الكتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) إعداد الطالب: ناصر بن محمد بن حامد الغريبي إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور/ سعدي الهاشمي الناشر: رسالة الدكتوراة - جامعة أم القرى، مكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتاب والسنة عام النشر: 1424 هـ عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع (الرسالة العلمية)] ---------- قوت المغتذي على جامع الترمذي السيوطي الكتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) إعداد الطالب: ناصر بن محمد بن حامد الغريبي إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور/ سعدي الهاشمي الناشر: رسالة الدكتوراة - جامعة أم القرى، مكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتاب والسنة عام النشر: 1424 هـ عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع (الرسالة العلمية)] المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة قوت المغتذي على جامع الترمذي للإمام جلال الدين عبد الرَّحمن بن الكمال أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 هـ دراسة وتحقيق رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الكتاب والسنة إعداد الطالب ناصر بن محمد بن حامد الغريبي إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور/ سعدي الهاشمي 1424 هـ الجزء الأول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الدعوة وأصول الدين نموذج رقم (8) إجازة أطروحة علمية في صيغتها النهائية بعد إجراء التعديلات المطلوبة الاسم الرباعي: ناصر بن محمد بن حامد الغريبي كلية: الدعوة وأصول الدين قسم: الكتاب والسنة الأطروحة مقدمة لنيل درجة: الدكتوراه في تخصص: كتاب وسنة عنوان الأطروحة: قوت المغتذي على جامع الترمذي * * * الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،، فبناء على توصية اللجنة المكونة لمناقشة الأطروحة المذكورة أعلاه، والتي تمت مناقشتها بتاريخ 10/11/1425 هـ بقبولها بعد إجراء التعديلات المطلوبة، وحيث قد تم عمل اللازم فإن اللجنة المذكورة توصي بإجازة الأطروحة في صيغتها النهائية المرفقة للدرجة العلمية المذكورة أعلاه. أعضاء اللجنة المشرف الاسم: أ. د. سعدي الهاشمي المناقش الداخلي أ. د. جلال الدين عجوه المناقش الخارجي د. عبد الصمد بكر عابد يعتمد/ رئيس قسم الكتاب والسنة د. مطر بن أحمد الزهراني   * يوضع هذا النموذج أمام الصفحة المقابلة لصفحة عنوان الأطروحة في كل نسخة. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 1 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد فإن مما أكرمني به ربي أن حظيت بخدمة شرح الجلال السيوطي على جامع الترمذي -وهو حلقة في سلسلة شروحاته على دواوين السنة- ليكون نسبنا موصولاً بؤلائك العلماء الراسخين، فنحيا بإحياء تراثهم ونزداد رقياً. وبعد الدراسة تبين أن منهج المصنف في شرحه يتلخص كالتالي: أولاً: رام الشارح الاختصار فيما يأتيه من أحاديث سواء في سرد ألفاظها: بحيث لا يذكر إلا محل الشاهد فقط، أو في بيان معانيها: بأن كان اللفظ غريباً -مثلاً- أزال غرابته بما استحسن من معاجم اللغة وشروح الحديث، وغالباً ما يكتفي " بالنهاية " لابن الأثير؛ لما له من قبول واسع عند العلماء. أو كان ذا نكتة حديثية، كاختلاف الروايات في نص بين وصله وإرساله، أو رفعه أو وقفه، وما تحمله من علل، فإنه يشير إلى كل ذلك بما لا يثقل على الطالب المبتدي، ناقلاً أقوال الحفاظ وأئمة النقد في المسألة، وكثيراً ما تسكن نفسه إلى تحقيق ابن سيد الناس، والحافظ العراقي، وابن العربي؛ لأنهم شرحوا جامع الترمذي بقدر ما تيسر لكل واحد؛ ولأنهم أهل صناعة في الحديث. كما أنه يدلي برأيه في بعض المواطن ليحسم مادة النزاع في المسألة، كيف لا وهو إمام أهل زمانه في الحديث. قل مثل ذلك في نكاته النحوية والبلاغية مما يراه جديراً بالتنبيه، لكن ببسط قليل. ثانياً: لم يشرح الإمام السيوطي جميع سنن الترمذي، وإنما ينتقي منها ما يستبط منه فائدة، لا يزيد عنها. ثالثاً: أولى الشارح عناية ظاهرة بأفراد الإمام الترمذي، أي الذين لم يرو لهم الترمذي إلا حديثاً واحداً، ولا يخفى ما في هذا من فائدة عند أهل العلم. أما عملي في الكتاب فهو كالآتي: - أولاً: عثرت -بعد البحث- على إحدى عشرة مخطوطة لشرح الجلال، اصطفيت منها ثلاثاً: التيمورية ورمزت لها بـ (ت) ، ونسخة من كوبرلي في استانبول ورمزت لها بـ (كـ) ، ونسخة من اليمن من مكتبة شيئون وهي محفوظة في دار "عارف حكمت" بالمدينة المنورة. ورمزت لها بـ (ش) . ثانياً: عزوت الآيات القرآنية إلى سورها. ثالثاً: خرجت الأحاديث البالغة "1121" من الكتب التسعة، مع ذكر كل حديث بتمامه في الهامش. رابعاً: ترجمت للأعلام، ورواة الحديث من كتب التراجم المعتمدة. خامساً: عزوت كل قول إلى صاحبه بقدر ما يخدم الرسالة لا أزيد. سادساً: سجلت بعض الملاحظات -كالتعليق- على هامش البحث، أرجو بذلك الإصلاح لا غير. سابعاً: ألحقت في الأخير فهارس للآيات والأحاديث والتراجم والمواضيع وغيرها؛ مما هو من صميم المنهج العلمي في تحقيق الرسائل. وبهذا أكون قد استوفيت فضل الله علي فلله الحمد أولاً وآخراً، ثم إلى جامعة أم القرى -هذه القلعة المباركة- ممثلة في إدارتها الرشيدة وعلمائها الأفاضل. والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين د. ناصر بن محمد الغريبي الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 1 إهداء إلى كل من ضحَّى بوقته وجهده لخدمة العلم وطلاَّبه أهدي هذه الرسالة الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 2 كلمة شكر الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على خير البرية، وقائد البشرية نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فإني أشكر الله سبحانه وتعالى على ما منَّ به علينا من النعم، ومنها أن شرفنا بدراسة السنة ومجالسة أهل الحديث، كما أشكر جامعة أم القرى وعلى رأسها مديرها، وأساتذتها، وموظفيها لما قاموا به، ويقومون به من أجل خدمة العلم وطلابه، ثم أُثنِّي بالشكر للدكتور سعدي الهاشمي الذي أشرف على هذه الرسالة، ففتح لنا قلبه وبيته وأعطانا من وقته، فصحح، ووجَّه، فجزاه الله على ذلك خير الجزاء. كما يمتد شكري إلى جميع أساتذتي، وإخواني وزملائي الذين قاموا معي خير قيام في المقابلة والتصحيح، وجلب المصادر، والكتب، والمخطوطات، فللجميع أقدم شكري وتقديري. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 3 المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } . {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } (1) . أما بعد: فإن الكتب الستة لها المكانة المتقدمة في كتب السنة النبوية حيث اشتملت على طائفة كبيرة من الأحاديث الصحيحة في أصول الدين والأحكام، والآداب والرقائق، ومنها كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي الذي احتوى على أربعة عشر علمًا (2) مما جعل أهل الحديث يهتمون به اهتمامًا بالغًا، فخص بطائفة من الشروح (3) ، ومن الذين عنوا به، ونكتوا عليه، وعلقوا عليه بحاشية ممتعة الحافظ جلال الدين السيوطي (ت:   (1) هذه خطبة الحاجة رواها أبو داود، كتاب النكاح، باب خطبة النكاح (2/591) ، والترمذي في أبواب النكاح، باب خطبة النكاح (3/404) وقال: حديث حسن، والنسائي، كتاب النكاح باب ما يستحب في الكلام عند النكاح (6/89) ، وغيرهم عن جمع من الصحابة، وهو حديث صحيح، وللشيخ ناصر الدين الألباني فيها رسالة بعنوان خطبة الحاجة خرَّج فيها الحديث. (2) أشار إلى ذلك القاضي أبو بكر بن العربي في عارضته (1/6) . (3) سأذكرها في مبحث خاص. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 4 911 هـ) والتي أطلق عليها "قوت المغتذي على جامع الترمذي" استكمالاً لمشروع مبارك خصصه لخدمة الكتب الستة، وكتب الأئمة الأربعة "الموطأ، ومسند أحمد، والشافعي، وأبي حنيفة" حيث قال في مقدمة كتابه "عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد": "واعلم أن لي على كل كتاب من الكتب المشهورة في الحديث تعليقة وهي: الموطأ، ومسند الشافعي، ومسند الإمام أبي حنيفة، والكتب الستة" و"عقود الزبرجد وهو خاص بالإعراب لما في المسند من الحديث". وقد قمت بتحقيق هذا الكتاب خدمة مني لهذا الديوان العظيم من دواوين السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام. راجيًا من الله القبول إنه سميع مجيب. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 5 أسباب اختيار الموضوع: بعد انتهائي من مرحلة الماجستير بدأت أبحث وأتتبع فهارس المخطوطات لاختيار موضوع يناسب رسالة الدكتوراه، أخدم فيه السنة النبوية، وبعد استشارة، وتقديم، وتأخير، وسؤال عما حقق، وسجل، اقترح عليّ الأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي تحقيق كتاب "قوت المغتذي على جامع الترمذي" فانشرحت نفسي للموضوع؛ وذلك للأسباب التالية: 1- مكانة المؤلف العلمية، فالإمام السيوطي عالم ذائع الصيت، مشهود له برسوخ القدم في العلم، وإجادة فن التأليف. 2- أهمية الكتاب العلمية، حيث إنه يتعلق بأهم مصدر من مصادر السنة النبوية وهو كنز ثمين أودع فيه مؤلفه -رحمه الله- نقولات من أمهات المصادر -بعضها مفقود حتى الآن- حاول من خلالها كشف اللثام عما رأى أنه بحاجة إلى ذلك، سواء أكان ذلك يتعلق بالإسناد أو بالمتن. 3- الرغبة الشخصية في اكتساب الخبرة من شروح العلماء المختلفة ومناهجهم في شرح أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واستخراج الأحكام الشرعية منها. 4- الرغبة الشديدة في ممارسة تحقيق أثر من آثار العلماء الأعلام في خدمة السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وتطبيق القواعد المتعارف عليها عند أهل الفن في تحقيق النصوص والمقابلة بين النسخ المختلفة. ْولهذه الأسباب وغيرها مما لا مجال لذكره هنا عقدت العزم على تحقيق هذا السفر المبارك، وطلبت من فضيلته أن يكون مشرفًا عليّ في تحقيقه فوافق بعد اعتذار، وذلك لكثرة أعماله، والرسائل التي يشرف الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 6 عليها، وتمت الموافقة من قبل القسم الموقر على الموضوع، وكذلك مجلس الكلية، والدراسات العليا، واشترطوا عليَّ تحقيقه بالكامل حيث يقع في متوسط عدد اللوحات (122) لوحة ذات (أ، ب) ، فقبلت الشرط، وبدأت في العمل، والله المستعان، وعليه التكلان. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 7 الإمام أبو عيسى الترمذي 1- اسمه، ونسبه، ونشأته: هو محمَّد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحَّاك أبو عيسى السُّلمِي الضَّرير البوغي الترمذي، الحافظ الإمام المجمع عليه (1) . ولد في سنة تسع ومائتين، ويقال: ولد أعمى، والصحيح أنه أضرّ في كِبره، بعد رحلته وكتابتِهِ العلم (2) ، ويؤكد ذلك ما روى الحافظ عمر ابن علّك أنه قال: "مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد، بكى حتى عمي وبقي ضريراً سنين" (3) . طاف البلاد وسمع خلقًا من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين (4) . أوتي الترمذي من الموهبة، والصفات، والأخلاق والفضائل ما جعله من أفذاذ العلماء وأئمة علم الحديث. وقد رزق حافظة قلَّ نظيرها، أعانته على حفظ عشرات ألوف الطرق حتى كان يضرب به المثل في الحفظ (5) . ْروى عن نفسه، قال: "كنت في طريق مكة، فكتبت جزأين من حديث شيخ، فوجدته فسألته، وأنا أظن أنَّ الجزأين معي، فسألته فأجابني، فإذا معي جزآن بياض فبقي يقرأ عليَّ من لفظه، فنظر فرأى في يدي ورقًا بياضًا، فقال: أما تستحيي مني؟ فأعلمته بأمري، وقلت: أحفظه كله، قال: اقرأ، فقرأته عليه، فلم يصدقني، وقال: استظهرت قبل أن تجيئني، فقلت: حدثني بغيره، قال: فحدثني بأربعين حديثًا من   (1) انظر: سير أعلام النبلاء (13/270) ، تهذيب التهذيب (9/344) . (2) انظر سير أعلام النبلاء (13/270) . (3) سير أعلام النبلاء (13/273) ، تذكرة الحفاظ (2/634) . (4) تهذيب التهذيب (9/344) . (5) شروط الأئمة الستة ص (17) ، وسير أعلام النبلاء (13/273) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 8 غرائب حديثه، ثم قال: هات اقرأ، فأعدتها عليه ما أخطأت في حرف فقال لي: ما رأيت مثلك" (1) . ثناء العلماء عليه: قال السمعاني: " إمام عصره بلا مدافعة، صاحب تصانيف " (2) . وقال ابن خلكان: " هو تلميذ أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاري، وشاركه في بعض شيوخه. وقد كتب عنه شيخه أبو عبد الله البخاري، فقال الترمذي في حديث عطية، عن أبي سعيد: يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك، سمع منِّي محمَّد بن إسماعيل هذا الحديث (3) ". وقال الصلاح الصفدي: " وأخذ علم الحديث عن أبي عبد الله البخاري، وشاركه في بعض شيوخه " (4) . قال الحافظ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الحافظ الإدريسي (ت: 405 هـ) : " أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنَّف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن، يضرب به المثل في الحفظ " (5) . قال الحافظ المزي: "أحد الأئمة الحفاظ المبرزين، ومن نفع الله   (1) شروط الأئمة الستة (17/18) ، سير أعلام النبلاء (13/273) ، تهذيب التهذيب (9/345) . (2) الأنساب (2/362) (3/42) ونحوه في معجم البلدان (2/27) . (3) وفيات الأعيان (1/484) . انظر: سير أعلام النبلاء (13/272) . والحديث رواه الترمذي في الجامع في المناقب (3727) باب مناقب علي بن أبي طالب، وقال عنه: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقد سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث واستغربه، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/66) ، وضعيف الترمذي للشيخ الألباني -رحمه الله- (778) . (4) في نكت الهميان في نكت العميان ص (170) . (5) تهذيب التهذيب (9/244) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 9 به المسلمين" (1) . قال الذَّهبي: " محمَّد بن عيسى بن سورة الحافظ العلم، أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع، ثقة، مجمع عليه (2) ". وقال عنه الإمام الحافظ العلم الإمام البارع ابن الأثير الجزري: "كان إمامًا حافظًا، له تصانيف حسنة، منها الجامع الكبير في الحديث "، وقال أيضًا: "وهو أحد العلماء الحفاظ الأعلام وله في الفقه يد صالحة". (3) حدَّث عن: قُتيبة بن سعيد (ت: 240 هـ) ، وإسحاق بن راهويه (ت: 238 هـ) ، ومحمَّد بن عَمْرو السَّوَّاق البلخي (ت: 240 هـ) ، ومحمود بن غيلان (ت: 238 هـ) ، وإسماعيل بن موسى الفَزَارِي (ت: 236 هـ) ، وأحمد بن منيع (ت: 244 هـ) ، وأحمد بن الحارث (ت: 242 هـ) ، وأبي مصعب الزهري (ت: 442 هـ) ، وبشر بن معاذ العقدي، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب (ت: 244 هـ) ، وأبي عمار الحسين بن حريث (ت: 244 هـ) ، وعبد الله بن معاوية الجمحي (ت: 250 هـ) ، وعبد الجبَّار بن العلاء (ت: 244 هـ) ، وأبي كريب محمد بن العلاء (ت: 248 هـ) ، وعلي بن حُجْر (ت: 243 هـ) ، وعلي بن مسروق الكندي (ت: 248 هـ) ، وعمرو بن علي الفلاَّس (ت: 249 هـ) ، وعمران بن موسى القزَّاز (ت: 240 هـ) ، ومحمَّد بن أبان المستملي (ت: 244 هـ) ، ومحمَّد بن حميد الرازي (ت: 248 هـ) ، ومحمَّد بن عبد الأعلى (ت: 254 هـ) ، ومحمَّد بن رافع (ت: 245 هـ) ، ومحمَّد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَة (ت: 241 هـ) ، ومحمَّد بن عبد الملك بن أبي   (1) تهذيب الكمال في أسماء الرجال (10/22) . (2) ميزان الاعتدال في نقد الرجال (6/289) . (3) الكامل (7/152) . وانظر: جامع الأصول (1/814) (1/193) (2/11) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 10 الشَّوارب (ت: 244 هـ) ، ومحمَّد بن يحيى العَدَنِي (ت: 243 هـ) ، ونضر بن علي (ت: 250 هـ) ، وهارون الحمَّال (ت: 243 هـ) ، وهنَّاد ابن السَّري (ت: 243 هـ) ، وأبي همَّام الوليد بن شُجاع (ت: 243 هـ) ، ويحيى بن أَكْثَم (ت: 243 هـ) ، ويحيى بن حبيب بن عربي (ت: 248 هـ) ، ويحيى بن دُرُست البصري، ويحيى بن طلحة اليَرْبُوعِي، ويوسف بن حمَّاد المَعْنِي (ت: 245 هـ) ، وإسحاق بن موسى الخَطْمِي (ت: 244 هـ) ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي (ت: 244 هـ) ، وسُويد بن نَصر المَرْوَزِي (ت: 240 هـ) (1) . حدث عنه: أبو بكر أحمد بن إسماعيل السمرقندي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله بن داود المروزي، وأحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، وأحمد بن يوسف النسفي، وأسد بن حمدويه النسفي، والحسين بن يوسف الفرَبْري، وحماد بن شاكر الورَّاق (ت: 311 هـ) ، وداود بن نصر بن سهيل البزدوي (ت: 323 هـ) ، والربيع بن حيَّان الباهلي، وعبد الله بن نصر أخو البزدوي، وعبد بن محمَّد بن محمود النسفي أبو بكر (ت: 326 هـ) ، وعلي بن عمر بن كلثوم السمرقندي، والفضل بن عمَّار الصَّرَّام، وأبو العباس محمَّد بن أحمد بن محبوب (ت: 346 هـ) راوي "الجامع"، وأبو جعفر محمَّد بن أحمد النسفي وأبو جعفر محمَّد بن سفيان بن النضر النسفي الأمين، ومحمَّد بن محمَّد بن يحيى الهروي القرَّاب (ت: 324 هـ) ، ومحمَّد بن محمود بن عنبر النسفي، ومحمَّد بن مكي بن نوح النسفي، والمُسيح بن أبي موسى الكاجري، وأبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي (ت: 308 هـ) ، ومكي بن نوح المقرئ النسفي (ت: 308 هـ) ، ونَصر بن محمَّد بن سَبْرَة الشيركي والهيثم بن   (1) سير أعلام النبلاء (13/271) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 11 كُلَيب الشَّاشِي الحافظ (ت: 335 هـ) ، راوي " الشمائل " عنه وآخرون (1) . مؤلفاته: 1- الجامع المختصر من السنن عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل. عن أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي: " قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق، وخراسان فرضوا به، ومن كان هذا الكتاب -يعني الجامع- في بيته، فكأنما في بيته نبي يتكلَّم (2) ". قال الذَّهبي: " في " الجامع " علم نافع، وفوائد غزيرة، ورؤوس ْالمسائل، وهو أحد أصول الإسلام، لولا ما كدَّره بأحاديث واهية، بعضها موضوع، وكثيرٌ منها في الفضائل ". وقال أبو نصر عبد الرَّحيم بن عبد الخالق: " الجامع " على أربعة أقسام: أ- قسم مقطوع بصحته. ب- وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بيَّنا. ج- وقسم أخرجه للضديَّة وأبان علَّته. د- وقسم رابع أبان عنه، فقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلاَّ حديثًا قد عمل به بعض الفقهاء، سوى حديث: (فإن شرب في الرَّابعة فاقتلوه) وسوى حديث (جمع بين الظُّهر والعصر بالمدينة من غير خوفٍ ولا سفرٍ) ". وأضاف الذَّهبي قائلاً: " جامعه قاض له بإمامته وحفظه وفقهه ولكن يترخَّص في قبول الأحاديث ولا يشدد، وَنَفَسُه في التَّضعيف رَخْوٌ " (3) .   (1) انظر: سير أعلام النبلاء (13/272) . (2) سير أعلام النبلاء (13/274) . (3) سير أعلام البلاء (13/274-276) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 12 قال محمد بن طاهر المقدسي في المنثور: سمعتُ أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري شيخ الإسلام يقول: " جامع الترمذي " أنفع من كتاب البخاري ومسلم؛ لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلاَّ المتبحر العالم "والجامع" يصل إلى فائدته كل أحد من الناس " (1) . ولقد امتاز كتاب الترمذي "الجامع" بما يلي: أ- أنه حكم على أحاديثه من حيث الصحة والسقم، وأبان عن علَّتها في الأغلب الأعم. ب- أنَّ جميع أحاديث الكتاب هي مما عمل به بعض الفقهاء. ج- أنه حوى آراء أشهر الفقهاء المسلمين الذين عاشوا قبله. د- أنه اعتنى بذكر " العلل " وأحوال الرواة وبيان منازلهم. هـ- سهولة ترتيبه ووضوح طريقته. 2- " الشمائل النبوية " المعروف بشمائل الترمذي (2) . ْ3- "العلل الكبيبر". 4- "العلل الذي في آخر الجامع". 5- "الزهد" المفرد قال الحافظ ابن حجر: "ولم يقع لنا" (3) . 6- التاريخ (4) . 7- أسماء الصحابة (5) .   (1) شروط الأئمة الستة ص (19) ، وانظر: سير أعلام النبلاء (13/277) ، البداية والنهاية (11/66) . (2) البداية والنهاية (11/66) ، والنجوم الزاهرة (3/81) . (3) تهذيب التهذيب (9/345) . (4) الفهرست لابن النديم (1/233) ، الأنساب للسمعاني (3/42) ، تهذيب التهذيب (9/388) ، هدية العارفين للبغدادي (2/19) . (5) البداية لابن كثير (11/67) ، وقد قام بتحقيقه عماد الدين أحمد حيدر، على نسختين: شهيد علي تحت رقم (2840) ولاله لي تحت رقم (2089) عام 1406 هـ، مؤسسة الكتب الثقافية، لبنان. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 13 8- الأسماء والكنى (1) . 9- كتاب في الآثار الموقوفة، أشار إليه الترمذي في آخر الجامع (2) وفاته: قال غنجار وغيره: مات أبو عيسى في ثالث عشر رجب، سنة تسع وسعبين ومائتين بترمذ (3) . وقد وردت ترجمة الترمذي في عديد من الكتب منها: ثقات ابن حبان (9/153) ، وأنساب السمعاني (3/45) ، ومعجم البلدان لياقوت الحموي (2/307، 308) ، والكامل في التاريخ (7/460) ، ووفيات الأعيان (4/278) ، وتهذيب الكمال (26/250، 252) ، وتاريخ الإسلام للذهبي حوادث وفيات (271-280) ص (259) ، وسير أعلام النبلاء (13/270) ، والكاشف (3/الترجمة 8035) ، والعبر (2/62) ، وميزان الاعتدال (3/الترجمة 8035) ، وتذكرة الحفاظ (2/633) ، والوافي بالوفيات للصفدي (4/294) ، ونكت الهيمان (264) ، والبداية والنِّهاية (11/66، 67) ، وتهذيب التهذيب (9/387) ، والنجوم الزاهرة (3/88) ، وشذرات الذَّهب (2/174) ، وغيرها.   (1) تهذيب التهذيب (9/345) . (2) العلل ص (31) . (3) سير أعلام النبلاء (13/277) ، وانظر: شرح العلل لابن رجب (1/338) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 14 الإمام السيوطي اسمه ونسبه: عبد الرَّحمن بن الكمال أبي بكر بن محمَّد بن سابق الدِّين بن الفخر عثمان بن ناظر الدِّين محمَّد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الفلاح أيوب بن ناصر الدِّين محمَّد بن الشيخ همام الدِّين الخُضيري الأسيوطي الطولوني (1) . كنيته: أبو الفضل، ولقبه: جلال الدِّين. ونسبته: السيوطي، إلى أسيوط، بصعيد مصر. ولادته: ولد في القاهرة ليلة الأحد بعد المغرب، مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة (2) وكانت ولادته في مكتبة أبيه عندما طلب من أمه أن تأتي بكتاب، فجاءها المخاض فولد وسط الكتب، ولذا أطلق عليه ابن الكتب (3) . نشأته: نشأ السيوطي رحمه الله في وسط علم وفضل، فوالده من قضاة أسيوط، ثم انتقل إلى القاهرة "توفي والده رحمه الله وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر، فنشأ يتيمًا فكان وصيا عليه كمال الدِّين بن الهمام، ولقد كان آية في الحفظ والعلم، فحفظ القرآن وكان دون الثامنة" (4) ، حتَّى أصبح من النوابغ في وسط علمي ذهبي. عصره: كان عصر السيوطي من العصور الذَّهبية في النواحي العلمية وقد   (1) السيوطي: حسن المحاضرة (1/336) . التحدث بنعمة الله ص (5) . (2) ابن إياس بدائع الزهور (1/256) . (3) حاشية الأجهوري ص (10) . (4) حسن المحاضرة (1/336) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 15 كانت مصر، وبغداد، ودمشق تزخر بالقراء والعلماء والمحدثين، وكانت مكاتب التعليم في كل صقع من هذه الأصقاع، بل زاد الأمر قوة عندما أصبح المماليك مولعين بحب اللغة، بل وصل الأمر بهم إلى الخوض والنظر في تراكيب اللغة والشعر، لذا كان البعض منهم من أوائل المتقنين لهذه الفنون (1) ، ولقد كان المماليك يفخرون بأنهم حكام العرب، كما أنَّ اعتناقهم للإسلام وتوقيرهم للخلفاء، واعتبارهم أنَّ اللغة العربية لغة الإسلام والقرآن جعلهم يهتمون بالعلوم الشرعية، كانت هذه الأسباب التي أدت إلى ازدهار الناحية العلمية، وتشجيع العلم ومدارسته وتوقير العلماء والقضاة، ولعلَّ أهم وأبرز أسباب ازدهار الناحية العلمية تتلخص فيما يلي: 1- حب الأمراء والسلاطين للعلم والعلماء، والاشتغال بهذا الجانب والتشجيع على التصنيف والتأليف. 2- نقل المماليك دار الخلافة إلى مصر، جعل مصر حاملة لواء الثقافة الإسلامية. 3- الاستقرار وعدم وجود الفتن والحروب والقلاقل التي تشغل عن الاهتمام بهذا الجانب. 4- كثرة الأوقاف التي وقفها المسلمون على طلبة العلم، مما جعل الجامع الأزهر محطًّا لكثير من العلماء وطلبة العلم. 5- كثرة المدارس ووفرة المكتبات العامة والمعاهد حتى ذكر أنه يصعب حصرها، بل كانت لكل مدرسة مرافق تدل على الاهتمام بها، فالمدرسة يكون بها مسجد ومكتبة، ومساكن لطلبة العلم، وإعاشة للطلبة. 6- حضور السلاطين مجالس الحديث والعلم والاهتمام بها.   (1) بدائع الزهور، ابن إياس (2/90) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 16 7- كان الطالب في هذه المدارس يقوم بدراسة كل فن على حدة، ويقوم بدراسة متن أو كتاب كامل على شيخ، ثم ينتقل إلى الشيخ الآخر، فتجد الطالب قد تقلب في تعليمه على عدد من الشيوخ، وفي جميع التخصصات. مما سبق جعل للتأليف مجالاً واسعًا، وكثرت المؤلفات الموسعة والمختصرة، بل انتشر في ذلك العصر كثرة الموسوعات في شتى أنواع المعرفة وكان لهذه الموسوعات، أثر في حفظ كثير من العلوم من الضياع بعد أن ألقى التتار بكثير من المكتبات في بغداد في النَّهر مما جعل النهر يتغير لونه (1) . حياته: لقد حفلت حياة السيوطي بالحفظ، والعلم والتعليم والإفتاء، والتأليف والمناظرة، حتى قال عن نفسه: " إنِّي رجل حبب إليَّ العلم والنظر فيه -دقيقه وجليله- والغوص على حقائقه، والتطلع إلى دقائقه، والفحص عن أصوله، وجبلت على ذلك فليس فيَّ مَنْبَتُ شَعْرَةٍ إلاَّ وهي ممحونة بذلك، ولقد أوذيت على ذلك أذى كثيرًا، من الجاهلين والقاصرين، وذلك سنة الله في العلماء السالفين (2) ". وهذا الكلام الموجز يبين ما كان عليه ذلك العالم، ونحن نرى ما جرى معه من علماء عصره من أخذ ورد، واستدراك، ومؤلفات مما يدل على ما كان عليه هذا العالم من التفرغ للعلم بكل وقته، وإغراقه فيه تدل عليه كتبه في التفسير، والحديث، وغيرها من فنون مختلفة، التي تشهد على أنه أفنى العمر كله في الاشتغال بالتأليف والجمع والكتابة.   (1) الإمام الحافظ السيوطي وجهوده في الحديث، د. بديع اللحام ص (49-58) ، عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي (2/357) . (2) السيوطي: تقريب الفئة بأجوبة الأمثلة المائة، ضمن الحاوي للفتاوى (2/300) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 17 طلبه للعلم: كان أبناء المسلمين في ذاك العصر يتسابقون في حفظ القرآن ومعرفة معانيه، فكيف بالإمام السيوطي وهو في بيت عالم من قضاة ذلك العصر، فقد حفظ القرآن ولم يتجاوز الثامنة من عمره، كما ذكرت آنفًا، ولأن ولايته كانت بأيدي العلماء فقد حفظ كثيرًا من المتون، مثل كتب الحنفية، والحاوي، وكتاب التهذيب وروضة الطالبين، وعمدة المتقين، في فروع الشافعية. ثم شرع في قراءة صحيح مسلم على شمس الدين محمد بن موسى ابن محمود السيرامي، ومنهاج النووي، ومنهاج الوصول للبيضاوي في أصول الفقه، والشفاء، وألفية ابن مالك. كان ذلك في مستهل رجب عام (866 هـ) وكتب له الإجازة بخطه (1) . ثم بدأ في التصنيف فشرح الاستعاذة، والبسملة. قال السيوطي: ووقفت عليه شيخ الإسلام علم الدين البُلْقيني فكتب عليه تقريظًا، ولازمته في الفقه إلى أن مات (ت: 868 هـ) ، فلازمت ولده، فقرأت عليه من أول التثريب لوالده، إلى الوكالة، وسمعت عليه من أول الحاوي الصغير إلى العدة، ومن أول المنهاج إلى الزكاة، ومن أول التنبيه إلى قريب من باب الزكاة، وقطعة من الروضة من باب القضاء، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي (ت: 795 هـ) ، ومن إحياء الموات إلى الوصايا أو نحوها، وأجازني بالتدريس والإفتاء سنة ست وسبعين (876 هـ) ، وكانت بدايته في الطلب سنة (865) ، ولازم تقي الدِّين أحمد الشمني أربع سنين، فأخذ عنه الحديث واللغة وعلم المعاني، وهو أعظم شيوخه في اللغة، وكتب له تقريظًا على شرح ألفية ابن مالك، وكتاب جمع الجوامع.   (1) التحدث بنعمة الله ص (237) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 18 وقرأ على الشيخ محمد بن سليمان بن سعد الرومي الحنفي (ت: 879 هـ) الكافيجي -نسبة إلى كثرة اشتغاله بالكافية في النحو -مدة أربع عشرة سنة وأخذ عنه التفسير والحديث والأصلين، والنحو وسائر علوم العربية، وأجازه فيها (1) . ولقد بين السيوطي طريقته في تنظيم أوقاته في طلب العلم حيث قال: كنت أذهب من الفجر إلى دروس البلقيني، فأحضر مجلسه إلى قرب الظهر، ثم أرجع إلى الشُّمُنيِّ فأحضر مجلسه إلى قرب العصر، هكذا ثلاثة أيام في الأسبوع: السبت، والاثنين، والخميس، كنت أحضر الأحد والثلاثاء، عند الشيخ سيف الدِّين الحنفي (ت: 881 هـ) بكرة، ومن بعد الظهر في هذين اليومين ويوم الأربعاء عند الشيخ محيي الدِّين الكافيجي (2) . رحلاته: ْللعلماء في تلك العصور رحلات لأخذ إجازة من عالم، أو أخذ حديث، أو سؤالات في بعض المسائل، وكانت الرحلة العلمية لها أثرها في صقل العلماء والتقائهم بعلماء الأقطار الأخرى، ولقد أخذ الإمام السيوطي بحظه في هذا الجانب، فقد رحل إلى مكة المكرمة عام (869 هـ) ، وأخذ عن علمائها وجاور بها سنة كاملة، من منتصف جمادى الأولى إلى أن حج في نفس السنة، ولقد لقي في رحلته كبار شيوخ الرواية من علماء الحرمين أمثال العلامة قاضي المالكية محمد بن عبد القادر بن أحمد الأنصاري (ت: 885 هـ) وكان السيوطي يجله كثيرًا (3) . والعلامة الحافظ نجم الدين بن تقي الدين محمد بن فهد   (1) حسن المحاضرة (1/337) . (2) حياة جلال الدين السيوطي مع العلم من المهد إلى اللحد ص (28) . (3) بغية الوعاة (1/104) ، والتحدث بنعمة الله (39-40) حيث ذكر تقريظًا على شرح الألفية للسيوطي. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 19 المكي (ت: 885 هـ) ، وأجاز السيوطي بمروياته (1) . والعلامة الشيخ كمال الدين محمد بن محمد بن عبد الرحيم الشافعي، وقد جمع السيوطي فوائد هذه الرحلة، وما وقع له، ومن لقيه في "النحلة الزكية في الرحلة المكية". كما رحل إلى اليمن، والهند والمغرب، وبلاد التكرور (2) . كما كانت له رحلات داخل مصر في الفيوم، ودمياط، والمحلة وغيرها كتب عن كثير من العلماء منهم جعفر بن إبراهيم بن سنهور وعلي عز الدِّين عبد العزيز بن عبد الواحد التكروري الشافعي في منية سمنود. مكانته العلمية: لقد هيَّأ الله للسيوطي حياته، حيث تربى في بيت علم، ثم ترعرع بين أيدي العلماء منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن، وكثيرًا من المتون، كما أنه لازم علماء أجلاء في كثير من بلدان العالم، إضافة إلى ما كان يتلقاه عن شيوخه في بداية الطلب، وقد كان لجد السيوطي في طلبه للعلم والقراءة على العلماء، ومطالعة الكتب -لا سيما وأن مكتبة المحمودية (3) كانت تضم نفائس الكتب التي كان يتردد عليها- مع ذكاء مفرط وهمة عالية، وحرص أكيد كان له أثره البارز في نبوغه، مما جعل الكثير من علماء عصره يقرون له بالفضل والعلم، بل يعد نفسه أنه بلغ درجة الاجتهاد، قال عن نفسه: " رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني والبيان، والبديع (4) ".   (1) التحدث بنعمة الله ص (80) . (2) حسن المحاضرة (1/338) ، والضوء اللامع (4/66) . (3) المحمودية: نسبة إلى محمود بن علي بن أصغر الأستاذ بدار أحد أمراء المماليك (ت: 799 هـ) وقد أفاد منها السيوطي وألف في شأنها رسالة بعنوان "بذل المجهود في خزانة محمود" وقد قدر الحافظ ابن حجر عدد الكتب فيها أربعة آلاف مجلد. انظر: الدرر الكامنة (2/329) مجلة معهد المخطوطات العربية (مجلد 4/1/134-136) . (4) حسن المحاضرة (1/338) ، والتحدث بنعمة الله ص (203) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 20 وقال: " وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله تعالى لا فخرًا، ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفًا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية، ومداركها، ونصوصها وأجوبتها، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله لا بحولي ولا بقوتي (1) ". وقد بدأ السيوطي بالتأليف والتبويب في سن مبكرة سنة (866 هـ) وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. يقول السيوطي: " وشرعت في التصنيف سنة ست وستين، وبلغت مؤلفاتي إلى الآن ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجحت عنه (2) ". قال عن نفسه: " وليس على وجه الأرض من مشرقها إلى مغربها أعلم بالحديث والعربية منِّي (3) ". كما ذكر أنه ممن يبعثه الله تعالى على رأس كل مائة سنة (4) .   (1) حسن المحاضرة (1/339) ، وتدريب الراوي ص (12) . (2) حسن المحاضرة (1/338) . (3) رسالة الرد على من أخلد إلى الأرض للسيوطي. (4) انظر: التحدث بنعمة الله ص (45) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 21 أقوال العلماء فيه -السيوطي- نشأة السيوطي وإقباله على العلم وحرصه على تحصيل جميع أنواع الفنون -العلوم- المتعلقة بالشريعة الإسلامية مع العبادة والأخلاق الحميدة وبذله لأهل العلم، بوأته مكانة جعلت الكثير من العلماء يثنون عليه ويذكرون فضائله ويدعون له، ويكتبون التقاريظ على كتبه التي يصنفها كالشيح أحمد بن محمد التميمي الشمني الحنفي (ت: 872 هـ) حيث كتب له تقريظًا على شرحه على الألفية لابن مالك وعلى جمع الجوامع، وشهد له بالتقدم والعلم بل رجع إلى بعض أقواله (1) . ومن المثنيين على السيوطي أيضًا: سراج الدين العبادي، وكذلك ابن طولون الذي كان من المعجبين بالإمام السيوطي وأحد طلابه، وكان دائمًا يشيد به ويذكر براعته في العلوم (2) . والداودي فقد كتب له ترجمة جمع فيها كثيرًا من مناقبه. وابن العماد الحنبلي الذي دافع عنه وأثنى عليه في كتابه شذرات الذَّهب. قال ابن العماد عنه: " المسند، المحقق، المدقق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة (3) . ثم قال: وقد استقصى الداودي مؤلفاته الحافلة الكثيرة الكاملة، الجامعة النافعة، المتقنة المحررة، المعتمدة المعتبرة فنافت على خمسمائة مؤلف، وشهرتها تغني عن ذكرها وقد اشتهر أكثر مصنفاته في حياته في أقطار الأرض شرقًا وغربًا (4) ".   (1) حسن المحاضرة (1/337) ، المنجم في المعجم (87) . (2) مفاكهة الخلان في حوادث الزمان "تاريخ مصر والشام" (1/302) . (3) شذرات الذهب (8/51) . (4) شذرات الذهب (8/53) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 22 وقال عنه أيضًا: " لو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفى ذلك شاهدًا (1) ". وقال الشوكاني: " تصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، قد سارت في الأقطار سير النَّهار، ولكنه لم يسلم من حاسد لفضله، وجاحد لمناقبه (2) ". ولقد كان للسيوطي خصوم، وهم من علماء عصره وهم السخاوي، والقسطلاني، وابن الكركي. لقد أثنى السخاوي على السيوطي في بعض مؤلفاته، حيث قال في ترجمة لوالد السيوطي: " وهو والد الفاضل جلال الدِّين عبد الرَّحمن أحد من أكثر التردد عليَّ، ومدحني نظمًا، ونثرًا نفع الله به (3) "، ولكن بعد أن أصبح السيوطي من أقرانه، وبدأ يصنف، ويبدي كثيرًا من آرائه، لا شكَّ أن يوجد من يخالفه الرأي، فلعل ذلك هو سبب التنافر بينهما، والأولى أنَّ ما حدث بينهما أن يطوى ولا يروى ورغم ما ذكر عن السيوطي أنه كان يقدم في الكتب ويؤخر فيها فإنه وقف على كل دعوى وبيَّن الأمر، ورد ما قيل عنه، وبيَّن جميع الكتب التي نقل عنها في مقدمة بعض كتبه، أو بين الأقوال عند ذكرها في محلها، ونسبها لأهلها. ومن أمثلة ذلك ما صرَّح به في كتابه "معترك الأقران في إعجاز القرآن"، فقد ذكر أنه نقل عن ابن جني في الخاطريات، وعن ابن حيان التوحيدي، وعن تفسير ابن عطية، وعن الرماني في إعجاز القرآن، وعن الخفاجي في سر الفصاحة، وعن ابن قتيبة وعن ابن الصائغ، والفراء، وعن عبد الرَّزاق في التفسير، والشافعي في الرسالة، وعن أبي عبيد القاسم بن سلام، وعن ابن أبي الأصبع، وعن ابن القيم في التبيان، وعن   (1) شذرات الذهب (8/54) . (2) البدر الطالع للشوكاني (1/328) . (3) تحذير الخواص من أكاذيب القصاص ص (36) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 23 أبي الحسن الماوردي، وعن الراغب الأصبهاني، وعن الكرماني في العجائب، وعن السخاوي في جمال القراء، وعن ابن حجر في شرح البخاري، وعن البخاري في صحيحه، وعن القرافي في فروقه، وعن ابن فارس في كتاب الأفراد، وهكذا دأبه في مقدمات كتبه. ولذا ما وصف به السخاوي السيوطي من الهوس والحمق، فلكل حق حقيقة، وهذا كلام لا يرضى به عاقل نظر في مؤلفات هذا العالم. قال الشوكاني وسجل على الإمام السخاوي في البدر الطالع، حيث قال عن السخاوي: " السخاوي في الضوء اللامع ترجمه ترجمة مظلمة، غالبها ثلب فظيع وسب شنيع، وانتقاص وغمط لمناقبه -يعني ْبذلك الإمام السيوطي- تصريحًا وتلويحًا، ولا جرم فهذا دأبه في جميع الفضلاء من أقرانه " (1) . وقد عيب على السيوطي جمعه في كتبه للأحاديث الضعيفة، والجواب على ذلك: أنَّ هذا دأب العلماء يجمعون الأحاديث بأسانيدها وكانوا بياطرة الحديث في معرفة ضعيفه من سقيمه، ومن ذكر الإسناد فقد أخرج نفسه من التبعة. وأما الشيخ القسطلاني (ت: 923 هـ) فلم تدم خصومته كثيرًا، حيث ذهب إلى السيوطي معتذرًا فقبل عذره. وأما ابن الكركي (ت: 922 هـ) ، فقد كان يتَّهم السيوطي بالفقر، والبلادة في معرفة علم الحساب، وهذه أمور لا تزري، وهي قول عالم من أقرانه وقد رد السيوطي عليها وفندها.   (1) البدر الطالع (1/229) ، وانظر: الضوء اللامع (2/65) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 24 شيوخه: ذكر السيوطي أنه تلقى العلم على نحو مائة وخمسين شيخًا (1) . وقد ترجم رحمه الله لشيوخه فبلغ عددهم خمسة وتسعين ومائة. (2) ومن أشهر شيوخه: 1- علم الدِّين صالح بن عمر بن رسلان الكناني، قاضي القضاة، البلقيني (ت: 868 هـ) أخذ عنه الفقه ولازمه ملازمة تامة، وهو شافعي المذهب، وهو الذي أجازه في التدريس والإفتاء والتأليف (3) . 2- الشيخ شرف الدِّين المناوي، يحيى بن محمد بن محمد بن محمد قاضي القضاة الشافعي مجتهد المذهب (ت: 871 هـ) وقد لازمه الإمام السيوطي بعد موت شيخه البلقيني (4) . 3- جلال الدِّين محمد بن أحمد بن محمد العلامة شيخ الإسلام الشافعي (ت: 864 هـ) المجلِّي (5) ، وإليهما ينسب تفسير الجلالين، فالسيوطي أتم تفسير الجلالين إلى آخر القرآن، والمَحلَِّي فسر القرآن من الفاتحة إلى الكهف. 4- تقي الدِّين أحمد بن محمد بن محمد بن حسن الشمني من ذرية تميم الداري، شيخ الإسلام أبو العباس الحنفي (ت: 872 هـ) (6) . قرأ عليه التوضيح لابن هشام، وقرأ عليه الحديث وأجازه، وقرأ عليه قطعة   (1) حسن المحاضرة ص (339) . (2) المنجم في المعجم "معجم شيوخ السيوطي". وقد طبع بتحقيق إبراهيم باجس عبد المجيد ط. دار ابن حزم (1415 هـ) . (3) المنجم ص (126) رقم (58) . (4) المنجم ص (237) رقم (190) . (5) المنجم ص (177) رقم (134) . (6) المنجم ص (82-92) رقم (18) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 25 كبيرة في المطول للشيخ سعد الدين. 5- محيي الدِّين محمد بن سليمان بن مسعود الرومي البُرْغمي أبو عبد الله الحنفي الكافيجي (ت: 879 هـ) (1) . لازمه السيوطي أربع عشرة سنة وهي أطول مدة، لازم فيها السيوطي شيخًا من شيوخه، وكان يلقبه الإمام السيوطي بأعلى الألقاب. 6- شمس الدين محمد بن موسى بن محمود السيرامي الحنفي (ت: 871 هـ) سمع عليه صحيح مسلم، والشفا للقاضي عياض رواية، وقرأ عليه الألفية لابن مالك، يقول: " فما ختمها إلا وقد صنفت " (2) . 7- سيف الدِّين محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا البكتمري الحنفي النحوي (ت: 881 هـ) (3) الحنفي، فقد أخذ عنه السيوطى دروسًا عدة في الكشاف والتوضيح، وتلخيص المفتاح، والعضد. هؤلاء أبرز العلماء الذين أخذ الإمام السيوطي عنهم العلم وقد بيَّنا سابقًا عدد العلماء الذين تلقى السيوطي عنهم العلم. تلاميذه: لقد أخذ عن الإمام السيوطي عدد كبير، تتلمذوا على يديه من أشهرهم: 1- شمس الدين محمد بن يوسف بن علي الشامي الصالحي (ت: 942 هـ) (4) . 2- ابن إياس أحمد بن تاني بك الشهاب بن الإياس الحنفي الشافعي ولد في (863 هـ) (5) .   (1) المنجم ص (183-186) رقم (145) . (2) التحدث بنعمة الله ص (237) . (3) التحدث بنعمة الله ص (242) ، المنجم ص (207، 206) رقم (170) . (4) فهرس الفهارس والأثبات للكتاني (2/1063) . (5) التحدث بنعمة الله ص (89) ، والضوء اللامع (1/265) ولم أقف على تاريخ وفاته. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 26 3- شرف الدين قاسم بن عمر الزواوي القيرواني (ت: 927 هـ) هو المغربي (1) . 4- شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن علي الشافعي العلقمي (ت: 963 هـ) (2) . مؤلفاته: السيوطي نشأ في عصر قد امتاز بكثرة المؤلفات، والموسوعات، والمختصرات، ولقد كان الإمام السيوطي ممن أخذ بحظ وافر في هذا المجال، بل كان من أشهر العلماء غزارة في التأليف في جميع صنوف المعرفة، ولقد كان له الفضل في حفظ كثير من أقوال من سبقوه، وذلك لأننا فقدنا الكثير من تلك المخطوطات، والمؤلفات، وبما أنَّ مؤلفات السيوطي بلغت المئين فإنها بلا أدنى شك قد حفظت كثيرًا من اجتهادات وأقوال كثير من أهل العلم، ولقد ذكر السيوطي مصنفاته في كتابه "حسن المحاضرة" الذي ألَّفه بين سنتي (901-904 هـ) وأنها بلغت ثلاثمائة كتاب (3) . وذكر في "التحدث بنعمة" الله أنها بلغت واحدًا وأربعين وأربعمائة كتاب (4) . وذكر الشعراني ذلك في طبقاته (5) ، وذكره الشبلي فى السنا الباهرة (6) ، والأسدي في طبقات الشافعية (7)   (1) الكواكب السائرة (2/293) ، شذرات الذهب (8/154) . (2) الكواكب السائرة (2/41) ، شذرات الذهب (8/338) . (3) حسن المحاضرة (1/338) . (4) التحدث بنعمة الله ص (105، 136) . (5) ذيل القرافي: مخطوط ق (5) . (6) انظر: ص (81-92) . (7) طبقات الشافعية مخطوط ق (135) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 27 المجالات العلمية. ولقد كان التدريس والفتوى، والتساؤلات مدعاة لكي يبحث السيوطي ويكتب ويؤلف، لا سيما وقد تتلمذ عليه عدد كبير من طلاب العلم البارزين. أشهر مؤلفات السيوطي: مؤلفاته في التفسير وعلومه: 1- الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1) (ط) . 2- تفسير الجلالين (2) (ط) . 3- معترك الأقران في مشترك إعجاز القرآن (3) (ط) . 4- التحبير في علوم التفسير (4) (ط) . 5- ترجمان القرآن في التفسير المسند (ط) . 6- الإكليل في استنباط آيات التنزيل (5) (ط) . 7- مفحمات الأقران في مبهمات القرآن (6) (ط) . ْ8- حاشية على تفسير البيضاوي (7) (خ) . 9- الأزهار الفائحة على الفاتحة (8) (خ) .   (1) مطبوع، ومشهور، ومتداول جمع فيه الإمام السيوطي الأحاديث والآثار التي لها صلة بتفسير القرآن. (2) مطبوع، ومشهور، ومتداول فسر شيخه المحلي جلال الدين سورة الفاتحة والنصف الثاني من سورة الكهف إلى آخر سورة الناس وفسر السيوطي من أول البقرة إلى آخر سورة الإسراء. انظر: الجلالين ص (350) . (3) مطبوع، يقع في ثلاث مجلدات، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط " 1 "، (1408 هـ/1988 م) . (4) كشف الظنون، حسن المحاضرة، دليل مخطوطات السيوطي ص (31) . (5) حققه الطالب: عامر العرابي، بجامعة أم القرى (1416 هـ - 1417 هـ) ، وطبع بدلهي عام (1296 هـ) . (6) مطبوع تحقيق: إياد خالد الطباع، مؤسسة الرسالة، دليل مخطوطات السيوطي ص (35) . (7) حسن المحاضرة (1/339) ، برلين (834) ، دليل مخطوطات السيوطي ص (35) . (8) كشف الظنون (456) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 29 10- شرح الاستعاذة والبسملة (1) (خ) . 11- لباب النقول في أسباب النزول (2) (ط) . 12- الإتقان في علوم القرآن (3) (ط) . 13- تناسق الدرر في تناسب السور (4) (ط) . الحديث النبوي الشريف وعلومه: 14- التوشيح على جامع الصحيح (5) (ط) . 15- الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج (6) (ط) . 16- أحاديث التسبيح الواردة في الصحيح (7) (ط) . 17- جمع الجوامع، أو الجامع الكبير (8) (ط) . 18- الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير (9) (ط) . 19- مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (10) (ط) . 20- زهرة الربي على المجتبى في شرح سنن النسائي (11) (ط) .   (1) رياض الطالبين في شرح الاستعاذه والبسملة هدية العارفين (1/539) ، برلين (2258) ، دار الكتب المصرية (474) ، مجاميع حسن المحاضره (1/339) . (2) مطبوع، ومشهور، ومتداول، طبعة البابي الحلبي بمصر (1951 م، 1954 م) . (3) مطبوع ومشهور، ومتداول، الميمنية، سنة (1317 هـ) . (4) مطبوع بعنوان "أسرار ترتيب القرآن"، دراسة وتحقيق: عبد القادر أحمد عطا، دار الاعتصام، القاهرة، طبعة حديثه. (5) مطبوع، حققه رضوان جامع رضوان، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، ويقع في تسع مجلدات. (6) مطبوع، حققه وعلق عليه أبو إسحاق الجويني الأثري، دار ابن عفان، الطبعة الأولى، ويقع في ست مجلدات. (7) دليل مخطوطات السيوطي ص (47) . (8) مطبوع، دار النصر للطباعة، مصر سنة (1981 م) . (9) مشهور، ومطبوع، ومتداول، بيروت سنة (1969 م) ، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني. (10) مطبوع، الطبعة الوهبية سنة (1298 هـ) . (11) مطبوع، الطبعة الميمنية، سنة (1299 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 30 21- عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد (1) (ط) . 22- تنوير الحوالك على شرح موطأ مالك (2) (ط) . 23- اللاليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (3) (ط) . 24- مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه (4) (ط) . 25- الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (5) (ط) . 26- تخريج أحاديث شرح العقائد النسفيه (6) (ط) . 27- تخريج أحاديث شرح المواقف في علم الكلام (7) (ط) . 28- تدريب الراوي شرح تقريب النواوي (8) (ط) . 29- الخصائص الكبرى (9) (ط) . 30- لقط المرجان في أحكام الجان (10) (ط) . 31- شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (11) (ط) . 32- نتيجة الفكر في الجهر بالذكر (12) (ط) .   (1) دليل مخطوطات السيوطي ص (77) . (2) مطبوع، دار إحياء الكتب العربية، مصر، سنة (1343 هـ) . (3) مطبوع بالقاهرة، سنة (1317 هـ) . (4) مطبوع، الطبعة الوهبية، سنة (1299 هـ) . (5) طبع، الطبعة الحلبية، بمصر، سنة (1937 هـ) . (6) دليل مخطوطات السيوطي ص (57) . (7) مطبوع، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط " 1 "، (1406 هـ/1986 م) ، تحقيق: عبد الرحمن المرعشلي. (8) مطبوع، مشهور، ومتداول، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 2، 1399 هـ/1979 م. (9) مطبوع، ويسمى كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب، د. محمد خليل هراس، دار الكتب الحديثه، مصر. (10) مطبوع، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط " 1 "، (1406هـ/1986م) . (11) مطبوع، تحقيق: يوسف علي بديوي، دار ابن كثير. (12) مطبوع، تحقيق: علي الكردي، دار الكتاب العربي، بيروت، (1410 هـ/1990 م) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 31 33- زهر الخمائل على الشمائل (1) (ط) . 34- مناهل الصفافي تخريج أحاديث الشفا (2) (ط) . 35- نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير (3) (خ) . 36- كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة (4) (ط) . 37- مطلع البدرين فيمن يؤتى أجره مرتين (5) (ط) . 38- بشرى الكئيب بلقاء الحبيب (6) (ط) . 39- نزهة المتأمل ومرشد المتأهل (7) (ط) . 40- وصول الأماني بأصول التهاني (8) (ط) . 41- المَدْرَج إلى المُدرج (9) (ط) . العقيدة والتصوف: 42- علم التوحيد (10) (خ) . 43- مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة (11) (ط) . 44- تنزيه الاعتقاد عن الحلول والاتحاد (12) (ط) .   (1) دليل المخطوطات للسيوطي ص (146) . (2) طبع بمصر مع الشفا، سنة (1276هـ) ، دليل مخطوطات السيوطي ص (146) . (3) دليل مخطوطات السيوطي ص (92) . (4) مطبوع، تحقيق: د. محمد كمال عز الدين، عالم الكتب، بيروت، ط 1، (1407هـ/1987 م) . (5) مطبوع، تحقيق: سليم بن عيد الهلالي، دار الهجرة للنشر والتوزيع، الدمام، السعودية، ط " "، (1410هـ/1989م) . (6) مطبوع، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة الساعي بالرياض، السعودية. (7) طبع، تحقيق: محمود نصار، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة. (8) طبع ضمن الحاوي (1/79) . (9) طبع بالدار السلفية بالكويت، سنة (1979 م) . (10) مخطوطة، بمكتبة المسجد الأحمدي بطنطا، مصر، رقم خاص (63) عام (669) . (11) مطبوع، مكتبة ابن تيمية، الكويت، سنة (1402 هـ) ، تحقيق: بدر البدر. (12) طبع ضمن الحاوي للفتاوى (2/129) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 32 45- تحفة الجلساء برؤية الله تعالى للنساء (1) (ط) . 46- الدر المنظم في بيان الاسم الأعظم (2) (خ) . 47- صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام (3) (ط) . 48- القول المشرق في تحريم الاشتغال بالمنطق (4) (ط) . 49- فصل الكلام في ذم الكلام (5) (ط) . 50- إلقام الحجر لمن زكى سباب أبي بكر وعمر (6) (خ) . 51- الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع (7) (ط) . 52- شرح الوكب الوقاد في الاعتقاد (8) (خ) . 53- تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية (9) (ط) . 54- الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال (10) (خ) . 55- تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك (11) (ط) . 56- العرف الوردي في أخبار المهدي (12) (ط) . 57- الدرة الفاخرة في علوم الدنيا والآخرة (13) (ط) .   (1) طبع ضمن الحاوي للفتاوى (2/198) . (2) كشف الظنون (158) ، حسن المحاضرة (1/343) . (3) طبع بمطبعة الإرشاد بالقاهرة. (4) مطبوع، تحقيق: د. علي سامي النشار. (5) طبع ضمن الحاوي (1/255) . (6) كشف الظنون (1261) ، حسن المحاضرة (1/342) . (7) طبع، تحقيق: حسان فلمبان، جامعة أم القرى. (8) دليل مخطوطات السيوطي ص (159) . (9) مطبوع، المطبعة الإسلامية بالقاهرة، مصر، سنة (1934 م) . (10) كشف الظنون (521) ، حسن المحاضرة (1/343) . (11) طبع ضمن الحاوي (2/255) . (12) طبع ضمن الحاوي (2/57) . (13) كشف الظنون (746) ، وحسن المحاضرة (1/342) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 33 عصر فرض (1) (ط) . 71- جزيل المواهب في اختلاف المذاهب (2) (ط) . 72- نزول الرحمة بالتحدث بالنعمة (3) (ط) . 73- الحاوي للفتاوى (4) (ط) . 74- إفادة الخبر بنصه في زيادة العمر ونقصه (5) (ط) . 75- التعرف بآداب التأليف (6) (ط) . 76- الرحمة في الطب والحكمة (7) (ط) . 77- آداب الفتيا (8) (ط) . 78- فتح المغالق من أنت طالق (9) (خ) . 79- الجامع في الفرائض (10) (خ) . 80- الروض الأريض في طهر الحيض (11) (خ) . 81- بلغة المحتاج في مناسك الحاج (12) (ط) . اللغة العربية وعلومها: 82- المزهر في علوم اللغة (13) (ط) .   (1) مطبوع، طبعة المكتبة التجارية بمصر، سنة (1359 هـ) . (2) طبع بالجزائر، سنة (1325 هـ) . (3) مطبوع، المكتب الإسلامي، دمشق، سنة (1961 م) . (4) مطبوع بالهند. (5) مطبوع، ومشهور، ومتداول، دار الكتب العلمية، بيروت (1408 هـ/1988 م) . (6) طبع بالهند، دليل مخطوطات السيوطي ص (261) . (7) طبع بالقاهرة، سنة (1970 م) . (8) مطبوع، دار الكتب العربية، سنة (1329 هـ) ، وفي نسبته إليه شك. (9) حسن المحاضرة (1/343) . (10) كشف الظنون (577) ، حسن المحاضرة (1/342) . (11) كشف الظنون (916) ، حسن المحاضرة (1/342) . (12) كشف الظنون (375) ، حسن المحاضرة (1/342) . (13) مطبوع، دار إحياء الكتب العربية، سنة (1382 هـ) ، تحقيق: محمد أحمد جاد المولي. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 35 83- الأشباه والنظائر في النحو (1) (ط) . 84- البهجة المرضية في شرح الألفية (2) (ط) . 85- التذييل والتذنيب على نهاية الغريب (3) (خ) . 86- الأخبار المروية في سبب وضع العربية (4) (ط) . 87- عقود الجمان في المعاني والبيان (5) (ط) . 88- شرح عقود الجمان في المعاني والبيان (6) (ط) . 89- شرح شواهد المغني (7) (ط) . 90- فجر الثمد في إعراب أكمل الحمد (8) (ط) . 91- جمع الجوامع في النحو (9) (ط) . 92- الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير (10) (ط) . 93- السيف الصقيل في حواشي شرح ابن عقيل (11) (خ) . 94- الاقتراح في أصول النحو وجدله (12) (ط) . 95- ألوية النصر في خصيصي بالقصر (13) (ط) . 96- مقامات السيوطي (14) (ط) .   (1) مطبوع، مكتب الكليات الأزهرية، القاهرة، سنة (1975 م) ، تحقيق: عبد الرؤوف سعد. (2) مطبوع، المطبعة الخيرية (1310 هـ) . (3) دليل مخطوطات السيوطي ص (19) . (4) مطبوع، مطبعة الحوائب، سنة (1302 هـ) ضمن مجموعة التحف البهية والطرف الشهية. (5) مطبوع، طبعة بولاق، سنة (1293 هـ) . (6) مطبوع، مطبعة التقدم العلمية، سنة (1321 هـ) . (7) مطبوع، الطبعة البهية بالقاهرة، سنة (1322 هـ) . (8) مطبوع، ضمن الحاوي للفتاوى (2/279) . (9) مطبوع، دار المعارف، بيروت، سنة (1973 م) . (10) مطبوع، المطبعة الخيرية بمصر، سنة (1323 هـ) . (11) كشف الظنون (152) (1017) ، وحسن المحاضرة (1/344) . (12) مطبوع، مطبعة دار المعارف النظامية، سنة (1315 هـ) بحيدر آباد. (13) طبع ضمن الحاوي (2/280) . (14) مطبوع، مؤسسة الرسالة، ط " 1 "، (1409 هـ/1989 م) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 36 التاريخ والسير والتاريخ والطبقات: 97- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة (1) (ط) . 98- تاريخ الخلفاء أمراء المؤمنين (2) (ط) . 99- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة (3) (ط) . 100- طبقات المفسرين (4) (ط) . 101- طبقات الحفاظ (5) (ط) . 102- ذيل طبقات الحفاظ (6) (ط) . 103- طبقات الأصوليين (7) (خ) . 104- طبقات البيانيين (8) (خ) . 105- نظم العقيان في أعيان الأعيان (9) (ط) . 106- الشماريخ في علم التاريخ (10) (ط) . 107- ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة مائة وعشرين (11) (ط) . وقد انتشرت هذه المؤلفات وغيرها في الحجاز واليمن والشام، والهند، والتكرور، ولقد حقق منها الكثير، وما يزال بعضها مخطوطًا، وبعض كتبه مفقودة.   (1) مطبوع، المطبعة الشرقية بالقاهرة، سنة (1327 هـ) . (2) مطبوع، مطبعة دار الكتب العلمية، ط "1"، (1408 هـ/1988 م) . (3) مطبوع، مطبعة السعادة، سنة (1326 هـ) . (4) مطبوع، مطبعة الحضارة العربية، مصر، سنة (1976 م) . (5) مطبوع، مكتبة وهبة بالقاهرة، سنة (1393 هـ) . (6) مطبوع، مطبعة التوفيق، دمشق، (1347 هـ) . (7) كشف الظنون (1096) ، حسن المحاضرة (1/344) . (8) كشنف الظنون (1096) . (9) مطبوع، المكتبة العلمية، بيروت، لبنان، سنة (1927 م) . (10) مطبوع بالكويت، سنة (1979 م) ، تحقيق: محمد الشيباني، طبعة الدار السلفية. (11) كشف الظنون (939) ، هدية العارفين (1/539) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 37 وفاته: توفي الإمام السيوطي رحمه الله في ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى عشر وتسعمائة في منزله بروضة المقياس، وكان سبب ذلك ورم في ذراعه اليسرى، توفي على إثره، وقد بلغ من العمر إحدى وستين سنة، وعشرة أشهر وثمانية عشر يومًا، وحضر جنازته خلق عظيم، ودفن في قبر والده، في حوش قوصون، خارج باب القرافة، المعروف اليوم ببوابة السيدة عائشة رحمه الله، وغفر له (1) .   (1) الكواكب السائرة (1/231) ، وقبر السيوطي وتحقيق موضعه لأحمد تيمور باشا ص (16) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 38 قوت المغتذي على جامع الترمذي يعتبر قوت المغتذي حلقة من مشروع قام بتأليفه الحافظ السيوطي خدمة منه لكتب الأئمة الستة والأئمة الأربعة. يقول الحافظ السيوطي في مقدمة عقود الزّبرجد: " واعلم أن لي على كل كتاب من الكتب المشهورة في الحديث تعليقة وهي: الموطأ، ومسند الشافعي، ومسند الإمام أبي حنيفة، والكتب الستة " (1) ، وقد صرح السيوطي بكتابه هذا في بعض كتبه (2) وأشار إليه في مقدمة التوشيح على الجامع الصحيح، حيث قال: " وقد عزمت على أن أضع على كل من الكتب الستة كتابًا على هذا النمط ... " (3) . وقد صرح السيوطي في بداية الكتاب باسمه حيث قال: " هذا الكتاب الرابع مما وعدت بوضعه على الكتب الستة وهو تعليق على جامع أبي عيسى الترمذي على نمط ما علقته على صحيح البخاري المسمى بـ "التوشيح "، وعلى صحيح مسلم المسمى بـ "الديباج "، وعلى سنن أبي داود المسمى بـ "مرقاة الصعود" وسميته "قوت المغتذي على جامع الترمذي ... " (4) . وأكد اسم الكتاب مختصره علي بن سليمان الدمنتي البُجُمعْوِي (ت: 1306 هـ) حيث قال: " وسميته قوت المغتذي على جامع الترمذي " (5) .   (1) عقود الزّبرجد على مسند أحمد (1/6) ، الطبعة الأولى، عام 1407هـ، المكتبة العلمية، بيروت، وخصصه لإعراب ما يراه بحاجة لإعراب، وقد صرح بذلك بقوله: " وإن شئت فقل: عقود الزبرجد في أعراب الحديث ". (2) حسن المحاضرة (1/) . (3) التوشيح (1/3) وقد طبع بتحقيق: علاء الإزهري، 1420 هـ، بيروت. (4) مقدمة الكتاب المحقق. (5) ص (1) وقد طبع كتاب البجمعوي -الذي قام باختصار كتب السيوطي الستة على كتب = الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 39 وكتابة اسمه ونسبته للسيوطي في جميع أصوله الخطية التي اطلعت عليها. مكانة الكتاب وأهميته والكتاب يعتبر تعليقًا جيدًا ونافعًا حيث علق الحافظ السيوطي على كل ما يحتاج إلى تعليق فهو ليس بالشرح المطول ولا التنكيت المُخِل وإنما توسط في ذلك وبأسلوبه وسعة اطلاعه استطاع أن يسد الخلل الذي يحول دون الفهم أو يُوقع اللَّبس وقد اعتمد في هذا التعليق البديع على ثلاثة من أشهر شروح الترمذي وهي "عارضة الأحوذي" للقاضي أبي بكر بن العربي (ت: 543 هـ) ، وكتاب النفح الشذي في شرح جامع الترمذي لابن سيِّد الناس اليعمري (ت: 734 هـ) ، وكتاب "تكلمة شرح الترمذي" للحافظ زين الدين العراقي (ت: 806 هـ) إضافة إلى ذلك طائفة كبيرة من مصادر أخرى أفردتهم في مبحث خاص، وخلص من كل تلك الحصيلة المباركة بشرح توسط فيه مما يجعله يستفيد منه كل مؤمن طالب علم أو من يريد معرفة ما يوجد في هذا الديوان العظيم "جامع الترمذي". واستفاد منه من جاء بعده في شروحهم كالمباركفوري، والبنوري، والكنكوهي، والديوبندي وغيرهم.   = الصحيحين والسنن الأربعة- في دلهي عام (1342 هـ) على هامش جامع الترمذي وطبع أيضًا في القاهرة عام (1298هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 40 5- علوم الحديث، تقي الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن صلاح الدين الشهرزوري (ط) ، ص (11) . 6- النكت على كتاب ابن الصلاح، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر (ط) ، ص (11) . 7- الاقتراح في بيان الاصطلاح، أبو الفتح محمد بن علي بن دقيق العيد (ط) ، ص (12) . 8- اختصار علوم الحديث، أبو الفداء إسماعيل بن أبي حفص عمر بن كثير (ط) ، ص (13) . 9- النكت على كتاب ابن الصلاح، أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم ابن الحسين العراقي (ت: 806 هـ) (ط) ، ص (14) . 10- النكت على مقدمة ابن الصلاح، محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (ط) ، ص (14) . 11- محاسن الاصطلاح في تضميمن ابن الصلاح، عمر بن رسلان البلقيني (ط) ، ص (15) . 12- مختصر الجعبري، الجعبري، ص (16) . 13- النفح الشذي في شرح جامع الترمذي، أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس (طبع ناقصًا) ، ص (22) . 14- النهاية في غريب الحديث والأثر، أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بالجزري المعروف بابن الأثير (ط) ، ص (27) . 15- كتاب سيبويه، سيبويه (ط) ، ص (27) . 16- إحكام الأحكام، ابن دقيق العيد (ط) ، ص (27) . 17- شرح صحيح مسلم، يحيى بن شرف النووي (ط) ، ص (29) . 18- المفهم لما أشكل من تخليص كتاب مسلم، لأبي العباس أحمد. ابن عمر القرطبي (ط) ، ص (30) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 42 19- المنتقى شرح موطأ مالك، أبو الوليد سلمان بن خلف بن سعد الباجي (ط) ، ص (30) . 20- السنن الكبرى، أحمد بن شعيب النسائي (ط) ، ص (31) . 21- سنن ابن ماجه، محمد بن يزيد القزويني بن ماجه (ط) ، ص (31) . 22- صحيح ابن حبان، أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ط) ، ص (31) . 23- المستدرك، محمد بن عبد الله النيسابوري الحاكم (ط) ، ص (31) . 24- مسند أحمد، أحمد بن حنبل (ط) ، ص (32) . 25- صحيح ابن خزيمة، أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ط) ، ص (32) . 26- السنن الكبرى، البيهقي (ط) ، ص (33) . 27- مسند البزار، البزار (ط) ، ص (34) . 28- المعجم الكبير، الطبراني (ط) ، ص (34) . 29- الشرح الكبير، الرافعي (ط) ، ص (36) . 35- الضعفاء، العقيلي (ط) ، ص (38) . 31- تخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (ط) ، ص (38) . 32- إصلاح الألفاظ التي صحفها الرواة، الخطابي، وسيأتي أيضًا باسم "إصلاح غلط المحدثين (ط) ، ص (39) . 33- معالم السنن شرح سنن أبي داود، أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي البستي (ط) ، ص (39) . 34- المجموع شرح المهذب، محيي الدين بن شرف النووي (ط) ، الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 43 ص (43) . 35- التعليقة، القاضي حسين، ص (47) . 36- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري (ط) ، ص (48) . 37- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ط) ، ص (48) . 38- دلائل النبوة، أبو نعيم الأصبهاني (ط) ، ص (51) . 39- المؤتلف والمختلف في مشتبه أسماء الرجال، عبد الغني الأزدي، ص (53) . 40- العلل، الدارقطني (طبع ناقصًا) ، ص (55) . 41- الجليس والأنيس، المعافى بن زكريا، ص (60) . 42- شعب الإيمان، البيهقي (ط) ، ص (65) . 43- الفوائد، تمام (ط) ، ص (65) . 44- تاريخ ابن عساكر، ابن عساكر (ط) ، ص (65) . 45- سنن الدارقطني، الدارقطني (ط) ، ص (68) . 46- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والمسانيد، يوسف بن عبد الله ابن محمد بن عبد البر القرطبي (ط) ، ص (70) . 47- الاستذكار لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار (ط) ، ص (70) . 48- شرح مشكل الآثار، الطحاوي (ط) ، ص (70) . 49- الأمالي، أبو الفضل العراقي، ص (71) . 50- تهذيب اللغة، الأزهري (ط) ، ص (72) . 51- الأم، الشافعي (ط) ، ص (73) . 52- إصلاح غلط المحدثين، الخطابي ضمن الرسائل الكمالية (ط) ، ص (75) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 44 53- إعراب الحديث، أبو البقاء العكبري، ص (88) . 54- شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى "الكاشف عن حقائق السنن"، الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي (ط) ، ص (90) . 55- الموطأ، مالك الإمام (ط) ، ص (94) . 56- فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلاني (ط) ، ص (96) . 57- غريب الحديث، عبد الله بن مسلم بن بن قتيبة الدينوري (ط) ، ص (100) . 58- الموضوعات، ابن الجوزي (ط) ، ص (116) . 59- إكمال المعلم، القاضي عياض (ط) ، ص (119) . 60- شرح معاني الآثار، الطحاوي (ط) ، ص (127) . 61- المعجم، المنذري، ص (128) . 62- التتمة، عبد الرحمن أبو سعد (ط) ، ص (141) . 63- المصنف، عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ط) (ط) ، ص (141) . 64- الأحكام الكبرى، المحب الطبري، ص (142) . 65- الحاوي في الفتاوى، السيوطي (ط) ، ص (142) . 66- شرح جامع الترمذي، العراقي (خ) ، ص (142) . 67- الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى، ابن عبد البر (ط) ، ص (145) . 68- الحاوي الكبير، الماوردي (ط) ، ص (148) . 69- البحر، الروياني (ط) ، ص (148) . 70- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، عبد الحق بن غالب بن الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 45 عطية الأندلسي (ط) ، ص (155) . 71- الأسامي والكنى، الحاكم (طبع ناقصًا) ، ص (152) . 72- الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327 هـ) (ط) ، ص (152) . 73- الثقات، محمد بن حبان البستي (ت: 354 هـ) (ط) ، ص (152) . 74- أحكام المساجد، الزركشي (ط) ، ص (155) . 75- شفاء السقام في زيارة خير الأنام، تقي الدين السبكي (ط) ، ص (157) . 76- مسند أبي داوود الطيالسي، الطيالسي (ط) ، ص (161) . 77- الدلائل في الغريب، ثابت السرقسطي (خ) ، ص (163) . 78- المصنف، ابن أبي شيبة أبي بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم (ط) ، ص (165) . 79- الخلافيات، البيهقي (ط) ، ص (175) . 80- تاج اللغة وصحاح العربية المعروف بـ "الصحاح"، إسماعيل بن حماد الجوهري (ط) ، ص (173) . 81- المعجم الأوسط، الطبراني (ط) ، ص (177) . 82- الإيضاح في المذهب، الصيمري، ص (184) . 83- تهذيب الكمال في أسماء الرجال، يوسف بن الزكي المزي (ط) ، ص (186) . 84- سنن أبي داوود، أبو داوود سلمان بن أشعث السجستاني (ط) ، ص (195) . 85- روضة الطالبين، النووي (ط) ، ص (196) . 86- سنن سعيد بن منصور، سعيد بن منصور (ط) ، ص (196) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 46 87- تنوير الحوالك على موطأ مالك، السيوطي (ط) ، ص (196) . 88- الأزهار الفضة في حواشي الروضة، السيوطي، ص (196) . 89- التوبة، أبو بكر بن أبي عاصم، ص (203) . 90- الغريبين في القرآن والحديث، أحمد بن محمد أبو عبيد الهروي (ط) ، ص (205) . 91- الكفاية في علم الرواية، الخطيب البغدادي (ط) ، ص (212) . 92- الألقاب، أبو بكر الشيرازي، ص (214) . 93- قواعد الأحكام، ابن عبد السلام (ط) ، ص (215) . 94- تهذيب الألفاظ، ابن السكيت، ص (228) . 95- المغني، ابن قدامة (ط) ، ص (229) . 96- الإلمام، ابن دقيق (ط) ، ص (239) . 97- المجمل، ابن فارس (ط) ، ص (249) . 98- كتاب الزكاة، ليوسف القاضي، ص (251) . 99- الإكمال في مشتبة النسبة، ابن ماكولا (ط) ، ص (270) . 100- الفتاوى، العز بن عبد السلام (ط) ، ص (274) . 101- الأمالي، العز بن عبد السلام (ط) ، ص (281) . 102- الدرر الفريد، شمس الدين ابن الصائغ (ط) ، ص (281) . 103- الأطراف، ابن عساكر (خ) ، ص (290) . 104- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي (ط) ، ص (290) . 105- القرى لقاصد أم القرى، محب الدين الطبري (ط) ، ص (286) . 106- تاريخ ابن معين، رواية الدوري (ط) ، ص (288) . 107- تاريخ مكة -شرفها الله-، محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 47 (ط) ، ص (294) . 108- الضعفاء، ابن عدي (ط) ، ص (327) . 109- الضعفاء والمتروكين، النسائي (ط) ، ص (327) . 110- المجروحين، ابن حبان (ط) ، ص (327) . 111- نوادر الأصول المجرد من الأسانيد، الحكيم الترمذي (ط) ، ص (330) . 112- زاد المعاد، ابن القيم (ط) ، ص (333) . 113- معرفة السنن، البيهقي (ط) ، ص (333) . 114- الأنساب، عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني (ط) ، ص (349) . 115- الأحكام، الطوسي (ط) ، ص (358) . 116- الغوامض والمبهمات، ابن بشكوال (ط) ، ص (375) . 117- الاختصاص فيما يمنع الاقتصاص، صلاح الدين العلائي، ص (382) . 118- جامع البيان في تأويل القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ط) ، ص (387) . 119- الأفراد (أطرافه) ، الدارقطني (ط) ، ص (387) . 120- المعجم، البغوي (ط) ، ص (388) . 121- المعرفة، ابن مندة (ط) ، ص (388) . 122- أحكام المولود، ابن القيم (ط) ، ص (409) . 123- إحياء علوم الدين، الغزالي (ط) ، ص (414) . 124- تحقيق الأولى عند أهل الرفيق الأعلى، كمال الدين الزملكاني محمد بن علي (ت: 651 هـ) ، (خ) ، ص (430) . 125- المحكم، ابن سيده (ط) ، ص (451) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 48 216- تحفة المولود، ابن القيم (ط) ، ص (401) . 217- المواعظ، العسكري (ط) ، ص (465) . 218- الميسر في شرح مصابيح السنة، فضل الله بن حسن بن حسين التوربشتي (ط) ، ص (486) . 219- الفوائد، ابن القيم (ط) ، (493) . 130- شرح المشكاة، البيضاوي (خ) ، (494) . 131- ردود العلائي على انتقادات القزويني، العلائي (ط) ، ص (495) . 132- القاموس المحيط، الفيروزآبادي (ط) ، ص (504) . 133- غريب الحديث، أبو عبيد القاسم بن سلام (ط) ، ص (506) . 134- المثلث، ابن السيد (ط) ، ص (507) . 135- شرح صحيح البخاري، قطب الدين الحلبي (ط) ، ص (508) . 136- أخبار المدينة، زيد الدين المراغي (ط) ، ص (508) . 137- الإصابة في تمييز الصحابة، أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (ط) ، ص (520) . 138- الاستيعاب، ابن عبد البر (ط) ، ص (520) . 139- كراسة صلاح الدين العلائي، ابن حجر، (523) . 140- ردود ابن حجر على انتقادات القزويني، ابن حجر (ط) ، ص (527) . 141- شرح مصابيح السنة، زين العرب، ص (531) . 142- ألفية ابن مالك، ابن مالك (ط) ، ص (538) . ْ144- إكمال المعلم، القاضي عياض (ط) ، ص (541) . 144- نزهة الأخيار في شرح محاسن الأخبار، ابن الخازن، ص (536) . 145- تاريخ قزوين، الرافعي (ط) ، ص (552) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 49 146- غريب الغريب النبوي، ابن الأنباري، ص (311) . 147- أساس البلاغة، محمود بن عمر الزمخشري (ط) ، ص (558) . 148- الابتهاج شرح المنهاج، تقي الدين السبكي، (564) . 149- مدارج السالكين، ابن القيم (ط) ، ص (573) . 150- المنهج المبين في شرح الأربعين، الفاكهاني (ط) ، ص (577) . 151- فضل الفقير والفقراء، الحسن الخلال، ص (584) . 152- توشح التصحيح، تاج الدين السبكي (خ) ، ص (573) . 153- الكواكب الدراري شرح البخاري، الكرماني (ط) ، ص (623) . 154- القول المسدد، ابن حجر (ط) ، ص (628) . 155- شرح المصابيح (تحفة الأبرار في شرح مصابيح السنة) للبيضاوي (خ) ، ص (627) . 156- المنهاج في شعب الإيمان، الحليمي (ط) ، ص (653) . 157- المفردات في غريب القرآن، الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني (ط) ، ص (660) . 158- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (ط) ، ص (667) . 159- الفائق في غريب الحديث، محمود بن عمر الزمخشري (ط) ، ص (687) . 160- أدب الدنيا والدين، الماوردي (ط) ، ص (701) . 161- شرح السنة، الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ط) ، ص (714) . 162- منتخب المسند "مصنف عبد بن حميد"، عبد بن حميد (ط) ، ص (720) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 50 163- شرح ألفية العراقي، العراقي (ط) ، ص (722) . 164- تفسير ابن مردويه، ص (739) . 165- جامع المسانيد، ابن الجوزي (خ) ، ص (743) . 166- شرح سنن أبي داود، ولي الدين العراقي، ص (735) . 167- تفسير ابن كثير، ابن كثير (ط) ، ص (755) . 168- أمالي ابن حجر على الأذكار، ابن حجر (ط) ، ص (758) . 169- التعقبات على الموضوعات، السيوطي (ط) ، ص (758) . 170- شرح الرائية، السخاوي (ط) ، ص (788) . 171- ارتشاف الضرب، أبو حيان (ط) ، ص (796) . 172- الروض الأنف، السهيلي (ط) ، ص (821) . 173- شرح المفصل، ابن يعيش (ط) ، ص (821) . 174- البرهان في تفسير القرآن، أبو الحسن الحوفي، ص (823) . 175- الأمالي الشجرية، ابن الشجري (ط) ، ص (827) . 176- غريب الحديث، ابن الجوزي (ط) ، ص (893) . 177- الأسماء الحسنى، أبو حامد الغزالي (ط) ، ص (912) . 178- لوامع البيانات، الرازي (ط) ، ص (942) . 179- كتاب الدعاء، ابن أبي الدنيا، ص (978) . 180- طرح التثريب في شرح التقريب، عبد الرحيم بن الحسين العراقي زين الدين (ط) ، ص (1018) . 181- معرفة الثقات، أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (ط) ، ص (1034) . 182- مشارق الأنوار على صحاح الآثار، القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ط) ، ص (1040) . 183- الأمالي، ابن الحاجب، ص (1044) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 51 194- الكنى المسمى "فتح الباري في الكنى والألقاب"، أبو عبد الله ابن منده محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني (ت: 395 هـ) . 195- المسالك في علم المناسك، ابن جماعة محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن جماعة الكناني الحموي المصري (ت: 819 هـ) . 196- المفاتيح في شرح المصابيح، لمظهر الدين الحسين بن محمود ابن الحسن الزيداني. 197- شرح المشكاة، الأشرفي أبو عبد الله إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عبد الملك بن عمر المشهور بـ: الأشرف البقاعي. 198- "نسب قريش" (ط) ، أو لعله في "حديث مصعب" (خ) في شتربتي رقم (3849) ، مصعب الزبيري (ت: 236 هـ) . 199- "المثلث" في اللغة (ط) ، البطليوسي أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن السيِّد من العلماء باللغة والأدب (ت: 521 هـ) ، وكتبه كثيرة. 200- فتاوى ومسائل ابن الصلاح في التفسير والحديث والأصول والفقه (ط) ، ابن الصلاح شيخ الإسلام أبو عمر عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الكردي الشهرزوزي الموصلي الشافعي (ت: 643 هـ) . 201- كتاب مشكل الحديث، ابن فورك محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني (ت: 406 هـ) (ط) . 202- شرح أسماء الله الحسنى، القشيري عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك النيسابوري القشيري (ت: 465 هـ) . 203- كتاب للفارسي، أبو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي (ت: 377 هـ) ، له مصنفات كثيرة في اللغة، والنحو، والقراءات ولم الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 53 أهتد إلى المصدر الذي نقل منه السيوطي. 204- الوافية شرح الكافية، لابن الحاجب جزءان أكمله سنة (686 هـ) . 205- غريب الحديث، الحربي أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت: 285 هـ) طبع منه (3) أجزاء التي وصلت إلينا. 206- سلوك العارفين وأنس المشتاقين، أبو خلف الطبري محمد بن عبد الملك بن خلف السلمي الطبري الشافعي (ت: 470 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 54 منهج الإمام السيوطي في شرحه على جامع الترمذي اعتنى الحافظ السيوطي بالتنكيت على كل مشكل أو مبهم أو ما يحتاج إلى توضيح في متون أحاديث جامع الترمذي أو في أسانيده، وقد يترك العديد من الأحاديث الواردة في كل باب لعدم الحاجة إلى توضيح أو بيان ما يشكل فيها من وجهة نظره -رحمه الله-. وقد ضمن هذا السفر الجليل ملحًا: في اللغة، والنحو، والبلاغة، والصناعة الحديثية، والعقيدة، إلى غير ذلك من فوائد شتى دبَّج بها شرحه رحمه الله، ولكنه قبل ذلك افتتح بمقدمة جمع فيها أقوال العلماء في بيان مراد الإمام الترمذي من أوصافه التي ينعت بها الأحاديث "كحسن صحيح" و"حسن صحيح غريب"، و"غريب" وما إليها من نعوت غدت فيما بعد مصطلحات وموازين تعرف بها درجات الأحاديث عند أهل الصناعة. 1- أما اللغة: فاهتمامه انصبَّ في ضبط اللَّفظ الوارد في الباب، سواء اختلف رسمه بحسب الروايات التي انحدر منها، أو حركته بحسب اللغات التي رويت عن العرب، وهذا شأنه في أكثر الأحاديث المحتملة للاختلاف المذكور، معتمدًا في اختياره أو ترجيحه أقوال من سبقه من أهل الفن: كابن سيد النَّاس، والعراقي، والنووي، وابن حجر، وابن العربي، والقاضي عياض، والطيبي، والحافظ المزي، وغيرهم، دون أن يقول -مثلاً-: والذي عندي، أو والراجح، أو الصواب، وما إليها من ألفاظ الترجيح، وهذا الأسلوب منه ينسحب على نكاته في الغالب، وربما عُدَّت له منقبةً ألا يُلغي الخلاف بين العلماء بتصريح أو بلفظ جازم إن رَجَح عنده قول ما، ولكن بأدب يقول: قال ابن سيد النَّاس. قال العراقي ... دون أن يتلوه بنص يفيد الترجيح. وكمثال على هذا، انظر: الأحاديث رقم: [1، 2، 3، 11، 13، 15، 16، 17، 18، 20، 100] وهذه الأمثلة هي بترقيم جامع الترمذي. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 55 والملاحظ أيضًا أنَّ الإمام السيوطي جارٍ في بيان معاني المفرادات، أو التراكيب مجرى من سبقه من علماء اللغة، أو علماء التأويل، يذكر تارةً اسم من نقل عنه، ويُغفل ذكره أخرى كما هو مبين في حواشي التحقيق، وأكثر من يعتمد كلامه ويعتبره في هذا الباب: أبو عبيد القاسم بن سلام، والهروي، والخطابي، وابن الأثير، وابن العربي، والقاضي عياض، وغيرهم، إلاَّ أنَّه يكتفي في الجملة بتحرير ابن الأثير في كتابه النهاية، وأكرم بها من نهاية، فقد استقرأ مؤلفها أقوال من تقدمه، ونخلها، حتى أراح من جاء بعده مِنْ وُكْدِ الجمع والتحرير. كما أنه في شرحه يأتي بمحل الشاهد لا يزيد عليه، تفاديًا للتطويل، وانشغالاً ببيانه، بحسب ما تلوح النكتة من شتى نوافذ المعرفة: كحديث ابن عمر رقم: (11) قال: " أرقِيتُ " ذكر السيوطي هذا اللفظ فحسب، ثم تلاه بقوله: " بكسر القاف " لم يزد على ضبط حركته؛ لأنَّ مدلول اللَّفظ ظاهر لا يحتاج إلى شرح. وكحديث كبشة برقم (92) : عنها عن أبي قتادة أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إنَّها ليست بنجس"، وذكر الشارح من الحديث: " ليست بنجس " وقال: بفتح الجيم. وكحديث عائشة برقم (153) في قولها: " فيمرُّ النساء متلففات " قال الشارح: " بفاءين ". وكحديث علي بن أبي طالب برقم (171) عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: ْ "الصلاة إذا أتَتْ" قال شارحه. "قال ابن العربي وابن سيد النَّاس: كذا رُويناه بتاءين، كل واحدة منها معجمة باثنتين من فوقها، ورُوي "آنت" بنون ومد". وكحديث جابر برقم: (180) في قوله: " بُطحان " قال الشارح: الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 56 "بضم أوله وسكون ثانيه، وذكر أبو عبيد البكري وغيره: أنه بفتح أوله وكسر ثانيه". وكحديث جابر كذلك برقم (195) عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " وإذا أَقمت فاحدُر " قال الشارح: " بإهمال الحاء والدال، وتضم وتكسر، ويُروى: فاحْذِم، الذال المعجمة والميم، وكلاهما بمعنى الإسراع ". إلى ما هنالك من أمثلة -يطول حصرها- تبين اهتمام الإمام السيوطي بضبط اللَّفظ: رسمه وحركته، وهذا مطلب أول فهمناه من منهج الشارح رحمه الله. أما المطلب الثاني: فهو منهجه إزاء مدلولات الألفاظ والتراكيب؛ وهذه هي لجة البحر التي يطيل فيها الإمام السيوطي الغوص؛ كيف لا وحولها يطوف الفقهاء والعلماء، مستفرغين جهدهم في استنباط الأحكام والمعاني، ببيان مجمل، أو تخصيص عام، أو تقييد مطلق، أو ترجيح متعارض، وهلم جرًا لقواعد الاستنباط المذكورة في مظانها؛ لأنَّ اللَّفظ لا يعدو أن تكون له حقيقة شرعية فتقدم، أو عرفية، أو لغوية، أو لها جميعًا ولا تعارض بينها، أو استغلق المعنى فاحتجنا إلى مبين من خارج النص، وهو ما يسمى بقرائن الأحوال؛ وعلى هذا الأمر انصب جهد الحافظ السيوطي في شرحه الممتع. ولنأت بأمثلة اكتفى فيها الشارح بتفسير اللَّفظ لغة فحسب. كحديث أنس بن مالك برقم (5) قال: "كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا دخل الخلاء"، قال شارحه: "بفتح الخاء ممدود: المكان الذي ليس به أحد". ومن الحديث السابق أيضًا: " فوجدنا مراحيض " قال شارحه: "جمع مرحاض من رَحض إذا اغتسل، قال في النِّهاية: أراد المواضع التي بنيت للغائط، أي مواضع الاغتسال". الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 57 وكحديث حُذيفة برقم (13) أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أتى سُباطة قوم" قال شارحه: "بضم السين، وهو مُلقَى التراب والكناسة ونحوها". وكحديث سليمان برقم (16) في قوله: " أجَلْ " قال شارحه: بسكون اللام، حرف جواب بمعنى نعم. وفي قوله: " برجيع " قال شارحه: الغائط. وفي قوله: "انها رِكْسٌ" قال شارحه: أي نجسٌ. وكحديث سلمة بن قيس برقم (27) عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " إذا توضأت فانْتَثِرْ " قال شارحه: قال ابن العربي: أي أدخل الماء في الأنف، مأخوذ من النثرة وهي الأنف ". وكحديث حسان بن بلال برقم (29) عن عمار بن ياسر أنه رأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "يخلل لحيته" قال شارحه: " قال ابن العربي: أي يُدخل يده في خَلَلها وهي الفُروج التي بين الشعر ". وهكذا يسري أسلوبه رحمه الله مع الألفاظ التي ليس لها إلاَّ معنى واحدٌ، لا يزيد على بيان معناها اللغوي، إلاَّ أنه إزاء المفردات والتراكيب مما يستنبط منه حكم شرعي، أو صورة بلاغية أو نقد حديثي أو فائدة أدبية أخرى يلتفت إليها طويلاً، بزيادة شرح واستخلاص نكتة، ناقلاً أقوال العلماء في المسألة لا يتقدمهم بالرأي -كما سبقت الإشارة-، وهو في نقله يختار من كلامهم أقواه دلالة وأوفاه. وكأمثلة على هذا: حديث رباح بن عبد الرَّحمن بن أبي سفيان برقم (25) فقد فحصه الإمام السيوطي من جوانب متعددة؛ بدأه بتحرير متنه حيث قال: " زاد ابن ماجه في أوله: " لا صلاة لمن لا وضوء له "، وزاد الحاكم في آخره: ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار ". الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 58 ثم بين اختلاف الروايات في وصله وإرساله، والعلة القادحة فيه، فقال: " قال الدارقطني في العلل: اختلف فيه، فقال وُهَيْبُ وبشرُ بن المفضل، وغير واحد هكذا ... " وحاصل كلام الدارقطني: أنَّ طرق الحديث تدور بين الوصل والإرسال، وأنَّ أصحها طريق الوصل -أي طريق وهيب وبشر بن المفضل ومن تابعهما- وهذه علة أولى نبه عليها الحافظ السيوطي فيما نقله عن الدارقطني، ثم أردف هذا بأن أورد الحديث من مسند الهيثم بن كليب من طريق وهيب بن عبد الرَّحمن بن حرملة أنه سمع أبا غالب يقول: سمعتُ رباح بن عبد الرَّحمن: قال ابن حجر: " قال الضياء: المعروف أبو ثفال بدل أبي غالب، وهو كما قال "، ثم نقل عن ابن حجر عن الجرح والتعديل، فقال: " وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أبو ثفال ورباح مجهولان، ثم قال: أما أبو ثفال فروى عنه جماعة. وقال البخاري: في حديثه نظر، وهذه عادته فيمن يضعفه، زاد ابن حجر: ذكره ابن حبان في الثقات، إلاَّ أنه قال: لستُ بالمعتمد على ما تفرد به، فكأنه لم يُوثقه، ثم قال ابن حجر: وأما رباح فمجهول " ومن مجموع أقوال العلماء فيمن يدور عليهم الحديث يتبيَّن ضعفه، وهذه علة ثالثة. ومع ذلك فإنَّ الحافظ السيوطي يرجح ثبوته -رغم ما قاله ابن القطان من أنَّ الخبر لا يثبت من جهة النقل- بذكره قول أبي بكر بن أبي شيبة إذ يقول: " ثبت لنا أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاله ". قال السيوطي: " يعني بمجموع طرقه، فإنه ورد في ذلك أحاديث تدل على أنَّ له أصلاً "، وعلى اعتبار ثبوته، فإنَّ الشَّارح يُنهي الكلام عنه بما يتلخص من أحكام فقهية، فقال: " قال البزار: لكنه مؤَوَّل، ومعناه؛ أنه لا فضل لوضوء من لم يذكر اسم الله، لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يُسمّ ". الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 59 ثم قال: " وقال ابن العربي: قال علماؤنا: إنَّ المراد بهذا الحديث النية ". وكحديث أبي هريرة برقم (50) في قول جبريل عليه الصلاة والسلام: " إذا توضأت فانْتَضِحْ ". قال شارحه: " قال ابن العربي: اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث على أربعة أقوال: " وأوردها الحافظ السيوطي جميعًا تنبيهًا على ما استنبطه الفقهاء من أحكام، بل وكذلك ما يستفاد من الحديث من حكمة وسداد في إبعاد ما قد يطرأ من وسواس عند قضاء الحاجة، وهو ما تعم به البلوى، فذكر كلام أبي مسلم المهدي فيما رَوَاه عنه ابن العربي. قال ابن العربي: " وحدثني أبو مسلم المهدي قال: من الفقه الرائق: الماء يذهب الماء، معناه: أنَّ من استنجى بالأحجار لا يزال البول يرشح فيجد البلل منه، فإذا استعمل الماء نَسَب الخاطِرُ ما يجد من البلل إلى الماء، فارتفع الوسواس ". وكحديث الفضل بن عياش برقم (385) في قول الترمذي: " عن عبد الله بن نافع بن أبي العمياء " قال شارحه: " ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث عند الأربعة "، وهذا من اهتمامه بالأفراد، فإنه لا يتجاوزهم حتى يذكرهم، معتمدًا في ذلك خاصة كلام العراقي في شرحه على الترمذي؛ ثم نقل عن العراقي ضبط مفردات الحديث، والتنبيه على ورودها من أكثر من رواية، وبيان أصحها سندًا وأصوبها لغة. بعد ذلك يأتي إلى الشرح اللغوي فيما ينقله عن صاحب النهاية، مع الإشارة إلى فائدة صرفية يحسن بطالب العلم معرفتها. ثم يأتي إلى ما يستفاد من الحديث في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " وتُقنع يديك ". فيذكر لنا قول الخطابي، وابن العربي، والعراقي، والنووي، كلٌ الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 60 منهم أورد معنى للحديث بحسب مدلوله الشرعي، وزاد عقب أقوالهم قائلاً: " ويطلق أيضًا على الطاعة والصلاة، والسكون والخشوع، والدعاء، والإقرار بالعبودية ". وكحديث ابن عباس برقم (579) من قول الشجرة: " وتقبلها منِّي ... " ذكر الشارح قول ابن العربي في تعليقه على الحديث، حيث يقول: " عسُر عليَّ في هذا الحديث أن يقول أحد ذلك ... وأين ذلك اللسان، وأين تلك النية؟ " وهذا فهم ذوقي لا يخضع لمدلول اللفظ، وربما استشكل على القارئ قول ابن العربي، مما حدَا بالحافظ السيوطي أن يتعقبه موجهًا لمعنى الحديث، فقال: " قلتُ: ليس المراد المماثلة من ْكل وجه، بل في مطلق القبول، وقد ورد في دعاء الأضحية ... وإذا ورد الحديث بشيء اتُّبع ولا إشكال " وهذا التوجيه منه وجيه. هذه أمثلة ذكرتها -لا للحصر- تبين منهج السيوطي في شرحه للنصوص، واستخلاصه ما يدل عليه من معنى لغوي، أو شرعى، أو نقد حديثي، أو ملحة أدبية كما رأينا. وقُلْ مثل ذلك في البلاغة والنحو: كحديث ابن عباس برقم (2193) في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا ترجعوا بعدي كفارًا " قال شارحه: " وقال ابن مالك: فما خفي على أكثر النحويين استعمال [رجع] كـ[صار] معنى وعملاً، ومنه الحديث ... قال: ويجوز في [يضرب] الرفع والجزم "، وإيراد الحافظ كلام إمام النحاة المتأخرين في جواز الرفع والجزم لفعل [يضرب] جوابٌ على قول القاضي عياض -قبل ذلك- " أنَّ الصواب الضم " وقد أوضحت وجه التعارض، وسبيل الجمع بما يكفي في حاشية التحقيق، فلينظر هناك. وكحديث أبي رزين العقيلي برقم (2278) في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وهي الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 61 على رجل طائر"، قال شارحه: " قال الطيبي: التركيب من باب التشبيه التمثيلي، شبَّه الرؤيا بالطائر السريع طيرانه، وقد عُلِّق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة ... ". وكحديث معاذ بن جبل برقم (2616) في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار " قال شارحه: قال الطيبي: فلما وضع الخطيئة موضع النَّار -على الاستعارة المكنية- أثبت لها - على سبيل الاستعارة التخييلية ما يلائم النار من الإطفاء ... ". ْنلاحظ في المثالين الأخيرين كيف أنَّ الإمام السيوطي لم يُغفل ملحة البلاغة في فصاحة خير من نطق لغة الضاد، دون أن يُسرف في استخلاصها من كل النصوص، بل لو قلت: إنه شحَّ علينا في هذا الباب، لما أبعدت، وربما عذره في ذلك، أنه اتَّخذ منهجًا سلكه من كان قبله من فضلاء الفقهاء المجتهدين عند شرح نصوص الشريعة المطهَّرة؛ والمنهج بإيجاز هو أنَّه صبَّ أكثر الجهد فيما فيه حكم فقهي أو نقد حديثي أو حكمة تشريعة، أو ملحة أدبية أخرى، إذ هذه المسائل أهم ما يصرف فيه العمر، ولا شكَّ أنَّها أُفرغت في أبلغ بيان وأصدق لسان صلى الله على من جمَّله بهما، مما تجدر الإشارة إلى شيء من ذلك دون تطويل، وعلى الله قصد السبيل. المطلب الثالث: منهجه في العقيدة: لا يكاد يخفى أنَّ الإمام السيوطي ينحو في تصوره العقدي منحى الأشاعرة المؤولة، كما في حديث أبي هريرة برقم (3507) ، الذي لم ْيخرج الترمذي غيره في ذكر الأسماء. قال الشارح عند قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) } : "اسمان بُنِيَا للمبالغة من الرحمة، وهي في اللغة: رقة قلب وانعطاف يقتضى التفضل والإحسان على من رقَّ له، وأسماء الله تعالى وصفاته إنما تؤخذ باعتبار الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 62 الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات ... " وهذا المطلب أكثر شيء استوقفني؛ أوضح مسائله، وأقرر أحكامه على أسلوب أهل السنة والجماعة، ناقلاً عن أعلامهم القول الفصل في ذلك، والله يعصمنا من الزلل، وإليه المفر. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 63 منهجي في تحقيق الكتاب: 1- اعتمدت على النسخة الأولى على ما سيأتي إن شاء الله تعالى وجعلتها أصلاً، لما امتازت به من الصحة، وكثرة ما ورد في حواشيها من المقابلات، إضافة إلى عناية المكتبة باختيار النسخ الصحيحة والمقابلة. 2- أثبتُّ الفروق بين النسخ في الحاشية، وحاولت جاهدًا إثبات كل الفروق، لقلة الاختلاف بين النسخ الثلاث. 3- استعنت لضبط النص، بالمراجع التي استقى منها الإمام السيوطي. 4- لم أثبت الفرق بين "حدثنا" وبين من اختصرها في بعض النسخ "ثنا". 5- ما سقط من الأصل جعلته بين معكوفتين هكذا [] . منهجي في التعليق على الكتاب: 1- عزوت الآيات القرآنية إلى اسم السورة ورقم الآية. 2- خرجت الأحاديث الواردة مع كثرتها حيث بلغت أكثر من (1121) حديثًا من الكتب التسعة، وذكرت الباب، والكتاب. 3- ترجمت للأعلام، ورواة الأحاديث، وحاولت جاهدًا أن أترجم لكل علم من مصدرين، إلاَّ من وردوا في التقريب فاكتفيت به لعدم الإطالة، ولكثرة المترجم لهم. 4- عزوت كل قول إلى قائله من كتب التفسير، وشرح الحديث، واللغة، وكتب الرجال، وكتب العقيدة وغيرها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. 5- علقت على بعض المواطن، وأسهبت في البعض الآخر لا سيما عند شرح السيوطي لحديث: "إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا" وذكرت خلاف أهل العلم في الأسماء والصفات وبينت القول الرَّاجح فيها. 6- ذكرت في الهامش الحديث بتمامه؛ لأنَّ الإمام السيوطي يذكر كلمةً أو رجلاً في الحاشية، فقد تخفى على المبتدىء الفائدة من ذكر هذه الكلمة أو ذاك الرَّجل وعند ذكر الحديث يتبيَّن فوائد ونكات الإمام الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 64 السيوطي لها. التعريف بمخطوطات قوت المغتذي على جامع الترمذي: عثرنا بعد البحث في نفائس المكتبات الخطية في مختلف البلدان على إحدى عشرة نسخة خطية، وبعد البحث والنظر استقر الأمر على اختيار ثلاث نسخ منها: 1- نسخة من مصر من المكتبة التيمورية التي تضم من نوادر مخطوطات السنة النبوية وغيرها. ورمزنا لها بالرمز "ت". 2- نسخة من تركيا من استانبول من مكتبة كوبرلي ورمزنا لها بالرمز "ك". 3- نسخة من اليمن من مكتبة شيئون والمحفوظة في دار عارف حكمت في المدينة المنورة ورمزنا لها بالرمز "ش". وصف النسخ: 1- النسخة التيمورية: وقد رمزنا لها (ت) مصورة عن النسخة المخطوطة المحفوظة بدار الكتب القومية بمصر تحت رقم (536 حديث تيمور) . وتقع في (122) لوحة غير مرقمة، و (25) سطرًا في اللوحة، و13 كلمة في كل سطر تقريبًا. وخطها مقروء، وعليها تصحيحات ومقابلات. 2- نسخة كوبرلي: وقد رمزنا لها (ك) مصورة من مكتبة كوبرلي بتركيا تحت رقم (417) . وتقع في (92) لوحة، و (33) سطرًا في اللوحة، و (14) كلمة في كل سطر تقريبًا، وخطها مقروء وعليها تصحيحات ومقابلات تبدأ الصفحة الأولى برقم (117) وتنتهي برقم (208) . 3- نسخة شيْئُون: وقد رمزنا لها (ش) مصورة بجامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بمعهد المخطوطات العربية، وهي من مكتبة الكاف العامة بمسجد طه برقم (98 شيئون) . وتقع في (97) لوحة، و (25) سطرًا 15×21 سم من ورقة (70-166) نسخت الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 65 بقلم مختلف، رتبها علي بن محمد وثاب سنة (1110 هـ) . وعلى هوامشها تقييدات، وبها أثر رطوبة، تبدأ الصفحة الأولى برقم (70) وتنتهي برقم (166) وجها. سقط من لوحة 132 إلى 140. 4- نسخة مكتبة جامعة الملك سعود: وتقع تحت رقم (4/197-198 [397] (218 ق) ق 11 هـ. 5- نسخة مكتبة طوبقبوسراي: وتقع تحت رقم (2/100، 256) [2/88306] (68 ب - 131 ب) ق (11 هـ) . 6- نسخة مكتبة عارف حكمت: وتقع تحت الرقم (15) [157 حديث] (602) (1124 هـ) . 7- نسخة تونك: وتقع تحت رقم (1/140) [31/140-431/ T (286) ] (127 ق 13 هـ) . 8- نسخة السعيدية (1/142 (126) Hadith (279) (171 ق) ق (13 هـ) . 9- نسخة إمبروزيانا: (289/2) (150 ق 1090 هـ) . 10- نسخة مراد ملا: (363) (159 ورقة 1028 هـ) . 11- نسخة المكتبة الأحمدية بحلب الشهباء: (168) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 66 نماذج من صور المخطوطات الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 67 النَّص المحقَّق الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 74 مقدمة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -ربِّ يسِّر وأعن وتمم (1) يا كريم- الحمد لله على فضله العميم، والصلاة والسلام على نبيِّه الكريم، وعلى آله وصحبه ذوي (2) الفضل الجسيم. هذا الكتاب الرابع مما وعَدتُّ بوضعه على الكتب الستة، وهو تعليقٌ على جامع أبي عيسى الترمذي، على نمط ما علَّقته على صحيح البخاري المسمى بـ "التوشيح" (3) ، وعلى صحيح مسلم المسمى بـ "الديباج" (4) ، وعلى سنن أبي داود المسمى بـ "مرقاة الصعُود" (5) ، وسميته "قوت المغتذي على جامع الترمذي" جعله الله تعالى (6) خالصًا لوجهه الكريم، موجبًا للفوز بجنات النعيم. قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر (7) في كتاب "شروط الأئمة": " لم ينقل عن واحد من الأئمة الخمسة أنه قال: شرطت في كتابي هذا. أن أُخرج على كذا، لكن لما سبرت كتبهم عُلم بذلك شرط كل واحد منهم:   (1) "أعن" ساقطة من (ش) . (2) في (ك) : " ذي ". (3) التوشيح شرح الجامع الصحيح، مطبوع في عام 1420 هـ، العلمية، بيروت، وقد حقق في رسالتين للدكتوراه في كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، نوقشت واحدة منها هذا العام 1424 هـ. (4) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، للسيوطي كذلك، مطبوع بتحقيق أبي إسحاق الحويني، دار ابن عفان عام 1416 هـ. (5) مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود، لم يطبع حتى الآن، وإنما طبع مختصره بعنوان "درجات مرقاة الصعود" لعلي بن سليمان الدمنتي الباجمعوي، القاهرة عام 1298 هـ. (6) "تعالى": ساقطة من (ش) . (7) ابن القيسراني: الصوفي الإمام الحافظ الرحال، محمَّد بن طاهر بن علي المقدسي (448-507 هـ) ليس بالقوي؛ فإنه له أوهام كثيرة في تواليفه، قال ابن عساكر: جمع أطراف الكتب الستة. وقال الذهبي: هو في نفسه صدوق لم يتهم. ميزان الاعتدال (6/193) ، رقم (7716) ، ووفيات الأعيان (4/288) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 فشرط البخاري (1) ومسلم (2) أن يُخَرِّجا الحديث المجمعَ على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور، وأما أبو داود (3) والنسائي (4) فإن كتابيهما ينقسمان (5) على ثلاثة أقسام: الأول: الصحيح المخرَّج في الصحيحين. والقسم الثاني: صحيح على شرطيهما (6) ، وقد حكى أبو عبد الله بن منده (7) : " أن شرطَهما إخراجُ أحاديث أقوام لم يجتمع على تركها " (8) ، إذا صح الحديث باتصال الإسناد من غير قطعٍ ولا إرسالٍ؛ فيكون هذا القسم من الصحيح؛ إلاَّ أنه طريق لا يكون طريق ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما؛ بل طريقه طريق ما ترك البخاري ومسلم [من] (9) الصحيح؛ لما بيَّنا أنهما تركا كثيرًا من الصحيح الذي حفظاه. والقسم الثالث: أحاديث أخرجاها من غير قطع عنها (10)   (1) (ت س) محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله البخاري، جبل الحفظ، وإمام الدنيا في الحديث، من الحادية عشر، (ت: 256 هـ) . التقريب ص (404) رقم (5727) . (2) (ت) مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، النيسابوري، ثقة إمام مصنِّف، عالم بالفقه (ت: 261 هـ) . التقريب ص (462) رقم (6623) . (3) (ت س) سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السجستاني، أبو داود، ثقة حافظ، مصنف "السنن" وغيرها. من كبار أهل العلم، من الحادية عشرة (ت: 275 هـ) . التقريب ص (189) رقم (2533) . (4) أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرَّحمن النسائي، الحافظ. صاحب " السنن " (ت: 303 هـ) . التقريب ص (20) رقم (47) . (5) في (ش) : " ينقسم ". (6) في (ش) : " شرطهما " وهو الأولى. (7) أبو عبد الله محمَّد بن إسحاق بن محمَّد بن يحيى بن منده، قال الذهبي: لم أعلم أحدًا أوسع منه رحلة، مع الحفظ والثقة، ثم قال: وقيل إنَّ أبا نعيم الحافظ ذُكر له ابن منده فقال: كان جبلًا من الجبال، (310-395 هـ) . ميزان الاعتدال (6/66) . وانظر: سير أعلام النبلاء (19/361-371) ، وطبقات الفقهاء الحنابلة (2/216) . (8) في (ش) : "شرطهما"، شروط الأئمة لابن منده ص (73) . (9) "من": ساقطة من الأصل، وهي مثبتة في الشروط. (10) في (ك) : "عنهما"، وهو الأظهر، وربما كان تصحيفًا في الكلمتين "عنهما، وعنها" وأقرب = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 بصحتها، وقد أبانا علتها بما يفهمه أهل المعرفة، وإنما أودعا هذا القسم في كتابيهما لرواية قوم لها، واحتجاجهم بها (1) ، فأورداها وبيَّنا سقَمها (2) لتزول الشبهة، وذلك إذا لم يجدا (3) له (4) طريقًا غيره؛ لأنه أقوى عندهما من رأي الرجال" (5) . وأمَّا أبو عيسى الترمذي فكتابه على أربعة أقسام: قسمٌ صحيح مقطوعٌ به، وهو ما وافق البخاري ومسلمًا. وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بيَّنا في القسم الثاني لهما. وقسمٌ آخر كالقسم الثالث لهما أخرجه وأبان عن عِلَّته. وقسمٌ رابعٌ أبان هو عنه وقال: " ما أخرجت في كتابي إلاَّ حديثًا قد عمِل به بعض الفقهاء " (6) . فعلى هذا الأصل كل حديثٍ احتجَّ به محتج، أو عمل بموجبه عامل أخرجه، سواءٌ صحَّ طريقه أم لم يصح. وقد أزاح عن نفسه: فإنه تكلم على كل حديث بما هو فيه، وكان من ْطريقه أن يُتَرجم الباب الذي فيه حديث مشهور عن صحابي قد صح الطريق إليه، وأُخرج حديثه في الكتب الصحاح، فيورد في الباب ذلك الحكم من حديث صحابي (7) آخر لم يخرجوه من حديثه، ولا يكون   = كلمة توافق المراد: "منهما" والله أعلم. (1) "بها": ساقطة من (ك) ، (ش) . (2) في الأصل و (ك) : "قسمها"، والصواب ما أثبته كما في شروط الأئمة، وفي (ش) . (3) في (ك) : "يجد". (4) يعود الضمير إلى القسم الثالث. (5) شروط الأئمة لابن منده (ص 73) . (6) شرح علل الترمذي لابن رجب (1/4) . (7) في (ش) : " وقد صح الطريق ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 الطريق إليه كالطريق إلى الأولى إلاَّ أن الحكم صحيح، ثم (1) يتبعه بأن يقول في الباب عن فلان وفلان، ويعد جماعة، منهم الصحابي الذي أخرج ذلك الحكم من حديثه، وقلَّ ما يسلك هذه الطريق إلاَّ في أبوابٍ معدودة " (2) . وقالى الحازمي (3) في شروط الأئمة: " مذهب من يُخرِّج الصحيح أن يعتَبر حال الراوي العدلِ في مشايخه، وفي من روى عنهم، وهم ثقات أيضًا، وحديثه عن بعضهم صحيح ثابتٌ يَلزم إخراجه، وعن بعضهم مدخول لا يصح (4) إخراجه إلاَّ في الشواهد والمتابعات. قال: وهذا بابٌ فيه غموض، وطريق إيضاحه معرفة طبقات الرواة عن راوي الأصل، ومراتب مداركهم. فلنوضح ذلك بمثال: وهو أن تعلم (5) أن أصحاب الزهري (6) مثلاً على خمس طبقات، ولكل طبقة منها مزيةٌ على التي تليها. فالأولى: في غاية الصحة، نحو: مالكٍ (7) ، وابنِ عيينة (8) ، وعُبيدِ الله   (1) في الأصل: " لم "، والصواب ما أثبته كما في الشروط. (2) شروط الأئمة الستة للحافظ أبي الفضل ابن طاهر المقدسي ص (10) . (3) محمَّد بن موسى بن عثمان بن حازم، أبو بكر، زين الدين المعروف بالحازمي، باحث من رجال الحديث من الطبقة السابعة عشرة، أصله من همدان ووفاته ببغداد، من أشهر كتبه: " ما اتَّفق لفظه وافترق مسماه " و"الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار" ط، و"شروط الأئمة الخمسة"، (ت: 584 هـ) . وفيات الأعيان، وأنباء أبناء الزمان (4/294) رقم (625) ، طبقات الحفاظ للسيوطي ص (484) رقم (1071) . (4) في (ك) : " لا يصلح ". (5) في (ش) : " يعلم "، وكذا في ختم الترمذي ص (64) . (6) (ع) محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي، الزهري، أبو بكر الفقيه، الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة (ت: 125 هـ) وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. التقريب ص (440) رقم (6296) . (7) (ع) مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي، أبو عبد الله المدني، الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير المثبتين، من الخامسة (ت: 179 هـ) . التقريب ص (549) رقم (6425) . (8) (ع) سفيان بن عيينة بن أبي عمران: ميمون الهلالي، أبو محمَّد الكوفي، ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، من الثامنة إلاَّ أنَّه تغيَّر حفظه بأخرة، وكان ربما دلس، لكن عن الثقات، (ت: 198 هـ) . التقريب ص (184) رقم (2451) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 ابن عمر (1) ، ويُونسَ (2) ، وعُقَيلٍ (3) ونحوِهم، وهي مقصد البخاري. والثانية: شاركت الأولى في التثبت، غير أن الأولى جمعت بين الحفظ والإتقان، وبين طول الملازمة للزهري حتى كان فيهم من يلازمه في السفر، ويلازمه في الحضر. والثانية: لم تلازم (4) الزهري إلاَّ مدَّة يسيرة، فلم تمارس حديثه (5) ، فكانوا (6) في الإتقان دون الطبقة الأولى -وهذا شرط مسلم- نحو: الأوزاعي (7) ، والليث بنِ سعد (8) ، والنعمانِ ابنِ راشد (9) ، وعبد الرحمن بنِ خالد بن مسافر (10) ، وابن أبي ذئب (11) .   (1) (ع) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري، المدني، أبو عثمان، ثقة ثبت، من الخامسة، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة، على: الزهري عن عروة عنها، مات سنة بضع وأربعين. التقريب ص (314) رقم (4324) . (2) (ع) يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، أبو يزيد مولى آل أبي سفيان، ثقة، إلاَّ أنَ في روايته عن الزهري وهما قليلاً، وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة، (ت: 159 هـ) . التقريب ص (543) رقم (7919) . (3) (ع) عُمل -بالضم- بن خالد بن عقل، بالفتح، الأيلي، أبو خالد الأموي مولاهم، ثقة ثبت، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي: صدوق تفرد عن الزهري بأحاديث. (ت: 144 هـ) على الصحيح. التقريب (ص 336) رقم (4665) . (4) في (ك) : " يلازم ". (5) "حديثه" مكررة في (ش) . (6) في (ش) : " وكانوا ". (7) (ع) عبد الرَّحمن بن عمرو بن أبي عمر الأوزاعي، أبو عمرو، الفقيه، ثقة جليل، من السابعة (ت: 157 هـ) . التقريب ص (289) رقم (3967) . (8) (ع) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، ثقة، ثبت، فقيه، إمام مشهور، (ت: 175 هـ) من السابعة. التقريب ص (400) رقم (5684) . (9) (خت م 4) النعمان بن راشد الجزري، أبو إسحاق الرقي، مولى بني أمية، صدوق، سيء الحفظ. التقريب ص (494) رقم (7154) . (10) (ع) عبد الرَّحمن بن خالد بن مسافر الفهمي، أمير مصر، صدوق، قرنه النسائي في طبقات ْأصحاب الزهري بابن أبي ذئب وغيره، من السابعة (ت: 127 هـ) . التقريب ص (281) رقم (3849) . "مسافر" مكررة في (ش) . (11) (ع) محمَّد بن عبد الرَّحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، أبو الحارث المدني، ثقة فقيه فاضل، من السابعة (ت: 158 هـ) . التقريب ص (427) رقم (6082) . في (ك) : "ذئب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 والثالثة: جماعة لَزِموا الزهري كالطبقة الأولى، غير أنهم لم يَسْلَموا من غوائل (1) الجرح، فهم بين الرد والقبول، وهم شرط أبي داود والنسائي، نحو: سفيان بن حسين (2) ، وجعفر بن بُرقان (3) ، وإسحاق بن يحيى الكلبي (4) . والرابعة: قومٌ شاركوا أهل الثالثة في الجرح والتعديل وتفردوا بقلة ممارستهم لحديث الزهري، لأنهم (5) لم يصاحبوا الزهري كثيرًا، وهم شرط الترمذي، قال (6) : وفي الحقيقة شرط الترمذي أبلغ من شرط أبي داود؛ لأن الحديث إذا كان ضعيفًا، أو من حديث الطبقة الرابعة فإنه يُبيِّن ضعفه ويُنبه عليه، فيصير الحديث عنده (7) من باب الشواهد والمتابعات، ويكون اعتماده على ما صحَّ عند الجماعة، ومن هذه الطبقة: زمعة بن صالح (8) ، ومعاوية بن يحيى الصدفي (9) ، والمثنى بن الصباح (10) .   (1) الغائلة: الداهية (ج) غوائل. المعجم الوسيط (2/666) مادة (غالَ) . (2) (خت م 4) سفيان بن حسين بن حسن، أبو محمَّد أبو الحسن الواسطي، ثقة في غير الزهري باتفاقهم، من السابعة، مات في الري مع المهدي، وتوفي المهدي سنة (169 هـ) كما في سير أعلام النبلاء (7/304) ، وقيل في أول خلافة الرشيد. التقريب ص (183) رقم (2437) . (3) (بخ م 4) جعفر بن برقان؛ بضم الموحدة وسكون الراء بعدها قاف، الكلابي، أبو عبد الله الرقي، صدوق يهم في حديث الزهري، من السابعة، (ت: 150 هـ) وقيل بعدها. التقريب ص (79) رقم (932) . (4) (خ) إسحاق بن يحيى بن علقمة الكلبي، الحمصي، العَوصي بفتح المهملة وبعد الواو مهملة، صدوق، قيل إنه قتل أباه. من الثامنة. التقريب ص (43) رقم (391) . (5) "لأنهم": ساقطة من (ك) . (6) القائل هو الحازمي. (7) في (ك) : " عنه ". (8) (م مد ت س ق) زمْعة بسكون الميم، ابن صالح الجندي بفتح الجيم والنون، اليماني، نزيل مكة، أبو وهب، ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون، من السادسة. التقريب ص (157) رقم (2035) . (9) (ت ق) معاوية بن يحيى الصَّدفي، أبو روح الدمشقي، سكن الري، ضعيف، وما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري، من السابعة. التقريب ص (471) رقم (6772) . (10) (د ت ق) المثنى بن الصباح، بالمهملة والموحدة الثقيلة، اليماني، الأبناوي بفتح الهمزة = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 والخامسة: قومٌ من الضعفاء والمجهولين، لا يجوز لمن يُخَرِّج الحديث على الأبواب أن يخرِّج لهم إلاَّ على سبيل الاعتبار والاستشهاد، عند أبي داود فمن دونه. فأما عند الشيخين فلا، كـ: بحرِ بن كُنيز السقا (1) ، والحكمِ بن عبد الله الأيلي (2) ، وعبد القدُّوس بن حبيب (3) ، ومحمد بن سعيد المصلوب (4) . وقد يُخرِّج البخاري أحيانًا عن أعيان الطبقة الثانية، ومسلم عن أعلام الطبقة الثالثة، وأبو داود عن مشاهير الرابعة؛ وذلك لأسباب تقتضيه " (5) . وقال الذهبي في الميزان: "انحطت رتبة جامع الترمذي عن سنن أبي داود والنسائي لإخراجه حديثَ المصلوبِ (6) والكلبي وأمثالهما" (7) .   = وسكون الموحدة بعدها نون، أبو عبد الله أو أبو يحيى، نزيل مكة، ضعيف، اختلط بأخرة، وكان عابدًا، من كبار السابعة (ت: 149 هـ) . التقريب ص (452) رقم (6471) ، والميزان (6/19) ، رقم (7067) . (1) (ق) بحر، بفتح أوله وسكون المهملة، ابن كنيز بنون وزاي، السقاء أبو الفضل البصري، ضعيف من السابعة (ت: 160 هـ) . التقريب ص (59) رقم (637) . (2) الحكم بن عبد الله الأيلي، قال أبو داود: لا يكتب حديثه، قال الإمام أحمد: أحاديثه كلها موضوعة، وكذبه الجوزجاني، وأبو حاتم، وقال جماعة: متروك الحديث. ميزان الاعتدال (2/337) رقم (2183) ، سؤالات الآجري لأبي داود (2/182) رقم (1536) ، سؤالات ابن أبي شيبة لعلي بن المديني ص (122) . (3) عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي الدمشقي، أبو سعيد، قال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة الإسناد والمتن. ميزان الاعتدال (4/382) رقم (5161) . (4) (ت ق) محمَّد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي، الشامي، المصلوب، ويقال له: ابن سعد ابن عبد العزيز، أو ابن أبي عتبة، أو ابن أبي قيس، أو ابن أبي حسان، ويقال له: ابن الطبري، أبو عبد الرَّحمن، وأبو عبد الله، وأبو قيس، وقد ينسب لجده، قيل: أنهم قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى كذبه، وقال أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث، وقال أحمد: قتله المنصور على الزندقة وصلبه، من السادسة. التقريب ص (415) رقم (5907) . (5) شروط الأئمة الخمسة ص (43) ، وانظر: ختم الترمذي ص (64-65) . (6) محمَّد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي المصلوب، سبقت ترجمته. (7) قال الذهبي في معنى هذا الكلام عند ترجمة الإمام الترمذي: "في الجامع علم نافع، وفوائد = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 وقال أبو جعفر بن الزبير (1) : " أولى ما أُرشد إليه: ما اتفق المسلمون على اعتماده، وذلك الكتب الخمسة، والموطَّأ الذي تقدمها وضعًا ولم يتأخر عنها رتبة، وقد [اختلفت] (2) مقاصدهم فيها، وللصحيحين فيها شفوف (3) ، وللبخاري -لمن أراد التفقُّه- مقاصدُ جليلة (4) ، ولأبي داود في حصر أحاديث الأحكام واستيعابها ما ليس لغيره، وللترمذي في فنون الصناعة الحديثية ما لم يشاركه غيره، وقد سلك النسائي أغمض تلك المسالك وأجلها " (5) . وقال القاضي أبو بكر بن العربي (6) في أول شرح الترمذي: " اعلموا -أنار الله أفئدتكم- أن كتاب (7) الجعفي (8) هو الأصل الثاني في   = غزيرة ... لولا ما كدَّره بأحاديث واهيةٍ بعضها موضوع، وكثير منها في الفضائل ". السير (10/612) رقم (2350) . (1) أبو جعفر بن الزبير: أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي، الغرناطي المنشأ، كان محدثًا جليلاً ماهرًا، نحويًا، فصيحًا مفوهًا، حسن الخط، مقرئًا، مفسرًا، مؤرخًا (627-708 هـ) . انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ص (516) رقم (1135) ، طبقات المفسرين للداودي ص (27) رقم (25) . (2) " اختلفت ": ساقطة من الأصل. وهي مثبتة في (ك، ش) ، وفي الإحاطة في أخبار غرناطة (1/188) ، وزهر الربى على المجتبى (1/4) . (3) شفَّ الشيُ: لم يحجب ما وراءه. وفي النهاية: الزيادة والربح. (2/488) . (4) في زهر الربى (1/4) : "جميلة". (5) تدريب الراوي (1/186-187) وختم الترمذي ص (65) . (6) محمَّد بن عبد الله بن محمَّد المعافري، الأشبيلي، المالكي، أبو بكر بن العربي القاضي، من حفاظ الحديث، ولد في إشبيلية، ورحل إلى المشرق، وبرع في الأدب، وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين، وصنَّف كتبًا في الحديث، والفقه، والأصول، والتفسير، والأدب، والتاريخ ولي قضاء إشبيلية، ومات بقرب فاس سنة (543 هـ) ودفن بها، قال ابن بشكوال: ختام علماء الأندلس وحفاظها، من كتبه "العواصم من القواصم". انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ص (468) رقم (1046) ، طبقات المفسرين للداودي (2/167) رقم (511) ، كتاب الصلة (2/590) رقم (1297) . (7) في (ك) : " أن كان ". (8) أي محمَّد بن إسماعيل البخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 هذا الباب، والموطأ هو الأول واللباب. وعليهما بنى (1) الجميع، كالقشيري (أي: الإمام مسلم) والترمذي، فما دونهما ما طفقوا (2) يُصنِّفونه، وليس (في قدر) (3) كتاب أبي عيسى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة منزع، وعذوبة مشرع. وفيه أربعة عشر علمًا فوائد؛ صنف -وذلك أقرب إلى العمل- وأسند وصحح وأسقم (4) ، وعَدَّد الطرق، وجرح وعدَّل، وأسمى وكنَّى (5) ، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبيَّن اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله. وكل علم من هذه العلوم أصلٌ في بابه، وفردٌ في نصابه. فالقارىء له لا يزال في رياض مُؤْنِقَة (6) ، وعلوم متفقة متسقة " (7) . انتهى. وقال بعضهم (8) : كتاب الترمذي رياضُ علمٍ ... حكت أزهارُه زهرَ النجومِ   (1) في العارضة (1/10) : "بناء". (2) طفق يفعلُ الشيء: جعل أو استمر يفعله. المعجم الوسيط (2/560) مادة (طفق) . (3) في العارضة: " فيهم مثل " (1/10) . (4) في العارضة (1/10) : " وصحح وأسلم "، وفي (ش) : " وصحح وأسقم "، ولعلها الأنسب. (5) في العارضة (1/10) : "وأسمى واكنى". (6) (آنقه) الشيء إيناقًا: أعجبه، فهو مؤنِق (وهي مؤنِقة) . المعجم الوسيط (1/30) مادة أنق. (7) عارضة الأحوذي (1/10) . (8) ذكر السيوطي هذه الأبيات في البحر الذي زخر (3/1058) وقال: وجدت بخط الشيخ أبي الصبر أبياتًا في مدح مصنَّف الترمذي غير منسوبة. وكذا قال عبد الله سالم البصري في ختم الترمذي في غير إشارة إلى السيوطي. وأبو الصبر أيوب بن عبد الله السبتي المحدث المقرئ (ت: 609 هـ) . التكملة (1/167) ، وجذوة الاقتباس (1/168) ، وختم جامع الإمام الترمذي لعبد الله سالم البصري (ت: 1134 هـ) تحقيق العربي الغرياطي ص (57-59) وعلق المحقق في ج 1 بقوله: " وجدتها منسوبة للشيخ أبي العباس أحمد بن معد التجيبي الأقلشي الأندلسي (ت: 550 هـ) أسندها إليه أبو القاسم عبيد بن محمد الإسعردي (ت: 692 هـ) في كتابه: فضائل الجامع ص (53) ، وهي من البحر الوافر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 به الآثار واضحة أُبينتْ ... بألقابٍ أُقيمتْ كالرسومِ فَأعلاها الصحاحُ وقد أنارتْ ... نجومًا للخصوص وللعمومِ ومن حسنٍ يليها ومن غريبٍ ... وقد بانَ الصحيحُ من السقيمِ فعلله أبو عيسى مبينًا ... مَعالمَه لطلاب العلومِ وطرَّزه بأثار (1) صحاحٍ ... تخيَّرها أوُلو النظر السليمِ من العلماء والفقهاء قِدْمًا ... وأهلِ الفضل والنهج القويمِ فجاء كتابُه عِلْمًا نفيسًا ... يُنافسُ فيه أربابُ الحلومِ ويقتبسون منه نفيسَ عِلْمٍ ... يُفيدُ نفوسَهُم أسنى رسومِ كتبناه روْينَاه لنَرْوى ... من التَّسْنيم (2) في دار النعيمِ وغاص الفكر في بحر المعاني ... فأَدرك كَلَّ معنى مستقيمِ فأخرج جوهرًا يلتاح نورًا ... فقُلِّد عِقدَه أهلُ الفُهومِ ليصعَد بالمعاني للمعالي ... بسعدٍ بعد توديع الجُسوم محلُّ العلم لا يأوي ترابًا ... ولا يبْلى على الزَّمَنِ القديمِ فمنَ قَرَأَ العُلومَ ومَن روَاها ... لتنْقُلَه إلى المغْنى المقيم فإن الرُّوح تأْلَف كلَّ رَوْحٍ ... وَرِيحًا منه عاطرةَ النسيمِ تحلَّي من عقائده عقُودًا ... منظَّمةً بِياقُوتٍ وتُومِ (3) وتُدْرِكُ نفسُه أَسْنى ضياءٍ ... من العلم النفيس لدى العليم (4) ويُحْيى جسمُه أعْلى لَذَاذٍ ... مُحياه على الخبر (5) الجسيم جزى الرحمنُ خيرًا بعد خيرٍ ... أَبَا عيسى على الفِعْل الكريمِ وألحقَه بصالحِ مَنْ حَواهُ ... مصنَّفُه مِنَ الجِيل العظيمِ   (1) في البحر الذي زخر (3/1059) : "بآثار" وهو الصواب. (2) إشارة إلى الرحيق المختوم كما في الآية رقم 27: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} من المطففين. (3) في (ك) ، (ش) "وقوم"، ومعنى تُومة: مثل الدُّرَّة تُصاغ من الفضة. النهاية (2/200) مادة: توم. (4) في الأصل، و (ك) : " الميم "، والصواب ما أثبته. وفي مقدمة تحفة الأحوذي: " الخبر " (1/360) . (5) في الأصل: "الخبر"، والصواب ما أثبته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 وكان سمِيُّه فيه شفيعًا ... محمدٌ المسمَّى بالرَّحيمِ صلاةُ الله تورثُه علاءً ... فإنَّ لِذِكْرِهِ أَزْكَى نَسيمِ وقال ابن الصَّلاح (1) في علوم الحديث: " كتاب أبي عيسى الترمذي أصلٌ في معرفة [الحديث] (2) الحسن، وهو الذي نوَّه (3) باسمه، وأكثر من ذكره في جامعه، ويوجد في متفرقات من كلام بعض مشايخه، والطبقة التي قبله كأحمد بن حنبل (4) ، والبخاريِ وغيرهما. وتختلف النسخ من كتاب الترمذي في قوله: " هذا حديثٌ حسن "، أو "هذا حديث حسنٌ صحيح" ونحو ذلك. فينبغي أن (5) تصحح أصلك به (6) بجماعة أصول، وتعتمد على ما اتفقت عليه " (7) . وقال الحافظ ابن حجر (8) في نكته على ابن الصلاح: "وقد أكثر علي بن المديني (9) من وصف الأحاديث بالصحة وبالحسن في مسنده   (1) الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام تقي الدين، أبو عمرو عثمان بن المفتي صلاح الدين، عبد الرَّحمن بن عثمان بن موسى الكُردي، الشهرزوري، الموصلي، الشافعي، صاحب علوم الحديث (577-643 هـ) . سير أعلام النبلاء (16/407) رقم (5766) ، طبقات الشافعية الكرى (4/428) رقم (1229) . (2) " الحديث ": ساقطة من الأصل. ومثبتة في (ك، ش) ، وختم الترمذي ص (62) . (3) في ختم الترمذي ص (62) : "تفرد". (4) (ع) أحمد بن محمَّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، المروزي، نزيل بغداد، أبو عبد الله، أحد الأئمة، ثقة، حافظ، فقيه، حجة، وهو رأس الطبقة العاشرة (164-241) وله سبع وسبعون. التقريب ص (23) رقم (96) ، وطبقات الحفاظ ص (189) . (5) في ختم الترمذي ص (62) : " لك أن ". (6) " به ": ساقطة من (ك) . (7) علوم الحديث لابن الصلاح ص (36) بتحقيق د. نور الدين عتر. (8) شيخ الإسلام وإمام الحفظ في زمانه، قاضي القضاة، شهاب الدين أبو الفضل، أحمد بن علي بن محمَّد بن محمَّد بن علي بن أحمد الكناني العسقلاني المصري (773-852 هـ) انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ص (552) ، الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، للسخاوي. (9) (خ د ت س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم، أبو الحسن المديني بصري، ثقة، ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله حتى قال البخاري: " ما استصغرت نفسي إلاَّ عند ابن المديني "، وقال فيه شيخه ابن عيينة. " كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني "، وقال = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وفي علله، فكأنه (1) الإمام السابق لهذا الاصطلاح وعنه أخذ (2) البخاري، ويعقوب بن أبي شيبة (3) ، وغير واحد، وعن البخاري أخذ الترمذي" (4) . فاستمداد الترمذي لذلك إنما من البخاري، ولكن الترمذي أكثر (5) منه (6) وأشاد بذكره، وأظهر الاصطلاح فيه، فصار أشهر به من غيره. وقال ابن الصلاح: " قول الترمذي وغيره: " هذا حديث حسن صحيح " فيه إشكالٌ؛ لأن الحسن قاصرٌ عن الصحيح، ففي الجمع بينهما في حديث واحد، جمع بين نفي ذلك القصور (7) وإثباته. قال: وجوابه: أن ذلك راجعٌ إلى الإسناد، فإذا روى الحديث الواحد بإسنادين؛ أحدهما: إسنادٌ حسنٌ، والآخر: إسنادٌ صحيح، استقام أن يقال فيه: أنه حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أي أنه حسن بالنسبة إلى إسنادٍ، صحيح بالنسبة إلى إسنادٍ آخر. على أنه غير مستنكر أن يكون بعض من قال ذلك أراد بالحسن معناه اللغوي -وهو ما تميل (8) إليه النفس ولا يأباه القلب- دون المعنى الاصطلاحي الذي نحن بصدده " (9) . انتهى. وقال ابن دقيق (10) في الاقتراح: "يرد [على الجواب   = النسائي: " كأنَّ الله خلقه للحديث، عابوا عليه إجابته في المحنة، لكنه تنصّل وتاب، واعتذر بأنه خاف على نفسه " من العاشرة، مات سنة (234 هـ) على الصحيح. التقريب ص (342) ، رقم (4760) . (1) في (ك) ، (ش) : " وكأنه ". (2) في (ك) : " أن ". (3) يعقوب بن أبي شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي العصفوري، أبو يوسف البصري، ثم البغدادي، الثقة، الحافظ الكبير، صاحب المسند (ت: 262 هـ) . الأنساب (4/180) رقم (7186) ، السير (10/324) . (4) النكت على ابن الصلاح (1/426) . (5) أكثرَ، يُكثِر. (6) " فاستمداد الترمذي لذلك إنما هو من البخاري ولكن الترمذي أكثر منه ": ساقطة من (ك) . (7) في (ك) : "التصور". (8) في (ك) : " يميل ". (9) علوم الحديث لابن الصلاح بتحقيق د. نور الدين عتر ص (39) ، والتقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، للحافظ العراقي ص (58) . (10) محمَّد بن علي بن وهب القشيري، أبو الفتح، تقي الدين ابن دقيق العيد، قال ابن سيد الناس: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 الأول] (1) الأحاديث التي قيل فيها حسنٌ صحيحٌ، مع أنه ليس له إلاَّ مخرجٌ واحدٌ. قال: وفي كلام الترمذي في مواضع يقول: " هذا حديثٌ (2) حسنٌ صحيحٌ لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه ". قال: " والذي أقوله في جواب هذا السؤال: أنه لا يشترط في الحسن قيد القصور عن الصحيح، وإنما يجيئه القصور ويفهم ذلك فيه إذا اقتصر على قوله: حسن، فالقصور يأتيه من قيد الاقتصار لا من حيث حقيقته وذاته. وشرح هذا وبيانه: أن ههنا صفاتٍ للرواة تقتضي (3) قبول الرواية، ولتلك الصفات درجاتٌ بعضها فوق بعض: كالتيقظ، والحفظ، والإتقان مثلاً. فوجود الدرجة الدنيا: كالصدق وعدم التهمة (4) بالكذب (5) ، لا ينافيه وجود ما هو أعلى منه: كالحفظ والإتقان. فإذا وجدت الدرجة العليا وَلَمْ (6) يناف ذلك وجود الدنيا: كالحفظ (7) مع الصدق، فيصح أن يقال في هذا: إنه حسن باعتبار وجود الصفة الدنيا، وهي الصدق مثلاً، صحيح باعتبار الصفة العليا وهي الحفظ والإتقان، ويلزم على هذا أن يكون كل صحيح حسنًا، ويلتزم ذلك ويؤيده ورود قولهم: هذا حديثٌ حسنٌ في الأحاديث الصحيحة، وهذا موجود في كلام المتقدمين " (8) انتهى.   = لم أر مثله فيمن رأيتُ، توفي في حادي عشر صفر، سنة اثنتين وسبعمائة. طبقات الشافعية للسبكي (5/115) رقم (1326) ، وطبقات الحفاظ ص (516) رقم (1134) من الطبقة العشرين. (1) هذه العبارة ليست في نص "الاقتراح" ص (198) ، وإنما أدرجها الإمام السيوطي عوضًا عمَّا حذفه من نص الاقتراح. قال ابن دقيق العيد: "وأقول: أما الأول فيرد عليه الأحاديث التي قيل فيها حديث حسن صحيح مع أنه ليس لها إلا مخرج واحد، ووجه واحد". (2) "حديث": ساقطة من "ك". (3) في (ك) : " يقتضي ". (4) في (ك) ش "وعدمه المتهمة". (5) في (ك) : " كالكذب ". (6) في الأصل (لم) : والصواب ما أثبته، والله أعلم. (7) "والإتقان فإذا وجدت الدرجة العليا لم يناف ذلك وجود الدنيا كالحفظ": ساقطة من "ش". (8) الاقتراح في بيان الاصطلاح، لابن دقيق العيد، ص (199، 200) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير (1) : أصل هذا السؤال غير متجه؛ لأن الجمع بين الحُسْنِ والصحة في حديثٍ واحدٍ رتبةٌ متوسطةٌ بين الصحيح والحسن. قال: فللقبول ثلاث مراتب: الصحيح أعلاها، والحسن أدناها، والثالثة ما يتشرب من كل منهما، فإن كل ما كان فيه شبه من شيئين لم يَتَمَحَّض لأحدهما، اختص برتبة (2) منفردة، كقولهم (3) لِلْمُزّ -وهو ما فيه حلاوة وحموضة (4) -: هذا حلوٌ حامض، أي: مزٌّ. قال: فعلى هذا يكون ما يقول فيه: " حسن صحيح " أعلى رتبة عنده من الحسن ودون الصحيح، ويكون حكمه على الحديث بالصحة المحضة أقوى من حكمه عليه بالصحة مع الحسن " (5) . قال الحافظ أبو الفضل العراقي (6) في نكته على ابن الصلاح: "وهذا الذي قاله ابن كثير تَحكُّمٌ لا دليل عليه، وهو بعيدٌ من فهم كلام الترمذي" (7) .   (1) إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوّ بن درح القرشي، البصري، ثم الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين، حافظ، مؤرخ، فقيه، ولد في قريةٍ من أعمال بصرى الشام، وانتقل مع أخ له إلى دمشق، تناقل الناس تصانيفه في حياته، من كتبه "البداية والنهاية" و"تفسير القرآن العظيم " 10 أجزاء و"الباعث الحثيث في معرفة علوم الحديث" وغيرها، (ت: 774 هـ) . طبقات الحفاظ ص (533) رقم (1161) ، وطبقات المفسرين للداودي (1/111) رقم (103) . (2) في (ك) : " برتبته ". (3) في (ك) : " لقولهم ". (4) "حموضة" ساقطة من (ش) . (5) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص (36) . (6) عبد الرَّحيم بن الحسين بن عبد الرَّحمن، زين الدين أبو الفضل، حافظ العصر، الإمام الكبير، له مؤلفات في فن الحديث بديعة: كالألفية وشرحها، وتكملة شرح الترمذي لابن سيد الناس، (ت: 806 هـ) . حسن المحاضرة (1/307) رقم (96) ، شذرات الذهب (7/55) رقم (56) . (7) النكت على ابن الصلاح (1/476) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 قال الإمام بدر الدين الزركشي (1) ، والحافظ أبو الفضل بن حجر كلاهما في النكت على ابن الصلاح: " هذا يقتضي إثبات قسم ثالث ولا قائل به. وعبارة الزركشي (2) "وهو خرقٌ لإجماعهم (3) " (4) ، ثم أنه يلزم عليه أن لا يكون في كتاب الترمذي حديث صحيح (5) ، إلاَّ قليلاً؛ لقلة اقتصاره على قوله: " هذا صحيح " مع أن الذي يعبر فيه بالصحة والحسن أكثره موجود في الصحيحين " (6) . وقال الشيخ سراج الدين البلقيني (7) في محاسن الاصطلاح أيضًا: "في هذا الجواب نظرٌ" (8) . لكن جزم به الإمام شمس الدين بن الجزري (9) في الهداية والذي قال: " صحيح حسن كالترمذي يعني يشابه (10) صحة وحسنًا فهو إذن   (1) الإمام بدر الدين، محمَّد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، كان فقيهًا، أصوليًا، مفسرًا، أديبًا، فاضلاً، في جميع ذلك (745-794 هـ) طبقات المفسرين (2/162) رقم (504) ، حسن المحاضرة للسيوطي (1/366) رقم (182) . (2) والحافظ أبي الفضل ابن حجر كليهما في النكت على ابن الصلاح: " هذا يقتضي إثبات قسم ثالث ولا قائل به "، وعبارة الزركشي ساقطة من (ك) . (3) انظر: النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي ص (1/374) ، والنكت لابن حجر (1/477) . (4) انظر: النكت للزركشي، ص (374) ، والنكت لابن حجر (1/477) . (5) في (ك) : " حسن ". (6) النكت للزركشي ص (374) . (7) عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب الكناني الشافعي شيخ الإسلام الحافظ المجتهد سراج الدين أبو حفص، انتهت إليه رياسة المذهب والإفتاء، ألف "محاسن الاصطلاح وتضمين ابن الصلاح "، وله "شرح على البخاري"، و"الترمذي" وغيرها (ت: 805 هـ) . طبقات الحفاظ ص (542) . (8) محاسن الاصطلاح وتضمين ابن الصلاح ص (45) . (9) محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن علي بن يوسف أبو الخير، شمس الدين العمري الدمشقي، الشافعي، الشهير بابن الجزري، شيخ الإقراء في زمانه، من حفاظ الحديث، من كتبه: "النشر في القراءات العشر" ط جزآن، و"غاية النهاية في طبقات القراء" ط مجلدان (ت: 833 هـ) . طبقات الحفاظ للسيوطي ص (549) . (10) في الأصل: " يشاب ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 دون الصحيح معنًى" (1) . وقال الزركشي: " فإن قلت: فما عندك في رفع هذا الإشكال؟ قلتُ: يُحتمل أن يريد بقوله: حسن صحيح -في هذه الصورة الخاصة- الترادف، واستعمال هذا قليلاً دليل (2) على جوازه، كما استعمله بعضهم حيث وصف الحسن بالصحة، على قول من أدرج الحسن في قسم الصحيح، ويجوز أن يريد حقيقتهما في إسناد واحد باعتبار حالين وزمانين، فيجوز أن يكون سمع هذا الحديث من رجل مرة في حال كونه مستورًا، أو مشهورًا بالصدق والأمانة، ثم ترقى ذلك الرجل المُستَمِع (3) وارتفع حاله إلى درجة العدالة فسمعه منه الترمذي أو غيره مرة أخرى، فأخبر بالوصفين، وقد روي عن (4) غير واحد أنه سمع الحديث الواحد على الشيخ الواحد غير مرة. قال: وهذا الاحتمال -وإن كان بعيدًا (5) فهو أشبه ما يقال. قال: ويحتمل أن يكون الترمذي أدَّى اجتهاده إلى حسنه -وأدَّى اجتهاد غيره إلى صحته- (6) أو بالعكس، أو أن الحديث في أعلى درجات الحسن وأول درجات الصحيح، فجمع له باعتبار مذهبين، وأنت إذا تأملت تصرف الترمذي لعلك تسكن إلى قصده هذا" (7) . انتهى كلام الزركشي (8) . وبعضه مأخوذ من الجعبري (9) حيث قال في مختصره: "وقوله:   (1) الهداية لابن الجزري. (2) في (ك) : " دليلاً". (3) في (ك) : " المسمع ": وهو كذلك في نص النكت للزركشي (1/374) وهو الصواب. (4) في الأصل: " من "، والصواب ما أثبته. (5) "على الشيخ الواحد غير مرة، قال: وهذا الاحتمال - وإن كان بعيدًا" ساقطة من (ك) . (6) يبدو أنَّ الجملة المعترضة من كلام السيوطي، كما هو بيِّن من نص الزركشي في نكته (1/375) . (7) النكت للزركشي (1/374، 375، 376) . (8) في (ك) : " الزمخشري ". (9) برهان الدين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري أبو إسحاق، سمع من الفخر بن البخاري، = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 حسن صحيح باعتبار سندين أو مذهبين". وقال الحافظ ابن حجر في النكت: " وأجاب بعض المتأخرين عن أصل الإشكال: بأنه باعتبار صدق الوصفين على الحديث بالنسبة إلى أحوال رواته عند أئمة الحديث، فإذا كان فيهم من يكون حديثه صحيحًا عند قوم، وحسنًا عند قومٍ يقال فيه ذلك. قال: ويُتعقب هذا بأنه لو أراد ذلك لأتى بالواو التي للجمع فيقول: حسن وصحيح، قال: ثم إن الذي يتبادر إلى الفهم أن الترمذي إنما يحكم على الحديث بالنسبة إلى ما عنده لا بالنسبة إلى غيره. فهذا يقدح في الجواب، ويَتوقف أيضًا على اعتبار الأحاديث التي جمع الترمذي فيها بين الوصفين، فإن كان في بعضها ما لا اختلاف فيه عند جميعهم في صحته، قدح في الجواب أيضًا، لكن لو سلم هذا الجواب لكان أقرب إلى المراد من غيره. قال: وإنِّي لأميل إليه وأرتضيه، والجواب عما يرد عليه ممكن. قال: وقيل: يجوز أن يكون مراده أن ذلك باعتبار وصفين مختلفين، وهما الإسناد والحكم، فيجوز أن يكون قوله: " حسن " أي باعتبار حكمه؛ لأنه من قبيل المقبول، وكل (1) مقبول يجوز أن يطلق عليه اسم الصحة، وهذا يمشي على قول من لا يفرد الحسن من الصحيح، بل يسمّي الكل صحيحًا، لكن يرد عليه ما أوردناه أولاً: من أن الترمذي أكثر من الحكم بذلك على الأحاديث الصحيحة الإسناد. قال: وأجاب بعض المتأخرين بأنه أراد: " حسن " على طريقة من يفرق بين النوعين لقصور رتبة راويه عن درجة الصحة المصطلحة،   = وخلق كثير، كان فقيهًا مُقرئًا متَفنَِّنًا، له التصانيف المفيدة في القراءات والمعرفة بالحديث، وأسماء الرجال (ت: 732 هـ) . طبقات الشافعية (5/219) رقم (1341) ، شذرات الذهب (6/97) رقم (98) . (1) في (ك) ، (ش) : " ذلك ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 "صحيح" على طريقة من لا يفرق. قال: ويرد عليه ما أوردناه فيما سبق. قال: واختار بعض من أدركنا أن اللفظين عنده مترادفان، ويكون إتيانه (1) باللفظ الثاني بعد الأول على سبيل التأكيد له. كما يقال: صحيح ثابت، أو جيد قوي، أو غير ذلك. قال: وهذا قد يقدح فيه القاعدة "أن الحمل على التأسيس خيرٌ من الحمل على التأكيد"؛ (2) لأن الأصل عدم التأكيد، لكن قد يندفع القدح بوجود القرينة الدَّالة على ذلك. وقد وجدنا في عبارة غير واحد كالدارقطني (3) : هذا حديث صحيح ثابت. قال: وفي الجملة أقوى الأجوبة ما أجاب به ابن دقيق العيد" (4) انتهى كلام الحافظ ابن حجر في النكت. وقال في شرح النخبة: " إذا جمع الصحيح والحسن في وصف واحد؛ فللتردد الحاصل من المجتهد في الناقل، هل اجتمعت فيه شروط الصحة أو قصر عنها؟ وهذا حيث يحصل منه التفرد بتلك الرواية. قال: ومحصَّل الجواب: أنَّ تردد أئمة الحديث في حال ناقليه اقتضى للمجتهد أن لا يصفه بأحد الوصفين، فيقال فيه: " حسن " باعتبار وصفه عند قومٍ، "صحيح" باعتبار وصفه عند قومٍ، وغاية ما فيه أنه   (1) في (ش) : " إثباته ". (2) قاعدة فقهية. (3) علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن، الدارقطني، الشافعي، إمام عصره في الحديث، وأول من صنَّف في القراءات وعقد لها أبوابًا ولد بدار القطن -من أحياء بغداد- ورحل إلى مصر، وعاد إلى بغداد فتوفي بها سنة (385) من تصانيفه "السنن" ط و "العلل الواردة في الأحاديث النبوية" ط (1) دار طيبة 1416 هـ و"المجتبى من السنن المأثورة" خ جزء منه في وريقات. وفيات الأعيان (3/298) ، تاريخ بغداد (12/34) . (4) النكت لابن حجر (1/477، 478، 480) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 حذف (1) حرف العطف من الذي بعده، وعلى هذا فما قيل فيه: " حسن صحيح "، دون ما قيل فيه: " صحيح "، لأن الجزم أقوى من التردد، وهذا من حيث التفرد (2) ، وإلاَّ إذا لم يحصل التفرد فإطلاق الوصفين معًا على الحديث يكون باعتبار إسنادين: أحدهما صحيح، والآخر حسن. وعلى هذا فما قيل فيه: " حسن صحيح "، فوق ما قيل فيه: " صحيح " فقط، إذا كان فردًا؛ لأن كثرة الطرق تقوي. فإن قيل: قد صرح الترمذي بأن شرط الحسن أن يروى من غير وجه. فكيف يقول (3) في بعض الأحاديث: " حسنٌ غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه "؟ فالجواب: أن الترمذي لم يُعرِّف الحسن مطلقًا، وإنما عرَّف بنوع (4) خاصٍّ [منه] (5) وقع في كتابه، و (6) ما يقول فيه: " حسن " من غير صفة أخرى، وذلك أنه يقول في بعض الأحاديث: " حسن " وفي بعضها: " صحيح " وفي بعضها: " غريب (7) "، وفي بعضها: " حسن (8) صحيح غريب "، وتعريفه إنما وقع على الأول فقط، وعبارته تُرشِد إلى ذلك حيث قال في أواخر كتابه (9) : " وما قلنا في كتابنا: " حديثٌ حسن " فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا، كل حديثٍ يُروى لا يكون راويه متهمًا بكذب، ويُروى من غير وجه نحو ذلك، ولا يكون شاذًّا، فهو عندنا: حديثٌ حسن ". فعرف بهذا   (1) "أنه حذف منه حرف التردد، لأنَّ حقه أن يقول: " حسن أو صحيح " وهذا كما حُذف حرف العطف.." النخبة ص (63) . إذن هناك سقطٌ واضح من الأصل. والله أعلم. (2) أي: لم يكن له سند آخر. (3) في (ك) : " تقول ". (4) في (ك) : " نوع ". (5) في (ك) : " فيه ". (6) في (ك) : "فهو". (7) "صحيح غريب" في (ك) . (8) "حسن غريب" في (ك) . (9) شرح العلل، تحقيق د/ همام سعيد (2/574) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 أنه إنما عرَّف الذي يقول فيه: " حسن " فقط، أما ما يقول فيه: " حسن صحيح " أو "حسن غريب"، أو "حسن صحيح غريب"، فلم يعرِّج على [تعريفه، كما لم يعرج على] (1) تعريف ما يقول فيه: " صحيح " فقط، أو "غريب" فقط، وكأنه ترك ذلك استغناءً لشهرته عند أهل الفن، واقتصر على تعريف ما يقول فيه في كتابه "حسن" فقط: إما لغُموضه، وإما لأنه اصطلاح جديد؛ ولذلك قيَّده بقوله: "عندنا"، ولم ينسبه إلى أهل الحديث -كما فعل الخطابي (2) -. وبهذا التقرير يندفع كثيرٌ (3) من الإيرادات التي طال البحث فيها ولم يُسفر وجهُ توجيهها، فلله الحمد على ما ألهم وعلَّم " (4) . انتهى. قلتُ: وظهر لي توجيهان آخران، أحدهما: أن المراد حسن لذاته صحيح لغيره، والآخر: أن المراد "حسنٌ" باعتبار إسناده، "صحيح" أي: أنه أصح شيء ورد في الباب. فإنه يقال: أصح ما ورد كذا وإن كان حسنًا أو ضعيفًا، والمراد أرجحه أو أقله ضعفًا، ثم إنَّ الترمذي لم ينفرد بهذا المصطلح، بل سبقه إليه شيخه البخاري (5) ، كما نقله ابن الصلاح في غير مختصره، والزركشي وابن حجر في نكتهما. قال الزركشي: "واعلم أن هذا السؤال يرد بعينه في قول الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ" لأن من شرط الحسن أن يكون معروفًا من غير وجه، والغريب من انفرد به أحد رواته، وبينهما تنافٍ قال: وجوابه أن الغريب يُطلق   (1) "تعريفه كما لم يعرج على" ساقطة من الأصل، و (ش) ، ومثبتة في (ك) . (2) الخطابي: حمد بن محمَّد بن خطاب أبو سليمان الخطابي البستي، كان إمامًا في الفقه والحديث واللغة من تصانيفه: " معالم السنن " و"غريب الحديث" (ت: 388 هـ) . طبقات الحفاظ ص (404) رقم (915) . (3) في (ك) : "كثيرًا". (4) انظر: نزهة النظر بشرح نخبة الفكر في مصطلح حديث أهل الأثر ص (63، 64، 65) . (5) قال ابن رجب: وقد نسب طائفة من العلماء الترمذي إلى التفرد بهذا التقسيم ... وقد سبقه البخاري إلى ذلك، كما ذكره الترمذي عنه في كتابه "العلل". اهـ. الجامع الكبير (6/251) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 على أقسام: غريب من جهة المتن، وغريب من جهة الإسناد، والمراد هنا الثاني دون الأول؛ لأن هذا الغريب معروف عن جماعة من الصحابة، لكن تفرد بعضهم بروايته عن صحابي. فحسب المتن: حسن؛ [لأنه عرف مخرجه واشتهر، فوجد شرط الحسن] (1) ، وبحسب الإسناد: غريب؛ لأنه لم يروه من تلك الجماعة إلاَّ واحد، ولا منافاة بين الغريب بهذا المعنى وبين الحسن، بخلاف سائر الغرائب فإنها تنافي الحسن. وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد المحسن الغرافي (2) في كتابه "معتمد التنبيه" (3) : " قول أبي عيسى: " هذا حديثٌ حسن صحيحٌ غريبٌ " و"هذا حديثٌ (4) حسن غريبٌ " إنما يريد به ضيق المخرج أنه لم يخرج إلاَّ من جهة واحدة، ولم يتعدد خروجه من طرق إلاَّ إن كان الراوي ثقة فلا يضر ذلك، فيستغربه هو لقلة المتابعة، وهؤلاء الأئمة شروطهم عجيبة، وقد يُخَرِّج الشيخان أحاديث [يقول أبو عيسى فيها] (5) : " هذا حديثٌ حسن " وتارة: " حسنٌ غريب " كما قال في حديث أبي بكر: " قلت: يا رسول الله علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي ... " الحديث: هذا حديثٌ حسنٌ " (6) مع أنه متفقٌ عليه. انتهى.   (1) " لأنه عرف مخرجه واشتهر فوجد شرط الحسن ": ساقطة من الأصل، و (ش) ، ومثبتة في (ك) . (2) أحمد بن عبد المحسن بن أحمد بن محمَّد ينتهي إلى موسى الكاظم، الواسطي الغرافي التاجر السفار، سمع من أبي المظفر السمعاني، ومحمَّد بن عماد، وأبي الحسن بن القطيعي (ت: 666 هـ) . الوافي بالوفيات (7/142) . وفي (ك) : " العراقي ". (3) في (ك) : " النبيه ". (4) "حديث": ساقطة من (ك) . (5) "تقع إلى أبي عيسى فيقول فيها": من نص نكت الزركشي (1/378) . (6) النكت للزركشي (1/378) ، وتتمة الحديث: " اللَّهمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلاَّ أنْت، فاغْفِر لي مغفِرَةً من عنْدِكَ وارْحَمنِي إنَّك أنْت الغَفُور الرَّحيم "، والحديث أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء في الصلاة ص (1131) رقم (6326) ، وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134) } ص (1304) رقم: (8387) . مسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر ص (1143) رقم = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 واعلم أن الكتب الأربعة: الصحيحين، وسُننَ أبي داود، والنسائي وقعت لنا من عدة روايات عن مؤلفيها، ولم يقع لنا الترمذي إلاَّ من رواية أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب (1) عن الترمذي، ولا نعلم أنه شرحه أحد كاملاً إلاَّ القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه "عارضة الأحوذي"، وكتب عليه الحافظ فتح الدين بن سيد الناس (2) قطعة، وكمل عليها الحافظ زين الدين أبو الفضل العراقي قطعة أخرى ولم ْيُتمَّه (3) ، وكتب عليه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني قطعة، والحافظ أبو الفضل بن حجر مجلدًا لم نقف عليه، وله كتاب "اللباب فيما يقول فيه الترمذي: وفي الباب"، ولم نقف عليه أيضًا والله أعلم. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد (4) : "الذي عندي أن الأقرب إلى التحقيق والأجرى على واضح الطريق أن يقال: إن كتاب الترمذي تضمّن الحديث مصنفًا على الأبواب وهو علم برأسه، والفقه   = (2703) الترمذي: أبواب الدعوات، باب (5/502) رقم (3531) ، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (2/1261) رقم (3835) ، النسائي: كتاب السهو، نوع آخر من الدعاء (3/53) . أحمد (1/5) رقم (8) . (1) أبو العباس محمَّد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، المحبوبي المروزي راوي جامع أبي عيسى عنه، الإمام المحدث مفيد مرو، وكانت رحلته إلى ترمذ للقي أبي عيسى، وهو ابن ست عشرة سنة قال الحاكم سماعه صحيح (ت: 346 هـ) . سير أعلام النبلاء (12/160) رقم (3162) ، الأنساب (5/93) رقم (9550) . (2) ابن سيد الناس، فتح الدين، الإمام العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع، أبو الفتح، محمَّد ابن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس اليعمري، الأندلسي الأصل، المصري (671-734 هـ) ، صنف "السير الكبرى" و "الصغرى" و"شرح الترمذي" ولم يكمله. طبقات الحفاظ للسيوطي ص (523) رقم (1146) . (3) في (ك) : " يتممه ". (4) الإمام المحدث ذو الفنون محب الدين أبو عبد الله محمَّد بن عمر بن محمَّد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي، من مصنفاته: " إفادة النصيح بالتعريف بسند الجامع الصحيح " و"جزء في مسألة العنعنة" (657-721 هـ) . انظر: طبقات المفسرين للداودي (2/219) رقم: (552) ، طبقات الحفاظ ص (528) رقم (1152) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 علمٌ ثان، وعللَ الأحاديث (1) -ويشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب- علمٌ ثالث، والأسماءَ والكنى علمٌ رابع (2) ، والتعديلَ والتجريحَ خامسٌ، ومن أدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ممن لم يدركه -ممن أسند عنه في كتابه- سادسٌ، وتعديد من روى ذلك (3) الحديث سابعٌ. هذه علومه الجُمْلِيَّة، وأما التفصيلية فمتعددة بالجملة، فمنفعته كبيرة، وفوائده كثيرة" (4) انتهى. قال الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس: " ومما لم يذكره (5) (6) ما تضمنه من الشذوذ وهو نوعٌ (7) ثامن، ومن الموقوف وهو تاسع، ومن المدرج وهو عاشر، وهذه الأنواع مما تكثر فوائده (8) التي تستجاد فيه وتستفاد عنه، وأما ما يقل فيه وجوده من الوفيات، أو التنبيه على معرفة الطبقات وما يجري مجرى ذلك، فداخلٌ فيما أشار إليه من فوائده التفصيلية " (9) انتهى. فائدةٌ: قال الحافظ أبو جعفر بن الزبير (10) في بَرْنامجه: "روى هذا   (1) في (ك) : " الحديث ". (2) في (ك) : " والكنى رابع ". ما بين الحاصرتين من كلام السيوطي -والله أعلم-. انظر ختم الترمذي ص (60) . (3) في (ك) : " روى في ذلك ". (4) النفح الشذي في شرح جامع الترمذي، لابن سيد النَّاس (1/193) . وختم الترمذي ص (60) وفيه: "وفوائده جمَّة كثيرة". (5) "يذكراه" كما في نص ابن سيد الناس. وضمير التثنية يعود هنا على ابن العربي وابن رشيد، ولكن الإمام السيوطي تصرف في اللفظ وأورد الضمير بصيغة المفرد، مريدًا بذلك ابن رشيد وجده؛ فليتنبه. والله أعلم. (6) "أيضًا ولا أحدهما" كما في نص ابن سيد الناس. وهذه العبارة أسقطها الإمام السيوطي؛ لأنه تصرف كما سبقت الإشارة. (7) في (ك) : " فرع ". (8) "مما يكثر في فوائده" كما في نص ابن سيد الناس. (9) النفح الشذي (1/194) ، وختم الترمذي ص (60) . (10) سبق ترجمته ص (8) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 الكتاب عن الترمذي ستة رجال -فيما علمته-: أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب (1) ، وأبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (2) ، وأبو ذر محمد بن إبراهيم (3) ، وأبو محمد الحسن بن إبراهيم القطان (4) ، وأبو حامد أحمد ابن عبد الله التاجر (5) ، وأبو الحسن الوَذَاري (6) . قال: وأما ما ذكره بعض الناس: [من] (7) أنه لا يصح سماع أحد في هذا المصنف من أبي عيسى ولا روايته عنه -وهو كلام يُعزى إلى أبي محمد بن عتاب (8) ، عن أبي (9) عمرو السفاقسي (10) ، عن أبي عبد الله الفسوي (11) -فهو باطلٌ، قاله من قاله، فإن الروايات في الكتاب منتشرة   (1) سبق ترجمته ص (22) . (2) أبو سعيد، الهيثم بن كليب بن شريح -أو، بن سريج، كما في السير- بن معقل الشاشي العقيلي، الحافظ، المحدث، الثقة، مصنف المسند الكبير (ت: 335 هـ) . انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ص (352) رقم (796) ، وسير أعلام النبلاء (12/44) رقم (3030) . (3) أبو ذر محمد بن إبراهيم، لم أقف على ترجمته. انظر: البحر الذي زخر (3/1052) . (4) أبو محمَّد الحسن بن إبراهيم القطان، لم أقف على ترجمته. انظر: البحر الذي زخر (3/1052) . (5) أبو حامد أحمد بن عبد الله التاجر. لم أقف على ترجمته. انظر: البحر الذي زخر (3/1052) . (6) أبو الحسن الوذاري، لم أقف على ترجمته. انظر: البحر الذي زخر (3/1052) . (7) "من" ساقطة من الأصل، ومثبتة في (ك، ش) . (8) هو الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب الجذامي مولاهم أخر الشيوخ الجلَّة الأكابر بالأندلس في علو الإسناد وسعة الرواية وهو من شيوخ القاضي عياض، مات سنة 520 هـ رحمه الله تعالى. انظر: القنية للقاضي عياض ص (162) ، الديباج المذهب ص (150) ، الصلة لابن بشكوال (1/332) . (9) في (ك) : " ابن ". (10) أبو عمرو السفاقسي عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي يكنى أبا عمرو يعرف بالسفاقسي، روى عن أبي نعيم الأصفهاني نحو مئة ألف حديث، وروى عن أبي عبد الله محمد بن علي الحافظ الفسوي، كان حافظًا للحديث وطرقه وأسماء رجاله ورواته، ذكره أبو عمر بن الحذاء في كتابه رجاله الذين لقيهم. (11) أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الفسوي. قرأت في برنامج الشيخ الفقيه أبي عبد الله بن أحمد التجيبي القرطبي المعروف بابن الحاج في نسخة صحيحة منه عليها خطه وذكر أبا عيسى وقال ما نصه: " وذكر أبو عبد الله الفاقسي في برنامجه بعد أن ذكر كتاب الترمذي سمعت محمد بن علي سمعت غير واحد من الحفاظ لا يصح لأحد فيه سماع عن أبي عيسى ومحمد بن. علي هذا = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 شائعة عن جِلَّةٍ معروفين إلى (1) المصنف، ثم [إن] (2) أبا عبد الله بن عتاب (3) ، وابنه أبا محمد المذكور، والحافظ أبا علي الغسابي (4) وغيرهم من أئمة هذا الشأن قد أسندوا الكتاب إلى فهارسهم، وما تعرضوا لشيء مِمَّا ذكره مَنْ تَقدَّم كلامُه من جَهْلِ الكتاب، وانقطاع الرواية فيه، ولا ذكروا ذلك عن أحدٍ ". انتهى. وقال الحافظ قطب الدين القسطلاني (5) : أحاديث الرسول جلا الهمُوم ... وَبُرْء المرء من أَلم (6) الكُلوم فلا تَبْغِ بها أبدًا بديلاً ... وعرِّفْ بالصحيح مِنَ السقيم وإِنَّ الترمذيَّ لمَن تَصَدَّى ... لعِلْم الشَّرْع مُغنٍ عن علوم غدَا خضِرًا نضيرًا في المعاني ... فأضحى (7) روضَة عَطِرَ الشمِيم فمِنْ جَرحٍ وتعديلٍ حَواه .... ومِنْ عِلَلٍ ومن فِقْهٍ قويم   = هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الملك الفقيه الفارض الحافظ الفسوي من شيوخ أبي عمر عثمان بن أبي بكر السفاقسي وممن يعول أبي عمر المذكورع ليه قال: وفي قوله نظر بل قد روى عنه هذا الكتاب جمع منهم المحبوبي والسنجي وغيرهم. برنامج التجيبي: ص (106-107) . (1) في ك: "إلى". (2) "أن" ساقطة من الأصل، (ش) . (3) أبو عبد الله بن عتاب. هو محمد بن عتاب بن محسن، الإمام العلامة المحدث، مفتي قرطبة، أبو عبد الله، ولد سنة 383 هـ، وكان من جلة العلماء والأثبات عالمًا بصيرًا بالحديث وطرقه، بارعًا في الفقه، مات سنة 482 هـ رحمه الله تعالى. انظر: ترتيب المدارك (4/810) ، الصلة (2/544) ، سير أعلام النبلاء (18/328) . (4) في (ك) : " الغساني ". وهو الإمام الحافظ الحجة الناقد، محدث الأندلس، الحسين بن محمد بن أحمد الغساني، أبو علي الجياني، ولد سنة 427 هـ، وكان من جهابذة الحفاظ، له تصانيف كثيرة، منها "تقييد المهمل وتمييز المشكل" في رجال الصحيحين، توفي سنة 498 هـ رحمه الله تعالى. انظر: الصلة (1/141) ، وفيات الأعيان (2/180) ، السير (19/148) . (5) الحافظ قطب الدين القسطلاني، أبو بكر، محمَّد بن أحمد بن علي المصري، ولد بمصر (ت: 614-686 هـ) وتفقه، وأفتى، وكان ممن جمع العلم والعمل، وألف في الحديث والتصوف. انظر: حسن المحاضرة (1/352) رقم (117) ، وسير أعلام النبلاء (17/255) رقم (6314) . (6) في (ك) : "كلم"، وفي (ش) : " وبرء المرء من ألم الكلوم ". (7) في ختم الترمذي: " فأصبح ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ومن أَثرٍ وَمِنْ أَسْمَاءِ قَوْمٍ ... وَمِن ذِكْرِ الكُنى لصَدٍ (1) فَهيم ومِن نَسخٍ ومُشْتَبِهِ الأسَامي ... ومِن فَرْقٍ ومِن جَمْعٍ بهيم ومِن قولِ الصِّحاب وتابعيهم ... بِحِلٍّ أو بتَحْريمٍ عميم ومِن نَقْلٍ إلى الفُقَهَاء يُعْزى ... ومِن مَعْنى بَدِيعٍ مستقيم ومن طبقاتِ أعْصَارٍ تَقضَّت ... ومن حَلٍّ لمنفعةٍ عقيم وقسَّمَ مَا روى: حسنًا، صحيحًا ... غريبًا، فارتضاه (2) ذَوُوا الفُهوم ففاق مصنَّفات الناس قِدمًا ... وراق فكان كالعقْد النَّظيم وجاء كأنه بدْرٌ تلألأ ... يُنيرُ (3) غياهِبَ الجهل العظيم فَنَافِسْ في اقتباسٍ من نفيسٍ ... بأنفاسٍ ودعْ قولَ الخصيم (4) فإنَّ الحقَّ أبلجُ ليس يُخفي ... طلاوتَه على الذِّهنْ السليم وفضلُ العلم يظهر حين (5) يَنْأى ... عَن الأرواح مألوفُ الجسوم فمأوى العلم مرقى للثُّرَيَّا ... ويَبْقى في الثرى أثرُ الرسوم وليس العِلْم ينفع مَن حَواه ... بلا عملٍ يُعين على القُدوم كتابُ الترمذيِّْ غدا كتابًا ... يعطِّرُ نَشرُه مَرَّ النسيم وإسنادي له في العصر يعلو ... أُساوِي فيه ذَا سنّ قديم فربِّي اللهَ أحمدُ كُلَّ حينٍ ... على إيلاءِ (6) إِفْضالٍ عميم وصَلِّ مدى الزمان على رسولٍ ... يفُوح لذكره أَرَجُ (7) [النسيم] (8)   (1) في (ك) : "لضد". (2) في (ك) : "فارتضا". (3) في (ك) : "منير". (4) في (ك) : "الخصوم". (5) في (ك) : "حين يظهر حين". (6) في (ك) : "الإيلاء". (7) في (ك) : "أثر". (8) "النسيم" ساقطة من (ك) . انظر: ختم الترمذي ص (65-61) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 " أبواب الطهارة " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 1 - [1] "لا تقبل" (1) . في رواية النسائي وغيره: " لا يقبل الله " (2) . "صلاة بغير طُهور". قال ابن العربي: " قرأته بفتح الطاء وهو بضمها عبارة عن الفعل، وبفتحها عبارة عن الماء" (3) . وقال في النهاية: " الطُّهور بالضم التطهير، وبالفتح: الماء الذي يُتطهر به " (4) . وقال سيبويه (5) : " الطَّهور بالفتح يقع على الماء والمصدر معًا، فعلى هذا يجوز أن يكون الحديث بفتح الطاء وضمها، والمراد بها التطهير (6) ". انتهى. وضبطه ابن سيد الناس: " بضم الطاء لا غير" (7) . وقال ابن العربي: " قبول الله للعمل هو رضاه به وثوابه عليه " (8) .   (1) عن ابنِ عُمَرَ، عنِ النَّبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " لاَ تُقْبلُ صَلاَةٌ بغَيْرِ طُهُورٍ، ولاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ " قَالَ هَنَّادٌ في حديثِهِ: " إِلاَّ بطُهُور" الجامع للترمذي (1/5) َ، قال الترمذي: " هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحَسن ". والحديث أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب: وجوب الطهارة للصلاة ص (150) رقم الحديث (224) وابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب لا يقبل الله صلاة بغير طهور (1/100) رقم: (272) وأحمد (2/19، 39، 51، 57، 73) ، وانظر: تحفة الأشراف (6/50) رقم (7457) . (2) "لا يقبل الله": ساقطة من (ك) . أخرجه النسائي: كتاب الطهارة، باب فرض الوضوء (1/87) ، وأبو داود: كتاب الطهارة، باب فرض الوضوء، رقم (59) كلاهما من حديث أسامة بن عمير والد أبي المليح. وابن ماجه: كتاب الطهارة، باب لا يقبل الله صلاة بغير طهور رقم (272) ، وأحمد: رقم (5206) كلاهما من حديث ابن عمر. (3) عارضة الأحوذي (1/12) . بتصرف يسير من الإمام السيوطي. (4) النهاية (3/147) . باب الطاء مع الهاء. (5) سيبويه: هو عمر بن عثمان بن قنبر الحارثي مولاهم، أبو بشر، الملقب بسيبويه إمام النحاة، ولد بشيراز، وقدم البصرة، وألف كتابه المشهور في النحو، مات في حدود سنة 180 هـ رحمه الله تعالى. انظر: تاريخ بغداد (12/195) ، وفيات الأعيان (1/487) ، السير (8/311) . (6) في (ك) : "التطهر". (7) النفح الشذي (1/333) . (8) عارضة الأحوذي (1/12) . الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 وقال ابن دقيق العيد: " قد استدل جماعة من المتقدمين بانتفاء القبول على انتفاء الصحة، كما فعلوا في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يقبل الله صلاة حائض إلاَّ بخمار " (1) ، أي من بلغت سن المحيض. والمقصود بهذا الحديث الاستدلال على اشتراط الطهارة في صحة الصلاة، ولا يتم ذلك إلاَّ بأن يكون انتفاء القبول دليلاً على انتفاء الصحة، وقد ورد في مواضع انتفاءُ القَبولِ مع ثبوت الصحة كالعبد إذا أبق لا تقبل له صلاة (2) ، وكما ورد فيمن أتى عرَّافًا (3) ، وفي شارب الخمر (4) . فإن (5) أُريد تقرير الدليل على انتفاء الصحة من انتفاء القبول فلا بد من تفسير معنى القبول، وقد فُسِّر بأنه تَرتُّبُ الغرض المطلوب من الشيء على الشيء، يقال: قَبِل فلانٌ عذر فلانٍ، إذا رَتَّب على عذره الغرضَ المطلوب منه، وهو محو الجناية والذنب. فإذا ثبت ذلك فيقال، مثلاً في هذا المكان: الغرض من الصلاة وقوعها مُجْزِيَةً بمطابقتها للأمر، فإذا ْحصل هذا الغرض ثبت القبول على ما ذكر من (6) التفسير وثبتت   (1) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب المرأة تصلي بغير خمار (1/229) رقم الحديث (641) والترمذي: أبواب الصلاة، باب ما جاء "لا تقبل صلاة الحائض إلاَّ بخمار" (4021) رقم (377) ، وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب إذا حاضت الجارية لا تصلي إلا بخمار (1/214) رقم: (655) ، وأحمد (6/150، 218، 259) ، والحديث اختلفوا فيه على قتادة، فقد روي عن الحسن مرسلاً، وروي عن ابن سيرين مرسلاً ومرفوعًا، وبهذا أعله الدارقطني. وقد تكلم عنه الشيخ الألباني بكلام جيد وصححه، انظر: إرواء الغليل رقم (196) . (2) والحديث أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب: تسمية العبد الآبق كافرًا ص (88) رقم (124) . (3) والحديث أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان ص (982) رقم (2230) . (4) ورد في ذلك أحاديث منها حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي أخرجه الترمذي وحسنه، في الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر برقم (1861) ، وأحمد (2/35) وآخرون "من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا". وعبد الرزاق في المصنف (9/235) ، والطيالسي ص (258) عن ابن عمر رضي الله عنهما. (5) في (ك) : "فإذا". (6) في (ك) : "هذا". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 الصحة، وإذا انتفى القبول انتفت الصحة. وربما قيل من جهة بعض المتأخرين: إن القبول كون العبادة صحيحة بحيث يترتب عليها الثواب والدرجات. والإجزاء كونها مطابقة للأمر، والمعنيان إذا تغايرا وكان أحدهما أخص من الآخر، لم يلزم من نفي الأخص نفيُ الأعم، والقبول على هذا التفسير أخص من الصحة فإن كل (1) مقبول صحيح، وليس كل صحيح مقبولاً، وهذا أن يقع في تلك الأحاديث التي نفى فيها القبول مع بقاء الصحة، فإنه يضر في الاستدلال بنفي القبول على نفي الصحة حينئذ، ويحتاج في تلك الأحاديث التي نفى عنها القبول مع بقاء الصحة إلى تأويل أو تخريج جواب، على أنه يرد على من فسَّر القبول بكون العبادة مثابًا عليها أو مرضية أو ما أشبه ذلك -إذا كانت مقصودة بذلك- أن (2) لا يلزم من نفي القبول نفيُ الصحة، أن يقال: القواعد الشرعية تقتضي أن العبادة إذا أُتي بها مطابقة للأمر، كانت سببًا للثواب والدرجات والإجزاء، والظواهر في ذلك لا تحصى " (3) . انتهى. "ولا صدقة من غلول". ضبطه النووي (4) (5) ، ثم ابن سيد الناس (6) (7) بضم الغين المعجمة.   (1) في (ك) : " كان ". (2) في (ك) : "إذ" وهو الصواب. (3) إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/12) . (4) شرح صحيح مسلم (3/103) . (5) يحيى بن شرف من مُرِّي بن حسن بن حسن بن محمَّد بن حِزَام الحِزَامِي الحَوْراني النواوي الشافعي محيي الدين أبو زكريا، الفقيه المجتهد الرباني شيخ الإسلام، (ت: 676 هـ) . من مصنفاته: " شرح مسلم " و "رياض الصالحين". السير (17/321) رقم (6445) ، طبقات السبكي (4/471) رقم (1288) . (6) النفح الشذي (3341) . (7) محمَّد بن محمَّد بن سيد الناس أبو الفتح اليعمري الأندلسي الأصل المصري، الإمام العلامة = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 قال ابن العربي: " الغلول: الخيانة خفية (1) ، فالصدقة من مال حرامٍ في عدم القبول (2) واستحقاق العقاب (3) كالصلاة بغير طُهور في ذلك " (4) . وقال القرطبي (5) في شرح مسلم: " الغلول هنا الخيانة مطلقًا والمال الحرام " (6) .   = الحافظ الأديب البارع لازم ابن دقيق العيد وتخرج به، ألَّف السيرة، وشرح الترمذي (ت: 734) ، حسن المحاضرة (1/306) رقم (85) . (1) في (ك) : " في حقيقته ". (2) في "عدم": مكررة في (ك) . (3) في الأصل: " الثواب " وما أثبتناه من العارضة. (4) عارضة الأحوذي (1/12) . (5) القرطبي هو: أحمد بن عمر بن إبراهيم أبو العباس القرطبي، المالكي، إمام فقيه محدث، عالم الإسكندرية، ولد سنة 578 هـ ومات سنة 656 هـ من مؤلفاته " المفهم لما أشكل من صحيح مسلم ". انظر: السير (2/323) ، الديباج المذهب ص (68) . (6) في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي (1/479) : " والمال الحرام ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 2 - [2] " إذا توضَّأ العبد المسلم أو المؤمن " (1) . قال الباجي (2) في شرح الموطأ: " الظاهر أن اللفظ شكٌّ من الراوي " (3) .   (1) (2) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذَا تَوَضَأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أوِ المُؤْمنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خطِيئةٍ نَظَرَ إلَيْهَا بعَيْنيهِ معَ المَاءِ، أوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، أوْ نَحْوَ هَذَا، وَإذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ المَاءِ، أوْ مَعَ آخِرِ قَطرِ المَاءِ، حَتَى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذنُوب "، الجامع الصحيح (1/6) ، " هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث مالك عن سهيل عن أَبيه عن أبي هريرة. والحديث في مسلم، كتاب الطهارة، باب خروج الخطايا بماء الوضوء، ص (157) ، رقم الحديث (244) ومالك في الموطأ، التمهيد (2/191) باب جامع الوضوء، وأحمد (2/399) رقم (8002) . والدارمي (1/560) رقم (745) . (2) سليمان بن خلف بن سعد بن أيُّوب بن وارث التُّجيبيُّ الأندلسيُّ، القرطبيُّ، الباجيُّ، أبو الوليد الإمام العلامة الحافظ، القاضي. من مصنفاته: " المنتقى في الفقه " شرح موطأ مالك و"المعاني في شرح الموطأ" (ت: 474 هـ) ، السير (14/59) رقم (4347) ، وفيات الأعيان (2/408) رقم (275) . (3) المنتقى (1/348) . الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 "فغسل وجهه خرجت كل خطيئة نظر إليها بعينيه". قال ابن العربي: " يعني غفرت؛ لأن الخطايا هي أفعال وأعراض لا تبقى، فكيف توصف (1) بدخول أو بخروج؟ ولكن الباري لما (2) أوقف (3) المغفرة على الطهارة الكاملة في العضو، ضرب لذلك مثلاً بالخروج، و (4) لأن الطهارة حكمٌ ثابتُ استقرَّ له الدخول " (5) . وأقول: بل الظاهر حمله على الحقيقة، وذلك أن الخطايا تؤثر (6) في الباطن والظاهر، والطهارة تزيله، وشاهد ذلك ما أخرجه المصنف والنسائي، وابن ماجه (7) ، وابن حبان (8) ، والحاكم (9) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن العبد إذا أذنب ذنباً نُكتت في قلبه نكتةٌ سوداءُ، فإن تابَ ونَزعَ واستغفر صُقِل قَلْبه، وإن عاد زادت حتى   (1) في (ك) : " توصل ". (2) في (ك) : " الباري كما ". (3) في (ك) : " أوفقه ". (4) "و": ساقطة من (ك) . (5) عارضة الأحوذي (1/13) . (6) في الأصل: "تورث"، والصواب ما أثبته. (7) محمَّد بن يزيد الربعي بفتح الراء، والموحدة، القزويني أبو عبد الله ابن ماجه بتخفيف الجيم، صاحب السنن أحد الأئمة، حافظ، صنف السنن والتفسير والتاريخ، ومات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وله أربع وستون. التقريب ص (448) رقم (6409) . (8) محمَّد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد أبو حاتم، البستي التميمي، الحافظ الجليل، الإمام صاحب التصانيف، قال الحاكم: وكان من أوعية العلم، ومن عقلاء الرجال. ألَّف "المسند الصحيح" و"التاريخ" و"الضعفاء" (ت: 354 هـ) . طبقات السبكي (2/100) رقم: (125) ، السير (12/246) رقم: (3268) . (9) محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الضَّبي، الطهماني، النيسابوري، الحافظ أبو عبد الله الحاكم، المعروف: بابن البيع، متفق على إمامته وجلالة قدره. من مصنفاته: المستدرك على الصحيحين، وعلوم الحديث، وفضائل الشافعي (ت: 405 هـ) . طبقات السبكي (2/443) رقم: (329) . وفيات الأعيان (4/280) رقم: (615) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 تعلو قلبه، وذلك الران، الذي ذكره الله في القرآن {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } (1) " (2) . وأخرج أحمد، وابن خزيمة (3) عن ابن عباس (4) -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من الجنة وكان أشد بياضًا من الثلج، وإنما سودته خطايا المشركين " (5) فإذا أثرت   (1) سورة المطففين، الآية: 14 {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } . (2) الحديث رواه الترمذي بهذا اللفظ: عن أبي هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إِنَّ العبدَ إذَا أخْطَأَ خطيئة نُكِّتَتْ في قلبه نُكْتَةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سُقِلَ قلبه، وإن عاد زيد فيها حتَّى تعلو قلبه، وهو الرَّان الذي ذكر الله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } [المطففين: 14] "، وقال: هذا حديث حسن صحيح، أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) } الجامع الصحيح (1/404) رقم (3334) . والنسائي في الكبرى: كتاب التفسير، باب (410) (6/509) رقم: (11658) . وفيه: " إنَّ العبد إذا أخطأ خطيئة ... " وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب (2/1418) رقم: (4244) ، وفيه: " إنَّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتة ... صُقِل -بالصاد المهملة- ... ".. الغريب: 1- "نكت" أي أثر قليل كالنقطة، شبه الوسخ في المرآة والسيف. النهاية مادة (نكت) (5/114) . 2- "نزع" أصل النزع الجذب والقلع ومنه نزع الميت روحه، ونزع القوس إذا جذبها. النهاية مادة (نزع) (5/41) . 3- "صقل، وسقل": صقل السيف وسَقَلَه أيضًا صَقْلاً وصِقَالاً، أي جلاَهُ. القاموس المحيط، مادة (صقل) . 4- " الرَّان " وأصل الرين: الطَّبْع والتغطية. ومنه قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي طبع وختم. النهاية (2/291) . (3) محمَّد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر، الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، أبو بكر السُّلمي النيسابوري الشافعي. قال أبو الحسن الدارقطني: كان ابن خزيمة إمامًا ثبتًا معدوم النظير (ت: 311 هـ) . السير (11/358) رقم: (2735) . طبقات السبكي (2/84) رقم: (120) . (4) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، يُكنى أبا العباس، الصحابي الجليل ابن عم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ت: 68 هـ) بالطائف. الاستيعاب (3/66) رقم: (1606) ، الإصابة (6/130) رقم: (4772) . (5) أخرجه النسائي، كتاب مناسك الحج، ذكر الحجر الأسود (5/226) ، وأحمد (3811، 410، 466، 2795، 3046، 3536) ، وابن خزيمة: باب ذكر الدليل على أن الحجر إنما = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 الخطايا في الحجر، ففي جسد (1) فاعلها أولى. فإما أن يُقدَّرَ خرج من وجهه أثر كل خطيئة، أي: السَّوادُ الذي أحدثته. وإما أن يقال: أن الخطيئة نفسها تتعلق بالبدن، على أنها جسمٌ لا عَرضٌ (2) ، بناء على إثبات عالم المثال، ولهذا صحَّ (3) عَرْضُ الأعراضِ على آدم -عليه السلام- ثم على الملائكة {فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ} (4) . وإلاَّ فكيف يُتصور عَرْضُ الأعراض لو لم يكن لها صورة تتشخص بها؟ وقد حققت ذلك في تأليف مستقل، وأشرت إليه في الحاشية التي علقتها على تفسير البيضاوي (5) (6) . ومن شواهده في الخطايا ما أخرجه البيهقي (7) في سننه عن ابن عمر (8) -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إن العبد   = سودته خطايا بني آدم المشركين دون خطايا المسلمين (4/220) رقم (2734) . والحديث أخرجه الترمذي أيضاً (5/215) الحديث رقم: (49) ، وقال: حسن صحيح. تحفة الأشراف (4/431) رقم: (5571) . (1) في (ك) : "أجسد". (2) "العرض" بالتحريك: ما لا يكون له ثبات. المفردات للراغب الأصفهاني ص (334) . (3) في (ك) : " وهذا أصح ". (4) سورة البقرة، الآية: 31. (5) حاشية السيوطي على تفسير البيضاوى في جامعة أم القرى، مخطوط في برلين رقم (834) . (6) عبد الله بن عمر بن محمَّد بن علي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاوي، قاضي القضاة، كان إمامًا مُبرِّزًا، نظَّارًا، صالحًا، متعبدًا، زاهدًا. من مؤلفاته: المنهاج في أصول الفقه، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل في تفسير القرآن (ت: 685 هـ) . طبقات السبكي (4/325) رقم: (1153) ، السير (17/258) رقم: (6320) . (7) أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى، الحافظ أبو بكر البيهقي، النيسابوري الخسروجردي، إمام أئمة المسلمين، حافظ كبير، جبل من جبال العلم. من مصنفاته: كتاب السنن الكير، ومعرفة السنن والآثار والأسماء والصفات (ت: 458 هـ) . طبقات السبكي (2/348) رقم: (251) . السير (13/529) رقم: (4159) . (8) (ع) عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرَّحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد وهو ابن أربع عشرة، وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعًا للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو أول التي تليها. القريب ص (256) رقم = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 إذا قام يصلي أُتِيَ بذنوبه فجعلت على رأسه وعاتقيه (1) ، كلما ركع وسجد تساقطت عنه". وأخرج البزار (2) والطبراني (3) عن سلمان (4) -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحاتت عنه " (5) . " مع الماء أو مع آخر قطر الماء ". قال الباجي: " هذا شكٌّ من الراوي " (6) . "فإذا غسل يديه". قال الباجي: " كذا رووا هذا الحديث رواة الموطأ مقتصرين على غسل الوجه واليدين، إلاَّ ابن وهب (7) فإنه (8) زاد فيه ذكرَ مسحِ الرأس وغسلِ الرجلين " (9) .   = (3490) ، الإصابة (6/167) رقم: (4825) . (1) في (ك) ، (ش) : " عاتقه ". (2) أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري البزار أبو بكر، الشيخ الإمام الحافظ الكبير، صاحب "المسند" الكبير. قال الدارقطني: ثقة يخطىء ويتكل على حفظه (ت: 292 هـ) ، السير (11/87) رقم: (2499) . (3) سليمان بن أحمد بن أيوب اللخميُّ الطبراني، أبو القاسم، الحافظ الثبت، إليه المنتهى في كثرة الحديث وعلوه. من مصنفاته: المعاجم الثلاثة "الكبير" و"الأوسط" و"الصغير" (ت: 360) . وفيات الأعيان (2/407) رقم: (274) . ميزان الاعتدال (3/278) رقم: (3426) . (4) سلمان الفارسي أبو عبد الله الصحابي الجليل، ويُعرف بسلمان الخير، توفي رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان (ت: 36 هـ) . الاستيعاب (2/194) رقم: (1019) ، الإصابة (4/223) رقم: (3350) . (5) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/30) : " رواه الطبراني في الكبير والصغير والبزار وفيه أشعث السعداني ولم أجد من ترجمه. (6) انظر: المنتقى للباجي، والموطأ (1/9) . (7) عبد الله بن وهب بن مسلم، أبو محمَّد، الفهري، مولاهم المصري الحافظ الإمام شيخ الإسلام، من كبار أصحاب مالك. من مصنفاته: " المناسك " و"تفسير غريب الموطأ" (ت: 197 هـ) السير (8/140) رقم: (1377) ، وفيات الأعيان (3/36) رقم: (324) . (8) "فإنه" ساقطة من (ك) . (9) المنتقى للباجي (1/348) رقم (59) ، مع تصرف الإمام السيوطي في اللفظ يسيرًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 قلتُ: ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وزاد فيه ذكر المضمضة والاستنشاق، وكذا رواه أحمد من حديث أبي أُمامة (1) وزاد ذكر " مسح الرأس والأذنين " (2) . " حتى يخرج نقيًّا من الذنوب ". قال ابن العربي: " الخطايا المحكوم بمغفرتها هي الصغائر دون الكبار؛ لحديث: " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفَّارة لما بينهنّ إذا ما اجتنبت الكبائر ". فإذا كانت الصلاة مقترنة بالوضوء لا تكفر الكبائر (3) ، فانفراد الوضوء بالتقصير عن ذلك أحرى. قال: وهذا التكفير إنما هو الذنوب المتعلقة بحقوق الله سبحانه وتعالى، فأما المتعلقة (4) بحقوق الآدميين فإنما يقع النظر فيها بالمقاصَّة مع الحسنات والسيئات. قال: ولو وقعت الطهارة باطنًا بتطهير القلب عن أوضار المعاصي، وظاهرًا باستعمال الماء على الجوارح بشرط الشرع، واقترنت به صلاةٌ جُرِّد فيها القلب عن علائق الدنيا، وطُردت الخواطر، واجتمع الفكر على أجزاء العبادة، كما انعقد عليه إحرامُها، واستمرت الحال كذلك حتى خرج بالتسليم عنها، فإن الكبائر تغفر، وجملة المعاصي -والحالة هذه- تُكفَّر، وكذلك كان   (1) (ع) أبو أمامة الباهلي، اسمه: صُدي بن عجلان لم يختلفوا في ذلك الصحابي الجليل، من المكثرين في الرواية عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ت: 86) . التقريب ص (217) رقم (2923) ، الاستيعاب (4/165) رقم: (2882) ، الإصابة (5/133) رقم: (4054) . (2) كل الأحاديث التي رواها الإمام أحمد في فضل الوضوء عن أبي أمامة أو غيره لم تأت فيها الزيادة التي ذكرها السيوطي، إلاَّ في حديث لأبي أمامة رقم (22278) ، قال أي: أبو أمامة: أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توضأ فغَسَلَ وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه وقال: الأذنان من الرأس " قال حماد: فلا أدري من قول أبي أمامة أو من قول النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمسح على المرفقين. مسند الإمام أحمد (5/332) رقم: (22278) . وهذا في صفة الوضوء، لا في فضله، والله أعلم. (3) "فإذا كانت الصلاة مقترنة بالوضوء لا تكفر الكبائر" ساقطة من (ك) . (4) "بحقوق الله تعالى فأما المتعلقة": ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 وضوء السلف (1) ".   (1) في (ك) : "التلف"، عارضة الأحوذي (131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 3 - [3] "مفتاح الصَّلاة الطُّهور" (1) . قال الرافعي (2) : " هو بضم الطاء فيما قيَّده بعضهم، ويجوز الفتح؛ لأن الفعل إنما يتأتى بالآلة " (3) . قال ابن العربي: " هذا مجاز ما يفتحها مِنْ غَلْقِها، وذلك أن الحدث مانع منها، فهو كالقُفل موضوع على المُحْدِث حتى إذا توضأ انحل الغَلْق، وهذه استعارة بديعية لا يقدر عليها إلاَّ النُّبُوَّة، وكذلك قوله: مفتاح الجنة الصلاة؛ لأن أبواب الجنة مغلقة تفتحها الطاعات، وركن الطاعات الصلاة " (4) . " وتحريمها التكبير " قال ابن العربي: "هو مصدر حَرَّمَ يُحَرِّمُ، ويَشْكُل (5) استعماله هنا، لأن التكبير جزء من أجزائها، فكيف يُحَرِّمها؟ فقيل: مراده (6) إحرامها، يقال: أحرم إذا دخل في البلد الحرام أو الشهر   (1) (3) باب ما جاء أنَّ مفتاح الصلاة الطُّهور، عن علي عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " مفتاح الصَّلاَةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التَّكبيرُ، وتلَحْلِيلُهَا التَسْلِيمُ "، الجامع الصحيح (1/8) ، قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هَذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمَّد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمَّد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق ابن إبراهيم، والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمَّد بن عقيل، قال محمَّد: وهو مقارب الحديث في ك: "الطهر". قال ابن سيد النَّاس: " وما حكاه أبو عيسى عن البخاري من قوله في ابن عقيل: مقاربُ الحديث، هو بكسر الراء، وهو محمول عندهم على مقاربة الصحة " النفح الشذي (1/399) وقال المباركفوري: هذا من ألفاظ التعديل، التحفة (1/40) . (2) عبد الكريم بن محمَّد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن القزويني أبو القاسم الرافعي، عمدة المحققين وأستاذ المصنفين. من مصنفاته: " الشرح الكبير " المسمى "الفتح العزيز في شرح الوجيز"، و"شرح مسند الشافعي" (ت: 623 هـ) . طبقات السبكي (4/400) رقم: (1192) ، السير (16/220) رقم: (5555) . (3) لم أقف عليه في الشرح الكبير المطبوع، والله أعلم. (4) عارضة الأحوذي (1/17) . (5) في (ك) : " أشكل استعماله هنا لأنَّ التكبير ". (6) في (ك) : " مجازه ". الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 الحرام، ولما كانت الصلاة تُحرِّم أشياء قيل لأول ذلك وهو التكبير: تحريم" (1) . وقال ابن الأثير في النهاية: " كأن المصلي بالتكبير والصلاة صار ممنوعًا من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها، فقيل للتكبير: تحريم؛ لمنعه المصلي من ذلك، ولهذا سميت: تكبيرة الإحرام، أي: الإحرام بالصلاة " (2) . ولما صار المصلي بالتسليم يَحِلُّ له ما حَرُمَ عليه فيها بالتكبير من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها، كما يَحِل للمحرم بالحج عند الفراغ منه ما كان حرامًا عليه قبلُ. " وتحليلها التسليم " (3) . قال الرافعي: " وقد روى محمد بن أسلم (4) في مسنده هذا الحديث بلفظ: " وإحرامها التكبير وإحلالها التسليم ". هذا الحديث أصح شيءٍ في هذا الباب (5) . وقال البزار: " لا نعلمه عن علي إلاَّ من هذا الوجه " (6) . وقال أبو نعيم (7) : " تفرد به ابن عقيل عن ابن الحنفية " (8) . وقال العقيلي (9) : "في إسناده لين، وهو أصلح من حديث   (1) عارضة الأحوذي (1/17) . (2) النهاية (1/373) مادة " حرم ". (3) " تحليلها التسليم " بياض في (ش) . (4) محمَّد بن أسلم بن سالم بن يزيد الكندي، أبو الحسن الطوسي. من مصنفاته: " المسند ". قال ابن خزيمة: هو رَباني هذه الأمة، لم تر عيناي مثله (ت: 242 هـ) . السير (10/154) . (5) هذا من قول الترمذي. (6) البحر الزخار (2/237) رقم: (633) . (7) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، الإمام الجليل الحافظ، أبو نعيم الأصبهاني. من مصنفاته: " حلية الأولياء " و"دلائل النبوة" (ت: 430) ، طبقات السبكي (2/355) رقم: (254) ، السير (13/293) رقم: (3919) . (8) الحلية (8/372) . (9) الإمام الحافظ الناقد، أبو جعفر، محمَّد بن عمرو بن موسى بن حمَّاد، العُقَيلي الحجازيُّ. قال مسلمة بن القاسم: كان العقيليُّ جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيتُ مثله، وكان كثير التصانيف. من مؤلفاته "كتاب الضعفاء" (ت: 322 هـ) . طبقات الحفاظ رقم (784) ، السير = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 جابر" (1) . وقال ابن العربي: " حديث جابر أصحُّ شيءٍ في هذا الباب " (2) . قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح (3) : " كذا قال، وقد عكس ذلك العقيليُّ، وهو أقعد (4) منه في هذا (5) الفن " (6) .   = (11/626) . (1) في الضعفاء (2/134) : " إسنادين لينين وهما أصلح من حديث سليمان بن قرم ". وانظر تلخيص الجير (1/355) ، باب صفة الصلاة رقم (323) . (2) عارضة الأحوذي (1/17) ، لعل ابن العربي لم يقصد بمقولته التصحيحَ، وإنما حكاية قول الترمذي فحسب، بدليل أنه لما أورد رواية أبي داود، قال: وهذا أصح من سند أبي عيسى. والله أعلم. (3) الشرح الكبير، للإمام الرافعي. (4) أي: هو أعرف بقواعد هذا الفن، والله أعلم. (5) في (ك) : "بهذا". (6) تلخيص الحبير (1/356) رقم (323) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 4 - [5] " كان إذا دخل الخلاء " (1) . بفتح الخاء ممدود: المكان الذي ليس به أحد. قال النووي: "وقوله: " إذا دخل " معناه إذا أراد الدخول، وكذا جاء   (1) باب ما يقول إذا دخل الخلاء. (5) عن أنس بن مالك قال: كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا دخل الخلاء، قال: " اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذِ بكَ -قَالَ شُعْبَةُ- وقد قالَ مَرَّةً أخْرَى، أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبِيثِ أوِ الخُبُثِ والخَبائِثِ "، الجَامع الصحيح (1/10) . قال الترمذي: وفي الباب عن علي وزيد بن أرقم، وجابر، وابن مسعود، حديث أنس أصح شيء في هذا الباب وأحسن. والحديث أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب ما يقول عند الخلاء ص (53) رقم: (142) ، مسلم، كتاب الحيض، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء ص (195) ، رقم: (375) ، أبو داود: كتاب الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (1/48) ، رقم: (504) . النسائي، كتاب الطهارة، القول عند دخول الخلاء (1/20) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (1/109) رقم: (298) . أحمد (3/124) رقم: (11931) . الدارمي (675) . الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 مُصرَّحًا بها (1) في رواية البخاري، قال: " كان إذا أراد أن يدخل قال: " اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث " (2) . قال الخطابي (3) في كتاب إصلاح الألفاظ التي صحفها الرواة: " أصحاب الحديث يروونه الخُبْثُ ساكن الباء " وكذلك رواه أبو عبيد (4) في كتابه وفسَّره، فقال: " أما الخُبْثُ فإنه يعني به الشر، وأما الخبائث فإنها (5) الشياطين ". قال الخطابي: " إنما هو الخُبُث بضم الباء جمع خبيث، وأما الخبائث فهو جمع خبيثة، استعاذ بالله من مردة الجن ذكورهم وإناثهم " (6) . وقال ابن العربي: " الخُبُث بضم الخاء والباء يعني من ذكور الجن وإناثها، و (7) بإسكان الباء يعني من المكروه ومن أهله. والخُبْثُ من كل مكروه: فإن كان من قول فهو سبّ (8) ، وإن كان من اعتقاد فيكون كفرًا بحال (9) واعتقاد سوء بأخرى، وإن كان من طعام فهو حرام. قال:   (1) "بها": ساقطة من الأصل و (ش) ، وفي (ك) : " يما ". (2) شرح مسلم للنووي (4/71) . والخُبُث: جمع الذكور من الشياطين، والخبائث: جمع الإناث منهم. صحيح ابن حبان (4/254) . (3) حمدٌ بن محمَّد بن إبراهيم بن خطاب البُسْتِي الخطابي، أبو سليمان الإمام العلامة الحافظ اللغوي. من تصانيفه: " شرح سنن أبي داود " و"شرح الأسماء الحسنى" (ت: 388) . السير (13/3) رقم: (3626) ، طبقات السبكي (2/207) رقم: (182) . (4) أبو عبيد القاسم بن سلام، قال عنه إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يُحْسِنُ كل شيء، روى عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والكسائي، والفراء، وغيرهم، من مصنفاته: " الغريب " و" الأمثال " و"المقصور والممدود" (ت: 223 هـ) . وفيات الأعيان (4/60) رقم (534) . (5) كذا في إصلاح غلط المحدثين وهي كذلك في رواية أبي عبيد في غريب الحديث (2/192) . (6) انظر: إصلاح غلط المحدثين ص (48-49) . (7) في (ش) : "أو". (8) في (ك) : " سبب ". (9) في (ك) : " الحال ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وغلَّط الخطَّابي من رواه بإسكان الباء وهو الغالط، وقد بيَّنا معناه. قال: وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معصومًا من الشيطان، حتى من الموكل به بشرط استعاذته منه، كما غفر له بشرط استغفاره. قال: وكان يخص الاستعاذة في هذا الموضع لوجهين: أحدهما: أنه خلاء وللشيطان -بعادة الله وقَدَرِه- في الخلاء تسلط ليس له في الملإ. قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان (1) ، والثلاثة ركب " (2) . الثاني: أنه موضع قذِر يُنَزَّه ذكر الله -عز وجل- عن الجريان فيه على اللسان، فيغتنم الشيطان عدم ذكر الله (3) ، فإنَّ ذِكْرَه يَطْرُده، فلجأ إلى الاستعاذة قبل ذلك ليعقدها عصمة بينه وبين الشيطان حتى يخرج، وليُعَلِّمَ (4) أمته " (5) [انتهى] (6) . وقال النووي: " لا يصح إنكارُ الخطابي جوازَ الإسكان "فإنه جائز على سبيل التخفيف بلا خلاف ككُتْبٍ، ورُسْلٍ، وعُنْقٍ، وأُذْنٍ، ولعلَّ الخطابي أراد الإنكار على من يقول: أصله الإسكان، وقد صرَّح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة، منهم: أبو عُبيد إمامُ هذا   (1) في (ك) : "شيطانًا". (2) رواه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في الرجل يسافر وحده (2/42) رقم (2607) ، ورواه الترمذي في الجامع أبواب فضائل الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن يسافر الرجل وحده (3/301) ، والنسائي في الكبرى، كتاب السير، النهي عن سير الراكب وحده (8/129) رقم (8798) ، ومالك رقم (1897) ، وأحمد رقم (6745) . (3) " عن الجريان على اللسان فيغتنم عدم ذكر الله " ساقطة من (ك) . (4) في (ك) : " ويعلم ". (5) عارضة الأحوذي (1/21) . (6) "انتهى" ساقطة من الأصل، ومثبتة في (ك، ش) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 الفن (1) والعمدة فيه. واختلفوا في معناه، فقيل: هو الشر، وقيل (2) : الخبُث الشياطين، والخبائث المعاصي، والضم والإسكان وجهان مشهوران في رواية هذا الحديث. ونقل القاضي عياض (3) : أن أكثر روايات الشيوخ الإسكان" (4) . انتهى.   (1) في (ك) : " المعرفة ". (2) في (ش) : " وقيل هو الكفر ". (3) عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى أبو الفضل اليحصبي السبيتي، القاضي، إمام وقته في الحديث وعلومه. من مصنفاته: " الإكمال في شرح كتاب مسلم " و" مشارق الأنوار " (ت: 544 هـ) . وفيات الأعيان (3/483) رقم: (511) ، السير (15/37) رقم: (4911) . (4) شرح مسلم للنووي (4/71) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 5 - [7] " عن عائشة قالت: كان [نبي] (1) الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك " (2) . قال ابن العربي: " هو مصدرٌ كسبحانك، منصوب بإضمار فعل تقديره أَطلبُ غُفْرانك. قال: وكان النبي (3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يطلب المغفرة من ربه قبل أن يُعْلمه أنه قد غَفرَ له، وكان يسألها بعد ذلك لأنه غُفِر له بشرط استغفاره، ورُفِع إلى شَرَفِ المنزلة بشرط أن يجتهد في الأعمال الصالحة، والكلُّ له حاصل بفضل الله، وفي وجه طلب المغفرة هنا محملان: الأول: أنه سأل المغفرة من تركه ذكر الله في   (1) في (ك) : " رسول ". (2) باب ما يقول إذا خرج من الخلاء. (7) عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك " قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة. الجامع الصحيح (1/12) . وأبو بردة بن أبي موسى اسمه: عامر بن عبد الله بن قيس الأشعري، ولا يعرف في هذا الباب إلاَّ حديث عائشة، والحديث أخرجه: أحمد: (6/177) رقم: (5209) . أبو داود: كتاب الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء، (1/55) رقم: (30) . ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء (1/110) رقم (300) . (3) " النبي ": ساقطة من الأصل، (ك) ، (ش) . الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 تلك الحالة، فإن قيل: إنما تركها بأمر ربه، فكيف يسأل المغفرة عن فعل كان بأمر الله تعالى؟ (1) فالجواب: أن الترك وإن كان بأمر الله، إلاَّ أنه من قبل نفسه وهو الاحتياج إلى خلاء (2) . والثاني: وهو أشهر وأخص أنه سأل المغفرة في العجز عن شكر النعمة في تيسير الغذاء، وإبقاء منفعته وإخراج فضلته على سهولة، فحق أن يعتقد هذا المقدار نعمة فإنه مدى الشكر، فيؤدى قضاء حقها بالمغفرة " (3) . انتهى. قال ابن سيد الناس: " ويحتمل وجهًا ثالثًا: أن يكون هذا خرج منه مخرج التشريع والتعليم لأمته في حالتي الدخول والخروج، فَحَقُّ (4) من خرج سالمًا مُعَاذًا (5) ممَّا استعاذ منه من الخبث والخبائث، أن يؤدي شكر نعمة الله عليه في إعاذته وإجابة سؤاله، وأن يستغفر الله تعالى، خوفًا أن لا يؤدي شكر تلك النعمة. وهو قريب من تحميد العاطس على سلامته مما قد كان يَخْشَى (6) منه حالة العطاس " (7) . " هذا حديث غريب حسن ". قال النووي في شرح المهذب: " هو حديث حسن صحيح " (8) . وجاء في الذي يقال عقب الخروج من الخلاء أحاديث كثيرة، ليس فيها شيءٌ ثابتٌ إلاَّ حديثُ عائشة المذكور. قال (9) :   (1) "تعالى" ساقطة من (ك) . (2) في (ك) : " الخلا ". (3) عارضة الأحوذي (1/22) . (4) في (ك) : "فحتى". (5) في النفح الشذي "معافًا". (6) في (ك) : " يحظى ". (7) النفح الشذي (1/446) . (8) في (ك) : " صحيح "، عبارة النووي في شرح المهذب: "وأمَّا حديث عائشة فصحيح"، المجموع (2/94) . (9) في (ك) و (ش) : " وقال ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 " وهذا مراد الترمذي بقوله: ولا يعرف في هذا الباب إلاَّ حديثٌ عائشة " (1) .   (1) المجموع (2/94) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 6 - [8] " إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط " (1) . قال أهل اللغة: أصل الغائط المكان المطمئن كانوا ينتابونه (2) للحاجة، فَكَنَّوْا به عن نفس الحدث كراهية لاسمه (3) ، ومن عادة العرب التعفف في ألفاظها، واستعمال الكنايات في كلامها، وصون الألسن مما تُصان الأسماع والأبصار عنه. قلت: وقد اجتمع الأمران في الحديث، فالمراد بالغائط في أوله المكان، وفي آخره الخارج. قال ابن العربي: " غلب هذا الاسم على الحاجة حتى صار فيها أعرفُ منه في مكانها، وهو أحد قسمي المجاز (4) " (5) . " ولكن شرِّقوا وغَرِّبُوا ". قال النووي: "قال العلماء: هذا   (1) (8) عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا أتيتُمُ الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبلُوا القِبْلَةَ بغَائِطٍ ولاَ بَوْلٍ، وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرَِّبُوا ". فقَالَ أبو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَاَمَ فَوَجَدْنَا مًرَاحِيضَ قَدْ بُنيَتْ مُسْتَقْبَلَ القِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ، الجامع الصحيح (1/13) ، وفي الباب عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، ومعقل بن أبي الهيثم، ويقال: معقل بن أبي معقل، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وسهل بن حنيف. حديث أبي أيوب أحسن شيء في هذا الباب وأصح. والحديث أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول، إلاَّ عند البناء جدار أو نحوه ص (53) ، رقم الحديث: (144) . ومسلم كتاب الطهارة، باب الاستطابة ص (161) ، رقم الحديث: (51) . وأبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة (1/49) ، الحديث رقم: (9) . والنسائي كتاب الطهارة، النَّهي عن استدبار القبلة عند الحاجة (1/22، 23) . وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب النَّهي عن استقبال القبلة بالغائط والبول (1/115) رقم: (318) . (2) في (ك) : "يتناوبونه"، وفي (ش) : " يأتونه ". (3) في (ك) : " لاسميه ". (4) أي: عقلي، ولفظي. (5) عارضة الأحوذي (1/23) . الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 خطابٌ لأهل المدينة ومن في معناهم بحيث إذا شرَّق أو غرَّب لا يستقبل الكعبة" (1) . " فوجدنا (2) مراحيض ". جمع مرحاض مِفْعل، مِنْ رَحَضَ إذا اغتسل. قال في النهاية: " أراد المواضع التي بنيت للغائط، أي مواضع الاغتسال " (3) . " فننحرف عنها ونستغفر الله ". قال ابن العربي: " يحتمل ثلاثة أوجه: الأول: أن يستغفر من الاستقبال. الثاني: أن يستغفر من ذنوبه فالذنب يُذكر بالذنب. الثالث: أن يستغفر لمن بناها، فإن الاستغفار للمذنبين (4) سنة " (5) .   (1) شرح النووي على صحيح مسلم (3/158) . (2) في (ك) : " فواجد ". (3) النهاية (2/208) ، مادة (رحض) ، وهي ساقطة من (ك) . (4) " للمذنبين " ساقطة من (ك) . (5) عارضة الأحوذي (1/24) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 7 - [9] عن جابر قال: " نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَسْتقبل القبلة بِبَول " (1) زاد ابن حبان: " أو نستدبرها " (2) " فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها ". قال الحافظ أبو الفضل ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح   (1) باب ما جاء من الرخصة في ذلك. (9) عن جابر بن عبد الله قال: " نهى النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ ببَوْلِ، فَرَأَيْتُهُ قَبلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامِ يَسْتَقْبِلُهَا "، الجَامع الصحيح (1/15) . وفي الباب عن أبي قتاَدة، وعائشة، وعمَّار، حديث جابر في هذا الباب حديث حسن غريب. والحديث أخرجه: أحمد (3/457) رقم: (14856) . أبو داود كتاب الطهارة، باب الرخصة في ذلك (1/50) رقم: (13) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الرخصة في ذلك في الكنيف، واباحته دون الصحاري، (1/117) رقم: (325) . (2) صحيح ابن حبان (4/168) رقم (1420) . الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 الكبير: " في الاحتجاج به نظر لأنَّها حكاية فعل لا عموم لها، فيحتمل أن يكون لعذر، ويحتمل أن يكون في بنيان (1) ونحوه " (2) . " حديث حسن "، قال الحافظ ابن حجر: " صححه الحفاظ وتوقف فيه النووي لعنعنة ابن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث في رواية أحمد وغيره، وضعفه (3) ابن عبد البر (4) بأبان بن صالح، ووهم في ذلك، فإنَّه ثقة باتفاق، وادَّعى ابن حزم (5) أنه مجهول، فغلِط ". انتهى (6) .   (1) في ك: " بناء ". (2) تلخيص الحبير (1/152) رقم (128) . (3) وفي ش: " ابن عبد البر بأبان بن صالح ووهم فإنه ثقة وادعى ". (4) يوسف بن عبد الله بن محمَّد بن عبد البر بن عاصم النَّمريُّ، الأندلسي المالكي، حافظ المغرب شيخ الإسلام، أبو عمر. من مصنفاته: " التمهيد " و"الاستذكار" (ت: 463 هـ) . السير (13/524) رقم: (4158) ، وفيات الأعيان (7/66) رقم: (837) . (5) علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب، أبو محمَّد، الأندلسي، الإمام الأوحد، البحر الظاهري. من مصنفاته: " المحلَّى " و" الفصل في الملل والنحل " (ت: 456) . السير (13/540) رقم: (4172) ، وفيات الأعيان (3/325) رقم: (448) . (6) تلخيص الحبير (1/152) رقم (128) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 8 - [11] "رقيتُ"، بكسر القاف (1) .   (1) باب ما جاء من الرخصة في ذلك. (11) عن ابن عمر، قال: رَقِيتُ يومًا على بيت حفصة فرأيتُ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة، هذا حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (1/16) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الوضوء، باب التبرُّز في البيوت ص (54) رقم (148، 149) . مسلم، كتاب الطهارة، باب الاستطابة ص (161) رقم: (266) . أبو داود، كتاب الطهارة، باب الرخصة في ذلك (1/50) رقم: (12) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الرخصة في ذلك في الكنيف، وإباحته دون الصحاري (1/166) رقم: (322، 323) . النسائي، كتاب الطهارة، الرخصة في ذلك في البيوت (1/23) . الدارمي (1/529) رقم (694) . الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 9 - [13] " أتى سُباطة قوم " (1) بضم السين، وهو: مُلقى التراب والكُناسة ونحوِها، يكون بفناء الدُّورِ مِرْفَقًا للقوم. قال الخطابي: " ويكون ذلك في الغالِب سهلاً لينًا منثالاً يخُدُّ (2) فيه البول ولا يرجع على البائل " (3) . " فبال قائمًا "، قال النووي في شرح المهذب: " ذكر الخطابي ثم البيهقي في سبب بوله قائمًا أوجهًا: أحدها: قالاَ -وهو المروي عن الشافعي- (4) : أنَّ العرب كانت   (1) باب ما جاء في الرخصة في ذلك. (13) عن حذيفة أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أتَى سُباطَةَ قَوْمِ فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا، فَأتَيتهُ بوَضُوءٍ، فَذَهَبْتُ لأتأخَّرَ عَنْهُ، فَدَعَانِي حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ فتوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ " الَجامع الصحيح (1/19) . قال الترمذي: وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعًا يحدث بهذا الحديث عن الأعمش، ثم قال وكيع: هذا أصح حديث روي عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسح. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الوضوء، باب البول قائمًا وقاعدًا، وباب البول عند صاحبه، والتستر بالحائط، باب البول عند سباطة قوم ص (65) رقم: (224، 225، 226) ، وفي كتاب المظالم، باب الوقوف والبول عند سباطة قوم ص (435) رقم (2471) . مسلم، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين ص (163) رقم: (273) . أبو داود كتاب الطهارة، باب البول قائمًا (1/53) رقم: (23) . ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في البول قائمًا (1/111) رقم: (305، 306) . النسائي، كتاب الطهارة، الرخصة في البول في الصحراء قائمًا (1/25) . (2) في (ك) " لا يحد ". خدَّ الأرض، يخُد خدَّا، حفرها، المعجم الوسيط (1/220) مادة (خَدَّ) . (3) معالم السنن (1/18) رقم (14) . (4) محمَّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن هاشم بن المطلب، بن عبد مناف، القرشي المكي، أبو عبد الله، ناصر الحديث، فقيه الملة، غنيٌّ عن التعريف. من مصنفاته: " الأم " و"الرسالة" (ت: 204 هـ) . المجموع للنووي (1/13) ، السير (8/377) رقم: (1539) . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 تستشفي (1) بالبول قائمًا لوجع الصُّلب (2) فنرى (3) أنه كان به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ ذاك وجع الصَّلب (4) . قال القاضي حسين (5) في تعليقه: " وصار هذا عادةً لأهل هراة (6) يبولون قيامًا في كل سنة مرَّة إحياء لتلك السُّنة ". والثاني: أنه لِعلَّةٍ بمأبِضِهِ (7) وهذا رواه البيهقي من (8) رواية أبي هريرة (9) (10) . والثالث: أنه لم يجد مكانًا يصلح للقعود، فاحتاج إلى القيام إذْ كان الطَّرفُ الذي يليه عاليًا مرتفعًا. ويجوز وجه رابع: أنه لبيان الجواز.   (1) في الأصل: " تستقي "، وما أثبتناه من (ك) . (2) الأصلاب: جمع صلب، وهو الظهر. النهاية (3/44) . (3) في (ك) : " فترى ". (4) " فنرى أنه كان به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ ذاك وجع الصلب " ساقطة من " ش ". (5) الحسين بن محمَّد بن أحمد، أبو علي القاضي المروزي، الإمام الجليل، فقيه خراسان، كان جبل فقه. من مصنفاته: " التعليقة " المشهورة (ت: 462 هـ) . طبقات السبكي (3/30) رقم: (394) ، وفيات الأعيان (2/35) رقم: (183) . (6) هرات: بالفتح. مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، قال ياقوت الحموي: لم أر بخراسان عند كوني بها في سنة 607 مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلاً منها، فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة، محشوة بالعلماء ومملؤة بأهل الفضل والثراء، وقد أصابتها عين الزمان ونكبتها طوارق الحدثان وجاءها الكفار التتر فخربوها حتى أدخلوها في خبر كان فإنا لله وإنا إليه راجعون وذلك سنة 618 هـ. معجم البلدان (5/396) . (7) المأبِضُ: باطن الركبة من الآدمي وغيره، وجمعه مآبض. المجموع (2/104) . (8) في الأصل: " عن " والمثبت من (ك) و (ش) . (9) قال النووي، لكن قال -أي البيهقي- لا تثبت هذه الزيادة، المجموع (2/103) . (10) (ع) عمير بن عامر بن عبد ذي الشَّرَى ابن دوس، الدوسي أبو هريرة الصحابي الجليل. اختلفوا في اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا، لا يُحاط به ولا يُضبطُ في الجاهلية والإسلام (ت: 59 هـ) . التقريب ص (599) رقم (8426) ، الاستيعاب (4/332) رقم: (3241) ، الإصابة (12/63) رقم: (1180) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 وأما (1) بوله في سباطة قوم فَيَحْتَمل أوجهًا أظهرها: أنه علِمَ أَنَّ أهلها يَرْضوْنَ ذلك ولا يكرهونه، ومن كان هذا حاله جاز البول في أرضه. والثاني: أنها لم تكن مختصة بهم، بل كانت بفناء دورهم للنَّاس كلهم، فأضيفت (2) إليهم لقربها منهم " (3) .   (1) في (ك) : " ما ". (2) في (ك) : " بما ضيفت ". (3) المجموع (2/104) ، باب في كراهة الاستنجاء باليمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 10 - [15] " نهى أن يمسَّ ذَكره بيمينه " (1) لفظه في الصحيحين: " إذَا بالَ أحدكم فَلا يمسَّ ذكره بيمينه ".   (1) باب في كراهة الاستنجاء باليمين. (15) عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " نَهَى أَنْ يَمسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ بِيمنِهِ "، الجامع الصحيح (1/23) ، وفي الباب عن عائشة، وسلمان، وأبي هريرة، وسهل بن حنيف، هذا حديث حسن صحيح، وأبو قتادة اسمه: الحارث بن رِبعي، والعمل على هذا عند أهل العلم: كرهوا الاستنجاء باليمين. والحديث أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال ص (55) ، الحديث رقم (154) . وفي صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب النَّهي عن الاستنجاء باليمين ص (162) الحديث رقم (267) ، وأبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء (1/55) الحديث رقم (31) والنسائي كتاب الطهارة، باب النَّهي عن مسَّ الذكر باليمين عند الحاجة، والنَّهي عن الاستنجاء باليمين (1/25، 43) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين (1/113) رقم: (310) . أحمد (4/518) رقم: (19367) و (5/372) رقم: (22518) . الدارمي (1/533) رقم (700) . تحفة الأشراف (9/251) رقم (12105) . الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 11 - [16] " قِيل لسلمان: قد علَّمكم (1) نبيكم كلَّ شيء حتى الخِراءة " (2) .   (1) في ش: " نبيكم ". (2) باب الاستنجاء بالحجارة. (16) عن عبد الرَّحمن بن يزيد، قال: " قِيلَ لِسَلْمَانَ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيءٍ، حتَّى الخِراءَةَ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: أَجَلْ، نهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، وأَنْ نَسْتَنْجي باليَمِيْنِ، أَوْ " أَنْ " يَسْتَنجي أَحَدُنَا بِأقَلَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِي بِرَجِيع أَوْ بِعَظْمِ. الجامع الصحيح (1/24) . وفي الباب عن عائشة، وخزيمة بن ثابت، وجابر، وخلاد ابن السائب، عن أبيه، حديث سلمان حديث حسن صحيح. = الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 قال الخطابي: " عوام النَّاس يفتحون الخاء (1) [فيفحش معناه، وإنما هو مكسور الخاء] (2) ممدود الألف، يريد الجَلسة للتخلي والتنظف منه ". انتهى. زاد في النِّهاية بعد حكايته: " وقال الجوهري (3) : إنها بالفتح، والمد، يقال: خَرِىءَ خراءة، مثل كَرِه كراهة (4) ، قال: ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم " (5) . " أجلْ " بسكون اللام، حرف جواب بمعنى نعم. " برجيع " هو الغائط.   = والحديث أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب الاستطابة ص (161) ، الحديث رقم (262) ، وأبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة والنسائي، كتاب الطهارة، النَّهي عن الاكتفاء في الاستطابة بأقلَّ من ثلاثة أحجار، والنَّهي عن الاستنجاء باليمين. (1/38، 44) ، وابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب الاستنجاء بالحجارة والنَّهي عن الروث والرِّمة (1/115) ، وأحمد (5/543، 544، 545، 546، 23698، 23700، 23703، 23708، 23714) . (1) في معالم السنن، وأكثر الرواة يفتحون الخاء، ولا يمدون الألف فيفحش معناه. معالم السنن (1/11) رقم: (4) ، ونحوه في إصلاح غلط المحدثين ص (48) . (2) " فيفحش معناه وإنما هو مكسور الخاء "، ساقطة من الأصل و" ش ". (3) إسماعيل بن حمَّاد التركي الأُتراري، أبو نصر الجوهري، إمام اللغة، مصنف كتاب " الصحاح " (ت: 393 هـ) . السير (13/40) رقم: (3660) . (4) الصحاح، والمعجم الوسيط، مادة (خرأ) . (5) النهاية (2/17) مادة " خرأ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 12 - [17] " إنها رِكْس " (1) أي نَجَسٌ.   (1) باب في الاستنجاء بالحجرينِ. (17) عن عبد الله قال: خرج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لحاجته، فقال: " التمسْ لِي ثَلاثَة أحجار " قال: فَأتَيْتُه بِحَجَرَيْنِ ورَوْثَةٍ، فَأخذ الحجرين وألقَى الرَّوثة، وقال: " إنها رِكْسٌ " الجامع الصحيح (1/25) . أخرج هذا الحديث: أحمد (1/486، 582) رقم: (3684، 4436) . قال الترمذي: وهكذا روى قيس بن الربيع هذا الحديث، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، نحو حديث إسرائيل. = الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 قال ابن العربي: " وهو بمعنى الرجوع إلى حاله مذمومة عن حالة محمودة " (1) .   = وهذا الحديث أخرجه: أحمد (1/563) رقم (4300) . قال الترمذي: وروى زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرَّحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود بن يزيد، عن عبد الله. أخرج هذا الحديث: أحمد (1/522، 534) رقم: (3966، 4057) . البخاري، كتاب الوضوء، باب لا يستنجي بروث ص (55) رقم: (156) . النسائي، كتاب الطهارة الرخصة في الاستطابة بحجرين (1/39) . وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الاستنجاء بالحجارة والنَّهي عن الروث والرِّمة (1/114) رقم: (314) . قال الترمذي: وروى زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، عن عبد الرَّحمن بن يزيد عن الأسود بن يزيد عن عبد الله. قال: وهذا حديث فيه اضطراب. قال الترمذي: حدثنا محمَّد بن بشار، قال: حدثنا محمَّد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرَّة قال: سألتُ أبا عبيدة بن عبد الله، هل تذكر من عبد الله شيئًا؟ قال: لا. وقال: سألتُ عبد الله بن عبد الرَّحمن: أي: الروايات في هذا عن أبي إسحاق أصحُّ؟ فلم يقض فيه بشيء. وقال: وسألتُ محمَّدًا -أي البخاري- عن هذا، فلم يقض فيه بشيء، وكأنه رأى حديث زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرَّحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله، أشبه، ووضعه في كتاب الجامع. وقال: وأصح شيء في هذا عندي حديث إسرائيل وقيْس عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة عن عبد الله؛ لأنَّ إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء وتابعه على ذلك قيس بن الربيع. قال الترمذي: وسمعت أبا موسى محمَّد بن المثنى يقول: سمعتُ عبد الرَّحمن بن مهدي يقول: ما فاتني الذي فاتني من حديث سفيان الثوري، عن أبي إسحاق إلاَّ لما اتَّكلْتُ بِه على إسْرائيل؛ لأنَّه كان يأتي به أتَمَّ، وزُهَيرُ في أبي إسحاق ليس بذاك لأنَّ سماعه منه بأخرة. قال وسمعتُ أحمد بن الحسن يقول: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: إذا سمعت الحديث عن زائد، وزهير فلا تبالي أن لا تسمعه من غيرهما إلاَّ حديث أبي إسحاق. وأبو إسحاق اسمه: عمرو بن عبد الله السبيعي الهمدانيُّ. وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولا يُعْرفُ اسمه. (1) عارضة الأحوذي (1/31) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 13 - [18] " لا تستنجوا (1) بالروث " (2) .   (1) في (ك) : " لا يستجر "، عارضة الأحوذي (1/31) . (2) في (ش) : " ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن ". (18) باب كراهية ما يستنجى به. = الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قال ابن العربي: " هو عبارة عن رجيع غير ابن آدم " (1) . " ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن ". روى الطبراني (2) وأبو نعيم (3) في الدلائل عن ابن مسعود (4) قال: " بينما نحن مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمكة، فذكر قصة الجن إلى أن قال: قُلْتُ من هؤلاء يا رسول الله؛ قال: " هؤلاء جنُّ نصيبين جاؤوني يختصمون إليَّ في أمور كانت بينهم، وقد سألوني الزاد فزودتهم. فقلتُ: ما (5) زوَّدتهم؟ قال: الرَّجعة وما وجدوا من روث وجدوه تمرًا، وما وجدوه من عظم وجدوه كاسيًا. وعند ذلك نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يُستطاب بالروث، والعظم ".   = الحديث رقم: (18) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنَّه زاد إخوانكم من الجن " وفي الباب عن أبي هريرة، وسلمان، وجابر، وابن عمر. روى هذا الحديث: مسلم كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن، ص (223) رقم: (450) . وأبو داود، كتاب الطهارة، باب ما يُنهى عنه أن يُستنجى به (1/75) رقم: (39) . النسائي، كتاب الطهارة، النَّهي عن الاستطابة بالعظم (1/37) . قال الترمذي، وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره، عن داود من أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله: أنه كان مع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلة الجن، الحديث بطوله، فقال الشعبي: إنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن ". قال الإمام الترمذي: وكأنَّ رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث. والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، وفي الباب عن جابر، وابن عمر اهـ. الجامع الصحيح (1/29) . (1) عارضة الأحوذي (1/35) . (2) المعجم الكبير: باب من ذكر عن عبد الله بن مسعود أنه كان مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلة الجن (10/79) رقم (9966) ط 1. مطبعة الوطن العربي الجمهورية العراقية، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي. (3) دلائل النبوة: ص (311) ما روي التقائهمِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ط سنة (1977 م) . (4) (ع) عبد الله بن مسعود بن غافل، بن شَحْمخ بن مضر، أبو عبد الرَّحمن الهذلي، الصحابي الجليل، شهد بدرًا وهاجر الهجرتين (ت: 32 هـ) . التقريب ص (265) رقم (3613) ، الاستيعاب (3/110) رقم: (1677) ، الإصابة (6/214) رقم: (4945) . (5) "ما" ساقطة من ك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 14 - [20] " فأبعد في المذهب " (1) قال في النهاية: " هو الموضِع الذي يُتغوط فيه، وهو مفْعل من الذهاب (2) .   (1) باب ما جاء أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب، (20) عن المغيرة بن شعبة قال: " كُنْتُ مع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سَفَرِ، فَأتَى النَّبِيُّ حَاجَتَهُ فَأَبْعَدَ فِي المَذْهَبِ "، الجامع الصحيح (1/31) . قال الترمذي وفي الباب عن عبد الرَّحمن بن أبي قراد وأبي قتادة، وجابر ويحيى بن عبيد عن أبيه، وأبي موسى، وابن عباس، وبلال بن الحارث. هذا حديث حسن صحيح، ويُرْوى عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أنَّه كانَ يَرْتَادُ لِبَوْلهِ مَكَانًا كمَا يَرْتَادُ مَنزِلاً ". وأبُو سَلَمَةَ اسمه: عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عوف الزهري. والحديث أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب التخلي عند قضاء الحاجة (1/47) رقم: (1) ، والنسائي كتاب الطهارة، الإبعاد عن إرادة الحاجة (1/18) وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب التباعد للبراز في القضاء (1/120) رقم: (331) ، وأحمد (4/338) رقم (18132) . والدارمي (666) ، وانظر تحفة الأشراف (8/499) حديث (11540) . (2) النهاية (2/173) مادة " ذهب ". الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 15 - [21] " نهى أن (1) ييول الرَّجل في مستحمه " (2) قال في النِّهاية: " المستحم الموضع الذي يُغتسل فيه بالحميم، وهو في الأصل الماء الحار، ثم قيل للاغتسال بأي ماء كان: استحمامٌ. قال: وإنما نهى عن ذلك إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول، أو كان صُلبًا، فيُوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء، فيحصل منه الوسواس " (3) .   (1) في (ش) : " رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ". (2) باب ما جاء في كراهية البول في المغتسل. (21) عن عبد الله بن مُغَفَّل: "أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ في مُسْتَحَمِّه، وَقَالَ: إِنَّ عَامَّةَ الوَسْواسِ مِنْهُ "، الجامع الصحيح (1/32) وفي الباب عن رجل من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلاَّ من حديث أشعث بن عبد الله. ويقال له: أشعث الأعمى. قال الترمذي: وقد كرِهَ قوم من أهل العلم البَوْلَ في المغتسل وقالوا: عامةُ الوسواس منه. ورخص فيه بعض أهل العلم منهم ابن سيرين، وقيل له: إنه يقال إنَّ عامة الوسواس منه، فقال: ربنا الله لا شريك له. وقال ابن المبارك: قد وُسع القول في المغتسل إذا جرى فيه الماء. حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الآمليُّ، عن حبان، عن عبد الله بن المبارك. والحديث أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب في البول في المستحم (1/54) رقم (27) ، وابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب كراهية البول في المغتسل (1/111) رقم (304) والنسائي، كتاب الطهارة، كراهية البول في المستحم (1/34) . (3) النهاية (1/445) مادة (حمم) . الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 "هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلاَّ من حديث أشعث بن عبد الله، ويقال له أشعث الأعمى". قال عبد الغني (1) : " هو أشعث بن جابر، وأشعث بن عبد الله، وأشعث الأعمى، وأشعث الأزدي، وأشعث الجُمْلي " (2) . قال الذهبي (3) في الميزان: " وثقه النسائي وغيره، وأورده العُقَيلي في الضعفاء (4) وقال: في حديثه وهم. ليس بِمُسلَّمْ. قال: وأنا (5) أتعجب كيف لم يُخرِّج له البخاري ومسلم " (6)   (1) عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان، أبو محمَّد، الإمام الحافظ الحجَّة النسابة، الأزدي، المصري، صاحب كتاب " المؤتلف والمختلف في مشتبه أسماء الرجال " (ت: 409 هـ) . السير (13/167) رقم: (3778) ، حسن المحاضرة (1/301) رقم: (62) . (2) في (ش) : " الحملي ". وانظر ميزان الاعتدال (1/429) رقم (1001) رقم: (1001) . (3) محمَّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، أبو عبد الله، شمس الدين، التركماني الذهبي، الإمام الحافظ. صاحب " سير أعلام النبلاء " و" ميزان الاعتدال " (ت: 748 هـ) ، طبقات السبكي (5/61) رقم: (1306) . (4) الضعفاء للعقيلي (1/29) رقم (11) . (5) في (ش) : " وإنما ". (6) ميزان الاعتدال (1/430) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 16 - [25] عن عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثِفال المِرِّيّ، عن رباح بنِ عبد الرَّحمن بن أبي سفيان بنِ حُويطِبٍ، عن جدته، عن أبيها، قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1) يقول: " لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه " (2) .   (1) في (ك) : " النبي ". (2) باب في التسمية عند الوضوء. (25) عن رباح بن عبد الرَّحمن بن أبي سفيان بن حويطب، عن جدته، عن أبيها، قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: " لاَ وُضُوءَ لِمَن لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيهِ ". الجامع الصحيح (1/37) . وفي الباب عن عائشة، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وسهل بن سعد وأنس. قال أحمد بن حنبل: " لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسناد جيد "، وقال إسحاق: " إن ترك التسمية عامدًا أعاد الوضوء، وإذا كان ناسيًا أو متأوِّلاً أجزأه ". قال محمَّد: " أحسن شيء = الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 زاد ابن ماجه في أوله: " لا صلاة لمن لا وضوء له ". وزاد الحاكم في آخره: " ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار " (1) . وقال الدارقطني (2) (3) في " العلل ": "اختلف فيه، فقال وُهَيْبُ وبشرُ بنُ المفضَّل، وغير واحد هكذا. وقال: حفصُ بن مَيسرة (4) [و] (5) أبُو معشر (6) وإسحاق بن حازم (7) عن أبي حرملة عن أبي ثِفَال (8) عن رباح (9) عن جدته أنها   = في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرَّحمن. ورباح بن عبد الرَّحمن عن جدته، عن أبيها. وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. قال الترمذي: وأبو ثفال المزي اسمه ثمامةُ بنُ حصين. ورباح بن عبد الرَّحمن هو: أبو بكر ابنُ حُويطب، منهم من روى هذا الحديث، فقال: عن أبي بكر بن حويطب، فنسبه إلى جده. وقد ورد اسمه مصرحًا به في الحديث رقم (26) عن رباح بن عبد الرَّحمن بن أبي سفيان بن حويطب. والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في التسمية في الوضوء (1/140) رقم (398) . والمزي في تحفة الأشراف (4/14) رقم: (4470) . (1) المستدرك (5/80) رقم (6983) عن أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو. (2) في (ك) : " القرطبي ". (3) علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود، البغدادي، شيخ الإسلام المقرىء، أبو الحسن من أهل محلَّه دار القطن ببغداد. من مصنفاته: " العلل " (ت: 385) . السير (12/483) رقم: (3530) ، طبقات السبكي (2/327) رقم: (229) . (4) (خ م مد س ق) حفص بن مَيْسرة العُقَيلي -بالضم-، أبو عمر الصنعاني، ثقة رُبَّما وَهِمَ من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومئة. التقريب ص (113) رقم: (1433) . (5) "و" ساقطة من الأصل، وهي مثبتة في (ك، ش) . (6) (4) نجيح بن عبد الرَّحمن السندي، المدني -بكسر المهملة وسكون النون-، أبو معشر، مشهور بكنيته، مولى بني هاشم، ضعيف، من السادسة أسن واختلط، مات سنة سبعين ومئة ويقال اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال. التقريب ص (491) رقم: (7100) . (7) (ق) إسحاق بن حازم، وقيل: ابن أبي حازم، البزَّاز المدني، صدوق تُكلِّم فيه للقدر، من السابعة. التقريب ص (40) رقم: (348) . (8) (ت ق) ثمامة بن وائل بن حصين، وقد يُنسب لجدِّه، وقيل اسمه وائل بن هاشم بن حصين، أبو ثفَال -بكسر المثلثة بعدها فاء-، المُرِي -بضم الميم ثم راء-، مشهور بكنيته، مقبول، من الخامسة. التقريب ص (73) رقم: (856) . (9) (ت ق) رباح بن عبد الرَّحمن بن أبي سفيان بن حويطب القرشي العامري، أبو بكر الحويطبي، المدني قاضيها، مشهور بكنيته، وقد ينسب إلى جد أبيه، مقبول من الخامسة، قتل سنة اثنين وثلاثين ومئة. التقريب ص (145) رقم: (1874) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يذكروا أباها". ورواه الدَّراوردي (1) عن أبي ثفال عن رباح عن ابن ثوبان مرسلاً. ورواه حماد بن سلمة عن صدقة (2) مولى آل الزبير عن أبي ثفال عن أبي بكر بن حويطب مرسلاً عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال الدارقطني: والصحيح قول وهيب (3) ، وبشر بن المفضل (4) ومن تابعهما (5) . قال الحافظ ابن حجر: " وفي "المختارة" للضياء (6) من مسند الهيثم بن كليب (7) من طريق وهيب عن عبد الرَّحمن بن حرملة (8) سمع أبا غالب، سمعت رباحَ بنَ عَبد الرَّحمن، حدثتني جدتي أنها سمعت   (1) (ع) عبد العزيز بن محمَّد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي، أبو محمَّد الجهني مولاهم المدني، صدوق، كان يحدث من كتب غير فيخطىء، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة. التقريب (299) رقم: (4119) . (2) (خ د س ق) صدقة بن خالد الأموي مولاهم، أبو العباس الدمشقي، ثقة، من الثامنة، مات سنة إحدى وسبعين وقيل ثمانين ومئة أو بعدها. التقريب ص (216) رقم: (2911) . (3) (ع) وُهَيب -بالتصغير- ابن خالد بن عجلان بن الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري، ثقة ثبت، لكنه تغيَّر قليلاً بأخرة، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة، وقيل بعدها. التقريب ص (515) رقم: (7487) . (4) (ع) بِشْر بن المفضَّل بن لاحق الرقَّاشي -بقاف ومعجمة-، أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة. التقريب ص (63) رقم: (703) . (5) العلل للدارقطني (4/433، 434، 435) رقم: (678) ، تحقيق: محفوظ السلفي، ط 1. (6) محمَّد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرَّحمن بن إسماعيل أبو عبد الله، ضياء الدين المقدسي، الإمام الحافظ الحجة. من مصنفاته: " الأحاديث المختارة " (ت: 643 هـ) . السير (16/397) رقم: (5763) ، طبقات الحفاظ ص (497) رقم: (1093) . (7) الهيثم بن كُلَيب بن سُريح بن معقل الشاشي التركي، أبو سعيد، الإمام الحافظ الثقة. صاحب "المسند الكبير" طبع منه 1-3 بتحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله سنة 1410 هـ (ت: 335 هـ) . السير (12/44) رقم: (3030) ، طبقات الحفاظ ص (352) رقم: (796) . (8) (م 4) عبد الرَّحمن بن حرملة بن عمرو بن سَنَّة، أبو حرملة، المدني، صدوق رُبَّما أخطأ، من السادسة (ت: 145 هـ) . التقريب (280) رقم: (3840) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 أباها (1) (2) ، كذا قال. قال الضياء: المعروف أبو ثفال بدل أبي غالب، وهو كما قال. وقال أبو حاتم (3) ، وأبو زرعة (4) : أبو ثفال ورباح مجهولان، وزاد ابن القطان (5) : " أنَّ جدة رباح أيضًا لا يعرف اسمها ولا حالها " (6) . قال الحافظ ابن حجر: فأما (7) هي فقد عُرِفَ اسمها من رواية (8) الحاكم (9) -فإنَّ فيها: حدثتني أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو (10) - ورواه البيهقي (11) أيضًا مصرِّحًا باسمها. وأما (12) حالها فقد ذُكِرَت في الصَّحابة -وإن لم يثبت لها صحبة- فمثلها لا يسأل عن حالها. وأما أبو ثفال فروى عنه جماعة، وقال البخاري: في حديثه نظر،   (1) في (ك) : " أبا هريرة ". (2) (ع) أبوها: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العَدَوِي، أبو الأعور، الصحابي الجليل، أحد العشرة المبشرين بالجنة (ت: 50 هـ) . الاستيعاب (2/78) رقم: (987) ، التقريب ص (176) رقم: (2314) . (3) (د س فق) محمَّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الحفاظ (ت: 277 هـ) . السير (10/595) رقم: (2346) ، التقريب ص (406) رقم: (5718) . (4) (م، ت، س، ق) أبو زرعة الرازي، إمام حافظ ثقة، مشهور (ت: 264 هـ) . التقريب ص (313) رقم (4316) . (5) علي بن محمَّد بن عبد الملك، بن يحيى بن إبراهيم الحميري، أبو الحسن المغربي المالكي، المعروف بابن القطان، العلامة الحافظ الناقد. من مصنفاته: " بيان الوهم والإيهام في الحديث " (ت: 628 هـ) ، السير (16/255) رقم: (5599) . (6) بيان الوهم والإيهام (3/314) . (7) في (ك) : " أما ". (8) في (ك) : " وذكر ". (9) تلخيص الحبير (1/110) . (10) ما بين الشرطتين من كلام السيوطي، وانظر: المستدرك (4/60) . (11) البيهقي (1/41، 43) (2/379) . (12) في (ك) : " أما ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وهذه عادته فيمن يضعفه، وذكره (1) ابن حبان في الثقات (2) ، إلاَّ أنَّه قال: لست بالمعتمِد على ما تفرد به، فكأنه لم يوثقه. وأما رباح فمجهول. قال ابن القطان: " فالحديث ضعيف جدًا " (3) ، وقال البزار: " أبو ثفال مشهور، ورباح وجدته لا نعلمهما رويا إلاَّ هذا الحديث، ولا حدث عن رباح إلاَّ أبو ثفال، فالخبر من جهة النقل لا يثبت ". وقال أبو بكر بن أبي شيبة (4) : ثبت لنا أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاله -يعني بمجموع طرقه، فإنه ورد في ذلك أحاديث تدل على أنَّ له أصلاً (5) -. قال البزار: لكنه مُؤَول، ومعناه أنه لا فضل لوضوءِ مَنْ لم يذْكُرِ اسمَ الله، لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يُسَمِّ " (6) . وقال ابن العربي: " قال علماؤنا: إنَّ المراد بهذا الحديث النية، لأنَّ الذكر يضاد النسيان، والشيئان إنما يتضادان بالمحل الواحد، ومحل النسيان القلب فمحل الذكر إذن القلب، فذكر القلب هو النية " (7) .   (1) في (ك) : " وذكر ". (2) (8/157) باب الثاء، ط 1 سنة 1982 م، مطبعة دائرة المعارف الإسلامية الهند. (3) بيان الوهم والأيهام (3/313) وفيه: " وما هو إلا ضعيف جدًا ". (4) (خ م د س ق) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: إبراهيم بن عثمان أبو بكر بن أبي شيبة، الكوفي صاحب " المصنف " و"المسند" وغيرهما، ثقة، حافظ، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. انظر: التقريب ص (320) رقم (3575) . (5) ما بين الشرطتين من كلام السيوطي. (6) تلخيص الحبير (1/112) رقم (70) . (7) عارضة الأحوذي (1/39) ، وفيها: " فمحل النسيان والذكر متفاوت في القلب، وذكر القلب هو النية ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 17 - [27] " إذا توضأت فانتثر " (1) .   (1) باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق. (27) عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا تَوَضَّأتَ فانْتَثِرْ، وإذَا استَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ". الجامع الصحيح (1/40) . وفي الباب عن عثمان ولَقِيط بن صَبرَة، وابن عباس، والمقْدَام بن مَعْدي كَرِب، ووائل بن حجر، وأبي هريرة. قال أبو عيسى: حديث سلمة بن قيس حديثٌ حسنٌ صحيح. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 قال ابن العربي: " أي: أدخل الماء (1) في الأنف، مأخوذ من النَّثرة وهي الأنف " (2) . وقال في النِّهاية: " هو مِنْ نثرَ يَنْثِر بالكسر إذا امتخط، أي استنشق الماء ثم استخرج ما في الأنف. وقيل: هو من تحريك النَّثرة وهي طرف الأنف " (3) .   = والحديث أخرجه: أحمد (4/424) رقم: (18771) و (4/458) رقم: (18939) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار (1/142) رقم: (406) . النسائي، كتاب الطهارة، الأمر بالاستنشار (1/67) . تحفة الأشراف (4/50) رقم: (4556) . (1) في (ش) : " الماء ". (2) عارضة الأحوذي (1/40) . (3) النهاية (5/15) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 18 - [28] " رَأيتُ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تمضمض واستنشق من كف واحد " (1) قال ابن العربي: " أخبرنا شيخنا أبو عبد الله محمَّد بن يوسف بن أحمد القيسي قال: رأيتُ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام، فقلتُ له: أجْمَعُ بين المضمضة والاستنشاق في غرفة؟ قال: نعم (2) .   (1) باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد. (28) عن عبد الله بن زيد قال: رأَيْتُ النَبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مضْمَضَ واسْتَنْشَقَ مِنْ كَفِّ واحدٍ، فَعلَ ذلِكَ ثَلاَثًا ". الجامع الصحيح (1/41) . قال أبو عيسى: وفي الباب عن عبد الله بن عباس، قال أبو عيسى: وحديث عبد الله بن زيد حسن غريب. وقد، روى مالك وابن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن عمرو بن يحيى ولم يذكروا هذا الحرف: أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مضمض واستنشق من كف واحد، وإنما ذكره خالد بن عبد الله، وخالد ثقة حافظ عند أهل الحديث. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الوضوء، باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة ص (61) رقم: (191) . مسلم، كتاب الطهارة، باب في وضوء النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ص (154) رقم: (235) . أبو داود، كتاب الطهارة، باب صفة وضوء النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1/77، 78) رقم: (118، 119) ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد (1/142) رقم: (405) . النسائي كتاب الطهارة، باب صفة مسح الرأس (1/71) . ومالك، كما في المنتقى للباجي (1/268) رقم: (30) . أحمد (4/54، 56، 58) رقم: (16410، 16424، 16446) . (2) عارضة الأحوذي (1/43) قاعدة: " الرؤى والأحلام ليست من مصادر التشريع والأحكام ". الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 19 - [29] "يخلل لحيته" (1) . قال ابن العربي: " أي: يدخل يده في خَلَلِهَا (2) وهي الفروج التي بين الشعر " (3) .   (1) باب ما جاء في تخليل اللحية. (29) عن حسان بن بلال قال: " رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِر تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ، أَوْ قَالَ: فَقُلْتُ لهُ: أتُحلَّلُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي؟ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخَلَلُ لِحْيَتَه "الجامع الصحيح (1/44) . قال الترمذي: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن حسان بن بلال، عن عمار، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثله. قال أبو عيسى: وفي الباب عن عثمان، وعائشة، وأم سلمة، وأنس وابن أبي أوفى وأبي أيوب. قال أبو عيسى: وسمعتُ إسحاق بن منصور يقول: قال أحمد بن حنبل: قال ابن عيينة لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل. وقال محمَّد بن إسماعيل: " أصح شيء في هذا الباب حديث عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب صفة وضوء النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1/75) رقم: (110) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في تخليل اللحية (1/148) رقم: (430) . أحمد (1/69) رقم: (403) . الدارمي (1/550) رقم: (731) . (2) الخللُ بالتحريك: الفرجة بين الشيئين، والجمع " الخِلاَلُ " مثل جبل وجبال. الصحاح (4/495) مادة " خلل ". (3) عارضة الأحوذي (1/43) . الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 20 - [38] "لقيط بن صبِرَة" (1) بفتح الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة، ومنهم من يسكنها.   (1) لقيط بن صَبِرة، ويقال: إنه جدُّه، واسم أبيه عامر: صحابي مشهور، وهو أبو رَزِين العُقَيلي. الاستيعاب (3/397) رقم: (2266) ، التقريب ص (400) رقم: (5680) . ورد اسمه في هذا الحديث برقم (38) وفي حديث (788) . الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 20 - [41] "ويل للأعقاب من النَّار" (1) .   (1) باب ما جاء: " ويلٌ للأعقاب من النَّار ". (41) عن أبي هريرة، أن النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " ويلٌ لِلأعقَابِ مِن النَّارِ " الجامع الصحيح (1/58) قال: وفي الباب علي عبد الله بن عمرو، وعائشة، وجابر، وعبد الله بن الحارث، ومعيقب، وخالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " وَيلٌ لِلأعْقَابِ وبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ ". وفقه هذا الحديث: أنَّه لا يجوز المسح على القدمين = الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 قال المعافى بن زكريا (1) في " مجالسه ": " الأعقاب جاء على من يجعل المثنى جمعًا، أو جَمَعَ العقبين وما حولهما " انتهى. والأعقاب (2) جمع عقِب بكسر القاف وتسكن، وهو مؤخر القدم. قال في النِّهاية: " وخصها بالعذاب لأنَّها العضو الذي لم يغسل. وقيل أراد صاحب الأعقاب فحذف المضاف. وإنما قال ذلك لأنهم كانوا لا يستقصون غسل أرجلهم في الوضوء " (3) .   = إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان. الحديث أخرجه: مسلم، كتاب الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكاملهما، ص (156) رقم: (242) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب غسل العراقيب (1/154) رقم: (453) . أحمد (2/371) رقم: (7774) و (2/512) رقم: (9021) . تحفة الأشراف (9/413) رقم: (12717) . (1) المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد، أبو الفرج النَّهرُواني، العلامة الفقيه الحافظ، له تفسير كبير، وكتاب "الجليس والأنيس" (ت: 390 هـ) . السير (12/548) رقم: (3596) ، وفيات الأعيان (5/221) رقم: (726) . (2) في (ش) : " والأعقاب ". (3) النهاية (3/269) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 21 - [49] " كان إذا فرغ من طُهوره " (1) بضم الطاء.   (1) باب في وضوء النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كيف كان؟ (48) عن عبد خير: ذَكَرَ عن عَلِي مِثْلَ حديِث أَبي حيَّةَ، إلاَّ أَنَّ عبدَ خَيْرٍ، قال: كانَ إِذَا فَرَغَ منْ طُهُورِهِ أَخَذَ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ بكَفِّهِ فَشَرِبَه ". الجامع الصحيح (1/68) . قال أبو عيسى: حديث علي رواه أبو إسحاق الهَمداني، عن أبي حية وعبد خير والحارث، عن علي. وقد رواه زائدة بن قدامة وغير واحد، عن خالد بن علقمة عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه حديث الوضوء بطوله. وهذا حديث حسن صحيح. قال: وروى شعبة هذا الحديث عن خالد بن علقمة، فأخطأ في اسمه واسم أبيه، فقال مالك بن عُرفُطة عن عبد خير عن علي. قال: وروى عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي، قال: وروى عنه، عن مالك بن عُرْفُطة مثل رواية شعبة، والصحيح خالد بن علقمة. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب صفة وضوء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1/75، 76) رقم: (111، 112، 113) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب المضمضة والاستنشاق = الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 "أخذ من فضل طهوره" بفتح الطاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 22 - [50] " إذا توضأت فانتضح " (1) قال ابن العربي: " اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث على أربعة أقوال: أحدها: معناه: إذا توضأت فصب الماء على العضو صبًا ولا تقتصر على مسحه، فإنَّه لا يجزئ فيه إلاَّ الغسلُ. الثاني: معناه استبرىء الماء (2) بالنثر والتنحنح (3) . الثالث: إذا توضأت فرُشَّ الإزار الذي يلي الفرج بالماء، ليكون ذلك مُذهِبًا للوسواس. الرابع: معناه: الاستنجاء بالماء، إشارة إلى الجمع بينه وبين الأحجار، فإنَّ الحجر يخفِفُ الوسخ، والماءُ يُطَهِّرهُ. وقد حدثني أبو مسلم المهدي قال (4) : من الفقه الرائق: الماء يُذهب الماء، معناه: أنَّ من استنجى بالأحجار لا يزال البول يَرْشح فيجد البلل منه، فإذا استعمل الماء نسَبَ (5) الخاطِرُ ما يجد من البلل إلى   = من كف واحد (1/142) رقم: (404) والنسائي، كتاب الطهارة بأي اليدين يستنثر (1/67) باب غسل الوجه (1/68) عدد غسل الوجه (1/68) . أحمد (1/134) رقم (876) ، (1/138) رقم: (909) ، (1/149) رقم: (988) ، الدارمي (1/549) رقم: (728) . وانظر: تحفة الأشراف (7/417) رقم: (10203) . (1) باب في النضح بعد الوُضوء. (50) عن أبي هريرة، أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ، إذَا تَوَضَّأتَ فَانْتَضِح "، الجامع الصحيح (1/71) ، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، قال: وسمعتُ محمَّدَا يقول: الحسنُ بن علي الهاشِمِيُّ منكر الحديث، وفي الباب عن أبي الحكم بن سفيان، وابن عباس وزيد بن حارثة، وأبي سعيد، وقال بعضهم: سفيان بن الحكم، أو الحكم بن سفيان، واضطربوا في هذا الحديث. والحديث أخرجه ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في النضح بعد الوضوء (1/157) رقم: (463) ، وتحفة الأشراف (10/159) حديث (13644) . (2) المقصود بالماء هنا: البول. (3) نَحْنَحَ: ردَّد في جوفه صوتًا كالسُّعال إِسْتِرْوَاحًا. النهاية مادة نحنح. (4) " قال ": ساقطة من (ك) . (5) في (ك) . " نسب ". الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 الماء، فارتفع الوسواس" (1) .   (1) عارضة الأحوذي (1/58، 59) . بتصرف من السيوطي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 23 - [51] " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا " (1) . قال ابن العربي: " هذا دليل على محو الخطايا بالحسنات من الصحف بأيدي الملائكة التي فيها يكتبون، لا من أم الكتاب الذي هو عند الله الذي قد ثبت على ما هو عليه، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه أبدًا " (2) . " إسباغ الوضوء " أي: إتمامه. " على المكاره " قال ابن العربي: " أراد بالمكاره برد الماء أو (3) ألم الجسم، أو إيثار الوضوء على أمر من الدنيا فلا يأتي به مع ذلك إلاَّ كارهًا مُؤثرًا لوجه الله " (4) . وقال في النِّهاية: "المكاره جمع مَكْرَه (5) ، وهو ما يكرهه   (1) باب في إسباغ الوضوء. (51) عن أبي هريرةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " ألاَ أدلكُمْ عَلَى مَا يَمحُو اللهَ بهِ الخَطَايَا وَيَرْفَعُ بهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِسْباغُ الوُضُوء عَلَى المَكَارِهِ وكثرةُ الخُطَا إلى اَلمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ " الجَامع الصحيح (1/72) قال الترمذي: وحدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمَّد، عن العلاء نحوه، وقال قتيبة في حديثه: فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلكُمُ الرِّباطُ " ثَلاَثًا. قال أبو عيسى: وفي الباب عن علي، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، وعَبيدَةَ -ويُقَالُ عُبَيدَةُ- بن عمرو، وعائشة، وعبد الرَّحمن بن عائش الحضرمي، وأَنَس. قال أبو عيسى: وحديث أبي هريرة في هذا الباب حديث حسن صحيح. والعلاء بن عبد الرحمن هو: ابن يعقوب الجهني الْحُرَقِيُّ، وهو ثقة عند أهل الحديث. والحديث أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب إسباغ الوضوء على المكاره ص (159) الحديث رقم (251) . وأخرجه مالك (5/83) رقم: (222) من التمهيد لابن عبد البر. أحمد (1/309) رقم (7205) ، (1/365) رقم (7711) ، (1/396) رقم (7977) ، (1/399) رقم: (8003) ، (1/577) رقم: (9624) . النسائي، كتاب الطهارة باب الفضل في ذلك (1/89) . تحفة الأشراف (10/222) رقم: (13981) . (2) عارضة الأحوذي (1/60) بتصرف من السيوطي. (3) في (ك) : " أو ". (4) عارضة الأحوذي (1/60) . (5) في (ك) : " مكروه ". الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 الإنسان ويَشق عليه، والمعنى أن يتوضأ مع البرد الشديد والعلل التي يتأذى معها بمس الماء، ومع إِعْوَازِه والحاجة إلى طلبه والسَّعي في تحصيله أو ابتياعه بالثمن الغالي، وما أشبه [ذلك] (1) من الأسباب الشاقة" (2) . " وكثرة الخطى إلى المساجد " قال ابن العربي: " يعني به بُعد الدِّيار " (3) . " وانتظار الصلاة بعد الصلاة " قال ابن العربي: " أراد به وجهين: أحدهما: الجلوس في المسجد، وذلك يتصور عادة في ثلاث صلوات: العصر، المغرب، العشاء، فلا تكون بين العشاء والصبح. الثاني: تعلق القلب بالصلاة، والاهتمام بها والتأهب لها. وذلك يتصور في الصلوات كلها " (4) . " فذلكم الرباط ". قال ابن العربي: "يعني به تفسير قوله تعالى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا (5) } (6) . وقال في النِّهاية: " الرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو بالحرب، وارتباط الخيل وإعدادها، فشبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة. وقال القُتَبِيُّ (7) : أصل (8) المرابطة أن يربط الفريقان خيولَهم في ثغر، كل منهما مُعَدٌّ لصاحبه، فسمى المقام في الثغور رباطًا. ومنه   (1) " ذلك " ساقطة من الأصل ومثبتة في (ك، ش) . (2) النهاية (4/168) . (3) عارضة الأحوذي (1/60) . (4) المصدر نفسه. (5) سورة آل عمران، آية: 200. (6) عارضة الأحوذي (1/60) . (7) عبد الله بن مسلم بن قٌتَيبة الدينوري، أبو محمَّد، العلامة الكبير. من مصنفاته: " غريب القرآن " و" غريب الحديث " (ت: 276 هـ) . السير (10/625) رقم: (2356) ، وفيات الأعيان (3/42) رقم: (328) . (8) في (ك) : " أهل ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 قوله: " فذلكم الرباط " أي: أنَّ المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة، كالجهاد في سبيل الله، فيكون الرباط مصدر رَابَطْتَ: أي لازمْتَ. وقيل: " الرباط هنا اسم لِمَا يُرْبَطُ به الشيء: أي يُشَدُّ، يعني أنَّ هذه الخِلاَلَ تَرْبِط صاحبها عن المعاصي، وتَكُفُّه عن المحارم " (1) .   (1) النهاية (2/185، 186) مادة " ربط ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 24 - [54] " عن الزهري (1) قال: إنما كره المنديل بعد الوضوء لأنَّ الوضوء يوزن " (2) . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق الترمذي بلفظ: " لأنَّ كل قطرة توزن " (3) . قُلْتُ: هذا الذي ذكره الزهري ورد موقوفًا (4) . فأخرج تمَّام في "فوائده"، وابن عساكر (5) في " تاريخه " من طريق مقاتل بن حيان (6) عن سعيد بن المسيب (7) عن أبي هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به، ومن لم يفعل فهو أفضل، لأنَّ الوضوء   (1) (ع) محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أبو بكر القرشي المدني، حافظ زمانه (ت: 124 هـ) . التقريب ص (440) رقم: (6296) . (2) باب المنديل بعد الوضوء. (54) حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: حدثنيه علي بن مجاهد، عنِّي، وهو عندي ثقة، عن ثعلبة عن الزهري قال: " إنَّما أكره المنديل بعد الوضوء؛ لأنَّ الوضوء يوزن " الجامع الصحيح (1/75) . (3) شعب الإيمان (3/18) رقم (2746) . (4) في (ك) : " مرفوعًا ". (5) علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسين، أبو القاسم، المعروف بابن عساكر، الحافظ محدِّث الشام. من مصنفاته: " تاريخ دمشق " (ت: 571 هـ) . وفيات الأعيان (3/309) رقم: (441) ، طبقات الحفاظ ص (475) رقم: (1059) . (6) (م ع) مقاتل بن حيان بن دوال دور، أبو بسطام، البلخي، الإمام المحدث الثقة (ت: 150) . السير (6/496) رقم: (975) ، التقريب ص (476) رقم: (6867) . (7) (ع) سعيد بن المسيَّب بن حزن بن أبي وهب بن مخزوم القرشي المدني، أبو محمَّد أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وسيد التابعين، وزوج ابنة أبي هريرة رضي الله عنه. توفي بعد التسعين. وفيات الأعيان (2/375) رقم: (262) ، التقريب ص (181) رقم: (2396) . الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال" (1) .   (1) تاريخ ابن عساكر (6/380) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 25 - [55] " روى عبد الله بن صالح (1) وغيره عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر، عن عمر حديث الذكر بعد الوضوء " (2) . هذا (3) الطريق أخرجه مسلم (4) . قال ابن العربي: " وعجبًا للمصنف كيف عرَّج عنها " (5) . "وهذا حديث في إسناده اضطراب ولا يصح عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه   (1) محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الحفاظ (ت: 277 هـ) . السير (10/595) رقم: (2346) ، التقريب ص (403) رقم: (5718) . (2) باب ما يقابل بعد الوضوء. (55) عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَوَضَّأ فَأَحسَنَ الوُضُوءَ ثُمَ قَالَ: أشْهَدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أن مُحَمَّدًا عبدُهُ وَرسُولُه، اللَّهُمَ اجعَلْنِي مِنَ التَوَابيْنَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَّهِرِيْنَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيةُ أبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أيِّهَا شاءَ" الجامع الصحيَح (1/77) . قال أبو عيسى: وفي الباب عن أنس، وعقبة بن عامر. قال أبو عيسى: حديث عمر قد خولف زيد بن حباب في هذا الحديث، وروى عبد الله بن صالح وغيره عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر، عن عمر، وعن ربيعة عن أبي عثمان عن جبير بن نُفَيْرٍ عن عمر. وهذا الحديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا الباب كثيرُ شيءٍ. قال محمَّد: وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئًا. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب الماء لا يجنب (1/65) الحديث رقم: (68) ، والنسائي (1/173) ، وابن ماجه (370) ، و (371) ، وأحمد (1/235، 308، 337) والدارمي (740) و (741) ، وانظر تحفة الأشراف (5/137) حديث (6103) ، وإرواء الغليل للألباني (27) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول سفيان الثوري، ومالك والشافعي وتابعه على ذلك الألباني رحمه الله، والأرنؤوط وغيرهم. (3) في (ك) : " بهذا ". (4) كتاب الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء، ص (153) رقم (234) . (5) عارضة الأحوذي (1/63) . الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 كبير شيء" (1) . قال الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الشرح ": " لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض، والزيادة التي عنده رواها البزار والطبراني في " الأوسط " من طريق ثوبان (2) ، ولفظه: " من دعا بِوَضُوء فتوضأ فساعة فرغ من وضوئه، يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أن محمَّدًا رسول الله، اللَّهم اجعلني من التَّوابين واجعلني من المتطهرين " (3) الحديث.   (1) هذا من كلام الإمام الترمذي. (2) (بخ، م، 4) ثوبان الهاشمي أبو عبد الله رضي الله عنه، مولى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، صحبه ولازمه ونزل بعده الشام، ومات بحمص (54 هـ) . التقريب ص (74) رقم: (858) . (3) تلخيص الحبير (1/147) رقم: (121) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 27 - [66] " عن أبي سعيد الخدري (1) قال: قيل: يا رسول الله أَتَتَوَضَّأ من بِئرِ بُضَاعة (2) " (3) .   (1) (ع) سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، أبو سعيد الأنصاري الخدري الصحابي الجليل (ت: 74 هـ) أو (63 هـ) . الاستيعاب (4/235) رقم: (3027) ، التقريب ص (172) رقم: (2253) . (2) هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضمُّ الباء، وأجاز بعضهم كسرها، النهاية (1/134) مادة: بضع. معجم البلدان (1/442) . (3) باب ما جاء أنَّ الماء لا ينجِّسه شيء. (66) عن أبي سعيد الخدري، قال: " قيلَ يَا رَسولَ اللهِ، أَنتَوَضَّأُ مِنْ بئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بئْرٌ يُلْقَى فِيْهَا الحِيَضُ وَلُحُومُ الكِلاَب والنَّتنُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: " إن المَاءَ طهُورٌ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيَءٌ ". الجامع الصحيح (1/95) ، قَال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وقد جود أبو أسامة هذا الحديث، فلم يَرْو أحدٌ حديثَ أبي سعيد في بئر بُضاعة أحسن مما روى أبو أسامة وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد، وفي الباب عن ابن عباس وعائشة. والحديث أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب ما جاء في بئر بضاعة (1/64) رقم: (66) ، والنسائي، كتاب المياه، باب ذكر بئر بضاعة، وأحمد (3/39) رقم: (11243) و (3/108) رقم: (11802) ، وتحفة الأشراف (3/395) رقم: (4144) . الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 قال النووي في " شرح المهذب ": " هو بتائين مثناتين من فوق، خطاب للنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال: وقد رأيتُ من صحَّفه بالنون وهو غلط فاحش. قال: ولفظ رواية النسائي: " مررتُ بالنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلتُ: أتتوضَّأ منها؟ " (1) . وللدارقطني: " قيل: يا رسول الله! إنَّه يُستقى لك من بئر بضاعة بِئر (2) بني (3) ساعدة، وهي بئر تُلقى فيها محائض النساء، ولحوم الكلاب، وعَذرَات النَّاس " (4) . والمشهور في "بضاعة" أنها بضم الباء وإعجام الضاد وحَكى جماعة كسرها، ثم قيل: هو اسم لصاحب البئر، وقيل: اسم لموضعها. " يلقى فيها الحِيَضُ " ضبطه النووي: " بكسرالحاء وفتح الياء " (5) زاد ابن سيد النَّاس: " جمع حِيضَة بكسر الحاء على الاسم من الحَيْضَة بالفتح " (6) . " حديث حسن، وقد جود أبو أسامة (7) هذا الحديث " (8) . قال الحافظ ابن حجر في " التخريج ": "قد صححه أحمد بن حنبل،   (1) المجموع (1/124، 125) . وبُضاعة: بئر في الحي مسمى باسمها اليوم بالقرب من سقيفة بني ساعدة في المدينة. المعالم الأثيرة ص (49) . (2) " فقلتُ أنتوضأ منها، وللدارقطني قيل: يا رسول الله أنه يستقي لك من بير بضاعة بير " ساقطة من (ك) . (3) في (ك) : " شيء ". " الساعدي " نسبة إلى ساعدة أم كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة الأنصاري. انظر: اللباب (2/92) . (4) سنن الدارقطني (1/31) رقم (13) . (5) المجموع (1/125) . (6) النفح الشذي شرح سنن الترمذي (2/965-966) تحقيق ودراسة: عبد الرحمن بن صالح محيي الدين سنة 1406 هـ، الجامعة الإسلامية. (7) في (ك) : " أسامة ". (8) من كلام الإمام الترمذي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 ويحيى (1) بن معين (2) ، وابن حزم. ونقل ابن (3) الجوزي أنَّ الدارقطني قال: إنه ليس بثابت، ولم نر ذلك في " العلل " له، ولا في " السنن ". وأعله ابن القطان بجهالة راويه (4) عن أبي سعيد، واختلاف الرواة في اسمه، واسم أبيه " (5) .   (1) في (ك) : " عسى ". (2) (ع) يحيى بن معين بن عوف الغطفاني، أبو زكريا مولاهم البغدادي، ثقة حافظ، إمام الجرح والتعديل، مات بالمدينة النبوية (233 هـ) . التقريب ص (527) رقم: (7651) . (3) " ابن " ساقطة من (ك) . (4) في (ك) : " رواية "، بيان الوهم والإيهام (3/309) رقم (1059) . (5) تلخيص الحبير (1/18) رقم: (2) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 28 - [67] " عن ابن عمر: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسأل عن الماء يكون في الفلاة من الأرض وما ينوبه " (1) أي: ينزل به ويقصده. وقال ابن سيد النَّاس: " أي: ما يطْرُقه من السباع والدواب " (2) . " قال: إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث " معناه: لم يَنْجُس بوقوع النَّجاسة فيه، كما في رواية أبي داود وابن حبان: " فإنه لا يَنْجُس " (3) ،   (1) باب منه آخر. (67) عن ابن عمر، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ وَهُوَ يُسْأَلُ عنِ المَاءِ يَكُونُ فِى الفَلاَةِ مِنَ الأَرْضِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ السِّبَاع وَالدَّوَابِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا كانَ المَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحمِلِ الخَبَثَ "، الجامع الصحَيح (1/97) . قال عَبْدَةُ: قال محمَّد بن إسحاق: القُلَّة هُو الجِرَارُ، والقُلَّة التي يُسْتقى فيها. والحديث أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب ما ينجس الماء (1/64) الحديث رقم: (64، 65) . أحمد (2/18) رقم: (4606) ، و (2/32) رقم: (4754) ، و (2/37) رقم: (4804) ، و (2/52) رقم: (4962) ، و (2/144) رقم: (5849) . الدارمي (1/569) رقم: (758، 759) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب مقدار الماء الذي لا ينجس (1/172) رقم: (517، 518) . تحفة الأشراف (6/3) رقم: (7305) . (2) النفح الشذي (2/998) . (3) سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب ما ينجس الماء (1/64) رقم: (65) . ابن حبان (4/57) رقم: (1249) . الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 وفي رواية الحاكم: " لَم (1) يُنَجِّسهُ شَيء " (2) . والتقدير لا يقبل النَّجاسة بل يدفعها (3) عن نفسه، ولو كان المعنى أنه يَضْعف عن حمله، لم يكن للتقييد بالقلتين معنى، فإنَّ ما دونهُمَا أولى بذلك. وقيل: معناه: لا يقبل حكم النجاسة، كما في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} : (4) أي: لم يقبلوا حكمها. قال ابن العربي: " مدار (5) هذا الحديث على مَطْعُونٍ عليه (6) (7) ، أو مضطربٍ في الرواية، أو موقوف. وحسبك أنَّ الشافعي رواه " عن الوَليد بن كثير وهو إباضي (8) . واختلفت رواياته (9) فقيل: قلتين أو ثلاثًا " (10) . وروي: أربعون قُلَّة، وروي: أربعون غَرْبًا (11) ، وَوُقِفَ على عبد الله بن عمرو، وعلى أبي هريرة. ولقد رام الدارقطني أن يتخلص من رواية هذا الحديث بجُرَيْعَةِ الدَّقَن، فاغتص بها (12) ، وعلى كثرة طرقه لم   (1) " لم " ساقطة من (ك) . (2) المستدرك (1/132) الطبعة القديمة. (3) في (ك) : " يدفنها ". (4) سورة الجمعة، آية: 5. (5) " مدار " ساقطة من (ك) . (6) أي: أحدُ رواته مجروح، والله أعلم. (7) في عارضة الأحوذي (1/74) " عليه ". (8) الوليد بن كثير المخزومي مولاهم المدني، الحافظ، ثقة صدوق، حديثه في الصحاح سمع سعيد بن أبي هندٍ والكبار، (ت: 151 هـ) . قال أبو داود ثقة، إلاَّ أنه إباضي، وقال ابن سعد: ليس بذاك، وقال ابن معين، ثقة، الميزان (7/139) رقم: (9405) ، السِّيَر (7/52) رقم: (1025) . (9) في (ك، ش) " رواته ". (10) "فقيل قلتين أو ثلاثًا" في عارضة الأحوذي (1/74) . (11) الغرْبُ: اْلدَّلْوُ العظيمة تُتَّخدُ من جِلْدِ ثَوْرٍ، " ج " غروب. الصحاح (1/291) . مادة "غرب"، النهاية مادة " غرب ". (12) وفي حديث عطاء: "قال: قلت للوليد: قال عمر: وددت أني نجوت كفافًا فقال: كذبت، = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 يخرجه من شرط الصحة" (1) . وقال ابن عبد البر في التمهيد: " هذا الحديث تكلم فيه جماعة من أهل العلم، ولم يوقف على حقيقة مبلغ القلتين في أثر ثابت " (2) . وقال في الاستذكار: " حديث معلول رده إسماعيل القاضي وتكلم فيه " (3) . وقال الطحاوي (4) : " إنما لم نقل به لأنَّ مقدار القلتين لم يثبت " (5) . وقال ابن دقيق العيد: " هذا الحديث صححه بعضهم وهو صحيح على طريقة الفقهاء؛ لأنَّه وإن كان مضطرِب الإسناد، مختلفًا في بعض ألفاظه، فإنه يجاب عنها بجواب صحيح بأنه يمكن الجمع بين الروايات، ولكن تركته (6) لأنَّه لم يثبت عندنا بطريق استقلالي -يجب الرجوع إليه شرعًا- تعيينُ مقدار القلتين " (7) . وقال الحافظ أبو الفضل العراقي (8) في أماليه: " قد صحح هذا الحديث الجم الغفير من أئمة الحفاظ: الشافعي، وأبو عبيد، وأحمد،   = فقلت: أو كُذبْتُّ؟ فأفلت منه بجُرَيْعَة الذَّقَن تصغير الجرعة، وهي آخر ما يخرج من النفس عند الموت، يعني أفلت بعدما أشرف على الهلاك أي أنه كان قريبًا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن. النهاية (1/262) . (1) عارضة الأحوذي (1/74) . (2) التمهيد (2/95) . (3) الاستذكار (1/161) . (4) أحمد بن محمَّد بن سلامة بن عبد الملك، أبو جعفر الأزدي الطحاوي، الفقيه الحنفي. له كتاب: "معاني الآثار" وغيره (ت: 321 هـ) . وفيات الأعيان (1/71) رقم: (25) ، طبقات الحفاظ (339) رقم: (767) . (5) انظر: تلخيص الحبير (1/24) رقم: (4) . (6) في (ك) : " ولكنه ترك ". (7) تلخيص الحبير (1/24) رقم: (4) . ولم أجده في إحكام الأحكام لابن دقيق العيد. (8) سبقت ترجمته ص (14) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 وإسحاق (1) ، ويحيى بن معين، وابن خزيمة، والطحاوي، وابن حبان، والدارقطني، وابن منده، والحاكم، والخطابي، والبيهقي، وابن حزم، وآخرون" (2) . وقال البيهقي: " قد ورد في بعض طرق الحديث "قلتين بِقِلال هجرٍ (3) "، وقِلالُ هَجَرٍ كانت مشهورة عندهم، ولهذا شبه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما رأى ليلة المعراج من نَبْقِ سدرة المنتهى بقوله: " فإذا ورقها مثلُ آذان الفِيَلَة، وإذَا نبقُهَا مثلُ قِلاَلِ هجرٍ " (4) . وقال الأزهري (5) : " القِلاَل مختلفةٌ في قُرى العرب، وقِلال هَجَرٍ أكبرها " (6) ، وقال: الخطابي: [قلال] (7) هجر مشهورة الصفة معلومة المقدار " (8) . والقُلَّة لفظ مشترك، وبعد صرفها إلى أحد معلوماتها: وهو الأواني، تبقى مترددة بين (9) الكبار والصغار، والدليل على أنها من الكبار: جعْلُ الشارع الحدَّ مُقدَّرًا بعدد، فدلَّ على أنَّه أشار إلى أكبرها؛ لأنَّه لا فائدة في تقديره بقلتين صغيرتين مع القدرة على تقديره (10) بواحدة كبيرة.   (1) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن راهويه، أبو يعقوب، الإمام، سيد الحفاظ (ت: 238 هـ) . وفيات الأعيان (1/199) رقم: (85) ، السير (9/547) رقم: (1877) . (2) انظر: تلخيص الحبير (1/22، 23) رقم: (4) . ولم أقف عليه في الجزء الذي وصل إلينا من أمالي الحافظ العراقيِ. (3) هجرٌ: اسم بلدِ، مُذكرٌ مصروف، الصحاح (2/595) مادة " هجر ". وهي قاعدة البحرين وكانت تطلق على المنطقة الشرقية، من السعودية وقاعدتها هجر وهي الإحساء. وقيل منسوبة إلى قرية قرب المدينة. المعالم الأثيرة ص (293) . (4) معرفة السنن والآثار (2/91) (1901) . (5) محمَّد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الهروي، أبو منصور، اللغوي، صاحب "تهذيب اللغة" (ت: 370 هـ) . وفيات الأعيان (4/334) رقم: (639) ، طبقات السبكي (2/49) رقم: (108) . (6) لسان العرب (11/565) مادة (قلل) ، وتلخيص الحبير (1/26) رقم (4) . (7) " قلال " ساقطة من الأصل. (8) معالم السنن (1/30) رقم (31) . (9) " بين " ساقطة من (ك) . (10) " بقلتين صغيرتين مع القدرة على تقديره " ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 29 - [68] "لا يَبُولنَّ أحدكم في الماء الدائم -أي: الرَّاكد- ثم الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 يتوضأُ- بالرفع" (1) .   (1) باب كراهية البول في الماء الراكد. (68) عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمُ في المَاءِ الدَائِم ثُمَّ يَتَوضَّأ مِنهُ " الجامع الصحيح (1/100) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن جابر. والحديث أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب النَّهي عن البول في الماء الراكد ص (168) رقم: (282) . أحمد (2/417) رقم: (8166) . النسائي، كتاب الغسل والتيمم، باب ذكر نهي الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم (1/197) . تحفة الأشراف (10/403) رقم: (14722) . ملحوظة: وللحديث طرق أخرى، من طريق أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة. ومن طريق محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. ومن طريق حميد بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 30 - [69] " مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق، أنَّ المغيرة بن أبي بردة -وهو من بني (1) عبد الدار- أخبره أنه سمِعَ أبا هريرة يقول: سأل رجلٌ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر " (2) الحديث. قال ابن العربي: "حديث مشهور، ولكن في طريقه مجهول، وهو الذي قطع بالصحيحين عن إخراجه. وأصل مالك: أنَّ شهرة   (1) في (ك) : " أبي ". (2) باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور. (69) عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق، أنَّ المغيرة ابن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار، أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجلٌ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَرْكَبُ البَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا القَلِيْلَ مِنَ المَاء: فَإِنْ تَوَضَّأنَا بهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ البَحْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ. الحِلُّ مَيْتتُهُ " الجامِع الصحيَح (1/100) وفي الباب عن جابر، والفِرَاسِي. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر الفقهاء من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منهم: أبو بكر، وعمر، وابن عباس لم يروا بَأسًا بماء البحر. وقد كره بعض أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الوضُوء بماء البحر. منهم: ابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وقال عبد الله بن عمرو: هو نار. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب الوضوء بماء البحر (1/69) رقم: (83) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء بماء البحر (1/136) رقم: (386) . النسائي، كتاب الطهارة، باب ماء البحر (1/50) والوضوء بماء البحر (1/176) . مالك (التمهيد) (2/75) رقم (16/217) باب الطهور للوضوء. أحمد (2/312) رقم: (7229) . الدارمي (1/566) رقم: (755، 756) . تحفة الأشراف (10/374) رقم: (14618) . الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 الحديث بالمدينة تغني عن صحة سنده" (1) انتهى. وقال الشافعي: " في إسناد هذا الحديثٌ من لا أعرفه " (2) . قال البيهقي: " يحتمل أن يريد سعيد بن سلمة، أو المغيرة أو كليهما " (3) . وقال الحافظ ابن حجر في التخريج: " لم ينفرد به سعيد عن المغيرة، فقد رواه عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، والمغيرهَ وثقه النسائي " (4) . وقد صحح هذا الحديث -غير الترمذي- ابن المنذر (5) ، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم (6) ، وابن منده، وأبو محمَّد البغوي (7) . وسمى ابن بشكوال (8) السائل: عبد الله المدلجي (9) . وقال النووي في شرح المهذب: "اسمه عبيد، وقيل: عبد، قال:   (1) عارضة الأحوذي (1/76) . (2) تلخيص الحبير (1/14) رقم: (1) . (3) تلخيص الحبير (1/14) رقم: (1) . (4) تلخيص الحبير (1/15) رقم: (1) . (5) محمَّد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر، الحافظ شيخ الإسلام. من مصنفاته: " الإشراف في اختلاف العلماء " (ت: 318 هـ) . السير (11/439) رقم: (2796) ، طبقات الحفاظ ص (330) رقم: (746) . (6) محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه بن نُعيم ابن الحكم، الحاكم أبو عبد الله بن البيع الضبي، النيسابوري، الشافعي، صاحب " المستدرك " (ت: 403 هـ) . السير (13/97) رقم: (3714) ، طبقات السبكي (2/443) رقم: (329) . (7) الحسين بن مسعود بن محمَّد بن الفراء البغوي، أبو محمَّد الشافعي، الحافظ شيخ الإسلام صاحب " شرح السنة " (ت: 516 هـ) . السير (14/389) رقم: (4657) . طبقات السبكي (4/46) رقم: (767) . (8) خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال القرطبي، أبو القاسم، الحافظ محدث الأندلس (ت: 578 هـ) صاحب " تاريخ الأندلس ". السير (15/353) رقم: (5221) ، وفيات الأعيان (2/240) رقم: (217) . (9) تلخيص الحبير (1/17) رقم: (1) . ونسبة المدلجي إلى بني مدلج، وهم القافة الذين يلحقون الأولاد بالآباء ولم أجد له ترجمة عند من ترجم للصحابة، فكأنه غير مشتهر في الصحابة. والله أعلم. الأنساب (5/115) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وأما قول السمعاني في الأنساب: اسمه العركي، ففيه إيهام أنَّ العركي اسم علم له وليس كذلك، بل العركي وصف: وهو ملاح السفينة" (1) . " إنا نركب البحر " زاد الحاكم " نريد الصيد، ونحمل القليل من الماء " (2) . لفظ الحاكم والبيهقي: " فيحمل أحدنا معه الإداوة وهو يرجو أن يأخذ الصيد قريبًا، فربما وجده كذلك، وربما لم يجد الصيد حتى يبلغ من البحر (3) مكانًا لم يظن أن يبلغه، فلعله يحتلم أو يتوضأ، فإن اغتسل أو توضأ بهذا الماء فلعلَّ أحدنا يُهلكه العطش، فهل ترى في ماء البحر أن نغتسل به، أو نتوضأ به إذا خفنا ذلك؟ فقال: اغتسلوا منه وتوضؤوا به، فإنه الطَّهور ماؤه -بفتح الطاء- الحل ميتته " (4) . فقال الخطابي في الإصلاح: " عوام الرواة [يقولون] (5) بكسر الميم من المِيتَةِ، يَقُولون: مِيتَتُهُ، وإنما هي مَيتَتُه (6) مفتوحة: يريدون حيوان البحر إذا ماتَ فيه، وسمعت أبا عمرو (7) يقول: سمعتُ المبرد (8) ْيقول: المِيتة الموت وهو أمر من الله عز وجل يقع في البر والبحر لا يقال فيه حلال ولا حرام " (9) .   (1) المجموع شرح المهذب (1/124) . وانظر أيضًا: الإصابة (4/388) . (2) تلخيص الحبير (1/15) رقم: (1) . مستدرك الحاكم: كتاب الطهارة، البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته رقم (506، 508) . (3) "البحر" ساقطة من (ك) . (4) تلخيص الحبير (1/15) رقم: (1) . مستدرك الحاكم رقم (508) ، والسنن الكبرى (1/3) كتاب الطهارة، باب التطهير بماء البحر، ط 1، دار الفكر. (5) " يقولون " ساقطة من الأصل، وفي إصلاح غلط المحدثين: " يُولعونَ ". (6) " وإنما هو ميتته " ساقطة من (ك) . (7) أبا عمرو محمد بن عبد الواحد الزاهد، المعروف والمشهور بغلام ثعلب (ت: 345 هـ) ، انظر: تاريخ بغداد (2/356) ، سير أعلام النبلاء (15/508) . (8) هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس المبرد، الإمام النحوي، البصري، الأخباري، صاحب كتاب " الكامل " في الأدب، مات سنة 286 هـ. انظر: تاريخ بغداد (3/380) ، سير أعلام النبلاء (13/576) . (9) إصلاح غلط المحدثين ص (44) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قال ابن العربي: " إنَّما توقفوا في ماء البحر لأحد وجهين: إما لأنه لا يشرب، وإما لأنه طبق جهنم، كما روي عن ابن عمرو؛ وما كان طبق سُخطٍ، لا يكون طريق طهارة ورحمة، وإنما أجابهم بما ذكره، ولم يقل لهم نعم؛ لأنه لو قال ذلك لما جاز الوضوء به إلاَّ للضرورة على حسب ما وقع في السؤال، فاستأنف بيان الحكم لجواز الطهارة به، وزاد في الجواب ما تتم (1) به الفائدة، وذلك من محاسن الفتوى " (2) . وقد روى الدارقطني: " أنَّ البحر طهور الملائكة إذا نزلوا وإذا عرجوا " (3) انتهى. وقال عبد الله بن عمرو (4) : " وهو نار ". قال ابن العربي: " أراد أنه طبق النَّار؛ لأنه ليس بنار في نفسه " (5) .   (1) في (ك) : " ما تم ". (2) عارضة الأحوذي (1/77) . (3) سنن الدارقطني (1/153) برقم (9) . (4) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم، أبو محمَّد، القرشي السَّهمي الصحابي الجليل. الإصابة (6/176) رقم: (4838) ، تحفة الأحوذي (1/231) . (5) عارضة الأحوذي (1/78) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 31 - [72] " أنَّ ناسًا من عُرَينة" (1) عدَّتهم ثمانيةٌ كما في الصحيح.   (1) باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه. (72) عن أنس: أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا المَدِيْنَةَ فَاجْتَوَوْهَا فَبَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي إبلِ الصَّدَقَةِ، وَقَالَ اشْربُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوالِهَا، فَقتَلُوا رَاعِي رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَاسْتَاقُوا الأبلَ، وَارْتدُّوا عنِ الإسْلاَمِ، فأتِيَ بِهِمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَطَعَ أَيْدِيهمْ وَأُرْجُلَهُمْ مِنْ خِلاَفِ، وَسَمَرَ أَعيُنهُمْ، وَأَلْقَاهُمُ بالحَرَّةِ، قَالَ أَنسٌ: فَكُنْتُ أَرَى أَحَدَهُمْ يَكُدُّ الأَرْضَ بفِيهِ، حَتَى مَاتُوا " وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: " يَكدُمُ الأَرْضَ بِفِيهِ، حَتَّى مَاتُوا " الجامع الصحيح (1/114) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن أنس. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الحدود، باب: ما جاء في المحاربة (1/535) الحديث رقم: (4367) ، والنسائي كتاب تحريم الدم، تأويل قول الله عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ ... } وفيمن نزلت، ذكر اختلاف الناقلين لخبر حميد عن أنس بن مالك فيه. وقد روي من غير وجه عن أنس. وهو قول أكثر أهل العلم، قالو: لا بأس ببول ما يؤكل لحمه، وفي بعض النسخ " حسن صحيح ". الحديث رقم: (72) . وقد أخرج الحديث الشيخان وأصحاب السنن وغيرهم من طرق أخرى. = الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 " قدموا المدينة فاجْتَووها " (1) أي: لم توافقهم (2) . " فقتلوا راعي النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (3) " اسمه يسار. " وسمَر أعينهم " (4) بالتخفيف: أي أحمى لهم مسامير الحديد ثم كَحَلهم بها (5) . " يَكْدُمُ الأرض " أي يَعَضُّ، ونحوه يَكُد. 31 م- 73 " سَمل " (6) بالتخفيف: أي: فقأها بحديدة مُحْمَاة أو غيرها وهو بمعنى "السَّمَر".   = من طريق حميد وحده عن أنس. من طريق قتادة عن أنس. من طريق ثابت عن أنس. من طريق أبي قلابة عن أنس. من طريق عبد العزيز بن صهيب، وحميد عن أنس. من طريق معاوية بن قرَّة عن أنس. من طريق يحيى بن سعيد عن أنس. (1) في (ك) " فاجتوو". (2) أي أصابهم الجوى: وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها. انظر: النهاية (1/318) . (3) في (ك) : " رسول الله ". (4) في (ك) : " وسموا عنهم ". (5) "بها" ساقطة من (ك) . (6) 73- باب بما جاء فيما يؤكل لحمه: عن أنس بن مالك قال: " إنما سمل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة ". قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. قال: وهو معنى قوله -تعالى-: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45] . قال: وقد رُوي عن محمد بن سيرين قال: إنما فعل بهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذا قبل أن تنزل الحدود. والحديث أخرجه مسلم: كتاب القسامة والمحاربين، باب حكم المحاربين. والنسائي: كتاب تحريم الدم، تأول قول الله عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (7/100) . ابن حبان: رقم (4474) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 32 - [77] " غط " (1) قال ابن العربي: "هو ترديد النَّفس في الحَلق   (1) باب الوضوء من النوم. (77) عن ابن عباس أَنَّه رَأَى النَبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نامَ وَهُوَ سَاجِدٌ، حَتَّى غَطَّ أَوْ نَفَخَ، ثُِمَّ قَامَ يُصلِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّك قَدْ نِمْتَ! قَالَ: " إن الوُضُوءَ لاَ يَجِبُ إلاَّ عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطجِعًا، فَإنَّهُ إذَا اضطَجَعَ استَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ " الجامع الصحيح (1/111) . قال أبو عيسى: وأبو خالد اسمه يزيد بن عبد الرحمن قال: وفي الباب عن عائشة وابن مسعود وأبي هريرة. الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 حتى يكون له صوت" (1) .   = والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب في الوضوء من النوم (1/101) رقم: (252) . أحمد (1/318) رقم: (2314) . تحفة الأشراف (4/386) رقم: (5425) . (1) عارضة الأحوذي (1/89) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 33 - [78] " كان أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينامون " (1) زاد أبو داود: حتى تَخْفِقَ رؤوسهم.   (1) باب الوضوء من النوم. (78) عن أنس بن مالك قال: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنَامُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ، وَلاَ يَتَوَضَّؤُنَ " الجامع الصحيح (1/113) ، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. قال: وسمعتُ صالح بن عبد الله يقول: سأَلتُ عبد الله بن المبارك عمن نام قاعدًا معتمدًا؟ فقال: لا وضوء عليه. وقد روى حديث ابن عباس عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن ابن عباس قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية ولم يرفعه. والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الحيض، باب: الدليل على أنَّ نوم الجالس لا ينقض الوضوء ص (195) رقم: (376) . أبو داود، كتاب الطهارة، باب في الوضوء من النوم (1/100) رقم: (200) . أحمد (3/351) رقم: (13925) . تحفة الأشراف (1/331) رقم: (1271) . الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 34 - [79] " الوضوء مما مست النَّار " (1) هو مبتدأ، أو خبر، أي: ثابت أو مستَقِر. " ولو من ثَوْرِ أَقِط " بالمثلثة. قال ابن العربي: " الثَّور جُملةً: مجموعةٌ من الطَّعام، وقد أضيف إلى الأقط " وهو لبن جامد مُستحجِر، قال: "والمراد غسل اليد   (1) باب الوضوء مما غيرت النار. (79) عنِ أبي هريرة قال: قال رسُولُ اللهٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الوُضوءُ مِمَّا مسَّتِ النَّارُ، وَلَو مِنْ ثَورِ أقطٍ" قَالَ: فَقَالَ له ابْنُ عَبَّاس: يَا أبا هُرَيْرَةَ، أَنتَوَضَّأ من الدهن؟ أَنتوَضَّأ من الحميم؟ قَالَ: فَقَالَ أبو هُرَيْرَةَ، يَا بْنِ أَخِي، إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلاَ تضرِبُ لَهُ مَثَلاً. الجامع الصحيح (1/114) . وفي الباب عن أم حبيبة وأم سلمة، وزيد بن ثابت وأبي طلحة، وأبي أيوب، وأبي موسى، وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء مما غيرت النَّار وأكثر أهل العلم من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتابعين ومن بعدهم، على ترك الوضوء مما غيرت النَّار. والحديث أخرجه: ابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب ممَّا غيرت النَّار (1/163) رقم: (485) . أحمد (2/667) رقم: (10521) . تحفة الأشراف (11/7) رقم (15030) . الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 والفم منه" (1) ، ومنهم من حمله على ظاهره وأوجب فيه وضوء الصلاة.   (1) " منه " ساقطة من (ك) عارضة الأحوذي (1/94) . لكن هذا ليس من قول ابن العربي وإنما قال: " قال علماؤنا: ... أن الوضوء غسل اليد " دون قوله: " والفم منه " ولا شك أنها من إدراج الإمام السيوطي؛ لأن ما تغسل منه اليدان يغتسل منه الفم. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 35 - [80] " بِقناع " (1) هو الطَّبق. " بِعُلالَةٍ " هو البقية، ويقال في كل شيء.   (1) باب في ترك الوضوء مما غيَّرت النار. (80) عن جابر، قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصارِ، فَذَبَحَتْ لَهُ شَاةً فَأَكَلِ، وَأتتهُ بقِنَاعِ مِنْ رَطْبٍ فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ لِلظُّهْرِ وَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتتهُ بِعُلاَلَةٍ مِنْ عُلاَلةِ الشَّاةِ، َ فَأَكلَ ثُمَّ صَلَّى العَصْرَ وَلَمْ يَتَوَضَأَ " قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق وابن عباس، وأبي هريرة، وابن مسعود، وأبي رافع، وأم الحكم، وعمرو بن أمية، وأم عامر، وسويد بن النعمان، وأم سلمة. قال أبو عيسى: ولا يصح حديث أبي بكر في هذا من قبل إسناده، إنما رواه حسام ابن مصَكٍّ عن ابن سيرين عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هكذا روى الحفاظ. وروي من غير وجه عن ابن سيرين عن ابن عباس عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ورواه عطاء بن يسار وعكرمة، ومحمَّد بن عمر بن عطاء، وعلي بن عبد الله بن عباس، وغير واحد: عن ابن عباس عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يذكروا فيه، عن أبي بكر، وهذا أصح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتابعين ومن بعدهم، مثل: سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، رأوا ترك الوضوء مما مست النَّار وهذا آخر الأمرين من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. كأن هذا الحديث ناسخ للحديث الأول: حديث الوضوء مما مست النَّار. الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 36 - [81] " عن البراء بن عازب (1) قال: سئل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الوضوء من لحوم الإبل؟ فقال: توضؤا منها " (2) .   (1) (ع) البراء بن عازب بن الحارث بن عدِي بن الخزرج الأنصاري، أبو عمارة، صحابيٌّ بن صحابي. (ت: 72 هـ) . الاستيعاب (1/239) رقم: (74) ، التقريب ص (60) رقم: (648) . (2) باب الوضوء من لحوم الإبل. (81) عن البراء بن عازب قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الوُضُوءِ من لُحُوم الإبِلِ؟ فَقَالَ: " تَوَضَؤُوا مِنها، وَسُئِلَ عَنِ الوُضُوء مِنْ لُحُومِ الغَنَم؟ فَقَالَ: لا تَتَوَضَّؤُا مِنها " الجَامع الصحيح (1/122) ، قال: وفي الباب عن جابر بن سمرة، وأسيد بن خضير. أبو داود، كتاب الطهارة، باب الوضوء من لحوم الإبل (1/96) رقم: (184) . ابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل (1/166) رقم: (494) . أحمد (4/390) رقم: (18495) . تحفة الأشراف (2/27) رقم: (1783) . قال أبو عيسى: وقد روى الحجاج بن أرطاة هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن = الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 قال ابن العربي: " هذا الحديث صحيح ظاهر مشهور، وليس بقوي عندي تَرْكُ الوضوء منه " (1) انتهى. واختاره من أصحابنا ابن خزيمة، والبيهقي، وهو قول الشافعي في القديم. وقال النووي في شرح المهذب (2) : " هو القوي أو الصحيح من حيث الدليل، قال: وهو الذي أعتقد رجحانه " (3) . " عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ذي الغُرَّة ". قال الحافظ ابن حجر في التخريج: " قد قيل إنَّ ذا الغرة لقب البراء ابن عازب، والصحيح أنه غيره، وأنَّ اسمه يَعِيشُ " (4) .   = أبي ليلى، عن أسيد بن حضير. ْوالصحيح حديث عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب وهو قول أحمد وإسحاق. وروى عبيدة الضَّبيُّ عن عبد الله بن عبد الله الرَّازي عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن ذي الغرَّة الجُهَنِيِّ. وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن الحجاج بنِ أرطاة فأخطأ فيه، وقال فيه: عن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أُسيد بن حُضيْرٍ. والصحيح عن عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن البراء. قال إسحاق: أصح ما في هذا الباب حديثان عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: حديث البراء بن عازب، وحديث جابر بن سمُرَة. (1) عارضة الأحوذي (1/96) . (2) " وقال النووي في شرح المهذب " ساقطة من (ك) . (3) المجموع (2/70) . (4) تلخيص الحبير (1/173) رقم (154) . وفي نزهة الألباب في الألقاب (1/299) رقم (197) : " يعيش وهو جُهَنِي ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 37 - [92] " ليست بِنَجَس " (1) بفتح الجيم.   (1) باب ما جاء في سؤر الهرة. (92) عن كبشةَ بنْتِ كعب بْن مالك، وكانت عند ابنِ أبيِ قتادة: أَنَّ أبَا قَتادة دخل عليها، قالت: " فَسكَبْتُ لهُ وضَوءًا قَالَت: فجاءت هِرَةٌ تَشْرَبُ، فَأصْغى لَهَا الإنَاءَ حَتَى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَة: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ! فَقَالَ: أتعْجَبيْنَ يَا بنْتَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إنَّهَا لَيْسَتْ بنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَافِين عَلَيْكُم أوِ الطَّوَّافَاتِ ". قال: وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة. الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 " إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات ". قال الباجي: " يحتمل أن يكون على معنى الشك من الراوي، ويحتمل أن يكون النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ذلك، يريد أنَّ هذا الحيوان لا يخلو من جملة الذكور الطوافين والإناث الطوافات " (1) .   = قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتابعين ومن بعدهم، مثل الشافعي وأحمد وإسحاق لم يَرَوْا بِسُؤر الهرَّة بأسًا. وهذا أحسن شيء رُوي في هذا الباب. وقد جوَّد مالكٌ هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يَأْتِ بِهِ أَحَدٌ أَتمَّ مِنْ مَالِكٍ. والحديث أخرجهُ: أبو داود، كتاب الطهارة، باب سُؤر الهرة (1/67) رقم: (75) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء بسُؤر الهرَّة والرخصة في ذلك (1/131) رقم: (367) . النسائي، كتاب الطهارة، سؤر الهرة (551) . مالك (التمهيد) (2/85) رقم: (2) من كتاب الطهارة، باب الطهور للوضوء. أحمد (5/381) ، رقم: (22576) . الدارمي (1/571) رقم: (763) . تحفة الأشراف (9/272) رقم: (12141) . (1) المنتقى (1/325) رقم: (40) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 38 - [96] " إذا كنَّا سَفْرًا " (1) قال في النهاية: "السَّفر كصاحب   (1) باب المسحِ على الخفين للمسافر والمقيم. (96) عن صفوان بن عسال قال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأمُرُنَا إِذا كُنَّا سَفْرًا أَنْ لاَ ننزِعَ حِفَافَنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِهِنَّ إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وبَوْلٍ وَنَوْمٍ ". الجامع الصحيح (1/159) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد روى الحكم بن عتبة وحماد، عن إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدَلِيِّ، عن خزيمة بن ثابت، ولا يصح. قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث المسح. وقال زائدة عن منصور: كنَّا في حجرة إبراهيم التيمي معنا إبراهيم النَّخعي، فحدثنا إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمونِ، عن أبي عبد الله الجَدِلِيِّ، عن خزيمة بن ثابت عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسح على الخفين. قال محمَّد: أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسال المُرَادِيّ. قال أبو عيسى: وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء، مثل: سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، قالوا: يمسح المقيم يومًا وليلة، والمسافر ثلاثة أيام وليالهن. قال أبو عيسى: وقد روي عن بعض أهل العلم: أنهم لم يُوقِتوا في المسح على الخفين، وهو قول مالك بن أنس، والتوقيت أصح. الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وَصَحْبٍ، والمسافرون جمع مسافر، والسَّفر والمسافرون بمعنى" (1) . وقال ابن العربي: " هي كلمة تقال (2) للواحد والجمع، والذكر والأنثى سواء " (3) . " أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلاَّ من جنابة، ولكن من بول وغائط، ونوم ". قال ابن العربي: " لكن: حرف (4) من حروف النَّسْق (5) ، وهي تختص بالاستدراك بعد النَّفي غالبًا، وربما يستدرك بها بعد الإثبات فتختص با (6) لجملة دون المفرد. وفي لفظ الحديث إشكال لأنَّ قوله: " أمرنا أن لا ننزع خفافنا إلاَّ من جنابة " نفي مُعَقَّبٌ باستثناء فيصير إيجابًا، وقوله بعد ذلك: " لكن "، استدراك من إيجاب بمفرد، وذلك خلاف ما تقدم، وفيه نظر، ومعناه -بعد تأمل وفكر- مقررٌ في رسالة " ملجئة المتفقهين إلى معرفة غوامض النحويين " (7) وتقريبه: "أُمرنا ألا نُمسك خفافنا في السفر مدة ثلاثة أيام ولياليهن المرخصِ فيهن الإمساكُ (8) عند الجنابة، لكن عند البول   = وقد رُويَ هذا الحديث عن صفوان بن عسال أيضًا من غير حديث عاصم. والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من النوم (1/161) رقم: (478) . النسائي كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفَّين للمسافر (1/83) . أحمد (4/329) رقم (18058) . تحفة الأشراف (4/192) رقم: (4952) . (1) النهاية (2/371) مادة " سَفَر ". (2) في (ك) : " يقال "، وفي (ش) " تقال ". (3) عارضة الأحوذي (1/120) . (4) في (ك) : " حروف ". (5) حروف النَّسق هي: حروف العطف. المعجم الوسيط (2/918) مادة " نَسَقَ ". (6) في (ك) : " بها ". (7) ملجئة المتفقهين إلى معرفة غوامض النحويين واللغويين لأبي بكر بن العربي، نسبه إليه المقري في نفح الطيب (2/242) . (8) في (ك) : " للإمساك ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 والغائط والنوم" (1) .   (1) عارضة الأحوذي (1/120) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 39 - [101] " مَسَحَ على الخفين والخمار " (1) قال ابن العربي: " هو ما تستر به المرأة رأسها، وهو لها كالعِمَامَة للرجل، ولم أجده (2) مستعملاً للرَّجل إلاَّ في هذا (3) الحديث، وإن اقتضاه الاشتقاق، لأنَّه من التخمير " (4) . وقال في النِّهاية: " أراد بالخمار العِمامة؛ لأنَّ الرَّجل يغطي بها رأسه، كما أنَّ المرأة تغطيه بخمارها، وذلك إذا كان اعتَمَّ (5) عِمَّة العرب فأدارها تحت الحَنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت، فتصير كالخفين غير أنه يحتاج إلى مسح القليل من الرأس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب " (6) .   (1) باب ما جاء في المسح على العمامة. (101) عن بلال: " أَنَّ النَّبيَّ مسَحَ على الخُفَّيْنِ والخِمَارِ ". الجامع الصحيح (1/172) . والحديث أخرجه: مسلم كتاب الطهارة، باب المسح على الناصية والعمامة ص (165) رقم: (275) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في المسح على العمامة (1/186) رقم: (561) . النسائي، كتاب الطهارة، باب المسح على العمامة (1/75) . أحمد (6/17) رقم: (23876) . تحفة الأشراف (2/112) رقم: (2047) . (2) في (ك) : " أجد ". (3) "هذا" ساقطة من الأصل. (4) عارضة الأحوذي (1/125) . (5) في (ك) : " أعتم ". (6) النهاية (2/78) . الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 40 - [99] " على الجوربين " (1) تثنية جورب.   (1) باب في المسح على الجوربين والنَّعلين. (99) عن المغيرة بن شعبة قال: " تَوَضَّأَ النَّبَي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَسَحَ علَى الجَورَبينِ وَالنَّعلَينِ "، الجامع الصحيح (1/167) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول غير واحد من أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق قالوا: يمسح على الجوربين وإن لم تكن نعلين، إذا كانا ثخينين. وفي الباب عن أبي موسى. الحديث أخرجه: أبو داود كتاب الطهارة، باب المسح على الجوربين (1/89) رقم: = الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 قال ابن العربيِ: " وهو غشاء للقدم من صوف يتخذ للدفء " (1) .   = (159) . ابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين (1/185) رقم: (559) . النسائي كتاب الطهارة المسح على الجوربين والنَّعلين (من حاشية السندي) (1/83) . أحمد (4/343) رقم: (18167) . تحفة الأشراف (8/493) رقم: (11534) . (1) عارضة الأحوذي (1/124) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 41 - [103] " فأَكْفَأَ الإنَاء " (1) أي أماله. قال في النِّهاية: " يقال: كَفَأْتُ الإنَاءَ وَأكفأته إذا كَبَبْته، وإذا أَمَلْتُهُ " (2) .   (1) باب ما جاء في الغسل من الجنابة. (103) عن ابن عباس، عن خالته ميمونة، قالت: " وضَعْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُسْلاً فَاغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ: فَأَكْفَأ الأنَاءَ بشِمَالِهِ علَى يَمِنهِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الأنَاءِ فَأفَاضَ علَى فرْجِهِ ثُمَّ دَلَكَ بيَدِهِ الحَائط، أَوِ الأَرْضَ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاستَنشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ على رَأْسِهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَد، ثمَّ تنَحَّى فَغَسَلَ رِجلَيهِ. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أم سلمة، وجابر، وأبي سعيد، وجبير بن مطعم، وأبي هريرة، الجامع الصحيح (1/173) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الغسل، باب الغسل مرة واحدة ص (70) رقم: (257) ، وباب المضمضة والاستنشاق في الجنابة ص (70) رقم: (259) ، وباب مسح اليد بالتراب ليكون أنقى ص (70) رقم: (260) ، وباب من أفرغ بيمينه على شماله في الغسل ص (71) رقم: (266) . مسلم كتاب الطهارة، باب صفة غسل الجنابة ص (178) رقم: (317) ، باب تستُّر المغتسل بثوب ونحوه ص (185) رقم: (337) . أبو داود كتاب الطهارة باب في الغسل من الجنابة (1/114) رقم: (245) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في الغسل من الجنابة (1/190) رقم: (573) . النسائي، كتاب الطهارة، باب غسل الرجلين في غير المكان الذي يغتسل فيه (1/137) ، وباب الاستتار عند الاغتسال (1/200) ، وباب مسح اليد بالأرض بعد غسل الفرج (1/204) ، وباب الغسل مرة واحدة (1/208) ، أحمد (6/372) رقم: (26791) ، الدارمي (1/578) رقم: (774) . تحفة الأشراف (12/488) رقم: (18064) . (2) النهاية (4/182) . الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 42 - [104] " ثُم يُشرِّبُ (1) شعْرَه الماء " (2) "أي:   (1) في الأصل: " رب " وما أثبتناه من (ك) ومن جامع الترمذي. (2) (104) عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثم غسل فرجه ويتوضأ وضوءه للصلاة ثم يشرب شعره الماء ثم يحثي على = الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 يسقيه" (1) .   = رأسه ثلاث حثيات". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث أخرجه: مالك (التمهيد) (2/275) ، باب العمل في غسل الجنابة. والبخاري كتاب الغسل، باب هل يُدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها إذا لم يكن على يده قذَرٌ غير الجنابة؟ ص (71) رقم: (262، 263) ، وباب تخليل الشعر، حتى إذا ظنَّ أنه قد أروى بَشَرته أفاض عليه ص (72) رقم: (272) . ومسلم كتاب الطهارة باب صفة غسل الجنابة ص (177) رقم: (316) . وأبو داود، كتاب الطهارة، باب في الغسل من الجنابة (1/113) رقم: (242) . النسائي كتاب الطهارة، ذكر وضوء الجُنُب قبل الغسل (1/134) ، وباب تخليل الجُنُب رأسه (1/135) ، وكتاب الغسل والتيمم، باب الابتداء بالوضوء في غُسل الجنابة (1/205) ، وباب استبراء البشرة في الغسل من الجنابة (1/206) . وأحمد (6/117) رقم: (24691) والدارمي (1/579) رقم: (775) . تحفة الأشراف (12/153) رقم: (16935) . (1) في الأصل: " سقيه " والمثبت من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 43 - [105] " أشُدُّ ضَفْرَ رأسي " (1) . قال في النهاية: " أي تعمل شعرها ضفائر وهي الذوائب المضفورة " (2) . وقال ابن العربي: "قوله: ضَفْر، يقرأه النَّاس بإسكان الفاء؛ وإنما هو بفتحها، لأنَّ المسُكَّن مصدرُ ضَفَر رَأسه ضَفْرًا، والمفتوح هو الشيء   (1) باب هَل تَنْقُضُ المرأة شَعْرَ رأسها عند الغُسْل؟ (105) عن أُم سلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، أَفَأَنْقُضهُ لِغُسْلِ الجَنَابَةِ؟ قَالَ: " لاَ، إنَّمَا يَكْفِيكِ أنْ تَحْثي علَى رَأسكِ ثَلاَثَ حَثيَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ تُفِيْضِيْنَ علَى سَائرِ جَسَدِكِ المَاءَ فَتَطْهُرِيْنَ، أوْ قَالَ: فَإذَا أنْتِ قَدْ تَطَهَرَّتِ " الجامع الصحيح (1/175) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم: أن المرأة إِذَا اغتسلت من الجنابة فلم تنقض شعرها أنَّ ذلك يجزئها بعد أن تُفِيضَ الماء على رأسها. والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الطهارة، باب حكم ضفائر المغتسلة ص (181) الحديث رقم: (330) وأبو داود، كتاب الطهارة، باب في المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل؟ (1/115) الحديث رقم: (251) ، والنسائي كتاب الطهارة، باب ذكر ترك المرأة نقض ضفر رأسها عند اغتسالها من الجنابة (1/131) ، وابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في غسل النساء من الجنابة (1/198) رقم: (603) ، وانظر تحفة الأشراف (3/15) الحديث رقم: (18171) ، وأحمد (6/328) رقم: (26470) ، (6/355) رقم: (26669) . تحفة الأشراف (13/15) رقم: (18172) . (2) النهاية (3/92) . الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 المضفور كالشعر وغيره، والضَّفْر هو نَسْجُ خُصَلِ الشَّعْرِ وَإِدخال بعضها في بعض" (1) .   (1) عارضة الأحوذي (1/132) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 44 - [113] " إنَّ النساء شقائق الرِّجال " (1) قال في النِّهاية: " أي نظائرهم وأمثالُهم في الأخلاق والطباع كأنهن شُقِقْنَ منهم، ولأَنَّ حواء خُلقَت من آدم عليه السلام (2) . وشقيق الرَّجل: أخوه لأبيه وأمه (3) " (4) .   (1) باب فيمن يستيقظ فيرى بللاً، ولا يذكر احتلامًا. (113) عن عائشة قالت: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الرَّجلِ يَجدُ البَلَلَ وَلاَ يَذْكُرُ احْتِلاَمًا؟ قَالَ: يَغْتَسِلُ، وعَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ وَلَمْ يَجدْ بَلَلاً؟ قَالَ: لا غُسْلَ عَلَيْه، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ علَى المَرْأَةِ تَرَى ذلك غُسْلٌ؟ قَال: " نَعم، إن النِّساءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " الجامع الصحيح (1/189) . قال أبو عيسى: وإنما روى هذا الحديث عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر حديث عائشة في الرَّجل يجد البلل ولا يذكر احتلامًا وعبد الله بن عمر ضعَّفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه في الحديث. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب في الرَّجل يجد البِلَّة في منامه (1/111) رقم: (236) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب من احتلمَ ولم يرَ بَللاً (1/200) رقم: (612) ، أحمد (6/291) رقم: (26185) . الدارمي (1/592) رقم: (792) . تحفة الأشراف (12/282) رقم: (17539) . (2) في (ش) : " الصلاة والسلام ". (3) " الرَّجل: أخوه لأبيه وأمه " ساقطة من (ك) . (4) النهاية (2/492) . الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 45 - [121] " عن أبي هريرة: أن النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لقيه وهو جنب قال: فانبجست " (1) .   (1) باب ما جاء في مصافحة الجنب. (121) عن أبي هريرة أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ، قَالَ: فَانْبَجَسْتُ (أَيْ فانْخَنَسْتُ) فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جئْتُ، فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ أَوْ: أَيْنَ ذهَبْتَ؟ قُلْتُ: إِني كُنْتُ جُنبًا، قَالَ: " إن المُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ ". الجامع الصحيح (1/207) . قال الترمذي: قال: وفي الباب عن حذيفة، وابن عباس. قال أبو عيسى: وحديث أبي هريرة " أنه لقي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو جنب " حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقد رخَّص غير واحد من أهل العلم في مصافحة الجنب، ولم يروا بعرق الجنب والحائض بأسًا. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الطهارة، باب عرق الجنب وأنَّ المسلم لا ينجس ص (73) الحديث رقم: (283) ، ومسلم، كتاب الطهارة، باب الدليل على أنَّ المؤمن لا ينجس ص (194) الحديث رقم: (371) وأبو داود، كتاب الطهارة، باب في الجنب يصافح = الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 قال ابن العربي: " هو بالنون ثم بالباء (1) المعجمة بواحدة يعني اندفعت منه، من قوله تعالى (2) {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (3) أي: انفجرت واندفعت، ويروى بالنون ثم التاء المعجمة باثنتين (4) : أي اعتقدتُ نفسي نجسًا، و (5) معنى " منه " (6) : من أجله، أي: رأيتُ نفسي نجِسًا بالإضافة إلى طهارته وجلالته، ويُروى " انْخَنَسْت " أي: تأخرت من قوله [تعالى] (7) : {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) (8) } " (9) .   = (1/109) الحديث رقم: (231) والنسائي كتاب الطهارة، باب مماسة الجنب ومجالسته (1/145) وابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب مصافحة الجنب (1/178) رقم: (534) وأحمد (2/309) رقم: (7207) ، (2/503) رقم: (8943) . وتحفة الأشراف (10/385) رقم: (14648) . (1) "الباء" ساقطة من (ك) . (2) "تعالى" ساقطة من (ش) . (3) سورة الأعراف، آية: 160. (4) في (ك) : " باثنين ". (5) في (ك) : " أو ". (6) كما في رواية البخاري. (7) "تعالى" ساقطة من الأصل. (8) سورة التكوير، آية 15. (9) عارضة الأحوذي (1/152) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 46 - [125] " أُسْتَحَاضُ " (1) هو من الأفعال الملازمة البناء   (1) باب ما جاء في المستحاضة. (125) عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنتُ أبِي حُبَيْشِ إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إني امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلاَ أَطْهُرُ، أَفَأدَعُ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: " لاَ، إنَّما، ذلِكَ عِرقٌ، وَلَيسَت بالحَيضَةِ، فَإذَا أقْبلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاَةَ، وَإذَا أدْبرَتْ فَاغسِلِي عَنك الدَّمَ وَصلِّي ". قال أبو معاوية في حديثه وقال: " توضيء لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت ". قال: وفي الباب عن أم سلمة. قال أبو عيسى: حديث عائشة: " جاءت فاطمة " حديث حسن صحيح، الجامع الصحيح (1/217) . الحديث أخرجه: البخاري، كتاب الحيض، باب الاستحاضة ص (78) ، الحديث رقم: (306) ومسلم، كتاب الطهارة، باب المستحاضة وغسلُها وصلاتُها ص (182) الحديث رقم: (333) وأبو داود، كتاب الطهارة، باب من روى أنَّ الحيضة إذا أدبرت لا تدع الصلاة (1/24) الحديث رقم (282، 283، 286، 290، 292، 298) والنسائي كتاب الطهارة، ذكر = الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 للمفعول. " إنما ذلك عِرْق " زاد الدارقطني والبيهقي " انقطع ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 47 - [126] " تدع الصلاة أيام أقرائها " (1) أي: حَيضِهَا.   = الاغتسال من الحيض (1/117) ، وذكر الأقراء (1/122) ، وباب الفرق بين الحيض والاستحاضة (1231) وذكر الاستحاضة واقبال الدم وإدباره (1/181) ، ابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدَّت أيَّام إقرائها قبل أن يستمر بها الدم (1/203) رقم: (621) . مالك (التمهيد) (2/403) باب المستحاضة. أحمد (6/51) رقم: (24138) ، (6/221) رقم: (25610) ، (6/231) رقم: (25669) . الدارمي (1/597) رقم: (801، 806) . تحفة الأشراف (12/213) رقم: (17259) . وسنن البيهقي (1/323، 324) . (1) ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة (126) عن عَدِيِّ بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال في المستحاضة: " تدع الصلاة أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها، ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة، وتصوم وتصلي ". (127) حدثنا علي حجر أخبرنا شريكٌ: نحوه بمعناه. قال أبو عيسى: هذا حديث قد تفرد به شريك عن أبي اليقظان. قال: وسألت محمدًا عن هذا الحديث، فقلت: عديُّ بن ثابت عن أبيه عن جده جَدُّ عديَّ ما اسمه؟ فلم يعرف محمد اسمه. وذكرت لمحمد قول يحيى بن معين: أن اسمه "ينارٌ" فلم يعبأ به. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب من قال: تغتسل من طهر إلى طهر. والنسائي، كتاب الطهارة، باب الفصل بين ماء الرجل وماء المرأة. وابن ماجه: كتاب الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة إذا اختلط عليها الدم فلم تقف على أيام حيضها. والدارمي (820) . انظر: تحفة الأشراف (3/133) حديث (3542) . الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 48 - [128] "الكرسف" (1) هو القطن.   (1) باب في المستحاضة أنَّها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد. (128) عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْش، قالَت: كُنْتُ أُستَحَاضُ حَيْضَةً كثيْرَةً شَدِيْدَةَ، فأَتَيْتُ النَّبِي أَسْتَفْتِيهٍ وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضةً كَثيْرَةَ شَدِيْدَةَ، فَمَا تأمُرُوني فِيْهَا، قَدْ مَنَعتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاَةَ؟ قَالَ: " أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ، فإنَّهُ يُذهِبُ الدَمَ قَالَت: هُو أكثَرُ مِنْ ذلِكَ، قَالَ: فَتَلَجَّمِي. قَالَتْ: هُوَ أكثَرُ مِنْ ذلِكَ. قَالَ: فَاتخِذِي ثَوْبًا. قَالَت: هُوَ أكثَرُ مِنْ ذلِكَ، إنَّمَا أثُجُّ ثَجَّا. فَقَالَ النَّبي: سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ: أيَّهُمَا صَنَعتِ أجزَأ عَنكِ، فَإنْ قَوِيتِ عَليهِمَا فَأنْتِ أعلَمُ، فَقَالَ: إنَّمَا هِيَ رَكضَةٌ مِنَ الشَيْطَانِ، فَتَحَيَضِي سِتَةَ أيام أو سَبْعَةَ أيام فِي عِلْمِ اللهِ، ثُمَّ اغتَسِلِي، فَإذَا رَأيتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرتِ وَاسْتَنقَأتِ، فَصَلَّي أربعًا وَعِشرِينَ لَيْلَةً، أوْ ثلاَثًا وَعِشرِينَ لَيلَةً وَأيَّامَهَا، وَصُومي وَصَلِّي، فَإن ذلِكَ، يُجْزِئكِ، وَكذلكِ فَافعَلِي، كَمَا تَحِيضُ النِّساءُ وَكَمَا يَطهُرنَ لِمِيقَاتِ حَيضِهِن وَطهرِهِنَّ، فَإنْ قَوِيتِ علَى أنْ تُؤَخِّرِي الظُّهرَ وتُعَجِّلِي العصرَ ثُمَّ تغتَسِلِينَ حِينَ تَطْهرِينَ وَتُصلِّينَ الظُّهرَ وَالعَصْرَ جَمْيعًا، ثُمَّ تُؤَخرِينَ المَغْرِبَ وتُعَجِّلينَ العِشَاءَ، ثُمَّ تَغتَسِلِينَ = الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 "إنما أثج ثجًا" بالمثلثة وتشديد الجيم: أي أصُبُّه صَبًا. "أيَّهما صنعتِ". قال أبو البقاء فى إعرابه: " أيَّهما بالنَّصب لا غير، والناصب له: صَنَعْتِ " (1) . "إنما هي رَكْضة من الشيطان". قال في النِّهاية: " أصل الرَّكض: الضرب بالرِّجل والإصابة بها، كما تُركضُ الدَّابةُ وتُصَاب بالرَّجلِ، أراد الإضرار بها والأذى، المعنى: أنَّ الشيطان قد وجد بذلك طريقًا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها، حتى أنساها ذلك عادَتها، وصار في التقدير كأنه ركضة بآلة من رَكَضَاته " (2) . "قد طهُرتِ واسْتَنقَأتِ". قال أبو البقاء: " كذا وقع في هذه الرواية بالألف والصواب استَنْقَيْتِ؛ لأنه من نَقَّى الشيءَ، وأَنْقَيْتُهُ إِذَا نَظَّفتُه، ولا وجه فيه للألف ولا للهمزة " (3) . " فصلِّي أربعًا وعشرين ليلة، أو ثلاثًا وعشرين ليلة وأيامها ". قال أبو البقاء: "وأيَّامها منصوب بِصَلِّي وهو عطف على أربعًا   = وتَجْمَعِيْنَ بينَ الصَّلاتينِ فَافْعَلِي، وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الصُّبح وَتُصَلِّينَ، وَكَذلِكَ فَافْعَلِي، وَصومي إنْ قَوِيت عَلَى ذلكَ. فَقَالَ رَسُول الله وَهُوَ أعْجَبُ الأمْرَيْنِ إلَيَّ"، الجامع الصحيح (1/221) ، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ورواه عبيد الله بن عمرو الرَّقِيُّ، وابنُ جُرَيج، وشَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الله بن محمَّد بن عقيل عن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة عن عمه عمران عن أُمِّه حمْنَةَ؛ إِلاَّ أَنَّ ابن جُرَيجٍ يَقُولُ: " عمر بن طلحة "، والصحيح: " عمران بن طلحة ". قال: وَسَألْتُ مُحَمَّدًا عن هذا الحديث؛ فَقَالَ: هو حديث حسن صحيح. وهكذا قال أحمد بن حنبل: هو حديث حسنٌ صحيح اهـ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب من قال: إذا أقْبلت الحيضة تدع الصلاة (1/127) رقم: (287) ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في المستحاضة التي قد عَدَتْ أيام إقرائها قبل أنْ يَستمر بها الدَّم (1/203) رقم: (622) . وأحمد (6/429) رقم (27137) ، و (6/490) رقم: (2764) . تحفة الأشراف (11/293) رقم: (15821) . (1) في الأصل وفي (ش) : " فعلت " والمثبت من (ك) . (2) النهاية (2/259) . (3) إعراب الحديث النبوي للعكبري ص (362) رقم (384) حديث حمنة بنت جحش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 وثلاثًا، والضمير فيه راجع إلى اللَّيالي" (1) .   (1) المرجع السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 50 - [134] "إنَّ حيضتكِ ليست في يدكِ" (1) قال الخطابي في الإصلاح: " الرواة يفتحون الحاء ليس بالجيد (2) ، والصواب "حِيضتَكِ" مكسورة الحاء، "الحِيضَة". الاسم أو الحال: يريد ليست نجاسة المحيض وأذاه في يدك. فأما الحَيْضَة: فالمرة (3) الواحدة من الحَيْضِ " (4) .   (1) باب ما جاء في الحائض تتناول الشيء من المسجد. (134) قالت عائشة: قَالَ لِي رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَاوِلِينِي الخُمرَةَ مِنَ المَسْجِدِ، قَالَتْ: قُلْتُ إِنَي حَائِضٌ، قَالَ: "إنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتِ فِي يَدِكِ" الجامع الصحيح (1/241) . قال: وفي الباب عن ابن عمر، وأبي هريرة. قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح. وهو قول عامة أهل العلم، لا نعلم بينهم اختلافًا في ذلك: بأن لا بأس أن تتناول الحائض شيئًا من المسجد. والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله، وطهارة سؤرها والاتكاء في حِجرها وقراءة القرآن فيه ص (172) الحديث رقم: (298) وأبو داود، كتاب الطهارة، باب في الحائض تناول من المسجد (1/118) رقم: (261) . النسائي كتاب الطهارة، باب استخدام الحائض (1/146، 192) . أحمد (6/55) رقم: (24177) ، (6/116) رقم: (24686) . الدارمي (1/595) رقم: (898) . تحفة الأشراف (12/256) رقم: (17446) . (2) في إصلاح غلط المحدثين: " فإنهم قد يفتحون الحاء منه وليس بالجيد، والصواب ... " ص (47) تحقيق د. الرديني، دار المأمون للتراث، دمشق ط 1، 1407 هـ. (3) في (ك) : " فالمرأة ". (4) أشار إلى هذا في معالم السنن (1/71) . الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 51 - [135] " من أتى حائضًا أو امرأةً في دبرها، أو كاهنًا فقد كفر بما أُنزل على محمَّد " (1) .   (1) باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض. (135) عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَن أتى حائضًا أوِ امرَأةً فِي دُبُرِهَا أوْ كَاهِنًا، فَقَدْ كفَرَ بمَا أُنْزِلَ علَى مُحمَّدٍ "، الجامع الصحيح (1/242) . قال أبو عيسى: لا نعرف هذا الحديث إلاَّ من حديث حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهُجَيْمِيِّ عنْ أبِي هُرَيرَةَ، وَإِنَّمَا معنى هذا عند أهل العلم على التغليظ، وقد روى عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " من أتى حائضًا فليتصدق بدينار ". فلو كان إتيان الحائض كفرًا لم يؤمر فيه بالكفارة. وضعف محمَّد هذا الحديث من قِبَل إسناده، وأبو تميمة الهجيمي اسمه: طريف بن مجالد. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطب، باب في الكهان (2/408) الحديث رقم: = الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 قال الطيبي (1) في شرح المشكاة: " أتى: لفظٌ مشتركٌ هنا بين المجامعة، وإتيان الكاهن. والمراد بالمُنَزَّل: الكتابُ والسُّنَة، أي من ارتكب الهناتِ (2) فقد برىءَ من دين محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما أنزل عليه، وصرَّح بالحكم تجريدًا " (3) انتهى. وأقول: وقع في هذا الحديث " استخدام " (4) وهو عزيز في الحديث، ولما ألَّفتُ شرح ألفِيَّتِي في المعاني والبيان (5) ، التزمتُ فيه ذكر أمثلة كثيرة من الحديث، فتَيسَّرَ لي في كل نوع من أنواع (البديع جملةٌ من الأمثلة، إلاَّ " الاستخدام " فعزَّ عليَّ وجوده في الحديث. واعلم أنَّ لِعُلَمَاءِ) (6) البيانِ في " الاستخدام " طريقين، أحدهما: طريقةُ   = (3904) . ابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب النَّهي عن إتيان الحائض (1/209) رقم: (639) . النسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء، ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك (5/323) رقم: (9017) . أخرجه أحمد (2/537) رقم: (9263) ، (2/629) رقم: (10146) . الدارمي (1/732) رقم: (1176) . تحفة الأشراف (10/123) رقم: (13536) . (1) الحسن بن محمَّد ين عبد الله شرف الدين الطيِّبي صاحب " شرح مشكاة المصابيح ". (ت: 743 هـ) . طبقات المفسرين (1/146) رقم: (141) ، ورجح محقق " شرح مشكاة المصابيح " أنَّ اسمه: الحسين بن عبد الله بن محمَّد. (2) في (ك) : " السيئات ". والهنَاتُ، والهَنَوَاتُ: أي الشرور والفساد مفرده هنة المعجم الوسيط (2/998) مادة " الهن ". (3) (3/857) رقم: (551) . (4) الاستخدام: هو أن يذكر لفظ له معنيان فيراد أحدهما، ثم يراد بالضمير الراجع إلى ذلك اللفظ معناه الآخر، أو يراد بأحد ضميريه أحد معنييه ثم بالآخر معناه الآخر. التعريفات للجرجاني ص (21، 22) . (5) ألفية السيوطي في المعاني والبيان اسمها عقود الجمان في علم المعاني والبيان تضمن " تلخيص المفتاح " مع تلخيص في العبارة وزيادات وطبع في بولاق 1293 هـ لأول مرة، وشرحه " شرح عقود الجمان " أو " حل عقود الجمان " وهو مطبوع أيضًا القاهرة 1302 هـ وغيرها. دليل مخطوطات السيوطي لأحمد الخازندار، ومحمد الشيباني ط مكتبة ابن تيمية ط 1403 هـ رقم 660، 669. (6) " البديع جملة من الأمثلة إلاَّ الاستخدام فعز علي وجوده في الحديث، واعلم أنَّ العلماء " ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 " المِفتاح " (1) وهو أن يؤتى بلفظٍ له معنيان بالاشتراك، أو بالحقيقة والمجاز، [أو بالمجاز] (2) ويراد به أحد معنييه، ثم يؤتى بضميره مرادًا به المعنى الآخرَ كقوله: إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابًا (3) أتى بلفظ السماء وأراد به المطر، ثم بضميره مريدًا به النبات. قالوا: ولم يقع في القرآن (4) " استخدام " إلاَّ (5) على هذه الطريقة، وليس كما ظنوا فقد استخرجت بفكري أربع آيات وقع فيها " استخدام " على هذه الطريقة وأوردتها في كتاب " الإتقان " (6) . الطريقة الثانية: [طريقة] (7) " المصباح " (8) ، أن يؤتى بلفظ مشترك ثم بلفظين يفهم من أحدهما أحد المعنيين، ومن الآخر، كقوله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ (9) } (10) الآية، فالصلاة يُحتمل أن يُراد بها فعلُها وموضعُها، وقوله: {حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} يَخْدِم الأول، و {إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ (11) قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ} يخدِمُ الثَّاني، إذا علمت ذلك، فلم أجد في الحديث ما فيه " استخدام " على الطريقة الأولى، إلاَّ أن يكون   (1) وهي طريقة السكاكي في كتابه " المفتاح ". (2) "أو بالمجاز" مضروب عليه في الأصل، ولعل حذفها أصوبُ والله أعلم. (3) البيت للفرزدق، في الصحاح "سماء" (6/352) . (4) في (ك) : "القراءة". (5) في (ك) : "لها". (6) الإتقان في علوم القرآن (2/108) . (7) "طريقة" ساقطة من الأصل. (8) وهي طريقة بدر الدين بن مالك في كتابه " المصباح ". (9) "الصلاة" مكررة في (ك) . (10) سورة النساء، آية: 43. (11) في الأصل "ولا". سورة النساء، الآية: 34. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 حديث: " صلوا ركعتي الضحى بسورتيهما (1) : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) } و {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) } " إذ أعيد الضمير إلى الضحائين -لكون كل سورة فيها ذِكْرُ الضحى- كان "استخدامًا" على طريقة المفتاح (2) فوجدت هذا الحديث. فإنَّ "أتى" مُشْتَركٌ بين المجامعة والإتيان الذي هو المجيء، فقوله حائضًا أو امرأةً في دبرها يخدِمُ المعنى الأول، وقوله (3) : "أو كاهنًا" يَخْدِمُ المعنى الثَّاني.   (1) في (ك) : " بسور " وفي (ش) : " بسورتيهما ". (2) في (ش) : " المصباح ". (3) " فقوله حائضًا أو امرأة في دبرها يخدم المعنى الأول، وقوله " ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 52 - [138] "حُتِّيه" (1) بالمثناة أي: حُكِّيه. "ثم اقْرُصيه" بالصاد المهملة. قال في النهاية: " القَرْصُ: الدَّلْكُ بأطراف الأصابع والأظفار مع صب الماء عليه حتى يذهب أثرُهُ " (2) .   (1) باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب. (138) عن أسماء ابنة أبي بكر أَنَّ امْرَأَةً سَأَلتِ النَّبيَّ عَنِ الثوْبِ يُصِيْبُهُ الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حُتِّيِه، ثُمَّ اقْرُصِيهِ بالمَاءِ، ثُمَ رُشِّيهِ وَصَلِّي فِيهِ" الجامع الصحيح (1/254) . قال: وفي الباب عن أبي هريرة، وأُمِّ قيس بنتِ مِحْصَنٍ. قال أبو عيسى: حديث أسماء في غسل الدم حديث حسن صحيح. الحديث أخرجه: البخاري، كتاب الوضوء، باب غسل الدم ص (65) رقم: (227) ، كتاب الحيض، باب غسل الدم ص (65) رقم: (227) . مسلم كتاب الطهارة، باب نجاسة الدم وكيفية غسله ص (170) رقم: (291) . أبو داود، كتاب الطهارة، باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في خيفتها (1/152) رقم: (361، 362) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في ذم الحيض يصيب الثوب (1/206) رقم: (629) . النسائي كتاب الطهارة، باب الحيض يصيب الثوب (1/155) . مالك (التمهيد) (2/388) رقم: (2) باب جامع الحيضة. أحمد (6/388) رقم: (26914) . الدارمي (1/596) رقم: (799) ، و (1/687) رقم: (1056) . تحفة الأشراف (11/253) رقم: (15743) . (2) النهاية (4/40) . الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 53 - [139] " بالورْس " (1) . قال ابن العربي: " هو نبات يزرع باليمن ولا يكون بغيره " (2) " من الكَلَف ". قال العربي: " هو لُمعٌ سودٌ تكون في الوجه " (3) .   (1) باب ما جاء في: كم تمكث النُّفساء؟ (139) عن أُم سلمة قالت: " كَانَتِ النُّفَسَاءُ تَجْلِسُ علَى عَهدِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أرْبَعِيْنَ يَومًا، وَكُنا نَطْلِي وُجُوهَنَا بِالوَرْسِ مِنَ الكَلَفِ ". الجامع الصحيح (1/256) . قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من حديث أبي سهل، عن مُسَّة الأزديَّة عن أمِّ سلمة، واسم أبي سهل كثيرُ بنُ زيَاد. قال مُحَمَّدُ بن إسماعيل: علي بن عبد الأعلى ثقة، وأبو سهل ثقة ولم يَعْرِفْ محمَّدٌ هذا الحديث إلاَّ من حديث أبي سهل. والحديث أخرجه: أبو داود كتاب الطهارة، باب ما جاء في وقت النفساء (1/136) رقم: (311) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب النفساء كم تجلس (1/213) رقم: (648) . أحمد (6/340) رقم: (26553) ، (6/343) رقم: (26576) ، و (6/344) رقم: (26584) . الدارمي. (1/666) رقم: (995) . وتحفة الأشراف (13/61) رقم: (18287) . والوَرْسُ: ورس: يزرع في اليمن ونباته مثل نبات السمسم فإذا جف تفتق فينتفض منه مثل الورس، ويخرج صبغه أصفر خالص الصفرة. المعتمد في الأدوية المفردة ص (547) . والكلف: شيء يعلو الوجه كالسمسم ولونه بَيْنَ السواد والحُمرة، وهو حُمْرة كَدِرة تعلو الوجه، انظر: الصحاح " كلف " (4/146) . (2) عارضة الأحوذي (1/185) . (3) عارضة الأحوذي (1/185) . الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 54 - [140] " كان يطوف على نسائه في غُسل واحد " (1) .   (1) باب ما جاء في الرَّجل يطوف على نسائه بغسل واحد. (140) عن أنس أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يطوف على نسائه في غُسل واحد. الجامع الصحيح (1/259) . قال: وفي الباب عن أبي رافع، قال أبو عيسى: حديث أنس حديثٌ حسنٌ صحيح، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يطوف على نسائه بغسل واحد، وهو قول غير واحدِ من أهل العلم. منهم الحسن الضري: أَن لا بأس أن يعود قبل أن يتوضأ، وقد روى محمَّد بن يوسف هذا عن سفيان، فقال: عن أبي عروة، عن أبي الخطاب عن أنس، وأبو عُروة هو: معْمَر بن راشد، وأبو الخطاب: قتادة بن دعامة. والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء فيمن يغتسل من جميع نسائه غُسلاً واحدًا (1/194) رقم: (588) . النسائي، كتاب الطهارة، باب إتيان النساء قبل إحداث الغسل (1/143) . أحمد (3/202) رقم: (12623) . تحفة الأشراف = الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 قال ابن العربي: (1) " له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الوطء القوةُ الظاهرةُ على الخلق، وكان له في الأكل القناعة؛ ليجمع الله له الفضيلتين (2) في الأمور الاعتيادية، كما جمع له الفضلين في الأمور الشرعية (3) .   = (1/344) رقم: (1336) . (1) في (ش) : "كان". (2) في (ك) : " الفضلين ". وهو الألصق بالسياق. (3) عارضة الأحوذي (1/187) . لعله يشير بالفضلين في الأمور الشرعية إلى " الصيام والقيام " والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 55 - [143] " يطهرة ما بعده " (1) . قال مالك (2) : " أراه في القَشْب (3) اليابس " (4) . "لا نتَوَضْأُ مِنَ المَوْطِئ" (5) . قال ابن العربي: "مَفْعِل بكسر العين   (1) باب ما جاء في الوضوء من الموطىء (143) عن أم ولَدِ لِعبْد ِالرَّحمن بنِ عَوْفٍ، قَالَتْ: قُلتُ لأُمِّ سَلَمَةَ: " إِنِّي امْرَأَةٌ أُطِيْلُ ذَيْلِي وَأَمْشِي فِي المَكَانِ القَذِرِ؟ فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُطهرُهُ مَا بَعدَهُ" الجامع الصحيح (1/187) . قال: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود قال: " كنَّا مع رسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاَ نتَوَضَّأُ مِنْ المَوْطَإِ. قال أبو عيسى: وَهوَ قَوْلُ غير واحد من أهل العلم، قالوا: إِذَا وَطِيءَ الرَّجلُ علَى المَكَانِ القَذِرِ أنَّهُ لاَ يَجبُ عَلَيْهِ غَسْلُ القَدَم، إِلأَ أَنْ يَكُون رطبًا فَيَغْسِلُ ما أصابه. قال أبو عيسى: وروى عبد الله بن المبارك هذا الحديث عن مالك بن أنس عن محمَّد بن عُمَارَة عن محمَّدِ بن إبراهيم عن أم ولدِ لِهُودِ بْنِ عَبْد ِالرَّحمن بن عوف، عن أم سلمة، وهو وَهْمٌ، وليس لعبد الرَّحمن بن عوف ابنٌ يُقَال له هُودٌ، وَإِنَّمَا هو: عن أم ولدٍ لإبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوف، عن أم سلمة، وهذا الصحيح. الحديث أخرجه: أبو داود كتاب الطهارة، باب في الرَّجل يطأُ الأذى برِجْلهِ (1/102) رقم: (204) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب الأرض يطهر بعضها بعضًا (1/177) رقم: (531) ، وكتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب كف الشعر والثوب في الصلاة (1/331) رقم: (1041) . تحفة الأشراف (13/65) رقم: (18296) . (2) (ع) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي، أبو عبد الله المدني، الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر من السابعة، مات سنة تسع وسبعين، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال ْالواقدي: بلغ تسعين سنة. التقريب (449) رقم (6425) . (3) القَشْبُ: الخلط، والقِشْبُ من الطعام: ما يُلقَى مِنْهُ ممَّا لا خيْرَ فِيه، الصحاح (1/303) مادة قشب، المعجم الوسيط (2/735) مادة قشب. (4) التمهيد (2/108) رقم: (1) ، باب ما لا يجب منه الوضوء. (5) هذا من الباب السابق، عن عبد الله بن مسعود قال: " كنَّا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا نتوضأ من الموطىء " = الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 من وَطِىء، وهو اسم الموضع، أي: المكان القذر، ويكون بفتحها، والمعنى واحد، ويجوز من الموطوء بمعنى مفعول" (1) . قال في النِّهاية: " أي ما يوطأ من الأذى في الطريق. أراد لا نعيد (2) الوضوء منه لا أنَّهم كانوا لا يغسلونه " (3) .   = وقد سبق تخريجه. (1) عارضة الأحوذي (1/192) . (2) في (ك) : "لا تفيد" والصواب "لا نعيد". (3) النهاية (5/202) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 56 - [147] "دخل أعرابي المسجد" (1) زاد الدارقطني: " فقال: يا محمَّد متى الساعة؟ فقال له: ما أعددت لها؟ فقال: لا، والذي بعثك بالحق ما أعددت لها من كثير صلاة وصيام، إلاَّ أنِّي أحب الله ورسوله، فقال: " أنت مع من أحببت " (2) قَالَ: (3) "وهو شيخ كبيرٌ". "لقد تحجَّرت واسعًا".   (1) باب ما جاء في البول يصيب الأرض. (147) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ المَسْجدَ، وَالنبِي جَالِس فَصَلَّى، فَلَما فَرَغَ قَالَ: اللَهُمَّ ارحَمْنِي وَمُحَمَّدَا وَلاَ تَرْحَم مَعَنَا أَحَدًا، فَالْتَفَت إِلَيْهِ النَّبِيُّ فَقَالَ: " لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا "، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي المَسْجدِ، فأَسْرَعَ إِلَيْهِ النَاسُ، فقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أهرِيْقُوا علَيْهِ سَجلاً مِنْ مَاء، أوْ دَلْوًا مِنْ مَاء، ثُمَّ قَالَ: إنَّمَا بُعِثتمْ مُيَسِّرِيْنَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِيْنَ"، (148) قال سعيد: قال سفيان: وحدثني يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك نحو هذا. الجامع الصحيح (1/192) . قال: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وواثلة بن الأسقع. قال أبو عيسى: وهذا حديث حسنٌ صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. وقد روى يُونسٌ هذا الحديث عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب الأرض يصيبها البول (1/157) رقم: (380) . النسائي كتاب السهو، الكلام في الصلاة (3/14) . أحمد (2/314) رقم: (7251) . تحفة الأشراف (10/17) رقم: (13139) . وفي الباب من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومن طريق ثابت عن أنس بنحوه. (2) عارضة الأحوذي (1/198) . (3) القائل هو الدارقطني، انظر العارضة (1/198) . الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 قال ابن العربي: " معنى اعتقدت المنع فيما لا منع فيه من رحمة الله " (1) . " فأسرع إليه النَّاس " زاد الدارقطني: " فقال النّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دعوه نخشى (2) أن يكون من أهل الجنة " (3) . "أهْرِيقُوا عليه" ضُبط بسكون الهاء وفتحها. "سَجْلاً". قال ابن العربي: " هو الدَّلْوُ مَلأى (4) فإن لم يكن فيها ماء ليس بسجل، قال: والدلو مؤنثة، والسجل مذكر " (5) . فائدة: قال ابن العربي: " تبين برواية الدارقطني أنَّ البائل في المسجد هو السائل عن الساعة، والقائل ولا ترحم معنا أحدًا " (6) . وذكر الحافظ ابن حجر: " أنه ذو الخُويصرة (7) ، ورَد ذلك عن (8) مرسل سليمان (9) بن يسار أخرجه أبو موسى المديني (10) في الصحابة " (11) .   (1) في (ش) : "تعالى". (2) في (ك) : "عسى" وفي (ش) : "تخشى". (3) عارضة الأحوذي (1/198) . (4) ملأى، وملآنة (ج) : مِلاءٌ، المعجم الوسيط (2/882) . (5) عارضة الأحوذي (1/198) . (6) عارضة الأحوذي (1/198) . (7) ذو الخويصرة اليماني، صحابي. الإصابة (3/214) رقم (1727) ، قال الحافظ ابن حجر: اثنان: أحدهما: تميمي وهو رأس الخوارج، واسمه: حُرْقوص، وقيل غير ذلك والآخر يماني وهو الذي بال في المسجد. ونزهة الألباب في الألقاب (1/288) . (8) في (ك) : " من " وفي (ش) : " عن ". (9) في (ش) : " سليم ". وسليمان بن يسار أبو أيوب، المدني عالم المدينة وفقيهها (ت: 107 هـ) . السير (5/373) رقم (540) . (10) محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى أحمد بن عمر، أبو موسى المديني، الحافظ الثقة، شيخ المحدثين، له كتاب "ذيل معرفة الصحابة" وغيره، (ت: 581 هـ) . انظر: سير أعلام النبلاء (21/152) ، شذرات الذهب (4/373) . (11) فتح الباري (1/323) رقم: (220) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 (أبْوابُ الصَّلاَةِ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 57 - [149] " أمَّني جِبْرِيْلُ عِنْدَ البَيْتِ " (1) في روَايَة الشافعي: " عند باب البيت ". قال ابن العربي: (سمعت من يقول في المجالس -ولم أرَهُ في كتاب-: " أن جبريل لم يكُن مُصَلِّيًا، وإنما أمَّه بقوله، أو أَتَى بصورَة الصَّلاة على معنى تعليم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ". وهذا ضعيف يرده ظاهر قوله: "فصَلَّى"، وَهَذا يقتضي أنه صَلَّى مثلهُ، والذي عندي أن (2) فرار هذا القائل من (3) هذا القول إنما هو من تَعَلُّق أصحاب الشافعي على علمائنا في صحّة إمامَة المتنفل بهذا الحديث، قالوا: " فإن جبريل كان متنفلاً مُعَلِّمًا، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مفترض. فحاد عن ذلك بأن جبريل لم يكن مُصَلِّيًا، وأسْقط قوله: " أمَّني ". وقوله: " إن جبريل -إن كان مُصَليًا- كان متنفلاً، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مفترضًا خلف متنفلٍ ". دعوى، فمن أين   (1) باب ما جاء في مواقيت الصلاة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (149) عن ابن عبَّاس، أَن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " أمَّنِي جِبْرِيْل عِنْدَ البيتِ مَرَتَيْنِ، فَصَلَّى الظُهْرَ فِي الأوْلى منْهُمَا حِيْنَ كانَ الفَيءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صّلَّى العَصْرَ حِيْنَ كانَ كُل شَيءٍ مِثْلَ ظِلِّهِ، ثمَّ صَلَّى بالمَغْرِبِ حِيْنَ وَجَبَتْ الشَمس وأفْطَرَ الصائِم، ثُمَّ صلَّى العِشَاءَ حِيْنَ غَابَ الشَفَقُ، ثُمَّ صّلَّى الفَجْر حِيْنَ برَقَ الفَجْرُ وَحَرُمَ الطعَامُ علَى الصَّائِم. وصلَّى المَرَّةَ الثانِية الظُّهْرَ حِيْنَ كانَ ظِلُّ كُل شَيءٍ مِثْلَهُ، لِوَقْتِ العَصْرِ بالأَمس، ثُمَّ صَلَّى العَصْرَ حِيْنَ كان ظِل كُل شيءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ لِوَقتِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ صّلَّى العِشَاءَ الآخِرَةَ حِيْنَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْل، ثُمَّ صَلَّى الصُّبح حِيْنَ أسْفَرَتِ الأَرْضُ، ثُمِ الْتَفَتَ إليَّ جِبْرِيْلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُ الأَنْبِيَاءِ مِن قَبْلِكَ، وَالوَقْتُ فِيْمَا بينَ هَذَيْنِ الوَقْتيْنِ ". قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي هريرة وبُرَيْدَةَ، وَأَبي موسى، وأبي مسعود وأبي سعيد، وجابرٍ، وعمْرِو بن حَزْمٍ، والبَرَاءِ وَأَنَسٍ. الجامع الصحيح (1/278) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب في المواقيت (1/160) رقم (393) ، وأحمد (1/333، 354) ، والشافعي (1/50) . انظر: تحفة الأشراف (5/259) حديث (6519) ، وصحيح الترمذىِ للعلامة الألباني (127) . (2) " أن " ساقط من " ك ". (3) " هذا القائل من " ساقط من " ك ". الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 عَلِم ما كان جبريل (1) -عليه السلام- في الصلاة من تنفل أو افتراض؟ فإن قيل: لا تكليف على مَلَك في هذه الشريعة، وإنما هي على الجن والإنس، قلنا: ذلك لم يُعلم عقلاً، وإنما علم بالشرع، وجِبريل مأمُور بالإمَامَة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يؤمر غيرُه من الملائكة بذلك، فكما خُصَّ بالإمَامَة، جاز أن يُخصَّ بالفريضة؛ وقد روينا في حديث مالك من قول جبريل -عليه السلام-: " بهذا أُمِرت " برفع التاء وبفتحها (2) . فأما رفع التاء فثابت صحيح، وهو في أمر جبريل صريح، ولم يُعلَم صفة أمر الله تعالى لهُ، وَهل قال له: بلغ إلى محمَّد هيئة الصلاة قولاً، أو فعلاً، أو قولاً وفعلاً (3) ، أو كيف شئت. فلا يجيء (4) هذا الإلزام) (5) . ْوقال ابن التين: (6) (7) " لما أمر الله تعالى جبريل بتعليم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذه الصلاة، كانت فرضًا عليه (8) ، لأنه أُمر بذلك، فكانت صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خلفه، صلاة مفترض خلف مفترض (9) ". " حين كان الفيء (10) مثل الشراك " هو سير النَّعْل. قال ابن   (1) في العارضة: " فمن أين عند أحد ما كان عند جبريل " (1/209) . (2) في العارضة: " ونصبها ". وكأنه تصويب من الإمام السيوطي، إذ النصب من علامات الإعراب، والفتح من علامات البناء، والضمائر كلها مبنية، أو هي في نسخة أخرى كما أثبتها السيوطي. والله أعلم. (3) "أو قولاً وفعلاً" ساقط من " ش ". (4) في العارضة: " فلا ينجي من هذا الإلزام إلاَّ أن يقال ... " (1/209) . (5) عارضة الأحوذي (1/209) . (6) "وكيف شئت فلا يجيء هذا الإلزام، وقال ابن التين" ساقط من الأصل و (ش) . (7) ابن التين: عبد الواحد بن التين أبو محمد الصفاقسي المغربي المالكي المحدث المفسر الفقيه (ت: 611 هـ) له شرح على صحيح البخاري باسم " المخبر الفصيح في شرح البخاري الصحيح ". شجرة النور الزكية (1/168) ، تراجم المؤلفين التونسيين (1/276) . (8) " عليه " ساقط من " ش ". (9) " خلف مفترض " ساقطة من " ش ". (10) الفيء: ظل الشمس بعد الزوال، سمي بذلك لأنه يفيء، أي: يرجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق، النهاية (3/482) ، مادة فيأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 العربي: " يعني: قِصَر (1) الظل " (2) ، وقال ابن قتيبة: " يتوهم الناس أن الظل والفيء بمعنى، وليس كذلك، بل الظل يكون غدوة (3) وعشية (4) ، ومن أول النهار إلى آخره، وأمَّا الفيء فلا يكون إلاَّ بعد الزوال، ولا يقال لما قبل الزَّوال: فَيْءٌ، وإنما قيل لما بعْد الزَّوال: الفيء، لأنه ظِلٌّ فاء من جانب إلى جانب: أي رجع، والفيءُ: الرجوع " (5) . " حين وجبت الشمس ": أي: سقطت. " حين بَرَق (6) الفجر " بفتح الراء. " هذا وقت الأنبياء من قبلك ". قال ابن العربي: (ظاهره يوهم أن هذه الصلوات -في هذه الأوقات- كانت (7) مشروعة لمن قبلهم من الأنبياء، وليس كذلك (8) ، وإنما معناه (9) : هذا وقتك (10) المشروع لك؛ يعني الوقت الموسع المحدود بطرفين: الأول والآخر (11) . "ووقت الأنبياء قبلك"، يعني: مثله وقت الأنبياء قبلك، أي: صلاتهم كانت وَاسِعَة الوقت، وذات طرفين مثل هذا، وإلاَّ فلم يكن (12) (13) هذه الصلوات على هذا الميقات إلاَّ لهذه الأمَّة خاصّة، وإن   (1) " قرص " في " ك ". (2) عارضة الأحوذي (1/206) . (3) الغدوةُ: -بفتح الغين- المرَّة من الغُدوِّ وهو السير أوَّل النَّهار، نقيض الرواح. والغُدْوة -بالضم-: ما بين صلاة الفجر الغداة وطلوع الشمس (ج) غُدّا، وغُدُوّ، النهاية (3/346) مادة غدا. (4) العَشيُّ والعَشِيَّةُ: من صلاة المغرب إلى العتَمة، الصحاح (6/416) مادة عشَا. (5) لم أَجد هذا الكلام بنصه لابن قتيبة في غريب الحديث (1/21) . (6) برَقَ: بالكسر بمعنى الحيرة، والفتح من البريق، اللُّمُوعُ، النِّهاية (1/120) مادة: برق. (7) " كانت " ساقط من " ك ". (8) في العارضة: فهل الأمر كذلك أم لا؟ (1/208) . (9) في العارضة: والمعنى فيه (1/208) . (10) " وقيل " في الأصل: والصواب ما أثبت. (11) في العارضة وقوله: " ووقت " (1/208) . (12) في العارضة: " تكن " (1/209) . (13) " يكن " في " ك ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 كان غيرهم قد شاركهم في بعضها. وقد روى أبو داود في حديث العشاء: " أعتموا بهذه الصلاة، فإنكم قد فُضِّلتم بها على سائر الأمم " (1)) (2) . وكذا قال ابن سيِّد الناس: " يريد (3) في التوسعة عليهم، في أن للوقت أولاً وآخرًا، لا (4) أن الأوقات هي أوقاتهم بعينها ". " والوقت فيما بين هَذين الوقتين ". قال ابن سيد الناس: يريد هذين، وما بينهما. أما إرادته أن الوقتين اللذين أوقع فيهما الصلاة وقتٌ لها (5) ، فتبين بفعله (6) . وأما الإعلام بأن ما بينهما أيضًا وقت، فبينه قوله (7) عليه السَّلام ". " قال محمد (8) : أصح شيء في المواقت حديث جابر (9) " (10) .   (1) أبو داود، كتاب الصلاة، باب في وقت العشاء الآخرة (1/168) رقم (421) وتمامه: ولم تُصلِّها أُمة قبلكم. (2) عارضة الأحوذي (1/209) . (3) فاعل الفعل -يريد- هو " ابن العربي " كما يفهم من السياق، والله أعلم. (4) في (ك) : " إلاَّ ". (5) في الأصل: " لهما " والمثبت من " ش "؛ لأن الضمير يعود على الصلاة. والله أعلم. (6) الضمير يعود على جبريل عليه السلام، لأنه هو الذي أوقع الصلاة في الوقتين إمامًا كما هو بَين من نص الحديث. والله أعلم. (7) الضمير يعود على جبريل عليه السلام، كما هو بيِّنٌ من نص الحديث. والله أعلم. (8) أي: محمَّد بن إسماعيل البخاري، صاحب الصحيح، هو من سماعات الترمذي له، كما هو بين من ترجمة الترمذي. التهذيب (9/344) . وكما صرَّح بذلك النووي، فقال: " قال -أي: الترمذي-: وقال محمَّد -يعني البخاري-: أصح شيء ... "المجموع شرح المهذب (3/22) . (9) (ع) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، بمهملة وراء، الأنصاري، ثم السَّلمي بفتحتين، صحابي بن صحابي، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين، تقريب التهذيب ص (75) الاستيعاب (1/292) الإصابة (2/45) . (10) تحفة الأحوذي، أبواب الصلاة، باب ما جاء في مواقيت الصلاة (1/468) ، وقول السيوطي: "قال محمَّد" هي من حكاية الإمام الترمذي، في تعليقه على هذا الحديث برقم: (150) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 قال ابن القطان: " حديث جابر يجب أن يكون مرسلاً (1) ؛ لأن جابرًا لم يذكر من حدَّثه بذلك، ولم يشاهد ذلك صبيحة الإسْراء، لِمَا عُلِمَ مِنْ أَنه أنصَارِيٌّ، إنما صَحِب بالمدينة " (2) . قال: " وابن عباس، وأبو هريرة اللذان رويَا أيضًا قِصّة إمَامَة جبريل، فليس يلزم في حديثهما من الإرسَال ما في رواية جابر؛ لأنهما قالا: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ذلك وقصّهُ عليهما " (3) .   (1) قال ابن الصلاحِ: ثم إنَّا لم نَعُدَّ في أنواع المرسل ونحوه، ما يسمَّى في أصول الفقه " مرسل الصحابي "؛ لأنَّ ذلك في حكم الموصول المسند؛ لأنَّ روايتهم عن الصحابة. والجهالة بالصحابي غير قادحة؛ لأنَّ الصحابة كلهم عدول، والله أعلم. اهـ. وقال البلقيني: حكى بعضهم الإجماع على قبول مراسيل الصحابة، ولكن الخلاف ثابت، ذكره بعض الأصوليين عن الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني " ... والمراد أنَّ غالب رواية الصحابي إنما هو عن صحابي مثله. محاسن الاصطلاح للبلقيني ص (63، 64) . ثم إنَّ ابن حجر ذكر في نكته مذاهب العلماء في قبول المرسل فقال: ثالثها: أي ثالث المذاهب، قبول مراسيل الصحابة -رضي الله عنهم- فقط، وَرَدُّ ما عداها مطلقًا. قلتُ -أي ابن حجر-: وهو الذي عليه عمل أئمة الحديث. النكت على ابن الصلاح (2/548) شرح معنى مرسل. (2) بيان الوهم والإيهام (2/467) رقم (465) . (3) المصدر السابق بلفظ: " وقصه عليهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 58 - [153] " إن كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليصلي الصبح " (1) . قال ابن   (1) (153) عن عائشة، قالت: إنْ كان رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيُصَلِّي الصبحَ فَيَنْصَرفُ النِّسَاءُ. قَالَ الأَنْصَارِيُّ: فَيَمُرُّ النِّسَاءُ مُتَلَفِّفَاتِ بمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ. وَقَالَ قَتيْبةُ: مُتَلَفِّعَاتِ. الجامع الصحيح (1/287) . قال: وفي الباب عن ابن عمر وأنس وقيلة بنت مخرمة. قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح. وقد رواه الزهري عن عائشة نحوه. والحديث أخرجهُ البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت الفجر ص (121) رقم: (578) . ومسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب التكبير بالصبح في أول وقتها، وهو التغليس ص (288) رقم: (230) . وأبو داود: كتاب الصلاة، باب في وقت الصبح (1/168) رقم: (423) . والنسائي كتاب المواقيت، التغليس في الحضر (1/271) . ومالك باب وقوت الصلاة (1/18) رقم (3) شرح الزرقاني على الموطأ وأحمد (6/178) . وانظر = الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 سيد الناس: " على معنى التأكيد، و" إنْ " مخففة من الثقيلة المؤكدة، واللام لازمةٌ، بعدها؛ للفرق بينهما وبين التي بمعنى ما ". " فيمر النساء مُتلففات " بفاءين. " بمروطهن " (1) . قال ابن العربي: " المرط كساء، وأكثر ما يستعمل للنساء. وقال ابن فارس: هو ملحفة يؤتزر بها ". وقال ابن (2) قتيبة: متلفعَات؛ بعين مهملة بعد الفاء. قال ابن العربي: التلفع هو التلفف، إلاَّ أن فيه زيادة تغطية الرأس، فكل متلفع متلفف، وليس كل متلفف (3) متلفعًا " (4) .   = تحفة الأشراف (12/422) حديث: (17931) . (1) في " ك ": " بمرطهنّ ". (2) " ابن " ساقط من الأصل. (3) " إلاَّ أنَّ فيه زيادة تغطية الرأس فكل متلفع متلفف، وليس كل متلفف " ساقط من الأصل و (ش) . (4) عارضة الأحوذي (1/211) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 59 - [154] " أسفروا بالفجر "، (1) . قال ابن العربي: "الإسفار   (1) باب ما جاء في الإسفار بالفجر. (154) عن رَافِع بن خَدِيج، قَالَ: سَمِعْتُ رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " أسْفِرُوا بِالفَجْرِ، فَإنَّهُ أعْظَمُ لِلأجرِ " الجامع الصحيح (1/289) . قال: وَقَدْ رَوى شُعْبَةُ، والثوْرِيُّ هَذَا الحدِيثَ عَنْ مُحمَّد بن إسْحَاقَ قال: وَرَوَاه مُحَمَّدُ ابنُ عجْلاَنَ أَيْضًا عَنْ عَاصِم بن عُمَرَ بن قتَادَة. قال: وفي الباب عن أبي بَرْزَةَ، وَجَابِر وبِلال. قال أبو عيسى: حديثُ رافع بن خَدِيج حَديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصلاة، باب في وقت الصبح (1/169) رقم: (424) . والنسائي: كتاب المواقيت، الأسفار (1/272) . وابن ماجه: كتاب الصلاة، باب وقت صلاة الفجر (1/221) رقم: (672) . وأحمد (3/465) و (4/140، 142، 143) . والدارمي (1220) و (1221) و (1222) . انظر: تحفة الأشراف (3/157) حديث (3582) . الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 الضوء مَأخوذ من سَفَر، أي تَبَيَّن فانكشف (1) " (2) . وقال ابن سيد الناس: " الإسفار التبين والتيقن، والمراد [به] (3) هنا: إذا انكشف واتضح؛ لئلا يظل المصَلي في شك من دخول الوقت ". قال (4) في النهاية: " قالوا: يحتمل أنهم حين أمروا بتغليس صلاة الفجر في أول وقتها، كانوا يصلونها عند الفجر الأول حرصًا ورغبة، فقال: " أسفروا بها " أي أخروها إلى أن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه (5) ، ويُقوي ذلك أنه قال لبلال: " نَوِّر بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نَبْلهم " (6) ، وقيل: إن الأمر بالإسفار خاص في الليالي المقمرة؛ لأن أول الصُّبح لا يتبين فيها، فأُمرُوا بالإسفار احتياطًا " (7) انتهى.   (1) " وانكشف " في (ك) . (2) عارضة الأحوذي (1/212) . (3) " به " ساقطة من الأصل، ومن (ش) . (4) في " ك ": (وقال) . (5) في (ك) : " ويتحققوه ". (6) أبو داود: كتاب الصلاة، باب في الأذان قبل دخول الوقت (1/202) رقم: (534) بلفظ آخر. والنسائي، كتاب الأذان، وقت أذان الصبح (2/11) بلفظ آخر. وفي رواية ابن أبي شيبة، وإسحاق وغيرهما بلفظ " ثوب بصلاة الصبح يا بلال، حتَّى يبصر القوم مواقع نبلهم من الإسفار " تلخيص الحبير (1/298) ، ومعنى التثويب في صلاة الصبح، قال ابن الأثير: وهو قوله: الصلاة خير من النَّوم مرتين، النهاية (1/227) باب الثاء مع الواو. (7) النِّهاية (2/372) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 60 - [157] " إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة " (1) قال ابن   (1) باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر. (157) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذَا شْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ فَإن شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فيْحِ جَهَنَّمَ " الجامع الصحيح (1/295) . قال: وفي الباب عن أبي سعيد، وأبي ذرٍّ، وابن عُمَرَ، والمُغِيْرَةَ، وَالقَاسم بن صفوان عن أبيه، وأبي موسى، وابن عباس وأنس. قال: ورُوِي عن عُمَرَ عَنِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هَذَا، ولا يصحُّ. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديثُ حسَنٌ صحيح. والحديث أخرجهُ البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدَّة الحر الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 العربي: " معنى (1) "أبردوا" أخِّروا إلى زمَن البرد، ولا ينتظر ذلك مع قوله: " عن "، فإن صُورته أخِّروا عن الصَّلاة، إلاَّ بإضمار تقديره: أخروا أنفسكم عن الصلاة (2) . وقد رواه مُسْلم: " فأبردوا بالصلاة " وهو انتظامه في الظاهر " (3) . وقال ابن سيد الناس: "أبردوا (4) ، أي: أخروها عن ذلك الوقت، وادخلُوا بها في ذلك وقت البرْد (5) ، وهو الزمَان الذي يتبين فيه انكسارُ شِدّة الحرّ، وتوجد فيه بردوة مَّا. يقال: أبرد الرَّجُل؛ أي صار في برْد النهار، و" عن " في قوله: " عن الصلاة "؛ بمعنى الباء (6) ، كما رُوي في بعض طرقه: " أبردوا بالصلاة " (7) ، و" عَن " تأتي بمعنى الباء، كما يقال: " رميت عن القوس " (8) أي: به، وقيل: " عن " هنا زائدة، أي:   = ص (116) رقم (534) . مسلم، كتاب المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدَّة الحر لمن يمضي إلى جماعة ويناله الحر في طريقه ص (279) رقم: (180) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة الظهر (1/164) رقم: (401) . والنسائي، كتاب المواقيت، الإبراد بالظهر إذا اشتد الحر (1/248) . وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدَّة الحر (1/222) رقم: (678) . وأحمد (2/266) . والدارمي (1210) . وانظر: تحفة الأشراف (10/38) حديث: (13226) . (1) "معنى" ساقطة من (ك) . (2) "إلا بإضمار تقديره أخروا أنفسكم عن الصلاة" ساقط من (ك) . (3) عارضة الأحوذي (1/218) . (4) "أبردوا" ساقط من الأصل. ومثبتة في (ك، ش) . (5) "البرد" ساقط في (ك) . (6) وهي للتعدية في هذا الحديث، كما قال الزمخشري، الفائق (1/82) حرف الباء مع الراء، وكما قال الطيبي في شرحه على مشكاة المصابيح (3/876) رقم (582) . (7) أخرجه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر ص (116) رقم: (536) . مسلم: كتاب المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر ص (279) رقم: (615) . أبو داود: كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة الظهر (1/164) رقم (401) . (8) " عن " في هذا المقال، بمعنى: الاستعانة، وذلك أنَّ القوس أداة الرمي، لذا فهي لا تنطبق على معنى " عن " التي في الحديث. والله أعلم. مغني اللبيب (1/297) ، النحو الوافي (2/514) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أبردوا الصلاة، يقال: أبرد الرجل كذا، إذا فعله في برد النهار". و" من فيح جهنم " هو انتشار (1) حرّها، وشدة غليانها. قال ابن العربي: " وأصله (2) الواو " (3) . قال ابن سيد الناس: " وقد روي به في حديث أبي سعيد "من فوح جهنم" ". قال أحمد: " لا أعلم أحدًا رواه بالواو إلا الأعمش " (4) .   (1) "انتشا" في (ك) . (2) أي أصل الألف، التي في فعل " فاح " واوٌ كما في العارضة. قال الجوهري: فاحت ريح المسك تفوح وتفيح فوحًا، وفاحت القِدْر تفيحُ: غلتْ، وفاحتِ الغَارَةُ تفيح: اتسعَتْ. الصحاح (1/578) مادة فوح. (3) عارضة الأحوذي (1/218) . (4) المسند (3/55) لكن وردت " فيح " ولم يعقبها الإمام أحمد بكلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 61 - [158] " حتى رَأينَا (1) فَيْءَ (2) التُّلُولِ " (3) . قال ابن العربي:   (1) " رأيناه في " في (ك) . (2) وأصل الفيء الرجوع يقال: فاء يفيء فئة وفيوءًا كأنه كان في الأصل لهم فرجع، ومنه قيل للظل الذي يكون بعد الزوال فيئًا لأنه يرجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. النهاية (3/482) . والفيءُ: ما بعد الزوال من الظِّلِّ، وإنما سُمي الظل فيئًا: لرجوعه من جانب إلى جانب. الصحاح (1/90، 91) مادة فيأ. (3) (158) عن أبي ذرِّ: أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان في سفرٍ ومَعَهُ بِلاَل فَأَرَادَ أَنْ يُقِيْمَ، فَقَالَ "أَبْرِدْ" ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُقِيْمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أبْرِدْ فِيِ الظهْرِ" قَالَ: حتَى رأَيْنَا فَيءَ التُّلولِ، ثُمَّ أَقَامَ فَصّلَّى، فقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن شِدةَ الحَر مِنْ فيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ". هَذَا حَديثُ حَسَنٌ صَحِيح. الجامع الصحيح (1/297) . والحديث أخرجهُ: البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر، في شدة الحر ص (116) رقم: (535) . ومسلم، كتاب المساجد، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحرص (279) رقم: (616) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة الظهر، (1/164) رقم (401) ، وأحمد (5/155، 162، 176) . انظر تحفة الأشراف (9/161) حديث (11914) . الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 " هي الروابي المرتفعة، والكدى الثابتة (1) في الأرض، واحدها تل " (2) . قال ابن سيد الناس: " وظلها لا يظهر إلاَّ بعد تمكن الفيء، واستطالته جدًّا، بخلاف الأشياء المنتصبة التي يظهر ظلها سريعًا في أسفلها؛ لاعتدال أعلاها (3) ، وأسفلها ".   (1) "الثنية" في عارضة الأحوذي. والثنية: هي الطريق في الجبل، أو كالعقبة فيه، وجمعها "ثنايا". والكُدْية: الأرض الصلبة، وجمعها "كُدَى"، وحاصل معنى كلمة كدى في اللغة، يبين لنا مقصد الإمام السيوطي من إثباته "الثابتة" بدل "الثنية". فإن كان تصويبًا، فهو تحصيل حاصل، فكل كُدْية ثابتة. وإن كان استهجانًا لكلمة "ثنية" وهي الطريق في الجبل، فله ذلك؛ لأنَّ الإمام ابن العربي نَعَتَ المعرفة بما زادها غرابة، وهذا مستثقل في لسان العرب، وكان يكفيه أن يقول: "الروابي والكدى"؛ لأنَّ النعت تابع يُذكر لتوضيح متبوعه. وربما كان تصحيفًا في النسختين؛ فَأَلْيقُ لفظٍ نعتًا للكدى، وأوفقُه رسمًا للثابتة هو "النابتة". والله أعلم. (2) عارضة الأحوذي (1/218) . (3) "أهلها" في (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 62 - [159] "في حجرتها" (1) أي: دارها (2) . "لم يظهر الفَيْءُ" (3) . قال ابن سيد الناس: "أي لم يعدُ السَّطْحَ،   (1) باب ما جاء في تعجيل العصر. (159) عن عائشة أنَّها قالت: صلَّى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العَصْرَ والشَّمسُ في حُجْرَتهَا لم يظْهَرِ الفَيءُ مِن حُجْرَتهَا. الجامع الصحيح (1/298) . قال: وفي الباب عن أنسٍ، وأبي أَرْوى، وجابِرٍ، ورافع بن خَدِيج. قال: وَيُرْوَى عَنْ رَافِع أيضاً عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تأخير العصر، ولا يَصِحُّ. قال أبو عيسى: حديث عائشة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت العصر ص (117) رقم (545) . ومسلم، كتاب المساجد، باب استحباب التكبير بالعصر ص (281) رقم (621) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة العصر (1/165) رقم (407) . والنسائي، كتاب المواقيت، تعجيل العصر (1/252) . وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب وقت صلاة العصر (1/223) رقم (683) . ومالك (2) ، وأحمد (6/37، 85، 199، 204، 278) ، والدَّارمي (189) . انظر: تحفة الأشراف (12/73) حديث (16585) . (2) " ذراها " في (ك) . (3) أي لم ترتفع ولم تخرج إلى ظهرها. النهاية (3/165) . أ- في هذه الرواية نُسب الظُّهور للفيءِ -وهو الظِّلُّ- فجاء "لم يظهر الفيء" أي: لم يرتفع، قال البخاري: وقال أَبو أسامة عن هشام: "من قعر حجرتها". = الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وقيل: لم يَزُلْ عنها، والظهور يستعمل فيهما". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 63 - [160] " إذا كان بين (1) قرني الشيطان " (2) . قيل: هو على حقيقته وظاهِره. والمراد: أنه (3) يحاذيها بقَرْنَيْه عند غروبها، وكذا عند طلوعها؛ لأن الكفار يسجدون لها حينئذ فيقارنها؛ ليكون الساجدُون لها   = ب- وفي رواية أخرى نُسب الظهور للشمس، فجاء: " أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي العصر، والشمس في حجرتها لم تظهر ". ج- وفي رواية أخرى قالت -أي: عائشة- " كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي العصر والشمس لم تخرُج من حجرتها ". جامع الأصول (5/227) . من خلال هذه الروايات يمكن أن نسأل ونقول: ما هو المقصود "بظهور الفيء"؟ وما هو المقصود " بظهور الشمس "؟ والجواب هو: أنَّ ظهور الفيء له معنيان -بحسب قصد المتكلم- في هذه الأحاديث: 1- إما أن يراد بعدم ظهوره: عدم تجاوزه قعر الغرفة كما في الحديث -بسبب إشراق الشمس في المكان كله، عدا الحائط الذي قبالتها، وهو ما انبسط ظله في قعر الغرفة- فلا ترى السيدة عائشة رضي الله عنها حركته في الارتفاع، لقرب زمنه بالزوال. وهو المراد، كما قال البخاري عن أسامة عن هشام. 2- أو أن يراد بعدم ظهوره: عدم بروزه وتبينه للعين، وهو وقت ما قبل الزوال، وهذا بعيد. وأما ظهور الشمس فالمراد منه ارتفاعها -أي: خروجها- من الغرفة. إذن فالمراد بالظهور: الارتفاع، سواء للشمس أو للفيء؛ لأنه لا حركة للفيء إلا بحركة الشمس، والله أعلم. (1) " من " في (ك) . (2) (160) عن العلاء بن عبد الرَّحمن: أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرَفَ من الظُّهر، ودارهُ بِجَنْبِ المسْجدِ، فَقَالَ: قُومُوا فَصلُّوا العصْرَ، قَالَ: فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قَالَ: سمعتُ رسول اللهَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: " تِلْكَ صَلاَةُ المُنافِق، يَجلِسُ يَرْقُبُ الشَّمسَ، حَتَّى إذَا كَانَتْ بينَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَ أرْبعًا، لاَ يَذْكُرُ اللهَ فِيها إلا قَلِيْلاً ". هذا حديثٌ حسنٌ صَحِيحٌ. الجامع الصحيح (1/301) . والحديثُ أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر ص (281) رقم (622) . وأبو داود: كتاب الصلاة، باب وقت صلاة العصر (1/166) رقم (413) . والنسائي، كتاب المواقيت، باب التشديد في تأخير العصر (1/254) . ومالك (33) ، وأحمد (3/102، 149، 185) ، وانظر: تحفة الأشراف (1/296) حديث (1122) . (3) " أنه " ساقط من (ك) . الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 في صُورَة الساجدين له. وقيل: هو على المجاز، والمراد بقرنيه: عُلُوُّه وارتفاعه، وسُلطانه وغلبة أعوانه، وسجود (1) مُطيعيه من الكفار للشمس. "فنقر أربعًا" كناية (2) عن سُرعَة الحركات كنقر الطائر.   (1) في (ش) : " والسجود ". (2) في الأصل: " كنى " والمثبت من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 64 - [164] " وتوارت بالحجاب " (1) أي: استترت.   (1) (164) باب ما جاء في وقت المغرب. عن سلمة بن الأكوع قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصلِّي المغرب إذا غربَتِ الشَّمسُ وتوَارَتْ بِالحِجَابِ. قال: وفي الباب عن جابر، والصُّنابحيِّ، وزيد بن خالد، وأنس، ورافع بن خديج، وأبي أيوب، وأم حبيبة، وعباس بن عبد المطلب، وابن عباس. وحديث العباس قد روي ْموقوفًا عنه، وهو أصح، والصنابحي لم يسمع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو صاحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه. فال أبو عيسى: حديث سلمة بن الأكوع حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت المغرب ص (119) رقم: (561) . مسلم، كتاب المساجد، باب أول وقت المغرب عند غروب الشَّمس ص (285) رقم (636) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب وقت المغرب (1/167) رقم (417) . النسائي، كتاب المواقيت، أول وقت المغرب (1/258) . ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب وقت صلاة المغرب (1/225) رقم (688) . انظر: تحفة الأشراف (4/43) حديث (4535) . الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 65 - [172] " الوقت الأول من الصلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله " (1) قال ابن العربي: " روي عن أبي بكر الصديق أنه قال فيه: " رضوان الله أحب إلينا من عفوه " (2) . قال عُلماؤنا: "لأن رضوانه   (1) باب ما جاء في الوقت الأوَّل من الفضل. (172) عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الوقت الأول من الصلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله ". هذا حديث غريبٌ. والحديث أخرجه الدارقطني (1/249) . قال ابن حجر: والحديث رواه الترمذي والدارقطني من حديث يعقوب بن الوليد المدني، ويعقوب، قال أحمد بن حنبل: كان من الكذابين الكبار، وكذبه ابن معين، وقال النسائي متروك، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، وقال البيهقي يعقوب كذبه سائر الحفاظ. تلخيص الحبير (1/293) رقم (259) . وقال العلامة الألباني: موضوع، ضعيف سنن الترمذي ص (33) رقم (172) . (2) قال ابن حجر: قال التيميُّ في الترغيب والترهيب: "ويروى عن أبي بكر الصديق أنه قال -لما = الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 للمحسنين، وعفوه عن (1) المقصرين" (2) . وللدارقطني من حديث أبي محذورة زيادة: " ووسط الوقت رحمة الله " (3) . 65 م- 171 "الصلاة إذا أتت" (4) . قال ابن العربي وابن سيد الناس: " كذا رُويناه (5) بتائين، كل واحدة منهما معجمة باثنتين من فوقها، ورُوي " آنت " بنون ومد، بمعنى حانت (6) ، وحضرت " (7) .   = سمع هذا الحديث-: رضوان الله أحبُّ إلينا من عفوه ". تلخيص الحبير (1/294) رقم (259) . (1) في العارضة " للمقصرين " والفعل "عفا" يتعدى بـ " عن " وبـ " لِ"، فكلتا التعديتين صحيحة، لسان العرب (15/72، 73) المعجم الوسيط (2/612) مادة "عفا". (2) عارضة الأحوذي (1/230) . (3) سنن الدارقطني (1/249) رقم (22) . قال ابن حجر: قال التيمي في الترغيب والترهيب -وذكرَ أوسطَ الوقت-: لا أعرفه إلاَّ في هذه الرواية. تلخيص الحبير (1/294) رقم (259) . (4) (171) عن علي بن أبي طالب أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له: "يا عليُّ، ثلاثٌ لا تُؤخِّرهَا: الصلاة إذا آنَت، والجنازة إذا حضرت، والأيِّمُ إذا وجْدتَّ لها كُفْؤًا". قال أبو عيسى: هذا حديث غريب حسن. أخرجه: ابن ماجة، كتاب الجنائز، باب ما جاء في الجنازة لا تُؤخر إذا حضرت ولا تتبع بنار (1/476) رقم (1486) . وأحمد (1/105) . وتحفة الأشراف (7/437) حديث (10251) . (5) في العارضة " كذا رويته " بصيغة المجهول، وهي تعني في اصطلاح أهل الحديث: أنَّ شيخه حدَّثه به. قال السيوطي: " قال الشيخ ابن الصلاح: حدَّثنا، وأخبرنا، أرفع من سمعت من جهة أخرى، إذ ليس في سمعتُ دلالة على أنَّ الشيخ روَّاه بالتشديد "إياه"، وخاطبه به "بخلافهما" فإنَّ فيهما دلالة على ذلك. تدريب الراوي (1/421) . (6) " آنت " في (ك) النهاية (1/87) مادة أين. (7) عارضة الأحوذي (1/230) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 66 - [175] " الذي تفوته (1) صلاة العَصْر! فكأنما وُتر أهله ومالَه " (2) .   (1) " يفوته " في الأصل، والصواب ما أثبته من جامع الترمذي. (2) باب ما جاء في السهو عن وقت صلاة العصر. (175) عن ابن عمرَ، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: = الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قال ابن العربي: " معناه: سلب عنه (1) ، فبقي وترًا، أي: فردًا " (2) . قال: " رُويَ (3) " أهْلهُ " بنصب اللام، ورفعه، فإن رُفِعَت فعلى البدَل من ضمير (4) (5) وتر، وإن نُصِبَت فعلى المفعول به " (6) . زاد ابن سيد الناس: "ويحتمل -في الرفع- أن يكون ضمِّن "وُتر" معنى   = "الَّذي تفُوتُهُ صلاَةُ العَصرِ فَكأنَّمَا وُتِرَ أهْلَهُ وَمَالَهُ". قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (1/330) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب إثم من فاتته العصر ص (118) رقم (552) . ومسلم، كتاب المساجد، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر ص (282) رقم (626) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة العصر (1/166) رقم (414) . والنسائي، كتاب الصلاة، باب صلاة العصر في السفر (1/237) . ومالك (22) ، وأحمد (2/64 و102 و 148) ، والدارمي (1234) ، وانظر تحفة الأشراف (6/203) حديث (8301) . (1) لا توجد " عنه " في العارضة (1/231) رقم (175) . (2) المصدر السابق. وهذا المعنى هو ما حكاه جمهور شراح الحديث، انظر: معالم السنن للخطابي (1/113) رقم (144) ، النهاية لابن الأثير (5/148) ، باب الواو مع التاء، شرح السنة للبغوي (2/214) رقم (371) ، الفائق للزمخشري (3/343) الواو مع التاء. (3) " ورُوي " في (ك) . (4) أي: مُضمر في العامل "وُتِرَ" ويمكن تقديره على وجهين: أ- أن نقول: " كأنما وُتر الرَّجل أهلُه ومالهُ، وحينئذٍ يصبح أهله وماله بدلَ اشتمال؛ لأنَّ من خصائص بدل الاشتمال ألاَّ يدخل في تكوين الذات، أي: ذات المبدل منه، تكوينًا ماديًا أصلاً. ب- أو أن نقول: كأنما وُتر رزقُه: أهلُهُ ومالُه، وحينئذٍ يصبح أهلُه ومالُه، بدلَ بعض من كل؛ لأنَّ ضابط " بدل بعض من كل " أن يكون البدل جزءًا حقيقيًا من المبدل منه، وأن يصح الاستغناء عنه بالمبدل منه، والله أعلم. النحو الوافي (3/667، 668) . (5) "الضمير" في (ك) . (6) عارضة الأحوذي (1/231) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 نُزِع (1) ، فيكون "أهْلهُ" هو المفعول الذي لم يسمّ فاعله (2) ، و" ماله " معطوف (3) عليه، قال: وهذا فيمن (4) فاتته بغير عذر حتى تغيب الشمس ". وقال الداودي: " معناه: أنه يجب عليه من الأسف والاسترجاع مثل الذي يجب على (5) مَنْ وُتِر أهْلَه ومَالَه " (6) . قلت: ودخلت الفاء في الخبر وهو: " فكأنما " لتضمُّن المبتدإ -وهو الموصول- معنى الشرْط.   (1) جاء في معاجم اللغة: " نزع " بمعنى جذب واقتلع، لا بمعنى " سلب " إلاَّ ما حكاه ابن منظور فقال: وفرَّق سيبويه بين " نزع " و" انتزع " فقال: انتزع استلب، ونزع حوَّل الشيء عن موضعه، الصحاح (3/583) ، لسان العرب (8/349) حَوَّل. (2) قال صاحب النحو الوافي: " النائب عن الفاعل، يسميه كثير من القدماء: المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله ". النحو الوافي (2/97) . (3) أن تكتب "معطوفًا" أصوب؛ لأنها خبر يكون المقدر بعد واو العطف. والله أعلم. (4) " ممن " في (ك) . (5) " عليه " في (ك) . (6) الظاهر أن قول الداودي نقله السيوطي بواسطة ابن التين في شرحه على البخاري، كما فعل في الأحاديث التي شرحها الطيبي من مشكاة المصابيح، والتي سيأتي ذكرها. والداودي هو أبو جعفر أحمد بن نصر الداوودي من أئمة المالكية بالمغرب، كان فقيهًا فاضلاً من مؤلفاته " النصيحة في شرح البخاري " وهو الذي ينقل عنه ابن بطال وابن التين السفاقسي وغيرهما، مات سنة 402 هـ، وقيل 411 هـ. انظر: ترتيب المدارك (4/623) ، الديباج المذهب ص (35) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 67 - [176] " يا أبا ذَرٍّ! أُمَرَاءُ يَكُونُونَ من بَعْدِي يُمِيتُون الصَّلَاةَ " (1) . قال ابن سيد الناس: "إماتتها: إخراجها عَنْ وَقتها، حتى   (1) باب ما جاء في تعجيل الصلاة إذا أخَّرها الإمام. (176) عن أبي ذرِّ، قال قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يا أبا ذرٍّ أُمَرَاءُ يكُونُونَ من بعْدِي يُمِيتُون الصَّلاَة، فَصلِّ الصَّلاَةَ لِوَقتِهَا، فِإنْ صُلِّيَت لِوَقتِهَا كانت لكَ نافِلَةً، وإلاَّ كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلاَتَكَ ". وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وعبادة بن الصامت. الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 يكون كالميت الذي لا روح له"، قال: " وقوله: فصل الصلاة لوقتها: يعني: المختارَ، بدليل قوله: " فإن صليت لوقتها كانت لك نافلة " أي: زيادة في العمل والثواب، وإلاَّ كنت قد أحْرزت صلاتك، أي: فعَلتها في وقتها، وعلى ما يجب أداؤهَا ". " حديث أبي ذر حديث حسن "، بل [هو] (1) صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه.   = قال أبو عيسى: حديث أبي ذر حديث حسن. الجامع الصحيح (1/332) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب كراهية تأخير الصلاة عن وقتها المختار، وما يفعله المأموم إذا أخَّرها الإمام ص (289) رقم (648) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت (1/171) رقم (431) . والنسائي، كتاب الإمامة إعادة الصلاة مع الجماعة بعد صلاة الرَّجل لنفسه (2/112) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء إذا أخَّروا الصلاة عن وقتها (1/398) رقم (1256) . وأحمد (5/147 و149 و156 و160 و163 و168 و169) ، والدارمي (123) و (1231) وانظر تحفة الأشراف (9/174) حديث (11950) . (1) "هو" ساقط من الأصل ومثبتة في (ك، ش) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 68 - [179] " قال عبد الله (1) : إن المشركين شغلوا (2) رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن (3) أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ما شاء الله " (4) . قال ابن العربي: "الصحيح ما يأتي بعد هذا، أن الصلاة -التي   (1) هو عبد الله بن مسعود كما في التحفة (1/531) رقم (179) . (2) في الأصل " شغلُوا عن " وفي (ك) : " شغلُوا عني " والصواب ما أثبته. (3) "عن " ساقط من (ك) . (4) باب ما جاء في الرَّجل تفوته الصلوات، بأيتهن يبدأ؟ (179) عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، قال: قال عبد الله: إنَّ المشركين شَغَلُوا رسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن أربع صلوَاتٍ يومَ الخَنْدَقِ، حَتَّى ذَهبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، فأَمَرَ بلاَلاً فَأذَّنَ، ثُمَّ أَقامَ فَصلَّى الظُّهْرَ، ثمَّ أَقَامَ فَصلَّى العَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصّلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العِشَاءَ". قال: وفي الباب عن أبي سعيد، وجابر. قال أبو عيسى: حديث عبد الله ليس بإسناده بأسٌ، إلاَّ أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله. الجامع الصحيح (1/337) . والحديث أخرجه: النسائي، كتاب المواقيت، كيف يقضي الفائت من الصلاة (1/297) ، وفي الكبرى (1506) و (1542) . وأحمد (3751، 423) ، وابن عبد البر في = الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 شُغل عنها رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابُه يوم الخندق (1) - صلاةٌ واحدةٌ، وهي: العَصْرُ" (2) . وقال ابن سيد الناس: " اختلفت الروايات في الصلاة المنسيّة يوم الخندق، ففي حديث جابر الآتي، أنها العصر، وهو في الصحيحين (3) ، وفي الموطأ (4) أنها الظهر والعصر، وفي هذا (5) الحديث أنها أربع صلوات. فمن الناس من اعتمد على ما في الصحيحين: كابن العربي (6) ، ومنهم من جمع بين الأحاديث في ذلك، بأن الخندق كانت وقعته أيَّامًا، وكان (7) ذلك كله في أوقات مختلفة في تلك الأيام (8) ، وهذا أولى من الأول؛ لحديث أبي سعيد (9) في ذلك، وإسناده صحيح جليل، ثم أنه منسوخ بصلاة الخوف " (10) انتهى.   = التمهيد (5/236) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (26) وانظر: تحفة الأشراف (7/166) حديث (9633) لكن حديث أبي سعيد، حديث صحيح، أخرجه النسائي، كتاب الأذان، الأذان للفائت من الصلوات (2/17) ، وفي الكبرى (1541) ، وأحمد (3/25 و49 و67) والدارمي (1532) . (1) " يوم الخندق " ساقط من (ك) و (ش) . (2) عارضة الأحوذي (1/235) . (3) البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب قضاء الصلوات الأولى فالأولى ص (124) رقم (598) . ومسلم، كتاب المساجد، باب الدليل لمن قال الصلاة الواسطي هي صلاة العصر ص (284) رقم (631) . (4) رواه مالك في موطئه، كتاب صلاة الخوف، باب صلاة الخوف، الحديث رقم (4) انظر: التمهيد (5/281) . (5) "هذا" ساقط من (ك) . (6) عارضة الأحوذي (1/235) . (7) " فكان " في (ك) . (8) شرح صحيح مسلم للنووي (5/130) . (9) أخرجه النسائي في كتاب الأذان للفائت من الصلوات (2/17) . (10) ونسخُه كان بالآيتين (101، 102) من سورة النساء، وبفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما في كتاب = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 69 - [180] "بُطْحَانَ" (1) بضم أوله وسكون ثانيه: وادٍ بالمدينة، وذكر (2) أبو عبيد البكريُّ (3) وغيره: أنه بفتح أوله وكسْر ثانيه، وأنشد: * عنان (4) بطحَان ... من منى فالمحصب * (5)   = الخوف، باب صلاة الخوف من صحيح البخاري وغيره. والله أعلم. (1) باب ما جاء في الرَّجل تفوته الصلوات بأيهن يبدأ؟ (180) عن جابر بن عبد الله، أنَّ عمر بن الخطاب قال يوم الخَنْدَقِ: وجَعلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْش، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا كِدْتُ أُصلِّي العَصرَ حَتَى تَغْرُبَ الشَمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَاللهِ إن صَلَّيتُهَا" أي: ما صلَّيتها. قال: فَنزلنا بُطْحَانَ، فتَوضَّأ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتوَضَّأنَا، فَصلَّى رَسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العصر، بَعدَ ما غَربَتِ الشَّمسُ، ثُمَّ صلَّى بعدها المغْرِبَ ". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الجامع (1/338) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت ص (124) رقم (596) . ومسلم، كتاب المساجد، باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ص (284) رقم (631) . والنسائي، كتاب السهو، باب إذا قيل للرجل هل صليت، هل يقول لا (3/84) . وانظر: تحفة الأشراف (2/394) حديث (3150) . (2) في الأصل: " فذكر " وما أثبتناه من (ك) . (3) هو العلامة المتقن، عبد الله بن عبد العزيز بن محمد أبو عبيد البكري، نزيل قرطبة، كان رأسًا في اللغة وأيام الناس، من تصانيفه " معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع " مات سنة 487 هـ رحمه الله تعالى. انظر: الصلة (1/277) ، سير أعلام البلاء (19/35) . (4) " عنها " في (ك) . (5) عنان بطحان من قريش فيثرب ... فملقى الرحال من منى فالمحصب انظر: معجم ما استعجم (1/258) . " والعَنَانُ ": من كل شيء ناحيته " ج " أعنان، المعجم الوسيط (2/633) مادة "عنَّ"، ولسان العرب (13/294) مادة " عَنَنَ ". الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 70 - [185] " بين كل أذانين صلاة " (1) قال ابن سيد الناس:   (1) باب ما جاء في الصلاة قبل المغرب. (185) عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ، عن النَّبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " بيْنَ كُلِّ أذَانَينِ صَلاَةٌ لِمَنْ شَاءَ ". وفي الباب عن عبد الله بن الزبير. قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء ص (129) رقم (627) . ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب بين كل أذانين صلاة ص (361) رقم (838) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة قبل المغرب (1/410) رقم (1283) . والنسائي، كتاب الأذان، الصلاة بين الأذان والإقامة (2/28) . وابن ماجه، كتاب = الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 "المراد: الأذان وَالإقَامَة، فهو من باب التغليب، كالعُمرين (1) والقمرين (2) -طلبًا للخفة- إذ المذكر أَخَفُّ من المؤنث) . حدَّثنا أبو سلمة يحيى بن خلف البصري (3) ثنا المعْتَمِرُ بن سليمان (4) عن أبيه عن حَنشٍ (5) عن عكرمة (6) ، عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:   = إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الركعتين قبل المغرب (1/368) رقم (162) . وأحمد (4/86 و5/54 و56 و57) والدارمي (1447) . (1) " العُمَرَانِ " أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. الصحاح (2/468) مادة " عمر ". (2) " والقمران " الشمس والقمر. المعجم الوسيط (2/758) مادة " قمر". (3) (م، د، ت، ق) يحيى بن خلف الباهلي، أبو سلمة البصري، الحُوْباري، بجيم مضمومة وواو ساكنة ثم موحدة، صدوق، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. التقريب ص (589) رقم (7539) . (4) (ع) مُعتمِر بن سيمان التيمي، أبو محمَّد البصري، يلقب الطُّفَيل ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقد جاوز الثمانين، التقريب ص (539) رقم (6785) . (ع) " سليم " في الأصل و (ش) " سلمان " في (ك) والصواب ما أثبتناه، وهو سيمان بن طَرْخان التيمي، أبو المعتمر البصري، نزل في التَّيم فنُسب إليهم، ثقة عابد من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وهو ابن سبع وتسعين، تقريب التهذيب ص (192) رقم (2575) . (5) (ت، ق) الحسين بن قيس الرَّحبي، أبو علي الواسطي لقبه حَنَش، بفتح المهملة والنون ثم معجمة، متروك، من السادسة، التقريب ص (168) رقم (1342) . (6) (ع) عكرمة أبو عبد الله، مولى ابن عباس، أصله بربري، ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا تَثبُت عنه بدعة، من الثالثة، مات سنة أربع ومائة، وقيل بعد ذلك، التقريب ص (397) رقم (4673) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 71 - [188] "من جمع بين الصَّلاتين من غيرِ عُذْرٍ فَقَد أتى بابًا من أبواب الكبائر" (1) . هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (2) ، وأعله بحنش، وقال: " كذبه أحمد "، وقد أخرجه   (1) باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر. (188) عن ابن عباس، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " من جمع بين الصلاتين من غير عُذْرٍ، فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر ". قال أبو عيسى: وحنش هذا هو: أبو علي الرَّحبِيُّ، وهو: حسينُ بنُ قَيْسٍ، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعَّفه أحمد وغيره. الجامع الصحيح (1/356) . (2) الموضوعات لابن الجوزي (2/396) رقم (971) باب الجمع بين الصلاتين. الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 الحاكم في المستدرك، وقال: "حنش ثقة سَكن الكوفة" (1) ، وأخرجه أيضًا البيهقي في سُننه، وله شاهد موقوف على (2) عمر بن الخطاب أخرجه البيهقي (3) ، وآخر عن أبي مُوسَى الأُشعَري، أخرجه ابن أبي شيبة في مُصنفه (4) .   (1) المستدرك للحاكم (1/257) . قال الحاكم: حنش بن قيس الرحبي ثقة. وقال الذهبي معقبًا عليه (قلت) بل ضعفوه. وله شاهد من حديث عمر موقوفًا أخرجه البيهقي في الكبرى (3/169) وأخرجه العقيلي في الضعفاء في ترجمة الحسين بن قيس (حنش) وقال: لا أصل له. الضعفاء (1/248) . (2) " عن " في (ك) . (3) سنن البيهقي (3/169) . (4) مصنف ابن أبي شيبة (2/459) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 72 - [189] " لما أصْبحنا أتيت رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأخبرَته بالرؤيا فقال: إن هذه الرؤيا حق " (1) قال ابن العربي: " رؤيَا الأنبياء وحي، ومرآهَا حق من جملة شرائع الدين، ورؤيا غيرهم في الدين ليسَت   (1) باب ما جاء في بدء الأذان. (189) عن محمَّد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، قال: لمَّا أصبَحْنَا أَتَينَا رَسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ بالرُؤْيَا، فَقَالَ: " إنَّ هَذِهِ لَرُؤيَا حَقٍّ، فَقُمْ مَعَ بلاَلِ، فَإنَّهُ أَنْدَى وَأمَدُّ صوتًا مِنْك، فَأَلْق عَليهِ مَا قِيَلَ لَكَ، وَلْيُنادِ بذلِكَ " قَالَ: فلَمَّا سمع عمر بنَ الخطاب نِدَاءَ بلاَلٍ بالصَّلاَةِ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَجُرُّ إِزارَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الذي قال، قَال: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " فَلله الحَمْدُ، فَذلِكَ أثْبَتُ ". وفي الباب عن ابن عُمَر. حديث عبد الله بن زيدِ حدثٌ حَسنٌ صحيحٌ. وقد روَى هذا الحديث إبراهيمُ بن سعد عن محمَّد بن إسحاقَ أتَمَّ من هَذا الحديث وأطول، وذكر فيه قصة الأذان مثْنَى مَثْنَى والإقِامَةِ مرَّةَ مرَّةَ. وعبد الله بن زيد هو ابن عبد ربّه، ويقال: ابن عبد ربٍّ ولا نعرف له عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليه شيئًا يصحُّ إلاَّ هذا الحديث الواحد في الأذان. وعبد الله بن زيد بن عاصم المازنيُّ له أحاديث عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو عمُّ عبَّادِ بن تَمِيمٍ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب كيف الأذان (1/189) رقم (499) ، وابن ماجه، كتاب الأذان والسنة فيها، باب بدء الأذان (1/232) رقم (706) . وأحمد (4/42 و43) ، والدارمي (1190) و (1191) . وانظر تحفة الأشراف (4/343) حديث (5309) وضعيف ابن ماجه للعلامة الألباني (147) . الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 بشيء، ألاَّ أن هذه الرؤيا من غير الأنبياء استقرت في الدين لوجوه: أحدهَا أنه يحتمل أنه قيل للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنفذهَا وَحْيًا فأنفذهَا، إذ (1) كانت مما يتشوّف إليها، ويميل إلى العمل بها، فأُمر بها حتى يُقَرَّ عليها أو يُنهى عنها، على القول بجواز الاجتهاد له، وعلى أن يبين (2) أن هذه المسألة من مسائل القياس، ولأنه (3) رأى نظمًا لا يستطيعه الشيطان، ولا يدخل في جملة الوسَاوس والخواطر المرسلة. ورُوِي أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى الأذان ليلة أسري به وسَمعه، ولم يؤذن له فيه عند فرض الصلاة حتى بلغ الميقات، وفي قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعُمرْ: " فذلك أثبت " دليلٌ على ترجيح أحد الاحتمالين الثاني والثالث على الأول، لأنه (4) كان الإقرار عليه أولاً بوحي " (5) . انتهى. قال ابن سيد الناس: " وذكر أبو داود في مراسيله: أن عمر لما رأى الأذان في المنام أتى ليخبر به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وقد جاء الوحي بذلك- فما راعه إلاَّ بلال يُؤَذِّنُ، فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " سَبَقَكَ بذلك الوَحْيُ ". قال (6) : وهذا يعضد التأول الأول ". "فإنه أندى": أي: أحسن صوتًا، وقال ابن حجر: " أي أقعَد بالمد وَالإطالة " (7) . " حديث عبد الله بن زيد، حديث حسن صحيح ". قال ابن سيد الناس: "عبد الله بن زيد اثنان من الأنصار من بني مازن: أحدهما ابن عبد   (1) "و" في (ك) . (2) " يتبيَّن " في (ك) . (3) " أو " في التحفة. (4) " أنه " في (ك) . (5) عارضة الأحوذي (1/248) . (6) في المراسيل لأبي داود: " قد سبقك بذلك الوحي " المراسيل (81/20) . (7) فتح الباري (2/87) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 ربّه (1) صاحب حديث الأذان، والآخر ابنُ عاصم (2) له أحاديث في الوضوء، وصلاة الاستسقاء وغير ذلك، وقد نُسب بعض المتقدمين إلى الوهم حيث جعل حديث الأذان لابن عاصم".   (1) (عخ 4) هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن عبد الله بن زيد الأنصاري الخزرجي الحارثي، الصحابي الجبيل، رائي الأذان. التقريب (304) رقم (3332) . (2) هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري، المازني، يُعرف بابن أم عمارة، الصحابي الجليل، صاحب حديث الوضوء. الاستيعاب (3/45) رقم (1557، 1558) ، الإصابة (6/90، 91) رقم (4677، 4679) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 73 - [190] " فيَتَحَيَّنُون الصلوات " (1) . قال عياض: " معناه يَقْدُرُون حينها ليأتوا إليها فيه، والحين: الوقت من الزمان " (2) . " فقال عمر: " أَوَلاَ تَبعثوا (3) رجلاً ينادي بالصلاة؟ ". قال ابن سيد الناس: "ظاهره مُعَارضة الحديث الأول، ويمكن الجمع بأن نداء بلال لم يكن -إذْ أشار به عمر- على صُورَة الأذان الشرعي، [بل] (4) لعله على سبيل الإعلام بدخول الوقت، وإنما استقر الأذان الشرعي بعد ذلك، ولا يُعَارِض هذا رؤيا عمر؛ لجواز وقوعها بعد ذلك، وليس في   (1) باب ما جاء في بدء الأذان. (190) عن ابن عُمر، قال: كان المسلمون حين قدِمُوا المدينة، يجتمعون فيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَتِ، ولَيْسَ يُنَادِي بِهَا أَحَدٌ، فتكلموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتَّخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: اتَّخِذوا قرْنًا مثل قرْنِ اليهود، قال: فقال عمر بن الخطاب: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رجلاً يُنادِي بالصَّلاة؟! قال: فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يا بلالُ، قُمْ فَنَادِ بالصَّلاَةِ ". قال أبو عيسى: هذا حديث حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، من حديث ابن عُمَر. الجامع الصحَيح (1/362) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب بدء الأذان ص (126) رقم (604) . ومسلم، كتاب الصلاة، باب بدء الأذان ص (197) رقم (377) . والنسائي، كتاب الأذان، بدء الأذان (2/2) ، وأحمد (2/148) . وانظر تحفة الأشراف (6/117) حديث (7775) . (2) إكمال المعلم (2/237) في ح رقم (377) . (3) في نص الحدث: " أولاَ تبعثون " جامع الترمذي رقم (190) . (4) " بل " ساقط من الأصل و (ش) . الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 حديث عمر أكثر من مطلق النداء". 73 م- 192 " وأبُو محذورة اسمه سمرة بن مِعْيَرْ (1) "، قال ابن سيد الناس: " هذا الذي اختاره الترمذي، وقال غيره: أوس بن مِعْيَر ويقال: سمرة بن عمير (2) ".   (1) (بخ، م 4) أبو محذورة الجُمحي المكي المؤذن، صحابي مشهور، اسمه أوس، وقيل سمر، وقيل: سلمة، وقيل: سلمان وأبو معير، بكسر الميم وسكون المهمل وفتح التحتانية، وقيل: عمير بن لوْذَان، مات بمكة سنة تسع وخمسين، وقيل تأخر بعد ذلك أيضًا. التقريب ص (671) رقم (8341) ، الاستيعاب (4/313) رقم (3194) . (2) " معير " في (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 74 - [195] " إذا أذَّنْتَ فترَسَّل " (1) : هو ترك العجلة مع الإبانة. " وإذا أقمت فاحْدُرْ "، بإهمال الحاء والدال، وتضم وتكسر. ويُروى: " فاحذِم " (2) بالذال المعجمة والميم، وكلاهما بمعنى الإسراع. و" المعتصر " (3) هو كناية الداخل لقضاء حاجته، وأصل الاعتصار: ارتجاع العطي.   (1) باب ما جاء في الترسل في الأذان. (195) عن جابر أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لبلال: " يا بلالُ، إذا أذَّنتَ فَتَرسَّلْ في أذانك، وإذا أقمْتَ فاحدُرْ، واجعل بين أذانك وإقامتك قدْرَ ما يفْرُغُ الآكِلُ من أكلِهِ، والشَّاربُ من شربه والمعتصِر إذا دخل لِقَضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني ". (196) حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد عن عبد المنعم نحوه. قال أبو عيسى: حديث جابر هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد المنعم وهو إسناد مجهول وعبد المنعم شيخ بصري. انتهى. ابن نعيم الأسوري صاحب السقا وهو ضعيف. الجامع الصحيح (1/373) . وانظر تحفة الأشراف (2/168) حديث (2222: و (2/245) حديث (2493) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (30) . (2) رواه الدارقطني من حديث عمر بن الخطاب موقوفًا. تلخيص الحبير (1/330) رقم (294) ، النهاية (3571) مادة " حذم ". (3) هو الذي يحتاج إلى الغائط ليتأهب للصلاة، من العَصَر -بالتحريك- وهو الملجأ أو المستخفى. لسان العرب (4/580) ، النهاية (3/247) مادة " عصر ". الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 75 - [204] " خرج رجل من المسجد بعدما أُذّن فيه بالعصر، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عَصَى أبا (1) القاسم " (2) . قال ابن سيد   (1) " أبي " في الأصل. (2) باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان. (204) عن أبي الشعثاءِ، قال: خرج = الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 الناس: " ذكر بعضهم أن هذا موقوف "، وقال أبو عمر: " هو مسند عندهم. وقال: لا يختلفون في هذا وذاك، إنهما مُسندان مرفوعان " (1) يعني هذا، وقول أبي هريرة. ومن لم يُجِبْ -يعني الدعوة- فقد عصى الله ورسوله.   = رجلٌ من المسجد بعد ما أُذِنَ فيه بالعصر، فقال أبو هريرة: أمَّا هذا فقد عَصَى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال أبو عيسى: وفي الباب عن عثمان. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديثٌ حسن صحيحٌ. الجامع (1/397) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب النَّهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن ص (293) رقم (655) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الخروج من المسجد بعد الأذان (1/203) رقم (536) . والنسائي، كتاب الأذان والسنة فيها، باب إذا أذن وأنت في المسجد فلا تخرج (1/242) رقم (733) . وأحمد (2/410 و416 و471 و506 و537، ْوالدارمي (1208) ، وانظر تحفة الأشراف (10/104) حديث (13477) . (1) قال أبو عمر: وهذا لا يقال مثله من جهة الرأي، ولا يكون إلاَّ توقيفًا، وقد رُوي معناه مسندًا عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلذلك أدخلناه. التمهيد (5/85) ، كتاب جامع الصلاة، باب انتظار الصلاة والمشي إليها. الحديث رقم (5) من الباب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 76 - [206] " عن عبد الله (1) بن عبَّاس أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " من أذَّن سَبع سنين محتسبًا كتب له براءة من النار " (2) . روى ابن حبَّان من حديث ثوبان: " من حافظ على النداء بالأذان سنة، أوجب الجنة " (3) .   (1) في (ك) : " عن ابن عباس ". (2) باب ما جاء في فضل الأذان. (206) عن ابن عباس أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " من أذَّن سبعَ سِنِيْنَ مُحْتَسِبًا، كُتِبَتْ لَهُ برَاءَةٌ مِن النَّارِ ". قال أبو عيسى: وفي البابِ عن عبد الله ابن مسعود، وثوبان، ومعاويةَ، وأنسٍ وأبي هريرة، وأبي سعيد. قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث غريب. الجامع (1/400) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب الأذان والسنة فيها، باب فضل الأذان وثواب المؤذنين (2451) رقم (727) ، والمزي في تهذيب الكمال (7/52) من طريق عكرمة عن ابن عباس. والحديث ضعيف، لضعف جابر الجُعْفِيِّ، كَمَا ذَكر التِّرمذِي. (3) لم أجده في صحيح ابن حبان، ولا في المجروحين، ولا في الثقات، وقد حكم عليه الشيخ ناصر -رحمه الله- في الضعيفة (2/243) رقم (849) بالوضع بلفظ: " من حافظ على الأذان سنة وجبت له الجنة " وعزاه إلى الخطيب في الموضح (2/186) من طريق عبادة بن منسي عن أبي مريم السكوني عن ثوبان. وكذا رواه ابن عساكر من طريق آخر عن أبي مريم مولى السكوني أنه سمع ثوبان به. الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وروى ابن ماجه من حديث ابن عمر: "من أذن اثنتي عشرة سنة، وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم سِتُّون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة" (1) . وروى أبو الفتح (2) من حديث أبي هريرة: " من أذن خمس صلوات إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه " (3) . قال ابن سيد الناس: " ولا تعارض بين هذه المُدَدِ المختلفة في الإقامة بوظيفة الأذان -بالطول والقِصَر- لاختلاف الثواب المترتب (4) عليها. ففي حديث أبي هريرة: " غفر له ما تقدم من ذنبه " وهو وإن كان ثوابًا حسنًا، فليس فيه ما يقتضي دخول الجنة، ولا البراء (5) من النار؛ لما قد يحدث عنه (6) بعد، مما قد يطلب بعهدته. وحديث ثوبان المقيّد بِسَنَة، أطول مدةً، وأكمل ثوابًا؛ إذ الوعد فيه محقق فهو يقتضي السلام مما يحول بينه وبين الجنة فيما تقدم له قبل الأذان -تلك المدة- وما تأخر عنها. وحديث ابن عباس المقيد بسبع سنين كذلك أيضًا، إذ البراءة من النار أمر زائد على دخول الجنة، وليس (7) كل من دخلها سلم من النار. وحديث ابن عمر الأطول منها كلها، مدةٌ تضمن -مع وجوب الجنة له-   (1) كتاب الأذان، باب فضل الأذان وثواب المؤذنين (1/239) رقم (728) وجاء فيه: " ولكل إقامة " بدل " وبإقامته ". (2) في (ك) : " الشيخ " ولعله الحافظ محمَّد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الأزدي الموصلي، أبو الفتح، صاحب كتاب الضعفاء. قال الخطيب: في حديثه مناكير، (ت: 374 هـ) السير (12/417) رقم (3448) . (3) انظر: السلسلة الضعيفة (2/245) رقم (851) وحكم عليه بالضعف وعزاه إلى رزق الله الحنبلي في جزء من حديثه، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/56) رقم (58) ص (148) رقم (276) ، ورواه أيضا الخطيب في تاريخ بغداد (6/73، 207) . (4) في (ك) : " المرتب ". (5) في (ك) : " البراءة " وهو الوجه. (6) في (ك) : " منه ". (7) في (ك) : " فليس ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 زيادة تسعين حسنة كل يوم على الأذان والإقامة، تقتضي زيادةً في رفع الدرجات في الجنة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 77 - [207] " الإمام ضامن، والمؤذِّن مؤتمن " (1) . قال ابن العربي: " اختلف في معناه، فقيل: ضامن، أي: راع، وقيل: حافظ لعدد الركعات. قال: وهما ضعيفان " لأن الضمان في اللغة بمعنى: " الرعاية والحفظ " لا يوجد، وحقيقة الضمان في اللغة والشريعة هو: الالتزام، ويأتي بمعنى الوعاء، لأن كل شيء جعلته في شيء، فقد ضمنته إياهُ. فإذا عرف مَعْنى الضمان، فإن ضمان الإمام لصلاة المأمُوم: هو التزام شروطها، وحفظ صلاته في نفسه؛ لأن صلاة المأموم تنبني عليها، فإن أفسد صلاته، فسدت صلاة من ائْتم (2) به، فكان غارمًا لها.   (1) باب ما جاء أنَّ الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن. (207) عن أبي هريرة قال، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الإمامُ ضامنٌ، والمؤذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أرشِدِ الأئِمَةَ، وَاغفِرْ لِلْمُؤْذِّنِين ". قال أبو عيسى: وفي الباب عن عائشة، وسهل بن سعد وعُقبة بن عامرٍ. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة رواه سفيان الثوري، وحفص بن غياثٍ، وغيرُ واحد عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وروى أسباطُ بن محمَّد بن الأعمش، قال: حُدِّثتُ عَنْ أَبِي صَالح، عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وروى نافع بن سليمان عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه عن عائشة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذا الحديث. قال أبو عيسى: وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصحُّ من حديث أبي صالح عن عائشة. قال أبو عيسى: وسمعتُ محمَّدَا يقول: " حديث أبي صالح عن عائشة أصحُّ ". وذكر عن علي بن المديني أنه لم يُثْبِت حديثَ أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا. انتهى. الجامعَ الصحيح (1/402) . والحديث أخرجه: الشافعي (1/57، 128) . أحمد (2/374) رقم (7801) . ْأبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت (1/198) رقم (517) . تحفة الأشراف (9/372) رقم (12483) . في الأصل، و" ش": " المؤذن مؤتمن والإمام ضامن " والصواب ما أثبته كما في الجامع. (2) في (ك) : " يأتتم ". الحديث: 207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وإنما قلنا بمعنى (1) الوعاء، فقد دخلت صلاة المأموم في صلاة الإمام؛ لتحمل القراءة عنه، والقيام إلى حين الركوع والسَّهْو، ولذلك لم يَجُزْ (2) صلاة المفترض خلف المتنفل؛ لأن ضمان الواجب بما ليس بواجب محال، وهي (3) فائدة. قوله: " اللهم أرشد الأئمة " فإنهم إذا رشدوا (4) بإجراء الأمور على وجهها صحَّت عبادتهم في نفسها. " واغفر للمؤذنين " مَا قصروا فيه من مُراعاة الوقت، بتقدم عليه أو تأخر عنه " (5) انتهى. وفي رواية لابن حبان: " فأرشد الله الأَئِمَّة، وعفا (6) عن المؤذنين " (7) قال ابن حبَّان: الفرق بين العفو والغفران: أن العفو قد يكُون من الرب جل وعلا لمن استوجب (8) النار من عباده قبل تعذيبه إياهم، وقد يكون بعد تعذيبه إياهم الشيءَ اليسير، ثم يتفضل عليهم بالعفو، إما من حيث يريد أن يتفضل، وإما بشفاعة شافع. والغفران: هو الرضى نفسُه، ولا يكون الغفران منه -جل وعلا- لمن استوجب النيران، إلاَّ وهو يتفضل عليهم بأن لا يدخلهم إياها بفضله " (9) انتهى.   (1) في العارضة: " وإن قلنا إنه بمعنى ... ". وهو الصواب (2) في (ك) : " تجز "، وفي العارضة " تجزه ". (3) في (ك) : " وهو "، وكذلك في العارضة. (4) في الأصل: " أرشدوا " والمثبت من (ك) . (5) عارضة الأحوذي (2/9، 10) . (6) هذا من حديث عائشة -رضي الله عنها-. وأما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- "غفر". صحيح ابن حبان (4/559، 560) رقم (1671، 1672) . (7) في الأصل " المذنبين " والصواب ما أثبته كما في صحيح ابن حبان. (8) في (ك) : " استونت ". (9) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (4/562) رقم (1672) ، وفيه بدَل " بفضله " بِحَيْلِهِ. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 وقال في النهاية: " قوله: " الإمام ضامن " أراد بالضمان هنا: الحفظَ والرعايةَ، لا ضمان الغرامة؛ لأنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عُهْدته، وصحّتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحّة (1) صلاتهم " (2) ، وقوله: " والمؤذن مؤتمن " القوم الذي يثقُون إليه (3) ، ويتخذونه أمينًا حافظًا. يقال: أُومِنَ (4) الرجل فهو مؤتمن، يعني: أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم، وصيامهم. وقال ابن سيد الناس: " في معنى ضمان الأئمة أوجه: أحدها: أنهم ضمناء لما غلبوا (5) عليه من الإسرار بالقراءة والذكر. الثاني: أن المراد ضمان الدعاء أن يعم به القوم، ولا يخصّ نفسه. الثالث: أنه يتحمل القيام والقراءة عن المسبُوق ". وأما أمَانة المؤذنين فقيل: لأنهم أمناء على مَواقيت الصلاة، وقيل: أمناء على حُرَم (6) الناس، لأنهم يُشرفُون على المواضع العالية، وقيل: أمناء في تبرّعهم بالأذان. وَروى ابن ماجه من حديث ابن عمر: " خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين: صلاتُهم وصيَامُهم " (7) . روى البيهقي من حديث أبي محذورة: "أُمناء المسلمين على   = والحَيْلُ: القوة، النهاية (1/470) مادة " حيَلَ ". (1) "صحة" ساقطة من (ك) . (2) النهاية (3/102) . (3) إنما يعدى الفعل " وثق " بالحرت " بـ " فلعله من تصحيف النُسَّاخِ والله أعلم. الصحاح (4/332) مادة "وثِقَ"، وأساس البلاغة ص (492) مماد "وثِقَ". (4) في (ك) : " أوتمن ". وهذه الكلمة ألْيَق مِمَّا هو مثبتٌ. والله أعلم. (5) في (ك) : " علنوا ". (6) الحُرمةُ: ما لا يَحِلُّ انتهاكه من ذِمَّة أو حقٍّ، والحُرمةُ: الزوجة أيضًا. جمعُهُ "حُرَمٌ". القاموس المحيط. (7) كتاب الأذان والسنة فيها، باب السنة في الأذان (1/236) رقم (712) . قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/252) : " هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية بن الوليد ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 صلاتهم وسحُورهم (1) المؤذنُون " (2) . 77 م- 211 " الدعوة التَّامة (3) " (4) -بفتح التاء (5) - دعوة الأذان سميت بذلك؛ لكمالها وعظم موقعها. " والصلاة القائمة "، أي: التي ستقُوم، أي: تقام وتُحضر. " وابعثه مقامًا محمودًا " قال ابن سيد الناس: " كذا ورد مُنكَّرًا، حكايةً للفْظ القرآن: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) } (6) ". وقال الحافظ ابن حجر: " نصبه على الظرفية؛ أي ابعثه يوم القيامة، فأقمه مقامًا. أو ضُمِّن " ابعثه " معنى: أَقِمْه. أو على أنه مفعول به، ومعنى ابعثه: أعطه. أو على الحالية: ابعثه ذا مقام " (7) . " الذي وعدته " بدل من "مقامًا" أو بيان. "حلت له الشفاعة"، أي: وجبت -كما في رواية الطحاوي (8) -   (1) في (ك) : " وسجودهم ". (2) سنن البيهقي (1/426) . (3) في (ك) : " الدائمة ". (4) باب ما يقول إذا أذَّن المؤذن. (211) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ قَالَ حينَ يَسمع النِّدَاء: اللَّهمَّ ربَّ هذهِ الدَّعوة التَّامة والصَّلاة القائمة آتِ محمَّدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته. إلاَّ حلتْ له الشَّفاعة يوم القيامة " قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح غريب من حديث محمَّد بن المنكدر، لا نعلم أحدًا رواه غير شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر. وأبو حمزة اسمه دينار. الجامع الصحيح (1/413) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء عند النداء ص (127) رقم (614) . مسلم، كتاب الصلاة باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ص (198) رقم (384) . النسائي، كتاب الأذان، الدعاء عند الأذان (2/26) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الدعاء عند الأذان (1/201) رقم (529) . ابن ماجه، كتاب الأذان والسنة فيها، باب ما يقال إذا أذن المؤذن (1/239) رقم (722) . (5) في الأصل " الدال " والصواب ما أثبته. (6) سورة الإسراء، آية: 79. (7) فتح الباري (2/95) كتاب الأذان، باب الدعاء عند النداء رقم (416) . (8) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- فتح الباري (2/95) رقم (614) ، والطحاوي في شرح = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 أو نزلت عليه، واللام بمعنى: على، ويؤيده رواية مُسلم: " حلت عليه " (1) . " حديث جابر حديثٌ حسن " -بل صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه-. " غريب من حديث محمد بن المنكدر (2) ، لا نعلم أن (3) أحدًا رواه غيرُ شعيب بن أبي حمزة (4) "، قال الحافظ ابن حجر: " فهو غريب مع صحته، وقد تُوبع ابن المنكدر عليه عن جابر، أخرجه الطبراني في " الأوسط " (5) من طريق أبي الزبير (6) عن جابر " (7) .   = المعاني (1/143) . (1) هذه عبارة ابن حجر في الفتح نسبها إلى الإمام مسلم، ولعلهُ وهم فيها، فتابعه السيوطي؛ لأنه ليس في رواية مسلم " عليه " بل " له ". وكذلك ضبطها النووي في شرحه على مسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه (4/85) كما أنَّ لفظ " له " لم يأت في رواية البخاري ولا النسائي ولا ابن ماجه، وإنما هي في سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن (1/199) رقم (523) والله أعلم. (2) (ع) محمَّد بن المنكدر بن عبد الله بن الهُدير، بالتصغير التيمي، المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ثلاثين أو بعدها ومائة. التقريب ص (508) رقم (6327) . (3) " أن " ساقطة من (ك) . (4) (ع) شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم، واسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي، ثقة عابد، قال ابن معين: مِنْ أثبت النَّاس في الزهري، من السابعة، مات سنة اثنتين وستين ومائة، أو بعدها. التقريب ص (267) رقم (2798) . (5) المعجم الأوسط للطبراني (3/301-302) رقم (4654) . (6) (ع) محمَّد بن مسلم بن تَدْرُس، بفتح المثناة وسكون الدال المهملة، وضم الراء الأسدي مولاهم، أبو الزبير، المكي، صدوق إلاَّ أنه يدلِّس، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومائة. التقريب ص (506) رقم (6291) . (7) فتح الباري (2/94) كتاب الأذان، باب الدعاء عند الأذان رقم (614) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 78 - [212] "عن أبي إياس -معاوية بن قرة (1) - عن أنس بن   (1) (ع) معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري ثقة، من الثالثة، مات سنة = الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 مالك قال: قال رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: الدعاء لا يرد بين الأذان (1) والإقامة (2) . حديث أنس حديث حسن، وقد رَوَاهُ أبو إسحاق (3) الهمْدَانِيُّ، عن بُرَيْد بن أبي مريم (4) ، عَن أنس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثل هذا". قال المنذري (5) : " حديث بُرَيْد (6) أجود " (7) . فكأن الأولى إخراجه من حديث بُرَيْد (8) . وقال ابن سيد الناس: " إنما كان أجوَد؛ لأنه لم يُخْتَلف في رَفعه، وَحديث مُعَاويَة مُختَلفٌ في رفعه ووقْفِه، وموقوفُه عندهم أصحُّ. مِمَّن وقفه -عن سُفيان- ابنُ مَهدي.   = ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن ست وسبعين. التقريب ص (538) ، رقم (6769) . (1) في الأصل: " الأذانين " والصواب ما أثبته كما في الجامع. (2) باب ما جاء في أنَّ الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة. (212) عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الدعاء لا يُردُّ بين الأذان والإقامة " قال أبو عيسى: حديث أنس حديثٌ حسنٌ، وقد رواه أبو إسحاق الهمدانيُّ، عن بُريد بن مريم، عن أنس عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثل هذا. الجامع الصحيح (1/415) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة (1/199) رقم (512) . وأحمد (3/119) . وانظر: تحفة الأشراف (1/408) حديث (1594) . (3) في (ك) : " أبو الحسن ". (ع) وهو عمرو بن عبد الله بن عبيد، ويقال: عليٌّ، ويقال ابن أبي شعيرة الهمداني، أبو إسحاق السبيعي، بفتح المهملة وكسر الموحدة، ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك. التقريب ص (360) رقم (5065) . (4) في الأصل "يزيد" والصواب ما أثبته. (بخ ع) وبُريد بن أبي مريم: مالك بن ربيعة السِّلولي، بفتح المهملة البصري، ثقة من الرابعة، مات سنة أربع وأربعين. التقريب ص (121) رقم (659) . (5) في (ك) : " ابن المنذري " والمنذري هو عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعدٍ أبو محمَّد المنذري الشافعي، صاحب الترغيب والترهيب، ومختصر سنن أبي داود (ت: 656 هـ) السير (16/527) رقم (5888) ، طبقات السبكي (4/387) رقم (1187) . (6) في الأصل "يزيد" أيضًا كما سبق. (7) مختصر سنن أبي داود للمنذري (1/283) رقم (489) . (8) في الأصل "يزيد" أيضًا كما سبق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 فما صنعه الترمذي أولى؛ لأنه أخرج المختلف منه (1) ، واستشهد بما لم يختلف فيه؛ لأن الاستشهاد لا يحسن (2) بمختلف فيه " انتهى. وَبُرَيْد -بموحدة وراء- مُصَغرة (3) .   (1) في (ك) : " فيه " وهي أليقُ. (2) " لا يحسن " ساقطة من (ك) . (3) في (ك) : " مصغر ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 79 - [214] " الصَّلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، كَفَّارَاتٌ لما بينهُنَّ مَا لم تُغْشَ الكَبَائِرُ " (1) . قال النووي: " ومعناهُ أن الذنوب كلها تغفر، إلاَّ الكبائر فإنها لا تغفر، وليسَ المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر، فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الأحاديث يأبَاهُ. قال: وقد يقال: إذا كفَّر الوضوءُ، فماذا تُكفِّر الصَّلاةُ؟ وإذا كفرت الصلاة، فماذا تكمْر الجُمعَات، ورَمضان، وكذا (2) صوم عرفة، وعاشوراء، ومُوافقة تأمين الملائكة؟ قال: والجواب ما أجاب به العلماء: أن كل واحد من هذه المذكورَات صالح للتكفير، فإن وجد مَا يكفره من الصغائر، كَفَّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة، كتبت (3) به حسنات، ورفعت به درجات. وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة، رجونا أن يخفف من الكبائر " (4) . انتهى.   (1) باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس. (214) عن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " الصلوات الخمسُ، والجُمُعَة إلى الجُمُعَةِ، كفاراتٌ لما بينهنَّ، ما لم تُغْشَ الكبائر " قال: وفي الباب عن جابر، وأنس، وحنظلةَ الأُسَيديِّ. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (1/418) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ص (153) رقم (233) . وابن ْماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب فضل الجمعة (1/345) رقم (1086) . وأحمد (2/484) ، انظر: تحفة الأشراف (10/222) حديث (13980) . (2) في " ش ": " وكذلك ". (3) في الأصل: " كتب " والمثبت من (ك) . (4) كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه، شرح النووي (3/112) . الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قال ابن سيد الناس: " وفي قول النووي: رجونا أن يخفف من الكبائر " نظر من وجهين: الأول: أن تكفر (1) الذنوب، والثواب المترتب على الطاعات أمرٌ توقيفي ليس للنظر (2) فيه مجال. الثاني: " أن النص الوارد باجتناب الكبائر يرده، والذي نقله المحققون أن الكبائر لا يكفرها إلاَّ التوبة ". وقال القرطبي وغيره من المتأخرين: " لا يبعد في أن يكون بعض الأشخاص يُكَفَّرُ له بذلك الكبائرُ والصغائرُ؛ بحسب ما يحضره من الإخلاص، وَيَرِدُ عليه من الإحسان والآداب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " (3) .   (1) في (ك) : " تكفير ". (2) في (ك) : " للظن ". (3) المفهم في شرح مسلم (1/492) رقم (177) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 80 - [215] " صلاةُ الجمَاعةِ تَفْضُل على صلاة الرجل وحدَه بسبع وعشرين درجة " (1) المراد بالدرجة: الصلاة، فتكون صلاة   (1) باب ما جاء في فضل الجماعة. (215) عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صلاة الجماعةِ تفْضُلُ على صلاةِ الرَّجل وحدهُ بِسبع وعشرين دَرجَة". قال: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وأنس بن مالك. قال أبو عيسى: حديثُ ابن عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهكذا روى نافعٌ عن ابن عمر عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "تَفْضُلُ صلاةُ الجميع على صلاة الرَّجل وحدة بسبع وعشرين درجة". قال أبو عيسى: وعامة من روى عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما قالوا: " خمس وعشرين " إلاَّ ابن عمر فإنه قال: " بسبع وعشرين ". الجامع الصحيح (1/420) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب فضل صلاة الجماعة ص (131) رقم (645، 646، 647، 648) . ومسلم، كتاب المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها ص (290) رقم (649، 650) . والنسائي، كتاب الإمامة، فضل الجماعة (2/103) . وابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب فضل الصلاة في جماعة (1/258) رقم (786، 787، 788، 789) ، ومالك (322) وأحمد (2/17 و65 = الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 الجماعة بمثابة سبع وعشرين صلاة. كذا دلَّ عليه ألفاظ الأحاديث، ورجَّحه ابن سيد الناس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 81 - [217] " ثم آمر بالصلاة فتقام، ثمَّ أُحرِّق على أقوام لا يشهدون الصلاة " (1) . قال ابن سيد الناس: " اختلف العلماء في الصلاة التي أراد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إحراق بيوت المتخلفين عنها، ما هي؟ فقيل: هي صلاة العشاء، وقيل: العشاء والفجر، وقيل: الجمعة. قال يحيى بن معين: هو في الجمعة لا [في] (2) غيرها، وقيل: هي كل صلاة ".   = و102 و112 و156) والدارمي (1280) . (1) باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب. (217) عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " لقد هممتُ أن آمرَ فِتيتيَ أن يجمعوا حُزَمَ الحَطَبِ، ثم آمُرَ بِالصَّلاةِ فتُقَامَ، ثم أحَرِّقُ علَى أقوامٍ لا يشهدونَ الصَّلاة ". قال أبو عيسى: وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وابن عباس، ومعاذ بن أنس، وجابر. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (1/422) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب فضل صلاة الجماعة، وبيان التشديد في التخلف عنها. وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة (1/205) رقم (549) . وأحمد (2/472 و539) . وتحفة الأشراف (10/417) رقم (14819) . (2) " في " ساقطة من الأصل. الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 82 - [219] " ترعد فرائصهما " (1) فقال ابن سيد الناس:   (1) باب ما جاء في الرَّجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة. (219) عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه، قال: شهدتُ مع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حجَّتهُ، فصليتُ معه صلاة الصبح في مسجد الخَيفِ، فلما قضى صلاته انحرف فإذا هو برجلين في أُخْرى القوم لم يصلِّيا معه، فقال: " عليَّ بهما " فجيء بهما تُرعدُ فُرَائِصُهما، فقال: " ما منعَكُمَا أنْ تُصَلِّيَا مَعَنا؟ " فقَالاَ: يا رسول الله إنَّا كُنَّا قد صلَّينا في رحالنا، قال: " فلا تفعَلاَ، إذَا صَليْتُمَا فِي رِحالِكُمَا ثُمَّ أتيْتُمَا مَسجد جماعةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُم، فَإنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ ". قال: وفي الباب عن مِحْجَنٍ، وَيزيد بن عامرٍ. قال أبو عيسى: حديث يزيدَ بن الأسود حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وهو قول غير واحد من أهل العلم. الجامع الصحيح (1/424) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب فيمن صلي في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم. والنسائي، كتاب الإمامة، باب إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده (2/112) . وأحمد (4/160 و161) والدارمي (1374) . انظر تحفة الأشراف (9/104) = الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 " الفريصة: لحمة عند نَغَص (1) الكتف في وسط الجنب عند منبض القلب، وهما فريصتان ترتعدان عند الفزع ".   = حديث (11822) . (1) في الأصل: " نفض " والصواب ما أثبته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 83 - [220] " أيكم يتجر على هذا " (1) . قال في النهاية: " الرواية إنما هي بإتَّجر، من الأجر، والهمزة لا تدغم في التاء، فإن صح فيها " يتَّجر " فيكون من التجارة لا الأجر؛ كأنه بصلاته معه حصل لنفسه تجارة، أي مكسبًا " (2) . " فقام رجل فصلى معه "، قال ابن سيد الناس: " هذا الرجل الذي قام هو أبو بكر الصديق، رواه ابن أبي شيبة عن الحسن مرسلاً " (3) .   (1) باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صُلِّي فيه مرة. (220) عن أبي سعيدٍ، قال: جاء رجلٌ وقد صلَّى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقَالَ: " أيُّكُمْ يَتَّجِرُ علَى هَذَا؟ " فقام رجلٌ فَصلَّى معه. قال: وفي الباب عن أبي أمامة وأبي موسى، والحَكَم بن عُمَيْرٍ. قال أبو عيسى: وحديث أبي سعيدٍ حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (1/427) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب في الجمع في المسجد مرتين (1/212) رقم (574) . والدارمي (1375) و (1376) انظر تحفة الأشراف (3/430) حديث (4256) . (2) النهاية (1/182) . (3) المصنف (2/111) . الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 84 - [222] " فلا تُخفِرُوا الله في ذمته " (1) قال في النهاية: "خَفرت الرجل: أجَرْته. وأخفرته: إذا نقَضْت (2) عَهْده وذِمَامه. والهمزة فيه للإزالة: أي أزلت خفارته، كأشكيته إذا أزلت شكواه، وهو المراد في   (1) باب ما جاء فى فضل العشاء والفجر في الجماعة. (222) عن جندب بن سفيان، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " من صلَّى الصبحَ فهو في ذمةِ الله، فلا تُخْفِزوا الله في ذِمَّتِهِ ". قال أبو عيسى: حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (1/434) . أخرجه مسلم، كتاب المساجد، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة ص (293) رقم (656، 657) . وأحمد (4/312، 313) وانظر تحفة الأشراف (2/441) حديث (3255) . وَجُنْدُب هُوَ ابن عبد الله البجلي نسب إلى جده. (2) في الأصل " أنقَضت " والصواب ما أثبته. الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 الحديث" (1) .   (1) النهاية (2/52) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 85 - [223] " بشِّر المشَّائين في الظُلَم إلى المساجد بالنور التَّام يوم القيامة "، (1) . هذا من باب الخطاب العام، ولم يُرِدْ به أَمْرَ واحدٍ بعينه.   (1) (223) عن بُريدة الأسلميِّ عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلم إلى المساجد بالنور التَّام يوم القيامة ". قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، مرفوع. هو صحيح مسند وموقوف إلى أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يسند إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم (1/209) رقم (561) . وتحفة الأشراف (2/77) حديث (1946) . الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 86 - [224] " خير صفوف الرجال أولُها " (1) . قال ابن سيد الناس: " يعني أكثرها أجرًا، وشرها آخرها، يعني: أقلها أجرًا، وكذا المعنى في صُفوف النساء، وإنما كان ذلك، لأن الصف الأول من صُفوف الرجال مختص بكمال الأوصاف، ومختص بكمال الضَّبْط عن الإمام، والاقتداء به، والتبليغ عنه، وكل ذلك معدُوم في النساء، فاقتضى ذلك تأخيرَهن. وأما الصف الأول من صُفوف النساء، فإنما كان شرًّا من آخرها؛ لما فيه من مقاربة أنفاس الرجال للنساء، فقد يخاف أن   (1) باب ما جاء في فضل الصف الأوَّل. (224) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " خَيْرُ صفُوفِ الرِّجال أوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صفُوفِ النِّساء آخرُهَا، وَشرُّهَا أوَّلُهَا " وفي الباب عن جابر، وابن عباسٍ، وأبي سعيدٍ وأُبَيٍّ، وعائشةَ، والعِرباضِ بن ساريَة وأنسٍ. حديث أبي هريرة، حديث حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها ص (218) رقم (440) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب صف النساء وكراهية المتأخر عن الصف الأول (1/238) رقم (678) . والنسائي، كتاب الإمامة، ذكر خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال (2/93) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب صفوف النساء (1/319) رقم (1000) . وأحمد (2/336 و354 و367) وانظر تحفة الأشراف (9/411) حديث (12701) . الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 تُشَوِشَ المرأة على الرجل، والرجُل على المرأة. وهذا القول في تفضيل التقديم في حق الرجال على إطلاقِه، وأما القول في صفوف النساء فليس على إطلاقه، وإنما هو حيث يَكُنَّ مع الرجال، فأمَّا صفوف النساء إذا لم يَكُنَّ مع الرجال (1) ، وأوَّلْنا (2) خيرها، فالقول فيها كالقول في صُفوف الرجال سَواء " انتهى. وقال القاضي عياض في معنى قوله: " وشرُّ صفوف (3) الرجال آخرها ": قد يكُون سمّاه شرًّا لمخالفة أمره فيها، وتحذيرًا من فعل المنافقين بتأخيرهم عنه، وعَن سماع ما يأتي به " (4) .   (1) " فأما صفوف النساء إذا لم يكن مع الرجال " ساقط من (ك) . (2) في (ك) و" ش ": " فأولها ". (3) " صفوف " ساقطة من (ك) . (4) إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/351) رقم (440) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 87 - [225] " لو أن الناس يعلمون ما في النداء والملف الأول، ثم لم يجدُوا إلاَّ أن يستهمُوا عليه " (1) . أفرد الضمير مع عَوْدِهِ إلى اثنين، لأنه على معنى ذلك الثواب. كما قال رُؤْبة (2) :   (1) (225) قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لو أنَّ النَّاس يعلمون ما في النِّداء والصفِّ الأوَّل، ثم لَم يجِدُوا إلاَّ أن يستهِمُوا عليه لاستَهَمُوا عليه ". قال: حدثنا بذلك إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معنٌ، قال: حدثنا مالكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثْلَهُ. (226) وحدثنا قتيبة عن مالك نحوه. الجامع الصحيح (1/437) . والحديث أخرجه: البخاري، باب الاستهام في الأذان، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي كتاب الشهادات، باب المشكلات، كتاب الأذان، باب الصف الأول ص (143) رقم (721) . ومسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول ص (219) رقم (437) . والنسائي، كتاب المواقيت، الرخصة في أن يقال للعشاء العتمة (1/269) . ومالك (181) وأحمد (2/236 و278 و303 و374 و533) وانظر: تحفة الأشراف (9/389) حديث (12570) . (2) رؤبة بن العجاج: عبد الله بن رؤبة بن لبيد ويكنى أبا الجحاف، وأبا العجاج، وهو من رُجاز الإسلام وفصحائهم المقدمين منهم، وهو بدوي سكن البصرة، وقد أخذ عنه وجوه أهل اللغة واحتجوا بشعره (ت: 156 هـ) . المنتظم (8/188) . الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 فيها خطوط من سَوَاد وبَلق (1) ... كأنه في الجلد توليع البهَق والاسْتهام: الاقتراع، وقيل: الترامي بالسِّهَام. قال ابن سيد الناس: " واختلفوا هل المراد بالنداء هُنا: النداء للجمعَة فقط، أوْ لها ولغيرهَا؟ وإلى الأول ذهب الداوُدي، وإلى الثاني ذهب الجمهور ".   (1) البَلَق: سوادٌ وبياضٌ في اللون، المعجم الوسيط (1/70) مادة بَلَق. البَهَق: البُهَاقُ: داءٌ يذهبُ بلون الجلد فتظهر فيه بُقَع بيض. المعجم الوسيط (1/74) مادة " بهِقَ ". انظر: ديوان رؤبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 88 - [227] " أو ليخالفن الله يين وجوهكم " (1) قال في النهاية: " يريد أن كلاًّ منهم يصرف وجهه عن الآخر، ويوقع بينهم التباغض، فإن إقبال الوجه على الوجه من أثر المودَّة والألفة. وقيل: أراد بها تحويلها إلى الأدبار. وقيل تغيير صُورها إلى صُوَر أخرى " (2) .   (1) باب ما جاء في إقامة الصفوف. (227) عن النعمان بن بشير، قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَوِّي صُفُوفنا، فخرجَ يومًا فرأى رجلاً خارجًا صدرهُ عن القَوم، فَقَالَ: " لَتُسوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أو ليخالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهكم ". قال: وفي الباب عن جابر بن سمُرَةَ، والبَرَاءِ، وَجابر بن عبد الله، وأنسٍ وأبي هريرة، وعائشة. قال أبو عيسى: حديث النُّعمان بن بشير حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها ص (142) رقم (717) . ومسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها ص (219) رقم (436) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف (1/234) رقم (662) . والنسائي، كتاب الإمامة، كيف يقوم الإمام الصفوف (2/89) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصفوف والسنة فيها، باب إقامة الصفوف (1/318) رقم (994) . وأحمد (4/270 و271 و276 و277) . (2) النهاية (2/66) . الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 89 - [228] " لِيَلني منكم أولوا الأحلام والنُّهَى " (1) . قال ابن   (1) باب ما جاء ليليني منكم أُولوا الأحلام والنُّهى. (228) عن عبد الله، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لِيَلِينِي مِنكُم أُولوا الأحلامِ والنُّهَى، ثم الَّذين يلونَهُم، ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختَلِفَ قُلوبكم، = الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 سيد الناس: " الأحلام والنُّهى، بمعنى واحد: وهي العقول ". وقال بعضهم: المراد بأولي الأحلام: البالغون، وبأولي النُّهى: العُقلاء. فعلى الأول: يكون العطف فيه من باب قوله: * وألفى قولها كذبًا ومَينا * وهي أَنَّ تَغايُرَ اللَّفظ قائمٌ مقام تغاير المعنى، وهو كثير في الكلام. وعلى الثاني: يكون لكل لفظ معنى مُستقل. " ولا تختلفوا فتختلف قلوبُكم ". أي: لا يتغير عن التَّوادِّ والألفة إلى التباغض والعداوة (1) . " وإياكم وهيشات الأسْوَاق " بفتح الهاء وسكون الياء التحتية وشين معجمة: أي اختلاطها، وَالمنازعة والخصومات، وارتفاع الأصْوَات، واللَّغَط، والفتن التي فيها.   = وإيَّاكم وهَيْشاتِ الأسْوَاقِ". قال: وفي الباب عن أُبَيِّ بن كعبِ، وأبي مسعودٍ، وأبي سعيد، والبراء وأنس. قال أبو عيسى: حديث ابن مسعودٍ حديثٌ حسنٌ صحيح غريبٌ. الجامع الصحيح (1/440) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصلاة، باب توبة الصفوف وإقامتها وفضل الأول ص (219) (432) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب من يستحب أن يلي الإمام في الصف وكراهية التأخر (1/237) رقم (675) . وأحمد (1/457) والدارمي (1271) ، وانظر تحفة الأشراف (7/96) حديث (9415) . (1) في " ش ": " إلى العداوة والتباغض ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 90 - [239] " نشر أصابعه " (1) . أي: بسطها.   (1) باب في نشر الأصابع عند التكبير. (239) عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا كبَّرَ للصلاةِ نشَرَ أصابعه. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حسن. الجامع الصحيح (2/5) . وقد روى غير واحد هذا الحديث عن ابن أبي ذئبٍ عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة، أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدًّا. وهو أصح من رواية يحيى بن اليمان، وأخطأ ابن اليمان في هذا الحديث. انظر: تحفة الأشراف (9/503) حديث (13082) . وضعيف الترمذي للعلامة الألباني = الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 91 - [240] " رفع يديه مَدًّا " (1) قال ابن سيد الناس: " يجوز أن يكون "مدًّا" مصدرًا مختصًا كقَعَد القُرفصاء أَوْ مَصْدرًا من المعنى كَقَعَدت (2) جلوسًا، أو حالاً من رَفع ". 91 م- 242 " وتعالى جَدُّكَ " (3) أي: [علا] (4) جلالك وَعظمتك. " مِنْ هَمْزِه " فُسِّر فِي الحديث: بالمُوتَةُ؛ (5) وهي شبه الجنون. " ونفخه " فسر بالكِبْر (6) . " ونَفْثِه ": فسّر بالشِّعر. قال ابن سيد الناس: " وتفسير الثلاثة بذلك من باب المجاز ".   = (37) . (1) نفس الباب السابق (240) الجامع الصحيح (2/6) . عن أبي هريرة قال: " كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدًّا ". قال عبد الله بن عبد الرحمن: وهذا أصح من حديث يحيى بن اليمان وحديث يحيى بن اليمان خطأ. والحديث رواه وأبو داود، كتاب الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع (1/259) رقم (753) ، والنسائي، كتاب الافتتاح رفع اليدين مدًّا (2/124) . وأحمد (2/434 و500) . وانظر: تحفة الأشراف (9/503) حديث (103081) . (2) في " ش ": " كقعد ". (3) باب ما يقول عند افتتاح الصلاة. (242) عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا قام إلى الصلاة بالليل كبَّر، ثم يقول: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِكَ، وتَبارَك اسمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إله غيرُكَ " ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُ أَكْبَرُ كبِيرًا " ثم يقول: " أعُوَذُ بِاللهِ السَّمِيع العَلِيم من الشَّيْطَانِ الرَّجِيم، مِن هَمْزهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ ". قال أبو عيسى: وفي الباب عن علي، وعائشة، وعبد الله بن مسعود، وجابر، وجُبَيرٍ بن مُطعمٍ، وابن عمر. قال أبو عيسى: وحديث أبي سعيد أشْهَرُ حديثٍ في الباب. الجامع الصحيح (2/9) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللَّهم وبحمدك (1/265) رقم (775) . والنسائي، كتاب الافتتاح، نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة، وبين القراءة (2/132) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب افتتاح الصلاة (1/264) رقم (804) . وأحمد (3/5 و69) والدارمي (1242) . وانظر: تحفة الأشراف (3/429) حديث (4252) . (4) "علا" ساقطة من الأصل. (5) الهَمْزُ: النَّخسُ والغَمْزُ، وكل شيء دفعته فقد همزته. والمُوتَة: الجنون. النهاية (5/273) . (6) في الأصل " بالكير " والصواب ما أثبته. الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 93 - [252] " هُلْب " (1) قال ابن سيد الناس: " المشهور أنه بضم الهاء وسكون اللام، وقيل: بفتح الهاء وكسر اللام، وقيل: هو مشددُ الباءِ، وهو لقب وَهب (2) ، واسمه يزيد بن عدي بن قنافة، وقيل: هو هُلب بن يزيد بن قنافة ".   (1) (د ت ق) هُلْب، بضم أوله وسكون اللام ثم موحدة الطائي، صحابي، نزل الكوفة، قيل اسمه يزيد، وهُلب لقب. وقال الإمام الترمذي: واسم هلب: يزيد بن قُنافة الطائي، " باب ما جاء في وضع اليمين على الشمال في الصلاة " رقم (252) . التقريب ص (574) رقم (7315) ، والإصابة (10/257) رقم (8993) . (2) " وهب " ساقطة من (ك) . الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 94 - [264] " نَهَى عن لُبس القَسِّيِّ " (1) بفتح القاف وكسْر السِّين المهملة المشدَّدة، نسبة إلى موضع ينسب (2) إليه الثياب القسِّيِّة؛ وهي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقسّ (3) من بلاد مصر، مما يلي الفرمَا (4) .   (1) باب ما جاء في النَّهي عن القراءة في الركوع والسجود. (264) عن علي بن أبي طالب أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن لبس القسِّيِّ، والمُعَصْفِرِ وعن تخَتُّمِ الذَّهبِ، وعن قراءة القرآن في الركوع. قال: وفي الباب عن ابن عباس. قال أبو عيسى: حديث عليٍّ حديث حسنٌ صحيح. الجامع الصحيح (2/49) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصلاة، باب النَّهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ص (232) رقم (479) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في الدعاء والركوع والسجود (1/294) رقم (876) . والنسائي، كتاب الافتتاح، النَّهي عن القراءة في الركوع (2/189) . وابن ماجه، كتاب اللباس، باب كراهية المعصفر للرجال رقم (3602) وفي باب النهي عن خاتم الذَّهب رقم (3642) الأول في (2/1190) والثاني في (2/1202) . ومالك (224) وأحمد (1/92 و114 و126 و132) . انظر تحفة الأشراف (7/403) حديث (10179) . (2) في (ك) : " تنسب ". (3) موضع قريب من الساحل بين الفرما والعريش، قريبة إلى ديار مصر. معجم البلدان (4/346) . (4) مدينة قديمة بين العريش والفسطاط شرقي تنيس على ساحل البحر الأحمر على يمين القاسد لمصر، وهي كثيرة العجائب. معجم البلدان (4/255) . الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 95 - [272] " سبعة آرَاب " (1) أي: أعضاء واحدها أرَب.   (1) باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء (272) عن العبَّاس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: " إذَا سَجَد العبْدُ سَجَد مَعَهُ سَبعَةُ آراب، وجْهُهُ وَركبتاهُ، وركبتاه وقدماهُ ". قال: وفي الباب عن ابن عباس، وأبي هريرة وجابر، وأبي سعيد. قال أبو عيسى: حديثُ العباس حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/61) . الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 96 - [274] " إلى عُفْرَتَيْ إِبْطَيهِ "، (1) أي: بياضهما. والعفرة: بياض ليس بالناصع.   = والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب أعضاء السجود (1/235) رقم (891) . والنسائي، كتاب الافتتاح، باب على كم السجود (2/208) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب السجود (1/286) رقم (885) وأحمد (1/206 و208) . وانظر: تحفة الأشراف (4/265) حديث (5126) . (1) باب ما جاء في التجافي في السجود. (274) عن عُبَيد الله بن عبد الله بن الأقرم الخُزَاعِيِّ عن أبيه، قال: كُنْتُ مع أبي بالقاع من نمِرَةَ، فمرَّتْ رَكَبَةٌ، فإذا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمٌ يُصلِّي، قال: فكُنْتُ أنظر إلى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ إِذا سَجَدَ -أرى بياضهُ-. قال: وفي الباب عن ابن عباس، وابن بُحَيْنَةَ، وجابر وأحمرَ بن جَزْءٍ، وميمونة، وأبي حُميدٍ، وأبي مسعود، وأبي أسيدٍ، وسهل بن سعدِ، ومحمَّد بن مسلمة، والبراء بن عازب، وعديِّ بن عمِيرةَ، وعائشة. قال أبو عيسى: وأحمد بن جزء هذا رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له حديث واحد. قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن أقْرَم حديث حسنٌ، لا نعرفُهُ إلاَّ من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقرم عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير هذا الحديث. الجامع الصحيح (2/62) . والحديث أخرجه: النسائي، كتاب الافتتاح، باب التجافي في السجود (2/213) وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب السجود (1/285) رقم (881) . وأحمد (4/35) وانظر: تحفة الأشراف (4/273) حديث (5142) . الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 97 - [283] " إنا لنراه جفاءً بالرجل " (1) قال ابن سيد الناس: " كان ابن عبد البر [يقوله] (2) بكسْر الراء وسكون الجيم، ويقول: من فتح الراء وضم الجيم فقد غلِط ". قال: " والذي اختاره الأكثرون مَا رده ابن عبد البر، قالوا: وهذا الذي يصلح أن ينسب لهُ الجفا ".   (1) باب في الرخصة في الإقعاء. (283) قال الزبير، أنه سمع طاوُسًا يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاءِ على القدمين؟ قال: " هي السُّنةُ، فقلنا: إنا لنراهُ جَفَاءً بالرَّجُلِ؟ قال: بل هي سُنَّةُ نبيكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. الجامع الصحيح (2/73) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب جواز الإقعاء على العقبين ص (250) رقم (536) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الإقعاء بين السجدتين (1/284) رقم (845) ، وأحمد (1/313) . وانظر تحفة الأشراف (5/28) حديث (5753) . (2) " يقوله ": ساقطة من الأصل. الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 98 - [286] " استعينوا بالرُّكب " (1) . قال ابن العربي: "لما شَكَوْا   (1) باب ما جاء في الاعتماد على السجود (286) عن أبي هريرة، قال: اشْتكى أصحابُ النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - = الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 إليه المشقة، قال: يكفيكم الاعتماد على الركب رَاحَة". وقال صاحب "التتمة" (1) : " إذا كان يُصلي وَحده وطوَّل السجود ولحقه مشقة بالاعتماد على كتفيه، وضع سَاعديه على ركبته لحديث أبي هريرة هذا ".   = إلى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مشَقَّةَ السجود عليهم إذا تفرَّجُوا فقال: " اسْتَعِيْنُوا بالرُّكَبِ ". قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ من هذا الوجه، من حديث اللَّيثِ عن ابن عَجْلانَ. وقد روى هذا الحديث سفيانُ بن عُيَيْنَةَ وَغير واحدِ عن سُمَيٍّ، عن النُّعمان بن أبي عيَّاش عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو هذا "يعني مرسلاً". الجامع الصحيح (2/77) . وكأنَّ رواية هؤلاء أصحُّ من رواية اللَّيثِ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب الرخصة في ذلك -أي في السجود- للضرورة (1/300) رقم (902) . وأحمد (2/339 و417) ، وانظر تحفة الأشراف (9/393) حديث (12580) . وصحح البخاري الإرسال كما في تاريخه الكبير (4/الترجمة 2499) ، والبيهقي (2/117) . (1) عبد الرَّحمن بن مأمون بن علي بن إبراهيم، أبو سعد، الشيخ الإمام، أحد الأئمة الشافعية، له كتاب "التمة" تمَّم به " الإبانة " لشيخه الفوراني (ت: 478 هـ) ، طبقات السبكي (3/122) رقم (454) السير (14/90) رقم (4379) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 99 - [297] " عن أبي هريرة قال: حَذْفُ (1) السلام سنة " (2) . قال ابن سيد الناس: " هذا ممَّا يدخل في المسند عند أهل الحديث أو أكثرهم، وفيه خلاف بين أرباب الأصول معروف ".   (1) في (ك) : " خذوا ". (2) باب ما جاء أنَّ حذْف السلام سُنَّةٌ. (297) عن أبي هريرة، قال: حذف السلام سُنَّةٌ. قال عليُّ بن حُجْر، وقال ابن المبارك: يعني أن لا تمُدَّهُ مدًّا. قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وهو الذي يستحبه أهل العلم، ورُوِي عن إبراهيم النَّخعي أنه قال: التكبير جزْمٌ، والسلامُ جَزْمٌ. الجامع الصحيح (2/93) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب حذف السلام (1/328) رقم (1004) . وأحمد (2/532) . وانظر تحفة الأشراف (11/41) حديث (15233) . في الأصل، و (ك) : " السلام " والصواب ما أثبته كما في الجامع. الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 " التكبير جَزْمُ ". قال ابن سيد الناس: " بالجيم والزاي المعجمتين قال: وقيده بعضهم بالحاء والذال المعجمة، ومعناه: سريع، من الجزم، وهو السرعَة ". انتهى. وقد أخرج عبد الرزاق هذا الأثر في "مُصنفه"، وزاد في آخره يقول: "لا يُمَدُّ" (1) ، وبهذا فسَّرهُ ابن الأثير في النهاية (2) ، والرافعي في "الشرح الكبير"، وآخرون (3) ، وأغرب المحب الطبري (4) فقال: " معناه لا تُمدُّ (5) ولا تُعربُ (6) بل يُسكَّن آخِرُه ". وهذا الأخير مردود كما بسطته في الفتاوى (7) .   (1) في الأصل: " تمتد " والمثبت من (ك) المصنف لعبد الرزاق (2/75) رقم (2553) . (2) النهاية (1/270) مادة " جزم ". (3) وقال النووي: يُستحبُّ أن يُدرِجَ لفظة السلام ولا يمدها، ولا أعلم فيه خلافًا للعلماء. المجموع (3/455) قال ابن المبارك: لا يمده. مدًّا. المجموع للنووي (3/446) . (4) هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أبو العباس محب الدين الطبري حافظ فقيه، شافعي، من مصنفاته كتاب " الأحكام " وله عدة كتب في غريب الحديث لم تصل إلينا مات سنة 694 هـ. انظر: النجوم الزاهرة (8/74) ، وشذرات الذهب (5/425) . (5) في (ك) : " يمد ". (6) في (ك) : " يعرب ". وكذا في الحاوي (1/346) . (7) الحاوي للفتاوي (1/346) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 100 - [304] " فلم يصوب رأسه " (1) أي لم يخفضه.   (1) باب ما جاء في وصف الصَّلاة. (304) عن أبي حُمَيدٍ السَّاعِدِيِّ، قالَ: سَمِعْتُهُ وهو في عشرةٍ من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدُهُمْ أبو قتادة بن رِبعِيٍّ يقُولُ: أنا أعْلَمُكُم بصلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالوا: ما كُنْتَ أقْدَمَنا لَهُ صُحْبَةً، وَلاَ أكثَرَنَا لَهُ إتيَانًا؟ قال: بلى، قالوا: فأعرض؟ فقال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا قام إلى الصلاة اعتَدَلَ قَائِمًا ورَفعَ يديهِ حتى يُحَاذِي بهما مَنكبَيْهِ، فَإِذَا أرَادَ أن يركع رفع يديه حتى يُحَاذِي بهِمَا مَنكبَيْهِ، فإِذَا أَرَادَ أَنْ يَركع رفع يديه حتى يُحَاذِي بهما مَنكبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "الله أكبرُ" وركع ثم اعتَدَلَ، فَلَمْ يُصوِّبْ رَأْسَهُ ولمْ يُقْنِعْ ووضعَ يديهِ على ركبتيه، ثم قال: ْ " سمع الله لمن حمده " ورفع يديه واعتدل، حتى يرجع كلَّ عظم في موضعه معتدلاً ثم هوى إلى الأرض ساجدًا، ثم قال: " الله أكبرُ " ثم جافى عَضُدَيْهِ عن إبطيه وفتخ أصابع رجليه، ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل، حتى يَرْجع كلُّ عظم في موضعه معتدلاً، ثم هوى ساجدًا، ثم قال: " الله اكبرُ " ثم ثنى رِجْلَهُ وقعَدَ واعتدل حتى يرجع كُلُّ عظمٍ في موضعه، ثم = الحديث: 304 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 "ولم يُقْنعْ" أي: لم يرفع رأسُه. "وفتَخَ أصَابع رجليه" بفاء ومثناة فوقيَّة وخاء مُعجمة، " أي: نصبها وغمز (1) موضع المفاصِل منها، وثناها إلى باطن الرِجل، وأصل الفتخ اللين " (2) . " عن عبْد الرَّحمن (3) مَوْلى قيس "، ليس له عند المصنف غير هذا الحديث، ولم يذكر له نسب، ولا حال. "عنْ زياد (4) "؛ هو بن عبد الله النميري ليس له عند المصنف غير هذا (5) الحديث، ولا يعرف له رواية إلاَّ عن أنس.   = نهَضَ، ثم صنع في الرَّكعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبَّرَ ورفعَ يديه حتى يُحاذيَ بهما منكبيه، كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك، حتى كانت الرَّكعة التي تنقضي فيها صلاته أخَّر رجلَهُ اليُسرَى وقعدَ على شِقِّهِ مُتَورِّكًا، ثُمَّ سَلَّمَ. قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/105) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب سنة الجلوس في التشهد ص (159) رقم (828) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب افتتاح الصلاة (1/252) رقم (730، 731، 732، 963، 964، 965) . والنسائي، كتاب الافتتاح (2/181، 216) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب رفع اليدين إذا ركع (1/279) . وأحمد (5/224) والدارمي (1363) ، وانظر تحفة الأشراف (9/149) حديث (11897) . (1) في (ك) : " وغمر ". (2) الفائق للزمخشري (3/4) الفاء مع التَّاء. النهاية (3/408) مادة " فتخ ". (3) عبد الرَّحمن، مولى قيس، بصري، مجهول من الثامنة، التقريب ص (354) رقم (4053) . (4) (ت) زياد بن عبد الله النُّميري، البصري، ضعيف من الخامسة. التقريب ص (220) رقم (2087) . (5) في (ك) : " إلاَّ هذا ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 101 - [318] " من بنى لله مسجدًا بنى الله له مثله (1) في الجنة " (2) .   (1) في الأصل و" ش ": " بيتًا " والصواب ما أثبته كما في الجامع. (2) باب ما جاء في فضل بنيان المسجد. (318) عن عثمان بن عفان، قال: سمعتُ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: " مَنْ بَنَى لله مَسجِدًا بنَى اللهُ لهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ ". الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 قال ابن العربي: " يعني مثله في القدر والمساحة، وقيل: في الجودة والحصانة وطول البقاء " (1) . قال الحافظ أبو الفضل العراقي: " وما صدَّر به كلامه في غاية البُعد، ويردُّه ما في رواية أحمد: " بيتًا أوسع منه "، وكذلك ما حكاه ثانيًا؛ لأن بناء الجنة لا يَخْرَب، ولا يَشْعَث. وفي رواية لأحمد (2) والطبراني: " بنى الله له في الجنة أفضل منه " (3) . وقال القرطبي: " ليست هذه المثلية على ظاهرها وإنما يعني أنه يُبنى له (4) بثوابه بيتًا أشرف، وأعظم، وأرفع " (5) . وقال النووي: " يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون مَعْنَاهُ مثلهُ في مسمَّى البيت، وأما صِفته في السّعَة وغيرها فمعْلُوم فضلُهَا فإنها ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. والثاني: أن معناه أن فضله على بيوت الجنة، كفضل المسجد على بيوت الدنيا " (6) .   = قال: وفي الباب عن أبي بكرٍ، وعمر، وَعليٍّ، وعبد الله بن عمروٍ، وأنس وابن عباس، وعائشة، وأم حبيبة، وأبي ذرِّ، وعَمْرِو بن عَبَسَةَ وَوَاثِلَةَ بن الأسْقَعِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابر بن عبد الله. قال أبو عيسى: حديث عثمان حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/134) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب فضل بناء المساجد والحث عليها ص (249) رقم (533) . وابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب من بنى لله مسجدًا (1/243) رقم (736) . وأحمد (1/61 و70) والدارمي (1399) . وانظر تحفة الأشراف (7/266) حديث (9837) . وأخرجه البخاري (1/122) ومسلم (2/68) (8/221) من طريق عبيد الله الخولاني، عن عثمان. (1) عارضة الأحوذي (2/100) . (2) في (ك) : " أحمد ". (3) رواه أحمد (25/386) رقم (16005) والطبراني في المعجم الكبير (22/213) من حديث واثلة بن الأسقع. (4) " له " ساقطة من (ك) . (5) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي (2/130) في شرح حديث رقم (425) . (6) شرح صحيح مسلم، كتاب المساجد، باب فضل بناء المساجد والحث عليها (5/14، 15) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 102 - [320] " عن محمد بن جُحَادَة (1) عن أبي صالح عن ابن عباس " (2) قال العراقي: " لم يرد في شيء من السنن بيان اسم أبي صالح " (3) . وقد ذكر ابن عبد البر أن الذين رووا عن ابن عباس ممن يكنّى أبا صالح سبعة (4) ، وهم: أبو صالح السَّمان، واسمه ذكوان، وأبو صالح مولى أم هاني؛ واسمُهُ باذام (5) وقيل: باذان، وقيل ذكوان أيضًا. وأبو صالح البصري، واسمه ميزان (6) ، وأبو صالح عبد الرحمن بن قيس (7) ، وأبو صالح مولى السفاح، واسمهُ عبيد، وأبو صالح (8) مولى ابن   (1) (ع) محمَّد بن جُحَادَة، بضم الجيم، وتخفيف المهملة، ثقة من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، التقريب ص (471) ، رقم (5781) . (2) باب ما جاء في كراهية أن يتَّخذ على القبرِ مسجدًا. (320) عن ابن عباس، قال: " لعنَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زائراتِ القُبُورِ والمُتَّخذِيْنَ عَلَيْهَا المسَاجِدَ والسُّرُجَ ". قال أبو عيسى: حديث ابن عباسِ حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (2/136) . ْوالحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الجنائز، باب في زيارة النساء القبور (2/238) رقم (3236) . والنسائي، كتاب الجنائز، التغليظ في اتخاذ السرج على القبور (4/94) . وابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في النَّهي عن زيارة النساء القبور (1/502) رقم (1574) . وأحمد (1/229 و287 و324 و337) وانظر تحفة الأشراف (4/368) حديث (5370) . وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (51) . وسبب ضعفه أبو صالح مولى أم هاني، وحسنه الترمذي لأحاديث الباب. فحديث أبي هريرة، وعائشة في الصحيحين. (3) شرح جامع الترمذي لوحة (17/ب) . (4) الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى لابن عبد البر. (5) (ع) باذام، بالذال المعجمة، ويقال آخره نون، أبو صالح، مولى أم هاني ضعيف يرسل، من الثالثة، التقريب ص (120) رقم (634) ، في الأصل " باذار " والصواب ما أثبته كما في التقريب، و (ك) . (6) (ت) ميزان البصري أبو صالح، مقبول، من الثالثة، وهو مشهور بكنيته، التقريب ص (555) رقم (7036) . (7) (م، د، س) عبد الرَّحمن بن قيس، أبو صالح الحنفي، الكوفي، ثقة من الثالثة، قيل: إنَّ روايته عن حذيفة مرسلة، التقريب ص (349) رقم (3987) . (8) (تمييز) سميع الزيات، أبو صالح الحنفي، آخر، روى عن شريح القاضي، وعنه حماد بن أبي سليمان، وأبو إسرائيل الملائي، التهذيب (12/145) رقم (612) . الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 عباس (1) ، واسمُه سميع، وأبو صالح قيلويه (2) ، وقد اختلف في تعين الراوي (3) لهذا الحديث من المذكورين، فقيل: هو مَوْلى أمّ هانيء، كذا ورد مُعَيَّنًا في مسند أبي داود الطيالسي، وجرى عليه ابن عساكر في الأطراف، وتبعه المزِّيْ، وقيل: هو السمَّان، وقيل: هو ميزان، جزمَ به ابن حبان في موضعين من صحيحه" (4) . قال العراقي: " وقال فيه يحيى بن معين: ثقة مأمون، ولم يذكره المزي في التهذيب لكونه جعل أبا صالح راوي الحديث هو مولى أم هانيء " (5) . " لعَنَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَائِرَاتِ القُبُورِ والمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المساجدَ وَالسُّرُجَ ". قال ابن العربي: " نُسخ من هذا الحديث الزيارةُ وحدها " (6) .   (1) في الأصل و" ش ": " عياش ". (2) (خ، س) سليمان بن صالح الليثي مولاهم، أبو صالح المروزي، يلقب قيلويه، ثقة من العاشرة مات سنة عشر ومائتين، وقد بلغ مئة. التقريب ص (252) رقم (2572) . (3) في الأصل "الرواة" والصواب ما أثبته. (4) الإحسان في تقريب، صحيح ابن حبان (7/453، 454، 454) رقم (3179، 3180) . (5) شرح جامع الترمذي، لوحة (17/ب) . (6) عارضة الأحوذي (2/100) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 104 - [321] " وقال ابن عباس: " لا تتخذوه (1) مبيتًا، ولا مقيلاً (2) " (3) . رواه ابن أبي شيبة في المصنف: "أن رجلاً قال لابن   (1) في (ك) : " نتخذه ". (2) في (ش) : " ومقيلاً ". (3) باب ما جاء في النوم في المسجد (321) عن ابن عمر، قال: " كُنَّا ننامُ على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسجد ونحن شبابٌ ". قال أبو عيسى: حديث ابن عمر، حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/138) . وقد رخَّص قومٌ من أهل العلم في النوم في المسجد. قال ابن عباس: لا يتخذه مبيتًا ومقيلاً. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد ص (101) رقم (440) ، رقم (2100) . ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في إباحة الاستلقاء ووضع احدى الرجلين على = الحديث: 321 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 عباس: إني نمت في المسجد الحرام، فاحتلمت، قال: أمَّا أن تتَّخذه مبيتًا أو مقيلاً فلا" (1) .   = الأخرى ص (937) (2001) . وابن ماجه، كتاب تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا (2/1291) رقم (3919) . وأحمد (2/146) وانظر: تحفة الأشراف (5/399) حديث (6960) . (1) مصنف ابن أبي شيبة (1/427) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 105 - [322] " وأن يتحلَّق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة " (1) حمله الجمهُور على الكراهة، وذلك لأنه ربما قطع الصفوف مع كونهم مأمورين بالتبكير (2) يوم الجمعة، والتراصّ في الصفوف، الأول فالأول. وقال الطحاوي: "إذا عمَّ المسجد وغلبه فهوَ مكروه وغير ذلك   (1) باب ما جاء في كراهية البيع والشراء إنشادِ الضَّالَّةِ والشِّعر في المسجد (322) عن عمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبيهِ، عنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنهُ نهَى عَنْ تنَاشُدِ الأَشْعَارِ فِي المَسْجدِ، وَعَنِ البَيْع والاِشْتِرَاءَ فيهِ، وَأَنْ يتحَلَّقَ النَّاسُ فيه يومِ الجمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ". قال: وفي الباب عن بُريدة، وَجَابِرٍ، وَأنسٍ. قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن عَمْرِو بن العاص حديثٌ حَسَنٌ. الجامع الصحيح. وَعمرُو بن شُعَيْب هُوَ: ابْنُ محَمَّدِ بْن عَبْدِ الله بن عَمْرِو بن العَاصِ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة (1/351) رقم (1079) . والنسائي، كتاب المساجد، النهي عن البيع والشراء في المسجد وعن التحلق قبل صلاة الجمعة (2/47 و48) . والكبرى (795، 796) . وابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب ما يكره في المساجد (1/247) رقم (749) . وأحمد (2/179 و212) والنسائي في الكبرى (704) و (705) . وانظر: تحفة الأشراف (6/335) حديث (7896) . (2) في (ك) : " بالتنكير ". الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 لا بأس به" (1) . " وقد رُوي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غير حديث رخصة في إنشاد الشعر في المسجد " (2) . قال العراقي: " يجمع بينهما وبين أحاديث النهي بوجهين: أحدهما: أن يحمل النهي على التنزيه، ويحمل الرخصة على بيان الجواز. والثاني: أن يحمل أحاديث الرخصة على الشعر الحسن المأذون فيه، كهجاء حَسَّان للمشركين، ومَدحِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وغير ذلك، ويحمل النهي على التفاخر، والهجاء ونحو ذلك " (3) انتهى. وقال الماوردي (4) ، والروياني (5) في آخر باب حد (6) الشرب: " لعل الحديث في المنع من إنشاد الشعر في المسجد، محمُول على ما فيه هَجْوٌ أو مدح بغير حق، فإنه -عليه الصلاة والسلام- مُدح وأُنشد مدحه في المسجد، فلم يمنع منه " (7) . وقال ابن بطَّال (8) : " لعله فيما يتشاغل الناس به حتى يكون كلُّ من في المسجد يغلُب عليه، كما تأوَّل أبو عبيد قوله: "لأن يمتلىء جوف   (1) شرح المعاني (4/265) . (2) الجامع الكبير، حديث (322) . أي فهذا من كلام الترمذي في تعليقه على حديث الباب (3) شرح جامع الترمذي، لوحة (24/أ، ب) . (4) هو الإمام العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي الشافعي، القاضي، صاحب التصانيف منها " الحاوي " في الفروع الشافعية و"الأحكام السلطانية" وغيرها، مات سنة 450 هـ. انظر: تاريخ بغداد (12/102) ، سير أعلام النبلاء (18/64) . (5) هو أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني الطبري شيخ الشافعية ولد سنة 415 هـ وقتل سنة 501 هـ، من مصنفاته "البحر" في فروع الشافعية. انظر: سير أعلام النبلاء (19/260) ، الأنساب (6/189) . (6) في الأصل و (ش) : " فتح ". (7) الحاوي الكبير للماوردي (17/352) ، البحر للروياني (12/167) تحقيق أحمد عز وعناية الله الدمشقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ط 1/1423 هـ. (8) علي بن خلف بن بطال البكري، القرطبي، أبو الحسن، يعرف بابن اللَّجَّام، له شرحٌ على صحيح البخاري، من كبار المالكية (ت: 449) . السير (13/466) رقم (4093) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلىء شعرًا) (1) : أنه الذي يغلب عليه صاحبه" (2) .   (1) الحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعرُ حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن ص (1103) رقم (6155) . ومسلم، كتاب الشعر ص (992) رقم (2257) . أبو داود، كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر (2/721) رقم (5009) . والترمذي في أبواب الأدب (4/532) رقم (2851) . ابن ماجه، كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر (2/1236) رقم (3759) . أحمد (2/380) رقم (7856) . تحفة الأشراف (9/371) رقم (12478) . (2) غريب الحديث لأبي عبيد (1/36) . وشرح البخاري لابن بطال (2/103) وفيه: " قيحًا حتى يَرِيَهُ خير له من أن يمتليء شعرًا ... " والعبارة في المحقق: " ويجوز أن يكون الشعر الذي يغلب على المسجد حتى يكون كل من في المسجد متشاغلاً به كما تأوّل ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 106 - [323] " عن أُنيس (1) بن أبي يحيى عن أبيه " ليس لهما عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، وهما ثقتان واسم أبي يحيى سَمْعَان الأسْلمي (2) مولاهم. " عن أبي سعيد الخدريِّ قال: امْتَرَى رجلٌ من بني خُدرة (3) ، ورَجُل من بَنِي عَمْرِو بن عَوْفٍ (4) في المسجد الذي أُسِّسَ على التَّقْوَى ... الحديث " (5) . قال العراقي: "هذا صريحٌ في أن المراد   (1) (د، س) أنيس، بالتصغير بن أبي يحيى الأسلمي، واسم أبي يحيى سمعان، أخو محمَّد، ثقة من السابعة، التقريب ص (115) رقم (568) وفي (ك) : " أنس ". (2) (ع) سمعان، أبو يحيى الأسلمي مولاهم، المدني، لا بأس به من الثالثة، التقريب ص (256) رقم (2633) . (3) في الأصل و (ك) "حدرةُ" والصواب ما أثبته كما في الجامع، و"ش"، وخُدْرَة: من بني عوف ابن الحارث من الخزرج بن حارثة ومن بني خدرة مالك بن سفيان - وابنه سعد بن مالك وهو أبو سعيد الخدري. جمهرة أنساب العرب ص (362) . (4) عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة، من الأزد، من القحطانية، جدٌّ جاهلي، كان له من الولد " عوف " ومنه سلالته، وهي بُطون. (5) باب ما جاء في المسجد الذي أُسِّس على التَّقوى. عن أبي سعيد الخدري، قال: امْتَرَى رجلٌ من بني خُدْرَةَ ورجلٌ من بَني عَمْرو بن عوْفٍ في المسجد الذي أُسِّسَ على التَّقوى، فقال الخُدْرِيُّ: هو مسجدُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقال الآخر: هو مسجدُ قُبَاءٍ، فَأتيَا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، في ذلك فقال: " هو هذا " يعني: مسجدُهُ، وفي ذلك خيرٌ كثيرٌ. الحديث: 323 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 بالمسجد الذي أُسِّسَ على التقوى مسجدُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمدينة، وظاهر غيره من الأحاديث أنه مسجد قُباء. وقال ابن عطية (1) في تفسيره: " أنه الذي يليق بالقصة. قال: إلاَّ أن ذلك القول رُوي عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا نظر مع الحديث " (2) انتهى. قال (3) : " وقد اختلف الصحابة والتابعون في ذلك، فذهب زيد بن ثابت، وابن عُمر، وأبو سعيد الخدري إلى أنه مسجدُ المدينة، وهو قول سعيد بن المسيب ومالك بن أنس. وذهب ابن عباس، وعروَة بن الزبير وسعيد بن جبير، وقتادة، وعطية العوفي إلى أنه مسجد قباء. والأول أصح لموافقته (4) للأحاديث الصحيحة، وخالف في ذلك ابن العربي، فذكر الآية ثم قال: " لا خلاف أنهم أهل قباء والأمر مشهور جدًّا، صحيح عن جماعة لا يُحصون عَدًّا. فهو أوْلى من العمل بحديث يرويه أُنيس بن أبي يحيى عن أبيه، ورُواة ما قلناه (5) أولى " (6) . ثم استدل بحديث عائشة في قصة الهجرة.   = هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. حدثنا أبو بكر، عن علِيِّ بن عبد الله، قال: سألتُ يحيى بن سعيد عن محمَّد بن أبي يحيى الأسلميِّ؟ فقال: لم يكن به بأسٌ، وأخوه أُنيس ابن أبي يحيى أثْبَتُ منهُ. والحديث أخرجه: أحمد (3/23 و91) . وانظر: تحفة الأشراف (3/500) حديث (4440) . وأخرجه مسلم، كتاب الحج، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمدينة ص (595) رقم (1398) ، وأحمد (3/372) من طريق أبي سلمة بن عبد الرَّحمن عن عبد الرَّحمن بن أبي سعيد عن أبيه بنحوه. وأخرجه المصنف من طريق عمران ابن أبي أنس، عن أبي سعيد، حديث (3099) . (1) عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية الغرناطي، الفقيه المفسر (ت: 541 هـ) . طبقات المفسرين للداودي (1/265) . (2) تفسير ابن عطية (3/82) عند الآية (108) من سورة التوبة. (3) القائل هو العراقي، كما في شرحه على الترمذي. (4) في (ش) : " بموافقته ". (5) في (ك) : " قلنا ". (6) عارضة الأحوذي (2/104) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 قال العِراقي: " وأنيس وأبوه ثقتان ولم ينفردَا به، فقد (1) رواه مسلم من حديث عبد الرحمن بن أبي سعيد، وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد كما تقدم، وقصة الهجرة من قول عائشة ولم تشهد القصة، وحديث أبي سعيد من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فهو أرْجح. قال (2) : فإن قيل: هل يمكن إعمال الأحاديث الدالة على أنه المراد مسجد المدينة، والأحاديث الأُخر، مع نظم أول الآية وآخرها، أم يُصار إلى الترجيح لتعذر الجمع؟ فالجواب: أنه يمكن أن يقال: إن الضمير في قوله: " فيه " الثانية يحتمل عَوْدُه إلى مسجد المدينة؛ لأن كثيرًا من الأنصار كان يُصَلي مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من بني عمرو بن عوف وغيرهم، حتى كان مُعاذُ يصلي معَه العِشاء ثم يرجع فيؤمُّ قومهُ، وهذا الجواب فيه بُعْدٌ. ويحتمل أن يقال: إن المسجد الموصُوف بكونه أُسِّس على التقوى من أول يوم يَصْدق على كُلٍّ من المسجدين؛ لأن كُلاًّ منهما (3) أَسَّسه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على التقوى، فأسس مسجد قباء في (4) أول قدُومه حين نزل في بني عَمرو بن عوف، ثم حين دخل المدينة أسَّس بها مسجده، ويمكن إرادة كُلٍّ من المسجدين بالآية، وعين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مسجد المدينة لفضْله على مسجد قباء، وصِدْق الآية عليه، ثم أعاد الضمير على مسجد قباء من غير ذكره؛ لكونه داخِلاً بوصفه في مسجد أُسس على التقوى، كقوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) } (5) فالضمير في قوله: " وتُعزروه، وتُوقروه " (6) يعُود إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والضمير في   (1) في (ك) : " بل ". (2) القائل: هو العراقي. (3) في (ش) : " كلاهما ". (4) " في " ساقطة من (ك) . (5) سورة الفتح، آية: 9. (6) فالضمير في قوله: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) } ساقط من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 قوله: " وتُسبِّحوه " يعود إلى الله تعالى، وإن لم يُميِّز في اللفظ بين الضميرين. وفي هذا الجواب أيضًا نظر. وإذا تعذر الجمع، فيُصَار إلى الترجيح، والأحاديث في كون المراد مسجد المدينة أصح وأصرح " (1) انتهى. "حدَّثنا أبو بكر" هو عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحَبَابْ (2) الحبابي (3) العطَّار البَصْري. 106 م- 324 " ثنا أبو الأبْرَد (4) ". قال العراقي: "بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الراء وآخره دالٌ مهملة، وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، ولا يُعرف اسْمه، ولا يعرف روى عنه إلاَّ عبد الحميد بن جعفر (5) ، وقد ذكره في الكنى -فيمن لا يُعرف اسْمُه- أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (6) ، وابن أبي حاتم (7) في الجرح والتعديل (8) ، وابن حبان في الثقات (9) ، ولم يذكره النسائي في "الكنى" (10) ، فإنه لا يذكر في   (1) هذا كلام العراقي. انظر: شرح جامع الترمذي، لوحة (29/أ، ب) و (30/أ، ب) . (2) (خ، ت، س، ق) عبد القدوس بن محمَّد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبابُ، العطار، البصري، صدوق من الحادية عشر. التقريب ص (301) رقم (4146) . (3) في الأصل " الحبحاب، الحبحابي "، وفي (ك) " الحبَاب الحبابي ". (4) (ت، ق) أبو الأبرد زياد بن الأبرد المدني مولى بني خطمة، روى له الترمذي وابن ماجه حديثًا واحدًا " صلاة في مسجد قباء كعمرة " مقبول من الثالثة. والتقريب ص (221) رقم (2109) . (5) (خت م 4) عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري، صدوق وربما وهم، من السادسة (ت: 153 هـ) التقريب ص (275) رقم (3756) . (6) الكنى لأبي أحمد الحاكم (2/466) . (7) عبد الرَّحمن بن أبي حاتم محمَّد بن إدريس الرازي الحافظ الثبت بن الحافظ الثبت. له كتاب " الجرح والتعليل " " والتفسير الكبير " و" العلل ". ميزان الاعتدال (4/315) رقم (4970) . (8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/336) . (9) الثقات لابن حبان (5/580) . (10) مفقود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 كتابه من أصحاب الكنى إلاَّ من عُرف اسْمه -غالبًا- (1) قال: وأما قول (2) المصنف: أن اسمه زياد، وتبعه المزي على ذلك، فالظاهر أنه وهمٌ التبس عليه بأبي الأبرد (3) الحارثي فإنه اسْمه زياد" (4) .   (1) هذا اللفظ من كلام السيوطي، كما هو واضح من شرح العراقي، لوحة (31/ب) . (2) "قول": ساقطة من (ك) . (3) في الأصل " الأوبر " والصواب ما أثبته كما في (ك) ، والتقريب. (4) شرح جامع الترمذي لوحة (31/ب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 107 - [324] " أُسيد ين ظُهير " (1) بضم أوَّلِهمَا، لهما صُحبَةٌ، واسْمُ جَدَّه رافع. " الصَّلاة في مسجد قباء " (2) بالمدِّ يذكَّر ويؤنَّث. وَلا نعرف لأُسيْد بن ظُهَيْر شيءٌ يصح غيرُ هذا الحديث. زاد ابن العربي: " لأنه ليس له غيره عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (3) . قال العراقي: "وهذا النَّفْيُ ليس بجيدٍ، بل له ثلاثة أحاديث أُخر.   (1) (ع) أسيد بن ظُهَير بن رافع الأنصاري الأوْسي، له ولأبيه صحبة، مات في خلافة مروان. التقريب ص (112) ، رقم (519) . (2) باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء. (324) عن أُسيد بن ظُهيْر الأنصارِيِّ، وكان من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُ عنِ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " الصَّلاةُ في مسجد قُباءٍ كَعُمْرَةٍ" قال: وفي الباب عن سَهْلُ بن حُنَيْفٍ. قال أبو عيسى: حديث أُسَيدٍ حديث حسنٌ صحيحٌ. ولا نعرف لأُسيدِ بن ظُهَيْرِ شيئًا يصحُّ غير هذا الحديثِ، ولا نعرفهُ إلاَّ من حديث أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفرٍ. وذكره ابن أبي عاصم في المثاني ولم يخرج له غير هذا الحديث (4/43) رقم (1989) . الجامع (2/145) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء (1/453) رقم (1411، 1412) . والطبراني في الكبير (1/179) (570) . والحاكم (1/487) وقال: صحيح ولم يخرجاه إلا أن أبا بردة مجهول، لكن الحافظ قال عنه مقبول، والبيهقي (5/248) والبغوي (459) . والمزي في تهذيب الكمال (9/528) وانظر تحفة الأشراف (1/74) ، حديث (155) . (3) عارضة الأحوذي (2/105) . الحديث: 324 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 حديث النهي عن كراء المزارع (1) ، أخرجه النسائي. وحديث المبتاع من السارق (2) ، أخرجه النسائي أيضًا، وسنده جيد. وحديث إجازة رافع بن خديج يوم أُحد، أخرجه الطبراني (3) وسنده جيد أيضًا" (4) .   (1) النسائي، كتاب المزارعة، ذكر الأحاديث المختلفة في النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع (7/33، 34) . (2) النسائي في الكبرى، كتاب البيوع، الرَّجل يبيع السلعة فيستحقُّها مستحقٌ عليه (6/84) رقم (6231) . (3) المعجم الكبير للطبراني (1/209) رقم (569) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/108) وفيه من لم أعرفه وربما حكم السيوطي على سنده بالجودة لوروده من طريق آخر رقم (4243) . (4) شرح جامع الترمذي لوحة (32/أ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 108 - [325] " صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجدَ الحرام " (1) اختُلف في تأويل هذا الاستثاء، فقيل: معناه أن الصلاة في مسجده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفضل من الصلاة في المسجد الحرام   (1) باب ما جاء في أيِّ المساجد أفضلُ. (325) عن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواهُ إلاَّ المسجد الحرام ". قال أبو عيسى: ولم يذكر قتيبة في حديثه عن عُبيدِ الله إنما ذكر عن زيد بن رباحٍ، عن أبي عبد الله الأغرِّ عن أبي هريرة. قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/147) . وأبو عبد الله الأغرُّ اسمه: سلْمَانُ، وقد رُوي عن أبي هريرة من غير وجهٍ عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفي الباب عن عليٍّ، وميمونة، وأبي سعيد، وجُبَيرِ بن مطعمٍ وابن عمر، وعبد الله بن الزُّبَيرِ، وأبي ذَرٍّ. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. والنسائي، كتاب مناسك الحج فضل الصلاة في المسجد الحرام (5/213) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1/450) رقم (1404) . ومالك (517) وأحمد (2/356 و386 و466 و473 و485) ، والدارمي (1425) وانظر تحفة الأشراف (10/99) حديث (13464) . وأخرجه مسلم، كتاب الحج، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة ص (593) رقم (1394، 1395 د 1396) ، عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد (2/277 و278) من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة به. وأخرجه أحمد (2/466 و484) من طريق صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة به. وأخرجه أحمد (2/499) من طريق هلال، عن أبي هريرة. وأخرجه الدارمي (1427) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 بدون ألف صلاة (1) ، ونقل ابن عبد البر عن جماعة أهل الأثر: " أن معناه أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد (2) المدينة، ثم أيَّدُه بما أخرجه من حديث ابن عمر مرفوعًا: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره، إلاَّ المسجد الحرام، فإنه أفضل منه بمائة صلاة" " (3) . وأخذ من قوله هذا اختصاص التضعيف (4) بمسجده الذي كان في زمَانه مسجدًا، دون ما أُحدث فيه بعده من الزيادة في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم تغليبًا لاسم الإشارة، بخلاف المسجد الحرام فإنه لا يختص بما كان أولاً هو المسجد، بل يعمُّ جميع الحرم الذي يَحْرم صيده على الصحيح، ذكره النووي (5) وغيره. وسواءٌ في التضعيف الفرضُ والنفلُ عند الجمهور، وخصّهُ الطحَاويُّ بالفرض (6) . قال (7) الزركشي في "أحكام المساجد": "يتحصل في المراد بالمسجد الحرام الذي يضاعف (8) فيه الصلاة سبعة أقوال: الأول: أنه المكان الذي يحرم على الجنب الإقامة فيه. الثاني: أنه مكة. الثالث: أنه الحرم (9) .   (1) عزا هذا الكلام ابنُ عبد البر إلى عبد الله بن نافع الزبيري صاحب مالك. الاستذكار (2/459) رقم (432) . (2) "مسجد" ساقطة من (ك) . (3) التمهيد، كتاب القبلة، باب ما جاء في مسجد النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (5/384) . (4) أي مضاعفة الأجر. (5) شرح صحيح مسلم (9/141) كتاب الحج، باب فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة. (6) أحمد بن محمَّد بن سلامة، الطحاوي في كتابه شرح المعاني (2/72-77) . (7) في (ك) : " وقال ". (8) في (ك) : " تضاعف " وهو الصواب. (9) في (ش) : " الحرم كله "، وفي إعلام الساجد بأحكام المساجد ص (125) : " أنه الحرم كله إلى الحدود الفارقة بين الحل والحرم ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 الرابع: أنه الكعبة. الخامس: أنه الكعبة وما في الحجْرِ من البيت. السادس: أنه الكعبة والمسجد حولها. السابع: أنه جميع الحرم وعرفة. قاله ابن (1) حزم" (2) .   (1) لم أقف عليه في المحلَّى لابن حزم. (2) في إعلام الساجد بأحكام المساجد ص (121) : " الخامس أنه الكعبة والمسجد حولها، السادس أنه جميع الحزم وعرفة قاله ابن حزم، السابع أنه الكعبة من البيت " هكذا في إعلام الساجد نسب القول السادس لابن حزم. انظر: المحلى (7/148) و (8/258) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 109 - [326] "لا تشد الرِّحال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد" (1) . قيل: هو نفي بمعنى النهي، وقيل: لمجرد الإخبار لا (2) النهي. قال النووي: "معناه لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة" (3) ونقله عن جمهور العُلَماء.   (1) عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لاَ تُشدُّ الرِّحالُ إلاَّ ثلاثةِ مساجد، مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجدِ الأقصى ". قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/148) . والحديث أخرجه: البخاري كتاب الصوم، باب الصوم يوم النحر ص (349) رقم (1995) . ومسلم كتاب الحج، باب لا تشد الرحال إلاَّ ثلاثة مساجد ص (576) رقم (827) ، ص (594) رقم (1397) . والنسائي كتاب المساجد، ما تشد الرِّحال إليه من المساجد (2/37) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الصلاة في مسجد المقدس (1/452) رقم (1410) . وأحمد (3/7 و34 و45 و51 و59 و62 و71 و78) والدارمي (1760) . وانظر تحفة الأشراف (3/443) حديث (4279) . وأخرجه البخاري (1/152) ومسلم (2/207) . والنسائي (1/278) . وأحمد (3/95) من طريق عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه أحمد (3/39) من طريق عامر بن شراحيل الشعبي، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه أحمد (3/64 و73 و93) من طريق شهر بن حوشب عن أبي سعيد. وأخرجه أحمد (3/53) من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد. وأخرجه أحمد (3/95) من طريق عبيد الله بن عياض، وعطاء بن بُخت، عن أبي سعيد. (2) "لا": ساقطة من (ك) . (3) شرح مسلم (9/143) كتاب الحج، باب لا تُشد الرحال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد. الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وقال العراقي: " من أحسن محامل الحديث أن المراد منه حكم المساجد فقط، وأنه لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد غير هذه الثلاثة، وأما قصد غير المساجد من الرحلة في طلب العلم، وزيارة الصالحين، والإخوان (1) والتجارة، والتنزه ونحو ذلك، فليس داخلاً فيه، وقد ورد ذلك مصرحًا في (2) رواية أحمد، ولفظه: " لا ينبغي للمطيّ (3) أن تُشد رحالُه إلى مسجد يُبتغى (4) فيه الصَّلاةُ غيرِ المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا " (5) " (6) . وقال الشيخ تقي الدين السبكي (7) : "ليس في الأرض بقعة لها فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها لذلك الفضل غير البلاد الثلاثة. قال: ومُرادي بالفضل ما شهد الشرع باعتباره، ورتب عليه حكمًا شرعيًّا، وأما غيرهَا من البلاد فلا تشد إليها لذاتها بل لزيارة أو جهاد أو علم، أو نحو ذلك من المندوبات، أو المباحات. وقد التبس ذلك على بعضهم فزعم أن شد الرحال إلى الزيارة لمن في غير الثلاثة داخلٌ في المنع وهو خطأ؛ لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى منه، فمعنى الحديث: لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد أو إلى مكان من الأمكنة لأجل ذلك المكان إلاَّ إلى الثلاثة المذكورة، وشد الرحال إلى الزيارة، أو طلب   (1) " والإخوان " ساقطة من " ش ". (2) في (ك) : " به في " وهي الموافقة لنص العراقي من شرحه. (3) في (ك) : " للمعني ". والمَطِيُّ: جمع مطيَّة، وهي الناقة التي يُركب مطاها: أي: ظهرها. النهاية (4/340) مادة " مطا ". (4) " ينبغي " كما في مسند أحمد. (5) مسند الإمام أحمد (3/80) رقم (11596) . (6) شرح جامع الترمذي لوحة (41/أ) . (7) علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف، أبو الحسن السبكي تقي الدين، شيخ الإسلام، وأحد بحور الشافعية، بلغ درجة الاجتهاد المطلق (ت: 756 هـ) . طبقات السبكي (5/305) رقم (1393) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 علم ليس إلى المكان بل إلى من في ذلك المكان" (1) . " مسجد الحرام " هو من إضافة الموصوف إلى الصفة، وهو جائز عند الكوفيين، والبصريون يتأوَّلونه إلى (2) مسجد البلد الحرام أي المحرَّم، وكذا قوله: " ومسجد الأقصى " وسمي به لبعده عن المسجد الحرام (3) .   (1) شفاء السقام في زيارة خير الأنام (مخطوط) . (2) في (ك) : " أي ". (3) أورد هذا الكلام الإمام النوي في شرح مسلم (9/142) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 110 - [327] "وعليكمُ السَّكينةُ" (1) بالرفع على الابتداء والخبر، والجملة حال، هذا هو المشهور في الرواية. وذكر القرطبي " أنه نُصب على الإغراء، أي: الزمُوا السكينة " (2) . وذُكر في حكمة ذلك أمران: أحدهما: تكثير (3) الخطا، فإن بكل خطوة حسنة. والثاني: أنَّ الآتي إلى الصلاة في صلاة، فينبغي أن يكون متأدبًا (4)   (1) باب ما جاء في المشي إلى المسجد. (327) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فلا تأتُوهَا وأنتم تسعَوْنَ، وَلكِنْ ائتُوها وأنتم تَمْشُونَ عليكمُ السَّكِينةُ فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا ". وفي الباب عن أبي قتادة وأُبَيِّ بن كعبِ، وأبي سعيدٍ، وزيد بن ثابت وجابرٍ وأنس. الجامع الصحيح (2/148) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب قول الرَّجل فاتتنا الصلاة ص (130) رقم (635) باب لا يسعى إلى الصلاة، وليأت بالسكينة والوقار ص (130) رقم (636) . ومسلم، كتاب المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة، والنَّهي عن إتيانها سعيًا ص (273) رقم (602، 603) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب السعي إلى الصلاة (2121) رقم (572، 573) . وأحمد (2/239 و270 و382 و386 و452) . وانظر: تحفة الأشراف (11/52) حديث (15289) . وأخرجه المصنف من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في (328) و (329) . (2) القرطبي في المفهم شرح مسلم (2/220) حديث رقم (488) وفيه: " بنصب السَّكينة على الإغراء ". (3) في (ش) : "تذكير". (4) في (ش) : " متبادبا ". الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 بآداب الصلاة من الخشوع وترك العجلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 111 - [330] " لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها " (1) . قال العراقي: في (2) المراد بكونه في صلاة: " أنه يجري له أجر المصلي، لا أنه في صلاة حقيقة " (3) . " ولا تزال المَلائكةُ تُصلِّي على أحدكم ما دام في المسجدِ ". زاد في رواية مسلم: " ينتظر الصلاة ".   (1) (330) باب ما جاء في القعود في المسجدِ وانتظارِ الصلاة من الفضل. عن أبي هريرة قال، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لاَ يزالُ أحدُكمِ في صلاَةٍ ما دام ينتظرُهَا، ولا تزالُ المَلائكةُ تُصَلِّي على أحدِكمْ ما دَامَ فِي المسجدِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لهُ؟ اللَّهُمَّ ارحمهُ، ما لم يُحْدِثْ " فقال رجلٌ مِنْ حضْرمَوْتَ: وما الحدثُ يَا أبا هُرَيْرةَ؟ قَالَ: فُسَاءٌ أَوْ ضُراط ". وفي الباب عن عليٍّ، وأبي سعيدٍ، وأنسٍ، وعبد الله بن مسعودٍ، وسَهْلِ بن سعدٍ. قال أبو عيسى: حديثُ أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (5/150) رقم (330) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة ص (296) رقم (649) . وأحمد (2/289 و313 و319) . وتحفة الأشراف (10/403) رقم (14723) . وأخرجه: مالك (527، 528) . وأحمد (2/486) . والبخاري (659) . ومسلم (649) . وأبو داود (469) . والنسائي (2/55) من طريق الأعرج عن أبي هريرة بنحوه. وقد رُوي الحديث من طرق أخرى يطول سردها، اكتفينا بما سبق. (2) " في " ساقطة من (ك) . (3) شرح جامع الترمذي لوحة (51/أ) . الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 112 - [331] " يصلي على الخمْرَةِ " (1) . قال العراقي: "اختلف   (1) (331) باب ما جاء في الصلاة على الخُمْرَةِ عن ابن عباس قال: " كان رسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلِّي على الخُمْرَةِ ". قال: وفي الباب عن أم حبيبة، وأُمِّ سليم، وعائشة، وميمونة، وأم كلثوم بنت أبي سلمة ابن عبد الأسد ولم تسمع من النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأم سلمة. قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (2/151) . والحديث أخرجه: أحمد (2321 و269 و273 و309 و320 و358) . وانظر تحفة الأشراف (5/140) حديث (6115) . الحديث: 331 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 في حقيقة الخمرة واشتقاقها، فقال أبو عبيد (1) : هي بضم الخاء سجَّادة من سعف النَّخل على قدر ما يسجد عليه المصلي، سُمِّيت بذلك لأنَّ خيوطها مستورة بسعفها، فإن عظم بحيث يكفي لجسده كله في صلاة أو اضطجاع، فهو حصير وليس بخمرة، وقال الجوهري (2) : الخُمْرَةُ (3) -بضم (4) - سجَّادة صغيرة تعمل من سعف النخل وتُرْمل بالخيوط. وقال صاحب " المشارق " (5) : الخُمْرَة كالحصير الصغيرة من سعف النخل (6) تضفر بالسيور، وهي على قدر ما يوضع (7) على الوجه والأنف، فإن كبرت عن ذلك فهي حصير، وسُمِّيت خمرة لسترها الوجه والكفين من برد الأرض وحرها. وقال صاحب النِّهاية (8) : هي مقدار ما يضع الرَّجل عليه وجهه في سجوده من حصير، أو نسيجة خوص ونحوه من الثياب (9) ، ولا تكون (10) خمرة إلاَّ في هذا المقدار. قال (11) : وجاء في سنن أبي داود عن ابن عباس قال (12) : "جاءت فأرة فأخذت تجر الفِتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الخمرة التي كان قاعدًا عليها،   (1) غريب الحديث (1/277) . (2) الصحاح (2/311) مادة " خمر ". (3) في " ش ": " الخميرة ". (4) في (ك) : " بالضم ". (5) في كتابه المشارق (1/377) مادة (خمر) . (6) " وترمل بالخيوط، وقال صاحب المشارق: الخمرة كالحصير الصغير من سعف النخل " ساقطة من (ك) . (7) في نص العراقي من المخطوط " عليه ". (8) النهاية (2/78) . (9) في (ك) : " الثياب " وفي (ش) : " النبات ". (10) في (ك) : " يكون ". (11) القائل صاحب النهاية. (12) " قال ": ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 فأحرقت (1) منها مثل موضع درهم" (2) . قال: " (3) وهذا صريح في إطلاق الخمرة على أكبر من نوعها " (4) . وقال الخطابي: " الخمرة: السجادة يسجد عليها المصلي، سميت خمرة لأنَّها تخمر وجه المصلي عن الأرض، وتصح بساطًا لنا نصلي عليه " (5) . قال العراقي: " في سنن أبي داود تفسير (6) هذا البساط: بالحصير (7) " (8) . 112 م- 334 - " حدثنا الحسن بن أبي جعفر (9) " ليس له عند المصنف ألاَّ هذا الحديث، واشتهر بالنسبة إلى كنية أبيه، واسمُ أبيه عجلان. وقيل: عمر الجُفرِي بضم الجيم وسكون الفاء وراء، نسبة إلى جُفرة خالد، مكان بالبصرة.   (1) في الأصل: " إحترقت ". (2) أبو داود، كتاب الأدب، باب إطفاء النار بالليل (2/784) رقم (5247) . (3) القائل صاحب النهاية. (4) شرح جامع الترمذي لوحة (53/أ، ب) . (5) معالم السنن (1/158) وفيه: وسُمِّيت خمرةً؛ لأنها تُخمر وجه الأرض أي تستُره. وليس فيه: وتصح بساطًا ... (6) في الأصل: " وتفسير " والمثبت من (ك) . (7) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة على الحصير (1/233) رقم (658) . (8) شرح جامع الترمذي لوحة (53/ب) . (9) (ت، ق) الحسن بن أبي جعفر الجُفْري، بضم الجيم وسكون الفاء، البصري ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، من السابعة مات سنة سبع وستين التقريب ص (159) رقم (1222) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 113 - [334] " كان يَسْتَحِبُّ الصَّلاة في الحيطان " (1) جمع   (1) باب ما جاء في الصلاة في الحيطان. (334) عن مُعاذ بن جبل: " أن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يستَحِبُّ الصَّلاة في الحيطان ". قال أبو داود، يعني البَسَاتِيْنَ. قال أبو عيسى: حديث مُعَاذِ حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاَّ من حديثِ الحسن بن أبي جعفر، والحسن ابن أبي جعفرٍ قد ضعَّفه يحيى بن سعيدٍ وغيرُهُ. الجامع الصحيح (2/155) . = الحديث: 334 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 حايط، قال أبو داود -هو الطيالسي (1) -: يعني البساتين. قال صاحب النِّهاية: " الحائط: البستان من النخل إذا كان عليه حائط وهو الجدار " (2) . قال العراقي: " استحبابه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصلاة في الحيطان يحتمل (3) معاني: أحدها: قصدُ الخلوة عن النَّاس فيها، وبه جزم القاضي أبو بكر ابن العربي (4) . الثاني: قصْد حلول البركة في ثمارها ببركة (5) الصلاة، فإنها جالبة الرزق. الثالث: أنَّ هذا من كرامة المزُور أن يصلي فى مكانه. الرابع: أنَّها تحيَّة كل منزل نزله أو توديعه " (6) . " والحسن بن (7) جعفر قد ضعفه يحيى بن سعيد وغيره " (8) . قال العراقي: " إنما ضعف من جهة حفظه دون أن يتَّهم بالكذب " (9) .   = انظر تحفة الأشراف (8/402) حديث (11323) . (1) (خت م 4) سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي البصري، الحافظ الكبير صاحب المسند (ت: 203) . التقريب ص (190) رقم (2550) . (2) النهاية (1/462) . (3) في الأصل: " يحتمله ". (4) عارضة الأحوذي (1/111) . (5) في الأصل: " بركة " والصواب ما أثبتناه من (ك) . (6) شرح جامع الترمذي لوحة (61/ب) ولوحة (62/أ) . (7) في نص العراقي من شرحه على الترمذي " الحسن بن أبي جعفر " لوحة (61/أ) . (8) هذا من كلام الإمام الترمذي في تعليقه على الحديث. (9) شرح جامع الترمذي لوحة (61/أ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 114 - [335] " مِثل مؤخَّرَةِ الرَّحْلِ " (1) هو العُود الذي يستند إليه   (1) باب ما جاء في سُتْرةِ المُصلِّي. (335) عن موسى بن طَلْحَةَ، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذَا وَضَعَ أحدُكم بين يديهِ مثل مُؤخرَةِ الرَّحْلِ فلْيُصَلِّ ولا يُبَالِي من مرَّ وراء ذلك ". وفي الباب عن أبي هريرة، وسَهْلِ بن أبي حثْمَةَ، وابن عمرَ وسَبْرَةَ بن معبدٍ، وأبي = الحديث: 335 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 راكب الرحل، وفي المؤخرةِ لُغَات: ضم الميم وسكون الهمزة وكسر الخاء، حكاها أبو عبيد وأنكرها يعقوب (1) ؛ وفتح الهمزة والخاء معًا مع تشديد الخاء حكاها صاحب المشارق (2) . وقال ابن العربي: " المحدثون يروونه مشدَّدًا " (3) ، وأنكرها صاحب النِّهاية، فقال: " ولا تشدد " (4) . وسكونُ الهمزة وفتح الخاء المخففة حكاها ثابت السرقسطي (5) في غريبه، وأنكرها ابن قتيبة (6) . وفتح الميم وسكون الواو من غير (7) همز وكسر الخاء حكاها صاحب المشارق (8) . واللغة المشهورة فيها: " آخرة الرحل " (9) بالمد وكسر الخاء، وكذا ورد في   = جُحَيفَةَ، وعائشة. حديث طلحةَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/156) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصلاة، باب سترة المصلي ص (238) رقم (499) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يستر المصلي (1/239) رقم (685) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما يستر المصلي (1/303) رقم (940) . وأحمد (1/161 و162) وانظر تحفة الأشراف (4/219) . حديث (5011) . (1) هو: يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف، ابن السِّكَيت إمام في اللغة والأدب، من كتبه المطبوعة " إصلاح المنطق " و" تهذيب الألفاظ " وغيرها، مات سنة 244 هـ. انظر: تاريخ بغداد (14/273) ، سير أعلام النبلاء (12/16) . (2) المشارق (1/38) مادة " أخر ". (3) عارضة الأحوذي (1/112) . (4) النهاية (1/29) وفيه: " ولا يُتَشَدَّد ". (5) ثابتُ بن حزم بن عبد الرَّحمن بن مطرَّف، أبو القاسم السرقسطيُّ الأندلسي اللغوي، صاحب كتاب " الدلائل " في الغريب (ت: 313 هـ) . السير (11/486) رقم (2842) . (6) غريب الحديث؟ لم أجده فيه، فلعله في غريب القرآن. (7) " غير " ساقطة من الأصل. (8) المشارق (1/38) مادة " أخر ". (9) وهو ما حكاه الجوهري في الصحاح (2/207) مادة (أخر) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 حديث أبي ذر الآتي (1) ، وقال ابن العربي: " إنَّه الصواب " (2) .   (1) برقم (338) . (2) عارضة الأحوذي (2/112) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 115 - [336] " عن بسر (1) بن سعيد (2) أنَّ زيد بن خالد الجهني (3) أرسل إلى أبي جهيم (4) " المرسَل هو بسر (5) المذكور كما أفصح به في رواية الصحيح فقال: أرسله. ووقع في مسند البزار (6) : " أن أبا جهيم أرسل بسر (7) بن سعيد إلى زيد بن خالد " وهو مقلوب، أخطأ فيه سفيان بن عيينة، سئل ابن معين عن رواية ابن عيينة فقال: أخطأ، إنَّما هو زيد إلى أبي جهيم (8) ، كما روى مالك (9) . وليس لأبي جهيم عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، وله عند البخاري (10) ،   (1) في الأصل " بشر " والصواب ما أثبته كما في (ك) ، والتقريب. (2) (ع) بُسر بن سعيد المدني العابد، مولى ابن الحضرمي ثقة جليل، من الثانية، مات سنة مائة. التقريب ص (122) رقم (666) . (3) (ع) زيد بن خالد الجهني المدني، صحابي مشهور، مات سنة ثمانٍ وستين أو سبعين، وله خمس وثمانون سنة بالكوفة. التقريب ص (223) (2133) . (4) (ع) أبو جهيم، بالتصغير ابن الحارث بن الصِّمَّة، بكسر المهمله وتشديد الميم، ابن عمر الأنصاري، قيل: اسمه عبد الله وقد ينسب لجده، وقيل: هو عبد الله بن جهيم بن الحارث بن الصمة، وقيل: اسمه الحارث بن الصمة، وقيل: هو آخر غيره، صحابي معروف وهو ابن أخت أُبي بن كعب، بقي إلى خلافة معاوية. التقريب ص (629) رقم: (8025) ، الإصابة (6/42) رقم (4584) . (5) في الأصل "بشر" والصواب ما أثبته كما سبق. (6) مسند البزار (9/239) رقم (3782) . (7) في الأصل "بشر" والصواب ما أثبته كما سبق. (8) في (ك) : " جهم ". (9) التمهيد (5/41) ، باب التشديد في أن يمرَّ أحد بين يدي المصلي. (10) كتاب التيمم، باب التيمم، في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوتَ الصلاة ص (83) رقم (337) . الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 ومسلم (1) ، وأبي داود (2) ، والنسائي (3) حديث: " أقبل النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من نحو بئر جمل " (4) الحديث (5) ، وهو أبو جهيم بن الحارث ابن الصِّمَّة. واسمه عبد الله: وهو ابن أخت أُبي بن كعب كما صرَّح به في مسند البزار في نفس الإسناد (6) . " لو يعلم المارُّ يين يدي المصليِّ "، (7) . زاد أبو العباس السرَّاج (8) في مسنده "والمصلَّى" فجعل الذم لهُمَا معًا.   (1) كتاب الحيض، باب التيمم ص (194) رقم (369) . (2) كتاب الطهارة، باب التيمم في الحضر (1/142) رقم (329) . (3) في الكبرى، كتاب الطهارة، التيمم في الحضر (1/134) رقم (307) . (4) وتمام الحديث: واللَّفظ للبخاري: " ... فلَقِيه رجلٌ فسلَّم عليه، فلم يَرُدَّ عليه النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم ردَّ عليه السلام ". (5) وله عند أحمد ثلاثة أحاديث؛ هذان الحديثان، وثالث من طريق بِسْر بن سعيد. انظر مسند أحمد (4/232) رقم (17507، 17508، 1509) . وأخرج له البغوي كذلك حديثًا في التيمم (2/114) رقم (310) . وبئر جمل: موضع بقرب المدينة، قاله النووي. ومعجم البلدان (1/299) . (6) مسند البزار (3/154) رقم (939) . (7) باب ما جاء في كراهية المُرُورِ بين يدي المصلِّي. (336) قال أبو جُهيم: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لو يَعْلَمُ المارُّ بين يدي المُصلِّي؟ ماذا عليه لكان أنْ يَقِفَ أرْبَعِيْنَ خَيْرٌ له من أن يَمُرَّ بين يديه " قال أبو النَّضر: لا أدري قال: " أربعين يومًا " أو " أربعين شهرًا " أو " أربعين سنةً ". وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، وابن عمر وعبد الله بن عمرو. وحديث أبي جُهَيْمٍ حديثٌ حسن صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/158) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الصلاة، باب إثم المار بين يدي المصلي ص (112) رقم (510) . ومسلم، كتاب الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي ص (241) رقم (507) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب ما ينهى عنه المرور بين يدي المصلي (1/244) رقم (701) . والنسائي، كتاب القبلة، التشديد في المرور بين يدي المصلي وبين سترته (2/66) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب المرور بين يدي المصلي (1/304) رقم (945) ، ومالك (409) . وأحمد (4/169) . والدارمي (1424) . وانظر تحفة الأشراف (9/140) حديث (11884) . (8) أبو العباس السراج: هو محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مِهران بن عبد الله، أبو العباس السَّراج الثَّقفي مولاهم النيسابوري الحافظ، صاحب المسند الكبير (ت: 313 هـ) . السير (11/372) رقم (2737) طبقات السبكي (2/82) رقم (119) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وحمله الغزالي (1) في الإحياء (2) على ما إذا صلَّى على الطريق أو قَصَّر في الدفع ماذا عليه. زاد ابن أبي شيبة في مصنفه يعني: من الإثم (3) . " لكان أن يقف أريعين خيرٌ له " وقع هنا بالرفع على أنه اسم كان. وفي البخاري بالنصب على الخبرية. وقد رُوي عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " لأَنْ يَقف أحدكم مائة عام خيرٌ له من أن يمر بين يدي أخيه وهو يُصلِّي " (4) . أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة (5) . والمراد بالمرور أن يَمُرَّ بين يديه معترضًا، أما إذا مشى بين يديه غير معترضٍ ذاهبًا لجهة القبلة، فليس داخلاً في الوعيد.   (1) الغزالي: محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن أحمد الطوسي، أبو حامد الغزالي الشافعي، صاحب الإحياء (ت: 505 هـ) . السير (14/320) رقم (4653) ، طبقات السبكي (3/416) رقم (694) . (2) الإحياء (1/216) . (3) مصنف ابن أبي شيبة (1/254) . (4) جامع الترمذي من أحاديث الباب. (5) الإحسان في تقريب ابن حبان (6/129) رقم (2365) بلفظ مختلفٍ قليلاً ولفظه: " عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لو يَعلمُ أحدُكُم ماله في أَن يمشي بين يدي أخيه معترضاً، وهو يُناجِي ربه، لكان أن يقف في ذلك المقام مئة عام أحبَّ إليه من الخطوة التي خطا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 116 - [337] " على أتانٍ " (1) .   (1) باب ما جاء: لا يقطع الصلاة شيء. عن ابن عباس قال: " كنتُ رَدِيف الفضل على أتانٍ فجئنا -والنَّبَي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلِّي بأصحابه بمنى- قال: فنزلنا عنها فَوَصَلْنا الصَّفَّ، فمرَّتْ بين أيديهم فلم تَقْطَع صلاتهم ". وفي الباب عن عائشة، والفضل بن عباس، وابن عمر. حديث ابن عباسٍ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب من قال الحمار لا يقطع الصلاة (1/247) رقم (715) . والنسائي، كتاب القبلة، ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع إذا لم يكن = الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 بفتح الهمزة والمثناة (1) من فوق: هي الأنثى من الحمير، ولا يقال: أتانة. والحمار يطلق على الذكر والأنثى، كالفرس. " يصلي بأصحابه (2) بمنى ". زاد مسلم (3) : " في حجة الوداع ".   = بين يدي المصلي سترة (2/63) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما يقطع الصلاة (1/305) رقم (947) . ومالك (413) وأحمد (2191 و219 و262 و342 و365) والدارمي (1422) انظر تحفة الأشراف (5/58) حديث (5834) . وأخرجه أبو داود (716) ، والنسائي (2/65) وأحمد (1/235 و341) من طريق صهيب عن ابن عباس. وأخرجه أحمد (1/327 و352) من طريق شعبة أبي عبد الله الهاشمي، عن ابن عباس. (1) في الأصل "والمثنى" والصواب ما أثبته. والأتان: الحمارة الأنثى خاصة، وإنما استدرك الحمار بالأتان ليعلم أن الأنثى من الحمُر لا تقطع الصلاة فكذلك لا تقطعها المرأة. النهاية (1/21) . (2) في (ك) : " بالصحابة ". (3) صحيح مسلم: رقم (504) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 117 - [338] " إِذَا صلى الرَّجل وليس بين يديه كآخِرة الرَّحْلِ " (1) بالمد وكسر الخاء. " أو كواسطة الرَّحل ". قال العراقي: "يحتمل أن يراد بها وسطه،   (1) باب ما جاء أنه لا يقطع الصلاة إلاَّ الكلبُ والحمارُ والمرأة. (338) عن عبد الله بن الصامت، قال: سمعتُ أبا ذرٍّ يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا صلَّى الرَّجل وليس بين يديه كآخرة الرَّحْلِ، أو كواسطة الرَّحْلِ: قطع صلاته الكلب الأسود والمرأة والحمار " فقلتُ لأبي ذرٍّ: ما بالُ الأسود من الأحمر من الأبيض؟ فقَالَ: يا ابن أخي سألتني كما سألتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: " الكلبُ أسود شيطان ". وفي الباب عن أبي سعيد، والحاكم الغفارِي، وأبي هريرة وأنس. حديث أبي ذرٍّ حديث حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/161) . والحديث أخرجه: أحمد (5/194) رقم (21316) ، (5/197) رقم (21335) ، (5/202) رقم (21371) . الدارمي (2/886) رقم (1454) . مسلم، كتاب الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي ص (241) رقم (501) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقطع الصلاة (1/244) رقم (702) . ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، والسنة فيها، باب ما يقطع الصلاة (1/306) رقم (952) . النسائي، كتاب القبلة، ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع إذا لم يكن بين يدي المصلي سترة (2/63) . تحفة الأشراف (9/171) رقم (11939) . الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 ويحْتمل أن يراد بها مقدَّمه (1) ، ويحتمل أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ذلك جميعًا، ويحتمل أنه شك من (2) بعض رواة (3) إسناد المصنف فإن ذِكر واسطة الرَّحل انفرد بها المصنِّف" (4) . " قطع صلاته الكلب الأسودُ، والمرأةُ، والحِمارُ ". وزاد أحمد: " والكافر " (5) ، وزاد أبو داود: " والخنزير " (6) . وهذا منسوخ عند الجمهور ذكره (7) الطحاوي (8) وابن عبد البر (9) . " الكلب الأسود شيطان " حمله بعضهم على ظاهره، وقال: إنَّ الشيطان يتصوَّر بصُورة الكلاب السُّود، وقال بعضهم: لما كان الكلب الأسود أشدَّ ضررًا (10) من غيره، وأشدَّ ترويعًا، كان المصلي إذا رآهُ اشتغل عن صلاته به؛ فربما أداه ذلك إلى قطع صلاته، فسُمِّي ذلك قاطعًا باعتبار ما يُتَخوَّفُ منه ويؤُول إليه، وكذلك تأوَّلُوا قطع المرأة والحمار   (1) في نص العراقي "مُقدِّمةُ الكُور" لوحة (74/ب) . والكُورُ؛ بالضم الرَّحْلُ بأداته، والجمع أكوار وكيران، الصحاح (2/538) مادة "كور". (2) في (ك) : " في ". (3) في الأصل: " الرواة " والذي أثبتناه من (ك) وهي كذلك في نص العراقي من شرحه على الترمذي. (4) شرح جامع الترمذي لوحة (74/ب) . (5) مسند أحمد (6/98) رقم (24537) من رواية عائشة. (6) سنن أبي داود (1/245) رقم (704) من رواية ابن عباس. (7) في (ك) : " وذكره ". (8) شرح المعاني (1/458-464) مؤسسة الرسالة ط 1/1415 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط. وانظر شرح العراقي لوحة (177) . (9) الاستذكار، كتاب قصر الصلاة في السفر (2/278) رقم (333) وفيه أشار إلى النسخ ولم ينص. ومن الذين نصوا على نسخه الحافظ العراقي في شرحه على الترمذي لوحة (75/أ) وزاد الموضوع بسطًا في لوحة (77 أ، ب) . (10) في (ك) : " ضرارًا ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 للصَّلاة؛ فإنه (1) يخاف من ذلك، فالمرأة تفتن والحمار ينْهَقُ، والكلب يرُوعُ (2) .   (1) في (ك) : " أنه ". (2) تكملة شرح الترمذي للعراقي ص (432-433) تحقيق عبد الله الأحمدي. هذه التأويلات لمعنى "الكلب الأسود" ذكرها جميعًا الحافظ العراقي في شرحه على الترمذي، لوحة (76/ب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 118 - [339] " يُصلي في بيت أمِّ سلمة مشتملاً في ثوب واحد " (1) . قال العراقي: " كيف الجمع بينه وبين نهيه عن اشتمال الصمَّاء؟ والجواب: أنَّ النَّهي وَرَدَ عن (2) اشتمال مخصُوص، فيحمل (3) اشتماله المطلق على غير مورد النَّهْي، وقد فُسِّر اشتماله هذا: بأنه كان مخالفًا بين طرفيه، وهو مخالف لاشتمال الصمَّاء (4) ".   (1) باب ما جاء في الصلاة في الثوب الواحد. (339) عن عمرَ بن أبي سلمة أنه رأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصلِّي في بيت أمِّ سلمة مُشْتَمِلاً في ثوبٍ واحدٍ ". وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر، وسلمة بن الأكوع، وأنسٍ وعمْرو بن أبي أسيدٍ، وعُبَادَةَ بن الصَّامت، وأبي سعيد، وكَيْسَانَ وابن عَبَّاسٍ، وعائشة وأمِّ هانيءِ وعمَّار بن ياسرٍ، وطلق بن عليٍّ وصامتٍ الأنصاريِّ. حديث عمرَ بن أبي سلمة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/166) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفًا به ص (88) رقم (355، 356) . ومسلم، كتاب الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه ص (243) رقم (517) . والنسائي، كتاب القبلة، الصلاة في الثوب الواحد (2/70) . ومالك (352) وأحمد (4/26) ، وانظر تحفة الأشراف (8/129) حديث (10684) . وأخرجه مسلم (2/62) ، وأبو داود (628) من طريق أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمر بن أبي سلمة. (2) في الأصل: " من " والصواب ما أثبتناه. (3) في (ك) : " فيحتمل ". (4) تكملة شرح الترمذي ص (470-471) تحقيق عبد الله الأحمدي. شرح جامع الترمذي لوحة (83/ب) . الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 119 - [340] " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المَدِيْنَةَ صلَّى نحو بيْتِ المَقْدِسِ ستَّةَ أَوْ سبعةَ عَشَرَ شَهْرًا " (1) هو بحذف التنوين من ستة.   (1) باب ما جاء في ابتداء القبلة. (340) عن البراء بن عازب، قال: لمَّا قدِمَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة صلَّى نحوَ بيتِ المقدِس ستةَ أو سبعة عشَرَ شَهْرًا، وكاَن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ أن يوجَّهَ إلى الكعبَةِ، فأنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ = الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 قال ابن العربي: " نسخ الله القبلة مرَّتين، ونكاح المتعة مرَّتين، ولحومَ (1) الحمر الأهلية مرَّتين. قال: ولا أحفظُ رابعًا " (2) . قال (3) أبو العباس العرفي (4) : رابعها: الوضوء ممَّا مسَّتِ (5) النَّارُ. قلتُ: وقد نظَمْتُ ذلك فقلتُ: وَأَرْبَعٌ تكَرَّرَ النَّسْخُ لَهَا ... جَاءَتْ بِهَا النُّصُوصُ وَالأثَارُ لِقِبْلَةٍ وَمُتْعَةٍ وَحُمُرٍ ... كَذَا الوُضوءْ مِمَّا تَمَسُّ النَّارُ " فَصلَّى رجلٌ مَعَهُ (6) العَصْرَ ثُمَّ مَرَّ علَى قَوْمٍ مِنَ الأَنصَارِ " هو عَبَّادُ بنُ بِشْر (7) وَقِيْلَ: عَبَّادُ بْنُ نهيك (8) .   = شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] فوجِّه نحو الكعبة، وكان يحِبُّ ذلك فصلَّى رجلٌ معه العصر ثم مرَّ على قومِ من الأنصار وهم ركوعٌ في صلاة العصرِ نحو بَيْتِ المقدس، فقال: هو يَشْهَدُ أنه صلَّى مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنه قد وُجِّه إلى الكعبةِ، قال: فَانْحَرَفُوا وهم ركوعٌ. وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباسِ، وعُمارة بن أوْس، وَعَمْرِو بن عَوْفٍ المُزَنِيِّ، وأنس. حديث البرَاءِ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق. الجامع الصحيح (2/169) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الصلاة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان ص (95) رقم (399) . ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة ص (247) رقم (525، 526، 527) . والنسائي، كتاب الصلاة، باب فرض القبلة (1/242، 243) ، كتاب القبلة، باب استقبال القبلة (2/60) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب القبلة (1/322) رقم (1510) . وأحمد (4/283 و288 و354) . انظر: تحفة الأشراف (2/39) حديث (1804) . (1) في (ك) : " ولحم ". (2) عارضة الأحوذي (2/119) . (3) في (ك) : " وقال ". (4) في (ك) : " العزفي ". (5) في (ك) : " مسه ". (6) في (ك) : " معه رجل ". (7) (صد) عباد بن بشر بن وَقَش -بفتح الواو والقاف وبمعجمة- الأنصاري من قدماء الصحابة، أسلم قبل الهجرة وشهد بدرًا، وأبلى يوم اليمامة فاستشهد بها، التقريب ص (289) رقم (3122) . والإصابة (5/311) رقم (4448) . (8) في " ش ": " نهيكه ". عباد بن نهيك الأنصاري الخطمي، ذكر ابن عبد البر أنه الذي أخبر قومه = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 120 - [342] " مَا بين المشرق والمغرب قبلة " (1) ليس هذا عامًّا في سائر البلاد، وإنما هو بالنسبة إلى المدينة الشريفة ونحوها. قال البيهقي في " الخلافيات " (2) : " المرادُ -والله أعلم- أهلُ المَدينةِ، وَمَنْ كَانت قِبلتُهُ على سمْتِ (3) أهلِ المَدينةِ ".   = بأن القبلة قد حوّلت. ترجمة رقم (4484) ، الإصابة تجريد أسماء الصحابة للذهبي (1/293) رقم (2099) . (1) باب ما جاء أنَّ ما بين المشْرِق والمغرب قِبلةٌ. (342) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما بين المشرق، والمغرب قبْلة". والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب القبلة (1/323) رقم (1011) . انظر تحفة الأشراف (11/21) حديث (15124) ، وقد أورده الترمذي في الأحاديث التي تليه رقم (343) وفي (344) وقال: حديث حسنٌ صحيح. قال الإمام الترمذي: وقد رُوِي عن غير واحد من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ما بين المشرق والمغرب قبلة " منهم عمر بن الخطاب، وعليٌّ بن أبي طالبٍ، وابن عبَّاسٍ. (2) من مصنفات البيهقي صدر منه محققّاً ثلاث مجلدات، بتحقيق مشهور حسن آل سلمان. وهي إلى مباحث الطهارة. ط. دار الصميعي 1417 هـ، الرياض. (3) السَّمتُ: الطريقُ. الصحاح (1/378) مادة " سَمَتَ ". والنهاية (2/39) مادة " سمت ". الحديث: 342 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 121 - [345] " حدثنا (1) أشعثُ بنُ سعيدٍ السَّمان (2) " (3) ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. " لا نعرفه إلاَّ من حديث أشعث " قال العراقي: "تابعه عليه عمر   (1) في (ك) : " ثنا ". (2) (ت، ق) أشعث بن سعيد البصري، أبو الربيع السَّمان، متروك من السادسة التقريب (113) رقم (523) . (3) باب ما جاء في الرَّجل يُصلِّي لغير القبلة في الغَيْمِ. (345) عن وكيعٍ قال: حدَّثنا أشْعثُ بن سعيدٍ السَّمَّانُ، عن عاصم بن عُبَيْد اللهِ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: كنَّا مع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سفَرٍ في ليلةٍ مُظْلِمَةٍ، فلم ندْرِ أينَ القِبْلَة، فَصلَّى كُلُّ رَجُلٍ منَّا عَلى حِيَالِهِ، فَلمَّا أَصْبَحْنَا ذَكَرْنَا ذلك للنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَل: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] . هذا حديثٌ ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلاَّ من حديث أشْعَثَ. السَّمَّانِ؛ وأشعثُ بن سعيدٍ أبو الربيع السَّمَّانُ يُضَعَّفُ في الحديث. الجامع الصحيح (2/176) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب من يصلي لغير القبلة وهو لا يعلم (1/326) رقم (1020) . تحفة الأشراف (4/228) رقم (5035) . الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 ابن قيس الملقب سنْدَل (1) ، عن عاصم، أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والبيهقي في سننه، قال: إلاَّ أنَّ عمر بن قيس شارك (2) الأشعث في الضعف (3) ، بل ربما يكون أسوأ حالاً منه، فلا عبرة حينئذٍ بمتابعته وإنما ذكرته ليستفاد" (4) .   (1) (ق) عمر بن قيس المكي، المعروف بسندل، بفتح المهملة وسكون النون وآخره لام، متروك من السابعة، التقريب (416) ، رقم (4959) . " ش ": " بسنْدل ". الميزان (5/263) رقم (6193) . (2) في (ك) : " مشارك ". (3) في (ك) : " المصنف ". (4) تكملة شرح الترمذي ص (530) تحقيق: عبد الله الأحمدي. شرح جامع الترمذي لوحة (94/ب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 122 - [346] " عن زيد بن جبيرة " (1) بفتح الجيم وكسر الباء الموحَّدة بعدها مثناة من تحتُ ثم راءٌ، ليس [له] (2) عند المصنف إلاَّ هذا الحديث الواحد (3) . "في المَزبَُلةِ" (4) بفتح الباء وضمها؛ المكان الذي يُلقى فيه الزِّبْلُ. "والمجْزَرَة" بفتح الراء (5) ؛ المكان الذي يُذبح فيه الحيوان.   (1) (ت، ق) زيد بن جبيرة، بفتح الجيم وكسر المواحدة، ابن محمود بن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري، أبو جَبيرةَ المدني، متروك من السابعة، التقريب ص (222) رقم (2122) ، والميزان (3/147) رقم (2998) . أخرج له الترمذي في باب ما جاء في كراهية ما يُصلَّى إليه وفيه رقم (346) كما سيأتي. (2) " له " ساقطة من الأصل. (3) هذه عبارة العراقي من شرحه بنصها، شرح جامع الترمذي لوحة (98/ب) . (4) باب ما جاء في كراهية ما يُصلَّى إليه وفيه. (364) عن ابن عمر، أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى أن يُصلَّى في سبعةِ موِاطِنَ: في المَزْبَلَةِ، والمَجْزَرَةِ، والمَقْبَرَةِ، وَقَارعَةِ الطَّرِيْقِ، وفِي الحَمامِ، ومَعاطِنِ الأبل، وفوقَ ظهر بيتِ اللهِ. وفي الباب عن مرثدٍ، وجابرٍ، وأنسٍ. حديث ابن عمر إسناده ليس بذاك القوي. والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب المواضع التي تكره فيها الصلاة (1/246) رقم (746) . وانظر تحفة الأشراف (6/95) حديث (7660) . (5) في (ك) : " الزاي " جاءت في لسان العرب، مَجَازِرُ: واحدها مَجْزَرَةٌ، ومَجْزِرَةٌ (4/135) ، = الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 123 - [348] " صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الغَنَمِ " (1) جمع مَرْبِضٍ بفتح الميم وكسر الموحَّدةِ وآخره ضاد معجمة. قال الجوهري: " المرابضُ للغنم، كالمَعاطِن للإبِل " (2) " (3) . وهذا أمر إباحةٍ. " في أعطان الإبل " جمع عطن بفتح العين والطاء المهملتين، وفسره الشَّافعِيُّ بالمواضع التي تُجَرُّ إليها الإبلُ الشَّاربَةُ ليشرب غيرها (4) . وقال صاحب النِّهاية: " المعْطِنُ مَبْرَكُ الإبل حَوْلَ الماء " (5) . وقال ابن حزم: " كُلُّ عطنٍ مَبْرَك، وليس كُلُّ مبرك عطنًا، لأنَّ العطَنَ هُو المَوْضِعُ الذي تُنَاخُ فِيه عند وُرُودِهَا المَاءَ فقط، والمبركُ أَعَمُّ؛ لأنه المَوْضِعُ المُتَّخِذُ لهُ فِي كُلِّ حَالٍ " (6) .   = وفي النهاية: مجزرة (1/267) وفي الصحاح: المجزِرُ بكسر الزاي، موضع جزرها (2/260) . إذن فالصواب بفتح الزاي، لا بفتح الراء، وإلى الأول ذهب السيوطي. (1) باب ما جاء فى الصلاة في مرابضِ الغَنم وأعطَانِ الإبِلٍ. (348) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " صَلُّوا في مرابضِ الغًنَمِ، وَلاَ تصَلُّوا في أعْطانِ الإِبِلِ ". وفي الباب عن جابر بن سمرة، والبراء، وسبرة بن معبد الجُهَني، وعبد الله بن مُغَفَّل، وابن عمر، وأنس. حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (2/180) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب الصلاة في أعطان الإبل ومراح الغنم (1/252) رقم (768) . وأحمد (2/451 و491 و509) والدارمي (1398) . (2) " للإبل " ساقطة من (ك) . (3) الصحاح (3/292) مادة " ربض ". (4) المجموع للنووي (3/163) وانظر شرح جامع الترمذي للعراقي لوحة (102/أ) فإنَّ الإمام السيوطي نقل العبارة بنصها منه. (5) النهاية (3/258) وفيها: " العَطنُ " بَدَل " المعطِنُ ". (6) كلام ابن حزم نقله السيوطي عن العراقي في شرحه لوحة (102/ب) . الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 124 - [350] " عن أنس أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصلِّي في مرابض الغَنَم " (1) .. زاد في رواية الشيخين: " قبل أن يبنى المسجد ".   (1) من حديث الباب. (350) عن أنس بن مالكِ " أن النَّبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يُصلِّي في مرَابِضِ الغَنَمِ ". = الحديث: 350 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 قال العراقي: "وفي جواز اختصار مثل هذا نظر" (1) .   = هذا حديث صحيح. الجامع الصحيح (2/182) . والحديث: أخرجه: البخاري، كتاب الوضوء، باب أبوال الإبل والدَّواب والغنم ومرابضها ص (66) رقم (233) . ومسلم، كتاب المساجد مواضع الصلاة، باب ابتناء مسجد النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ص (246) رقم (524) . وأحمد (3/131 و194) . انظر: تحفة الأشراف (1/436) حديث (1693) . (1) تكملة شرح الترمذي ص (584) تحقيق: عبد الله الأحمدي، وذلك لما قد يتعلق بالمحذوف من بيان، مثل ما أوضح العراقي بعد ذلك؛ ققال: " وأنَّ الظرف قد يفيد أنَّ ذلك كان حكمًا متقدمًا قبل أن يُبنى المسجد، فلمَّا بُنِيَ المسجد تَركَ الصلاهَ فيها ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 125 - [353] " إِذا حَضَرَ العَشَاءُ " (1) . قال العراقي: " في المراد بحضوره وضعه بين يدي الآكل، لا اسْتِوَاء الطعام أوْ (2) غَرْفُهُ في الأوعية ". قال العراقي (3) : كما في حديث ابن عمر المتفق عليه: " إذا وُضِع (4) ، وكما في حديث عائشة: إذا قُرِّبَ (5) " (6) .   (1) باب ما جاء إذا حضر العَشَاءُ وأُقِيمتِ الصَّلاةُ فابْدَأُوا بِالعَشَاءِ. (353) عن أنس يَبْلُغُ به النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذَا حَضَرَ العَشَاءُ وأُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَأُوا بالعَشَاءِ ". وفي الباب عن عائشة، وابنِ عُمَرَ، وسَلَمةَ بن الأكوع، وأُمِّ سَلَمَةَ. حديثُ أنسِ حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيحَ (2/184) . والحدث أخرجه: البخاري، كتاب الآذان، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة ص (135) رقم (671، 672، 673، 674) . ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يُريدُ أكله في الحال ص (256) رقم (557، 558، 559) . والنسائي، كتاب الإمامة، العذر في ترك الجماعة (2/111) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب إذا حضرت الصلاة ووضع العشاء (1/301) رقم (933، 934، 935) . وأحمد (3/110 و161) والدارمي (1285) ، وانظر تحفة الأشراف (1/378) حديث (1486) . (2) في نص العراقي " وَ " بدل "أَوْ". (3) " قال العراقي " ساقطة من " ش ". (4) تحفة الأشراف (6/126) رقم (7825) . (5) رواه مسلم، كتاب المساجد، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام ص (257) رقم (557) . (6) تكملة شرح الترمذي ص (617) تحقيق: عبد الله الأحمدي، شرح جامع الترمذي لوحة (109/أ) . الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 126 - [355] "إِذَا نَعَسَ -بفتح العين- أحدُكُم وهو يُصلِّي الحديث: 355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 فلْيَرْقُد" (1) ، حمَلَهُ طائفة على صلاة اللَّيل (2) . وقال النووي: " مذهبنا ومذهب الجمهور أنه علم في صلاة الفرض والنفل (3) ، في اللَّيل والنَّهار " (4) .   (1) باب ما جاء في الصلاة عند النُّعاس. (355) عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذَا نَعَسَ أحَدُكم وَهُوَ يُصلِّي فَلَيْرقُدْ حَتَّى يَذهَبَ عنْهُ النَّومُ، فَإن أحَدَكُمْ إذَا صّلَّى وهُوَ يَنْعَسُ فَلَعلَّهُ يَذهَبُ لِيَسْتَغفِر فَيَسُبَّ نَفْسَهُ ". حديث عائشة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/186) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الوضوء، باب الوضوء من النوم ص (63) رقم (212) . ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته، أو استعجم عليه القرآن، أو الذكر، بأن يرقد، أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك ص (344) رقم (786) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب النعاس في الصلاة (1/418) ، رقم (1360) . والنسائي، كتاب الطهارة، باب النعاس (1/99) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في المصلى إذا نعس (1/436) رقم (1370) . ومالك (287) وأحمد (6/56 و202 و205 و259) والدارمي (1390) ، وانظر تحفة الأشراف (12/181) حديث (17087) . (2) قال الباجي، قد أدخله مالك في صلاة اللَّيل وقد حمله على ذلك جماعةٌ؛ لأنَّ النَّوم الغالب لا يكون في الأغلب إلاَّ في صلاة اللَّيل. المنتقى (2/156) رقم (252) . (3) في (ش) : " النفل والفرض ". (4) شرح صحيح مسلم (6/74) ، كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعَس في صلاته ... بأنْ يَرْقُد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 127 - [357] " حدثني حبيبُ بنُ صَالحٍ (1) عن يزيد بنِ شُريحٍ (2) ، عن أبي حُيَي (3) " ليس للثلاثة عند المصنف إلاَّ هذا الحديث (4) ، واسم   (1) (د، ت، ق) حبيب بن صالح أو ابن أبي موسى الطائي، أبو موسى الحمصي، ثقة من السابعة، مات سنة سبع وأربعين. التقريب ص (151) رقم (1098) . (2) (بخ، د، ت، ق) يزيد بن شُريح الحضرمي، الحمصي مقبول، من الثالثة، وروايته عن نُعيم بن همَّار مرسلة. التقريب ص (602) رقم (7728) . (3) (بخ، دد، ت، ق) شداد بن حيّ، أبوحييّ الحمصي المؤذن، صدوق من الثالثة، التقريب ص (264) رقم (2753) . (4) والحديث هو: باب ما جاء في كراهية أن يخُصَّ الإمامُ نفسهُ بالدُّعاء. (357) عن إسماعيل بن عيَّاشٍ، قال: حدَّثني حبيبُ بن صالح، عن يزيد بن شُريحٍ، عن أبي حيّ المُؤذِّنِ الحِمصي، عن ثوبان، عنِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لاَ يَحِلُّ لامريءٍ أن يَنْظُرَ في جَوْفِ بيتِ امرىءٍ حتَّى يستأذن، فإنْ نَظر فقدْ دخل، ولا يَؤُمَّ قومًا فَيخُصَّ نفسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونهُمْ، فإن فَعَلَ فقد خَانَهُمْ، ولا = الحديث: 357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 أبي حيي: شدَّاد بنُ حُيِّ (1) . " حَقِنُ " بفتح الحاء وكسر القاف هو الذي به بول شديد يحبسه. " عن السَّفْرِ (2) " -بفتح السِّين المهملة وسكون الفاء- ابن نُسَيْرٍ، بضم النون، وفتح السين المهملة مُصغر، وآخره راء.   = يقومُ إلى الصَّلاَةِ وهُوَ حَقِنٌ". قال الترمذي وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي أمامة. حديث ثوبان حديث حسن. وقد رُوي هذا الحديث عن معاوية بن صالح، عن السَّفر بن نُسَير، عن يزيد بن شُرَيحٍ، عن أبي أمامة، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ورُوِيَ هذا الحديث عن يزيد بن شُريح عن أبي هريرة، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وكأنَّ حديث يزيد ابن شريح عن أبي حيٍّ المؤذِّنِ عن ثوبان في هذا، أجود إسنادًا وأشْهَرُ. اهـ. الجامع الصحيح (2/189) وحبيب بن صالح خرج الترمذي من روايته الحديث رقم (2380) : " ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنه ... ". والحديث أخرجه: أحمد (5/352) رقم (22411) . البخاري في الأدب المفرد، باب النظر في الدور ص (281) رقم (1093) . أبو داود، كتاب الطهارة، باب أيصلي الرَّجل وهو حاقن (1/70) رقم (90) . ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في النَّهي للحاقن أن يصلي (1/202) رقم (619) . تحفة الأشراف (2/131) رقم (2089) . (1) في الأصل، و (ش) : " حيي " والصواب ما أثبته. (2) (ق) السَّفْرِ، بسكون الفاء، ابن نُسَيْر، بالنون، والمهملة مصغر، الأزدي الحمصي، أرسل عن الدرداء، وهو ضعيف من السادسة. التقريب ص (243) رقم (234) . وقد ورد ذكره في سند بعض أحاديث الباب من رواية أبي أُمامة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 128 - [358] " حدثنا محمَّدُ بنُ القَاسِم الأسَدِيُّ " (1) . قال العراقِي: "لم أرَ له عندَ المُصَنِّف إلاَّ هذا الحديث (2) ، وليس له في بَقيَّةِ   (1) (ت) محمَّد بن القاسم الأسدي، أبو القاسم الكوفي، شامي الأصل، لقبه كاو، كذَّبوه، من التاسعة، مات سنة سبع ومائتين. التقريب ص (502) رقم (6229) . (2) والحديث هو: باب ما جاء من أمَّ قومًا وهُم له كارهُونَ. (358) عن عبد الأعلى بنِ واصلِ الكُوفِيِّ قال: حدَّثنا محمَّد بن القاسم الأسدِيُّ، عَنِ الفضْلِ بْنِ دَلْهَم، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أنس ابن مَالِكٍ، قالَ: " لعَنَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثةَ: رجلٌ أمَّ قومًا وهُمْ لَهُ كَارهُون، وامْرأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخطٌ، وَرَجُلٌ سَمع حَيَّ علَى الفلاح ثمَّ لم يُجبْ ". قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن ابن عبَّاس، وطلحة، وعبد الله بن عمْرو، وأبي أُمَامَةَ. الحديث: 358 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 الكُتُبِ شيءٌ، وهو ضعيفٌ جدًّا، كذبه أحمد والدارقطني، وقال أحمد: أحاديثه موضوعة" (1) .   = حديث أنس لا يصحُّ؛ لأنه قد رُوِيَ هَذا الحديث عن الحسن عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُرْسَلاً. ومحمَّد بن القاسم تكلم فيه أحمدُ بن حَنبل وضعَّفه، وليس بالحافظ اهـ. الجامع الصحيح (2/192) . محمد بن القاسم الأسدي روى له الترمذي حديثًا آخر من طريقه رقم (2091) ورواه أيضًا عن شيخه الفضل بن دلهم ولفظه: " وتعلموا القرآن والفرائض وعلموا الناس فإني مقبوض " وقال عنه الترمذي: ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه أحمد بن حنبل وغيره. والحديث أخرجه: ابن الجوزي في الموضوعات (3/99) . وتحفة الأشراف (1/165) رقم (528) . (1) تكملة شرح الترمذي ص (669) تحقيق: عبد الله الأحمدي، شرح جامع الترمذي لوحة (118/ب) . ولكن الإمام أحمد نقل قوله الترمذي بعد الحديث الأول رقم (358) حيث قال: " ومحمد بن القاسم تكلم فيه أحمد بن حنبل وضعفه وليس بالحافظ " لكن هذا القول الذي نقله الحافظ العراقي ورد في كتاب العلل (1899) وزاد: وليس بشيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 129 - [359] " عن عمرو بن الحارث (1) قال: كان يقال: أشد النَّاس عذابًا " (2) الحديث. قال العراقي: " هذا كقول الصَّحابي: كنَّا نقول، وكُنَّا نفعل. فإنَّ عمرو بن الحارث له صحبة، وهو أخو جويرية بنت الحارث إحدى أمَّهات المؤمنين، وإذا حُمِل على الرَّفع فكأنه قال: قيل لنا: والقائل: هو النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (3) .   (1) (ع) عمرو بن الحارث بن أبي ضِرار، بكسر المعجمة، الخُزاعي المصطلِقِي، أخو جويرية أمِّ المؤمنين صحابي، قليل الحديث بقي إلى بعد الخمسين. التقريب ص (357) رقم (5002) الاستيعاب (3/255) رقم (1927) . (2) (359) باب ما جاء من أمَّ قومًا وهم له كارهون. عن عَمْرو بن الحارث بن المصطلق، قال: كان يقالُ: " أشد النَّاس عذابًا اثنانِ، امرأةٌ عصَتْ زَوْجهَا، وإمامُ قومٍ وهم له كارهون ". الجامع الصحيح (2/192) . انظر تحفة الأشراف (8/142) حديث (10714) . (3) تكملة شرح الترمذي ص (682) ت: الأحمدي، شرح جامع الترمذي لوحة (120/ب، 121/أ) . الحديث: 359 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 130 - [360] " ثَلاَثَة لا تُجَاوِزُ صَلاتُهُمْ أذَانهم " (1) أي لا   (1) عن أبي أُمامَة يقول، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ثَلاَثَةٌ لا تُجَاوِزُ صلاتُهُمْ آذانهم، العبدُ الآبقُ حتى يرجع، وامرأةٌ باتَتْ وَزَوْجُهَا عَليها ساخطٌ، وإمامُ قومٍ وهم له كارهون ". الجامع الصحيح (2/193) . = الحديث: 360 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 ترتفِعُ (1) إلى السماء، كما في حديث ابن عبَّاسٍ عند ابن ماجه: " لا تَرْتَفعُ (2) صلاتُهُمْ فوق رُؤسهم شبرًا " (3) وهو كناية عن عدم القبول، كما في حديث ابن عبَّاس عند الطبراني: " لا يقبلُ اللهُ لهُمْ صلاةً ".   = ورد: " ثلاثة لا تقبل الله لهم صلاة ولا ترتفع لهم إلى السماء " عن جابر: " ثلاثة لا يقبل لهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز " عن أنس، ولم أقف على رواية ابن عباس،. وانظر: تحفة الأشراف (4/184) حديث (4937) . (1) في (ك) : " ترفع ". (2) في (ك) : " ترفع ". (3) ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، والسنة فيها، باب من أمَّ قومًا وهم له كارهون (1/311) رقم (971) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 131 - [361] " باب ما جاء: " إِذا صلَّى الإمامُ قاعدًا فصلوا قعودًا " (1) إلى آخره (2) . قال ابنُ حبان في صحيحه: " هذا أمر فريضة لا فضيلة، وهو عندي ضربٌ من الإِجماع الذي أجمعوا عليه (3) ، لأنَّ من أصحاب رسول الله   (1) باب ما جاء إذا صلَّى الإمام قاعدًا فصلُّوا قُعُودًا. (361) عن أنس بن مالك، قال: خرَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن فَرَسٍ فجُحِشَ، فصلَّى بنا قاعدًا، فصلَّينا معه قعُودًا، ثمَّ انْصَرَفَ فقالَ: " إنَّما الإمَامُ -أوْ إنَّما جُعِلَ الإمَامُ- لِيُؤتَمَّ بِه، فإِذَا كبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَاركَعُوا، وَإِذَا رَفِعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: ربَّنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسْجُدُوا وَإِذا صَلى قَاعِدًا فَصلُّوا قُعُودًا أجْمَعُونَ ". وفي الباب عن عائشة، وأبي هريرة، وجابر، وابن عمر، ومعاوية. حديث أنسٍ: أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرَّ عن فَرسٍ فَجُحِشَ، حديث حسَنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/194) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة ص (144) رقم (733) . مسلم، كتاب الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام ص (209) رقم (411) . مالك، التمهيد، باب صلاة الإمام وهو جالس (4/265) رقم (1) . أحمد (3/138) رقم (12058) . الدارمي (2/798) رقم (1291) . ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في إنما جعل الإمام ليؤتم به (1/392) رقم (1238، 1239، 1240) . النسائي، كتاب الإمامة، الائتمام بالإمام (2/83، 98، 195) . (2) في هامش الأصل: " مطلب في الصلاة ". وفي (ش) : " مطلب فيما جاء في الصلاة، الإمام قاعدًا ". (3) في صحيح ابن حبان " على إجازته ". الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربعةٌ أفْتَوْا به: جابرُ بن عَبْدِ اللهِ، وأبو هريرة، وأُسَيْدُ (1) بن حُضيْرٍ (2) وَقيس بنُ قَهدٍ (3) . والإجماع عندنا إجماعُ الصَّحابة الذين شهدُوا هُبُوط الوحيِ والتَّنْزِيْلِ، وأعيذُوا من التَّحريف والتَّبديل حتى حفظ الله بهم الدِّين على المسلمين، ولم يُرْوَ عن أحدٍ من الصَّحابة خلافٌ لهؤلاء الأربعة، لا بإسنادٍ متَّصلٍ ولا منقطعٍ، فكأنَّ الصحابة أجمعوا على أنَّ الإمام إذا صلَّى قاعدًا كان على المأمومين أن يُصلوا قعُودًا. وقد أفتى به من التَّابعين جابرُ بنُ زَيْدٍ أبو الشَّعثاء (4) ، ولمْ يُرْوَ عن أحَدٍ من التَّابعين أصلاً خلافُهُ، لا بإسناد صحيح، ولا واهي، فكأن التَّابعين (5) أجمعوا على إجازته. وأوَّلُ من أبطل في هذه الأمَّةِ صلاةَ المأموم قاعدًا إذا صلَّى إمامُهُ جالسًا، المغيرةُ بن مِقْسَمٍ صاحب (6) النَّخعي (7) ، وأخذ عنه حمَّادُ بنُ أَبِي   (1) في (ك) : " وأبو أسيد ". (2) (ع) أُسيد بن حضير، بضم المهملة وفتح الضاد المعجمة، ابن سِماك بن عتيك الأنصاري الأشْهلي أبو يحيى، صحابي جليل مات سنة عشرين، أو إحدى وعشرين. التقريب ص (112) رقم (517) الإصابة (1/75) رقم (183) . (3) قيسُ بن قَهْدِ بنِ قَيسِ بنِ عُبَيْدِ بن النَّجَرِ الأنصاريُّ، الصحابي الجليل، وليس ابن فهد، كما نبَّه إليه ابن حجر في تبصير المنتبه (3/1085) ، قال: وبقاف؛ قيس بن قَهْد، له صحبة، روى عنه قيس بن أبي حازم. الإصابة (8/207) رقم (7217) الاستيعاب (3/357) رقم (2171) . (4) (ع) جابر بن زيد، أبو الشعثاء الأزدي، ثم الجَوْفي، بفتح الجيم، وسكون الواو بعدها فاء، البصري، مشهور بكنيته ثقة، فقيه، من الثالثة. مات سنة ثلاث وتسعين، ويقال: ثلاث ومائة. التقريب ص (136) رقم (865) . (5) " أصْلاً خلافه لا بإسناد صحيح، ولا واهي فكأنَّ التابعين " ساقط من (ك) . (6) (ع) المغيرة بن مِقسَم، بكسر الميم، الضبي مولاهم، أبو هشام الكوفي، الأعمى، ثقة متقن إلاَّ أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم من السادسة، مات سنة (136) على الصحيح. التقريب ص (543) ، رقم (6851) . (7) (ع) إبراهيم بنُ يزيد بن قيس بن الأسودِ بن الَّخع، النَّخَعِيُّ أبو عِمْرَان الكُوفيُّ، كان مُفْتِي أَهْلِ الكوفة هو والشَّعبيَّ في زمانهما، روى عنه جمعٌ منهم: المغيرة بن مقسم تلميذُهُ (ت: 96 هـ) . = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 سُليمَانَ (1) ، ثم أخذ عن جماعةٍ (2) أبو حنيفة (3) وتبِعَهُ عليهِ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَصْحابِهِ انتهى (4) . " فَجُحِشَ " بضم الجيم وكسر الحاء وآخره شين معجمة، أي: قُشِرَ وخُدِشَ.   = والتقريب ص (35) رقم (275) . (1) (بخ م 4) حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري، مولاهم، أبو إسماعيل الكوفي، فقيه صدوق له أوهام، من الخامسة، ورمي بالإرجاء، مات سنة (120) أو قبلها. التقريب ص (178) رقم (1501) . (2) في (ك) : " حماد " وهو كذلك في نص ابن حبان. (3) (ت، س) النعمان بن ثابت بن زُوطى التَّيميُّ أبو حنيفة، الكوفيُّ، فقيه الملَّةِ غَنِيٌّ عن التعريف، ومِمَّن روى عنهم حمادُ بن أَبي سليمان وبه تفقه (ت: 150هـ) . التقريب ص (494) رقم (7153) . (4) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (5/470، 471، 472، 473) رقم (2109) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 132 - [366] " على الرَّضْفِ " (1) على الحجارة المحماة على النَّار، واحدهَا رَضفَةٌ.   (1) باب ما جاء في مقدار القعود في الركعتين الأُوليَيْنِ. (366) عن أبي عُبَيْدَةَ بنِ عَبدِ الله بن مسعود يحدِّثُ عن أبيه، قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا جلس في الرَّكعتين الأُوليينِ كأنَّه على الرَّضْفِ. قال شُعبةُ: ثم حرَّكَ سعدٌ شَفتَيْهِ بشيءٍ، فأقول: حتَّى يَقُومَ؟ فيقول: حتَّى يقوم. هذا حديثٌ حسن، إلاَّ أنَّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. الجامع الصحيح (2/202) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب في تخفيف القعود (1/326) رقم (995) . والنسائي، كتاب الافتتاح، باب التخفيف في التشهد (2/243) . وأحمد (1/386 و410 و428 و436 و460) . تحفة الأشراف (7/159) رقم (9609) . الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 123 - [367] "عن نابِلٍ صاحِبِ العَبَاءِ (1) " أوله نون، وبعد الألف باء موحدة، وليسَ لهُ في الكتب سوى هذا الحديث (2) عند المصنف،   (1) (د، ت، س) نابِلِ صاحب العَبَاءِ، والأكْسِيَّة، والشِّمال بكسر المعجمة، مقبول من الثالثة، التقريب ص (557) رقم (7060) . (2) والحديث هو: باب ما جاء في الإشارة في الصلاة. عن نَابِلٍ صاحبِ العبَاء، عن ابن عمر، عن صُهَيب، قال: " مرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يصلِّي فسلَّمتُ عليه، فردَّ إليَّ إشارةً "، وقالَ: لا أعلمُ إلاَّ أنه قال: إشارةً بإصبَعِهِ. قال الإمام الترمذي، وفي الباب عن بلالٍ، وأبي هريرة، وأنسٍ، وعائشة، وقال: حديث = الحديث: 367 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 وأبي داود، والنسائي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 134 - [370] " التَّثاؤُب فِي الصَّلاَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1) . قال العراقي: " في هذه الرواية تقييده بالصَّلاة، وفي الصَّحيحين إطلاق ذلك. فيُحْتَمل أن يُحْملَ (2) المطلق على المقيَّد، والمعنى: أنه يريد أن يُشَوِّشَ عليه في صلاته ويلهيه عنها. قال الشيخ تقي الدِّين السبكي: ويُحْتَمَل أن يقال: إنَّما يحمل المطلق على المقيَّد في الأمر، لا في النَّهي. انتهى (3) . ويُحمَلُ علَى النَّهي ذِكْرُ الشَّيءِ فِي مَعْرِضِ الذَّمِ له، والتنفير عنه، وقد صرَّح النووي في التحقيق (4) : بكراهة التثاؤب في غير الصَّلاة أيضًا لكونه من الشيطان. قال ابن العربي: وكذلك فَلْيَكْظِمْهُ في كلِّ حال. قال: وخصَّ الصلاة؛ لأنها أولى الأحوال به. قال: وأما نسبته إلى   = صُهَيْبِ حسَنٌ، لا نعرفه إلاَّ من حديث اللَّيث بن بكير اهـ. والحديث أخرجه: أحمد (4/446) رقم (18884) . الدارمي (2/859) رقم (1401) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب رد السلام في الصلاة (1/306) رقم (925) . النسائي، كتاب السهو، باب رد السلام بالإشارة في الصلاة (3/5) . (1) باب ما جاء في كراهية التَّثاؤب في الصلاة. (370) عن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " التَّثاؤب في الصلاة من الشيطان، فإذَا تثاَءبَ أحَدُكم فلْيَكْظِمْ ما استطاع ". وفي الباب عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ، وجدِّ عدِيِّ بن ثابتٍ. حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/206) . والحديث أخرجه: البخاري، في الأدب المفرد باب التثاؤب ص (242) رقم (942) . ورواه في صحيحه من طريق سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده ص (58) رقم (3289) . مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب ص (1248) رقم (2994، 2995) . تحفة الأشراف (10/222) رقم (13982) . (2) في (ك) : " بحمل ". (3) هذه حكاية الحافظ العراقي عن الشيخ السبكي، أي: فكلام العراقي لا يزال متواصلاً. (4) التحقيق ص (243) ، والفتح (10/612) . الحديث: 370 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 الشيطان؛ فإنَّ كل فِعلٍ مكروه نسبه (1) الشرعُ إلى الشَّيطان؛ لأنه واسطته. وكلَّ فعل حسنٍ نسَبَه (3) الشَّرعُ إلى المَلَكِ؛ لأنَّه واسطته. قال: " والتثاؤب من الامتلاء والتكاسل، وذلك بواسطة الشيطان، والتقليل (2) من الغذاء أو النشاط بواسطة الملك (3) " (4) . قال العراقي: " وقد جاء في الأثر (5) صفة تسبب الشيطان في تثاؤب المصلين، روى ابن أبي شيبة في المصنَّفِ (6) بسندٍ صحيحٍ عن عبد الرَّحمن بن يزيد (7) أحدِ التَّابعين، قال: " نُبِّئْتُ أَنَّ للشَّيطانِ قَارُورةً يُشِمُّهَا القومَ في الصَّلاَةِ كَيْ يَتَثَاءَبُوا ". وفي رواية قال: " إنَّ للشَّيطان قارورةً فيها تفوح (8) فإذا قاموا إلى الصَّلاة أُنْشِقُوهَا، فأمروا عند ذلك بالاستنثار " (9) . ورُوِي أيضًا عن يزيد بن الأصم (10) ، قال: " ما تثاوب رسول الله في صلاته قط (11) ".   (1) في (ك) ، و (ش) . " ينسبه ". (2) في (ك) : " والتقليلة ". (3) عارضة الأحوذي (2/140) . (4) تكملة شرح الترمذي ص (812) ، ت: الأحمدي، شرح جامع الترمذي لوحة (145/ب) و (146/أ) . (5) في نص المخطوط: " عن بعض التابعين ". (6) " في المصنف " ساقطة من "ش"، المصنف (2/428) . (7) (ع) عبد الرَّحمن بن يزيد بن قيس، أبو بكر النَّخعي، الإمام الفقيه، أخو الأسود بن يزيد. ثقة (ت: 83 هـ) . التقريب رقم (4043) . (8) يقال أفاخ يفيخ إذا خرج منه ريح، ولو جعلت الفعل للصوت قلت: فاخ يفوخ وفاخت الريح تفوخ فوخا إذا كان هبوبها صوت. النهاية (3/477-478) . (9) المصنف (2/428) في التثاؤب في الصلاة. (10) (بخ م 4) يزيد بنُ الأصَمِّ، واسمه عمرو بن عبيد بن معاوية كوفي نزل الرمة، وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، يقال له رؤبة ولا يثبت، وهو ثقة. التقريب ص (529) رقم (7686) (ت: 101 هـ) أو (103 هـ) . السير (423) رقم (578) ، تهذيب التهذيب (11/273) رقم (201) . (11) المصنف (2/427) ، تكملة شرح جامع الترمذي ص (814) ت: الأحمدي. وإسناده إلى = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 " فإِذَا تثَاوبَ ". قال العراقي: " وقع في أصل سماعنا بالواو، وفي بعض الروايات تثاءب -بالهمزة والمد- وهي رواية المبارك بن عبد الجبار الصَّيرفي (1) وقد أنكر الجوهري والجمهور (2) كونه بالواو، فقال (3) : نقول (4) فيه: تثاءبت على تفاعلت، ولا تقل: تثاوبت (5) . وقال ابنُ دريد (6) ، وثابت (7) السَّرقُسْطِيُّ (8) في غريب الحديث: لا يقال: تثَاءَب (9) بالمد مخففًا، بل تثاَّب بتشديد الهمزة ". " فليَكظِم ما استطاع " -بفتح ياء (10) المضارعة وكسر (11) الظاء المعجمة- أي: لِيَحْبِسه ما أمكنه (12) ".   = يزيد صحيح. قال الحافظ في الفتح: " ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في " التاريخ " من مرسل يزيد بن الأصم قال: " وما تثاءب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قط ". (1) المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي " ابن الطيوري " المكثر، الثقة توفي ببغداد سنة (500 هـ) . التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ص (538) رقم (583) حدث بجامع الترمذي عند محمد بن عبد الواحد بن روح الحرة ورواه عنه المبارك القاضي أبو بكر بن العربي صاحب العارضة. فهرس ابن خير الإشبيلي ص (117، 188) . سير أعلام النبلاء (19/213) . (2) أي: جمهور أهل اللغة، كما نص عليه الحافظ العراقي ص (810) . (3) القائل هو الجوهري. (4) في (ك) : " تقول ". (5) الصحاح (1/142) مادة " ثأب ". (6) محمَّد بن الحسن بن دُريدِ بن عتاهية، أبو بكر الأزْدِيُّ البصري، العلامة شيخ الأدب، (ت: 321 هـ) وفيات الأعيان (4/323) رقم (637) . والسير (11/546) رقم (2903) . (7) "و": ساقطة في (ك) . (8) سبقت ترجمته ص (161) . (9) في (ك) : " تثأبت ". (10) في (ك) : " تاء ". (11) في الأصل: " وفتح " والمثبت من (ش) ، وكذلك جاء في شرح العراقي، قال: " وكسر الظاء المعجمة ". (12) أكمل الحافظ العراقي الكلام قائلاً بعد ذلك " ليحبسه مهما أمكنه " قاله أبو موسى المدني، وابن الأثير اهـ. وابن الأثير ضَبط "الظاء المعجمة" بالكسر، النهاية (4/178) مادة " كظم ". ثم أنَّ " كظم " لا تفتح "ظاؤها" في المضارع مهما تعدد معناها. انظر لسان العرب، فلزم بذلك تصحيح الخطأ، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 135 - [377] " عن صفيَّة بنتِ الحارث " (1) ، ليس لها عند المصنف وأبي داود وابن ماجه إلاَّ هذا الحديث. " لا يقبل الله صلاة حائض " (2) المراد من بلغت سن الحيض (3) ، لا مَنْ هِيَ مُلاَبِسَة الحَيضِ؛ فإنَّها ممنوعة من الصَّلاةِ. ولفظ ابن خزيمة: " صلاة امرأة قد حاضت إلاَّ بخمار "؛ (4) بكسْر الخاء: هو ما يُغَطَّى به رأس المرأة. وقد استدل الرُّوياني بمفهوم (5) الحديث: على أنه يجُوز صلاةُ الصغيرة بغير خِمَار. وذكر الماوردي والصَّيمَرِي (6) ما يُوافقه، وذكر النووي في شرح المهذب ما يخالفه (7) .   (1) (د، ت، ق) صفية بنت الحارث بن طلحة العبدريةُ، صحابيَّةً، لها عن عائشة، وذكرها ابن حبان في التابعين. التقريب ص (749) رقم (8625) ، والإصابة (13/13) رقم (645) . (2) باب ما جاء: لا تُقبل صلاةُ الحائض إلاَّ بخمارٍ. (377) عن صفيَّةَ بنت الحارث، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لاَ تقْبَلُ صلاةُ الحائضِ إلاَّ بخمارٍ ". وفي الباب عن عبد الله بن عمرو. حديث عائشة حديث حسن. الجامع الصحيح (2/215) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب المرأة تصلي بغير خمار (1/229) رقم (641) . وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب إذا حاضت الجارية لم تصلِّ إلاَّ بخمار (1/214) رقم (654) ، وأحمد (6/150 و218 و259) . انظر تحفة الأشراف (12/393) حديث (17846) . (3) في (ك) ، و (ش) : " المحيض ". (4) صحيح ابن خزيمة (1/380) رقم (775) . (5) أي: مفهوم المخالفة: وهو أن يدُلَّ اللَّفظ على حكم مسكوت عنه مخالفٍ للحكم الذي دلَّ عليه اللَّفظ بمنطوقه، وهو أنواع: مفهوم الصفة، ومفهوم الشرط، ومفهوم الغاية، ومفهوم العدد. الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان ص (366) . (6) في (ش) : " والضمير " وفي (ك) : " الصيموي ". والصيمري هو: عبد الواحد بن الحسين بن محمَّد القاضي أبو القاسم الصيمري، أحد أئمة المذهب الشافعي. من تصانيفه: الإيضاح في المذهب. ومن تلاميذه القاضي الماوردي (ت: 386) . انظر: سير أعلام النبلاء (17/14) . (7) المجموع شرح المهذب (3/169) . الحديث: 377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 136 - [378] " عن عِسلِ بن سُفْيَانَ " (1) -بكسر العين وسكون السين المهملتين- وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. " عن السَّدْلِ في الصَّلاةِ " (2) . قال أبُو عبيد: هو إسبال الرَّجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضم فليس بِسدْل (3) . وعبارة غيره: أن يضع (4) وسط الرداء (5) على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من   (1) (د، ت) عِسل، بكسر أوله وسكون المهملة وقيل بفتحتين، التميمي، أبو قرَّة، البري، ضعيف من السادسة. التقريب ص (390) رقم (4578) . (2) باب ما جاء في كراهية السَّدل في الصلاة. (378) عن عِسل بن سفيان عن عطاءٍ، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن السَّدل في الصَّلاة. قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن أبي جُحَيْفَة. وقال: حديثُ أبي هريرة لا نعرفه من حديث عطاءٍ عن أبي هريرة مرفوعًا إلاَّ من حديث عِسْلِ بن سفيان. الجامع الصحيح (2/217) . والحديث أخرجه: أحمد (2/389) رقم (7916) . الدارمي (1386) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما جاء في السدل في الصلاة (1/229) رقم (643) ، تحفة الأشراف (10/265) رقم (14195) . والسَّدل: هو أن يلتحف بثوبه ويُدخل يديه من داخل، فيركعُ ويسجد وهو كذلك وكانت اليهود تفعله فنُهُوا عنه. النهاية (2/355) مادة " سدل ". (3) شرح جامع الترمذي لوحة (165/أ) . (4) " يضع " مكررة في (ك) . (5) وهذا التأويل ذكره ابن الأثير في النهاية، قال: وقيل: هو -أي السَّدلُ- أنْ يضع وسط الإزار على رأسه ويُرسل طرفيهِ عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه اهـ. وكذلك نقل هذه العبارة الحافظ العراقي في شرحه على الترمذي عن ابن الأثير، دون تصرف في المعنى أو تصحيح للفظ، ممَّا استوقفني حينًا أبحث عن معنى الإزار عند شراح الحديث وفي معاجم اللغة، فلم يَعْدُ المدلولَ المحفوظ، وهو أنه ما ستر النصف السفلي من البدن. فإذا خَلَص اللفظ إلى هذا المعنى، وكان الحكم الشرعيُّ في السَّدْل مترددًا بين الكراهة والإباحة، علمنا عندئذٍ أنه لا بد -كي يستقيم الكلام- من فرض احتمالين لا ثالث لهما: إمَّا أن يُراد بالإزار " الرداء " الذي له طرفان ويُوضع عادةً على كاهل الإنسان وسُمِّيَ إزارًا، بطريقة المجاز، تغليبًا للأصل في ستر العورة، إذ العبرة بأسفل البدن أكثر من غيره. وإما أنه وقع قلبٌ في متن الحديث، جاء مصحَّحًا عند السيوطي من رواية ثانية، أو اجتهادٍ منه في ضبط اللَّفظ. ولعل هذا الأخير هو ما تسكن إليه النفس. والله أعلم. الحديث: 378 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 غير أن يجعهلما على كتفيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 137 - [379] " عن أبي الأحوص " (1) قال النسائي: " لم نقف (2) على اسمه ولا نعرفه، وقد انفرد الزهريُّ بالرِّواية عنه " (3) وليس له (4) عند المصنِّفِ وابنِ مَاجه إلاَّ هذا الحديث. " إذَا قام أحدُكُمْ إِلى الصَّلاةِ " (5) أي: إذا دخل فيها. " فلا يمْسَحِ الحَصى "؛ لأنه يشغل المصلي، أمَّا قبل التحريم فليس داخلاً في النَّهي.   (1) (4) أبو الأحوص، مولى بني ليث، أو غِفار، مقبول، من الثالثة لم يرو عنه غير الزهري، التقريب ص (617) رقم (7926) . (2) في (ك) ، و (ش) : " يقف ". (3) شرح جامع الترمذي لوحة (166/ب) . (4) " له ": ساقطة من (ش) . (5) باب ما جاء في كراهية مسح الحصى في الصلاة. (379) عن أبي الأحوص، عن أبي ذرِّ، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إذَا قَامَ أحدُكُم إلى الصَّلاة فلا يمسح الحصى، فإنَّ الرَّحمة تُواجِهُهُ " وفي الباب عن مُعَيْقِيبٍ وعليِّ بن أبي طالب، وحُذَيْفَةَ، وجابرِ بن عبد الله. حديث أبي ذرِّ حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (2/219) . الحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب في مسح الحصى في الصلاة (1/312) رقم 945، 946) . والنسائي، كتاب السهو النَّهي عن مسح الحصى في الصلاة (3/6) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب مسح الحصى في الصلاة (1/327) رقم (1025، 1026، 1027) . وأحمد (5/149 و150 و163 و179) والدارمي (1395) انظر تحفة الأشراف (9/191) حديث (11997) . الحديث: 379 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 138 - [381] " عن أبي صالح (1) عن أم سلمة (2) ". قال الذَّهبي   (1) (ت) أبو صالح، مولى طلحة، أو أم سلمة، مقبول، من الثالثة يقال: اسمه زاذان، التقريب ص (649) رقم. (8173) . وقال الذَّهبي: ولعله ذكوان السمان، ثم قال: لا بلْ هو ذكوانُ مولى لأم سلمة، له فردُ حديث من طريق أبي حمزة ميمون القصاب، وهو ضعيف -عنه عنها- مرفوعًا: " يا أفلَحُ تَرِّبْ وجهك " يعني إذا سجدت. ميزان الاعتدال (7/382) رقم (10311) . (2) (ع) أم سلمة زوج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، هند بنتُ أبي أُميَّةَ (ت: 60 هـ) ، الاستيعاب (4/472) رقم (3545) ، الإصابة (13/221) رقم (1304) . الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 في الميزان: " هُو مولاها واسمه: ذكوان، لا يعرف " (1) . وقال المزِّي (2) في التهذيب: " اسمُهُ زاذان " (3) . وليس له في الكتب إلاَّ (4) هذا الحديث عند المصنِّف (5) .   (1) الميزان (7/382) رقم (10311) . (2) يوسف بن الزكي عبد الرَّحمن بن يوسف بن علي، أبو الحجاج المزِّي الدمشقي، الملقب بجمال الدين، الحافظ الشيخ، صاحب تحفة الأشراف، وتهذيب الكمال (ت: 742 هـ) . طبقات السبكي (5/440) رقم (14117) ، السير (17/551) رقم (6818) . (3) تهذيب الكمال (8/513) رقم (1814) . (4) في (ك) ، و (ش) : " سوى ". (5) والحديث هو: باب ما جاء في كراهية النفخ في الصلاة. (381) عن أبي صالح مولى طلحة، عن أم سلمة، قالتْ: رأى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غلامًا لنا يُقالُ له: أفلح، إذا سجد نفخَ، فقال: " يَا أَفْلَحُ تَرِّبْ وجهَكَ ". قال الإمام الترمذي: حديث أمِّ سلمة إسناده ليس بذاك، وميمون أبو حمزة قد ضعَّفه بعض أهل العلم. الجامع الصحيح (2/220) . والحديث أخرجه: أحمد (6/341) رقم (26564) ، (6/364) رقم (26737) . تحفة الأشراف (13/43) رقم (18244) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 139 - [384] " عن عمران بن موسى (1) "، هو ابن عَمرو الأشدق ابنِ سعيدِ بن العاص الأموي، لم يرْوِ عَنه إلاَّ ابنُ جُرَيجٍ (2) ، وليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث (3) عند المصنَّف، وأبي داود. " ذلك كِفْلُ الشَّيطَان " (4) .   (1) (د، ت) عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، أخو أيوب مقبول، من السابعة. التقريب ص (430) ، رقم (5173) . (2) (ع) عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج الأموي مولاهم، المكي، ثقة فقيه فاضل وكان يُدلس ويرسل، من السادسة، مات سنة (150 هـ) أو بعدها، وقد جاوز السبعين، وقيل جاوز المائة ولم يثبت. التقريب ص (363) رقم (4193) . (3) وهو حديث الباب الآتي ذكره. (4) باب ما جاء في كراهية كفِّ الشَّعر في الصلاة. (384) عن أبي رافع: أنه مرَّ بالحسن بن علي وهو يصلي، وقد عَقَص ضَفِرَتَهُ في قفاهُ فحلَّها، فالتفَتَ إليه الحسنُ مُغْضَبًا، فقال: أقْبِلْ على صلاتك ولا تغْضَبْ، فإنِّي سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: " ذلك كِفْلُ الشَّيْطَانِ ". وفي الباب عن أمِّ سلمة، وعبد الله بن عباسٍ. = الحديث: 384 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 أي: مقعدُ (1) . " وهو معقوصٌ شعرُهُ "، هو خاص بالرِّجال دون النِّساء لأنَّ شعورهن عورة يجب ستْرَهُ في الصَّلاة فإذا نقضته ربما استرسل وتعذر ستره (2) .   = حديث أبي رافع حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (2/223) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب الرَّجل يصلي عاقصًا شعره (1/230) رقم (646، 647) . انظر تحفة الأشراف (9/205) حديث (12030) . (1) قال الحافظ العراقي: " كِفْلُ الشَّيطان " أي مقعده كما هو مصرَّح به في رواية أبي داود. شرح جامع الترمذي لوحة (174/ب) . وقال الخطابي: أمَّا " الكِفْلُ " فأصله أن يجمع الكساء على سنام البعير ثم يركب. معالم السنن (1/156) . فائدة: قال الحافظ العراقي: الحكمة في النَّهي عن أن يُصلي معقوص الشَّعر؛ أنَّ الشَّعر يسجدُ معه إذا سجد، وفيه امتهانٌ له في العبادة. قاله عبد الله بن مسعود فيما رواه ابن أبي شيبة في المصنف بإسناده صحيح. اهـ. شرح جامع الترمذي لوحة (174/أ) . (2) شرح جامع الترمذي لوحة (175/أ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 140 - [385] " عن عبد الله بن نافع بن أبي العَمْيَاءِ (1) " ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث عند الأربعة. " تشَهَّدُ فِي كُلِّ ركعتين، وتخشَّعُ، وتضَرَّعُ، وَتَمَسْكَنُ " (2) . قال   (1) (ع) عبد الله بن نافع بن العَمْيَاءِ، مجهول من الثالثة. التقريب ص (326) رقم (3658) . (2) باب ما جاء في التَّخشُع في الصلاة. (385) عن الفضل بن عباس، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الصلاةُ مثنى مثنى، تشهَّدُ في كلِّ ركعتين، وتَخشَّعُ، وتضرَّعُ، وتَمَسْكَنُ وتُقْنعُ يدَيكَ، يقولُ: ترْفَعُهُمَا إلى ربِّك، مسْتَقْبِلاً ببُطُونِهِمَا وجهك، وتقولُ: يا ربِّ يا ربِّ، ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا ". وقال غيرُ ابن المبارك في هذا الحديث: " من لم يفعل ذلك فهي خِدَاجٌ ". سمعتُ محمَّد بن إسماعيل يقول: روَى شعبةُ هذا الحديث عن عبد ربِّه بن سعيد، فأخطأ في مواضع، فقال: عن أنس بن أبي أنس وهو عِمْرَانُ بن أبي أنسٍ، وقال: عن عبد الله بن الحارث، وإنما هو عبد الله بن نافع بن العَميَاءِ، عن ربيعة بن الحارث، وقال شُعبة: عن عبد الله ابن الحارث، عن المُطلب، عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإنما هو عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن الفضل بن عباسٍ، عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال محمَّد: وحديث اللَّيثِ بن سعدٍ أصحُّ من حديث شعبة. الجامع الصحيح (2/225) . والحديث أخرجه: أحمد (1/211) و (4/167) . والنسائي في الكبرى (528) = الحديث: 385 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 العراقي: " المشهور في هذه الرواية أنها أفعال مضارعة حُذف منها إحدى (1) التاءين، ويدلُّ عليه قوله في رواية أبي داود: " وأنْ تَشَهَّد " (2) ووقع في بعض الروايات بالتنوين فيها على الاسميَّة، وهو تصحيف من بعض الرواة ". وقال في النِّهاية: " تَمَسْكَنْ، أي: تَذلَّلْ، وَتَخَضَّعْ؛ وهُو تَمفْعَل (3) من السكون. والقياس أن يقال: تَسكَّن، وهو الأكثر الأفصح. وقد جاء على الأور أحرفٌ قليلة. قالوا: تمندع (4) وتمنطق، وتمنْدَل " (5) . " وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ، يَقُولُ: تَرفَعهُمَا إِلَى رَبِّكَ مستقبلاً ببُطُونهما وجهك ". قال الخطابي: " إِقناع اليدين رفعهُمَا في الدعاء والمسألة " (6) . قال ابن العربي: " وهوَ بعد الصلاة لا فيها " (7) . قال العراقي: " وقد يكون فيها في القنوت حيث شرِعَ طولُ القنوت ". قال النووي: " المرادُ به هنا: القيام، باتفاق العلماء فيما عَلِمْتُ " (8) انتهى.   = و (1349) . وانظر تحفة الأشراف (8/264) حديث (11043) . وحديث شعبة أخرجه أبو داود (1296) . وابن ماجه (1325) . والنسائى فى الكبرى (529) و (1350) . وأحمد (1/167) . (1) في (ك) : " أحد ". (2) في (ك) : " تشهد ". (3) في ك) ، و (ش) : " تفعل ". (4) في (ك) : " تمتمدح " وفي النهاية: " تمَدْرع ". (5) النِّهاية (2/385) مادة " سكن ". فائدة: وتمدْرعَ: لبس المِدْرعَةَ؛ وهي ثوبٌ من صوف، والفعلُ على هذه الصيغة لغة "ضعيفة" والقياس أن نقول: َ "تَدَرَّعِ". تَمَنْطَقَ: شِدَّ المنْطقَةَ في وسطه؛ وهي مَا يُشَدُّ بها الوسط، كالخيط والحِزام مثلاً، والقياس: تنطَّق. تمنْدَلَ: تمَسَّح بالمنديل، والقياس: تنَدَّل. انظر الصحاح، ولسان العرب. (6) معالم السنن (1/242) رقم (359) . (7) عارضة الأحوذي (2/150) . (8) لم أجده في المجموع، ولا في الأذكار، ولا في رياض الصالحين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 ويطلق أيضًا على الطاعة والصلاة والسكوت، والخشوع، والدعاء والإقرار بالعبودية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 141 - [390] " عن ضمضم " (1) -بضاد معجمة مفتوحة، وميم ساكنة مكررتين-. " ابن جوس " -بفتح الجيم وسكون الواو [في] (2) آخره سين مهملة- وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "أمر بقتل الأسودين (3) الحية والعقرب" (4) . روى البيهقي في سننه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: " كفاك (5) الحيةَ ضربةٌ بالسوط أصبتها أم أخطأتها ". قال: " وهذا إن صحَّ فإنما أراد (6) -والله أعلم- وقوع الكفاية بها في الإتيان بالمأمور، فقد أمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقتلها، وأرادوا -والله أعلم- (7) إذا امتنعتْ بنفسها عند الخطأ، ولم يرد به المنعَ من الزيادة على ضربةٍ   (1) (ع) ضمضم بن جَوْس؛ بفتح الجيم ثم مهملة، ويقال: ابن الحارث بن جَوس، اليمامي، ثقة، من الثالثة، التقريب ص (280) رقم (2991) . (2) " في ": ساقطة من الأصل. (3) في " ش ": " الأسودين في الصلاة ". (4) باب ما جاء في قتل الأسودين في الصلاة. (390) عن أبي هريرة، قال: أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقتلِ الأسْوَدَيْنِ في الصلاة: الحيَّةِ، والعقرب. وفي الباب عن ابن عبَّاس، وأبي رافع. حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيح. الجامع الصحيح (2/233) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب العمل في الصلاة (1/304) رقم (921) . والنسائي، كتاب السهو، باب قتل الحية والعقرب في الصلاة (3/10) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة (1/394) . رقم (1245، 1246) . وأحمد (2/233 و248 و284 و473 و475 و490) . والدارمي (2/944) رقم (1545) . (5) في (ك) ، و (ش) : " كفال ". (6) في (ك) : " أرادوا ". (7) " وقوع الكفاية بها في الإتيان بالمأمُور، فقد أمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقتلها والله أعلم " ساقط من (ك) . الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 واحدةٍ (1) .   (1) البيهقي (2/266) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 142 - [391] " عن عبد الله بن بُحَيْنَةَ (1) الأسدي " -بسكون السين- والأسد والأزد واحد (2) ، وبحينة -بضم [الباء] (3) الموحدة، وفتح [الحاء] (4) المهملة وبعدها ياء التصغير ونون- هي (5) أُمُّه، وأبوه مالك ابن القِشْب، وليس [له؟] (6) عند المصنِّف وأبي داود إلاَّ هذا الحديث (7) .   (1) عبد الله بن مالك بن القِشب، بكسر القاف وسكون المعجمة، بعدها موحدة الأزدي، أبو محمَّد حليف بني المطلب يعرف بابن بُحينة، بموحدة ومهملة مصفرًا، صحابي معروف مات بعد الخمسين. التقريب ص (320) رقم (3567) ، والاستيعاب (3/8) رقم (1487) . (2) قال الجوهري: والأسْد لُغَة في الأزْدِ. وأَزْدٌ: أبو حي في اليمن. قال: وهو بالسين أفصح، يقال: أزْدُ شَنُوءَةَ، وأَسْدُ شَنُوءَدةَ. الصحاح (2/5، 6) مادة " أزد، أسد ". (3) "الباء" ساقطة من الأصل، ومثبتة في (ك، ش) . (4) "الحاء" ساقطة من الأصل، ومثبتة في (ك، ش) . (5) " هي " ساقطة من (ك) . (6) " له " ساقطة من الأصل، ومثبتة في (ك، ش) . (7) (391) والحديث هو: باب ما جاء في سجدتي السهو قبل السلام. عن عبد الله بنِ بُحَيْنَةَ الأسَدِي حليف بني عبد المطلب؛ أن النِّبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قام في صلاةِ الظُّهر وعليه جلوسٌ، فلمَّا أتمَّ صلاتَهُ سجد سجدتين، يُكبِّرُ في كلِّ سجدةٍ وهو جالسٌ قبل أن يُسلِّمَ، وسجدَهُمَا النَّاس معه مكان ما نسِيَ من الجُلوس. قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن عبد الرَّحمن بن عوف. وقال حديث ابن بحينة حديث حسنٌ. الجامع الصحيح (2/235) . والحديث رواه: البخاري، كتاب السهو، باب من يُكبِّر في سجدتي السهو ص (224) رقم (1230) . مسلم، كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له ص (261) رقم (570) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب من قام من ثِنْتَيْنِ ولَمْ يَتشهَّد (1/337) رقم (1034) . ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن قام من اثنتين ساهيًا (1/381) رقم (1206) ، (1207) . النسائي، كتاب الافتتاح، باب ترك التشهد الأول (2/244) وفي كتاب السهو، ما يفعل من قام من اثنتين ناسيًا ولم يتشهد (3/19، 20) . مالك، التمهيد (3/287) باب من قام بعمل الإتمام أو في الركعتين. أحمد (5/431) رقم (22923، 22924) . الدارمي (2/940) رقم (1540) . تحفة الأشراف (6/475) رقم (9154) . الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 143 - [397] " فَيَلْبسُ " (1) بفتح ياء المضارعة وكسرِ الموحَّدة. "وخُفَاف" (2) (3) [َبضم] الخاء المعجمة وفائين. "ابن إيماء" بكسر الهمزة ومثناة من تحتُ، ممدود مصروف، وفيه أيضًا: فتح الهمزة مع القصر (4) . "ابن رَحَضَة" بفتح الراء والحاء المهملة والضاد المعجمة، لهُ ولأبيه صحبةٌ.   (1) باب فيمن يشُكُّ في الزيادة والنقصان. (397) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إن الشيطان يأتي أحدَكمُ في صلاته فيَلْبِسُ عليه، حتى لا يدري كم صلَّى، فإذا وجَد ذلك أحدُكُمْ فليسجُد سجدَتَنِ وهُوَ جَالِسٌ ". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/244) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب السهو، باب إذا لم يدرِ كَم صلَّى ص (224) رقم (1231) وباب السهو في الفرض والتطوع ص (224) (1232) . ومسلم، كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له ص (260) رقم (389، 570، 571، 571، 572) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب من قال يُتمُّ على أكبر ظنه (1/336) رقم (1030، 1031، 132) . والنسائي، كتاب السهو، باب التحري (3/30، 31) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في سجدتي السهو قبل السلام (1/384) رقم (1216) (1217) . ومالك (479) و (488) وأحمد (2/214 و273 و283 و284 و503 و522) . والدارمي (1207) و (1502) . وانظر: تحفة الأشراف (11/42) حديث (15239) . (2) في (ك) : " بالفتح ". (3) (م) خُفاف بضم أوله وفاءين الأولى خفيفة، ابن إيماء بكسر الهمز بعدها تحتانية ساكنة، الغفاري، صحابي، مات في خلافة عمر. التقريب ص (194) رقم (1725) والاستيعاب (2/32) رقم (671) . ومناسبة ذكر خُفافٍ هنا؛ أنه من جملة مَنْ روَوْا حديث ما جاء في القنوت في صلاة الفجر، الذي أخرجه الترمذي برقم (401) ولأجل ضبط رسمه وشكله، كما هي عادة السيوطي في نُكَاتِهِ. (4) أي: يكتب الاسم: أيْمَى. الحديث: 397 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 144 - [404] " صَلَّيْتُ خلف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1) " (2) . زاد الطبراني:   (1) " - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " ساقطة في (ك) . (2) باب ما جاء في الرجل يعطِسُ في الصلاةِ. (404) عن معاذِ بن رِفَاعَةَ، عن أبيه، قال: صلَيْتُ خَلْفَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَطَسْتُ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مُبَارَكًا فِيه مُباركًا علَيهِ كَمَا يُحبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى. فلما صلَّى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انصرف فقال: " مَنِ المُتَكلِّمُ فِي الصَّلاَةِ؟ " فلم = الحديث: 404 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 " المغرب ". "قال: مَنِ المُتَكلِّمُ فِي الصَّلاة؟ ". زاد الطبراني: " وَدِدْتُ أنِّي غَرِمْتُ عِدَّة من مَالِي، وأنِّي لم أشهد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين قال: أينَ المُتكلِّمُ؟ ". " عطَسَ " بفتح الطاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 145 - [405] " عن الحارث بن شُبَيْل" (1) ، ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث (2) .   = يَتكلَّمُ أحدٌ، ثُم قالها الثانية: " مَنِ المُتكلِّمُ فِي الصَّلاَةِ؟ " فلم يَتَكلَّمْ أحدٌ، ثُم قالهَا الثالثةَ: "مَنِ المُتكَلِّمُ فِي الصَّلاَةِ" فقَال رِفَاعَةُ بن رافع بن عفرَاءَ: أنا يَا رَسُولَ اللهِ، قال: " كيف قُلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثيرًا طَيبًا مُبارَكًا فيه مُبَاركًا عليه كما يُحبُّ ربُّنَا وَيَرضَى، فقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " والَّذي نَفْسِي بيده، لقد ابْتَدَرَهَا بِضْعَةٌ وثَلاَثُونَ مَلكًا، أيُّهُمْ يَصْعُدُ بِهَا ". وفي الباب عن أنسٍ، ووائِلِ بن حُجْرٍ، وَعَامِرِ بن رَبيعَةِ. حديثُ رِفَاعَةَ حَديثٌ حَسَنٌ. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (1/264) رقم (770، 773) . والنسائي، كتاب الافتتاح، باب قوله ربنا ولك الحمد (2/145، 196) . وانظر تحفة الأشراف (3/170) حديث (3606) . وأخرجه البخاري (799) . وأبو داود (770) . والنسائي (2/196) . ومالك (526) . وأحمد (4/340) من طريق يحيى بن خلاد الزرقي عن رفاعة بن رافع، وفيه قال: " قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد " بنحو الحديث ليس فيه أنه هو القائل. (1) (خ، م، د، ت، س) الحارث بن شُبَيْل، بالمعجمة والموحدة، مصغر، البَجَلِي، أبو الطفيل، ثقة من الخامسة. التقريب ص (146) رقم (1026) . وقد روى له الترمذي حديثًا آخر رقم (2986) وآخر نحوه عقب الإسناد السابق. (2) (405) والحديث هو: باب في نسخ الكلام في الصلاة. عن الحارث بنِ شُبَيْل عن أبي عمرو الشَّيباني، عن زيد بن أرقمِ، قَالَ: كنَّا نَتَكَلَّمُ خلفَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصَّلاَةِ، يُكَلِّمُ الرَّجُلُ مِنَا صَاحِبه إِلى جَنْبهِ، حَتى نَزَلتْ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) } [البقرة: 238] فأُمِرْنَا بالسُّكُوتِ، وَنُهيْنَا عَن الكَلاَمِ. قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود، ومعاوية بن الحكم. وقال: حديث زيد بن أرقم حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب العمل في الصلاة، باب ما يُنْهى من الكلام في الصلاة ص (218) رقم (1200) ، وفي كتاب التفسير، باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) } ص (799) رقم (4534) . مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من = الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 146 - [406] " عن أسماء (1) بنِ (2) الحكَمِ الفَزَارِيِّ ": قال العراقي: " ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث (3) ، ولا أعلم روى عنه إلاَّ عليُّ بن ربيعة (4) ، قال البخاري: لم يُرْوَ عنه إلاَّ هذا الحديث، وحديث آخر لم يتابع عليه ".   = إباحته ص (251) رقم (539) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب النَّهي عن الكلام في الصلاة (3131) رقم (949) . النسائي، كتاب السهو، الكلام في الصلاة (3/18) . تحفة الأشراف (3/192) رقم (3661) . (1) (ع) أسماءُ بنُ الحكم الفَزَارِيُّ، وقيل السُّلمِيُّ، أبو حسان الكوفي، صدوق من الثالثة. التقريب ص (105) رقم (409) . (2) في (ك) : " بنت ". (3) والحديث هو: باب ما جاء في الصلاة عند التَّوبة. (406) عن أسماء بن الحكم الفزاري، قال: سمعتُ عليًّا يَقُولُ: إِنِّي كنْتُ رجلاً إذا سمعتُ من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا نفَعَنِي الله مِنهُ بمَا شَاءَ أن ينفَعني به، وإذا حدثني رجلٌ من أصحابه استَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صدَّقْتُهُ، وإنه حدَّثَني أبو بكر، قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقول: " مَا مِنْ رَجُل يُذنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيتطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتغْفِرُ الله، إلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأ هَذِه الآيةَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 135] . قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وأنسٍ، وأبي أمامة، ومعاذٍ، وواثلةَ وأبي اليَسَرِ واسمه: كعبُ بنُ عَمْرٍو. وقال: حديث عليٍّ حديثٌ حسنٌ، لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه، من حديث عثمان بن المغيرة. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: أحمد رقم (2، 47، 56) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار (1/476) رقم (1521) . ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في أنَّ الصلاة كفارة (1/446) رقم (1395) . تحفة الأشراف (5/299) رقم (6610) . (4) (ع) علي بن ربيعة بن نَضْلَة الوالبي، بلام مكسوره وموحدة، أبو المغيرة الكوفي، ثقة، من كبار الثالثة، يقال: هو الذي روى عن العلاء بن صالح، فقال: حدثنا علي بن ربيعة البَجَلِي، وفرَّق بينهما البخاري. التقريب ص (401) رقم (4733) . الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 147 - [407] " حدَّثنا (1) حرملة بن عَبد العزيز (2) بن الرَّبيع بن   (1) في جامع الترمذي: " أخبرنا ". (2) (ت) حرملة بن عبد العزيز بن سَبْرَة، بفتح المهملة وسكون الموحدة الجهني، أبو معبد، لا بأس به، من الثامنة، التقريب ص (155) رقم (1173) . الحديث: 407 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 سبْرة الجُهَنِّيُّ، عن عمه عبد الملك بن الربيع بن سبْرَةَ (1) عن أبيه (2) عن جدِّه " (3) ليس للأربعة عند المصنف إلاَّ هذا الحديث (4) .   (1) (م، د، ت، ق) عبد الملك بن الربيع بن سَبْرَة بن معبد الجهني، وثقه العجلي من السابعة. التقريب ص (362) رقم (4178) . (2) (م، 4) الربيع بن سَبْرَة بن مَعْبد الجهني، المدني، ثقة، من الثالثة. التقريب ص (206) رقم (1892) . (3) (خت، م، ع) سبْرَة بن معبد، أو ابن عَوسجة، أو ابن ثريَّة بفتح المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية، الجهني والد الربيع، له صحبة، وأول مشاهده الخندق، وكان ينزل ذا المروة، ومات بها في خلافة معاوية. التقريب ص (2229) رقم (2209) والاستيعاب (3/146) رقم (913) . (4) والحديث هو: باب ما جاء متى يُؤمر الصَّبيُّ بالصلاة. (407) عن حَرْمَلَةَ بن عبد العزيز بن الرَّبيع بن سبرة الجُهَنِي، عن عمِّه عبدِ المَلِكِ بن الرَّبيع ابنِ سَبْرَةَ، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " عَلَمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ ابنَ سَبع سِنِيْنَ وَاضرِبُوه عليها ابن عشْرٍ ". قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو. وقال: حديث سبْرَة بن معْبَدٍ الجُهَنِيِّ حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: أحمد (3/513) رقم (15317) . الدارمي (1471) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة (1/187) رقم (494) ، تحفة الأشراف (3/267) رقم (3810) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 148 - [408] " حدثنا أحمد بن محمَّد " (1) ؛ هو ابن موسى أبو العباس السِّمسَارُ المَرْوَزِيُّ الملقبُ مَرْدَوِيهِ.   (1) (خ، ت، س) أحمد بن محمَّد بن موسى، أبو العباس السِّمسَار المعروف بمَرْدُويه، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة (235 هـ) التقريب ص (84) رقم (100) . ومناسبة ذكره هنا: للتمييز بينه وبين أحمد بن محمَّد بن نيزك بن حبيب البغدادي، فإنَّ الأخير لمْ يَروِ عن ابن المبارك، كما هو ظاهر من كتب التراجم وكلاهما شيخٌ للإمام الترمذي. انظر: تهذيب التهذيب في ترجمة كلٍّ. ثم أنَّ الإمام الترمذي روى عنه حديث: " عبد الله بن عمرٍو "، باب ما جاء في الرَّجل يُحْدِثُ في التَّشهُّد، رقم (408) . الحديث: 408 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 149 - [411] " السَّماءُ مِنْ فَوْقِهِمْ " (1) أي: المطر.   (1) باب ما جاء في الصلاة على الدَّابة في الطِّين والمطر. (411) عن عَمرو بن عثمان بن يَعلى بن مُرَّةَ عن أبيه، عن جدِّه: أنهم كانوا مع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سفَرٍ، فانتهوْا إلى مضيقٍ، فحضرتِ الصَّلاةُ فمُطِرُوا، السَّماءُ من فوقِهِمْ، والبِلَّةُ من أسفل منهم، فأذَّنَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو على راحلته، وأقام، فتقدَّم على راحلته فصلى بهم يُوميءُ إيماءً يجعلُ السجود أخفض من الركوع. = الحديث: 411 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 "والبِلَّةُ" بكسر الموحدة وتشديد اللام؛ أي: النداوة. " فأَذَّنَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علَى رَاحِلَته ". استدلَّ بهذا النووي وغيره: " على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - باشر الأذان بنفسه (1) ، وعلى استحباب الجمع بين الأذان والإقامة " (2) . ذكره في شرح المهذب مبسوطًا (3) . وفي الروضة مختصرًا. ووردت رواية أخرى صريحة بذلك في سنن سعيد بن منصور (4) . ومن قال: أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يباشر هذه العبادة بنفسه، وألغز في ذلك بقوله: ما سُنَّةٌ أمرَْ بها النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يفعلها؟ فقد غفل. وقد بسطت المسألة في شرح الموطأ (5) ، وفي حواشي الروضة (6) .   = هذا حديث غريبٌ، تفرد به عُمَرُ بن الرماح البلخيُّ، لا يعرف إلاَّ من حديثه، وقد روى عنه غير واحد من أهل العلم. وكذلك رُوِيَ عن أنس بن مالكٍ: أنه صلَّى في ماءٍ وطينٍ على دابته. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: أحمد (4/173) . انظر تحفة الأشراف (9/119) حديث (11851) . (1) المجموع شرح المهذب (3/115) . (2) في (ك) ، و (ش) : " والإمامة " وانظر المجموع شرح المهذب (3/128، 129) . (3) أي في المسألة الثانية. (4) لم أقف عليه في الأجزاء المطبوعة من سنن سعيد بن منصور. (5) تنوير الحوالك على موطأ مالك (1/128) . (6) الأزهار الغضة في حواشي الروضة، وهي الحواشي الكبرى. (مخطوط) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 150 - [413] " انْظُرُوا هل لعبدي من تطوِّعٍ فَيُكَمَّل بها ما انتقصَ من الفَرِيْضةِ " (1) . قال العراقي: "يحتمل أن يراد به ما انتقصه من السننن   (1) باب ما جاء أنَّ أوَّل ما يحاسب به العبدُ يوم القيامة الصَّلاة. (413) عن حَرِيْثِ بْن قَبِيصةَ، قَالَ: قدمتُ المدينة فقلتُ: اللَّهمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالحًا، قال: فجَلسْتُ إلى أبي هريرة، فقلتُ: إنِّي سألتُ الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فحدِّثْنِي بحديثٍ سمعته من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلَّ الله أن ينْفَعني به، فقال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إنَّ أوَّل ما يُحاسبُ به العبدُ يوم القيامة = الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 والهيئات المشروعة فيها من الخشوع، والأذكار، والأدعية، وأنه يحصُل له ثواب ذلك في الفريضة، وإن لم يفعله فيها وإنما فعله في التطوع. ويحتمل أن يراد به ما انتقص أيضًا من فروضها وشروطها. ويحتمل أن يراد ما ترك من الفرائض رأسًا فلم يصله فيعوَّض (1) عنه من التطوع، وأنَّ الله سبحانه يقبل من التطوعات الصحيحة عِوضًا عن الصَّلوات المفروضة ". قال ابن العربي: " الأظهر عندي أنه يُكمَّل له ما نقصَ من فرض الصلاة وأعدادها بفضل التطوع، لقوله: ثم الزكاة كذلك وسائر الأعمال، وليس في الزكاة فرض (2) أو نفل، فكما يُكَمَّلُ فرض الزكاة بنفلها، كذلك الصلاة، وفضل الله أوسع " (3) .   = من عمله صلاتُهُ، فإن صَلُحَتْ فَقدْ أفلَحَ وَأنْجَحَ، وإنْ فَسَدَتْ فَقدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإن انْتَقَصَ مِنْ فَرِيْضَتِهِ شيءٌ قَالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى انظُرُوا هل لِعَبْدِي مِنْ تَطَوّعٍ؟ فَيُكَمَّلُ بهَا ما انْتَقَصَ من الفَرِيْضَةِ، ثم يكون سائرُ عمله على ذلك". وفي الباب عن تميم الدَّارِيِّ. وقال حديثُ أبي هريرَةَ حَديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه. وقد رُوِي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. وقد روى بعضُ أصحاب الحسن، عن الحسن، عن قبيصةَ بن حُرَيْثٍ غيرَ هذا الحديث، والمشهور هو: قبيصةُ بن حُرَيْثٍ. وَرُوِي عن أنسٍ بن حكيمٍ، عن أبي هريرةَ، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوُ هَذا. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: النسائي، كتاب الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة (1/232) . وأخرجه ابن ماجه (1425) من طريق علي بن يزيد، عن أنس عن حكيم الضبي، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي (1/232) من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة. وفي الكبرى (325) من طريق يحيى بن يعمر عن أبي هريرة. وأحمد (2/425) . وأبو داود (864) من طريق الحسن عن أنس بن حكيم الضبي عن أبي هريرة به، موقوفًا. وقبيصةُ بن حرَيْثٍ صدوق. انظر التقريب ص (453) رقم (5511) وأنس بن حكيم، مستور، انظر التقريب ص (115) رقم (562) . (1) في الأصل " فتعرض " والصواب ما أثبته. (2) في (ك) ، و (ش) : " إلا فرض " وهي كذلك في عارضة الأحوذي. (3) عارضة الأحوذي (2/175) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 151 - [414] " من (1) ثَابَرَ " (2) بمثلثة وبعد الألف موحدة وراءٌ - أي: واظب ولازم. " عن قدامة بن موسى (3) عن محمَّد بن الحصين (4) " ليس لهما، وليسار (5) مولى ابن عمر عند المصنف إلاَّ هذا الحديث (6) .   (1) في (ك) : " عن ". (2) باب ما جاء فيمن صلَّى في يومِ وليلةِ ثِنتيْ عَشْرَةَ رَكعَةً من السُنَّةِ مالَهُ فِيهِ مِنَ الفَضْلِ. (414) عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من ثَابرَ على ثِنْتَيْ عشرَةَ رَكعة من السُّنَّةِ بنَىَ اللهُ لَهُ بيتًا فِي الجَنَّةِ: أرْبعَ رَكَعَاتٍ قَبل الظُّهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر ". وفي الباب عن أمِّ حبيبة، وأبي هريرة، وأبي موسى، وابن عمر. حديث عائشة حديث غريب من هذا الوجه. ومغيرة بن زياد قد تكلَّم فيه بعض أهل العلم من قِبَل حِفظِه، ثم أورد الترمذي في الحديث (415) حديث عنبَسة عن أمِّ حبيبة، ثم قال: " وحديث عنْبَسة عن أمِّ حبيبةَ في هذا الباب حديثٌ حسنٌ صحيح ". الجامع الصحيح (2/254) . ْوالحديث أخرجه: النسائي، كتاب قيام اللَّيل وتطوع النَّهار، باب ثواب من صلى في اليوم واللَّيلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة (3/260، 261، 262، 263) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في ثنتي عشرة ركعة من السنة (1/361) رقم (1140، 1141) ، انظر تحفة الأشراف (12/340) حديث (17393) . وحديث أمِّ حبيبة أخرجه: مسلم ص (322) رقم (728) . وأبو داود (1250) . والنسائي (3/261، 262، 263) . وأحمد (6/326، 327) . والدارمي (1478) . انظر: تحفة الأشراف (11/312) حديث (15862) . (3) (خت، م، د) قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة ابن مظعون الجُمَحي، المدني، إمام المسجد النَّبوي، ثقة عُمِّرَ من الخامسة، مات سنة (153 هـ) . التقريب ص (454) رقم (5530) . (4) (ت، ق) محمَّد بن الحصين التميمي، وسماه بعضهم أيوب، وكنية أبيه: أبو أيوب مجهول من السادسة. التقريب ص (474) رقم (5823) . (5) (د، ت، ق) يسار المدني، مولى ابن عمر، ثقة من الرابعة. التقريب ص (607) رقم (7802) . (6) والحديث هو: باب ما جاء لا صلاة بعد طلوع الفجر إلاَّ ركعتين. عن قُدَامَة بن موسى، عن محمَّد بن الحُصَين، عن أبي علقمة، عن يسارٍ مولى ابنِ عُمَر، عن ابن عمر؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " لا صلاةَ بعد الفَجْرِ إلاَّ سجدتينِ ". قال الإمام الترمذي؛ وفي الباب عن عبد الله بن عمرٍو، وحفصة. وقال حديث ابن عمر حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من حديث قُدامة بن موسى، وروى عنه = الحديث: 414 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 152 - [430] "ثنا (1) محمَّد بن مسلم بن مِهران (2) سمع جده" (3) ليس لهما عند المصنِّف إلا هذا الحديث. "رحم الله امرأً صلَّى قبل العصر أربعًا" (4) . قال العراقي: "يحتمل أن يكون دعاء وأن يكون خبرًا". "هذا حديث غريب حسن". قال العراقي: "جرت عادة المصنِّف أن يقدم الوصف بالحسن على الغرابة وقدم هنا "غريب" على "حسن". قال: والظاهر أنه يُقدِّم الوصف الغالب على الحديث، فإن غلب عليه الحسن قدمه، وإن غلبت عليه الغرابة قدمها، وهذا الحديث بهذا اللَّفظ لا يُعرفُ إلاَّ من هذا الوجه، وانتفت فيه وجوه المتابعات والشواهد، فغلب عليه (5) وصف الغرابة".   = غير واحد. والحديث أخرجه: أحمد (2/32) رقم (4757) (2/140) رقم (5805) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة (1/409) رقم (1278) ابن ماجه، باب من بلَّغ علمًا (1/86) رقم (235) ، تحفة الأشراف (6/263) رقم (8570) . (1) في (ش) : "حدثنا". (2) (د، ت، س) محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مِهران بن المثنى المؤذن الكوفي، وقد ينسب لجده، ولجد أبيه، ولجد جده، صدوق يخطيء من السابعة. التقريب ص (466) رقم (5701) . (3) (د، ت، س) مسلم بن المثنى، ويقال: ابن مهران بن المثنى، الكوفي، المؤذن ويقال اسمه مهران، ثقة، من الرابعة، التقريب ص (530) رقم (6642) . (4) باب ما جاء في الأربع قبلَ العصر. (430) عن ابن عمر، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "رحمَ اللهُ امرأً صلى قبل العصر أربعًا". هذا حديث حسن غريبٌ. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، ياب الصلاة قبل العصر (1/407) رقم (1271) . وأحمد (2/117) . وانظر تحفة الأشراف (6/48) حديث (7454) . (5) في (ك) ، و (ش) : "على". الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 153 - [452] "الزَّوْفيُّ (1) " بفتح الزاي وسكون الواو وفاء.   (1) نسبه إلى "زَوْف" وهو بطن من مراد الأنساب للسمعاني (3/197) . ومن نسبه الزَّوْفِيُّ في هذا السند اثنان: = الحديث: 452 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 154 - [460] " أَمدَّكُمْ " (1) أي: زادكم. " يُوترُ بثلاثٍ (2) ، يقرأ فيهنَّ بتِسع (3) سوَر مِنَ المُفصَّل، يقرأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِثلاث (4) سُورٍ، آخرُهُنَّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } (5) " (6) .   = أ- (د، ت، ق) عبد الله بن راشدِ الزَّوْفِيُّ، بفتح الزاي وسكون الواو بعدها فاء، أبو الضحاك، المصري، مستور، من السادسة. التقريب ص (302) رقم (3303) . ب- (د، ت، ق) عبد الله بن أبي مُرَّة الزوْفِي، ويقال: مرَّة الزَّوْفِيُّ صدوق من الثالثة، أشار البخاريُّ إلى أنَّ في روايته هذه انقطاعًا، كما قال ابن حجر في التقريب برقم (3609) ، وقال في تهذيب التهذيب: قلتُ: قال العِجْلِي: مصري تابعي ثقة اهـ. (6/23) رقم (38) . وانظر: معرفة الثقات (2/66) ولم يرو فيه اسم أبيه. (1) باب ما جاء في فضل الوِتر. (452) عن خارجة بن حُذَافَةَ أنه قال: خرج علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: " إنَّ الله أمَدَّكُمْ بصَلاَةٍ هي خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النِّعَم، الوِتْرُ، جَعَلَهُ اللهُ لَكُمْ فِيهَا بيَنَ صَلاَةِ العِشَاءِ إلَى أنْ يَطْلُعَ الفَجرُ ". قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وبُرَيدة، وأبي بَصْرَة الغِفَارِيِّ صاحب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال: حديث خارجة بن حُذَافَةَ حديثٌ غريبٌ، لا نعرفهُ إلاَّ من حديث يزيدَ بن أبي حبيبٍ. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب استحباب الوتر (1/450) رقم (1418) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الوتر، (1/369) رقم (1168) . وانظر تحفة الأشراف (3/86) حديث (3450) . (2) في هامش الأصل، و" ش ": " مطلب صلاة الوتر ". (3) في (ش) : " تسع ". (4) في (ك) : " ثلاث ". (5) سورة الإخلاص. (6) باب ما جاء في الوِتْرِ بثلاث. (460) عن علي، قال: كان النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوتِرُ بثلاثٍ، يقرأُ فيهن بتسع سوَر من المفَصَّل، يقرأُ في كل ركعةٍ بثلاث سُورَ، آخرهُنَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } [الإخلاص] . وفي الباب عن عمران بن حُصَيْنٍ، وعائشة، وابن عباسٍ، وأبي أيوب وعبد الرَّحمن بن أبزى عن أبي بن كعب، ويُرْوَى أيضًا عن عبد الرَّحمن بن أبزى عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هكذا روى بعضهم فلم يذكروا فيه عنَ أُبَيٍّ وذكر بعضهم عن عبد الرَّحمن بن أبْزَى عن أُبَيٍّ. الجامع الصحيح = الحديث: 460 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 زاد في مسند أحمد، قال: أسود بن عامر (1) -شيخ أحمد- يقرأ في الرَّكعة الأولى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) } (2) و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (3) و {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} (4) وفي الركعة الثانية: {وَالْعَصْرِ (1) } (5) و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} (6) ، و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) } (7) ، وفي الركعة الثالثة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) } (8) ، و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) } (9) و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } (10) .   = والحديث أخرجه: أحمد (1/108) رقم (678) . وانظر تحفة الأشراف (7/355) حديث (10047) . (1) (ع) الأسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرَّحمن، ويلقب " شاذان " ثقة، من التاسعة. مات في أول سنة ثمان ومائتين. التقريب ص (111) رقم (503) . (2) سورة التكاثر. (3) سورة القدر. (4) سورة الزلزلة. (5) سورة العصر. (6) سورة النصر. (7) سورة الكوثر (8) سورة الكافرون. (9) سورة المسد. (10) سورة الإخلاص. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 155 - [462] " يقرأ في الوتر: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) } (1) ، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) } (2) ، و {قُلْ (3) هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } (4) ، في ركعة، ركعة " (5) .   (1) سورة الأعلى. (2) سورة الكافرون. (3) " قل " ساقطة من (ش) . (4) سورة الإخلاص. (5) باب ما جاء في مَا يُقْرأُ في الوتر. (462) عن ابن عباس قال: كان النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ في الوِتْرِ = الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 قال العراقي: " انفرد المصنِّف بهذه الزيادة (1) عن النسائي، وابن ماجه. ومعناها أنه يقرأ بكل سورة من السور الثلاث في ركعة.   = بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) } [الأعلى: 1] و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) } [الكافرون: 1] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } [الإخلاص: 1] في ركعة ركعةٍ. وفي الباب عن عليٍّ، وعائشة، وعبد الرَّحمن بن أبْزَى عن أُبَيِّ بن كَعْب، ويُروى عن عبد الرَّحمن بن أبزى عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: وقد روِي عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قرأَ في الوتر في الركعة الثالثة بالمعوذتين و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } . والحديث أخرجه: أحمد (1/372) رقم (2719، 2724) . الدارمي (2/989) رقم (1627، 630) . ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيما يقرأ الوتر (1/370) رقم (1172) . النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النَّهار، باب كيف الوتر بثلاث (1/236) ، تحفة الأشراف. (4/435) رقم (5587) . (1) في (ش) : " بهذا الحديث ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 156 - [464] " عن بُريد بن أبي مريم " (1) -بضم الباء الموحدة وفتح الراء- واسم أبي مريم، مالك بن رَبيعَة (2) ، لهُ صحبة. " وإنَّهُ لا يذِلُّ مَن واليْتَ " (3) .   (1) (بخ، 4) بُريْد بن أبي مريم، مالك بن ربيعة السلولي، بفتح المهملة البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة أربع وأربعين ومائة، التقريب ص (121) رقم (659) . (2) (س) مالك بن ربيعة السَّلولي، من بني سلول بن عمرو بن صعصعة، أبو مريم السَّلُولي، هو مشهور بكنيته، يقال: إنه من أصحاب الشجرة. الاستيعاب (3/407) رقم (2295) ، الإصابة (9/48) رقم (7625) . ملحوظة: وقع في ترجمة مالك بن ربيعة السَّلُولي، في الاستيعاب، والإصابة، وتهذيب التهذيب، أنه والدُ يزيد بن أبي مريم، وهو تصحيف بيِّنٌ، لما عُلِمَ من مَرْوِيَات مالكٍ في السنن، بأنَّ " بُريدًا " ابْنه هو الذي حدَّثَ عنه، وليس "يزيدًا". انظر: مسند أحمد (4/243) رقم (17566) حديث: اللَّهم اغفر للمحلِّقين، وسنن النسائي (1/297) كتاب المواقيت، كيف يقضي الصلاة، وتحفة الأشراف (8/345) رقم (11201) مسند مالك بن ربيعة السلولي. (3) باب ما جاء في القنوت في الوتر. (464) قال الحسن بن علي: علَّمني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلماتٍ أقولهن في الوتر: " اللَّهمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافيْتَ، وتَولَّنِي فِيمَنْ توَليْتَ وَبارِكْ لِي فِيمَا أعطَيْتَ، وقَنِي شرَّ مَا قَضَيتَ، فَإنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وإنَّهُ لاَ يَذِلُ مَنْ وَالَيتَ، تباركتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ ". الحديث: 464 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 زاد البيهقي: " ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا (1) وتعاليت ". زاد أبو بكر بن أبي عاصم (2) في كتاب التوبة: " أستغفرك وأتوب إليك ". زاد النسائي: وصلى الله على النَّبي.   = وفي الباب عن عليٍّ هذا حديثٌ حسنٌ، لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه، من حديث أبي الحوراء السَّعْدِيِّ، واسمه رَبيعَةُ بن شيْبَانَ. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر (1/452) رقم (1425، 1426) . والنسائي، كتاب قيام اللَّيل وتطوع النَّهار، باب الدعاء في الوتر (3/248) ، وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر (1/372) رقم (1178) ، وأحمد (1/247) رقم (1717-) و (1717) و (2481) رقم (1726) . الدارمي (2/992) رقم (1632، 1634) . تحفة الأشراف (3/62) رقم (3404) . (1) "ربنا": ساقطة من (ش) . (2) لم أتأكد منه، فهناك أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بكر بن خزيمة، وكلاهما له كتاب "التوبة"، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 157 - [471] " عن ميمون بن موسى المرَئِي " (1) بفتح الميم والراء معًا، وقبل ياء النسب همزة -منسوب إلى امرىء القيس بن تميم (2) - وليس له عند المصنف وابن ماجه إلاَّ هذا الحديث (3) .   (1) (ت، ق) ميمون بن موسى، ويقال ابن عبد الرحمن، بن صفوان بن قدامة المرَئِي، بفتحتين وهمزة، أبو موسى البصري، صدوق، مدلِّس من السابعة. التقريب ص (556) رقم (7050) . (2) النسبة إلى امرىء القيس، امْرِئِيٌّ، ومَرَئيٌّ، وإلى " امْرِئِيّ " وحدهَا: مَرِئِيٌّ، وامرئيٌّ أيضًا. انظر: الصحاح (1/107) مادة " مرأ "، ولسان العرب (1/157) مادة " مرأ". (3) والحديث هو: باب ما جاء، لا وتران في ليلة. (471) عن ميمون بن موسى المرئي، عن الحسن عن أمِّه، عن أمِّ سلمة أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يُصلِّي بعد الوِتْر ركعتين. قال الترمذي: وقد رُوِي نحوُ هذا عن أبي أمامة وعائشة وغير واحدٍ عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. والحديث أخرجه: أحمد (6/339) رقم (26545) . ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الرَّكعتين بعد الوتر جالسًا (1/337) رقم (1195) . تحفة الأشراف (13/48) رقم (18255) . الحديث: 471 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 158 - [475] " أبو جعفر السِّمناني (1) (2) " -بكسر السين المهملة وسُكون الميم ونون مكررة-. "عن بحير بن سعْد" (3) بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة ومثناة تحتيه (4) وراء (5) . "أكْفِكَ (6) آخِرَهُ" (7) . قال العراقي: " يحتمل كفايته من الآفات أو من الذنوب ".   (1) (خ، ت، ق) محمَّد بن جعفر السِّمناني، بكسر المهملة وسكون الميم ونونين القُومَسي، أبو جعفر بن أبي الحسين، ثقة، من الحادية عشر مات قبل (220 هـ) . التقريب ص (472) رقم (5789) . (2) وفي (ك) : " السمَّاني ". (3) (بخ، 4) بحِير، بكسر المهملة، ابن سَعْدَ السَّحولي، بمهملتين أبو خالد الحمصي، ثقة ثبت، من السادسة. التقريب ص (120) رقم (645) . (4) في (ك) : " تحت ". (5) أبو جعفر السِّمناني، بكسر السين المهملة، وسكون الميم ونون مكررة، عن بحير بن سعد بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة ومثناة تحتية وراء، ساقط من (ك) . (6) في (ش) : " أكفيك ". (7) باب ما جاءَ في صلاَةِ الضُّحى. (475) عن أبى الدرداء وأبي ذَرٍّ، عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عن الله تبارك وتعالى أنه قال: " ابن آدمَ ارْكع لي أربع ركعاتٍ من أوَّل النَّهار أكْفِكَ آخِرَهُ " هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. الجامع الصحيح (2/254) . انظر تحفة الأشراف (8/219) حديث (10927) و (9/157) حديث (11904) . وأخرجه أحمد (6/440 و451) من طريق شريح بن عبيد الحضرمي، وغيره عن أبي الدرداء بنحوه. الحديث: 475 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 159 - [476] "عن نهَّاس" (1) - بفتح النون وتشديد الهاء وآخره سين مهملة. " ابن قَهْم " بفتح القاف وسكون الهاء. " من حافظ على شُفعة الضحى " (2) . قال العراقي: "المشهور في   (1) (بخ، د، ت، ق) النَهَّاس: بتشديد الهاء ثم مهملة، ابن قَهْم، بفتح القاف وسكون الهاء، القيسي، أبو الخطاب البصري، ضعيف من السادسة. التقريب ص (566) رقم (7197) . (2) في الأصل، وفي (ش) في الهامش: " مطلب صلاة الضحى ". (476) باب ما جاء في صلاة الضحى. عن نهَّاس بنِ قَهْمٍ، عن شدَّادٍ أبي عمَّارٍ، عن أبي = الحديث: 476 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 الرواية ضم الشين". وذكر الهرويُّ (1) ، وابن الأثير (2) : " أنها تروى -بالفتح والضم- (3) ، كالغُرفة، والغَرْفَة، وهي مأخوذة من الشَّفع: وهو الزوج، والمراد ركعتا الضحى. قال ابن قتيبة (4) : ولم أسمع به مؤنثًا إلاَّ هنا، قال (5) : وأحسبه ذهب بتأنيثه إلى الفَعْلة الواحدة، أو إلى الصلاة " (6) .   = هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من حَافَظَ على شُفعَةِ الضُّحى غُفِر لَهُ ذُنُوبه، وإن كانتْ مِثل زَبَدِ البَحْرِ ". قال الإمام الترمذي، وقد روى وكيعٌ والنَّضْرُ بن شُمَيْل وغير واحدٍ من الأئمة هذا الحديث عن نهَّاسٍ بنِ قَهْمٍ، ولا نعرفه إلاَّ من حديثه. الجامع الصحيح (2/254) . والحديث أخرجه: أحمد (2/584) رقم (9696) ، و (2/657) رقم (10426) ، ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة الضحى (1/440) رقم (1382) . تحفة الأشراف (10/119) رقم (13491) . (1) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين في لغة القرآن، ولغة الحديث، أخذ اللغة عن الأزهري (ت: 401 هـ) . طبقات السبكي (2/396) رقم: (282) . (2) هو: المبارك بن محمَّد بن محمَّد بن عبد الكريم، بن عبد الواحد، العلامة مجد الدِّين أبو السعادات الجزري، ابن الأثير، صاحب جامع الأصول، والنِّهاية في غريب الحديث (ت: 606 هـ) ، السير (16/47) رقم (5402) ، طبقات السبكي (4/453) رقم (1262) . (3) " والضم " ساقطة من (ك) . (4) عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمَّد الدينوري، وقيل المروزيُّ، النَّحوي اللغوي، صاحب كتاب أدب الكاتب، وغريب القرآن، وغريب الحديث، ومشكل القرآن، ومشكل الحديث وغيرها (ت: 276 هـ) . وفيات الأعيان (3/42) رقم (328) السير (10/625) رقم (2356) . (5) " قال ": ساقطة من (ك) . (6) النهاية (2/485) مادة " شفع ". نقل ابن الأثير هذا التأويل عن ابن قتيبة، دون أن أجد لهُ رَسْمًا في كتابه الأخير " غريب الحديث " فربما هو في كتاب آخر، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 160 - [478] " عن عبد الله بن السائب " (1) ، هو وأبوه (2) صحابيان،   (1) (خت، 4) عبد الله بن السائب بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، أبو عبد الرَّحمن، وأبو السائب، المكي، له ولأبيه صحبة، وكان قاريء أهل مكة، مات سنة بضع وستين. التقريب ص (304) رقم (3337) ، والاستيعاب (3/47) رقم (1561) . (2) (د، س، ق) السائب بن أبي السائب، صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، يُروى أنه كان شريك النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل البعثة -والرواية في ذلك مضطربة جدًّا، قاله ابن عبد البر- ثم أسلم وصحب. التقريب ص (228) رقم (2197) الاستيعاب (2/145) رقم = الحديث: 478 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 وليس [له] (1) عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. " كان يصلِّي أربعًا بعد أن تزول الشمس " (2) . قال العراقي: " هي غير الأربع التي هي سنة الظهر قبلها، وتسمى هذه سنة الزوال ".   = (897) . (1) " له " ساقطة من الأصل ومن " ش ". (2) في الأصل، وفي " ش ": في الهامش: " مطلب صلاة الحاجة ". (478) باب ما جاء في الصلاة عند الزوال. عن عبد الله بن السَّائب أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يُصلِّي أربعًا بعد أن تزول الشَّمس قبل الظهر، وقال: " إنَّها ساعةٌ تُفْتحُ فيها أبواب السماء، وأُحِبُّ أن يَصْعَدَ لي فيها عملٌ صالحٌ ". وفي الباب عن علِيٍّ، وأبي أيوب. حديث عبد الله بن السَّائب حديثٌ حسنٌ غريبٌ. الجامع الصحيح (2/342) . والحديث أخرجه: أحمد (3/411) . والنسائي في الكبرى، كتاب الصلاة الأول، الصلاة بعد الزوال (1/145) رقم (331) . وانظر: تحفة الأشراف (4/148) حديث (5318) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 161 - [479] " عن فايد بن عبد الرَّحمن " (1) بالفاء وليس [له] (2) عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. " أسألك موجِبَاتِ رَحْمَتِكَ " (3) أي: مقتضياتها بوعدك فإنه لا   (1) (ت، ق) فائد بن عبد الرَّحمن الكوفي، أبو الورقاء العطَّار، متروك اتَّهموه من صغار الخامسة، بقي إلى حدود الستين ومائة. التقريب ص (444) رقم (5373) . (2) " له " ساقطة من الأصل، ومن " ش ". (3) باب ما جاء في صلاةِ الحاجة. (479) عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كانَتْ لهُ إلى الله حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدم، فليتوضَّأ ولْيُحْسِن الوُضُوءَ ثُمَّ لِيُصَلِّ ركعَتَينِ، ثم ليُثْنِ عَلَى الله، ولِيُصَلِّ على النَّبَي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم ليقُل: لاَ إله إلاَّ الله الحلِيْمُ الكَرِيْمُ، سُبْحَانَ الله ربِّ العَرشِ العَظِيْمِ، الحمدُ للهِ ربِ العَالَمِيْنَ، أسْألكَ مُوْجباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتكَ، وَالغَنِيْمَةَ مِنْ كُل بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ منْ كلِّ إثم، لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبًا إلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إلاَّ فَرَّجْتَه، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضَا إلاَّ قَضَيْتَهَا، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. هذا حديث غريب، وفي إسناده مقالٌ، فائدُ بن عبد الرَّحمن يُضعِّفُ في الحديث، وفائدٌ هو أبو الوَرْقاء. الجامع الصحيح (2/344) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة الحاجة (1/441) رقم (1384) . وانظر تحفة الأشراف (4/288) حديث (5178) ، ومصباح = الحديث: 479 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 يجوز الخُلف فيه، وإلاَّ فالحق سبحانه لا يجب عليه شيء. " وعزائم مغفرتك " أي: موجباتها (1) ، جمع عزيمة. " والسلامة من كل إثم ". قال العراقي: " فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب، وقد أنكر بعضهم جواز ذلك، إذ العصمة إنما هي للأنبياء، والملائكة ". قال: والجواب أنها في حق الأنبياء والملائكة واجبة، وفي حق غيبرهم جائزة، وسؤال الجائز جائز، إلاَّ أنَّ الأدب سؤال الحفظ -في حقنا- لا العصمة، وقد يكون هذا هو المراد هنا ".   = الزجاجة (89) . وذكر صاحب التحفة الحديث بأنه: " حسن غريب " والصواب ما أثبتناه، لقول الترمذي: " وفي إسناده مقالٌ ". (1) قال الطيبي: قوله: " عزائم مغفرتك " أي أسألك أعمالاً تتعزَّم وتتأكَّد بها مغفرتك. شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (4/1248) رقم (1327) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 162 - [480] " يُعلّمنا الاستخارة " (1) الحديث.   (1) في الأصل، وفي " ش " في الهامش: " مطلب صلاة الاستخارة ". باب ما جاء في صلاَةِ الاستِخارَةِ. (480) عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلِّها، كما يُعلِّمنَا السورة من القرآن. يقول: " إِذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بِالأمْرِ فَلْيَرْكعْ ركعَتَيْنِ من غير الفريضةِ، ثمَّ ليَقُلْ: " اللَهمَّ إنِّي أستخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأستَقْدِرُكَ بقُدْرَتكَ، وَأسْألكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيْمِ، فَإنَّكَ تَقْدِرُ ولاَ أقْدِرْ، وتَعْلمُ ولا أعْلَمُ، وَأنْتَ علاَّمُ الَغُيُوب، اللَهُمَ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي في دِيْنِي وَمَعِيْشَتِي وَعَاقِبة أمْرِي، أو قال في عاجل أمري وآجله، فيَسِّرْهُ لي ثمَّ بارِكْ لي فيه، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأَمْرَ شرٌّ لِي في دِينِي وَمَعِيْشَتِي وَعَاقِبةِ أمري، أو قَالَ: فِي عَاجِلْ أمْرِي وآجله، فاصرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ "، قَالَ: وَيُسمِّى حَاجَتَهُ. وفىِ الباب عن عبد الله بن مسعودٍ، وأبي أيُّوب. حديث جابر حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلاَّ من حديث عبد الرَّحمن بن أبي الموال، وهو شيخٌ مدينيٌّ ثقةٌ، روَى عنه سفيان حديثًا، وقد روى عن عبد الرَّحمن غير واحد من الأئمة. الجامع الصحيح (2/345) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الاستخارة ص (1138) رقم (6382) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في الاستخارة (1/481) رقم (1538) . والنسائي، كتاب النكاح كيف الاستخارة (6/80) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة = الحديث: 480 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 قال النووي: " إذا استخار مضى بعدها لما شُرِح له صدرُه " (1) . وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام (2) : " يفعل بعد الاستخارة ما أراد، وما وقع (3) بعد الاستخارة فهو الخير (4) ".   = فيها، باب ما جاء في صلاة الاستخارة (1/440) رقم (1383) . وأحمد (3/344) . وانظر تحفة الأشراف (2/369) حديث (3055) . (1) الأذكار ص (193) باب دعاء الاستخارة رقم (303) . (2) هو الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام بن عبد العزيز بن أبي القاسم السُّلمِي، أبو محمَّد عز الدين شيخ الإسلام، سلطان العلماء. من مصنفاته: تفسير القرآن. القواعد الكبرى (ت: 660 هـ) . حسن المحاضرة (1/272) . السير (17/32) رقم (5948) . (3) في (ك) : " قع ". (4) في " ك، وش ": " الخيرة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 163 - [481] " [عن] (1) أنس بن مالك أنَّ أم سليم غدت على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: علِّمني كلمات أقولُهُنَّ في صلاتي، فقال: كَبِّري الله عَشْرًا، وسبِّحِي الله (2) عشْرًا، واحمديه عشرًا، ثم سَلِي ما شئتِ (3) (4) ، يقول: نَعمْ، نَعَمْ (5) ". قال العراقي: "إيراد هذا الحديث في باب صلاة التسبيح فيه نظر؛   (1) " عن " ساقطة من الأصل. (2) " الله ": ساقطة من (ك) . (3) " ما شئت ": ساقطة من (ك) . (4) في الأصل، وفي (ش) في الهامش: " مطلب صلاة التسبيح ". (5) باب ما جاء في صلاة التَّسبيح. (481) عن أنس بن مالك أنَّ أُمِّ سُلَيٍْم غَدَتْ علَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقَالَتْ: علِّمْنِي كَلمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي صَلاَتِي، فَقَالَ: " كَبِّرِي الله عَشْرًا، وسَبِّحِي الله عَشْرًا، واحْمَدِيهِ عَشْرًا، ثُمَّ سَلِي مَا شِئتِ، يَقُولُ نَعَم نَعَمْ ". قال الإمام الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس، وعبد الله بن عمْرو، والفضل بن عباس، وأبي رافعٍ. حديثُ أنسٍ حديثٌ حسَنٌ غريبٌ. وقال: وقد رُوِي عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير حديث في صلاةِ التَّسبيح، ولا يصح منه كبير شيء. والحديث أخرجه: النسائي، كتاب السهو، الذكر بَعْدَ التشهد (3/51) . وأحمد (3/120) . وانظر تحفة الأشراف (1/85) حديث (185) . الحديث: 481 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 فإنَّ المعروف أنه ورد في التسبيح عقب الصلوات، لا في صلاة التسبيح، وذلك مبين في عدة طرق منها في مسند أبي يعلى، والدعاء للطبراني (1) ، فقال: يا أم سليم إذا صليت المكتوبة فقولي (2) : سبحان الله عشرًا إلى آخره".   (1) رواه أبو يعلى في مسنده (7/271) رقم (4292) ، والطبراني في الدعاء ص (230) رقم (725) وفي إسناديهما عبد الرحمن بن إسحاق قال الحافظ عنه: ضعيف. التقريب (336) برقم (3799) ، وشيخه حسين بن أبي سفيان ضعيف، وذكر في ترجمته الحديث. اللسان (2/284) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/101) في باب ما جاء في الأذكار عقب الصلاة فقال: رواه البزار وأبو يعلى بنحوه وضعفه بسبب عبد الرحمن وصححه ابن حبان برقم (202) والحاكم (1/255) ووافقه الذهبي من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس. (2) في (ك) : " تقولي ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 164 - [482] " حدثنا أبو كريب محمَّد بن العَلاءِ (1) ، حدثنا (2) زيد ابن حُبَاب العُكْلِيُّ (3) ، ثنا موسى بن عُبَيْدَة (4) ، حدثثي سعيدُ بن أبي سعيد (5) مولى أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، عن أبي رافع (6) ،   (1) (ع) محمَّد بن العلاء بن كرَيب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة (247 هـ) وهو ابن سبع وثمانين سنة، التقريب ص (500) رقم (6204) ، والسير (9/570) رقم (1884) . (2) في (ك) : " نا ". (3) (ر م 4) زيد بن الحُباب، بضم المهملة وموحدتين، أبو الحسين العُكْلِي بضم المهملة وسكون الكاف، أصله من خراسان، وكان بالكوفة، ورحل في الحديث فأكثر منه، وهو صدوق يخطيء في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومائتين. التقريب ص (222) رقم (2124) ، وميزان الاعتدال (3/148) رقم (300) . (4) (ت، ق) موسى بن عبيدة بضم أوله، ابن نشيط، بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة، ثم مهملة، الرَّبذي، بفتح الراء والموحدة، ثم معجمة، أبو عبد العزيز المدني، ضعيف ولا سيمَّا في عبد الله بن دينار، وكان عابدًا، من صغار السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. التقريب ص (552) رقم (6989) . (5) (ت، ق) سعيد بن أبي سعيد الأنصاري، المدني، مجهول، من الثالثة. التقريب ص (236) رقم (2320) . (6) (ع) أبو رافع القِبْطِي مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، اسمه: إبراهيم، وقيل: أسلمُ، أو ثابتُ، أو هُرْمُز، مات في أول خلافة علي على الصحيح. التقريب ص (639) رقم (8090) ، والاستيعاب (1/77) رقم (34) . الحديث: 482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للعباس (1) " الحديث. بالغَ ابن الجوزي (2) فأورد هذا الحديث في الموضوعات وأعله بموسى (3) بن عبيدة الربذي، وليس كما قال؛ فإنَّ الحديث (4) -وإن كان ضعيفًا- لم ينته إلى درجة الوضع (5) ، وموسى ضعَّفوه، وقال فيه ابن سعد (6) : " ثقة، وليس بحجة " (7) .   (1) عن أبي رافع، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للعباس: " ياعمِّ ألا أصِلُكَ، ألاَ أحْبُوك، ألاَ أنْفَعُكَ؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: " يَا عَمِّ، صلِّ أربعَ رَكعَاتٍ تَقْرأُ فِي كلِّ رَكْعَةٍ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَسُورَةٌ، فإذا انقضت القراءةُ فقُل: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله ولا إله إَلاَّ الله، خمسَ عَشْرَة مَرَّةً قبل أن تركع، ثم اركع فقلهَا عشرًا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرًا، ثمَّ اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع رأسك فقلها عشرًا، ثم اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع رأسكَ فقُلْهَا عشرًا قبل أن تقوم. فذلك خمسٌ وسبعون في كلِّ ركعةٍ وهي ثلاث مائة في أربع ركعاتٍ ولو كانت ذنوبك مثل رَمْل عَالِج غَفَرَهَا اللهُ لَكَ " قال يا رسول الله ومن يستطيعُ أن يقولها في يوم؟ قال: " إن لم تستطع أن تقولها في يوم فقُلْهَا في جُمُعَةٍ، فَإنْ لَمْ تَسْتَطعْ أنْ تَقُولهَا فِي جُمُعَةٍ فقُلْهَا فِي شَهْرٍ، فَلمْ يَزَلْ يُقُولُ لَهُ حَتَّى قَالَ: فَقُلْهَا فِي سَنَة ". هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أبي رافعٍ. الجامع الصحيح (2/350) . أخرجه ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة التسبيح (1/442) رقم (1386) . وانظر تحفة الأشراف (9/199) حديث (12015) . (2) عبد الرَّحمن بن علي بن محمَّد بن الجوزي، أبو الفرج البغدادي الحنبلي، الحافظ المفسر، شيخ الإسلام، جمال الدين، صاحب الموضوعات، وزاد المسير في التفسير وغيرها. (ت: 597 هـ) السير (15/483) رقم (5342) ، وطبقات الحفاظ ص (480) رقم (1062) . (3) في " ش ": " بموسى ". (4) " في الموضوعات وأعله بموسى بن عبيدة الربذي، وليس كما قال: فإنَّ الحديث " ساقط من (ك) . (5) " الواضح " ساقطة من (ك) . (6) (د) محمَّد بن سعد بن منيع الهاشمي، أبو عبد الله البصري، البغدادي، الحافظ العلامة الحجة، كاتبُ الواقدي، صدوق فاضل، أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرِّين، صنَّف كتابًا كبيرًا في طبقات الصحابة والتابعين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن. التقريب ص (415) رقم (5903) . (7) طبقات ابن سعد (1/407-408) تحقيق زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة ط 2/1408 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 وقال يعقوب بن شيبة (1) : صدوق ضعيف الحديث جدًّا (2) ، وشيخه سعيد ليس له عند المصنِّف إلاَّ هذا الحديث. وقد ذكره ابن حبَّان (3) في الثقات. وقال الذهبي في الميزان: ما روى عنه سوى مُوسى بن عبيدة (4) .   (1) تقدم ص (12) . (2) أراد الإمام السيوطي بهذا الكلام الذي نقله في حق " موسى بن عبيدة " أن يبرئه من الطعن في عدالته، وهو كما قال؛ لأنَّ يعقوب بن شيبة واصل كلامه عن موسى كما في تهذيب التهذيب، قائلاً: ومن النَّاس من لا يُكْتَبُ حَديثه لوهائه وضعفه وكثرة اختلاطه، وكان من أهل الصدق. اهـ. ونقل ابن حجر في تهذيبه قول أبي بكر البزار، إذ قال: وأحسب أنَّما قصَرَ بهِ عن حفظ الحديث شُغْلُهُ بالعِبَادَةِ. فيحصل من هذا: أنَّما رُدَّ حديثه لاختلاطه لا لِفِسْقِهِ، ثم أنه لما كانت له متابعة قاصرة، عُلِمَ أنَّ للحديث أصلاً، كما هو ثابت عند ابن ماجه، وأبي داود، كلاهما عن عبد الرَّحمن بن بِشْرٍ عن موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، وليس في هذا السند مَنْ فيه مطْعَنٌ. ثم إنَّ ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات قال: سمعتُ عبد الله بن سليمان بن الأشعث، يقول: أصح حديث في التسبيح حديث ابن عباس اهـ. فلزم بذلك أن يكون الحديث محفوظًا وليس موضوعًا. أضف أنَّ الحديث من جملة ما تعقَّبه الإمام السيوطي على ابن الجوزي في موضوعاته. انظر: اللاليء المصنوعة (2/37-45) وله " التصحيح لصلاة الصبح " مخطوطات السيوطي ص (59) رقم (117) . وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله-: صحيح سنن أبي داود (1/240، 241) رقم (1152-1154) . (3) لم أقف على ترجمته في الثقات بل نقل الحافظ في تهذيب التهذيب (10/360) عنه قوله: " ضعيف ". (4) الميزان (3/205) رقم (3193) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 165 - [484] " محمَّد بن خالد بن عَثْمَه " (1) -بفتح العين المهملة، وسكون المثلثه- الزَّمْعي (2) -بفتح الزاي، وسكون الميم، وعين مهملة- نسبة إلى جده زَمْعَة. " أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهُم عليَّ صلاةً " (3) .   (1) (ع) محمَّد بن خالد بن عثْمَة، بمثلثة ساكنة قبلها فتحه، ويقال: أنها أمه، الحنفي البصري، صدوق يخطيء من العاشرة، التقريب ص (476) رقم (5847) في (ك) : " عثة ". (2) (بخ، 4) موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة المطلبي الزَّمعي، أبو محمَّد المدني صدوق سيء الحفظ، من السابعة، مات بعد الأربعين ومائة. التقريب ص (554) رقم (7026) ، والميزان (6/570) رقم (8952) . (3) باب ما جاء في فضل الصلاة على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (484) عن عبد الله بن مسعود أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - = الحديث: 484 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 قال ابن حبان في صحيحه: " أي: أقربهم منه في القيامة، قال: وفيه بيان أنَّ أولاهم به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منهم " (1) . وقال الخطيب البغدادي (2) : " قال لنا أبو نعيم (3) هذه (4) منقبة شريفة (5) يختص (6) بها رواةُ الأثار، ونقلتُهَا؛ لأنه لا يُعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النَّبي (7) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخًا، وذكرًا ".   = قال: " أولى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَة أكثرهم عليَّ صلاةً ". هذا حديث حسنٌ غريبٌ. الجامع الصحيح (2/354) . وانظر: تحفة الأشراف (7/69) حديث (9340) . (1) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (3/193) رقم (911) . (2) أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، أبو بكر الخطيب البغدادي، الحافظ الناقد، صاحب التصانيف، منها تاريخ بغداد، والكفاية في علم الرواية، وغيرها (ت: 463 هـ) . السير (13/590) رقم (4210) ، طبقات السبكي (2/362) رقم (259) . (3) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، أبو نُعيم، الأصبهاني شيخ الإسلام، الحافظ الثقة، صاحب كتاب حلية الأولياء. قال الذهبي في ميزان الاعتدال، أحد الأعلام، صدوق تُكُلِّمَ فيه بلا حُجَّة. وفيات الأعيان (1/91) رقم (33) . الميزان (1/251) رقم (437) . (4) في شرف أصحاب الحديث: " وهذه ". (5) في (ك) : " من هذه الأمة شريفة ". (6) في الأصل: " تختص " والمثبت من (ك) و (ش) . (7) في شرف أصحاب الحديث: " رسول الله " ص (35) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 166 - [485] " من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بِها عشْرًا " (1) .   (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " منْ صّلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه عشرًا ". وفي الباب عن عبد الرَّحمن بن عوفٍ، وعامر بن ربيعة، وعمَّار وأبي طلحةَ، وأنسٍ، وأُبّيِّ بن كعب. وقال: حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/355) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد التشهد ص (208) رقم (408) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار (1/479) رقم (1530) . والنسائي، كتاب السهو، باب الفضل في الصلاة على النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (3/50) ، وأحمد = الحديث: 485 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 قال ابن العربي: " إن قيل قد قال الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (1) فما فائدة هذا الحديث؟ قلنا (2) : أعظم فائدة، وذلك أنَّ القرآن اقتضى أنَّ من جاء بحسنة تضاعف عشرًا، والصلاة على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حسنة فَمُقْتَضَى (3) القرآن أن يُعطى عشر درجات في الجنَّة، فأخبر الله تعالى أنه يُصلِّي على من صلَّى على رسوله عشرًا، وذِكْرُ الله للعبد أعظمُ من الحسنةِ مُضَاعَفةً. قال: وتحقق ذلك أنَّ الله تعالى لم يجعل جزاء ذكره إلاَّ ذكره، وكذلك جعل جزاء ذكرِ نبيه ذِكْره لمن ذَكَرهُ " (4) . قال العراقي: " ولم يقتصر على ذلك [حتى] (5) زاده كتابة عشر حسنات، وحط عشر سيئات، ورفع عشر درجات، كما ورد في أحاديث ".   = (2/262 و372 و375 و385) والدارمي (2775) ، وانظر تحفة الأشراف (10/221) حديث (13974) . (1) سورة الأنعام، آية: 160. (2) في (ك) و (ش) : " قلت ". (3) في الأصل: "فيقتصى" وما أثبتناه من (ك) ، و (ش) . (4) عارضة الأحوذي (2/230) . (5) "حتى" ساقطة من الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 167 - [486] " عن أبي قرة الأسَدي " (1) ، بضم القاف، وتشديد الراء، ليس له عند المصنِّف إلاَّ هذا الأثر، ولا (2) يعرف إلاَّ بروايته عن سعيد بن المسيب عن عُمَر (3) ، ورواية النضر بن شُميل (4) عنه.   (1) (ت) أبو قُرة الأسدي، من أهل البادية، مجهول من السادسة. التقريب ص (666) رقم (8315) . (2) في " ك، وش " "لا". (3) (ع) عُمر بن الخطَّاب بن نُفيل بن عبد العزَّى بن رباح، أبو حفص، القرشي، العدوي، الفاروق، أمير المؤمنين (ت: 23) ، الإصابة (7/74) رقم (5731) ، السير (2/509) رقم (3) . (4) (ع) النضر بن شميل المازني، أبو الحسن النَّحوي البصري، نزيل مرو، ثقة ثبت، من كبار التاسعة، مات سنة أربع ومائتين وله اثنتان وثمانون. التقريب ص (562) رقم (7135) . الحديث: 486 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 قال الشيرازي (1) في الألقاب: أبو قرة هذا من أهل البادية لا يعرف له اسم. وقال الذهبي في الميزان: " مجهول تفرد (2) عنه النَّضر بن شُمَيل " (3) . " عن عمر بن الخطاب، قال: إنَّ الدُّعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيءٌ حتَّى تُصلِّي (4) على نبيك " (5) . قال العراقي: " هو وإن كان موقوفًا على عمر، فمثله لا يقال من قِبل الرَّأي، وإنما هو (6) أمر توقيفي، فحُكْمه حُكم المرفوع ".   (1) أحمد بن عبد الرَّحمن بن أحمد بن محمَّد بن موسى، أبو بكر الشيرازي، كان ثقة صادقًا حافظًا، صنَّف كتاب الألقاب (ت: 407 هـ) ، وكتابه هذا توجد منه ورقة واحدة 90 أ-90 ب نسخت عام 707 هـ ومختارات منه لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت: 507 هـ) في كوبرلي والظاهرية. تاريخ التراث (1/376) ، السير (13/149) رقم (3763) ، طبقات الحفاظ ص (416) رقم (940) . (2) في (ك) ، و (ش) : " انفرد ". (3) الميزان (7/415) رقم (10539) . (4) في الأصل: " يُصلي " وما أثبتناه من (ك) ، و (ش) . (5) باب ما جاء في فضل الصلاة على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (486) في عمر بن الخطاب، قال: إنَّ الدُعاء موقُوفٌ بين السماء والأرض لا يصعدُ منه شيء حتَّى تُصلَي على نبيِّك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجامع الصحيح (2/342) . انظر: تحفة الأشراف (8/25) حديث (10449) . (6) "هو" ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 168 - [488] " خير يومٍ طلعت فيه الشَّمس يوم الجمُعَةِ " (1) . ذكر الشيخ عز الدين بن عبد السلام: "أنَّ تفضيل الأزمنة أو الأمكنة   (1) في الأصل، و"ش"، في الهامش: " مطلب الجمعة ". باب فضل يوم الجمعة. (488) عن أبي هريرة أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " خَيرُ يَوْم طَلَعَت فِيهِ الشَّمسُ يَومُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إلاَّ فِي يَومِ الجُمُعَةِ ". وفي الباب عن أبي لُبَابَةَ، وسَلْمَانَ، وأبي ذَرٍّ، وسعْد بن عُبَادَة، وَأَوْس بن أوس. وقال: حديثُ أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/359) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الجمعة، باب فضل الجمعة ص (367) رقم (854) . والنسائي، كتاب الجمعة، باب ذكر فضل يوم الجمعة (3/89) . وأحمد (2/401 و512) . وانظر تحفة الأشراف (10/203) حديث (13882) . الحديث: 488 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 بعضها على بعض ليس لذواتها، وإنما هو بسبب ما يقع فيها من وجوه الخيرات" (1) . قلتُ: وقد تتبعت خصائص يوم الجمعة، فبلغت مائة خصوصيَّة، وأفردتها بتأليف. وفي سنن البيهقي: كذا رواه أيضًا اللَّيث بن سعد (2) عن يزيد بن (3) محمَّد (4) عن أبي سلمة، ورواه يحيى بن أبي كثير (5) عن أبي سلمة، فجعل قوله: " خير يومٍ طلعت فيه الشَّمس " رواية عن أبي هريرة عن كعب. ورواه الأوزاعي عن يحيى، زاد: قال: قلتُ له: شيء سمعته من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: بل شيء حُدِّثْناه [عن] (6) كعب. قال (7) : " وذهب ابن خزيمة إلى أنَّ هذا الاختلاف في قوله: " فيه خلق آدم " إلى آخره (8) . وأما قوله: " خير يوم طلعت فيه الشَّمس يوم الجمُعة " فهو عن أبي هريرة، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا شكَّ فيه. ْ169- 491 " وفيه ساعة " (9) .   (1) قواعد الأحكام (38) . (2) (ع) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفَهْمِي، أبو الحارث المصري، ثقة ثبت فقيه إمام مشهور، من السابعة، مات في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة. التقريب ص (464) رقم (5684) . (3) في الأصل " عن ". (4) (خ، د، س) يزيد بن محمَّد بن قيس بن مَخْرَمَة بن المطلب القرشي، المطلبي، المدني، نزيل مصر، ثقة، من السادسة. التقريب ص (604) رقم (7772) . (5) (ع) يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة، ثبت لكنه يدلس ويرسل، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة وقيل قبل ذلك، التقريب ص (596) رقم (7632) . (6) " عن ": ساقطة من الأصل. (7) القائل، الحافظ العراقي. (8) صحيح ابن خزيمة (3/116) رقم (1729) . (9) باب في الساعة التي تُرجى يوم الجمعة. (491) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها وفيه ساعة لا يوافقه عبدٌ مسلمٌ يُصلِّي فَيَسْألُ الله فيها شيئًا إلاَّ أعطاه إيَّاه ". قال الإمام الترمذي: وفي الحديث قصة طويلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 روى أحمد عن أبي هريرة (1) قال: سألت النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عن السَّاعة التي في الجمعة، فقال: " إنِّي كنت أعلِمْتها ثم أُنسيتها كما أُنسيت ليلة القدر " (2) . " يسأل الله فيها (3) شيئًا إلاَّ أعطاه ". زاد أحمد: ما لم يسأل مأثمًا أو قطيعة رحم. " ولا تضنن (4) بها عليَّ " (5) . قال العراقي: " يجوز في ضبطه ستة أوجه: أحدها: فتح الضَّاد وتشديد النونين وفتحهما. والثاني: كسر الضاد والباقي مثل الأول. والثالث: فتح الضاد وتشديد النون الأولى، وفتحها، وتخفيف الثانية. والرابع: كسر الضاد والباقي مثل الذي قبله. والخامس: إسكان الضاد وفتح النون الأولى وإسكان الثانية. والسادس: كسْر النون الأولى والباقي مثل الذي قبله ".   = وهذا حديث صحيح. الجامع الصحيح (2/342) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة رقم (1046) ، والنسائي، كتاب الجمعة، ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة (3/113) ، ومالك (463) . وأحمد (2/486، 504) و (5/451، 453) . وانظر تحفة الأشراف (10/474) رقم (1500) . (1) بل هو عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه كما في المسند (65/3) . (2) مسند أحمد (3/65) الطبعة القديمة في 6 مجلدات. (3) في الأصل: " فيه " وما أثبتناه من (ك) ، و (ش) وجامع الترمذي. (4) في (ك) : " تظنن ". (5) في الأصل: " ولا تضنن بها على أحد " وما أثبتناه من (ك) ومن جامع الترمذي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 170 - [494] "والوضوءَ [أيضًا] (1) ". قال العراقي: "المشهور   (1) "أيضًا": مطموس في الأصل. ومثبتة في (ك، ش) . = الحديث: 494 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 في الرواية، النصب بإضمار فعل، أي: توضأت الوضوء، أو خصصت الوضوء دون الغسل قاله الأزهري وغيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 171 - [496] " من اغْتَسل يوم الجمعة وغسَّل " (1) . رُوِي بالتَّخفيف، والتشديد. "وبكَّر" بالتشديد على المشهور في الرواية. "وابتكر". قال ابن العربي: " هو تأكيدٌ محض " (2) ، والمعنى: أتى (3) الصلاة لأول وقتها.   = باب ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة. (494) عن سالم، عن أبيه، بينما عُمَر بن الخطَاب يخطُبُ يوم الجُمُعَة إذ دخل رجُلٌ من أصحاب النَّبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: أيَّةُ ساعةٍ هذه؟! فقال: ما هو إلاَّ أن سمعتُ النِّداء وما زِدْتُ على أنْ توضأتُ، قال: والوضوءَ أيضًا وقد علمتَ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمرَ بِالغُسْلِ؟! الجامع الصحيح (2/266) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة ص (167) رقم (877، 878، 879) . ومسلم، كتاب الجمعة ص (364) رقم (844، 845) . وأحمد (1/29 و45) . انظر تحفة الأشراف (8/54) حديث (10519) . (1) باب ما جاء في فضْلِ الغسل يوم الجمعة. (496) عن أوس قال، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنِ اغْتَسَلَ يوم الجُمُعَةِ، وَغسَّلَ، وَبكَّر وابْتكرَ، ودَنَا واسْتمعَ وانْصَتَ، كان له بكلِّ خَطْوَةٍ يَخطُوهَا أجْرُ سَنَةٍ صيامها وقيامها ". قال محمود: قال وكيعٌ: اغتسل هو وغسَّل امرأته. ويروى عن ابن المبارك أنه قال في هذا الحديث: من غسَّل واغتسل يعني غَسل رأسهُ واغْتَسلَ. وفي الباب عن أبي بكرٍ، وعمران بن حُصَين، وسلمان، وأبي ذرٍّ وأبي سعيد، وابن عمر، وأبي أيُّوب. حديث أوس بن أوس حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (2/367) . والحديث أخرجه: أَبو داود، كتاب الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة (1/148) رقم (345) . والنسائي، كتاب الجمعة، فضل غسل يوم الجمعة (3/95، 97، 102) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة (1/246) رقم (1087) . وأحمد (4/9 و10 و154) والدارمي (1555) . انظر تحفة الأشراف (2/2) حديث (1735) . (2) عارضة الأحوذي (2/235) . (3) في (ك) : "إلى". الحديث: 496 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 " ودنا " زاد أبو داود (1) وغيره: " من الإمام ".   (1) سبق تخريجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 172 - [497] " عن الحسن (1) عن سمرة بن جندب (2) ". ذكر النسائي: " أنَّ الحسن لم يسمع من سمرة إلاَّ حديث العقيقة " (3) . قال العراقي: " وقد صح سماعه منه لغير (4) حديث العقيقة، ولكن هذا الحديث لم يثبت سماعه منه؛ لأنه رواه عنه بالعنعنة في سائر الطرق، ولا يحتج به لكونه يدلس ". " من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت " (5) . قال العراقي: " فبطهارة الوضوء حصل الواجب في التطهر للجمعة، والتاء في نعمت للتأنيث، قال أبو حاتم: معناه ونعمت الخصلة هي، أي: الطهارة للصلاة ".   (1) (ع) الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، الأنصاري، مولاهم ثقة، فقيه، فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا، ويدلس، رأس الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين. التقريب ص (99) رقم (1227) . (2) (ع) سمرة بن جُندب بن هلال الفَزاري، حليف الأنصار صحابي، مشهور، له أحاديث مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين. التقريب ص (256) رقم (2630) ، والاستيعاب (2/213) رقم (1068) . (3) كتاب الجمعة، باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة (3/94) . (4) في " ك، وش ": " بغير ". (5) (497) باب في الوضوء يومَ الجُمُعَةِ. عن سمُرة بن جُنْدُب، قال، قال رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ تَوَضَّأَ يومَ الجُمُعَةِ فبِهَا وَنِعْمَت، وَمَنِ اغتَسَلَ فَالغُسْلُ أفضَلُ ". وفي الباب عن أبي هريرة، وعائشة وأنسٍ. حديث سمُرَة حَديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة (1/151) رقم (354) . والنسائي، كتاب الجمعة، باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة (3/94) . وأحمد (5/8 و11 و15 و16 و22) والدارمي (1548) . وانظر تحفة الأشراف (4/69) حديث (4587) . الحديث: 497 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 173 - [499] " من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة " (1) هو   (1) باب ما جاء في التَّكبير إلى الجمعة. (499) عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَنْ اغتَسَلَ = الحديث: 499 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 للتشبيه، أي: غُسلاً كغُسل الجنابة (1) ، كقوله تعالى: (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) (2) ؛ هذا هو المشهور في تأويله، ويحتمل أن يكون المراد أنه (3) اغتسل من الجنابة، أي: من إتيانه أهله. "عن عبيدة بن سفيان " (4) - بفتح العين وكسر الموحدة.   = يوم الجمعة غسل الجنابة ثمَّ راحَ فكأنما قرب بدَنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبْشًا أقْرَنَ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضَرَتِ الملائكة يستمعون الذكر". وفىِ الباب عن عبد الله بن عمْرو، وسمُرَة. حديث أبي هريرة حديثٌ حسن صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الجمعة، باب فضل الجمعة ص (167) رقم (881) . ومسلم، كتاب الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة ص (365) رقم (850) . وأبو داود، كتاب الطهارة، باب في الغسل يوم الجمعة (1/150) رقم (350) . والنسائي، كتاب الجمعة، باب التبكير إلى الجمعة (3/98) . ومالك (432) ، وأحمد (2/460) . وانظر تحفة الأشراف (9/388) حديث (12569) . (1) "الجنابة" ساقطة من (ك) . (2) سورة النمل، آية: 77. (3) في (ك) ، و (ش) : " أي ". (4) (م 4) عبيدة بن سفيان بن الحارث بن الحضرمي، المدني، ثقة، من الثالثة. التقريب ص (379) رقم (4411) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 174 - [500] "عن أبي الجعد (1) " ذكر (2) ابن حبان في الثقات أنَّ اسمه أدرع، وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى، وأبو عبد الله بن منده: أنَّ اسمه عمرو بن بكر (3) ، وقيل: اسمه جنادة، ولم يرو عنه إلاَّ عبيدة بن سفيان. "من ترك الجمعة ثلاث مرات" (4) في بعض الطرق: " متواليات ".   (1) (ع) أبو الجعْدِ الضمْرِي، قيل اسمه أدرع، وقيل عمْرو، وقيل جُنَادَةَ صحابي له حديث، قيل قتل يوم الجمل، التقريب ص (628) رقم (8015) . الإصابة (11/60) رقم (197) . (2) في (ش) : " ذكره ". (3) اسمه عمرو بن بكر. الكنى لابن منده ص (200) رقم (1622) ، والتقريب أيضاً كما سبق. (4) باب ما جاء في تَرْكِ الجُمعَةِ من غير عُذْرِ. (500) عن أبي الجعْدِ -يعني الضمْرِي-، وكانت له = الحديث: 500 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 "تهاونًا طبع الله على قلبه" قال العراقي: " المراد بالتهاون: الترك من غير عذر، والمراد بالطبع: أن يصير قلبه قلب منافق. وقال: لا أعرف له عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ هذا الحديث. قلتُ: بل له حديث ثاني، أخرجه الطبراني. "ثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي (1) وموسى بن هارون (2) ، قالا: حدثنا (3) سعيد بن عمرو الأشعثي (4) ، حدثنا (5) عبثر بن القاسم (6) ، عن محمَّد بن عمرو (7) عن عبيدة بن سفيان (8) ، عن أبي الجعد   = صحبةٌ فيما زعَمَ مُحمَّد بن عَمْرِو، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من ترَكَ الجُمُعَةَ ثلاث مرات تهاونًا طبع الله على قَلْبهِ". وفي الباب عن ابن عُمَرَ، وابن عَباسِ، وسمُرَةَ. حديث أبي الجعد حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (2/373) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجمعة (1/344) رقم (1052) . والنسائي، كتاب الجمعة، باب التشديد في التخلف عن الجمعة (3/88) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر (1/357) رقم (1125، 1126) . وأحمد (3/424) ، والدارمي (1579) . وانظر تحفة الأشراف (9/139) حديث (11883) . (1) محمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، أبو جعفر الكوفي الملقَب بمُطَين، الحافظ الثقة (ت: 297 هـ) . الميزان (6/215) رقم (7806) . (2) موسى بن هارون بن عبد الله الحمال، الحافظ الثقة (ت: 294 هـ) . السير (10/104) رقم (2004) . (3) في (ك) : "ثنا". (4) (م، س) سعيد بن عمرو بن سهل الكندي، الأشعثي، أبو عثمان الكوفي، ثقة من العاشرة، مات سنة ثلاثين ومائتي. التقريب ص (239) رقم (2372) . (5) في (ك) : "ثنا". (6) "ع" عبثَر، بفتح أوله وسكون الموحدة وفتح المثلثه، ابن القاسم الزُّبيدي، بالضم، أبو زبيد، كذلك الكوفي، ثقة، من الثامنة مات سنة تسع وسبعين ومائة. التقريب ص (294) رقم (3197) . (7) (ع) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني، صدوق له أوهام، من السادسة (ت: 145 هـ) . التقريب ص (434) رقم (6188) . (8) (م 4) عبيدة بن سفيان بن الحارث بن الحضرمي، المدني، ثقة من الثالثة. التقريب ص (379) رقم (4411) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 الضمري قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تشد الرحال إلاَّ إلي المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" (1) .   (1) المعجم الكبير (22/366) رقم (919) والبزار كما في كشف الأستار (2/4) رقم (1074) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/4) ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني -رحمه الله- في الإرواء (3/226) رقم (773) : صحيح متواتر وخرجهما ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/221-222) في ترجمة أبي الجعد الضمري - رضي الله عنه -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 175 - [507] "قصْدًا" (1) أي: معتدلاً (2) .   (1) (507) باب ما جاء في قِصر الخطبة. عن جابر بن سمُرَة، قال: كُنْتُ أُصلي مع النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فكانتْ صلاتُهُ قصْدًا، وخطبته قصدًا. وفي الباب عن عمار بن ياسر، وابن أبي أوْفى. حديث جابر بن سمرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/381) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة ص (371) رقم (866) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الرَّجل يخطب على قوس (1/356) رقم (1101) . والنسائي، كتاب الجمعة، باب كم يخطب (3/109) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الخطبة يوم الجمعة (1/351) رقم (1106) . وأحمد (5/86 و87 و88 و89 و90 و91 و92 و93 و94 و95 و98 و100 و101 و102 و106 و107 و108) . وانظر تحفة الأشراف (2/155) حديث (2167) . (2) في الأصل "معتد به أن " والصواب ما أثبته. الحديث: 507 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 176 - [508] "يقرأُ على المنبر، {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ (1) } " (2) . قال القرطبي: "يحتمل أن يكون أراد الآية وحدها، أو السورة   (1) في " ك، وش ": " فنادوا ". (2) في الأصل: " ونادوا يا مالك مالك " والصواب ما أثبتّه كما في سورة الزخرف، الآية 77. (508) باب ما جاء في القراءة على المنبر. عن صفوان بن يعلى بن أُمَيةَ، عن أبيه، قال: سمعتُ النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأُ على المنبر: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ} . وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر بن سمُرَةَ حديث يعلى بن أُمية حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، وهو حديثُ ابن عُيَيْنَةَ. الجامع الصحيح (2/382) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب التفسير، سورة "حم" الزخرف ص (878) رقم (4819) ، وفي كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة ص (581) رقم (3266) . ومسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة ص (372) رقم (871) . وأبو داود، كتاب الحروف القراءات (2/431) رقم (3992) . وأحمد (4/223) . وانظر تحفة الأشراف (9/114) حديث (11838) . الحديث: 508 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 كلها" (1) .   (1) المفهم في شرح مسلم (2/512) . حديث رقم (742) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 177 - [510] " عن جابر بن عبد الله قال: " بينما النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو (1) يخطب يوم الجمعة إذْ جاء رجل " (2) هو سليك الغطفاني (3) . "وفي الباب عن جابر" (4) . قال العراقي: " إن قيل: قد صدَّر المصنف بحديث جابر، فما وجه قوله: وفي الباب عن جابر، بعد أن ذكره أولاً، وما عادته أن يعيد ذكر صحابي الحديث الذي قدَّمه على قوله وفي الباب؛ فالجواب: لعله أراد حديثًا آخر لجابر غير الحديث الذي قدمه، وهو ما رواه الطبراني من طريق الأعمش (5) عن أبي سفيان (6) عن جابر   (1) "وهو" ساقطة من (ك) ، و (ش) . (2) باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرَّجل والإمام يخطبُ. (510) عن جابر بن عبد الله، قال: بينما النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخطُبُ يومَ الجُمُعَةِ إذ جاء رجل، فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أصليتَ؟! " قال: لا، قال: "قُمْ فَارْكع". وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/384) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الجمعة، باب إذا رأى الإمام رجلاً جاء وهو يخطب، أمره أن يصلي ركعتين ص (175) رقم (930) ، وباب من جاء والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين ص (175) رقم (931) . ومسلم، كتاب الجمعة، باب التحتية والإمام يخطب ص (373) رقم (875) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب (1/359) رقم (1115) . والنسائي، كتاب الجمعة، باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب (3/103) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب (3531) رقم (1112) . وانظر تحفة الأشراف (2/250) حديث (2511) . (3) سُلَيْك بن هدية، وقيل: ابن عمرو، بن سعيد بن قيس عيلان الغطفاني. فتح الباري (2/407) رقم (930) . (4) هذا من قول الإمام الترمذي، إثر إخراجه الحديث الثاني في الباب. (5) (ع) سليمان بن مِهران الأسدي الكاهلي، أبو محمَّد الكوفي، الأعمش ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع، لكنه يدلس، من الخامسة مات سنة (147 أو 148) وكان مولده أول سنة إحدى وستين. التقريب ص (254) رقم (2615) . (6) (ع) طلحة بن نافع الواسطي، أبو سفيان الإسكاف، نزيل مكة، صدوق من الرابعة. التقريب = الحديث: 510 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 قال: " دخل النعمان بن قوقل (1) -ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر يخطب يوم الجمُعَة- فقال له النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: [صل] (2) ركعتين تجَوَّزْ فِيهِمَا، فإذا جاء أحدكم يوم الجمُعَة والإمام يخطب فليُصَلِّ رَكعتين ولْيُخَفِّفهما" (3) .   = ص (283) رقم (3035) . (1) النعمان بن قوقل بن أصرم بن فِهر بن عوف، ذكره ابن إسحاق فيم استشهد بأحد، وكان شهد بدرًا. الإصابة (10/169) رقم (8757) . (2) في (ك) : "صلى" وهي ساقطة من الأصل. (3) ذكره ابن حجر في تلخيص الحبير (2/576) رقم (639) . والطبراني في الكبير (7/61) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 178 - [513] "من تخطى رقِابَ النَّاس يوم الجُمُعَة اتُّخِذ جَسْرًا إلى جهنم" (1) . قال العراقي: " المشهور في رواية هذا الحديث، اتخذ -على بنائه للمفعول (2) ، بضم التاء المشددة وكسر الخاء المعجمة- بمعنى أنه يُجعل جسرًا على طريق جهنم ليُوطَأ ويتخَطى (3) كما تخطى (4) رقاب النَّاس، فإنَّ الجزاء من جنس العمل. ويجوز أن يكون على البناء للفاعل، أي: [أنه] (5) اتخذ لنفسه جسرًا يمشي عليه إلى جهنم بسبب ذلك، كقوله: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (6) .   (1) باب ما جاء في كراهية التَخَطَي يوم الجمعة. (513) عن سهل بن مُعَاذ بن أنسِ الجُهَني، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من تخطَى رِقَابَ الناسَ يوم الجُمُعَةِ اتُّخِذَ جِسرًا إلَى جَهنمَ" حديثُ سَهْل بنُ مُعَاذِ بن أنس الجُهَنَي حديثٌ غريبٌ لا نعرفُهُ إلاَّ من حديث رِشدِيْنَ ابن سعْدٍ. والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في النهي عن تخطي النَّاس يوم الجمعة (1/354) رقم (1116) . وأحمد (3/437) . وانظر تحفة الأشراف (8/393) حديث (11292) . (2) في (ك) ، و (ش) : " نيابة المفعول ". (3) في (ك) ، و (ش) : " وليخطي ". (4) في (ك) ، و (ش) : " يخطي ". (5) "أنه" ساقطة من الأصل ومن "ش". (6) أخرجه النسائي في الكبرى (3/457، 458) رقم (5912، 5914، 5915) وانظر تحفة الأشراف (9/436) رقم (12839) . الحديث: 513 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 وفيه بُعد، والأول أظهر وأوفق (1) للرواية، وقد ذكره صاحب مُسند الفردوس بلفظ: من تخطى رقبة أخيه المسلم جعله الله يوم القيامة جسرًا على باب جهنَّم للنَّاس".   (1) في (ك) : " وموافق ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 179 - [514] "نهى عن الحُبْوَة" (1) بضم الحاء وكسرها.   (1) باب ما جاء في كراهية الاحْتِبَاءِ والإمَام يخطُب. (514) عن سهل بن مُعاذٍ، عن أبيه: أَن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ الحُبْوَةِ يوم الجُمُعَةِ والإمَامُ يخْطُبُ. وهذا حديثٌ حسنٌ. الجامع الصحيح (2/390) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب الاحتباء والإمام يخطب (3581) رقم (110) . وأحمد (3/439) . وانظر تحفة الأشراف (8/395) حديث (1299) . الحديث: 514 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 180 - [515] "عمارة بن رُؤَيبة" (1) ، بضم الراء، وفتح الهمزة تصغير رُؤبة، وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث (2) .   (1) (م، د، ت، س) عمارة بن رُوَيْبَةَ، براء، وبموحدة، مصغر، الثقفي، أبو زهير، صحابي، نزل الكوفة، وتأخر إلى بعد السبعين. التقريب ص (409) رقم (4845) ، والاستيعاب (3/232) رقم (1889) . (2) والحديث هو: باب ما جاء في كراهية رفع الأيدي على المنبر. (515) عن حُصَينٍ قال: سمعتُ عُمَارةَ بن رُوَيْبَةَ، وبِشْرُ بن مروان يخطب، فرفَع يدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، فقَالَ عَمارة: قبح الله هاتين اليُدَيَّتيْنِ القُصيرَتَيْنِ لقدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما يزيد على أن يقول هكذا، وأشار هُشَيْمُ السبابة. قال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (2/342) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة ص (373) رقم (874) . أبو داود، كتاب الصلاة، باب رفع اليدين على المنبر (3571) رقم (1104) . النسائي، كتاب الجمعة، باب الإشارة في الخطبة (3/108) . أحمد (4/135، 136) . الدارمي (2/975) رقم (1601، 1602) . الحديث: 515 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 181 - [516] "على الزَوْرا" (1) بفتح الزاي، وسكون الواو، وراء   (1) باب ما جاء في أذان الجمعة. (407) عن السائب بن يزيد، قال: كان الأذان على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر وعمر، إذا خرج الإمام، وإذا أُقيمتِ الصلاة، فلما كان عثمان زاد النداءَ الثَّالِث على الزوراء. "موضع بسوق المدينة" أو "دار يقال لها الزوراء". هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الجمعة، باب الأذان يوم الجمعة ص (172) رقم (912) وباب المؤذن الواحد يوم الجمعة ص (172) رقم (913) . وأبو داود، كتاب الصلاة، = الحديث: 516 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 ومدّ - وهي دار بالسُّوق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 182 - [528] "حدثنا علي بن الحسن الكوفي". قال العراقي: " لم يتضح من هو فإنَّ في هذه الطبقة ثلاثة: الأول: علي بن الحسن (1) بن سليمان الكوفي، كنيته أبو الحسين (2) ، ويعرف بأبي الشعثاء، روى عنه مسلم. والثاني: علي بن الحسن الكوفي (3) ، روى عن عبد الرَّحيم بن سليمان (4) ، والمعافى بن عمران (5) روى عنه النسائي. والثالث: علي بن الحسن الكوفي (6) ، روى عن إسماعيل بن إبراهيم التيمي (7) ، روى عنه المصنف.   = باب النداء يوم الجمعة، (1/352) رقم (1087، 1088، 1089، 1090) . وانظر تحفة الأشراف (3/261) حديث (3799) . والمراد بالنداء الثالث هو الأذان الأول، لأنه زيد على النداءين: الأذان، والإقامة. (1) (م، ق) علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي، واسطي الأصل، كوفي يُعْرف بأبي الشعثاء، وكنيته أبو الحسين، ثقة من العاشرة، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين. التقريب ص (399) رقم (4705) ، وفي الأصل "الحسين" والصواب ما أثبته كما في التقريب. (2) في (ك) ، و (ش) : " الحسن ". (3) (س) علي بن الحسن اللاني، بنون، كوفي، صدوق من صغار العاشرة. التقريب ص (399) رقم (4708) . (4) (ع) عبد الرحيم بن سليمان الكِناني، أو الطائي، أبو علي الأشل المَرْوَزِي، نزيل الكوفة، ثقة، له تصانيف، من صغار الثامنة. مات سنة سبع وئمانين ومائة. التقريب ص (354) رقم (4056) . (5) (خ، د، س) المعافى بن عمران الأزدي الفهمي أبو مسعود المَوْصلي ثقة عابد فقيه، من كبار التاسعة، مات سنة خمس وثمانين ومائتين وقيل: سنة ست. التقريب (637) رقم (6745) . (6) (ت) علي بن الحسن الكوفي، وهو غير أبي الشعثاء وأظنه اللاني. التقريب ص (399) رقم (4709) . (7) (ت، ق) إسماعيل بن إبراهيم الأحول، أبو إبراهيم التيمي، الكوفي ضعيف من الثامنة، التقريب ص (106) رقم (421) . الحديث: 528 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 "حق علي المسلمين أن يغتسلوا يوم الجُمُعَةِ" (1) . قال العراقي: " حقًّا؛ بالنصب مصدر لفعل محذوف تقديره حقَّ حقًّا؛ لقوله (2) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمدًا (3) . "فإن لم يجد فالماء له طِيْب" قال العراقي: " المشهور في الرواية بكسر الطاء وسكون المثناة من تحت، أي: أنه يقوم مقام الطيب ".   (1) باب في السواك والطيب يوم الجمعة. (528) عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَق على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة، ولْيَمس أحدُهُمْ مِنْ طِيْب أهلهِ، فإن لم يَجِدْ فَالمَاءُ لَهُ طِيب". وفي الباب عن أبي سعيد، وشيخ من الأنصار. حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا هُشَيْمٌ، عن يزيد بن أبي زياد بهذا الإسناد نحوه. حديث البَرَاءِ حديثٌ حسنٌ. ورواية هُشَيْم أحسن من رواية إسماعيل بن إبراهيم التَيمي، وإسماعيل بن إبراهيم التَيْمِي يُضَعَفُ في الحديث. الجامع الصحيح (2/407) . والحديث أخرجه: أحمد (4/282 و283) . وانظر: تحفة الأشراف (2/29) حديث (1787) . (2) في (ك) : " كقوله ". (3) "عمدًا" ساقط من الأصل ومن " ش ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 183 - [539] "والعواتق" (1) جمع عاتق وهي المرأة الشابة أول ما   (1) في هامش الأصل، و" ش ": " مطلب أبواب العيدين ". باب في خروج النساء في العيدين. (539) عن أمِّ عطيَة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يخرجُ الأبْكَارَ والعَوَاتِقَ وَذوَاتِ الخُدُورِ وَالحُيَّضَ فِي العِيدَيْنِ، فأمَّا الحُيَّض فَيَعتَزَلْنَ المُصّلَّى، ويشْهَدْنَ دَعْوَةَ المُسلمين، قالتْ إِحدَاهُن: يا رسول الله إن لم يَكُنْ لهَا جلْبَابٌ؟ قَالَ: "فلْتُعْرِهَا أُخْتُهَا مِنْ جَلاَبيبِهَا". حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هُشَيْمٌ، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنتِ سِيرينَ، عن أمِّ عطيةَ، بنحوه. وفي الباب عن ابن عباس، وجابر. حديث أم عطيةَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/419) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب العيدين، باب خروج النِّساء والحيَّض إلى المصلى ص (182) رقم (974) . ومسلم، كتاب صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى ص (379) رقم (890) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب خروج النساء في = الحديث: 539 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 تدرك، وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها (1) ولم [تزوَّج] (2) بعدَ إدراكها، وقيل: هي التي قاربت البُلُوغ. وقال ابن السكيت: " هي ما بين أن تدرك إلى أن تعْنَسَ ولم تزوَّجْ " (3) . "وذوات الخدور" جمع خدر (4) ، بكسر الخاء وهي ناحية في البيت يجعل عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر -وهي مخدرة- أي خدرت في الخدر، وقيل: الخِدْر؛ البيت. " جِلْباب " بكسر الجيم، وتكرار الموحدة، قيل: الإزار، والرداء، وقيل: الملحفة، وقيل: المقنعة، تغطي بها المرأة رأسها، وظهرها، وصدرها (5) . وقيل: هو الخمار.   = العيد (1/365) رقم (1136، 1137، 1138، 1139) . والنسائي، كتاب صلاة العيدين، خروج العواتق وذوات الخدور في العيدين (3/180) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في خروج النساء في العيدين (1/414) رقم (1307، 1308) . وأحمد (5/85) وانظر تحفة الأشراف (12/506) حديث (18108) . (1) في (ش) : " والدتها ". (2) "تزوج" مطموسة في الأصل. ومثبتة في (ك، ش) . (3) كنز الحفاظ في كتاب تهذيب الألفاظ لابن السكيت (1/321) تحقيق: لويس شيخو اليسوعي، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة. (4) في الأصل، و (ش) : " في " والصواب ما أثبته. (5) في (ك) ، و (ش) : " وخدرها ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 184 - [541] "وروى أبو تميلَة" (1) بضم المثناة من فوق بعدها ميم مفتوحة ثم مثناه من تحت ثم لام، اسمه: يحيى بن واضح.   (1) (ع) يحيى بن واضح الأنصاري، مولاهم، أبو تُمَيلَة، بمثناة، مصغر، المروزي، مشهور بكنيته، ثقة من كبار التاسعة. التقريب ص (598) رقم (7663) . الحديث: 541 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 185 - [542] "عن ثواب بن عتبة" (1) ؛ بفتح المثلثة، وتخفيف الواو، وآخره موحدة ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، وليس له   (1) (ت، ق) : ثَوَاب، بتخفيف الواو، ابن عُتْبَة المهري، بفتح الميم وسكون الهاء البصري، مقبول، من السادسة. التقريب ص (134) رقم (857) . الحديث: 542 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 في بقية الكتب شيء (1) . "لا يَخْرُجُ يَوْمَ الفطرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلاَ يَطْعَمُ يَوْمَ الأضْحَى حَتَّى يصلِّي" (2) . قال المهلب بن أبي صفرة (3) : "إنما كان يأكل يوم الفطر قبل الغدو إلى الصلاة؛ لئلا يظن ظان أنَّ الصيام يلزم (4) يوم الفطر إلى أن يصلي صلاة العيد، وهذا المعنى مفقود في (5) يوم الأضحى". وقال ابن قدامة: " الحكمة في ذلك أنَّ يوم الفطر حرم فيه الصيام عقب وجوبه، فاستحب تعجيل الفطر لإظهار المبادرة إلى طاعة الله وامتثال أمره في الفطر على خلاف العادة، والأضحى بخلافه مع ما فيه من استحباب الفطر على شيء من أضحيته " (6) .   (1) "شيء": ساقطة من (ك) . (2) (542) باب في الأكل يوم الفطر قبل الخروج. عن عبد الله بن بُرَيدَةَ، عن أبيه، قال: كان النبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يَخْرُجُ يَومَ الفِطرِ حتَّى يَطْعَمَ، ولاَ يَطْعَمُ يومَ الأضْحَى حَتى يُصَلِّي. وفي الباب عن علي، وأنس. حديثُ بُريدة بن حُصَيْبٍ الأسْلَمِيِّ حديثٌ غريب. وقال محمد: لا أعرف لثوابِ بن عُتْبَةَ غير هذا الحديث. الجامع الصحيح (2/426) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب الصيام، باب في الأكل يوم الفطر قبل أن يخرج (1/558) رقم (1756) . وأحمد (5/352 و360) ، والدارمي (1608) والطيالسي (811) . وانظر: تحفة الأشراف (2/79) حديث (1954) . (3) (د، ت، س) المهلب بن أبي صفرة، بضم المهملة وسكون الفاء، واسمه ظالم بن سارق العَتكِي بفتح المهملة، والمثناة الأزدي، أبو سعيد البصري، من ثقات الأمراء، وكان عارفًا بالحرب فكان أعداؤه يرمونه بالكذب، من الثانية، وله رواية مرسلة. قال أبو إسحاق السبيعي: ما رأيتُ أميرًا أفضل منه مات سنة إثنتين وثمانين على الصحيح. التقريب ص (549) ، رقم (6937) . (4) في (ك) : " يدوم ". (5) "في": ساقطة من (ك) . (6) المغني (2/113) . دار الفكر، ط 1/1405 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 186 - [550] "عن أبي بُسْرة الغِفَارِي" (1) -بضم الموحده،   (1) (د، ت) أبو بُسرة، بضم أوله وسكون المهملة، الغفاري، مقبول، من الرابعة. التقريب = الحديث: 550 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وسكن السين المهملة- تابعي لا يعرف اسمه، ولم يرو عنه غير صفوان ابن سُليم (1) ، وليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث عند المصنف (2) ، وابن ماجه (3) ، وربما اشتبه على من لم يتنبه له، بأبي بصرة الغفاري (4) ؛ بفتح الباء وبالصاد المهملة، وهو صحابي اسمه حمَيل؛ بضم الحاء المهملة مصغَّرًا. "عن البراء بن عازب (5) ، قال: صحبت النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانية عشر سَفرًا" (6) بفتح السين المهملة الفاء. قال العراقي: "كذا وقع في الأصول الصحيحة، قال: وقع (7) في   = ص (621) رقم (7955) . (1) (ع) صفوان بن سليم المدني، أبو عبد الله الزهري مولاهم، ثقة مفتٍ عابد رُمِي بالقدر، من الرابعة. التقريب ص (276) رقم (2933) . (2) وهو الآتي ذكره. (3) الحديث ليس عند ابن ماجه، وإنما أخرجه أبو داود والترمذي فقط. (4) (بخ، م، د، س) حُمَيْل، مثل حُمَيد لكن آخره لام، وقيل: بفتح أوله، وقيل بالجيم، ابن بَصرة، بفتح الموحدة، ابن وقاص أبو بصرة الغفاري، صحابي، سكن مصر، ومات بها. التقريب ص (183) رقم (1572) ، والإصابة (2/293) رقم (1125) . (5) (ع) البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، اسْتُصغِر يوم بدر، وكان هو وابن عمر لِدَة، مات سنة اثنتين وسبعين. التقريب ص (121) رقم (648) ، والإصابة (1/234) رقم (615) . (6) في (ك) : "صفرًا". باب ما جاء في التطوع في السفرِ. (550) عن البراء بن عازب، قال: صبحتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانية عشَرَ سَفَرًا، فما رأيته ترَكَ الرَّكْعَتَيْنِ إِذَا زَاغَتِ الشَمْسُ قَبْلَ اَلظُهْرِ. وفي الباب عن ابن عمر. حديث البراء حديثٌ غريب. وسألتُ محمَّدًا عنه فلم يعرفه إلاَّ من حديث الليث بن سعد، ولم يعرف اسم أبي بُسرة الغِفَارِي ورآهُ حَسَنًا. الجامع الصحيح (2/435) . الحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب التطوع في السفر (1/390) رقم (1222) ، وأحمد (4/292 و295) ، وانظر تحفة الأشراف (2/67) حديث (1924) . (7) في (ك) : " وقع ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 بعض النسخ بدله (1) "شهرًا" وهو تصحيف"   (1) "بدله": ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 187 - [552] "حدثنا محمَّد بن عبيد المحاربي، أبو يعلى الكوفي" (1) . قال العراقي: " هكذا كَنَّاه المصنف أبا يعلى، والمعروف أنَّ كنيته أبو جعفر هكذا كَنَّاه ابن حبان في الثقات، وعبد الغني في الكمال، والمزِّي في التهذيب ".   (1) (د، ت، س) محمَّد بن عبيد بن محمَّد بن واقد المحاربي أبو جعفر، وأبو يعلى، النَّخَّاس الكوفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة (251 هـ) ، وقيل: قبل ذلك. التقريب ص (495) رقم (6120) . الحديث: 552 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 188 - [557] " [عن البراء] "وهو مقْنِع بكفيه" (1) بضم الميم وسكون القاف وكسر النون أي: رافع يديه.   (1) باب ما جاء في صلاة الاستسقاء. (557) عن عُمير مولى أبي اللَّحم، عن آبي اللَّحم، أنه رأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ أحْجَار الزيتِ يَسْتَسْقِي، وهو مُقْنع بكَفيهِ يدْعُو. كذَا قَالَ قُتَيْبَةُ فِي هذَا الحديث، عن آبي اللحَم، ولا نعرفُ له عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ هذا الحديث الواحد، وعُمَيْرٌ مولى آبي اللحم قد روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث وله صحبة. الجامع الصحيح (2/443) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء (1/373) رقم (1168) . النسائي، كتاب الاستسقاء، كيف يرفع (3/158) . وأحمد (5/223) ، وانظر تحفة الأشراف (1/9) حديث (5) . وأخرجه أبو داود (1168) ، وأحمد (5/223) من طريق محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن عمير مولى آبي اللحم عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يذكر فيه آبي اللحم. الحديث: 557 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 189 - [558] (خرج متَبذِّلاً) ، (1) بضم الميم، وفتح التاء المثناة من   (1) (558) عن ابن عباس قال: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرجَ مُتَبذَلاً متواضِعًا مُتَضَرعًا، حَتَّى أُتِي المُصَلى، فلم يخطُبْ خُطْبَتكُمْ هذه، ولكن لم يَزَلْ فِي الدُعاء والتضرُع، والتكْبِيرِ، وَصَلى ركعتين كما كان يصلي في العيد. هذا حديث حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/445) . أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها (1/373) رقم (1165) . والنسائي، كتاب الاستسقاء، باب الحال التي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج، وباب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء (3/156) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء (3/403) . وأحمد (1/230 و269 و355) ، وانظر تحفة الأشراف (4/363) حديث (5359) رقم (1266) . الحديث: 558 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 فوق، والموحدة، وتشديد الذال المعجمة. قال العراقي (1) : "هكذا في الأصول الصحيحة من سماعنا". قال: ويجوز أن يقرأ مُبْتَذلاً بتقديم الموحدة ساكنة، وتخفيف الذال، وهو هكذا في عبارة الشافعي. يقال: تبذل، وابتذل، إذا لبس (2) الثياب البذِله: وهي بالكسر ما يمتهن من الثياب ".   (1) في (ك) ، و (ش) : " القرافي ". (2) في (ك) : " لبث ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 190 - [560] "عن ابن عباس (1) : عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه صلَّى في كسوف فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع (2) ثم قرأ ثم ركع (3) ثم سجد سجدتين" (4) . قال العراقي: "وقع فيه نقص، فإنَّ مقتضاه أنه قام في كل ركعة ثلاث مرَّات، ولم يصرَّح بالركوع في المرة الثالثة وإنما قال: ثم رفع، والمعروف من هذا الطريق أنَّ قيامه وركوعه في كل ركعة أربع مرات   (1) في هامش الأصل، و (ش) مطلب في صلاة الكسوف. (2) في (ك) : " رفع ". (3) "ثم قرأ ثم ركع" ساقطة من (ك) . (4) باب في صلاة الكسوف. (560) عن ابن عباس، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه صلى في كُسُوفٍ، فقرأ ثُمَّ ركع ثُمَّ قَرأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثلاث مرات، ثم سَجَدَ سَجدَتَينِ، والأخرى مثلُهَا. وفي الباب عن علِي، وعائشة، وعبد الله بن عمرِو، والنُعمان بن بَشِيْر، والمُغِيرة بن شُعْبَةَ، وأبي مسعودٍ، وأبي بكْرَةَ، وَسَمُرَةَ، وأَبِي مُوسَى، وابن مسعُودِ، وأسماء بنتِ أبي بكر، وابن عمَرَ، وقَبِيصة الهِلاَليَ، وَجَابِر بن عبد الله، وعبد الرَّحمن بن سُمَرَةَ، وأُُبَي بن كعب، حديث ابن عباس حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/446) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف ص (386) رقم (902) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب من قال أربع ركعات (1/379) رقم (1183) . والنسائي، كتاب الكسوف، باب كيف صلاة الكسوف (3/128، 129) . وأحمد (1/225 و346) والدارمي (1534) ، وانظر تحفة الأشراف (5/4) حديث (5697) . الحديث: 560 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 194 - [581] "من نام عن حِزبه" (1) بكسر الحاء المهملة وزاي وباء موحدة، وفي رواية ابن ماجه بجيم مضمومة وبالهمز مكان الباء الموحدة. وفي رواية النسائي: " من نام عن حزبه، أو قال: جُزئه " وهو شك من بعض رواته. قال العراقي: " وهل المراد به صلاة الليل، أو قراءة القرآن، في صلاة أو غير صلاة يحتمل كلاً من الأمرين ".   (1) باب ما ذُكِر فيمن فاتهُ حزْبُهُ من الليلِ فقَضَاهُ بِالنهار. (581) عن عبد الرَّحمن بن عبدِ القَارِي قال: سمِعْتُ عمر ابن الخطاب يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "منْ نَامَ عن حِزْبهِ أو عن شيءٍ منه فقرأهُ ما بين صلاةِ الفَجرِ وصلاةِ الظُّهْرِ كتِبَ لَهُ كأنَّما قرَأهُ منَ الليْلِ". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/474) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض (330) رقم (747) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب من نام عن حزبه (1/419) رقم (1313) . والنسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب متى يقضي من نام عن حزبه من الليل (3/259) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن نام عن حزبه من الليل (1/426) رقم (1343) . وأحمد (1/32 و53) والدارمي (1485) . وانظر تحفة الأشراف (8/82) حديث (10592) . الحديث: 581 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 195 - [584] "حدثنا أحمد بن محمَّد" هو ابن موسى المروزي السمسَار (1) يلقب مردويه، وترك بيانه لأنه مشهورٌ بالرواية. "عن ابن (2) المبارك (3) ". "بالظهاير" (4) جمع ظهيرة -كشعاير، جمع شعيرة-: وهي   (1) سبقت ترجمته حديث رقم (148) ص (193) . (2) "ابن" ساقطة من (ك) . (3) (ع) عبد الله بن المبارك المروزي، مولى بني حنظلة، ثقة ثبت، فقيه عالم جوادٌ مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة. مات سنة إحدى وثمانين، وله ثلاث وستون. التقريب ص (320) رقم (3570) . (4) باب ما ذُكِر من الرُّخصة في السجود على الثوبِ في الحرِّ والبردِ. (584) عن أنس بن مالكِ قال: كنا إذا صلينا خلفَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالظهائر، سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر. هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. الجامع الصحيح (2/479) . = الحديث: 584 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 الهاجرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 1960 - [587] "يَلْحَظُ" (1) بفتح الحاء المهملة وبالظاء المعجمة: وهو النظر بطرف العين الذي يلي الصَّدغ.   = والحديث أخرجه: البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت الظهر عند الزوال ص (117) رقم (542) . ومسلم، كتاب المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت في غير شدَّة الحرص (281) رقم (620) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الرَّجل يسجد على ثوبه (1/233) رقم (660) . والنسائي، كتاب الافتتاح، باب السجود على الثياب (2/216) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب السجود على الثياب في الحر والبرد (1/329) رقم (1033) . وأحمد (3/100) والدامي (1343) ، وانظر تحفة الأشراف (1/101) حديث (250) . (1) باب ما ذُكِرَ في الالتفات في الصلاة. (587) عن ابن عباس، أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يلْحَظُ في الصَّلاةِ يمينًا وشمالاً، ولا يَلْوِي عُنُقه خلف ظهره. هذا حديث غريبٌ. الجامع الصحيح (2/482) . والحديث أخرجه: أبو داود من رواية سهل بن الحنظلية، كتاب الصلاة، باب الرخصة في ذلك، في رواية ابن الأشنافي كما في تحفة الأشراف. والنسائي، كتاب السهو، باب الرخصة في الالتفات في الصلاة يمينًا وشمالاً (3/9) . وأحمد (1/275 و306) . وانظر تحفة الأشراف (5/117 و118) . الحديث: 587 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 197 - [594] "في الدورِ" (1) يعني القبائل (2) . قال العراقي: "فسر ابن عيينة الدور في الحديث بالقبائل، ومن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: [خير] (3) دور الأنصار" (4) الحديث، ففسر (5) قبائل الأنصار   (1) باب ما ذُكِرَ في تطييب المساجدِ. (594) عن عائشة قالت: أمرَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبِنَاءِ المساجد في الدُّورِ وأَنْ تُنَظفَ وَتُطَيَّب. الجامع الصحيح (2/489) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصلاة، باب اتخاذ المساجد في الدور (1/178) رقم (455) . وابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب تطهير المساجد وتطبيبها (1/250) رقم (758، 759) . وأحمد (6/279) . وانظر تحفة الأشراف (12/160) حديث (16962) . (2) هذه الجملة من كلام الإمام الترمذي حيث يقول عقيب أحاديث الباب: وقال سفيان: قوله: "ببناء المساجد في الدور" يعني القبائل. (3) "خير": مطموسة في الأصل. ومثبتة في (ك، ش) . (4) أخرجه: البخاري (3789) ، ومسلم (2511) ، والترمذي (3911) ، والنسائي في الكبرى (8281) . جميعهم عن أبي أُسيد الساعدي. (5) في (ك) ، و (ش) : "فسر". الحديث: 594 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 بالدور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 198 - [598] "يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين، والمرسلين، ومن تبعهم من المؤمنين، والمسلمين" (1) . قال العراقي: "حمل بعضهم هذا على أنَّ المراد بالفصل بالتسليم: التشهد، لأنَّ فيه السلام على النَّبي، وعلى عباد الله الصَّالحين قاله إسحق بن راهويه، فإن (2) كان يرى صلاة النَّهار أربعًا. قال: وفيما أوله عليه بعد".   (1) باب كيف كان تطوع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالنَهار. (598) عن عاصم بن ضَمُرَةَ، قال: سَأَلْنَا علِيًّا عن صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من النهارِ؛ فقال: إنكم لا تُطيقُونَ ذاك، فقلنا: من أطاق ذاك منا، فقال: كانَ رسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا كانت الشمسُ من ههنا كهَيْئَتِهَا من ههنا عند العصر صلَّى ركعتين، وإذا كانت الشَمسُ من ههنا كهيئتها من ههنا عند الظهر صلَّى أربعًا، وصلَّى أربعًا قبل الظهر، وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعًا، يفصِلُ بين كُل ركعتين بالتسليم على الملائكة المُقَربِينَ، والنَّبِيين، والمُرسلين، ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين. هذا حديث حسن. والحديث أخرجه: النسائي، كتاب الإمامة، الصلاة قبل العصر وذكر اختلاف الناقلين عن أبي إسحاق في ذلك (2/119) . وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيما يستحب من التطوع بالنَّهار (1/367) رقم (1161) . وأحمد (1/85 و111 و143 و147 و160) ، والترمذي في الشمائل (287) وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/142 و143 و146) . وانظر تحفة الأشراف (7/389) حديث (10139) . (2) لعلها: " فإنه ". الحديث: 598 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 199 - [600] "في لحف نسائه" (1) بضم اللام والحاء جمع لحاف بكسر اللام: وهو الملحفة (2) ، اللباس الذي فوق سائر اللباس من دثار   (1) (600) باب في كراهية الصلاة في لُحفِ النساء. عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يُصَلي في لُحُفِ نِسَائِهِ. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/496) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الطهارة، باب الصلاة في شعر النساء (1/154) رقم (367) . والنسائي، كتاب الزينة، اللحف (8/217) . وانظر تحفة الأشراف (11/447) حديث (1622) . (2) في (ك) ، و (ش) : "والملحفة". الحديث: 600 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 البرد ونحوه، وقاله في المحكم (1) .   (1) المحكم لابن سيده (263/3) تحقيق د. عائشة عبد الرحمن، معهد المخطوطات بالجامعة العربية ط 1/1377 هـ، ولسان العرب (9/314) مادة (لحف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 20 - [602] "الدَّقَلِ" (1) بفتح الدال المهملة والقاف: أرْدأْ التَّمر.   (1) باب ما ذكِرَ فِي قراءة سُورتيْنِ في ركْعَةٍ. (602) عن الأعمش، قال: سمعتُ أبا وائلٍ، قال: سأل رجلٌ عبد الله -ابن مسعود- عن هذا الحرف {غَيْرِ آَسِنٍ} [محمَّد: 15] أو "ياسن"، قال: كل القرآن قرأت غير هذا؛ قال: نعم، قال: إن قومًا يقْرَءُونهُ ينثُرُونَهُ نَثْرَ الدقَلِ، لا يُجَاوِزُ تَراقيهُمْ، إني لأعرِفُ السُّورَ النَظائِرَ التي كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرنُ بَينهُن، قال: فأمَرْنَا علْقَمَةَ فَسأَله؟ فقالَ: عشرون سورة من المفضَل، كان النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرُنُ بين كل سورتين في ركعة. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/498) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الأذان، باب الجمع بين السورتين في الركعة ص (151) رقم (775) . ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ، وهو الإفراط في السرعة، وإباحة سورتين فأكثر في ركعة ص (355) رقم (275) . وأحمد (1/380 و421 و427 و436 و455 و462) . وانظر تحفة الأشراف (7/38) حديث (9248) . الحديث: 602 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 201 - [603] "حدثنا محمود ابن غيلان". قال العراقي: " كذا في أصل سماعنا، ووقع في رواية المبارك بن عبد الجبار (1) الواقعة ببلاد المغرب: حدثنا محمَّد بن بشار (2) ".. "فأحسن وضوءه" (3) .   (1) وهي النسخة الموافقة للتحفة، وبعض من نسخ الجامع، وهي موافقة كذلك للمطبوع الآن، وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف": "وقال شيخنا -العراقي- في شرح الترمذي: يقتضيه ترجيح الرواية عن محمد بن بشار". أفادناه الدكتور بشار عواد في حاشيته على الجامع، فجزاه الله خيرًا. (2) (ع) محمَّد بن بشَار بن عثمان العبدي، البصري، أبو بكر، بُنْدَار، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وله بضع وثمانون سنة. التقريب ص (469) رقم (5754) . (3) باب ما ذُكِر في فضل المشي إلى المسجد، وما يُكْتَبُ له من الأجر في خُطَاهُ. عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إِذَا تَوضَأ الرَجُلُ فَأَحْسَنَ الوُضوءَ ثم خرج إلى الصلاة، لا يُخْرِجُهُ، أو قال: لا يَنْهَزُهُ، إلا إياهَا: لمْ يَخْطُ خُطْوَة إلاَّ رَفَعَهُ اللهُ بها درجةً أو حط عنْهُ بِهَا خَطِيئة". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/499) . أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح ص (133) رقم (662) . ومسلم، كتاب المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وتُرْفع به = الحديث: 603 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 قال ابن دقيق العيد في شرح الإلمام: "الإحسان في الوضوء؛ هوالإتيان به على الوجه المطلوب شرعًا من غير غلو ولا تقصير" (1) . "لا يَنْهَزُهُ" بفتح ياء المضارعة وسكون النون، وفتح الهاء، وآخره زاي: لا يحركه.   = الدرجات ص (298) رقم (666) . وأبو داود، كتاب الصلاة، باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة (1/208) رقم (559) . وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ثواب الطهور (1/103) رقم (281) ، وفي كتاب المساجد والجماعات، باب المشي إلى الصلاة (1/254) رقم (774) . وأحمد (2/252) . انظر تحفة الأشراف (9/358) حديث (12405) . (1) المطبوع منه لم يصل فيه إلى الطهارة، ولكن إلى الآنية فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 202 - [608] "يحب (1) التيمن في طُهُوره"، (2) بضم الطاء أي الفعل. "وفي ترجُّله" هو تسريح الشعر وتنظيفه.   (1) "إني" ساقطة من (ك) . في الأصل، و (ش) : "إني يُحب"، وما أثبتناه من (ك) فهي ساقطة منها. (2) باب ما يُسْتَحَب من التيَمُّن في الطُهُور. (608) عن عائشة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانَ يُحِب التَيَمُّنَ في طُهُورهِ إِذَا تَطَهرَ، وفي تَرَجلهِ إذَا ترجَّلَ، وفي انْتِعَالِهِ إذا انتعَل. هذا حديث حسنٌ صحيح. الجامع الصحيح (2/506) . والحديث أخرجهُ: البخاري، كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل ص (57) رقم (168) وفي كتاب الصلاة، باب التيمن في دخول المسجد وغيره ص (99) رقم (426) . ومسلم، كتاب الطهارة، باب التيمن في الطهور وغيره ص (162) رقم (268) . وأبو داود، كتاب اللباس، باب في الانتعال (1/468) رقم (4140) . والنسائي، كتاب الطهارة، باب بأي الرجلين يبدأ بالغسل (1/78) . وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب التيمن في الوضوء (1/141) رقم (401) . وأحمد (6/94 و130 و187 و202 و201) . انظر تحفة الأشراف (12/424) حديث (17657) . الحديث: 608 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 203 - [616] "وأدوا زكاة أموالكم" (1) في الخلافيات: وأدوا   (1) باب ما ذكر في فضل الصلاة. (616) عن سُلَيْمِ بن عامر، قال: سَمِعْتُ أبا أُمامة يقول: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ في حَجةِ الوَدَاع، فقال: " اتقُوا الله ربكمْ، وصَلُّوا خَمسَكُم، وصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأدوا زكاةَ أمْوَالِكُمْ، وأطِيعُواَ ذا أمرِكُمْ تَدْخُلُو جنة ربكمْ " قال: فقلتُ لأبي أمامة: منذ كم سمعت من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذا الحديث؛ قال: سمعته وأنا ابنُ ثلاثين سنة. هذا حديثٌ حسن صحيحٌ. الجامع الصحيح (2/516) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب المناسك، من قال خطب يوم النحر (6011) رقم = الحديث: 616 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 زكاتكم طيبة بها أنفسكم، وحجوا بيت ربكم، تدخلوا جنَّة ربكم. مجزوم على جواب الأمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 " أبواب الزكاة " (1)   = (1955) . وأحمد (5/251 و262) . وانظر تحفة الأشراف (4/166) حديث (4868) . والسلسلة الصحيحة للألباني -رحمه الله- (867) . (1) في هامش الأصل "مطلب الزكاة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 204 - [617] "عن المعرور بن سويد" (1) بالعين المهملة ورائين، ولهم (2) المغرور بن سويد النهشلي، بالغين المعجمة، أسر يوم البحرين وأسلم. "هم الأخسرون (3) " (4) قال العراقي: "فيه الابتداء بالمضمر (5) من   (1) (ع) المعرور بن سُويد الأسدي، أبو أمية الكوفي، ثقة من الثانية، عاش مائة وعشرين سنة. التقريب ص (540) رقم (6790) . (2) إن كان الإمام السيوطي يعني بالضمير "هم" غير الترمذي من الرواة فهذا لا أراه يثبت في أكثر دواوين السنة التي استقصيت المسألة فيها، ولم يشر أحد إلى هذا من شراح الحديث، بما فيهم السيوطي في شروحه " التوشيح والديباج وشرح النسائي " بل ولم يرد ذكره في تراجم الرجال أيضًا، إلاَّ ما نبه إليه الحافظ ابن حجر في كتابه "تبصير المنتبه" إذ قال: " المغرور بن سعيد أُسِرَ يوم البحرين ". أما النهشلي فاسمه زمالك بن معزوز النهشلي " كما أفاده الحافظ ابن حجر. (3) في الأصل "الأخرون": والصواب ما أثبته. (4) (617) باب ما جاء عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في منع الزَكاة من التشديد. عن أبي ذرِّ قال: جئت إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو جالس في ظل الكعبة، قال: فرآني مقبلاً، فقال: "هم الأخسرون، ورب الكعبة يوم القيامة" قال: فقلتُ ما لي لعله أنزل في شيءٍ قال: قلتُ من هم فداك أبي وأمي؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هم الأكثرون، إلاَّ من قال هكذا، وهكذا وهكذا" فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله، ثم قال: " والذي نفسي بيده لا يموت رجل فيدع إبلاً أو بقرًا، لم يؤد زكاتها، إلاَّ جاءته يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تطؤه باخفافها وتنطحه بقرونها، كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس". وفي الباب عن أبي هريرة مثله، وعن علي بن أبي طالب، قال: لُعِنَ مانع الصدقة. وعن قبيصة بن هُلب عن أبيه، وجابر بن عبد الله وعبد الله بن مسعود. حديثَ أبي ذرَّ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (3/3) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الزكاة، باب زكاة البقر ص (263) رقم (1460) ، وكتاب الأعيان والنذور، باب كيف كانت يمين النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ص (1177) رقم (6638) . ومسلم ْكتاب الزكاة، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة ص (421) رقم (990) . والنسائي، كتاب الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة (5/10) . وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في منع الزكاة (1/569) رقم (1785) . وأحمد (5/152، 157، 158، 169) ، والدارمي (1626) . انظر تحفة الأشراف (9/185) حديث (19181) . (5) أي بالضمير. الحديث: 617 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 غير تقدم ظاهر يدل عليه إذا كان متخيلاً في الذهن". "فداك أبي وأمي". قال العراقي: "الرواية المشهورة، بفتح الفاء والقصر، على أنها جملة فعلية، وروي بكسر الفاء (1) والمد (2) على الجملة الإسمية". "الأكثرون" يعني الأكثرون أموالاً. "تطؤه (3) بأخفافها" راجع للإبل؛ لأنَّ الخف: مخصوص بها. كما أنَّ الظلف -وهو المنشق من القوائم-: مختص بالبقر، والغنم، والظباء. والحافر: يختص بالفرس، والبغل، والحمار. والقدم للآدمي. "وتنطِحه" المشهور في الرواية كسر الطاء. "بقرونها" راجع للبقر. "كلما نفدَتْ" رُويَ بكسر الفاء مع الدال المهملة من النفاد (4) ، وبفتحها والذال المعجمة من النفوذ (5) . ْ "وقبيصة بن هُلْب" (6) ، قيل: إنه بضم الهاء وإسكان اللام، وآخره باء موحَّدة، وقيل: بفتح الهاء وكسر اللام وتشديد الباء. قال ابن الجوزي: " وهو الصواب ". واسم أبي ذرٍّ: جندب بن السكن (7) ، ويقال: ابن جنادة.   (1) في (ك) : " القاف". (2) "و" ساقطة من (ك) . (3) في (ك) : " لا تطؤه ". (4) نفدَ الشيء يَنْفَدُ، نفَدًا ونفادًا: فَنِي وَذَهَب. المعجم الوسيط (2/938) مادة نفذ. (5) نَفَذَ الأَمْرُ يَنْفُذُ، نُفُوذًا، ونَفَاذًا: مضى. المعجم الوسيط (2/939) مادة نفذ. (6) (د، ت، ق) قبيصة بن الهُلب، بضم الهاء وسكون اللام بعدها، موحدة، الطائي، الكوفي، مقبول من الثالثة. التقريب ص (453) رقم (5516) . (7) (ع) أبو ذر الغِفَارِيُّ، الصحابي المشهور، اسمه جُنْدُب بن جنادة على الأصح، وقيل: بُرَيْر، بموحدة، مصغر أو مكبر. واختلف في أبيه، فقيل: جندب، أو عِشْرِقَة، أو عبد الله أو السكن، تقدم إسلامه، وتأخرت ههجرته، فلم يشهد بدرًا، ومناقبه كثيرة جدًّا، مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. التقريب ص (638) رقم (8087) ، الإصابة (2/103) رقم (1210) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 قال العراقي: " ما صدَّر به قوله مرجوح، وجعله ابن حبان وهمًا، والصحيح، الذي صححه المتقدمون، والمتأخرون الثاني ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 205 - [618] "الثاني: عن درَّاج (1) " قيل: هو اسمه، وقيل: لقب، واسمه عبد الرَّحمن، وقيل: عبد الله. واسم أبيه سمعان، وقيل: عبد الرَّحمن.   (1) في الأصل، و (ك) : " وراج " والصواب ما أثبته. "بخ، 4" دراج، بتثقيل الراء وآخره جيم، ابن سمعان أبو السمح، بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة قيل اسمه عبد الرَّحمن، ودرَّاج لقب، السهمي مولاهم، المصري، القاص، صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف من الرابعة. مات سنة ست وعشرين ومائة. التقريب ص (201) رقم (1824) . باب ما جاء إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك. (618) عن درَّاج، عن ابن حُجَيْرَةَ، عن أبي هريرة أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إذَا أدَّيتَ زَكَاةَ مَالِكَ، فَقَدْ قَضَيتَ مَا عَلَيْكَ ". هذا حديث غريبٌ. الجامع الصحيح (3/4) . والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب ما أودِي زكاته ليس بكنز (1/570) رقم (1788) . انظر تحفة الأشراف (10/143) حديث (13591) ، وضعيف ابن ماجه للألباني -رحمه الله- (396) . الحديث: 618 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 206 - [619] "أن يبتدي الأعرابي العاقل" (1) .   (1) (619) عن أنس، قال: كُنا نتَمنى أن يبتديء الأعرابي العاقل، فيسأل النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونحن عنده، فبينا نحن كذلك إذ أتاه أعرابي فجثا بين يدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا محمَّد، إن رسولك أتانا فزعم لنا أنكَ تزعم أن الله أرسلك فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم" قال: فبالذي رفع السماء، وبسط الأرض ونصب الجبال آلله أرسلك؛ فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم" قال: فإنَ رسولك زعم لنا أنكَ تزعم أنَّ علَينا خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؛ قال: " نعم " قال: فإن رسولك زعم لنا أنَك تزعم أنَّ علينا صوم شهر في السنة. فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صدق" قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؛ قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم" قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا في أموالنا الزكاة، فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " صدق " قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؛ قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم"، قال: فإن رسولك زعم لنا أنكَ تزْعم أنَّ عليا الحج إلى البيت من استطاع إليه سبيلاً، فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم" قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؛ فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم" فقال: والذي بعثك بالحق لا أدع منهن شيئًا، ولا أجاوزهن، ثم وثب، فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن صدقَ الأعرابي، دخل الجنة". هذا حديث حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه. الحديث: 619 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 رُوي بالعين المهملة والقاف، وهو المشهور، وبالغين المعجمة، والفاء، والمراد به هنا: الذي لم يبلغه النَّهي عن السؤال. "إذْ أتاه أعرابي" (1) . هو ضمام بن ثعلبة (2) .   = وقد رُوي من غير هذا الوجه عن أنس عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجامع الصحيح (3/5) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام ص (67) رقم (12) . والنسائي، كتاب الصيام، باب وجوب الصيام (4/121) . وأحمد (3/143، 193) ، والدارمي (656) . انظر تحفة الأشراف (1/134) حديث (404) . وأخرجه البخاري (1/24) وأبو داود (486) والنسائي (4/122) وابن ماجه (1402) وأحمد (3/168) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بنحوه. (1) "إذ أتاه أعرابي" ساقطة من (ك) . (2) ضمام بن ثعلبة السعدي، من بني سعد بن بكر، صحابي. الإصابة (6/193) رقم (4173) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 207 - [620] "قد عفوت عن صدقة الخيل (1) ، والرقيق" (2) المراد (3) بالعفو هنا عدم التكليف به. "الرقة" بكسر الراء وتخفيف القاف الفِضة المضروبة، وكذا الوَرِق، وهو قول كثير من اللغويين أو أكثرهم: أنها لا تطلق إلاَّ على   (1) "هو ضمام بن ثعلبة، قد عفوت عن صدقه الخيل". ساقطة من (ك) . (2) باب ما جاء في زكاة الذهب والورق. (620) عن عليٍّ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَد عفوتُ عن صدقة الخيل والرقيق، فهاتوا صدقةَ الرِّقةِ، من كُلِّ أربعين دِرْهَما، درهمًا، وليس في تسعين ومائة شيءٌ، فإذا بلغتْ مائتين ففيها خمسةُ دراهم" وفي الباب عن أبي بكر الصديق، وعمر بن حزم. روى هذا الحديث الأعمش وأبو عوانة وغيرهما، عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي. وروى سفيان الثوري، وابن عيينة وغير واحدِ، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي. وسألتُ محمَّدًا عن هذا الحديث؛ فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق، يحتمل أن يكون روي عنهما جميعًا. الجامع الصحيح (3/7) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الزكاة، باب في زكاة السائمة (1/494) رقم (1574) . والنسائي، كتاب الزكاة، باب زكاة الورق (5/37) . وأحمد (1/92، 113) والدارمي (1636) . انظر تحفة الأشراف (7/388) حديث (10136) . وحديث الحارث عن علي أخرجه: ابن ماجه (179) ، (1813) . وأحمد (1/121، 132، 146) ، من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق به، موقوفًا. (3) في (ك) : " والمراد ". الحديث: 620 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 المضروب من الفضَّة، وقال ابن قتيبة: " تطلق على المضروب، وغير المضروب " (1) ، والهاء عوض من الواو (2) .   (1) غريب الحديث (1/26) . (2) أي عوض عن الواو في "ورق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 208 - [623] "ومن كل حالم" (1) أي: محتلم. "أو عدله معافر" (2) هي ثياب من اليمن؛ منسوبة إلى مُعافر (3) ؛ قبيلة.   (1) باب ما جاء في زكاة البقر. (623) عن معاذ بن جبل، قال: بعثني النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى اليمن، فأمرني أن أخذ من كل ثلاثين بقرةَ، تبيعًا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالمٍ دينارًا، أو عدله معافِرَ. هذا حديث حسن. وروى بعضهم هذا الحديث، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق، أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث مُعَاذًا إلى اليمن فأمره أن يأخذ وهذا أصحُّ. الجامع الصحيح (3/11) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الزكاة، باب في زكاة السائمة (1/494) رقم (1577، 1578) . والنسائي، كتاب الزكاة، باب زكاة البقر (5/25، 26) . وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب صدقة البقر (1/576) رقم (1803) . وأحمد (5/230) ، والدارمي (1630) ، انظر تحفة الأشراف (8/416) حديث (11363) . وأخرجه أبو داود (1576) (3038) . والنسائي (5/26، 42) . وأحمد (5/233، 247) والدارمي (1631) ، (1632) من طريق أبي وائل عن معاذ بنحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير (20/249) من طريق علي بن الحكم، عن معاذ. (2) في (ك) : "مغافر". (3) في (ك) : "مغافر". الحديث: 623 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 209 - [625] "وكرائم أموالهم" (1) جمع كريمة، وهي خيار المال وأفضله.   (1) باب ما جاء في كراهية أخذ خيار المال في الصدقة. (625) عن ابن عباس، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث معاذًا إلى اليمن، فقال له: إنك تأتي قومًا أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعو لذلك فاعلمهم أنَّ الله افترض عليهم صدقة أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعو لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بيها وبين الله حِجَاب. وفي الباب عن الصُّنابِحِي. الحديث: 625 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 "واتق دعوة المظلوم" أي: اتَّق الظلم، خشية أن يدعُو عليك المظلوم. "فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"، أي: ليس لها ما يصرفها، ولو كان المظلوم فيه ما يقتضي أنه ما يستجاب لمثله من كون مطعمه حرامًا أو نحو ذلك، حتى ورد في بعض طرقه: وإن كان كافرًا. رواه أحمد من حديث أنس (1) . قال ابن العربي: "ليس بين الله وبين شيء حجاب من (2) قدرته وعلمه، وإرادته، وسمعه، وبصره، ولا يخفى عليه شيء، وإذا أخبر عن شيء أنَّ بينه وبينه حجابًا فإنما يريد منعة" (3) .   = حديث ابن عباس حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الجامع الصحيح (3/12) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب المغازي، باب بَعْثُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع ص (765) رقم (4347) ، وكتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة ص (252) رقم (1395) وباب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة ص (263) رقم (1458) . وكتاب المظالم، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم ص (430) رقم (2448) ، وكتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ص (1301) رقم (7371، 7372) . ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ص (71) رقم (19) . وأبو داود، كتاب الزكاة، باب زكاة السائمة (1/498) رقم (1584) . والنسائي، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة (5/2) ، وإخراج الزكاة من بلد إلى بلد (5/55) ، وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب فرض الزكاة (1/568) رقم (1783) . وأحمد (1/233) ، والدارمي (1622) . وانظر: تحفة الأشراف (5/255) رقم (6511) . (1) المسند (3/153) . (2) في (ك) : " عن ". (3) عارضة الأحوذي (3/97) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 210 - [629] "في كل عشرة أزق" (1) هو جمع قِلة لزق، أصله   (1) باب ما جاء في زكاة العسل. (629) عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "في العسلِ، في كل عشرةِ أزُق زِق". وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي سيَّارة المُتَعِي، وعبد الله بن عمرو. حديث ابن عمر في إسناده مقالٌ، ولا يصح عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا الباب كبيرِ شيء. = الحديث: 629 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 أزقق (1) ، وفي رواية البيهقي: " أزقاق " (2) . والزق: السقاء الذي زُقَّ جلده، أي: سُلخ من قبل رأسه على خلاف ما يسْلخُ النَّاسُ.   = الجامع الصحيح (3/5) . والحديث أخرجه: الترمذي في العلل الكبير (175) وابن عدي في الكامل (4/1393) . والبغوي (1581) . والمزي في تهذيب الكمال (29/170) ، انظر تحفة الأشراف (6/247) حديث (8509) ، وإرواء الغليل للعلامة الألباني (3/286) . ووقع عند الطبراني بدل "العشر" "ثنتي عشرة". قال الترمذي سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: هو عن نافع عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسل، انظر البيهقي (4/126) . (1) في (ك) : " زقق ". (2) سنن البيهقي (4/126) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 211 - [633] "لا تصلح قبلتان في أرض واحدة" (1) يحتمل أنَّ معناه: أنَّ الكافر إذا أسلم ببلاد الحرب لا يقيم بها (2) ، وأنَّ أهل الذمة المقيمين ببلاد الإسلام لا يُمَكَّنون من إظهار دينهم. "وليس على مسلم جزية". قال العراقي: " معناه أنه إذا أسلم في أثناء الحول لا يؤخذ عن ذلك الحول (3) شيء ". قال: " وقد جرت عادة المصنفين بذكر الجزية بعد الجهاد، وقد أدخلها المصنف في الزكاة تبعًا لمالك ". قال ابن العربي: " أول من أدخل الجزية في أبواب الصدقة   (1) باب ما جاء ليس على المسلمين جزية. (633) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تصلح قبلتان في أرض واحدة، وليس على المسلمين جزية". الجامع الصحيح (3/18) . (634) حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جرير، عن قابوس، بهذا الإسناد نحوه. وفي الباب عن سعيد بن زيد، وجد حرب بن عبيد الله الثقفي حديث ابن عباس قد رُوي عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلاً. الجامع الصحيح (3/18) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الخراج والفيء والإمارة، باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب (2/180) رقم (3032) . وأحمد (1/123، 125) . انظر: تحفة الأشراف (4/378) حديث (5399) ، (5400) . (2) في (ك) : "أو". (3) في " ك ": " العام ". الحديث: 633 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 مالك في الموطأ، فتبعه قوم من المصنفين، وترك اتباعه آخرون. قال: ووجه إدخاله فيها التكلم على حقوق الأموال، فالصدقة حق المال على المسلمين، والجزية حق المال على الكفار (1) .   (1) عارضة الأحوذي (3/104) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 212 - [635] " وعن زينب " (1) امرأة عبد الله، اسم أبيها: عبد الله، وقيل: معاوية.   (1) (ع) زينب بنت معاوية، أو ابنة عبد الله بن معاوية، ويقال: زينب بنت أبي معاوية الثقفية، زوج ابن مسعود صحابية، ولها رواية عن زوجها. الإصابة (12/287) رقم (498) ، والتقريب ص (748) رقم (8598) . باب ما جاء في زكاة الحلي. (635) عن زينب امرأة عبد الله، قالت: خطبنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "يا معشر النساء تصدقن ولوْ من حُلِيَكُنَّ، فإنكن أكْثَرُ أهل جَهَنمَ يومَ القِيَامَةِ". الجامع الصحيح (3/19) . والحديث أخرجه: أحمد (6/363) . ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب الصدقة على ذي قرابة (1/587) رقم (1834) . النسائي في الكبرى، كتاب عشرة النساء، الفضل في نفقة المرأة على زوجها (5/380) رقم (9200) . تحفة الأشراف (11/326) رقم (15887) . الحديث: 635 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 213 - [640] "أو كان عثريًا" (1) بفتح العين المهملة، والثاء المثلثة، وقيل: بسكون الثاء وبعد الرَّاء ياء مثناة من تحت مشددة. وفي تفسيره قولان لأهل اللغة قال: ابن فارس (2) في المجمل (3) : "العثري: ما سُقي من النخل سيحًا، والسيح: الماء الجاري، ويقال:   (1) باب ما جاء في الصدقة فيما يسقي بالأنهار وغيرها. (640) عن سالم عن أبيه، عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه سن فيما سقتِ السَّماء والعُيُونُ، أو كان عثرِيًّا العشر، وفيما سُقِي بالنَضح نصف العُشْرِ. هذا حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح (3/23) . والحديث أخرجه: البخاري، كتاب الزكاة، باب العشر فيما يُسقي من ماء السماء وبالماء الجاري ص (268) رقم (1483) . وأبو داود، كتاب الزكاة، باب صدقة الزرع (1/502) رقم (1596) . والنسائي، كتاب الزكاة، باب ما يوجب نصف العشر (5/41) . وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب صدقة الزروع والثمار (1/581) رقم (1817) . انظر تحفة الأشراف (5/402) حديث (6977) . (2) هو أحمد بن زكريا بن فارس الرازي، اللغوي، من مصنفاته "معجم مقاييس اللغة" و"مجمل اللغة" مات سنة 395 هـ. انظر: وفيات الأعيان (1/118) ، سير الأعلام (1/103) . (3) في (ك) : " في المجل ". الحديث: 640 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 هو العذي، والعذي: الزرع الذي لا يسقيه إلاَّ ماء المطر" (1) . قال العراقي: " وما رجحه قول ضعيف ". والثاني: هو الذي جزم به الجوهري (2) ، والأصح عند أهل اللغة: أنَّ العثري مخصوص بما سقي من ماء السَّيل، وهو نسبة إلى العاثور، وهو شبه الساقية يحفو فيجري فيه الماء، وكأنه يتعثر فيه الماء الذي لا يشعر به (3) . "وفيما سُقي بالنَّضحِ" بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وحاء مهملة وهو ما سُقِي من ماء بير، أو نهر، أو ساقيه بالناضح -وهو البعير، أو البقرة- يُستقى عليه.   (1) المجمل لابن فارس (2/480) ، (3/647، 657) . (2) الصحاح (2/436) مادة: " عثر ". (3) "لا": ساقطة من (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 214 - [647] "إذا أتاكم المُصدِّقُ" (1) بتخفيف الصَّاد وهو العامل. "فلا يفارقكم (2) إلاَّ عن رضى".   (1) باب ما جاء في رِضا المُصدقِ (647) عن جرير، قال: قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذَا أتاكمُ المُصدقُ فَلا يُفَارِقَنكُمْ إلاَّ عَنْ رِضَى". (648) حدثنا عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن داود، عن الشَّعبي، عن جريرٍ، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنحوه. الجامع الصحيح (3/113) . حديث داود، عن الشَعبي أصحُّ من حديث مُجَالِدِ، وقد ضعفَ مجالدًا بعض أهل العلم، وهو كثير الغلط. الجامع الصحيح (3/114) . والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الزكاة، باب إرضاء الساعي ما لم يطلب حرامًا ص (456) رقم (989) . وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب ما يأخذ المصدق من الإبل (1/576) رقم (1802) . وأحمد (4/360، 361، 364، 365) ، والدارمي (1678) . انظر تحفة الأشراف (2/423) حديث (3215) . وأخرجه مسلم (3/74) ، وأبو داود (1589) ، والنسائي (5/31) وأحمد من طريق عبد الرَّحمن بن هلال العبسي، عن جرير. (2) في نص الحديث عند الترمذي: " يُفَارِقَنكُم ". الحديث: 647 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 قال الشافعي: " يعني -والله أعلم-؛ أن تُوَفُّوا (1) طائعين، ولا تلوونه (2) ، إلاَّ (3) أنهم (4) يعطوه من أموالهم ما ليس عليهم " (5) . قال البيهقي في سننه: " وهذا (6) الذي قاله الشافعي محتمل، لولا ما في رواية أبي داود من الزيادة، وهي: قالوا: يارسول الله وإن ظلمونا، قال: "أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم"، فكأنه رأى الصبر على تعدِّيهم.   (1) في (ك) : " يوفونه ". (2) في (ك) : " يلونه ". (3) في (ك) : "لا". (4) في (ك) : " أن ". (5) الأم (2/58) . (6) في (ك) : "وهو". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 215 - [650] "خموش، أو خدوش، أو كدوح" (1) هو شك من الراوي، والثلاثة بمعنى.   (1) باب من تحل له الزَكاةُ. (650) عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من سأل الناس وله ما يُغْنِيهِ جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموشٌ، أو خدوشٌ، أو كدُوحٌ" قيل: يا رسول الله: وما يُغْنِيهِ؛ قال: " خمسون درهمًا أو قيمتها من الذَّهب ". وفي الباب عن عبد الله بن عمْرو. حديث ابن مسعود حديث حسنٌ. وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجلِ هذا الحديث. الجامع الصحيح (3/31) . والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الزكاة، باب من يُعطى من الصدقة وحد الغنى (1/511) رقم (1626) . والنسائي، كتاب الزكاة، حد الغنى (5/97) . وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب من سأل عن ظهر غنى (1/589) رقم (1840) . وأحمد (1/388، 441) والدارمي (1647) ، (1648) . انظر تحفة الأشراف (7/85) حديث (9387) . وأخرجه أحمد (1/466) من طريق الأسود عن ابن مسعود بلفظ مختلف. وله طرق أخرى ضعيفة عند الدارقطني. وحكيم بن جبير ضعيف لكن تابعه زبيد بن الحارث الكوفي اليامي الثقة الثبت فصح الحديث، وكأن المصنف حسنه لأجل ذلك. الحديث: 650 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 216 - [652] "ولا لِذِيْ مِرة" (1) بالكسر أي: قوة وشدة "سوي"   (1) باب من لا تحل له الصدقة. (562) عن عبد الله بن عمرو، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تحل الصدقة = الحديث: 652 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 أي صحيح الأعضاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 217 - [653] "لذي فقر مدقع" (1) بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وكسر القاف، وعين مهملة، أي: شديد، من الدقعاء وهو التراب، ومعناه: أنه يفضي بصاحبه إليه. "أو غرم" بضم الغين المعجمة، وهو الدين. "مفْظِع" بضم الميم، وكسر الظاء المعجمة وهو الشديد الشنيع. " لِيثْرِيَ " (2) بالمثلثة، أي: ليكثر.   = لغني، ولا لذِي مِرَّةٍ سَوِي". وفي الباب عن أبي هريرة، وحُبْشِيِّ بن جُنَادَةَ، وقَبيصة بن مخارق حديث عبد الله بن عمرو، حديثٌ حسنٌ. وقد روى شعبة، عن سعد بن إبراهيم هذا الحديث بهذا الإسناد ولم يرفعه. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الزكاة، باب من يُعطى من الصدقة وحد الغنى (1/511) رقم (1634) . وأحمد (2/164، 192) ، والدارمي (1646) . انظر تحفة الأشراف (6/289) حديث (8626) . وإرواء الغليل للعلامة الألباني (877) . (1) (653) عن حُبَيْشِي بن جُنَادَةَ السلُولي، قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول في حجة الوداع، وهو واقف بعرفة أتاه أعرابيٌ فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاهُ وذهب فعند ذلك حرمتِ المسألة، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي إلاَّ لذِي فقر مُدقع، أو غرم مفْظع، ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشًا في وجهه يوم القيامة، ورضفًا يأكله من جهنم ومن شاء فليقلَّ ومن شاء فليكثر". (654) حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا يحيى بن آدم عن عبد الرَّحيم بن سليمان نحوه. وانظر: تحفة الأشراف (3/14) حديث (3291) . وإرواء الغليل للألباني (877) . (2) في (ك) : " ليسوي ". الحديث: 653 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 218 - [656] "ويوسف ين يعقوب الضبعي" (1) ؛ بضم الضاء   (1) (خ، ت، س، ق) يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السَّدوسي مولاهم، أبو يعقوب السلعي، بكسر المهملة وفتح اللام بعدها مهملة وقيل بفتح أوله ثم سكون، البصري، الضُّبَعِي، بضم المعجمة، وفتح الموحدة، صدوق، من التاسعة. مات سنة إحدى ومائتين. التقريب ص (612) رقم (7896) . باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأهل بيته ومواليه. (656) حدثنا محمَّد بن بشار، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم ويوسف بن يعقوب الضبعيُّ، قالا: حدثنا بهزُ بن حكيم، = الحديث: 656 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وعين مهملة نزل في بنى ضبيعة (1) ، فنسب إليهم، وليس منهم. 218 م- 657 "بعث رجلاً (2) من بني مخزوم" (3) ، هو الأرقم ابن أبي الأرقم (4) .   = عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا أُتِي بشيء سأل "أصدقة هي أم هديةٌ؟ فإن قالوا: صدقة، لم يأكل، وإن قالوا: هديةٌ أكل. وفي الباب عن سلمان، وأبي هريرة، وأنس، والحسن بن علي وأبي عميرة جدِّ مُعرَّفِ بن واصل واسمه: رُشيد بن مالك، وميمون أو مهران، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي رافع وعبد الرَّحمن بن علقمة. وقد روى هذا الحديث أيضًا، عن عبد الرَّحمن بن علقمة، عن عبد الرَّحمن بن أبي عقيل، عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وجد بهز بن حكيم: اسمه معاوية بن حيدة القشيريُّ. وحديث بهز بن حكيم حديث حسنٌ غريب. ْوالحديث أخرجه: النسائي، كتاب الزكاة، الصدقة لا تحل للنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (5/107) . وأحمد (5/5) والطحاوي في شرح المعاني (2/9) . انظر تحفة الأشراف (8/430) حديث (11386) . (1) ضُبَيعَة: أبو حيٍّ من بَكْر، وهُوَ ضَبَيْعةُ بن قيس بن ثعلبة. الصحاح (3/528) مادة " ضبع ". (2) في (ك) : " رجلان ". (3) (657) عن أبي رافع أنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة، فقال لأبي رافع: " إصحبني كيما تصيب منها، فقال: لا، حتى آتي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسأله، فانطلق إلى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسأله، فقال: إن الصدقة لا تحل لنا وإن موالي القوم من أنفسهم ". هذا حديث حسن صحيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الزكاة، باب الصدقة على بني هاشم (1/519) رقم (1650) . والنسائي، كتاب الزكاة، الصدقة لا تحل للنَبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (5/107) . وأحمد (6/8، 10، 310) . انظر تحفة الأشراف (9/201) حديث (12018) والصحيحة للألباني (1613) . (4) صحابي من السابقين البدريين، عاش إلى دولة معاوية (ت: 53 هـ) . السير (4/108) رقم (192) ، والإصابة (1/40) رقم (73) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 219 - [658] "عن الرباب" (1) ، بفتح الراء والموحدة المكررة (2) .   (1) (خت 4) الرَّباب، بفتح أولها وتخفيف الموحدة، وآخرها موحدة، بنت صُليع، بمهملتين، مصغر، أم الرائح بتحتانية ومهملة، الضبيَّة، مقبولة من الثالثة. التقريب ص (747) رقم (8582) . (2) في (ك) : " الكورة ". باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة. (658) عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سلمان بن عامر، يبلغ به النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، = الحديث: 658 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وأبوها: صليع بن عامر، بضم الصاد المهملة، وآخره عين مهملة مُصغر ولا تعرف إلاَّ بالرواية عن عمها، ورواية حفصة بنتِ سِيرين (1) عنها، وقد ذكرها ابن حبان في الثقات، أم الرايح (2) ، بالراء والهمز والحاء المهملة.   = فإن لم يجد تمرًا فالماء، فإنه طهور". وقال: "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان، صدقة وصلة". وفي الباب عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، وجابر، وأبي هريرة. حديث سلمان بن عامر حديثٌ حسن. وهكذا روى سفيان الثوري، عن عاصم، عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان ابن عامر، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو هذا الحديث. وروى شعبة، عن عاصم، عن حفصة بنت سرين عن الرباب عن سلمان بن عامر، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو هذا الحديث. وروى شعبة، عن عاصم، عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر ولم يذكر فيه عن الرباب. وحديث سفيان الثوري وابن عيينة أصحُّ، وهكذا روى ابن عونٍ، وهشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب عن سلمان بن عامر. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصيام، باب ما يُفْطِر عليه (1/719) رقم (2355) . والنسائي في الكبرى، أبواب الأطعمة، التمر وما ذكر فيه (4/164) رقم (6710، 6711) . وابن ماجه، كتاب الصيام، باب ما جاء على ما يستحب الفطر (1/542) رقم (1699) . وأحمد (4/17، 18) والدارمي (1708) . انظر تحفة الأشراف (4/24) حديث (4486) . وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (101) . والإمام الترمذي حسنه هنا وفي الحديث رقم (695) قال: حسن صحيح. وسبب ضعف الحديث: الرباب مجهولة تفردت عن حفصة بنت سيرين بالرواية، عنها ولم يوثقها سوى ابن حبان في الثقات. (1) (ع) حفصة بنت سيرين، أم الهذيل الأنصارية، البصرية، ثقة، من الثالثة، ماتت بعد المائة. التقريب ص (745) رقم (8561) . (2) تقدمت ترجمتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 220 - [662] "وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} (1) {وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} " (2) .   (1) سورة الشورى، آية: 25 {وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] . (2) باب ما جاء في فضل الصدقة. (662) عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الله يقبل = الحديث: 662 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 قال العراقي: " هذا تخليط من بعض الرواة والصواب: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} (1) الآية. وقد روينا في كتاب الزكاة ليوسف القاضي (2) على الصواب".   = الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره، حتي إن اللقمة لتصير مثل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276] . هذا حديث حسنٌ صحيحٌ، وقد روى عن عائشة، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو هذا. والحديث أخرجه: أحمد (2/268، 404، 471) . انظر تحفة الأشراف (10/295) حديث (14287) . (1) سورة التوبة، آية: 104. (2) لعله يوسف بن يحيى بن محمَّد بن علي قاضي القضاة، ابن الزكي، أبو الفضل، بهاء الدين، (ت: 685 هـ) طبقات السبكي (4/452) رقم (1265) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 221 - [663] "عن أنس قال: سئل النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أي الصوم أفضل بعد رمضان؛ قال: شعبان" (1) . قال العراقي: " هذا تخليط من بعض الرواة، يعارضه حديث مسلم، عن أبي هريرة: أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرَّم (2) . " وحديث أنس ضعيف، وحديث أبي هريرة صحيح فيقدم عليه ".   (1) (663) حدثنا صدقة بن موسي، عن ثابت عن أنس قال: سئل النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أيُّ الصومِ أفضلُ بعد رمضان؛ فقال: " شعبان لتعظيم رمضان " قيل: فأيُّ الصدقة أفضلُ؛ قال: " صدقة في رمضان ". هذا حديث غريب، وصدقه بن موسى ليس عندهم بذلك القويِّ. وانظر تحفة الأشراف (1/144) حديث (449) . (2) صحيح مسلم ص (494) رقم (1163) . الحديث: 663 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 222 - [664] "وتدفع ميتة السوء" (1) بكسر الميم. قال العراقي: "الظاهر أنَّ المراد بها ما استعاذ منه النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:   (1) (664) عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الصدقات لتطفيءُ غضب الرب، وتدفعُ مِيْتَةَ السُّوء". هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وانظر تحفة الأشراف (1/165) رقم (529) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (105) . الحديث: 664 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 الهدم، والتردي، والغرق والحرق، وأن يتخبّطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيله مدبرًا. قال بعضهم: هي موت الفجأة، وقيل ميتة الشهرة، كالمصلوب مثلاً". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 223 - [679] "عن الحكم بن جَحْلٍ" (1) بتقديم الجيم على الحاء المهملة. "عن حُجْر" (2) ، بتقديم الحاء المهملة المضمومة، على الجيم، وآخره راء. قال في الميزان: " لا يعرف " (3) تفرد الحكم بن حجل، وليس لهما في الكتب إلاَّ هذا الحديث عند المصنف.   (1) باب ما جاء في تعجيل الزكاةِ. (ت) الحكم بن جَحْل، بفتح الجيم وسكون المهملة الأزدي، البصري، ثقة من السادسة. التقريب ص (174) رقم (1440) . (679) عن الحكم بن جَحلٍ، عن حُجْبر العدويِّ، عن علي أن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لعمر: " إنا قدْ أخَذنا زكاة العباس عام الأول للعام ". وفي الباب عن ابن عباسٍ. قال الإمام الترمذي: لا أعرف حديث تعجيل الزكاة؛ إلاَّ من حديث إسرائيل، عن الحجاج بن دينار من هذا الوجه، وحديث إسماعيل بن زكريا عن الحجاج -عندي- أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار. وقد رُوي هذا الحديث عن الحكم بن عتبة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلاً. انظر تحفة الأشراف (7/358) حديث (10062) . (2) (ت) حُجر العدوي، قيل: هو حُجية بن عدي، وإلاَّ فمجهول من الثالثة. التقريب ص (154) رقم (1146) . (3) الميزان (2/207) رقم (1759) . (ت) حُجية، بوزن عُليَّة، ابن عدي الكندي، صدوق يخطيء من الثالثة. التقريب ص (154) رقم (1150) . الحديث: 679 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 224 - [681] "إنَّ المسألة كدٌّ" (1) ، بفتح الكاف وتشديد الدال.   (1) باب ما جاء في النهي عن المسألة. (681) عن سمُرة بن جُنْدُب، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِن المسألة كد يكَد بها الرَّجلُ وجهه إلاَّ أن يسأل الرَّجل سلطانًا، أو في أمر لا بد منهُ". = الحديث: 681 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وفي رواية أبي داود: "كدُوح"، بضم الكاف، والدال، وحاء مهملة. وقد ذكر اللفظين معًا أبو موسى المديني، في ذيله على الغريبين، وفسَّر " الكدوح: بالخدوش في الوجه. والكدُ بالتعب والنصب ". قال العراقي: " ويجوز أن يكون الكدوح بمعنى الكد، من قوله تعالى: {إِنَّكَ كَادِحٌ} (1) وهو السعي والحرص ". "يكد بها الرجل وجهه". قال العراقي: " المراد (2) بالوجه ماؤه، ورونقه ". "إلاَّ أن يسأل الرَّجل سُلطانًا". قال الخطابي: " أي: ولو مع الغنى يسأله حقه من بيت المال؛ لأنَّ السؤال مع الحاجة دخل في قوله: " أوفي أمر لا بد منه " (3) .   = هذا حديث حسن صحيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الزكاة، باب ما تجوز فيه المسألة (1/515) رقم (1639) . والنسائي، كتاب الزكاة، مسألة الرَّجل في أمرٍ لا بد له منه (5/100) . وأحمد (5/10، 19، 22) . انظر تحفة الأشراف (4/76) حديث (4614) . (1) سورة الانشقاق، آية: 6. (2) في (ك) : " المراد به ". (3) معالم السنن (2/56) رقم (470) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 "أبواب الصَّوم" (1)   (1) في هامش الأصل و (ش) : " مطلب أبواب الصوم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 225 - [682] "إِذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت (1) الشياطين" (2) أي: شدت وربطت بالأصفاد، وهي القيود. "وينادي منادٍ"، قيل: (3) يحتمل أنه ملك، أو المراد أنه يُلقي ذلك في قلوب من يريد الله إقباله على الخير: "يا بَاغي الخير" أي طالبه. "أقبل" [أي] (4) فهذا وقت تَيَسُّرِ العبادة، وحَبْسِ الشياطين، وَكَثْرَةِ الإعتاق من النَّار فاغتنمه. "ويَا باغي الشَّر أقصر" فهذا زمن قبول التوبة والتوفيق للعمل الصَّالح. قال العراقي: "ظنَّ ابن العربي أنَّ قوله في الشقين (5) : باغي؛ من   (1) في (ك) : " صعدت ". (2) باب ما جاء في فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ. (682) عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفِدَتِ الشَياطِيْنُ ومَرَدَة الجِن وَعلِقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصِرْ، ولله عتَقَاء ومن النارِ، وذلك كُلَّ لَيْلَة". وفي الباب عن عبد الرَّحمن بن عوف، وابن مسعود، وسَلمَانَ. والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في شهر رمضان (1/526) رقم (1642) . وانظر: تحفة الأشراف (9/373) حديث (12490) . وأخرجه النسائي (4/129) وأحمد (2/230 و285 و425) من طريق أبي قلابة، عن أبي هريرة بنحوه وليس فيه الفقرة الأخيرة. وأخرجه البخاري (3/32) و (4/149) ومسلم (3/121) ، والنسائي (4/126 و127 و128) ، وأحمد (2/281، 357، 378-401) والدارمى (1782) . (3) "قيل" ساقطة من (ك) . (4) "أي": ساقطة من الأصل. (5) الشقين: أي شقّي الحديث: يا باغي الخير، ويا باغي الشر. الحديث: 682 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 البغي، فنقل عن أهل العربية أنَّ أصل البغي في الشر، وأقله ما جاء في طلب الخير، ثم ذكر قوله تعالى: {غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} (1) وقوله: {يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (2) } (3) . والذي وقع في الآيتين هو بمعنى التعدي، وأما الذي في هذا (4) الحديث فمعناه الطلب، والمصدر منه بُغا، وبُغاية، بضم الباء فيهما. قال الجوهري: بغيت الشيء طلبته (5) ". "ولله عتقاءُ من النَّارِ، وذلك كل ليلةٍ". قال العراقي: " الظاهر أنه أراد كل ليلة من ليالي شهر رمضان، ويحتمل أن يراد في كل ليلة من السنة كلها، ويتضاعف ذلك في رمضان ".   (1) سورة البقرة، آية: 173. (2) سورة يونس، آية: 23. (3) عارضة الأحوذي (3/161) . (4) "هذا" ساقطة من (ك) . (5) الصحاح، مادة بغى (6/204) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 226 - [683] "من صام رمضان، وقامه، إيمانًا" (1) ، أي: تصديقًا بأنه فرض عليه حق، وأنه من أركان الإسلام وبما وعد الله عليه من الثواب، والأجر.   (1) (683) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". هذا حديث صحيح. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الصوم، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية، ص (334) رقم (1901) . ومسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح ص (334) رقم (756) . وأبو داود كتاب الصلاة، باب في قيام شهر رمضان (1/436) رقم (1371) . والنسائي: كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان، ثواب من قام رمضان وصامه إيمانًا واحتسابًا (4/157) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1/526) . وأحمد (2/232، 241، 347، 385، 408، 423، 473) . والدارمي (1783) . وانظر: تحفة الأشراف (11/9) حديث (15038) و (11/11) حديث (15051) . الحديث: 683 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 "واحتسابًا" أي: طالبًا للثواب. " غفر له ما تقدم من ذنبه ". زاد أحمد في مسنده: "وما تأخَّر" (1) ، وهو محمول على الصغائر دون الكبائر.   (1) مسند أحمد (2/385) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 227 - [684] "لا تَقدَّموا الشَّهر بيوم، ولا بيومين" (1) إنما هي عن فعل (2) ذلك احتياطًا، لاحتمال أن يكون من رمضان، وهو معنى قول المصنف: "لمعنى رمضان"، وإنما ذكر اليومين لأنه قد يحصل الشك في يومين بحصول الغيم، أو الظلمة في شهرين، أو ثلاثة، فلذلك عقب ذكر اليوم باليومين، والحكمة في النَّهي أن لا يختلط صوم الفرض بصوم نفل قبله ولا بعده، حذرًا ممَّا صنعت النصارى في الزيادة على ما افترض عليهم برأيهم الفاسد.   (1) باب ما جاء لا تتقدموا الشَهر بِصَوْم. (684) عن أبي هريرة، قال: قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تُقَدموا الشَّهرَ بيَومٍ وَلاَ بيَوْمَيْنِ، إِلا أنْ يوَافِقُ ذلك صومًا كان يَصُومُهُ أحَدُكُمْ، صُومُوا لِرُؤيَتِهِ، وَأفْطِرُوا لرُؤيَتِهِ، َ فَإنْ غمَ علَيكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ أفْطِرُوا". وفي الباب عن بعض أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. أخبرنا منصور بن المعتَمِر، عن رِبْعِي بن حِرَاشٍ، عن بعض أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنحو هذا. حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الصوم، باب لا يتقدمنَّ رمضان بصوم يوم ولا يومين -بلفظ آخر- وليس فيه: " فإن غمَّ عليكم " ص (336) رقم (1914) . ومسلم: كتاب الصيام، باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين -بلفظ آخر- ص (459) رقم (1082) . وأبو داود: كتاب الصيام، باب فيمن يصل شعبان برمضان -متطوعًا- (2335) بلفظ آخر. والنسائي: كتاب الصوم، التسهيل في صيام يوم الشك (4/154) بلفظ آخر. وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في النَّهي أن يتقدم رمضان بصوم، إلاَّ من صام صومًا فوافقه (1/528) رقم (1650) . وأحمد (2/234، 281، 347، 408، 438، 477، 497، 513، 521) . والدارمي (1696) . انظر: تحفة الأشراف (11/12) حديث (15057) ، و (11/76) رقم (15406) . (2) "فعل": ساقطة من (ك) . الحديث: 684 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 228 - [686] "عن أبي إسحاق (1) ، عن صلة بن زُفر (2) قال: " كنَّا عند عمار بن ياسر (3) ، فأتى بشاة مصلية فقال: كلُوا، فتنحى بعض (4) القوم، فقال: إنِّي صائم، فقال عمَّار: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (5) . وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس. حديث عمار حديث حسن صحيح. قال العراقي: "جمع الصاغاني (6) في تصنيف له الأحاديث   (1) (ع) عمر بن عبد الله بن عبيد، ويقال علي: ويقال ابن أبي شعيرة الهمداني أبو إسحاق السَّبيعي، بفتح المهملة وكسر الموحدة، ثقة مكثر عابد من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك. التقريب ص (423) رقم (5065) . (2) (ع) صِلة، بكسر أوله وفتح اللام الخفيفة، ابن زُفر بضم الزاي، وفتح الفاء، العبسي، بالموحدة، أبو العلاء أو أبو بكر، الكوفي، تابعي كبير، من الثانية، ثقة، جليل، مات في حدود السبعين. التقريب ص (278) رقم (2952) . (3) (ع) عمار بن ياسر بن عامر العنسي أبو اليقظان حلف بني مخزوم من السابقين الأولين، وكان ممن يعذب في الله، هاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها، ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها، استعمله عمر على الكوفة. قال ابن حجر: وتواترت الأحاديث عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّ عمارًا تقتله الفئة الباغية، وأجمعوا أنه قتل مع علي بصفين سنة سبع وثلاثين من ربيع، وله ثلاث وتسعون سنة. الإصابة (7/64، 65) رقم (5699) ، والتقريب ص (346) رقم (4836) . (4) "بعض" ساقطة من (ك) . (5) باب ما جاء في كراهية صَوْمِ يومِ الشك. (686) عن صِلَةَ بن زُفرَ، قال: كُنا عند عمَّار بن ياسر، فأتى بشَاةِ مَصْلِيةِ، فقال: كُلُوا فتَنَحَّى بَعْضُ القَوْم، فَقَالَ: إني صائِمٌ فقَالَ عمارٌ: من صامَ اليَوْمَ الذَي يَشُك فيه الناسُ، فقد عَصَى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس. حديث عمَّارِ حديث حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب كراهية صوم يوم الشك (1/713) رقم (2334) . النسائي: كتاب الصيام، صيام يوم الشك (4/153) . ابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في صيام يوم الشك (1/527) رقم (1645) . الدارمي (1689) . انظر: تحفة الأشراف (7/475) حديث (10354) . (6) هو الحسين بن محمَّد بن الحسن القرشي العدوي العمري الصاغاني الأصل، الهندي، اللهوري المولد، الإمام المحدث إمام اللغة رضي الدين، أبو الفضائل، الفقيه الحنفي ولد بلاهور في = الحديث: 686 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 الموضوعة، فذكر فيه حديث عمار المذكور، وما أدري! ما وجه الحكم عليه بالوضع؟! فما في إسناده من يتَّهم بالكذب، وكلهم ثقات" قال: "وقد كتبتُ على الكتاب المذكور كراسة في الرد عليه في أحاديث منها: هذا الحديث". قال: "نعم في اتصاله نظر، فقد ذكر المزي في الأطراف: أنه رُوي عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: حُدثت عن صلة بن زفر" (1) لكن جزم البخاري بصحته إلى صلة، فقال في صحيحه: "وقال صلة" (2) وبهذا (3) يقتضي صحته عنده. وقال البيهقي في المعرفة: " إنه إسناد صحيح " (4) .   = صفر سنة سبع وسبعين وخمسمائة، كان إليه المنتهى في معرفة اللسان العربي، له كتاب مجمع البحرين في اللغة، وكتاب العُباب الزاخر في اللغة، وكتاب في الضعفاء وغير ذلك. توفي في شعبان سنة خمسين وستمائة ببغداد ثم نقل إلى مكة فدفن فيها. سير أعلام النبلاء (16/502) . (1) تحفة الأشراف (7/476) . (2) صحيح البخاري كتاب الصوم، باب قول النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطرا. تعليقًا. (3) في (ك) : " وهذا ". (4) معرفة السنن والآثار (3/353) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 229 - [687] "حدثنا مسلم بن الحجاج". قال العراقي: "لم يرو المصنف في كتابه شيئًا عن مسلم صاحب الصحيح إلاَّ هذا الحديث، وهو من رواية الأقران، فإنهما اشتركا في كثير من شيوخهما". "أحصوا هلال شعبان لرمضان" (1) هذا مختصر من حديث،   (1) باب ما جاء في إحصاءِ هِلالِ شعبان لِرَمضَان. (687) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أحْصُوا هِلاَلَ شَعْبانَ لِرَمَضَانَ". حديث أبي هريرة لا نعرفه مثل هذا إلاَّ من حديث أبي معاوية والصحيح ما روي عن محمَّد بن عَمْرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تقدموا شهر رمضان بيوم ولا يومين ". وهكذا روي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو = الحديث: 687 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 حديث، وقد رواه الدارقطني بتمامه، فزاد: "ولا تخلطوا برمضان، إلاَّ أن يوافق ذلك صيامًا كان يصومه أحدكم وصُوموا لرؤيته (1) وأفطروا، فإن غمَّ عليكم، فإنها ليست تغمي عليكم العدة" (2) . قال العراقي: " يحتمل أنَّ المراد أحصوا (3) استهلاله حتى تكملوا العِدة إن غُمَّ عليكم، ويدل عليه الزيادة التي عند الدارقطني. والمراد تراءوا هلال شعبان. وأحصوه ليرتب رمضان عليه بالاستكمال، أو الرؤية (4) ".   = حديث محمَّد بن عمرو والليثي. وانظر تحفة الأشراف (11/21) حديث (15123) . (1) في (ك) : " للرؤية ". (2) الدارقطني (2/162، 163) . (3) في (ك) : "حصو". (4) في (ك) : " بالرؤيه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 230 - [688] "لاَ تَصُومُوا قبل رمضان، صُوموا لرؤيته" (1) .   (1) باب ما جاء أنَّ الصوم لِرُؤْيَةِ الهلاَلِ، والإفطار له. (688) عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تَصوموا قبل رَمَضَان، صُومُوا لِرُؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غيايَةُ فَأَكمِلُوا ثلاثين يَومًا ". وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي بكرة، وابن عمر. حديث ابن عباس حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوي عنْهُ من غير وجْه. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب من قال: فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين (1/711) رقم (2327) . والنسائي: كتاب الصيام، إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم (4/136، 153) . وأحمد (1/226، 258) والدارمي (1690) . وانظر تحفة الأشراف (5/138) حديث (6105) . وأخرجه أحمد (1/327، 371) . ومسلم (3/127) من طريق أبي البختري، عن ابن عباس. وأخرجه مالك (764) من طريق نور بن زيد الديلي، عن ابن عباس. وأحمد (1/221، 367) ، والدارمي (1693) ، والنسائي (4/135) ، والبيهقي (4/207) من طريق محمَّد بن حنين عن ابن عباس. وأخرجه النسائي (4/135) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس. الحديث: 688 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 قال العراقي: " الضمير فى رؤيته: للهلال، وإن كان غير مذكور، ويحتمل أن يعود الضمير على رمضان، فيكون التقدير صوموا لرؤية هلال رمضان على حذف المضاف " (1) . "فإن حالت دوف غيايَة" -بفتح الغين المعجمة، واليائين المثناتين من تحت- وهي السَّحابة، ونحوها. قال العراقي: " هذا هُو المشهور في ضبط هذا الحديث ". وقال ابن العربي: " يجوز أن يجعل بدل الياء الأخيرة باء موحدة؛ لأنه من الغيب، تقديره: ما خفي عليك (2) واستتر، أو (3) نون؛ من الغين: وهو الحجاب " (4) .   (1) النهاية (3/403) وفيه: كل شيء أظل الإنسان من فوق رأسه كالسحابة وغيرها. (2) في (ك) : "عنك".. (3) في الأصل: "و" والصواب ما ذكرته. (4) عارضة الأحوذي (3/165) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 231 - [692] "شَهرا عيد لا ينقصان؛ رمضان، وذو الحجة" (1) قال البزار: " لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث بهذا اللَّفظ إلاَّ أبو بكرة ". قال العراقي: "ونسبة العيد إلى رمضان، وإنما هو في شوال، على طريق المجاز، لكونه مجاورًا له ملاصقًا".   (1) باب ما جاء شهرا عيد لا ينقصان. (692) عن عبد الرَّحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "شَهرا عيدٍ لا ينقصانِ: رمضانُ وذُو الحِجَّةِ". حديث أبي بكرة حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الصوم، باب شهرا عيد لا ينقصان (336) رقم (1912) . ومسلم: كتاب الصيام، باب بيان معنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "شهرا عيد لا ينقصان (462) رقم (1089) . وأبو داود كتاب الصيام، باب الشهر يكون تسعًا وعشرين (1/710) رقم (2323) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في شهري العيد (1/531) رقم (1659) . وانظر: تحفة الأشراف (9/45) حديث (11677) . الحديث: 692 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 232 - [696] "حَسوات" (1) بحاء وسين مهملتين جمع حَسوة -بالفتح-: وهي المرة من الشرب، والحُسوة -بالضم- الجرعة من الشراب بقدر ما تحسى (2) .   (1) باب ما جاء مَا يُستحب عليهِ الإفْطَار. (696) عن أنس بن مالكٍ، قال: كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلي على رُطباتِ، فإن لم تكُنْ رُطبَاتٌ فتمَيْرَاتٍ، فإِنْ لَمْ تكُنْ تُمَيْرَاتٌ، حسَا حسَوَات مِنْ مَاءِ. هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. ْوالحديث أخرجه: أبو داود، كتاب الصيام، باب ما يفطر عليه (1/719) رقم (2356) . وأحمد (3/164) . وانظر: تحفة الأشراف (1/105) حديث (265) . وإرواء الغليل للعلامة الألباني (922) ، والضعيفة له (996) . (2) في (ك) : "يحسى". الحديث: 696 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 233 - [705] "وَلا يَهِيدنَّكم" (1) بفتح أوله، ودال مهملة؛ من هاده يهيده. قال الخطابي: "معناه: لا يمنعكم الأكْلَ السَّاطِعُ المُصعَدُ". قال الخطابي (2) : " سطوعه: ارتفاعه مصعدًا قبل أن يعترض " (3) .   (1) باب ما جاء في بيان الفَجْرِ. (705) عن طَلْقِ بن عَلِي أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: "كلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ يَهِيدَنكمْ الساطعُ المُصْعَدُ، وَكلُوا وَاشْرَبوا حَتَى يَعْتَرِضَ لَكمُ الأَحْمَرُ". وفي الباب عن عدِي بن حاتم، وأبي ذرِّ، وسَمُرَةَ. حديث طَلْقِ بن عَلِى حديثٌ حسَنٌ غرِيبٌ من هذا الوجهِ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب وقت السحور (1/717) رقم (2348) . والنسائي: كتاب الصيام، كيف الفجر (4/148) . وأحمد (4/23) . وانظر: تحفة الأشراف (4/79) حديث (4624) . (2) "لا يمنعكم الأكل، الساطعُ المصعد، قال الخطابي" ساقطة من الأصل. (3) معالم السنن (2/90) رقم (524) . الحديث: 705 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 234 - [708] "تَسحروا فإنَّ في السحور بركة" (1) .   (1) باب ما جاء في فضلِ السحُورِ. (708) عن أنس بن مالك، أن النَبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " تسَحروا فإن في السحُورِ برَكة ". وفي الباب عن أبي هريرة، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله وابن عباس، وعمرو ابن العاص، والعرباض بن سَارِية، وعتبة بن عَبْد وأبي الدَّرداء. = الحديث: 708 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 قال في النِّهاية: "السَّحور -بالفتح- اسم لما (1) يتسحر به من الطعام، والشراب. وبالضم: المصدر. والفعل نفسه، وأكثر ما يروى بالفتح. وقيل: أنَّ الصواب بالضم، لأنه بالفتح الطعام، والبركة والأجر والثواب في الفضل، لا في الطعام" (2) . "أَكْلَة السَّحَرِ" (3) . قال النووي: " ضبطه الجمهور بفتح الهمزة، وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل وإن كثر (4) المأكول فيها، كالغدوة والعشوة " (5) .   = حديث أنس حديث حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ص (464) رقم (1095) . والنسائي: كتاب الصيام، الحث على السحور (4/140) . وأحمد (3/229) وانظر تحفة الأشراف (1/282) حديث (1068) (1/364) حديث (1433) . (1) في (ك) و (ش) : "ما". (2) النهاية (2/346) بدل الفضل الفعل. (3) قال الإمام الترمذي: ورُوي عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "فَضْلُ مَا بينَ صِيَامِنا وَصِيَام أهْل الكِتَاب أكلَةُ السَّحَرِ". جامع الترمذي حديث (708) . وجاء في تحفة الأحوذي وصحيح مسلم وأبي داود والنسائي: " فصل " بالصاد المهملة بدل الضاد المعجمة. (4) في (ك) : "أكثر". (5) شرح صحيح مسلم (7/180) رقم (1096) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 235 - [709] "عن موسى بن عُليٍّ (1) " بضم العين مصغر. "عن أبي قيس (2) " اسمه: (3) عبد الرَّحمن بن ثابت، وليس له عند   (1) (بخ، م، 4) موسى بن علي، بالتصغير، ابن رباح، بموحدة، اللخمي، أبو عبد الرَّحمن المصري، صدوق ربما أخطأ، من السابعة، مات سنة ثلاث وستين ومائة، وله نيف وسبعون. التقريب ص (553) رقم (6994) . (2) (ع) أبو قيس، مولى عمرو بن العاص، اسمه عبد الرَّحمن بن ثابت، وقيل: ابن الحكم، وهو غلط. ثقة، من الثانية، مات قديمًا سنة أربع وخمسين. التقريب ص (667) رقم (8316) . (3) في (ك) : " ابن ". الحديث: 709 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 المصنف إلاَّ هذا الحديث (1) . "كُرَاع الغميم" (2) بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة. "والغميم" بفتح الغين المعجمة وكسر الميم. قال العراقي: " هذا هو المعروف، وأما قول صاحب المشارق (3) : أنه بوجهين؛ هذا وبضم الغين وفتح الميم " فإنه لا يعرف في الرواية   (1) والحديث هو: عن موسى بن عُلَي عن أبيه، عن أبي قبيس -مولى عمرو بن العاص- عن عمرو ابن العاص، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك. وهذا حديث حسن صحيح. وأهل مصر يقولون: موسى بن عَلِي، وأهل العراق يقولون: مُوسَى بن عُلَي. وهو موسى بن عُلَي بن رباح اللخمي. والحديث أخرجه: مسلم، كتاب الصيام، فضل السحور وتأكيد استحبابه ص (464) رقم (1096) ، وأبو داود، كتاب الصيام، باب توكيد السحور (1/716) رقم (2343) ، والنسائي، كتاب الصيام، فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب (4/146) ، وأحمد (4/197، 202) ، والدارمي (1704) ، وانظر: تحفة الأشراف (8/158) رقم (10740) . فائدة: إن كان يعني أبا قيس مولى عمرو بن العاص فله ذلك؛ لأن الترمذي أخرج حديثًا آخر برقم (2779) عن موسى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص، وفيه قال المزي في التُحْفة: " مولَى لعمرو بن العاص -غير مسمى- عن عمرو بن العاص " فلأجل إبهام اسمه في هذا الحديث ترجح أن أبا قيس له فرد حديث عند الترمذي. والله أعلم. (2) باب ما جاء في كراهية الصوم في السفر. (710) عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج إلى مكة عام الفتح، فصام حتَّى بلغ كُراع الغَمِيمِ، وصامَ الناسُ مَعَه، فقِيل لهُ: إن الناسَ قد شق عليهم الصيام، وإن الناس يَنْظُرُون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون إليه، فأفطر بعضهم وصام بعضهم، فبلغه أن ناسًا صاموا، فقال: "أولئك العصاة". وفي الباب عن كعب بن عاصم، وابن عباسٍ وأبي هريرة. حديث جابر، حديثٌ حسن صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية (472) رقم (1114) . والنسائي: كتاب الصيام، باب ما يكره من الصيام في السفر (4/117) . وانظر تحفة الأشراف (2/273) حديث (2597) . (3) المشارق. (2/143) حرف الغين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 أصلاً، وقد جزم في شرح مسلم (1) بالأول، وقال في موضع آخر من المشارق (2) . وقد ضم بعض الشعراء الغين وصغَّره. "والكراع": ما سال من أنف الجبل -وكراع كل شيء طرفه- وهو هنا: جبل [أسود] (3) بطرف وادي الغميم؛ وهو واد أمام (4) عسفان بثمانية أميال. عن معمر بن أبي حُيَيَّة (5) : بضم الحاء المهملة وتكرار المثناة من تحت مصغر، وقد قيل فيه ابن أبي حبيبه وليس له عند المصنف إلاَّْ هذا الحديث. ْ "من مات وعليه صيام شهر، فليطعم عنه -مكانَ؛ كل يوم- مسكينًا" (6) . قال العراقي: " الرواية هنا بالنصب، وكان وجهه إقامة الظرف مقام المفعول، كما يقام الجار والمجرور مكانه (7) .   (1) إكمال المعلم (4/64) . (2) مشارق الأنوار (1/350) حرف الكاف. (3) "أسود" ساقط من الأصل. (4) في (ك) : " وادأم ". (5) (ت) : مَعْمَر، بسكون ثانيه ابن أبي حبيبة، ويقال حُبية بمثناتين تحتانيتين، مصغر، العدوي مولاهم، ثقة، من الخامسة التقريب ص (541) رقم (6808) . (6) باب ما جاء في الكفارةِ. (714) عن ابن عمر، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَنْ مَاتَ وَعلَيه صيَامُ شَهر فَلْيطْعِمْ عَنْهُ مَكَان كُل يَوم مِسْكِينًا". حديث ابن عُمر لا نعرفه مرْفُوعًا إِلا من هذا الوَجْهِ، والصحيح عن ابن عمر موقوف قوله. والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب الصيام، باب من مات وعليه صيام رمضان قد فرط فيه (1/558) رقم (1757) ، وابن عدي في الكامل (1/373) . وانظر: تحفة الأشراف (6/227) حديث (8423) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (113) . (7) في (ك) : " مقامه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وقد قريء: {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } (1) . وفي رواية ابن ماجه، وابن عدي: " مسكين " (2) بالرفع على الصواب.   (1) سورة الجاثية، آية: 14. (2) لكن الطبعة التي بين يدي من الكامل "مسكينًا" والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 236 - [719] "سمعت أبا داود السجزي (1) " (2) . قال العراقي: " يريد أبا داود السجستاني، صاحب السنن، فإنه روى عنه (3) ". قال ابن ماكولا (4) : السجزي نسبة إلى سجستان على غير قياس.   (1) في (ش) : " السجستاني ". (2) باب ما جاء في الصائم يَذْرعه القيءُ. (719) عن عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه عن عطاء بن يَسَار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثلاثٌ لا يُفطرْن الصائم: الحجامة، والقيء، والاحتلام". حديث أبي سعيد الخدري حديثٌ غير محفوظ. سمعتُ أبا داود السجزي يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: أخوه عبد الله بن زيد لا بأس به. وانظر: تحفة الأشراف (3/412) رقم (4182) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (114) . (3) في (ك) : " عنه " مكرر. (4) علي بن هبة بن علي بن جعفر بن علي، أبو نصر، العجلي ثم البغدادي، الأمير الكبير، الحافظ الحجة، صاحب كتاب "الإكمال في مشتبه النسبة" (ت: 475) . السير (14/80) رقم (4371) . الحديث: 719 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 237 - [720] "ذرعه" (1) بالذال المعجمة أي سبقه، وغلبه.   (1) باب ما جاء فيمن اسْتَقاءَ عَمْدًا. (720) عن أبي هريرة، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " مَنْ ذَرَعَهُ القَيءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ استَقَاءَ عَمْدًا فَلْيقضِ ". حديث أبي هريرة حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ من حديث عيسى بن يونس. وقال محمَّدٌ: لا أُرَاهُ مَحفُوظًا. وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا يصحُّ إسْنَادُهُ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب الصائم يستقيء القيء عامدًا (1/725) رقم (2380) . والنسائي في الكبرى، كتاب الصيام، في الصائم يتقيأ (3/317) رقم (3117) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في الصائم يقيء (1/536) رقم (1676) . وأحمد (2/498) . والدارمي (1736) ، انظر: تحفة الأشراف (10/354) حديث = الحديث: 720 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 "استقاء" أي تكلف القيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 238 - [728] "وَكَانَ أملككم لإربهِ" (1) . قال العراقي: " رُوي بكسر الهمَزة وإسكان الراء، وهو الأكثر في الرواية، وممن حكاه عن الأكثرين أبو عبيد (2) والخطابي (3) والقاضي عياض، وقاله (4) في المشارق: " كذا رويناه عن كافة شيوخنا. قالط: وإنما هو لأربه، بفتح الهمزة والراء. ولأريبته؛ أي لحاجة. انتهى (5) . " والإرب " بالكسر العضو، أي: لعضوه. وقيل: المراد: [أو] (6) لعقله، حكاه صاحب المشارق (7) وقيل: "لنفسه"؛ لأنَّ في الموطأ "وأيُّكم أملك لنفسه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" (8) .   = (14542) . (1) باب ما جاء في مُبَاشَرَةِ الصائِمِ. (728) عن عائشة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُقَبلُ وَيُباشِرُ وهُوَ صَائِمٌ، وكان أمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب الصيام، باب بيان أن القُبلة في الصوم ليست محرَّمة على من لم تحرك شهوته ص (467) رقم (1106) . وأبو داود: كتاب الصيام، باب القبلة للصائم (1/725) رقم (2382) . والنسائي في الكبرى، كتاب الصيام، ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران الأعمش فيه (3/307) رقم (3088) . وأحمد (6/42) . انظر: تحفة الأشراف (11/359) حديث (15950) . وأخرجه البخاري (3/38) ، ومسلم (3/135) ، والنسائي في الكبرى رقم (3084، 3085، 3086) من طريق الأسود -وحده- عن عائشة بنحوه. وأخرجه مسلم (3/30) والنسائي في الكبرى رقم (3082، 3083) من طريق علقمة -وحده- عن عائشة بنحوه. وأحمد (6/40، 174، 201، 226) . (2) غريب الحديث لأبي عبيد (4/336، 337) . (3) الخطابي غريب الحديث (3/223) . (4) في (ك) : " وقال " وهو الصواب. (5) مشارق الأنوار (1/26) . (6) "أو": ساقطة من الأصل. (7) مشارق الأنوار (1/26) . (8) الموطأ (2/165) شرح الزرقاني. الحديث: 728 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 239 - [730] "من لم يُجْمِعِ الصِّيام" (1) بضم أوله، وسكون الجيم، وكسر الميم. قال الخطابي: " الإجماع، إحكام النية والعزيمة، يقال: أجمعت الرأي، وأزمعته، وعزمت عليه، بمعنى " (2) .   (1) باب ما جاء لاَ صِيام لِمَنْ لَم يَعْزِمْ من الليل. (730) عن حَفْصَةَ، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَمْ يُجْمع الصيام قَبلَ الفَجْرِ، فلاَ صِيَامَ لَهُ". حديث حفْصَةَ، حديثٌ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلا مِنْ هَذَا الوَجْهِ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب النية في الصيام (1/744) رقم (2454) . والنسائي: كتاب الصيام، النية في الصيام، ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في ذلك (4/196، 197) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في فرض الصوم من الليل والخيار في الصوم (1/542) رقم (1700) . وأحمد (6/287) والدارمي (1705) ، انظر: تحفة الأشراف (11/284) حديث (15802) . (2) معالم السنن (2/114) . الحديث: 730 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 240 - [731] "عن سِماك بن حرب (1) عن [ابن] (2) أم هانيء (3) " في رواية البيهقي في السنن، عن هارون بن أم هانيء (4) . "وفي المعرفة: عن سماك، قال: أخبرني ابن أم هانيء، قال شعبة: فلقيت أنا أفضلهُمْ جعْدَة (5) ، فقلت له (6) : أسَمِعته أنت من أم هانيء قال: أخبرني أهلُنا، وأبو صالح مولى أم هانيء.   (1) (خت، م، ع) سِماك، بكسر أوله وتخفيف الميم، ابن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البَكْرِي، الكوفي، أبو المغيرة صدوق وفي روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرَة فكان ربما تَلَقْن، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. التقريب ص (255) رقم (2624) . (2) "ابن": ساقطة من الأصل. (3) (س) : هارون، من ولد أم هانيء، مجهول، من الثالثة. التقريب ص (570) رقم (7251) . (4) سنن البيهقي (2/278) . (5) في الأصل: "بعد" والصواب: "جعْدَة". (ت، س) جعدة المخزومي، من ولد أم هانيء قيل: هو ابن يحيى بن جَعْدَة بن هبيرة، وهو مقبول، من السادسة. التقريب ص (139) رقم (929) . (6) "له": ساقطة من (ك) . الحديث: 731 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 "عن أم هانيء قال: أَمِنْ قَضاء ... إلى آخره" (1) . أخرجه البيهقي في المعرفة من وجه آخر بلفظ، قال: " إن كان قضاء من رمضان، فصومي يومًا (2) مكانه، وإن كان تطوعًا، فإن شئتِ فاقضي، وإن شئت فلا تقضي " (3) ، ثم قال: وليس هذا باختلاف في الحديث. فقد يكون قال جميع ذلك، فنقل كلُّ واحد منهم ما حفظ.   (1) باب ما جاء في إفطار الصائِم المُتَطوعِ. (731) عن أُمَ هَانِيءٍ، قالت: كُنْتُ قَاعِدَة عِنْدَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأتِيَ بشرَاب فَشَربَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلنِي فشربْتُ منْهُ، فقلتُ: إنِّي أَذْنَبْتُ فَاسْتَغْفِرْ لِي، فقال: "وما ذَاك"؛ قالتَ: كنْتُ صَائِمَةً فَأَفْطَرْتُ، فقَالَ: "أمِنَ قَضَاءٍ كنْتِ تَقْضيْنه؟ " قالت: لا، قال: "فَلاَ يَضُرُّكِ" وفي الباب عن أبي سعيدٍ، وعائشة. والحديث أخرجه: أحمد (6/343، 424) ، والدارمي (1742) . والنسائي في السنن الكبرى، كتاب الصيام، الرخصة للصائم المتطوع، أن يفطر (2/250) رقم (3304) . انظر: تحفة الأشراف (12/456) حديث (18015) . وأخرجه أحمد (6/424) والنسائي في الكبرى، كما في التحفة (12/249) حديث (17997) من طريق أبي صالح عن أم هاني. وأخرجه أحمد (6/342) من طريق رجل، عن أم هاني. وأخرجه أبو داود (3456) والدارمي (1743) من طريق عبد الله بن الحارث، عن أم هاني. وأخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة (12/457) حديث (18017) من طريق يحيى بن جعدة عن أم هاني. (2) "يومًا" ساقطة من (ك) . (3) معرفة السنن (3/421) رقم (2564) من طريق سماك عن هارون عن أم هاني عن زوج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 241 - [742] "يصومُ من غُرَّةِ كلِّ شَهْرٍ" (1) . قال العراقي: "يحتمل أن يراد بغرة الشهر أوله وأن يراد الأيام الغر   (1) باب ما جاء في صَوْمِ يَوْمِ الجُمُعَةِ. (742) عن عبد الله، قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ مِنْ غُرةِ كُل شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيامٍ، وَقَل مَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وفي الباب عن ابنُ عُمر، وأبي هريرة. حديث عبد الله حديثٌ حسنٌ غريبٌ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب النهي أن يُخص يوم الجمعة بصوم (1/736) رقم (2450) . والنسائي: الصوم، باب صوم النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (4/204) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب في صيام يوم الجمعة (1/549) رقم (1725) . وأحمد (1/406) ، انظر: تحفة الأشراف (7/23) حديث (9206) . الحديث: 742 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 وهي البيض". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 242 - [744] "لحاء" (1) -بكسراللام، وبالحاء المهملة، والمدّ- قشر الشجرة، فليمضغه؛ وبضم الضاد المعجمة وفتحها (2) لغتان. وفي رواية ابن ماجه، فليمصه.   (1) باب ما جاء في كراهية صومِ يَوْمِ السَّبْتِ. (744) عن عبد الله بن بسر، عن أخته، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " لاَ تَصُومُوا يَوْمَ السبْتِ إلاَّ فِيْمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ، فإن لَمْ يَجِدْ أحَدُكُمْ إلاَّ لِحَاءَ عِنبه أو عُود شَجَرَةٍ، فَلْيَمضُغْهُ ". هذا حديثٌ حسن. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب النَّهي أن يخص يوم السَّبت بصوم (1/736) رقم (2421) . والنسائي في الكبرى، كتاب الصيام، ذكر الاختلاف على ثور بن يزيد (3/210) رقم (2776) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في صيام يوم السبت (1/550) رقم (1726) . وأحمد (6/368) والدارمي (1756) ، وانظر: تحفة الأشراف (4/293) حديث (5191) ، من طريق خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر مرفوعًا. وأخرجه أحمد (4/189) ، من طريق يحيى بن حسان، عن عبد الله بن بسر، بنحوه. وأخرجه أحمد (4/189) ، والنسائي في الكبرى، كما في تحفة الأشراف (4/293) حديث (5190) . هذا الحديث أعله غير واحد من أهل العلم. قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/18) : ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به. قال العلامة ابن مفلح المقدسي في الفروع (3/123، 124) : قال الأثرم: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: قد جاء حديث الصماء، وكان يحيى بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به، قال الأثرم: وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أنَّ الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر، منها حديث أم سلمة. ونقل الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/216) عن مالك: هذا كذب. وقال أبو داود في سننه (2421) : هذا حديث منسوخ. (2) في (ش) : "وفيها". الحديث: 744 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 243 - [756] "عن عائشة قالت: " ما رأيتُ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صائمًا في العشر (1) قط " (2) .   (1) قال النووي: المراد بالعشر هنا؛ الأيام التسعة من أول ذي الحجة. صحيح مسلم بشرح النووي (8/71) . (2) باب ما جاء في صِيَام العَشْرِ. (756) عن عائشة، قالت: ما رَأَيْتُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَائِمًا في العَشْرِ قَط. هكذا روى غير واحد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وروى = الحديث: 756 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 قال العراقي: " جاء في حديث آخر إثبات صومه فيه، روى أبو داود، والنسائي عن بعض (1) أزواج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالت: "كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (2) يصوم تسع ذي الحجَّة، ويوم عاشوراء" (3) . قال البيهقي بعد تخريج الحديثين "والمثبتُ أولى من النَّافي" (4) .   = الثوريُّ وغيره هذا الحديث عن منصور عن إبراهيم؛ "أنَ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يُرَ صَائِمًا في العشر". وروي أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عائشة، ولم يَذْكُرْ فيه عن الأسود، وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوْصلُ إسنادًا. سمعت أبا بكر محمَّد بن أبانٍ يقول: سمعتُ وَكيعًا يقول: الأعمشُ، أحفظُ لإسنادِ إبراهيم من مَنْصُورٍ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب الاعتكاف، باب صوم عشر ذي الحجة ص (500) رقم (1176) . وأبو داود: كتاب الصيام، باب في فطر العشر (1/741) رقم (2439) . والنسائي في الكبرى، كتاب الصيام، صيام العشر والعمل فيه (3/243) رقم (2885) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب صيام العشر (1/550) رقم (1729) . وأحمد (6/42، 124، 190) . وانظر: تحفة الأشراف (11/358) حديث (15949) . (1) قال محقق "جامع الأصول" لابن الأثير: قال الحافظ المنذري في مختصر سنن أبي داود: واختلف على هنيدة بن خالد في إسناده. فروي عنه كما أوردناه؛ أي بلفظ: عن بعض أزواج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ورُوي عنه عن حفصة زوج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ورُوي عنه عن أمه عن أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. جامع الأصول (6/320) . (2) "قالت": " كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " ساقطة من (ك) . (3) سنن أبي داود: كتاب الصيام، باب في صوم العشر (1/741) رقم (2437) . سنن النسائي: كتاب الصيام، باب: كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر (4/221) . (4) السنن الكبرى للبيهقي (4/285) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 244 - [764] "والصَّدوم جنَّة" (1) بضم الجيم، أي: سِتْر من النَّار.   (1) باب ما جاء في فَضْلِ الصومِ. (764) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن رَبكمْ يقُولُ؛ كُل حَسَنَةٍ بعَشْرِ أمْثَالِهَا إلَى سَبعِ مَائةِ ضِعْفٍ، وَالصومُ لِي وَأنَا أجْزِي بهِ، والصوْم جُنة مِن النارِ، وَلَخَلُوفُ فم الصائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ من رِيحِ المِسْكِ، وَإنْ جَهِلَ عَلَى أحدِكُمْ جَاهِل وَهوَ صَائِم، فَليقلْ: إني صائِم". وفي الباب عن معاذ بن جبل، وسهل بن سعد، وكعب بن عُجرةَ، وسَلاَمة بن قَيصر، وبَشِيرِ بن الخَصَاصِيةِ، واسْمُ بَشِيرٍ: زَحْمُ بْنُ مَعْبَدِ، والخَصَاصِيةُ هِي: أمه. = الحديث: 764 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 "ولخلوف فم الصائم" بضم الخاء لا غير، هذا هو المعروف في كتب اللغة، والحديث، ولم يحْكِ (1) صاحب المحكم (2) والصحاح (3) غيره. قال القاضي عياض: "وكثير من الشيوخ يروونه بفتحها" (4) . قال الخطابي: " وهو خطأ، والمراد به: تغير طعم الفم وريحه؛ لتأخر الطعام " (5) . "أَطيب عند الله من ريح المسك". قال الداودي: "معناه أنه يثاب على الخلوف ما لا يثاب على رائحة المسك إذا تطيب للصلاة يوم الجمعة" (6) . وقال النووي: " كأنه (7) أصح ما قيل في معنى الحديث " (8) . واسم   = وحديثُ أبي هريرة حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ. والحديث أخرجه: أحمد (2/414) . وانظر: تحفة الأشراف (10/4) حديث (13097) . وأخرجه أحمد (2/503) ، والدارمي (1777) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة بنحوه. وأخرجه أحمد (2/306، 462، 504) من طريق سعيد بن ميناء، عن أبي هريرة بنحوه، مختصرًا. وأخرجه أحمد (2/257) من طريق موسى ابن يسار، عن أبي هريرة بنحوه مختصرًا. وأخرجه أحمد (2/313) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة بنحوه مختصرًا. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري: كتاب الصوم، باب فضل الصوم ص (333) رقم (1894) من طريق الأعرج عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم: كتاب الصيام، باب فضل الصوم، ص (485) رقم (1151) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. النسائي: كتاب الصيام، فضل الصيام (4/162) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. ابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في فضل الصيام (1/525) رقم (1638) . (1) في (ش) : "يجد". (2) المحكم لابن سيده (5/202) . (3) صحاح الجوهري (4/58) . (4) إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/111) . (5) غريب الحدث (3/239) . (6) انظر شرح مسلم للنووي (8/28) باب فضل الصيام. (7) في (ك) : " إنه ". (8) لم يقل النووي: " كأنه الأصح " بل قال: " والأصح ما قاله الداودي " شرح مسلم للنووي = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 بشير (1) ، زحم؛ أي كان اسمه في الجاهلية زحمًا، فهاجر إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال له: "ما اسمك، قال: زحم، قال: بل أنت بشير" (2) رواه أبو داود (3) .   = (8/26) باب فضل الصيام، وهو ما أثبته السيوطي في شرحه على النسائي، فقال: وقال الداودي وجماعة: المعنى أنَّ الخلوف أكثر ثوابًا من المسك المندوب إليه في الجُمع ومجالس الذكر. ورجح النووي هذا الأخير (4/162) . (1) (بخ، د، س، ق) بشير بن معبد، وقيل: ابن زيد بن معبد السدوسي، المعروف بابن الخَصَاصِية، بمعجمة مفتوحة وصادين مهملتين بعد الثانية تحتانية، صحابي جليل، التقريب ص (125) رقم (722) ، الإصابة (1/263) رقم (701) . قال ابن حجر في الإصابة: "بشير ابن معبد، ويقال: ابن نذير بن معبد". وقال في تهذيب التهذيب: " بشير بن معبد، وقيل: ابن زيد بن معبد، وقيل: ابن شراحيل ". التهذيب (1/410) رقم (866) . (2) الإصابة (1/263) رقم (701) . (3) كتاب الجنائز، باب المشي بين القبور في النعل (2/236) رقم (3230) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 245 - [770] "أفضل الصوم صوم أخي داود" (1) . قال الشيخ عز الدِّين بن عبد السلام في فتاويه: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعبد الله بن عمرو بن العاص: " لا أفضل من ذلك " معناه: لا أفضل لك من ذلك؛ لأنه قال له في الحديث: "فإنك إذا فعلت ذلك، (2)   (1) باب ما جاء في سَرْدِ الصومِ. (770) عن عبد الله بن عمرِو، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أفضلُ الصومِ صَوْمُ أخِي دَاوُدَ، كان يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلاَ يَفِرُّ إذَا لاَقَى". هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الصوم، باب صوم داود عليه السلام (347) رقم (1979) . ومسلم: كتاب الصيام، باب النَّهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقًّا أو لم يفطر العيدين والتشريق، وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم (488) رقم (1159) عن ابن أبي شيبة عن سفيان. والنسائي: كتاب الصيام، صوم يوم وإفطار يوم وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين في ذلك لخبر عبد الله بن عمرو فيه (4/209) . والكبرى (3/191) رقم (2718) . وابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في صيام داود عليه السلام (1/546) رقم (1706) . وأبو داود: كتاب الصيام، باب في صوم يوم وفطر يوم (1/743) من طريق عمرو بن أوس. وأحمد (2/164، 188، 190، 212) . انظر: تحفة الأشراف (6/294) حديث (8635) . (2) في رواية مسلم: " ... هَجَمَتْ له العين، ونَهِكَتْ ... " ص (490) رقم (187) ، وفي رواية = الحديث: 770 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 نبهت (1) نفسك وغارت عينك" ولأنَّ أكثر الصحابة رضي الله عنهم ما يسألون عن أفضل الأعمال إلاَّ ليختاروه لأنفسهم، فكأنه قال: أيُّ الصوم أفضل لي؟ وقد سئل (2) أي الأعمال أفضل؛ فقال: " الجهاد في سبيل الله " (3) وسأله آخر، أي: الأعمال أفضل؛ فقال: " بر الوالدين " (4) وسأله آخر، فقال: "الصلاة على أول وقتها" (5) لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهم من كل أحد أن (6) يسأل عن أي أعماله أفضل (7) ؟ فأجابه على ما فهم من قصده، فكأنَّ كل واحد منهم يسأل عن أي الأعمال أفضل في حقي؛ فأجابه (8) على ما فهم منه. وهذا لفظ عام ورد على سبب خاص، واقترن به ما يدل   = له: " ... هجَمت عيناك، ونَفِهَتْ نَفسك ... " ص (491) رقم (188) . قال النووي: " هجمت له العين ونَهِكَت ": معنى هجمت، غارتْ، ونهِكت العين، ضعُفَتْ. ْوقال: قوله: " وَنَفِهَتِ النَفس " أي: أعْيَتْ، شرح مسلم للنووي (8/45، 46) . وفي رواية للبخاري: " ... هَجَمَتْ له العين، ونفِهَت له النفس ... " ص (347) رقم (1979) . قال السيوطي: " ونَفِهت " بالفاء، أي: " كَلتْ " التوشيح (4/1463) رقم (1979) . وقال ابن الأثير: " ... نَفِهَتْ ... " أي: أعيت وكلتْ. النهاية (5/100) . "نفه": فيه "هجمت له العين، ونَفِهت له النَّفس" أي: أَعْيَتْ وَكَلَّتْ. ملاحظة: مما سبق يتبيَّن أن لفظ "نبهت" لا يؤدي المعنى، إذ معنى "نبه": "شرف واشتهر". انظر: المعجم الوسيط، مادة "نبه" (2/899) ، على عكس ما ورد في بقية الروايات وشروحها، فاللائق إذن إثباتها "نفِهت" ليتم معناها مع لاحقتها. والله أعلم. (1) في (ك) : " نقهت ". (2) في (ك) : " سأله ". (3) رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي من حديث أبي ذرٍّ. كما في التحفة (9/195) رقم (12004) . (4) رواه أبو داود في الصلاة رقم (426) عن أم فروة، والترمذي رقم (170) . (5) رواه الترمذي برقم (173) والبخاري رقم (527) ، ومسلم (139) عن ابن مسعود. (6) في (ش) : " أنه ". (7) "فقال: " بر الوالدين " إلى "فهم من كل أحد أن يسأل عن أي أعماله أفضل". ساقط في (ك) . (8) في (ش) : " فأجاب ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 قصده (1) على سببه وكذلك قوله: "أفضل الصيام صوم أخي داود" محمول على من يسأل (2) : أي غَبُّ الصوم وتفريقه أفضل، ويجب أن يحمل على ما ذكرته؛ توفيقًا بين الأحاديث على حسب الإمكان، مع ما ذكرته من القرائن الدالة على أنهم ما سألوا عن الأفضل إلاَّ ليختاروه لأنفسهم" (3) انتهى.   (1) "قصده" ساقطة من (ك) . (2) في (ك) : " مَا لم يسْأل ". (3) فتاوى العز بن عبد السلام ص (441، 443) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 246 - [773] "عن عقبة بن عامرٍ (1) قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَوم عَرفَة، ويوم النَّحرِ، وأيام التَّشريق عِيدنَا أَهلَ (2) الإِسْلاَمِ" (3) . قال العراقي: " هكذا [هو] (4) في جميع نسخ الترمذي، وكذا هو عند من رواه من أصحاب السنن وغيرهم ". "يوم عرفة، ويوم النَّحر" قال ابن عبد البر في التمهيد: "لا يوجد ذكر يوم (5) عرفة في غير   (1) (ع) عقبة بن عامر الجهني، صحابي مشهور، اختلف في كنيته على سبعة أقوال: أشهرها أنه أبو حماد، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيهًا فاضلاً، مات في قرب الستين. التقريب ص (395) رقم (4641) والإصابة (7/21) رقم (5594) . (2) "أهل": ساقطة من (ك) . (3) باب ما جاء فيِ كراهية الصَّوم فِي أيام التشريق. (773) عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يوم عرَفة، ويوم النحر وأيام التشريق عِيدُنا، أهل الإسلام، وهي أيَّام أكْلٍ وشُرْب". وفي الباب عن علي، وسعد، وأبي هريرة، وجابر، ونُبَيشَة، وبِشْرٍ ابن سُحَيمٍ وعبد الله ابن حذافة، وأنس، وحمزة بن عَمرِو الأسلمي، وكعب بن مالكِ، وعائشة، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عَمْرِو. وحديث عقبة بن عامر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الصيام، باب صيام أيام التشريق (1/735) رقم (2419) . والنسائي كتاب مناسك الحج، النهي عن صوم يوم عرفة (5/252) . وأحمد (4/152) والدارمي (1771) . وانظر: تحفة الأشراف (7/313) حديث (9941) . (4) "هو" ساقطة من الأصل. (5) "يوم" ساقطة من (ك) . الحديث: 773 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 هذا الحديث" (1) . قال العراقي: " وفيه إشكال حيث قال: " وهي أيام أكل وشرب " ويوم عرفة ليس كذلك، قال: والجواب عنه من وجهين: "أحدهما: أنه يعود على أيام (2) التشريق فقط، أو عليها مع يوم النحر، دون يوم عرفة. والثاني: لعله قاله في حجة الوداع، أو قاله في حق الحاج، لأنَّ الأفضل في حقه الإفطار يوم عرفة، وأما تسميته عيدًا فلا مانع منه". وقوله: " أهل الإسلام " منصوب على الاختصاص (3) .   (1) (9/78) . (2) "أيام" ساقط في (ش) . (3) الاختصاص: هو أن يذكر اسم ظاهر بعد ضمير، غير غائب؛ لبيان المقصود منه، نحو: نحن معاشر الأنبياء لا نُورث؛ أي: أخص معاشر الأنبياء. فمعاشر: منصوب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبًا تقديره: أَخُصُّ. انظر: قواعد اللغة العربية، حفني ناصف، محمَّد دياب ص (229) شرح طه الدرة. والنحو الوافي، عباس حسن (4/118) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 247 - [778] "إنِّي لست كأحدكم إنَّ ربِّي يطعمني ويسقيني " (1) . اختلف في تأويله على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه على ظاهره، وأنه يؤتى بطعام وشراب من الجنَّة،   (1) باب ما جاء في كرَاهِيَةِ الوِصَالِ لِلصائِمِ. (778) عن أنس، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لاَ تُوَاصِلُوا" قالوا: فَإِنكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ الله! قال: " إنِّي لَسْتُ كأَحَدِكُمْ إنَّ رَبيِّ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي ". وفي الباب عن علِي، وأبي هريرة، وعائشة، وابن عمر، وجابر وأبي سعيد، وبشير بن الخَصاصِيةِ. حديث أنس حديث حسنٌ صحيح. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الصوم، باب الوصال ومن قال ليس في الليل صيام (344) رقم (1961) . وأحمد (3/170، 173، 202، 218، 235، 247، 276، 289) والدارمي (1711) . وانظر: تحفة الأشراف (1/317) حديث (1215) . وأخرجه البخاري (9/106) ، ومسلم (3/34) ، وأحمد (3/124، 200، 253) من طريق ثابت، عن أنس. الحديث: 778 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 وطعام الجنَّة لا يُفطِّر. والثاني: أنَّ الله تعالى (1) يخلق فيه من الشبع، والرِيِّ ما يُغنيه عن الطعام، والشراب. والثالث: أنَّ الله يحفظ عليه قوته من غير طعام ولا شراب، كما يحفظها بالطعام والشراب، فعُبِّر بالطعام والشراب عن فائدتهما؛ وهي القوة (2) ، وعليه اقتصر ابن العربي (3) . وقال الشيخ عز الدِّين ابن عبد السلام في أماليه: " للعلماء فيه مذهبان. قال بعضهم: المراد الإطعام والسقي الحقيقي، فكأنه يقول: أنا لا أواصل فإنَّ الله (4) يطعمني من غير طعام الدنيا. وقيل: بل المراد ما يَرِدُ عليه من المعارف والمواهب فإنها تَقُوت النَّفس كما يقوتها الطعام، فأطلق عليه الإطعام والسقي من مجاز التشبيه، وعلى هذا الأكثر، انتهى ". وفي الدرر الفريدة للعلامة شمس الدِّين ابن الصائغ (5) ما نصه ومنْ خطه نقَلْتُ: "هذا [عن] (6) طعام الأرواح وشرابها، وما يفيض عليها من أنواع البهجة. لها أحاديث من ذكراك يشغلها ... عن الشراب ويلهيها عن الزَّاد   (1) "تعالى" ساقطة من (ك) . (2) "القُوة": ساقطة من (ك) . (3) عارضة الأحوذي (3/241) . (4) في (ش) : " الله سبحانه ". (5) محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمردي، أبو عبد الله شمس الدين، المعروف بابن الصائغ النحوي الفقيه، من مصنفاته: شرح مشارق الأنوار في الحديث. (ت: 776 هـ) . حسن المحاضرة (1/391) رقم (41) . (6) "عن": ساقطة من الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 لها بوجهك نور تستضيء به ... ومن حديثك في أعقابها حاد ومن قال يأكل ويشرب [حقيقة] (1) غلط لوجوه. أحدها: قوله في بعض الروايات: أظل. الثاني: أنهم لما قالوا له: إنَّك تواصل، قال: إنِّي لست كأحدكم، ولو كان كما قيل، لقال: وأنا لا أواصل. الثالث: إنه لو كان كذلك لم يصح الجواب بالفارق، فكان (2) يقول (3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهم (4) مستويين فلا يصح النفي". انتهى. "الغنيمة الباردة" (5) . قال العراقي: " هذا مثل من أمثال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد ذكر في الأمثال أبو الشيخ بن حيان (6) ، وأبو عروبة الحراني (7) وغيرهما: الصوم في الشتاء شبهه بها بجامع أنَّ كلاً منهما حصول نفع بلا جهد ومشقة، والغنيمة الباردة، هي التي تحصل (8) بلا حرب شديد، ولا مشقة، ويعبرون عن   (1) "حقيقة": ساقطة من الأصل، وفي (ش) . (2) في (ك) : " يكون ". (3) "يقول": ساقطة من (ك) . (4) "وهم": ساقطة من (ك) . (5) باب ما جاء في الصَّوم في الشَتاءِ (797) عن عامر بن مسْعُودِ عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الغَنِيْمَةُ البارِدَة الصَّومُ فِي الشِّتَاءِ". هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي، الذي روى عنه شعبة، والثوري. والحديث أخرجه: أحمد (4/335) . وتحفة الأشراف (4/233) حديث (5049) . (6) هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو محمد، المعروف بأبي الشيخ. قال الخطيب: كان حافظًا ثبتًا، متقنًا. (ت: 369 هـ) . السير (12/369) رقم (3394) . (7) الحسين بن محمد بن أبي معشر السلمي الجزري الحراني، أبو عروبة، محدث حافظ، مؤرخ، من مصنفاته: تاريخ الجزيرتين، والمنتقى من كتاب الطبقات. (ت: 318 هـ) . معجم المؤلفين (1/643) رقم (4850) . (8) في (ك) : " حصلت ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 شدة الحرب بكونها حميت، ومنه "الآن حمي الوطيس" (1) .   (1) الوطيس: التَّنور، ويقال: حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب، الصحاح (3/172) مادة وطس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 249 - [801] "تحفة الصَّائِم؛ الدُّهن (1) والمِجْمَرُ" (2) . قال في النِّهاية: "يعني أنه يذهب عنه مشقة الصوم، وشدته، والتحفة: طُرفة الفاكهة؛ وقد تفتح (3) الحاء، والجمع تحف، ثم تستعمل في غير الفاكهة من الألطاف. قال الأزهري (4) : أصل تحفة، وُحفة فأبدلت الواو تاء" (5) .   (1) "الدهن": ساقطة من (ك) . (2) باب ما جاء في تحفة الصائم. (801) عن الحسن بن عَلِي، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تُحفةُ الصائِمِ الدُهْنُ وَالمِجْمَرُ". هذا حديثٌ غريبٌ، ليس إسنادُهُ بذَاك، لا نَعْرِفُهُ إلاَّ من حدِيثِ سعد بن طريف، وسعدُ ابن طريف يُضَعفُ، ويقال: عُمَيْرُ بن مَأمُومِ أيضًا. وانظر: تحفة الأشراف (3/64) حديث (3406) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (131) . (3) في (ك) : " يفتح ". (4) محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة، أبو منصور، الأزهري الهروي، اللغوي الشافعي، صاحب كتاب "تهذيب اللغة". (ت: 370 هـ) . السير (12/395) رقم (3420) . (5) النهاية (1/182) ، وتهذيب اللغة (4/445) . الحديث: 801 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 " أبواب الحج " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 250 - [809] "ولا فارًا بخَربَةٍ" (1) اختلف في ضبطها ومعناها، فالمشهور بفتح الخاء المعجمة، وإسكان الراء بعدها باء موحدة، وقد حكى المصنف فيها بضم الخاء. قال القاضي عياض: "وأراه وهمًا" (2) . قال ابن العربي: "وفي بعض الروايات بكسر الخاء، وزاي ساكنة بعدها مثناة تحتية" (3) أي بشيء يخزى منه، أي يستحيى، وعلى الأول   (1) باب ما جاء في حُرْمَةِ مَكَّةَ. (809) عن أبي شريع العدَوِي، أنه قال لعمرو بن سعيد -وهو يبعث البعوث إلى مكة- إئذن لي أيُّها الأمير أُحَدِّثكَ قولاً قامَ به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الغَدَ مِنَ يَوم الفَتحِ، سَمِعَتْهُ أُذنَايَ ووَعَاهُ قَلْبِي وأبصرته عيْنَايَ حِيْنَ تَكَلمَ بِهِ: أنهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عليه، ثم قال: " إِنَّ مَكَّةَ حرَّمَهَا اللهُ ولم يحرمْهُا الناس، ولا يحل لامريءٍ يُؤْمنُ باللهِ واليوم الآخر أن يَسفكَ فيها دمًا أوْ يَعضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فإنْ أحَدٌ تَرَخصَ بقتَالِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيَها، فَقُولُوا لهُ: إنَّ الله أَذِنَ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَأذَنْ لَكَ، وَإنمَا أذِنَ لِي فيه ساعة من النهار، وقد عادتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْس، وَلْيُبْلَغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ " فقيل لأبي شُرَيح: ما قالَ لَكَ عَمْرو؟ قال: أنا أعْلَمُ مِنْكَ بِذَلك يا أبا شُريح! إنَ الحرَمَ لاَ يُعِيذُ عاصيًا ولا فارًّا، بدَمٍ ولاَ فارًّا بِخَرْبَةِ. ويُرْوَى ولا فَارًّا بخِزْيَةٍ. وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس. حديث أبي شريح؛ حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب جزاء الصيد، باب لا يعضد شجر الحرم ص (323) رقم (1832) . ومسلم: كتاب الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلاَّ لمنشد على الدوام ص (581) رقم (1354) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب تحريم حرم مكة (1/616) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، تحريم القتال فيه (5/204) . وأحمد (4/31، 32، 384، 385) . وانظر: تحفة الأشراف (9/225) حديث (12057) . (2) بل قال: ضبطه الأصيلي بضم الخاء، وضبطه غيره بفتحها ... وكُل صواب. مشارق الأنوار (1/361) مادة: خرب. (3) عارضة الأحوذي (4/22) . الحديث: 809 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 هي السرقة، وقيل: الخيانة، وقيل: الفساد في الدِّين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 251 - [810] "تابعوا بين الحج والعمرة" (1) ؛ أي: أتبعوا أحدهما الآخر.   (1) باب ما جاء في ثواب الحج والعُمْرَةِ. (810) عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَابعُوا بينَ الحَج والعُمرَةِ، فَإنهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوب، كمَا يَنْفِي الكِيْرُ خَبَثَ الحَديد والذهبِ والفَضةِ، وَلَيْس لِلْحَجةِ المَبرورة ثَوَاب إلاَّ الجَنة". وفي الباب عن عُمر، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وعبد الله بت حُبْشِي وَأُمَ سَلَمَةَ، وَجَابِرٍ. حديث ابن مسعود حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، غريبٌ من حديث ابن مسعود. وفي التحفة: " حسن غريب ". والحديث أخرجه: النسائي: كتاب مناسك الحج، فضل المتابعة بين الحج والعمرة (5/115) . وأحمد (1/387) وأبو يعلى (4976) (5236) والطبري في تفسيره (3956) وابن خزيمة (2512) والعقيلي في الضعفاء (2/124) والشاشي (587) . والطبراني في الكبير (10406) وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/110) . والبغوي (1843) . وانظر: تحفة الأشراف (7/4) حديث (9274) . الحديث: 810 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 252 - [812] "حدثنا محمَّد بن يحيى القُطَعِي (1) ثنا مسلم بن إبراهيم (2) ثنا هلال بن عبد الله (3) مولى ربيعة بن عمر بن أسلم الباهلي، ثنا أبو إسحاق الهمداني (4) ، عن الحارث (5) عن علي، قال:   (1) (م، د، ت، س) محمَّد بن يحيى بن أبي حزم بفتح المهملة وسكون الزاي القُطَعِي، بضم القاف وفتح المهملة البصري، صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. التقريب ص (512) رقم (6382) . في الأصل: " الفطي " وفي (ك) : " القطيعي ". (2) (ع) مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، بالفاء، أبو عمرو البصري ثقة مأمون مكثر عَمِيَ بأخرة من صغار التاسعة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وهو أكبر شيخ لأبي داود. التقريب ص (529) رقم (6616) . (3) (ت) هلال بن عبد الله الباهلي مولاهم، أبو هاشم البصري، متروك، من السابعة. التقريب ص (576) رقم (7343) . (4) هو أبو إسحاق السبيعي، سبقت ترجمته ص (127) . (5) (أخرج له الأربعة) الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، الحوتي، الكوفي، أبو زهير، صاحب = الحديث: 812 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من ملك زادًا تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًّا، أو (1) نصرانيًّا" (2) هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (3) . وقال القاضي عز الدِّين بن جماعة (4) : " لا التفات إلى قول (5) ابن الجوزي أنه موضوع، وكيف يصفه بالوضع وقد أخرجه الترمذي في جامعه، وقال: إنَّ كل حديث في كتابه معمول به إلاَّ حديثين. قال: والحديث مؤوَّل إما على من يستحل تركه، أو لا يعتقد وجوبه ". وقال الحافظ ابن حجر: " هذا الحديث له طرق مرفوعة، ومُرسلة، وموقوفة، وإذا انضم بعضها إلى بعض علم أنَّ له أصلاً، ومحمله على من استحل الترك. قال: وتبين [بذلك (6) خطأ من ادَّعى أنه موضوع " (7) .   = علي، كذبه الشعبي في رأيه، ورُمِي بالرفض، وفي حديثه ضعف. مات في خلافة ابن الزبير. التقريب ص (86) رقم (1029) . (1) مكررة في (ك) . (2) باب ما جاء في التغليظ في تركِ الحج. (812) عن علي، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من ملك زادًا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا وذلك أن الله يقول في كتابه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} " [آل عمران: 97] . هذا حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعفُ في الحديث. وانظر: تحفة الأشراف (3/355) حديث (10048) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (132) . (3) الموضوعات لابن الجوزي (2/209) . (4) محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن جماعة الكناني الحموي الأصل، المصري الشافعي، عز الدين، فقيه، أصولي، محدث، متكلم، لغوي، صاحب كتاب: " المنهل الروي في علوم الحديث النبوي ". (ت: 819 هـ) . شذرات الذهب (7/139) . (5) في (ك) : " قوله ". (6) في (ك) : " بتلك ". (7) تلخيص الحبير (3/836) رقم (957) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 وقد بسطت الكلام على ذلك في مختصر الموضوعات (1) وفي التعقبات. وقال الحافظ أبو الفضل العراقي: " الحديث خرج على التحذير، والتخويف من ترك ذلك مع القدرة، كقوله: ليس بمؤمن من فعل كذا، وليس منَّا من فعل كذا (2) . ويحتمل أن يراد من استحل ترك ذلك مع القدرة عليه ".   (1) السيوطي في اللآلئ (2/100، 101) . (2) "وليس منَّا من فعل كذا" مكرر في (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 253 - [815] "بُرة" (1) بضم الباء وتخفيف الرَّاء؛ الحلقة تكون في أنف البعير من فضة، في رواية البيهقي: " من ذهب " (2) .   (1) باب ما جاء كم حج النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (815) عن جابر بن عبد الله، أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حج ثلاث حِجَجِ: حَجتَيْنِ قبل أن يهاجر، وحجةً بعد ما هاجر ومعها عُمْرةٌ فساق ثلاثة وستين بدنة، وجاء علي من اليمن ببقيتها -فيها جملٌ لأبي جهل، في أنفِهِ بُرة من فضةٍ- فنحرها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من كلَ بدَنَةِ بِبُضعةٍ، فطُبخَتْ وَشَرِبَ مِنْ مَرِقِهَا. هذا حديث غريبٌ من حديث سَفيان، لا نعرفه إلاَّ من حديث زيدِ بن حُبَاب. والحديث أخرجه: ابن ماجه، كتاب المناسك، باب حجة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (2/1027) رقم (3076) . وانظر: تحفة الأشراف (2/276) حديث (2606) . (2) سنن البيهقي (5/229) . الحديث: 815 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 254 - [827] "والعَجُّ" (1) هو رفع الصوت بالتلبية. "والثَجُّ" بفتح المثلثة وتشديد الجيم - سيلان دماء الهدي، والأضاحي.   (1) باب ما جاء في فَضْلِ التلْبيةِ والنحرِ. (827) عن أبي بكر الصديق، أن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ: أيُّ الحج أفْضلُ؛ قال: " العَجُّ والثجُّ ". والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب المناسك، باب رفع الصوت بالتلبية (2/975) رقم (2924) ، والدارمي (1804) . وانظر: تحفة الأشراف (5/298) حديث (6608) . الحديث: 827 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 255 - [837] "وَالحُدَيا (1) " (2) .   (1) الحُدَيا: الحِدْأَةُ؛ الطائر المعروف، والجمع حدَأٌ، كعِنبَة وعنب، ولا يقال: حِداءَة، وربما فتحوا الحاء فقالوا: حدَأَةٌ وحَدَأٌ، والكسر أجود. وقال أبو حاتم: أهل الحجاز: يخطئون فيقولون لهذا الطائر: الحُديا، وهو خطأ. ورُوي عن ابن عباس أنه قال: " لا بأس بقتل الحِدَوْ والإفْعَوْ للمحرم، وكأنها لغة في الحِدَإِ. والحُدَيَّا: تصغير الحِدَوْ. انظر: لسان العرب مادة حدأ (1/54) . (2) باب ما يقْتُلُ المُحْرِمُ من الدوَاب. (837) عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خمسُ فَوَاسِقَ يُقتلنَ في الحَرَم: الفَأرَة، والعَقْرَبُ، والغُرَابُ، والحُدَيا، والكلب العقُور". وفي الباب عن ابن مسعود، وابن عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس. حديث عائشة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب جزاء الصيد، باب ما يقتل المحرمُ من الدواب (322) رقم (1829) . ومسلم: كتاب الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم (512) رقم (1198) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، ما يقتل المحرم من الدواب (5/187) . وأحمد (6/33، 87، 122، 164، 259، 261) والدارمي (1824) وانظر: تحفة الأشراف (12/86) حديث (16629) . وأخرجه مسلم (4/17) والنسائي (5/188، 208) . وابن ماجه (3087) وأحمد (6/97، 203) من طريق سعيد بن المسيب، عن عائشة. الحديث: 837 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 256 - [840] "أراد ابن معْمَرٍ" هو عمر بن عبد الله (1) بن معمر القرشي، التيمي (2) . "أن يُنْكِحَ ابنه" (3) اسمه طلحة.   (1) الصواب: عبيد الله. كما في مسلم وغيره. (2) عمر بن عبيد الله بن معمر، أبو حفر التيمي القرشي، الأمير، تابعي مشهور (ت: 82 هـ) . السير (5/183) رقم (430) . (3) باب ما جاء في كراهية تزويجِ المُحْرِم. (845) عن نبيْهِ بن وَهْبٍ، قال: أراد ابن مَعْمَرِ أَنْ يُنكحَ ابْنَهُ، فَبَعَثَنِي إلى أبانَ بن عُثمان، وهو أمير المَوْسِمِ بمَكةَ فأَتَيْتُهُ فقلْتُ: إن أخاك يريد أن يُنكح ابنَهُ، فأحَب أن يُشْهِدَكَ ذلك. قال: لا أراه إلاَّ أعْرَابيًّا جافيًا، إنَ المُحرم لا يَنكحُ وَلا يُنكحُ -أو كما قال-: ثم حدث عن عثمان مثلَهُ؛ يرفعُهُ. وفي الباب عن أبي رافعٍ، وميمونةَ. حديث عثمان حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، وكراهة خطبته (603) رقم (1409) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب المحرم يتزوج (5701) رقم (1841) . وابن ماجه: كتاب النكاح، باب المحرم يتزوج (1/632) رقم (1966) . ومالك = الحديث: 840 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 257 - [850] "رِجل" (1) بكسر الراء، وسكون الجيم، الجماعة الكثيرة من الجراد (2) ولا يقال ذلك إلاَّ للجراد، وهو اسم جمع. "نضربه بأسياطنا" قال العراقي: " كذا وقع في سماعنا، وهو غير معروف في اللغة، وإنما يجمع سوط (3) على أسواط، وسيط، بغير ألف كما ذكره الجوهري (4) وغيره ".   = (1177) ، وأحمد (1/57، 64، 65، 68، 69) . والدارمي (1830) و (2204) ، انظر: تحفة الأشراف (7/243) حديث (9776) . (1) باب ما جاء في صيدِ البحر للمُحْرمِ. (850) عن أبي هريرة، قال: خرجنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حج أو عُمْرَةٍ فاستقْبَلَنَا رِجْلٌ من جرَادِ، فَجَلْنَا نَضْرِبُهُ بِسِيَاطِنَا وَعِصِينَا، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوهُ فإنه من صيدِ البَحْرِ". هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفُهُ إلاَّ من حديث أبي المُهزَمِ عن أبي هريرة. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب الأطعمة، باب في أكل الجراد (2/385) رقم (1854) . وابن ماجه: كتاب الصيد، باب صيد الحيان والجراد (2/1074) رقم (3222) . وأحمد (2/306، 364، 374، 407) . وانظر: تحفة الأشراف (10/420) حديث (14832) ، وضعيف ابن ماجه للعلامة الألباني (693) . وإرواء الغليل له (1031) ، وضعيف الترمذي له (148) . وأخرجه أبو داود (1853) من طريق أبي رافع عن أبي هريرة، بنحوه. (2) "و": ساقطة من (ك) . (3) في الأصل: " السوط " والمثبت من (ك) . (4) انظر: الصحاح حرف الطاء (3/374) . الحديث: 850 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 258 - [852] "اغتسل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لدخول مكة بفخّ" (1) بفتح الفاء، وبالخاء المعجمة المشددة؛ موضع قريب من مكة، قال المحب   (1) باب ما جاء في الاغتسال لدُخولِ مكة. (852) عن ابن عمر، قال: اغتسل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِدُخُوله مكَة بِفَخ. هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى نافعٌ عن ابن عُمَر "أنه كان يغتسلُ لدُخُولِ مَكَةَ". وعبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث، ضعفهُ أحمد ابن حنبل، وعليُّ بن المديني وغيرهما، ولا نعرف هذا الحديث مرفُوعًا إلاَّ من حديثه. وانظر: تحفة الأشراف (5/349) حديث (6732) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (149) . الحديث: 852 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 الطبريُّ: "هو بين مكة ومنى" (1) . وفي النهاية: "إنه الذي دفن به عبد الله بن عمر" (2) . قال العراقي: " ووقع في سنن الدارقطني بالجيم (3) ، والمعروف الأول ".   (1) القرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري ص (252) . (2) النهاية، (3/418) . (3) سنن الدارقطني (2/221) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 259 - [859] "عن ابن يعلى (1) " هو صفوان، كذا سماه ابن عساكر في الأطراف (2) . وتبعه عليه (3) المزي (4) . "مُضْطَبعًا" (5) . قال الشَّافِعِي: "الاضطباع أن يشتمل بردائه على منكبه الأيسر ومن (6) تحت منكبه الأيمن، فيكون منكبه الأيمن بارزًا" (7) .   (1) (ع) صفوان بن يعلى بن أمية التميمي، المكي، ثقة من الثالثة، التقريب ص (277) رقم (2945) . (2) لم أقف على كتاب في الأطراف لابن عساكر. (3) في (ك) : "على". (4) تحفة الأشراف (9/110) . (5) باب ما جاء أن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَافَ مُضْطَبِعًا. (859) عن ابن يعلى، عن أبيه، أن النبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طافَ بِالبَيْتِ مُضطَبعًا؛ وعليْهِ بُرْدٌ. هذا حَديث الثورِي عن ابن جُرَيج لا نعرفه إلاَّ من حديثه، وهو حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب المناسك، باب الاضطباع (2/984) رقم (2954) . والدارمي (1850) . وانظر: تحفة الأشراف (9/115) حديث (11839) . وأخرجه أحمد (4/223) من طريق ابن جريج عن بعض بني يعلى بن أمية عن يعلى بن أمية. (6) في (ك) : " من ". (7) الأم (2/174) . الحديث: 859 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 260 - [860] "عابس بن ربيعة (1) " بموحدة ثم سين مهملة.   (1) (ع) عابس بموحدة مكسورة ثم مهملة، ابن ربيعة النخعِي الكوفي، ثقة، مخضرم، من الثانية، وهو غير الصحابي الجليل عابس بن ربيعة الغُطَيفي، التقريب ص (285) رقم (3052) . = الحديث: 860 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 261 - [86] "من طاف بالبيت خمسين مرة" (1) حكى المحب الطبري عن بعضهم: "أنَّ المراد بالمرة الشوطُ، وردَّه، وقال: المراد خمسون سبوعًا" (2) ، وقد ورد كذلك في رواية الطبراني في الأوسط (3) ، قال: "وليس المراد أن يأتي بها متوالية في آنٍ واحدٍ، وإنما (4) المراد أن   = باب ما جاء في تقبيل الحجر (860) عن عابسِ بن ربيعة قال: رأيتُ عُمَر بن الخطابِ يُمثلُ الحجَر، ويقول: إني أقبِّلُكَ وَأعْلَمُ أَنك حَجَرٌ ولوْلاَ أَني رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَبِّلُكَ لَمْ أقبِّلك. وفي الباب عن أبي بكر، وابن عمر. حديث عُمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الحج، باب ما ذكر في الحجر الأسود (286) رقم (1597) . ومسلم: كتاب الحج، باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف (547) رقم (1270) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب في تقبيل الحجر (1/557) رقم (1873) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، تقبيل الحجر (5/226) . وأحمد (1/16، 26، 46) . انظر: تحفة الأشراف (8/33) حديث (10473) . وأخرجه الدارمي (1872) وأحمد (211) من طريق ابن عباس عن عمر بنحوه. وأخرجه مسلم (4/66) والنسائي في الكبرى (51) ، والدارمي (1871) وأحمد (1/34) من طريق ابن عمر، عن عمر بنحوه. وأخرجه مالك في الموطأ (240) وأحمد (531، 54) من طريق عروة بن الزبير بنحوه. وأخرجه مسلم (4/267) والنسائي (5/226) ، وأحمد (1/39، 54) من طريق سويد بن غفلة، عن عمر بنحوه. وأخرجه أحمد (1/37، 45، 222) من طريق يعلى بن أمية عن عمر بنحوه. وأخرجه مسلم (4/66) . وابن ماجه (2943) وأحمد (341، 50) من طريق عبد الله بن سرجس عن عمر. انظر: تحفة الأشراف (8/38) حديث (10486) . (1) باب ما جاء في فَضْلِ الطَوافِ. (866) عن ابن عباسِ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من طاف بالبيتِ خَمْسِيْنَ مَرة خرجَ من ذُنُوبهِ كيَومِ وَلَدَتْهُ أمُّهُ". وفي الباب عن أنس، وابنَ عُمَرَ. حديثُ ابن عباس حديث غريب. وانظر: تحفة الأشراف (4/420) حديث (5531) ، وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (151) . فالحديث في سنده شريك بن عبد الله النخعي سيء الحفظ. والراوي عنه يحيى بن يمان ضعيف عند المخالفة، وقد خولف. (2) القرى لقاصد أم القرى ص (325) . (3) لم أقف عليه في معاجم الطبراني، لكن رواه عبد الرزاق (5/500) ، وابن أبي شيبة (3/123) عن ابن عباس مرفوعًا. (4) في (ك) : "إنما". الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 قال العراقي: " اختلف في ضبطه فقال الجمهور هو بضم الياء المثناه من تحت وفتح المثلثة، بعدها ياء التصغير، وآخره عين مهملة. وقال أحمد بن حنبل: أنه المحفوظ (1) ". وقال ابن معين: " أنه الصواب (2) ". وقال بعضهم: أُثيع بهمزة مضمومة مكان الياء. وقال شعبة: " أثيل باللام مكان العين (3) ". قال ابن معين: " وليس أحد يقوله إلاَّ شعبة وحده " وقالى أبان بن تغلب: " نفيع؛ بالنون والفاء، وهو تصحيف (4) ". قال الذَّهبي: " والأول أصح " (5) ، وليس لزيد عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، ولم يرو عنه إلاَّ أبو إسحاق السبيعي (6) ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (7) .   = مهملة، الهمداني الكوفي، ثقة، مخضرم منِ الثانية، التقريب ص (225) رقم (2160) . (871) عن زيْدِ بن أُثَيع، قال: سَألْتُ علِيًّا: بِأَيِّ شَىءٍ بُعِثْتَ؟ قال: بأرْبَع: لا يَدْخلُ الجنةَ إلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمة، ولا يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلا يَجْتَمعُ المُسلِمُونَ والمُشْرِكُوِنَ بَعْدَ عامِهِم هذا، ومن كان بينَهُ وبين النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدتِهِ، وَمَنْ لاَ مُدةَ لَهُ فَأرْبَعَةُ أَشْهُرِ. وفي الباب عن أبي هريرة. حديثُ علِي حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: أحمد (1/79) والدارمي (1925) . وانظر: تحفة الأشراف (7/375) حديث (10101) . (1) تهذيب التهذيب (3/369) رقم (782) . (2) تاريخ ابن معين رواية الدوري (2/184) . (3) نقله عنه يحيى بن معين في تاريخه (2/184) . (4) قال الذهبي: وسماه أبان: زيد بن نفيع ميزان الاعتدال (3/159) . (5) ميزان الاعدال (3/159) رقم (3035) . (6) (ع) عمرو بن عبد الله بن عبيد، ويقال علي، ويقال ابن أبي شعيرة الهمداني أبو إسحاق السبيعي بفتح المهملة وكسر الموحدة، ثقة مكثر عابد من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك. التقريب ص (423) رقم (5065) . (7) الثقات. لابن حبان (4/251) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 264 - [877] "نزل الحجر الأسود من الجنَّة" (1) زاد الأزرقي (2) : "مع آدمَ عليه الصلاة (3) والسلام". " فسوَّدته خطايا بني آدمَ" (4) . قال المحب الطبري: [قيل] (5) كيف سودته خطايا أهل الشرك، ولم يبيضه توحيد أهل الإيمان؛ والجواب عنه من ثلاثة أوجه: الأول: ما ورد عنه (6) أنه طمس نوره ليستر (7) زينته عن الظَّلَمَة، قال: وكأنه لما تغيرت صفته التي هي زينة له بالسواد، كان ذلك السواد له كالحجاب المانع له من الرؤية، وإن رؤي جرمه، إذ يجوز أن يطلق عليه أنه غير مرئي، كما يطلق على المرأة المستترة بثوب أنها غير مرئية.   (1) باب ما جاء في فَضْلِ الحَجَرِ الأسود والرُّكن والمقَام. (877) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نزَلَ الحَجَرُ الأسوَدُ من الجَنَة وَهُو أشدُّ بياضًا من اللبَنِ، فسوَّدته خطايا بني آدم" وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة. حديث ابن عبَّاسِ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: النسائي: كتاب مناسك الحج، ذكر الحجر الأسود (5/226) . وأحمد (1/307، 329، 373) ، وابن خزيمة (2733) وابن عدي في الكامل (2/679) ، والبيهقي في شعب الإيمان (4/431) ، وانظر: تحفة الأشراف (4/431) حديث (5571) . وعطاء بن السائب قد اختلط، وجرير روى عنه بعد الاختلاط، وكذلك من تابعه - زياد بن عبد الله، وحماد بن سلمة، وإن كان حماد بن سلمة من المختلف فيهم في سماعه قبل الاختلاط أو بعده. (2) محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عقبة بن الأزرق، صاحب كتاب "تاريخ مكة" (ت: 244 هـ) . (3) "الصلاة" ساقطة من (ك) ، و (ش) . (4) تاريخ مكة للأزرقي (1/325) . (5) "قيل": ساقطة من (ك) . (6) "عنه": ساقطة من الأصل، وفي (ك) : " ما ورد أنه ". (7) جاء في النسخ "ليستثر" بثاءين، والمثبت من كتاب "القرى". الحديث: 877 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 والثاني: أجاب به ابن حبيب فقال: لو شاء الله كان ذلك، وقد أجرى الله العادة بأنَّ السواد يَصْبغُ ولا يَنْصَبغُ والبياض يَنْصَبغُ، ولا يَصْبغُ. والثالث: وهو منقاس أن يقال: بقاؤه أسود إنما كان للاعتبار، ليُعلم أنَّ الخطايا إذا أثرت في الحجر فتأثيرها في القلوب أعظم" (1) .   (1) القرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري ص (295) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 265 - [878] "طَمَسَ الله نُورَهمَا" (1) قال ابن العربي: " يحتمل أن يكون ذلك لأنَّ الخلق لا يحتملونه، كما أطفأ (2) حرَّ النَّار حين أخرجها إلى الخلق من جهنم بغسْلها في البحر مرتين " (3) . قال العراقي: " ويدل على ذلك قول ابن عباس في الحجر: ولولا (4) ذلك ما استطاع أحد أن ينظر إليه " (5) . "عن يوسف بن ماهك (6) " بفتح الهاء، وقيل بكسرها.   (1) (878) عن عبد الله بن عمْرو يقول: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: " إن الرُّكنَ وَالمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الجَنَة طمَسَ اللهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأضَاءَتَا مَا بينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ". هذا يروى عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا قوله. وفيه عن أنس. وهو حديث غريبٌ. والحديث أخرجه: أحمد (2/213، 214) . وانظر: تحفة الأشراف (6/381) حديث (8930) . (2) في (ش) : "طفا". (3) عارضة الأحوذي (4/86) . (4) في (ك) : "ولو". (5) رواية ابن عباس أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة، وذكره المحب الطبري (1/329) . (6) (ع) يوسف بن مَاهِك بن بُهْزاد، بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي، الفارسي، المكي، ثقة، من الثالثة، مات سنة ست ومائة، وقيل قبل ذلك، التقريب ص (611) رقم (7878) . الحديث: 878 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 "عن أمه مُسَيكة (1) " لم يرو عنها إلاَّ ابنها، وليس لها إلاَّ هذا الحديث. "مُناخ" بضم الميم، موضع الإناخة.   (1) في (ك) : " مسيله ". (د، ت، ق) مُسَيكة، بالتصغير، المكيَّة، لا يعرف حالها من الثالثة. التقريب ص (753) رقم (8683) . باب ما جاء أنَّ منى مناخُ من سبق. (881) عن يوسف بن مَاهَكَ، عن أمه مُسَيْكَةَ، عن عائشة قالتْ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ألا نبنِي لك بناءَ يُظِلُّكَ بِمنى؛ قال: لا، منَى مُنَاخُ من سبق". ْهذا حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب المناسك، باب تحريم مكة (1/617) . رقم (2019) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب النزول بمنى (2/1000) رقم (3006، 3007) . وأحمد (6/187 و206) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 267 - [883] "كُونُوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم" (1) . قال الخطابي: " يريد: قِفُوا بعرفة، خارج الحرم، فإنَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام (2) جعلها مشعرًا، وموقفًا للحاج " (3) ، والمشاعر:   (1) باب ما جاء في الوُقُوفِ بعَرَفَاتِ والدُّعاءِ بهَا. (883) عن يزيدَ بن شَيْبَانَ، قال: أتَانَا ابن مِرْبَعِ الأَنْصَارِيُّ وَنَحْنُ وُقوفٌ بالموقف -مكانًا يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو -فقال: إني رسُولُ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلِيْكُمْ يقول: "كُونُوا على مَشاعِرِكُمْ فَإنكُمْ عَلَى إرْثٍ مِنْ إرْثِ إبْرَاهيْمَ". وفي الباب عن علِي، وعائشة، وجُبيْرِ بن مُطْعِمِ، والشرِيْدِ بن سُوَيْدِ الثقَفِي. حديثُ ابن مِرْبَع الأَنْصَارِي حديثٌ حسَنٌ، لا نَعْرِفُهُ إلاَّ من حديث ابن عيَيْنَةَ عن عمْرِو بن دينار، وابن مِرْبَعٍ اسْمُهُ: يزيد بن مربع الأنصاريُّ، وإنما يُعْرَفُ لَهُ هذا الحديث الواحد. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب المناسك، باب موضع الوقوف بعرفة (1/592) رقم (1919) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة (5/254) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب الموقف بعرفات (2/1001) رقم (3011) . وأحمد (4/137) . وانظر: تحفة الأشراف (11/121) حديث (15526) ، في التحفة: " حديث صحيح ". (2) "الصلاة": ساقطة من (ك) و (ش) . (3) معالم السنن (2/173) . الحديث: 883 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 المعالم، واحدها مشعر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 268 - [884] "الحُمْسُ" (1) بضم الحاء المهملة ثم ميم ساكنة، وآخره سين مهملة.   (1) باب ما جاء في الوقوف بعَرَفَاتٍ والدُّعاء بها. (884) عن عائشة، قالت: كانت قُرَيْشٌ ومن كان على دينها وهم الحُمُسُ، يَقِفُونَ بالمُزْدَلِفَةِ، يَقُولُونَ: نَحْنُ قَطِيْنُ اللهِ، وَكَانَ مَنْ سوَاهُم يَقِفُونَ بعَرَفَةَ، فَأَنْزلَ اللهُ تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] . هَذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة (296) رقم (1665) . ومسلم: كتاب الحج، باب في الوقوف وقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} ص (530) رقم (1219) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب الوقوف بعرفة (1/590) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة (5/254) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب الدعاء بعرفة (2/1002) . رقم (3018) . وانظر: تحفة الأشرِاف (12/208) حديث (17236) . الحديث: 884 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 269 - [885] "على هينته" (1) بكسر الهاء ثم مثناة تحتيه ساكنة، ثم   (1) باب ما جاء أنَّ عرفة كلَّها موقِفٌ. (885) عن علِي بن أبي طالبٍ، قال: وقف رسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعَرَفَةَ، فقال: هذه عرَفَةُ، وهو الموقفُ، وعرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ " ثم أفاض حين غرَبَتِ الشَمْسُ، وأَرْدَفَ أُسَامَةَ بن زيدٍ وجعل يُشِيرُ بيدِه على هِينَتِه، والناسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالاً يلتفت إليهم ويَقُول: "يا أيها النَاسُ، عَلَيكُمْ السكِينَةَ" ثم أَتى جَمْعًا فَصلى بهِمُ الصلاتينِ جَميعًا، فلما أصْبَحَ أتَى قزَحَ فَوقَفَ عَلَيْهِ وقالَ: "هَذَا قُزَحُ وهُوَ المَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ"، ثم أَفَاضَ حَتَى انتهى إلى وادِي مُحَسرٍ، فقَرَعَ نَاقتَهُ فخَثتْ حَتَى جَاوَزَ الوَادِي فَوَقَفَ، وَأَرْدَفَ الفَضلَ، ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المَنْحَر فقال: هذا المَنْحَرُ، وَمِنى كُلُّهَا مَنْحَرٌ" واستَفْتَتْهُ جَاريةٌ شَابةٌ من خثعمٍ، فقالت: إن أبي شيخٌ كبيرٌ قد أدرَكتْهُ فريضةُ الله في الحج، أفيُجزِيءُ أَن أَحُج عَنْه؟ قال: " حُجي عَنْ أبيْكِ " قالَ: ولوَى عُنُقَ الفَضلِ، فَقَالَ العَباسُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابنِ عَمكَ؟ قَاَلَ: " رَأَيْتُ شَابًا وشَابةً، فَلم آمَن الشَّيطانَ عليهما " ثم أتاه رجلٌ، فقال: يا رسول الله إني أفَضْتُ قبِلَ أن أَحْلِقَ، قال: " احْلِقْ أو قَصرْ ولا حَرَجَ " قال: وجاء آخرُ فقال يا رسول الله، إنَي ذبَحتُ قَبْلَ أنْ أَرمِيَ، قال: " ارم ولاَ حَرَجَ " قال: ثم أتَى البَيْتَ فَطَافَ به، ثم أتى زمزم فقال: "يا بِني عبْدِ المُطَلبِ لوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ الناسُ عَنْهُ، لَنَزَعْتُ ". وفي الباب عن جابرِ. حديثُ عَلِي حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، لا نعرفُهُ من حديثِ علِي إلاَّ من هذا الوجه، من حديث عبد الرَّحمن بن الحارث بن عياشِ، وقد رواه غير واحد عن الثوري، مثل هذا. = الحديث: 885 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 نون، أي: على عادته في السكون والرفق. قاله أبو موسى المديني (1) وفي رواية غير المصنف "على هيئته" بفتح الهاء والهمزه مكان النون؛ أي على هيئته في سيره المعتاد. "والناس يضربون" زاد أبو داود؛ الإبل يمينًا وشمالاً. "يلتفت إليهم" وفي (2) رواية أبي داود " لا يلتفت " بزيادة لا (3) . قال المحب الطبري: " قال بعضهم: [رواية] (4) الترمذي بإسقاط لا، أصح " (5) ، وقد تكررت هناك على بعض الرواة من قوله: شمالاً. "عليكم السكينة" بالنصب على الإغراء. "قُزح"، بضم القاف وفتح الزاء وحاء مهملة، اسم جبل بالمزدلفة. "محسِّر" بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السِّين المهملة وكسرها. "فقرع ناقته"؛ أي: ضربها بمقرعة. "فخب حتى جاوز الوادي" قيل: الحكمة في ذلك؛ أنه فعله لسعة الموضع، وقيل: لأنَّ الأودية مأوى الشياطين. وقيل: لأنه كان موقفًا للنصارى، فأحب الإسراع فيه مخالفةً لهم، وقيل: لأنَّ رجلاً اصطاد فيه صيدًا، فنزلت نار فأحرقته، فكان إسراعه لمكان العذاب، كما أسرع في ديار ثمود (6) .   = والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب المناسك، باب الدفعة من عرفة (1/514) رقم (1922) و (1935) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب الموقف بعرفات (2/1001) . وأحمد (1/75، 98، 156) . وانظر: تحفة الأشراف (7/428) حديث (10229) . والحديث فيه عبد الرَّحمن بن الحارث، يعتبر به عند المتابعة، ولم يتابع. (1) المجموع المغيث (3/523) . (2) في (ك) : " في ". (3) سنن أبي داود (1/594) رقم (1922) . (4) "رواية" مطموسة في الأصل. (5) القرى لقاصد أم القرى ص (414) وزاد: فإنه كان ينظر إليهم وهم يضربون الإبل يشير إليهم يمينًا وشمالاً السكينة السكينة. (6) ذكر هذه الأقوال محب الدين الطبري في القرى لقاصد أم القرى ص (155، 156) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 "ثُمَّ أتى الجمرة" قال في النِّهاية: " سميت جمرة لأنها تُرمى بالجمار: وهي الأحجار الصغار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي ترمى بها من الجمرة: وهي اجتماع القبيلة على من ناوَأها (1) ، وقيل: سميت به، من قولهم: أجمر إذا أسرع، ومنه الحديث: " إن آدم رمى بمنى، فأجمر إبليس بين يديه " (2) . "أوْضع" أي: أسرع السير، ومفعوله محذوف أي راحلته. "الحج عرفة" (3) قال الخطابي: " أي معظم الحج هو الوقوف بعرفة (4) كقوله: " الندم توبة " (5) أي: هو (6) مقصودها الأعظم. وقال المحب الطبري: "معناه أنَّ ثواب الحج متعلق بفوات وقته، وغيره من الأركان وقته ممتد" (7) ، وهذا أجود حديث رواه سفيان   (1) في (ك) : " ناداها ". (2) النهاية (2921) . (3) باب ما جاء فيمن أدرك الإمَام بِجَمْع فقد أدرك الحَج (889) عن عبد الرَّحمن بن يَعْمُرَ، أَنَ أُنَاسَا مِنْ أهل نَجدٍ أتوْا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بعَرَفَةَ، فسَألوهُ، فَأمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: " الحَجُّ عَرَفَةُ، مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمع قَلَ طُلُوع الفَجْرِ فَقدْ أدرَك الحَج، أيامُ مِنى ثَلاَثَة، {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} " قال: وزاد يحيى: وأردَفَ رَجُلاً فَنَادَى. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب المناسك، باب من لم يدرك عرفة (1/599) رقم (1949) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة (5/264) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع (2/1003) . رقم (3015) . وأحمد (4/309، 310، 335) والدارمي (1894) . انظر: تحفة الأشراف (7/218) حديث (9735) . (4) معالم السنن (2/179) . (5) حديث أخرجه ابن ماجه (2/1420) من حديث ابن مسعود. قال الحافظ في الفتح (13/471) حسن، وصححه القرطبي في تفسيره (17/167) . وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2/379) من حديث أنس. (6) "هو" ساقط من (ك) . (7) القرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري (390) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 الثوري (1) " (2) أي: من حديث أهل الكوفة، وذلك لأنَّ أهل الكوفة يكثر (3) فيهم التدليس، والاختلاف. وهذا الحديث سالم من ذلك، فإنَّ الثوري (4) : سمعه من بكير (5) ، وسمعه بكير من عبد الرَّحمن (6) ، وسمعه عبد الرَّحمن من النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم تختلف رواته (7) في إسناده، وقام الإجماع على العمل به.   (1) (ع) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، حافظ، فقيه، عابد، إمام حجة، من رؤس الطبقة السابعة، وكان ربما دلس، مات سنة إحدى وستين، وله أربع وستون. التقريب ص (244) رقم (2445) . (2) هذا قول ابن عيينة كما في الترمذي. (3) "وذلك لأن أهل الكوفة يكثر" ساقطة من (ك) . (4) في (ش) : " قال النووي ". (5) (ع) بكير بن عطاء الليثي، الكوفي، ثقة من الرابعة. التقريب ص (128) رقم (763) . (6) (ع) عبد الرَّحمن بن يَعْمَر، بفتح التحتانية وسكون المهملة وفتح الميم، الديلي، بكسر الدال وسكون التحتانية صحابي، نزل الكوفة ويقال: مات بخراسان. التقريب ص (253) رقم (4047) الإصابة (6/328) رقم (5211) . (7) في (ك) ، و (ش) : "ولم يختلف على رواية". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 271 - [891] "مِنْ جبلَيْ طَيِّءٍ" (1) اسمها (2) : أجأُ وسلمى، ذكره الجوهري في الصحاح (3) وغير واحد.   (1) (891) عن عُرْوَة بن مُضَرس بن أوْسِ بن حارثة بن لام الطَّائِي، قال: أتيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمُزْدلِفَةِ حين خرجَ إلى الصَّلاةِ، فقلتُ: يا رسول الله إنِّي جئتُ من جَبَلَيْ طَيء، أَكْلَلْتُ راحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللهِ! مَا تَرَكتُ مِن حَبْل إلا وقفْتُ عليهِ، فهل لِي من حَج؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من شَهد صلاتنا هذه، ووقف مَعَنا حتَّى ندْفَعَ، وقد وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبلَ ذلِكَ لَيْلاً أو نَهَارًا، فقد أتمَ حَجهُ وَقَضَى تَفَثه". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: أبو داود: كتاب المناسك، باب من لم يدرك عرفة (1/600) رقم (1950) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بمزدلفة ْ (5/263) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع (2/1004) رقم (3016) . وأحمد (4/15، 261، 262) والدارمي (1895) (1896) . انظر: تحفة الأشراف (7/296) حديث (9900) . (2) لعل الصواب: اسمهما. (3) قال الجوهري: أجأُ، على فَعل بالتحريك، أحدُ جَبَلي طيء، والآخر سلمى. الصحاح (381) . الحديث: 891 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 "ما تركت من جبل". قال العراقي: "المشهور في الرواية فتح الحاء المهملة، وسكون الموحده، وهو ما طال من الرمل (1) وروي بالجيم وفتح الباء" قال الترمذي في بعض النسخ (2) قوله: ما تركت من حبْل إلاَّ وقفت عليه " إذا كان من رمل يقال له: حبْل، وإذا كان من حجارة يقال له جبل (3) " وليس هذا في روايتنا.   (1) في (ك) : "الرمى". (2) ومنها النسخة التى شرحها الإمام ابن العربي. انظر: عارضة الأحوذي (4/99) رقم (891) . (3) قال ابن الأثير: الحبْل: المستطيل من الرمل، وقيل الضخم منه، وجمعه حِبَالٌ، وقيل: الحِبال في الرمل كالجبال في غير الرمل. انظر: النهاية، مادة حبل (1/333) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 272 - [892] " في ثقلٍ " (1) بفتح الثاء المثلثه والقاف: متاع المسافر وحشمه.   (1) باب ما جاء في تقديمِ الضعَفَةِ من جَمْع بلَيْل. (892) عن ابن عباسِ، قال: بعثَنِي رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ثَقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِليْلٍ. وفي الباب عن عائشة، وأم حبيبة، وأسماء بنتِ أبي بكرٍ والفضلِ ابن عباسِ. حديث ابن عباس: "بعثني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ثَقَلِ"، حديثٌ صحيحٌ رُوِي عنهُ من غير وجهِ. وروى شعبة هذا الحديث عن مُشَاشِ عن عطاش عن ابن عباسٍ عن الفضل بن عباس؛ أنَ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قدم ضعفة أهله من جَمْع بليل" وهذا حديث أخطأ فيه مُشَاش وزاد فيه: عن الفضل بن عباسٍ. وروى ابن جُرَيج وغيره هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس ولم يذكروا فيه: عن الفَضلِ بن عباس. ومُشَاشٌ بَصْرِيٌّ، روى عنه شعبةُ. حديث ابن عباس هذا حديث حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الحج، باب من قدم ضعفة أهله بليل، فيقفون بالمزدلفة ويدعون، ويقدم إذا غاب القمر (298) رقم (1677) . وأحمد (1/245، 334) . انظر: تحفة الأشراف (5/113) حديث (5997) . وأخرجه أحمد (1/272) من طريق طاوس، عن ابن عباس، بنحوه. وأخرجه أحمد (1/320، 302) من طريق شعبة مولى بن عباس، عن ابن عباس بنحوه. وأخرجه مسلم (4/77، 78) والنسائي (5/261، 266) وابن ماجه (3026) . من طريق عطاء عن ابن عباس بنحوه. وأخرجه البخاري (2/202) (3/23) ومسلم (4/77) . وأبو داود (1939) والنسائي (5/261) . وأحمد (1/222) من طريق عبد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس بنحوه. الحديث: 892 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 "عن مُشَاشٍ" (1) بضم الميم، وتكرير الشين المعجمة.   (1) (س) : مُشَاش: بمعجمتين، أبو ساسان، أبو الأزهر السليمي، بفتح المهملة، البصري، أو المروزي وقيل: هما إثنان، مقبول، من السادسة. التقريب ص (532) رقم (6678) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 273 - [894] "يرمي يوم النحر ضحى" (1) قال العراقي: " في الرواية فيه بالتنوين على أنه مصروف " (2) . "أشرِقْ" (3) بهمزة قطع، أمر من أشرق، إذا دخل في شروق الشمس. "ثَبيرُ" بفتح المثلثة، وكسر الموحدة، منادى مبني على الضم،   (1) باب ما جاء في رَمْي يَوْمِ النحْرِ ضُحى. (894) عن جابر، قال: كان النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرمي يوم النحر ضُحَى، وأما بعد ذَلك، فبعدُ زَوالِ الشَّمْسِ. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب الحج، باب بيان وقت استحباب الرمي (558) رقم (1299) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب في رمي الجمار (1/605) رقم (1971) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، وقت رمي جمرة العقبة يوم النحر (5/270) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب رمي الجمار أيام التشريق (2/1014) رقم (3053) . وأحمد (3/312، 319، 341، 399) ، والدارمي (1902) ، وانظر: تحفة الأشراف (2/312) حديث (2795) . (2) قال الجوهري: الضُّحى: هي حين تشرق الشمس، مقصورة تؤنث وتذكر، فمن أنَّثَ ذهب إلى أنها جمع ضحْوَة، ومن ذكَر ذهب إلى أنه اسمٌ على فُعَلِ، وهو ظرف غير متمكن مثل سحر. تقول: لقيته ضحى، وضُحى، إذا أردت به ضُحى يوءك لم تنوِّنه. انظر: الصحاح: مادة ضحا (6/389) . (3) باب ما جاء أنَّ الإفاضة من جمع قَبْلَ طُلُوعِ الشَمْسِ. (896) عن أبي إسحاق، قال: سمعتُ عَمْرَو بن مَيْمُونِ يُحَدِّثُ يَقُولُ: كنَّا وُقُوفًا بجمع، فقال عمرُ بن الخطاب إنَ المشركين كانُوا لا يُفيضُونَ حَتى تطلع الشَمس، وكانوا يقولون: أشرق ثَبيرُ، وإنَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خالفهم، فأفاض عُمر قبل طلوعَ الشمسِ. هذا حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الحج، باب متى يُدفع من جمع (299) رقم (1684) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب الصلاة بجمع (1/597) رقم (1938) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، وقت الإفاضة من جمع (5/265) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب الوقوف بجمع (2/1006) رقم (3022) . وأحمد (1/14، 29، 39، 42، 50، 54) ، والدارمي (1897) . وانظر: تحفة الأشراف (8/94) حديث (10616) . الحديث: 894 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 جبل بالمزدلفة على يسار الذاهب إلى منى. "عن أيمن بن نابل" (1) بموحدة قبل اللام وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "عن قدامة" (2) هو العامري، ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث.   (1) (خ، ت، س، ق) أيمن بن نابل، بنون وموحدة، أبو عمران ويقال أبو عمرو، الحبشي، المكي، نزل عسقلان صدوق يهم، من الخامسة، التقريب ص (117) رقم (597) . (2) (ت، س، ق) قدامة بن عبد الله بن عمار العامري، الكلابي، صحابي، قليل الحديث، التقريب ص (454) رقم (5528) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 274 - [907] "من قدَيدٍ (1) " (2) مصغر، عن ناجية (3) ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث، وكان اسمه ذكوان فسماه النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ناجية، حين نجا من قريش، واسم أبيه جندب وقيل: كعب.   (1) قال الجوهري: قُدَيدٌ: ماءٌ بالحجاز وهو مصغر. الصحاح (2/128) مادة: قدد. وقال ابن الأثير: قُدَيدٌ: مصغر، وهو موضع بين مكة والمدينة، النهاية (4/22) مادة: قدد. (2) باب (907) عن ابن عُمَر؛ أنَّ النِّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشترى هديه من قُدَيد. هذا حديثٌ غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلاَّ من حديث يحيى بن اليمان. ورُوي عن نافع؛ أنَّ ابن عمر اشترى هدْيَهُ من قُدَيْدِ وهذا أصح. والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب المناسك، باب الهدي يُساق من دون الميقات (2/1035) رقم (3102) . انظر: تحفة الأشراف (6/137) حديث (7897) . وحديث نافع عن ابن عمر أخرجه البخاري ص (300) كتاب الحج، باب من اشترى الهدي من الطريق رقم (1693) . وفي (ش) : " بضم القاف ". (3) (ع) ناجية بن جُندُب بن كعب، وقيل ابن كعب بن جندب الخزاعي، صحابي أيضًا، تفرد بالرواية عنه عروة بن الزبير، ووهم من خلطهما. التقريب ص (557) رقم (7063) ، الإصابة (10/125) رقم (8639) . (س) وناجية بن جندب بن عمير بن يَعْمُر الأسلمي، صحابي، روى عنه مجزأة بن زاهر وغيره. التقريب ص (557) رقم (7062) ، والإصابة (10/123) رقم (8636) . الحديث: 907 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 275 - [914] "حدثنا محمَّد بن موسى الحَرشي (1) " بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة.   (1) (ت، س) محمَّد بن موسى بن نفيع الحرشي، بفتح المهملة والراء ثم شين معجمة، لين، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين. التقريب ص (509) رقم (6338) . الحديث: 914 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 "نُلبي عن النساء" (1) حمله المحب الطبري على أنَّ المراد رفع الصوت بالتلبية، لا مطلق التلبية، مجازًا.   (1) باب ما جاء في حج الصبي. (927) عن جابر، قال: كنا إذا حججنا مع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكُنَّا نُلبي عن النساءِ، ونرمي عن الصبيان. هذا حديث غريبٌ، لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه. والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب المناسك، باب الرمي عن الصبيان (2/1010) رقم (3038) . وأحمد (3/314) وانظر: تحفة الأشراف (2/288) ، حديث (2662) . وضعيف ابن ماجه للعلامة الألباني (652) ، وضعيف الترمذي له (160) . وسبب ضعفه أشعث بن سوار، وتدليس أبي الزبير عن جابر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 276 - [935] "عن مُحَرِّش (1) " بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وكسر الراء المشددة وشين معجمه على المشهور، وقيل بكسر الميم، وخاء معجمه ساكنة، وفتح الراء.   (1) (د، ت، س) مُحَرش، بضم أوله وفتح المهملة، وقيل: إنها معجمة، وكسر الراء بعدها معجمة، ابن عبد الله، أو سويد بن عبد الله الكعبي الخزاعي، نزيل مكة، صحابي، له حديث في عمرة الجِعرانة. التقريب ص (522) رقم (6505) الإصابة (9/101) رقم (7742) . الحديث: 935 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 277 - [939] "وهب ين خَنْبَش (1) " بفتح الخاء المعجمة، وسكون النون، وفتح الموحدة، وشين معجمة.   (1) (س، ق) وهب بن خَنْبش، بمعجمة ونون موحدة ومعجمة وزن جعفر، الطائي صحابي، نزل الكوفة ويقال اسمه هرم، ووهب أصح. التقريب ص (585) رقم (7475) ، الإصابة (10/241) رقم (8948) . الحديث: 939 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 278 - [946] "خررتَ من يديك" (1) بكسر الراء، أي: سقطت،   (1) باب ما جاء من حجَّ أو اعتمرَ فلْيَكُنْ آخرُ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ. (946) عن الحارث بن عبد الله بن أوس، قال: سمعتُ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: " من حَجَّ هذا البيت أو اعتمر فلْيَكُن آخر عهدِهِ بِالبيتِ"، فقال لهُ عُمَرُ: خرَرْتُ من يديك سمِعْتُ هذا من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم تُخْبِرنا بهِ؟ وفي الباب عن ابن عباس. حديث الحارث بن عبد الله بن أوس حديث غريبٌ، وهكذا روى غير واحد عن الحجَّاج بن أرطأة مثل هذا وقد خُولفَ الحَجَّاجُ في بعضِ هذا الإسنادِ. والحديث أخرجه: أحمد (3/416، 417) . وانظر: تحفة الأشراف (3/6) حديث (3278) . وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (162) . وكأنَّ الترمذي يشير إلى ما رواه أبو داود (2004) وأحمد (3/416) ، والنسائي في الكبرى، من طريق أبي عوانة عن يعلى بن عطاء، = الحديث: 946 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 كناية عن الخجل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 279 - [950] "قفَلَ" (1) بفتح الفاء أي رجع. "فَدْفَدًا" بتكرار الفاء المفتوحة، والدال المهملة، المكان الذي فيه ارتفاع وغِلظ. "أو شرفًا" بفتح المعجمة والراء، المكان المرتفع. " آيبون " أي: راجعون. "الأحزابَ" الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم السلام.   = عن الوليد بن عبد الرَّحمن، عن الحارث. (1) باب ما جاء ما يقُول عند القُفُولِ من الحَجِّ والعُمْرة. (950) عن ابن عمر قال: كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا قفلَ من غَزْوَةِ أَوْ حَجٍّ أو عُمْرَةِ، فعلا فدْفَدًا من الأرض أو شرفًا كبرَ ثَلاثًا، ثم قال: " لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير، آيبون، تائبون عابِدُون، سائِحُونَ لِرَبنَا حَامِدُونَ، صدق الله وعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ". وفي الباب عن البراءِ، وأنس، وجابرِ. حديث ابن عُمَر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب العمرة، باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو (316) رقم (1797) . ومسلم: كتاب الحج، باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره (578) رقم (1344) . وأبو داود: كتاب الجهاد، باب في التكبير على كل شرف في المسير (2/96) رقم (2770) . ومالك (1460) وأحمد (2/5، 15، 21، 38، 63) . وانظر تحفة الأشراف (6/72) حديث (7539) . وأخرجه البخاري: (5/142) وأحمد (2/105) من طريق سالم، ونافع عن ابن عمر. وأخرجه البخاري (4/69) ، وأحمد (2/10) من طريق سالم وحده عن أبيه. الحديث: 950 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 280 - [951] "فَوقِصَ" (1) بضم الواو، وكسر القاف، وصاد   (1) باب ما جاء في المُحْرِم يَمُوتُ فِي إِحْرَامِهِ. (951) عن ابن عباسٍ، قال: كُنا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سفرِ، فرأى رجلاً قد سقط من بعيره فوُقِصَ، فَمَاتَ وهُوَ مُحْرِمٌ، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اغْسِلُوهُ بِمَاء وسِدرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبيهِ، وَلاَ تُخَمرُوا رَأسَهُ، فَإنهُ يُبْعَث يَوْمَ القِيَامَةِ يُهِلُّ، أوْ يُلَبي". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الجنائز، باب كيف يكفن المحرم (230) رقم (1268) . ومسلم: كتاب الحج، باب ما يُفعل بالمحرم إذا مات (517) رقم (1206) . = الحديث: 951 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 مهملة، أي كُسرت عنقه. "ولا تُخمروا رأسَهُ" بالخاء المعجمة، أي: لا تغطوها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 281 - [952] "اضمدها" (1) بالضاد المعجمة، أي: ألْطِخها بالصبِر (2) ؛ بفتح الصاد المهملة، وكسر الموحدة في الأشهر.   = وأبو داود: كتاب الجنائز، باب كيف يصنع بالمحرم إذا مات (2/238) رقم (3238) و (3239) . والنسائي: كتاب الجنائز، كيف يكفن المحرم إذا مات (4/39) رقم (3084) . وابن ماجه: كتاب المناسك، باب المحرم يموت (2/1030) . وأحمد (1/215، 220، 221، 266، 286، 328، 333، 346) ، والدارمي (1859) . انظر: تحفة الأشراف (4/433) حديث (5582) . (1) باب ما جاء في المحرم يشْتكي عينَهُ فَيَضمَدُهَا بالصبرِ. (952) عن نُبَيْهِ بنِ وَهْب، أَن عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ بن معْمَرٍ اشْتكَى عينه وهو مُحْرِمٌ، فسَأل أَبانَ بن عُثْمَانَ، فقال: اضمدْهُمَا بالصبِرِ، فإِنَي سَمِعْتُ عُثْمَانَ بن عفانَ يذْكُرُهَا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "اضْمِدْهُمَا بِالصَّبِرِ". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب الحج، باب جواز مداواة المحرم عينه (516) رقم (1204) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب يكتحل المحرم (1/569) رقم (1838) و (1839) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، الكحل للمحرم (5/143) . وأحمد (1/59، 65، 68، 69) . وانظر: تحفة الأشراف (7/243) حديث (9777) . (2) قال الجوهري: الصبِرُ، بكسر الباء، هذا الدواء المر، ولا يُسكن إلاَّ في ضرورة الشعر. الصحاح (2/394) مادة: صبر. الحديث: 952 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 282 - [953] "فيتهافت" (1) بالفاء والتاء المثناه من فوق؛ أي:   (1) باب ما جاء في المُحْرِم يَحْلِقُ رَأْسَهُ فِي إحرامه ما عَليهِ. (953) عن كَعْبِ بن عُجرة، أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرَّ بهِ -وهو بالحديبيةِ قَبْلَ أَنْ يَدخُلَ مَكَةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَهُوَ يُوْقِدُ تَحْتَ قدْرٍ، وَالقَمْلُ يَتَهَافَتُ على وجهه- فقال: " أتُؤذيكَ هَوَامُّكِ هَذِه "؛ فقال: نعم، فقال: " احْلِقْ وَأطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَةِ مَسَاكِينَ ". والفَرقُ ثلاثة آصُع: " أَوْ صمْ ثَلاثَةَ أَيامٍ، أَوِ انْسُكْ نَسِيْكَةً". قال ابن أبي نَجيحٍ "أو اذْبَحْ شَاةَ". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب المُحصر، باب قوله تعالى: {أَوْ صَدَقَةٍ} وهي إطعام ستة مساكين (319) رقم (1815) . ومسلم: كتاب الحج، باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى، ووجوب الفدية لحلقه وبيان قدرها (514) رقم (1201) . وأبو داود: كتاب المناسك، باب في الفدية (1/574) رقم (1856، 1857) . والنسائي: كتاب مناسك الحج، في المحرم يؤذيه القمل في رأسه (5/194) . ومالك (1258) (1259) ، وأحمد = الحديث: 953 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 يتساقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 283 - [954] "عن أبي البدَّاح" (1) ، بفتح الباء الموحدة وتشديد الدال المهملة، وآخره حاء مهملة، ذكر جماعة أنه لقب عليه. وكنيته أبو عمر، وقيل: أبو بكر، واسمه عدي وأبوه عاصم بن عدي، وليس له ولا لأبيه عند المصنف إلاَّ هذا الحديث.   = (4/241، 242، 243، 244) ، وانظر: تحفة الأشراف (8/300) حديث (11114) . (1) (ع) أبو البدَّاح، بفتح الموحدة وتشديد المهملة وآخره مهمنة ابن عاصم بن عدي، بن الجد، بفتح الجيم، البلوي حليف الأنصار يقال اسمه: عدي، ويقال: كنيته أبو عمرو، وأبو البدَّاح، لقب، ثقة من الثالثة، مات سنة عشر ومائة، وقيل بعد ذلك، ووهم من قال له صحبه. التقريب ص (621) رقم (7951) . الحديث: 954 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 284 - [959] "من طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه" (1) أي: لم يَسْهُ فيه بزيادة أو نقص.   (1) باب ما جاء في استلامِ الرّكْنَيْن. (959) عن ابن عُبَيْدِ بن عُمَير عن أبيه، أنَّ ابن عُمَر كان يُزَاحِمُ على الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا ما رأيتُ أَحدًا من أصحاب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعلهُ، فقلتُ: يا أبا عبد الرَّحمن إنَّك تزَاحِمُ على الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أحَدًا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُزَاحِمُ عليه، فقال: إنْ أَفْعَل، فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: " إن مسْحَهُمَا كفارَة للخطايا " وسمعته يقول: " من طاف بهذا البيت أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ "، وسمعته يقول: " لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلاَّ حط الله عنه خطيئةً وكتب له بها حسنةً ". وروى حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن ابن عبيد بن عمير، عن ابن عمر نحوه، ولم يذكر فيه؛ عن أبيه. هذا حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: أحمد (2/3، 88، 95) . وانظر تحفة الأشراف (6/7) حديث (7317) . ورواية حماد بن زيد أخرجها النسائي (5/221) ، وأحمد (2/11) . وهي أرجح، لأنَّ عطاء بن السائب قد اختلط، ورواية جرير عنه بعد الإختلاط، ورواية حماد بن زيد عنه قبل الاختلاط. الحديث: 959 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 285 - [961] "يشهد على من استلمه بحق" (1) .   (1) باب ما جاء في الحَجَرِ الأسودِ. (961) عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحَجَرِ: "وَاللهِ لَيبَعثَنهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بهما ولسانٌ ينطق به، يشهد على من استَلَمَهُ بَحَق". = الحديث: 961 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 قال العراقي: "على هُنَا بمعنى اللام، وفي رواية أحمد (1) ، والدارمي (2) ، وابن حبان (3) ، يشهد لمن استلمه. قال: والباء في "بحق" يحتمل تعلقها بيشهد، أو باستلمهُ".   = هذا حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: ابن ماجه: كتاب المناسك، باب استلام الحجر (2/982) رقم (2944) . وأحمد (1/247، 266، 291، 307، 371) ، والدارمي (1846) . وانظر: تحفة الأشراف (4/421) حديث (5536) . (1) مسند أحمد (1/247، 226) . (2) سنن الدارمي (1841) يراجع. (3) صحيح ابن حبان (3711، 3712) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 "أبوابُ الجنائز" (1)   (1) في هامش الأصل و (ش) : "مطلب أبواب الجنائز ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 286 - [966] "من نصب" (1) هو بفتح النون والصاد المهملة. "ولا وصب" هو دوام الوجع ولزومه، وقد يطلق على التعب والفتور في البدن.   (1) باب ما جاء في ثَوَاب المَرِيْضِ. (966) عن أبي سعيد الخُدْرِيَ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ شَيءٍ يُصِيْبُ المُؤْمن مِنْ نَصَبٍ وَلاَ حَزَنٍ وَلاَ وصَبٍ حَتى الهمُّ يَهُمُّهُ، إِلاَّ يُكَفِّرُ الله بِهِ عَنْهُ سَيئاتِهِ" ْهذا حديث حسنٌ في هَذَا البَابِ. وسمعتُ بن الجارود يقول: سمِعْتُ وكيعًا يقول: لم يُسْمعْ في الهَم أنه يكون كفارةً إلاَّ في هذا الحديث. وقد روى بعضهم هذا الحديث، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب البر والصلاة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك ص (110) رقم (2573) . وأحمد (3/4، 24، 61، 81) . وانظر: تحفة الأشراف (3/406) حديث (4165) . وأخرجه أحمد (3/38) من طريق يزيد ابن محمَّد القرشي، عن أبي سعيد. وأخرجه البخاري (7/148) ، ومسلم (8/16) وأحمد (2/303، 335) و (3/18، 48) من طريق عطاء عن أبي هريرة، وأبي سعيد. الحديث: 966 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 287 - [967] "لم يَزَلْ في خُرفة الجنة" (1) بضم الخاء، وسكون الراء، وفتح الفاء. قال الهروي في الغريبين: "ما يخترف من النخل حين يدرك   (1) باب ما جاء في عِيَادَةِ المَرِيض. (967) عن ثوبان عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إنَّ المُسلِمَ إذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لمْ يَزَلْ فِي خُرفَةِ الجَنَة". وفي الباب عن علي، وأبي موسى، والبراء، وأبي هريرة، وأنس، وجابر، حديث ثوبان حديثٌ حسنٌ. ْوروى أبو غفار، وعاصم الأحول هذا الحديث عن أبي قلابة عن أبي الأشعثِ، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوه. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب البر والصلاة والآداب، باب فضل عيادة المريض ص (1098) رقم (2568) . وأحمد (5/276، 279، 283) ، وانظر: تحفة الأشراف (2/137) حديث (2105) . الحديث: 967 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 ثمره" (1) . قال أبو بكر الأنباري (2) : "شبه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما يحرزه عائد [المريض] (3) من الثواب، بما يحرزه المخترف من الثمر، وحكى الهروي عن بعضهم أنَّ المراد بذلك، الطريق، فيكون معناه أنه [في] (4) طريق يؤديه (5) إلى الجنة (6) ، وقد قيل: أنها الطريق بين النخل". قال شمر (7) : المخترف (8) سكة بين صفين من نخل، يخترف من أيهما شاء (9) والخريف: بفتح الخاء وكسر الراء البستان من النخل " (10) .   (1) الغريبين (2/200) . (2) هو الإمام الحافظ اللغوي، أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد، ابن الأنباري، المقرىء النحوي، من مصنفاته كتاب " غريب الحديث " وكتاب "الوقف والابتداء" وغيرها، مات سنة (328 هـ) . انظر: تاريخ بغداد (3/181) ، سير أعلام النبلاء (15/274) . (3) "المريض" ساقطة من الأصل. (4) "في" ساقطة من الأصل. (5) في (ك) : " تؤديه " و (ش) : " يؤدبه ". (6) في (ك) : " المخرفه ". (7) هو شمر بن حمدويه، أبو عمرو الهروي، لغوي، أديب، أخذ عن ابن الأعرابي والأصمعي، والفراء وغيرهم. وصنف كتابًا في اللغة، وكتابًا في غريب الحديث وغيرهما. مات سنة (255 هـ) . انظر: معجم الأدباء (11/274) . (8) في (ك) : "المخرفة". (9) قول شمر في الغريبين (2/199) . (10) وهو قول ابن قتيبة كما نقله عنه الهروي في الغريبين (2/199) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 288 - [969] "عن ثوير (1) " -بضم المثلثة- مصغر بن أبي (2) فاختة، بالفاء وكسر الخاء المعجمة بعدها مثناه من فوق.   (1) (ت) : ثوير، مصغر، ابن أبي فاخِتَة، بمعجمة مكسورة ومثناة سعيد بن علاقة، بكسر المهملة، الكوفي، أبو الجهم، ضعيف رُمي بالرَّفض، من الرابعة. التقريب ص (135) رقم (862) . (2) في (ك) : " أي ". الحديث: 969 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 289 - [970] "عن حارثة بن مُضَرِّب (1) " بالحاء المهملة، والثاء   (1) (بخ، ع) حارثة بن مُضرب، بتشديد الراء المكسورة قبلها معجمة، العبدي، الكوفي، ثقة، من الثانية، غلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه، التقريب ص (149) رقم (1063) . الحديث: 970 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 المثلثة. وأبوه: بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وكسر الراء (1) المشددة، وآخره ياء موحدة، وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "خبَّاب (2) " بفتح الخاء المعجمة، وتشديد الباء الموحدة وآخره [باء] (3) موحدة أيضًا. "ابن الأرت" بتشديد التاء المثناه من فوق. 289 م- 971 "لا يتمنيَّن أحدكم الموت لضررٍ نزل به" (4) زاد ابن حبان: "في الدنيا". "وليقل: اللَّهمَّ أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" (5) . قال العراقي: " لما كانت الحياة حاصلة وهو متصف بها، حسن الإتيان بما، أي: ما دامت الحياة متصفة بهذا الوصف، ولما (6) كانت   (1) " الراء ": ساقة من (ك) . (2) (ع) : خباب، بموحدتين الأولى مثقله، ابن الأرت، التميمي أبو عبد الله، من السابقين إلى الإسلام، وكان يعذب في الله وشهد بدرًا، ثم نزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين. التقريب ص (192) رقم (1698) الإصابة (3/76) (1486) . (3) "باء" ساقطة من الأصل. (4) باب ما جاء في النهي عن التمني للموت. (971) عن أنس بن مالك، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه: البخاري: المرضى، باب تمني المريض الموت، رقم (5671) . ومسلم: الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به، رقم (2680) . أبو داود: الجنائز، باب في كراهية تمني الموت رقم (3108) . النسائي: الجنائز، باب تمني الموت (4/40) . ابن ماجة: الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، رقم (4265) . (5) صحيح ابن حبان: كتاب الجنائز، ذكر ما يجب على المرء إذا مسه الضرّ أن يدعو به، رقم (2966) . (6) في (ك) : "وما". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 الوفاة معدومة في حال التمني لم يحسن أن يقول: ما كانت، بل أتي بإذا الشرطية، فقال: إذا كانت، أي إذا آل (1) الحال إلى أن تكون الوفاة بهذا الوصف".   (1) في (ك) : " إذاك ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 290 - [976] "لقِّنوا موتاكم" (1) المراد من حضره الموت، قاله النووي وغيره.   (1) باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت، والدعاء له عنده. (976) عن أبي سعيد، عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لَقَنوُا مَوْتَاكُمْ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللهُ". وفي الباب عن أبي هريرة، وأم سلمة، وعائشة، وجابرٍ، وسُعْدَى المُرِّيَّةِ، وهي امرأةُ طَلْحَة بن عُبَيْدِ اللهِ. حديثُ أبي سعيدِ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. والحديث أخرجه: مسلم: كتاب الجنائز، تلقين الموتى لا إله إلاَّ الله (1916) . وأبو داود: الجنائز، باب في التلقين (3117) . والنسائي: الجنائز، باب تلقين الميت (4/5) . وابن ماجه: كتاب الجنائز، باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلاَّ الله (1445) . انظر: تحفة الأشراف (3/482) حديث (4403) . وأحمد (3/3) . الحديث: 976 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 291 - [977] "إذا حضرتم المريض أو الميت" (1) يحتمل أن يكون شكًّا من الراوي، وأن يكون (2) اللفظان معًا من نفس الحديث، ويدل على رواية مسلم، "والميت" (3) بالواو. "فقولوا خيرًا" يحتمل أن يراد به هنا الدعاء للميت بدليل قوله:   (1) (977) عن أم سلمة قالت: قال لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا حضرتم المريض أو الميت، فقولوا خيرًا، فإن الملائكة يؤَمِّنُون على ما تقولون". قالت: فلما مات أبو سلمة، أتيتُ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقلت: يا رسول الله إنَّ أبا سلمة مات، قال: "فَقُولِي اللهم اغْفِر لَهُ وأعْقبني منه عقبى حسنة" قالت: فقلتُ فأعقبني الله منه من هو خير منه: رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. حديث أم سلمة حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه: مسلم: الجنائز، باب ما يقال عند المريض والميت (919) . وأبو داود: الجنائز باب تغميض الميت (3118) . والنسائي: الجنائز، باب كثرة ذكر الموت (4/4، 5) . وأحمد (6/322، 291، 306) . (2) في (ك) : " أو أن ". (3) صحيح مسلم (919) وفيه: أو الميت. الحديث: 977 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 "فإنَ الملائكة يؤَمِّنُون على ما تقولون" (1) والتأمين يكون عند الدعاء، ويحتمل أن يراد به ترك التسخط والجزع، وترك الدعاء على أنفسهم بالويل والثبور، فإنَّ الملائكة تؤمن على دعائهم فيستجاب دعاء الملائكة فيهم.   (1) كما في حديث الباب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 292 - [978] "عن موسى بن سَرجِس" (1) بفتح المهملة، وسكون الراء، وكسر الجيم وسين مهملة، وليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث.   (1) (ت، س، ق) موسى بن سَرْجِس، بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة، مدني، مستور، من السادسة. التقريب ص (511) رقم (6964) . الحديث: 978 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 293 - [979] "عن عبد الرَّحمن بن العلاء" (1) هو بن اللجلاج الغطفاني، ويقال: العامري، لا يعرف إلاَّ برواية مُبَشِّر بن إسماعيل الحلبي (2) عنه وليس له، ولأبيه (3) في الكتب إلاَّ هذا الحديث. "بِهَوْنِ مَوْتٍ" (4) بفتح الهاء، الرفق واللين.   (1) (ت) : عبد الرَّحمن بن العلاء بن اللجلاج، بجيميمن، نزيل، حلب، مقبول، من السابعة، التقريب ص (348) رقم (3975) . (2) (ع) مبشر، بكسر المعجمة الثقيلة، ابن إسماعيل الحلبي أبو إسماعيل الكلبي مولاهم صدوق، من التاسعة، مات سنة مائتين، التقريب ص (519) رقم (6465) . (3) (ت) العلاء بن اللجلاج، بسكون الجيم الأولى، الشامي، يقال إنه أخو خالد، ثقة، من الرابعة. التقريب ص (436) رقم (5255) . (4) باب ما جاء في التشديد عند الموتِ. (979) عن عائشة، قالت: " ما أغْبطُ أحدًا بِهَونِ مَوْتِ بعد الذي رَأَيْتُ من شِدةِ مَوْتِ رسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، وقلت له: من عبد الرَّحمن بن العلاء؛ فقال: هو ابن العلاء بن اللَّجلاجِ، وإنما أعرفه من هذا الوجه. وانظر: تحفة الأشراف (11/466) ، حديث (16274) . الحديث: 979 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 294 - [982] "المؤمن يموت بعرق الجبين" (1) .   (1) باب ما جاء أن المؤمن يموت بعرقِ الجبين (982) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " المؤمنُ يَمُوتُ بعَرَقِ الجبين ". وفي الباب عن ابن مسعودِ. = الحديث: 982 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 قال العراقي: " اختلف في معنى هذا الحديث، فقيل: إنَّ عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت، وقيل: من الحياء وذلك لأنَّ المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل، واستحى من الله فعرق لذلك جبينه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 295 - [986] "أخبرنا حبيب بن سليم العبسي (1) عن بلال بن يحيى العبسي (2) " كلاهما بالباء الموحدة والسين المهملة. "يَنْهَي عن النَّعي" (3) بفتح النون وسكون العين المهملة، وتخفيف الياء، وفيه أيضًا كسر العين، وتشديد الياء. قال الجوهري: " النعي خبر الموت " (4) ، والمراد: به هنا النعي المعروف في الجاهلية".   = هذا حديثٌ حسنٌ، وقد قال بعضُ أهلِ الحديث: لا نعرف لقتادة سماعًا من عبد الله بن بُريدة. والحديث أخرجه: النسائي: الجنائز، باب علامة موت المؤمن (1828، 1829) (3/5) . وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع (1/467) رقم (1452) . وأحمد (5/350، 357، 360) . انظر: تحفة الأشراف (2/88) ، حديث (1992) . وأما قول البخاري في قتادة لاشتراطه مع المعاصرة اللقيا، وإلاَّ فقد عاصر عبد الله ابن بريدة قتادة، حيث توفي الأول سنة (155 هـ) ، والثاني بعده بسنتين. (1) (ت، ق) حبيب بن سُليم العَبْسِي، بالموحدة، الكوفي، مقبول، من السابعة، التقريب ص (151) رقم (1094) . (2) (بخ، ع) بلال بن يحيى العبسي، الكوفي، صدوق من الثالثة. التقريب ص (129) رقم (786) . (3) باب ما جاءَ في كراهية النعي. (986) عن حذيفة بن اليمان، قال: إذا مِتُّ فَلاَ تُؤذِنُوا بِي، إني أخافُ أن يَكُونَ نَعيًا، فإني سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَى عنِ النَّعْيِ. هذا حديثٌ حسنٌ. والحديث أخرجه: ابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في النَّهي عن النعي (1/474) (1476) . وأحمد (5/385، 406) . وانظر: تحفة الأشراف (3/22) حديث (3303) . (4) الصحاح (6/538) نعا. الحديث: 986 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 قال الأصمعي: " كانت العرب إذا مات فيها ميت له قدرٌ، رَكِبَ راكبٌ (1) فرسًا وجعل يسير في النَّاس ويقول: نعاء فلانًا؛ أي أنعه وأظهر خبر وفاته " (2) . قال الجوهري (3) : " وهي مبنية على الكسر، مثل دَرَاك نزال (4) " (5) . "عن سعد بن سنان" (6) قال ابن حبان في الثقات: " اختلف في اسمه فقيل: سعد بن سنان، وقيل: سعيد بالياء، وقيل: سنان بن سعد، [قال] (7) وأرجو أن يكون الصحيح سنان بن سعد، وقد اعتبرت حديثه، فرأيتُ ما روى عن سنان بن سعد يشبه (8) أحاديث النَّاس، وما روى عن سعد بن سنان، وسعيد بن سنان فيه المناكير كأنهما اثنان ". قال العراقي: " وقد انفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب (9) . "الصَّبر عند (10) الصدمة الأولى" (11) .   (1) ساقطة من (ش) . (2) نقله عنه الجوهري. المرجع السابق. (3) في (ش) : " الجُوري ". (4) في (ك) : " وتراك ". (5) وتتمة كلامه: بمعنى أدرك وأنزل. المرجع السابق (6) (د، ت، ق) سعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد الكندي، المصري، وصوَّب البخاريُّ وابن يونس، صدوق له أفراد، من الخامسة. التقريب ص (231) رقم (2238) . (7) "قال": ساقطة من الأصل. (8) في (ك) : " ليشبه ". (9) (ع) يزيد بن أبي حبيب المصري، أو رجاء، واسم أبيه سويد، واختلف في وَلائه، ثقة، فقيه، وكان يرسل من الخامسة مات سنة ثمان وعشرين، وقد قارب الثمانين. التقريب ص (600) رقم (7701) . (10) في (ك) : " في " وهو الصواب. (11) باب ما جاءَ أنَّ الصبر في الصدمةِ الأولى. (987) عن سعد بن سنان، عن أنس، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الصبر في الصدْمَةِ الأوَلى". هذا حديثٌ غريب من هذا الوجه. والحديث أخرجه: ابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في الصبر على المصيبة (1/509) (1596) . وانظر: تحفة الأشراف (1/222) حديث (848) . = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 قال العراقي: "أي: الصبر الكامل الذي يتعقب جزيل الأجر والثواب لا أنَّ ما بعد الصدمة الأولى لا يسمى صبرًا". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 296 - [991] "عن خليد بن جعفر (1) "، بضم الخاء مصغر.   = وقد أتى الحديث من طريق آخر عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصبر عندَ الصدْمَةِ الأولى". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: (2/93، 99، 155) (9/81) . ومسلم: (3/40، 41) . وأبو داود (3124) . والنسائي: (4/22) . وانظر: تحفة الأشراف (1/141) حديث (439) . (1) (م، ت، س) خُلَيد بن جعفر بن طريف الحنفي، أبو سليمان البصري، صدوق، لم يثبت أن ابن معين ضعَّفه. من السادسة. التقريب ص (195) رقم (1738) . الحديث: 991 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 297 - [995] "إِذا ولي أحدُكُم أخاهُ فليُحْسِنْ كَفَنَهُ" (1) . المشهور في رواية هذا الحديث؛ فتح الفاء، وحكي بعضهم بسكونها على المصدر، والمراد بتحسينه، سبوغه، وبياضه (2) . 297 م- 996 "يمانية" (3) بتخفيف الياء.   (1) باب ما يستحب من الأكفان. (995) عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذَا وَلِيَ أحدُكُم أخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنه". وفيه عن جابر. هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. والحديث أخرجه: ابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء فيما يستحب من الكفن (1/473) رقم (1474) ، وانظر: تحفة الأشراف (9/264) حديث (12125) . (2) في النهاية (4/193) نقلاً عن بعضهم، بسكون الفاء على المصدر أي تكفينه، وهو الأعم لأنه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله، والمعروف فيه الفتح. (3) باب ما جاء في كفن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (996) عن عائشة، قال: " كُفنَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ثَلاَثَةِ أثْوَاب، بيضِ يَمَانِية، ليس فيها قميص ولا عِمَامَة ". قال: فذكروا لعائشة قولهم: في ثَوْبَيْنِ وبُرْدِ حِبَرَة، فقَالتْ: قدْ أتى بالبردِ، ولكنهُم رَدُّوهُ وَلَمْ يُكَفنُوه فيهِ. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: الجنائز، باب الثياب البيض للكفن (1264) . ومسلم: الجنائز، تكفين الميت ص (401) رقم (941) . وأبو داود: الجنائز، باب في الكفن (3/198، 199) رقم (3151) . (3152) . والنسائي: الجنائز، كفن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (4/35، 36) = الحديث: 995 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 "وبرد حبرة"، بالإضافة، وبالتنوين والأولى أشهر، وحِبرةٍ بوزن عِنَبَه، وهو من البرود ما كان موشيًا، مخططًا (1) .   = (1899) . وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في كفن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (1/472) رقم (1469) . ومالك (1011) ، وأحمد (6/40، 45، 118، 132، 165، 192، 203، 214، 264) . انظر: تحفة الأشراف (12/126) حديث (16786) . وأخرجه مسلم (3/49) ، وأحمد من طريق أبي سلمة عن عائشة. (1) النهاية (3/116) برد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 298 - [105] "أو لم تَكُنْ نَهَيْتَ عن البُكَاءِ؟ " (1) بالبناء للفاعل على المشهور، وضبطه بعضهم بالبناء للمفعول. "ورنَّه شيطانٍ" قال النووي في الخلاصة: " المراد به الغناء، والمزامير، قال: وكذا جاء مبيِّنًا في رواية البيهقي (2) ". قال العراقي: " ويحتمل أنَّ المراد به رنة النوح لا رنة الغناء، ونسب إلى الشيطان لأنه ورد في الحديث: " أول من ناح إبليس " (3) ، وتكون رواية الترمذي قد ذكر فيها أحد الصورتين فقط، واختصر الآخر ويؤيده أنَّ في رواية البيهقي "إنِّي لم أَنْهَ عن البكاءِ، وإنَّما نهيتُ عن النوح: صَوْتَيْنِ أحْمَقيْنِ، فاجرين: صوت عن نغمة لهو ولعب،   (1) باب ما جاء في الرُّخصةِ في البُكَاء على الميتِ. (1005) عن جابر بن عبد الله، قال: أخذَ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيدِ عبد الرَّحمن بن عوفٍ، فانطلق به إلى ابنِهِ إبراهِيمَ فَوَجَدَهُ يجُودُ بِنَفْسِهِ، فَأَخذَهُ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فوضَعَهُ في حِجْرِهِ، فبَكَى، فقال له عبد الرَّحمن: أتبكي؟ أوَ لَمْ تكُنْ نهَيْتَ عن البُكَاء؟ قال: "لا، ولَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أحمَقَيْنِ، فاجِرينِ، صَوْت عِنْدَ مُصِيْبَةِ خَمْشِ وُجُوه، وشق جُيُوبِ، وَرَنَّةِ شَيْطَان". وفي الحديث كلاَمٌ أكثرُ مِنْ هَذَا. هذا حديثٌ حسنٌ. وانظر: تحفة الأشراف (2/243) حديث (2483) . وفيه ابن أبي ليلى وهو ضعيف، لكن الحديث له أصل في الصحيحين. (2) خلاصة الأحكام في مبهمات السنن وقواعد الاسلام (2/1057) ، والسنن الكبرى للبيهقي (4/69) وفيه: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان. (3) لم أجده. الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 ومزامير الشيطان (1) . وصوتٍ عند مصيبةٍ، خمشِ وُجُوهٍ، وشقِّ جُيُوب، ورَنةٍ، وهذا هو رحمة، ومن لا يرحم، لا يرحم" (2) .   (1) في (ك) : " شيطان ". (2) السنن الكبرى للبيهقي (4/69) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 299 - [1011] "ما دُونَ الخَبَبِ" (1) هو سرعة المشي مع تقارب الخطا. "فلا يُبَعدُ إِلاَّ أهْلُ النارِ". قال العراقي: [يحتمل] (2) ضبطه وجهين: أحدهما بناؤه للمفعول، ويكون المراد أنَّ حاملها يبعدها عنه بسرعته بها، لكونه من أهل النَّار، ويحتمل أن يكون بفتح الياء والعين أيضًا من بعِد بالكسر، يبعَد؛ بالفتح إذا (3) هلك ". "والجنازة متبوعة" إلى آخره ... قال العراقي: " يحتمل ذلك على حالة الصلاة عليها جمعًا بين الأحاديث، وأبو ماجد (4) رجلٌ مجهول.   (1) باب ما جاء في المشْي خَلْفَ الجَنَازَةِ. (1011) عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: سألنا رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن المشي خَلْفَ اَلجنازَةِ؟ قال: "مَا دُونَ الخَبَب فَإنْ كَانَ خَيرًا عجلْتُمُوهُ، وإنْ كَانَ شَرًّا فَلاَ يُبْعَدُ إلاَّ أهْلُ النارِ، الجنازة مَتْبُوعَة ولا تُتْبعُ، ولَيسَ مِنَا مَنْ تَقَدَمَهَا". هذا حديثٌ غريبٌ لا يُعْرَفُ من حديث عبد الله بن مسعُود إلاَّ من هذا الوجه. والحديث أخرجه: أبو داود: الجنائز، باب الإسراع بالجنازة رقم (3184) وضعفه. وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة (1/476) رقم (1484) . وأحمد (1/378، 394، 415، 419، 432) . انظر: تحفة الأشراف (7/168) حديث (9637) . وضعيف الترمذي للعلامة الألباني (169) . (2) "يحتمل" مطموس في الأصل. (3) في (ك) : "إلا". (4) (د، ت، ق) أبو ماجد، عن ابن مسعود، قيل: اسمه عائذ بن نَضْلَة، مجهول، لم يرو عنه غير يحيى الجابر من الثانية. التقريب ص (670) رقم (8334) . = الحديث: 1011 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 قال أبو حاتم الرازي: " اسمه عايذ بن نضْلَة (1) " (2) . وقال ابن المديني: "لا نعلم (3) روى عنه غير يحيى الجَابِرُ (4) ، ويقال فيه، أبو ماجد، وله حديثان عن ابن مسعود، الحديث الآخر ما رواه أبو الأحوص (5) ، عن يحيى التيمي (6) عن أبي ماجد عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنَّ الله عفوٌّ يحب العفو" ويحيى إمامُ بنِي تَيم الله، ثقةٌ". قال العراقي: " هذا مخالف لقول الجمهور، فقد ضعفه ابن معين (7) وأبو حاتم (8) والنسائي (9) والجوزجاني (10) ، وقال البيهقي: ضعفه جماعة من أهل النقل " (11) ، نعم قال فيه أحمد، وابن عدي: " لا بأس به " (12) .   = وفي " ش ": أبو حامد. (1) في الأصل: " عابد في فضله ". (2) الجرح والتعديل (7/16) (75) . (3) في (ش) : لا يُعلمُ. (4) قول ابن المديني في تهذيب الكمال، في ترجمة أبو ماجدة (34/241) . (5) (بخ، م، 4) عوف بن مالك بن نَضلة، بفتح النون وسكون المعجمة، الجُشَمي، بضم الجيم، وفتح المعجمة أبو الأحوص الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، قتل في ولاية الحجاج على العراق، التقريب ص (433) رقم (5218) . (6) (د، ت، ق) يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر، بالجيم والموحدة، أبو الحارث الكوفي لين الحديث، من السادسة، وروايته عن المقدام مرسلة. التقريب ص (1059) (7631) . وفي تهذيب الكمال التيمي البكري، إمام مسجد، من بني تيم الله كان يُجَبِّرُ الأعضاء. (7) قول يحيى في الجرح (9/161) . (8) قول ابن حاتم في الجرح (9/161) . (9) قول النساي في الضعفاء رقم (623) . (10) قول الجوزجاني في أحوال الرجال. ترجمة (70) . في (ك) و (ش) : " الجوزجاني ". (11) قول البيهقي في السنن الكبرى (4/25) في الجنائز، باب عشر خلفها. (12) قول أحمد، العلل (1/128، 22/118) وفي الجرح (9/161) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 300 - [1013] "سمِعتُ جابرَ بن سَمُرَةَ (1) ". قال العراقي: " وقع (2) في بعض نسخ الترمذي، جابر بن عبد الله، وصحح عليه بعض أهل الحديث، وهو غلط. والصواب، ابن سَمُرَةَ ". "وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ له يسعى" (3) . قال العراقي: " روي بالياء وبالنون " (4) . " وهُوَ يَتَوقَّصُ بهِ " بالقاف المشدَّدة، والصَّاد المُهملة، أي: يتوثب به، وفي مصنف ابن أبي شيبه يتوقس (5) بالسين المهملة وهما لغتان.   (1) (ع) جابر بن سمُرَة بن جُنادة، بضم الجيم، بعدها نون، السُّوائي، بضم المهملة والمد صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة ومات بها سنة سبعين. التقريب ص (136) رقم (86) الإصابة (2/42) رقم (1014) . (2) "وقع": ساقطة من (ك) . (3) باب ما جاء في الرخصة في الركوب خلف الجنَازَةِ. (1013) عن سِمَاكٍ، قال: سَمِعْتُ جَابِرَ ابن سَمُرَةَ يَقُولُ: كُنا مَعَ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في جنازَةِ ابنَ الدحدَاحِ وَهُوَ علَى فَرَس لَهُ يَسْعَى، ونحنُ حَوْلَهُ وَهُوَ يَتَوقصُ بهِ". (1014) عن جابر بن سَمُرة؛ أنَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اتبعَ جنَازة ابن الدحداح، ورجع على فرس. هذا حديث حسنٌ صحيحٌ. والحديث الأول والذي يليه أخرجه: مسلم: الجنائز، باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف رقم (965) . وأبو داود: الجنائز باب الركوب في الجنازة (3178) . والنسائي: الجنائز، الركوب بعد الفراغ من الجنازة (4/86) (2026) . وأحمد (5/90، 95، 102) . وانظر: تحفة الأشراف (2/157) حديث (2180) . (4) في (ك) : " والنون ". (5) مصنف ابن أبي شيبة (2/478) (11246) الجنائز، من رخص في الركوب أمام الجنازة. الحديث: 1013 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 301 - [1016] "العافيةُ" (1) قال الخطابي: "هي السباع، والطير،   (1) باب ما جاء في قتلَى أُحُدِ وَذِكرِ حَمْزَةَ. (1016) عن أنس بن مالك، قال: أتى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على حمزة يوم أُحُدِ، فوقف عليه فرآه قدْ مُثلَ به. فقال: "لَولاَ أن تَجِدَ صفية في نَفسِهَا، لَتَرَكته حَتَى تَأكله العَافِية، حَتَى يُحشَر يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ بطُونِهَا". قال: ثم دَعَا بِنَمِرَة فَكَفنَهُ فِيْهَا، فَكَانَتْ إِذَا مُدتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا مُدتْ علَى = الحديث: 1016 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 التي تقع على الجيف فتأكلها، ويجمع على العوافي" (1) . "مالك بن هييره (2) " هو أبو سعيد السكوني، عداده في أهل مصر، ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث.   = رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، قال: فَكَثر القتْلَى وَقلتِ الثيَابُ، قال: فَكُفنَ الرجُلُ وَالرَّجُلاَنِ والثلاَثَةُ في الثوبِ الوَاحِدِ، ثُمَّ يُدْفَنُونَ فِي قَبْرٍ واحِدِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْألُ عَنْهُمْ: "أيهُمْ أكثَرُ قُرْآنا" فَيُقَدمُهُ إِلَى القِبْلَةِ، قال: فَدَفنَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلمْ يُصَل عَلَيْهِمْ. حديثُ أنسٍ حَديث غرِيبٌ، لا نعْرِفُهُ من حديثِ أَنسِ إِلاَّ مِن هَذَا الوَجْهِ. والحديث أخرجه: أبو داود: الجنائز باب التمهيد يغسل (3136) . وأحمد (3/128) ، وانظر تحفة الأشراف (10/12) حديث (1324) . (1) معالم السنن (1/265) كتاب الجنائز، من باب الشهيد لم يغسل. (2) (د، ت، ق) مالك بن هُبَيرة بن خالد بن مسلم الشَكوني، أو الكندي، أبو سعد، صحابي، نزل حمص، ومصر، مات في أيام مروان. التقريب ص (518) رقم (6455) . الإصابة (9/77) رقم (7691) . في (ك) : "هبره". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 302 - [1028] "فَقد أوجب" (1) في رواية أبي داود: " وَجَبت له الجنَهّ " وفي رواية البيهقي: " غفر له ".   (1) باب ما جاء في مرْثَدِ بن عبدِ الله اليَزيي. (1028) قَالَ: كَانَ مَالِكُ بنُ هُبَيْرَةَ، إذا صلَّى على جنازة، فتقال الناس عليها جَزأهُمْ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ ثم قالَ: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "مَن صّلَّى علَيْهِ ثَلاَثَهُ صُفُوفٍ، فَقَدْ أوْجَبَ". وفي الباب عن عائشة، وأم حبيبة، وأبي هريرة، ومَيْمُونَةَ زَوْجِ النبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. حديث مالكِ بن هُبَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، هكذا رَوَاهُ غَيْر وَاحِدِ عَنْ مُحَمد بن إسحَاقَ، وَرَوَى إِبراهيم بن سعْدٍ عن مُحَمَّد بن إسحاق هذا الحديث، وأدخل بين مرثدِ، وَمَالِكِ بن هُبَيْرةَ، رَجلاَ وَرِوَايَةُ هؤُلاءِ أَصَحُّ عِنْدَنَا. والحديث أخرجه: أبو داود: الجنائز، باب في الصفوف على الجنازة (3166) . وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء فيمن صلى عليه جماعة من المسلمين (1/478) (1490) . وأحمد (4/79) . وانظر: تحفة الأشراف (8/349) حديث (11208) ، وضعيف ابن ماجه للعلامة الألباني (327) وضعيف الترمذي له (173) . الحديث: 1028 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 303 - [1037] "وَرأَى قَبرًا منتَبذًا" (1)   (1) باب ما جاء في الصَّلاةِ على القبر. (1037) حدثنا الشَعبي قال: أخبرني من رأى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَأى قَبْرًا مُنْتَبذًا، فصف أصحابَهُ خَلْفَهُ فَصلَّى عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَخْبَرَكَه؟ فَقَالَ ابن عَباس. وفي البَاب عن أنس، وبُرَيدَةَ، وَيَزِيدَ بن ثَابِتِ، أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَامِرِ بن رَبِيْعَةَ، وَأَبِي قتادَةَ، = الحديث: 1037 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 قال في النَهاية: "أي منفردًا عن القبور بعيدًا عنها" (1) .   = وَسَهْلِ بن حُنَيْفِ. حديث ابنِ عباسِ حَديثٌ حَسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: الجنائز، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن (1336) . ومسلم: الجنائز، باب الصلاة على القبر (954) . وأبو داود: الجنائز، باب التكبير على الجنازة (3196) . والنسائي: الجنائز، الصلاة على القبر (4/85) (2023، 2024) . وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر (1/490) (1530) . وأحمد (1/224، 283، 338) . انظر: تحفة الأشراف (5/32) حديث (5766) . (1) النهاية (5/6) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 304 - [1042] "حتى تُخلِّفكُمْ" (1) بضم التاء وتشديد اللام أي: تتجاوزكم، وتجعلكم خلفها.   (1) باب ما جاء في القيام للجنازة (1042) عن عامر بن ربِيعَةَ عن رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إذَا رَأيتُمُ الجنازَةَ فَقُومُوا لَهَا حَتى تُخَلفَكُم أوْ تُوضعَ " وفي الباب عن أبي سعيد، وجابر، وسهلِْ بن حُنَيْفٍ، وَقَيْس بن سعيد وأبي هريرة. حديث عامر بن ربيعة حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. والحديث أخرجه: البخاري: كتاب الجنائز، باب القيام للجنازة، رقم (1307) . ومسلم: الجنائز، باب القيام للجنازة (958) . وأبو داود: الجنائز، باب القيام للجنازة (3172) . والنسائي: الجنائز، باب الأمر بالقيام للجنازة (4/44) (1915، 1916) . وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في القيام للجنازة (1/492) (1542) . وأحمد (1/224، 283، 338) (3/445، 446، 447) ، انظر: تحفة الأشراف (4/229) حديث (5041) . انظر: تحفة الأشراف (5/32) حديث (5766) . الحديث: 1042 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 305 - [1044] "عن واقد" (1) ؛ بالقاف.   (1) باب الرُّخصة في ترك القيام لها. (1044) عن واقِدٍ وهُو ابن عُمرِو بن سعْدِ بن مُعَاذ عن نافع بن جُبَير، عَنْ مَسْعُودِ ابنَ الحَكَمِ، عَن عَلِي بن أبي طالب، أنه ذُكر القِيَامُ في الجَنَائِزِ حتى توضع فقال عَلِي، قام رسول الله ثم قعد. وفي الباب عن الحسنِ بن علِي، وابن عباسِ. حديث عَلِي حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وفيه رواية أربعَةِ من التَابعِينَ بعضهم عن بعض. والحديث أخرجه: مسلم: الجنائز، باب نسخ القيامَ للجنازة (962) . أبو داود: الجنائز، باب القيام للجنازة (3175) . والنسائي: الجنائز، باب الرخصة في ترك القيام (4/46) (1923) من طريق آخر. وابن ماجه: الجنائز، باب ما جاء في القيام للجنازة (1/493) (1544) . ومالك (1022) ، وأحمد (821، 83، 13، 138) . انظر: تحفة الأشراف (7/446) حديث (10276) . الحديث: 1044 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 306 - [1545] "والشق لغيرنا" رواية أحمد. "والشق لأهل الكتاب". الحديث: 1545 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 307 - [1046] "بسم الله وبالله" قال العراقي: " تتعلق بمحذوف تقديره وبالله استعنت ونحوه ". الحديث: 1046 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 38 - [1053] "عن أبي كُدينَةَ"؛ بضم الكاف، وفتح الدال الحديث: 1053 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 المهملة، وياء التصغير، ونون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 309 - [1055] "بِالحُبشِيّ" بضم الحاء المهملة، وسكون الباء الموحدة، وكسر الشين المعجمة، وياء متشددة، مكانبينه وبين مكة اثني عشر ميلاً. الحديث: 1055 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 310 - [1053] "السلام عليكم يا أهل القبور" زاد الطبراني: الحديث: 1053 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 "من المؤمنين والمسلمين". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 311 - [1073] "حدثنا يوسف بن عيسى ثنا علي بن عاصم ثنا والله محمَّد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من عزَّى مصابًا فلهُ مِثْلُ أَجْرِهِ هذا حديث الحديث: 1073 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 غريبٌ". قال الحافظ صلاح الدين العلائي -ومن خطه نقلت-: " هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن محمَّد بن سوقة به. ومن طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبي الزبير عن جابر به وتعلق عليه في الأول بحماد بن الوليد فقد قال فيه ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه"، وقال ابن حبان: " يسرق الحديث ويلزق بالثقات ما ليس من حديثهم "، ثم ذكر له هذا الحديث، وأنه إنما يعرف من حديث علي بن عاصم لا من حديث الثوري، وفي الثاني بالعرزمي، فقد قال فيه النسائي: "ليس بثقة". قال العلائي: " علي بن عاصم أحد الحفاظ المكثرين، ولكن له أوهامًا كثيرة تكلموا فيه بسببها ومن جملتها هذا الحديث، وقد تابعه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 عليه عن محمَّد بن سوقه عبد الحكيم بن منصور، لكنه ليس بشيء، قال فيه ابن معين والنسائي: "متروك"، فكأنه سرقه من علي بن عاصم، وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: "كان أكثر كلامهم فيه"، يعني علي بن عاصم بسبب هذا الحديث، وقد رواه إبراهيم بن مسلم الخوارزمي عن وكيع، عن قيس بن الربيع، عن محمَّد بن سوقة وإبراهيم بن مُسلم، هذا ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يتكلم فيه أحد. وقيس بن الربيع، صدوق متكلم فيه، لكن حديثه يؤيد رواية علي بن عاصم ويخرج به عن أن يكون ضعيفًا واهيًا، فضلاً عن أن يكون موضوعًا، وقال يعقوب بن شيبة: "هذا حديثٌ كوفي منكر روي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 أنه لا أصل له مسندًا ولا موقوفًا، وقد رواه أبو بكر النهشلي، وهو صدوق ضعيف عن محمَّد بن سوقة" قال العلائي: "وهذه علة مؤثرة، لكن يعقوب بن شيبة ما ظفر بمتابعة، إبراهيم بن مسلم، وقد روى ابن ماجه، والبيهقي من طريق قيس عمارة مولى الأنصار وقد وثقه ابن حبان عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أنه سمع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "من عزَّى أخاه المؤمن من مصيبةٍ كساه الله حلل الكرامة يوم القيامة" والظاهر أنَّ في إسناده انقطاعًا" انتهى كلام العلائي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 312 - [1074] "مَا من مسلم يموت يوم الجُمُعَةِ، أو ليلة الجمُعَة الحديث: 1074 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 إلاَّ وقاه الله فتنة القبر". قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: " من مات يوم الجمعة فقد انكشف الغطاء عن أعماله عند الله؛ لأنَّ يوم الجُمُعة لا تسجر فيه جهنم، وتغلق أبوابها، ولا يعمل سُلطان النَّار ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدًا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلاً لسعادته، وحسن مآبه، وأنه لم يقبض في هذا اليوم العظيم إلاَّ من كتب الله له السعادة عنده، فلذلك يقيه فتنة القبر لأنَّ سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن انتهى". قلت: ومن تتمة ذلك: أنَّ من مات يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة له أجر شهيد كما وردت به أحاديث، والشهيد، ورد النص بأنه لا يسأل، فكأنَّ الميت يوم الجمعة، أو ليلتها على منواله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 313 - [1075] "عن سعيد بن عبد الله الجهني". قال العراقي: "ليس له [في الكتب] إلاَّ هذا الحديث، ولا يعرف إلاَّ في هذا الحديث، ولا يعرف إلاَّ برواية ابن وهب عنه، وقال فيه أبو حاتم مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات. "عن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه"، ليس لهما عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "الصلاة إذا آنت" قال العراقي: " هو بمد الهمزة بعدها نون، ومعناه: إذا حضرت، هكذا ضبطناه في أصول سماعنا، قال ووقع في روايتنا في مسند أحمد: " إذا أتت " بتاء مكررة، وبالقصر، والأول أظهر". "والأيِّمُ" بفتح الهمزة، وبكسر الياء المثناة من تحت، وتشديدها هي التي لا زوج لها. الحديث: 1075 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 314 - [1076] " أم الأسود " هي بنت يزيد مولاة أبي برزة الأسلمي، عن منية، لا يعرف روى عنها إلاَّ أم الأسود. "من عزى ثكلي" بفتح المثلثة؛ مقصود المرأة التي فقدت ولدها. الحديث: 1076 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 315 - [1079] "نفس المؤمن معلقة" أي محبوسة عن مقامها الكريم. وقال العراقي: "أي أمرها موقوف لا يحكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدَّين أم لا" انتهى. وسواء ترك الميت وفاء أم لا، كما صرَّح به جمهور أصحابنا، وشذَّ الماوردي فقال: " إنَّ الحديث محمول على من لم يخلف وفاء". الحديث: 1079 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 " أبواب النكاح " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 316 - [1080] "عن أبي الشمال"؛ بكسر الشين، وتخفيف الميم، ابن ضِباب؛ بكسر الضاد المعجمة وتخفيف الباء الموحدة، وتكرارها. قال أبو زرعة: " لا أعرفه إلاَّ في هذا الحديث ولا أعرف اسمه ". "أربع من سنن المرسلين: الحياء". قال العراقي: " وقع في روايتنا بفتح الحاء المهملة، وبعدها [ياء] مثناة من تحت، وصحفه بعضهم بكسر الحاء، وتشديد النون"، وقال ابن القيم في الهدي: روي في الجامع بالنون والياء، وسمعت أبا الحجاج الحافظ يقول: الصواب: "الختان"، وسقطت النون من الحاشية، كذلك رواه المحاملي. عن شيخ الترمذي عن [ابن] الحديث: 1080 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 وثيمة اسمه زفر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 317 - [1086] "فعليك بذات الدِّين تَرِبَتْ يَدَاكَ". قال العراقي في أماليه: " الدين هنا يمكن أن يحمل على الملة والتوحيد؛ أي: ارغبوا عن نكاح الكتابيات فهو مكروه، والأظهر حمله على الطاعات، والأعمال الصالحة، والعفة. قال: وهذا ما يعنيه الفقهاء بقولهم: إنَّ الدِّين من خصال الكفاءة". الحديث: 1086 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 318 - [1087] " فإنه أحرى " أي: أجدر. الحديث: 1087 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 "أن يُؤدَمَ بينكما" أي يؤلف، وتوفق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 319 - [1088] "أخبرنا أبو بِلْجٍ" بكسر الموحدة. "فصل ما بين الحلالِ والحرامِ الدَّف" بفتح الدال. "والصَّوتُ". قال البيهقي في سننه: " ذهب بعض النَّاس به إلى السماع وهو خطأ، وإنما معناه عندنا إعلان النكاح، واضطراب الصوت به، والذكر في النَاس ". الحديث: 1088 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 320 - [1091] "إذا رفَّأ الإنسان" بفتح الراء وتشديد الفاء الحديث: 1091 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 مهموز هذا هو المشهور في الرواية؛ أي: إذا أحب أن يدعو له. بالرفَّأ، وهي مأخوذة من الالتئام، والاجتماع، ومنه رفوت الثوب وروي بالقصر بغير همز على ترك الهمز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 321 - [1092] "عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لو أن أحدكم إذا أتى أهله ... " الحديث. قال العراقي: " هذا الحديث من أفراد ابن عباس عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يروه عن ابن عباس إلاَّ كريب ولم يروه عن كريب إلاَّ سالم ". قال البزار: " لا نعلم روي هذا الكلام عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ من هذا الوجه ". الحديث: 1092 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 "لم يضره الشيطان" قيل: المراد لم يصرعه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 322 - [1098] "ائتُوا الدَعَوةَ" بفتح الدال وهي الطعام. الحديث: 1098 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 323 - [1100] "هلا جارية" هو منصوب بفعل محذوف، أي: هلا تزوجت. الحديث: 1100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 324 - [1101] ["لا نكاح إلاَّ بولي" حمله الجمهور على نفي الصحة، وأبو حنيفة على نفي الكمال. الحديث: 1101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 325 - [1102] "فان اشتجروا" أي: اختصم الأولياء أيهم يزوج] . الحديث: 1102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 326 - [1103] "البغايا" جمع بغي، بالتشديد، وهي الزانية. الحديث: 1103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 327 - [1111] "فهو عاهرٌ" في رواية ابن ماجه فهو زان. الحديث: 1111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 328 - [1116] "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين". الحديث: 1116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 قال العراقي: " ذهب أكثر الأصوليين إلى أنَّ مفهوم العدد ليس بحجة، والذين يؤتون أجرهم مرَّتين أكثر من ذلك ". "عبد أدَّى حق الله وحق مواليه" قال ابن عبد البر: " لما اجتمع على العبد واجبان: طاعة ربه، وطاعة سيده في المعروف، فقام بهما جميعًا، كان له ضعفا أجر الحر المطيع لربه، مثل طاعته ". "ورجل كانت عنده جارية وضيئة" قال العراقي؛ "ليس في الكتب الستة وصف الجارية بأنها وضيئة إلاَّ في رواية الترمذي هذه، وهل هو قيد في حصول الأجر المذكور أم لا؛ فيه بحث". "ثمَّ جاء الكتابُ الآخِرُ" بكسر الخاء وهو القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 329 - [1118] "جاءت امرأةُ رِفَاعَةَ" لم يقع في الكتب الستة الحديث: 1118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 تسميتها، وقد سماها مالك في روايته تميمة بنت وهب. "عبد الرَّحمن بن الزّبير" بفتح الزاي، وكسر الياء الموحدة، بلا خلاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 330 - [1125] "عن أبي حريز"؛ بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء، وآخره زاي] اسمه عبد الله بن الحسين. "نهى أن تتزوج المرأة علي عمتها، أو علي خالتها" زاد الطبراني، وقال: " إنَكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم ". الحديث: 1125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 331 - [1128] "أنَّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشرة نسوة". ذكر ابن حبيب في المحبر أسماء من جاء الإسلام وعنده عشر نسوة وكلهم من ثقيف: غيلان هذا، ومسعود بن معتب، ومسعود بن عمرو، أو ابن عمير، وعروة بن مسعود، وسفيان بن عبد الله، وأبو عقيلة مسعود بن علي بن عامر بن [متعب] ، فنزل غيلان، وسفيان، وأبو عقيلة للإسلام، عن ست، ست. الحديث: 1128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 332 - [1130] "عن أبي وهب الجَيْشَانِي"، بفتح الجيم، وسكون المثناه من تحت، وشين معجمه ليس له، ولا لشيخه الضحاك ابن فيروز في الكتب إلاَّ هذا الحديث. الحديث: 1130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 333 - [1131] "عن رويفع بن ثابت" ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "فلا يَسْقِ ماؤهُ ولَد غيره" قال العراقي: "يجوز أن يكون [ماؤه] مفعولاً أولاً ليسقي والفاعل ضميره من، ويجوز أن يكون هو الفاعل، وعدَّاه لمفعول واحد". الحديث: 1131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 334 - [1132] "يوم أوطاسٍ" بالطاء، والسين المهملتين موضع بين حنين، والطائف وفيه الصرف، وعدمُه. الحديث: 1132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 335 - [1133] "حُلْوان الكاهن" بضم الحاء. الحديث: 1133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 336 - [1135] "عشرة أقْفِزةٍ" جمع قفيز، وهو مكيال معروف. "عند ابن عم له اسمه: عياش بن أبي [ربيعة] وخمسة الحديث: 1135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 بر"، في رواية مسلم: "تمر". "خطبني أبو جهم" هو بفتح الجيم مكبر، ابن حذيفة صاحب الإنبجانية. "ومعاوية" هو ابن أبي سفيان وقيل: هو غيره. قال النووي: " وهو غلط ". "فرجل شديدٌ على النِّساءِ" قال العراقي: " اختلف في معناه، فقيل المراد أنه يضرب النساء، وهو الظاهر، وقيل المراد به كثرة الجماع، حكاه الرافعي، عن أبي بكر الصيرفي، واستبعده ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 337 - [1136] "أنَّ الله إذا أراد أن يخلقه لم يَمْنَعْهُ" أي العزل أو الوطيء من خلقه. الحديث: 1136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 338 - [1141] "وشقه ساقط" في رواية أبي داود "مائل". الحديث: 1141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 339 - [1143] "بعد ست سنين" أي من هجرة زينب إلى المدينة؛ لأنها هاجرت بعد غزوة بدر، وأسلم أبو العاص في سنة ثمانٍ، قبل الفتح، بالنكاح الأول. قال البيهقي: " فإن قيل: العدة لا تبقى في الغالب إلى هذه المدة، قلنا: النكاح كان باقيًا إلى وقت نزول الآية في الممتحنة، ولم يؤثر بقاؤه على الكفر، وهي مسملمة فيه، فلما نزلت الآية وذلك بعد الحديبية وقف نكاحها -والله أعلم- إلى انقضاء العدة، ثم كان إسلام أبي الحديث: 1143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 العاص بعد ذلك بزمن يسير، بحيث يمكن أن يكون عدتها لم تنقض في الغالب، فيشبه أن يكون الرد كان لأجل ذلك". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 340 - [1145] "ولا وَكْسَ" بفتح الواو، وسكون الكاف، وآخره سين مهملة وهو النقصان. "ولا شطَطَ" بفتح الشين المعجمة، والطاء المكررة هو الزيادة. "فقام مَعْقِلُ بن سِنَانٍ" ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث. "في بِرْوَعَ" قال العراقي: " المشهور فيها عند أهل الحديث كسر الباء الموحدة، وبعدها راء ساكنة ثم واو مفتوحة، ثم عين مهملة. وقال الجوهري في الصحاح: " أهل الحديث يقولونه بكسر الباء، والصواب بالفتح؛ لأنه ليس في الكلام فِعْوَل إلاَّ خِرْوَع نَبت، وعِتْور اسمُ وادٍ. الحديث: 1145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 "بنت واشقٍ" بشين معجمة، زاد أحمد " امرأة من بني رواس ". وفي الإصابة: " الرواسية، أو الأشجعية، زوج هلال بن مُرَّة لها رواية ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 341 - [1153] "مذمة الرضاع". قال العراقي: "المشهور في الرواية، بفتح الميم، وكسر الذال المعجمة وبعدها ميم مفتوحة مشددة". وقال الخطابي: "فيه لغتان، فتح الذال وكسرها، يريد ذمام الرضاع، وحقه غُرة عبدٍ". قال العراقي: "المعروف في الرواية فيه التنوين، وعبد: تفسير للغرة، ويرويه بعضهم بالإضافة، وهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه". الحديث: 1153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 342 - [1158] "إذا أقبلت امرأة" هي حليمة بنت أبي ذؤيب الحديث: 1158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 السعدية. "في صورة شيطان". قال القرطبي: "أراد بالصوره هنا الصفة". "فإنَّ مَعَهَا مثل الذي معَهَا". هو كناية عن محل الوطء. قال القرطبي: " محل الوطء متساوى من النساء كلهن، والتفاوت إنما هو من خارج، فليكتف بمحل الوطء الذي هو المقصود، ويغفل عما سواه ". "الدَّستوائي "؛ بفتح الدال وسكون السين المهملتين، وضم التاء من فوق كذا جزم به ابن السمعاني في الأنساب، وقيل: بفتحها وهو الذي اشتهر بين قراء الحديث. "ابن سَنبر"؛ بفتح السين المهمله وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، وراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 343 - [1163] "عوانٌ" جمع عانية وهي الأسيرة. "غير مُبرِّحٍ" بضم الميم، وفتح الباء الموحدة وتشديد الراء مكسورة، وحاء مهملة؛ هو التشديد الشاق. الحديث: 1163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 344 - [1167] "مثَلُ الرافِلَةِ في الزِّينةِ" بالراء، والفاء، أي: الجارة ذيلها، المتمايلة في مشيها. الحديث: 1167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 345 - [1173] "استشرفَهَا الشيطَانُ" أي رآها من أعلى ما الحديث: 1173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 يفتن به النَّاس، أو دعا النَّاس إلى التشرف إليها، أي التطلع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 346 - [1174] "دخيل" بفتح الدال المهملة، وكسر الخاء المعجمة هو الضيف، والنزيل. الحديث: 1174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 347 - [1178] "اللَّهمَّ غفرا" بفتح الغين المعجمة، وهو منصوب على المصدر. الحديث: 1178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 348 - [1184] "جِدُّهُنَّ جِدٌّ" بكسر الجيم. الحديث: 1184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 "ذوَّادِ" بفتح الذال المعجمة وبعدها واو مشددة. "ابن عُلْبَةَ" بإسكان اللام بعدها موحَّدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 349 - [1197] "أفَنَكحلُهَا" بفتح الحاء وضمها. الحديث: 1197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 " أبواب البيوع " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 350 - [1208] "عن قيس بن أبي غرزة" بفتح الغين المعجمة، والراء ثم الزاي. "السَّماسِرَة" جمع سمسار بمهملتين. "يا معشر التجَّار". قال العراقي: "روى بتشديد الجيم وتخفيفها". "إنَّ الشيطان والإثم يحضران البيع". أما حضور الشيطان، فلأنه ورد أنَّ مجلسه الأسواق، وأما حضور الإثم؛ فقال ابن العربي: " هو مجاز، والمعنى أنه إذا حضر الشيطان الداعي إلى الإثم فقد حضر الإثم ". قال العراقي: " ويكون المراد بالإثم اليمين الكاذبة، قلت: يؤيِّده أنَّ في بعض طرق الحديث عند الطبراني: "أنَّ هذا البيع يحضره الحديث: 1208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 الحلف، والكذب" وفي لفظ عنده: " يحضره الحلف، والشيطان ". "فشُوبُوا" أي: اخلطوا. "ولا يعرف لقيس عن النِّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير هذا". قلت: روى له الطبراني حديثًا آخر، فأخرج من طريق الحكم عنه قال: مرَّ النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - برجلٍ يبيع طعامًا فقال: " يا صاحب الطعام أسفل هذا مثل أعلاه؛ قال: نعم، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: من غشَّ المسلمين فليس منهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 351 - [1211] "عن خرشة" بفتح الخاء المعجمة وشين معجمة. "ابن الحُر" بضم الحاء المهمله وتشديد الراء وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. 351 م- 1212 ولا يعرف لصخر الغامدي عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير هذا الحديث. قال العراقي: "روى له الطبراني حديثًا آخر من رواية سفيان، عن الحديث: 1211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 شعبة، عن يعلى بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 352 - [1213] "عمارة بن أبي حفصة"، اسم أبي حفصة؛ نابت، بالنون في أوله، وقيل ثابت بالمثلثة. "قطريَّانِ" بفتح القاف والطاء المهملة، وراء، وياء النسب: نوع من البرود، ويصنع باليمن. "بَزٌّ" بفتح الموحدة، وتشديد الزاي الثياب التي [لها] قَدْرٌ. الحديث: 1213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 "قد علم أنِّي من أتقاهم، وأداهم للأمانة". قال العراقي: " فيه إشكال من حيث استعمال أفْعل التفضيل، من فعل رباعي، وإنما يستعمل من الثلاثي كما هو معروف، والذي يقع في الأصول، وضبطه أهل الحديث في هذا الحرف: أنه بفتح الهمزة من غير مد، وتشديد الدال، وضبطه الجوهري بالمد وعلى كل من الأمرين فهو مشكل من [حيث] كونه رباعيًّا لأنه، من أدى، يؤدى ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 353 - [1214] "ودِرعُهُ" بكسر الدال المهملة. الحديث: 1214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 354 - [1215] "وإهالة" بكسر الهمزة: هو الدَّسم إذا جمد على رأس المرقة، قال ابن المبارك. الحديث: 1215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 وقال الخليل: هي الإلية تقطع ثم تذاب. وقال أبو زيد: هي ما يؤتدم به من الأدهان. "سَنِخةٍ" بفتح السين المهملة، وكسر النون، خاء معجمة، المتغيرة ويقال: زنخَة؛ بالزاي أيضًا. "ولقد رَهَن دِرْعًا له مع يهودي" قال العراقي: " استشكله بعضهم بأنه لم يكن إذ ذاك بالمدينة أحد من اليهود، قال: والجواب أنه لم ينقل أنَّ اليهودي كان بالمدينة، فلعله من يهود خيبر"، وقد سمى في رواية البيهقي: أبا الشحم. 354 م- 1216 "العدَّاءُ" بفتح العين، وتشديد الدال المهملتين ممدود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 355 - [1216] "اشترى منه عَبْدًا"، أو أنه شكَّ من عباد بن الحديث: 1216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 ليث كما ذكره أبو الحسن الطوسي في الأحكام. فقال في السند: " قال عباد: أنا أشك ". "لا دَاءَ" هو المرض. "ولا غائلة" بالغين المعجمة. "ولا خِبْثَةً" بكسر الخاء المعجمة وسكون الموحدة ثم مثلثة. قال الأصمعي: " سألتُ سعيد بن أبي عروبة عن الغائلة فقال: هو الإباق، والسرقة والزنا، وسألته عن الخِبثه فقال: بيع أهل عهد المسلمين ". وقال في النِّهاية [الغائلة] أن يكون مسروقًا، وأراد بالخِبثة؛ الحرام، أراد أنه عبد رقيق لا أنه من قوم لا يحل سبيهم، كمن أعطى عهدًا أو أمانًا، أو من هو حر في الأصل. وقال ابن العربي: " الدَاءُ: ما كان في الجسد، والخلقة، والخِبْثَة ما كان في الخلق. والغائلة: سكوت البائع عما يعلم في المبيع من مكروه ". "بَيْعُ المُسلم" قال العراقي: "في الأشهر في الرواية نصب بيع، فإما أن يكون على إسقاط حرف التشبيه، يريد كبيع المسلم، وإما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 أن يكون مصدرًا لاشترى من غير لفظه، ويجوز رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 356 - [1217] "وُلِّيتُم أمرين هلكت فيه الأمم" أفرد ضمير فيه والقياس فيهما على إرادة المذكور كقول رُؤبَة: فيها خُطُوطٌ من سوادٍ وبلقٍ ... كأنه في الجلدِ توليعُ البهَق عبيد الله بن شُميط؛ بضم المعجمة، وفتح الميم مصغر، وآخره طاء مهملة، وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. عن عبد الله الحنفي. قال الذَّهبي في الميزان: "لا يعرف، روى عنه إلاَّ الأخضر بن عجلان وحده حديثًا واحدًا". الحديث: 1217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 357 - [1219] "دبر غلامًا له فمات ولم يترك مالاً غيره". الحديث: 1219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 قال العراقي: " هذا مما نسب به سُفيان بن عيينة إلى الخطاء، وبين الشَّافعي خطأه فيها، وقد انفرد الترمذي بهذه اللفظة أعني، قوله: "فمَاتَ". قال البيهقي: " وسببُ هذا الغلط أنَّ لفظ الحديث في بعض الطرق: "أنَّ رجلاً من الأنصار أعتق مملوكه إن حدث به حدث فمات فدعى به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فباعه ". قال البيهقي: " فقوله: "فمات" من شروط العتق، وليس بإخبار عن موت المعتق، قال: ومن هنا وقع الغلط لبعض الرواة في ذكر وفاة الرَّجُل فيه عند البيع، وإنما ذكر وفاته في شرط العتق يوم التدبير فاشتراه نعيم بن النحام ". قال العراقي: "هكذا وقع في الأصول، وفي صحيح البخاري، ومسند أحمد، وزيادة ابن خطأ من بعض الرُواة فإنَّ النحَّام صفة لنعيم لا لأبيه؛ وهو فتح النون [وتشديد الحاء المهملة، من النَحمَة؛ بفتح النون] قيل: هي [السلعة] وقيل: النحنحة كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دخلتُ الجنة فسمعتُ نحمة نعيم فيها". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 "لا يبيع حاضر لباد". قال العراقي: في الرواية المشهورة بإثبات الياء على أنه خبر ومعناه النَّهي. وقال ابن العربي: "الحاضر في العربية من كان مقيمًا على الماء، والبادي من كان في أبناء ماء السماء". قال: وكذلك فسَّره فقيه العرب مالك بن أنس ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 358 - [1225] "أنَّ زيدًا أبا عياش": هو ابن عياش، وكنيته، واسم أبيه بالشين المعجمة، وقبل الألف مثناة من تحت، وليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث. الحديث: 1225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 359 - [1234] "ولا شَرطَانٍ في بيْعٍ" الحديث: 1234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 أوَّله الخطابي على معنى النَّهي عن بيعتين في بيعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 360 - [1240] "فمن زاد أو ازداد فقد أربى"، قيل هو شكٌّ من الراوي، والأظهر خلافه، وأنَّ معنى من زاد، أعطى الزيادة، أو ازداد؛ أخذ الزيادة. الحديث: 1240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 361 - [1241] "وَلاَ يُشفُّ". قال العراقي: " يحتمل أن يكون مبنيًا للمفعول بضم الياء المثناة من تحت، وفتح الشين، وآخره فاء، [و] على هذا، فلا نافية لا الحديث: 1241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 ناهية، ويحتمل أن يكون نهيًا للواحد بضم تاء المضارعة، وكسر الشِّين المعجمة من أشف، ويكون قد انتقل من نهي الجماعة إلى نهي الواحد وهو من الأضداد، يطلق على الزيادة وعلى النقصان". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 362 - [1245] "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" [و] ولمسلم: "ما لم يفترقا". وسئل ثعلب هل هما بمعنى واحد، فقال: أنا ابن الأعرابي، عن المفضل، قال: " يفترقان بالكلام ويتفرقان بالأبدان ". الحديث: 1245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 وقال البيهقي في سننه: " أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن عبدوس الطرائفي قال: سمعتُ عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعتُ إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: سمعتُ سفيان يقول: سمعتُ عبد الله بن المبارك يقول: الحديث في البيعين بالخيار ما لم يتفرقا أثبت من هذه الأساطين ". "أو يختارَا" أي: إمضاء البيع وهما في المجلس. "أنَّ رجلاً كان في عقدته ضعف" [أي] أراد ضعف عقله، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 وهو حبان بن منقذ وقيل أبوه منقذ بن عمرو. "فقُلْ هَاء وهاءَ ولا خَلاَبَةَ". قال العراقي: "روي ها بالمد، والقصر ومعناهُ لا أجد العطاء، والخلابة بكسر الخاء المعجمة، وبالباء الموحدة الخديعة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 363 - [1259] "إذا أصاب المكاتب حدًّا، أو ميراثًا ورث بحساب ما عتق منه". قال العراقي: " اقتصر على ذكر الإرث ولم يذكر الجواب عن الحد اختصارًا لدلالة ذكر الإرث عليه ". الحديث: 1259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 364 - [1267] "لا يحتكِر إِلاَّ خاطيءٌ" أي آثم، اسم فاعل من الحديث: 1267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 خطىء بالكسر، يخطأ بالفتح خِطْأ؛ بكسر الخاء، وسكون الطاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 365 - [1268] "لا تستقبلوا السوق". المراد به النَّهي عن تلقي السلع قبل أن يهبط بها السوق. "وَلا يُنَفِّق بعضُكُمْ لِبعْضٍ" بتشديد الفاء والمراد به النجش. الحديث: 1268 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 366 - [1269] "وهو فيها فاجرٌ" أي: كاذب. الحديث: 1269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 367 - [1278] "حَجَمهُ أَبو طيْبَةَ" اسمه نافع، وقيل دينار، وقيل: ميسرة. الحديث: 1278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 368 - [1287] "من دَخَلَ حَائِطًا" هو البستان من النخل إذا كان الحديث: 1287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 عليه حائط وهو الجدار. "ولا يتخذ خُبْنَةً" بضم الخاء المعجمة، وسكون الباء الموحدة، ونون. قال الجوهري: " هو ما تحمله في حضنك ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 369 - [1289] "سُئِلَ عن الثَمَرِ المُعَلقِ" أي على النخيل قبل أن يقطع. الحديث: 1289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 370 - [1288] "عن صالح بن أبي جبير، عن أبيه" ليس الحديث: 1288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 لهما في الكتب غير هذا الحديث، ولا يعرف لأبي جبير راو غير ابنه صالح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 371 - [1297] "إن الله ورسوله حرَّم بيعَ الخَمرِ" هكذا هو في جميع الأصول حرَّم بالإفراد. قال القرطبي: " وكان أصله حرَّما، لكن تأدب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يجمع بينه وبين اسم الله تعالى في ضمير الاثنين ". الحديث: 1297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 وفي رواية ابن مردويه حرما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 372 - [1298] "ليس لَنَا مَثلُ السُّوءِ" وذلك أنَّ الله تعالى جعل السوء للكفار فقال: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ} فأراد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّ حق المؤمن أن لا يركب شيئًا مما يستحق أن يمثل المرتكب له بنحو هذا المثل، من تشبيهه بالكلب يقيء ثم يرجع في أكل قيئه. الحديث: 1298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 373 - [1302] "بخَرصِهَا" بكسر الخاء كذا ضبطه ابن العربي، والنووي، وقال ابن العربي: " أنه لا يجوز الفتح ". قال العراقي: "وليس كذلك ففيه لغة أخرى بالفتح وهي المشهورة على الألسنة". الحديث: 1302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 "والخرصُ" هو التخمين، والحدس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 374 - [1305] "عن سويد بن قيس"؛ يكنى أبا صفوان، وليس له في السنن الأربعة إلاَّ هذا الحديث. "قال: جَلَيْتُ أَنا ومخرفة العبديُّ" هو بالفاء، وقيل بالميم. وقد روى الطبراني هذا الحديث من روايته ولا يعرف له رواية غيره. الحديث: 1305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 375 - [1312] "سليممان اليشكري" بفتح الياء والمثناة من الحديث: 1312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 تحت، وسكون الشين المعجمة، وضم الكاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 376 - [1313] "والمُعَاوَمَةِ" [هي] بيع ثمر [النخل] والشجر سنتين فصاعدًا. الحديث: 1313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 " أبواب الأحكام " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 377 - [1325] "من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين" حمله الجمهور على الذم والترغيب عنه لما فيه من الخطر، وحمله ابن [القاص] على الترغيب فيه لما فيه من المجاهدة. الحديث: 1325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 378 - [1330] "الله مع القاضي ما لم يجر" المراد بالمعية النصر والتوفيق، والهداية. "فإذا جار تخلى عنه"، أي قطع عنه إعانته وتسديدَهُ، وتوفيقه لما أحدثه من الجور. الحديث: 1330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 379 - [1332] و"الخلَّةِ" بفتح المعجمة: الحاجة والفقر. الحديث: 1332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 380 - [1352] "الصلح جائز بين المسلمين إلاَّ صلحًا حرَّم حلالاً" كأنْ يُصالح امرأته على أنْ لا يطأ جاريته. "أو أحلَّ حرامًا" كأنْ يُصَالح من دراهم على أكثر منها فإنه لا يحل الربا. الحديث: 1352 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 381 - [1355] "عن بَشير بن نَهِيك" مكبر. الحديث: 1355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 382 - [1356] "عن بُشير بن كعب" مصغر. الحديث: 1356 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 383 - [1362] "إلى رجُلٍ تزوَّج امرأَة أبيهِ" قال ابن بشكوال في المبهمات: " هو منظور بن ريان بن سيَّار، واسم المرأة مليكة بنت خارجة ". الحديث: 1362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 384 - [1363] "في شِرَاجِ الحرَّةِ" بكسر الشين المعجمة وآخره جيم جمع شرْجة، بفتح الشين، وسكون الراء، وهي مسايل الماء بالحرة؛ الأرض ذات الحجارة السُود. "سَرحِ المَاءَ" بفتح السين المهملة وتشديد الراء المكسورة، وحاء مهملة؛ أي أرسله. "إلى الجَدر" بفتح الميم وكسرها وسكون الدال المهملة: وهو الجدار. قال العراقي: " والمراد به جدار الحائط، وقيل جدار النخل ". الحديث: 1363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 385 - [1364] "فقال له قولاً شدِيدًا" في رواية النسائي، فقال: الحديث: 1364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 "قد هممت أن لا أصلي عليه" وفي رواية البيهقي: " لو علمنا ما صلينا عليه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 386 - [1378] "من أحيا أرضًا ميِّتَةً" بالتشديد. قال العراقي: " ولا يقال بالتخفيف لأنه إذا خفف يحذف منه تاء التأنيث ". الحديث: 1378 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 387 - [1380] "محمَّد بن قيس المأربي"، بهمزٍ وراء وباء الحديث: 1380 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 موحدة وليس له، ولا لمن فوقه عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "شُمير"؛ بضم الشين المعجمة، وفتح الميم وآخره راء. "الماء العد" هو الدائم الذي لا انقطاع لمادته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 " أبواب الديات " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 388 - [1393] "ثنا أبو السَّفر"؛ بفتح الفاء. الحديث: 1393 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 389 - [1394] "أوضاح" هي نوع من الحلي يعمل من الفضة الحديث: 1394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 واحدها وضع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 390 - [1402] "التَّاركُ لدينه المفارق للجماعة" هو المرتد. الحديث: 1402 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 391 - [1403] "إلاَّ من قتل نفسًا مُعاهدًا". قال العراقي: " روي بكسر الهاء، وفتحها، والأول أشهر " والصحيح في الرواية معاهدًا، بالتذكير، وإن كان صفته للنفسى على إرادة الشخص، وروى " معاهِدَة " بالتأثيث. "أخْفَرَ" بخاء معجمة وفاء، وراء؛ أي نقض العهد. "فلا يُرَحْ رائحة الجنة". الحديث: 1403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 قال العراقي: "كذا في الرواية على النَّهي، ومعناه الخبر، أي لم يجد ريحها". قال ابن العربي: " وهذا إنما هو في حين دون حين، وإلاَّ فإنه ذنب مغفور فلا ينتهي إلى قتل المسلم، وقد ثبت أنه لا قصاص، فكيف يقصر عنه في حكم الدنيا ويساويه في حكم الآخرة؟ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 392 - [1409] "فأحسنوا القِتلة" بكسر القاف. "فأحسنوا الذِّبحة" بكسر الذال. "ولْيُحِدَّ" بسكون اللام، وضم الياء. "شفرتهُ" هي السكين العريضة. الحديث: 1409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 393 - [1412] "سَوْدَاءُ في بَيْضَاءَ" أي: شيئًا مكتوبًا. الحديث: 1412 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 394 - [1414] "من قتل عبده قتلناه" قال الحافظ صلاح الدِّين العلائي في كتاب الاختصاص بما يمنع الاقتصاص: " وأحسن ما قيل في تأويله، أنَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أراد بالعبد العتيق، تسميةً له باسم ما كان عليه، كما هو في قوله لبلال حين أذن ليلاً، فأمره أن ينادي: " ألا إنَّ العبد قد نام" وكان بلال يومئذٍ عتيقًا، ومثله قوله تعالى: {وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} ، وإنما يؤتون أموالهم بعد البلوغ وانقطاع اسم اليتم عنهم، فهو من باب تسمية الشيء باسم ما الحديث: 1414 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 كان عليه، وكذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تستأمر اليتيمة في نفسها"؛ ويكون الفائدة في هذا الحديث إزالة توهم أنَّ المعتق لا يقاد بعتيقه كما لا يقاد الوالد بولده، إذ قد يظن بعض النَّاس ذلك لأنَّ حق [مولى النعمة، كحق] الوالد فبيَّنه النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بهذا الحديث، وفي هذا التأويل جمع بين الأدلة كلها". انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 395 - [1415] "أخبره الضحاك بن سفيان الكلابي"، ليس له في السنن إلاَّ هذا الحديث. الحديث: 1415 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 " أبواب الحدود " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 396 - [1423] "رفع القلم عن ثلاثة" ذكر ابن حبان في صحيحه أنَّ المراد رفعه عنهم في الشر، دون كتبه الخير لهم. قال العراقي: " وهو ظاهر في الصبي دون النائم، والمجنون ". الحديث: 1423 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 397 - [1424] "ادْرَؤا الحُدُودَ" هو أمر للأئمة أن لا الحديث: 1424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 يحدوا إلاَّ بأمر متيقن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 398 - [1429] "أذلقَتْهُ الحِجارَةُ" بالذال المعجمه، أي: بلغت منه الجهد حتى قلق. الحديث: 1429 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 399 - [1433] "عسيفًا" بفتح العين وكسر السين المهملتين هو الحديث: 1433 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 الأجير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 400 - [1444] "عن معاوية قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه" صححه ابن حبان والحاكم، ولفظ عبد الرزَّاق: " فإن شرب في الرابعة فاضربوا عنقه ". قال المصنف: "وفي الباب عن أبي هريرة" أخرجه أحمد الحديث: 1444 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 وبقية أصحاب السنن، وابن حبان، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم "وشرحبيل بن أوس" أخرجه [أحمد، والحاكم، وجرير] . أخرجه الدارقطني في الأفراد، والحاكم. "وَأبو الرَّمْدَاء البَلَويُّ" أخرجه الطبراني في الكبير، والبغوي في معجمه: " أنَّ رجلاً منهم شرب الخمر فأتوا به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فضربه، ثم شرب الثانية فأتوا به فضربه، ثم أتوا به الرابعة فأمر به فجعل على العجل فضربت عنقه ". "وعبد الله بن عمرو"، أخرجه الحاكم وأحمد. "وجابر" أخرجه الحاكم والبيهقي، وقبصية بن ذؤيب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 أخرجه أبو داود؛ وفي الباب أيضًا عن أبي سعيد الخدري، أخرجه ابن حبان وابن عمر، أخرجه أبو داود. وغضيف، أو غطيف، أخرجه الطبراني، وابن منده في المعرفة، ونفر من الصحابة أخرجه الحاكم فهذه بضعة عشر حديثًا كلها صحيحة، صريحة، في قتل شارب الخمر في الرابعة، وليس لها معارض صريح، وقول من قال بالنسخ لا يعضده دليل، وقولهم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أتى برجل قد شرب في الرَّابعة فضربه، ولم يقتله" لا يصلح رادًّا لهذه الأحاديث لوجوه: أحدها: أنه مرسل، لأنَّ راويه قبيصة ولد يوم الفتح فكان عمره عند وفاة النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنتين وأشهرًا، فلم يدرك شيئًا يرويه. والثاني: أنه لو كان متَّصلا صحيحًا لكانت تلك الأحاديث مقدمة عليه لأنها أصح وأكثر. والثالث: أنَّ هذه واقعة عين لا عموم لها والرابع: أنَّ هذا فعل، والقول مقدَّم عليه، لأنَّ القول تشريع عام والفعل قد يكون خاصًا. والخامس: أنَّ الصحابة خصَّوا في ترك الحدود بما لم يخص بهم غيرهم، ولهذا لا يفسقون بما يفسق به غيرهم خصوصيَّة لهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وقد ورد في قصة نعيمان لما قال عمر: أخزاهُ الله ما أكثر ما يؤتى به فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله" [فعلم]- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من باطنه صدق محبته لله ورسوله فأكرمه بترك القتل، وله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يخص من شاء بما شاء من الأحكام، فلا أقبل نسخ هذه الأحاديث إلاَّ بنص صريح من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وذلك لا يوجد، وقد ترك عمر إقامة حد الخمر على لكونه من أهل بدر، وقد ورد فيهم: " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "، وترك سعد بن أبي وقاص إقامته على أبي محجن؛ لحسن بلائه في قتل الكفار، والصحابة رضوان الله عليهم جديرون بالرخصة، إذا بدرت من أحدهم الزلة في الحين، وأما هؤلاء المدمنون للخمر الفسقة المعروفون بأنواع الفساد وظلم العباد وترك الصلاة، ومجاوزة الأحكام الشرعية وإطلاق ألسنتهم في حال سكرهم بالكفريات وما قاربها، فهؤلاء يقتلون في الرابعة لا شكَّ في ذلك ولا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 ارتياب، وقول المصنف: "لا نعلم اختلافًا" رده العراقي بأنَّ الخلاف ثابت محكي عن طائفة فروى أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: " إيتوني برجل أقيم عليه حد الخمر فإن لم أقتله فأنا كذاب ". وروي أيضًا من وجه آخر عنه، قال: " إيتوني برجل قد شرب الخمر في الرابعة فلكم عليَّ أن أقتله ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 401 - [1449] "ولا كَثَرٍ" بفتح الكاف والمثلثة؛ جمار النخل. الحديث: 1449 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 402 - [1450] "عن عياش بن عياش"؛ الأول بالمثناة من تحت، والشين المعجمة والثاني بالموحده، والسين المهملة. الحديث: 1450 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 "عن شييم" بكسر الشين المعجمه. وضمها وفتح المثناة من تحت، وسكون التي تليها. "ابن بَيْتَان" بلفظ تثنية بيت. "عن بسر بن أرطأة" بضم الموحدة وبالسين المهملة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 " أبواب الصيد " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 403 - [1465] "المعراض" بكسر الميم وسكون العين المهملة وآخره ضاد معجمة خشبة ثقيلة، أو عصى في طرفها حديدة، وقد تكون بغير حديدة، وقيل: هو سهم لا ريش له، وقيل: عود رقيق الطرفين غليظ الوسط. الحديث: 1465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 404 - [1471] "وقيذٌ" بالذال المعجمة، فقيل: بمعنى مفعول، الحديث: 1471 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 هو المقتول بغير محدَّد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 405 - [1473] "المجثَّمَة" بفتح الجيم والثاء المثلثة المشددة، من جثم الطائر إذا ألصق بالأرض. الحديث: 1473 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 406 - [1474] "الخَلِيسَة" بفتح الخاء المعجمة، وكسر اللام، ومثناة تحت وسين مهملة فعيلة بمعنى مفعولة، وهي التي يختلسها السبع ولا يدرك ذكاتها. الحديث: 1474 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 457 - [1475] "غرضا" بفتح الغين المعجمة، والراء، والضاد الحديث: 1475 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 المعجمة، الشيء الذي ينصب فيرمى إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 408 - [1482] "وزَغَة"، بفتح الزاي. الحديث: 1482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 409 - [1483] "ذا الطُّفيتَينِ" بضم الطاء المهملة وسكون الفاء، [و] بعدها [ياء] مثناة من تحت وهو الذي فوق ظهره خطان الحديث: 1483 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أبيضان يشبهان خُوصَتَي المقل. "والأبتر" هو الذي لا ذنب له، فإنهما يلتمسان البصر؛ إذا نظر إلى الإنسان ذهب بصره بالخاصية فيهما، وكذا قوله: "ويسقطان الحَبَل" بالخاصيَّة أيضًا. "جِنَّانِ البُيُوتِ" بكسر الجيم وتشديد النون الأولى، قيل مفرد، وقيل: جمع جان، وهو الأصح. "العَوَامِرُ" جمع عامِرَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 410 - [1484] "إِنَّ لِبيوتِكمْ عُمَّارًا" صحح ابن عبد البر: "أنه خاص ببيوت المدينة". وصحح ابن العربي: " أنه عام ". الحديث: 1484 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 411 - [1485] "فحرِّجُوا عليهنَّ". قال العراقي: "الظاهر أنَّ المراد بهذا التخريج ما ذكر في حديث الحديث: 1485 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أبي ليلى من قوله: " إنا نسألك بعهد نوح " إلى آخره ثلاثًا، في رواية مسلم: " ثلاثة أيام ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 412 - [1491] "مُدى" جمع مدية وهي السكين. "ما أنهر الدم" بالراء، أي: أساله، وأجراه تشبيهًا بجريان الماء في النَّهر، وصحف من رواه بالزاي. الحديث: 1491 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 413 - [1492] "فندَّ" بالنون وتشديد الدال المهمله؛ أي شرد، ونفر. "أوابد" جمع آبدة بالمد، وهو التوحش، والنفور. الحديث: 1492 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 " أبواب الأضاحي " قال ابن العربي: " ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، قال: وقد روى النَّاس فيها عجائب لم تصح ". قال العراقي: " قد صحح الحاكم حديث عائشة الذي أخرجه المصنف، وصحح أيضًا حديث عمران بن حصين، وحديث أبي هريرة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 414 - [1493] "ما عمل آدمي من عمل يوم النَّحر أحب إلى الله من إهراق الدم". قال ابن العربي: " لأنَّ قربة كل وقت أخص به من غيرها، وأولى، ولأجل ذلك أضيف إليه ". ثم هو محمُولٌ على غير فروض الأعيان كالصلاة. "إنه لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها، وأظلافها". ْقال العراقي: " يريد أنها تأتي بذلك فتوضع في ميزانه كما صرَّح به في حديث علي ". الحديث: 1493 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 "وإن الدَّم ليقَعُ من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض". قال العراقي: " أراد أنَّ الدم وإن شاهده الحاضرون يقع على الأرض، فيذهب ولا ينتفع به فإنه محفوظ عند الله لا يضيع، كما في حديث عائشة: "أنَّ الدَّم وإن وقع في التراب، فإنما يقع في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة"، رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الضحايا. "فطيبوا بها نفسًا". قال العراقي: " الظاهر أنَّ هذه الجملة مدرجة من قول عائشة، وليست بمرفوعة لأنَّ في رواية أبي الشيخ عن عائشة أنها قالت: " يا أيها النَّاس ضحُّوا وطيبوا بها نفسًا، فإنِّي سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "ما من عبدٍ يوجه أضحيته" الحديث ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 415 - [1494] "أملحَينِ". قال العراقي: " [في] المراد بالأملح خمسة أقوال أصحها أنه الحديث: 1494 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 الذي فيه بياض وسواد، والبياض أكثر، قاله النسائي وجزم به أبو عبيد في غريبه، ورجحه الهروي، وقيل هو الأبيض الخالص، قاله ابن الأعرابي. وقيل: هو الذي فيه بياض [وسواد] . "من غير تقييد بكون البياض أكثر، وهو ظاهر كلام الجوهري، وقيل: هو الذي يخالط بياضه حمرة" وهو قول أبي حاتم. وقيل: [الأسود] يعلوه حمرة ". "أقْرَنَيْنِ" قال النووي: " الأقرن ماله قرنان حسنان ". "على صفاحهما" قال العراقي: "أي صفحة عنق الذبيحة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 416 - [1495] "كان يضحي بكبشين أحدهما عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" الحديث: 1495 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 قال البلقيني: "هذا من خصائصه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". وذكر بعض المتأخرين وهو الشمس البلالي في مختصر الإحياء، أنه يتأكد أضحيته عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقد أشكل ذلك على أهل المغرب فأرسلوا إليَّ فيه سؤالاً من تونس، في سنة ثلاث وتسعمائة فكتبت لهم عليه جوابًا مطولاً وأرسلته إليهم، وجاءني في هذا العام -عام أربع- كتاب من عندهم يذكرون أنه قد زال عنهم الإشكال بما كتبته إليهم، ويلهجون بالدعاء لي، والجواب المذكور مودع في الفتاوى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 417 - [1496] "فحِيل" قال في النِّهاية: " هو المنجب في ضرابه، واختاره على الخصي، والنعجة، طلب نبله، وعظمه، وقيل: الفحيل: هو الذي يشبه الفحولة في عظم خلقه ". "يأكل في سواد ويمشي في سوادٍ، وينظر في سواد". الحديث: 1496 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 قال العراقي: "المراد ما حول فمه أسود، وأنَّ قوائمه سود وأنَّ ما حول عينيه أسود". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 418 - [1497] "ظَلْعُهَا". قال العراقي: " بفتح الظاء المعجمة، وسكون اللام، وآخره عين مهملة، العرج هذا هو المعروف في اللغة، كما في المحكم، والصحاح، بضبط النسخ الصحيحة، وبه صرح صاحب النهاية: [أنه بسكون اللام] ، ولكن المشهور على ألسنة كثير من أهل الحديث فتح اللام"، وذكر صاحب النهاية: "أنَّ المفتوح اللام هو المَيْل". الحديث: 1497 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 419 - [1497] "ولا بالعَجْفَاءِ" هي المهزولة التي لا تُنْقي، بضم أوله، وسكون النون، وكسر القاف، أي لا نقي لها، والنقي: المخ الذي في العظام. لا نعرفه إلاَّ من حديث عبيد بن فيروز. قال العراقي: "ورد من رواية غيره، أخرجه أبو الشيخ في الأضاحي، والحاكم، وصححه من رواية أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن عن البراء". الحديث: 1497 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 420 - [1498] "أن نستشرف العين، والأذن" اختلف في المراد هل هو من التأمل والنظر، من قولهم: استشرف إذا نظر من مكان مشرف مرتفع فإنه أمكن في النظر والتأمل؟ أو هو من تحري الأشرف، أن لا يكون في عينه، ولا في أذنه نقص؛ وقيل: المراد به كبر العضوين المذكورين لأنه يدل على كونه أصيلاً في جنسه. قال الجوهري: "أذن شرفاء، أي طويلة"، والقول الأول هو المشهور، وشريح ابن النعمان الصائدي كوفي وشريح بن الحارث الكندي كوفي، يكنى أبا أمية، وشريح بن هانىء كوفي، وهانىء الحديث: 1498 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 له صحبة، وكلهم من أصحاب علي في عصر واحد. قال العراقي: "فاته رابع، وهو شريح بن أمية"، ذكره ابن حبان في الثقات، فقال: يروي عن علي، وليس بالقاضي، وقال فيه أبو أحمد الحاكم في الكنى: مولى عنبسة بن سعيد روى عنه أبو مكين، نوح بن ربيعة الأنصاري، عن أبي كِباش؛ بكسر الكاف، وبالباء الموحدة، وآخره شين معجمة، لا نعرف اسمه، ولا حاله، ولا له ذكر إلاَّ في هذا الحديث، ولم يرو عنه غير كدام ابن عبد الرَّحمن". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 421 - [1500] "عتود". الحديث: 1500 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 قال الجوهري: " هو من أولاد المعز ما قوي ورعي، وأتى عليه حول ". وقال أبو موسى المديني: "هو الصغير من أولاد المعز". "عن عِلباءَ" بكسر العين المهملة، وسكون اللام، وبالباء الموحدة ممدودًا. "ابن أحْمرَ" براء آخره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 423 - [1508] "هذا يوم اللَّحم فيهِ مَكْروة". الحديث: 1508 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 اختلف الشارحون، وأصحاب الغريب في ضبط اللحم، هل هو بإسكان الحاء أو فتحها، فالمشهور على ألسنة قراء الحديث الإسكان. وقال القاضي عياض: " قال بعض شيوخنا: صوابه اللحم بفتح الحاء، أي ترك الذبح والتضحية وبقاء أهله فيه بلا لحم حتى يشتهوه " واللحم، بفتح الحاء، اشتهاء اللحم ". وقال ابن العربي: من قرأ بإسكان الحاء فهو غلط، لأنَّ ذات اللحم لا تكره فيه، قال: وإنما الرواية، والدراية؛ بفتح الحاء يقال لحم الرَّجل، يلحم لحمًا؛ بكسر الحاء في الماضي، وفتحها في المستقبل والمصدر: إذا كان يشتهي اللحم، قال: ولهذا ورد في بعض الطرق: "هذا يوم يشتهى فيه اللحم" وفي رواية، بدل مكروه، مقرم بالقاف، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 بكر، عن محمَّد بن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب" هذا منقطع، وقد وصله الحاكم في المستدرك في رواية يعلى بن عبيد عن محمَّد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمَّد بن علي بن الحسين عن أبيه، عن جده عليِّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 426 - [1522] "الغلام مرتهن بعقيقته" قال الخطابي: " تكلم النَّاس في هذا، وأجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أحمد بن حنبل، قال: هذا في الشفاعة، يريد أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلاً لم يشفع في والديه، وقيل: المراد أنَّ العقيقة لازمة لا بد منها فشبه المولود في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرهن في يد المرتهن، وقيل: المعنى أنه مرهون بأذى شعره، بدليل قوله: "وأميطوا عنه الحديث: 1522 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 الأذى". وقال ابن القيم في كتاب أحكام المولود: " اختلف في معنى هذا الارتهان، فقالت طائفة هو محبوس، مرتهن عن الشفاعة لوالديه، قاله عطاء وتبعه عليه أحمد، وفيه نظر لا يخفي إذ لا يقال لمن لم يشفع لغيره أنه مرتهن، ولا في اللَّفظ ما يدل على ذلك، فالمرتهن هو المحبوس عن أمر كان بصدد نيله، وحصوله، والأولى أن يقال: أنَّ العقيقة سبب لفك رهانه من الشيطان الذي يعلق به، من حين خروجه إلى الدنيا وطعنه في خاصرته، فكانت العقيقة فداء، وتخليصًا له من حبس الشيطان له في أسره، ومنعه له من سعيه في مصالح آخرته، فهو بالمرصاد للمولود من حين يخرج إلى الدنيا، يحرص على أن يجعله في قبضته وتحت أسره، ومن جملة أوليائه، فشرع للوالدين أن يفكا رهانه بذبح يكون فداه فإذا لم يذبح عنه بقي مرتهنًا، ولهذا قال: "فأريقوا عنه الدم، وأميطوا عنه الأذى". أمر بإراقة الدم عنه الذي يخلص به من الارتهان، ولو كان الارتهان يتعلق بالأبوين لقال: فأريقوا عنكم الدم لتخلص إليكم شفاعته، فلما أمر بإزالة الأذى الظاهر عنه وإراقة الدم الذي يزيل الأذى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 الباطن بارتهانه، علم أنَّ ذلك تخليص للمولود من الأذى الباطن والظاهر، والله أعلم بمراده، ومراد رسوله. انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 " أبواب النذور والأيمان " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 427 - [1527] "عن ثابت بن الضحاك" ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. الحديث: 1527 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 428 - [1528] "حدَّثني محمَّد مولى المغيرة بن شعبة"، هو ابن يزيد بن أبي زياد الثَّقفي، نزيل مصر، ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. الحديث: 1528 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 "حدثني كعب بن علقمة"، هذا الصواب، وفي بعض النسخ: كعب بن مالك بن علقمة، وهو وهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 429 - [1533] "ما حَلَفْتُ بِهِ بَعْدَ ذَلكَ ذَاكِرًا ولا آثِرًا" أي: ولا ذاكرًا له عن غيري. قال العراقي: " قد يقال: الحاكي لذلك عن غيره ليس حالفًا به، والجواب أنه يجوز أن يكون العامل فيه محذوفًا؛ أي: ما حلفتُ ذاكرًا، ولا ذكرته آثرًا، كقوله: علفتها [تبنًا وماءً باردًا] ، أي: وسقيتها. ويجوز أن يضمن حلفتُ بمعنى نطقت أو قلت، أو نحو ذلك، ويجوز أن يكون المراد بقوله: "ولا آثرًا"، أي: مختارًا، يقال: آثر الشيء: اختاره، وعلى هذا فيكون قوله: " ذاكرًا" من الذُّكْر -بالضم- خلاف النسيان، أي: ما حلفتُ بها ذاكرًا ليميني، ولا مختارًا مريدًا لذلك الحديث: 1533 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 فيكون معناهما واحدًا أو متقاربًا، ويحتمل أن يكون معنى قوله: آثرًا أي على طريق التفاخر بالآباء والإكرام لهم، يقال: آثرهُ، أي: أكرمه، لكن على عادة العرب في النطق بذلك لا على سبيل التعظيم والإكرام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 430 - [1539] " أَوْف بنذرك". قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه: " هذا مشكل لأن الإسلام يَجُبُّ ما قبله من النذور، وغيرها، فكيف ألْزَمه الوفاء به ". قال: "والجواب أنَّ هذا أمر ندب لا أمر إيجاب، والمكلف مندوب لأنْ يفعل الخيرات، سواء نذرها في الجاهلية أو لم ينذرها، وإنما يسقط الإسلام الوجوب دون الندب". الحديث: 1539 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 431 - [1540] "لاَ وَمقَلِّبِ القلوبِ". الحديث: 1540 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 قال الغزالي في الإحياء: " أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يحلف بهذه اليمين لاطلاعه على عظيم صنع الله في عجائب القلب، وتقليبه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 432 - [1541] "عن سعيد بن مَرجَانه"؛ هي أمه، وأبوه عبد الله القرشي مولى عامر بن لؤي، وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. " حتَّى يعتق فرجه بفرجه" ظاهره أنَّ العتق يكفر الكبائر؛ لأنَّ معصية الفرج الزنا، وذلك لأنَّ للعتق مزيَّة على كثير من العبادات؛ لأنه أشق من الوضوء والصلاة والصوم، لما فيه من بذل المال الكثير، ولذلك كان الحج أيضًا يكَفِّر الكبائر. الحديث: 1541 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 433 - [1542] " عن سويد بن مقرن المزني قال: "لقد رأيتنا سبْعة إخوة" ". الحديث: 1542 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 هم -سوى سُوَيْدِ-: النُّعمان، ومعقل، وعقيل، وسنان، وعبد الرَّحمن، ونعيم، هاجروا كلهم وصحبُوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يشاركهم في هذه المكرمة غيرهم فيما ذكره ابن عبد البر، وجماعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 434 - [1544] "عن أبي سعيدى الرُّعَينيِّ" اسمه جُعْثُل بضم الجيم، وسكون العين المهملة، وضم الثاء المثلثة، ولام، ابن هاعان الحديث: 1544 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 ابن عمير ليس له في السنن إلاَّ هذا الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 435 - [1544] "عن عبد الله بن مالك اليحصبي" جعله أبو سعيد ابن يونس أبا تميم الجيشاني، وفرق بينهما أبو حاتم الرازي فجعلهما اثنين، واختلف كلام المزي في الترجيح فقال في التهذيب: " الصواب ما قاله ابن يونس ". وقال في الأطراف: " أنَّ قول أبي حاتم أولى بالصواب ". قال العراقي: "والصواب [أنهما] واحد وابن يونس أعرف بأهل الحديث: 1544 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 مصر من أبي حاتم". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 436 - [1545] "وَمَنْ قَال: تعَالَ أُقَامِركَ فليَتَصَدَّقْ" قيل: هو أمران: يتصدق بالمقدار الذي يذهب منه بالقمار. وقيل: المراد أعم من ذلك ويدل عليه رواية مسلم: "فليتصدق بشيء" قال النووي: " وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون ". الحديث: 1545 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 437 - [1546] "في نَذرٍ كان على أمهِ" اسمها عمرة بنت مسعود، وقيل: بنت سعيد كانت من المبايعات، توفيت سنة خمس من الهجرة، والنذر المذكور قيل: كان نذرًا مطلقًا، وقيل: صومًا، الحديث: 1546 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 وقيل: عتقًا، وقيل: صدقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 438 - [1547] "عمران بن عيينة" ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، وله عند بقية أصحاب السنن حديث آخر، وهو أخو سفيان ابن عيينة له أيضًا إخوة أُخر، وهم: آدم، وإبراهيم، ومحمَّد، ومخلد، وذكر غير واحد أنهم عشرة إخوة. الحديث: 1547 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 "أبوابُ السِّير" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 439 - [1548] "ألا تنهد إليهم" أي تنهض إليهم، يقال: نهد إلى القتال؛ أي: نهض. "نابذناكم على سواء" قال صاحب النهاية: "أي: كاشفناكم، وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة بيننا وبينكم بأن يظهر لهم العزم على قتالهم، ويخبرهم به إخبار مكشوفًا". "وعبد الله بن بَحِير". قال العراقي: "وقع في الأصول الصحيحة من كتاب الترمذي: الحديث: 1548 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 بفتح الموحدة، وكسر الحاء المهملة، والذي ذكره ابن ماكولا وغيره ضم الموحدة وفتح الجيم وهو الصواب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 440 - [1557] "من خُرْثيِّ المتاع" بضم الخاء المعجمة وراء ومثلثة، أثاث البيت. الحديث: 1557 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 441 - [1558] "بِحَرَّةِ الوبر" بفتح الواو والباء الموحدة، وقيل: بسكونها؛ مكان بينه وبين المدينة أربعة أميال. الحديث: 1558 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 442 - [1561] "تنفل سيفه" أي أخذه من الأنفال. "ذو الفقار" بفتح الفاء والقاف، وآخره راء، سمي به لأنه كان الحديث: 1561 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 فيه حفر صغار حسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 443 - [1565] "لا يتخلجن". قال العراقي: "اختلفت الرواية فيه فالمشهور أن فاء الكلمة خاء معجمة، أي: لا يتحرك فيه شيء من الريبة والشك، وأصل الاختلاج الحركة والاضطراب، وذكره الهروي في الغريبين بالحاء المهملة على تقدمها على التاء، من الافتعال، والأول من التفعل، وأصله من الخلج، وهو الحركة والاضطراب أيضًا". "في صدرك طعام ضارعتَ فيه النَّصرانِيَّةُ". قال العراقي: "اختلف في جوابه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هل هو منع من المسؤل فيه أو إذن [فيه] ؟ فالمشهور أنه إذن فيه وهو الذي اعتمده المصنف. وقال أبو موسى المديني: أنه منع منه، فقال: وذلك أنه سأله عن طعام النصارى، فكأنه أراد أن لا يتحرك في ذلك شك، أن ما شابهت فيه الحديث: 1565 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 النصارى حرام أو خبيث أو مكروه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 444 - [1572] "وقال أبو عوانة في حديثه: الكِبْرِ" بكسر الكاف وسكون الموحدة والراء ورواية سعيد، بفتح الكاف، ونون، وزاي ورواية سعيد أصحّ. قال العراقي: " في إسقاط الراوي واللَّفظ معًا، فإنَّ الصواب في الرواية "الكنز" بالنون، والزاي هكذا ذكره الدارقطني. وقال إنَّ من رواه بالموحدة والراء فهو تصحيف ". الحديث: 1572 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 445 - [1577] "عن زبْدِ المشرِكِينَ" بفتح الزاي وسكون الحديث: 1577 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 الموحدة الرفد، والعطاء، يقال [منه] زبده، يزبده بالكسر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 446 - [1579] "أن المرأة لتأخذ على القوم". قال العراقي: " وقع في سماعنا، وفي النسخ الصحيحة من كتاب الترمذي: " لتأخذ للقوم "، والذي ذكره المزي في الأطراف عن الترمذي: " على القوم "، وزعم بعضهم أنه الصواب. الحديث: 1579 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 447 - [1611] "عن الحارث بن مالك"، ليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث. "ابن برصا" قيل؛ هي أمه، وقيل: جدته أم أبيه، واسمها ريطة بنت ربيعة. "لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة". الحديث: 1611 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 قال العراقي: " هذا الحديث هل خارج مخرج الخبر، أو مخرج النَّهي؟ فيه احتمال، قال: وإنما قلنا ذلك لإخباره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه يغزو جيش الكعبة، كما ثبت في الصحيح، وقد أوله، محمَّد بن سعد في الطبقات قال: " قوله: "تغزى" يعني على الكفر". قال العراقي: "وهذا أيضًا يكون جوابًا عن غزو الحبشه الكعبة وتخريبهم إياها لأنهم لا يغزونهم على الكفر". قلت: وكذا قتال الحجَّاج لابن الزبير بها، وقتال القرامطة لأهلها، وقتلهم إياهم وأخذهم الحجر الأسود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 " أبواب فضائل الجهاد " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 448 - [1620] "حدثني مرزوق" أبو بكر، هو باهلي، بصري، مولى طلحة بن عبد الرَّحمن الباهلي، لا يعرف اسم أبيه وليس له عند المصنف إلاَّ هذا الحديث، وقد روى المصنف في أبواب البر حديثًا آخر من رواية مرزوق لم يسم أباه، وكناه أبا بكر فتوهم صاحب الإكمال أنه هو، وغلطه المزي في ذلك، وذكر أنَّ ذاك تيمي، وأن المعروف في كنيته أبو بكير بالتصغير. الحديث: 1620 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 449 - [1621] "ثنا أحمد بن محمَّد" هو ابن موسى المروزي الملقب مَرْودويه. الحديث: 1621 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 "يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ". قال العراقي: " وقع في رواية الترمذي بياء في آخره وفي رواية أبي داود، ينمو بالواو، والأفصح ما هنا وهو الذي ذكرهُ ثعلب في الفَصيح. "المجاهد من جاهد نفسه" يريد أنَّ هذا أفضل الجهاد، كقوله: "ليس الشديد بالصّرعة" الحديث. "عن يُسير" بضم الياء المثناة من تحت وفتح السين المهملة، وآخره راء، ابنُ عُمَلية بضم العينْ المهملة، وفتح الميم، وليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث، ولا يعرف روى عنه إلاَّ أخوه الربيع بن عُميلة، عن خُرَيمِ بضم الخاء المعجمة، وفتح الراء مُصغَّر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 "خِدْمةُ عبدٍ في سبيل الله" معناه أن يُمْنَح الغازي عبدًا يخدمه في الغزو. "أو ظل فسطاط" معناهُ أن ينصب خباء للغزاة يستظلون فيه، والأشهر فيه ضم الفاء. وحكى كسرها. "أو طروقة فَحْلٍ في سبيل اللهِ" بفتح الطاء معناه أن يمنح الغازي فرسًا، أو ناقةً بلغت أن يطرقها الفحل ليغزو عليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 451 - [1634] "حدثنا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واحذر" أي من أن تغير شيئًا من ألفاظه. "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة". قال العراقي: "قد يقال الشيب ليس من اكتساب العبد، فما وجه الحديث: 1634 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 ثوابه عليه؟ قال: والجواب أنه إذا كان بسبب الجهاد أو غيره من أعمال البر كالدؤب في العمل، والخوف من الله كان له الجزاء المذكور. قال: والظاهر أنَّ المراد أن يصير الشيب بنفسه نورًا يهتدى به صاحبه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 452 - [1641] "إنَّ أرواح الشُّهداء في طير خضر تَعْلُق" بضم اللام. قال في النِّهاية: " أي: تأكل وهِيَ في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة، يقال؛ علَقَتْ، تعْلُق عُلُوقا، فنقل إلى الطير" الحديث: 1641 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 453 - [1640] "القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلاَّ الدَّين " قال الإمام كمال الدِّين الزملكاني في كتابه المسمى "تحقيق الأولى عند أهل الرفيق الأعلى": "فيه تنبيه على أنَّ حقوق الآدميين لا تكفر، الحديث: 1640 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 لكونها مبنية على المشاحة والتضييق، ويمكن أن يقال: أنَّ هذا محمول على الدَّين الذي هو خطيئة وهو الذي استدانهُ صاحبه على وجه لا يجوز له فعله بأن أخذه بحيلة أو غصبه، فثبت في ذمَّته البدل، أو ادَّانَ غير عازم على الوفاء لأنه استثنى ذلك من الخطايا. والأصل في الاستثناء أن يكون من الجنس، ويكون الدَّين المأذون فيه مسكوتًا عنه في هذا الاستثناء، فلا يلزم المؤاخذة به لما يلطف الله بعبده من استيفائه له، وتعويض صاحبه من فضل الله تعالى، فإن قيل فكيف تقول فيمن تاب وهو عاجز عن الوفاء ولو وجد وفاء وفى؟. قلتُ: إن كان المال الذي لزم ذمته إنما لزمها بطريق لا يجوز تعاطي مثله، مثل: غصب أو إتلافٍ مقصود، فلا تبرأ الذمة من ذلك إلاَّ بوصوله إلى من وجب له، أو بإبرائه منه، ولا تسقطه التوبه وإنما تنفع التوبة في إسقاط العقوبة الأخرويَّة على ذلك الدَّين فيما يختص بحق الله تعالى لمخالفته إلى ما نهى الله عنه، وإن كان ذلك المال لزمه بطريق سائغ، وهو عازم على الوفاء ولم يقدر، فهذا ليس بصاحب ذنب حتى يتوب عنه، ويرجى له الخير في العقبى ما دام على هذه الحالة" انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 454 - [1645] "ثَبج هذا البحر" بفتح المثلثة، ثم الموحدة، الحديث: 1645 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 وجيم أي وسطه ومعظمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 455 - [1651] "لَغَدوة" بفتح الغين المعجمة السير من أول النَّهار إلى الظهر. "روحة" هي السير من الزوال إلى الغروب. "ولقاب قوس أحدكم" أي قدره. "أو موضع يدِه". قال العراقي: " وهكذا وقع في أصل سماعنا من الترمذي "يده" بالياء المثناة من تحت وتخفيف الدال، والصواب المعروف أو موضع قِدِّه؛ بكسر القاف وتشديد الدال. والقد: هو السوط، وهكذا ذكره الهروي في الغريبين وغيره، وأصله أن يقد السَّير الذي لم الحديث: 1651 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 يدبغ نصفين". "ولنصيفها" بفتح النون وكسر الصَّاد المهملة، خِمار المرأة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 456 - [1650] "عن ابن أبي ذياب" بضم الذال المعجمة، وباءين موحدتين بينهما ألف، اسمه: عبد الله بن عبد الرَّحمن. الحديث: 1650 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 457 - [1652] "رجلٌ يسأل بالله ولا يعطى به". الحديث: 1652 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 قال العراقي "ببناء يُسأل للمفعول، وببناء يُعطي للفاعل، هكذا هو مضبوط في الأصول الصحيحة من الترمذي، ووقع في بعض النسخ الصحيحة من سنن النسائي بناؤهما للفاعل؛ أي: أنه يطلب بالله فإذا سئل به لا يعطى، قال وله وجه صحيح. قال: "ورأيتُ من يجوِّز فيه بناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول، ومعناه أنه يعرض اسم الله لأنه لا يسأل به فلا يعطى فكأنه هو الذي أوقع غيره في هذا المحذور ولكنه مخالف للروايتين معًا" انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 458 - [1657] "فواق ناقة" بالضم، والفتح؛ أي قدره، وهو ما بين الحلبتين. "أو نُكِبَ نَكْبَةً" هي ما تصيب الإنسان من الحوادث. الحديث: 1657 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 459 - [1656] "يُكْلَم". الحديث: 1656 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 أي يجرح. "والريح ريحُ المِسْكِ". قال الإمام كمال الدِّين الزملكاني في كتابه المسمَّى تحقيق الأولى من أهل الرفيق الأعلى: " فإن قيل فقد قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". و"دم الشهيد ريحه ريح المسك"، وما كان أطيب من ريح المسك كان أعلى مما ريحه ريح المسك؛ قلتُ: الفرق بين الموضعين من وجوه: أحدها: أنَّ هذا الخلوف قال فيه: عند الله تعالى، ودم الشهيد ريحه ريح المسك عند النَّاس، ولم يذكر كيف هو عند الله تعالى، فلا جامع بين الأمرين، ولا يخرج هذا عن أن يكون خصوصيَّة للشهيد. الثاني: أنَّ الخلوف لم يتغيَّر عن رائحته المكروهة عند النَّاس، لكن الله تعالى أخبر أنَّ ذلك الذي يكرهونه يعامله معاملَة من حصل له ما هو أطيب من المسك، ودم الشهيد أحاله الله تعالى طيبًا، ريحه ريح المسك، وأين ما أحيل طَيِّبًا إلى ما عومل معاملة الطَّيِّب، مع بقائه على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 حاله؟. الثالث: أنَّ طيب الخلوف ينقطع بانقطاع الخلوف، إذ الخلوف يزول بزوال سببه، وهو الصوم، ودم الشَّهيد يحصل له الطيب بعد انقضاء سببه، فَتَرَجَّحَ من هذا الوجه " انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 460 - [1659] "بِحَضْرَةِ العَدوِّ" مثلث الحاء، والفتح أفصح. "إنَّ أبواب الجنَّةِ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيوفِ" معناه إنَّ الجهاد وحضور معركة القتال طريق إلى الجنَّةِ وسببٌ لدخولها. "جَفْنَ سيفه"؛ بفتح الجيم، وسكون الفاء، ونون؛ غِمده. الحديث: 1659 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 " أبواب الجهاد " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 461 - [1674] "الرَّاكب شيطان". قال العراقي: "يحتمل أنَّ المراد: أنَّ معه شيطان، أو المراد: تشبيهه بالشيطان، لأنَّ عادة الشيطان الانفراد في الأماكن الخالية، كالأودية، والحشوش". الحديث: 1674 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 462 - [1675] "الحرب خدعة" مثلث الخاء، والفتح أفصح. الحديث: 1675 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 463 - [1692] "أوجب طلحة" أي أوجب لنفسه الجنَّة بهذا الحديث: 1692 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 الفعل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 464 - [1696] "خيْرُ الخَيْلِ الأدْهَمُ" هو الأسود الأقرح؛ بالقاف والحاء المهملة، هو ما في وجهه قرحة بالضم، وهي ما دون الغرة. "الأرثم" بالراء، والثاء المثلثة؛ من الرَّثم، بفتح الراء وسكون المثلثة وهو بياض في جحفلة الفرس العليا، والجحفلة لذوات الحافر كالشفة للإنسان، قاله الجوهري، وقال صاحب النِّهاية: "الأرثم؛ الذي أنفه أبيض، وشفته العليا". "المحَجل" هو الذي في قوائمه بياض. "طلق اليمين" هي الخالية من البياض مع وجوده في باقي القوائم. "فكُميتٌ" بضم الكاف مصغر هو الذي لونه بين السواد والحمرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث. الحديث: 1696 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 "علي هذه الشِّية" بكسر الشِّين المعجمة وفتح الياء المثناة من تحت، أي على هذا اللون والصفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 465 - [1698] "كره الشكال في الخيل" هو أن يكون في رجله اليُمنى بياض، وفي يده اليسرى، أو يده اليمنى ورجله اليسرى، وقد رواه شعبة، عن عبد الله بن يزيد الخثعمي. قال العراقي: "هكذا وقع في أصل سماعنا، بخاء معجمة بعدها ثاء مثلثة، ثم عين مهملة، ثم ميم، وإنما هو النَّخعي؛ بنون ثم خاء، وهكذا هو في صحيح مسلم وسنن النسائي، وليس له عندهما إلاَّ هذا الحديث، وما علمت روى عنه غير شعبة". الحديث: 1698 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 466 - [1699] "مِن الحَفياءِ" بفتح الحاء المهملة، وسكون الحديث: 1699 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 الفاء، ومثناة من تحت ومد وهذا هو المشهور، وحُكي فيها القصر، وحُكي ضم الحاء، وحُكي تقديم الياء على الفاء. "إلى ثنية الوداع" هي بقرب المدينة من ناحية الشام، سميت بذلك لكون المسافر من المدينة يشيعه المودعون إليها. "إلى مسجد بني زُريقٍ" بتقديم الزاي على الراء مُصغر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 467 - [1700] "لا سبق" بفتح الباء، وهو ما يجعل للسابق على سبقه من جعل. قال الخطابي: "الرواية الصحيحة في هذا الحديث: لا سَبَق، مفتوحة الباء". الحديث: 1700 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 468 - [1701] "ما اختصَّنا دونَ النَّاسِ بشيء إلا بثلات، أمرنا أن نُسبغَ الوُضُوءَ وأن لا نأكل الصدَقَةَ، وأنْ لا نُنْزِي حِمارًا على فرسٍ". قال العراقي: "ظاهره أنَّ الأمر باسباغ الوضوء والنَّهي عن الحديث: 1701 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 إنزاء الحُمر على الخيل مخصوص بهم، كأكل الصَّدقة، ولم يخص العلماء هذين الأمرين بهم، فإنَّ إسباغ الوضوء عام لكل أحد، نعم في صحيح ابن خزيمة ما يقتضي التخصيص في إنزاء الخيل، فإنه زاد في آخر الحديث، قال موسى: فلقيت عبد الله بن حسَنَ، فقلتُ: إنَّ عبد الله بن عبيد الله حدثني بكذا وكذا. فقال: إنَّ الخيل كانت في بني هاشم قليلة فأحب أن تكثر فيهم. قلتُ: فظهر التخصيص، مع نص العلماء على أن إنزاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 الحمر على الخيل جائز غير ممنوع، وقد أطنب الخطابي في تقريره. وأما إسباغ الوضوء فقد يكون أراد به وجوبه لكل صلاة فيكون خصوصيَّة لهم، كما كان خصوصية له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والله أعلم. قال العراقي: "والمشهور في الرواية ضبط ننزِي؛ بضم النون الأولى، وسكون الثانية، وتخفيف الزاي المكسورة، ويجوز فتح النون الثانية، وتشديد الزاي" نزى الذكر على الأنثى نزًا؛ بالكسر يقال ذلك في الحافر، والظِلف، والسباع، وأنزاه غيره، ونزاه ينزيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 469 - [1702] "ابغوني في ضعفائكم". قال العراقي: " هكذا وقع في أصول سماعنا، من الترمذي، وهو عند أبي داود، والنسائي: "أبغوني الضعفاء" بإسقاط حرف الجر، وكذا في مسند أحمد والطبراني: " أبغوني ضعفاكم " وهو أصح، ومعناه اطلبوا إليَّ ضعفاءكم ". قال الجوهري: " بغيتك الشيء طلبته لك ". ْويجوز أن يكون بهمزة قطع على أنه رباعي ومعناه حينئذٍ كما قال صاحب النِّهاية: "أعينوني على طلب الضعفاء"، هكذا فرق في المتعدي لمفعوليين بين الثلاثي، والرباعي، وأما رواية المصنف الحديث: 1702 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 فهي بهمزة وصل ليس إلاَّ، فإنه عدَّاه إلى مفعول واحد، [ومعناه]-إن كان محفوظًا- اطلبوني في ضعفائكم؛ أي أنه يجلس معهم ولا يترفع عليهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 470 - [1703] "رُفقةً" بضم الراء وكسرها، والضم أشهر. الحديث: 1703 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 471 - [1704] "يشي به" بفتح المثناة من تحت، وكسر الشين المعجمة من قولهم: وشى به إلى السلطان: سعى به. الحديث: 1704 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 472 - [1706] "عضلةِ" بفتح العين المهمله، والضاد المعجمة: الحديث: 1706 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 كل لحم مجتمع على عظم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 473 - [1708] "عن قُطْبَةَ" بضم الفاف، وسكون الطاء ثم باء موحَّدة وهاء تأنيث. الحديث: 1708 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 474 - [1712] "إن قُتِلْتَ في سبيل الله وأنت صَابرٌ مُحَتَسِبٌ" قال الزملكاني: "فيه تنبيه على أنه لا بد من الإخلاص لله تعالى في العمل وذلك شرط وقوع الموقع المكفر، قال: وقوله: "مقبل غير مدبر". فالمقبل غير مدبر، فيحتمل أن يريد به مقبلاً غير مدبر في وقت من الحديث: 1712 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 الأوقات، فقد يقبل الشخص ثم يدبر، ويحتمل حمله على التأكيد، أو تمكين المعنى بالاحتراز عن إرادة التحرز، كقوله: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} ويحتمل أن يكون أحدهما محمولاً على عمل الجوارح، والآخر على القلوب، ويحتمل غير ذلك " انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 475 - [1714] "ويروى عن أبي هريرة قال: "ما رأيت أحدًا أكثر مَشورَةً"؛ هي مصدر أشار عليه بكذا، وفيها لغتان ضم الشين، وسكون الواو، وسكون الشين وفتح الواو. "لأصحابه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"، وصله البيهقي في سننه. الحديث: 1714 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 476 - [1715] "أرادو أن يشترُوا جسدَ رَجلٍ" هو نوفل بن الحديث: 1715 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 عبد الله بن المغيرة من بني مخزوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 477 - [1716] "فحاص النَّاس حيصة" قال العراقي: "وقع في أصول سماعنا من كتاب الترمذي بالجيم والضاد المعجمة، ووقع في أصول سماعنا من كتاب أبي داود الحاء والصَّاد المهملتين ومعناهما متقارب؛ أي مالُوا وحادوا". الحديث: 1716 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 "أبواب اللّباس" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 478 - [1722] "شكيا القمل". قال العراقي: " هكذا وقع في سماعنا من كتاب الترمذي بالياء، وفي رواية مسلم "شَكَوَا بالواو، وهو الصواب فإنه من ذوات الواو كما جزم به الجوهري". الحديث: 1722 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 479 - [1723] "من ديباج" بكسر الدال؛ على المشهور ما غلظ الحديث: 1723 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 من الحرير، وقيل: ما كان منقوشًا منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 480 - [1724] "لِمَّةٍ" بكسر اللام، وتشديد الميم شعر الرأس إذا نزل على شحمة الأذن وألمَّ بالمنكبين. "قال: "فيُرخينَهُ ذراعًا". قال العراقي: "الظاهر أنَّ المراد ذراع الآدمي، وهو شبران ومبدأه من أولها إلى ما يمس الأرض فلها أن تجر على الأرض منه ذراعًا". الحديث: 1724 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 482 - [1732] "عن أم الحسن" هي أم الحسن البصري، اسمها خيرة وهي مولاة أم سلمة. "شَبر لفاطمة شِبْرًا" زاد الطبراني "من عقبها" وقال هذا ذيل المرأة. "من نِطاقها" قال الجوهري: " هو شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، والأسفل ينجر على الأرض، وليس لها حجزة ولا نيفق، ولا ساقان " انتهى. وهو المنطق أيضًا، وأول من اتَّخذه هاجر أم إسماعيل لتخفى أثرها على سارة، كما ثبت في صحيح البخاري وتبعها نساء العرب. الحديث: 1732 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 483 - [1733] "كِساء ملبدًا" قال في النِّهاية: "هو المرقع، الحديث: 1733 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 وقيل [هو] الذي ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبد". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 484 - [1734] "وَكُمّةُ صوف" بضم الكاف وتشديد الميم، وقيل بكسر الكاف، الكمة؛ القلنسوة الصغيرة. وقال الجوهري: "القلنسوة المدوَّرة" وقال صاحب المُحكم: "هي القلنسوة، ولم يقيد". الحديث: 1734 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 485 - [1736] " سَدَل عِمَامَتَهُ " أي: أرخاها. الحديث: 1736 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 486 - [1738] "ثنا حفص اللَّيثي". قال القاضي: ما الحديث: 1738 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 علِمْتُ له راويًا غير أبي التياحِ، ولا يعرف إلاَّ بهذا الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 487 - [1740] "فصَّهُ" بفتح الفاء في الأشهر منه. قال العراقي: " لم ينقل كيف كان صِفته أمربَّعًا، أم مثلثًا، أم مُدَورًا؟ إلاَّ أنَّ التربيع أقرب إلى النقش فيه، وحُميد الراوي للحديث سئل عن ذلك فلم يدر كيف كان، رواه أبو الشيخ في كتاب أخلاق النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ". الحديث: 1740 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 488 - [1750] "نَمطا" بفتح النون، والميم، وطاء مهملة البساط اللطيف الذي له خمل. الحديث: 1750 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 "رقمًا" بفتح الراء وسكون القاف النقش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 489 - [1751] "الآنكُ" بمد الهمز، وضم النون، الرصاص المذاب. الحديث: 1751 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 490 - [1753] "عن الأجلح". هو لقب، واسمُه يحيى بن عبد الله الكندي الكوفي، يكنى أبا حجيَّة. الحديث: 1753 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 491 - [1755] "فوق الجمة" بضم الجيم، وتشديد الميم. الحديث: 1755 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 "ودون الوفرة" بفتح الواو، وإسكان الفاء، وراء. قال العراقي: "الوفرة ما بلغ شحمة الأذُن، واللِّمَّة ما نزل عن شحمة الأذن، والجمة ما نزل عن ذلك إلى المنكبين، هذا قول جمهُور أهل اللغة، قال: ووقع في رواية أبي داود، وابن ماجه، دون الجمة، وفوق الوفرة، عكس ما في رواية المصنف، وهو الموافق لقول أهل اللغة إلاَّ أن يؤول ما في رواية المصنف على أنَّ المراد بقوله: "فوق، ودون" بالنسبة إلى محل وصول الشعر، أي: أنَّ شعره كان أرفع في المحل من الجمة، وأنزل فيه من الوفرة، ويكون المراد في رواية أبي داود بالنسبة إلى الكثرة والقلة، أي أكثر من الوفرة وأقل من الجمة وعلى هذا فلا تعارض بين الروايتين". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 492 - [1757] "بالإثمدِ" بكسر الهمزه وسكون المثلثه وكسر الحديث: 1757 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 الميم وآخره دال مهملة، وحكي فيه ضم الميم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 493 - [1760] "المَياثر" بالثاء المثلثه غير مهموز. قال أبو عبيد: "كانت من مراكب الأعاجم من حرير". الحديث: 1760 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 494 - [176] "بدأ بِمَيمامِنِهِ" جمع ميمنة، كمرحمة ومراحم. الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 495 - [1765] "حدثنا عبد الله بن محمَّد بن الحجاج الصواف البصري". الحديث: 1765 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 قال العراقي: " ليس للمصنف رواية عنه إلاَّ في هذا الحديث ". قال المزي: " وما أظنه روى عنه غيره ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 496 - [1770] "علي بن هاشم بن البريد" بفتح الموحدة، وكسر الراء ومثناة تحتية. الحديث: 1770 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 "وأبو سعد الصَّاغاني" بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة، اسمه محمَّد بن مُيسَّر، بضم الميم، وفتح المثناة من تحت بعدها سين مهملة مشددة. "يوم الكلاب" بالضم مخفف اسمُ ماء كانت عنده وقعة بالجاهلية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 497 - [1777] "ربما مشى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نَعْلٍ واحدةٍ" في رواية ابن عبد البر في التمهيد: " ربما انقطع شِسع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فمشى في النَّعل الواحدة حتى يصلح ". الحديث: 1777 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 498 - [1781] "عْدائر" جمع غديرة، وهي الذوائب. "ضَفائر" جمع ضفيرة، وهي العقائص، فالغدائر أعم. الحديث: 1781 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 499 - [1782] "كِمَامُ" بكسر الكاف جمع كُمة بضمها وتشديد الميم، وهي القلنسُوة. "بُطحًا" بضم الموحدة، وسكون الطاء، وبالحاء المهملة. وهي اللازقة بالرأس غير ذاهب في الهواء، هكذا فسرهُ الهروي في الغريبين. وقال في النهاية: "يعني أنها كانت منبطحة غير منتصبة". قال العراقي: " وأما تفسير المصنف لها بالواسعة فليس بجيد، قال: وكأنه حمل الكمام هنا على أنه جمع كمة القميص ". وكذا فعل أبو الشيخ، وفي ذلك منهما نظر، والمعروف ما قدمناه. الحديث: 1782 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 500 - [1783] "مسلم بن نُذَيرٍ" بضم النون وفتح الذال الحديث: 1783 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 المعجمه، وياء التصغير وراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 " أبواب الأطعمة " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 501 - [1788] "على خِوَانٍ" بكسر الخاء المعجمة. "وَلاَ سُكُرُّجَةٍ" بضم السِّين المهملة والكاف، والراء. "ولا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّق" بتشديد القاف الأولى المفتوحة ما رققه الصانع، أي ما جَعله رقيقًا. الحديث: 1788 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 502 - [1789] "أنفجنا أرنبًا" بالنون، والفاء والجيم؛ أي أثرناه من مكانه. الحديث: 1789 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 503 - [1797] "فارْحَضُوهَا" بفتح الحاء المهملة وبالضَّاد المعجمة؛ أي اغسلوها. الحديث: 1797 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 503 - [1802] "فَليمط" بضم الياء. "ثم ليطعمهما" بفتح الياء والعين؛ أي: ليأكلها. الحديث: 1802 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 505 - [1803] "أن نَسْلَتَ الصَّحْفَة" بفتح النون وسكون السين المهملة، وضم اللام، وآخره مثناة من فوق؛ أي: نمسحها والصحفة دون القصعة. الحديث: 1803 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 506 - [1804] "استغْفَرتْ له [القَصعَةَ] " قال العراقي: " يحتمل أنَّ الله تعالى يخلق فيها تمييزًا ونطقًا تطلب به المغفرة. وقد روي في بعض الآثار أنها تقول: " أجرك الله كما أجَرْتَني من الشَّيطان ". الحديث: 1804 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 507 - [1805] "البَرَكَة تنزل وسَط الطعام" بفتح السين. قال العراقي: "يحتمل أن يراد بها الإمداد من الله تعالى". الحديث: 1805 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 508 - [1817] "أخذ بيد مجذوم ... " الحديث. الحديث: 1817 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 قال البيهقي في شعب الإيمان: " في هذا الحديث مع ما رُوِي عنه من الفرار من المجذوم، وأمر المجذوم الذي أتاه في وفد ثقيف بالرجوع توكيد طريق التوكل، فيكون هذا الحديث فيمن يكون حاله الصَّبر على المكروه وترك الاختيار في موارد القضاء، والحديث الآخر ممن يخاف على نفسه العجز عن احتمال المكروه والصبر عليه، فيحترز بما جاء في الشرع بأنواع الاحترازات ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 509 - [1818] "أَمْعَاءً" بالمد، جمع مِعى؛ بكسر الميم والتنوين، والقصر: المصارين. الحديث: 1818 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 510 - [1810] "طعام الاثنين كافي الثلاثة" قال الشيخ عز الدِّين بن عبد السلام في أماليه: " إن أريد به الإخبار عن الواقع فذلك مشكل؛ لأنَّ طعام الاثنين لا يكفي إلاَّ الاثنين، وإن كان له معنى آخر فما هو؛ قال: والجواب من وجهين: أحدهما: أنه خبر بمعنى الأمر؛ أي أطعموا طعام الاثنين الثلاث. والثاني: أنه للتنبيه على أنَّ ذلك يقوت الثلاث، وأخبرنا بذلك لئلا نجزع. قال: والأول أرجح؛ لأنَّ الثاني معلوم ". قلتُ: روى العسكري في المواعظ من حديث عمر، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلوا جميعًا ولا تفرَّقوا فإنَّ طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، كلوا جميعًا ولا تفرقوا؛ فإنَّ البركة في الجماعة" فيؤخذ من هذا أنَّ شرط المسئلة الاجتماع الحديث: 1810 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 على الأكل، وأنَّ معنى الحديث، طعام الاثنين إذا أكلا متفرقين كافي الثلاثة إذا أكلوا مجتمعين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 511 - [1826] "دجاجًا" بفتح الدال، وكسرها، وحكى ضمها وهو ضعيف. الحديث: 1826 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 512 - [1828] "لحم حُبارى" بضم الحاء المهملة، وتخفيف الباء الموحَّدة وفتح الراء، مقصور طائر معروف. الحديث: 1828 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 513 - [1829] "ما أنا فلا أكل متَّكئًا". الحديث: 1829 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 قال البيهقي في شعب الإيمان: " قد عدَّ القاضي أبو العباس -يعني ابن القاص- ترك النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأكل متكئًا من خصائصه، ويحتمل أن يكون المختار لغيره أيضًا أن يتركه؛ فإنه من فعل المتعظمين. وأصله مأخوذ من الأعاجم. فإن كانت برجل علة في شيء من بدنه، فكان لا يتمكن مما بين يديه إلاَّ متكئًا لم يكن في ذلك كراهة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 514 - [1831] "كان يحب الحلوى، والعسل". قال الخطابي: "حُبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحلو ليس على معنى كثرة التشهي لها، وشدَّة نزاع النفس إليها، وتأنق الصنعة في اتِّخاذها فِعلَ أهل الشره الحديث: 1831 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 والنهم، وإنما هو إن كان إذا قدم إليه الحلوى نال منها نيلاً صالحًا من غير تقدير، فيعلم بذلك أنه قد أعجبه طعمها وحلاوتها، وفيه دليل على جواز اتخاذ الحلاوات والأطعمة من أخلاط شتى". ذكره البيهقي في شعب الإيمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 515 - [1833] "العَنْقَزِيُّ" بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفتح القاف، وزاي. قال ابن حبان: "كان يبيع العنقز، فنسب إليه. والعنقز: المرزنجوش". الحديث: 1833 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 516 - [1835] "انهسوا اللَّحم نهسًا". الحديث: 1835 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 قال العراقي: " هو بالمسين المهملة، وهو أخذه بمقدم الأسنان ". "فإنَّه أهْنَأُ، وأمْرأُ" كلاهما بالهمز، يقال: هنأَ الطعام صار هنيئًا. ومَرِىءَ؛ صار مرِئًا؛ وهو أن لا يثقل على المعدة، ويهضم عنها طيبًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 517 - [1846] "بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده" المراد به: الوضوء اللغوي، وهو [غسل] اليدين، والمراد بالبركة: حصول الزيادة فيه أو نفع البدن به. الحديث: 1846 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 518 - [1852] "عن أبي أسيد" بفتح الهمزة، وكسر السين على الحديث: 1852 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 الصواب، واسمُه عبد الله بن ثابت، وليس له عند المصنف، والنسائي إلاَّ هذا الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 519 - [1854] "واضرِبُوا الهَامَ" بتخفيف الميم جمع هامة، وهي الرأس؛ والمراد به: قتال العدو في الجهاد. الحديث: 1854 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 520 - [1848] "والَوذْرِ" بفتح الواو، وسكون الذال المعجمة وراء؛ قطع اللحم، واحدها وذرة. الحديث: 1848 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 521 - [1859] "إنَّ الشيطان حساس" بالحاء المهملة؛ أي: شديد الحس والإدراك. "اللحاس" أي يلحس بلسانه ما يتركه الآكل على يده من الطعام. "من بات وفي يدهِ ريحُ غَمرٍ" بفتح الغين المعجمة، والميم معًا. قال الجوهري: " الغَمَر بالتحريك ريح اللحم ". "فأصابه شيء" للبزار. "فأصابه خبل"، [وفي رواية: "فأصابه لمم"، وهو المس من الجنون] ، وفي رواية: " فأصابه وضح " وهو البرص. الحديث: 1859 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 " أبواب الأشربة " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 522 - [1862] "من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاةً أربعين صباحًا" ذكر في حكمة ذلك [أنها] تبقى في عروقه، وأعضائه أربعين يومًا؛ نقله ابن القيم في الهدى.. الحديث: 1862 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 523 - [1863] "عن البِتْعِ" بكسر الباء الموحدة، وسكون الحديث: 1863 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 المثناة من فوق، وعين مهملة نبيذ العسَل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 524 - [1868] "أو تنسج نسْجًا" قال العراقي: "هكذا في سماعنا بالجيم، وكذا وقع في بعض نسخ مسلم، وقال القاضي عياض: "إنه تصحيف، والصواب بالحاء المهملة، أي: تقشر من القشر". الحديث: 1868 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 525 - [1875] "السُّحَيْمِيُّ" بضم السين، والحاء المهملتين الحديث: 1875 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 مصغر، نسبة إلى بني سحيم بطن من بني حنيفة. "الغُبَرِيُّ" بضم الغين المعجمة وفتح الموحدة وراء نسبة إلى بني غبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 526 - [1890] "نهى عن اختناث الأسقية". بسكون الخاء المعجمة، وكسر التاء المثناة من فوق، ثم نون، وبعد الألف ثاء مثلثة، مصدر اختنث السقاء: أي طوى فمه وقلبه ليشرب منه. ولفظ [رواية] البيهقي في شعب الإيمان من طريق ابن أبي ذؤيب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عقبه عن أبي سعيد عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أنه نهى عن اختناث الأسقية: أن يشرب من أفواهها" ثم أخرج الحديث: 1890 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 البيهقي من طريق الزهري، عن عبيد الله عن أبي سعيد قال: "شرب رجل من فم سقاء فانساب في بطنه جان؛ فنهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن اختناث الأسقية". وأخرج من طريق أيوب عن عكرمة، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نهى أن يشرب الرَّجل من فيِّ السقاء، قال أيوب: نبئت أنَّ رجلاً شرب من السقاء، فخرجت حيَّة. ثم أخرج من طريق [معمر] عن هشام بن عروة عن أبيه قال: "نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يشرب من فيِّ السقاء". قال هشام: " فإنه يُنتِّنُه ذلك، قال البيهقي: رواه حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة موصولاً، وقال: لأنَّ ذلك ينتِّنه، والصحيح أنه من قول هشام، قال: وهذا الذي قاله هشام محتمل وهو بما يصيبه من نفسه وبخار معدته، وقد لا تطيب نفس كل أحد بشرب سُؤره فأجب التنزه من ذلك لئلا يفسده على غيره ثم روى حديث عبد الله بن أنيس الذي رواه المصنف بعد هذا، وقال: الظاهر أنَّ خبر النَّهي كان بعد هذا ثم روى حديث كَبْشَةَ الذي رواه المصنف أيضًا، وروى مثلهُ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 حديث عائشة، ومن حديث أم سُليم وقال: "هذه الأخبار تدل على الجواز، وخبر النَّهي يدل على استحباب تنحية الأذى عن الشراب وغيره بترك ذلك، ويحتمل أن يكون خبر النَّهي في غير المعلقه، وخبر الرخصة في المعلقة فالمعلقة أبعد من دخول الحيات فيها" انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 527 - [1893] "الأيمن فالأيمن" رُوِي بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، وبالنصب على تقدير فِعل؛ أي أعط. الحديث: 1893 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 " أبواب البر والصلة " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 528 - [1897] "من أبرُّ؛ قال: أُمَّكَ" قال العراقي: المعروف في الرواية النصب. الحديث: 1897 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 529 - [1900] "الوالد أوسط أبواب الجنَّة" قال أبو موسى المديني: أي خيرها، يقال: هو من أوسط قومه؛ أي من خيارهم. الحديث: 1900 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 قال العراقي: " معناه أنَّ برَّه مُؤَدٍّ إلى دخولِ الجنَّة من أوسط أبوابها ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 530 - [1906] "لا يجزي" بفتح أوله من غير همز. الحديث: 1906 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 531 - [1910] "إنَّكم لتبخِّلون وتجبِّنون، وتجهِّلون" بكسر ثالث الأفعال الثلاثة، وتشديده. "وإنَّكم لمن رَيحانِ اللهِ" أي: رزقه. الحديث: 1910 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 532 - [1918] "أنا وكافل اليتيم في الجنَّةِ كَهَاتَيْنِ" قال ابن الحديث: 1918 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 حبان في صحيحه: " أراد به في دخول الجنَّة والسبق لا أنه تكون مرتبته مع مرتبةِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الجنَّةِ واحدة". " الرَّحمُ شُجْنَة من الرَّحمنِ " أي: مشتقة من اسمه، وقال في النِّهاية: " أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبه بذلك مجازًا أو اتساعًا وأصل الشِجنة؛ بالكسر، والضم شعبة من غصن من غصون الشجر ". "إنَّ أحدكم مرآة أخيه" هي مفعلة من الرؤية وإلى هذا الحديث انتهى ما كتبه الحافظ زين الدِّين العراقي من الشرح. قال الطيبي: "أي المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 المجلوة الي تحكى كل ما ارتسم فيها من الصور، ولو كان أدنى شيء". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 533 - [1930] "من نفَّس عن مؤمنٍ" أي فَرَّج. 533 م- 1933 "وضَر من صُفْرَةٍ" بفتح الواو والضاد الحديث: 1930 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 المعجمة، وراء: أي لطخ من خلوق أو طيب له لون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 534 - [1945] "إخوانُكُمْ". قال الطيبي: " فيه وجهان: أحدهما: أن يكون خبر مبتدإٍ محذوف؛ أي مماليكُكم إخوانُكم، واعتبار الأخوة إمَّا من جهة آدم؛ أي إنكم متفرقون من أصل واحد، أو من جهة الدِّين، فيكون قوله: " جعلهمُ اللهُ تحت أيدِيكُمْ " بيانًا لما في الكلام من معنى التشبيه، ويجوز أن يكون مبتدأ، و"جعلهم الله" خبره، فعلى هذا "إخوانكم" مستعار لطي المشبه ". الحديث: 1945 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 535 - [1946] "لا يدخل الجنَّةَ سيءُ المَلَكَةِ" قال في النِّهاية: الحديث: 1946 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 "أي الذي يسيء صحبة المماليك، يقال: فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إليهم". وقال الطيبي: " يعني سوء الملكة، يدل على سوء الخلق، وهو شؤم، والشؤم يورث الخذلان، ودخول النَّار ". - 1947 "من قذف مملوكه بريئًا مما قال: أقام الله عليه الحد يوم القيامة. إلاَّ أن يكون كما قال" قال الطيبي: " الاستثناء مشكل؛ لأنَّ قوله بريئًا يأباه، اللَّهم إلاَّ أن يؤول؛ أي يعتقد ويظن براءته ويكون العبد كما قال في الواقع، لا ما اعتقده، فحينئذٍ لا يجلد لكونه صادقًا فيه ". - 1948 "إذا ضرب أحَدكمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللهَ" عطف على الشرط. "فارفعوا أيدِيكمْ" جوابه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 538 - [1957] "أو هدى زُقَاقًا" قال في النِّهاية: " هو بالضم: الطريق، يُريد من دلَّ الضَّال، [و] الأعمى على طريقه. وقال: أراد من تصدق بزقاق من النَّخل؛ وهي السِّكة منها قال: والأول أشبه؛ لأنَّ هدى من الهِداية، لا من الهَدِيَّه ". الحديث: 1957 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 539 - [1959] "إذا حدَّث الرَّجل الحديث ثم التفت فهي أمانة". قال المظهري: " أي: إذا حدث أحد عندك حديثًا ثم غاب صار حديثه أمانة عندك، ولا يجوز إضاعتها ". قال الطيبي: "والظاهر أن "التفت" هنا عبارة عن التفات خاطره إلى ما تكلم، فالتفت يمينًا وشمالاً احْتياطًا". الحديث: 1959 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 540 - [1961] "السَّخِيُّ قريبٌ من اللهِ ... " الحديث. قال الطيبي: " التعريف للسخي والبخيل للعهد الذهني، وهو مما عرف شرعًا أنَّ السخيَّ من هو، والبخيل من هو، وذلك أنَّ من أدى [زكاة] ماله فقد امتثل أمر الله وعظمه، وأظهر الشفقة على خلق الله وواساهم بماله فهو قريب من الله، وقريب من النَّاس، فلا يكون منزله إلاَّ الجنَّة، ومن لم يؤدها فأمْرهُ على عكس ذلك، ولذلك كان جاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل ". الحديث: 1961 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 542 - [1962] "خَصْلَتَانِ لاَ تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤمِنٍ البُخْلُ، وسُوءُ الخُلُقِ". قال في النِّهاية: "المراد من ذلك اجتماع الخصلتين فيه مع بلوغ النِّهاية فيهما بحيث لا ينفك [عنهما ولا ينفكان عنه، فأما من فيه بعض الحديث: 1962 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 هذا، وبعض هذا، أو ينفك] عنه في بعض الأوقات فإنه بمعزل عن ذلك". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 542 - [1963] "لا يدخل الجَنةَ". قال التوربشتي: " أي مع الداخلين في الرعيل الأول، من غير ما بأس بل يصاب منه بالعذاب ". "خبٌّ" قال في النِّهاية: "بالفتح، الخداع الذي يسعى بين النَّاسِ بالفساد". "ولا مَنَّانٌ" قيل: يتأول على وجهين: أحدهما: من المنة وهي الاعتداد بالضيعة. والثاني: من المن وهو النقص والقطع يريد الخيانة والنقص من الحق. الحديث: 1963 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 543 - [1964] "حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي الحديث: 1964 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: المؤمنُ غرٌّ كريم، والفاجر خبّ لئيم" هذا حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه". هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدِّين بن العلائي في أجوبته: " بشر بن رافع هذا ضعفه أحمد بن حنبل، وقال ابن معين ليس به بأس. وقال ابن عدي لم أجد له حديثًا منكرًا، وتابعه حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير، أخرجه أبو داود، والبيهقي في الأدب، وحَجِّاجُ هذا قال فيه ابن معين: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: هو شيخ صالح متعبد. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي؛ وتوثيق الأولين مقدم على هذا الكلام وحصلت برواية حجَّاج المتابعة لبشر بن رافع في الحديث، وخرج به عن الغرابة التي ذكرها الترمذي، وعن قول البخاري في بشر هذا لا يتابع في حديثه وكأنه يعني غالبًا، والحديث بروايتهما لا ينزل على درجة الحسن" انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 قال: وأخرجه ابن المبارك في الزهد: حدثنا أسامة بن زيد عن رجل من بلحارث بن كعب عن يحيى بن أبي كثير به، وله طريق آخر عن كعب بن مالك أخرجه الطبراني، قال: حدثنا محمَّد بن أبي زرعة الدمشقي حدثنا هشام بن خالد الأزرق، حدثنا يوسف بن السفر، حدثنا الأوزاعي عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم". [المؤمن غر كريم] قال الحافظ صلاح الدِّين العلائي أي: ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقياده، ولينه، يقال: فتى غر، وفتاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 غرو؛ والمعنى أنَّ المؤمن المحمود من طبعه الغرارَة وقلة الفطن للشر، وترك البحث عنه وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم، وحسن خلق، ولذلك أتبعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالوصف بالكرم، وعكسه صفة الفاجر. "والفاجر خب لئيم" قال ابن سيده: " رجل خب: خبيث، خداع، مُنكر، يقال: رجل خبٌّ وامرأة خبَّةٌ، وقد تكسر خاؤه، والتخبيب: إفساد زوجة الغير، أو عبده أو أمته ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 544 - [1979] "مَثْرَاةٌ في المَالِ" بالمثلثة مفعلة من الثروة الكثرة. "منسأة في الأثر" مفعلة من النَّسَأ في العمر؛ أي مظنة له وموضع. الحديث: 1979 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 545 - [1986] "على كثبان المِسك" جمع كثيب بالمثلثه وهو الرمل المستطيل المحدودب. الحديث: 1986 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 546 - [1989] "النُّغَيرُ" مصغر نغر بنون وبغين معجمة وراء؛ طائر صغير. الحديث: 1989 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 547 - [1993] "في رَبضِ الجنة" بفتح الراء والموحدة، وضاد معجمة ما حَوْلها خارجًا عنها تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المدن، وتخط القلاع. الحديث: 1993 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 548 - [1997] "أحبب حبيبك هونًا ما" قال في النِّهاية: "أي حبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه، وإضافة "ما" إليه يفيد التقليل؛ يعني؛ لا يسرف في الحب والبغض، فعسى أن يصير الحبيب بغيضًا، والبغيض حبيبًا، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحي". الحديث: 1997 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 549 - [1999] "من بطرَ الحقَّ" هو أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلاً، وقيل: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. "وَغمص النَّاس" بغين معجمة، وميم، وصاد مهملة؛ أي احتقرهم ولم يرهم شيئًا. الحديث: 1999 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 550 - [2000] "لا يزال الرَّجل يذهب بنفسه" قال المظهري: "الباء تحتمل أن تكون للتعدية، أي يرفع نفسه، ويبعدها عن النَّاس في المرتبة ويعتقدها عظيمة القدر. وللمصاحبة؛ أي يوافق نفسه، ويعززها ويكرمها كما يكرم الخليل الخليل حتى تصير متكبرة؛ وفي الأساس "ذهب به: قرنه مع نفسه، ومن المجاز ذهبت به الخيلا". الحديث: 2000 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 551 - [2002] "البذي" من البذاء بموحدة وذال معجمة ومد؛ وهو الفحش في القول. الحديث: 2002 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 552 - [2004] "تقوى الله وحسن الخلق" قال ابن القيم: "جمع بينهما لأنَّ تقوى الله يصلح ما بين العبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه". "إمَّعةً" بكسر الهمزة وتشديد الميم؛ الذي لا رأي له فهو يتابع كل أحد على رأيه. والهاء فيه للمبالغة. الحديث: 2004 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 553 - [2007] "الحَياء، والعِيُّ شعْبَتَانِ من الإيمانِ" الحديث: 2007 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 قال البيضاوي: "لما كانا باعثين على التحفظ في الكلام والاحتياط فيه عُدَّا من الإيمان، وما يخالفهما من النفاق وعلى هذا يكون المراد بالعِيِّ ما يكون سبب التأمل والتحرز عن الوبال، [لا الخلل] في اللِّسان، وبالبيان ما يكون بسبب الاجتراء وعدم المبالاة بالطغيان، والتحرز عن الزور والبهتان". "والبذَاء، والبيانُ شعبتان من النِّفاقِ" قال في النهاية: "أراد أنهما خصلتان منشؤهما النفاق، أما البذاء؛ وهو الفحش، فظاهر، وأما البيان؛ فإنما أراد منه بالذم التعمق في النطق، والتفاصح وإظهار التقدم فيه على النَّاس، وكأنه نوع من العجب، والكبر، ولذا قال في روايةِ أخرى: " بعض البيان " لأنه ليس كل البيان مذمومًا". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 554 - [2033] "عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الحديث: 2033 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا حليم إلاَّ ذُو عثرة، ولا حكيم إلاَّ ذو تجربة، هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ". هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح، وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدِّين العلائي: أبو الهيثم اسمه سُليمان بن عمرو، وثقه ابن معين ولم يتكلم فيه، وأما دراج فقد انفرد عنه بنسخة كبيرة، هذا الحديث منها، وهو مما أنكر عليه، وقد وثقه ابن معين في رواية عنه فاعترض عليه فضْلَكُ الرازيُّ، فقال: ما هو بثقة ولا كرامة. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير، ولينه، وضعفه الدارقطني وغيره. وقال النسائي: ليس بالقوي ومع ذلك أخرج له في سننه كثيرًا والترمذي حسن هذا الحديث مع تفرده به، وقال أبو داود حديثه مستقيم، وحامل الأمر أنَّ هذا الحديث من أول درجات الحسن، أو هو ضعيف ضعفًا يحتمل، وأما أن يقال: إنه موضوع فلا". انتهى. وقال الطيبي: "أي لا يحصل له الحلم ويوصف به حتى يرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 الأمور ويعثر فيها، فيستبين موضع الخطأ، ويدل على قوله: "ولا حكيم إلاَّ ذو تجربة". وقال المظهري: "أي: لا حكيم كاملاً إلاَّ وقع في زلة وحصل منه خطأ، فحينئذٍ يخجل فيجب لذلك أن يستر من رآه على عيبه، فيعفو عنه، فإذا أحب ذلك علم أنَّ العفو عن النَّاس والستر على عيوبهم محبوب للنَّاس، وكذلك من جرب الأمور نفعها وضرها، والمصالح والمفاسد، لا يفعل ما يفعل إلاَّ عن حكمة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 " أبواب الطب " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 555 - [2037] "نَاقِةٌ" هو الذي برأَ من المرض أفاق فكان قريب العهد بالمرض، لم يرجع إليه كمال صحَّته وقوَّته. الحديث: 2037 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 556 - [2039] "الوعَكُ" هو الحمَّى، وقيل: ألمها. "أمرَهم بالحساء" بالفتح، والمد، طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن. "لَيَرتُوْ فؤاد الحزين" براء بعدها مثناة من فوق؛ أي: يشده ويقويه. الحديث: 2039 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 "ويَسْرُو عن فؤاد السقيم" بسين مهملة وراء، يكشف عن فؤادِه الألم، [ويزيله] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 557 - [2040] "فإِن اللهَ تعالى يطعمهم ويسقيهم" قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: "معناه عندنا أنه يُطهر قلوبهم من رين الذنوب، فإذا طهَّرهم منَّ عليهم باليقين فأشبعهم وأرواهم فذاك طعامه وسُقياه لهم، ألا ترى أنه يمكث الأيام الكثيره لا يذوق شيئًا ومعه قوته، ولو كان ذلك في أيام الصحة لضعف عن ذلك وعجز عن مقاساته، والصَّبر عليه". الحديث: 2040 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 558 - [2043] "يتوجَّأ بها" بالجيم، أي: يضرب وكذا يُجاء، الحديث: 2043 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 يقال وجأته بالسكين وجاء إذا ضربته بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 559 - [2047] "السعُوط" بالفتح ما يجعل في الأنف من الدواء. "واللَّدُود" بالفتح ما يسقاه المريض من الأدوية في أحد شقي الفم. "وَالمَشِيُّ" بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وتشديد الياء، الدواء المسهل، لأنه يحمل شاربه على المشي، والتردد إلى الخلاء. الحديث: 2047 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 560 - [2050] "من الشَّوكةِ" هي حمرة تعلُو الوجه والجَسد. الحديث: 2050 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 561 - [2051] "في الأخدَعَيْنِ" هما عرقان في جانبي العنق. الحديث: 2051 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 و"الكاهِل" هو مقدم الظهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 562 - [2055] "من اكتَوَى أو استرقى فقد برىء من التَّوكُّلِ" قال البيهقي في شعب الإيمان: "وذلك لأنه ركب ما يُستحب التنزيه عنه من الاكتواء لما فيه من الخطر، ومن الاسترقاء بما لا يعرف من كتاب الله، أو ذَكَره لجواز أن يكون شركًا، فقد روينا الرخصة فيه بما يعلم من كتاب الله تعالى، أو ذَكَره من غير كراهة، وإنما الكراهة فيما لا يعلم من لسان اليهود وغيرهم، أو استعملها معتمدًا عليها لا على الله تعالى فيما وضع فيها من الشفاء، فصار بهذا، أو بارتكابه المكروه بريئًا من التوكل، فإن لم يوجد واحد من هذين وغيرهما من الأسباب المباحه لم يكن صاحبها بريئًا من التوكل" انتهى. وقال ابن الأثير في النِّهاية: "الرقية: العُوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة، وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها، وفي بعضها النَّهي عنها فمن الجواز قوله: "استرقوا لها فإنَّ بها النظرة" أي اطلبوا لها من يرقيها، ومن النَّهي قوله: "لا يسترقون، ولا يكتوون". والأحاديث في القسمين كثيرة، ووجه الجمع بينهما أنَّ الرقى يُكرَهُ الحديث: 2055 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 منها ما كان بغير اللِّسان العربي، وبغير أسماء الله تعالى وصفاته، وكلامه في كتبه المنزلة، وأن يعتقد أنَّ الرقية نافعة لا محالة فيتكل عليها، وإياها أراد بقوله: "ما توكل من استرقى"، ولا يكره عنها ما كان في خلاف ذلك، كالتعوذ بالقرآن، وأسماء الله، والرُّقَى المرويَّة، ولذلك قال للذي رقى بالقرآن وأخذ عليه أجرًا: "من أخذ برقية باطل، فقد أخذت برقية حق" وكقوله: "اعرضوها عليَّ" فعرضوها فقال: "لا بأس بها إنما هي مواثيق" كأنه خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية، وما كان [بغير] اللِّسان العربي مما لا يعرف له ترجمة ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله، [وأما] قوله: "لا رقية إلاَّ من عينٍ أو حمة" فمعناه لا رقية أولى وأنفع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 وهذا كما قيل: لا فتى إلاَّ علي، وقد أمر عليه السلام غير واحد من أصحابه بالرُّقية، وسمع بجماعة يرقون فلم ينكر عليهم. وأما الحديث الآخر في صفة الذين يدخلون الجنَّة بغير حساب: "هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون" فهذا من صفة الأولياء المعرضين عن أسباب الدنيا [الذين] لا يلتفتون إلى شيء من علائقها، وتلك درجة الخواصِّ لا يبلغها غيرهم، فأما العوام فمرخص لهم في التداوي والمعالجات، ومن صبر على البلاء وانتظر الفرج من الله بالدعاء كان من جملة الخواصِّ والأولياء، ومن لم يصبر رخص له في الرقيه والعلاج والدواء، ألا ترى أنَّ الصديق لما تصدق بجميع ماله لم ينكر عليه، علمًا منه بيقينه وصبره، ولما أتاه الرَّجلُ بمثل بيضة الحمام من الذَّهب وقال: "لا أملك غيره"، خذفه به بحيث لو أصابه عَقَره، وقال فيه ما قال. انتهى. -2056 "من الحُمةٍ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 بالتخفيف؛ السم، وقد يشدَّد وأنكره الأزهري، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة؛ لأنَّ السم يخرج منها، وأصلها حَمَوَ أو حَمَي بوزن صَرَدَ، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة أو الياء. "النَّملَةِ" هي قروح تخرج في الجنب. - 2061 "لا شيءَ في الهامة" قال في النِّهاية: "المراد هنا طائر من طير اللَّيل كانوا يتشاءمون بها، وقيل هي البومة، وقيل: كان العرب تزعم أنَّ روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فيقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت، فنقاهُ الإسلام. - 2073 "فأبرِدُوهَا" بهمزة وصل وضم الراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 563 - [2075] "عِرْقٍ نَعَّارٍ" بالنون، والعين المهملة، قال في النِّهاية: "نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلا". وفي القاموس: " نعر العرق، فار منه الدم أو صوت بخروج الدم ". ويروى: "عرق يعَّارٌ" بالمثناة التحتية، أي مصوت بخروج الدم، وأصل اليَعَار صوت الغنم. الحديث: 2075 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 564 - [2081] "بما تستمْشِينَ" أي تسهلين بطنك. "الشُّبْرُمِ" بضم الشين المعجمة وسكون الباء الموحدة، وضم الراء، وميم؛ حب يشبه الحمص يطبخ، ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوع من الشيح. الحديث: 2081 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 " أبواب الولاء ِ" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 565 - [2127] "المدينةُ حرَمٌ مَا بين عَيرٍ إِلى ثورٍ" قال مصعب الزبيري: "ليس بالمدينة عَيْرٌ ولا ثور، وإنما هما بمكة"، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: "قوله: "ما بين عير إلى ثور" هذه رواية أهل العراق، فأما أهل المدينة فلا يعرفون جبلاً عندهم يقال له ثور، الحديث: 2127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 وإنما ثور بمكة ويرون أنَّ أصل الحديث: "ما بين عير إلى أحد". وقال القاضي عياض: "لا معنى لإنكار عير بالمدينة فإنه معروف، وقد جاء ذكره في أشعارهم، وأنشد أبو عبيد البكري في ذلك عدة شواهد". وقال ابن السِّيد في المثلث: "عير اسم جبل بقرب المدينة معروف". وقال ابن الأثير في النِّهاية: "وأما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور، فالمعروف أنه بمكة، وفي رواية قليلة: "ما بين عير وأحد" وأحد بالمدينة، فيكون ثور غلطًا من الراوي، وإن كان هو الأشهر في الرواية والأكثر. وقيل: إنَّ عيرًا جبل بمكة، ويكون المراد أنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة، أو حرَّم المدينة تحريمًا مثل ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف، ووصف المصدر المحذوف". وقال النووي: "يحتمل أنَّ ثورًا كان اسمًا لجبل هناك إما أحد أو غيره فخفي اسمه". وقال المحب الطبري في الأحكام -بعد حكايته كلام أبي عبيد ومن تبعه-: "أخبرني الثقة العالم أبو محمَّد عبد السَّلام البصري، أنَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 حِذَاء أحُد عن يساره جانحًا إلى وَرائه جبلٌ صغير يقال له: ثورٌ، وأخبر أنه تكرر سُؤاله عنه لطوائف من العرب العارفين بتلك الأرض ومَا فيها من الجبال، كلٌّ أخبر أنَّ ذلك الجبل اسمُهُ ثور، وتواردوا على ذلك، قال: فعلمنا أنَّ ذكر ثور في الحديث صحيح، وأنَّ عدَم علم أكابرِ العُلماء؛ لعدم شهرته، وعدم بحثهم عنه، قال: وهذه فائدة جليلة" انتهى. وقال الحافظ قطب الدِّين الحلبي في شرح البخاري: "حكى لنا شيخنا الإمام أبو محمَّد [محمَّد] عبد السلام بن مزْرُوع البصري أنه خرج رسُولاً إلى العراق، فلما رجع إلى المدينة كان معه دليل، فكان يذكر الأماكن والجبال، فلما وصلنا إلى أحد إذا بقربه جبل صغير، فسألته عنه فقال: هذا يسمى ثورًا، قال: فعلمتُ صحة الرواية". وقال الإمام زين الدِّين المراغي في كتاب أخبار المدينة: "خَلَفُ أهل المدينة ينقلون عن سلفهم: أنَّ خلف أُحدٍ من جهة الشمال جبلاً صغيرًا إلى الحمرة بتدوير يسمَّى ثورًا، قال: وقد تحققته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 بالمشاهدة". وقال صاحب القاموس: "ثور: جبل بمكة فيه الغار المذكور في التنزيل، وجبل بالمدينة، وفيه الحديث الصحيح: "المدينة حرمٌ ما بين عَيْر إلى ثور". وأما قول أبي عبيد بن سلام وغيره من الأكابر الأعلام: أنَّ هذا تصْحِيف، والصواب "إلى أُحد"؛ لأنَّ ثورًا إنما هو بمكة [فغيرُ] جيِّد، فما أخبرني الشيخ الزاهد عن الحافظ أبي محمَّد عبد السلام البصري أنَّ حِذَاء أُحُدٍ جانحًا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور، تكرر سؤالي عنه لطوائف من العرب العارفين بتلك الأرض، فكلٌ أخبر أنَّ اسمه ثور. ولما كتب إلى الشيخ عفيف الدِّين المطري عن والده الحافظ الثقة، قال: إن خَلْفَ أُحد من شماليه جبلا صغيرًا مدورًا يسمى ثور يعرفه أهل المدينة خلفًا عن سلف" انتهى. ْ566- 2130 "وحَرَ الصَّدرِ" بفتح الواو، والحاء المهملة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 وراء: غِشَّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ، وقيل: العداوة، وقيل: أشد الغضب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 " أبواب القدر " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 567 - [2133] "عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونَحْنُ نَتنازعُ في القَدرِ" قال الطيبي: " أي نتناظر، ونتخاصم ". "فغضب حتى احمرَّ وجههُ، حتَّى كأنَّما فُقِيءَ في وَجنَتَيْهِ الرُّمَّانُ" قال الطيبي: "حتى الثَّانية غاية احمرَّ، والأولى غاية غضب. وإنما غضب؛ لأنَّ القدر سرّ من أسرار الله، وطلب سر الله تعالى منهيٌّ عنه، ولأنَّ من يبحث في القدر لم يأمن أن يصير قدريًّا أو جبريًّا، بل العباد مأْمُورن بقبول ما أمرهم الشرع من غير أن يطلبوا سِر ما لا يجوز طلب سرِّه". "فقال أبِهَذا أُمِرْتُمْ أم بهذا أُرْسِلتُ إِليْكمْ " قال الطيبي: "الهمزة في "أبهذا" للإنكار، وقدم الجار والمجرور على العامل لمزيد الاهتمام بشأن المشار إليه وكونه منكرًا جدًّا، و"أم" منقطعة الهمزة فيه أيضًا الحديث: 2133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 للإنكار، ترقيا من الأهون للأغلظ، وإنكار غِبَّ إنكار". "إنَّما هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ" جملة مُسْتَأنفة. "عزَمْتُ عَلَيْكُمْ" أي أقسمت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 568 - [2134] "احتجَّ آدم وموسى ... الحديث" قال الشيخ الحديث: 2134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 عز الدِّين بن عبد السلام: "هذا مشكل، لأنَّ القدر لا ينفي اللوم عن المكلفين، فكيف يقوله عليه السلام: "فحج آدم موسى" ومثل هذا لا تقوم به الحجة؟ قال: والجواب أنَّ لنا قاعِدَة وهي: أنَّ المذنب يُنهى ويُوبخ حالة تلبسه بالمحرم دفعًا لمفسدته، وكذلك انقضاء فعله، وقبل توبته دفعًا لفساد ما يتوقع منه من المحرمات، لا لما مضى، لأنه لا يمكن دفعه بعد وقوعه، فلا معنى لشرعية الزاجر في حقه. أما بعد فعله وتوبته فلا معنى للتوبيخ لأجل الماضي، لما تقرر، ولا لأجل المستقبل، لأنَّ التوبة تغلب على الظن أنه لا يرتكب المحرمات، لأنَّ الإنابة والخوف من الله مانعان من ذلك، فلا حاجة إلى التوبيخ. وآدم عليه الصلاة والسلام كان بهذه المثابة، فلا يحسن لومهُ والعتب على موسى لمخالفته القاعِدَة، فقال له آدم عليه الصلاة والسلام كأنَّ الأصل أن لا يلام على مقدَّر، لأنَّ العبدَ مقهُور فيه لا سيَّما إذا اتَّصف العبد بالتوبة، ولهذا المعنى أشار آدم بقوله: "قدر عليَّ" صلوات الله عليهم أجمعين". "أنت الَّذي خَلَقَكَ اللهُ بيده" قال الشيخ كمال الدين الزملكاني: "هو إشارة إلى العناية في الخلق، وتكميله والاتيان به على الوجه الأكمل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 المحكم، فإنه جمع فيه مظاهر إحكام سائر المخلوقات، ومعانيها، وما تولته الأسماء الإلهيَّة كله، فتولى خلقه ولاية خاصَّة ليست لغيره من المخلوقين، فأجرى عليه هذه اللفظة المستعملة في لسان العرب لما تيقن، ويحمل به ولا يخرج هذا عن حمل اليَد على القدرة أو النعمة، ولكن أتم قدرة وأكمل نعمة، ولهذا ورد: لا أجعل صالح ذريَّة من خلقت بيدي كمن قلتُ له كن فكان، وهو إشارة إلى هذا التخصيص في الخلق على الوجه الأكمل". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 569 - [2137] "إنَّ أحدكم يُجْمَعُ خَلْقهُ فِي بَطنِ أُمِّهِ أَربَعِيْنَ يَوْمًا" قال في النهاية: "يجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة في الرَّحم الحديث: 2137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 أربعين يومًا، يتخمر فيها حتى يتهيَّأ للخلق". "ثم يكُونُ علقةً مثلَ ذلكَ ثمَّ يكُونُ مُضْغَةً مِثلَ ذلك" قال المظهري: "اعلم أنَّ الله تعالى يحول الإنسان في بطن أمه حالة بعد حالة، مع أنه قادر على أن يخلقه في لمحة، وذلك أنَّ في التحويل فوائد وعبرًا. منها: أنه لو خلقه دفعة واحدة لشقَّ على الأم، لأنها لم تكن معتادة لذلك، فجعل أولاً نطفة لتعتادها مدة، ثم علقة مدة، وهلم جرا إلى الولاَدَة. ومنها: إظهار قدرة الله ونعمته ليعبدُوه ويشكروا له حيث قلبهم من تلك الأطوار إلى كونهم إنسانًا حسن الصورة متحليًا بالعقل والشهامة مزينًا بالفهم والفطانة. ومنها: إرشاد النَّاس وتنبيههم على كمال قدرته على الحشر والنشر؛ لأنَّ من قدر على خلق الإنسان من ماء مهين، ثم من علقة، ومضغة مهيَّأة لنفخ الروح فيه، يقدر على صيرورته ترابًا ونفخ الروح فيه وحشره في المحشر للحساب والجزاء". "يَكْتُب رِزْقَهُ وَأَجلَهُ، وَعَمَلة، وشَقِيٌّ أو سعيدٌ" قال الطيبي: "كان من حق الظاهر أن يقال: وشقاوته أو سعادته، فعدل لأنَّ الكلام مسوق إليهما، والتفصيل وارد عليهما". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 570 - [2139] "لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلاَّ الدُّعاءُ". الحديث: 2139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 قال التوربشتي: "في تأويله وجهان: أحدهما: أن يراد بالقضاء ما يخافه العب من نزول المكروه، فإذا وفق للدعاء دفع الله عنه، فيكون تسميته بالقضاء مجازًا ويوضحه ما سيأتي". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 571 - [2148] "أرأيت رقى نسترقيها، وأدوية نتداوى بها أترد من [قدر] الله شيئًا؟ قال: هي قدر الله"، فقد أمر الله بالتداوي والدعاء مع علم الخلق بأنَّ المقدور كائن، لأنَّ حقيقة المقدور وجودًا وعدمًا مخفية عنهم. والثاني: أن يراد به الحقيقة فيكون معنى رد الدعاء تهوينه وتيسير الأمر فيه، حتى يكون القضاء النازل كأنه لم ينزل، ويؤيده حديث: "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل". أما نفعه مما نزل فصبره عليه ورضاه به، وأما مما لم ينزل فهو أن الحديث: 2148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 يصرفه عنه، أو يمده قبل النزول بتأييد من عنده حتى يخف عنه أعباء ذلك إذا نزل به. قال الغزالي: " فإن قيل فما فائدة الدعاء مع أنَّ القضاء لا مرد له؟ فاعلم أنَّ [من] جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء ووجود الرحمة، كما أنَّ الترس سبب لدفع السَّهم". "ولا يزيد في العمر إلاَّ البر" قيل: هو على حقيقته وقيل: مجاز عن البركة، ولي فيه تأليف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 572 - [2140] "إنَّ القلوب بين إصبعين". قال التوربشتي: "هذا الحديث من جملة ما يتنزه السلف عن تأويله كأحاديث السمع والبصر واليد، من غير تشبيه بل نعتقد أنها صفات لله تعالى لا كيفيَّة لها". الحديث: 2140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 573 - [2141] "خرج علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي يده كتابان ... الحديث: 2141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 الحديث" قال الطيبي: "هذا تمثيل، وذلك أنَّ المتكلم إذا أراد تحقيق قوله وتفهيم غيره واستحضار المعنى الدقيق الخفي في مشاهدة السامع، حتى كأنه ينتقل إليه رأْيَ العين، صوره بصورة وأشار إليه إشارته للمحسُوس. فالنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما كوشف بحقيقة هذا الأمر، وأطلعه الله عليه إطلاعًا لم يبق معه خفاء، مثَّل المعنى الحاصل في قلبه بالشيء الحاصل في يده، هذا ونحن لا نسْتَبعد أيضًا إطلاق ذلك على الحقيقة، فإن [الله] قادر على كل شيء، والنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مستعد لإدراك المعاني الغيبيَّة، ومشاهدة الصُورة المصوغة لها. قال: وقوله: "فقلنا لا إلاَّ أن تخبرنا" استثناء منقطع، أي لا نعلم، ولكن إذا أخبرتنا نعلم، كأنهم طلبوا بالاستدراك إخباره إياهم. ويجوز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 أن يكون متصلاً مفرّغًا أي: [لاَ] نَعْلَمه بسبب من الأسباب إلاَّ بإخبارك. "فقال للذي في يده" أي: لأجله: "هذا كتاب من رب العالمين" خصه بالذِّكر من بين الأسماء، دلالة وتنبيهًا على أنه مالكهم يتصرف فيهم كيف شاء، فيسعد من شاء ويُشقي من يشاء". "ثم أُجمل على آخرهم" ضمن "أُجمل" معنى أُوقع فعدى بعلى أي: أوقع الإجمال على ما انتهى إليه التفصيل. ويجوز أن يكون حالاً، أي أجمل في حال وقوع أنها التفصيل إلى آخرهم، ومن عادة الحُسَّاب أن يكتبُوا الأشياء مفصَّلات ثم يوقعُوا في آخرهم، فذلك يرد التفصيل إلى الجملة". "سددوا" أي اجعلوا أعمالكم مستقيمة على طريق الحق. "وقاربُوا" أي اطلبوا قربة الله، وطاعته بقدر ما تطيقونه. "ثم قال بيده" أي: أشار قال في النهاية: "العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده: أي: أخذ: وقال برجله: أي: مشى وقالت له العينان: سمعًا وطاعة: أي: أومأت، وقال بالماء على يده: أي: قلب، وقال بثوبه: أي: رفعه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 "فرغ ربكم من العباد" قال الأشرفي: "أي: قدَّر أمرهم، وذلك أنه لما قسم العباد قسمين، وقدر لكل قسم على التعيين أن يكون من أهل الجنة أو من أهل النَّار، وعينهم تعيينًا لا يقبل التبديل والتغيير، فكأنه فرغ من أمرهم، وإلاَّ فالفراغ لا يجوز على الله تعالى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 574 - [2145] "لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع" قال المظهري: "هذا نفي أصل الإيمان لا نفي الكمال". "عن أبي خزامة عن أبيه" بخاء، وزاي معجمتين. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: "اسم أبي خِزامة معمر سَماه مسلم وَغيره، ووقع في الكنى لمسلم: ابن خِزامة بن معمر، وكذا قال يعقوب بن سُفيان، وقواه البيهقي، وسماه من طريق أخرى زيد بن الحارث. وقال ابن عبد البر: ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه الحديث: 2145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 روايه عن الزهري، وهو تابعي. كأنه جنح إلى تقوية قول من قال: عن أبي خزامة عن أبيه، وأخطأ من سماه خزامة، أو الحارث بن سعد، أو سعد بن هديم، وإنما هو أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هديم العذري" انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 575 - [2148] "أرأيت رُقًى نسترقيهَا" جمع رقية، وهو ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء. "ودواءً نتداوى به، وتقاة نتقيهَا" قال الطيبي: "التقاة أصلها الوقاة، قلبت الواو تاء، وهو اسم ما يلتجىء به النَّاس خوف الأعداء، من وقى يقي وقاية، إذا حفظ. ويجوز أن يكون تقاة مصدرًا بمعنى الإتقاء، فحينئذٍ الضمير في "نتَّقيها" للمصدر، أي نتقي تقاة بمعنى اتقاء". "فقال: هي من قدر الله". ْقال الطيبي: "أي: هذه الأسباب، يعني كما أنَّ الله قدر الداء مثلاً، قدَّر زواله بالدَّواء، ومن تداوى ولم يبرأ، فاعلم أنه لم يُقدَّر أن يكون الحديث: 2148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 التداوي نافعًا في ذلك الدوَّاء، وإن اجتمع عليه الأطبَّاء. وقال التوربشتي: كأنَّ السائل عرف أنه من حق الإيمان أن يعتقد أنَّ المقدور كائن لا محالة، ووجد الشَّرع يرخص في الاسترقاء، ويأمر بالتداوي وبالاتقاء عن مواطن الهلكات، فأشكل عليه الأمر كما أشكل [على] الصحابة حين أخبروا أنَّ الكتاب يسبق على الرَّجل، فقالوا: "ففيم العَملَ؟ " فبيَّن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقوله: "هي من قدر الله تعالى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 576 - [2149] "حدثنا واصِل بن عبد الأعلى الكوفي، حدَّثنا محمَّد بن فضيل عن القاسم بن حبيب، وعلي بن نِزار عن نِزار، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صنْفانِ الحديث: 2149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 مِنْ أُمَّتي ليسَ لهُمَا في الإسْلام نَصِيبٌ: المُرْجِئَةُ، والقَدَرِيَّةُ". "وفي الباب عن عمر وابن عمر وَرَافِع بن خَدِيج، وهذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ". "حدَّثنا محمَّد بن رَافِع، حدَّثنا مُحَمَّد بنُ بِشْرٍ، حدَّثنا سلاَّم بن أبي عمرة، عن عكرمة عن ابن عباس عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوه". قال محمَّد بن رافع: وحدَّثنا محمَّد بن بشر، حدَّثنا علي بن نزار عن نزار عن عكرمة عن ابن عباس. عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوه". رأيتُ كراسة بخط الحافظ صلاح الدِّين العلائي قال فيها ما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 نصه: "هذه أحاديث تكلم عليها بعضهم من كتاب المصابيح للبغوي وجعلهَا من الموضوعة، فسئلت عن ذلك فمنها هذا الحديث". وساق كلام الترمذي بحروفه، ثم قال: "ورواه جعفر الفريابي في كتاب القدر له عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي أسامة، ومحمَّد بن بشر العبدي، قال: حدثنا ابن نزار عن أبيه عن عكرمة عن أبي هريرة، فذكره. وقد أخرجهُ أبو الفرج بن الجوزي في كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهِيَة وتعلق عليه بأنَّ عليَّ بن نزار واهٍ، وسلام بن أبي عمرة الذي رواه الترمذي آخر من حديثه، قال فيه يحيى بن معين: ليس بشيء". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 قال أبو الفرج: "وروَاهُ النضر بن سَلمَة -وهو متروك- عن محمَّد بن بكر عن محمَّد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. ثم أخرجه في كتاب الموضوعات من طريق فيها مأمون بن أحمد أحد الكذابين، ولفظه: "صنفان لا تنالهما شفاعتي". فأما علة الطرق الثلاثة فهي كما ذكر، وأما طريق علي بن نزار فهو متكلم فيه كما ذكر ضعفوه جدًا، وقال فيه يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، ولكن الحديث لم ينفرد به عن أبيه، بل رواه معه القاسم بن حبيب وهو التمَّار الكوفي، وقد ضعفه ابن معين، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 لكن ابن حبان وثقه وذكره في كتابه الثقات، وقال: "روى عنه وكيع ابن الجراح" فهذا التوثيق معارض لتضعيف يحيى بن معين إياه. وقد أخرجه ابن ماجه أيضًا من طريق عبد الله بن محمَّد اللَّيثي عن نزار بن حيَّان فهو متابع آخر، لكن عبد الله هذا لم أر من ذكره بتوثيق ولا جرح، ولا عرَّفه شيخنا المزي في التهذيب بأكثر من رواية يونس بن محمَّد المؤدب عنه، فهو مخرج من عداد المجاهِيل على أحد القولين برواية يونس عنه؛ لأنه من الثقات الأثبات، أعني: يونس، لكنه يبقى في عِدادِ المستورين، فيعتبر بمتابعته، وكأنَّ تحسين الترمذي له، برواية هذين له مع علي بن نزار. وأما استغرابه إياه، فلتفرد نزار بن حيَّان به، ونزار هذا لم يوثقه أحد ولا ضعفه أحد، سوى ابن حبان بعبارة حسنة على عادته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 وذكر ابن عدي في ترجمة علي بن نزار: [أنَّ] هذا الحديث مما أنكروه على علي بن نزار وعلى أبيه. ولا شكَّ في أنَّ تحسين الترمذي له مقدم على هذه الأشياء مع ما أشار إليه من الشواهد عن من ذكر من الصحابة" انتهى كلام العلائي. وقد تكلم الحافظ ابن حجر على هذه الأحاديث التي انتقدت على المصابيح في كراسة، قال: فيها: "وردت عليَّ فُتيا عن أحاديث انتقدها الحافظ سراج الدِّين عمرُ بن علي بن عمر القزْوِينيُّ البغدادي وكان قد انتهت إليه رياسة معرفة علم الحديث ببغداد - وبيَّن أماكنها من المصابيح للبغوي، وزعم أنَّها موضوعة، فمنها هذا الحديث، وقد أخرجه الترمذي، وابن ماجه -وهما من الأئمة الستة- وحسَّنه الترمذي، وقد تكلم العلماء في علي بن نزار، وفي أبيه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 فأما علي: فقال العباس بن محمَّد الدوري في تاريخه الذي جمعه عن يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل في زمانه: عليُّ بن نزار ليس حديثه بشيء وقال أبو أحمد بن عدي. في كتابه الكامل في معرفة الضعفاء: ليس بشيء. وذكره يعقوب بن سُفيان الفارسي في تاريخه، في باب مَنْ يُرغب عن الرواية عنهم: أصحابنا يضعفونهم. وذكره محمد بن الحسين الموصلي في كتاب الضُّعفاء، وقال: ضعيف جدًّا. وهذا أشد ما وجدت فيه، وهذه الصيغة هي المرتبة الثالثة في التضعيف. فأولها: من أطلق عليه الكذب، والثانية: من اتّهم به، وهذه الثالثة: من أتى في تضعيفه بصيغة مُبالغة، وهو إذا وجد تركوا حديثه إذا انفرد، فإن توبع وصف بالمرتبة الرابعة: وهي من يطلق عليه: ضعيف، فيعمل به في فضائل الأعمال دون الأحكام الراجعة إلى الاعتقاد في الأصول، والحل والحرمة في الفُرُوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 "ليس يمتنع أن يكون جسمًا مؤلفًا، ولا خلاف بين الأمة أنه كذلك، وقد تظاهرت الآثار أنها أقلام، وقد سمع النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صريرها في ليلة الإسراء في العلو الأعلى. ويحتمل أن يكون أول مخلوق قلمًا واحدًا ثم خلقت سائر الأقلام بعدَه. ويحتمل أن يكون قوله: "أول ما خلق الله القلم" عبارة عن الجنس لا عن الواحد، قال: والظاهر عندي أنه واحد خلقت بعده أقلام سوَاه" انتهى. وسئل أبو محمَّد بن السيد البطليوسي عن هذا الحديث، وهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 القلم فيه مرفوع أو منصوب؟ فأجاب: فيه الرفع، قال: وما أعلم أحدًا رواه منصوبًا قال: وقد رأيتُ قومًا ينصبُونه ويجعلونه مفعولاً بخلق وذلك خطأ، لأنَّ المراد بالحديث أنَّ القلم أوَّل مخلوق خلقه الله تعالى، وعلى ذلك دلت الأحاديث الواردة في القلم، وإن ثبتت روايةٌ صحيحةٌ بنصبه، خُرِّجت على أنَّ "إنَّ" تنصب الجزئين، وهي لغة لبعض العرب، ولا يصح على أنه مفعول بخلق لفساده في المعنى والإعراب". انتهى. وقال زين العرب في شرح المصابيح: "يعارض هذا الحديث ما روى: "إنَّ أوَّل ما خلق الله العقل"، "إنَّ أوَّل ما خلق الله نوري"، "إنَّ أول ما خلق الله الروح"، "إنَّ أول ما خلق الله العرش". ويجابُ بأنَّ الأولوية من الأمور الإضافية، فيؤوَّل أنَّ كل واحد مما ذكر خلق قبل ما هو من جنسه: فالقلم خلق قبل الأشجار. ونوره عليه الصلاة والسلام قبل الأنوار، ويحمل حديث العقل على: أنَّ أول ما خلق الله من الأجسام اللطيفة العقل، ومن الكثيفة العرش، فلا تناقض في شيء من ذلك" انتهى. قلتُ: حديث العقل موضوع، والثلاثة الأُخر لم ترد بهذا اللَّفظ فاستغنى عن التأويل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 578 - [2185] "يكونُ في أُمَّتي خسْفٌ ومسخٌ". قال الطيبي: "الخسف: الذهاب به في الأرض، والمسخ: تحويل صُورَه إلى ما هو أقبح منها. وقال التوربشتي: الحديث من باب التغليظ، والتشديد. وذكر الخطابي: أنَّ المسخ قد يكون في هذه الأمَّة، وكذلك الخسْف كما كانا في سائر الأمم، خلاف قول من زعم أنَّ ذلك لا يكون إنما مسخها بقلوبها". الحديث: 2185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 579 - [2154] "ستة لعَنْتهم، لعنهم الله، وكل نبي مجاب". الحديث: 2154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 قال الطيبي: "في قوله: "لعنهم الله"، وجهان: أحدهما: أنه إنشائي، دعا عليهم، فيكون: "وكل نبي مجاب" حالاً من فاعل لعنتهم، والجملة معترضة بين الحال وصاحبها. والثاني: أنه إخباري استئنافًا، كأنه لما قيل: لعنتهم، سُئل: فماذا بعد؟ فأجيب: لعنهم الله، فتكون الثانية مسببة عن الأولى، ويحتمل العكس، وذلك أنه حين قال لعنتهم سأل سائل: لماذا؟ فأجاب: لأنه لعنهم، فعلى هذا يكون قوله: "وكل نبي مجابٌ"، مُعْترضًا بين البيان والمبيَّن، يعني: من شأن كلِّ نبي أن يكون مُستجاب الدعوة. ولا يصح عطف "وكل نبي مجاب" على فاعل "لعنتهم"، وصححه الأشرفي لوجود الفاضل، وإن لم يؤكد بالضمير، وفيه نظر؛ لأنَّ المانع عطف الجملة على المفرد، فإن قلت: لِم لا يجوز أن يكون "مُجاب" صفة لا خبرًا؟ قلت: يلزم من ذلك أن لا يكون بعض الأنبياء مجاب الدعوة، ومنه فرَّ التُوربشتي وأبطل رواية الجرّ في "مجاب الدعوة"" انتهى. وأقول: اللازم ممنوع؛ فإنها صِفة موافقة للواقع لا مفهوم لها. "الزائد في كتاب الله" قال الطيبي: "يجوز أن يُراد به من يدخل في كتاب الله ما ليس منه، أو أن يتأوَّله بما ينبُو عنه اللَّفظ، كما فعلته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 القلم على اللوح المحفوظ، وأثبت فيه مقادير الخلائق -ما كان وما يكون ومَا هو كائن إلى الأبد- على وفق ما تعلقت به إرادته أولاً. وقوله: "بخمسين ألف سنة" معناه: طول الأمد وتمادي الزمان بين التقدير والخلق من المدة خمسون ألف سنة مما تعدُّون، فإن قيل: كيف يحمل على الزمان وهو مقدار حركة الفَلَكِ الذي لم يخلق حينئذٍ؟ أجيبَ بأنه إن سُلِّم أنَّ الزمان ذلك، فإنَّ مقدار حركة الفَلَك الأعظم الذي هو العرش، وهو موجود حينئذِ بدليل قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} أي: ما كان تحته قبل خلق السموات والأرض إلاَّ الماء، والماء على متن الريح، وهو يدل على أنَّ العرش والماء كانا مخلوقين قبل خلق السموات والأرض" انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة قوت المغتذي على جامع الترمذي للإمام جلال الدين عبد الرَّحمن بن الكمال أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 هـ دراسة وتحقيق رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الكتاب والسنة إعداد الطالب ناصر بن محمد بن حامد الغريبي إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور/ سعدي الهاشمي 1424 هـ الجزء الثاني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 " أبواب الفتن " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 581 - [2165] "من أراد بُحبُوحة الجنَّة" بضم الموحدتين بينهما حاء مهملة ساكنة، وبعد الواو أخرى، قال في النهاية: "بحبُوحة الدَّار وسطها، يقال: تبحبح إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام". وقال ابن الخازن: "بحبوحَة الجنة وسطها وخيارها، وأراد بذلك تفضيل الموضع وشرفه على غيره من الأمكنة". الحديث: 2165 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 582 - [2166] "يد الله مع الجماعة" قال في النهاية: "هو كناية الحديث: 2166 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 عن الحفظ، أي: أنَّ الجماعة المتفقة من أهل الإسلام في كنف الله ووقايته". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 583 - [2170] "وتجتلدوا بأسيافكم" يقال: جلدته بالسيف، إذا ضربته به، والجِلاد والمجالدة: الضربُ بالسيف، والمجتلَد: موضع القتال. الحديث: 2170 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 584 - [2176] "إنَّ الله زَوَى لِي الأرْضَ" أي: جمعها، الحديث: 2176 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 وطواها. "فرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا" هذا أصل لطي المسافة، ورفع الحجب الذي هو أحد كرامات الأولياء. "وأعطيتُ الكَنْزَيْنِ الأحمر والأبيض" قال في النِّهاية: "الأحمر ملك الشَّام، والأبيض ملك فارس، وإنما قال لفارس الأبيض؛ لبياض ألوانهم، ولأنَّ الغالب على أموالهم الفضة، كما أنَّ الغالب على أهل الشَّام الحمرة، وعلى أموالهم الذَّهب". "وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عليهمْ عَدوًّا من سِوَى أَنْفسِهِمْ". استدل به ابن مالك على أنَّ "سِوَى" تقع غير ظرف، وتجر بغير "في". "فيَسْتَبِحَ بَيْضتَهمْ" قالَ فِي النِّهاية: "أي: مجتمعهم وموضع سُلطانهم، ومستقر دعوتهم وبيضة الدار: وسطها ومُعظمها؛ أراد عدُوًّا يستأصلهم ويهلكهم جميعًا. قيل: أراد إذا أُهلك أهل البيضة كان هلاك كل ما فيها من طعم أو فَرْخ، إذا لم يهلك أصل البيضة ربَّما سلم بعض فراخِهَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد". 584 م- 2178 "عن زِياد بن سِيمِين كُوشَ: تكون فتنة تستنظف العرَب" بالظاء المعجمة، قال في النِّهاية: "أي تستوعبهم هلاكًا يقال: استنظف الشيء، إذا أخذته كله". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 585 - [2179] "في جَذْرِ قلُوبِ الرِّجَالِ" بِفَتح الجيم وسكون الحديث: 2179 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 الذال أي أصلها. "مِثْلَ الوَكْتِ" جمع وكتة، بالتاء المثناة من فوق؛ وهو الأثر في الشيء، كالنقطة في غير لونه. "مثل المَجْلِ" بفتح الميم، وسكون الجيم وفتحها أيضًا، يقال: مَجَلت يده تَمْجُلُ مَجْلاً، وَمَجِلْت تَمْجَل مَجَلاً، إذَا ثَخُنَ جلدها وتَعجَّر، وظَهَر فيها ما يشبه البَثْر من العمَل بِالأشياء الصلبة الخَشِنَة. "فتَرَاه مُنْتَبرًا" بضم الميم، وسكون النون، وفتح التاء المثناة من فوق، وكسر الموحدة، وراء؛ أي: مرتفعًا في جسمك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 586 - [2181] "عذبة سَوطه" بفتح العين المهملة والذال الحديث: 2181 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 المعجمة والموحدة؛ أي طرفه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 587 - [2185] "وَقَذفٌ" بالذال المعجمة هو الرمي بقوة. الحديث: 2185 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 588 - [2189] "سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً" بفتح الهمزة والتاء المثلثة، الاسم من: آثر يؤثر، إيثارًا، إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء. الحديث: 2189 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 589 - [2193] "لا تَرجِعُوا بَعْدِي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" قال القاضي عياض: "الرواية، يضربُ بِالرَّفع، كذا رواه الحديث: 2193 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 المتقدمون والمتأخرون وهُوَ الصواب وبه يصح المقصود هنا. وضبطه بعض العلماء بالسكون، وهو إحالة للمعنى، والصواب الضم". وقال ابن مالك: "فما خفي على أكثر النحويين استعمال "رجع" كصار، معنًى وعملاً، ومنه الحديث، "ولا ترجعوا بعدي كفارًا" أي لا تصيروا. وقول الشَّاعر: قد يرجع المرء بعد المقت ذامقة ... بالحكم ما دار به بغضاء ذي إحن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 قال: ويجوز في يضرب الرفع والجزم" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 590 - [2195] "فِتنًا كَقِطعِ اللَّيلِ المُظْلِمِ" قال في النِّهاية: "قطع اللَّيل جمع قطعة وهي طائفة منه، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيمًا لشأنها". "بِعَرَض مِنَ الدُّنْيَا" بفتح الراء، متاعَها وحُطامهَا. "عن عدَيْسَةَ" بضم العين وفتح الدال المهملتين، وتحتية ساكنة وسين مهملة. "بِنْتِ أُهْبَانَ" بضم الهمزة وسكون الهاء وموحدة وآخره نون، ويقال: وَهَبَان. "بن صَيْفِيِّ". قيل هو ابن أخت أبي ذرٍّ ورده ابن منده. الحديث: 2195 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 591 - [2206] "مَا مِنْ عَامٍ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا ربَّكُمْ". روى البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود، قال: لا يأتي عام إلاَّ والَّذي بعده شرّ منه، قالوا: فإنه يأتي علينا العام نَخْصِب فيه والعام لا نَخْصِب فيه، قال: "إني والله لا أعني خصبكم ولا جَدْبكم، ولكن ذهاب العِلم والعُلَماء، قد كان قبلكم عمر فأروني العام مثله" وهذا يصلح أن يفسر به حديث أنس هذا. الحديث: 2206 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 592 - [2208] "تَقيءُ الأرضُ" من القيء. "أَفْلاَذَ كَبِدِهَا" بالفاء [والذال] المعجمة جمع فلَذٍ، والفِلَذُ الحديث: 2208 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 جمع فِلْذَة: وهي القطعة المقطوعة؛ أي تخرج كنوزها المدْفُونة فيها وتطرحها على ظهرهَا، كقوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) } قال في النِّهاية: "سمي ما في الأرض "قطعًا" تشبيهًا وتمثيلاً، وخصَّ الكبد لأنها من أطايب الجَزُور، واستعار القيء للإخراج. "أمثالَ الأسْطُوانِ" بضم الهمزة، والطاء، بينهما سين مهملة ساكنة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 593 - [2209] "لُكَّعُ بن لُكَّعٍ" هو اللَّئيم وقيل: الوسخ، وأكثر ما يستعمل في النداء. الحديث: 2209 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 594 - [2210] "وإذا كان المغْنَم دُولاً" جمع دُولة بالضم، وهو الحديث: 2210 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قومٍ. "والزَّكاة مَغْرَمًا" أي يرى رب المال أنَّ إخراج زكاته غرامة يغرمها. "وكان زعيم القَوْمِ" أي رئيسهم. "أرذلهُمْ". "وَاتُّخِذَتِ القَيْنَاتُ" جمع قينة، وهي المغنية وأصلها الأمة. "والمعازف" بعين مهملة، وزاي وفاء، هي الدفوف وغيرها مما يضرب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 595 - [2211] "قطع سِلْكهُ" بكسو السين هي الخيط. الحديث: 2211 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 596 - [2213] "بُعِثْتُ فِي نَفْسِ السَّاعَةِ" قال في النِّهاية: الحديث: 2213 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 "أي: بعثتُ وقد حان قيامها وقرب، إلاَّ أنَّ الله أخرَّها قليلاً، فبعثني في ذلك النَّفس على القرب. وقيل: معناه: أنه جعل للساعة نفسًا كنفس الإنسان، أراد: إذا بعثت في وقت قريب منها أحس فيه بنفسها كما يحس بنفس الإنسان إذا قرب منه، يعني: بعثت في وقت بانت أشراطُهَا فيه، وظهرت علاماتها". 596 م- 2114 "بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ" بالرفع. "كَهَاتَيْنِ" وَأشَارَ أَبُو داود بالسَّبابَةِ والوُسْطَى؛ قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصُول: "رُوِي لنا عن أصابع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّ المشيرة كانت أطول من الوُسطى والوسطى أقصر منها، ثم البنصر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 أقصر من الوُسطى". ثم استدلَّ بما أخرجه من حديث ميمونة بنت كردم. قالت: خرجتُ في حجة الوداع رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فرأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على راحلته، وسأله أبي عن أشياء، فلقد رأيتني أتعجب -وأنا جارية- من طول إصبعه التي تلي الإبهام على سائر أصابعه "فذُكِر ذلك لعبد الله بن الحسَن، فقال: نعم، كذلك كانت أصابع رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 598 - [2215] "كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ" أي: الحديث: 2215 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 التِّراس التي ألبست العَقب: شيئًا فوق شيء. وَرُوِيَ بتشديد الراء للتكثير، والأول أشهر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 599 - [2220] "وَمُبِيْرٌ" بالموحَّدة أي: مهلك يسرف في إهلاك الناس. الحديث: 2220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 600 - [2221] "ثمَّ يأتِي من بعدِهِمْ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُونَ" قال في الحديث: 2221 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 النِّهاية: "أي يتكثَّرون بما ليس فيهم، ويدعون ما ليس فيهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: أراد جمعهم الأموال. وقيل: يحبُّون التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 601 - [2224] "زِياد بن كُسَيب" بضم الكاف، وفتح السين المهملة وآخره موحدة مُصغَّر. "مَنْ أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله" قال ابن الخازن في كتاب "نزهة الأخيار في شرح محاسِن الأخبار": "المراد منه أنَّ الله نصب السلطان ليُنَفِّذ أوامره، فإذا أكرمه الإنسان أكرم من نصبه، فيكرمه الله وبالعكس. وإهانته ترك أوامره في الطاعات، وإكرامه المسارعة إلى أمره في طاعة الله. وقيل: من نظر إليه بعين الإكرام والتعظيم، فذلك تعظيم الله تعالى والله يكرمُه بذلك، وكذا الكلام في الإهانة. الحديث: 2224 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 وفيه دليل على تحريم قتال السلطان العادِل والخروج عليه" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 602 - [2226] "بَنُو الزَّرقاءِ". الحديث: 2226 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 603 - [2227] "في جمهورٍ" أي جماعة. الحديث: 2227 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 604 - [2228] "يقال لهُ جهْجَاهُ" في النِّهاية: "جَهْجَأه الرَّجل، أي زبره، وفي الحديث حتى يملك رجل يقال له جهجاه، كأنه مركب من هذا ويروى جهجل". 5 65- 2232 "إن في أمتي المهدي" قال الرافعي في "تاريخ قزوين": "أورده الخطيب في "تاريخ بغداد" في ترجمة أمير المؤمنين المهدي العباسي" فكأنه أشار إلى حمل الحديث عليه. 6 5 6-2238 "عن يزيد بن قُطَيْبٍ" بالتصغير. الحديث: 2228 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 "عن أبي بَحْرِيَّةَ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 607 - [2240] "عن النواس بن سمعان" بكسر السين وفتحها. الحديث: 2240 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 "فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَّعَ" أي عظم فتنة ورفع قدرها، ثم وَهَّنَ أمره وقدره وهوَّنه. وقيل: أراد أنه رفع صوته وخفضه في اقتصاص أمره. "قَطَطٌ" بفتح القاف والطاء هو الشديد الجُعُودَة. "عيْنُهُ قَائمَة" هي الباقية في موضعها صحيحة، وإنما ذهب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 نظرها وإبصَارهَا. "فَعَاثَ" بعين مهملة ومثلثة؛ أي أفسد. "قلنا يا رسول الله ومَا لَبثة في الأرضِ، قال: أَرْبَعِيْنَ يَوْمًا". قال أبو البقاء في إعراب الحديث: "هكذا في هذه الرواية والوجه فيه أن يقدّر بـ: يَلْبَثُ أربعين، أو يقيم أربعين، ودلَّ على ذلك قوله: ما لَبْثهُ". "سَارِحَتُهمْ" فيِ الماشِيَة. "كأَطْوَلِ مَا كَانتْ ذُرًّا" بضم الذال المعجمة، [جمع ذُروة وهي أعلام سنام البَعِير. "كَيعاسِيْبِ النَّحْلِ" بالحاء المهملة، جمع يعسُوب وهو كبير النحل، في بعض النسخ النخل، بالخاء المعجمة] وعزى تصحيحه إلى السِّلفي. "جزْلتين" بكسر الجيم وسكون الزاي قطعتين. "بَيْنَ مَهْرودَتَيْنِ". قال في النِّهاية: "أي شقتين، أو حلتين، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 وقيل: الثوب المهرود: الذي يُصْبَغ بالورس ثم بالزَّعفران فيجيء لونه مثل لون زهر الحواذنة. وقال القتبي: هو خطأ من النقلة، وأرَاه "مَهْروَّدتين" أي: صفراوين، يقال: هريت العمامة إذا لبستها صفراء، وكأنَّ منه: هَرَوْت، فإن كان محفوظًا بالدال فهو من الهرد: الشق، وخطيء ابن قتيبة في استداركه وإشتقاقه. قال ابن الأنباري: القول عندنا في الحديث: "بين مهرودتين" يروى بالدال، والذال: أي بين [ممصرتين على] ما جاء في الحديث، ولم نسمعه إلاَّ فيه، وكذلك أشياء كثيرة لم تسمع إلاَّ في الحديث، والممصَّرة من الثياب: التي فيها صُفرة خفيفة، وقيل: المهرود: الثوب الذي يصبغ بالعروق، والعروق يقال لها: الهرد". انتهى. "تَحَدَّرَ مِنهُ جُمَّانٌ كَاللُّؤلُوءِ" أي عرق كما في رواية، لأنَّ الجمان هو اللؤلؤ نفسه. واحدهُ جُمَانة. "وَلاَ يَجِدُ رِيْحَ نَفَسِهِ" بفتح الفاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 "بِبابِ لد" قال في النِّهاية: "وَهوَ موْضِعٌ بالشَّام، وقيل بفلسطين". "حَرِّز عِبَادِي إلَى الطُّورِ" بحاء مهملة، ثم راء ثم زاي؛ أي ضُمَّهُم إليه واجعَله لهم حِرْزًا، ويُروى حَوِّزْ بالواو من التحيز. "النَّغَفَ" بفتح النون والغين المعجمة وفاء، دود يكون في أُنُوف الإِبل، وِالغنم، واحدها نغفة. "فيصبحونَ فَرْسَى" أي قتلى، الواحد فريس من فرس الذئب الشاة وافترسها إذا قتلها. "مَلأتْه زُهْمتُهُمْ" بضم الزاي: الريح النتن؛ أراد أنَّ الأرض تنتن من جيفهم. "فَتَطْرحُهُمْ بِالمَهْبِلِ" هو اسم موضع. "وَجِعَابِهِمْ" جمع جعبَة وهي الكنانة التي تجعل فيها السهام. "فيَتْرُكهَا كالزَّلفَةِ" بفتح الزاي واللام والفاء: مصانع الماء، وجَمْعُهَا: زَلَفٌ، وَمَزالف، أراد أنَّ المطر يُغَدِّرُ في الأرضِ فتصير كأنَّها مصْنَعَةٌ من مصانع الماء. وقيل: الزلفة: المرآة، شبهها بها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 لاستوائها ونظافتها. وقيل: الزلفة: الروضة، ويقال: بالقاف أيضًا. "ويَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِها" قال في النِّهاية: "أراد قشرهَا، تشبيهًا بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدِّماغ. "في الرِّسلِ" بكسر الراء وسكون السين المهملة: اللَّبن. "الفِئامَ" مهموز: الجماعة الكثيرة. "يَتَهَارَجونَ". قال أبو موسى المديني أي يتسافدون. قال الزمخشري: أي يتشاورون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 608 - [2241] "كَأَنَّهَا عِنَبةٌ طافئة" قال في النِّهاية: "هِي الحبة التي قد خرجت عن حدِّ نبتة أخواتها، فظهرت من بينها وارتفعت، وقيل: أراد به الحبَّة الطَّافئة على وجه الماء، شبَّه عينَه بها". الحديث: 2241 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 609 - [2243] "فِي الفدَّادِينَ" بفتح الفاء، وتشديد الدال الأولى: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وأحدهم فداد، وقيل: هم المكثرون من الإبل، وقيل: هم الجمالُون، والبقارُون، والحمارُون، والرعيان، وقيل: إنما هو الفدادين مخففًا، واحدها فدَّاد مشدد، وهي البقر التي يحرث بها، وأهلها أهل جفاء وغلظة". "وَأهْلِ الوَبَرِ" أي الإبل. الحديث: 2243 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 610 - [2249] "أُطُمِ". الحديث: 2249 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 بضمتين بناء مرتفع. "بَني مَغَالةَ" بفتح الميم والغين المعجمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 611 - [2248] "فَرضَاخِية" أي ضخمة. الحديث: 2248 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 612 - [2250] "نَفْس منفوسة" أي مولُودَة. الحديث: 2250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 613 - [2253] "عين زغر" بضم الزاي وفتح الغين المهملة الحديث: 2253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 وراء: عين بالشَّام من أرض البلقاء، قيل: هو اسم لها، وقيل: اسم امرأة نسبت إليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 614 - [2256] "مَنْ سَكَن البَادِيَة جَفَا" أي غلظ طبعه وصار جافيًا بعد لطف الأخلاق، لفقد من يروضه ويؤدبهُ. "وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ"، لأنه إذا كان مهتمًّا به غفل عن مصالحه. "وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افتَتَنَ" ضبط بالبناء للفاعل والمفعول. قالى ابن الخازن: "سبب فتنته أنه يرى سعة الدنيا والخير هناك، فيحتقر نعمة الله عليه، وربما استخدمه، فلا يكاد يسلم في تصرفه من الإثم في الآخرة، أو العقوبة في الدُّنيا. ويجوز أن يكون سبب الافتتان؛ أنه لا يمكنه أن ينكر ما يجب إنكاره". الحديث: 2256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 615 - [2261] "المُطَيطَاءَ" "بالمد والقصر: مشية فيها تَبَخْتُرٌ ومَدُّ اليدين، وهي من المُصغَّراتِ التي لم يُسْتَعمل بها مُكَبَّر"، قاله في النِّهاية. الحديث: 2261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 "أبواب الرُّؤْيَا" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 616 - [2270] "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ" قال في النِّهاية: "أراد اقتراب الساعة، وقيل: اعتدال اللَّيل والنَّهار، وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان، واقترَبَ: افْتَعَلَ، من القُرْبِ. الحديث: 2270 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 617 - [2276] "مِنْ رَآني في المنام فقد رآني" قال الشيخ تقي الحديث: 2276 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 الدِّين السبكي في "شرح المنهاج": "تعبير الرؤيا علم شريف". وقال ابن الرفعة: إنه شرعي"، وما أظنه كما قال؛ فإنَّ حقيقته راجعة إلى معرفة معنى رُؤية المنام، وما هو المرئي فيها، وذلك يتعلق بالحِكمة ومعرفة حقائق الأمور، وَقلَّ من يعرفها، وتعز معرفته بالاكتساب بل هو هبَة من الله تعالى. وانظر إلى تعبير يوسف عليه الصلاة والسلام. وكان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "مَنْ رَأى منكم اللَّيلة رُؤيا"، وكان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه حظ وافر من هذا العِلم؛ وللنَّفس في حال النَّوم تجرد لم يكن حال اشتغالها بالبدن حالة اليقظة، وهو شبيه بتجردها بعد الموت، وإن كان بينهما فرق كبير، فإذا تجردت حالة النوم ورأت ما لَمْ تكن تراه، ويختلف النَّاس في ذلك التجرد اختلافًا كثيرًا عَلى قدر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 مراتبهم. وتارةً تكون الرؤيا صحيحة من الله تعالى، ومن المَلك الذي وكله الله بالرؤيا فيكون لها تعبير صحيح، أو تقع كما هي من غير تعبير، وتارةً لا تكون صحيحه، بأن تكون من الشَّيطان، أو حديث نفس، والذي تراه في الرؤيا الصحيحة يبعد أن يكون هو ذلك الشخص الذي وقع في نفس النائم أنه رآه بعينه؛ لأنا نرى شخصًا ميتًا أو حيًّا لا علم له برؤيتنا له، هذا أمر قطعي، فالمرئي حينئذٍ على ما يظهر لنا صُورة مخلوقة لله تعالى على مثال تلك الصُورة، ثم تلك الصورة إما مع عين روحانية -وهو بعيد-؛ لأنه لو كان كذلك لكان عنده شعور بها، ونحن نراه ثم [نسأله] عن ذلك فلا يكون عنده علم منهُ البتة، فلم يبق إلاَّ أنَّ الله تعالى خلق حقيقة مشتملة على مثال صورته وروحانيته، وأرانا إيَّاها وأوقع في نفسنا مخاطبتنا إيَّاها، أو جعلهَا تخاطبنا حقيقة، وقد يختلف المرئيون فمنهم من يكون المرئي مثال صورتهِ ومعناه، ومنهم من يكون مثال صورته وحقيقته معناه، بأن يكون جعل الله لها ذلك، ومنهم من ينتزع من صورته ومعناه بعينها حقيقة مطابقة لتلك الحقيقة ويرينا إيَّاها، وإنما ذكرنا هذه الاحتمالات ليفهم بها قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ رَآنِي في المنامِ فقد رآني حقًّا" فقوله: رءاني في الشرط والجزاء ليس من الرؤية البصرية، ولا العلميَّة، بل من الرؤيا المناميَّة، فالمعنى من تعلقت رؤياه بي فهو تعلق صحيح، فإنَّ الشيطان لا يتمثل به، ولكن الشرط والجزاء لا بد من تغايرهما، فالمعنى من تعلقت رؤياه بي في اعتقاده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 550 فهي رؤيا صحيحة، فعلى هذا متى وقع في نفس الرائي أنه رأى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو قد رآه، سواء كان على هيئته المنقولة في اليقظة أم لا، وقد كنتُ أقمت دهرًا أظن أنَّ هذا إنما يكون فيما إذا رأى تلك الصورة بعينها، وإنما يعلم بذلك الصحابة الذين رأوهُ في اليقظة، أو من وفقه الله لذلك من غيرهم، ثم اعترضت على نفسِي بأنَّ ذلك إنما يكون لو كانت رؤيا بصرية وإنما هي حلمية، ثم باتحاد الشرط والجزاء -ولا بد من تغايرهما- فسلكت الطريقة المتقدمة، ومع ذلك إذا وقع في نفسِهِ أو في سمعه في المنام أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[أمره بأمرٍ، لا يجب العمل به؛ لأنَّ الذي أخبره به النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] هي رؤيته، ولم يخبرنا بأنه يقول له ويكلمه، والنَّائم ليس على يقين من كلامه ولا من كلام تلك الصُّورة المرئية، وليست تلك رؤية بصريَّة بل رؤيا حلميَّة أكثر النَّاس لا يعرفون حقيقتها؛ فلذلك لا يجب الأخذ بها، لكن إذا لم يكن فيها مخالفة لحكم الظاهر يحسن العمل بها أدبًا مع صُورته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثالَهَا، ولا تقول أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ وَلاَ خَاطَبَهُ ولا انتقل من مكانه، ولا أحاط علمه الشريف بذلك البتة، وإنما الله أراه إياه لحكمة علمها قد يكون ذلك، وقد يكون عن علم من النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، الله أعلم أي الحالتين كان. وقد يختلف بعض الرائين مع بعض في ذلك، وقد يقع في نفس نائم أنه رأى ولَم يكن رأى، فلا يوجد الشرط الذِي رتب النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 [عليه] الجزاء. والحاصل أنَّ ارتباط الرؤيا -وهي تعلق النَّفس بالمرئي- بارتباط الجزاء -بمعنى أنَّ المرئي لا يتمثل به الشيطان- صحيح قطعًا، وما عدا ذلك يمكن أن يقع للنَّائم غلط فيه. والصور المختلفة التي يرى النَّائم النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيها يجوز أن يتكون أحوالاً يعرض لحقيقته، والحقيقة هي المشار إليها ثانيًا، وهي الأجزاء الأصليَّة وعناصِرها مع الروح، ولها مثال يطابق موكل به ملك الرؤيا، يعصم به عن تمثل الشيطان به". انتهى كلام السُبكي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 618 - [2277] "الرؤيا من الله والحلم من الشَّيطان" قال في الحديث: 2277 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 النِّهاية: "الرؤيا والحلم: عبارة عما يراه النَّائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير، والشيء الحسن، وغلب الحُلم على ما يرَاه من الشرِّ والقبيح". 19 6- 2278 "وهي على رِجْلِ طائرٍ" قال في النِّهاية: "أي أنها على رِجْلِ قدَرٍ جارٍ وقضاء ماض، من خير أو شرٍّ" وإنَّ ذلك هو الذي قسمها لصاحبها، من قولهم: اقتسموا دارًا فطار سهم فلان في ناحيتها، أي وقع سهمه وخرج. وكل حركةٍ من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر، والمراد أنَّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 553 الرؤيا هي التي يَعْبُرها المعبِّر الأوَّل، فكأنَّها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة. وقال الطيبي: "التركيب من باب التشبيه التمثيلي، شبَّه الرؤيا بالطائر السريع طيرانه، وقد عُلق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة؛ فينبغي أن يتوهم للمشبَّه حالات متعددة مناسبة لهذه الحالات، وهي أنَّ الرؤيا مستقرَّة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير. فإذا كانت في حكم الواقع قيَّضَ وألهم من يتكلم بتأويلها على ما قدَّر فيقع سريعًا، وإن لم يكن في حكمه لم يقدر لهَا من يعبرها". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 620 - [2289] "ذَنُوبًا" هي الدلو التي فيها ماء. الحديث: 2289 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 "فاستحالتْ غرْبًا" بفتح العين المعجمة وسكون الراء وموحدة وهي الدلو العظيمة التي تتَّخذ من جلد ثور. قال في النِّهاية: "وهذا تمثيل، ومعناه أنَّ عمر لمَّا أخذ الدلو ليستقي عظُمت في يده؛ لأنَّ الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبي بكر، ومعنى استحالت: انقلبت من الصِّغر إلى الكبر". "فلم أر عبقريًّا" هو سيد القوم وكبيرهم، وقويّهم، والأصل في العبقري فيما قيل: أنَّ عبقر قرية سكنها الجن فيما يزعُمون، فكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله ويدق، أو شيئًا عظيمًا في نفسِه نسبوه إليها، فقالوا: عبقري، ثم اتَّسع فيه حتى سُمِي به السيد والكبير. "يفري فريهُ" أي: يعمل عمله، ويقطع قَطْعَهُ. "وفرِيَّه" روي بكسر الراء وتشديد المثناة من تحت وسكون الراء، والتخفيف؛ وحُكِي عن الخليل أنه أنكر التثقيل وغلط قائله. وأصل الفرى القطع، يقال: فريت الشيء أفريه فريًا: إذا شققته وقطعته للإصلاح، وأفريته: إذا شققته على جهة الإفساد". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 555 621 - [2290] "ثَائِرَةَ الرَّأْسِ" أي: منتشرة [الشعر] قائمته. "بمَهْيَعَةٍ" بفتح الميم، وإسكان الهاء، وفتح الياء التحتية، والعين المهملة: اسم للجُحْفَة. الحديث: 2290 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 622 - [2293] "ظُلَّةً" من السحَاب. الحديث: 2293 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 "يَنْطِفُ" بِكسر الطاء وضمها، أي: يقطر. "سببًا" هو الحبل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 557 " أبواب الشهادات " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 623 - [2298] "صاحب غِمْر" بكسر الغين وسكون الميم: وهو الحقد. الحديث: 2298 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 "أبواب الزُّهد" قال ابن القيم: "الفرق بين الزُّهد والورع، أنَّ الزُّهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما يخشى ضرره في الآخرة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 624 - [2304] "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من النَّاس: الصحة والفراغ". قال ابن الخازن: "النعمة ما يتنعَّم به الإنسان ويستلذه، والغبن: أن يشتري بأضعاف الثمن، أو يبيع بدُون ثمن المثل، فمن صحَّ بدنه وتفرغ للأشغال العائقة، ولم يَسْعَ لإصلاح آخرته فهو كالمغبُون في البيع". الحديث: 2304 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 625 - [2306] "بادِرُوا بالأعْمَالِ سَبْعًا" قال الطيبي: "أي سابقوا وقوع الفتن، بالاشتغال بالأعمال الصالحة، واهتموا بها قبل نُزُولها". "أو هَرمٍ مُفَنِّدٍ" قال في النِّهاية: "الفند في الأصل الكذب، وأفند تكلم بالفند. ثم قالوا: الشيء إذا هرم: قد أفند، لأنه يتكلَّم بالمحرَّف من الكلام عن سنن الصِّحه، وأفنده الكبر: إذا أوقعهُ في الفند". "أو موتٍ مُجْهزٍ" بجيم وزاي آخره: أي سَريع. يقال: أجهز على الجريح، يجهز، إذا أسرع قتله. الحديث: 2306 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 626 - [2307] "أكْثروا ذكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ" بالذال المعجمة، أي الحديث: 2307 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 قاطعها. "الموتَ" قال المُظهري: "بالجر عطف بيان، وبالرفع خبر مبتدأ محذوف، وبالنصب على تقدير: أَعنِي" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 627 - [2308] "أفظع" بفاء وظاء معجمة وعين مهملة؛ أي أشد وأشْنع. الحديث: 2308 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 628 - [2312] "أطَّتِ السَّمَاءُ" بفتح الهمزة والطاء المهملة المشددة، قال في النهاية: "الأطيط صوت الأقتاب، وأطيط الإبل؛ الحديث: 2312 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 وهو من جوامع الكلم التي أعطيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". قالى ابن عبد البر: " كلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذا من الكلام الجامع للمعاني الكثيرة الجليلة في الألفاظ القليلة، وهو مما لم يقله أحد قبله، إلاَّ أنه روي في صحف شيث: من عدَّ كلامَه مِنْ عَمَلِهِ، قلَّ كلامُهُ إلاَّ فيما يَعينه". قال الفاكهاني: "هذا خاص بالكلام، وأما الحديث فهو أعمّ من الكلام؛ لأنَّ مما لا يعينه التوسع في الدنيا، وطلب المناصب والرئاسة، وحب المحمدة والثناء وغير ذلك". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 630 - [2322] "إِنَّ الدُّنيا ملْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيْهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ، وَعَالِمٌ، أَوْ مُتَعَلِّمٌ" هُمَا منْصُوبَانِ؛ لأنَّ الاستثناء من موجب، وكتب بلا ألف على طريقة كثير من المحدثين. الحديث: 2322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 631 - [2323] "فِي اليَمِّ" هو البحر، وقيل: إنه معرَّب. الحديث: 2323 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 632 - [2325] "مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ". قال الشيخ عزُّ الدِّين بن عبد السلام في أماليه: "معناه أنَّ ابن آدم لا يضيع له شيءٌ، ومَا لم ينتفع به في دنياه انتفع به في أُخراه، فالإنسان إذا كان له داران فحوَّل بعض ماله من إحدى داريه إلى الأخرى، لا يقال ذلك البعض المحوَّل نقصَ من ماله، وقد كان بعض السَّلف يقول إذا رأى السائلين: مرحبًا بمن جاء يُحَوِّل ما لَنَا من دُنيانا لأخرانا؛ فهذا معنى الحديث، وليس معناه أنَّ المال لا ينقص في الحس ولا أنَّ الله يخلف الحديث: 2325 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 عليه؛ لأنَّ ذلك معنى مستأنف" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 633 - [2328] "لاَ تَتَّخِذوا الضَّيْعَةَ"، قَال في النِّهاية: "هي مَا يَكُونُ منه المَعاش، كالصنعة والتجارة، والزراعة، وغير ذلك". الحديث: 2328 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 634 - [2332] "لاَ تقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ" الحديث. قال في النِّهاية: "أراد: يطيب الزمان حتى لا يُستطال، وأيام السُّرُورِ والعافية قصِيرة، وقيل: يَقَعُ كناية عن قصر الأعمار وقلة البركة". الحديث: 2332 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 "كالضَّرمَة بالنَّارِ" بفتح الضاد المعجمة. قال في النِّهاية: "الضَّرْمَةُ؛ بالتَّحريكِ: النَّارُ". وفي القاموس: "ضرمت النَّار اشتعلت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 635 - [2341] "وَجلف الخبز". قال في النِّهاية: "الجِلْفُ: الخُبزُ وَحده لا أُدْمَ مَعهُ، وقيل: الخبز الغليظُ اليابِسُ، ويُروى بفتح اللام -جمع جِلْفَة- وَهِيَ الكِسْرَةُ مِنَ الخُبْز. الحديث: 2341 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 636 - [2344] "لَوْ أَنَّكُمْ كنْتُمْ تَوكَّلونَ علَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتمْ كَمَا يُرزَقُ الطيْرُ: تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا" أي: الحديث: 2344 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 تغدُو بكرة وهي جِيَاع، وتروح عشاء وهي ممتلئة البطون. وَالخِمَاص؛ بِكَسْرِ الخَاء المعجَمة وآخرهُ صاد مُهملة جمع خميص: وهو الضامر البطنِ. والبِطَان؛ بِكسر الموحدة، جمع بطين: وهو العظيم البطن. قال البيهقي في شعب الإيمان: "ليس في هذا الحديث دلالة على القُعود عن الكسْبِ، بل فيه ما يدُل على طلب الرزق؛ لأنَّ الطير إذَا غدت فإنما تغْدُوا لطلب الرزق، وإنما أراد -والله أعلم- لو توكلوا على الله في ذهابهم، ومجيئهم وتصرُّفهم، ورأوا أنَّ الخير بيده ومن عنده، لم ينصرفوا إلاَّ سالمين غانمين كالطير تغدُوا خِمَاصًا وترُوحُ بطَانًا، لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم، ويغشون ويكذبون ولا ينصحون، وهذا خلاف التوكل". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 637 - [2346] "آمِنًا في سِربِه" قال: [في] النِّهاية: "بكسر السين: أي في نفسه. قال: ويروى بالفتح، وهو المسلك والطَّريق". الحديث: 2346 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 638 - [2347] "خَفِيْفُ الحَاذِ" بحاء مُهملة وآخره ذال معجمة خفيفة، قال في النِّهاية: "الحاذُ، والحال واحد، وأصل الحاذ: طريقة المتن؛ وهو ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظَهرِ الفرس: أي خفيف الظَّهر من العِيَال". "وَكَانَ غامِضًا فِي النَّاسِ" بإعجام الغين والضاد معًا؛ أي: مغمورًا غير مشهور، وفي بعض النُّسخ بإهمال الصَّاد، فهو فاعل بمعنى مفعول، أي مغمُوصًا، بمعنى محتقرًا مزدرى، وضبطه الحكيم في نوادره بالوجهين. الحديث: 2347 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 639 - [2350] "تِجْفَافًا". الحديث: 2350 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 قال في النِّهاية: "التجفاف: ما جُلِّلَ به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح، والتاء فيه زائدة والجمع تجافيف". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 640 - [2351] "فُقَراء المهاجرين يدخلون الجنَّة قبل أغنيائهم بخمسمائة عامٍ". روى أبو محمَّد الحسن بن محمَّد بن الحسن الخلاَّل في كتابه "فضل الفقير والفقراء": من حديث القاضي بدر بن الهيثم: "حدثنا سليمان بن الربيع، حدَّثنا الحارث بن إدريس، عن خارجة بن الحديث: 2351 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 مصعب، عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال: "بعث الفقراء إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " الحديث، وفيه: "يدخل الفقراء الجنَّة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمسمائة عام". قال الحارث: قال سفيان: تفسيره: أنَّ في الجنَّةِ ثماني أبواب، ما بين الباب إلى الباب خمسمائة عام لكل باب أهل، فينسى الغَنِيُّ بابه فيجيء إلى باب غيره، فيقول البواب؛ ارجع إلى بابك، فيرجع إلى بابه وهو خمسمائة عام". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 641 - [2362] "كَان لا يَّدخر شيئًا لِغَدٍ" قال البيهقي في شعب الإيمان: "قال أبو سهل محمَّد بن سُليمان في إملائه على هذا الحديث: 2362 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 الحديث؛ فإن قال قائل: كان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرجع إلى ملبس ومفرش، وكان يعد للجميع ما يعده، وكان له الدرع والسَّيف والقوس، والفرس والبغل والحمار، وكان يُنْبَذُ له بالعشي فيشربه بالغداة وينبذ له بالغداة فيشربه بالعشي، وكان يَحْبِسُ لنسائه قوت سنة مما أفاء الله تعالى عليه، وكل هذا ادخار، فكيف يسلم على هذه [الأخبار] هذا الخبر المأثور؟ قال الأستاذ أبو سهل: الرواية صحيحة، وعلى حكم الدراية مستقيمة، والتنافي عن هذه الرواية منصرف، ووجه ذلك أنه كان يتعامل فيما بينه وبين مولاه على حسن الظن والانتظار دون الحبس والادخار، وكان لا يحتجز لنفسه ليومه من أمسِهِ. فأما ثيابه فإنما يعدَها لدينه لا على بقاء عليها لِغَد، وكذا آلات الحرب كان يحبسها لنَصْرِ الأولياء وكبت الأعداء على حكم الاستعمال مما تصدق به في حياته. ولهذا قال: "إنَّا لا نورث، ما تركنا صدقة". ْوأما ما كان ينبذ له فإنما نساؤه كنَّ ينبذن له ما صار في ملكهن، ويَدهِن تمليكًا وتمويلاً منه لهن، وقد صحَّ أنه لم يكن يدخر شيئًا لغد، فإن احتبس عنده شيئًا فلا على نية الغد. ولكن ... وتصرفه في نائبة من نوائب الدين، وقيل: لا يَدَّخِر مُلكًا بل يدَّخِرُ تَمْلِيكًا. وقيل: لم يكن يدخره على أمل البقاء إلى غد" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 وقال الحافظ ابن حجر في أجوبته: "قد حسنه [الترمذي] وكأنه حسنه لأنَّ له شاهدًا من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه ابن ماجه، وصححه الحاكم. قلتُ: وله شاهد آخر من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه الطبراني والبيهقي في سننه. وقال القاضي تاج الدِّين السبكي في التوشيح: "سمعت الشَّيخ الإمام الوالد يقول: لم يكن رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقيرًا من المال قط، ولا كانت حاله حال فقير، كان أغنى النَّاس بالله، قد كفي دنياه في نفسه وعِيَاله، وكان في قوله: "اللَّهم أحيني مسكينًا" أنَّ المراد به استكانة القلب، لاَ المسكنة التي هي نَوْع من الفقر، وكان يشدد النكير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 على من كان يعتقد خلاف ذلك". وقال البيهقي في سُننه: "الذي يدُل عليه حاله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند وفاته، أنه لم يسأل المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة، فقد مات مكفيا بما أفاء الله عليه، وإنما سأل المسكنة التي يَرجع معناها إلى الإخبات والتواضع، وكأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأل الله تعالى أن لا يجعله من الجبارين المتكبرين، وأن لا يحشره في زمرة الأغنياء المترفين". قال القتبي: "المسكنة: حرف مأخوذ من السكون، يقال: تمسكن، أي تخشع وتواضع". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 643 - [2364] "نُثَرِّيهِ" بالمثلثة، أي نَبُلُّهُ بالماء. الحديث: 2364 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 644 - [2365] "والحُبْلَةَ" بضم الحاء وسُكون الباء الموحدة الحديث: 2365 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 ثمر السمر، وقيل: ثمر القضاه. "يُعَزِّرُونِي فِي الدِّيْنِ" قال في النِّهاية: " [أي] توقفني عليه، وقيل: توبخني على التقصير فيه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 645 - [2368] "مِنَ الخَصَاصَةِ". قال في النِّهاية: "أي: الجوع والضعف، وأصلها الفقر والحاجة إلى الشيء". "حتى تقولَ الأعْرَاب: هَؤلاءِ مَجَانِينُ، أَو مَجَانُونُ". قال في النِّهاية: "المجانين، جمع تكسير لمجنون، وأما مجانون الحديث: 2368 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 فشاذ، كما شذَّ شياطون في شياطين". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 646 - [2369] "بِقِربَةٍ يَزْعَبُهَا" بزاي وعين مهملة وباء مُوحدة؛ أي: يتدافع بها ويحمله لثقلها، وقيل: زعب بحمله إذا استقام. الحديث: 2369 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 647 - [2371] "وَرَفَعنَا عنْ بُطُونِنَا عن حَجَرٍ حَجَرٍ" الحكمة في ذلك أنه يخف ببرد الحجَر حرارة الجوع. الحديث: 2371 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 648 - [2372] "من الدَّقَلِ" بفتح الدال المهملة والقاف: هو رديءُ التمر ويابسه. الحديث: 2372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 649 - [2378] "مُوسى بن ورِدان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "المَرءُ على دِيْنِ خَلِيْلِهِ فلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ"". "هذا حديث غريب"، هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين [القزويني في المصابيح وزعم أنه موضوع. وقال الحافظ صَلاح الدِّين] العَلائي: نسبَة هذا الحديث إلى الحديث: 2378 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 كونه مَوضوعًا جهلٌ قبيحٌ، بل هو حَسنٌ كما ذكره الترمذي، فإنَّ موسى ابن وردان وثَّقه العجلي وأبو داود، وقال فيه أحمد بن حنبل: لا أعلم إلاَّ خيرًا. وقال أبو حاتم والدارقطني: لا بأس به، ولم يتكلم فيه أحد، وزهير بن محمَّد هو المروزي، وثقه أحمد وابن معين، وتكلم فيه غيرهما، واحتج به الشيخان في الصحيحين، وذلك يدفع ما تكلم به فيه، فتفرده يكون حسنًا غريبًا ولا ينتهي إلى الضعف، فضلاً عن الوضع" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 650 - [2380] "مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا من بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابن آدَمَ أُكُلَاتٌ" بضم الهمزة والكاف جمع "أُكلة" بالضم: وهي اللقمة. الحديث: 2380 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 "يُقِمْنَ صُلْبَهُ" فإنْ كان لا محَالَةَ، فثلُثٌ لِطعامه، وثُلث لشرابه، وثُلث لِنفْسِهِ". قال ابن القيم في الهدي: "الأمراض نوعان: أمراض حادثة تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعيَّة وهي الأمراض الأكثرية؛ وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة. وإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية واعتاد ذلك، أورثته أمراضًا متنوعة. فإذا توسط في الغذاء وتناول منه قدر الحاجة -وكان معتدلاً في كميته وكيفيته- كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير. ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة. ْوالثانية: مرتبة الكفاية. والثالثة: مرتبة الفَضْلَة. فأخبر النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسْقط قُوَّته ولا يَضعُفُ معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثلث للنفس؛ وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإنَّ البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله، بمنزلة حامِلِ الحِمْلِ الثقيل؛ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 والشبع المفرط يُضعف القُوى والبدن، وإنما يَقْوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء لا بحسب كثرته، ولما كان في الإنسان جزء أرضيّ وجزء مائي، وجزء هوائي، قسم النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طعامه وشرابه ونفسه إلى الأجزاء الثلاثة، فإن قيل: فأين الحظ الناري؟ قيل: هذه مسألة خلاف. فمن النَّاس من قال: ليس في البدن جزء ناري، وعليه طائفة من الأطبَّاء وغيرهم، ومنهمِ من أثبته" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 651 - [2382] "نَشَغَ" بنون وشين وغين معجمتين، قال في الحديث: 2382 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 النِّهاية: "النشيغ في الأصل: الشهيق حتى يكاد يبلغ به الفشي، وإنما يفعل الإنسان ذلك تشوقًا إلى شيءٍ فائت وأسَفًا عليه". "بل أَردَتْ أَنْ يُقَال: فُلانٌ قَارِيءٌ، فقد قيل ذاك" سُئل الشَّيخ تقي الدِّين بن الصَّلاح عن معنى هذا الحديث، وهل هو محمُول على أنه لم يكن له حسنة غير العلم، أو على أنَّ له حسنات غيره، فاحبطت نيته في العِلم حسناته، وهذا خلاف قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ؟ فأجاب: كان بمثابة لو أخلص في عمله، لنَجَّاه عمله من العذاب الذي وُجِد مُقْتَضِيه، فلما لم يخلص نزل به مُوجِب المقتضى لعذابه. أو هذا فيمن ترجحت سيئات ريَائه بالعِلم على حسناته، فلم تدفع عنه حسناتُه عذاب ذنب الرياء، فعذب والله أعلم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 652 - [2384] "الرَّجل يَعْمَل العَمل فَيُسِرُّهُ، فإِذَا اطُّلِعَ علَيْهِ أَعْجَبه" الحديث: 2384 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 قال في النِّهاية: "أي: نرميه يريد به الخيبة، وأن لا يعطوا عليه شيئًا، ومنهم من يخبر به على ظاهره، فيرمي فيها [التراب] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 655 - [2404] "يَخْتَلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّيْنِ". قال في النِّهاية: "أي: يطلبون الدنيا بعمل الآخرة. يقال: ختله يختلهُ، إذا خدعه ورَاوغه، وختل الذئب الصيد إذا تخفي له". الحديث: 2404 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 656 - [2405] "أتيحنهم فِتْنَةً" يقال: أتاح الله لفلان كذا، أي الحديث: 2405 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 قدره له وأنزله به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 657 - [2406] "أَمْلِكْ عَليْكَ لِسَانَكَ" أي لا تُجِره إلاَّ بما يكون لك لا عليك. الحديث: 2406 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 658 - [2407] "فَإِنَّ الأعْضَاءَ كُلَّهَا تكَفِّرُ اللِّسَانَ". قال في النِّهاية: "أي تذل وتخضع. والتكفير: هو أن يَنْحَنِيَ الإنْسَانُ وَيُطَاطِىءَ رَأسه قريبًا من الرُّكُوعِ كما يفعَلُ من يُريدُ تعظيم صَاحِبِه". الحديث: 2407 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 659 - [2413] "مُتَبذلة" التبذل ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحديث: 2413 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 الحسنة الجميلة. قال في النِّهاية: "يُرْوى متبذلة ومبتذلة، وهما بمعنى" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 660 - [2415] "تَرجُمَانٌ" بفتح التاء وضم الجيم. الحديث: 2415 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 "ثُمَّ يَنْظُرَ أَيْمَن مِنْهُ" بالنَّصب على الظرف؛ أي: عن يمينه. "ثُمَّ يَنْظُرَ أَشْأَمَ مِنْهُ" أي: عن شماله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 2261 - [2420] "لِلْشَاةِ الجَلْحَاءِ" هي التي لا قرن لها. الحديث: 2420 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 662 - [2421] "فتَصْهُرُهُمْ الشَّمْسُ" أي: تذيبهم. ويحتمل أن يكون معناه: تَقْرُب منهم، وتَدْنُو. الحديث: 2421 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 663 - [2423] "غُرْلاً" بغين مضمُومَة وراء ساكنة ولام: أي: الحديث: 2423 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 غير مختونين، جمع أغرل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 664 - [2426] "مَنْ نوقِشَ الحِسَابَ" أي من استُقْصِيَ في مُحاسبته وَحُوقق. الحديث: 2426 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 665 - [2427] "كَأنَّهُ بَذجٌ" بفتح الموحدة والذال المعجمة الحديث: 2427 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 وجيم؛ وهو ولد الضأن، وجمعه بِذْجَانٌ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 666 - [2428] "وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ" يقال: رأس القوم، يرأسهم رياسة، إذا صار رئيسهم ومُقَدَّمَهم. "وَتَربَعُ" أي: تأخذ ربع الغنيمة، يقال: رَبَعت القَوم أَرْبَعُهُم: إِذَا أَخَذْتُ رُبْع أَمْوَالِهِم، يريد جعلتك رئيسًا مطاعًا؛ لأنَّ الملِك كان يأخذ الرُّبع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه. الحديث: 2428 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 667 - [2434] "فَنهس مِنْهَا نَهْسَةً" النَّهس بالسين المهملة: الحديث: 2434 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 أخذ اللحم بأطراف أَسنانه. "وَيَنْفُذُهُمْ البَصَر". قال في النِّهاية: " قال أبو حاتم: أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالمهملة: أي يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلَّهم ويستوعبهم، من نفذ الشيء وأنْفَدْته. قيل: المراد به ينفدهم بصر الرَّحمن حتى يأتي عليهم كُلِّهم، وقيل: أراد ينفدهم بصر النَّاظر؛ لاستواء الصعيد، وحمل الحديث على بَصر المبصِر أولى من حمله على بصر الرَّحمن، لأنَّ الله يجمع النَّاس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده، ويرون ما يصير إليه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 668 - [2436] "شفاعتِي لأِهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي". قال النووي في الأذكار: "روى النّحاس عن أبي بكر محمَّد بن أبي يحيى قال: وكان من الفقهاء الأدباء العلماء. قال: لا تقل اللَّهم ارزقنا شفاعة النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإنما يشفع لمن استوجب النَّار. وقال النووي: هذا خطأ فاحش، وجهالة بيِّنة ولولا خوف الاغترار بهذا اللَّفظ، وكونه قد ذُكر في كتب مصنِفه لما تجاسرت على حكايته، فكم من حديث في الصحيح جاء في ترغيب المؤمنين الكاملين بوعدهم شفاعة النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. [فإنَّما يشفع لمن استوجب النَّار] . "من الحديث: 2436 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 قال مثل ما يقولُ المؤذن حلت له شفاعتي" وغير ذلك. ولقد أحسنَ الإمام الحافظ الفقيه أبو الفضل عياض رحمه الله في قوله: قد عرف بالنقل المستفيض سُؤال السلف الصَّالح رضي الله عنهم شفاعة نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورغبتهم فيها، قال: وعلى هذا لا يلتفت إلى كراهة من كره ذلك -لكونها لا تكون إلاَّ للمذنبين- لأنه ثبت في الأحاديث في صحيح مسلم وغيره إثبات الشفاعة لأقوام في دخولهم الجنَّة بغير حساب، ولقوم في زيادة درجاتهم في الجنَّة. قال: ثم كل عاقل -يعترف بالتقصير فيحتاج إلى العفو- مشفقٌ من كونه من الهالكين. ومنهم: "من يشفع للعُصبَةِ" هم الجماعة من النَّاس إلى العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 669 - [2444] "إِلى عمَّانَ البَلْقَاءِ" قال في النِّهاية: "هي بفتح الحديث: 2444 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 العين وتشديد الميم: مدينة قديمه بالشَّام من أرض البلقاء، فأمَّا بالضم والتخفيف فهو سُقْع عند البحرين". "السدد" جمع سدة وهي كالظلة على الباب، لتقي الباب من المطر، وقيل: هي البَاب نفسه، وقيل: هي الساحة بين يديه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 670 - [2445] "لَم يَظْمأ آخِرَ مَا عَلَيهِ" قال أبو البقاء: "هو منصوب على الظرف، والتقدير لم يظمأ أبدًا، وقد جاء في حديث آخر بهذا اللَّفظ، والمعنى لم يظمأ ذلك الشَّارب إلى آخر مدة بقائه، ومعلومٌ الحديث: 2445 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 أنه يبقى أبدًا، فيكون معناه أنه لم يظمأ أبدًا". وذكر البطليوسي مثله، وقال: والحقيقة تقديره: لم يظمأ آخر ما عليه أن يبقى، والعرب تستعمل الآخر، يريد به معنى الأبد، كقول الشَّاعر: أَمَا لَكَ عَمْرٌ إنَّما أَنت حيَّة ... إذا هي لم تُقتل تعش آخر الدَّهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 671 - [2446] "عُكَّاشة" بضم أوله، وتشديد الكاف وتخفيفها أيضًا. الحديث: 2446 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 672 - [2446] "تخيَّلَ، واخْتَال" هما تفعل وافتعل، من الخيلاء وهو الكبر والعجب. الحديث: 2446 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 673 - [2450] "مَنْ خَافَ أَدْلَجَ" يقال: أدلج بالتخفيف: إذا سار أول اللَّيل، وأدَّلَج " [بالتشديد] إذا سار من آخره. الحديث: 2450 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 674 - [2453] "شِرَّةٌ" بكسر الشِّين وتشديد الراء: النشاط والرغبة. الحديث: 2453 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 "الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ" أي: أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 675 - [2460] "يَكتشرونَ" الكشر بالشين المعجمة الحديث: 2460 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 ظهور الأسنَان للضحك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 676 - [2461] "على رَمل حَصِيرٍ" بفتح الراء والميم: هو السَّعف المنسُوج. الحديث: 2461 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 677 - [2468] "قِرَامُ سِتْرٍ" بِكَسْرِ القاف وراء: الستر الرقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان، والإضافة فيه، كقولك: ثوب قميص، وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضافه. الحديث: 2468 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 "سَمَلُ قَطِيْفَةٍ" السَّمَلُ: الخَلَقُ مِن الثِّيَاب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 678 - [2471] "إِنْ كُنَّا" هي المخففة من الثقيلة. "آل محمَّدٍ" بالنَّصب على الاختصاص. - 2473 "إهابًا معْطونًا" هو النتن المُتمزق من الشعر يقال: عطِنَ الجلد فهو عطنٌ ومعطون، إذا مزقت شعره وأنتن في الحديث: 2471 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 الدباغ. "فجَوَّبْتُ وَسطهُ" بالجيم وتشديد الواو، أي: قطعته. "وهو يَسْقي بِبَكرةٍ" بسكون الكاف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 679 - [2476] "مَرقوعة بِفَرْوٍ". الحديث: 2476 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 680 - [2477] "ولا يأوُون" أي لا يلتفتُون، ولا يعطون. الحديث: 2477 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 681 - [2485] "انْجَفل النَّاسُ إليه" أي: ذهبوا مسرعين نحوه. الحديث: 2485 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 682 - [2487] "وَأَشْرَكُونَا في المَهْنَإِ" أي: الأمر الهنيء؛ قال الحديث: 2487 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 في القاموس: "الهَنِيءُ، والمَهْنَأُ؛ مما أتاك الله بلا مشقة" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 683 - [2489] "في مَهْنَةِ أَهلِهِ" بفتح الميم وسكون الهاء، وهي الخدمة. قال الأصمعي: "ولا يقال بالكسر". وقال الزمخشري: "الكسر خطأ عند الأثبات". الحديث: 2489 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 684 - [2492] "أمثال الذرِّ" هو النمل الأحمر الصغير، الواحد ذرَّة، وسئل ثعلب عنها، فقال: إنَّ مائة نملة وزن حبَّة. الحديث: 2492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 "تَعْلوهُمْ نَارُ الأَنْيارِ". قال أبو البقاء في إعراب الحديث: "كذا وقع في هذه الرواية، ويريد بذلك جمع نار، والأشبه أنه حمل الأنيار على النيران حيث شاركها في الجمع، كما قال بعضهم في جمع ريح: أرياح، لما رآهم قالوا: رياح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 685 - [2498] "دوِّيَّة" بالتشديد نسبة إلى الدوّ؛ وهي الصحراء التي لا نبات بها. الحديث: 2498 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 686 - [2506] "حدثنا سَلمة بن شبيب، حدثنا أميه بن القاسم، ثنا حفص بن غياث عن برد بن الحديث: 2506 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تُظهرِ الشَّمَاتَةَ لأِخِيْكَ، فيرحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيْكَ"". "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ومكحول قد سمع من واثلة". هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح، وزعم أنه موضوع. وقال الحافظ صلاح الدِّين العلائي: "هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: تفرد به عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو متروك، عن حفص بن غياث وعُمر بن إسماعيل كما ذكر اتَّفقوا على ضعفه ووهائه، لكن لم ينفرد به، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 فقد رواه الترمذي من طريق أميه بن القاسم عن حفص قال: شيخنا المزي في الأطراف: "كذا وقع في جميع الروايات، أميَّة بن القاسم وهو خطأ، وصوابه القاسم بن أميَّة الحذَّاء العبدِي، رواه عنه محمَّد بن غالب ابن حرب [بن] تمام فقال: حدثنا القاسم بن أميَّة الحذاء بالبصرة، فذكره، وقد ذكرهُ عبد الرَّحمن بن أبي حاتم في كتابه وقال: سئل أبي عنه، فقال: ليس به بأس صدوق وسُئل أبو زرعة عنه، فقال: كان صدُوقًا". قال العلائي: "فَبَرِىءَ عمر بن إسماعيل بن مجالد من عهدته، وبقي الحديث حسنًا كما قال الترمذي، لكنه غريب لتفرد القاسم بن أميَّة به. قال: "والعجب أنَّ شيخنا المزي ذكر هذا في الأطراف، ولم يذكر في التهذيب سوى أميَّة بن القاسم في حرف الألف، ولم يزد على أن قال: روى عن حفص بن غياث، روى عنه سلمة بن شبيب، روى له الترمذي ولم يذكر [في حرف] القاف، القاسم بن أميَّة، لأنه لم يجىء في كتاب الترمذي هكذا، ولم ينبه عليه في حرف الألف كما فعل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 في الأطراف" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 687 - [2514] "عَافَسْنَا الأزْوَاج" المعافسة، المعالجة، والممارسة، والملاعبة، [والضَّيعة: المعاش] . "ولكن يا حَنْظَلَةُ سَاعةٌ وَسَاعَة"ٌ قال أبو البقاء: "يجوز النَّصب على معنى تذْكُر ساعةً، وتلهُو ساعةً، والرفع على تقدير: لنا ساعةٌ، ولله ساعةٌ". وقال الحكيم في نوادره: "أي: ساعة للذكر، وساعة للنفس". الحديث: 2514 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 688 - [2516] "احفظِ الله يحفظك". الحديث: 2516 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 قال الفاكهاني: "معناه؛ احفظ أمر الله واتقه، فلا يراك حيث نهاك، واحفظ حدود الله ومراسمه التي أوجبها عليك، فلا تُضيع منها شيئًا، فإذا فعلت ذلك حفظك الله في نفسك ودينك ودنياك. وهذا من أحسنِ العبارات عن هذا المعنى وأبلغها وأجزلها، وهو من جوامع الكلم التي أوتيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". "احفظ الله تَجِدْة تجَاهَكَ". قال الفاكهاني: "معنا تجده معَك بالحفظ والإحاطة والتأييد حيث ما كنت، وهو من أبلغ المجاز وأحسنه، إذ الجهة في حقه تعالى محال، وخصَّ اتجاه دون غيره من الجهات الست؛ لأنَّ الإنسان مُسافر إلى الآخرة، والمسافر إنما يطْلبُ تُجَاهه لا غير، وكان المعنى: تجده حيث ما توجهت. "رُفعَتِ الأَقْلامُ، وَجَفتِ الصُّحُفُ". قال الفاكهاني: "معناه أنَّ ذلك أمر ثابت لا يبدل، ولا ينسخ، ولا يغير عمَّا هو عليه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 689 - [2517] "اعقلها وتوكَّلْ" قال ابن الخازن: قال أهل الحديث: 2517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 التأويل: أراد طمأنينة النفس في حالة الشدة والرخاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 690 - [2518] "دَعْ مَا يَريبك إلى ما لا يريبك" قال في النِّهاية: "يروى بفتح [الياء] وضمها؛ أي دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه". الحديث: 2518 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 691 - [2519] "لا يعْدَلُ بالرِّعَةِ" هو الورع، يقال: ورِعَ يَرِعُ وَرِعَةً؛ مثل وثق ثقة. الحديث: 2519 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 692 - [2520] "وَأمن النَّاسِ بَوَائِقهُ" أي: غوائله وشروره، وأحدها بائقة وهي الداهية. الحديث: 2520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 "أبواب صفة الجنَّة" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 693 - [2526] "لَو أنَّكم تَكُونُونَ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِي عَلَى حَالِكُمْ ذلك لَزَارَتْكم الملائكة في بُيُوتِكُمْ" هذا دليل على إمكان رؤية الملائكة كرامة للأولياء. "وَلَوْ لَمْ تذْنِبوا لَجَاءَ اللهُ بخَلْقٍ جَدِيدٍ، كَيْ يُذْنِبُوا فَيَغْفِرَ لَهُمْ". قال ابن الخازن: "مراده أنَّ الله قدر الذنوب ليظهر ذل العبودية من النادم، فيقابل بالعفو، فيظهر عز الرَّبوبية". الحديث: 2526 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 "وَمِلاطُهَا" بكسر الميم: هو الطين الذي يُجعَل بين سَاقي البناء يملط به الحائط، أي يخلط. "وَحَصْبَاؤها" هي الحصى الصَّغار. "يَنْعم لاَ يَيْأَسُ" لا يفتقر ولا يحتاج. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 6694 - [2528] "إنَّ في الجنَّة جنتين من فضَّة آنيتهما وما فيهما". قال الكرماني: في "آنيتهما" مبتدأ، "ومن فضة" خبره، ويحتمل أن تكون آنيتهما فاعل "فضة" كما قال ابن مالك في قولهم: "مررتُ بوادٍ أثْلٍ كلُّهُ" أنَّ "كله" فاعل على "الأثل" أي: جنتين مفضض آنيتهما. الحديث: 2528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 "وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِم إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرَيَاءِ علَى وجهه في جنَّة عَدْنٍ". قال النووي: "أي والناظرون في جنة عدن، فهي ظرف للناظر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 695 - [2530] "والفِردَوْسُ؛ أعلى الجنَّةِ، وَأَوْسَطُهَا" أي: خيرها. "وَفَوْقَ ذلك عَرشُ الرَّحمَنِ". قال ابن القيم في كتابه: "نكت شتى وفوائد حسان": "أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأشرقها، وأعلاها ذاتًا وقدرًا وأوسعها عرش الرَّحمن جلَّ جلاله، وكلما كان أقرب إلى العرش كان أنور وأزهر وأشرف ما بعد عنه، ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفَهَا وأنورَهَا وأجَلَّهَا؛ لقربها من العَرش إذ هو سقفهَا، وكلما بعد عنه كان أظلم وأضيق. ولهذا كان أسفلُ سافلين شرَّ الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل الحديث: 2530 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 خير". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 696 - [2537] "مِنَ الأُلُوَّةِ" قال في النِّهاية: "هو العود الذي يتَبَخَّرُ به، وتفتح همزته وتضم وهي أصلية، وقيل زائدة". الحديث: 2537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 697 - [2538] "لو أنَّ ما يقِلُّ ظُفْرٌ" أي ما يرفعه، ويحمله الحديث: 2538 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 "بَدَا" بلا همز؛ أي ظهر. "لَتَزَخْرَفَتْ" أي: تزينت. "مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَوَاتِ" قال في النِّهاية: "في الجهات التي يخرج منها الرِّياح الأربع" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 698 - [2541] "فِي ظِلِّ الفَنَنِ" بفتح الفاء ونونين؛ وهو غصن الشجرة. الحديث: 2541 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 699 - [2548] "لَيُضْغَطُونَ عَلَيْهِ" أي: يزدحمون يقال: ضغطه، يضغطه، ضغطًا إذا عصره. الحديث: 2548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 700 - [2549] "إلاَّ حاضَرَهُ اللهُ مُحَاضَرَةً". قال التوربشتي: "الكلمتان بالحاء المُهملة والضاد المعجمة، والمراد من ذلك كشف الحجاب، والمقاولة مع العبد من غير حجاب ولا ترجمان". "حَتَّى يَتَخيَّلَ علَيْهِ" أي: يظهر عليه لباس أحسن من لباس الحديث: 2549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 صاحبه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 701 - [2550] "إِنَّ في الجنَّةِ لسُوقًا مَا فِيْهَا شِرَاءٌ وَلاَ بَيْعٌ، إِلاَّ الصُّورَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ، فإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَل فِيهَا". قال الطيبي: "قيل يحتمل معنيين أحدهما: أن يكون معناه عرض الصورة المستحسنة عليه، فإذا تمنى صورة من تلك الصور المعروضة عليه، صوَّره الله تعالى بشكل تلك الصورة بقدرته. والثاني: أنَّ المراد من الصُورة الزينة التي يتزيَّن الشخص بها في تلك السوق، ويتلبس بها ويختار لنفسه من الحلي والحلل والتاج، يقال لفلان صورة حسنة، أي: شارَة حسنة وهيئات مليحة. وعلى كلا المعنيين، التغيير في الصفة لا في الذات؛ والمراد بالسوق المجمع، والاستثناء منقطع". وقال الحافظ ابن حجر في القول المسدد: "هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: هذا حديث لا يصح، والمتَّهم به عبد الرَّحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي. الحديث: 2550 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 قال أحمد: ليس بشيء، منكر الحديث. وقال [يحيى] : متروك. وقد أخرجه الترمذي من طريقه، وقال: غريب؛ وحسَّن له غيْرَهُ مع قوله: إنَّه تُكُلِّمَ فيه من قِبل حفظه. وصحح لهُ الحاكم حديثًا غير هذا. وأخرج له ابن خزيمة في الصِّيام من صحيحه آخر، لكن قال: في القلب من عبد الرَّحمن. وله شاهد أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث جابر مرفوعًا: "إنَّ في الجنَة لَسُوقًا ما يُباعُ فِيها وَلاَ يُشْتَرَى إلاَّ الصُّور، فمن أحب صُورة من رجل وامرآة دخل فيها". وفي إسناده جابر بن يزيد الجعفي، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 وهو ضعيف. والمستغرب منه قوله: "دخل فيها" والذي يظهر لي أنَّ المراد به أنَّ صورته تتغيَّر، فتصير شبيهة بتلك الصورة، لا أنه دخل فيها حقيقة. أو المراد بالصورَة الشكل والهيئة والبزة" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 702 - [2557] "أُتِيَ بالمَوْتِ ملَبَّبًا" يقال: لُبِّبَ الرَّجل، إذا الحديث: 2557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 جعلت في عنقه ثوبًا أو غيره وجررته به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 703 - [2558] "إِذَا كَانَ يَوم القيامة أُتِي بِالمَوْتِ كَالكَبْشِ الأمْلح". قال الشيخ عز الدِّين بن عبد السلام: "فيه سؤال، وهو أنَّ الموت عرض والعرض كيف يكون كبشًا؟ وكيف يُذْبَحُ مع أنَّه لا يبقى زمانين؟ قال: والجواب: أنَّ الله خلق كبشًا وسماه باسم الموت، لا أنه نفس العرض، وخلق فرسًا وسماه الحياة، فلا ينظر أحدٌ هذا الكبش إلاَّ مات. ولاَ يَأْتِي عزرائيل [إلى] أحدٍ إلاَّ به، فساعَة وقوع بصره عليه تزهق رُوحه. وكذلك الفرس لا يَحِلُّ في شيء إلاَّ حَيِي، وهو الفرس الذي كان تحت جبريل يوم غرِق فرعون، وأخذ السامري من تراب حافره شيئًا فألقى به في العِجل الذهبي فَحَيِيَ. الحديث: 2558 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 ويلزم هذا القائل أن لا يدعو بالمغفرة والرَّحمة، لأنها لأصحاب الذنوب، وكل هذا ما عرف من عادة السلف والخلف" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 704 - [2440] "إِنَّ مِنْ أُمَّتي من يشفع للفِئَام" هو بالهمز: الجماعة الكثيرة. الحديث: 2440 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 "أَبْوَابُ صِفَة جَهَنّمَ" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 705 - [2578] "وَفَخذُهُ مِثْلُ البَيْضَاءِ" قال في النِّهاية: "قِيل هو اسمُ جَبَل". الحديث: 2578 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 706 - [2581] "سَقَطَتْ فروَةُ وَجْهِهِ" قال في النِّهاية: "أي جلدته، استعارها من الرأس للوجه". الحديث: 2581 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 707 - [2582] "فَيَسْلَتُ مَا فِي جَوْفِهِ" أي يقطعه ويستأصِله. الحديث: 2582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 708 - [2583] "وَوَقَعَتْ فروَة رَأْسِهِ" قال في النِّهاية: "الأصل الحديث: 2583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 المهملة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 710 - [2596] "فَلَقَدْ رَأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ" بالذال المعجمة. قال في النِّهاية: " وهي -من الأسنان- الأنياب، أو التي تلي الأنياب، وآخر الأضراس أو أقصاها، والمراد الأول؛ لأنه ما كان لا يبلغ به الضحك حتى يبدُو آخر أضراسه، كيف وقد جاء في صِفة ضحكه التبسُّم؟ وإن أريد بها الأواخر، فالوجه فيه أن يراد مبالغته مثله في ضحكه، من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك، وهو أقيس القولين؛ لاشتهار النواجذ بآخر الأسنان". الحديث: 2596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 711 - [2597] "حُممًا". الحديث: 2597 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 جِمع حُمة وهي الفحمة. "فيَنبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الغُثَاءُ فِي حُمَالَةِ السَّيْلِ". قال في النِّهاية: ["بضم الغين المعجمة ومثلثة، ومد؛ يريد] ما احتمله السيل من البزُورات فإنها إذا استقرت على شط مجرى السيل تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سُرعة عود أبدانهم وأجسادهم إليهم بعد إحراق النَّار لها". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 712 - [2601] "مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، ولاَ مِثْلَ الجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا". الحديث: 2601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 قال ابن الخازن: "إسناد هذا الحديث واه، و [هو] لا يصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو محفوظ من كلام عامر بن عبد قيس. ومقصود الحديث التعجب من مؤمن بالدارين وهو لا يعمل بمقتضى علمه. إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله، ويحيى بن عبيد الله ضعيف عند أهل الحديث، تكلم فيه شعبة". قلتُ: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان من هذا الطريق، ثم أخرجه من طريق عبد الرَّحمن بن شَرِيْك عن أبيه عن محمَّد الأنصاري، والسُّدِّي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا به، فهذه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 متابعة ليحيى، ثم قال البيهقي: "وروي ذلك أيضًا عن عاصم عن زِر عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا وروي عنه موقوفًا" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 713 - [2604] "إِنَّ أَهوَن أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رجُلٌ فِي أَخْمَص قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ" قيل: هو أبو طالب. الحديث: 2604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 714 - [2605] "كُلُّ ضعيفٍ، مُتَضَعِّفٍ" قال في النِّهاية: الحديث: 2605 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 "يريد الذي يتضعَّفه النَّاس ويتجبرون عليه في الدُّنيا؛ للفقْر ورثاثة الحال". "كُلُّ عُتُلٍّ" هو الشديد الجافي، والفظُّ الغليظُ من النَّاس. "جَوَّاظٍ" هو الجموع المنوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيه، وقيل: القصير البطين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 " أبواب الإيمان " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 715 - [2610] "وَيتَقفَّرونَ العِلْمَ" قال في النِّهاية: "جاء في الحديث: 2610 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 رواية بتقديم الفاء على القاف والمشهور بالعكس؛ قال بعض المتأخرين هي عندي أصح الروايات، وأليقها بالمعنى، يعني أنهم يستخرجون غامضه ويفتحون مغلقه، وأصله من فَقَرْتُ البئر إذا حفرتها لاستخراج مَائها، فلما كانت القدرية بهذه الصِّفة من البحث والتَّتَبُّع لاستخراج المعاني الغامضة بدقائق التأويلات وصفهم بذلك"، ومعنى الرواية المشهورة يطلبون العلم. "وَأنَّ الأمرَ أُنُفٌ" بضم الهمزة والنون؛ أي يستأنف استينافًا من غير أن يسبق به سابق قضاء وتقدير. "أَنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَهَا". قال البيضاوي في "شرح المصابيح": "تأنيث ربَّتها وإضافتها: إما لأجل أنه سبب عتقها، أو لأنه ولد ربها، أو مولاها بعد الأب، وذلك إشارة إلى قوة الإسلام؛ لأنَّ كثرة السبْي والتَسَرِّي دليل على استعلاء الدِّين، واستيلاء المسلمين، وهي من الأمَارَات؛ لأنَّ قوته وبلوغ أمرهِ غايته منذرٌ بالتراجع والانحباط المؤذن بأنَّ القيامة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 ستقوم". "العَالَةَ" أي الفقراء جمع عَائِل. "يَتَطَاوَلُون في البنْيَانِ". قال الطَّيِّبي: "أي: يتفاخرون على طول بيوتهم ورفعتها، من تطاوَل الرَّجل، إذا تكبَّر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 716 - [2613] "وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ". قال الطيِّبي: ""من ناقصات" صفة لموصُوف محذوف، أي: ما رَأَيْتُ أحدًا، "ومن" مزيدة استغراقية؛ لمجيئها بعد النفي. والعقل غرِيزة في الإنسان يدرك بها المعنى، ويمنعه من القبائح، وهو نور الله في قلب المؤمن". "أَغْلَبَ لذَوي الألْبَابِ" جمع لب، وهو العقل الخالص من الشوائب، سُمِّي بذلك لكونه خالِصَ ما فِي الإنسان من قُواه، كاللبابِ من الشيء، وقيل: هو ما زكَى من العقل، وكل لب عقل، وليس كل الحديث: 2613 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 عقلٍ لُبًّا. "مِنْكُنَّ" قال [الطيبي] : "من" فيه متعلِّقٌ "بأغلب" والمفضل عليه مفروض مُقدَّر، ويحتمل أن يكون "من" بيان "ناقصَات" على سَبيل التجريد، كقولك: رأيتُ منك أسدًا جرد منهن ناقصَات". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 717 - [2614] "الإيمانُ بِضْعٌ وسَبْعُونَ بَابًا" قال البيضاوي الحديث: 2614 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 في شرح المَصابِيح: "يحتمل أنَّ المراد به التكثير دون التعدِيدِ، كما في قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} واستعمال لفظة السبعة والسبعين للتكثير. ويحتمل أن يكون المراد تَعْدَادَ الخصال وحصرها، فيقال: إنَّ شعب الإيمان وإن كانت متعددة، إلاَّ أنَّ حاصلها يرجع إلى أصلِ واحدٍ، وهو تكميل النَّفس على وجه يُصلح معاشَه ويحسن معادَه، وذلك أن يعتقد الحق، ويستقيم في العمل، وإليه أشار - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيثُ قال: -لِسفيان حين سأله في الإسلام قولاً جامعًا-: "قُلْ آمنتُ بِالله ثمَّ اسْتَقِم" وفنون اعتقاد الحق ستة عشر: طلب العلم، ومعرفة الصَّانع، وتنزيهه عن النقائص وما يتداعى إليها، والإيمان بصفات الإكرام، مثل: الحياة، والعلم، والقدرة. والإقرار بالوحدانية، والاعتراف بأنَّ ما عداهُ صِفَة لا يوجد ولا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 يعدم إلاَّ بقضائه وقدره، والإيمان بملائكته المطهرة عن الرجس، وتصديق رسُله المؤيدين بالآيات في دعوى النبوَّة، وحسن الاعتقاد فيهم، والعلم بحدوث العالم، واعتقاد فنائه على ما ورد به التنزيل. والجزم بالنشأة الثانية، وإعادة الأرواح إلى الأجساد، والإقرار باليوم الآخر، أعني: بما فيه من الصراط والحساب، وموازنة الأعمال، وسائر ما تواتر عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والوثوق على وعد الجنة وثوابها. واليقين بوعيد النَّار وعقابها. وفن العلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أحدها: يتعلق بالمرء نفسه. وهو ينقسم إلى قسمين: أحدهما: ما يتعلق بالباطن؛ وحاصِله تزكية النفس عن الرذائل، وأمهاتها عشرة: شره الطعام وشره الكلام وحب الجاه وحب المال، وحب الدنيا، والحقد، والحسد والرِياء والعجب. وتحلية النفس بالكمالات؛ وأمهاتها ثلاث عشرة: التوبة، والخوف، والرجاء، والزهد، والحياء، والشكر، والوفاء، والصبر، والإخلاص، والصدق، والمحبة، والتوكل، والرضى بالقضاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 وثانيهما: [يتعلق] بالظَّاهر، ويسمى بالعبادات، وشعبها ثلاث عشرة: طهارة البدن من الحدث والخبث، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والقيام بأمر الجنائز، وصيام رمضان، والاعتكاف، وقراءة القرآن، وحج البيت، والعمرة، وذبح الضحايا، والوفاء بالنذور، وتعظيم الأيمان، وأداء الكفارات. وثانيها: ما يتعلق به وبخواصه وأهل منزله، وشعبها ثمان: التعفف عن الزنا، والنكاح والقيام بحقوقه، والبر بالوالدين، وصلة الرحم، وطاعة السادة، والإحسان إلى المماليك، والعِتق. وثالثها: ما يعم النَّاس وينوط به إصلاح العباد، وشعبها سبع عشرة: القيام بإمارة المسلمين، واتباع الجماعة، ومطاوعة أولي الأمر، ْومعاونتهم على البر، وإحياء معالم الدِّين ونشرها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحفظ الدِّين بالزجر عن الكفر، ومجاهدة الكفار، والمرابطة في سبيل الله، وحفظ النَّفس بالكف عن الجِنايات، وإقامة حقوقها من القِصَاصِ والديات، وحفظ أموال النَّاس بطلب الحلال، وأداء الحقوق، والتجافي عن المظالم، وحفظ الأنساب، وأعراض النَّاس بإقامة حدود الزنا والقذف، وصيانة العقل بالمنع عن تناول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 632 المسكرات، والمجنِّنات بالتهديد، والتأديب عليه، ودفع الضرر عن المسلمين، ومن هذا القبيل، إماطة الأذى عن الطريق. وقال الراغب: "هذا حديث من تأمَّله وعرف حقيقته علم أنَّ الإيمان بالواجب هو اثنان وسبعون [درجة] لا يصح أكثر منها ولا أقل، ولا يوجد من الإيمان ما هو خارج عنها بوجه". "فأدناها". قال الطيبي: "أي: أقربها منزلة، وأدونها مقدارًا من الدنو، بمعنى القريب، يقال: فلان دانى القدر، وقريب المنزلة، كما يعبر بالبعدي عن ذلك فيقال: فلان بعيد الهمة، وبعيد المنزلة بمعنى العالي، وكذلك استعمله في مقالة الأعلى قال: والفاء فيه جزاء شرط محذوف، كأنه قيل: إذا كان الإيمان ذا شُعَبٍ يلزم التعدُّد وحصُولُ الفاضل والمفضول، بخلاف إذا كان أمرًا واحدًا". "إِمَاطَةُ الأذى عن الطَّريق" يقال: أماط الشيء عن الشيء إذا أزاله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 عنه وأذهبه، والأذى هنا اسم ما يُؤذي النَّاس نحو الشوك، والحجر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 718 - [2615] "الحياءُ من الإِيْمَانِ" هو تغيير وانكسار يعتري المؤمن من خوف ما يلام به، قيل: هو مأخوذ من الحياة، فكأنَّ الحَيِيَّ صارَ لِمَا يَعتريه منكسر القُوى، ولذلك قيل: مات حياءً، وَجَمَدَ في مكانه خَجَلاً". الحديث: 2615 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 719 - [2616] "أَخْبِرنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلْنِي الجنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ". الحديث: 2616 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 قال التوربشتي: "الجزم فيهما على جواب الأمر غير مستقيم رواية ومعنى". قال الطيبي: "أما الرواية فغير معلومة، وأما المعنى فاستقامته بما ذكره البيضاوي، قال: وإن صحَّ الجزم فيه، كان جزاءُ الشرط محذوفًا تقديره: أخبرني بعملٍ إن عملته يدخلني الجنَّة، والجملة الشرطيَّة بأسرها صفة يعمل، أو جوابًا للأمر، وتقديره: أنَّ إخبار الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمَّا كان وسيلة إلى عمله، [وعمله] ذريعة إلى دخول الجنة، كان الإخبار سببًا بوجهٍ ما لإدخال العمل إيَّاه الجنة". "قالَ لَقد سَأَلْتَنِي عنْ عَظِيمٍ، وإنهُ ليَسِيْرٌ علَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ". قال المظهري: "أي: سألتني عن شيء عظيم مُشكلٍ متعسِّرِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 الجواب، ولكنه سهلٌ على من يسَّره الله؛ لأنَّ معرفة العمل الذي يدخل الرجل الجنَّة من علم الغيب، وعلم الغيب لا يعلمه أحد إلاَّ الله تعالى، ومن علمه الله". قال الطيبي: "ذهب إلى أن "عظيم" صفة موصوف محذوف، أي: عن سُؤال عظيم، والأظهر أن يقال: إنَّ الموصوف "أمر" ويعني به العَمل؛ لأنَّ قوله: "تعْبُد الله" إلى آخره، استئناف وقع بيانًا لذلك الأمر العظيم، قال: وعلية يبنى كلام البيضاوي، حيث قال: "وإنه ليَسير" إشارة إلى أنَّ أفعال العباد واقعة بأسباب ومرجحَات يفيض عليهم من عنده. وذلك إن كان نحوَ طاعة، يسمَّى توفيقًا ولطفًا، وإن كان نحو مَعصيةٍ يسمى خُذْلاَنًا وطبعًا" ثم قال: "ألاَ أدُلُّكَ عَلى أبوابِ الخيرِ"، الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدقة تُطْفيءُ الخَطِيئةَ كما يُطْفِيءُ المَاءُ النَّارَ، وصلاَةُ الرَّجُل فِي جوفِ اللَّيلِ" ثم تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} قال المظهري: "التعريف في "الخير" للجنس، جعل هذه الأشياء أبواب الخير؛ لأنَّ الصوم شديد على النفس، وكذا إخراج المال في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 الصدقة، وكذا الصلاة في جوف اللَّيل، فمن اعتادها تسهَّل عليه كل خير، وتأتَّى منه كل خير؛ لأنَّ المشقة في دخول الدار تكون بفتح الباب المغلق. ويحتمل أن يكون التعريف للعهد الخارجي التقديري؛ وهو ما يُعلم من قوله: "تعبد الله ولا تشرك به شيئًا" إلى آخره، المعْنِيُّ بهِ: الإسلام والإيمان الذي هُو سَبَبٌ لدخول الجنَّة، والمباعدة من النَّار ظاهرًا. أو المعنيُّ بِأبواب الخير: النوافل، دلَّ عليه قوله: "وَصَلاَةُ الرَّجلِ فِي جَوْفِ اللَّيلِ" لئلاَّ يلزم التكّرار، وسميت النوافل أبواب للفرائض؛ لأنها مقدمات ومكمِّلات لها، فمن فاتته السنن حُرم الفرائض. قال العلماء: من ترك الأدب عوقب بحرمان النوافل، ومن ترك النوافل عوقب بحرمان السنن، ومن ترك السنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن ترك الفرائض يوشِك أن يعاقب بحرمان المعرفة. وقال الطيبي: "قوله: الصدقة تطفيء الخطيئة" [أصله] "تُذهب" كقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} . ثم في الدرجة الثانية: "تمحو" الخطيئة لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَأتبع السيئة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 الحسنةَ تَمْحُهَا" أي السيئة المثبتة في صحيفة الكرام الكاتبين، وإنما قُدرت الصحيفة لقرينة "تمحو". ثم في الدرجة الثالثة: "تطفيء الخطيئة" لمقام الحكاية عن المباعدة عن النَّار، فلما وضَعَ الخطيئة موضع النَّار على الاستعارة المكنية، أثبت لها -على سبيل الاستعارة التخييلية- ما يلائم النَّار من الإطفاء، لتكون قرينة مانعة لها من إرادة الحقيقة من الخطيئة. وقال البيضاوي: "قوله: وصلاة الرَّجلِ" مبتدأ، خبره محذوف، أي: كذلك؛ أي: تطفيء الخطيئة، أو هي من أبواب الخير، قال: والأول أظهر، لاستشهاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالآية، وهي متضمنة للصلاة والإنفاق". قال الطيبي: ويعضده تقييد القرينتين السابقتين -أعني: الصوم، والصدقة- بفائدتين زائدتين: وهي الجنة وإطفاء الخطيئة؛ لأنَّ الظاهر أن يقال: أبواب الخير: الصوم، والصدقة لا غير، وصلاة الرَّجل في جوف الليل، فلما قُيِّدتا بهِمَا يجب أن يقيَّد هذا بما يناسبها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 والأظهر أن يقدر: الخيرُ شعارُ الصَّالحين، ويفيد فائدة مطلوبة زائدة على القرينتين، وهي أنهما كما أفادتا المباعدة عن النَّار، فتفيد بهذه الإدخال في الجنَّة، ويتمُّ الاستشهاد بالآية؛ لأنَّ قرَّة العين كناية عن السرور والفوز التَّام وهي مباعدة النَّار ودخول الجنة، كما قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} انتهى. قلتُ: وعندي أن يُعرب الصوم خبرَ مبتدإٍ محذوف أي: هي الصوم، أو مبتدأ خبرُهُ محذوف، أي: منها الصوم، والصدقة، وصلاة الرَّجل كلاهما عُطِفَ عليه. وقوله: "جُنَّةٌ" خبر مبتدأ مُقدَّر، أي: هو. وكذا قوله: "تُطْفِيءُ الخطيئةَ" خبر مقدر، أي: هي: "وَذِرْوَةِ سنَامِهِ" بكسر الذَّال المعجمة: أي: أعلى الشيء، والسنام بفتح السين: ْما ارتفع من ظهر الجمل. "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ" قال التوربشتي: "أراد بالأمر" هنا: أمرَ الدِّين، "وبالإسلام" كلمتي الشهادة، يعني ما لم يُقِرَّ العبدُ بهما لم يكن له من الدِّين شيءٌ أصلاً، وإذا أقرَّ بهما حصل له أصل الدِّين، إلاَّ أنه ليسَ له قوَّة وكمال، كالبيت الذي ليس له عمود، فإذا صلَّى وداوم على الصلاة قوِي دينُه، ولكنه لم يكن له رِفْعَةٌ وكمال، فإذا جاهد حصَلَ لدينه الرِّفعةُ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 وقال الحليمي: يعني هذا والله أعلم: أنَّ الإسلام هو الذي لا يَصح شيء من الأعمال إلاَّ به، وإذا فات لم يبق معهُ عمل، فهو كالرأس الذي لا يسلم شيء من الأعضاء إلاَّ ببقائه، فإذا فارق الجُملة لم يُنْتَفع بعده بشيء من الأعضاء. وأما الصلاة فإنها عمود الأمر، والأمر هو الدِّين؛ لأنَّ الإسلام لا ينفع ولا يثبت من غير الصلاة، ولا يُغْني قبولها عن فعلها، لأنَّ الإسلام وحده لا يحقن الدَّم حتى يكون معه إقامة الصلاة، وأما قوله: "ذِرْوَةِ سِنَامِهِ الجِهَادُ" [فقيل] : معناه لا شيء من معالِم الإسلام أشهر ولا أظهر منه، فهو كذِرْوَةِ السَّنام التي لا شيء في البعير أعلا منه، وعليه يقع بصر النَّاظر من بُعد. "بِمَلاَكِ ذلِكَ" قال التوربشتي: "مِلاك الأمر قوامه، وما يتم به". ِ وقال البيضاوي: "أصله ومبناه، وأصله ما يملك به كالنظام". وقال المظهري: "مَا به إحكام الشيء، وتقويته، من: مَلَكَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 العجين: إذا أحسن عجنه، وبالغ فيه، وأهل اللغة يكسرون الميم ويفتحونَهَا، والرواية بكسر الميم". "فأخذ بِلسَانه" قال الطيبي: "الباء زائدة، والضمير راجع إلى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. "كُف عليك هذا" قال البيضاوي: "أي: كف عليك لسانك، فلا تتكلم بما لا يعنيك، أو لا تتكلم بما يهجس في نفسك من الوسْواس فإنك غير مؤاخذ به ما لم يظهر". "ثَكِلَتكَ أُمُّكَ" قال الطيبي: "أي: فقدتك، والثُّكْلُ: موت الولد، وفقد الحبيب. وهذا وأمثالُهُ أشياء مُزالة عن أصلها إلى معنى التعجب وتعظيم الأمر". وقال المظهري: "هذا دُعاء عليه، ولا يراد وقوعه، بل تأديب وتنبيه من الغفلة". "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ" مضارع كبَّهُ، بمعنى: صرعه على وجهه، وهذا من النوادر، فإنَّ ثلاثيَّهُ مُتَعدٍّ، ورُبَاعِيَّه لاَزِم. "علَى وُجُوهِهمْ، أو منَاخِرِهِم" شك من الراوي. "إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتهم" جمع حصيدة، فعيلة بمعنى مفعُولة، مِنْ حصَد: إذا قطع الزرع، وهذا إضافة اسم المفعُول إلى فاعله، أي: محصودات الألسنة، شبَّه ما تكلم به اللِّسان بالزرع المحصود بالمِنْجَل، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 641 فكما أنَّ المِنْجَلَ يقطع ولا يُمَيِّز بين الرطب واليابس، والجيد والرديء، فكذلك لسان بعض النَّاس يتكلم بكل نوع من الكلام القبيح والحسن، ثم حذف المشبَّه وأقام به مقامهُ على سبيل الاستعارة المصرَّحة، وجعَلَ الإضافة قرينة لها والاستثناء مفرغ؛ لأنَّ في الاستفهام معنى النفي، والتقدير: لا يَكُبُّ النَّاس في النَّارِ شيءٌ من الأشياء إلاَّ حصائد ألسنتهم من الكلام القبيح، ذكر ذلك كله الطيبيُّ. قال في النِّهاية: "وروي، إلاَّ حصا ألسنتهم وهو جمع حصاةِ اللِّسان، وهي: ذَرَابَتَهُ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 720 - [2617] "إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ المَسْجِدَ" قال التوربشتي: "هو بمعنى التعهد: وهو التحفظ بالشيء، وتجديد العهد به، وقال روى يتعاهد ويعتاد، والاعتياد، معاودته إلى المسجد مرَّة الحديث: 2617 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 بعد أخرى لإقامة الصلاة، وكلاهما حسن. وقال الطيبي: "يتعاهد: أشمل معنى وأجمع لما يُناطُ به أمرُ المسجد، من العمارة واعتياد الصلاة وغيرهما، ألا ترى كيف استشهد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ} قال في الكشاف: "العمارة تتناول رمَّ ما يتهدَّم منها، وقمَّها وتنظيفها، وتنويرها بالمصابيح وتعظيمها، واعتيادها للعبادة والذكر". وقوله: "فاشْهدُوا لهُ بالإيمان" أي: اقطعوا له به، فإنَّ الشهادة قول صدر عن مُواطَأَةِ القلْبِ اللِّسانَ على سبيل القطع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 721 - [2620] "بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ الكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ". الحديث: 2620 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 قال الطيبي: "ترك الصلاة: مبتدأ، والظرف خبره، ومتعلَّقُه محذوف، قدم ليفيد [به] الاختصاص، ويؤيده الحديث الثابت، وظاهر الحديث نظم قوله تعالي: {بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ} ، وقوله: {بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ} فإذا ذهب إلى هذا المعنى يوجب خلاف المقصُود، ولذلك قيل فيه وجوه: أحدها: أنَّ ترك الصلاة معبر عن فعل ضده؛ لأنَّ فعل الصلاة هو الحاجز بين الإيمان والكفر، فإذا ارتفع رفع المانع قال التوربشتي. الثاني: قال البيضاوي: يحتمل أن يُؤوَّلَ ترك الصلاة بالحد الواقع بينهما، فمن تركها دخل الحد وحام حول الكفر ودنا منه. الثالث: قال أيضًا: متعلق الظرف محذوف تقديره ترك الصلاة وُصلةٌ بين العبد والكفر، والمعنى: يوصله إليه. قال الطيبي: وأقوى الوجوه الثاني، ثم هو من باب التغليظ، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 644 أي: المؤمن لا يتركها. قال: ويمكن أن يقال: إنَّ الكلام منصوب على غير مقتضى الظاهر؛ لأنَّ الظاهر أن يقال؛ بين الإيمان والكفر ترك الصلاة، أو بين المؤمن والكافر تركها، فوضع موضع المؤمن العبد. وموضع الكافر الكفر، فجعله نفسَ الكفر مبالغة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 722 - [2621] "العَهدُ الذي بيْنَنَا وَبَيْنَهمْ الصَّلاَة". قال البيضاوي: "الضمير الغائب للمنافقين، شبه الموجِب بإبقائهم وحقن دماءئهم بالعهد المقتضي لإبقاء المعاهد والكف عنه، والمعنى: أنَّ العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشبههم بالمسلمين في حضور صلاتهم وجماعتهم، فإذا تركوا ذلك كانوا هم وسائر الكفار سواء". الحديث: 2621 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 723 - [2622] "لا يَرَوْن". الحديث: 2622 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 قال الطيبي: "من الرأي. "شيئًا" مفعول له. "من الأعمال" نعته، وكذا الجملة، وهي: ترْكُهُ كُفْرٌ. "غيْرَ الصَّلاَةِ" استثناء والمستثنى منه الضمير الراجع إلى "شيئًا". ويجوز أن يكون "غَيرَ" صفةً أخرى لِـ: شيئًا. المعنى ما كانوا معتقدين ترك شيء من الأعمال موجِب للكفر إلاَّ الصلاة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 724 - [2623] "ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ" قال الراغب: الذوق: وجود الطعم في الفم، وأصلُهُ فيما يَقِلُّ تناوله، فإذا كثُر يقال له: الأكل. واستعمل في التنزيل بمعنى الإصابة، إما في الرَّحمة، وإما في العذاب. وقال الطيبي: "مجاز قوله: " [ذاق طعم] الإيمان"، كمجاز قوله: الحديث: 2623 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 "وجدَ حلاوة الإيمان". وكذلك موقعه كموقعه، لأنَّ من أحب أحدًا يتحرَّى مراضيه، ويُوثر رضاه على رضى نفسه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 725 - [2624] "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ طَعْمَ الإِيْمَانِ". قال الطيبي: "ثلاث مبتدأ، والجملة الشرطية خبره، وجاز ذلك؛ لأنَّ التقدير: خصال ثلاث. ويجوز أن تكون الجملة الشرطيَّة صفة لثلاث، ويكون الخبر "مَنْ كَانَ اللهُ، ورَسُولُهُ أحَبَّ إليه". وعلى التقديرين لا بد من تقدير مضاف قبل "من كان"؛ لأنه على الأول: إما بدل من "ثلاث" أو بيان، وعلى الثاني: خبر، ولا بد من الحديث: 2624 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 إضمار مضاف قبل كان لاستقامة المعنى، تقديره قبل من محبَّة "من كان الله". "مِمَّا سِواهُمَا". قال البيضاوي: "فإن قيل: لما ثنى الضمير هنا ورد على الخطيب: "ومن عصاهم فقد غوى" وأمره بالإفراد؟ فالجواب: أنه ثنى هنا إيماءً إلى أنَّ المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين، لا كل واحدة، فإنها وحدها لاغية، وأمر بالإفراد هنا كإشعار بأنَّ كل واحد من العصيانيين مستقل باستلزام الغواية، فإنَّ قوله: "ومن عصى الله ورسُوله" من حيث أنَّ العطف في تقدير التكرير، والأصل فيه استقلال كلٍّ من المعطوف والمعطوف عليه في قوة قولنا: ومن عصى الله فقد غوى، ومن عصى الرسول فقد غوى". قال الطيبي: " هذا كلام حسن متين، ويؤيده قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} لم يُعِدْ {أَطِيعُوا} في أولى الأمر، كما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 أعاده في {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ليؤذن بأنه لاستقلال لهم في الطاعة استقلال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 726 - [2627] "المُسْلِم مَنْ سَلِمَ المُسْلِمونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". قال الراغب: "كل اسم نوع فإنه يستعمل على وجهين: أحدهما: دلالته على المسمى وفصلا بينه وبين غيره. والثاني: لوجود المعنى المختص به، وذلك هو الذي يمدح به، وذلك أنَّ كل ما أوجده الله في هذا العالم جعله صالحًا لفعل خاص، ولا يصلح لذلك العمل سواه، كالفرس للعَدْوِ الشديد، والبعير لقطع الفلاة البعيدة، والإنسان ليعلم ويعمل. وكل شيء لم يوجد كاملاً لِمَا خُلِقَ له، لم يسْتَحِق اسمه مُطلقًا، بل قد يُنْفَى عنه، كقولهم: فلان ليس بإنسان، أي: لا يوجد فيه المعنى الذي خُلِقَ لأجله من العِلم والعَمل، فعلى هذا إذا وجدت مسلمًا يؤذي المسلمين بلسانه ويده، وقلت له: لستَ بِمُسلِمٍ، عَنَيْتَ أنَّك لستَ بِكامل فيما تحليت به من حلية الإسلام". "وَالمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ علَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ". الحديث: 2627 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 زاد الحاكم والبيهقي من حدِيث فُضالة بن عبيد: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ورسوله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". قال الطيبي: "في ترتب "من سَلم" على "المسلم" و"من آمنه" على "المؤمن" رعاية للمطابقة لغة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 727 - [2629] "إِنَّ الإسلام بَدأ غريبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بدأَ". قال النووي: "بدأ بالهمز، من الابتداء، كذا ضبطناه". الحديث: 2629 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 728 - [2630] "إِنَّ الدِّينَ لَيأرِزُ إِلَى الحِجَازِ" أي يضم إليه الحديث: 2630 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 ويجتمع بعضه إلى بعض فيه. "وَلَيعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحِجَازِ مَعْقلَ الأرْوِيَّةِ من رَأسِ الجَبَلِ" قال في النِّهاية: "أي ليتحصن ويعتصم ويلتجيء كما يلتجيء الوعل إلى رأس الجبَل". "والأروية" بضم الهمزة، وسكون الراء وكسر الواو، وتشديد المثناة التحتية؛ الأنثى من الوعول. وقال الطيبي: "معقل؛ مصدر، بمعنى العقل، ويجوز أن يكون اسم مكان". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 729 - [2631] "آيَةُ المُنَافقِ" أي: علامتهُ ثلاث، زاد في رواية الحديث: 2631 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 الصحيحين، "وإن صلَّى، وصام، وزعم أنه مسلم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 730 - [2632] "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا". قال البيضاوي: "يحتمل أن يكون مختصًّا بأبناء زمانه؛ فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علِمَ بنُورِ الوحي بواطن أحواله، وميَّز بين من آمن به صدقًا ومن أذعن له نفاقًا، وأراد تعريف أصحابه بأحوالهم ليكونوا على حذر منهم، ولم يصرح بأسمائهم؛ لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علِمَ أنَّ منهم سيتوب، فلم يفضحهم بين النَّاس؛ ولأنَّ عدم التعيين أوقع في النصيحة، وأجلب للدعوة إلى الإيمان، وأبعد عن النفور والمخاصمة. ويحتمل أن يكون عامًا لينزجر الكل عن هذه الخصال على آكد وجه؛ إيذانًا بأنها طلائع النفاق الذي هو أسمح القبائح. الحديث: 2632 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 ويحتمل أن يكون المراد بالمنافق العرفي، وهو من يخالف سِرُّه علنه مطلقًا، ويشهد له قوله: "ومن كانتْ فيه خَصْلَة مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ منَ النفاقِ حتَّى يَدَعها". وكذا قوله: "كَانَ منافقًا خالصًا"؛ لأنَّ الخصال التي بها المخالفة بين السر والعلن لا تزيد على هذا، فإذا نقصت منها خصلة نقص الكمال" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 731 - [2639] "سِجِلاً" بالكسر والتشديد، الكتاب الكبير. "بِطاقةٌ" قال في النِّهاية: "هي رقعة صغيرة يثبت فيها مقدار ما يجعل فيه إن كان عينًا فوزنه أو عدده، وإن كان متاعًا فثمنه. قيل: سميت بذلك لأنها تشد بطاقة من الثوب، فتكون الباء حينئذٍ زائدة، وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصْر، ويُروى بالنون، وهو الحديث: 2639 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 غريب". "فِيها أَشْهدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا عبده ورَسُولهُ" قال القرطبي في التذكرة: "ليست هذه شهادة التوحيد؛ لأنَّ من شأن الميزان أن يوضع في كفته بشيء [وفى] الأخرى ضده، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، فهذا غير مستحيل؛ لأنَّ العبد قد يأتي بهما جميعًا، ويستحيل أن يأتي بالكفر والإيمان جميعًا عبد واحد حتى يوضع الإيمان في كفة والكفر في كفة؛ فلذلك استحال أن توضع شهادة التوحيد في الميزان، وأما بعد ما آمن العبد فالنطق منه بـ "لا إله إلاَّ الله" حسنة توضع في الميزان مع سائر الحسنات". قاله الترمذي الحكيم، في نوادر الأصول. وقال غيره: "إنَّ النطق منه بها زيادة ذكر على حسنٍ منهُ، ويكون طاعة مقبُولة، قالها على خلْوَة وخُفيةٍ من المخلوقين. فيكون له عند الله تعالى يردها إليه في ذلك اليوم، فيعْظُم قدرها ويَجِلُّ مَوْضِعُهَا، وترجح بخطاياه وإن كثرت، وبذنوبه وإن عظمت، ولله الفضل على عباده، ويتفضل بما شاء على من شاء. قال القرطبي: "ويدل على هذا قوله في الحديث: فيقول: "بلى إنَّ لك عندَنَا حَسَنَةً" ولم يقُلْ إنَّ لك عندنا إيمانًا، وقد سُئِل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن لا إله إلاَّ الله أمن الحسنات هي؟ قال: هي أعظم الحسنات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 654 ويجوز أن تكون هذه الكلمة هي آخر كلامه في الدنيا، كما في حديث: "من كان آخر كلامه لا إله إلاَّ الله وجبت له الجنة". وقيل: يجوز حمل هذه الشهادة على الشهادة التي هي الإيمان، ويكون في كل مؤمن، وكل مؤمن ترجح حسناته، ويوزن إيمانه كما توزن حسناته، وإيمانه يرجح بسيئاته كما في هذا الحديث، ويدخل النَّار بعد ذلك فيطهره من ذنوبه، ويدخله الجنَّة بعد ذلك، وهذا مذهب قوم يقولون: "إنَّ كل مؤمن يعطى كتابه بيمينه، وكل مؤمن يثقل ميزانه ويتأولون قول الله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي الناجون من الخُلود، وقوله: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} . أي: يومًا مَّا، وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من كان آخر كلامه لا إله إلاَّ الله دخل الجنة" أي أنه صائر إليها لا محالة أصابه قبل ذلك ما أصابه. قال القرطبي: وهذا تأويل فيه نظر يحتاج إلى دليل من خارج يَنُصُّ عليه. والذي يدل عليه الآيُ والأخبار: أنَّ من ثقلت موازينه فقد نجا وسلم وبالجنة أيقن، وعلم أنه لا يدخل النَّار بعد ذلك والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 732 - [2641] "لَيَأتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ". الحديث: 2641 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 قال القرطبي: "الإتيان: مجيء بسهُولة، وعُدِي بعلى لمعنى الغلبة المؤدية إلى الهلاك، والمراد بالأمة: من تجمعهم دائرة الدعوة مِن أهل القبلة؛ لأنه أضافهم إلى نفسه، وأكثر ما ورد في الحديث على هذا الأسلوب، فإنَّ المراد منه أهل القبلة، ولو ذهب إلى أنَّ المراد أُمَّةُ الدعوة فله وَجه، وحينئذِ يتناول أصناف أهل الكفر". "حَذوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ". قال في النِّهاية: "أي: يعملون مثل أعمالهم، كما يقطع إحدى النعلين على قدر الأخرى، والحذو: التقدير والقطع". وقال المظهري: "الحذو: جعل الشيء مثل شيء آخر، وهو منصوب على المصدر، أي أفعال بعض أمتي في القبح مثل: أفعال بني إسرائيل". "حَتَّى إن كان منهم" مكسُورةٌ شرطية. ْ "مَن أتى أمَّه علانيةً" قال الطيبي: لعل المراد زوجة الأب، والتقييد بالعلانية لبيان وقاحته وصفاقة وجهه". "لكان في أمَّتِي من يَصْنَع ذلك" اللام فيه جواب "إن" على تأويل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 "لو" كأنَّ "لَوْ" تأتي بمعنى "إن". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 733 - [2642] "إِنَّ الله تعالى خلق خَلْقهُ في ظُلمَةٍ فَأَلْقَى علَيْهِمْ نُوره، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذلكَ النُّورِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطأةُ ضَلَّ". قال الطيبي: " أي: خلق الثقلين -من الجنِّ والإنس- كائنين في ظلمة النفس الأمَّارة بالسوء، المجبولة بالشَّهوات المردية والأهواء المضلة، والنور الملقى عليهم ما نصب من الشواهد والحجج، وما أنزل عليهم من الآيات والنذر، فمن شاهد آياته هو الذي أصابه ذلك النور، فيخلص من تلك الظلمة واهتدى، ومن لم يشاهد آياته بقي في ظلمات الطبيعة متحيرًا. ويمكن أن يحمل قوله: "خلقَ خلْقَهُ" على خلق الذرِّ المستخرج من صلب آدم عليه الصلاة والسلام، فعبر بالنُّور عن الألطاف التي الحديث: 2642 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 هي تباشير صبح الهداية، وإشراف لمعان برق العناية. [ثم أشار بقوله: "أصاب وأخطأ" إلى ظهور أثر تلك العناية] في الإنزال من هداية بعضٍ وضلال بعض. "فلذلكَ" يعني: من أجل عدم تغير ما جرى تقديره من الإيمان والطاعة، والكفر والمعصية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 734 - [2643] "أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ على العِبادِ" هو بمعنى الواجب واللازم، فتدري ما حقهم على الله. قال النووي: "هي على جهة المقابلة والمشاكلة لحقه عليهم". الحديث: 2643 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 " أبواب العلم " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 735 - [2647] "من خرج في طلب العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع" قال المظهري: "وجه مشابهة طلب العلم بالمجاهدة في سبيل الله أنه إحياء الدِّين، وإذلال الشيطان، وإتعاب النَّفس وكسر الهوى واللَّذة". الحديث: 2647 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 736 - [2650] "إنَّ النَّاس لكمْ تَبَعٌ". قال الطيبي: "أي: تابعون، فوضع المصدر موضعه مبالة نحو الحديث: 2650 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 رجل عدل، وقال المظهري: " "لكم" خطابٌ للصحابة ". "وإنَّ رِجالاً يأتُونَكُمْ" عطف على "إنَّ النَاس". "من أقطار الأرض" أي: جوانبها. "يتفقَّهون في الدِّين" جملة استئنافية لبيان علة الإتيان، أو حال من الضمير المرفوع في يأتونكم، وهو أقرب إلى الذوق. "فاسْتَوْصوا بهِمْ خَيرًا" الاستيصاء قبُول الوصِيَّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 737 - [2654] "من طلب العِلم ليجاري به العُلَماء". قال في النِّهاية: "أي يجري معهم في المناظرة والجدال ليظهر [علمه] إلى النَّاسِ رياءً وسُمعةً". "أَوْ لِيجَارِي بِهِ السُّفَهَاءَ" أي يحاجهم، ويجادلهم. "أَو يصرفَ بهِ وجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ". قال المظهري: "أي يطلب العلم على نية تحصيل المال، والجاه، وصرف وجوه العوام إليه، وجعلهم إياه معقب القدم. الحديث: 2654 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 738 - [2656] "نَضَّرَ الله امْرَأً" الحديث: 2656 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 قال التوربشتي: "النضرة: الحسن، والرونق، يتعدَّى، ولا يتعدى، وروي بالتخفيف والتشديد، والمعنى خصَّه الله بالبهجة والسرور لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر، والمنزلة بين النَّاس في الدنيا، ونعمه في الآخرة، حتى يرى عليه الرخاء ورفيف النعمة، وإنما خصَّ حافظ سُنَّته ومبلِّغها بهذا الدعاء؛ لأنه سعى في نضارة العِلم وتجديد السنة، فجازاه في دعائه له بما يناسب حاله في المعاملة". "فرُبَّ حامِلِ فقهٍ إِلَى من هو أفقَهُ مِنْهُ". قال التوربشتي: "رب وضعت للتقليل، فاستعيرت في الحديث للتكثير". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 739 - [2658] "ثَلاث لاَ يُغَلُّ عليهنَّ قَلبُ مُسْلِمٍ" الحديث. الحديث: 2658 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 قال في النِّهاية: "يروى يُغلُّ؛ بضم الياء من الإغلال، وهو الخيانة في كل شيء وبفتحها من الغل، وهو الحقد، والشحناء؛ أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق، وروى "يغل" بتخفيف اللام من الوغول في الشيء؛ والمعنى أنَّ هذه الخلال الثلاث يستصلح بها القُلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. "وعليْهِنَّ" في موضع الحال، تقديره لا يغل كائنًا عليهنَّ" انتهى. وقال البيضاوي: "هذه الجملة استئنافية تأكيد لما قبله، فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما حرَّض على تعلم السنن ونشرها قفاه برد ما عسى أن يعرض مانعًا وهو الغل من ثلاثة أوجه: أحدها: أنَّ تعلم الشرائع، ونقلها ينبغي أن يكون خالصًا لوجه الله مبرأ عن شوائب المطامع والأغراض الدنيويَّة، وما كان كذلك لا يتأثر عن الحِقد، والحسَد. وثانيها: أنَّ أداء السنن إلى المسلمين نصيحة لهم، وهي من وظائف الأنبياء، فمن تعرض لذلك وقام به كان خليفة لمن يبلغ عنه، وكما لا يليق بالأنبياء أن يهملوا أعداءهم ولا ينصحوهم لا يحسن من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 حامل الأخبار وناقل السنن أن يمنحها صديقه، ويمنع عدوه. وثالثها: أنَّ النقل ونشر الأحاديث إنما يكون غالبًا بين الجماعات، فحث على لزومها ومنع عن النأي عنها لحقد، وضغينة، تكون بينه وبين حاضر بها، ببيان ما فيها من الفائدة العظمى، وهي إحاطة دعائهم بهم من ورائهم فتحرسهم عن مكائد الشيطان وتسويله". انتهى. "فإنَّ دعوتهم تُحِيط من ورائهم". قال في النِّهاية: "أي: تحوطهم وتكنُفُهُمْ، وتحفظهم يريد أهل السنة دون أهل البدعة، والدَّعوة المرَّة الواحدة من الدعاء". قال الطيبي: "وهذا يرشد إلى أنَّ الصواب فتح مَنْ موصولاً مفعولاً لا تحيط، وقد يجوز أن يكون تقدير الكلام: فعليه أي يلزم الجماعة فإنَّ دعوتهم تحيط من ورائهم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 663 740 - [2663] "لاَ أُلْفِيَنَّ أَحدكُم متَّكئًا على أريكتِهِ" الحديث: 2663 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 663 قال الطيبي: "ألفيت الشيء وجدته وهو كقولهم: لا أرينك هاهنا، نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نفسه عن أن يراهم على هذه الحالة، والمراد نهيهم عن أن يكونوا على تلك الحالة، فإنهم إذا كانوا عليها وجدهم كذلك فهو من باب إطلاق المسبب على السبب، ومن الكناية الإيمائية، والأريكة، سرير مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة. "يأتيهِ أمري" هو بمعنى الشأن وقوله: "مِمَّا أمرتُ بهِ أو نهيتُ عنهُ" بيان للأمر الذي هو الشأن لأنه أعم من الأمر، والنَّهي، وقوله: "فيقول: لا أدري" أي لا أدري غير القرآن، ولا أتبع غيره، وهو مرتب على يأتيه والجملة كما هي حال [أخرى] من المفعول، ويكون النَّهي منصبًا على المجموع. أي: لا ألفين أحدكم وحاله أنه متكّىء ويأتيه الأمر فيقول: لا أدري انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 741 - [2664] "وإنَّ ما حرَّم رسول الله كما حرَّم الله". قال الطيبي: "يحتمل أن يكون من كلام الراوي كما ذهبوا إليه، الحديث: 2664 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 وأن يكون من كلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على سبيل التجريد تنبيهًا به على أنَّ من اسمه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حقيق بأن يستقل بأحكام سوى ما أنزله الله عليه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 742 - [2669] "بلِّغُوا عنِّي ولو آية". قال البيضاوي: قال: ولو آية، ولم يقل ولو حديث، لأنَّ الأمر بتبليغ الحديث يفهم من هذا بطريق الأولوية، فإنَّ الآيات مع انتشارها وكثرة حملتها، وتكفل الله سبحانه بحفظها، وصونها عن الضياع والتحريف إذا كانت واجبة التبليغ، فالحديث الذي لا شيء فيه مما ذكر أولى. الحديث: 2669 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 743 - [2673] "كفلٌ" بكسر الكاف أي حظ ونصيب. الحديث: 2673 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 بأسنانه، استظهارًا للمحافظة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 745 - [3677] "مَنْ أَحْيا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي" قال المظهري: "السنة: [ما شرعه] رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أحكام الدِّين، وهي قد تكون فرضًا؛ كزكاة الفطر، وغير فرض؛ كصلاة العيد، وصلاة الجماعة، وقراءة القرآن في غير الصلاة، وما أشبه ذلك، وإحياؤها أن يعمل بها، ويحرض النَّاس عليها، ويحثهم على إقامتها". وقال الأشرفي: " الظاهر، يقتضي من سُنَنِي " بصيغة الجمع لكن الرواية بصيغة المفرد. وقال الطيبي: "هو جنس شائع في أفراده، و"أحيا" استعير للعمل بها وحث النَّاس عليها، وقوله: "قد أميتَتْ بَعْدِي" استعارة أخرى لما يقابلها من الترك، ومنع النَّاس إقامتها وهي كالترشيح للاستعارة الأولى. الحديث: 3677 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 "ومن ابتدع بدعة ضلالةٍ". قال الأشرفي: "يروى بالإضافة، ويجوز أن ينتصبا نعتًا، ومنعوتًا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 668 7466 - [2680] "عن أبي هريرة رِوَايةً". قال الطيبي: "نصب على التمييز، وهو كناية عن رفع الحديث إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإلاَّ كان موقوفًا عليه. "يوشك أن يضربَ النَّاسُ أكْبَاد الإِبل". قال الطيبي: "يوشك أي يقرب و"أن يضرب النَّاس" في موضع الرفع اسم ليوشك، والمسند والمسند إليه أغنيا عن الخبر، وضرب أكباد الإبل كناية عن السير السريع لأنَّ من أراد ذلك يركب الإبل، ويضرب على أكبادها بالرِجل؛ وقال غيره: كأنه عبارة عن الحديث: 2680 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 668 قال الطيبي: "الضمير المجرور في "به" عائد إلى من، والبا للتعدية؛ أي يوفقه أن يسلك طريق الجنة، ويجوز أن يرجع الضمير إلى العلم، والباء سببية، ويكون سَلك بمعنى سهَّل والعائد إلى "من" محذوف، والمعنى سهَّل الله له بسبب العِلم طريقًا من طرق الجنَّة، فعلى الأول "سلك" من السلوك فعدي بالياء، وعلى الثَّاني: من السلك، والمفعول محذوف كقوله تعالى: {يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) } ، قيل: عذابًا مفعول ثاني وعلى التقديرين نسب سلك إلى الله تعالى على طريق المشاكلة. قوله: "إنَّ الملائكة" جملة معطوفة على الجملة الشرطية، وكذا الجمل بعده المصدرة بأن. "لتضع أجْنِحَتَهَا" يحتمل أن يكون حقيقة، وإن لم يشاهد، أي تكف أجنحتها عن الطيران وتنزل لسماع العِلم كقوله: في حديث الذكر: "إلاَّ نزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملائكة"، وأن يكون مجازًا، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 عن التواضع كقوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ} . وقيل: معناه؛ المعونة وتيسير السعي في طلب العلم. "رِضى لِطالبِ العِلمِ" مفعول له، وليس فاعلاً لفاعل المعلل فيقدر مضاف؛ أي إرادة رضى. "وفضل العَالم على العابد، كَفضلِ القَمرِ على سَائرِ الكَوْكَبِ" قال البيضاوي: "العبادة كمال ونور ملازم ذات العابد لا يتخطاه فشابه نور الكواكب، والعِلم كمال يوجب للعالم في نفسه شرفًا وفضلاً ويتعدى منه إلى غيره فيستضيء بنوره ويكمل بواسطته لكنه كمال ليس للعالم من ذاته بل نور يتلقاه عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلذلك شبَّه بالقمر". قال الطيبي: "ولا تظنن أنَّ العالم المفضل عارٍ عن العمل، ولا العابد عن العِلم، بل إن علم ذاك غالب على عمله، وعمل هذا غالب على علمه، ولذلك جعل العلماء ورثة الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين، العلم والعَمل وحازوا الفضيلتين، الكمال، والتكميل، وهذه طريقة العارفين بالله وسبيل السائرين إلى الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 749 - [2684] "خِصلتان لا تجتمعان في منافق حسنُ سمت، الحديث: 2684 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 ولا فقه في الدِّين". قال الطيبي: "ليس المراد أنَّ واحدة منهما قد تحصل في المنافق دون الأخرى بل هو تحريض للمؤمن على اتصافه بهما معًا، والاجتناب عن ضدهما فإنَّ المنافق يكون عاريًا منهما وهو من باب التغليظ ونحوه، قوله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وليس من المشركين من يزكي لكنه حث للمؤمنين على الأداء، وتخويف من المنع حيث جعله من أوصاف المشركين، وحسن عطف، "ولا فقه" على "حسن سمت" وهو مثبت لأنه في سياق النفي" انتهى. وفي الفائق للزمخشري: "حسن السمت أخذ النهج ولزوم المحجة، ثم قيل لكل طريقة ينتهجها الإنسان في تحري الخير، والتَّزَيِّي بزيِّ الصالحين". وفي النِّهاية: "السمت؛ حسن الهيئة والمنظر في الدِّين، وليس من الحسن والجمال، وقيل هو من السمت: الطريق، يقال الزم هذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 672 السمت، وفلان حسن السمت أي: حسن القصد". وقال التوربشتي: "حقيقة الفقه في الدِّين ما وقع في القلب ثم ظهر على اللِّسان، فأفاد العلم، وأورث الخشية، والتقوى، فأما ما يتدارس ليتعزز به فإنه بمعزل عن الرتبة العظمى، لأنَّ الفقه [تعلق] بلسانه، دون قلبه". "فضل العالم على العابدِ، كَفَضْلي علَى أدْنَاكُمْ". قال الشيخ كمال الدِّين الزملكاني في كتابه المسمى "تحقيق الأولى من أهل الرفيق الأعلى": "اعلم أنَّ التفضيل تارةً يكون بين الصفتين وتارةً يكون بين المتصفين، ثم التفضيل بين المتصفين قد يراد به الأكثر منهما ثوابًا، وقد يراد به الأقرب إلى الله تعالى وفي كلام كثير من العلماء الإشارة إلى أنَّ الفضيلة تكون بكثرة الثواب، وهذا يحتاج إلى تفصيل لأنه إن أريد بكثرة الثواب ما يعطيه الله تعالى للعبد في الآخرة من درجات الجنة، ولذاتها، ومآبها ومآكلها، ومشاربها [ومساكنها] ومناكحها وملكها ونعيمها الجسماني فللمنع في ذلك مجال، وإن أريد به ما يعطيه الله تعالى للعبد من مقامات القرب، ولذة النظر إليه، وسماع كلامه، ولذات المعارف الإلهية التي تحصل عند كشف الغطاء وما ناسب ذلك فهو القول الآخر، وهو الأقرب إلى أن يقال أنَّ الثوابين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 متلازمان فمن كان أرفع في أحدهما فهو أرفع في الآخرة وفي ذلك نظر للمتأمل، ثم الفضيلة تارةً تكون باعتبار ذاتي وتارةً تكون باعتبار عرضي فالذي بالاعتبار الذاتي كتفضيل أحد الجنسين على الآخر في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} والذي بالاعتبار العرضي فما يمكن اكتسابه كقوله تعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ} . وقد يطلق المفضل على كل عطية لا تلزم المعطى، ثم إنَّ الصفة التي يستحق بها التفضيل قد يكون فضِيلة بالنسبة إلى ما دونها كما يكون في التفاضل بين الحيوانات في كثرة الحمل أو في حسن المشي، أو في قوة العَدو فإنما تظهر فضيلة أحدهما على الآخر بالنسبة إلى اعتبار حال الآخر، وقد تكون فضيلة في نفسها كالعِلم فإنه شريف مطلوب لذاته، وهو فضيلة بالنسبة إلى ما دونه أيضًا. ومن وجه آخر، وهو أنَّ الفضيلة قد تراد لذاتها وقد يراد لما يتوصَّل بها إليه كالعلم، والعبادة، فإنَّ العلم في ذاته مطلوب متلذذ به مفتخر به وتراد العبادة لما توصل إليه من السَّعادة الأخروية، ويشاركها في ذلك العِلم فيظهر بهذا أنَّ التفضيل بين أمرين قد يكون باعتبار ذاتيهما وقد يكون باعتبار ما يوصلان إليه، وقد أطلق بعضهم أنَّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 674 الفضل في الأعمال الصَّالحة باعتبار كثرة الثواب، وعندي أنَّ ذلك ليس على إطلاقه بل إن كانت ذات هذا الوصف، أو العَمل أشرف، وأعلى فهو أفضل، وقد يخص الله تعالى بعض الأعمال من الوعد بما لا يخص به الآخر ترغيبًا فيه إمَّا لنفرة النَّفس عنه أو لمشقته عليها فيرغب فيه بمزيد الثواب، أو لأنَّ غيره مما يكتفي فيه بداعي النَّفس والثواب عليه فضل، فالإنصاف أنَّ المفاضلة تارةً تكون بكثرة الثواب، وتارةً تكون بحسب ثمرتهما، وتارةً تكون بحسَب الوصفين بالنظر إليهما، وتارةً تكون بحسب متعلقاتها وقد تكون بأمر عرضي، هذا إذا كان الكلام في وصفين لذات، وأما المفاضلة بين الذاتين فقد يكون لأمر يرجع إلى الجنسين، وهذا أمر لا يدخل تحت الاكتساب، كفضل الإنسان على الحمار، وقد يكون لأمر يرجع إلى الشخصين، وهذا النوع من التفضيل عند التحقيق يرجع إلى التفضيل بالأوصاف. قال ابن حزم: التفضيل قسمان لا ثالث لهما فضل اختصاص من الله [تعالى] بلا عمل، وفضل مجازاة بعمل فأما فضل الاختصاص دُون العمل فيشترك فيه جميع المخلوقين من الحيوان الناطق، وغير الناطق، والجمادات، والأعراض كفضل الملائكة، وفضل الأنبياء، وفضل إبراهيم بن رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الأطفال، وناقة صالح، وذبيح إبراهيم وفضل مكة، والمدينة، والمساجد على البقاع، والحجر الأسود على الحجارة، وشهر رمضان ويوم الجمعة، وليلة القدر، وأما فضل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 المجازات فلا يكون إلاَّ للحي الناطق، وهم الملائكة والإنس، والجن فقط، والأقسام المستحق بها التفضيل [في] هذا القسم، وهو المستحق بعمل، سبعة: ماهيَّة العمل وكميته وفي العرض فيه، وكيفيته والكمّ، والزمان، والمكان، والإضافة، فالماهيَّة أن يكون أحدهما يوفي فروضه، والآخر لا يوافيها، يكثر النوافل، أو نوافل أحدهما أفضل من نوافل الآخر، والكمية أن يخلص أحدهما في العمل ويشوبه الآخر ببعض المقاصد الدنيوية، والكيفية أن يوفي أحدهما جميع حقوق العَمل ورتبه، والآخر يأتي به ولكن ينقص من رتبه، والكم أن يستويا في الفرض ويتفاوتا في النوافل، والزمان كصدر الإسلام، أو وقت الحاجة، والمكان كالصَّلاة في المسجد الحرام، أو المدينة، والإضافة كعمل نبي، أو عمل مع نبي؛ فهذا تلخيص ما ذكره في جهات الفضل، ثم قال: ونتيجة الفضل بهذه الوجوه، شيئان: أحدهما: تعظيم الفاضل على المفضُول، فهذا يشترك فيه ما كان فضله بغير عمل بل باختصاص، وما كان فضله بعمل. والثاني: علو الدَّرجة في الجنَّة إذ لا يجوز الحكم للمفضول بعلو [الدرجة في الجنة] على الفاضل، وإلاَّ لبطل الفضل، وهذا القِسم من التفضيل يختص به الفاضل بفضل عمله، دون من حكم بفضله لاختصاص هذا خلاصة ما ذكره. واعلم أنَّ فضيلة العَمل على العمل، والوصف على الوصف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 676 والشخص على الشخص من الأمور التوقيفيَّة التي لا يسع الإنسان الكلام فيها من قبل نفسه، ولا ينبغي أحد أن يحكم بتفضيل شخص، ولا نوع على نوع إلاَّ بتوقيف ممن له التفضيل، أو بدليل يستند إلى كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو إجماع الأمة، فإذا قام دليل شرعي على تفضيل مقام على مقام، أو نوع على نوع، علمنا بمقتضى الدليل الشرعي، وأما غير ذلك فلا سبيل إليه لأنه لاَ استقلال للعقل في الأحكام الشرعية لا سيَّما في فضائل الأعمال فإنها ترجع في الحقيقة إلى مقادير الثواب والعقاب، أو إلى تفاوُت درجات القرب الإلهي ولا مجال للعقل في ذلك، وقد يعرض لبعض العَاملين أن يعطى نوعًا من الأجر في الآخرة لا يحصل لغيره، ويكون ما فعلَهُ غيره أفضل من فعلهُ، كما ورد أنَّ الصائمين يدخلون الجنَّة من باب الريان لا يدخل منه غيرهم" كرامة لهم مع أنَّ في العبادات ما هو أفضل من الصيام، وقد يكون الأجر على العمل بحسب فضله على غيره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد وردت في أعمال خاصَّة، وعُود بأُجور لم يرد مثلها على غيرها بل قد ورد تخصِيص بعض الأعمال المفضُولة بنوع من الأجر لم يحصُل على العمل الفاضِل، مثاله: ما روى أبو موسى الأشعري أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ثلاثة لهم أجران رجُلٌ من أهل الكتاب آمن بنبيه، وآمن بمحمَّد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 677 - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والعبد المملوك إذا أدى حق الله تعالى، وحق مواليه، ورجل كانت لهُ أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها ثم أعقتها، وتزوجها فله أجران" وكان في الصحابة جماعَة آمنوا بأنبيائهم، وآمنوا بمحمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أنَّ غيرهم من الصحابة أفضل منهم، واختص هؤلاء بأنَّ لهم أجرين، وبأن يؤتوا أجرهم مرتين، وكذلك العبد المملوك، والمتزوج عتيقته وكما ورد في أجر الشهيد من الحياة بعد الموت وكذلك كثير من الخصائص، وهذه الخصوصيات لم تحصل لغيرهم، فثبت أنَّ الدرجات تتفاوت تارةً بحسب تفاوت الأعمال وتارةً بحسب رتب الأعمال، وتارةً بحسب خُصُوصِيَّة عمل خاص، أو وقت خاص، فإذا حاولنا الكلام في تفضيل مرتبة على مرتبة أو عمل على عمل فلا بد من ملاحظة ذلك فيما لم يكن فيه نصّ بتفضيل فيحتاج إلى الاجتهاد في جِهات الترجيح. وأما ما ورد النَّص بكونه أفضل من شيء آخر من غير معَارض فلا يعدل عن المنصوص عليه ولا حكم سِوى شريعة الله المأخوذة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأما العلم فهو فضل في ذاته وشرف للذات المتصفة به كيف ما كان، وهو خير من الجهل على كل حال، لكن هذا الفضل، والشرف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 الذي يشير إليه عقليٌ، وأما فضل العِلم من جهة الشرع فإنما كان لكونه قربة إلى الله تعالى ومقتضيًا لثوابه، وموجبًا لخشيته، ومؤديًا إلى معرفته أو الفهم عنه أو فهم كلامه، أو هداية ضال، أو إرشاد مسترشد، وكل واحد من هذه الأمور فضله بحسب متعلقه، وما ترتب عليه من الخير في الدنيا والآخرة. وعلم لا يؤدي إلى مقصود شرعي فليس هو العِلم النافع الذي به يستحق العالم التفضيل الشرعي، والعلوم تنقسم إلى محمودة، ومذمومة. والمحمود هاهنا ينقسم إلى فرض عين، وفرض كفاية، وإلى مندوب، وإلى ما يختلف في هذه الرتب بحسب الأشخاص، أو الأزمان، أو الأمكنة، وعلى الجملة فكل علم أدى إلى مقصود شرعي من غير معارض معتبر فهو في قسم العِلم المحمود ومنها فاضل، ومنها مفضول، ومنها ما لا يوصف المتصف به بفضل شرعي كعلم العروض مثلاً، ومنها ما يكون مذمومًا شرعًا كعلم السحر، والطلسمات، وأحكام النجوم وما جرى مجرى ذلك، ومنها ما لا يدخل فيه مدح ولا ذم إلاَّ بحسب ما يستعمل فيه، أو يقصد به كعِلم الهندسة، وما شاكله، وجميع العُلُوم الشرعيَّة يجري فيها كلام يناسب ما ذكرناه في تفاضل العبادات، فإنَّ الفاضل منها قد يكون مفضولاً باعتبار، والمفضول قد يصير فاضلاً باعتبار، وقد ينتقل العلم بحسن قصد متعلمه واستعماله له في مقصوده شرعي من درجة الإباحة إلى درجة الندب كعِلم الحساب، وتسييرات الشمس، والقمر إذا تعلمه ليتوصَّل من هذا إلى قسمة المواريث، ومن هذا إلى معرفة أوقات العبادات، وكذلك قد يصير فرض الكفاية من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 679 العلوم فرض عين، وهذا ظاهر، وأما إدراك فضل علم على علم بالنظر إلى ذاته لا بالنظر إلى حال متعلمه، ولا قصده، ولا ما عرض من كونه في وقت معيَّن أو زمنٍ مُعَيَّن، بل من حيث كونه علمًا فالحق فيه أنَّ شرف العلم بشرف معلومه، فكلما كان متعلق العِلم أشرف كان العلم أشرف، فعلى هذا الأشرف من العِلم الموصل إلى معرفة الله تعالى، ومعرفة صِفاته، والغوص في معاني كلامه، والفهم عنه، وتحقيق توحيده، وتنزيهه، إما بالأدلة، وذلك شأن علماء أصول الدِّين القائمين بحقه، أو بالمعارف الإلهية، وذلك شأن العارفين بالله تعالى، ويحتاج إدراك هذا العلم إلى المبالغة في تزكية النفس، وتطهير القلب، والتنزه عن أوضار الذنوب، ورذائل الأخلاق. إذا تقرر هذا فشرف العالم وفضله بشرف العِلم وفضله، فكلما كان العِلم أشرف، وأفضل كان العالم به من حيث اتصافه به أشرف وأفضل من المتصف بما دونه من حيث اتصافه به، نعم قد يعرض للمتصف بالعِلم المفضول حالة يكون فيه أفضل من المتَّصف بالعِلم الذي هو أعلى رُتبة منه كما يعرض للعلم المفضول [به] حالة يكون فيها أفضل من العِلم الفاضِل فيكون التفضيل في هذا المقام بحسب العَوارض فإذا انتفت العَوارض، أو قطع النظر عنها رجع الأمر إلى تفضيل العِلم على الاخر من حيث هو هو، فلذلك لا نقطع القول بإطلاق تفضيل العالم في الجملة فإنه قد لا يكون عالمًا بعلم يقتضي التفضيل بل العالم بالعلم الذي يقتضي التفضيل، كالعالم بعلم الشريعة الذي هو وراثة النبوة وعلم الحلال والحرام الذي يهتدي به إلى طريق الآخرة إذا لم يكن قائمًا بحق علمه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 680 عاملاً به، أو فسدت نيته في علمه، أو استعمله في غير وجهه لا يحكم له بالفضل، وإن كان علمه فاضلاً في نفسه شريفًا عَلِيَّ الدَّرجة لكن هو كالبضاعة النفيسة في الوِعاء الخبيث. وإذا فسد العالم لم يكن فساده مقصورًا على نفسه بل هُو فاسدٌ، مفسِدٌ، وهو فتنة على النَّاس وضرر عليهم إن كان في محل الاقتداء به لا سيَّما إذا استعمل ما علمه الله تعالى أو ما أعطاه من الجدل، والحجاج، والتفقه في استنباط الباطل، أو المراء في الدِّين، وتدقيق الحيل في بلوغ المقاصد والتقدم عند الأكابر بإنالتهم أغراضهم وتشبيه الباطل بالحق، وتلبيسه على النَّاس، أو المغالبة في المناظرة، وكيف يقال في هذا العالم أنه أفضل من صدِّيق، أو شهيد، أو أحد من المؤمنين المطيعين، كلا بل هو أشبه بإبليس حين غرَّ آدم، وحواء، بقوله: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) } والأحاديث، والآثار في تمييز علماء الآخرة من علماء السوء كثيرة، والذي استقرَّ من ذلك أنَّ العلم النَّافع في الآخرة من الفضائل العظيمة وليس كل عالم به مستحقًا للتفضيل، والعالم المستحق للتفضيل المطلق هو الذي يعلم العِلم النَّافع شرعًا في الدُّنيا والآخرة وقام بحق علمه من عمل، أو نفع، أو هداية، أو غير ذلك من حقوق العِلم النافع فذلك هو العَالم المفضل بعلمه. انتهى كلام الزملكاني رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 750 - [2686] "لن يشْبَع المُؤمِن من خيرٍ يسمعهُ حتَّى يكون الحديث: 2686 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 مُنْتَهاه الجنَّةُ". قال الطيبي: "شبه استلذاذه بالمسمُوع باستلذاذه بالمطعُوم؛ لأنه أرغب وأشهى، وأكثر إتعابًا لتحصيله، و"حتى" للتدرج في استماع الخير، والترقي في استلذاذه، والعمل به إلى أن يوصله الجنَّة، ويبلغه إليها لأنَّ سماع الخير سبب العمل، والعمل سبب دخول الجنَّة ظاهرًا، ولما كان قوله: "لن يشبعَ" فعلاً مضارعًا يكون فيه دلالة على الاستمرار تعلق حتى به". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 751 - [2687] "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن" أي مطلوبه، قال في النِّهاية: "أي لا يزال يتطلبها كما يتطلب الرَّجل ضالته". "فحيث وَجَدَهَا فهو أحق بها" قال التوربشتي: "أي بالعمل بها، واتباعها والمعنى؛ إنَّ كلمة الحكمة ربما تكلم بها من ليس لها أهل الحديث: 2687 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 ثم وقعت إلى أهلها فهو أحق بها من غيره كما أنَّ صاحب الضالة لا ينظر إلى خساسة من وجدها عنده، كذلك المؤمن لا ينظر إلى خساسة من تفوه بالكلمة الحكمة بل يأخذها منه أخذ صاحب الضالة إياها ممن هي عنده والمراد بالكلمة الجملة المفيدة، والحكمة التي أحكمت مبانيها بالعلم والعقل، ويدل على معنى فيه دقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 683 " أبواب الاستنذان والآداب " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 752 - [2688] "لا تدخلوا الجنَّة حَتَّى تُؤمنُوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا" فيه حذف النون من "لا تدخلوا"، ولا "تؤمنوا" من غير ناصب ولا جازم على حد قول الشاعر: أبيت أسرى وتبيتي تدلكي ذكره ابن مالك. الحديث: 2688 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 753 - [2689] "فقال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عشْرٌ" قال الطيبي: "أي له الحديث: 2689 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 عشر حسنات، أو كتب له عشر حسنات، أو المكتوب له". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 754 - [2694] " أولاهُمَا باللهِ " قال الطيبي: " أي: أقربهما إلى رحمة الله ". الحديث: 2694 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 755 - [2701] "السَّامُ" هو الموت، وألفهُ منقلبة عن واو. الحديث: 2701 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 756 - [2703] "يُسَلِّمُ الرَّاكِب على الماشِي، والماشِي على الحديث: 2703 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 القاعِدِ". قال الماوردي: " للإيذان بالسلامة وإزالة الخوف، قال: " والقليل على الكثير " للتواضع. "وَيُسَلم الصَّغير علي الكبيرِ" للتوقير، والتعظيم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 686 757 - [2706] "ثم إذَا قَامَ فَلْيسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الأوَلى بأَحقِّ من الآخرَةِ". الحديث: 2706 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 686 قال الطيبي: "وقيل: كما أنَّ التسليمة الأولى إخبارٌ عن سلامتهم من شره عند الحضور، فكذلك الثانية إخبار عن سلامتهم من شرِّه عند الغيبة، وليست السلامة عند الحضور أولى من السلامة عند الغيبة بل الثانية أولى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 758 - [2710] "وضَغَابِيسَ" قال في النِّهاية: "هي صغار القثاء، واحدها ضغبوس، وقيل: هي نبت في أصول التُّمام يشبه الهلْيَوْنَ يسلق بالخل، والزيت ويؤكل. الحديث: 2710 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 759 - [2713] "حدثنا محمود بن غيلان حدثنا شبابة عن حمزة عن أبي الزبير، عن جابر أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إذا كتب أحدكم الحديث: 2713 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 كتابًا فليترِّبه فإنه أنجح لحاجته". "هذا حديثٌ منكرٌ لا نعرفه عن أبي الزبير إلاَّ من هذا الوجه وحمزة عندي هو ابن عمرو النصيبي، وهو ضعيف في الحديث". هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: هذا ليس من الحسان قطعًا فهو مما ينكر على صاحب المصابيح جعلها منها، وقد اعترض الحفاظ على الترمذي، وقالوا: بل حمزة هذا هو ابن أبي حمزة ميمون النصيبي قال فيه ابن معين: لا يساوى فلسًا، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك وقال ابن عدي: عامة رواياته موضوعة. وله طريق ثانٍ أخرجه ابن ماجه، من طريق ابن هارون، عن بقية، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 688 عن أبي أحمد، عن أبي الزبير به، وبقيَّة يروي عن المجاهيل، وشيخه أبو أحمد مجهولٌ، وقد رواه عمار بن نصر، أبو ياسر عن بقيَّة، عن عمر، عن أبي عمر، عن أبي الزبير، ذكره شيخنا المزي في الأطراف ثم قال: وقيل عنه عن بقية، عن عُمر بن موسى، عن أبي الزبير، قال العلائي: إن كان أبو أحمد هو عمر بن أبي عمر فقد قال فيه ابن عدي: منكر الحديث، وساق له من رواية بقيَّة عنه أحاديث واهية، وإن كان عمر بن موسى، فهو الوجيهي، روى عنه بقية أيضًا، قال فيه ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متنًا، وإسنادًا وأيًا ما كان فالحديث ضعيف منكر، وله سند آخر ذكره ابن أبي حاتم في العِلل من رواية بقيَّة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 رفعه، وذكر عن أبيه، أبي حاتم أنه قال: هذا حديث باطل انتهى. وقال الحافظ ابن حجر: كذا قال الترمذي: أنَّ حمزة هو ابن عمرو النصيبي، وقال المزي: المحفوظ أنه حمزة بن ميمون، وكأن الترمذي عرف ذلك، وخالف فيه، ومن ثم قيَّد بقوله: " عندي " وقد ورد من رواية غيره عن شيخه أبي الزبير فأخرجه ابن ماجه من طريق أبي أحمد بن علي الكلاعي عن أبي الزبير عن جابر، وأخرجه البيهقي من طريق عمر بن أبي عمر فقيل: " إنَّ عمر هذا هو أبو أحمد الكلاعي، وقيل غيره، والحديث عنده من رواية بقيَّة بن الوليد عنه فقال: تارةً عن أبي أحمد بن علي وقال: تارة عن عمر بن أبي عمر، فقيل: هما واحد، وقيل: اثنان، وعلى الحالتين يمكن أن يخرج الحديث عن كونه موضوعًا بوجوده بسندين مختلفين " انتهى. قال في النِّهاية: "قوله فليترِّبه"؛ أي ليجعل عليه التراب، وقال الطيبي: " أي ليسقطه على التراب حتى يصير أقرب إلى المقصد. قال أهل التحقيق: إنما أمره بالإسقاط على التراب اعتمادًا على الحق سُبحانه وتعالى في إيصاله إلى المقصد. وقيل: المراد به ذرّ التراب على المكتوب، وقيل: معناه فليخاطب الكاتب خطابًا على غاية التواضع، والمراد بالتتريب المبالغة في التواضع في الخطاب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 765 - [2714] "ضعِ القَلَمَ علَى أُذُنِكِ فإنَّه أَذكَرُ للمُمْلِي". قال الطيبي: "قيل: السِّرُّ في ذلك أنَّ القلم أحد اللِّسانين المترجمين عمَّا في القلب من الكلام، وفنون العبارات، فتارةً يترجم عنه اللِّسان اللحمي المعبِّر عنه بالقول، وتارةً يعبر عنه بالقلم وهو المسمَّى بالكتابة، وكل واحد من اللِّسانين يسمع ما يريد من القول وفنون الكلام من القلب، ومحل الاستماع الأذن، واللِّسان موضوع دائمًا على محل الاستماع، ودرج القلب، فلم يزل يسمع منه الكلام، والقلم منفصِل عنه خارج عن محل الاستماع، فيحتاج في الاستماع إلى القرب من محل الاستماع، والدنو إلى طريقه ليستمع من القلب ما يريد من العبارات، وفنون الكلام، ويكتب. وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وأعلهُ بعنبسة فلم يصب، وقد ورد من طريق آخر من حديث أنس، أخرجه ابن عساكر في تاريخه، وقد تقدم في كلام الحافظ ابن حجر أنَّ الحديث يخرج عن كونه موضوعًا بوجوده بسندين مختلفين. الحديث: 2714 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 761 - [2721] "إنَّ عليك السَّلاَمُ تَحِيَّةُ المَيِّتِ" هذا يشعر بأنَّ الحديث: 2721 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 السنة في السلام على الموتى، أن يقال: عليكم السلام بتقديم الصلة، وقد صحَّ الحديث أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لهم: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين " فيحتاج إلى الجمع حتى أنَّ بعضهم قال: هذا أصح من حديث النَّهي. وذهب آخرون إلى أنَّ السنة ما دلَّ عليه حديث النَّهي، قال ابن القيم في البدائع: " وكل من الفريقين إنما أُتُوا من عدم فهم مقصود الحديث فإنَّ قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عليك السَّلام تحية الميت" ليس تشريعًا منه وإخبارًا عن أمر شرعي، وإنما هو إخبار عن الواقع المعتاد الذي جرى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 692 على ألسنة النَّاس في الجاهلية، فإنهم كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء، كما قال الشَّاعر: عليك سلام الله قيس بن عاصِم وقول الذي رثي عمر بن الخطاب: عليك سلام من أمير وباركت وهو في أشعارهم كثير، والإخبار عن الواقع لا يدُل على الجواز فضلاً عن الاستحباب، فتعين المصير إلى ما ورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من تقديم لفظ السلام حين يسلم على الأموات. قال: فإن تخيَّل متخيل في الفرق أنَّ السلام على الأحياء يتوقع جوابه فقدم الدعاء على المدعو له بخلاف الميت، قلنا: والسلام على الميت يتوقع جوابه أيضًا، كما ورد به الحديث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 762 - [2732] "واللهِ ما رَأيته عُريانًا قبْلهُ، ولا بعدهُ". قال البيضاوي: "لعلها أرادت ما رأيته عريانًا استقبل رجلاً الحديث: 2732 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 واعتنقه، فاختصرت الكلام لدلالة الحال". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 694 763 - [2733] "اذهب بِنا". قال الطيبي: " الباء في "بنا" بمعنى المصاحبة. "لو سمعك كان لهُ أربعةُ أَعينٍ". قال التوربشتي: " أي لسرَّ بقولك سرورًا يزداد به نورًا إلى نوره، كذي عينين أصبح يبصر بأربع ". وقال الطيبي: " هو كناية عن السرور المضاعف؛ لأنهم يكنون عن السرور بقرة العين ". "فسألاهُ عن تسعِ آيات بيِّناتٍ فقال لهم: "لاَ تُشركوا بالله شيئًا" إلى آخره. قال الطيبي: "كان عند اليهود عشر كلمات تسع منها مشتركة بينهم الحديث: 2733 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 694 وبين المسلمين وواحدة مختصَّة بهم، فسألوا عن التسع المشتركة، وأضمرُوا ما كان مختضًا بهم، فأجابهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عما سألوه وعما أضمروه ليكون أدل على معجزته ولذلك قبَّلا يديه. "وَتَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلى ذِي سُلطَانٍ" قال الطيبي: " الباء في "ببريء" للتعدية؛ أي لا تتكلموا بسوء فيمن ليس له ذنب. "وعليكم خاصَّةً، اليهُودَ، أن لا تعتدُوا في السَّبتِ" قال الطيبي: "عليكم" خبر لـ "أنَ" لا تعتدُوا"، وقيل هي كلمة الإغراء. "وأن لا تعتدُوا" مفعوله أي: الزموا، واحفظوا، ترك الاعتداء. "وَخَاصَّةً" منوَّن حال. "واليهُود" نصب على التخصيص؛ أي أعني اليهود، ويجوز أن يكون خاصَّة بمعنى خصوصًا، فيكون اليهود معمولاً لفعله أي: أخص اليهُود خصوصًا، وفي رواية، يهودُ، مضمومًا بلا لام على أنه منادى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 695 " أبواب الأدب " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 764 - [2736] "للمسلمِ على المسلم ستٌّ بالمعرُوفِ". قال الطيبي: "بالمعروف، صفة بعد صفة لموصوف محذوف أي ست ملتبسة بالمعروف، وهو ما عرف في الشرع". الحديث: 2736 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 765 - [2753] "لَعَنَ اللهُ علَى لِسَانِ مُحَمدٍ من قعد وسْطَ الحَلْقَةِ". قال الخطابي: "هذا مؤوَّلْ على وجهين: أحدهما: أن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها، ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس، الحديث: 2753 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 والثاني: أن يقعد وسط الحلقة فيحُول بين الوجوه، ويحجب بعضهم من بعض، فيتضررون". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 766 - [2762] "كان يَأخذُ مِنْ لِحيتِهِ من عَرضِهَا، وَطَولِهَا". قال الطيبي: " هذا لا ينافي قوله "اعفُو اللحى" لأنَّ المنهي عنه هو قصَّها كفعل الأعاجم، والأخذ من الأطراف قليلاً لا يكون من القص في شيء ". الحديث: 2762 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 767 - [2768] "إنَّ هذه ضجعَةٌ لا يُحِبُّهَا اللهُ" هي بكسر الحديث: 2768 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 الضاد، الهيئة، وبفتحها المرة، والأوجه هنا الكسر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 768 - [2774] ، "أَنْمَاطٌ" هي ضرب من البسط له خمل رقيق واحدها نمط. الحديث: 2774 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 769 - [2776] "عن نَظْرَةِ الفُجأةِ" هي أن يقع النظر إلى الأجنبيهَ من غير قصد بغتة. الحديث: 2776 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 770 - [2777] "لا تُتْبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّ لكَ الأولى وليسَتْ لَك الآخِرَة". الحديث: 2777 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 قال الطيبي: "يدل على أنَّ الأولى نافعة كما أنَّ الثانية ضارة لأنَّ الناظر إذا أمسك عنان نظره ولم يتبع الثانية أُجِرَ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 771 - [2787] "وَخَيْرُ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ" قال البغوي في شرح السنة: "حملوا ذلك على مَا إذا أرَادَت أن تخرج، فأما إذا كانت عند زوجها فَلْتَتَطَيَّبْ بما شاءت". الحديث: 2787 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 772 - [2799] "نظفُوا أفنيتكم" جمع فناء، وهو المتَّسع أمام الحديث: 2799 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 الدار. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 773 - [2806] "قِرَامُ" ستر، قال في النِّهاية: " القِرام: الستر الرقيق، وقيل: الصَّفيق من صُوف ذي ألوان، والإضافة فيه كقولك: ثوب قميص وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضافه ". الحديث: 2806 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 774 - [2811] "فِي لَيْلَةٍ إضْحِيَانٍ" الحديث: 2811 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 قال في النِّهاية: " أي مضيئةِ مُقمِرَة، يقال: ليلة إِضْحِيَانٌ وَإضحيَانَةٌ، والألف والنون زائدتان ". وقال في الفائق: " هو بكسر الهمزة، وإفعلان مما قلَّ في كلامهم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 775 - [2813] "مِرْطٌ" هو الكساء. الحديث: 2813 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 776 - [2814] "أَسْمَالَ مليقين" قال في النِّهاية: "أسمال جمع الحديث: 2814 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 سمل وهو الخلق من الثياب وميلتين؛ تثنية ملية وهي تصغير الملاءة، وهي الإزار". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 777 - [2822] "المستشار مؤتمنٌ" قال الطيبي: " معناه أنه أمين فيما يسأل من الأمور ولا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصْلَحَته ". الحديث: 2822 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 778 - [2817] "مَنْ لَبِسَ الحَرِيْرَ في الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسَهُ في الآخرَة" زاد ابن حبان: "وإن دخل الجنَّة لبسه أهل الجنَّة ولم يلبسه هو" قال القرطبي: "وهذا نص صريح في أنه يحرمه إذا دخل الجنَّة إذا الحديث: 2817 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 لم يتب، فإن كانت هذه الجملة من قول النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو الغاية [في البيان] وإن كان من قول الراوي -على ما ذُكر أنه موقوف- فهو أعلم بالمقال وأقعد بالحال، ومثله لا يُقالُ من جهة الرأي، وقد قيل إنَّ حرمانه ذلك إنما هو في الوقت الذي يعذب في النَّار، فإذا خرج منها، وأدخل الجنة لم يحرم منها شيئًا، لا حريرَا، ولا خمرًا، ولا غيره لأنَّ حرمان شيء من لذات الجنة لمن كان في الجنة نوع عقوبة ومؤاخذة، والجنة ليست بدار عقوبة، ولا مؤاخذة فيها بوجه من الوجوه، والحديث يرد هذا القول، وكما لا يشتهي منزلة من هو أرفع منهُ وليس ذلك بعقوبة كذلك لا يشتهي خمر الجنة، ولا حريرها، ولا يكون ذلك عقوبة انتهى". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 703 779 - [2829] "الحَزَوَّز" قال في النِّهاية: " الحَزَوَّرُ؛ الذي قارب البُلُوغ ". الحديث: 2829 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 703 780 - [2832] "وَوضعِ الأذى عنْهُ" قال في النِّهاية: " يريد الشعر، والنجاسة وما يخرج على رأس الصبي حين يولد، يحلق عنه يوم سابعهِ. "يُنَافِحُ" [عنه] بالحاء المهمله، أي يكافح ويدافع. الحديث: 2832 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 704 782 - [2848] "كَانَ يَتَمَثَّل بشِعْرِ ابن رَوَاحَة، ويَتَمَثَّلُ: ويأتيك بالأخبار [من لم] تُزَوِّدِ". في مسند أحمد، ومصنف ابن أبي شيبة عن عائشة قالت: "كان الحديث: 2848 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 704 رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ" وروى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، عن قتادة، قال: "بلغني أنه قيل لعائشة: هل كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتمثل بشيءٍ من الشِّعر، قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل أوَّله آخره وآخره أوله، يقول: ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فقال له أبو بكر: ليس هذا فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنِّي والله ما أنا بشاعر، وما ينبغي لي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 705 783 - [2851] "لأن يمتليء جوف أحدكم قيحًا يريْهِ". قال في النِّهاية: "هو من الوَرْي، قال الأزهري: "الورى، مثل الري: داء يداخل الجوف غير مهمُوز، قال الجوهري: ورَوى القيح الحديث: 2851 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 705 جَوْفَهُ، يَريَه، ورْيًا: أكله، وقال قوم: "معناه حتَّى يصيب رِئته". "خيْر لَهُ مِنْ أَنْ يمتَليءَ شِعْرًا". قال النووي: قالوا: المراد منه أن يكون الشعر غالبًا عليه مُستوليًا بحيث يشغله عن القرآن، أو غيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 784 - [2853] "إنَّ الله يَبْغَضُ البَليغَ من الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ" قال في النِّهاية: "هو الذي يتشدق في الكلام، ويلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفًّا". الحديث: 2853 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 785 - [2858] "إذا سَافَرْتمْ فِي الخِصْبِ" بكسر أوله. "فَأعْطُوا الإبل حظَّهَا من الأرضِ" الحديث: 2858 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 قال البيضاوي: "يعني دعوها ساعةً فساعةً ترعى. "وَإِذَا سافَرتُمْ في السَّنَةِ" أي في الجدب. "فبادِرُوا بنَقْيهَا" أي أسرعوا السير عليها ما دامت قوتها باقية. النقي، وهي بكسر النون وسكون القاف [المخ] ، قاله النووي. قال التوربتشي: " ومن النَّاس من يرويه نقبها، بالباء الموحدة بعد القاف، وهو تصحيف ". وقال الأشرفي: " قال في الصحاح: نقب البعير -بالكسر- إذا رقت أخفافه. فيمكن أن يجعل هذا اللفظ بهذا المعنى، فلا يكون تصحيفًا. وقال الحافظ العراقي في شرح الألفية: "قرأ عليَّ بعض العجم في المصابيح حديثًا: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها، وإذا سافرتم في الجدب فبادرُوا بها نقبها"؛ بفتح النون، وبالباء الموحَّدة بعد القاف، فقلتُ: إنَّما هو نقْيها بالكسر، وبالياء آخر الحروف. فقال: هكذا ضبطها بعض الشُّيوخ في طرَّة الكتاب فأخذت منه الكتاب، وإذا على الحاشية كما ذكر، وقال: النَّقب الطريق الضيِّق بين جبلين، فقلتُ هذا خطأ وتصحيف فاحش، وإنما هو النَّقِيُّ، أي: المخ الذي في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 707 العظم، ومنه قوله في حديث أم زرع: " لا سمين فينتقي " وفي حديث الأضحية: " والعجفاء التي لا تنقي ". قال: فليحذر طالب العلم، ضبط ذلك من الحواشي إلاَّ إذا كان بخط من يعرف خطه من الأئمة. انتهى. وقال الطيبي: " نِقيهَا يحتمل الحركات الثلاث، أن يكون منصوبًا مفعولاً به "وبها" حال منه؛ أي بادروا نقيها مستعينين بسيرهَا، وأن يكون مرفُوعًا فاعلاً للظرف، وهو حال؛ أي: بادروا إلى المقصد ملتبسين بها نقيها، أو مبتدأ والجار والمجرور خبره، والجملة حال، كقولهم: فُوه إلى فِيَّ، وأن يكون مجرورًا بدلاً من الضمير المجرور والمعنى سارعُوا بها إلى المقصد باقية النَّقْي فالجار والمجرور الحال. قال: وليت شعري كيف يستقيم المعنى مع إرادة نقب الخف ". "وَإِذَا عَرَّسْتُمْ" التعريس، النزول آخر اللَّيل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 708 786 - [2855] "يتَخوَّلنا بِالمَوْعِظَةِ" بالخاء المعجمة، قال في النِّهاية: " أي: يتعهدنا، من قولهم: فلان حائل مالٍ، وهو الذي يصلحه ويقوم به. وقال أبو عمر: الصواب: يتخوَّلنا بالحاء المهملة؛ أي يطلب الحال التي ينشطون بها للموعظة فيعِظهم فيها، ولا يُكْثِرُ عليهم فيملُّون، وكان الأصمعي يرويه: يتخوَّنُنا بالنون، أي: يتعهَّدنا ". الحديث: 2855 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 709 "أبوابُ الأمثال" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 787 - [2859] "إِنَّ الله ضَرَبَ مَثلاً صِراطًا مستقِيمًا". قال الطيبي: "بدل من "مثلاً" لا على إهدار المبدل، كقولك زيدٌ رأيت غلامه رجلاَّ صَالحًا، إذ لو أسقطت غلامه لم يتبيَّن". الحديث: 2859 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 788 - [2861] "كأنهم الزُّطُّ" الحديث: 2861 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 قال في النِّهاية: "هم جنس من السُّودان، والهُنُود". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 789 - [2863] "مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَة قِيدَ شِبْرٍ فَقد خلع رِبْقةَ الإسلامِ من عُنُقِهِ". الحديث: 2863 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 قال في النِّهاية: " مفارقة الجماعة: ترك السُنَّةَ واتِّباع البِدعةَ، والرَّبقة في الأصل: عُرْوة في حَبْلِ، تُجْعل في عُنُقِ البهيمة أو يَدِهَا تُمسِكهَا، فاستَعَارَهَا للإسلام، يعني ما يشدُّ المسلم به نفسه من عُرى الإسلام: أي حدوده، وأحكامه وأوامره ونواهيه ". " والقِيدَ " القدر. "وَمن ادَّعى دعوى الجَاهِلِيَّةِ" هو قولهم عند الأمر الحادِث الشديد، يا آل فلان. "فإنَّه من جُثى جهنَّم" بالجيم والمثلثة جمع جُثوة، بالضم وهو الشيء المجموع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 790 - [2866] "شَجرَ الأرْزِ". بِسكون الراء، وفتحها، ثم زاي، قال في النِّهاية: "خشب الحديث: 2866 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 معروف، وقيل: هو الصنوبر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 791 - [2868] "من دَرَنهِ" هُو الوَسخ. الحديث: 2868 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 792 - [2869] "مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ المَطَرِ لاَ يُدْرَى أَوَّلَهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ" قال التوربشتي: " لا يحمل هذا الحديث على التردد في فضل الأول، على الآخر، فإنَّ القرن الأول هُم المفضلون على سائر القرون من غير مِرْيَة، ثم الَّذِين يلُونهم، ثم الذين يلونهم، وإنما أراد نفعهم في بث الشريعة والذب عن الحقيقة. الحديث: 2869 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 وقال البيضاوي: " نفي تعلق العلم بتفاوت طبقات الأمَّة في الخيرية، وأراد به نفي التفاوت لاختصاص [كل] طبقة منهم بخاصيَّة، وفضيلة توجب خيريتها، كما أنَّ كل نوبة من نوب المطر لها فائدة في النشو والنماء لا يمكن إنكارها، والحكم بعدم نفعها، فإنَّ الأولين آمنوا وشاهدوا من المعجزات، وتلقوا دعوةَ الرَّسُول بالإجابة والإيمان، والآخرين آمنُوا بالغيب لما تواتر عندهُم من الآيات، واتَّبعوا من قبلهم بإحسان، وكما أنَّ المتقدمين اجتهدوا في التأسيس والتمهيد، فالمتأخرون بذلُوا وسعهم في التلخيص، والتجريد، وصرفوا عمرهم في التقدير والتأكيد فكل مغفُور وسعيهم مشكورٌ، وأجرهم موفور. وقال الطيبي: " تمثيل الأمة بالمطر إنما يكون بالهدى والعِلم، [كما أنَّ تمثيله صلوات الله عليه وسلاه بالغيث والهدى والعِلم] فتختص هذه الأمة المشبَّهة بالمطر، بالعُلماء الكاملين منهم، والمكملين لغيرهم. فيستدعى هذا التفسير أن يراد بالخير النفع، فلا يلزم من هذا المساواة في الأفضلية، ولو ذهب إلى الخيريَّة، فالمراد وصف الأمة قاطبة سابقها ولاحقها، أولها وآخرهَا بالخيرية، وأنها ملتحمة بعضها مع بعض، مرصوصة كالبنيان، على حد قول الأنماريَّة: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفَاها. وقول الشَّاعِر: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 714 إنَّ الخيار من القبائل واحد ... وبنو حنيفة كلهُم أخيار فالحاصل أنَّ الأمة بأسرها مرتبطة بعضها مع بعض في الخياريَّة، بحيث أَبْهَمَ أمرها، وارتفع التمييز بينها، وإن كان بعضها أفضل من بعض في نفس الأمر، وهو قريب من باب سوق المعلوم مساق غيره، وفي معناه قولُهُ: تشابه يومًا بأسه ونواله ... فما نحن ندْري أي يوميه أفضل أيوم نداه الغمر أم يوم بأسه ... وما منهُمَا إلاَّ أغر محجل ومعلوم علمًا جليًّا أنَّ يوم نداه الغمر أفضل من يوم بأسه لكن الندى لما لم يكن يكمل إلاَّ بالبأس أشكل عليه الأمر فقال ما قال، وكذلك أمر المطر، والأمة". انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 715 793 - [2872] "إنَّما النَّاس كإبل مائة لا يجد الرَّجل فيها راحلة" قال الخطابي: "معناه أنَّ النَّاس في أحكام الدِّين سواء لا الحديث: 2872 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 715 فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع منهم على وضيع كالإبل المائة لا يكون فيها راحلة. وقال في النِّهاية: " يعني أنَّ الرضي المنتخب من النَّاس في عِزَّة وجوده كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال، والأسفار الذي لا يُوجد في كثير من الإبل ". قال الأزهري: " الذي عندي فيه أنَّ الله تعالى ذم الدنيا وحذَّر العباد سوء مغبتها، وضرب لهم فيها الأمثال ليعتبروا ويحذروا. وكان عليه الصلاة والسلام يحذرهم ما حذرهم الله، ويُزهدهم فيها، فرغِب النَّاس بعدَهُ وتنافسوا عليها، حتى كان الزُّهد في النَّادِر القليل منهم فقال: "تجدون النَّاس بعدِي كإبل مائة ليس فيها راحلة". أي أنَّ الكامل في الزُّهد في الدنيا، والرَّغبة في الآخره قليل كقلة الراحلة في الإبل، والرَّاحلة: هي البعير القوي على الأسفار، والأحمال، النجيب التمام الخلق الحسن المنظر، ويقع على الذكر والأنثى والهاء فيه للمبالغة" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 716 " أبواب فضائل القرآن " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 794 - [2875] "ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبُورِ، ولا في الفُرقان مِثْلُهَا". قال ابن حبان: معناه أنه لا يعطى القاريء للتوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطى لقارئ الفاتحة لأنه تعالى فضَّل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها على قراءة كلامه". الحديث: 2875 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 795 - [2877] "لاَ تَجعلُوا بُيُوتُكُم مقابرَ". الحديث: 2877 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 قال البيضاوي: "أي كالمقابر خالية عن الذكر والطاعة، واجعلوا لها نصيبًا من القراءة والصلاة" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 796 - [2878] "لِكل شيء سنام" قال في النِّهاية: " سنام كل شىء أعلاه ". "وفيها آيةٌ هي سيِّدَةٌ آي القُرآنِ هي آية الكُرسِي". قال البيضاوي: " إنما كانت أعظم آية لأنها مشتملة على أمهات المسائل الإلهية، فإنها دالة على أنه تعالى واحد في الإلهية، متَّصف بالحياة، قائم بنفسه، مقوم لغيره، منزه عن التحيز والحلول، مبرأ عن التغير والفتور، لا يناسب الأشباح، ولا يعتريه ما يعتري الأرواح، مالك الملك والملكوت، مبدع الأصُول، والفروع، ذو البطش الشديد الذي لا يشفع عنده إلاَّ من أذن له، العالم وحده بالأشياء كلها، جليِّها الحديث: 2878 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 وخفيّها، كلِّيِّها وجزئيِّها، واسع الملك والقدرة، لا يؤوده شاق، ولا يشغله شأن، متعال عن أن يدركه وهمٌ، عظيم لا يحيط به فهم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 719 797 - [2880] "سَهْوَة" قال في النِّهاية: " هي بيتٌ صغيرٌ منحدرٌ في الأرض قليلاً، شبيه بالمُخدَع والخزانة. وقيل: هي كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت، وقيل: شبيه بالرَّفِّ أو الطاق يُوضع فيه الشىء". "فَكَانَتْ تجيءُ الغُولُ". قال في النِّهاية: " هي أحد الغيلان، وهي جنس من الجن، والشياطين ". "قال: صَدَقَتْ وهي كذوبٌ" الحديث: 2880 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 719 قال الطيبي: "تتميم في غاية الحسن، فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما قال: صدقَتْ، وأثبت لها الصدق، وأوهم المدح، استدرك بصيغة تفيد المبالغة، أي صدقت في هذا القول مع أنَّ عادتها الكذب البالغ في بابه، وفي المثل: إنَّ الكذوب قد يصدق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 798 - [2881] "من قرأ الآيتين من آخرِ سُورَةِ البَقَرةِ". قال المظهري: " هما آمن الرَّسُول " إلى آخر السُورة. قال: ومَعْنَى "كفتاهُ" دفعتا عن قارئها شر الجن والإنس. الحديث: 2881 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 799 - [2882] "إنَّ الله كَتَبَْ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرضِ بأَلْفَي عَام، أنزل مِنه آيتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَة البقَرةِ". الحديث: 2882 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 قال الطيبي: " فإن قيل كيف الجمع بين هذا وبين حديث عبد الله بن عمرو: "وقدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". فالوجه فيه أن نقول: اختلاف الزمانين في إثبات الأمرين لا يقتضي التناقض بينهما، لأنَّ من الجائز أن لا يكون مظهر الكوائن في اللوح دفعة واحدة، بل يثبته الله شيئًا فشيئًا فيكون أمر المقادير على ما ذكر، وأمر النوع الذي أنزل منه آيتين على ما ذكرنا، وفائدة التوقيت تعريفُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إيانا فعل الآيتين، فإن سبق الشيء بالذكر على سائر أجناسه وأنواعه يدل على فضيلة مختصَّة به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 800 - [2883] "يَأتِي القُرآن، وأهله الذينَ يعملُون بهِ في الدُّنيا تقدُمُه سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمرَانَ". الحديث: 2883 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 قال الطيبي: " الضمير في "تقدمه" راجع إلى القرآن، قيل: يقدم ثواب القرآن ثوابهما، وقيل يصور صورَة بحيث يجيء يوم القيامة يراه النَّاس، كما يجعل الله لأعمال العباد خيرها وشرها، صورة، ووزنا يوضع في المِيزان، فليقبل المؤمن هذا وأمثاله، ويعتقده بإيمانه فإنه ليس للعقل إلى مثل هذا سبيل، وفي تقدم هاتين السورتين دليل على أنهما أعظم من غيرهما، لأنهما أطول، والأحكام فيهما أكثر. "كأنهما غيايتان" بفتح الغين المعجمة، وتخفيف المثناتين التحتيتين. قال في النِّهاية: " الغياية: كل شيء أظلَّ الإنسان فوق رأسه كالسَّحابة وغيرهَا ". "بَيْنَهُمَا شَرْقٌ" بفتح الراء وإسكانها، وهو الأشهر في الرواية، واللغة، قال النووي: قال في النِّهاية: "الشَّرق هنا: الضَّوءُ، وهو الشَّمس والشقُّ أيضًا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 722 وفي الفائق: "هو من قولهم: شاة شرقاء؛ أي بينهما فرجة" وفصل، لتميزها بالتسمية. "أو كأنهما غمامتان سوداوان". قال التوربشتي: " وصفهما بالسواد لاتساقهما، وارتكام البعض منهما على بعض وذلك أجدى ما يكُون من الظلال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 801 - [2885] "تِلْكَ السَّكينةُ" في الغريبين: " هي السكون، والطمأنيه، وقيل: هي الرَّحمة، وقيل: الوقار، وما يسكن به الإنسان " قال التوربشتي: " إظهار هذه الأمثال على العباد من باب التأييد الإلهي يؤيِّدُ بها المؤمن فيزداد يقينًا، ويطمئن قلبه بالإيمان إذا كوشف بها". الحديث: 2885 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 802 - [2887] "إنَّ لِكُلِّ شيءً قَلْبًا وقلبُ القُرآنِ يَس" قال الحديث: 2887 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 أبو عبيد: "أي: لبه، وقلب كل شيء لبّه وخالصه" قال التوربشتي: "وذلك لاحتوائها مع قصر نظمها على الآيات الساطعة والبراهين القاطعة والعلوم المكنونة، والمعاني الدقيقة، والمواعيد الرغيبة، والزواجر البالغة، والإشارات الباهرة، والشواهد البليغة وغير ذلك". وقال حجة الإسلام الغزالي: " إنما كانت قلب القرآن لأنَّ الإيمان صحته الاعتراف بالحشر، والنشر، وهذا المعنى مقرر فيها بأبلغ وجه ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 803 - [2888] "مَنْ قَرأ حم الدُّخَانَ". الحديث: 2888 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 804 - [2893] "مَنْ قَرأ إذا زلزلَتِ عُدِلَتْ لَهُ بِنِصْفِ القُرْآنِ" الحديث: 2893 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 قال التوربشتي والبيضاوي: " يحتمل أن يقال: المقصود الأعظم بالذات من القرآن بيان المبدأ، والمعاد، وإذا زلزلت مقصُورة على ذكر المعاد مستقلة ببيان أحواله فتعادل نصفه، وجاء في الحديث الآخر: " إنها ربع القرآن " وتقريره أن يقال: القرآن يشتمل على تقرير التوحيد، والنبوات وبيان أحكام المعاش، وأحكام المعاد، وهذه السُورة مشتمل على القسم الأخير من الأربع: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) } محتوية على القسم الأول منها؛ لأنَّ البراءة من الشرك إثبات للتوحيد فتكون كل واحدة منها كأنها رُبع القرآن. قال الطيبي: " فإن قلت: هلا حملُوا المعادلة على التسوية في الثواب على المقدار المنصُوص عليه؟ قلتُ: منعهم من ذلك لزوم فضل "إذا زلزلت" على سُورة الإخلاص. والقول الجامع فيه، ما ذكره التوربشتي من قوله: " نحن وإن سلكنا هذا المسلك بمبلغ علمنا، نعتقد، ونعترف أنَّ بيان ذلك على الحقيقة إنما يلتقى من قبل الرَّسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإنه هو الذي ينتهي إليه في معرفة حقائق الأشياء والكشف عن خفيَّات العُلُومِ، فأما القول الذي نحن بصدده، ونحومُ حوله على مقدار فهمنا، وإن سلم من الخلل، والزلل لا يتعدَّى عن ضرب من الاحتمال ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 725 805 - [2898] "مُحي عنْهُ ذُنُوب خَمْسِيْنَ سَنَةً إِلاَّ أنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دين". قال الطيبي: "جعل الدِّين من جنس الذنوب تهويلاً له ثم استثنى منها". الحديث: 2898 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 726 806 - [2904] "الَّذِي يَقْرَأُ القُرآن، وهو ماهرٌ بِهِ" هو الحاذق بالقِرَاءَةِ. والذي يقْرَأُهُ، وهو عليه شاقٌ له أجران". الحديث: 2904 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 726 قال ابن الجوزي في "جامع المسانيد": " ربما توهم السامع من ذكر الأجرين أنهما يزيدان على أجر الماهر، وليسَ كذلك؛ لأنَّ المضاعفة للماهر لا تحصى، فإنَّ الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة وأكثر، والأجر شيء مقدَّر فالحسنة لها ثواب معلومٌ ففاعلها يعطى ذلك الثواب مضاعفًا إلى عشر مرَّات ولهذا المقصر منه أجران. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 807 - [2905] "مَنْ قَرَأ القرآن واستظهره" قال في النِّهاية: أي حفظه، تقول قرأت القرآن عن ظهر قلبي، أي قرأته من حفظي. الحديث: 2905 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 808 - [2906] "وهو الفضلْ". الحديث: 2906 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 قال البيضاوي: " أي: الفاضل بين الحق والباطل، وصف بالمصدر [مبالغة] كرجل عدل. "ليس بالهزلِ" أي جدٌّ كله ليس فيه ما يخلو عن إتقان، وتحقيق. "قصمهُ اللهُ" أي كسره وأماته. "ومن ابتغى الهُدَى في غيره أضلَّه اللهُ". قال الطيبي: "يحتمل الخبر، والدعاء". "وهو حبل الله المتين". قال الطيبي: " أي الموصلة التي يوثق عليها فيتمسك بها من أراد الترقي والعروج إلى معراج القدس، وجوار الحق ". "وهو الذكر" أي: المذكور. "الحكيم" أي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، أو المشتمل على الحقائق. "والحكيمُ" بمعنى ذو الحكمة: "لا تزيغُ به الأهوَاءُ" أي: لا تميل عن الحق باتباعه، أو ما دامت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 728 تتبعه. "ولا تلتبس به الألسنة" أي لا تختلط به غيره بحيث يشتبه الأمر ويلتبس الحق بالباطل فإنه تعالى تكفل بحفظه، وقيل: معناه لا يتعسَّر على ألسنة أهل اللغات المختلفة بل يتيسَّر ويتسهَّل عليهم تلاوته. "ولا يشبَعُ منه العُلمَاء" أي لا يحيط علمهم بكنهه فيقفوا عن طلبه وقوف من شبع عن مطعُوم فإنَّ النَّاظر فيه لا ينتهي إلى حد إلاَّ وهو بعد طالب لحقائقه باحث عن دقائقه. "ولا يخلقُ على كثْرَةِ الرَّدِّ" لا يزول رونقه ولذة قراءته، واستماعه عن كثرة تردادِهِ على ألسنة التالين وتكراره على أذان المستمعين على خلاف ما عليه كلام المخلوقين. "لم تنته الجِنُّ" أي لم يتوقفوا ولم يمكثوا. "من قال به صدَقَ". قال الطيبي: " فيه وجهان أحدهما: أنَّ قال متضمن معنى أخبر، والآخر أنه مثل قولهِ "سُبحَانَ من لبس العِزَّ، وقال به"، أي أحبَّه واختصَّه لنفسه، كما يقال: فلان يقول بفلان؛ أي بمحبته واخصتاصه، فعلى هذا معنى صدق العمل بمقتضاه، والتحرِّي لرضى الله، فحينئذٍ ينطبق عليه قوله. "ومن عمل به أُجر" وقوله: " ومن دُعي إليه هُدِي " روي مجهولاً، ولا بد فيه من ضمير راجع إلى "من" فيصير الهادي مهتديًا. ومعناه: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 729 من دعا النَّاس إلى القرآن وفق للهداية، ولو روي معروفًا كان المعنى من دعا النَّاس إلى القرآن هداهم إلى صراط مستقيم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 730 809 - [2910] "لا أقول ألم حرفٌ، ولكنْ أَلِفٌ [حرف] ولامٌ حرفٌ وميم حرفٌ". قال الطيبي: " يعني مسمَّى ميم -وهو مَهْ- حرف، لما تقرر أنَّ لفظة ميم اسم لهذا المسمَّى، فحمل الحرف في هذا الحديث على المذكورات مجازًا؛ لأنَّ المراد منه في مثل "ضرب" في "ضرب الله مثلاً" كل واحدٍ من "ضَهْ، ورَهْ، وَبَهْ". فعلى هذا إن أريد بـ "ألم" مفتتح سُورة الفيل يكون عدد الحسنات ثلاثين، وإن أريد به مفتتح سُورة البقرة، وشبهها يبلغ العدد تسعين. الحديث: 2910 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 730 810 - [2911] "مَا أذنَ اللهُ لِعَبْدٍ" قال الطيبي: " هو من أذِنَتْ للشيء أذَنًا، إذا أصغيت إليه، وهو هنا عبارة عن الإقبال من الله بالرأفة والرَّحمة على العبد. وذلك أنَّ العبد إذا كان في الصَّلاةِ وقد فرغ من الشواغل متوجهًا إلى مولاه مناجيًا له بقلبه ولسانه، فإنه تعالى أيضًا مقبل عليه بلطفه وإحسانه إقبالاً لا يقبله في غيره من العبادات، فكنَّى عنه بالإذن. "وإنَّ البرَّ ليُذَرُّ على رأس العَبْدِ" بالذال المعجمة، أي: ينثر، ويفرق، وقيل بالمهملة، أي يصبّ. "وما تقرَّب العِبَادُ إلى الله بمِثلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ" قال ابن فورك: "الخروج على وجهين: الحديث: 2911 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 731 أحدهما خروج الجسم من الجسم، وذلك بمفارقة مكانه، واستبداله مكانًا آخر، وذلك محال على الله تعالى. والثاني: ظهور الشيء من الشيء، كقوله خرج لنا من كلامك نفع وخير، أي: ظهر لنا من كلامك، وهذا هو المراد، فالمعنى: ما أنزل الله تعالى على نبيِّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأفهم عباده قال: وقد قال قائلون: أنَّ الهاء في قوله: " خرج منه " عائد إلى العبد، وخروجه منه وجوده على لسانه محفوظًا في صدره مكتوبًا بيده ". وقال الأشرفي: " خرج منه " أي من كتابه المبين -وهو اللوح المحفوظ-. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 732 811 - [2914] "يُقال لصاحِبِ القرآنِ" قال التوربشتي: "الصحبة للشيء، الملازمة له، ويكون بالبدن، وهو الأصل والأكثر، ويكون بالعناية والهمة، وصاحب القرآن هو الملازم له بالهمة والعناية، ويكون ذلك تارةً بالحفظ والتلاوة، وتارةً بالتدبر له والعمل به، فإن ذهبنا إلى الأول، فالمراد من الدرجات بعضها دون بعض، الحديث: 2914 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 732 والمنزلة التي في الحديث [هي] ما يناله العبد من الكرامة على حسب منزلته في الحفظِ والتلاوة لا غير، وذلك لما عرفنا من أصل الدِّين: أنَّ العامل بكتاب الله المتدبر له أفضل من الحافظ والتالي له إذا لم ينل شأوه في العمل والتدبر. وإن ذهبنا إلى الثاني -وهو أحق الوجهين وأتمهما- فالمراد من الدرجات التي يستحقها بالآيات سائرها، وحينئذٍ تُقَدَّر التلاوة في القيامة على مقدار العمل، فلا يستطيع أحد أن يتلو آية إلاَّ وقد أقام ما يجب عليه فيها، واستكمال ذلك إنما يكونُ للنَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم للأمة بعده على مراتبهم ومنازلهم في الدِّين، كل منهم يقرؤه على مقدار مُلازمته إياه تدبرًا، وعملاً". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 733 812 - [2916] "عُرِضتْ عليَّ أخور أُمتِي حتَّى القذَاة يخْرِجهَا [الرَّجلُ] من المسجدِ"". الحديث: 2916 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 733 قال التوربشتي: "القذاة ما يقع في العين من تراب، أو تبن، أو وسخ ولا بد هنا من تقدير مضاف؛ أي أجور أعمال أمتي، وأجر القذاة، أو أجر إخراج القذاة وتحتمل الجر و"حتى" بمعنى إلى، فحينئذٍ التقدير: إلى أجر إخراج القذاة، "فيخرجها من المسجد" جملة مستأنفة للبيان، والرَّفع عطفًا على أجور، والتقدير ما مرَّ. و"حتى" يحتمل أن تكون هي الدَّاخلة على الجملة فحيئذٍ التقدير: حتى أجر القذاة يخرجها على الابتداء والخبر" انتهى. وقال الشيخ ولي الدِّين العراقي: قوله: "حتَّى القذاة" بالرفع عطفًا على قوله أجور أمتي، ويجوز فيه الجر بتقدير: "حتى أجر القذاة" ثم حذفَ المضاف وأبقى المضاف إليه على إعرابه، ويجوز فيه النَّصب بتقدير: حتَّى رأيت القذاة" انتهى. "وعُرِضَتْ عَليَّ أمَّتي فلم أَرَ ذَنْبًا أعظم من سُورةٍ من القرآن، أو آيةٍ أوتيها رجلٌ ثمَّ نسِيَهَا". قال التوربشتي: " هذا مقتبس من قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) } وإنما قال أوتيها ولم يقل "حفظها" لينبِّه به على أنها كانت نعمة عظيمة أولاها الله إيَّاها ليقوم بها، ويشكر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 734 مولاها، فلما نسيها كأنه كفر تلك النعمة، فبالنظر إلى هذا المعنى كان أعظم جرمًا، فلما عدَّ إخراج القذاة التي لا يؤبه لها من الأجور تعظيمًا لبيت الله تعالى عدَّ أيضًا النسيان من أعظم الجرم تعظيمًا لكلام الله تعالى، كأنَّ فاعل ذلك عدَّ الحقير عظيمًا بالنسبة إلى العظيم، فأزاله عنه، وصاحب هذا عدَّ العظيم حقيرًا، فأزاله عن قلبه. وقال الشيخ ولي الدِّين العراقي في "شرح سنن أبي داود": "استدلَّ بهذا الحديث على أنَّ نِسيان القرآن من الكبائر، وقد صرَّح بذلك صاحب "العُدَّة" من أصحابنا وتوقف فيه الرافعي، وهذا الكلام المحكي عن صاحب "العدَّة" ظاهره أنه في نسيان جميع القرآن، ويحتمل أنه أراد به أي جزء من القرآن، وهذا الحديث يدل عليه كقوله: "من نسي سورة من القرآن أو آية" وهذا يحتمل أنه شك من الراوي في اللَّفظ الذي قاله النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويحتمل أن يكون تنويعًا من النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنَّ الوعيد يترتب على كل منهما. قال: " وهذا الحديث -إن صحَّ- يقتضي أنَّ هذا أكبر الكبائر ولا قائل به، وقد يحمل نسيانها على رفضها ونبذها، كما في قوله تعالى: {أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} وهذا يقتضي الكفر وهو أكبر الكبائر ولا قائل به، [وقد يحمل على الذنوب المتعلقة بالنسيان وقد يحمل على الجزء: 2 ¦ الصفحة: 735 الذنوب التي اطَّلع عليها في ذلك الوقت. فإن قلت: كيف يكون النسيان ذنبًا وهو مرفوع عن هذه الأمة؟ قلتُ: المعدود ذنبًا هو التفريط في محفوظه من القرآن بترك تعاهده ودرسه، فإنه سبب ظاهر للنسيان" انتهى كلام الشيخ ولي الدِّين. وأقول: يحتمل أنَّ المراد بالذنوب التي عرضت الصغائر فيكون نسيان ما أوتيه الإنسان من القرآن أعظم الصَّغائر والمراد الذنوب التي خصَّت بها هذه الأمة بدليل قوله: " ذُنوب أمَّتي " فإنَّ الأمم السابقة ما كُلِّفُوا حفظ كتبهم، بل ولا تيسَّر لهم ذلك، فلا يدخل الذنُوب التي اشتركت فيها الأمم كالقتل والزنا والسَّرقة وسائر الكبائر، ويكون نسيان القرآن أعظم الذنوب لم تحرَّم إلاَّ في هذه الشريعة كالتصوير، ولبس الحرير، وكشف العورة، والله أعلم. وقال الدارقطني في "العلل": " هذا الحديث غير ثابت؛ لأنَّ ابن جريج لم يسمع من المطلب شيئًا ويقال: كان يدلسه عن أبي سبَرة أو غيره من الضعفاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 813 - [2917] "من قرأ القرآن فليسأل الله به". الحديث: 2917 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 قال الطيبي: "يحتمل وجهين: أحدهما: أنه كلَّما قرأ آية رحمة يسأل من الله، وآية عذاب يتعوَّذ منها إلى غير ذلك. والثاني: أنه يدعو بعد الفراغ من القراءة بالأدعية المأثورة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 814 - [2918] "مَا آمَن بِالقُرآنِ مَنِ اسْتَحلَّ مَحَرمَهُ". الحديث: 2918 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 قال الطيبي: " من استحل ما حرَّم الله تعالى في القرآن فقد كفر