيل لا تحبه، وإفهامها بأن السرور العاجل المنقضي قد يجني غماً آجلاً سرمداً غير منقطع، فتنزجر النفس بذلك، وتزكو، وقد تلوم صاحبها بعد ذلك على مقارفته ذنباً أو مفارقته طاعة، قال تعالى: [القِيَامَة: 1-2] {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ *} ، فلا تطمئن بعدها إلا إلى عمل الصالحات، ولا ترضى عندها إلا بما يرضي ربها، فتنال بذلك رضا الله تعالى، فينجو صاحبها ويفلح ويكتب مع الذين أنعم الله عليهم من عباده الصالحين. قال تعالى: [الفَجر: 27-28] {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَةً *} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 أخي القارئ المكرم، لذلك كله فإن المؤمن يعمل على إبعاد كيد الشيطان عن نفسه، حيث إنها مبتلاة بما حوت من أهواء وحب للشهوات، فلو لم يعمل العبد على تخليص نفسه بحفظ جوارحه عن المحارم، كان ذلك سبباً محتماً لورود كيد شياطين الإنس والجن عليها، تداعى عليه كما تداعى الأَكَلَة إلى قصعتها. وهاك ما يكون سبباً بعون الله تعالى لحفظك من ضعف نفسك التي بين جنبيك، فلا يعود لعدوك سلطان عليك، فيكون كيده لك كأضعف ما يكون: أولاً: احفظ الله في قلبك؛ فإن إصلاح القلب - كما عرفتَ هو - ملاكُ الأمر كله، والأعضاء تبع له، وإصلاحه لا يكون إلا بتطهيره من حب الشهوات، والميل إلى الشبهات، هذه المضغة التي لو سَلِمت سلم الجسد كله، وإنْ تملَّكها الهوى، ألقت بها الشياطين وساوسها فانقلبت عن حالها، وتردت إلى أسوأ حال، وسرعان ما يعمل الفساد في خُدّامها من الأعضاء، فتعمل فيما عقد عليه القلبُ العزمَ وتترك ما حلّ القلبُ عنه العزم، فهو كالراعي لها، مسؤول عنها، لذا كان على المؤمن الحصيف إعمال عقله فيما يُصلِح قلبَه ويسلّمه من الشك والشرك، من العُجْب والرياء، من الغِلِّ والحسد، ومن شَرْك الفتن والشبهات، بل من كل ما يكون سبباً في فساده، وأن يُعمل عقله - في الوقت نفسه - فيما يُصلِح قلبَه أيضاً، بملئه بمحبة بارئه، وخشيته، ورجاء رحمته، وحق التوكل عليه، ومزيد الإنابة إليه، حتى يصير القلب عاقلاً، فيكون سبباً عندها لسماع التعقل وتبصُّر الحق، سليماً أبيضَ، لا تضره وسوسة، ولا تراوده شبهة، ولا تستحوذ عليه شهوة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 قال الله تعالى: [الشُّعَرَاء: 88-89] {يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ *إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ *} . وقال سبحانه: [الحَجّ: 46] {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ *} . ويقول عليه الصلاة والسلام: تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَة سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاءُ، حَتّى تَصَيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا؛ فَلاَ تَضُرّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَْرْضُ، وَالآْخَرُ أَسْوَدُ مُرْبادّاً، كَالْكُوْزِ مُجَخِّياً، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً، إِلاَ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ (1) . ويقول صلى الله عليه وسلم: أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ   (1) أخرجه البخاري - مختصراً - في مواضع عدة، منها: كتاب مواقيت الصلاة، باب: الصلاة كفارة، برقم (525) ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. ولم يذكر فيها عرض الفتن على القلوب. ومسلم - بلفظه -؛ كتاب: الإيمان، باب: بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريبًا ... ، برقم (144) ، عنه أيضاً رضي الله عنه. ... ومعنى: «أُشربها» : حلّ فيه محلّ الشراب. ... و «مُربادّاً» ، أي: شدة البياض في سوادٍ. كما بينه أبو مالك (سعد بن طارق) أحد رواة الحديث. وهو - كما بيّنه الإمام القرطبي -: شَبَهٌ بالبياض في سواد، لأن الرِّبدة إنما هي شيء من بياض يسير يخالطه السواد، كلون أكثر النَّعام. اهـ. والمقصود: تغير بياض القلب وفطرته ودخول سواد فيه. فهو كلون الرماد. ... ومعنى: «مجخِّياً» ، منكوساً، كما بينه سعدٌ أيضاً. والمقصود: أنه خاوٍ من الإيمان، مقلوب رأساً على عقب، لا يثبت فيه شيء، كما في الحديث عينه: «لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه» . وتشبيه القلب بالصفا، وهو الحجر الأملس الذي لا يعلَق به شيء، وهو حجر صلب، هذا دال على أن قلب المؤمن لا تعلق به فتنة، ولا ينخرم عقد الإيمان به، كما لا ينخرم الصفا لصلابته. وأما البياض فيه فهو من أثر مجموع النكت البيض بإنكاره الفتن مرة بعد مرة. انظر في بيان ذلك كله: المُفهِم شرحُ صحيح مسلم للإمام القرطبي (1/357) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ (1) . وعلى ذلك كله، فإن سلَّم العقلُ القلبَ من الشك والشرك، ومن الرياء والعُجْب والنفاق، وسلّمه من الغل والحسد، واستقر في القلب التوحيد واليقين، والإخلاص والتواضع، وسلامة النية، استطاع بذلك تمحيص ما يَرِد عليه من فتن، تتوالى عليه تترا كنسج الحصير عودًا عودًا، فيردّ عنه ما عقل أنه من صنوف الشر، حتى يعتاد ذلك ويكون له فيه مَلَكةُ تمييز، فتهرع الجوارح عندئذٍ جميعُها لطاعته وتسخّر له، وتعمل بما ذهب إليه ورضيه من خير، وإن لم يسلم من ذلك أطاعته أيضًا وعملت على معنى ما استقر فيه من الشرور، عندها - والعياذ بالله - تُقيَّض الشياطين لصاحبه، وتستهويه، وتوقع في صدره وسواسها، وقد تجري منه مجرى الدم، فتصرعه أو تؤزه على فعل المنكرات أزًا، حتى تورده مهالك الدنيا وسوء مصير الآخرة، عياذًا بالله تعالى من ذلك. ثانياً: احفظ الله في بصرك. وقد وهبك الله عزّ وجلّ آلة الإبصار، وجعلها بريداً للقلب المتعقل، ونافذة إلى الروح، وإن المتأمل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ليدرك - يقيناً - أن العين تتقلب في حال إبصارها في منازل متعلقة بالقلب وما يدركه من مشاعر، بل ومن عقائد تسير وفقها باقي الجوارح، فليست العين عند ابن آدم غرضًا وآلة للرؤية وحسب، بل إن لها أثراً بالغاً في كيان الإنسان بأكمله، لذا، فقد اتخذ إبليس هذه الوسيلة الكبرى لإغواء آدم عليه السلام وزوجه، ثم ما زالت   (1) سبق تخريجه ص107 بالهامش ذي الرقم (1) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 تلك الوسيلة أداة الفتنة الأكثر خطراً، تدك بمعاولها حصون قلوب ذرية آدم، وذلك بإيهامهم بأن العين هي أداة للرؤية فقط، وأنها نعمة ننظر بها ما شئنا، وأن رؤية الأشياء هو أمر يوصلنا بما حولنا بطريق غير محسوس، فنتلذذ بالحياة، وننْعَم بمتاعها، ومن ثَمَّ فإن النظرة لن تضر البدن، ولذا فإنها لن توقع ضرراً يُذْكَر بالروح، فلماذا تُمنع إذاً أو يُطلب الحد من امتدادها؟! كل ذلك مما اعتادت الشياطين إلقاءه في صدور الناس، وهي تبعد عن تفكّرهم - ما وَسِعها إلى ذلك سبيلاً - مهامَّ البصر الأخرى، والتي خلقت العين لأجلها، وبأنها في الحقيقية تستميل هوى القلب، فيتعطل التعقل، وتنجرف الحواس تبعاً لتلك الأهواء، فتملي الشياطين عندها ما شاءت من أوامر ونواهٍ، وتحتنك الإنسان حيث أرادت فتهلكه، والعياذ بالله. وسأورد - إن شاء الله - فيما يأتي بعض المهام والآثار المهمة، المنوطة بالبصر، مستدلاً عليها بنصوص كريمة، فتأمل بها ملياً ليتبين لك مدى خطورة هذه الحاسة، ولتحذر - إن شاء الله - أشد الحذر من استعمالها إلا فيما خُلِقت له، فتحصن نفسك من استهواء الشياطين لقلبك، وتنجو - بعون الله - مما يُحاك حولك من مكائد مهلكة. 1- البصر بريد الزنا، ومناط الفتنة: * ... قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زَينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *} [النُّور: 30-31] . * ... ويقول النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ (1) . * ... انظر كيف رتَّب الله تعالى حفظ الفرج عن الزنا، على غضّ البصر، وكيف بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مبدأ فتنة بني إسرائيل كان مبدؤه من النظر المحرّم!! 2- البصر دالٌّ على حالة المبصِر النفسية: * ... قال سبحانه: [الأحزَاب: 19] { ... فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ... *} . * ... وقال تعالى: [محَمَّد: 20] {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ} . * ... انظر كيف عبّرت العيون عن حالة الخوف، بل عن حالة المُبصِر في النزع الأخير! * ... وقال عزّ وجلّ: [القَلَم: 43] {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ... *} . * ... انظر كيف دل خشوع البصر وانكسار النظرة، على تعب النفس من شدة الذل والهوان! * ... وقال تبارك اسمه: [البَقَرَة: 69] { ... قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} .   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: (الرِّقاق) ، باب: أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء، برقم (2742) ، عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 * ... انظر كيف يوقع النظر إلى جمال لون هذه البقرة السرورَ في قلوب الناظرين إليها! * ... وقال تعالى جدُّه: [هُود: 31] {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا} . * ... انظر إلى الاستعلاء والكبر وقد ظهرا بجلاء تام في نظرات عَلِيّة القوم، مستخفِّين بمن آمن ولم يؤتَ سعة من المال، فازدرت أعينهم منزلة المؤمنين فصدتهم تلك النظرات عن اللحاق بركب الإيمان!! * ... وقال جلّ ثناؤه: [القَلَم: 51] {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ *} . * ... انظر إلى مبلغ الحسد، وغاية البغض، وإضمار الشر، وإرادة الضر، وقد تمثل ذلك جميعه في نظرة أطلقت سهامها عيون عبرت عما تُكِنُّه صدور أولئك القوم، وقد كادت - لولا لطف الله تعالى بنبيّه صلى الله عليه وسلم - أن توقع به ضرًا، من فَرْط عداوتهم وتغيُّظِ قلوبهم، والعياذ بالله تعالى. 3- البصر مقدّم للتبصر والتفكّر والاعتبار، ومن ثَمَّ الهداية: * ... قال جلّ من قائل: [الأعرَاف: 184-185] {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ *أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ *} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 * ... انظر - هداك الله وسدّدك -، كيف جعل الله تعالى النظر ببصيرةٍ وتفكُّر إلى سَمْت النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله التي يعرفونها، دليلاً على صدق نبوته وبُعدِه كل البعد عن أي وصف يشكك في نِذارته، كما أن النظر بتفكر في خلق الله تعالى، ودورة الحياة المتعاقبة التي يشهدونها، حيث تبدأ وتزول مرات ومرات، وقد حثهم ليستدلوا بنظرهم هذا إلى أنهم من جنس هذه المخلوقات، وأن أجلهم آتٍ لا محالة، إن ذلك الهدى كله كان مبدؤه من النظر، لكنِ انتهاؤه يكون بالاستبصار والإيمان. فانظر إلى رؤية البصر كيف ترتب عليها - في المآل - إيمان أو تكذيب!! فواعجباً - بعد ذلك كله - كيف يسوغ لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلَه يُقلِّب ناظريه فيما لا يحل له النظر إليه، حتى إذا تطلّعت نفسه إلى شيء مما حرمه الله عليه ألفى الباب إليه موصداً، فلم يحصل له إفضاءٌ إلى ما استثاره النظر في نفسه من شهوات، فذهبت نفسه على ذلك حسرات، فاضطر - عند ذلك مكرهاً - إلى كبح جماح نفسه بعد الاستثارة، فتلبَّسه مرضٌ سمَّوْه كبتاً، ولزمَتْه عقدةٌ سمَّوْها نقصاً وتلبّس به اضطراب دعَوْه انفصاماً، فصار بذلك هائماً على وجهه لا يلوي على شيء، واستمر به الحال كذلك حتى حظي به شيطان من شياطين الإنس يؤزُّه آخرُ من شياطين الجن، يوسوس إليه للالتحاق بركبه، وترسُّم خطاه، فإذا التحق به أورده المهالك وأقصاه عن سبيل الهدى، حتى إذا تمكن منه الضلال، وانتهى به الحال إلى نفس أمارة بالسوء، استهوته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الشياطين، وأضرّت به السحرة الأشرار، وقد لا يستقيم له حال بعدها، والعياذ بالله، وقد يموت على ذلك، إلا أن يتداركه الله برحمة وفضل، نسأل الله تعالى حسن الخاتمة، فانظر - رحمني الله وإياك - ما مؤدى تلك النظرات الخائنة التي ظن ناظرها ابتداءً أنها تسرُّه ولا تضره، وتثيره ولا تعذبه، وتنعّمه ولا تشقيه، ومن مرض الشهوة تخلصه وتشفيه!! يقول الإمام القرطبي رحمه الله: «البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأَعْمَرُ طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كَثُر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضُّه عن جميع المحرّمات» (1) . وختاماً: كيف تحفظ بصرك فتحصن نفسك؟ إن ذلك يتأتى لك إذا وفقت إلى غض البصر عما يحرم النظر إليه، بل عن كل فُضول مستغنىً عنه، فإن الله تعالى يسأل عن فضول النظر كما يسأل عن فضول الكلام. إن صرفت العين عن النظر إلى ما سلف لم تقنع به حتى تُشغِلها بما فيه تجارتها وربحها، وهو: ما خُلِقَتْ له من النظر إلى عجائب صنع الله تعالى بعين الاعتبار، والنظر إلى أعمال الخير للاقتداء، والنظر في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومطالعة كتب الحكمة للاتعاظ والاستفادة) (2) . ثالثاً: احفظ الله في سمعك، فإن الله تعالى يقول: [لقمَان: 6] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ *} .   (1) انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (12/222) . (2) انظر: إحياء علوم الدين، للغزالي رحمه الله. (5/159) - بتصرف يسير -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ.. (1) ويخوّف عليه الصلاة والسلام أناساً من أمته فيقول: لَيَشْرَبَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، وَيُضْرَبُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْقَيْنَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بِهِمُ الأَْرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ (2) . وفي تفسير قوله تعالى: [لقمَان: 6] {لَهْوَ الْحَدِيثِ} ، [قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: هو «الغناء، واللهِ الذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات» . وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومكحول، وعمرو بن شعيب، وعلي بن بذيمة رحمهم الله، وقال الحسن البصري رحمه الله: «أنزلت هذه الآية [لقمَان: 6] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} في الغناء والمزامير. وقال قتادة: واللهِ لعله - أي سامع الغناء والمزامير - لا ينفق فيه مالاً، ولكنْ شراؤه استحبابُه، بِحَسْب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق، وما يضرّ على ما ينفع] (3) . ويقول الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: {لَهْوَ الْحَدِيثِ} , هو:   (1) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الأشربة، باب: ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، برقم (5590) ، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. والحِرَ: هو الفَرْج الحرام - يعني: الزنا -. والمعازف: هي الأغاني وآلات الطرب. (2) أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» ، برقم (6758) ، وأحمد في المسند، (4/237) ، من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وابن ماجَهْ، كتاب: الأشربة، باب الخمر يسمونها بغير اسمها، برقم (3385) ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه. بالاقتصار على ذكر الخمر دون المعازف. (3) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير. ص 1322، ط - بيت الأفكار الدولية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 [كل كلام يصدّ عن آيات الله واتباع سبيله] . اهـ (1) . وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير الآية عينها: [هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء، والمنع منه. والآية الثانية: [النّجْم: 61] {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ *} ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء بلغة حِمْيَر، اسمدي لنا، أي: غنِّي لنا. والآية الثالثة: قوله تعالى: [الإسرَاء: 64] {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} . قال مجاهد: الغناء والمزامير] (2) . اهـ. أيها الأخ الحصيف، هذا قول الله تعالى، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وفِقْهُ بعض أولي العلم لذلك، فاحذر على نفسك من سماعٍ لا يليق بمؤمن، ومما يجرّئ الشياطين على التعرُّضِ لقلبك، فربما استحوذ الشيطان على عبد فأنساه ذكر الله، جراء تعلق قلبه وتسخير جوارحه فيما لا يثمر خيراً ولا يليق - أصلاً - بما خُلق الإنسان له من عمارة الأرض بعبادة الله، واستخراج مكنوناتها بما ينفع ساكنيها، فإنك ترى أحدهم قد بذل الغالي والنفيس من ماله وعمره في تعلّم لهو رخيص، قاصداً بذلك متعة آنية، ومالاً مورَّثًا لمن بعده، تراه قد اتخذ سبيل الله (الطريق الذي اختطه الله تعالى لعباده ليسلكوه في حياتهم الدنيا) هزواً فيَضِلّ عن هذا السبيل، ويُضِلّ غيره، حتى يصدق عليه قول الله تعالى [لقمَان: 6-7] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ *وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ   (1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، (21/63) . (2) انظر: الجامع لأحكام القرآن، (14/48) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *} . فما الذي تسبب بهذا الوقر - الحاجز المانع - في الأذنين، عن تلقي الحق بالقبول، وسماعه بتدبر؟ لقد امتلأت هاتان الأذنان - وقد أُرهِقتا بما أرهقهما ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً - بالغناء فاحش اللفظ، والمزامير الداعية إلى التمايل، فلما أن صار ذلك دَيْدن الأذنين لم تعودا تستسيغان سماع آيات الله تعالى، فقد انشغل القلب بمؤدى ذلك الغناء، من دعوات إلى الأهواء، وحثٍ على الشهوات، فصار القلب - والعياذ بالله - يَرِدُ غير ما تعوّده، فتجده وقد فَقَدَ حصانته التي فُطِر عليها، فإذا نادته مزامير الشياطين أقبل عليها وزال الوقر عن أذنيه؟ ولو ناداه داعي الرحمن أعرض عنه غير مُبالٍ، كالأصمّ غافلِ القلب!! هذا، فيما لو فرضنا أن الأغاني المنتشرة في مجتمعاتنا، انتشار النار في الهشيم، لا تحوي إلا على دعواتٍ سافرات للحب - غير البريء - وأنها تحكي قصص العاشقين المولهين، حتى ليخيل إلى الشاب أو الفتاة أنْ لا مناص من محاكاة ما يجري مع هؤلاء، فترى أحدهم - أو إحداهن - يلهث باحثاً عن قصة حب ولو متخيَّلة، ليستطيع بذلك أن يتفاعل بصدق مع كلمات تلك الأغنية أو معاناة ذلك المغنّي، وقد فاته أن من يسبر أغوار حياة بعض أولئك [النجوم] لَيَهُولُه ما يجده من سعيهم الحثيث وتهافتهم على شركات الإنتاج بغية إصدارِ [ألبومٍ جديد فيه أغنية (تضرب في السوق) ، فيحصل بذلك له ما ابتغاه من حطام الدنيا ونعيمها الزائل. أقول: لو فرضنا ذلك لكان الخطب يسير، لكن - للأسف البالغ - فإنك تجد بعضها وقد تجرّأ بذكر اسم الله تعالى، فيقسم به مراتٍ ومرات على أمر لم ولن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 يحصل، أو يحكي بأن صبره على صدِّ محبوبه قد قارب أو ساوى أو حتى فاق في بعض الأحيان صبر النبي أيوب عليه السلام، أو أنه لا يبغي دخول الجنة إلا برفقة من أغوته في الدنيا، أو أنه مستعد أتم الاستعداد لأن يلقي بنفسه في دركات جهنم إن كان ذلك يجمعه مع محبوبه، هذا، ناهيك عما يترافق في سهرات الغناء من تمايل الحضور - رجالاً ونساءً - على أنغامِ ما يلقيه النجم المغني على مسامعهم، وقد تجد بعض الحضور ثَمِلاً قد فَقَدَ السيطرة على نفسه، فهو يراقص من يعرف ومن لا يعرف، ونساءً يصرخن بأعلى ما تبلغه شدة تذبذب الأصوات البشرية، وغاية ما تطيقه حبال حناجرهن الصوتية، ومن ثَمَّ تراهنّ يتدافعن ليلقين بأيديهن متشوّفاتٍ إلى مصافحة المطرب - بالطاء لا بالكاف، كما يسمُّونه زُوْرًا - ثم هن قد يقَبِّلْنَه، بشغفٍ بمحضرٍ من أزواجهن أو آبائهن أو إخوانهن أو حتى أبنائهن!! هذه صورة واقعة - للأسف - في كثير من مجتمعات المسلمين، وقد قصدت بتسطيرها بيانَ الضرر الهائل لهذه المزامير وأهلها، ثم - بعد ذلك كله - قد تجد من يفتيك بأن الغناء مكروه فقط، وقد قال بإباحته فلان وفلان!! نعم، لكنْ هل هذه الفتاوى تنطبق على حال الغناء الذي نشهده اليوم وما يتبعه من منكرات، والذي لا يشك عابد فضلاً عن عالم بحرمته؟!. سئل سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله، ونفع بعلمه، عن أسباب كثرة إصابة الناس بالسحر أو العين أو المس ونحو ذلك؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 فأجاب - حفظه الله -: من أسباب ذلك الغفلة عن ذكر الله، وعن تلاوة كتابه، وذلك لأن الذِّكر يعتبر حصناً حصيناً من ضرر الشياطين، ولذلك نرى أن أهل الخير والصلاح لا يضرّهم عمل السحرة ولا حِيَلُهم، وأكثر ما يتسلطون على أهل الملاهي والغفلة، كما أن من أسباب الإصابة عمل المعاصي واقتراف الفواحش، والذنوب ضِدٌّ على صاحبها، فلا يؤمَن أن يسلَّط عليه الشيطان بواسطة الساحر والعائن ونحو ذلك، وهكذا من الأسباب استعمال آلات اللهو وإدخالها في المنازل فإنها مجلبة للشياطين ومَرَدة الجن، حيث إن أغلب ما تتسلط الشياطين على أهل الملاهي، وتألف تلك المساكن الخالية عن الخير والممتلئة بالأشرار، فيجد الشيطان إليهم سبيلاً، ويستطيع الساحر أن يؤثر فيهم بمن سخّره من الجن، سواء بالصرع أو بالمس أو العين، وهناك أسباب أخرى كالابتلاء والامتحان وإظهار قدرة الله، وإظهار أثر المعاصي ونحو ذلك، ولا شك بأن هذه الإصابات كلها بقضاء الله وقدَره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولكن يسلّط الشياطين على أعدائه، كما قال تعالى: [مَريَم: 83] {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا *} ، أي: تزجُّهم إلى الكفر والمعاصي، فمن أراد الحفظ أو الوقاية من شرّهم الحسي أو المعنوي، فعليه أن يتحصّن عن الذنوب بذكر الله وطاعته وكثرة الحسنات والأعمال الصالحة، والله يتولى الصالحين. اهـ (1) . أخي القارئ، يبقى أن هناك مسموعات تصد عن ذكر الله وتُسلِّط   (1) انظر: منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان، لأسامة المعاني ص: 26، وقد نقل الفتوى عن مخطوط بخط الشيخ عبد الله الجبرين - وذكر أنها بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز (1/147) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 أعداء الله، غير ما ذُكر من الغناء والمعازف، كمثل سماع الفاحش من الكلام، أو سماع الاستهزاء في مجلس بشيء من دين الله، والقعود معهم، أو سماع غيبة أو نميمة أو بهتان في أعراض، ونحو ذلك مما عُلِمَتْ حرمةُ سماعه، والله أعلم. رابعاً: احفظ الله فيما تلفظ من قول، فإن الله عزّ وجلّ يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *} [ق: 18] ، ويقول سبحانه وتعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ *} [الانفِطار: 10-12] ، ويقول جلّ شأنه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *} [المؤمنون: 3] ، ويقول تبارك اسمه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *} [الأحزَاب: 70] . واحفظ لسانك: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ، [وَالْمَغْرِبِ] (1) . ويقول عليه الصلاة والسلام: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ، لاَ يُلقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لاَ يُلقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ (2) . ويقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ تَعَالى، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلى يَوْمِ   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الرِّقاق، باب: حفظ اللسان، برقم (6477) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الزهد والرقائق، باب: التكلُّم بالكلمة يهوي بها في النار، برقم (2988) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري، وما بين معقوفين زيادة عند مسلم. (2) التخريج السابق عند البخاري، برقم (6478) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً، وهو عند مسلم أيضاً مختصراً بالتخريج السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 يَلْقَاهُ. وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلى يَوْمِ يَلْقَاهُ (1) . ويرشد صلى الله عليه وسلم أمته بقوله: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ ... (2) ، وقد بشر صلى الله عليه وسلم من حفظ لسانه عن قول السوء، وفرجَه عن مقاربة الزنا، بشّره بالجنّة، فقال عليه أزكى صلاة وأبلغ تسليم: مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ (3) . هذه النصوص الكريمة من كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وغيرها كثير جليل، كلها دالٌّ بوضوح على عِظَم خطر شأن اللسان، والكلمة الصادرة عنه، ومع ذلك كله فإن الإنسان بعامة لا يستشعر هذا الخطر، وقد يظن ظان بأن الكلمة تتلاشى في الأثير وتمر محاذية لآلة السمع، وأمرها كأمر نسمة هواء عابرة، ومن ثم فلا يؤاخذ بقوله، حيث يُخيِّل إليه الشيطان أنها لا أثر ملموساً لها على جسد السامع، ومن ثَمَّ فهي لم تؤذه، فلا داعي للكف عن قولها أو الاعتذار بعده.   (1) أخرجه الترمذي؛ كتاب: أبواب الزهد، باب: ما جاء في قلة الكلام، برقم (2319) ، عن بلال بن الحارث المُزَني، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجَهْ؛ كتاب: أبواب الفتن، باب: كفُّ اللسان في الفتنة، برقم (3969) ، عنه أيضاً. وهو عند أحمد (3/469) ، من حديث بلال بن الحارث أيضًا. (2) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الرِّقاق، باب حفظ اللسان، برقم (6475) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو أيضًا جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير ... ، برقم (47) ، عنه أيضاً. (3) أخرجه البخاري؛ كتاب: الرقاق، باب: حفظ اللسان، برقم (6474) ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه. وفي لفظ عنده أيضاً: «مَنْ تَوَكَّلَ لِي ... تَوَكَّلْتُ لَهُ ... » برقم (6807) عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 لكن ما يشهد به الواقع من حال الناس - فضلاً عما بينته النصوص - دال على خلاف ذلك، فكم هُدِّمت علاقة طيبة بفعل كلمة جرت على لسان، وكم هُتِك عرض ودُمِّرت حياة بسبب اتهام باطل نطق به إنسان، وكم من سمعة طيبة لمجتمع بأكمله أَسْهَم في تشويهها وصفٌ ارتآه فلان من أصحاب القلم وأولي البيان، بل كم من فتنة جَرَّت بعدها حربًا ضروسًا، كان مردّها لكلمة جرّحت هيئة أو نالت من منزلة سلطان، أو لم توافق هوى لحاكم ظالم، وها هو الواقع والتاريخ يشهدان لذلك كله، فما السر الكامن في قوة الكلمة؟ أفلا يستطيع الناس أن يتسامعوا محكيَّاتِهم، من غير أن يؤاخِذَ بعضُهم بعضاً في الجهر بالسوء من الأقوال؟ هذا ما أكدت الشريعة نفيَه تأكيداً جازماً، وقد زادتنا علماً بأن هذا الكلام الجاري على اللسان، إنما هو ترجمان صادق لما في القلب، وبأننا سوف نتحمل تبعاته آجلاً فضلاً عن تحمّل ذلك إياها عاجلاً، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبّه معاذاً رضي الله عنه، حين استشكل هذا المفهوم، بقوله صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقلتُ - أي معاذ رضي الله عنه -: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا قلت: يانبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (1) . فتأمّل - رحمك الله - كيف وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظ اللسان بملاك أمر الإسلام كله، ثم جعل صلى الله عليه وسلم سبب هلاك   (1) جزء من حديث أخرجه الترمذي بطوله، كتاب: الإيمان، باب: ما جاء في حرمة الصلاة - أي: منزلتها العظمى في الإسلام -، برقم (2616) ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وابن ماجَهْ؛ كتاب: الفتن، باب: كف اللسان في الفتنة، برقم (3973) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 الناس - عامة - نتيجةً لما نطقوا به في الحياة الدنيا!! فما ميزان الشرع في طريق حفظ اللسان؟ لقد دل الحديث الشريف: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ ... (1) ، على ضابط اللسان لدى المؤمن، حيث يلزم من فقه هذا الحديث ثلاثة أمور: الأول: عند إرادة المؤمن الكلام ينبغي له استحضار عظمة الله، وإحصائه أعمال العباد - ومنها الأقوال - ومحاسبته عليها يوم القيامة. الثاني: اجتهاد المؤمن في التعوّد على الصمت، ما أمكن، وتدريب النفس على ذلك، مرة بعد مرة. الثالث: إن لم يكن من الكلام بُدٌّ، فليكن فيما تُحمَد عقباه، من قولٍ في خير، أو قولٍ مباح. ولنذكر الآن تسع عشرة آفة من آفات اللسان: نسردها سرداً، مما ينبغي للمؤمن أن ينزّه لسانه عن أن يجري به (2) : 1- ... التكلم فيما لا يعني من الكلام، وحدُّه: أنْ لو سُكِت عنه لم يأثم الصامت ولم يُستضر. أو السؤال عما لا يعني أيضاً، لما فيه من مضيعة للوقت أو مضرة على السائل أو المسؤول. 2- ... التبسّط في الكلام فيما يعني، والعمد إلى فُضول الكلام، فلو تأدى المقصود بكلمة واحدة، فالثانية فضول زائدة عن الحاجة، وإن لم يكن في قول فضول الكلام إثم ولا ضرر، لكنْ [حَسْبُ   (1) سبق تخريجه ص164 بالهامش ذي الرقم (2) . (2) استفدت ذلك من: إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله. (3/178) وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 المؤمن من الكلام ما بَلَغَ به حاجته] (1) . 3- ... الخوض في الكلام الباطل، كالتحدث بالمعاصي، أو التفكُّه بأعراض الناس، أو الخوض فيما جرى أو يجري من فتن بين الناس. 4- ... العمد إلى المراء، وهو الطعن في كلام الغير، بقصد إظهار خلل فيه، وليس من المراء بيان بطلان بدعة، أو الردُّ على مذهب فكري فاسد. بتراتب منطقي، مؤيّدٍ بأدلة شرعية. 5- ... المخاصمة بالباطل في مجادلة أو مناظرة ما، كأن تكون مخاصمة بغير علم ولا تبيُّن فيها لوجهة نظر المجادَل، أو النطق بلفظ نابٍ عند المحاجَّة، أو العمد إلى جَدْل الخصم بعناد لقهره، لا لإظهار وجه الحق. 6- ... التكلُّف في الكلام، والتصنُّع فيه بما يُخرِجه عن مقصوده وعن تحقيق الغرض منه، ولا يدخل في ذلك تحسين ألفاظ الخطابة، بما يشد السامع ويستجيش عاطفته الإيمانية، فيؤدي غرض الوعظ والتذكير وترقيق القلوب. 7- ... الفحش في الكلام، وبذاءة اللسان، وهو التجرؤ بالتعبير عن المراد بعبارات غير لائقة بقائلها فضلاً عن المقولة له، ومما قد يفضي إلى الفحش في الكلام: ترك التكنية في الألفاظ الصريحة، فالأَوْلى في حق المؤمن أن يكنّي ويتلطف في ألفاظه، ولا يعبر   (1) هذا شطر من قول لابن مسعود رضي الله عنه، وتمامه: [أُنذركم فُضول كلامكم، حسب امرئ من الكلام ما بلغ به حاجته] اهـ. انظر: الإحياء (3/182) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 بصريح اللفظ عما قد يُستحيا منه، ومثاله: قوله الملامسة بدلاً من قوله الجماع، وأم الأولاد بدلاً من الزوجة، وأن يكني عن مرض قد يخجل صاحبه من ابتلائه به، فيقول: عارض ألمَّ به، بدلاً من تسمية مرضٍ كالعُنَّة أو الباسور، ونحو ذلك. 8- ... اللعن - والعياذ بالله - وهو: الوصف بالطرد والإبعاد من رحمة الله، وفي قول اللعن خطر عظيم لكون اللاعن يتألى على الله تعالى أنه لا يرحم فلاناً، وأنه أَبْعَدَ الملعون، وذلك غيب لا يحكم به ولا يطّلع عليه غير الله تعالى. 9- ... الغناء، بما يحرم - كالمعهود في عصرنا -، وإنشاد الشعر بكلام مستكره أو فاحشٍ، أو بتوسعٍ في مدح، أو بكذبٍ فيه، والعياذ بالله. أو التوسع في مزاح كاذب - فهو مُسقِط للهيبة مُمِيت للقلب-، وإن كان الغرض منه إضحاك الغير - وضابط المزاح المباح: ألا تقول إلا حقاً، وألا تؤذي قلباً، وألا تتخذ المزاح حِرْفة تواظب عليه، وتُفرِط فيه، وهذا الأخير هو من أشنع الخصال التي طالما ارتدّت إلى ضد الغرض منها وأفضَتْ إلى خصومة بيِّنة. 10- ... النطق بالاستهزاء والسخرية، والتنقّص من قَدْر الآخرين، ومما يدخل في ذلك - ولا يُتفطَّن إليه -: التنبيهُ على العيوب والنقائص، لا بقصد إصلاحها، بل بقصد التحقير والاستهانة بمن اتصفّ بها أو ذكرها على وجه يُضحَك منه، حتى لو كان ذلك بإشارة لا بتصريح، كذلك الاستهزاء في غيبة المُستهزَأ به، وهو من أقبح صور الغِيبة، ومن صنوف الاستهزاء الضحك على صورة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 فلان أو صفة من صفاته الخَلْقية كالقِصَر أو العَوَر أو العَرَج ونحوه، ومن السخرية التي لا يُتنبّه إليها كذلك: الضحك على طريقة المشي، أو الكلام، أو صورة الخط، أو التنقص من قدر الصنعة، والمؤمن يحفظ لسانه ويكفّه عن جميع ذلك في حضرة المُتكلَّم عنه، أو في غيبته، ذلك كي لا ينزغ شيطان بينه وبين أخيه، فيما لو علم أنه كان محلاً للسخرية من قِبَلِه، أو مخافة أن يقع في قلب المستهزئ كِبْر وعُجْبٌ وترفُّعٌ عن قَدْرِ عباد الله تعالى، فإن الحاكم - في خيرية الناس أو عدمها - هو الله تعالى، قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} [الحُجرَات: 11] . 11- ... خيانة الأمانة: بإفشاء السر حيث إن إفشاءه قد يضر بمن استكتم أخاه سرًا، فيؤدي إلى ملامة وعتاب، وربما وجد في نفسه شيئاً على من أفشى سره، فينزغ الشيطان بينهما. وإن لنا في أنسٍ - خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم - لقدوة حسنة في الحرص على حفظ السر، حتى عن أقرب الناس إليه؛ وهي والدته حيث قال لها: (سرُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، فشجعته رضي الله عنهما على ألاَّ يبوح بما استكتمه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من سِرٍّ. 12- السِّباق إلى الوعد، والتعجُّل به، بما لا يسمح بالوفاء، فيصير الوعد إذ ذاك خُلْفاً، وهو من أمارات صورة النفاق الأربع (1) ، ولا   (1) كما في الحديث: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» انظر: صحيحي البخاري ومسلم؛ الأول برقم (34) ، والثاني برقم (58) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 يدخل ذلك في النفاق إلا إذا وعد عازماً على ألا يفي بموعده، والأَوْلى للمؤمن أن ينزِّه نفسه عن كثرة الوعد، أو أن يضبطه بقوله: عسى، أو إن شاء الله، - والمشيئة المقصودة هنا على التحقيق لا على التعليق -، ولا يخرج من صورة النفاق وحقيقته إلا إذا وعد عازماً على الوفاء، فمنعه مانع منه. ولا يخفى ما لخُلق الوعد الكاذب من أثر سيئ في العلاقة بين الناس، وفَقْد مصداقية صاحب الوعد المُخلِف فيه من غير عذر. 13- ... الكذب في القول عامة، وفي اليمين - خاصة في تنفيق السلع -، والكذب من قبائح الذنوب، وأوحش العيوب، حتى لو كان على سبيل المزاح. هذا، وقد توعّد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرجل الكذاب بعذاب في قبره إلى يوم القيامة (1) وقال عليه الصلاة والسلام: ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَهَا ثَلاَثَ مِرَارٍ، فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ (2) . وقال   (1) من معنى حديث طويل في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه البخاري بطوله؛ في خاتمة كتاب: التعبير، باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، برقم (7047) ، عن سَمُرة بنِ جُنْدبٍ رضي الله عنه. وبيان كيفية عذاب الكذاب في قبره من نصّ الحديث: «وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ» . والحديث أخرجه مسلم كذلك، كتاب: الرؤيا، باب: رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (2275) ، عنه أيضاً، مقتصراً على مطلع الحديث: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ الْبَارِحَةَ رُؤْيَا» ، ولم يَسُق مسلم رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم كما ساقها البخاري رحمهما الله. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: بيان غلظ تحريم إسبال الإزار ... ، برقم (106) ، عن أبي ذر رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 صلى الله عليه وسلم وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيِكْذِبُ لِيَضْحَكَ بِهِ الْقَوْمُ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ (1) . ولا يدخل في الكذب ما رُخّص فيه، بقصد إصلاح، أو خدعة في حرب، أو تودد لزوج. وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْراً، ويَنْمِي خَيْراً، وقالت: أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها: [ولم أسمع يرخّص في شيء مما يقول الناس كذبٌ إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأتَه وحديث المرأة زوجَها] (2) . هذا، وإن أشنع صور الكذب، كذبٌ على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كتحريم حلال أو تحليل حرام أو وضع حديث. يقول الله تعالى: [الأنعَام: 21] {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *} . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ تََعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِباً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (3) . وبالمقابل، فإن من صوره التي لا يُتنبّه لها: الكذب بادعاء رؤيا أو حُلُم لم يره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك: مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ، كُلِّفَ   (1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: التشديد في الكذب، برقم (4990) ، من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الزهد، باب: ما جاء من تكلم بالكلمة ليضحك الناس، برقم (2315) ، عنه أيضاً. وقال: هذا حديث حسن. (2) أخرجه البخاري؛ مختصراً - من غير زيادة ابن شهاب لكلام أم كلثوم رضي الله عنها-، كتاب: الصلح، باب: ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس، برقم (2692) ، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها. ومسلم - مطولاً بالزيادة، ومختصراً من غيرها -؛ كتاب: البِرّ والصلة والآداب، باب: تحريم الكذب وبيان المباح منه، برقم (2605) ، عنها أيضاً. (3) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: العلم، باب: إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (107) ، ومسلم؛ في مقدمة صحيحه؛ باب: تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم (2) . ... فائدة: وهذا الحديث متفق عليه أيضًا من حديث عليٍّ والمغيرة وغيرهما، وهو متواتر لفظًا ومعنى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنَ وَلَنْ يَفْعَلَ .... (1) . 15- الوقوع في الغِيبة، وحدّها: أن تذكر أخاك بما فيه من صفة يكره أن يوصف بها، أو التنقص من شيء يتعلق به، كداره أو ثوبه ونحوه. ومما يدخل في حدّ الغيبة التعريض والتلميح إلى صفة نقص بأخيك، بطريق الإشارة والإيماء أو الغمز وكل ما يُفهِم المقصود، كأن يشير أحدُهم بيده مُفهِماً قِصَر فلان، أو يهز بيده مشيراً إلى خفة عقل فلان، أو يحاكي مشية فلان. وبالجملة، فإن المحذور - الغيبة - يقع بكل ما يُفهم التنقص، ولو كان ظاهره المدح، كقول أحدهم - مظهراً لصلاحه - إذا ذُكِر شخص بعينه، فقيل له: ما رأيك بفلان؟ فقال: نعوذ بالله من قلة الحياء، أو مِنْ طَلَبِ الدنيا، اللهم اعصمنا من ذلك، وهو يريد بذلك التنقص من أخيه، مع امتداح نفسه، فذكر ذلك بصيغة الاستعاذة أو الدعاء. ولا يدخل في الغيبة خمسة أمور: 1- ... التظلّم عند من يستطيع دفع الظلم، كأن تشكو ظالماً لقاضٍ ليدفع الظلم عنك. 2- ... الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى سبيل الصلاح، وذلك بقصد إصلاحه لا الوشاية به. 3- ... تحذير المسلم من شر يتهدده، كتحذيره من مصاحبة أهل البدع والأهواء.   (1) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب التعبير، باب: من كذب في حُلُمه، برقم (7042) ، عن ابن العباس رضي الله عنهما. وعن أبي هريرة أيضاً بلفظ: «مَنْ كَذَبَ فِي رُؤْيَاهُ ... » الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 4- ... الاستفتاء، كما يقول للمفتي: ظلمني فلان، فكيف طريقي إلى الخلاص. 5- ... ذكر الشخص بصفة لا يعرف إلا بها، بقصد التعريف لا التنقص؛ كالأعرج، والأعمش، والأعور، ونحو ذلك. وتأمل - أخي القارئ - بعدها شدة التنفير من إثم الغيبة، في كلام الله تعالى، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحُجرَات: 12] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَتَدْرُونَ مَا الْغِيَبةُ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟، قال: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ (1) . 16- ... ومن أعظم آفات اللسان: النميمة، وهي: نقلُ ونمُّ قولِ الغير إلى المقول فيه بقصد التحريش بين الناس، وإفساد ذات البَيْن، كأن يقول: إن فلاناً كان يتكلم فيك بكذا وكذا. والنميمة تقع باللسان، كما تقع بغيره ككتابةٍ أو إيماءٍ مُفهِمٍ، حيث إنّ مقصدها كشف المقول بأي طريقة. قال تعالى في وصف من اشتدَّت عداوتُه للإسلام وأهله: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ *} [القَلَم: 11] . وقال سبحانه - في حق من وشى بالصحابي الجليل الحارث بن ضرار والد أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، وكانت الوشاية بأنه وبني المصطلق قد منعوا الزكاة وأرادوا   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: البرّ والصِّلة والآداب، باب: تحريم الغيبة، برقم (2589) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ *} [الحُجرَات: 6] ، وقد تثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم - من صحة نسبة ذلك - بسؤال الحارث رضي الله عنه، فألفاه وبني المصطلق مُبرَّئين مما نُسب إليهم (1) . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ (2) . وفي جزاء النمّام في عالم البرزخ (حالُه في القبر) ، يقول عليه الصلاة والسلام - حين مرّ بقبرين -: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآْخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ. ثُمَّ أَخَذَ صلى الله عليه وسلم جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قالوا: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لَعَلَّه يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا (3) . فإن كان ذلك جزاء النمّام وعذابه في القبر، فكيف بما بعده؟ 17- ... الآفة السابعة عشرة هي كلام ذي اللسانَيْن، وهو الذي يتردد بين المتعاديَيْن، فيكلِّم كلَّ واحد منهما بكلام يوافق هواه، ويكون ذلك بمجاملته بما يحبه. من عداوة صاحبه له، أو بنقل كلام كل منهما   (1) انظر: الرواية بتمامها، في مسند الإمام أحمد، مسند الكوفيين، من حديث الحارث بن ضرار الخزاعي رضي الله عنه. (2) متفق عليه، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، أخرجه البخاري، كتاب: الأدب، باب: ما يكره من النميمة، برقم (6056) ، ومسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: بيان غِلَظ تحريم النميمة، برقم (105) . و «قتَّات» يعني: نمّام، كما بينته رواية لمسلم رحمه الله. (3) متفق عليه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما؛ أخرجه البخاري، كتاب: الوضوء، باب: ما جاء في غسل البول برقم (218) ، ومسلم؛ كتاب: الطهارة، باب: الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، برقم (292) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 للآخر بما يَكْره، مما يتسبّب في إيغار صدره على أخيه، أو بوعده لأحدهما أو لكليهما بنصرته على من عاداه، أو بالثناء عليه بسبب معاداته للآخر، ونحو ذلك مما يؤجج نار العداوة بينهما، وهذا شر من النميمة وهو عين النفاق، - إن كان المتخاصمان إنما تعادَيا بسبب تخالف الدين - وإلا فهو من خصال المنافقين والعياذ بالله. ولا يدخل في (ذي اللسانين) من يُضطر لمداراة ذي شرٍ اتقاءً لشره، كأن يتبسم بوجهه أو يقبل على الترحيب به، لكنْ شرط ألا يثني عليه خيراً مما ليس فيه، أو يقرّه على باطل يقوله، أو يجاريه في بدعة ارتكبها أو معصية اجترحها. يقول صلى الله عليه وسلم: تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِْسْلاَمِ، إِذَا فَقِهُوا، وَتَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ فِي هَذَا الأَْمْرِ، أَكْرَهُهُمْ لَهُ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَتَجِدُونَ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ (1) ، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائْذَنُوا لَهُ، بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، أَوِ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، فلما دخل ألان له الكلام. قلت: يا رسول الله، قلتَ ما قلت، ثم ألنْتَ له الكلام؟! فقال عليه الصلاة والسلام: أَيْ عَائِشَةُ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ (2) .   (1) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المناقب، باب: قول الله تعالى: [الحُجرَات: 13] {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} . برقم (3493) ، ومسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب خيار الناس، برقم (2526) . (2) متفق عليه، من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها. أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والرِّيَب، برقم (6054) . ومسلم؛ كتاب: البرِّ والصِّلة والآداب، باب: مدارة من يُتّقى فُحْشُه، برقم (2591) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 18- ... المديح والثناء بأوصاف مطلقة باطنة، لا يمكن الاطلاع عليها، كالوصف بالتقى والورع والزهد، ومن المديح المذموم كيل أوصاف الكمال على امرئ لم يعرفه تمام المعرفة بعدُ، ولم يخالطه بعِشرة في سفر ونحوه، يبتغي بذلك التوصل إلى منفعة آنية، أو رياسة دنيوية. أما لو علم أنه لا يفرح بمدحه ولا يتكبر بسببه، وكان صالحاً فيما يظهر من حاله، وكان لا بد من وصفه، فوصَفَه بما يعرف من حاله الظاهر من غير إفراط، كأن قال: أَحْسِبُ فلاناً كذا، والله حسيبُه، ولا أزكّي على الله أحداً، كان ذلك مشروعاً (1) . ولعل الحكمة في المنع من كيل المديح على من ليس أهلاً له، هي حصول التألّي والادعاء عند المادح بمعرفة باطن الممدوح، وحصول الفرح الناتج عن الكِبْر والعُجبِ بالنفس عند الممدوح، وسداً لمدخل الشيطان إلى نفس كلٍّ منهما؛ يوسوس للمادح أن ازددْ ثناءً على صاحبك عسى أن تنال شيئاً من فتات الدنيا، ويوسوس للممدوح بقوله: لو لم تكن أهلاً لذلك لما امتدحك الخلق، وقد يكون في واقع حاله ليس أهلاً لذلك. قال الله تعالى: {فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النّجْم: 32] . وقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً *} [النِّسَاء: 49] . {قليلا} : هو الخيط الرقيق في وسط النواة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل مدح رجلاً في حضرته صلى الله عليه وسلم: وَيْحَكَ،   (1) كما سيأتي - في الهامش التالي - من عنونةٍ للإمام مسلم رحمه الله: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، - يَقُولُهُ مِرَاراً - إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحاً لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذِلِكَ، وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلاَ يُزَكِّي أَحَداً (1) . وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضي الله عنه، خيراً بما يعلم صلى الله عليه وسلم من حاله رضي الله عنه، ففي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إنّ أحد شِقَّيْ ثوبي يسترخي، إلا أنْ أتعاهد ذلك منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ (2) . 19- ... التسرّع بالنطق بما لا يخلو التلفظ به من زللٍ، ذلك أن اللسان من لطائف عجيب صنع الله تعالى، فهو منطلق بطبعه، لا تكلّ عَذَبته مهما أطلقت، ولا مؤنة في تحريكه - مع خطره الجسيم - ولا يَرُدُّه إلا العقل الحكيم، المتقيد بلجام الشرع الكريم. لذا، فإن المرء قد يجري لسانه بما لا يحب، أو بما لا يريد أحياناً، وربما نطق بما لا يفقه عظيم خطره، لجهل أو غضبٍ، ومن ذلك أن يسوّي بين الله وبعض خلقه في الاعتراف بالمِنَّة والإنعام، أو بالتسوية في المشيئة، فينسب الفضل إلى الله وإلى عباده في آن، كأن يقول: إن ما أصابه من خير كان من الله ومن فلان،   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: ما يُكره من التمادح، برقم (6061) ، عن أبي بكرة رضي الله عنه، ومسلم؛ كتاب: الزهد والرقائق، باب: النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح، برقم (3000) ، عنه أيضاً. (2) أخرجه البخاري بلفظه؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً» ، برقم (3665) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وفي عدة مواضع من صحيحه. ومسلم كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم جرّ الثوب خُيَلاء برقم (2085) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 أو ما شاء الله وفلان، أو لولا الله وفلان لعُدمنا الخير، وذلك لقصور علمه بعظمة الله تعالى وحقه على العبيد، فالأصل في ذلك كله أن ينسب الفضل لله وحده، فإن أراد ذكر فضل عبدٍ، فليقل ثم فلان، ليُخرِج لفظَه بهذا العطف عن التشريك والتسوية، التي قد تقع في قلبه والعياذ بالله، فيمنح تعظيماً لغير الله لا يستحقه إلا الله، فيوقعه الشيطان بما يُحذر شرعاً. والحاصل أن مطلق لفظٍ متعلقٍ بالله تعالى وصفاته العلى ينبغي عرضه أولاً على ميزان العلم، وقسطاس الفصاحة المستقيم، وإلا فإنه قد يوقع صاحبه بالزلل الذي قد يفضي إلى اعتقاد ما لا يليق بحق الله تعالى. 20- ... اشتغال العوامّ بالخوض في دقائق مسائل العلم بما يتعلق بالله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ولا يزال الشيطان يحبب ذلك إليهم، حتى يُخيَّل إلى أحدهم أنه قد حاز قصب السبق فيما علم، وأنه لولا أنه قد عَلِم ما عَلِم ما نجى وما سَلِم، لكنه في واقع أمره يكون قد تخرّص بما لم يفهم، وهرف بما لم يعرف، وتعلّق بما لم يعلم، وتشبّع بما لم يعط، وقد يُكثِر بعضهم الغوص في مسائل حارت بشأنها ألباب العلماء، وحيث إنه ليست لديه آلات العلوم بما يمكّنه من فقه الإجابة فإنه يلتبس عليه ما سأل عنه بالكلية، فيلقى في قلبه شبهة به، ويُفتَتن بذلك، ومن ثَمّ ينتقل إلى الخوض مع أمثاله من العوام في فهمها، فيزيدونه رهقاً إلى رهقه، وجهلاً إلى جهله. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ (1) . إن ما سبق جميعه هو مجمل ما يتأكد على المؤمن حفظ اللسان عنه، [وما أحسن التزام المؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ (2) ، فهذه الآفات كلها مهالك ومعاطب، وهي جميعاً على طريق المتكلّم، فإن سكت سلم من الكلّ، وإن نطق وتكلم خاطَرَ بنفسه، فإن كنتَ ممن لا يقدر على أن يكون ممن تكلم فَغَنِمَ، فكن - رعاك الله - ممن سكت فَسَلِمَ، فالسلامة إحدى الغنيمتين] (3) . خامساً: احفظ الله بحفظ شهوة البطن، فإن مَنْ علم خطرها نجا من تكدر النفس، ومن غفلة القلب، وعمى البصيرة، ومن غلبة الشهوة، وتملّك الهوى، واستهواء المعصية، وعُصِم بإذن الله من ذل مقارفتها، بل إن حفظ هذه الشهوة - كما تقرر في الطب - هو وقاية مؤكدة من كثير من الأمراض العضوية، كما أنه في آنٍ منجاة من الحرص على الدنيا. ولا مبالغة في ادعاء أن هذا الحفظ - لمن وفقه الله إليه - هو سبب لجميع الفضائل. فتأمل - رحمك الله - إلى هذا المطعوم والمشروب كم أساء إدخاله البدن بِشَرَهٍ زمناً متطاولاً إلى نفسِ مَنْ تلذّذ بطعمه واستساغه لدقائق معدودات، فقد وسّع ذلك للشيطان مجراه في   (1) متفق عليه؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الاعتصام، باب: الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (7288) . ومسلم؛ كتاب: الحج، باب: فرض الحج مرة في العمر، برقم (1337) . (2) جزء من حديث أخرجه الترمذي - وحسَّنه -؛ كتاب: أبواب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما جاء في حفظ اللسان، برقم (2406) ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. (3) هذا، وما قبله من التحذير من آفات اللسان، جميعه مستفاد من: «إحياء علوم الدين» ، كما سبق الإشارة إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 دم الإنسان، فهرعت إلى نفسه شهوة الغضب، وشدة الشَّبَق إلى شهوة النكاح، والتشبع بالبطر، وغير ذلك مما هو مجرّب يقره الواقع والمعقول، وهذا مما يجعل للشيطان مدخلاً مشرَعاً إلى قلب المؤمن ونفسه، فيؤزّه إلى الشهوات أزًّا، ليكون بعدها لشرار الخلق على هذا العبد سبيل بضرّه، والاستحواذ عليه. فإذا عرفت ذلك وخطره الجسيم فكيف لك أن تحفظ نفسك وتقيها شر شهوة البطن؟ إن ذلك لا يتأتى بالتخفيف من الطعام، وتنظيم وقته، والتوسط في سرعة تناوله، وتحديد نوعه، والاقتصار على المشتهى منه وحسب - على ما جرت عليه عادة إرشاد مختصِّي التغذية وهو نافع ولا شك - لكنْ لدى المؤمن فضلاً عن ذلك كله اختصاص بأمور، منها: 1- ... أنه لا يأكل إلا حلالاً، ويمقت الرشوة، ويأبى الربا وينزّه نفسه عن أكل مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن. 2- ... وهو يتورع عن أكل ما فيه شبهة، ويسأل أهل العلم عن مشتبهات الأمور، وعما حاك في القلب، وتردد في الصدر، خشية أن يَطعَم أو يُطعَم أو يُطعِم ما كان حراماً، أو مشتبهاً بحرمة. 3- ... وهو لا يخالط طعامَه إسراف فيه، أو مَخِيلة يكسر بها قلوب عباد الله، وهم لا يستطيعون معشار ما يقدر عليه. 4- ... ولا ينام على شِبَع بطن، فيجمع بين غفلتين: الفتور عن القيام إلى الطاعة مع قسوة القلب. 5- ... كما أنه لا يرائي بالتخفيف من الطعام، ذلك بأن المؤمن يأكل في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 الخلوة مقدار ما يأكله مع الجماعة، وهو يعلم أن إخفاء النقص عن الغير، وإظهاره للنفس هو نقص مضاعف. هذا، وإنّ مما يُذَمُّ كذلك مخالفة شهوة الطعام، لأجل الاشتهار بهذا التعفف، فإذا اشتُهِر بذلك رضي، ليكون عندها قد وقع بِشرِّ مما فرّ منه: حيث خالف شهوة الطعام ثم تلبس بشهوة الجاه. سادساً: احفظ الله بحفظ الفَرْج عن الحرام، وطريق ذلك أن تُصرَف هذه الشهوة إلى ما خُلِقت له؛ لبقاء النسل وإحصان النفس، وإدراك لذة الوقاع والتنعّم بها، لقياسها على لذات الآخرة، فإن من لا يُدرَك بالذوق لا يَعظُم إليه الشوق. لكن المؤمنَ لا يسعى لإدراك هذه اللذة إلا بطريق ما يحل له، فيفرح بما أعدّ الله لأهل الإيمان والاستقامة من نعيم مقيم ولذات لا يدرك كنهها خيالٌ، ولا تخطر على بال. قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ *} [المؤمنون: 5-7] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (1) . ولا يخفى أن غرض الزواج هو التعفف عن الزنا، لذا فقد أرشد عليه الصلاة والسلام الشابَّ الذي لا يملك مؤنة الزواج أن يتعفف بالإكثار من الصوم، فتخمد شهوته بذلك وتُدَّخَر إلى حين قدرته على النفقات المترتبة على الزواج. ومن أعظم مداخل الشيطان وأهله   (1) متفق عليه، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. أخرجه البخاري؛ كتاب النكاح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ... » ، برقم (5065) . ومسلم؛ كتاب: النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه ... ، برقم (1400) . ومعنى الباءة: القدرة على مؤن النكاح. ومعنى «لَهُ وِجَاءٌ» : قاطع لشهوته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 على قلوب شبابنا اليوم، الوسوسةُ إليهم بأن المحل الأقرب لقضاء الوَطَر هو المصاحبة أو المساكنة إلى حين القدرة على الإنفاق على عائلة بأكملها، فيقضي بذلك شبابه مستغرقاً في الأوزار، لا تهدأ شهوته طوال سني شبابه، بل وكهولته، فهو يؤجّجها مراراً وتكراراً، متقلباً من خليلة إلى أخرى، والعياذ بالله، باسم ما يسمونه (الحب) ، ويكون الصوم والتقوى، وطلب العفة من أبعد المعاني عن قلبه وعن نفسه، ثم تجده بعد ذلك وقد اضطربت نفسه، وهو يشعر بفراغ روحي واجتماعي لا يملأه سوى الاستقامة والانصراف إلى كنف أسرة هادئة مستقرة، لذا فإنك تجد أن هؤلاء هم أكثر الناس، تأثراً بالوساوس، ومن أكثرهم تردداً إلى أبواب السحرة والمشعوذين يسألونهم استمالة قلب فلانة، أو منحهم حُجُباً يعلقونها للتحبيب، أو للتفريق، أو يقصدونهم لضرب برمل أو فتح مندل لمعرفة من سَلَبَتْ قلبَه فمنعَتْه عن معشوقته المستجدة. وهكذا اتخذوا الشياطين أولياء بإسرافهم على أنفسهم بالمعاصي فزينت لهم أعمالهم، باسم الحب والحرية الشخصية، وتحقيق الذات!! هذا، وإن حفظ الفرج عن الحرام، إنما هو محصّلة لتحصين القلب عن الانصياع لداعي الهوى، وحفظ العين عن رؤية ما يحرم، وحفظ السمع عن سماع المجون، وحفظ اللسان عن الخضوع بالقول، وعن قول الرفث، وحفظ اليد عن لمس ما يحرم لمسه، وحفظ الرِّجل عن المشي إلى حرام، عند ذلك يُحفَظ الفرج، ويصدِّق عفةَ الأعضاء، وإن تبعت العينُ النظرَ المحرّم واللسانُ قولَ الفحش، تمنت النفس واشتهت فربما صدّق الفَرْجُ ذلك، وقاربَ العبدُ الزنا ولم يكن في خاطره يوماً أن يفعل!! وانظر - رعاك الله وقد عرفت ذلك - إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُْذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ (1) الحديث. وهنا أشير إلى ما يدق فهمه من لفظ الحديث بتقديم زنا العين على غيره من زنا الأعضاء: وهو أن (الإنسان إن لم يحفظ عينه، لم يُحفظ عليه فكره، وتفرّق عليه همُّه، وربما وقع في بلية لا يطيقها، وزنا العين من كبار الصغائر، وهو يؤدي إلى القرب من الكبيرة الفاحشة، وهي زنا الفرج، ومن لم يقدر على غض بصره لم يقدر على حفظ فَرْجه) (2) . سابعاً: احفظ الله في نعمة اليد: ومن أعظم ما تحفظ به هذه النعمة إعمالُها في طاعة الله بالصلاة والذكر (عند عقد الأصابع) ، والرمي للجهاد في سبيل الله، وكفّها عن البطش والظلم، وعن الإشارة بسلاح، ولو بحديدة إلى أخٍ مسلم، أو قتل نفس مؤمنة بغير نفس - والعياذ بالله -، أو الإقدام بها على الانتحار، نعوذ بالله من شر وساوس الشيطان، وكفها أيضاً عن مس امرأة لا يحل مسها. كذلك فإن من وسائل حفظ اليد كفّها عن لبس الذهب بتختم الرَّجُل به، أو رمي النرد بقمار أو بغيره، أو إمساك ورق اللعب (الكوتشينة أو الشدة) باليد، وقضاء الأوقات في ذلك مع تضييع لصلوات مفروضات تلهيًا بذلك، مما يعلّق قلب المؤمن بما يسمى الحظ، فيورثه ذلك شكاً بالعدل في القدر، أو يوقع نزغًا بينه وبين إخوته المؤمنين، فيحرّش الشيطان بينهم، ليوقع   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الاستئذان، باب زنى الجوارح دون الفرج، برقم (6243) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: القَدَر، باب: قُدِّر عى ابن آدم حظُّه من الزنا وغيرِه، برقم (2657) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم رحمه الله. (2) انظر: إحياء علوم الدين» لأبي حامد الغزالي رحمه الله (3/161) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 بينهم عداوة وبغضاء، وأغلب ما يقع ذلك إن تعدى اللعب بالورق إلى نوع مَيْسِرٍ (قمار) ، ومن حفظها بسطها قَواماً في الخير، وغلَّها تماماً عن الإنفاق بوجوه الشر، أو بوجوه إسرافٍ، وألا تكون اليد أداة لتدوين ما يدعو إلى الميل عن الحق، أو ما يدعو إلى الفجور، بل الواجب جعلها مسخَّرَةً للذب عن حياض الدين، ودعوة الناس إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وهاك نصوصًا كريمة تقرر ما سبق: قال الله تعالى: [ص: 45] {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ *} . وقال سبحانه: [ص: 17] {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} . ومعنى (أولي الأيدي) ، و (ذا الأيد) : أي من اتصفوا بالقوة والعزم في تسخير الأيدي في العلم والعمل بالطاعات (1) . وقال عزّ وجلّ: [الرُّوم: 41] {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لاَ يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ (2) ، ويقول عليه الصلاة والسلام: إِنِّي لاَ أُصَافِحَ النِّسَاءَ (3) ، وهذا في مقام   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ص 1463، ط: بيت الأفكار الدولية. (2) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب الفتن، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حمل علينا السلاح فليس منا» ، برقم (7072) . ومسلم؛ كتاب: البر والصلة والآداب، باب: النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم، برقم (2617) . (3) أخرجه النسائي؛ كتاب: البيعة، باب: بيعة النساء، برقم (4186) ، عن أُمَيْمَة بنت رُقَيْقَة رضي الله عنها. وهو في مسند أحمد، (4/454) ، من حديث أسماء بنت يزيد، وفي الموطأ، كتاب البيعة، باب: ما جاء في البيعة، برقم (2) ، عن أميمةَ رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 مبايعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر نص البيعة في كتاب الله من آخر سورة (الممتحنة) ، ومع ذلك فإن السيدة عائشة رضي الله عنها تقسم فتقول: لاَ، وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ بَايَعَهُنَّ بِالْكَلاَمِ (1) وهو مَنْ هو صلى الله عليه وسلم، فكيف يأمن على نفسه شاب صافح فتاة محتجاً بأنه استحيا من ردّ يدها بعد أن مدّتها إليه، وهو لا يريد إحراجها!! فهل منعُ الإحراجِ بات ضرورة شرعية تفوق ضرورة المبايعة على التوحيد والاستقامة؟!، وليت الأمر اقتصر على المصافحة - عند البعض - إذ قد يتعداه إلى التقبيل من الوجنتين، [بداعي السفر!!] أو ذكرى ميلاد، أو حفل تخرّج، وما إلى ذلك مما يفتح باب الفتنة الذي قد لا يوصد بعد ذلك. ثامناً: احفظ الله، واجعل كسب رجليك بالخير، فإن للرجلين كسب، وأنت مجازىً عن كسبهما، بل إن لهما بعض اطلاع على كسب باقي الجوارح!! انظر إلى قول الله تعالى: [النُّور: 24] {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} . فكيف يكون للرِّجْل شهادة؟! [فُصّلَت: 21] {قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} فلا بد بعدها أن يكون للرجلين كسب واكتساب في العمل؟! وإن المتأمل في ذلك لَيَجد أنهما وسيلة التنقل التي لا يُعدَمُها إنسان عموماً، فإذا أراد خيراً مشى إليه، وإن أراد سوءاً مشى إليه أيضاً، وأنهما قوام قوة التحرك لدى الإنسان. لذا، فإن في حفظهما بتسخيرهما للمشي إلى الخيرات وكفّهما عن السير إلى المنكرات حقيقةُ شكر نعمة الله، إذ وهبهما للإنسان صفةَ كمال   (1) جزء من حديث متفق عليه، من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري، كتاب: الطلاق، باب: إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذِّمِّي أو الحربيّ، برقم (5288) ، ومسلم؛ كتاب: الإمارة، باب: كيفية بيعة النساء، برقم (1866) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 يتصرف بها بحسب إرادته. يقول الله عزّ وجلّ مُعِيباً على الكفار المتصفين بصفة كمال الخَلْق، وقد تفوقوا بذلك - مرارًا - على أصنامهم التي ظلوا لها عاكفين، وهي جامدة في موضعها لا تستطيع حراكاً: [الأعرَاف: 195] {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ... } . ويقول سبحانه في حق نسوة أردن فتنةً بالضرب بالأرجل على الأرض، ليُسمع رنين الزينة المعلَّقة بها، [النُّور: 31] {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ... } . وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر بني سَلِمَةَ بإحصاء خطوات أرجلهم الجادّة في سيرها إلى المسجد النبوي الشريف، وذلك لمّا أرادوا الانتقال إلى مقربة المسجد من وادٍ كانوا يسكنون فيه، فأمرهم صلى الله عليه وسلم بألاّ يفعلوا، لتكتب آثار خطواتهم، فقال عليه الصلاة والسلام: يَا بَنِي سَلِمَةَ، دَيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ (1) ، إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً (2) . ويقول صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خُطُوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُْخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً (3) . ويقول الإمام قتادة بن دِعامة السدوسي - من أئمة التابعين - رحمه الله -: (لو كان الله مُغْفِلاً شيئاً   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأذان، باب: احتساب الآثار، برقم (655) ، عن أنسٍ رضي الله عنه. ومسلم - بلفظه - كتاب: المساجد، باب: فضل كثرة الخُطا إلى المساجد، برقم (665) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (2) أخرجه مسلم؛ في الموضع السابق، برقم (664) عن جابر أيضاً رضي الله عنه. (3) أخرجه مسلم؛ كتاب المساجد، باب: المشي إلى الصلاة تُمحى به الخطايا وتُرفع به الدرجات، برقم (666) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 من شأنك يا ابن آدم، أغفلَ ما تُعفي الرياحُ من هذه الآثار، ولكنْ أحصى على ابن آدم أثره وعملَه كلَّه، حتى أحصى هذا الأثر فيما هو من طاعة الله أو من معصيته، فمن استطاع منكم أن يُكتب أثرُه في طاعة الله فليفعل) (1) . أما الرابع من التحصينات الواقية - بإذن الله - فهو: بالاجتهاد في تحقيق الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. ويكون ذلك بإعمال سنّته صلى الله عليه وسلم فيما أرشدت إليه من محادّة الشيطان؛ وقصد مخالفته، ومخالفة أتباعه؛ وليس المقصود في هذا المقام استقصاء الوصايا النبوية الكريمة جميعها، بل بعض ما أرشدت إليه، ومن ذلك: 1- ... أكثِرْ من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وبخاصة عند الغضب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (2) . 2- ... سمِّ الله تعالى، عند كل أمرٍ ذي بال من قول أو عمل تريد الشروع به. كتلاوة القرآن، والوضوء، ودخول المسجد والخروج منه، ودخول البيت والخروج منه، وركوب الدابة، وعند البدء بطعام أو شراب، أو عند ذبح مأكول اللحم، أو عند إرادة الجماع، أو دخول   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ص: 1428، ط: بيت الأفكار الدولية. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: ما يُنهى عنه من السِّباب واللعن، برقم (6048) ، عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: البِرّ والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب، برقم (2610) ، عنه أيضًا، واللفظ لمسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 الخلاء، ... ]- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كُلُّ كَلاَمٍ، أَوْ أَمرٍ ذِي بَالٍ، لاَ يُفتَحُ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ أَبْتَرُ (1) . 3- ... تيمَّنْ في شأنك كلِّه: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ (2) ، أي: في الأمور المستحسنة جميعها (3) . اهـ. 4- ... خالف سَمْت الشيطان، ومحبوبَه وما يميل إليه، ومن ذلك: * ... الكِبْرُ والاستعلاء، وهما داءان مهلكان مانعان من كل خير، مردّهما إلى العُجْب بالنفس، والبَطْرِ بأنعُم الله وكفرٍ وجحود بها، وهذا عين ما اتصف به إبليس الرجيم حين أمره الله تعالى بالسجود لآدم تكريمًا لهذا الخلق، اعترافًا بقدرة الخالق، وامتثالاً لأمره سبحانه، قال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ *إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ *قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ *قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ *قَالَ فَاخْرُجْ   (1) أخرجه أحمد في المسند، (2/359) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، برقم (8697) ، وهو في مصنّف عبد الرزاق، بمعناه، برقم (10455) - (20280) ، وكذا هو عند البيهقي في الكبرى، برقم (10331) . كل ذلك بلفظ: «فهو أبتر» ، وعند أبي داود بلفظ: «فهو أجذم» ، كتاب: الأدب، باب: الهُدى في الكلام، برقم (4840) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الوضوء، باب: التيمُّن في الوضوء والغُسل، برقم (168) ، وفي مواضع عدة - من صحيحه - كلها عن عائشة رضي الله عنها. (3) قال الإمام النووي رحمه الله: (قاعدة الشرع المستمرة أن كلَّ ما كان من باب التزيين والتحسين استُحِبَّ فيه التيمُّنُ، وما كان بضِدّ ذلك استُحِبَّ فيه التياسر) . اهـ. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (3/160) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ *وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ *} [ص: 73-78] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاّ عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ تَعَالى (1) . * ... والعجلةُ [وهي المانعة عن التمهل والتأمل قبل الشروع بالأفعال، فيشرع المرء بها من غير تبصُّرٍ ولا معرفة، فيروّج الشيطانُ شرَّه على المستعجِل من حيث لا يدري] (2) ، ومردّ العجلة الكِبْر والعُجْب بالنفس، والتشبّع بما لم يعط، فإن المرء إذا اعتدّ بنفسه توهّم قدرته على إنجاز ما يريده كأسرع ما يكون، فإذا حاول ذلك أعياه الأمر، فاستشاط غيظاً، وربما جرّه ذلك إلى إحباطٍ يستتبع تركاً للأعمال النافعة، واستسلاماً لوساوس الشيطان بالعجز، والتنحي جانبًا عن مسار العمل النافع، وترك الاستعانة بالله، فيلقي الشيطان عندئذٍ شُبُهاته في قلبه، ويُخيِّل إليه عجز الإنسان عمومًا عن أداء ما يحقق له الاستخلاف في الأرض أو حتى عن القيام بما خُلِق له من العبادة، فيتوجه عندها إلى اتباع الهوى والتطفل على موائد الغير، ويُمضي حياته على هذا المنوال!! فهل كان يتصور عند تعجّله في أداء مهامه أن يصير إلى ما صار إليه؟! قال الله تعالى: [الإسرَاء: 11] {وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} . وقال سبحانه: [الأنبيَاء: من الآية 37] {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ... } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأَْنَاةُ مِنَ اللهِ   (1) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: البِرّ والصلة والآداب، باب: استحباب العفو والتواضع، برقم (2588) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (2) انظر: الإحياء، لأبي حامد الغزالي رحمه الله (3/33) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ (1) . وقال عليه الصلاة والسلام: يُسْتَجَابُ لأَِحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي (2) . فإن كان التعجُّل مذموماً في الدعاء، والحال أن المؤمن أشد ما تَعظُم رغبته في استجابة دعائه، فكيف بما دون ذلك من أمور الدنيا؟! * ... والغضبُ: وهو جمرة تتوقد في قلب ابن آدم تؤزُّه على إنفاذ ما يريده قسرًا، وإن الملقي لهذه الجمرة الخبيثة هو الشيطان، يلقيها على حين غفلة من هذا القلب عن ذكر الله. وكم ألحق الغضب بابن آدم من ويلات تندَّم بعد وقوعها، بل استغرب أحياناً صدورها عنه، لكنْ لاتَ ساعةَ مَنْدَمِ، فكم من قتيل - بغير حق - وطلاق بغير بصيرة، وعداوة بغير مسوِّغٍ، وقطيعة رحم جرَّاء غضب في ساعة غفلة، غطى عقل صاحبه، وأحرق الحكمة المودعة في قلبه، فاستحال شبيهًا بمجنون لا يعي ما يقول ولا يدرك ما يفعل، فغلب الشيطان على عقله واستحوذ على بصيرته فأوقعه بما لا يريد وأورده المهالك، والمرء يحسب في ذلك كله أنه ينتصر لنفسه،   (1) أخرجه الترمذي؛ كتاب: البرّ والصلة، باب: ما جاء في التأنِّي والعجلة، برقم (2012) ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وضعَّفه من قِبَل حفظه. اهـ. وقد حسّن الحديثَ الألبانيُّ - رحمه الله - في الصحيحة برقم (3795) . (2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات: باب: يُستجابُ للعبد ما لم يعجل، برقم (6340) ، ومسلم؛ كتاب: الذِّكْر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل ... ، برقم (2735) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 ويُنْفِذ رأيه، ويحقق مراده. لذا، فقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن الوقوع بمثل هذا الفخ الشيطاني المتكرر، حيث حذر عليه الصلاة والسلام مراراً من الغضب، وأرشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى قول الكلمة الطيبة، وإلى أن يملك المؤمن نفسه عند الغضب، وأن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبالوضوء عند الغضب، وبتغيير هيئة الغضبان بجلوسٍ بعد قيام، وباستلقاء بعد جلوس، مما يسهم في إطفاء جذوة تلك الجمرة المتوقدة في قلب الغضبان. قال الله تعالى: [آل عِمرَان: 134] {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} . وقال رسول صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ (1) . وقال عليه الصلاة والسلام: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (2) فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون.   (1) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (6114) . ومسلم؛ كتاب: البِر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب، برقم (2609) . (2) الحديث متفق عليه من حديث سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه. وقد مرَّ تخريجه ص187 بالهامش ذي الرقم (2) . والقائل للرجل الغضبان هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، كما في سنن أبي داود، بلفظ: (فجعل معاذ يأمره، فأبى ومَحِك، وجعل يزداد غضباً) . انظر: سنن أبي داود، برقم (4780) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 وقد أرشد صلى الله عليه وسلم إلى مايطفئ الغضب، من تغيير هيئة، فقال صلى الله عليه وسلم: إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوْ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ، وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ (1) . وأوصى عليه الصلاة والسلام جاريةَ بن قدامة رضي الله عنه، بقوله مراراً: لاَ تَغْضَبْ (2) . * ... والحَيْرة: وهي كثرة التردد، وذلك سبب مؤكد لاستهواء الشيطان ابنَ آدم بإضلاله، وتسييره إلى مَهلِكه، لكنِ المؤمنُ يحزم أمره فيما يريد في حياته الدنيا، وغيره قد تلمّس معالم طريقه من وحي شيطان إنس أو جن فاجتالته الشياطين وألقت في رُوْعه الشبهات وتلاعبت به حتى ضلّ فألفى الأفّاكون طريقاً إليه، فهلك هلاكًا محتماً، والعياذ بالله تعالى. قال تعالى: [الأنعَام: 71] {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ ... } (3) ، وقال سبحانه: [النِّسَاء: 143] {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ ... } ، وقد أرشد الله عزّ وجلّ نبيَّه صلى الله عليه وسلم، ومن بعده أمته صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: [آل عِمرَان: 159] {فَإِذَا عَزَمْتَ   (1) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقال عند الغضب، برقم (4782) ، عن أبي ذرٍ الغفاري رضي الله عنه. صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود، برقم (4000) . (2) أخرجه البخاري، كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (6116) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (3) {استهوته} : أضلَّته، كما في البخاري، كتاب: التفسير، من تفسير سورة الأنعام، من سياق النقل عن ابن عباس رضي الله عنهما. وفي الفتح [8/141] : هو تفسير قتادة، أخرجه عبد الرزاق. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرشدًا أمته صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلاَ يَقُولَنَّ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّه لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ (1) . فتأمّل - رحمك الله - إن كان العزم مأموراً به في الطلب من الله تعالى - مع أن الأصل هو كمال التأدب مع الربّ سبحانه وتسليم الأمر إلى مشيئته تعالى - فكيف بما هو دون ذلك من الأمور؟!. * ... والتبذير، بالإسراف في الإنفاق، ومجانبة التوسط فيه، وكذلك في الإنفاق بغير وجه حق، أوفي معصية، أو في الحث عليها، والمؤمن يجانب ذلك كلَّه، فيكون إنفاق النعمة - من مال وغيره - عنده قوامًا بين الإسراف والتقتير، مع إعطاء كل ذي حقٍّ حقه، وفي طاعة الله بمباح أو قُرْبَةٍ. وهو يعلم أن مِنْ أَحَبِّ ما يُنفَق به المال عند الله تعالى: ما كان زكاةً، أو صلة أرحام، أو إحساناً إلى جار مسكين، أو إجابةً لسائل. وحيث يجانب المؤمنُ ذلك فقد قارب التشبه بصفة الشيطان في التبذير والسَّفَه، ومقاربة المعاصي واجتناب الطاعات، وفي ذلك كفر بالنعمة وجحود بها، وإنكار لها، باستعمالها بغير ما وُهِبَتْ لأجله، فيتآخى المسرف المبذر مع   (1) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: «لِيعزم المسألة فإنه لا مكرِه له» برقم (6338) . ومسلم؛ كتاب: الذِّكْر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: العزم بالدعاء، ولا يقل: إن شئتَ، برقم (2678) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 الشيطان من هذه الحيثية، فيكون للشيطان على إخوانه المبذرين سبيل للغواية وتسلط على قلوبهم الجاحدة - بواقع حالهم - بنعمة الله تعالى. قال تعالى: [الإسرَاء: 26-27] {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا *إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيْاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا *} . وقال سبحانه: [الفُرقان: 67] {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا *} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ، أَوْ يُنْسَأُ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (1) . وجاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله، مَنْ أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ (2) . وقد أخبر - عليه أزكى صلاة وأتم تسليم - رجلاً ذا مال كثير وذا أهل وولد وحاضرةٍ، كيف يصنع بماله، فقال صلى الله عليه وسلم: تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ، فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ، وَتَصلُ   (1) متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: البيوع، باب: من أحب البسط في الرزق، برقم (2067) ، ومسلم؛ كتاب: البِرّ والصلة والآداب، باب: صلة الرَّحِم وتحريم قطيعتها، برقم (2557) . (2) أخرجه مسلم - واللفظ له -؛ كتاب: البرّ والصلة والآداب، باب: بِرّ الوالدين وأنهما أحقُّ به، برقم (2548) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وعند البخاري؛ من غير زيادة: «ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» في آخره. كتاب: الأدب، باب: من أحق الناس بحسن الصحبة، برقم (5971) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 أَقْرِبَاءَكَ، وَتعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ ... (1) . * ... والجدال بالباطل، ومردّه إلى (إعجاب كل ذي رأي برأيه) (2) ، وأصله من الكِبْر المذموم، والجدل مشتق من محاولة كل من المتخاصمين جَدْل صاحبه عن رأيه، فإن كان بغير وجه حق سمي مِراءً، وهو المعنيّ هنا، وإن كان بالحق سمي جدالاً، وقد فطر الإنسان على حب المجادلة، فمن أعمل ذلك من غير حجة بينة وكان قصده إعلاء كلمته وإظهار مذهبه تعظيمًا لشأن نفسه وتحقيرًا لنظيره، لا إظهارًا لوجه الحق الذي التزمه، وجد إذ ذاك غيظًا في قلبه واستفاض حَنَقاً على صاحبه، فإن قهره الخصم بحجته الدامغة استحال الغيظ غِلاًّ في قلبه، حتى إذا تظاهر أنه نسي تلك الجولة الخاسرة، تحوّل الغِلُّ في قلبه إلى إِحَنٍ وحقد دفين، وهو أخطر مدخل للشيطان على قلبه، حيث يبقى صاحبه يتحين الفرصة ليُنفِذ غيظه، ولينقضّ على صاحبه فيفتك به. إن مثل هذا المشكِّك بالحق - لأجل رأيه - لا ريب أنه ولي للشيطان، قد زخرف له مولاه الكِبْرَ والمماراةَ على أنها فضيلة يُتوصَّل بها إلى تحقيق الذات وقهر الخصم. هذا، فضلاً عما يورثه هذا الجدل من تحريش من الشياطين بين   (1) جزء من حديث أخرجه أحمد في مسنده، (3/136) - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. (2) هذا مستفاد من جزء من حديث، أخرجه الترمذي مطولاً - ومنه: « .... حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً، وَهَوىً مُتَّبَعاً، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ ... » الحديث - كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة المائدة، برقم (3058) ، عن أبي ثعلبة الخُشَني رضي الله عنه. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه أبو داود أيضاً مطولاً برقم (4341) . وابن ماجه كذلك، برقم (4014) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 المتخاصمَيْن، وقد تتعصب لرأي كل واحد منهما زمرة، مما يثير العداوة والبغضاء بينهم، وقد تجد أحدهم على أتم الأهبة والاستعداد لعمل ما بوسعه ليوقع الضر بصاحبه وقد يسلب عقله بسحر، أو يفرق بينه وبين من يحب، أو يتسبب في إمراضه، أو حتى قتله، وهذا عين ما يبغيه الشيطان وأتباعه من تحريش بين الناس، وإيقاع العداوة بينهم. - ... قال تعالى: [الكهف: 54] {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} . - ... وقال سبحانه: [الأنعَام: 121] {وَإِنَّ الشَّيْاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَولِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} . - ... وقال عزّ شأنه: [غَافر: 56] {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *} . - ... وقال تقدست أسماؤه: [الأنعَام: 112] {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ *} . - ... وقد طرق النبي صلى الله عليه وسلم باب حجرة علي وفاطمة عليهما السلام ليلةً، فقال: أَلاَ تُصَلِّيَانِ، فقلت - أي علي رضي الله عنه -: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعَثَنا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ - وَهُوَ مُوَلٍّ [مُدْبِرٌ] يَضْرِبُ فَخِذَهُ - وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ الإِنْسَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف: 54] (1) . * ... والعمد إلى تغيير خلق الله تعالى، وهو من أعظم ما يستهوي الشياطين، والعياذ بالله عزّ وجلّ، فتعمد إلى تزيين ذلك للناس، فيقع كثير منهم في هذا الشَّرْك، متوهّمين بأن هذا التغيير يحسّن مظهرهم ويرفع منزلتهم، وقد لا يقتصر هذا التغيير على صاحبه، بل قد يسّول له الشيطان أن يتعدى ذلك إلى محاولة تغيير وتشويه خلقٍ آخر، وهذا عين ما فعله بعض مشركي العرب، حيث عمدوا إلى تشقيق آذان الأنعام وجعله سمة وعلامة لتحكمهم بجواز الانتفاع بها، أو حرمة ذلك، أو اختصاص هذا النفع بأناس دون آخرين، ومن ذلك ما ادَّعَوْه افتراءً من [بَحِيرة، أو سائبة، أو وصيلة، أو حامٍ] (2) ، فوقعوا   (1) أخرجه البخاري - بلفظه - كتاب: أبواب التهجَّد، باب: تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل ... ، برقم (1127) . ومسلم؛ صلاة المسافرين وقَصْرِها؛ باب: ما رُوي فيمن نام الليل أجمعَ حتى أصبح، برقم (775) عنه أيضاً. (2) السائبة: هي الناقة التي كانت تُسيَّبُ في الجاهلية لنذر أو نحوه، لكونها قد ولدت عشرة أبطن كلهن إناث، فلا يُركب ظهرها ولا يُشرب لبنها، إلا ولدُها فيشرب من لبنها، وكذلك الضيف، حتى تموت، فإذا ماتت اشترك في أكلها الرجال والنساء، ثم بُحِرَتْ أذن بنتها الأخيرة، أي شُقَّتْ الأذن وخُرِقَتْ. فسميت هذه البنت (بحيرة) ، وكان حكمها كحكم أمها. أما (الوصيلة) : فهي الشاة تلد سبعة أبطن، عَناقين عَناقين - أي: أنثيين أنثيين -، فإن ولدت في الثامنة جَدْياً - أي: ذكراً -: ذبحوه لآلهتهم المزعومة، واختصُّوها به، وإن ولدت جدياً وعناقاً، قالوا: قد وصلت أخاها، أي: وصلت العناق أخاها الجدي، فلا يذبحون أخاها من أجلها، ولا تشرب لبنَها النساءُ، وكان للرجال فقط، ثم يُجْرُونها مجرى السائبة - على ما عَرَفْتَ من حالها -. وأما (الحامي) ، فهو الفحل من الإبل الذي طال مكثه عندهم، بحيث لَقِحَ ولدُ ولدِه، فيقولون: قد حمى ظهرَه، فلا يُركب، ولا يُجَزُّ له وبرٌ، ولا يُمنع من مرعى. انظر في بيان ذلك كله، مختار الصحاح، مادة (سَيَب - بَحَر - وَصَل - حَمَيَ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 في تغيير دين الله، ومحادّة ما شرعه لخلقه، واسترضَوْا بذلك الشيطان الرجيم، ومن ثَمَّ استحوذ عليهم فمَرَدُوا على الشرك، وحاربوا دين الله حرب استماتة لا هوادة فيها. ويتبين من ذلك أن تغيير خلق الله، هو مدعاة لطرد الإنسان من رحمة الله تعالى، ذلك أنه - في حقيقته - تدخُّلٌ سافِرٌ في حق التشريع الذي هو من أخص خصائص الألوهية. ومما يدخل في تغيير خلق الله تعالى ما يحرم من زينة النساء: كالوشم (1) ، والنَّمْص (2) ، والتفلُّج (3) في الأسنان ووصل الشعر، وما يحرم من زينة الرجال: كالتزين بما اختُصّت به النساء من لباس، أو تحلٍّ بذهب، أو ادهانٍ بطِيب ملوّنٍ كحناء في اليدين أو الرِّجْلين، أو تَزَعْفُرٍ (4) لكونه مختصاً بالنساء، وكذلك التزيُّن بما فيه مُثْلة أو تشويه للخِلْقة، كالقَزَع (5) ، وغير ذلك كثير مما يطلع به علينا،   (1) الوشم: هو جعل علامة مستقرة في الجلد، وذلك بغرز إبرة فيه، ثم ذَرُّ أي: إلقاء النَّثُور، وهو مادة تترسّب في مسام الجلد تسمى النَّيْلَج، تجعل بعد الغرز في الجلد. انظر: مختار الصحاح (وَشَمَ) . (2) النَّمْصُ، هو: نتف الشعر من الوجه، وتسمى من تفعله نامصة، ومن تأمر بفعله متنمِّصة، أو منتمصة. انظر: النهاية لابن الأثير (5/104) . (3) التفلّج: ما تفعله المرأة بأسنانها للتفريج قليلاً ما بين الثنايا والرَّباعيات، وكُنَّ يفعلن ذلك رغبة في التحسين. انظر: النهاية أيضًا (3/420) . (4) التزعفر، هو: صبغ الثوب بالزعفران، أو التطيُّب به. انظر: مختار الصحاح مادة (زَعْفَرَ) . (5) القَزَع: أن يُحلَق رأسُ الصبي، ويُترَك في مواضعَ منه الشعرُ مُتفرِّقاً. اهـ. انظر: المختار مادة (قَزَعَ) . ويكون ذلك على وجه غير متناسق، مما كان يفعله بعض الأعراب في الجاهلية، ويفعله - للأسف - بعض شبابنا اليوم، وهو ما يطلق عليه قصة الكابوريا، تقليداً لمن يسمى بـ (الهيبيز أو البنكيز) من فَسَقة الغربيين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 أصحاب (التقليعات الغربية) وإنْ كلُّ ذلك إلا مدعاة للشياطين لاستخفاف نفوس فاعليه، مما يتسبب باستهوائها لتلك الأنفس، ومن ثم استعبادها وإضلالها. وهاك ما يدل من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على التحذير مما سلف ذكره: قال الله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيدًا *لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأََتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا *وَلأَُضِلَّنَّهُمْ وَلأَُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً *} [النِّسَاء: 117-119] . وقال عزّ وجلّ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ *} [المَائدة: 103] . وقال عزّ وجلّ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ *} [الرُّوم: 30] . قال الإمام ابن كثير رحمه الله: {لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الرُّوم: 30] ، قال بعضهم: معناه لا تُبدِّلوا خلق الله، فتغيروا الناس عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها، فيكون خبراً بمعنى الطَّلَب، كقوله تعالى: [آل عِمرَان: 97] {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} ، وهذا معنى حسنٌ صحيح. اهـ (1) .   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، (ص1326) ، ط - بيت الأفكار الدولية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 والمعنى المقصود: أمّنوا - أعطوا الأمان - كمن استأمن بدخوله بيت الله المحرّم. وقال الإمام البخاري رحمه الله: {لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} : لدين الله. اهـ (1) . وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال في خُطبته: أَلاَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي، يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَا نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلاَلٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ... الحديث (2) . وفي الصحيح عن ابن مسعود - مرفوعًا - قال: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، وقال: مالي لا ألعن من لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ومن هو في كتاب الله {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحَشر: 7] (3) . وقد تزوجت جارية من الأنصار، فمرضت وتمعّط شعرها، فأرادوا أن يَصِلُوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ   (1) انظر: صحيح البخاري: كتاب: التفسير، مطلع عنوان بابٍ فيه، من تفسير سورة الروم، وتمامُه: خُلُق الأولين: دين الأولين، والفطرة: الإسلام. اهـ. (2) جزء من حديث أخرجه مسلم - بطوله -؛ كتاب: الجنة، باب: الصفات التي يُعرف بها في الدنيا أهلُ الجنة وأهل النار، برقم (2865) ، عن عياض ابن حمارٍ المجاشعي رضي الله عنه. و «اجْتَالَتْهُمْ» ، أي: «أَضَلَّتْهُمْ» كما في مسند أحمد (4/162) ، من حديث عياض أيضًا، و «نَحَلْتُهُ» ، النُّحْل، بالضم: العطية والهبة ابتداءً من غير عِوَض ولا استحقاق. انظر: النهاية لابن الأثير (5/24) . (3) جزء من حديث متفقٍ عليه، أخرجه البخاري، كتاب: التفسير، باب: ُ إ ج ث ت ِ، برقم (4886) . ومسلمٌ؛ كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة ... ، برقم (2125) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 وَالْمُسْتَوْصِلَةَ (1) . أما تشبُّه كلٍّ من الجنسين بالآخر، فقد لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ (2) . وقال صلى الله عليه وسلم: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ (3) . وقد «أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمُخنَّثٍ قد خضب يديه ورجليه بالحِنَّاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال هذا؟» ، فقيل: يا رسول الله، يتشبَّه بالنساء! فأُمر به فنُفي إلى النقيع، قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ (4) . وأما حرمة تختم الرجل بذهب، فقد رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ، فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب اللباس، باب: الوصل في الشعر، برقم (5934) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ بلفظ: «فتمرّط شعرها» ، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة ... ، برقم (3123) عنها أيضًا. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: اللباس، باب: المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال، برقم (5885) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. (3) أخرجه البخاري في الموضع السابق، باب: إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، برقم (5886) ، عن ابن عباسٍ أيضاً. (4) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: الحكم في المخنثين، برقم (4928) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود، برقم (4119) . ... والنقيع: ناحية عن المدينة، وليس بالبقيع، الذي هو موضع مقبرة أهل المدينة. كما بينه أبو داود رحمه الله، بعد إخراجه للحديث. وبين المدينة والنقيع عشرون فرسخاً، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له مقمّل، وهو من ديار مُزَينة. انظر: معجم البلدان لياقوت الحَمَوي، (5/348) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 خاتمك انتفِعْ به، قال: لا واللهِ، لا آخذه أبدًا، وقد طَرَحه رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) . وأما كراهة التَّزَعْفُر، فقد نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ (2) . وأما كراهية القَزَع، فلِما صح أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ القَزَعِ (3) . * ... والعمد إلى أفعال يحبها الشيطان، قد لا يلقي لها المؤمن بالاً، ومن ذلك: 1- ... الإكثار من التثاؤب. 2- ... ترك القيلولة (وهي نومة يسيرة قبيل الزوال) . 3- ... الجلوس في مجلس الشيطان، وهو الموضع الذي تخلله الظل والشمس.   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم خاتم الذهب على الرجال ... ، برقم (2090) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: اللباس والزينة، باب: نهي الرجل عن التزعفر، برقم (2101) ، عن أنس رضي الله عنه. والحديث عند الجماعة إلا الموطأ، وقال الترمذي: ومعنى كراهية التزعفر للرجل: أن يتطيب به. اهـ. وقد سبق بيانه. (3) أخرجه البخاري - مطولاً - كتاب: اللباس، باب: القزع، برقم (5920) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: اللباس والزينة، باب: كراهة القَزَع، برقم (2120) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال مسلم رحمه الله: قال - أي (عبيد الله بن حفصٍ الراوي عن عمر ابن نافع) - قلت لنافع: وما القَزَع؟ قال: يُحلق بعضُ رأس الصبي ويُترك بعضٌ. اهـ. وقد سبق بيان معنى القزع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 4- ... الأكل والشرب بالشمال، والأخذ والإعطاء بالشمال. 5- ... ترك التأذين (المناداة للصلاة) . 6- ... النوم الطويل، وترك قيام الليل. 7- ... ترك اللقمة إذا سقطت على الأرض، لما فيه من تفريطٍ بنعمة الله تعالى. 8- ... المكث على غير وضوء، وترك صلاة الجماعة في المسجد. 9- ... اقتناء كلب (لغير صيد أو حراسة أو زرع) ، أو وضعِ صورٍ في البيوت، لذوات أرواح، ولو لم يكن لها ظِلّ. 10- ... العمد إلى الأكل منفردًا، والإكثار من المأكل والمشرب، لحد الشِّبَع والتُّخمة. ومن أدلة النهي عما سبق بترتيبه: 1- ... قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبَ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ» (1) . 2- ... ترغيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقيلولة، معللاً ذلك بأن الشياطين لا تقيل. قال صلى الله عليه وسلم: قِيلُوا، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لاَ تَقِيلُ (2) .   (1) أخرجه البخاري - بطوله -؛ كتاب: الأدب، باب: ما يُستحَبُّ من العطاس وما يُكرَه من التثاؤب، برقم (6223) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم - بشطره الثاني -؛ كتاب: الزهد والرقائق، باب: تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، برقم (2994) ، عنه أيضاً. (2) رواه أبو نُعيم في الحِلْية، انظر: صحيح الجامع: (4/147) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 3- ... نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجْلَسَ بَيْنَ الضِّحِّ وَالظِّلِّ، وَقَالَ: مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ (1) . 4- ... قال عليه الصلاة والسلام: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلاَ يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا (2) . وقال صلى الله عليه وسلم: لِيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ، وَيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ، وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ، وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ (3) . 5- ... قال النبي عليه الصلاة والسلام: إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتّى لاَ يَسْمَعَ الأَْذَانَ، فَإِذَا قُضِيَ الأَْذَانُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ ... الحديث (4) .   (1) أخرجه أحمد في المسند، (3/414) ، من حديث رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال المنذري في الترغيب والترهيب (5/260) : سنده جيد. اهـ. وكان سعيد بن المسيَّب يقول: [مقيل الشيطان بين الظل والشمس] . انظر: آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجانّ. لبدر الدين الحنفي. ص: 235. والضِّح - بالكسر وتشديد الحاء -: شعاع الشمس. انظر: مختار الصحاح، لابن الأثير، مادة (ضحَحَ) . (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما، برقم (2020) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال مسلم: [قال - أي سالم -: وكان نافع يزيد فيها: «وَلاَ يَأْخُذُ بِهَا، وَلاَ يُعْطِي بِهَا» ] . اهـ. (3) أخرجه ابن ماجَهْ، كتاب: أبواب الأطعمة، باب: الأكل باليمين، برقم (3266) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقد صحح سندَه المنذريُّ في الترغيب والترهيب (4/191) . (4) جزء من حديثٍ أخرجه البخاري بتمامه؛ كتاب: السهو، باب: إذا لم يدرِ كم صلّى ... برقم (1231) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم بنحوه؛ كتاب: الصلاة، باب: فضل الأذان وهربِ الشيطان عند سماعه، برقم (389) ، عنه أيضاً. والتثويب: الإقامة، والضُراط: هو حُصاصُ الشيطان - أي: شدة عَدْوه - وصوتُه. كما بيَّنه مرويُّ مسلم رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 6- ... قال الله تعالى: مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: [المُزّمل: 1-4] {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ *قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً *نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً *أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً *} . ويقول عليه الصلاة والسلام: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ، بِكُلْ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ: عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتْ الْعُقَدُ، فَأَصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ (1) . 7- ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُم عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أذىً، ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا، وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ (2) . 8- ... سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ، فَصَلاَّهَا مَعَ النَّاسِ، أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ، أَوْ فِي الْمَسْجِدِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ (3) .   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، برقم (776) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع والقصعة ... ، برقم (2033) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (3) أخرجه البخاري؛ كتاب: الرقاق، باب: قول الله تعالى: [فَاطِر: 5] {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ... } . برقم (6433) ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. ومسلم - بلفظه -؛ كتاب: الطهارة، باب: فضل الوضوء والصلاة عَقِبه، برقم (232) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 وقال عليه أعطر الصلاة وأزكى التسليم: إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ (أَوِ الْمُؤْمِنُ) ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ - نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ - مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيَئةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيّاً مِنَ الذُّنُوبِ (1) . فأكرِمْ بمنزلةٍ نزلها المُسبِغُ لوضوئه، الماشي إلى الجماعات، فقد أخزى اللهُ شيطانَه، وسلّمه من مكائده، وجعل سعيَ شيطانِه هباءً منثورًا، لمّا أشغل قلبه وجوارحه بطاعة مولاه سبحانه. 9- ... قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إِلاَّ كَلْبًا ضَارِياً لِصَيْدٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ (2) . وقال عليه الصلاة والسلام: مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ عَمَلِهِ، كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ، إِلاَّ كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ (3) .   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: الطهارة، باب: خروج الخطايا مع ماء الوضوء، برقم (244) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وعن عثمان رضي الله عنه، برقم (245) ، بلفظ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» . (2) متفق عليه؛ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب الذبائح والصيد، باب: من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية، برقم (5481) ، ومسلمٌ؛ كتاب: المساقاة، باب: الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه ... ، برقم (1574) . (3) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المزارعة، باب: ما يُحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع ... ، برقم (2322) ، ومسلمٌ؛ كتاب: المساقاة، باب: الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه ... ، برقم (1575) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 ويقول عليه الصلاة والسلام: لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةُ تَمَاثِيلَ (1) . 10- ... قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، قال: فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟ قالوا: نعم. قال: فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، يُبارَكْ لَكُم فِيهِ (2) . ويقول عليه الصلاة والسلام: مَا مَلَأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ، يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ، فَثُلُثُ طَعَامٍ، وَثُلُثُ شَرَابٍ، وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِ (3) . أخي القارئ، تلك تحصينات أربعة أوردتُّها مدلِّلاً عليها، فاجتهد وُسْعَك في حفظ الله تعالى يحفظْك، فإنك إن فعلت فلن يضرك شيء بعدها، - شيطان ولا غيره - لكنَّ ذلك لا يمنحك عصمة مستمرة،   (1) متفق عليه، من حديث أبي طلحة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم آمين، برقم (3225) ، ومسلم؛ كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان، برقم (2106) . (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأطعمة، باب: في الاجتماع على الطعام، برقم (3764) ، عن وحشيِّ بنِ حربٍ رضي الله عنه. حسّنه الألباني رحمه الله. انظر: صحيح أبي داود، برقم (3199) . والحديث أخرجه ابنُ ماجَهْ أيضًا؛ كتاب: الأطعمة، باب: الاجتماع على الطعام، برقم (3286) . ... فائدة في أدب الضيف: قال أبو داود رحمه الله- بعد ذكره هذه الرواية -: إذا كنت في وليمةٍ فوُضع العَشاء فلا تأكل، حتى يأذن لك صاحب الدار. اهـ. (3) أخرجه الترمذيُّ؛ كتاب: الزهد، باب: ما جاء في كراهية كثرة الأكل، برقم (2380) ، عن المقدام أيضًا. وقال الترمذي: حسن صحيح. وابن ماجَهْ، كتاب: الأطعمة، باب: الاقتصاد في الأكل وكراهية الشِّبَع، برقم (3349) ، عنه أيضًا. ... كما أخرجه أحمد في المسند، (4/132) ، من حديث المقدام الكِندي رضي الله عنه، والنَّسائي - في الكبرى - (4/2769) ، باب: ذِكْر القَدْر الذي يُستحَب للإنسان من الأكل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 فالعبد المؤمن قد يغفُل عن صنوف الحفظ تلك، لا بعمدِ محادّةٍ، لكنْ بغلَبة نفسٍ وميلِ هوىً، ثم إن العائن مثلاً قد يتوجه إلى نعمة أنعمها الله على عبد، فيَعِينُه - إذ لم يبرّك عليه -، أو يسلِّط ساحرٌ لَعِيْنٌ خادمَه ابتداءً على عبدٍ أذيةً له، أو استرضاء لعدوٍّ متربصٍ به، فبحسب تمكن العبد من تحصين نفسه، يتفاوت ضُرُّ ذلك عليه، أو يتملكه الضرّ حال خلوّه من التحصين، عياذاً بالله تعالى. لذا فإن عباد الله تعالى، يعمدون عند ذلك إلى الاستشفاء بما شرعه الله تعالى لعباده من رقى، وبما أنزله لهم من دواء، وهو ما سأعمد إلى بيانه - إن شاء الله - في فصلين؛ اختُصَّ الأول منهما ببيان أنواع الأمراض وأصول التداوي، مع ذكر بعض الأدوية النبوية، والآخر ببيان رقى مشروعة، قد جمعتها من مَعِين كتاب الله تعالى، وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، أعانني الله وإياك على فقهها والالتزام بها، آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 الفصل الثالث أنواع الأمراض بعامة، وأصول التداوي المشروع وفيه بابان: الأول: ... في بيان أنواع الأمراض النازلة بابن آدم إجمالاً. وفيه مبحثان: أولاً: أنواع الأمراض. الثاني: الصَّرْع وأنواعه. والثاني: ... في ذكر بعضٍ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أصول التداوي. وفيه أربعة مباحث: أولاً: الشفاء بإذن الله تعالى. ثانيًا: الشفاء عامة جُعِل في ثلاث. ثالثاً: الوقاية مقدَّمة على العلاج. وفيه ثلاثة مطالب: أ- في مشروعية التداوي بالحِمْيَة. ب- في ضرورة التوقي من الأمراض بملازمة التنظّف. ج- في لزوم توقي مواضع الوباء. رابعاً: ذكر بعض ما صح - في السنة النبوية - من صنوفٍ يُتداوى بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 الباب الأول في بيان أنواع الأمراض النازلة بابن آدم إجمالاً ويتضمن مبحثين: * الأول: أنواع الأمراض عامة. * الثاني: الصَّرْع وأنواعه. * أولاً: أنواع الأمراض عامة: قدّر الله عزّ وجلّ بحكمته البالغة، ابتلاء الناس بصنوف الابتلاء في حياتهم الدنيا، ومن ذلك ما ينزل بهم من داء، يسعَوْن جاهدين إلى الاستشفاء منه بما تيسر لهم من أسباب ذلك، وإنَّ المسلم خاصة يعلم يقينًا بأن الداء هو من قَدَر الله تعالى، وأن الله سبحانه يرفع درجة المؤمن عنده بما يصيبه من بلاء في الدنيا، وأن الابتلاء للصالحين هو مَعْلم محبة الله لهم، وأن الله عزّ وجلّ لم يُنزل داءً إلا أنزل له شفاءً إلا الهرم والموت، - كما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (1) ، لكن - ما يؤسف له حقًا - أن كثيرًا من المسلمين يُهرَعون إلى نسبة سبب حدوث هذه   (1) انظر: صحيح مسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2204) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. بلفظ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» . واستثناء داءِ الهَرَم ورد عند أبي داود (3855) ، والترمذي (2038) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 الأمراض إلى الضر المتوجه من مخلوق بعين أو حسد أو سحر ونحوه، فإذا ألمّ بأحدهم وسواس قهري مثلاً، أو عجز جنسي، أو حالة اكتئاب أو قلق عام سارع إلى الجزم بأن ما يعانيه هو بأثر سحر ربطٍ، أو تسلط جني، أو عين عائن، ومن ثَمَّ فإنه يتوجّه إلى من تلبس لَبُوس الصالحين، ليفك عنه الربط، أو يحلّ التسلط، أو يرد عين العائن، ويبدأ ذلك المعالج حالاً بحلّ صرة أموال المريض، وردّه إلى الفقر بعد الغنى، وربما ربطه بسحر أو ألبسه تميمة شركية وهو لا يدري!! b أيها القارئ الحصيف، إن الشريعة المطهرة لم تدع خيرًا إلا أرشدت إليه، ولا شرًا إلا نهت عنه، وقد شرع لنا ديننا الحنيف التداوي بل وأوجبه، وقد تعيّن تبعًا لذلك تبيُّن نوع الداء الذي ألمّ بالإنسان، كي يتسنى بذلك حصول التداوي، فالأمراض العضوية البحتة، تشخيصُها ومعالجتُها، إنما يكون لدى ذوي الاختصاص في الطب العضوي، وكذا الحال فيما يتعلق بالأمراض النفسية، والمؤثرة في كثير من الأحيان على عمل الأعضاء، فإن تبين بعدها عجز أهل هذين الاختصاصين عن تبيُّن المرض، ومن ثَمَّ العجز عن مداواته، عند ذلك تتوجه الأنظار إلى ذوي الصلاح من عباد الله ليصرفوا - بإذن الله - الضرّ عن المريض، بما شرعه الله تعالى ودلّ عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأذِن به من رقى مشروعة وأدعية نافعة. لكنْ لو عمد مريض مرضًا عضوياً أو نفسياً للرقى المشروعة، مقتصرًا عليها، فقد قصَّر بالأخذ بأسباب التداوي، ولو فُرِض أنه شفي ببركة دعاء أو رقية راقٍ بإذن الله، وليس ذلك ببعيد. وعلى ذلك، اختصاراً، فإنه لابد من التفريق بين صنوف ثلاثة من الأمراض: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 العضوية - النفسية - الروحية، إن جاز التعبير، كذلك ينبغي ألا يعمد صالحو العباد، إلى المعالجة بالمشروع من الرقى، إلا بعد الجزم بأن المسترقي قد عولج مسبقًا بشتى صنوف العلاج العضوي، والطب النفسي، بما يشتمل عليه من معالجة سلوكية، كما معالجة ظهور بعض الأمراض النفسية في صورة أعراض عضوية، وأمثلة ذلك عديدة منها: الغثيان، وألم الظهر، وارتجاف الأطراف، وازدياد التعرق، وزيادة في خفقان القلب، وغير ذلك مما يكون أصله مشاعر نفسية، لم يستطع المريض التعبير عنها بجلسات نفسية حوارية، متخصصة، فيقوم المريض عند ذلك تلقائياً بالتعبير عنها بشكل عضوي بحت (1) . * ثانيًا: أنواع الصَّرْع: تفريعًا مما سبق، فإنه يمكن التفريق بين ثلاثة أنواع من الصَّرْع: 1- الصَّرْع العضوي: وهو تشنجات عضلية أو مشاعر غير طبيعية يحس بها المريض بسبب حدوث زيادات مفاجئة في نشاط أعصاب الدماغ. وأعراضه الظاهرة قد تكون بانقباض عضلي، أو بوهن عضلي، أو بارتجاف عضلي مفاجئ قد يُفقِد المريضَ وعيه تماماً، وتتم معالجة ذلك باستخدام أدوية مضادة للصرع، أو باستخدام بعض الأجهزة المُثبِّطة لنشاط الجهاز العصبي الإرادي، وعند استعصاء بعض الحالات يُلجأ إلى العلاج الجراحي المعتمد على التخطيط الكهربائي للمخ، أو التخطيط   (1) انظر: العلاج النفسي والعلاج بالقرآن، رؤية طبية نفسية شرعية. د. طارق الحبيب - ص: 374. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 المغناطيسي، أو المصوّر، يتم فيه تحديد البؤرة الصرعية المستعصية، ومن ثم استئصالها. 2- الصَّرْع النفسي (الهستيريا) : وهي تصاحب عادة أمراضاً نفسية مزمنة كالفصام، والاكتئاب المستمر، والقلق المتزايد، وأعراض هذا الصَّرْع تشابه سابقَه - العضويَّ - ولا يستطيع إلا ذوو الاختصاص من التفريق بينهما، كعدم حدوثه أثناء النوم، وحدوثه غالبًا بمَحْضرٍ من الناس (من أجل شد انتباههم، واستثارة شفقتهم) ، مع عدم التغيُّر في لون جسم المصروع إلى الزُّرقة، وغير ذلك. ويكون علاجه غالبًا بما يسمى العلاج النفسي المسانِد، والعلاج السلوكي، وعلاج المرض المصاحب للحالة كالقلق والاكتئاب، ونحو ذلك. 3- صَرْع بسبب المس، وهو صَرْع الجن، - والعياذ بالله تعالى - ويكون ذلك بتسليط جني على إنسان من قِبَل ساحر، وقد سبق تعريفه بتفصيل (1) ، وأن أهل السنة والجماعة يقولون بإمكان دخول الجني في بدن المصروع، وأن أدلة الشرع أتت مُثبِتةً لذلك وألاَّ عبرة بقول من أنكر ذلك، كالجبائي من المعتزلة، والرازي من الأطباء، وغيرهما، وهذا النوع من الصرع هو المطلوب التحقق من وجوده قبل الشروع بما يشرع من الرقى، ومن أسبابه، بُعد العبد عن ذكر ربه، أو بسبب عشق الجني للإنسي، أو لغلبة ظن الجني أن الإنسي قد تعمَّد أذيَّته فيبغضه   (1) انظر: الفصل الأول من هذا الكتاب، ص: 28. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 ويَعْمَد إلى مجازاته فيعاقبه بأكثر مما يستحقه، أو لمجرد الشر من بعضهم والميل إلى الإيذاء، فهو بالجملة: إما لاستحسان بعض الصور الإنسية، وإما لإيقاع الأذية (1) ، وهذا الأخير، يكون - غالبًا - بسبب السحر، فتعين الشياطينُ السحرةَ فتمس الإنسي وقد تلبَّسُ به أيضًا، فيُصرَع ويتألم، وقد تؤثر عليه - بسحرٍ أيضًا - دونما تلبُّسٍ فتوسوس له بالبغض للتفريق بينه وبين زوجه، أو للتحبيب بينهما بشغف مفرط يسوّغ لهما الطاعة العمياء كلٌ لشريكه، ولا ريب بأن تأثير ذلك يتعاظم كلما خوى قلب العبد من حقيقة ذكر ربه، وخَرِب لسانه من اللهج بذلك، وتجردت أعضاؤه عن العمل بمراضي الله تعالى، فإذا عرف الراقي خلوَّ المرقي من مرض عضوي، أو آخر نفسي، وقد أعيا طبيبه، وعرف من حاله غواية وهجرًا لذكر ربه، رجح لديه احتمال المس بسحر أو بعشق أو بسبب بغض وميل إلى الأذى، فيعمد حينئذ - متوكلاً على الله مستعينًا به سبحانه - إلى إبطال كيد الساحر، وإبعاد الجني المتسلط، بما علمه من رقى مشروعة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وخلاصة لما سبق، فإن مس الجني للإنسي حاصل ثابت شرعًا، لكن حصوله هو في غاية الندرة، وليس كما يعتقد كثير من عامة الناس، حيث يعللون غالب الأمراض العضوية، وجميع الأمراض النفسية، بأنها بأثر عين، أو ضر حسد، أو أذى سحر، أو مس جنٍّ، فتراهم يُهرعون إلى أبواب كل مشعوذ أفاك أثيم، أو ساحرٍ مُعْتَمٍّ زُورًا، يدلِّس على   (1) انظر: فتح الباري، لابن حجر العسقلاني (10/119) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 قاصديه، مدعيًا العلم والصلاح في حضرتهم، فإذا ما انفضوا عنه تلبّس بلَبوسٍ آخر لا يمت إلى الخير بصلة، يخلو بشياطينه مستعينًا بهم في ضر الخلق، واعجبْ بعد ذلك من تزاحمهم عند بابه في (طوابير) وإنفاقهم لديه من كرائم أموالهم الكثير، يبتغون لديه جلب نفع لهم أو دفع ضُرٍّ مسَّهم، جازمين أنه بذلك التقدير جدير، وأنه على ما ابتغَوْا منه قدير!!. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 الباب الثاني في بيان نبذة من الهَدْي النبوي الشريف في مسائل التداوي وفيه أربعة مباحث: * أولاً: الشفاء بإذن الله تعالى. * ثانياً: الشفاء عامة جُعل في ثلاث. * ثالثًا: الوقاية مقدَّمة على العلاج. وفيه ثلاثة مطالب: (أ) في مشروعية التداوي بالحِمْيَة. (ب) ضرورة التوقي من الأمراض بلزوم التنظف. (ج) لزوم توقي مواضع الوباء. * رابعًا: ذكر بعضِ ما صح من صنوف ما يُتداوى به، في السُّنَّة النبوية. أولاً: الشفاء بإذن الله تعالى: إن المسلم بعد أن يسلّم بأن خيرة الله له فيما ابتدأه، فَإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ (1) ، وبأن سنة الله تعالى في خلقه هي تشديد الابتلاء على الأمثل منهم فالأمثل، رفعًا لدرجاتهم، وتكفيرًا عن سيئاتهم، أقول: إذا اطمأنت   (1) جزء من حديث؛ أخرجه مسلم؛ كتاب: الزهد والرقائق، باب: المؤمن أمره كله خير، برقم (2999) ، عن صهيبٍ رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 نفس المؤمن بذلك، جاءت الشريعة تزيده راحة وسكونًا في مشروعية التداوي، وأن الداء لا يُعجِز الدواءَ، لكنِ التعويلُ في ذلك على أن الشفاء بإذن الله تعالى، فهو سبحانه الذي يسبِّب الشفاء بالدواء، قال تعالى: [الشُّعَرَاء: 80] {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، بَرَأَ بَإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) . ثانيًا: الشفاء عامة في ثلاث: وهي تعتبر أصول الاستطباب الدوائي للأمراض المادية، وهي: الاحتجام (2) ، وشرب العسل، وكيّ موضع الألم بلذعة نار. وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم العمدَ إلى الكيّ بالنار، واستحب الحجامة وشرب العسل.   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2204) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. ... فائدة: في قوله صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ» : إن في ذلك تقوية لنفس المريض والطبيب على السواء، وحث نبوي كريم على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرتْ نفسُه أن لدائه دواءً يُزيله، تعلق قلبه بروح الرجاء، وبردت عنده حرارة اليأس، ومتى قويت نفسه ساعدته في قهر المرض ودفعه عنه، وكذا الطبيب متى علم أن لهذا الداء دواء، قويت لديه دافعية البحث العلمي عن الدواء، وتعلّق قلبه بقدرة الله تعالى على هدايته لمعرفة الدواء ونفع المريض به. اهـ. وهو مستفاد من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي ص: 12. (2) الحجامة: هي المداواة بالمِحْجم، والمحجم: آلة الحَجْم، وهي شيء كالكأس يُفرغ من الهواء، ويوضع على الجلد فيُحدث فيه تهيُّجًا ويجذب الدم أو المادة بقوة. ومنافع الحجامة جمَّة، فهي تُنْقِي سطح البدن باستفراغ العروق من أخلاط الدم الزائد الفاسد، وتساعد كثيرًا في الشفاء - بإذن الله - من أمراض الرأس: كالصداع وداء الشقيقة، وغيرها كثير. انظر: الطب النبوي، لابن القيم، ص: 43، وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 قال عليه الصلاة والسلام: إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، ثم أرشد صلى الله عليه وسلم إلى كراهية الكيّ ابتداءً، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ (1) ، وبقوله صلى الله عليه وسلم: وَأَنَا أَكْرَهُ الْكَيَّ وَلاَ أُحِبُّهُ (2) . وكذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ (3) . وقد (انتظم هذا الحديث الشريف على جملة ما يتداوى به الناس، وذلك أن الحِجْم يستفرغ الدم، وهو أعظم الأخلاط والحجم أنجحها شفاء عند هيجان الدم، وأما العسل فهو مسهل للأخلاط البلغمية، ويدخل في المعجونات ليحفظ على تلك الأدوية قواها ويخرجها من البدن، وأما الكي فإنما يستعمل في الخلط الباغي، الذي لا تنحسم مادته إلا به، ولهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ثم نهى عنه، وإنما كرهه لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم، ولهذا كانت العرب تقول: (آخر الدواء الكيّ) ، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعدَ بن معاذ وأبيّ بن كعب، رضي الله عنهما، يوم الأحزاب (4) ، واكتوى غيرُ واحد من الصحابة رضي الله عنهم) اهـ (5) . هذا، (وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرِد الحصر في الثلاثة، فإن الشفاء قد يكون في   (1) متفق عليه من حديث جابر رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الدواء بالعسل، برقم (5683) ، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2205) . ... فائدة: قيَّد النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكيَّ بما إذا وافق علاجَ داءٍ بعينه، ولم يكن ثمة معالجة لهذا الداء إلا لذعة بنار، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ» ، وهذه الزيادة من مفردات البخاري - بالتخريج السابق - دون مسلم. (2) كما في مسند الإمام أحمد؛ (4/146) ، من حديث عقبة بن عامر الجُهني رضي الله عنه. (3) جزء من حديث أخرجه البخاري، كتاب: الطب، باب: الشفاء في ثلاث، برقمي (5680-5681) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. (4) كما صحَّ عند مسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقمَيْ (2207-2208) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (5) مستفاد من كلام الإمام الخطابي، بنقل ابن حجر عنه. انظر: الفتح (10/145) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 غيرها، وإنما نبَّه بها على أصول العلاج ... ثم إن تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لجواز التداوي بالكيّ، ثم إعلامه بكراهته، فهو من جنس تركه صلى الله عليه وسلم أكل الضبِّ مع تقريره أكله على مائدته واعتذاره بأنه يعافه) . اهـ (1) . ثالثًا: الوقاية مقدَّمة على العلاج: أ- التداوي بالحِمْية: إن الأمراض المادية إنما تكون - غالبًا - عن زيادة مادة أفرطت في البدن، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية قليلة النفع، بطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضًا متنوعة، منها بطيء الزوال (مرض مزمن) ، وسريعه: (مرض عارض) ؛ فإذا توسَّطَ في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير ... كما أن امتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن) (2) . قال الله تعالى: { ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ *} [الأعرَاف: 31] . قال الإمام ابن كثير رحمه الله في موضع تفسيره للآية الكريمة: (قال بعض السلف: جمع الله تعالى الطبَّ كلَّه في نصف آية) (3) . اهـ. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان ذلك: (أرشد الله   (1) انظر: فتح الباري (10/145) . (2) انظر: الطب النبوي: للإمام ابن القيم رحمه الله. ص: 12 وما بعدها. (3) انظر: تفسير القرآن العظيم ص: 676. ط - بيت الأفكار الدولية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 تعالى عباده إلى إدخال ما يقيم البدن من الطعام والشراب، عِوَض ما تحلل منه، وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن، في الكمية والكيفية، فمتى جاوز ذلك كان إسرافاً، وكلاهما مانع من الصحة جالب للمرض، أعني: عدم الأكل والشرب، أو الإسراف فيه، فحفظ الصحة كله في هاتين الكلمتين الإلهيتين] (1) . اهـ. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَا مَلَأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ؛ فَثَلُثُ طَعَامٍ، وَثُلُثُ شَرَابٍ، وثُلُثٌ لِنَفْسٍ (2) . ويقول عليه الصلاة والسلام: إِذَا أَحَبَّ اللهُ تَعَالَى عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ (3) . ب- التوقي من الأمراض بلزوم التنظف الدائم: وهو من أَوْلى ما تحرص عليه المشافي في عصرنا هذا، ومن ذلك: لزوم غسل اليدين جيدًا بعد الطعام، وبخاصة قبيل النوم، وقد بينت السنة المطهرة علة ذلك، وهي: إزالة أثر الطعام من دسم ونحوه، مما قد يستهوي الشياطين فيحققون مشاركة الإنسي   (1) انظر: الطب النبوي، للإمام ابن القيم رحمه الله. ص: 166. (2) سبق تخريجه ص207، بالهامش ذي الرقم (3) ، والنَّفْس هنا المراد بها: النَّفَس كما بيَّنَتْه روايتا: الترمذيِّ وابن ماجَهْ رحمهما الله. (3) أخرجه الترمذي؛ كتاب: أبواب الطب، باب: ما جاء في الحِمية، برقم (2036) ، عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه. قال أبو عيسى (الترمذي) : وهذا حديث حسن غريب. والحديث عند ابن حبان برقم (2474) ، والحاكم (4/207) ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وصحّحه، ووافقه الذهبي رحمهما الله. كما أخرجه أحمد في المسند، (5/427) ، من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه، بلفظ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، تَخَافُونَ عَلَيْهِ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 بطعامه فيمسوه بسوء عند نومه، ولا يخفى أيضاً ما لأثر الدسم والزهومة من تكاثر أنواع البكتيريا والجراثيم في وسط متخمّر يعد وسطاً محبَّبًا لتكاثرها، ومن ثَمَّ انتقالها إلى سائر الجلد، أو إلى الجوف، وتسبُّبها بأنواع الأمراض المختلفة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ (1) وَلَمْ يَغْسِلْهُ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ (2) . جـ- لزوم توقي المواضع التي نزل بها وباء: وهو ما يسمى اليوم بـ الحَجْر الصحي، حيث يُعْمد إلى عزل المنطقة الموبوءة عن سائر البلاد، فلا يُسمح بدخول صحيح إليها، ولا بخروج موبوء منها. وقد أرشدت السنة الكريمة إلى تجنب قدوم بلد نزل به وباء الطاعون (3) ، كما منعت الفرار من أرض نزل   (1) غَمَر، بالتحريك، الدسم والزهومة من اللحم. فإن كان أثر من السمن سمي وَضَر السمن. ... انظر: النهاية لابن الأثير (3/345) . (2) الحديث، أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأطعمة، باب: في غسل اليد من الطعام، برقم (3852) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وابن حبان برقم (1354) . (3) الطاعون - من حيث اللغة - الموت من الوباء، والجمع: الطواعين، قاله صاحب «الصحاح» ، وهو: مرض عضال، يكون بأثره قروح وأورام ملتهبة مؤلمة بما يتجاوز المقدار في ذلك، ويحدث في الأكثر في ثلاثة مواضع من الجسد: في الإبط، وخلف الأذن والأرنبة واللحوم الرِّخْوة، ويُطلق الطاعون، ويراد به ثلاثة أمور؛ ... أحدها: الأثر الظاهر. ... والثاني: الموت الحادث بسببه. ... والثالث: السبب الفاعل لهذا الداء. انظر: الطِبّ النبوي لابن القيم ص: 28 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 بها هذا الوباء، فقال عليه الصلاة والسلام: الطَّاعُونُ رِجْسٌ، أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ (1) . فائدة (2) : (لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم للأمة - في نهيه عن الدخولِ إلى الأرض الموبوءة، ونهيه عن الخروج منها - كمالَ التحرُّز من الطاعون، فمنع دخول غير الموبوئين أرض الوباء، منعًا لإعانة الإنسان على نفسه بموافاة الطاعون في محل سلطانه، وإعانة للإنسان على نفسه، ومَنَع المتعرضين للوباء من الخروج، لحملهم على الثقة بقدر الله والصبر على قضائه، وطلبًا لثوابه في تحمّل ذلك ونيل شهادة الدنيا بالموت بسببه، لقوله صلى الله عليه وسلم: الطَّاعُونُ شَهَادَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ (3) ، ففي الأول تأديب وتعليم، وفي الثاني تفويض وتسليم، كما أن في الأخير حكمة طبية بالغة، حيث إنه لا يمكن الخروج من أرض الوباء والسفر منها إلا بحركة شديدة، وهي مضرة جدًا، وهذا كلام أفضل الأطباء المتأخرين، فظهر بذلك المعنى الطبي من الحديث النبوي، وما فيه من علاج القلب والبدن وصلاحهما) .   (1) أخرجه البخاري، بلفظه؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، بابٌ بعد باب حديث الغار، برقم (3473) ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: الطاعون ... برقم (2218) عنه أيضاً. (2) مختصر من كلام للإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي ص: 32. (3) أخرجه البخاري - بلفظه -؛ كتاب: الجهاد والسِّيَر، باب: الشهادة سبعٌ سوى القتل، برقم (2830) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. ومسلم بلفظِ [لكلِّ] ، بدلاً من [كلِّ] ؛ كتاب: الإمارة، باب: بيان الشهداء، برقم (1916) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 (مسألة) : ثبت في «الصحيح» قول النبي صلى الله عليه وسلم: لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ (1) ، وَلاَ هَامَةَ (2) وَلاَ صَفَرَ (3) ، [وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ (4) كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَْسَدِ] (5) . فكيف يُجمع بين نفي العدوى المقرر فيما صح من الحديث، وإثباتها أيضًا في الأمر بالفرار من المجذوم، وكذلك في النهي عن ورود المُمْرِض على صحيح البدن، في قوله صلى الله عليه وسلم لاَ تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى المُصِحِّ (6) ؟ الجواب: أن العدوى الواقعة هي في أجناس محددة من الأمراض، ضربت السنة مثالين لها، هما: الجُذام والطاعون، وأن مخالطة   (1) الطيرة: التشاؤم بالشيء، وهي مضادة للفأل، وأصلها تشاؤم العرب في الجاهلية عند السفر إذا توجَّه الطير يَسْرة، والرجوع عن السفر، والشؤم في كلام العرب: النحس. (2) الهامة، يدور معناها عند أهل الجاهلية حول معنيين: الأول: طائر البومة، وقد كانوا يتشاءمون به. والثاني: تحول روح الميت وعظامه هامة (بومة) تطير، فيتشاءمون بها. (3) صَفَر: هو داء يأخذ البطن - كما عَنْوَنَ البخاري - رحمه الله - بابًا في كتاب الطب: لا صفر، وهو داء يأخذ البطن. اهـ. ويزعم العرب أنه أعدى من الجرب يصيب الناس والماشية. ... وقد فسّرها الصحابي جابر رضي الله عنه - كما قال أبو الزبير المكي عنه -: الصفر البطن، قيل لجابر: كيف؟ قال: كان يقال: دوابّ البطن. اهـ. انظر: صحيح مسلم، برقم (2222) . ... أو هو: الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله، ويزعمون أن الدواهي تكثر فيه، كما ذكر القسطِلاَّني في شرحه على صحيح البخاري. (8/398) . (4) الجُذام: علة رديئة تحدث من انتشار المِرَّةِ السوداء في البدن كله، فيَفْسُد مزاجُ الأعضاء، وهيئتُها وشكلُها، وربما فسد في آخره اتصالُها حتى تتآكل الأعضاء وتسقط، ويسمى داء الأسد، لكثرة ما تعتري هذه العلة الأسدَ. انظر: الطب النبوي لابن القيم (ص 114) . (5) أخرجه البخاري، بلفظه؛ كتاب: الطب، باب: الجُذام، برقم (5707) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: لا عدوى ولا طيرة ... ، برقم (2220) عنه أيضًا. وما بين المعقوفين من مفردات البخاري رحمه الله. (6) أخرجه البخاري، بلفظه؛ كتاب: الطب، باب: لا عدوى، برقم (5774) عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام؛ باب: لا عدوى ولا طيرة ... ، برقم (2221) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 المُمْرض بهاتين العلتين قد يُسقِم الصحيح، والعدوى بهذين المرضين لا تنتقل إلا بقدر الله وقضائه، لكن ينبغي ألا يعرِّض الصحيحُ نفسَه لها. وأما العدوى المنفية فهي العدوى المُعتقَد بها في الجاهلية، ومن ذلك قول الرجل: أعدتني المرأة - إذا عُرِفَتْ بشؤمها - أو الدار، أو الفرس (1) وهذا، وإن كان منفيًا منهيًا عن اعتقاده؛ فهو محمول على واقع حال كل من هذه الأمور الثلاثة، فسوء الدار: ضيق مساحتها، وخبث جيرانها، كما أن سوء الدابة منعها ظهرها وسوء طبعها، وسوء المرأة عقم رَحمِها وسوء خُلُقِها (2) ، لا لمجرد شعور نفسي يعتري الزوج أو صاحب الدار أو الفرس. ومن العدوى المنفية أيضًا: الاعتقاد بأن المرض معدٍ بنفسه بمجرد المخالطة بالمريض، ونحو ذلك، تلك هي العدوى التي نفاها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لاَ عَدْوَى وبخاصة أنه صلى الله عليه وسلم قد قرن النهي عنها بالنهي عن أمور من معتقد أهل الجاهلية، وهي: الطيرة، والهامة، وصفر، والغُول (3) ، والنَّوْء (4) . هذا، والله أعلم.   (1) كما في البخاري ومسلم؛ بلفظ: «إن كان الشؤم في شيء، ففي الدار والمرأة والفرس» . أخرجه البخاري: كتاب: النكاح، باب: ما يتقى من شؤم المرأة، برقم (5094) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه الشؤم، برقم (2225) ، عنه أيضًا. (2) انظر في ذلك: مجموع الروايات التي أوردها الإمام ابن حجر في الفتح (9/41) . (3) الغُول: واحد الغِيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغوّل تغوّلاً، أي: تتلوّن تلوَّناً في صور شتى، وتَغُولهم، أي: تُضِلّهم وتُهلِكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله. اهـ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (3/355) . (4) النَّوْء: هو وصف لنهوض نجم وطلوعه من جهة المشرق، إذا سقط آخر بالمغرب، وكان أهل الجاهلية يزعمون نسبة الإنعام بالمطر إلى مواقع النجوم ومشارقها، وهي: الأنواء، ويقولون: مطرنا بنوء كذا، فيكذّبون بنعمة الله عليهم ويجحدون فضله سبحانه، قال تعالى: [الواقِعَة: 82] {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ *} ، والمعنى: وتجعلون شكر رزقكم التكذيبَ بنعمة الله ونسبة الفضل إلى الأنواء. ... انظر: تفسير ابن كثير ص: 1671. ط - بيت الأفكار الدولية. والنهاية لأبي السعادات، (5/107) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 رابعًا: ذكر بعض ما صحَّ - في السُّنة النبوية - من صنوف ما يتداوى به. إن الطب النبوي ليس مقصوداً لذاته في الرسالة الإسلامية، إنما أرشد إليه نبينا صلى الله عليه وسلم للدلالة على أن كل داء أمكن دفعه بصنوف الأغذية المفردة البسيطة، لم يُلجأ إلى دفعه بالأدوية المركبة، ولتعليق قلب المريض والطبيب (1) بخالق الداء والدواء، ليكون التداوي بالغذاء البسيط وبالدواء المركب أقرب إلى النفع، حيث إن قوة النفس، وتوجهها بالفأل بالشفاء بإذن الله، عامل هام للغاية ومعتبر طبًّا، ومساعد على دفع الداء وقهره. هذا، وقد دلت السنة الكريمة على صنوف شتى مما يُتداوى به، وبين يديك - أخي القارئ - أمهات ذلك مما صحَّ في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن رُمْت جميعَها مفصَّلة فدونك المطوّلات من المصنفات في ذلك: (2) .   (1) ورد في صحيح السنة ما يفيد كراهة وصف المعالج بالطبيب، وأن الأَوْلى أن يقال: «رفيق» ، قال صلى الله عليه وسلم لأبي رِمْثَةَ رضي الله عنه: «أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللهُ الطَّبِيبُ» ، والحديث أخرجه أبو داود برقمي (4207-4208) ، والترمذي (2812) ، وغيرهما. وأبو رِمْثَةَ، هو: رفاعة بن يثربي، التميمي، وقيل اسم رمثة: حبيب، روى عنه إياد بن لقيط، اهـ. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البَرّ. (2/501) . ومعنى «أنت رفيق» : [أنك ترفق بالمريض، فتحميه مما تخشى أن لا يحتمله بدنُه، وتطعمه ما ترى أنه أرفق به، بينما الطبيب: هو العالم بحقيقة الداء والدواء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله الواحد القهار] . اهـ. انظر: شرح السنة للإمام البغوي رحمه الله (10/182) . (2) من تلك الكتب: كتاب «الطِبِّ النبوي» ، للإمام ابن القيم، و «الطب النبوي» للإمام الذهبي، و «الآداب الشرعية» لابن مفلح المقدسي، و «كتاب الأمراض والكفارات والطب والرّقيات» ، للإمام الضياء المقدسي، رحم الله الجميع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 1- العسل: قال الله تعالى: [النّحل: 69] {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} . [قال بعض من تكلّم في الطب النبوي: لو قال: فيه الشفاء للناس لكان دواءً لكل داء، ولكن قال: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ، أي: يصلح لكل أحد من أدواءٍ باردة، فإنه حارٌ، والشي يُداوى بضدِّه] (1) . أما السنة الكريمة، فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في حفظ الصحة في الشراب، تفضيله عليه الصلاة والسلام لشرب الماء البارد المحلّى بالعسل (2) ، كما صح أنه صلى الله عليه وسلم قد أَحبّ أن يشرب من ماءٍ بات في شَنَّةٍ (3) . وهذا أنفع ما قد يُشرب، [وفيه من حفظ الصحة ما لا يهتدي إلى معرفته إلا أفاضل الأطباء، فإن شربه ولعقه على الريق: يذيب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويجلو لزوجتها، ويدفع عنها الفضلات، ويسخنها باعتدال، ويفتح سددها، ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلي والمثانة] (4) . وقد أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أخي يشتكي بطنَه، فقال: اسْقِهِ   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه الله ص: 970 ط - بيت الأفكار الدولية. (2) مستفاد من حديث، أخرجه البخاري؛ كتاب الأشربة، باب: شراب الحلوى والعسل، بلفظ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ» ، برقم (5614) ، عن السيدة عائشة رضي الله عنها. كما أخرجه مسلم - مطولاً -؛ كتاب: الطلاق، باب: وجوب الكفارة ... ، برقم (1474) ، عنها أيضاً. (3) مستفاد من حديث؛ أخرجه البخاري، كتاب: الأشربة، باب: الكرع في الحوض، برقم (5621) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما والشَّنَّة: واحد الشَّنان والشِّنان. والشَّنان: هي الأسقية الخَلِقة، [أي الأوعية والقِراب القديمة الجلدية التي يستقى منها] ، وهي: أشد تبريدًا من الجُدُد. اهـ. انظر: النهاية لابن الأثير (2/452) . (4) انظر: الطب النبوي، للإمام ابن القيم رحمه الله ص: 177. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 عَسَلاً، ثم أتى الثانية، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً، ثم أتاه الثالثة، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً. ثم أتاه فقال: قد فعلتُ؟! فقال صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلاً، فسقاه فبرأ (1) . [قال بعض العلماء بالطب: كان هذا الرجل عنده فضلات، فلما سقاه عسلاً - وهو حارٌ - تحللت، فأسرعت في الاندفاع، فزاد إسهاله، فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره، وهو مصلحة لأخيه، ثم سقاه فازداد التحليل والدفع، ثم سقاه فكذلك، فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرّة بالبدن استمسك بطنه، وصلح مِزاجُه، واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته، عليه من ربِّه أفضل الصلاة والسلام] (2) . [والغريب حقًا أن الأطباء في الأزمنة الغابرة كانوا يَرَوْن أن العسل يسبّب تليين البطن، ولذا فإنه لا يصلح لمعالجة الإسهال، وقد استنكر ابن خلدون في مقدمته مداواة المبطون بالعسل، واعتبر أن حدوث الشفاء هو من التأثير النفسي لإيمان الصحابي رضي الله عنه، وليس راجعًا لخصائص العسل. إلا أن الطب الحديث قد أثبت فائدة العسل في معالجة التهاب المعدة والأمعاء (النزلات المعوية) ، عند الأطفال، وقد تبين من خلال دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية عام 1985م، فائدة العسل في علاج الإسهال الناتج عن غزو بكتيري، وكانت النتائج جيدة في هذا الصدد، وقد سبق ذلك دراسةٌ نُشرت في أعمال مؤتمر الطب الإسلامي عام 1982م، حول معالجة الإسهال المزمن بالعسل، وقد   (1) متفق عليه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أخرجه البخاري، كتاب: الطب، باب: الدواء بالعسل، برقم (5684) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: التداوي بسقي العسل برقم (2217) ، عنه أيضًا. (2) انظر: تفسير ابن كثير ص: 97، ط - بيت الأفكار الدولية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 أكدت الدراسة فائدة العسل في علاج المبطون] (1) . هذا؛ وليس العسل مداويًا لما ذكر وحسب، لكن ثبتت أيضًا فعاليته في معالجة صنوف عديدة من الأمراض، منها: الزكام والوقاية منه، ومعالجة أمراض الجهاز التنفسي، والتهاب الأنف التحسُّسي، وقد صُنِّف في تفصيل الاستدواء بالعسل مصنفات كثر، من كتب وأبحاث ومقالات (2) . وبالجملة، فإن العسل - كما قال ابن القيم رحمه الله -: غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطِلاء مع الأطلية، ومفرِّح مع المفرِّحات، فما خُلِق لنا شيءٌ في معناه أفضل منه، ولا مثلَه، ولا قريبًا منه (3) . ومن لطائف المعنى في قوله تعالى: [النّحل: 68] {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ *} ، أن الملحوظ في شأن النحل ميلها عمومًا إلى وضع بيوتها فيما ارتفع وعلا من الأماكن، فقمم الجبال وأعالي الشجر وأسقف البيوت وما يعرَّش فيها من الكروم وغيرها، تعتبر لديها المواضع الأمثل لتجميع العسل، [حيث تتخذ بيوتًا تبني فيها الشمع بأجنحتها بصورة خلايا محكمة مقسمة سداسيًا غاية في الإتقان، ثم تقيء العسل في هذه الخلايا، ثم تصبح إلى مراعيها تستجود منها الأحسن والأنفع، مبتعدةً في هذا الجو العظيم والبراري   (1) انظر: الرسالة الذهبية في الطب النبوي، لعلي الرضا رحمه الله. بتحقيق د. محمد علي البار. ص: 170 - 171. (2) من أهمها حداثة وتوسعًا: «الاستشفاء بالعسل والغذاء الملكي - حقائق وبراهين» لمؤلِّفه د. حسان شمسي باشا. فإن رُمْت المزيد فطالعه، لتيقَّنَ تمامَ الحكمة النبوية في الإرشاد الطبي. (3) انظر: الطب النبوي، للإمام ابن القيم رحمه الله ص: 25. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 الشاسعة، والأودية السحيقة، والجبال الشاهقة، ثم تعود منها إلى موضعها وبيتها وما لها فيه من فراخ وعسل، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة] (1) . فسبحان من أوحى إليها اتخاذ البيوت، وسخر لها سلوك السبل، وألهمها استجواد الأغذية آكلة من كل الثمرات، جامعة لخلاصتها فيما رتَّبَتْه من خلايا اتخذتها في بيوتها. وفي بيان أنواع العسل وبعض منافعه، يرشد الإمام الزهري رحمه الله فيقول: [عليك بالعسل، فإنه جيد للحفظ، وأجوده أصفاه وأبيضُه، وألينُه حِدَّة، وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال، والشجر، له فضل على ما يؤخذ من الخلايا، وهو بحسب مرعى نحله] (2) . 2- الحبة السوداء، أو الحُبَيْبة السوداء، وهي (الشُّونِيز) - وهو لفظ فارسي (3) ، اشتهرت تسميتها به في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ويسميها كثير من الناس اليوم: حبة البَرَكة. يقول رسول صلى الله عليه وسلم في شأنها: فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلاَّ السَّامَ (4) ، [والسامُ: الموت، والحبة السوداء، الشُّونِيز] . اهـ (5) .   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه الله. ص: 970، ط - بيت الأفكار الدولية. (2) انظر: الطب النبوي للإمام ابن القيم رحمه الله ص: 271. (3) كما في القاموس: (الشينيز، والشونيز، والشونوز، والشهنيز: الحبة السوداء، فارسي الأصل) . اهـ. انظر: القاموس المحيط للفيروز آبادي. مادة: شنز. (4) متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الحبة السوداء، برقم (5688) ، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: التداوي بالحبة السوداء، برقم (2215) . (5) ما بين معقوفين من قول ابن شهاب الزهري رحمه الله، وهو لاحق برواية البخاري رحمه الله، كذلك هو مثبت بعد رواية مسلم للحديث، من غير نسبته إلى الزهري رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 * مسألة: كيف يُتداوى بالحبة السوداء؟ الجواب: تستعمل مفردةً، وربما استُعمِلت مركبة (مسحوقة تنقع في زيت، أو في ماء) ، وربما أكلاً وشربًا لخلاصتها، أو سَعُوطاً (1) - قطرات تُصَبُّ في الأنف -، أو ضِمادًا، وذلك بمقادير محددة جاء تقدير كميتها، وطريق استعمالها في السنة الكريمة، ومن ذلك: أَنْ تَأْخُذَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ حَبَّةً فَتَصُرَّهَا فِي خِرْقَةٍ، ثُمَّ تَضَعَهَا فِي مَاءٍ لَيْلَةً، فَإِذا أَصْبَحْتَ قَطَرْتَ فِي المِنْخَرِ الأَْيْمَنِ وَاحِدَةً وَفِي الأَْيْسَرِ اثْنَتَيْنِ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَطَرْتَ فِي الْمِنْخَرِ الأَْيْمَنِ اثْنَتَيْنِ وَفِي الأَْيْسَرِ وَاحِدَةً، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَطَرْتَ فِي الأَْيْمَنِ وَاحِدَةً وَفِي الأَْيْسَرِ اثْنَتَيْنِ (2) . هذا، وقد ذكر الأطباء كيفياتٍ لعلاج الزكام العارض، المصاحب لعطاسٍ كثير، بالحبة السوداء، أذكر منها: - ... [أن تقلى الحبة السوداء، ثم تدق ناعمًا، ثم تنقع في زيت، ثم يقطر منه في الأنف ثلاث قطرات] (3) ، [وكذلك لعلاج نزلات البرد: يضاف زيت الحبة السوداء (ملعقة كبيرة) إلى ماءٍ مغلي، ومن ثم يستنشق المريض البخار الصاعد منه، ورأسه مغطىً ببطانية أو نحو ذلك، ويستحسن تكرار ذلك صباحاً ومساءً إلى أن يتم الشفاء بإذن الله (4) . ويذكر في هذا المقام، أن لزيت الحبة السوداء   (1) السَّعوط، بالفتح: هو ما يُجعل من الدواء في الأنف. انظر: النهاية لابن الأثير، (2/332) . (2) حديث مرفوع - كما أعلمَ به الحافظُ في الفتح (11/290) ، بقوله: ثم وجدتها مرفوعة من حديث بريدة رضي الله عنه. (3) المرجع السابق، بالعزو نفسه، ينقله الحافظ رحمه اللهعن الأطباء. (4) انظر: الرسالة الذهبية في الطب النبوي، لعلي الرضا رحمه الله. بتحقيق د. محمد علي البار، ص: 172. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 طعم لا يستسيغه كثير من الناس، فضلاً عمّا له من تأثير مهيِّج في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي، وقد تمكن مؤخرًا فريق طبي (من الباحثين المصريين) ، منهم د. محمد المحفوظ، ود. محمد الدخاخني من فصل المركب الفعَّال لهذا الزيت في حالة نقية وخالية من الثأثيرات المذكورة، كما أثبت هؤلاء خلو المركب - وهو بمسمى (نِيْجِلُّلون) (1) -، من أي تأثير سام أو ضار] (2) . مسألة: ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ؟ هل هو عام لكل داء؟ أم هو عام مخصوص، يراد به خصوص نزلات البرد، والزكام، وأمراض الجهاز التنفسي الواقعة بتأثير رطوبة أو برد ونحو ذلك؟ الجواب: (3) من وجهين؛ الأول: أن الحديث عام بمنطوق الروايات جميعًا - ولا وجه للتخصيص إلا بحمله على تجربة الأطباء في الاستشفاء بالحبة السوداء، حيث اقتصرت في غالبها على معالجة الأمراض الباردة، وليس من اللائق تخصيص كلام خير الخلق صلى الله عليه وسلم بناءً على تجارب ما زالت تُجرى وتستجد، هذا وقد سبق ذكر ثبوت فائدة العلاج بالعسل في حالات الإسهال، بعد أن جزم بعض أهل الطب بعدم جدوى المعالجة رَدْهًا من الزمن.   (1) اللفظ مشتق من التسمية الطبية لحبة البركة: (نيجِلّلا ساتيفا) . (2) الرسالة الذهبية، بتحقيق د. البار ص 173. (3) الجواب - بوجهه الأول - مستفاد بتصرفٍ من كلام الإمام الخطابي رحمه الله بنقل الحافظ ابن حجر عنه، في الفتح (11/291) . وبالوجه الثاني من الرسالة الذهبية، بتحقيق د. البار. ص: 173. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 والثاني: أن بعض الأطباء قد توصلوا فعلاً بأبحاثهم إلى تأثير مركب النِّيْجِلُّلون في ترخية العضلات، وفي تخفيف آلام المغص الكلوي، وتأثيره في تقوية جهاز المناعة العام، وغير ذلك، فما المانع - عند تكرار الأبحاث - من معرفة تأثيرات أخرى لهذه المادة، تعمّ أجهزة الجسم كافة؟ فصلاة ربي وسلامه على عبده ورسوله محمد، الموصوف بقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *} [النّجْم: 3-4] . 3- ثَمَر النخيل؛ ومعلوم كونه على أربع هيئات من بعد الطَلْع والخَلاَل، وهي: البَلَح، والبُسْر، والرُّطَب، والتمر. * ... أما البَلَح: وهو أول الثمر المأكول من النخيل، فلم يثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فضل أكله مع التمر، وما روي في ذلك لم يصح، ومنه: كُلُوا البَلَحَ بِالتَّمْرِ، كُلُوا الْخَلَقَ بِالْجَدِيدِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَغْضَبُ وَيَقُولُ: بَقِيَ ابْنُ آدَمَ حَتّى أَكَلَ الْخَلَقَ بِالجَدِيدِ (1) . فائدة: مع كون هذا المروي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنْ قد نبَّه الإمام ابن القيم رحمه الله إلى الحكمة في الإرشاد إلى الجمع بين البلح والرطب، من ناحية الطب، فقال: [إن البلح بارد يابس، والتمر حار رطب، ففي كلٍّ منهما إصلاح للآخر، ولا ينبغي من جهة الطب الجمعُ بين حارَّيْن أو باردين، وفي هذا تنبيه على صحة أصل صناعة الطب، ومراعاة التدبير الذي يصلُح في دفع كيفيات الأغذية بعضها ببعض، ومراعاة   (1) أخرجه ابن ماجَهْ؛ كتاب: الأطعمة، باب: أكل البلح بالتمر، برقم (3330) ، عن عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 القانون الطبي الذي يُحفظ به الصحة] . اهـ (1) . _ذ ... وأما البُسْر: فهو من ثمر النخل، ويسبقه البلح، وقد صح أن أبا الهيثم بن التَّيِّهان رضي الله عنه - لما استضاف النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما -، انطلق إلى نخلة فجاء بقِنْوٍ (2) فوضعه بين أيديهم، فقال عليه الصلاة والسلام: أَفَلاَ تَنَقَّيْتَ لَنَا مِنْ رُطَبِهِ؟ ، أو قال: تَخَيَّرُوا مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ (3) . قال ابن القيم رحمه الله: [البُسْر حار يابس، ويُبْسه أكثر من حَرِّه، ينشِّف الرطوبة، ويَدْبغ المعدة، ويحبس البطن، وينفع اللَّثة والفم، وأنفعه ما كان هشًّا وحلواً، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكل البُسر مع التمر، لأن كل واحد منهما حار، وإن كانت حرارة التمر أكثر] (4) . أما الرُّطَب والبُسر، فالأول رَطْبٌ، والثاني يابس ينشف رطوبة الرطب، وهذا - كما سبق - من أعظم قواعد الطب في دفع كيفيات الأغذية بعضها ببعض. * وأما الرُّطَب: فأكرِمْ بها من فاكهة مُغْذِية، أثنى عليها الله تعالى وطَعِمَها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة في إفطاره، حيث فضّلها   (1) انظر: الطب النبوي، للإمام ابن القيم رحمه الله. ص: 228. (2) القِنْو: هو العِذْق من النخلة، وهوالعُرجون بما فيه من الشماريخ، وهو من النخلة كالعنقود من العنب، انظر: مختار الصحاح، مادة: ع ذ ق. والنهاية لابن الأثير (3/180) . (3) جزء من حديث مطوّل؛ أخرجه الترمذي بلفظه؛ كتاب: الزهد، باب: ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (2369) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. كما أخرج مسلم قريبًا منه؛ كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره ... ، برقم (2038) عنه أيضًا. (4) انظر: الطب النبوي، للإمام ابن القيم رحمه الله ص: 229. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 صلى الله عليه وسلم على التمر والماء. قال تعالى: [مَريَم: 25-26] {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا *فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا *} [قال عمرو بن ميمون رحمه الله: ما من شيء خير للنُّفَساء من التمر والرُّطَب، ثم تلا هذه الآية] (1) . وقد رَأَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ، قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ» (2) . كذلك فقد رَأَىَ عَبْدُاللهِ بْنُ جَعْفَرَ رضي الله عنه، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (3) . [وفي فِطْر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، على الرطب، أو على التمر، أو الماء، تدبيرٌ لطيف جدًا، فإن الصوم يُخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها - في المعدة - ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء، والحلو أسرع شيء وصولاً إلى الكبد، وأحبه إليها، ولا سيما إن كان رَطْبًا، فيشتد قبولها له، فتنتفع به هي والقوى، فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته، فإن لم يكن فحسَواتُ الماء تطفئ لهيب المعدة،   (1) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير رحمه اللهص: 1077 ط - بيت الأفكار الدولية. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصيام، باب: ما يفطر عليه، برقم (2356) ، والترمذي بلفظ: «تميرات» ، بدلاً من «تَمَرات» ، كتاب: الصوم، باب: ما جاء ما يُستحَب عليه الإفطار، برقم (696) وقال: هذا حديث حسن غريب. اهـ. والحديث أيضًا في مسند الإمام أحمد، مسند المكثرين، من حديث أنس أيضًا، برقم (12705) . (3) متفق عليه من حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: الأطعمة، باب: الرطب بالقثاء، برقم (5440) . ومسلم؛ كتاب: الأشربة، باب: أكل القثاء بالرطب، برقم (2043) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 وحرارة الصوم، فتنتبه بعده للطعام، وتأخذه بشهوة] (1) . أما القثاء بالرطب، ففي الجمع بينهما في الأكل من الحكمة الطبية ما فيه، حيث إن [القِثَّاء (2) : بارد رطب في الدرجة الثانية، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة وبرده مضرٌّ ببعض المعدة، فينبغي أن يستعمل معه ما يُصلِحه ويكسر برودته ورطوبته، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أكله بالرُّطب، فإذا أُكِل بتمر أو زبيب أو عسل عدَّله أيضاً] (3) . وقد أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها كذلك بفائدةٍ للجمع بين القثاء والرطب، ألا وهي التسمين المعتدل لمن شكا نُحولة زائدة مستمرة (4) ، فقالت: (أرادت أمي أن تُسَمِّنِّي لدخولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فلم أَقْبل عليها بشيء مما تريد، حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمِنْت عليه كأحسن السِّمَن) (5) .   (1) كلام نفيس، أثبته الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه: «الطب النبوي» ص: 249. (2) القِثاء؛ معروف، وهو: ثمر نوع من النبات، قريب من الخيار، لكنه أطول واخضراره أقل، واحدته قثاءة ومَقثاة، وقد يسمى بْ (الفَقُّوس) و (العجُّور) . ويقال: أقثأ المكان، كَثُر فيه القِثاء. اهـ. انظر: المعجم الوسيط (أقثأ) . (3) انظر: الطب النبوي، لابن القيم ص: 281. (4) قد يكون طلب السُّمنة للنساء مستغرباً في عصرنا هذا، لكن المقصودُ هنا السُّمنة المعتدلة الحسنة كما بينت السيدة عائشة رضي الله عنها. كما أن النحولة المفرطة أمر غير محمود، والحرص عليها - كما تفعل بعض النساء قد تتسبب بنوع وسوسة، يؤدي بصاحبه إلى نحولة زائدة مستمرة، حتى لو تمت تغذيته بشتى صنوف الغذاء، فلو صاحَبَ ذلك حالةُ اكتئابٍ حاد، أُطلق عليه - طبيًا - مصطلح بمسمى (أَنُورِكْسيا نرفوزا) . وهو مرض عُضال، يصعب جدًا علاجه، إلا في حالة تعاون المريض بشكل تام مع المعالج - الطبيب العضوي والمتابع النفسي -، ومع ذلك كله فقد لا يؤدي العلاج إلى حدوث نتائج فعالة!! ومن أعراض هذا الداء: انعدام الشهية للطعام، شعور بالغثيان، ارتجاف بالأطراف، ونحولة فائقة في الجسد. انظر: موسوعة المعارف (بريتنكا) (1/432) . (5) أثر عائشة رضي الله عنها أخرجه أبو داود؛ كتاب: الطب، باب: في السُّمنة، برقم (3903) . صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (3303) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 استدلال لطيف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم بأكل الرطب بالقثاء: [زعم قوم ممن سلك طريق التنسّك والتزهد - بغير ما شُرِع منه - أن الآكل يُكرَه في حقه الأكل تلذذاً، كما يُكرَه جمعُه بين لونين من الطعام بمرَّة واحدة، بيد أن هذا الحديث أرشد إلى خلاف ذلك، وإلى أن الأفعال التي هي ليست من جنس القُرُبات عند الله، نحو الشرب واللباس والقعود والقيام، فإن الأصل فيها الإباحة إلا ما اختُصَّ منها بالتحريم بنصٍّ عليه] (1) . * ... وأما التمر؛ فهو ما تؤول إليه ثمرة النخلة المباركة (2) في نهاية المطاف، وإن له لفوائد تكاد لا تحصى، وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ألا يخلو بيت مسلم من تمر، وبخاصة تمر المدينة واختَصَّ منه صلى الله عليه وسلم صنفًا كريمًا، هو عجوة المدينة، [وهو من أنفع تمر الحجاز على الإطلاق، ملذِّد، متين للجسم والقوة، من ألين التمر وأطيبِه وألذِّه] (3) ، وهو نافع - بإذن الله - في الوقاية من أثر السُّم والسحر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لاَ تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ - أو: جَاعَ أَهْلُهُ -، قَالَهَا صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا (4) وقال عليه من ربه   (1) مستفاد من كلام للإمام الخطيب، في «الفقيه والمتفقه» ، (1/131) . ومستفاد أيضًا من فقه الإمام البخاري - رحمه الله - لذلك، حيث عنون باب: جمع اللونين أو الطعامين بمرَّةٍ، في كتاب الأطعمة من صحيحه. (2) توصف النخلة بالبركة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من الشجر شجرة، تكون مثلَ المسلم، وهي النخلة» . انظر: البخاري - بلفظه - كتاب الأطعمة، باب: بركة النخل. برقم (5448) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ومسلم بزيادة: «لا يتحاتُّ (لا يتساقط) ورقها» . كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب: مَثَل المؤمن مَثَل النخلة، برقم (2811) عنه أيضًا. (3) انظر: الطب النبوي للإمام ابن القيم رحمه الله ص: 272. (4) أخرجه مسلم كتاب: الأشربة، باب: في ادخار التمر ونحوه من الأقوات للعيال، برقم (2046) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 أفضل الصلاة والسلام: مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرُّهُ، ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ (1) . فائدة: [إن نفع هذا العدد (سبعة) من هذا التمر (العجوة) من هذا البلد (المدينة) من هذه البقعة (عالية المدينة) ، بعينها من السُّم والسحر، بحيث تمنع إصابته، هو من الخواص لهذا التمر التي لو قالها بقراط وجالينوس (من أكابر أطباء اليونان) ، وغيرهما من الأطباء، لتلقاها عنهم الأطباء بالقبول والإذعان والانقياد، مع أن القائل طبيب إنما معه الحدس والتخمين والظن، فمَنْ كلامُه يقين، وقطعٌ وبرهان، ووحيٌ صلى الله عليه وسلم أولى أن تُتلَقَّى أقوالُه بالقبول والتسليم وترك الاعتراض] (2) . كما أن التمر عامة [يساعد على تليين الأمعاء وتنشيط حركتها لاحتواء أنواعه جميعًا على نسب متفاوته من الألياف السليولوزية كما أن التمر يحتوي على عناصر غذائية هامة مثل: السكريات والنشويات والبروتينات والأملاح والمعادن والفيتامينات والماء والسيليولوز - كما سبق - كذلك فهو مفيد في الوقاية من البواسير، وفي منع النزف بسببها، أو التقليل من حدوثه لاحتوائه على فيتامين (ج) ، والذي يعمل   (1) متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الدواء بالعجوة للسحر، برقم (5769) . ومسلمٌ؛ كتاب: الأشربة، باب: فضل تمر المدينة، برقم (2047) . (2) أفاده الإمام ابن القيم رحمه الله، بعد أن بيّن أن للعدد (سبعة) خاصية ليست لغيره، وأن العجوة يكثر نفعها - في دفع أثر السم وضر السحر - لأهل المدينة ومن جاورهم، إذا اعتقد أحدهم جازمًا النفع بذلك. انظر: الطب النبوي (ص 75 - 78) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 على تقوية جُدُر الأوعية الدموية] (1) . ومن أحسن ما وُصف به التمر - إجمالاً - أنه: [فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى] (2) . هذا، وقد صُنّف في ذكر التمر ومنافعه المطوّلات من الكتب (3) ، ويحسن بالمسلم الاطلاع على بعضها، فإن رُمْت ذلك فاستعن بالله ولا تعجز، زادك الله علماً. 4- ماء زمزم (4) : أ- نبذة في التعريف به: (5) هو الماء المبارك: خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الأَْرْضِ (6) ، أظهره الله تعالى مَعينًا لا ينفد، بأثر ضربة من جناح - أو   (1) انظر: الرسالة الذهبية في الطب النبوي، لعلي الرضا رحمه الله. بتحقيق د. البار، ص: 167. (2) وصفه بذلك الإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي. ص: 231. (3) من ذلك: «الإعجاز الطبي في القرآن والأحاديث النبوية: الرطب والنخلة» . د. عبد الله السعيد. و «النخيل» إصدار وزارة الزراعة في المملكة العربية السعودية، و «نخلة التمر» ، د. عبد الجبار البكر، و «غذاؤك حياتك» . د. محمد علي الحاج. وغير ذلك كثير من الكتب والبحوث والمقالات، مما لا يتسع المقام لحصره. (4) [سميت بذلك لوجوه منها: - كثرة مائها، فتكون مشتقة من قولهم ماء زَمْزُوم وزَمْزام، وزُمازم وزَمْزَم، أي: كثير. أو: لزمزمة الماء في البئر، أي: حركته. أو لزمزمة جبريل عليه السلام، أي: كلامه: لأن الزمزمة الصوت الخفي-، أو لأنها زُمّت بالميزان لئلا تأخذ يمينًا وشمالاً، أو لملوحة فيها، فالزَّمزام من المياه: ما كان بين المِلْح والعذب] . انظر: مقدمة «الإعلام المُلتزَم بفضيلة زمزَم» ، للشيخ المحدّث أحمد بن علي الغَزِّي الشافعي رحمه الله. والقاموس للفيروزآبادي ص: 1444، والنهاية لابن الأثير 2/282، و «الفتح» لابن حجر (3/493) ، و «شفاء الغرام بأخبار بلد الله الحرام» للفاسي (1/252) . (5) انظر في ذلك أيضًا: «الإعلام الملتزم» البابين الأول والثاني. (6) جزء من حديث أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (11167) ، وسيأتي تخريجه بتفصيل قريباً عند ذكر فضائل ماء زمزم، إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 عَقِب - أمين الوحي الملَك جبريل عليه السلام، تلطُّفًا من الله عز وجل وغِواثاً لطفل مبارك قد تلوّى عطشًا، فلم تعد أمه الصالحة تطيق نظرًا إليه، وهو ينشغ للموت (1) أمام ناظرَيْها، فلما أن فرغ فؤاد الأم من أي شاغل سوى سقيا ولدها الرضيع، وكاد رجاؤها أن ينقطع في ذلك الوادي بعد أن جابته سبعًا، أدركها الله تعالى بعنايته ولطفه، ففار الماء من أرضٍ يَبَسٍ جُرُزٍ (2) ، تغرف منه فلا يزداد إلا كثرة، وتُحوِّضه بيدها، وقد هالها ما تراه، ولا غَرْو في ذلك، فإن الله لا يضيع أهله، إن إبراهيم - خليل الرحمن - عليه السلام قد أودع زوجه وولده حيث أمره ربه، وقد تم توكله على الله واستسلامه له، فأسكنهم بوادٍ غير ذي زرع عند بيت الله المحرّم، آمرًا لهم بطاعة الله تعالى، فلما أن امتثلوا لذلك أفاض الله عليهم من بركاته، وأورثهم آية بينة ونعمة ظاهرة وخيرًا عميمًا ونفعًا عظيمًا، هوت إليهم بسببه أفئدة الناس محبة وتعظيمًا، وحذا حذوهم ضيفان الرحمن، وحجاج بيته وعمّاره إلى يوم القيامة، فهم يحاكون ما فعلوه في مناسكهم، ويستحضرون في وجدانهم خطوات أبيهم إبراهيم وطوافه وولده، وسعي أمهم، وشربها وولدها من نبع ذلك الماء الذي لا يضارعه نبع على وجه الأرض في كثرة الاستقاء منه، وهو مع ذلك كلِّه لا يزداد إلا فورانًا، ليس ذلك فحسب بل كلما شرب منه شارب حقق الله تعالى قصده وطلبه فيما نواه عند شربه، بل هو شفاء - بإذن الله - من كل داء، وغذاء مجزئ عن عموم الغذاء، وهو   (1) «يَنْشَغُ لِلْمَوتِ» كما في صحيح البخاري، برقم (3365) ، أي: يشهق حتى يكاد يبلغ به الغَشْي، كالذي ينازع. انظر: النهاية، لابن الأثير (5/50) . (2) أرض جُرُز: بلقع لانبات فيها. انظر: مختار الصحاح، مادة (ج ر ز) ، والمعجم الوسيط (جَرَز) . قال تعالى: [الكهف: 8] {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا *} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 كذلك منذ قرابة خمسة آلاف سنة إلا قليلاً (1) !!. ب- ثبوت فضل هذا الماء المبارك، ومشروعية الاستشفاء به. * ... أما فضل هذا الماء وشرفه، فقد ثبت في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك ما لا يتسع المقام لحصره، لكن نذكر بعضه، فمن ذلك: 1- ... أن قلب النبي عليه الصلاة والسلام قد غُسل بهذا الماء مرات، «فقد أتى جبريل عليه السلام رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وهو يلعب مع الغِلمان، فأخذه فصرعه (2) ، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه عَلَقة، فقال: هذا حَظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْتٍ من ذهب بماء زمزم، ثم لَأَمه، ثم أعاده في مكانه (3) .... قال أنس رضي الله عنه: وكنت أرى ذلك المِخْيَطِ في صدره صلى الله عليه وسلم» (4) . وكان أبو ذرٍ الغِفاري رضي الله عنه يحدِّث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ،   (1) وبالتحديد (4843) سنة، كما بيّنه الشيخ سائد بكداش، في مؤلَّفه النفيس الماتع، «فضل ماء زمزم» ، ص: 49. (2) صرعه، أي: طرحه على الأرض. كما في المعجم الوسيط. والصاد والراء والعين أصلٌ واحد يدل على سقوط شيء إلى الأرض عن مِراس اثنين، ثم يُحمل على ذلك ويُشتق منه. انظر: معجم مقاييس اللغة، لابن فارس (2/37) ، مادة (صرع) . (3) لقد شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم وغُسل قلبُه الطَّهور بماء زمزم أربع مرات، أُولاها، وقد مضى من عمره أربع سنوات، وثانيها: وقد مضى عشر سنوات، وثالثها: حين نُبِّئ، ورابعها: ليلة أُسري به صلى الله عليه وسلم. انظر: فتح الباري، لابن حجر. (1/460) ، (13/481) . (4) أخرجه مسلم - بتمامه -؛ كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، برقم (162) ، عن أنس رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 مُمْتَلِىءٍ حِكْمَةً وَإِيْمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي، ثُمّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ... الحديث (1) . وقد حصل هذا الشرح لصدر النبي صلى الله عليه وسلم عند موضع بئر زمزم، كما في الحديث - الصحيح -: أُتِيتُ فَانْطَلَقُوا بِي إِلَى زَمْزَمَ، فَشُرِحَ عَنْ صَدْرِي، ثُمَّ غُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُنْزِلْتُ (2) . 2- ... ومن فضل هذا الماء، أن ريق النبي صلى الله عليه وسلم قد خالطه فلم يزدد الماء إلا بركة على بركته (3) قال ابن عباس رضي الله عنهما: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى زَمْزَمَ فَنَزَعْنَا لَهُ دَلْوًا، فَشَرِبَ، ثُمَّ مَجَّ فِيهَا، ثم أفرغناها في زمزم، ثم قال: لَوْلاَ أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا، لنَزَعْتُ بِيَدَيَّ (4) .   (1) الحديث بطوله أخرجه البخاري؛ كتاب: الصلاة، باب: كيف فُرضت الصلاة في الإسراء، برقم (349) . ومسلم؛ كتاب الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، برقم (163) ، عن أنس رضي الله عنه. (2) مسلم؛ بالتخريج السابق، برقم (162) ، عن أنس رضي الله عنه أيضًا. (3) إن لريق النبي صلى الله عليه وسلم بركة ظاهرة صح ثبوتها في روايات عديدة، من ذلك: مداواته صلى الله عليه وسلم بأثر ريقه الشريف، عينَيْ علي رضي الله عنه، وقد اشتكى رمدًا بهما يوم غزوة خيبر، فبرأ رضي الله عنه، كأنْ لم يكن به وجع. انظر: البخاري برقم (3701) . وكذلك تبرُّك الصحابيَّيْن - بلالِ بن رباح وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما - بالشرب والإفراغ على الوجه والنحر من ماء بقدح قد غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منه يديه ووجهه، ومجَّ فيه، وكذا فعلت بعدهما أم المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها. انظر صحيحي البخاري ومسلم، الأول برقم (4328) ، والثاني برقم (2497) . ومن ذلك أيضًا حين مجَّ النبي صلى الله عليه وسلم في بئر الحديبية، وكان الصحابة رضي الله عنهم قد نزحوها فلم يَدَعوا فيها قطرة، ففاضت البئر بالرَّواء، فاستقَوْا وكانوا أربع عشرة مئة، بل وروت ركائبُهم (دوابّهم) أيضًا. انظر: البخاري برقم (3577) . وقد عَدّ البخاري رحمه اللهتحنيك النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن الزبير - أول مولود ولد بعد الهجرة - عَدَّه من مناقب ابن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه. وقالت عائشة رضي الله عنه: (فأول ما دخل بطنَه ريقُ النبي صلى الله عليه وسلم) . اهـ. انظر: البخاري، برقم (3910) . وغير ذلك كثير مما صح في بركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم. (4) أخرجه أحمد في المسند، (1/372) ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال الأستاذ أحمد شاكر في شرحه للمسند (5/177) : إسناده صحيح. وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (5/193) : إسناده على شرط مسلم. اهـ. ... والمجّ: رميٌ بالشراب أو بالماء من الفم، ولا يكون مَجًّا حتى يباعد به. انظر: النهاية لابن الأثير (4/253) . والمقصود بالخطاب - (لولا أن تُغْلَبوا عليها) - هم بنو عبد المطّلب، لأن سقيا زمزم اختُصَّتْ بهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *} [التّوبَة: 128] (فانظر - وفقك الله - إلى مزيد رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته، حيث أحبّ صلى الله عليه وسلم ألاَّ يُحرم مسلم إلى يوم القيامة من بركة سؤره، وبركة فضل طهوره، فديناه بآبائنا وأمهاتنا، صلاة الله وسلامه عليه أبد الآبدين، وعلى آله وصحبه وأحبابه أجمعين) (1) . 3- ... ومن فضل هذا الماء المبارك كذلك، أنه خير ماء على وجه الأرض، وأن شاربه يمكنه الاستغناء به عن الطعام، بخلاف سائر المياه، وأنه يُستشفى بشربه، ويُتداوى به، كما وتُحقَّق به المطالب الطيبة، عند صلاح قصد شاربه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ (2) [وَشِفَاءُ سُقْمٍ] (3) ،   (1) من معنى كلامٍ للعلامة التهانوي، في "إعلاء السنن" (10/211) ، كما نقل الشيخ سائد بكداش عنه. انظر: فضل ماء زمزم ص: 98. (2) جزء من حديث أخرجه مسلم مطوّلاً - في قصة إسلام أبي ذر رضي الله عنه - كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي ذرٍّ، برقم (2473) . (3) هذه الزيادة، هي للإمام الطيالسي، كما أفاد الإمام ابن حجر في الفتح (3/493) بقوله: وزاد الطيالسي من الوجه الذي أخرجه منه مسلم: «وشفاء سقم» . اهـ. لذا، فإن هذه الزيادة حسنة أو صحيحة، إذا ما جرينا على قاعدة ابن حجر رحمه الله في إيراده لها في زيادات الباب. و «شفاء سقم» لفظ يفيد العموم، فهي شفاء للأسقام الحسية والمعنوية، كما أفاده الفقيه ابن حجر الهيتمي رحمه الله. في «التحفة» ، (4/134) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 كذلك قال عليه الصلاة والسلام: خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الأَْرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامُ الطُّعْمِ وَشِفَاءُ السُّقْمِ (1) وقال أبو ذرٍّ رضي الله عنه: - وقد تغذّى بشرب ماء زمزم ثلاثين، بين ليلة ويومٍ - (ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسَّرَتْ عُكَن (2) بطني، وما أجد على كبدي سَخْفة (3) جوع) (4) . ويقول عليه الصلاة والسلام: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ (5) ،   (1) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير؛ برقم (11167) ، وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (2/133) : رواه الطبراني في «الكبير» ورجاله ثقات. اهـ. وللحديث شاهد من حديث أبي ذر مرفوعًا بلفظ: «إنها مباركة، إنها طعام طُعم» . أخرجه مسلم برقم (2473) - وقد سبق ذكره آنفاً في الهامش الأسبق - وأحمد في مسنده أيضاً، مطوّلاً، (5/174) ، من حديث أبي ذرٍّ أيضًا رضي الله عنه. (2) عَكَنَ الشيءُ: إذا تجمَّع بعضه فوق بعض وانثنى، والعُكْنة: ما انطوى وتثنّى من لحم البطن سِمَنًا. انظر: المعجم الوسيط، (عكَّنَت) . (3) سَخْفَةَ جوع، يعني: رِقَّته وهُزاله، وقيل: هي الخفة التي تعتري الإنسان إذا جاع. انظر: النهاية لابن الأثير (2/315) . (4) جزء من حديث سبق تخريجه ص243 بالهامش ذي الرقم (2) . (5) انفرد بتخريجه - من أصحاب الكتب الستة - ابنُ ماجَهْ، كتاب: المناسك، باب: الشرب من زمزم، برقم (3062) . وهو في مسند الإمام أحمد في موضعين، من حديث جابر أيضاً، برقمي (14910 - 15060) . وعند الحاكم في المستدرك (1/473) . وروي موقوفًا على معاوية رضي الله عنه، بلفظ «زمزم شفاء، وهي لما شرب له» . قال ابن حجر رحمه الله: هذا إسناد حسن، مع كونه موقوفاً، وهو أحسن من كل إسناد وقفت عليه لهذا الحديث. انظر: جزء فيه الجواب عن حال الحديث المشهور: «ماء زمزم لما شرب له» ، للإمام ابن حجر رحمه الله. ص: 8. وقال الحافظ في الجزء المشار إليه، بعد ذكره طرق ورود حديث: «ماء زمزم لما شرب له» ، قال: وإذا تقرر ذلك، فمرتبة هذا الحديث عند الحفَّاظ باجتماع هذه الطرق يَصْلُح للاحتجاج به، على ما عُرف من قواعد أئمة الحديث. اهـ. وقال الحافظ الدمياطي في (المتجر الرابح) ص: 318: إسناده حسن. اهـ. وقد صححه غير من ذكر من أئمة هذا الشأن، رحم الله الجميع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 [فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذًا أعاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله] (1) . وقد حَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمْزَمَ فِي الأَْدَاوِي وَالْقِرَبِ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يَصُبُّ مِنْهُ عَلَى الْمَرْضى وَيَسْقِيهِمْ (2) . كذلك فإن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْمِلُهُ (3) . وقد كان عليه الصلاة والسلام محبًا لهذا الماء، يرسل في طلبه من مكة المكرمة، وهو في المدينة المنورة، قبل فتح مكة، وقد كَتَبَ صلى الله عليه وسلم إِلى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، إِنْ جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا لَيْلاً فَلاَ تُصْبِحَنَّ وَإِنْ جَاءَكَ نَهَارًا فَلاَ تُمْسِيَنَّ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ بِمَاءِ زَمْزَمَ، فَمَلَأَ لَهُ مَزَادَتَيْنِ،   (1) هذه الزيادة، قد صحّحها الحاكم في مستدركه (1/473) ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. تنبيه: أما الزيادة التي عند الدارقطني (284) ، بلفظ: «إن شربته تستشفي شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل، وسُقيا إسماعيل» ، فقد نبَّه المحدث الألباني رحمه الله إلى ضعف إسناد الحديث بهذه الزيادة. انظر: إزالة الدهْش والولَهْ، للشيخ محمد القادري رحمه الله، بتخريج الألباني عليه، والمسمى: (التعليقات المسبلة) ، ص: 99. (2) أخرجه البيهقي في سننه (5/202) ، وقد رواه الفاكهي في «أخبار مكة» (2/49) . وهو أيضًا - بمعناه - في مجمع الزوائد للهيثمي 3/287، وصحّحه الألباني رحمه الله في «الصحيحة» برقم (883) ، وقال رحمه الله في «مناسك الحج والعمرة» ص: 42: وله - أي للحاج والمعتمر - أن يحمل معه من ماء زمزم ما تيسر له تبرُّكًا به، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله معه في الأداوي والقِرب وكان يصبّ على المرضى ويسقيهم. اهـ. (3) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الحج، باب: ما جاء في حمل ماء زمزم، برقم (963) ، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اهـ. وصحّحه العلامة الألباني رحمه الله. انظر: «صحيح سنن الترمذي» ، برقم (769) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 وَبَعَثَ بِهِمَا عَلَى بَعِيرٍ (1) . ويتبين مما سبق ذكره أن سقيا زمزم شفاء للمرضى من كل داء، بإذن الله تعالى، وبأن من شربها لأي نية أو مطلب وقد صَلَح يقينه بتحقق ذلك فإن الله عزّ وجلّ يحقق له ما نواه، كما يستفاد: (أن فضل ماء زمزم هو لعَينِه لا لأجل البقعة التي هو فيها، ولهذا، فإن الصلحاء يشربونه ويحملونه معهم في أسفارهم اتباعًا له صلى الله عليه وسلم، فإنه أول من حمل زمزم عند رجوعه من حجَّ البيت تبرُّكًا به واستشفاءً) (2) . أخي القارئ الكريم، قد علمت أن لزمزمَ - بإذن ربها - خاصية تحقيق المطلوب لشاربها، ومن ذلك عموم الاستشفاء بها من عموم الأدواء، لكنْ هي أيضًا يُسْتشفى بها من أمراض بعينها، ومن ذلك: أنها تبرد الحمى، وأن شُرْبها أو الادهان بها يُذهب الصداع، كما أن النظر في بئرها أو مائها يجلو بصر الناظر ويقويه. أما إبراد الحمى، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوها بِالْمَاءِ، أَوْ قَالَ: بِمَاءِ زَمْزَمَ (3) ، ويكون ذلك الإبراد بصب   (1) أخرجه البيهقي في سننه (5/202) ، وعبد الرزاق في مصنفه (5/119) ، وقد حسَّنه السخاوي في مقاصده ص: 360. وقال الألباني رحمه الله: وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات. اهـ. انظر: التعليقات المسبلة ص: 160. (2) انظر: الإعلام الملتزَم لأحمد بن علي الشافعي الغزّي ص: 8، وص: 17. (3) أخرجه البخاري؛ - بشك الراوي همّام عن أبي جمرة الضُّبَعي - كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة، برقم (3261) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث أخرجه أحمد في مسنده - بجزم همّامٍ - «بماء زمزم» ، في مسند آل العباس، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، برقم (2649) . وعند مسلم، من حديث عائشة رضي الله عنها، ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما أيضًا، ومن حديث رافع بن خَدِيجٍ؛ جميعها في كتاب السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي. بالأرقام (2209 - 2210 - 2211 - 2212) : «بالماء» دون تعيين زمزم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 الماء عند الجَيْبِ (1) ، أو بِرَشِّه رشًّا بين يدي المريض وثوبه (2) . وقد (كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، إذا أُتِيَتْ بالمرأة - قد حُمَّت - تدعو لها، أخذت الماء فصبَّتْه بينها وبين جيبها، وقالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ) (3) . مسألة: قد أشكل فهم هذا الحديث على بعض أهل الطب، ورأَوْه منافيًا لدواء الحمى وعلاجها، فما وجه فِقْه إبراد الحمى بالماء؟ الجواب: (إن خطابه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خاص بأهل الحجاز، وما والاهم، إذ كان أكثر الحُمِّيات التي تعرض لهم من نوع الحمى اليومية العَرَضية الحادثة عن شدة حرارة الشمس، وهذه ينفعها الماء البارد شُربًا واغتسالاً) (4) . اهـ. [فإن أظهر الوجود أو اقتضت صناعة الطب أن انغماس كل محمومٍ في الماء أو صبه إياه على جميع بدنه   (1) الجَيْبُ: جيب الثوب وهو: ما يُدخل منه الرأس عند لبسه. انظر: المعجم الوسيط، (جاب) . (2) كما ذكره ابن حجر رحمه الله مستنبطًا ذلك من فعل أسماء رضي الله عنها. ونص قوله رحمه الله: (وأَوْلى ما يُحمل عليه كيفية تبريد الحُمّى ما صنعَتْه أسماءُ بنت الصديق رضي الله عنهما، فإنها كانت ترشّ على بدن المحموم شيئًا من الماء بين يديه وثوبه، فيكون ذلك من باب النشرة المأذون فيها، والصحابي - ولا سيما مثل أسماء التي هي ممن كان يلازم بيت النبي صلى الله عليه وسلم - أعلم بالمراد من غيرها، ولعل هذا هو السر في إيراد البخاري رحمه الله لحديثها عقب حديث ابن عمر المذكور، وهذا من بديع ترتيبه. اهـ. انظر: الفتح (10/186) . (3) متفق عليه من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جنهم، برقم (5724) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2211) . (4) مستفاد من نص كلامٍ لابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي، ص: 18. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 يضره، فليس هو المراد، وإنما قصد صلى الله عليه وسلم استعمالَ الماء على وجه ينفع ... فالمراد بالإبراد كيفية مخصوصة، بينتها السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فإنها كانت ترش على بدن المحموم شيئًا من الماء بين يديه وثوبه] (1) . اهـ. وأما أن ماءها يُذهب بالصداع (ادِّهانًا به أو شربًا له) ، وأن النظر بها يجلو البصر ويقوّيه (2) ، فلما رُوي عن الضحاك بن مزاحم - من التابعين - قال: (بلغني أن التضلّع من ماء زمزم براءة من النفاق، وأن ماءها يذهب بالصداع، وأن الاطلاع فيها يجلو البصر) (3) . لكن لا يخفى على أريب مثلك أن الحجامة أيضاً لها نفع بالغ - بإذن الله - في التداوي من داء الشقيقة (4) وألم الصداع، كما صح ذلك في سُنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (5) . هذا، ومع كوني آثرت اختصارًا الاقتصارَ على أصول ما صح في السنة المطهرة مما يتداوى به من المأكل والمشرب، لكن لا يفوتنك - أخي القارئ - بعضُ اطلاع على صنوف شتى ثبتت مشروعية التداوي   (1) كما أفاده العلاّمة ابن حجر رحمه اللهفي الفتح (10/186) ، وقد سبق نقل نص كلامه، في الهامش ذي الرقم (2) من ص 247. (2) كما أفاده الشيخ محمد القادري. انظر: إزالة الدهش والولَهْ، ص: 170. (3) انظر: «المقاصد الحسنة» للسخاوي، ص: 360. (4) الشَّقِيقة، وجع يأخذ في أحد جانبي الرأس أو في مقدَّمه. انظر: المعجم الوسيط (شقَّ) وقد فصَّل في معناها وبأنها أخص من الصداع، الإمام ابن حجر رحمه الله، في الفتح (11/301) . (5) كما في الصحيحين، ولفظ البخاري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو مُحرم في رأسه، من شقيقةٍ كانت به» . انظر: كتاب الطب، باب: الحِجْم من الشقيقة والصداع برقم (5701) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه مسلم - مختصرًا -؛ كتاب: الحج، باب: جواز الحِجامة للمُحرِم، برقم (1202) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 بها، ومن ذلك: ماء الكَمْأة (شفاء للعين) (1) والإذخر (2) ، والتَّلْبينة (3) - كعلاج نفسي - تريح فؤاد المريض وتزيل عنه الهمّ وتنشِّطه - لأنها مما اعتاده من الشراب واستساغه، مما يُسهم في شفائه بإذن الله - والزيت أكلاً وادهانًا (4) ، والخَلّ وهو نِعْمَ الإدام (5) ، والعُود الهندي - وهو الكُسْت - (6) (والعود الهندي نوعان أحدهما: يستعمل في الأدوية، وهو   (1) كما في الحديث المتفق عليه، من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، بلفظ: «الكَمْأة من المَنِّ، وماؤها شفاء للعين» . أخرجه البخاري؛ كتاب: التفسير، باب: قوله تعالى: [البَقَرَة: 57] {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ... } ، برقم (4478) . ومسلم؛ كتاب: الأشربة، باب: فضل الكَمْأة، ومداواة العين بها، برقم (2049) . (2) الإذخر: نبات عشبي، من فصيلة النجيليات، له رائحة ليمونةٍ عطِرة، أزهاره تستعمل منقوعًا كالشاي، ويقال له أيضًا: طِيب العرب. ويستعمل شربًا لنقوعه وضمادًا بأزهاره، كما تسقف به البيوت فوق الخُشُب. انظر: النهاية لابن الأثير (1/36) . والطب النبوي لابن القيم ص: 227. (3) التلبينة، هي حِساءٌ متخذ من دقيق الشعير بنخالته مطحونًا، وهي أنفع من ماء الشعير لخروج خاصية الشعير بالطحن، وهو أكثر تغذية، وأقوى فعلاً، وأعظم جلاءً. انظر: زاد المعاد لابن القيم (4/120) . وربما جُعل فيها عسل، وقد سميت تلبينة، تشبيهًا لها باللبن، لبياضها ورِقَّتها، وهي تسمية بالمَرَّة - أي الواحدة - من التلبين، والتلبين، مصدر: لبّن القومَ، إذا سقاهم اللبن. انظر: النهاية لابن الأثير (4/198) . وانظر كذلك: صحيح مسلم بشرح النووي (7/202) . (4) كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي؛ كتاب: الأطعمة، باب: ما جاء في أكل الزيت، برقم (1851) ، عن عمر رضي الله عنه، وبلفظ: «كلوا الزيت وادَّهنوا به، فإنه من شجرة مباركة» ، ومن حديث أبي أُسَيْد الساعدي رضي الله عنه، برقم (1852) ، وهو من حديثه أيضًا عند أحمد في مسند المكيين، برقم (16150) . (5) كما في الحديث الصحيح: «نِعْمَ الأُدُم الخَلُّ، نِعْمَ الأُدُم الخَلُّ» . أخرجه مسلم؛ كتاب الأشربة، باب: فضيلة الخلّ والتأدم به، برقم (2052) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (6) كما عنون مسلم، باب: التداوي بالعود الهندي وهو الكُست. انظر: كتاب السلام من صحيحه باب رقم (28) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 الكست، ويقال له: القُسْط أيضًا، والثاني: يستعمل في الطِّيب، ويقال له: الأَلُوَّة) (1) . والمقصود بالتداوي به هو الأول، عنيتُ الكُستَ من العود الهندي، «فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةُ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ، يُسْعَطُ (2) مِنَ الْعُذْرَةِ (3) ، وَيُلَدُّ (4) مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ» (5) . (الله أكبر، الله أكبر، سُنَّةُ أبي القاسم صلى الله عليه وسلم) (6) (اللهم إنا نحب أن نستنَّ بسنَّة نبيك صلى الله عليه وسلم) (7) «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا   (1) انظر: الطب النبوي، لابن القيم رحمه الله ص: 274. (2) يُسْعط، يقال: سعطته وأسعَطْتُه فاستَعَط، والاسم السَّعوط بالفتح، وهو: ما يُجعل من الدواء في الأنف. انظر: النهاية لابن الأثير (2/332) . (3) العُذرة، بالضمِّ وبالذال المعجمة: وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل هي قَرْحة تخرج في الخَرْم الذي بين الأنف والحلق، تعرض للصبيان غالبًا، عند طلوع العُذْرة عادةً، وهي خمسة كواكب تطلع في وسط الحرّ. انظر: "النهاية" لابن الأثير (3/180) ، وصحيح مسلم بشرح النووي (7/200) . (4) يُلَدّ: هو سقي المريض الدواء في أحد شِقَّيِ الفم، ولَدِيدا الفم: جانباه. انظر: "النهاية" لابن الأثير (4/211) . (5) جزء من حديث متفق عليه من حديث أم قيس بنت مِحْصن، وهي أخت عُكّاشة رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: السعوط بالقسط الهندي والبحري، برقم (5692) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: التداوي بالعود الهندي، وهو الكُسْت، برقم (2214) . وذات الجَنْب: ... [وَرَمٌ حارٌّ يعرِض في الغشاء المستبطِن للأضلاع، ... ] . اهـ. انظر: فتح الباري لابن حجر (10/182) . وانظر: تفصيل ذلك، في الطب النبوي لابن القيم ص:63. (6) من قول ابن عباس رضي الله عنهما؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الحجّ، باب: [البَقَرَة: 196] {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ... } ، برقم (1688) ، ومسلم - بتكرار التكبير -؛ كتاب: الحج، باب: جواز العمرة في أشهر الحج، برقم (1242) . (7) مستفاد من كلام أبي بكرة (نُفَيْعِ بن الحارث) رضي الله عنه، لولده عبد الرحمن، وكذلك من كلام العباس رضي الله عنه، أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5090) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وَالآْخِرَةِ» (1) ، «اللَّهُمَّ عَافِنَا فِي أَبْدَانِنَا، اللَّهُمَّ عَافِنَا فِي أَسْمَاعِنَا، اللَّهُمَّ عَافِنَا فِي أَبْصَارِنَا، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ» (2) ، (اللَّهم إنا نسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وعملاً مُتقبَّلاً، وشفاءً من كل داء) (3) ، آمين.   (1) جزء من حديث أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5074) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. صحّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (4239) . والحديث في «الأدب المفرد» للبخاري برقم (1200) ، عنه أيضًا. (2) أخرجه أبو داود، بالتخريج السابق، برقم (5090) ، عن أبي بكرة رضي الله عنه. حسّن إسناده الألباني. انظر: صحيح أبي داود (4246) . وأخرجه أحمد في مسنده، (5/42) ، من حديث أبي بكرة أيضًا رضي الله عنه. (3) هذا دعاء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عند شربه لماء زمزم؛ كما في مستدرك الحاكم (1/473) ، ومصنَّف عبد الرزاق (5/113) ، وسنن الدارقطني (2/288) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 الفصل الرابع التداوي بالرقى المشروعة وفيه بابان: الأول: ... في بيان معنى الرقية، وأنواعها ومسائل مهمة متعلقة بها. ويتضمن خمسة مباحث. أولاً: في التعريف بالرقية. ثانيًا: في بيان أنواع الرقى بعامّة. ثالثًا: في ذكر ضابط الرقية المشروعة. رابعًا: في بيان عشر مسائل مهمة متعلقة بالرقى. خامسًا: في ذكر أمورٍ ينبغي توافرها للانتفاع بالرقية. الثاني: في ذكر رقى مشروعة، من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهي مفصلة كالآتي: أولاً: افتتاح الرقى. ثانيًا: رقية وقائية تحفظ المؤمن بإذن ربه. ثالثًا: رقية جامعة - من القرآن الكريم - للاستشفاء بها. رابعًا: رقى مختصة - من القرآن الكريم - بالاستشفاء من أمراض بعينها، وفيه مبحثان: أ- الأمراض النفسية (المعنوية) ، وفيه ستة مطالب:. 1 - رقية للعين. 2- رقية للحسد. 3- رقية للسِّحْر. 4- رقية للمس والصَّرْع. 5- رقية لطلب انشراح الصدر وزوال الكرب. 6- رقية لدفع الوسوسة. ب- الأمراض الحسية (العضوية) . خامسًا: رقية جامعة من السنة النبوية، لعموم الاستشفاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 الباب الأول في بيان معنى الرقى، وأنواعها ومسائل مهمة متعلقة بها أولاً: التعريف بالرقية: * الرُّقْيَة: - بالضمّ - هي العُوذة التي يُتعوَّذ بها (1) ، ويُرقى بها صاحب الآفة كالحُمَّى والصَّرْع، وغير ذلك من الآفات (2) ، فهي إذًا: [كلام يُستشفى به من كل عارض] (3) ، وجمعها: رُقًى - بالضم فالفتح - والراقي أو الراقيهْ، بالهاء: هو صانع الرقية أو الرُّقَى، وجمعه رُقاة، ويقال في تأنيث ذلك: هي راقية، وتجمع على رَوَاقٍ (4) ، وكذلك يقال: رجل رقّاء، أي: صاحب رُقًى، وجمعه: راقون (5) . ثانيًا: أنواع الرقى: الرقى خمسة أقسام، هاك بيانها وأحكامها (6) : الأول: ... ما كان بكلام الله تعالى، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فهذا جائز، بل مستحب.   (1) انظر: معجم المقاييس لابن فارس (1/480) . (2) انظر: النهاية لابن الأثير (2/231) . (3) كما ذكره ابن حجر رحمه الله، بنقلٍ عن ابن درستويه. انظر: الفتح (4/530) . (4) انظر: المعجم الوسيط ص: 367، مادة (رقى) . (5) انظر: لسان العرب لابن منظور: (3/1711) مادة (رقا) . (6) أقسام الرقى، وأحكامها، مستفاد من كلام الإمام ابن حجر رحمه الله. انظر: "فتح الباري" (4/534-535) ، وكذا انظر نقلَه عن الإمام القرطبي رحمه الله، في "الفتح" (10/207) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 الثاني: ... ما يلتحق بذلك مما كان بالذكر والدعاء المأثور، وهذا حكمه كسابقه، جائز مستحب. الثالث: ما كان منها بالذكر والدعاء غير المأثور، مما لا يخالف ما في المأثور، وهذا جائز. الرابع: ... الرقى بما لا يعقل معناه، كالرقى التي كانت في الجاهلية، فهذه يجب اجتنابها لئلا يكون فيه شرك أو ما يؤدي إلى الشرك. الخامس: ما كان بأسماء غير الله من مَلَكٍ، أو صالح، أو معظَّمٍ من المخلوقات كالعرش، كأن يقول: أرقيك بحق جبريل عليه السلام، ونحو ذلك، فهذا ليس من المشروع الذي يتضمن الالتجاء إلى الله والتبرك بأسمائه وصفاته فيُترك (1) . ولعل مجمع ما سبق يمكن استنباطه من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته رضي الله عنهم، بقوله: اِعْرِضُوا عَلَيَّ رُقاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ (2) . مَا أَرَى بَأْسًا، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ (3) .   (1) فإن تضمن التعظيم نوع مناداة أو استغاثه كقوله: يا حملة العرش، أو أغثنا يا جبريل، ونحو ذلك، معتقداً قدرة المخلوق جلب نفع أو دفع ضر، كان فعله شركاً صريحاً، والعياذ بالله، وهذا النوع من التعظيم لا يدخل - أصلاً - في مسمى الرقية، لذا فهو لم يُجعل قسماً مستقلاً لها. (2) سبق تخريجه ص 94 بالهامش ذي الرقم (5) . (3) سبق تخريجه ص 94 بالهامش ذي الرقم (3) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 ثالثًا: ضابط الرقية المشروعة: [أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: - ... أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته. - ... أن تكون باللسان العربي، أو بما يُعرف معناه من غيره. - ... أن يعتقد - كل من الراقي والمَرْقِيِّ - أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بذات الله تعالى] (1) (فمهما كان فيه استعاذة بالله تعالى، أو استعانة به وحده، أو ما يعطي معنى ذلك، فالاسترقاء به مشروع) (2) . رابعًا: بيان عشر مسائل مهمة متعلقةٍ بالرقى: المسألة الأولى: ما حكم الاسترقاء - طلب الرقية ممن يعرف الرقى، بسبب العين - وهل فيه منافاة للتوكل؟ الجواب: [قد جاء في بعض الأحاديث جواز الاسترقاء، وفي بعضها النهي عنه، فمن الجواز: قوله صلى الله عليه وسلم حين رأى في بيت أم سَلَمة رضي الله عنها جارية في وجهها سَفْعةٌ (3) : اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ (4) ،   (1) أفاده الإمام ابن حجر رحمه الله، كما في "الفتح" (10/206) . (2) من قول الإمام ابن حجر رحمه الله، كما في "الفتح" أيضًا: (10/208) . (3) سَفْعة: أي بوجهها صُفْرة، كما فُسِّرت بالحديث. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (14/407) ، أو السَّفْعة: هو أن يكون بالوجه موضعًا على غير لونه الأصلي، وقد يكون سوادًا، أو صُفْرةً، أو حمرة يعلوها سواد. انظر: "الفتح" لابن حجر (10/212) ، والمعنى: أن في وجهها علامة من الشيطان، وأن هذا الأثر في الوجه (السَّفْعة: الصُّفْرة) قد أدرك الجارية من قِبَل النظرة. انظر: "النهاية" لابن الأثير (2/337) . (4) متفق عليه؛ من حديث السيدة أم سَلَمة رضي الله عنها: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: رقية العين، برقم (5739) ، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية من العين ... ، برقم (2197) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - أَوْ: أَمَرَ - أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ (1) ، ومن النهي قوله صلى الله عليه وسلم في الثناء على خواص أولياء الله تعالى، المتوكلين حق التوكل عليه سبحانه، بكونهم لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) . [والأحاديث في القسمين كثيرة، ووجه الجمع في ذلك أن الرقى يُكره منها ما كان بغير اللسان العربي، وبغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزّلة، وأن يعتقد أن الرقية نافعة لا محالة فيتكل عليها] (3) ، [فالمراد إذًا بترك الرقى والكيّ هو ضرورة الاعتماد على الله تعالى في دفع الداء، مع تمام الرضا بقَدَره سبحانه، لا القدح في جواز ذلك - أي الاسترقاء - لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح، لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من تعاطي الأسباب] (4) . فيتبين من ذلك أن الاسترقاء مشروع، ولا منافاة بينه وبين التوكل، لكن بالشروط المعتبرة في جواز الرقية، إلا أن بعضًا من عباد الله الصالحين (5) قد تم استسلامهم   (1) متفق عليه؛ من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري ومسلم؛ بالتخريج السابق، البخاري برقم (5738) ، ومسلم برقم (2195) . (2) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: من لم يَرْقِ، برقم (5752) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، برقم (218) ، عن عمران بن حُصَيْن رضي الله عنهما. (3) انظر: النهاية لابن الأثير، (2/231) . (4) وجه الجمع هذا، نقله الإمام ابن حجر رحمه اللهعن الإمام الخطابي ومن تبعه. انظر: الفتح (10/224) . (5) وعِدَّتهم «سَبْعُونَ أَلْفًا - أو سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ - يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، مُتَمَاسِكُونَ، آخذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لاَ يَدْخُلُ أوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» . وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل عُكَّاشة بن مِحْصَنٍ الأَسَدِيِّ رضي الله عنه بقوله: [اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ] » . انظر: البخاري، برقم (3247) ، ومسلم؛ برقم (219) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 لقضاء الله وقدره، فهم لا يلتفتون إلى سبب قد يجلب نفعًا أو يدفع ضرًا، لاعتقادهم يقينًا بأن تمام التوكل على الله يلزمه عدم التعلق بالأسباب الظاهرة، والله سبحانه أعلم. المسألة الثانية: ما حكم ما يُعطاه الراقي، أجرةً على الرقية المشروعة؟ الجواب: لقد أقر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أخذَ بعضٍ من صحابته - عليهم رضوان الله - أجرةً على رقية رقى بها أحدهم (1) سيدَ قومٍ في حيٍّ من أحياء العرب بفاتحة الكتاب، كانوا قد نزلوا عند واحة ماءٍ، وقد صالحهم الصحابة على ثلاثين شاةً (2) ، فقال عليه الصلاة والسلام: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ قَدْ أَصَبْتُمُ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3) . [وهذا تصريح منه صلى الله عليه وسلم بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذِّكر، وأنها حلال لا كراهة فيها، وقوله صلى الله عليه وسلم:   (1) قال الإمام النووي رحمه اللهفي شرحه لصحيح مسلم (14/408) : (هذا الراقي هو أبو سعيد الخُدْرِي الراوي رضي الله عنه. كذا جاء مبينًا في رواية أخرى في غير مسلم) . اهـ. فانظر رحمك الله إلى مزيد فضل أبي سعيد رضي الله عنه وجمّ أدبه، حيث [صرّح عن نفسه تارة وكنّى أخرى] ، كما أفاده الإمام ابن حجر رحمه اللهفي الفتح (4/533) . والتصريح هو عند أبي داود؛ كتاب الطب، باب: في الرقى، برقم (3900) ، والترمذي، في الطب، باب: ما جاء في أخذ الأجرة على التعويذ، برقم (2063) ، وابن ماجَهْ؛ كتاب: التجارات، باب: أجر الراقي، برقم (2156) . والتصريح عند أحمد أيضًا، في مسند المكثرين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، برقم (11086) . (2) قال النووي رحمه الله: والمراد بالقطيع المذكور في هذا الحديث ثلاثون شاة. كذا جاء مبينًا - أي: في غير مسلم -. اهـ. انظر: مسلم بشرح النووي (14/409) . (3) متفق عليه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب: ما يعطَى على الرقية ... ، برقم (2276) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (2201) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ إنما قاله صلى الله عليه وسلم تطييبًا لقلوبهم، ومبالغةً في تعريفهم أنه حلال لا شبهة فيه] (1) . وعليه، فقد اتفق الفقهاء على جواز أخذ الراقي الأجرة على الرقية وتمام تملّكه لهذه الأجرة، لكنِ الأَوْلى عندهم ترك طلبها، بل وتركها احتسابًا للأجر عند الله، على أن الراقي لا يستحق أجرًا إلا إذا صحَّ الانتفاع بالرقية. ونحن نرى أن كثيرًا ممن عرفوا بالعلاج عن طريق الرقى، - للأسف البالغ - لم يفقهوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ (2) ، حق الفقه، فأوّلوه بالتوسع في طلب الأجرة على الرقية، دونما نظر لحال المرقي، أو احتسابٍ للأجر والمثوبة عند الله تعالى في قصد نفع المسلمين، وذلك هو المشاهد من حال العديد ممن يتصدر - في عصرنا - لادعاء السبق إلى الولاية الخاصة، مع حيازته تمام التقوى والصلاح، ودفع الداء وجلب الشفاء، للعامة والخاصة!! فإلى الله المشتكى، وهو المستعان المرتجى. المسألة الثالثة: في بيان معنى النفث وهل يشرع في الرقية؟ النَّفْثُ: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل، لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق (3) . فكأنه بصفة بين النفخ الذي هو بلا ريق، والتفل الذي لا بد فيه من ريق، [والصواب أن النفث فيه ريق خفيف] (4) ، ولعله المقصود فيما صح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كَانَ صلى الله عليه وسلم   (1) انظر: مسلم بشرح النووي (14/410) . (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الشرط في الرقية ... ، برقم (5737) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. (3) انظر: مادة (نفث) : النهاية لابن الأثير، (5/75) ، والقاموس للفيروزآبادي؛ ص: 227. (4) كما صوَّبه الإمام ابن حجر رحمه الله. انظر: "الفتح" (10/220) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 إِذَا اشْتَكى، يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ صلى الله عليه وسلم كَانَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَتَمْسَحُ بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا (1) . أما حكم النفث في الرقية، [فقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور، من الصحابة والتابعين، ومن بعدَهم] (2) . وأما [محل التفل في الرقية فإنه يكون بعد القراءة، لتحصيل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها الريق ... ] (3) . [وقد يكون على سبيل التفاؤل بزوال ذلك الألم عن المريض كانفصال ذلك عن الراقي] (4) . المسألة الرابعة: هل يُشرَع المسح في الرقية؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه حين شكا إليه وجعًا يجده في جسده منذ أسلم: ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، ثَلاَثًا، وَقُلْ، سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (5) [ومقصود الحديث أنه يستحب وضع يده   (1) متفق عليه؛ من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب فضل المعوّذات، برقم (5016) ، ومسلم؛ كتاب السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنفث، برقم (2192) . (2) انظر: المنهاج، شرح مسلم بن الحجاج للنووي، (14/403) . (3) القول للإمام ابن أبي جمرة، كما نقله عنه الحافظ في الفتح: (4/533) . (4) القول للقاضي عياض، كما ينقله ابن حجر عنه في الفتح: (10/208) . (5) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب وضع يده على موضع الألم، مع الدعاء، برقم (2202) ، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه. وعند أبي داود، برقم (3891) ، بلفظ «امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ ... » . وكذا عند الترمذي برقم (2080) ، وعند ابن ماجه برقم (3522) بلفظ: «اجْعَلْ يَدَكَ الْيُمْنى عَلَيْهِ، وَقُلْ ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 على موضع الألم] (1) في الرقية. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى (2) ، ومسحت السيدة عائشة رضي الله عنها بيد النبي صلى الله عليه وسلم رجاء بركتها، كما مر آنفاً. وكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ إِذَا اشْتَكى إِنْسَانٌ، مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثم قال: أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا (3) . وفائدة المسح باليمنى [حصول التفاؤل لدى كل من الراقي والمرقي بزوال ذلك الوجع] (4) . [وفي مسح جسد المريض تأنيس له وتعرُّف لشدة مرضه، ليدعو له بالعافية على حسب ما يبدو له منه، وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحاً] (5) . المسألة الخامسة: في بيان فرقٍ بين معنى الرقية المشروعة والعُوذة: من المعلوم أن الرقية ليست مختصة بوقت ما، فهي أعم من التعوّذ، بهذا الاعتبار، فهي قد تكون قبل وقوع البلاء وبعده، لكن التعوذ يكون - غالبًا - قبل وقوع البلاء، مخافة أن يقع، قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ (6) . [لكن يحتمل أن يقال - أيضًا -:   (1) انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (14/411) . (2) كما في البخاري برقم (5743) ، ومسلم برقم (2191) . (3) متفق عليه من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري؛ كتاب الطب، باب: مسح الراقي الوجع بيده اليمنى، برقم (5750) ، ومسلم، كتاب: السلام، باب: استحباب رقية المريض، برقم (2191) . (4) كما قال الطبري، ونقله عنه ابن حجر في الفتح: (10/218) . (5) انظر: فتح الباري لابن حجر (10/126) ، ينقله عن الإمام ابن بطال رحمه الله. (6) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: في التعوّذ من سوء القضاء ودَرَك الشقاء وغيره، برقم (2708) ، عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 إن الرقى أخص من التعوذ، وإلا فالخلاف في الرقى مشهور، ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله تعالى والالتجاء إليه في كل ما وقع وما يتوقع] (1) ، ويتحصل مما سبق أن الرقية هي أعم من التعوذ من حيث وقت وقوعها، لكنها أخص منه من حيث مشروعيتها بضوابط - سبق تفصيل لها (2) -، وأن بعضها منهي عنه، لكونه حوى شركًا، أو ما يحتمل الشرك، بينما يكون التعوّذ مشروعاً مستحباً في جميع الأوقات، فهو إن أطلق لفظه، انصرف إلى معنى التعوذ بالله تعالى والالتجاء إليه، لذا فلا خلاف في استحبابه بحال. لكن يبقى - بعد ذلك - أن الأغلب من أقوال العلماء - من أهل اللغة والحديث والفقه -يقضي بعدم التفريق بينهما، وعلى أن الرقية والتعويذ هما صنوان مترادفان، والله أعلم. المسألة السادسة: في ذكر معانٍ لطيفة، وحكم بالغة، في اعتبار فاتحة الكتاب، والمعوّذات، أمهات الرقى المشروعة، وأنه - لجلالتها - لو اقتُصِر عليها لكفى. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع، فما الظن بكلام رب العالمين، ثم بالفاتحة: التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها، لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أصول أسماء الله تعالى ومجامعها، وإثبات المعاد، وذكر التوحيد، والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء، وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفة الله وتوحيده وعبادته، بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى: مُنْعَمٍ   (1) انظر: فتح الباري لابن حجر، (10/207) . (2) انظر: ص 257 من هذا الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته، وضالٍ لعدم معرفته له، مع ما تضمنَتْه من إثبات القَدَر والشرع والأسماء والمَعاد والتوبة وتزكية النفس، وإصلاح القلب، والرد على جميع أهل البدع، وحقيقٌ بسورة هذا بعض شأنها أن يُستشفى بها من كل داء، والله أعلم) (1) . وقال الإمام النووي رحمه الله: (وإنما رقى بالمعوّذات: لأنهم جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلاً. ففيها الاستعاذة من شر ما خلق فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد وهن السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس، والله أعلم) (2) . وقال الإمام ابن بطّال رحمه الله: (في المعوّذات جوامع من الدعاء. نعم، أكثر المكروهات من السحر والحسد وشر الشيطان ووسوسته، وغير ذلك، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بها) (3) . ويتفرع على هذه المسألة: بيان سبب (اكتفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوّذات وترك ما سواها) (4) .   (1) انظر: زاد المعاد لابن القيم، (3/143) . والمثبت هنا ما نقله الإمام ابن حجر عنه - بتصرف يسير - في الفتح (10/209) . (2) انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (14/404) . (3) كما نقله الإمام ابن حجر عنه في الفتح (10/208) . (4) كما في الترمذي - وحسَّنه - كتاب: الطب، باب: ما جاء في الرقية بالمعوذتين، برقم (2058) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. بلفظ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِْنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا» . وعند أبي داود؛ كتاب: الخاتم، باب: ما جاء في خاتم الذهب، برقم (4222) عن ابن مسعود رضي الله عنه، بلفظ: «كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ عَشْرَ خِلاَلٍ ... » ، فذكر منها: «والرُّقى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ ... » الحديث. قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة، والله أعلم. اهـ. وهو في ضعيف سنن أبي داود (904) . وعند النسائي؛ كتاب: الزانية، باب: الخضاب بالصفرة، برقم (5091) ، عن ابن مسعود رضي الله عنه أيضًا بلفظ: «أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ ... » ، وذكر منها: «الرُّقى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ ... » الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 الجواب: (أن هذا لا يدل على المنع من التعوّذ بغير هاتين السورتين، بل يدل على الأولوية، ولا سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما، وإنما اجتزأ - اكتفى - بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً) (1) . المسألة السابعة: أيرقي أهلُ الكتاب المسلمين؟ الجواب: (اختُلف في استرقاء أهل الكتاب، فأجازها قوم وكرهها مالك رحمه الله، لئلا يكون مما بدلوه - أي حرّفوه من الكتاب - وأجاب من أجاز: بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه، وهو كالطب سواء كان غير الحاذق لا يحسن أن يقول - أي: في الطب - والحاذق يأنف أن يبدّل حرصًا على استمرار وصفه بالحذق لترويج صناعته. والحق أنه - أي: استرقاء أهل الكتاب - يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال) (2) . فالحاصل في ذلك أن الراقي من أهل الكتاب، إن عُرف عنه أنه رقّاء، وكان حافظًا للكتاب، ويرقي بما يُعرف من ذكر الله، وكان المريض بحاجة ماسة، وليس مِنْ راقٍ من المسلمين، جاز، والله أعلم.   (1) الجواب من كلام الإمام ابن حجر رحمه الله. انظر: الفتح (10/206) . (2) هذا من كلام الإمام المازري رحمه الله، ينقله ابن حجر عنه في الفتح (10/207) . ... - وما سُطِّر تحته هو ترجيح للإمام ابن حجر رحمه الله، في جواز ذلك باعتبار الأشخاص واختلاف الأحوال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 المسألة الثامنة: قال قوم: لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة، واحتجوا بما صح أنْ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (1) ، فهل الرقية مختصة فعلاً بهاتين العلتين؟ الجواب: (إن معنى الحصر في ذلك أنهما - أي العين واللدغة - أصل كل ما يحتاج إلى الرقية، فيلتحق بالعين جواز رقية من به خَبَل أو مسّ، ونحو ذلك، لاشتراكها في كونها تنشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني، كما يلتحق بالسم أيضًا كل ما عرض للبدن من قَرْح ونحوه من المواد السَّمِّيَّة، خاصة وأنه قد وقع في روايات أخرى (2) : الترخيص بالرقية من الدم والنَّمْلة) (3) . هذا جواب، وجواب آخر: (قيل: المراد بالحصر معنى الأفضل، أي: لا رقية أنفع، كما قيل: لا سيف إلا ذو الفقار) (4) . (فليس معنى الحديث إذاً تخصيص جواز الرقية بهذه الثلاثة - أي مع النَّملة - وإنما   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: من اكتوى أو كوى غيره .... ، برقم (5704) ، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما موقوفًا. ومسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، برقم (220) ، عن بريدة بن حُصَيْبٍ رضي الله عنه، موقوفًا أيضًا. والحُمَة: بالتخفيف: السَّمّ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السَّمّ منها يخرج. انظر: النهاية لابن الأثير (1/429) . (2) انظر: أبا داود (3884) ، والترمذي (2057) ، وابن ماجه (3513) . (3) النَّمْلَة: قروح تخرج في الجَنْب، وغيره من الجسد، وهي أيضًا: بثرة تخرج بالتهاب واحتراق ويرمّ مكانُها يسيرًا ثم يَدُبُّ إلى موضع آخر كالنَّمْلة. لذا فإن داء النملة سمي بذلك لكون المصاب به يحس كإحساس من تدبّ عليه نملة وتعضّه. ... انظر: "النهاية" لابن الأثير (5/105) ، والتاج للزبيدي (8/146) . (4) نص الجوابَيْن للإمام ابن حجر رحمه الله. انظر: الفتح (10/206) . وقد أجاب الإمام ابن القيم، بمثل الجواب الثاني أيضًا. انظر: زاد المعاد (3/142) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 معناه: سئل عن هذه الثلاثة فأذِن فيها، ولو سئل عن غيرها لأذِن فيه. وقد أذِن صلى الله عليه وسلم لغير هؤلاء، وقد رقى هو صلى الله عليه وسلم في غير هذه الثلاثة، والله أعلم) (1) . المسألة التاسعة: هل تَرُدُّ الرقى من قَدَر الله من شيء؟ الجواب: أن الرقى، والتداوي بعامة، لا يعارض قدر الله تعالى، بل هي مما قدَّره الله تعالى، فجعله سببًا عظيمًا للاستشفاء، فكما أن الْعَيْنُ حقٌّ (2) ، والإصابة بالعين شيء ثابت موجود، أو هو من جملة ما تحقق كونه، كذلك فإن الرقية تحقَّقَ كونُها سببًا للاستشفاء بها من العين وغيرها. والحاصل: أنه كما أن المرض، ووقوع ضرر العين، والحسد، والسحر، والمس، لا يكون إلا بإذن الله، [البَقَرَة: 102] {وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ... } . كذلك فإن الرقى المشروعة لا يقع نفعها إلا بإذن الله تعالى. وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرقية هي مما قدَّره الله سببًا للنفع بإذنه، وذلك حين استشكل أبو خزامة رضي الله عنه - من بني الحارث بن سعد - ذلك المعنى فقال: يا رسول الله، أرأيت رقًى نسترقيها، ودواءً نتداوى به، وتُقاةً نتقيها، هل ترد من قَدَر الله شيئًا؟   (1) هذا الجواب الأخير، للإمام النووي رحمه الله. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (14/406) . (2) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: «العين حق» ، برقم (5740) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: الطب والمرض والرقى، بالاقتصار على لفظ: «الْعَيْنُ حَقٌّ» ، برقم (2187) ، وبزيادة: «وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا» برقم (2188) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 قال صلى الله عليه وسلم: هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) . وكذا وقع مثل هذا لكعب بن مالك رضي الله عنه، فقال عليه الصلاة والسلام: يَا كَعْبُ، بَلْ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ (2) ، فدل ذلك كلُّه على أن الرقية لا ترد القدر (3) ، بل إن القدر شامل لحدوث المرض، وطلب الاستشفاء، وتحقيق الشفاء أو عدمه، فلا يتحقق الشفاء إلا بإذن الله وتقديره، قال تعالى: [الشُّعَرَاء: 80] {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *} فالرقية ليست تشفي بذاتها بل الشفاء بذات الله تعالى، والله أعلم. المسألة العاشرة: وهي آخر المسائل: يحتج بعضٌ من المعالجين بالرقى، بقولهم: هذا مجرّب نافع، فهل تكون كل رقية - جُرِّبَتْ منفعتُها - جائزة؟ الجواب: أن احتجاج هؤلاء بالتجريب والمنفعة، باب للفتنة في ذلك عظيم، حيث يجر بعده ما لا حصر له من [المجرَّبات] ، فتستحب   (1) أخرجه الترمذي؛ كتاب القَدَر، باب: ما جاء لا تردّ الرقى ولا الدواء من قَدَر الله شيئًا، برقم (2148) ، عن أبي خزامة بن يعمُر رضي الله عنه. وأخرجه أيضًا: في كتاب الطب، باب: ما جاء في الرقى والأدوية، برقم (2065) ، عنه أيضًا، وقال: (هذا حديث حسن صحيح) . وابن ماجَهْ؛ كتاب: الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، برقم (3437) ، عنه أيضًا. وهو عند أحمد في مسنده، في مسند المكيِّين، من حديث أبي خزامة أيضًا. وكذا في مستدرك الحاكم (4/199) . (2) أخرجه ابن حبَّان برقم (1396) . (3) وقد سبق للتوّ في الهامش ذي الرقم (1) عنونةٌ للإمام الترمذي: باب ما جاء لا تردّ الرقى ولا الدواء من قَدَر الله شيئًا، وهذا - لا ريبَ - دالٌّ على عظيم فقه الإمام رحمه الله لمعنى الحديث. لكنْ عنون ابن ماجَهْ رحمه الله - باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، فلعله بمثابة بيان - من الإمام رحمه الله - أن الرقى والأدوية هي مما قدر أن يكون سببًا للشفاء، كما قدر أن يكون الداء سببًا للمرض، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 عندهم لنفعها المجرَّب، لكنِ الفيصلُ في ذلك كلِّه، [أن الأفعال إنما يثبت استحبابها واتخاذها دينًا، إذا وافقت كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السابقون الأولون، وما سوى ذلك من الأمور المحدثة فلا يستحب، وإن اشتملت أحيانًا على فوائد، لأن مفاسدها تكون راجحة على فوائدها] (1) ، ولعل بعضًا من هؤلاء قد [تمسك بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: اِعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ شِرْكًا (2) ، أو بقوله صلى الله عليه وسلم: مَا أَرَى بَأْسًا، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ (3) ، فأجازوا بذلك العموم كل رقية جُرِّبَتْ منفعتُها، ولو لم يُعقل معناها، لكن الحديث الأول - وهو حديث عوف رضي الله عنه - قد دل أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يُمنع، وما لا يعقل معناه لا يُؤمَن أن يؤدي إلى الشرك فيمتنع احتياطًا] (4) . خامساً: في أمور: ينبغي توافرها في كلٍّ من الراقي والمرقي، ليتم الانتفاع بالرقية، بإذن الله عزّ وجلّ. قال العلاّمة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله تعالى: لا تفيد القراءة على المريض إلا بشروط: أولاً: أهلية الراقي: بأن يكون من أهل الخير والصلاح والاستقامة والمحافظة على الصلوات والعبادات والأذكار والقراءة والأعمال الصالحة وكثرة الحسنات، والبعد عن المعاصي والبدع والمُحْدَثات والمنكرات وكبائر الذنوب وصغائرها، والحرصِ على الأكل الحلال   (1) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص: 322. (2) سبق تخريجه ص 94، بالهامش ذي الرقم (5) . (3) سبق تخريجه ص 95، بالهامش ذي الرقم (1) . (4) انظر: فتح الباري لابن حجر، (10/206) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 والحذر من المال الحرام أو المشتَبَه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَة (1) ، ... وَذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاءِ، يا ربِّ يا ربِّ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بالحرام، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ (2) . فطِيب المطعم من أسباب قبول الدعاء، ومن ذلك عدم فرض الأجرة على المرضى، والتنزه عن أخذ ما زاد على نفقته، فذلك أقرب إلى الانتفاع برقيته. الشرط الثاني: معرفة الرقى الجائزة من الآيات القرآنية: كالفاتحة، والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآخر سورة البقرة، وأول سورة آل عمران، وآخرها، وآية الكرسي، وآخر سورة التوبة، وأول سورة يونس، وأول سورة النحل، وآخر سورة الإسراء، وأول سورة طه، وآخر سورة المؤمنون، وأول سورة الصافّات، وأول سورة غافر، وآخر سورة الجاثية، وآخر سورة الحشر، ومن الأدعية القرآنية المذكورة في الكَلِم الطيب ونحوه، مع النَّفْثِ بعد كل قراءة، وتكرار الآية مثلاً (ثلاثًا) وأكثر. الشرط الثالث: أن يكون المريض من أهل الإيمان والصلاح والخير والتقوى والاستقامة على الدين، والبعدِ عن المحرمات والمعاصي والمظالم، لقوله تعالى: [الإسرَاء: 82] {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا *} ، وقوله: [فُصّلَت: 44] {قُلْ هُوَ   (1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» ، (7/255) برقم (6491) ، ويشهد له الحديث الذي يليه. (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب، برقم (1015) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً} ، فلا تؤثر الرقى غالبًا في أهل المعاصي وترك الطاعات وأهل التكبّر والخُيَلاء والإسبال وحلق اللحى والتخلف عن الصلاة وتأخيرها والتهاون بالعبادات، ونحو ذلك. الشرط الرابع: أن يجزم المريض بأن القرآن شفاء ورحمة وعلاج نافع، فلا يفيد إذا كان مترددًا يقول: افعل الرقية كتجربة إن نفعت وإلا لم تضر، بل يجزم بأنها نافعة حقًا وأنها هي الشفاء الصحيح كما أخبر الله تعالى. فمتى تمت هذه الشروط نفعت بإذن الله تعالى، والله أعلم (1) . وقد يضاف إلى ذلك: - توجه كل من الراقي والمرقي أثناء الرقية إلى الله عز وجل بإخلاص واستحضار كل منهما الافتقار إلى قدرة الله ورحمته ولطفه، والصدق في طلب كشف الضر والبلاء، ليوافق القلبُ اللسان، ورقية الإنسان نفسه قد تكون أرجى للشفاء، لقوله تعالى: [النَّمل: 62] {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} . - كذلك ألا يستبطئ كلٌ من الراقي والمرقي أثرَ الرقية بالشفاء أو زوال الكرب، لأن الرقية هي من جنس الدعاء، وقد قال عليه الصلاة والسلام: يُسْتَجَابُ لأَِحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فلا، أو فلم يُسْتَجَبْ لِي (2) .   (1) فتوى لفضيلة العلامة عبد الله بن جبرين حفظه الله، ونفع بعلمه، عليها توقيعه. انظر: سلسلة الفتاوى الشرعية، فتاوى الرقى والتمائم، ص: 8. إعداد المؤلف. (2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه البخاري؛ كتاب الدعوات، باب: يُستجاب للعبد ما لم يَعْجَل، برقم (6340) ، ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: بيان أنه يُستجاب للداعي ما لم يَعْجل .... ، برقم (2735) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 - ومن ذلك أيضاً علم الراقي بطرق الرقية المشروعة، وهي أربعة: القراءة يتبعها النَّفْث، أو القراءة بغير نفث، أو جعل بعض الريق على طرف السبابة، ثم وضعها في تراب طاهر، مع قول الرقية المأثورة في ذلك (1) ، أو مسح موضع الألم عند القراءة بعامة، وبخاصة عند الدعاء المأثور (2) . - كذلك، فإن من مهمات شروط الانتفاع بالرقية: ألا يتجاوز أي منهما - الراقي والمرقي - إلى معصية عند الرقية، كالتسهّل في رقية النساء: ككشف عورة، أو مسٍّ من غير حائل، أو نظر مُحدِق في العيون، بحجة مايسمُّونه: الكشف بالنظر، إلى ما هنالك مما هو واقع - للأسف البالغ - وتأنف الأنامل عن تسطير مثله. هذا، ويحسن بنا في هذا المقام ذكر نص فتوى كريمة للشيخ ابن جبرين نفع الله بعلومه، حيث سئل حفظه الله: إذا احتاجت المرأة إلى القراءة عليها، فهل يجوز للقارئ أن يمسَّ شيئًا من جسدها أثناء القراءة، أو يكشف شيئًا من اليدين أو الصدر للنفث عليه؟ فأجاب - أكرمه الله -: - ... لا مانع من استعمال الرقية على المرأة مع النفث والنفخ، لكنْ لا يَحِلّ لها أن تكشف شيئًا من جسدها لغير النساء أو المحارم، ولا   (1) الرقية المأثورة هي قوله صلى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» . وهو متفق عليه من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري، كتاب: الطب، باب: رقية النبي صلى الله عليه وسلم. ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية .... ، برقم (2194) . (2) كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، ثَلاَثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» . انظر تخريجه ص 261، بالهامش ذي الرقم (5) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 يحل للقارئ الأَجنبي أن يباشر لمس بشرتها بدون حائل، بل يقرأ عليها وهي متحجبة، أو يقرأ عليها أحد نسائها أو محارمها، أو تقرأ هي على نفسها بما تيسَّر من القرآن، فالكلُّ يُرجى فيه الشفاء والنفع من الله تعالى. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (1) . هذا، ومن شروط الرقية في حق الراقي بآيات الله تعالى، بخاصةٍ: أن يكون على طهارة من الحدث الأكبر (الجنابة) ويضاف إليه - في حق الراقية - أن تكون متطهرة من حيض ونحوه، أما المرقي - ذكراً كان أو أنثى - فإن كان يتضرر بتأخير الرقية لأجل أن يتطهر، فلا بأس بأن يُرقَى على حاله، وإن كان الأكمل في حقه أن يكون طاهرًا (2) . من أدب الرقية أيضًا: أن يكونا - الراقي والمرقي - على وضوء، وأن يتوجها إلى جهة القبلة، وأن تُفتتح الرقية بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تختتم بذلك، (ذلك أن الرقية هي من جنس الدعاء) ، فيتأدب بها بآدابه، لكن الأكمل في حق الراقي رفع صوته، بما يُسمِع المرقيَّ، ليُعلِم بما يرقي، والأكمل في حق الداعي أن يخفض صوته ما أمكن، مع لزوم حضور قلب كلٍّ منهما، والخشوع وإظهار الخضوع والافتقار إلى الله تعالى، والله سبحانه أجلُّ وأعلم.   (1) نص فتوى للشيخ العلاّمة ابن جبرين حفظه الله. انظر: النذير العريان لمؤلفه فتحي الجندي، ص: 267. كذلك انظر: فتوى بمعناها، في سلسلة الفتاوى الشرعية، فتاوى الرقى والتمائم، ص: 108، إعداد المؤلف. (2) كما أفتى بجواز ذلك فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله، انظر: سلسلة الفتاوى الشرعية فتاوى الرقى والتمائم، ص: 20 وص: 22. إعداد المؤلف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 الباب الثاني في ذكر رقى مشروعة، من كتاب الله تعالى وسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم أخي القارئ الكريم، بما سبق ذكره يكون قد تمّ - إن شاء الله - بيانُ ما أحسب أنك في سعي إلى معرفته واجتهاد لتحصيله، من أمور لا غنية عن معرفتها لطالب النفع بالرقى، وذلك قبل شروعه في بذل وُسْعه في تعلم رقى مشروعة، وها أنا ذا - حبًا وكرامة - أشرع في ذكرها، مستعينًا بالله تعالى، ملتزمًا كونها على سبيل الاتباع، مباعدًا بينها وبين سبل الابتداع، وقد اجتهدت فيما أذكر منها بإيراد الآيات الكريمات بترتيب المصحف الشريف، ذاكرًا لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الاستشفاء به، ومتجوّزًا في ذكر آيات رَجَح لدى كثير من أهل العلم جواز ذكرها في الرقى، باعتبار أن القرآن الكريم كله هدى ورحمة وشفاء للمؤمنين، كما في قوله تعالى: [الإسرَاء: 82] {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ... } ، وقوله سبحانه: [فُصّلَت: 44] {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ ... } . وحاصل ذلك أن القرآن جميعه - لا بعضاً منه - يُستشفى به، [فلم تُحدَّد الرقية الشرعية في سورة مخصوصة، ولا آيات معدودة، ولا أدعية معينة، بل أُطلِقت كما في قوله صلى الله عليه وسلم لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ تَكُنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 شِرْكًا (1) ، وإن الله تعالى وصف القرآن كله بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين، ولم يحدد آيات خاصة] (2) ، لذلك كلِّه لست مقتصرًا في ذكر الرقى من القرآن على الآيات التي صحت النصوص الدالة على خصوص الاستشفاء بها، لكنْ سأوردها ومعها ما يُستشَفُّ منه وجه نفعٍ فيما يُقرأ لأجله. أما الوارد من السنة، فإني لا أتعدى في ذلك ما صح منه أو كان حَسَن الرُّتبة، مقدِّمًا بين يدي ذلك كله بأنواع من الثناء على الله تعالى، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ليختار الراقي - وفقه الله - منها ما يشاء، أو يزيد عليها، ومن ثَمَّ فإنه لا يعجل بالشروع في الرقية قبل تقديم ذلك، ولا يختم الرقية إلا بها أو بنحوها، فإن ذلك أرجى للقبول والنفع بإذن الله تعالى. هذا، وقد اخترت - بفضل الله - ترتيب إيراد الرقى على النحو التالي: أولاً: ... افتتاح الرقى. ثانياً: ... رقية وقائية تحفظ المؤمن بإذن ربه. ثالثا: ... رقية مطوّلة جامعة من كتاب الله تعالى للاستشفاء عمومًا بها. رابعاً: ... رقى مفصلة - من القرآن الكريم - مختصة بالاستشفاء من أمراض بعينها. خامساً: ... رقية جامعة من السنة المطهرة، تدخل في عموم الاستشفاء (3) .   (1) سبق تخريجه ص94 بالهامش ذي الرقم (5) . (2) الكلام بين معقوفين جزء من نص فتوى للشيخ ابن جبرين حفظه الله. انظر: سلسلة الفتاوى الشرعية؛ فتاوى الرقى والتمائم ص: 28. إعداد المؤلف. (3) ضمَّنتُ في ثنايا الرقية الجامعة من السُّنة ما اختص من ذلك بأمراض بعينها، كالقَرْحة، والحُمّى والعين والكرب، ولم أُفرِدْها بعنونة مختصةٍ طلبًا للاختصار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 أولاً: افتتاح الرقية (1) : بتمجيد الله تعالى وحمده، والثناء عليه سبحانه، والصلاةِ والسلام على رسوله النبيِّ الأميّ صلى الله عليه وسلم. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم أ- من القرآن الكريم: - ... [الفَاتِحَة: 2] {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} . - ... [الكهف: 1] {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا *} . - ... [سَبَإ: 1] {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ *} . - ... [آل عِمرَان: 102-103] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *} .   (1) يقدم الراقي بين يدي الرقية، التحميدَ والثناء، كذلك الصلاةَ والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ» أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: في إيجاب الدعاء بتقديم الحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبله، برقم (3477) ، عن فَضَالةَ بنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه. قال أبو عيسى [الترمذي] : هذا حديث حسن صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 - ... [محَمَّد: 19] {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ *} . - ... [طه: 8] {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى *} . - ... [الأعرَاف: من الآية 180] {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} . - ... [الإسرَاء: 110] {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} . - ... [غَافر: 65] {هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} . ب: من سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: - ... لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّموَاتِ وَرَبُّ الأَْرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (1) . - ... لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ (2) . - ... لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (3) . - ... سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ (ثلاث مرات) (4) . - ... سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ (5) . - ... اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءُ السَّموَاتِ وَالأَْرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا   (1) متفق عليه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند الكرب، برقم (6346) ، ومسلمٌ؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: دعاء الكرب، برقم (2730) . (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأذان، باب: الذِّكر بعد الصلاة، برقم (844) ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: المساجد، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (593) ، عنه أيضًا. ... وقال الحسن: الجَدُّ: غنًى. كما أورد الإمام البخاري عقب الرواية. (3) أخرجه مسلم؛ بالتخريج السابق، برقم (594) ، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما. (4) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2726) ، عن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها. (5) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود، برقم (487) ، عن عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 مَنَعْتَ وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ (1) . - ... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ   (1) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (477) ، عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ [فِي الْعَالَمِينَ] ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (1) .   (1) أخرجه البخاري؛ كتاب أحاديث الأنبياء، بعد باب: (يزفون) ، برقم (3370) ، وفي مواضع عدة، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، برقم (405) عنه أيضًا. والزيادة في الموضعين [إبراهيم وعلى] : وردت في رواية البخاري يرحمه الله، وزيادة [في العالمين] وردت في رواية مسلم رحمه الله. ... وهذه الصيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي المختارة، [وهي أفضل الكيفيات في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وذلك لكون النبي صلى الله عليه وسلم علّمها أصحابه رضي الله عنهم، بعد سؤالهم عنها، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يختار لنفسه إلا الأشرف والأفضل. ويجب عند أهل النظر أن يتخير الإنسان للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أصحّ المروي إسنادًا، ومن أصحها إسنادًا أتمّها معنًى] . انظر: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم ص: 14 وما بعدها، للإمام السخاوي رحمه الله. ... هذا، وقد أفاد الإمام ابن القيم رحمه اللهأن من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، عند الدعاء، وقال: والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء بمنزلة الفاتحة من الصلاة. كما ذكر - رحمه الله - تسعًا وثلاثين فائدة حاصلة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، ص: 377. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 ثانياً: رقية وقائية تحفظ المؤمن بإذن ربه: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (1) بسم الله الرحمن الرحيم * سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} * من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *}   (1) الاستعاذة: لفظ يُطلب فيه الالتجاء إلى الله تعالى والتحصن به سبحانه من الشيطان الرجيم، وصيغتها المختارة هي [أعوذ بالله من الشيطان الرجيم] ، على ما أتى في سورة النحل من قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *} [النّحل: 98] . ويصح فيها زيادة تنزيه الله تعالى كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يترك الزيادة، وهذا النقل لم يصح، لذا، فإن زيادة التنزيه لا تمنع، وبخاصة أنه قد ورد أحاديث أخر أصح إسنادًا تزيد في التنزيه؛ فالقارئ إذًا مخير بين الاقتصار على ما أجملته الآية، أو الزيادة عليه بما يفيد التعظيم، أو النقص منه بما يفيد مطلق الاستعاذة، والله أعلم. انظر: الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع، للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله ص: 43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} * من سورة الأنعام: - ... {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} * من سورة التوبة: - ... {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 * من سورة يوسف: - ... { ... فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} من سورة الرعد: - {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} من سورة الحِجر: - ... {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ *وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} من سورة الأنبياء: - ... {قُلْنَا يانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} من سورة الصافات: - {وَالصَّآفَّاتِ صَفًّا *فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا *فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا *إِنَّ إِلهَكُمْ لَوَاحِدٌ *رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ *إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ *وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ *لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإَِ الأَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ *إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} من سورة الانفطار: - ... {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 من سورة الطارق: - ... {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} من سورة الكافرون: - ... {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *} سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: بسم الله الرحمن الرحيم - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: بسم الله الرحمن الرحيم - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 ثالثًا: رقية مطوّلة جامعة من القرآن الكريم للاستشفاء عمومًا بها (1) . أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآْخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} - ... {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *}   (1) أذكر في هذه الرقية - إن شاء الله - آيات، قد يرقي بها الراقي جميعًا، أو يتخير منها ما شاء بما عرف من حال المرقيّ، ويلزم من ذلك كون الراقي أهلاً للاختيار، له مِراس في شأن الرقية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 - ... {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ *} - ... {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ *وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ *فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ *فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدَىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ *وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ *وَلاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ *وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ *أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ *وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ *الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيهِ رَاجِعُونَ *} - ... {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ *} - ... {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ *} - ... {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ *مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ *} - ... {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *} - ... {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *} - ... {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 - ... {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *} - ... {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ *} - ... {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *} [جزء من الآية] - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِيْنُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ *وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ *وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ *} - ... {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ *إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 الأَسْبَابُ *وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ *يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ *إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} - ... {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *} - ... {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ *} - ... {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ *الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ *وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ *} - ... {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيْضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ *} - ... {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *وَقَالَ لَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *} - ... {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} - ... {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةِ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ *} - ... {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ *وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 ونزلوا قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} من سورة آل عمران: - ... {الم *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ *نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ *مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ *إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ *هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ *رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ *رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ *إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ *} - ... {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ *الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ *شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *فَإِنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ *} - ... {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ *لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ *قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ *قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ *} - ... {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ *} - ... {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 - ... {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ *} - ... {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *} - ... {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ *وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَو يُحَآجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *} - ... {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ *} - ... {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ *} - ... {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ *لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ *ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ *} - ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ *} - ... {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ *} - ... {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ *وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ *} - ... {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *} - ... {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ *} - ... {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *} - ... {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ *الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ *الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ *إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *} - ... {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ *رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأَُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ *لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ *مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ *لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ *وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *} من سورة النساء: - ... {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا *} - ... {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا *} - ... {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا *} - ... {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا *} - ... {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا *} - ... {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا *} - ... {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا *} - ... {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً *} - ... {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا *إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا *إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا *يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا *يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً *لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا *فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا *} من سورة المائدة: - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *} - ... {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ *إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ *} - ... {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ *} - ... {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ *قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} - ... {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ *قُلْ لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *} من سورة الأنعام: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ *وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ *} - ... {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أْسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ *مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ *وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ *قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لاَ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ *الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ *ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ *انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ *وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ *وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ *وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ *وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ *وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ *قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ *} - ... {فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ *فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} - ... {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ *قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لاَ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ *قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ *} - ... {وَهُوَ الَّذِي يَتَوفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ *ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ *قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ *قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ *قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ *وَكَذَّبَ بِهِ قَومُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ *لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ *وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ *} - ... {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ *بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ *} - ... {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ *} - ... {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِْنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ *أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ *وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَْرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ *إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ *فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ *وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ *وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِْثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِْثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ *وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيْاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَولِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ *أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بَأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ *وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ *فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِْسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ *وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآْيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ *لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِْنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِْنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ *يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِْنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ *ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ *وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عمَّا يَعْمَلُونَ} من سورة الأعراف: - ... {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ *وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ *قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ *قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ *قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ *قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأََقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ *ثُمَّ لآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 شَاكِرِينَ *قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأََمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ *وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ *فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ *وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ *فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ *قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ *قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ *قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ *يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ *يَابَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ *وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ *فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ *} - ... {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 خَالِدُونَ *فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ *قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُِولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاَءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ *وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُِخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ *إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ *لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ *وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُّمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ *الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ *وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ *وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ *أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ *وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ *الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوُا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ *وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ *هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ *إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *} - ... {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ *} - ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ *} - ... {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *} - ... {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *} - ... { ... وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ *} - ... {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ *} - ... {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ *وَقَالَ مُوسَى يافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ *قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ *وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ *قَالَ الْمَلأَُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ *يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ *قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ *يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ *وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ *قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ *قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ *قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ *وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ *فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ *وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ *قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ *قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ *لأَُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأَُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ *قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ *وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ *} - ... {إِنَّ هَؤُلاَءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} - ... {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ *وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَِخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ *وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ *قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ *} - ... {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطِّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *} - ... {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} - ... {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 - ... {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنْظِرُونِ *إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ *وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاَ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ *وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ *خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ *وَإِخوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ *وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ *وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ *} من سورة الأنفال: - ... {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ *يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ *لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ *إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ *وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ *إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ *ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ *يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ *وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاَءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ *إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ *} - ... {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 شَدِيدُ الْعِقَابِ *} - ... {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *} - ... {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ *وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ *} - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *} - ... {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ *ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ *} من سورة التوبة: - ... {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ *وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *} - ... {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ *ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ *ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *} - ... {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ *} - ... {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *} - ... {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ *} - ... {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 *يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ *} - ... {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ *} - ... {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *} من سورة يونس: - ... {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ *دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} - ... {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 - ... {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *} - ... {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *} - ... {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ *} - ... {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ *فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ *فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ *وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ *} - ... {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ *} - ... {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ *} - ... {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} من سورة هود: - ... {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ *مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} - ... {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ *الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ *} - ... {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *} - ... {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَال ياقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ *} - ... {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَال ياقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ *} - ... {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَال ياقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ *} - ... {وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 من سورة يوسف: - ... {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ *وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ *وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ *فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ *يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ *وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ *قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتَّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ *قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ *فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 - ... {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *} - ... {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ *} - ... { ... فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *} - ... {وَقَال يابَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ *} - ... ُ {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} - ... {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوْحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ *} من سورة الرعد: - ... {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ *اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ *عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ *سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ *هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 *وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ *} - ... {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *} - ... {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ *} - ... {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَانِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ *} - ... {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ *وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ *} من سورة إبراهيم: - ... {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ *مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ *يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ *مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيْحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ *أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ *وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ *} - ... {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طِيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *} - ... {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ *} - ... {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ *وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ *وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ *وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ *فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ *يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ *وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ *سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ *لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *هَذَا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ *} من سورة الحِجْر: - ... {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *} - ... {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ *لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ *وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ *وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ *} - ... {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ *فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ *إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ *قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ *قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَِسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ *قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ *وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ *قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ *إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ *قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ *قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ *إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ *وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ *لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ *إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ *وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ *لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ *نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ *} - ... {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآَتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ *إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ *وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ *لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ *وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ *كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ *الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ *فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ *فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ *إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ *الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ *وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ *وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ *} من سورة النحل: - ... {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ *خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} - ... {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ *أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ *إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ *} - ... {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ *} - ... {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ *} - ... {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ *ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *} - ... {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ *} - ... {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ *} من سورة الإسراء: - ... {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً *} - ... {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً *كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا *} - ... {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 مَسْتُورًا *وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا *نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا *انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً *وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا *قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا *أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا *يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً *} - ... {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً *} - ... {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا *قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأََْحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً *قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا *وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَْمْوَالِ وَالأَْوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا *إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} - ... {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 - ... {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيرًا *وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا *وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا *} - ... {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *} - ... {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً *وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} من سورة الكهف: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا *قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً *مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا *وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا *مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآِبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا *فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا *إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً *وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا *أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا *إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا *فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا *ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 - ... {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا *} - ... {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا *} - ... {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا *} - ... {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا *وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا *الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا *أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً *قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرَينِ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا *أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً *ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً *خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً *قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا *قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 من سورة مريم: - ... {كهيعص *ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا *إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا *قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًا *وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا *يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا *يَازَكَريَا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا *قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا *قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا *قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا *فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا *} - ... {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا *رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} - ... {أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا *فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا *ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا *ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا *وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا *ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقُوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا *} - ... {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا *كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا *أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا *فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا *يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا *وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا *لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا *وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا *لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا *تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا *أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَدًا *وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا *إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا *لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا *وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا *فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا *وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا *} من سورة طه: - ... {طه *مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى *إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى *تَنْزِيلاً مِمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى *الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى *وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى *} - ... {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي *وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي *} - ... {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى *فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لاَ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنْتَ مَكَاناً سُوىً *قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً *فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى *قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى *فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى *قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى *فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى *قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى *قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى *فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى *قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى *وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى *فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى *قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأَُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ وَلأَُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى *قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *} - ... {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا *فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا *لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلاَ أَمْتًا *يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا *يَوْمَئِذٍ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً *يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا *وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا *} - ... {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} من سورة الأنبياء: - ... {إِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ *مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ *لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ *قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} - ... {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ *} - ... {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ *وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ *لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ *يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ *وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ *أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ *وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ *وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ *وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ *كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ *} - ... {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاَءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ *} - ... {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ *قُلْنَا يانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ *وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ *} - ... {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرَبِ الْعَظِيمِ} - ... {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} - ... {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ *وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 - ... {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ *} من سورة الحج: - ... {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ *} - ... {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ *} - ... {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ *مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ *وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ *} - ... {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ *يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 وَالْجُلُودُ *وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ *كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ *} من سورة المؤمنون: - ... {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ *} - ... {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ *} - ... {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ *فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ *تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ *أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ *قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ *رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ *قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ *إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ *فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ *إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ *قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ *قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَآدِّين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 َ *قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ *وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ *وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ *} من سورة النور: - ... {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأَفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *الزَّانِي لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ *} - ... {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقَيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *} - ... {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَْبْصَارِ *يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُِولِي الأَْبْصَارِ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 من سورة الفرقان: - ... {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} - ... {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} - ... {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً *} - ... {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} من سورة الشعراء: - ... {طسم *تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ *لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ *إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ *وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ *فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ *أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ *إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلاَ يَتَّقُونَ *قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ *وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ *وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ *قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ *فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ *قَالَ أَلَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ *وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ *قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّآلِّينَ *فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ *وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ *قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ *قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ *قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ *قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ *قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ *قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ *قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ *قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ *قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ *وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ *قَالَ لِلْمَلإَِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ *يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ *قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ *يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ *فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ *وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ *لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ *فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأََجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ *قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ *قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ *فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ *فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ *فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ *قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ *} - ... {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ *فَإِنَّهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ *الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ *وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ *رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ *وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ *وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ *وَاغْفِرْ لأَِبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ *وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ *يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ *إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ *وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ *وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ *وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ *فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ *وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ *قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ *تاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ *فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ *وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ *فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *} من سورة النمل: - ... {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِي لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ *لأَُعِذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأََذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *} - ... {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *} - ... {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ *} - ... {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ *} - ... {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ *وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ *وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ *} - ... {وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ *فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ *} من سورة القصص: - ... {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ *فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *} - ... {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ *وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُوْلَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *} - ... {وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *} من سورة العنكبوت - ... {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 من سورة الروم - ... {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ *وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ *يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ *وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ *وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ *وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ *وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَْرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَْرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ *وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ *وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَْعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} من سورة لقمان - ... {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} - ... {وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ *} - ... {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَْرْحَامِ وَمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} من سورة السجدة - ... {قُلْ يَتَوفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} - ... {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ *أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} b من سورة الأحزاب - ... {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا *وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا *وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا *} b من سورة سبأ - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَْرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآْخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 - ... {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} - ... {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ *قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ *} - ... {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ *وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ *وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ *وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} من سورة فاطر - ... {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ *} - ... {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ *} - ... {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 - ... {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ *وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} - ... {إِسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً *} من سورة يس - ... {يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ *إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ *لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَْذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ *وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ *إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} - ... {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ *وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} - ... {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ *هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 الأَْرَائِكِ مُتَّكِئُونَ *لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ *سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ *وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ *أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ *وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ *وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ *هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ *الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ *وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ *وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلاَ يَرْجِعُونَ} - ... {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ *الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَْخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ *أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ *إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} من سورة الصافات - ... {وَالصَّآفَّاتِ صَفًّا *فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا *فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا *إِنَّ إِلهَكُمْ لَوَاحِدٌ *رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ *إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ *وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ *لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإَِ الأَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ *فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لاَزِبٍ *بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ *وَإِذَا ذُكِّرُوا لاَ يَذْكُرُونَ *وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ *وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ *أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ *أَوَآبَاؤُنَا الأَْوَّلُونَ *قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ *فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ *وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ *هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ *احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ *مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ *وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ *مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ *بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} - ... {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ *} - ... {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ *وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} - ... {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الأَْسْفَلِينَ} - ... {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ *وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ *وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ *وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ *وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآْخِرِينَ *سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ *إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} - ... {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ *سُبْحَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ *} - ... {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} من سورة ص: - ... {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ *ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُِولِي الأَلْبَابِ *} - ... ُ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *} من سورة الزمر - ... {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاَصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *} - ... {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ *} - ... {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِْسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 - ... {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ *وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ *} - ... {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ *قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ *مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} - ... {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} - ... {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} - ... {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَْرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} - ... {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ *قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} - ... {وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} من سورة غافر - ... {حم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ *غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} - ... ُ {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ *الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *} - ... {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ *} - ... {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأََظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ *} - ... {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ *فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ *النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} - ... {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} - ... {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ *} - ... {هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} - ... {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} من سورة فصلت - ... {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} - ... {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} - ... {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَْرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} - ... {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ *وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ *مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} من سورة الشورى: - ... {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُو اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} - ... {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} من سورة الزخرف - ... {الأَْخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} - ... {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ *لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ *وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ *وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ *لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ *أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ *أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} من سورة الدخان - ... {حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ *إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ *فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ *أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ *رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ *لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَْوَّلِينَ *بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ *فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ *يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ *رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ *أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ *ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ *إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ *يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} - ... {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ *مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ *إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ *يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئًا وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ *إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ *طَعَامُ الأَْثِيمِ *كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ *كَغَلْيِ الْحَمِيمِ *خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ *ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ} من سورة الجاثية - ... {حم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ *إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ لآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ *وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَآبَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ *وَاخْتِلاَفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ *وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ *يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ *مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلاَ مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءً وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *هَذَا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} - ... {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَْرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} من سورة الأحقاف - ... {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} - ... {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ *قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ *يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ *فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ *} من سورة محمد صلى الله عليه وسلم - ... {فَإِذَا لَقِيْتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ *} - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} - ... {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ *فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} من سورة الفتح - ... {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا *لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا *وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا *هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا *لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا *وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا *وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا *إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً *إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} - ... {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} من سورة ق - ... {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِْنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ *مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ *وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ *وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ *وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ *لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ *وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ *أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ *مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ *الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ *قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ *قَالَ لاَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ *مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ *يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} من سورة الذاريات - ... {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} - ... {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} - ... {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونَ *فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} من سورة الطور: - ... {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ *} - ... {يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ *} من سورة النجم - ... {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى *مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى *وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى *ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى *وَهُوَ بِالأُْفُقِ الأَْعْلَى *ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى *فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى *فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} من سورة القمر - ... {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ *وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 - ... {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ *وَفَجَّرْنَا الأَْرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ *وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ *تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ *وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ *فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} - ... {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ *أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ *سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ *بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ *إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ *يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وَجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ *إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ *وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ *وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ *وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ *وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} من سورة الرحمن - ... {الرَّحْمَانُ *عَلَّمَ الْقُرْآنَ *خَلَقَ الإِنْسَانَ *عَلَّمَهُ الْبَيَانَ *الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ *وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ *وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ *أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ *وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ *وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ *فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ *وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ *وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 - ... {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِْنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَآنٌّ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَْقْدَامِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ *يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} من سورة الواقعة - ... {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ *فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ *وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ *لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ *إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ *وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ *وَكَانُوا يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ *أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ *قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ *لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ *ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ *لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ *فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ *فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ *فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ *هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 من سورة الحديد - ... {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *هُوَ الأَْوَّلُ وَالآْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَْرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُْمُورُ *يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} - ... {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ *يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَْمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ *فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ *اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآْيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 من سورة الحشر - ... {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الأَْبْصَارِ *وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآْخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} - ... {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ *لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} من سورة التغابن: - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 من سورة الطلاق - ... {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} - ... { ... لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا *} من سورة الملك - ... {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ *الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ *ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ *وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ *وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ *تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ *قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ *وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ *فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَِصْحَابِ السَّعِيرِ} من سورة القلم - ... {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ *وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 من سورة الحاقة - ... {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ *وَحُمِلَتِ الأَْرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ *وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ *وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ *يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ *فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأُوا كِتَابِيَهْ *إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ *فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ *كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَْيَّامِ الْخَالِيَةِ *وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ *يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ *مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ *هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ *خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ *ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ *إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ *وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ *وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ *لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ *فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ *وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ *إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} من سورة المعارج - ... {كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى *نَزَّاعَةً لِلشَّوَى *تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى *وَجَمَعَ فَأَوْعَى} سورة الجن - ... {قُلْ أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا *وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا *وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا *وَأَنَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِْنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا *وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِْنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا *وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا *وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا *وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآْنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا *وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَْرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا *وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا *وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَْرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا *وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا *وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا *وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا *وَأَلَّوِِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأََْسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا *لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا *وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا *وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا *قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا *قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا *قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا *إِلاَّ بَلاَغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا *حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا *قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا *عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا *لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 من سورة المزمل: - ... {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً *} من سورة القيامة - ... {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ *وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ *يَقُولُ الإِْنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ *كَلاَّ لاَ وَزَرَ *إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} من سورة الإنسان - ... {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً *فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا *وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً *وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً *إِنَّ هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً *نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً *إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً *وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا *يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} من سورة المرسلات - ... {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ *وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} من سورة النازعات - ... {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ *تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ *قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ *أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ *يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ *أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً *قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ *فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 - ... {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} من سورة الانفطار - ... {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} من سورة المطففين - ... {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ *لِيَومٍ عَظِيمٍ *يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} من سورة الانشقاق - ... {وَإِذَا الأَْرْضُ مُدَّتْ *وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ *وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} سورة البروج - ... {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ *وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ *وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ *قُتِلَ أَصْحَابُ الأُْخْدُودِ *النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ *إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ *وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ *وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ *الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَْنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ *إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ *إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ *ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ *فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ *هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ *فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ *بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ *وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ *بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 سورة الطارق - ... {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *النَّجْمُ الثَّاقِبُ *إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ *فَلْيَنْظُرِ الإِْنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ *خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ *يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ *إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ *يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ *فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ *وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ *وَالأَْرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ *إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ *وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ *إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا *وَأَكِيدُ كَيْدًا *فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} سورة الأعلى - ... {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى *وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى *وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى *فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى *سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى *إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى *وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى *فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى *سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى *وَيَتَجَنَّبُهَا الأَْشْقَى *الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى *ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا *قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى *وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى *بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى *إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُْولَى *صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} سورة الغاشية - ... {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ *عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً *تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ *لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ *لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ *لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً *فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ *وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ *وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ *وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ *أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِْبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ *وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ *وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ *وَإِلَى الأَْرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ *فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ *لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ *إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ *فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَْكْبَرَ *إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} من سورة الفجر - ... {وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ *وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ *وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ *هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حْجِرٍ *أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ *إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ *وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ *وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَْوْتَادِ *الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ *فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ *فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ *إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} من سورة الليل - ... {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُْنْثَى *إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى *فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى *وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} سورة الضحى - ... {وَالضُّحَى *وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى *مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى *وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُْولَى *وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى *أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى *وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى *وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى *فَأَمَّا الْيَتِيمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 فَلاَ تَقْهَرْ *وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ *وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} سورة الشرح - ... {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ *الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} سورة التين - ... {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ *وَطُورِ سِينِينَ *وَهَذَا الْبَلَدِ الأَْمِينِ *لَقَدْ خَلَقْنَا الإِْنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ *ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ *إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ *فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ *أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} سورة القَدْر - ... {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ *سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} سورة البينة - ... {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ *رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً *فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ *وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ *وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ *جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} سورة الزلزلة - ... {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَْرْضُ زِلْزَالَهَا *وَأَخْرَجَتِ الأَْرْضُ أَثْقَالَهَا *وَقَالَ الإِْنْسَانُ مَا لَهَا *يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا *بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا *يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ *فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} سورة القارعة - ... {الْقَارِعَةُ *مَا الْقَارِعَةُ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ *يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ *وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ *فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ *فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ *وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ *فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَه *نَارٌ حَامِيَةٌ} سورة التكاثر - ... {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ *كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ *ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ *كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ *لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ *ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ *ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 سورة العصر - ... {وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإْنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} سورة الهمزة - ... {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ *الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ *يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ *كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ *نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ *الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَْفْئِدَةِ *إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ *فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} سورة الفيل - ... {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ *أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ *وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ *تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ *فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} سورة قريش - ... {لإِِيلاَفِ قُرَيْشٍ *إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ *فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ *الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوفٍ} سورة الماعون - ... {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ *فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ *وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ *وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 سورة الكوثر - ... {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَّبِكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَْبْتَرُ} سورة الكافرون - ... {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} سورة النصر - ... {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} سورة المسد - ... {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ *سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ *وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ *فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} سورة الإخلاص - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} سورة الفلق - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} سورة الناس - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 رابعًا: رقى من القرآن الكريم مفصَّلةٌ مختصة بالاستشفاء من أمراض معنوية (نفسية) ، وحسية (عضوية) . أ- الأمراض المعنوية (النفسية) : 1- رقية من العين (1) . أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *} - ... {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ *}   (1) أوردت في الرقية من العين الآيات التي يسترقى بها من الحسد أيضًا، وذلك لأن [كل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائنًا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن] . كما في قوله تعالى: [الفَلَق: 5] {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} ، وذلك من بالغ إعجاز القرآن، وسمو بلاغته، وشمول معانيه. انظر: زاد المعاد، لابن القيم (3/138) . وقد اختصرت منه أيضًا ما سيأتي من طرق الوقاية وعلاج العين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 - ... {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} - { ... فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} - ... {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *} { ... فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 من سورة آل عمران: - ... {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *} من سورة النساء: - ... {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا *} - ... {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} من سورة الأنعام: - ... {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ *} من سورة الأعراف: - ... {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ *} من سورة يونس: - ... {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 من سورة يوسف: - ... { ... فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *} - ... {وَقَال يابَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ *} من سورة الرعد: - ... {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ *سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} من سورة الحِجْر: - ... {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ *وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ *} من سورة الكهف: - ... {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا *} من سورة النور: - ... {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ *يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُِولِي الأَبْصَارِ *} من سورة الشعراء: - ... {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ *} من سورة فاطر: - ... {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} من سورة يس: - ... {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ *} - ... {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ *} من سورة الزمر: - ... {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ... } من سورة القمر: - ... {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ *} من سورة الملك: - ... {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ *الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ *ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ *} من سورة القلم: - ... {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ *وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ *} من سورة الحاقة: - ... {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ *وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ *إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *} من سورة القيامة: - ... {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ *وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ *يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ *كَلاَّ لاَ وَزَرَ *إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ *} سورة الكافرون: - ... {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *} سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} هذا، أخي القارئ، ولا يُقتصر في الرقية من العين على ما ذكر من الرقية بالقرآن، فإن العين يدفع شرها أيضًا وتعالج بأمور أوجزها من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله (1) ، على النحو الآتي: 1- ... ستر محاسن من يُخاف عليه العين بما يردها عنه، ومنه قول عثمان رضي الله عنه لما رأى صبيًا مليحًا: (دسِّموا نونته - النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير - لئلا تصيبه العين) (2) 2- ... أن من علم من نفسه ضرر عينه، فإنه يتعين عليه أن يبرّك إذا رأى شيئًا أو إنسانًا أعجبه، فيبادر إلى قول، (بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله، اللهم بارك عليه) ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة لما عان سهلَ بن حُنيف (أبا ثابت رضي الله عنه) ، فقال لعامر رضي الله عنه:   (1) انظر: زاد المعاد (3/137-141) . (2) دسّموا نونته، أي: سوِّدوا النقرة التي في ذقنه لترد العين عنه. انظر: النهاية لابن الأثير (2/110) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أَلاَ بَرَّكْتَ (1) ، أي قلت: اللهم بارك عليه. وبهذا التبريك يندفع شر العين بإذن الله. 3- ... أن يتعوّذ المعين، بعد وقوع العين - سواء عُرف العائن أم لم يُعرَف - بصنوف التعوذات من القرآن الكريم، كما مر آنفًا، وكذلك بالتعوذات النبوية (2) ، ومنها: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (3) ، وأَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ (4) . 4- ... في حالة عُرِف العائن، فإنه يؤمر أن يتوضأ للمعين، بغسل   (1) الحديث في موطأ مالك (2/938) ، وعند الحاكم (3/410) وابن حبان (6105) . وتمام الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج، وساروا معه نحو ماء، حتى كانوا بشِعْب الخرار من الجُحْفة (مَنْزِل بين مكة والمدينة) ، فاغتسل سهل بن حنيف، وكان أبيض حسن الجسم والجِلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة (أي: جارية في خِدْرها مكنونة، لا تراها العيون، فلُبِطَ (أي: صُرِعَ) سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هل تتهمون به من أحدٍ؟ قالوا: عامر بن ربيعة، فَدَعَا عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟! هَلاَّ إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ ثُمَّ قَالَ: اغْتَسِلْ لَهُ» ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح (إناء) ، ثم صب ذلك الماء عليه (أي: صبة واحدة) رجلٌ من خلفه على رأسه وظهره، ثم كفأ القدح (قلبه وراءه على الأرض بعد أن صب عليه، ولا يوضع على الأرض قبل ذلك) ، ولما أن فعل ذلك راح سهلٌ مع الناس ليس به بأس. ... والحديث إسناده صحيح ورجاله ثقات، كما في شرح السنة للبغوي (12/164) . وتفسير الألفاظ بين معقوفين مستفاد من "أوجز المسالك": (14/365-367) . (2) سيأتي ذكر مفصّل لسائر التعوذات النبوية، إن شاء الله، عند سرد الرقية من السنة الشريفة. (3) سبق تخريجه ص262، بالهامش ذي الرقم (6) . (4) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، باب (10) ، بعد باب (يزفون) ، برقم (3371) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 مغابنه (1) وأطرافه وداخِلة إزاره، أي: طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده من الجانب الأيمن (2) ، ثم يُصبّ على رأس الرجل المعين من خلفه بغتةً صبة واحدة (3) . ثم ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله رقيةً ينقلها عن الإمام أبي عبد الله الساجي رحمه الله أنه قال: دلوني على العائن (وكان قد نظر إلى ناقة الإمام فاضطربت وسقطت) ، فدُلَّ عليه، فوقف وقال: بسم الله، حَبْسٌ حَابِسٌ، وحَجَرٌ يابِسٌ، وشِهابٌ قابِسٌ، رددتُ عينَ العائن عليه، وعلى أحبِّ الناس إليه [المُلك: 3-4] {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ *ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ *} ، فخرجَتْ حَدَقتا العائن، وقامتِ الناقةُ لا بأس بها (4) . اهـ.   (1) المغابن: الأرْفاغ، وهي بواطن الأفخاذ عند الحَوَالِب، جمع مغبن، من غَبَنَ الثوبَ إذا ثَنَاه وعَطَفه، وهي معاطف الجلد أيضًا. انظر: النهاية لابن الأثير (3/307) . (2) هذا، إن حُمل - لفظ الحديث الدال على ذلك - على ظاهره، فيكون الغسل لطرف الإزار الذي يلي جسد المؤتزر، لكن يحتمل أيضًا، أنه أراد أن يغسل العائن موضع داخلة إزاره من جسده، لا إزاره بعينه، فيكون المقصود غسل الوَرِك، أو الفرج (المذاكير) ، فكنى بالداخلة عنها، كما كني عن الفرج بالسراويل. انظر: النهاية لابن الأثير (2/101) . (3) قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وهذا - أي العلاج للعين باغتسال العائن وصب الغَسُول على المعين - مما لا يناله علاج الأطباء، ولا ينتفع به من أنكره، أو سَخِر منه، أو شك فيه، أو فَعَله مُجرِّبًا لا يعتقد أن ذلك ينفعه. اهـ. ثم فصّل رحمه اللهفي مناسبة ذلك لدفع شر العائن، ومناسبته لانتفاع المعين، تفصيلاً مفيدًا للغاية، فارجع إليه، إن شئت المزيد، وانظر زادَ المعاد، (3/140) . (4) هذا محمول - كما لا يخفى - على من تعمّد الأذى بالإصابة بالعين، وقد علم من نفسه أنه قلَّما نظر إلى شيء إلا أتلفه، فيُعاقَب بمثل هذه الرقية، والجزاء من جنس العمل، [كما ينبغي للإمام منع العائن - إذا عُرف بذلك - من مداخلة الناس، وأن يلزم بيته، فإن كان فقيرًا رزقه ما يقوم به، فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس، .... ] . اهـ. بنقل ابن حَجَرٍ له عن ابن بطال رحمهما الله، في الفتح (10/216) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 2- رقية من الحسد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *} - ... {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} - ... { ... فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} - ... { ... قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} من سورة آل عمران: - ... {وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَو يُحَآجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *} - ... {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 من سورة النساء: - ... {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا *} - ... {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} - ... {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا *} من سورة التوبة: - ... {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ *} - ... { ... وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ *} من سورة يونس: - ... {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} من سورة يوسف: - ... {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 - ... {وَقَال يابَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ *} من سورة الرعد: - ... {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ *} من سورة فاطر: - ... {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} من سورة الزمر: - ... {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ... } - ... { ... قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ *} سورة الكافرون: - ... {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 3- رقية من السحر: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} - ... {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 من سورة آل عمران: - ... {الم *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ *نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ *مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ *إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ *} - ... {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} - ... {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ *} - ... {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ *} - ... {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *} - ... {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *رَبَّنَا إِنَّكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ *رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *} من سورة الأنعام: - ... {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ *} من سورة الأعراف: - ... {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *} - ... { ... وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ *} - ... {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ *قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ *وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ *وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ *قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ *} من سورة الأنفال: - ... {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ *} من سورة التوبة: - ... {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *} من سورة يونس: - ... {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ *} - ... {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ *فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ *فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ *وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ *} - ... {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 من سورة يوسف: - ... {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *} من سورة الرعد: - ... {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ *سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ *} من سورة إبراهيم: - ... {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ *} من سورة النحل: - ... {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ *خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} من سورة الإسراء: - ... {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 سُلْطَاناً نَصِيرًا *وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا *وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا *} من سورة طه: - ... {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى *قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى *فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى *قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى *وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى *فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى *} من سورة الأنبياء: - ... {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ *} - ... {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ *} - ... {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ *} من سورة المؤمنون: - ... {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ *وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ *وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 من سورة الفرقان: - ... {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا *} من سورة الشعراء: - ... {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ *فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ *قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ *رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ *} من سورة النمل: - ... {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} - ... {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ *وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ *} - ... {وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ *فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ *} من سورة القصص: - ... { ... قَالَ رَبِّ نَجِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *} من سورة العنكبوت: - ... {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ *} من سورة الصافات: - ... {وَالصَّآفَّاتِ صَفًّا *فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا *فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا *إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ *رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ *إِنَّا زَيَّنَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ *وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ *لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإَِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ *إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ *} من سورة الزمر: - ... {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ *} - ... {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ *} من سورة الحشر: - ... {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 من سورة الطلاق: - ... { ... سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا *} من سورة الشرح: - ... {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *} سورة الكافرون: - ... {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *} سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أخي القارئ - وفقك الله لما يحب ويرضى - إن ما سبق ذكره من الآيات الكريمة التي يرقى بها من السحر، إنما هي أجدى الطرق وأعظمها نفعًا لإبطال السحر، وكذلك للتحصين منه، لكن يشرع - مع ذلك - أنواع من العلاج للسحر، منها: 1- ... أن يُنظر فيما فعله الساحر، فإن جعله في موضع، وعُرف هذا الموضع، فإن هذا الشيء يزال، ويتلف، فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر بإذن الله. 2- ... أن يُلزَم الساحرُ - من قِبَل ولي الأمر - إزالةَ ما فعل. 3- ... أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر، ويدقّها، ثم يجعلها في ماء ويقرأ فيه ما تقدم من الآيات والسور، كذلك الدعوات والتعوّذات النبوية - كما سيأتي في باب الرقية من السنة - فيشرب منه المسحور، ويغتسل به، وهذا ينفع في علاج الرجل إذا حبس عن زوجته، وهو المسمى: الصرف (1) . كما أن السحر يعالج تارة بالقراءة من قِبَل المسحور نفسه في حال سلامته الإدراكية، وتارة بقراءة غيره عليه، فينفث عليه في صدره أو رأسه بعد القراءة، وإن قرئ هذا في ماء ثم شرب منه المسحور واغتسل بباقيه كان هذا أيضًا سببًا من أسباب الشفاء والعافية بإذن الله تعالى، والله سبحانه هو الشافي وحده، وهو على كل شيء قدير، وكل شيء بقضائه وقدره سبحانه (2) .   (1) انظر: سلسلة الفتاوى الشرعية؛ فتاوى الرقى والتمائم، ص: 111، إعداد المؤلف. (2) مستفاد من نص فتوى لسماحة الشيخ ابن باز، عليه رحمة الله تعالى. انظر: المرجع السابق ص: 107. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 4- رقية لمن به مس - ومن أثره الصَّرْع - والعياذ بالله تعالى (1) : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} - ... {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ   (1) سأورد في هذه الرقية، ما يعالج به المس عمومًا، كذلك ما يخوَّف به الجني المتلبس ببدن المصروع، بقصد إخراجه، وسأميّزه بوضع علامة * كيلا يعمل به الراقي إلا أن يتيقّن تلبس جني يتخبَّط من كان به مس، وقد استعصى إخراجه، مع إيذائه للمصروع. وقد أوردت فيها أيضًا ما يسمى بآيات السكينة الست، وقد ميَّزتها بوضع علامة ** لتُعرَف، وهي تقرأ أيضًا إذا اشتدت على الراقي الأمور وزادت سطوة الجني المتلبس على الراقي، أو ازداد تخبط من به مس. انظر: مدارج السالكين في منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *} 2/523-525. للإمام ابن القيم يحكيه عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهما الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *} - ... {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} - ... {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *} ** ... {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ... *} * {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 من سورة آل عمران: - ... {الم *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ *نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ *مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ *إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ *} - ... {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} - ... {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ *} - ... {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ *} - ... {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *} - ... {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *رَبَّنَا إِنَّكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ *رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *} من سورة النساء: * {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا *} * ... {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا *إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا *إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا *} من سورة الأعراف: - ... {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *} - ... { ... وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 * ... {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِّنِ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ *وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *} من سورة الأنفال: - ... {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ *} * ... {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ *ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ *} من سورة التوبة: * ... {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ *} ** ... {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ** ... {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *} - ... {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *} من سورة يونس: - ... {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} من سورة يوسف: - ... { ... فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *} من سورة الرعد: - ... {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ *سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ *} من سورة إبراهيم: * ... {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ *مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ *يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ *} * ... {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ *} * ... {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ *فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ *يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ *وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ *سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ *لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *هَذَا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ *} من سورة الحِجْر: * ... {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ *وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ *} من سورة النحل: * ... {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ *خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} من سورة الإسراء: * ... {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيرًا *وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا *وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا *} من سورة الكهف: * ... {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا *} من سورة مريم: * ... {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا *ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا *ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا *وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا *ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقُوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا *} من سورة طه: - ... {طه *مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى *إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى *تَنْزِيلاً مِمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى *الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى *وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى *اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى *} من سورة الأنبياء: * ... {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ *} * ... {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ *} * ... {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 من سورة الحج: * ... {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ *يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ *وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ *كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ *} من سورة المؤمنون: - ... {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} - ... {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ *وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ *وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ *} من سورة الفرقان: * ... {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا *} من سورة النمل: - ... {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} - ... {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 من سورة الصافات: - ... {وَالصَّآفَّاتِ صَفًّا *فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا *فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا *إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ *رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ *إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ *وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ *لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإَِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ *إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ *} * ... {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ *مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ *بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ *} * ... {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ *سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ *} - ... {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} من سورة الزمر: - ... {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ *} * ... {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} من سورة غافر: * ... {حم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ *غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ *} من سورة فصلت: - ... {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} * ... {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ *} من سورة الدخان: * ... {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ *طَعَامُ الأَثِيمِ *كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ *كَغَلْيِ الْحَمِيمِ *خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ *ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ *ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ *} من سورة الجاثية: - ... {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 من سورة الأحقاف: * ... {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ *قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ *يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *} * ... {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ *} من سورة الفتح: ** ... {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا *} ** ... {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا *} ** ... {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا *} * ... {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا *} من سورة القمر: * ... {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ *أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ *سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ *بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ *إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ *يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وَجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ *إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ *وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ *وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ *وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ *وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} * من سورة الرحمن: * ... {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ *فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *} من سورة الحشر: - ... {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} من سورة الطلاق: - ... { ... سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} من سورة الملك: * ... {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ *وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *} من سورة الحاقة: * ... {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ *ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ *إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ *وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ *وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ *لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ *} من سورة الجن: * ... {قُلْ أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَبًا *يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا *وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا *وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا *وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا *وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا *وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 اللَّهُ أَحَدًا *وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا *وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا *} من سورة الإنسان: * ... {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً *وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا *يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *} من سورة البروج: * ... {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ *} من سورة الطارق: * ... {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ *وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ *إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ *وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ *إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا *وَأَكِيدُ كَيْدًا *فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا *} سورة الشرح: - ... {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ *الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 سورة الكافرون: - ... {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ *وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *} سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 5- رقية لإزالة الكرب، وانشراح الصدر: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} من سورة آل عمران: - ... {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *} - {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ..} من سورة الأنعام: - ... {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ *} من سورة يونس: - ... {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *} - ... {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ *} من سورة يوسف: - ... {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 من سورة طه: - ... {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي *وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي *} من سورة الأنبياء: - ... {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرَبِ الْعَظِيمِ *} - ... {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ *} من سورة الفرقان: - ... {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا *} من سورة فاطر: - ... {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ *} من سورة الصافات: - ... {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ *وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ *} - ... {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ *وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 من سورة الزمر: - ... {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *} من سورة الأحقاف: - ... {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *} من سورة الحشر: - ... {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} من سورة الطلاق: - ... { ... سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} سورة الشرح: - ... {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ *الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *فَإِذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ *} سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} هذا، وسيأتي - أخي القارئ - ذكر ما يكون نافعًا، إن شاء الله، فيما يرقى به من السنة المطهرة لإزالة الكرب، فانظره في موضعه، وفقك الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 6- رقية لدفع الوسوسة: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} من سورة الأعراف: - ... {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} من سورة المؤمنون: - ... {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} من سورة فُصِّلت: - ... {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} من سورة ق: - ... {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *} سورة الحديد: - ... {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} ويشار هنا إلى أن من يجد وسواسًا قهرياً (وهو داء نفسي يكثر لصاحبه التردد في فعل الأمور. كما تسيطر على فكره وساوس معينة، قد تدفع إلى الشك في صحة صلاته، وقد تسيطر على عقله أوهام ربما دفعته إلى الانتحار أحيانًا، أو إلى الكفر والعياذ بالله تعالى) ، فإنه يتعين عليه إذ ذاك أن يتداوى من ذلك لدى أهل الاختصاص من أطباء النفس، كذلك أن يكثر من الاستعاذة بالله بصنوف التعوذات وبخاصة سورتي الفلق والناس، كما يكثر من ذكر التعوذات النبوية، وستأتي مفصلة عما قريب إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 ب- الأمراض الحِسِّية (العُضوية) (1) عمومًا: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة: - ... {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}   (1) قد يُشكِل على القارئ، كونُ القرآن الكريم يُستشفى به من الأمراض العضوية، مع ثبوت مشروعية التداوي بصنوف الدواء! لكنِ الأقربُ أن يقال: [إن القرآن الكريم إنما أنزل ابتداءً لأجل محض هداية الخلق إلى الحق، لا ليكون دواء، فيُستغنى به عن صنوف الأدوية المشروعة، لكن لا يخفى أن الشفاء بيد الله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *} ، فيكون الدواء إذًا سببًا محتملاً للشفاء بإذن الله، بينا تكون آيات القرآن هدى وشفاء يقينًا، ذلك أن الله تعالى قد أَعلمَ بذلك، وبخاصة إن صدرت تلاوتها وطلبُ الاستشفاء بها عن قلبِ مؤمنٍ محب لنفع أخيه المؤمن، وكيف لا تكون كذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى شيئًا جمع كفيه وقرأ فيهما عند النوم المعوّذات (ثلاثًا) ، ثم مسح في كل مرة ما استطاع من جسده، فيبدأ برأسه ووجهه وصدره، كما صح الحديث بذلك عن عائشة رضي الله عنها، ثم كانت هي تقرأ لما اشتد وجعه صلى الله عليه وسلم، وتمسح بيده الشريفة رجاء بركتها] . اهـ. وهو مستفاد من نص فتوى لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله. انظر: سلسلة الفتاوى الشرعية، فتاوى الرقى والتمائم، ص: 103، للمؤلف. ... ومن أحسن ما يُرقى به - والله أعلم - في الاستشفاء: ما تضمنته هذه الرقية مما يسمى بآيات الشفاء الست، وهي الآيات المذكورة من السور التالية: التوبة - يونس - النحل - الإسراء - الشعراء - فُصّلت، وقد ميزتها بعلامة * عند إيرادها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 من سورة البقرة: - ... {الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} - ... {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} - ... {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ *آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 من سورة آل عمران: - ... {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} من سورة الأعراف: - ... {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ *} من سورة التوبة: * ... { ... وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ *} من سورة يونس: * ... {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *} - ... {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} من سورة يوسف: - ... { ... فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *} من سورة النحل: * ... { ... يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 من سورة الإسراء: * ... {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا *} من سورة الشعراء: * ... {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *} من سورة النمل: - ... {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ *} من سورة فاطر: - ... {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} من سورة فصلت: * ... {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ} من سورة الحشر: - ... {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ *هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} سورة الشرح: - ... {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ *الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ *} سورة الإخلاص: - ... {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} سورة الفلق: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} سورة الناس: - ... {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 هذا، ويُشرع للراقي أن يزيد على ما سبق ذكره، الرقى النبوية الكريمة - وستأتي حالاً إن شاء الله -، كذلك أن يمسح بيمينه جسد المريض، أو يمسح المريض بيد نفسه على موضع الألم، كما صح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله عليه الصلاة والسلام (1) . [وفي مسح جسد المريض تأنيس له وتعرّف لشدة مرضه ليدعو له بالعافية على حسب ما يبدو له منه، وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحاً] (2)   (1) كما في صحيح البخاري، من حديث عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنى، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، اِشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» . انظر: كتاب الطب، باب: رقية النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (5743) ، كما أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب رقية المريض، برقم (2191) ، عنها أيضًا. ... أما مسح المريض بيد نفسه موضع الألم، فلقوله صلى الله عليه وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: «بِسْمِ اللهِ» (ثَلاَثًا) ، وَقُلْ (سَبْعَ مَرَّاتٍ) : أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم (2202) ، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه. (2) انظر: فتح الباري لابن حجر (10/126) ، ينقله عن الإمام ابن بطال رحمه الله، وقد سبق ذكر ذلك ص262 بالهامش ذي الرقم (5) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 خامساً: رقية جامعة من السُّنة النبوية المطهرة، لعموم الاستشفاء بها (1) . 1- ... أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ (2) . 2- ... أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ (3) . 3- ... أعوذ بكلمات الله التامَّات -[كلِّهن]- من شر ما خلق (4) . 4- ... أَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْكَرِيمِ، وَبِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ، اللاَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَشَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَْرْضِ وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ   (1) ألتزم - إن شاء الله - ذكر أحاديث صحيحة أو حسنة، بلفظها، فمن رقى نفسه فليقل: أعوذ، أرقي نفسي، ارحمني، يُبْريني، ... ونحو ذلك، ومن تعرّض لنفع أخيه يرقيه، فليقل: أعيذك، أرقيك، ارحمه، يُبْريك ... ونحوه. لما قد صحّ من تعويذ النبي صلى الله عليه وسلم لسِبْطَيْه؛ الحسنِ والحسين رضي الله عنهما، بقوله: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ» . كما في البخاري، برقم (3371) عن ابن عباس رضي الله عنهما. (2) انظر: تخريجه بتفصيل ص136 بالهامش ذي الرقم (2) ، وهو بالإجمال - عند أصحاب السنن، وأحمد في المسند. (3) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الطب، باب: كيف الرُّقى، برقم (3893) ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. حسّنه الألباني. انظر صحيح أبي داود (3294) . ومالك في الموطأ؛ كتاب: الشعر، باب: ما يؤمر به من التعوُّذ، [برقم 9] . وأحمد في مسنده، في مواضع عدة، منها في مسند المكثرين، من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما، برقم (6696) . (4) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: في التعوذ من سوء القضاء ... ، برقم (2708) ، عن خولةَ بنتِ حكيمٍ السُّلَمية رضي الله عنها. وزيادة لفظ: «كُلِّهِنَّ» ، عند أحمد في المسند، (5/364) ، من أحاديث رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن رجلٍ مِنْ أَسْلَمَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 وَالنَّهَارِ، وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمنُ (1) . 5- ... أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ (2) . وهنا يضع الراقي يده اليمنى على الذي يألم من الجسد، فيمسح بها، ويدعو فيقول: 6- ... بِسْمِ اللهِ (ثلاثًا) ، أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (سبع مراتٍ) (3) . 7- ... بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (ثلاثا) (4) . 8- ... بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ (5) .   (1) أخرجه مالك في الموطأ، مرسلاً عن يحيى بن سعيد رحمه الله، كتاب: الشعر، باب: ما يؤمر به من التعوُّذ [برقم 10] . ... كما أخرجه أحمد، موصولاً، (3/419) ، من حديث عبد الرحمن بن خَنْبَشٍ رضي الله عنه. (2) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، باب (10) ، بعد باب: يَزِفُّون، برقم (3371) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم (2202) ، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه. وعند الترمذي بلفظ: «أعوذ بعزة الله وقدرته .... » الحديث. برقم (3588) ، عن أنس رضي الله عنه. (4) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5088) ، عن عثمان ابنِ عفّانَ رضي الله عنه. صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (4244) . (5) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: الطب والمرض والرُّقى، برقم (2186) ، عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 9- ... بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ (1) . فإن كان بالمريض قَرْحة أو جرح، وضع الراقي من ريق نفسه على إصبعه السبّابة، ثم يضعها على التراب، بحيث يعلق به شيء منه، ويمسح به الموضع العليل المتقرح أو الجريح (2) ، - ويراعى في ذلك أن لا يكون المرقيُّ امرأة أجنبية ثم - يدعو قائلاً: 10- ... بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفى سَقِيمُنَا [يَشفِي سَقِيمَنا] (3) ، بِإِذْنِ رَبِّنا (4) . فإن كان المريض محمومًا، أبردها بماء زمزم باردًا، إن تيسر وإلا بماء آخر طَهور (5) ، يرش شيئًا يسيرًا من هذا الماء على بدنه بين يديه وثوبه (6) ،   (1) أخرجه مسلم أيضًا: بالتخريج السابق، برقم (2185) ، عن عائشة رضي الله عنها. (2) كما بينه الإمام الحافظ في الفتح (10/219) . (3) ضُبِط بالوجهين، بضم أوله - يُشفى - على البناء للمجهول، وسَقيمُنا بالرفع. وبفتح أوله - يَشْفِي - على أن الفاعل مقدر، وسقيمَنا بالنصب على المفعولية. أفاده ابن حجر في الفتح (10/219) . (4) أخرجه البخاري - بلفظه -؛ كتاب: الطب، باب: رقية النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (5745) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم - بزيادة: «قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبّابته بالأرض ثم رفعها ... الحديث، - في كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية ... برقم (2194) ، عنها أيضًا. (5) كما عند الترمذي رحمه الله: «فَلْيُطْفِهَا عَنْهُ بِالْمَاءِ، فَلْيَسْتَنْقِعْ فِي نَهْرٍ جَارٍ فَلْيَسْتَقْبِلْ جِرْيَتَهُ، فَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَك صلى الله عليه وسلم ... » . الحديث. كتاب: الطب، باب: كيفية تبريد الحمى بالماء، برقم (2084) ، عن ثوبان رضي الله عنه. (6) كما فعلته السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وهي ممن كان يلازم بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لذا، فهي أعلم بالمراد بالإبراد من غيرها. انظر الفتح (10/186) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ (1) جَهَنَّمَ فأَبْرِدُوها [عَنْكُمْ] بِالْمَاءِ، أو قال: بِمَاءِ زَمْزَمَ (2) ، ثم يدعو فيقول: 11- ... لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ (3) ، وإن شاء قال أيضًا: اللهُمَّ اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ (4) . 12- ... بِسْمِ اللهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ (5) .   (1) «فَيْحِ» ، أو «فَوْحِ» ، أو «فَوْرِ» ، كلها روايات صحت، وهي جميعًا بمعنى: سطوع الحر وفورانه، انظر: النهاية لابن الأثير (3/435) . (2) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة، برقم (3261) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2209) . وزيادة [عنكم] ، هي في مسلم، كما أن زيادة: أو قال: «بماء زمزم» ، هي - مما شك به في الرواية همام عن أبي جمرة رحمهما الله، وهي - عند البخاري رحمه الله. (3) أخرجه البخاري في مواضع عدة من صحيحه، كلها عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، منها: كتاب: المرضى، باب: عيادة الأعراب، برقم (5656) . (4) هذا من دعاء عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كما عند البخاري، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم، برقم (5723) . [وكأن ابن عمر فهم من كون أصل الحمى من جهنم أن من أصابته عُذّب بها ... ] . انظر الفتح لابن حجر (10/188) . (5) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الطب، باب: دعاء الحمى والأوجاع كلها، برقم (2075) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعّف في الحديث، ويروى: «عِرْقٌ يعّارٌ» . اهـ. ... والحديث أخرجه ابن ماجَهْ من غير لفظ «كُلِّ» ، كتاب: الطب، باب: ما يعوّذ به من الحمى، برقم (3526) ، عنه أيضًا. ... كما أخرجه أحمد في المسند، (1/300) من حديث عبد الله بن العباس رضي الله عنهما. والحديث أخرجه كذلك الحاكم في مستدركه برقم (8274) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 13- ... اللهُمَّ بَرِّدْ قَلْبِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَْبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ (1) . 14- ... اللهُمَّ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَماً (2) . أو يقول: أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لاَ كَاشِفَ إِلاَّ أَنْتَ (3) . 15- ... اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ - أو أَمَتَك - ويسمي المريض، (ويكرر ذلك ثلاث مِرارٍ) (4) . 16- ... اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ - أو أَمَتَك - وَصَدِّقْ رَسُولَك صلى الله عليه وسلم (5) . 17- ... اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَك يَنْكَأْ لَكَ عُدُوًا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى صَلاَةٍ (6) .   (1) أخرجه الترمذي، كتاب: الدعوات، باب: دعاء: «اللَّهُمَّ بَرِّدْ قَلْبِي ... » برقم (3547) ، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه. قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. (2) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري؛ كتاب: المرضى، باب: دعاء العائد للمريض، برقم (5675) ، ومسلمٌ؛ كتاب: السلام، باب: استحباب رقية المريض، برقم (2191) . (3) كما في مسلم، بالتخريج السابق. (4) مستفاد من حديث: «اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا» أخرجه البخاري، كتاب المرضى، باب: وضع اليد على المريض، برقم (5659) ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. ومسلم - بتكرار الدعاء ثلاثًا -، كتاب: الوصية، باب الوصية بالثلث، برقم (1628) ، عنه أيضًا. (5) جزء من حديث - عند الترمذي - سبق للتوّ تخريجه. (6) أخرجه أبو داود، بلفظ: «إِلَى جَنَازَةٍ» أو «إِلَى صَلاَةٍ» ؛ كتاب: الجنائز، باب: الدعاء للمريض عند العيادة، برقم (3107) ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. ... وأخرجه - عنه أيضًا - أحمد في مسنده، بلفظ: «إِلَى الصَّلاَةِ» في مسند المكثرين، برقم (6600) ، والحديث صححه الحاكم (1/344) ، ووافقه الذهبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 18- ... اللهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي [جَسَدِي] ، اللهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ. (ثلاثًا) . [لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِيَن] (1) . 19- اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي (2) . 20- ... اللهُمَّ اهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَارْحَمْنِي (3) أو يزيد فيقول:   (1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5090) ، عن أبي بَكْرَةَ - نُفَيْع بن الحارث - رضي الله عنه. وفيه: «تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي» . والترمذي - بلفظ: «جَسَدِي» ومن غير ذكر «سَمْعِي» ، وبإثبات الزيادة في آخره -؛ كتاب: الدعوات، باب: دعاء اللَّهم عافني في جسدي .... ، برقم (3480) ، عن عائشة رضي الله عنهما. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. اهـ. والحديث عند أحمد، في مسند البصريين، من حديث أبي بكرة، وفيه أيضًا: «تُعِيدُهَا ثَلاَثًا» ، برقم (20701) . كذلك ما بين معقوفين عند أحمد، (1/91) ، من حديث علي رضي الله عنه. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5074) ، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما. صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (4239) . ... - ومعنى «أَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» ، أي: الخسف، كما قال الإمام وكيع، وساقه أبو داود في خاتمة الرواية عينها (3) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء ... ، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2697) ، عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه. ... فائدة في فضل هذا الدعاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا علّم هذا الدعاء يجمع أصابعه إلا الإبهام، ويقول: «فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ» . انظر: خاتمة هذه الرواية عند مسلم رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي (1) . 21- ... اللهُمَّ [بَارِكْ عَلَيْهِ] ، وَأَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّ الْعَيْنِ وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا (2) . 22- ... اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَأْثَمَ وَالْمَغْرَمَ، اللهُمَّ لاَ يُهْزَمُ جُنْدُكَ، وَلاَ يُخْلَفُ وَعْدُكَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ (3) . 23- ... رَبُّنَا اللهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ، كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الأَْرْضِ، اغْفِرْ لَنَا حُوْبَنَا وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ، [عَلى مَا بِفُلانٍ مِنْ شَكْوَى] فَيَبْرَأُ. يقولها ثلاثًا، ثم يتعوذ بالمعوّذتين ثلاث مرات (4) .   (1) أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه برقم (19320) . ومن فائدة هذا الدعاء قوله صلى الله عليه وسلم لمن دعا به: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ» . كما في الرواية عينها. (2) أخرجه أحمد، في مسنده، مسند المكيين، من حديث عبد الله بن عامر رضي الله عنه، برقم (15790) . والتبريك ورد في الرواية بلفظ: «فَلْيُبَرِّكْهُ» ، وهي أيضًا عند الحاكم مصححة، (3/411) ، ووافقه الذهبي. والوَصب: دوام الوجع ولزومُه، وقد يُطلق الوَصَب على التعب والفتور في البدن. انظر: النهاية لابن الأثير (5/166) . (3) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول عند النوم، برقم (5052) ، عن عليٍ رضي الله عنه. (4) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الطب، باب: كيف الرقى، برقم (3892) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، والحديث في مسند أحمد، مسند الأنصار، من حديث فَضَالَةَ بنِ عبيدٍ رضي الله عنه. وتكرار الثلاث مع التعوّذ بالمعوذتين، هي في المسند دون سنن أبي داود رحمه الله. ... هذا، وقد سمى الإمام ابن القيم رحمه الله هذه الرقية: الرقية الإلهية. انظر: زاد المعاد (3/141) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 24- أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ (سبع مرات) (1) . - فإن ألفى الراقي المريضَ في كرْب وهمٍّ وضيق، رقاه قائلاً: 25- ... حَسْبِيَ اللهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (سبع مرات) (2) . 26- ... لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّموَاتِ وَرَبُّ الأَْرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (3) . 27- ... يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ (4) . 28- ... اللهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ   (1) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: الدعاء للمريض عند العيادة، برقم (3106) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. والترمذيُّ؛ كتاب: الطب، باب: ما يقول عند عيادة المريض، برقم (2083) ، عنه أيضًا. وهو في مسند أحمد، مسند آل العباس، من حديث ابن العباس أيضًا، برقم (2137) . (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5081) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. ومن فائدة هذا الدعاء أن من قاله سبعاً كفاه الله ما أهمّه، صادقاً كان بها أو كاذباً. كما في ختام الرواية عينها. (3) متفق عليه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاءِ عند الكرب، برقم (6345) ، ومسلمٌ؛ كتاب: الذِّكر والدعاء ... ، باب: دعاء الكرب، برقم (2730) . ... وعند أحمد في مسنده (1/91) ، من حديث عليٍّ رضي الله عنه، بلفظ: «لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» ، وقد مرَّ قَريبًا. ... - وهو عند الترمذي - وصحّحه - بلفظ «الْحَلِيمُ الْحَكِيمُ» ، كتاب: الدعوات، باب: ما جاء ما يقول عند الكرب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، برقم (3435) . (4) أخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود، برقم (1875) ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ. - أي البخاري ومسلم -. وأخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: قول: «يا حي يا قيوم ... » ، برقم (3524) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وقال: هذا حديث غريب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ (1) . 29- ... اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَْحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (2) . 30- ... اللهُ اللهُ رَبِّي، لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا (3) . 31- ... اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ: أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي، وَذَهابَ هَمِّي (4) . ثم إنه يُستحب للراقي من الكرب أن يُطيِّب نفسَ المريض بإعلامه بنحو قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ (5) ، وإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَإِنَّ   (1) أخرجه أبو داود: كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5090) ، عن أبي بكرة رضي الله عنه. بلفظ: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ .... » الحديث. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الوتر، باب: الدعاء، برقم (1493) ، عن بريدة رضي الله عنه. وهو عند أحمد، (4/383) ، من حديث مِحْجَن بنِ الأَدْرَع. كما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم (724) ، عن محجن أيضًا. (3) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الوتر، باب: في الاستغفار، برقم (1525) ، عن أسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها. كما أخرجه أحمد في مسنده، مسند النساء، من حديثها أيضًا رضي الله عنها، برقم (27622) . (4) أخرجه أحمد في مسنده؛ مسند المكثرين، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، برقم (4318) ، وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم - في ختام الرواية - إلى الحرص على تعلم هذا الدعاء بقوله: «يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ» . (5) أخرجه أحمد في مسنده، (2/23) ، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفي المسند أيضًا (3/427) ، من حديث أبي اليَسَر الأنصاري - كعب بن عمرو - رضي الله عنه، بلفظ: «فَلْيُنظِرِ الْمُعْسِرَ، أَوْ لِيَضعْ عَنْهُ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 الفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (1) ، كذلك أن يرشده إلى لزوم الاستغفار، لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ لَزِمَ الاْسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ همٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ (2) . 32- ... اللهُمَّ [إِنِّي] أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَ [أَعُوذُ] بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ (3) . 33- ... اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا» (4) . 34- ... اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْكَ الْبَلاَغُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ (5) .   (1) جزءٌ من خاتمة حديث، أخرجه أحمد أيضًا، (1/307) ، من حديث ابن العباس رضي الله عنهما. (2) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الوتر، باب: في الاستغفار، برقم (1518) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود، برقم (486) ، عن عائشة رضي الله عنها. وما بين معقوفين زيادة عند الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: في دعاء الوتر، برقم (3566) ، عن علي رضي الله عنه. وهي أيضًا عند أحمد في مسنده، من مسند الخلفاء الراشدين، من حديث علي أيضًا، برقم (751) . (4) جزء من حديث، أخرجه مسلم؛ كتاب: الذّكر والدعاء ... ، باب: التعوذ من شر ما عُمِل ومن شر ما لم يُعمَل، برقم (2722) ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه. (5) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: دعاء: اللهم إنا نسألك من خير ما سألك نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، برقم (3521) ، عن أبي أمامة رضي الله عنه. قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث حسن غريب. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 35- ... اللهُمَّ اجْعَلْ صَلاَتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْبِرِّ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأَْوَّلُونَ وَالآخِرُونَ. اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (1) . 36- ... {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} . (يكررها ثلاثًا) (2) .   (1) أخرجه ابن ماجَهْ، موقوفًا على ابن مسعود رضي الله عنه؛ كتاب: إقامة الصلوات، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (906) ، قال الإمام السخاوي في القول البديع (126) : وإسناده - موقوفاً - حسن، بل قال الشيخ علاء الدين مُغْلَطاي: إنه صحيح. اهـ. (2) أحببت اختتام الرقية من السنة، بذكر هذه الآية الكريمة، تبرُّكًا بها، ثم لمناسبتها الختام، ولكون النبي صلى الله عليه وسلم تلاها ثلاثًا، حين ضرب ثلاث ضرْبات صخرةً حالت بينهم وبين حفر الخندق، فبَرَقت بَرْقة مع كل ضربة ونَدَر في كل ضربة ثلُث الصخرة، وبشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بفتح بلاد كسرى ومدائن قيصر ومدائن الحبشة، ودعا لأصحابه صلى الله عليه وسلم، -. انظر: النسائي؛ كتاب: الجهاد، باب: غزوة الترك والحبشة برقم (3178) ، عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حسّن العلاّمة الشيخ الألباني - رحمه الله - الحديثَ، انظر: صحيح النسائي برقم (2976) . ... ومعنى (نَدَر) ، بدال مهملة، أي: سقط ووقع، ومعنى (بَرَق) ، من البريق بمعنى اللمعان، كما بينه الإمام السندي في حاشيته على سنن النسائي (6/43) . وأفاد ابن الأثير: أن برِق بكسر الراء، بمعنى الحَيْرة، وبرَق بفتحها من البريق وهو اللُّمُوع. اهـ. انظر: النهاية (1/120) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 37- ... {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} [الصَّافات:180-182] (1) .   (1) ذكرتُ الآيتين من ختام سورة الصافات في ختام الرقية، تبرُّكًا ثم مناسبةً، وكذلك لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا سلَّم من الصلاة، كما ذكر الترمذي، في كتاب: الصلاة، باب: ما يقول إذا سلَّم من الصلاة، برقم (299) ، ونصُّ ذلك: وقد رُوي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: [الصَّافات: 180-182] {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 خاتمة (أسأل الله حُسْنَها) تمّ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه، ما جرى به المِداد، وسُطِّر به المراد مما قد يأذن الله سبحانه بنفعٍ فيه للعباد، مصلياً ومسلماً أزكى صلاة وأعطر تسليمٍ على خير العباد محمدٍ النبي الأمي، صاحب الحوض المورود واللواء المحمود يوم التناد، سائلاً اللهَ العظيم ربَّ العرش العظيم أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يتقبله سببًا مُوصِلاً - برحمته - للفوز بجنات النعيم. وحيث أمسك القلم عن تحبير ما أردت عنه التعبير، وقد بذلت في ذلك وسعي، نصيحةً لله ولرسوله ولإخواني المسلمين، ولم آل جهداً للإصابة فيما سطّرت، لكنْ يبقى أن ذلك - ولا ريب - جهد المُقِلّ، فما وجدتَ - أخي القارئ - فيه من خير فاحمد الله تعالى على أن وفّقك لغُنْم ذلك، وما كان فيه من زللٍ فإن هذا حال من خُلِق من عَجَلٍ، وظني بك عدلاً، لا يعُدُّ الغلط فيُشنّع على صاحبه، لكنْ يتنبَّه إليه فينبّهه عليه، وذلك كما قيل: وإن تجدْ عيبًا فَسُدّ الخللا ... فجَلَّ مَنْ لا عيبٌ فيه وعلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 هذا، وقد وافق الفراغ من تدوينه - بتوفيق الله تعالى وحُسن تقديره - ليلة السابع والعشرين من شهر رمضانَ المبارك، لأربعٍ وعشرينَ وأربعمائةٍ وألفٍ من هجرة سيد المرسلين وخاتَمِ النبيين، صلّى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغرِّ الميامين، وسلّم تسليماً كثيراً. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} كتبه د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي غفر الله له ولوالديه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 فهرس المراجع 1. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان؛ ترتيب الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت739هـ) ، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه الشيخ شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثانية 1414هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 2. أحكام القرآن؛ لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت370هـ) ، تحقيق الشيخ محمد صادق قمحاوي، طبعة 1412هـ، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 3. إحياء علوم الدين، الغزالي، محمد بن محمد بن محمد، 505هـ، دار الوعي، حلب، 1419هـ-1998م. 4. الأدب المفرد؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت256هـ) ، عليه تعليقات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى 1419هـ، دار الصديق - الجبيل. 5. الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار؛ لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت676هـ) ، طبعة 1404هـ، دار الكتاب العربي - بيروت. 6. إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، 1250هـ، تحقيق: شعبان محمد إسماعيل، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، 1418هـ-1998م. 7. الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، صالح بن فوزان الفوزان، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، الدمام، 1422هـ. 8. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن؛ للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (ت1393هـ) ، الطبعة الأولى 1408هـ - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 1988م، مكتبة ابن تيمية - القاهرة. 9. الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خيرالدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، 1997م. 10. أعلام الموقعين عن رب العالمين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية، 751هـ، تحقيق: عبد الرحمن الوكيل، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1988م. 11. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم؛ لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية (ت728هـ) ، تحقيق الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، الطبعة الخامسة 1417هـ، مكتبة الرشد - الرياض. 12. الإنس والجن، محمد متولي الشعراوي، ترتيب محمود فوزي، المركز العربي للنشر والتوزيع، الإسكندرية. د. ت. 13. أوجز المسالك إلى موطأ مالك، محمد زكريا بن محمد الكاندهلوي، تحقيق: أيمن صالح شعبان، دار الكتب العلمية، بيروت، 1420هـ-1999م. 14. بدائع الفوائد، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية، 751هـ، تحقيق: أحمد عوض أبوالشباب ومحمد عبد القادر الفاضلي، المكتبة العصرية، بيروت، 1422هـ-2001م. 15. تذكرة الحفاظ؛ لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748 هـ) ، تحقيق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، مصورة دار إحياء التراث - بيروت. 16. الترغيب والترهيب من الحديث الشريف؛ لزكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت656هـ) ، تحقيق محيي الدين ديب مستو، وسمير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 أحمد العطار، ويوسف علي بديوي، الطبعة الثانية 1417هـ، دار ابن كثير ودار الكلم الطيب - دمشق وبيروت، ومؤسسة علوم القرآن - عجمان. 17. تفسير القرآن العظيم؛ لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت774هـ) ، طبعة بيت الأفكار الدولية 1420هـ - 1999م. 18. جامع البيان عن تأويل آي القرآن؛ لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر، الطبعة الأولى 1422هـ، دار هجر - الجيزة. 19. جامع الترمذي؛ لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت279هـ) ، اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية، الطبعة الأولى 1420هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض. 20. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) ؛ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت671هـ) ، تحقيق عبد الرزاق المهدي، الطبعة الرابعة 1422هـ، دار الكتاب العربي - بيروت. 21. الجواهر في تفسير القرآن الكريم، الجواهر في تفسير القرآن الكريم، الطنطاوي جوهري ط. مصطفى بابي الحلبي، بيروت. 22. حاشية كتاب التوحيد، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، د. ن، د. م، 1408هـ-1988م. 23. الحذر من السحر، خالد بن عبد الرحمن الجريسي، الرياض، 1427هـ - 2006م. 24. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبونعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله بن أحمد، 430هـ، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ - 1997م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 25. حياة الحيوان الكبرى؛ لكمال الدين محمد بن موسى الدميري (ت808هـ) ، تحقيق أحمد حسن بسج، الطبعة الأولى 1415هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 26. دلائل النبوة؛ لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت458هـ) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1405 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت. 27. ركائز الإيمان بين العقل والقلب، محمد الغزالي، دار القلم، دمشق، 1417هـ-1996م. 28. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني؛ لأبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 29. زاد المعاد في هدي خير العباد؛ لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت751هـ) ، حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الثالثة 1422هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 30. سلسلة الفتاوى الشرعية، د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي، مطبعة الحميضي، الطبعة الأولى 1423هـ - 2002م. 31. سنن ابن ماجه؛ لأبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، (ت275هـ) ، اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية، طبعة 1420هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض. 32. سنن أبي داود؛ لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275 هـ) ، اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية، طبعة 1420هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض. 33. سنن الدارقطني؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت385 هـ) ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 تحقيق السيد عبد الله هاشم اليماني، طبع سنة 1386هـ بدار المحاسن للطباعة، ونشره المحقق. 34. سنن النسائي (المجتبى) ؛ لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت303هـ) ، اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية، الطبعة الأولى 1420هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض. 35. شرح السنة؛ للحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت516هـ) ، تحقيق الشيخين شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، الطبعة الأولى 1390هـ، المكتب الإسلامي - بيروت 36. شرح صحيح البخاري، علي بن خلف بن عبد الملك ابن بطال، تحقيق: ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الرياض، 1420هـ-2000م. 37. الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار، وحيد عبد السلام بالى، دار ابن الهيثم، القاهرة، د. ت. 38. صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، ابن بلبان، علي بن بلبان بن عبد الله، 739هـ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1418هـ-1997م. 39. صحيح البخاري؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ) ، اعتنى به أبو صهيب الكرمي، طبعة 1419هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض. 40. صحيح الجامع الصغير وزياداته، محمد ناصرالدين الألباني، إشراف: زهير الشاويش، 1406هـ-1986م. 41. صحيح مسلم؛ لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري (ت261هـ) ، إخراج فريق بيت الأفكار الدولية، طبعة 1419هـ، بيت الأفكار الدولية - الرياض. 42. الطب النبوي، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية، تحقيق: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1414هـ-1993م. 43. طريق الهجرتين، لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي ابن قيم الجوزية (ت751هـ) ، تحقيق يوسف علي بديوي، الطبعة الثالثة 1420هـ، دار ابن كثير - دمشق. 44. عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، محمد بن عبد الله بن محمد بن العربي، تحقيق: جمال مرعشلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ-1997م. 45. عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة، عبد الكريم نوفان عبيدات، دار إشبيليا، الرياض، 1419هـ-1999م. 46. العلاج النفسي والعلاج بالقرآن، د/طارق بن علي الحبيب، إصدارات: اتحاد الأطباء النفسانيين العرب، الطبعة الأولى 1424هـ-2003م. 47. العلل الكبير؛ لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي (ت279هـ) ، ترتيب أبي طالب القاضي، تحقيق السيد صبحي السامرائي وآخرين، الطبعة الأولى 1409هـ، عالم الكتاب - بيروت. 48. العيون المخيفة، منصور الخميس، دار الصميعي، الرياض، 1419هـ-1999م. 49. غاية الحكيم وأولى النتيجتين بالتقديم، لأبي مسلمة المجريطي، المطبعة اليوسفية، القاهرة. د. ت. 50. الفتاوى الحديثية، ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمد بن علي، 974هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1419هـ-1998م. 51. الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية، د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، د. ن، الرياض، 1426هـ - 2005م. 52. فتح الباري بشرح صحيح البخاري؛ لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ) ، أشرف على مقابلته الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي، أشرف على طبعه الشيخ محب الدين الخطيب، دار المعرفة - بيروت. 53. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير؛ لمحمد بن علي ابن محمد الشوكاني، دار المعرفة - بيروت. 54. فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المكتب التعليمي السعودي، الرباط، د. ت. 55. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق للنشر والتوزيع، القاهرة، 1400هـ - 1980م. 56. القاموس المحيط؛ لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي (ت817هـ) اعتناء مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بإشراف محمد نعيم العرقسوسي، الطبعة السادسة 1419هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 57. القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين، أسامة بن ياسين المعاني، دار المعالي، عمان (الأردن) ، 1421هـ - 2000م. 58. القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين، أسامة بن ياسين المعاني، دار المعالي، عمّان. الطبعة الأولى 1421هـ - 2000م. 59. كتاب الأمراض والكفّارات والطِب والرُّقيات، ضياء الدين المقدسي، حققه أبو إسحاق الأثري، دار ابن عفان، القاهرة، الطبعة الثانية 1420هـ-1999م. 60. اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، محمد فؤاد عبد الباقي، دار الجيل - بيروت 1407هـ - 1986م. 61. لسان العرب؛ لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري (ت 711 هـ) ، دار صادر - بيروت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 62. المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، محمد بن صالح العثيمين، جمعها: فهد بن ناصر السليمان، دار الوطن، الرياض، 1411هـ. 63. مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصف الشريف، المدينة المنورة، 1416هـ - 1995م. 64. مختار الصحاح؛ لزين الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت666هـ) ، ترتيب محمود خاطر (ت1367هـ) ، تحقيق وضبط حمزة فتح الله (ت1336هـ) ، طبعة 1421هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت. 65. المستدرك على الصحيحين؛ لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405 هـ) ، ومعه "تلخيص المستدرك" للذهبي، طبعة 1398هـ، صورتها دار الفكر - بيروت، عن الطبعة الهندية. 66. مسند الإمام الحافظ أبي عبد الله أحمد بن حنبل، أحمد بن محمد بن هلال بن حنبل، بيت الأفكار الدولية، الرياض، 1419هـ-1998م. 67. المصنف؛ لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت211هـ) ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الثانية 1403هـ، المكتب الإسلامي - بيروت. 68. معالم السنن؛ لأبي سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي (ت388هـ) ، تحقيق محمد حامد الفقي، طبع مع مجموعة حواشٍ، دار المعرفة - بيروت. 69. المعجم الأوسط؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ) ، تحقيق طارق عوض الله محمد، وعبد المحسن إبراهيم الحسيني 1415هـ، دار الحرمين - القاهرة. 70. معجم البلدان؛ لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 (ت626هـ) ، 1404 هـ، دار صادر - بيروت. 71. المعجم الوسيط؛ أخرجه إبراهيم مصطفى، وأحمد حسن الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد علي النجار، بإشراف الأستاذ عبد السلام هارون، الطبعة الثالثة، مجمع اللغة العربية - القاهرة 72. معجم مقاييس اللغة؛ لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت395هـ) ، تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، دار الجيل - بيروت. 73. المغني، لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قُدامة المقدسي، تحقيق د/عبد الله التركي، وعبد الفتاح الحلو، دار هجر - الجيزة، الطبعة الأولى 1406هـ-1986م 74. مفاتيح الغيب (التفسير الكبير) ؛ لفخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت604هـ) ، قدم له الشيخ خليل محيي الدين الميس، طبعة 1414هـ، دار الفكر - بيروت. 75. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم؛ لأبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي (ت656هـ) ، حققه محيي الدين مستو، ويوسف بديوي، وأحمد السيد، ومحمود بزال، الطبعة الأولى 1417هـ، دار ابن كثير - دمشق. 76. مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون، تحقيق: درويش الجويدي، المكتبة العصرية، بيروت، 1419هـ - 1999م. 77. منة المنعم في شرح صحيح مسلم، صفي الرحمن المباركفوري، دار السلام، الرياض، 1420هـ-1999م. 78. المنقذ القرآني، محمد الصايم، دار الفضيلة - القاهرة، د. ت. 79. منكرات الإنسان، أسامة بن ياسين المعاني، دار المعالي، عمان، الطبعة الأولى 1421هـ - 2000م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 80. منهاج المحدثين وسبيل الطالبين في شرح صحيح الإمام مسلم؛ لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي (ت676هـ) ، مكتبة دار الفيحاء - دمشق. 81. الموطأ؛ لأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي (ت179هـ) ، رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي، تحقيق عبد المجيد تركي، الطبعة الأولى 1999م، دار الغرب الإسلامي - بيروت. 82. النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري (ت606هـ) ، تحقيق محمود محمد الطناحي، وطاهر أحمد الزاوي، دار إحياء التراث العربي - بيروت. 83. نور الإيمان في تفسير القرآن: تفسير سورتي الفاتحة والبقرة، محمد مصطفى أبوالعلا، دار البشائر الإسلامية، بيروت، 1411هـ - 1991م. 84. الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع، عبد الفتاح عبد الغني القاضي، مكتبة الدار - المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404هـ - 1983م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452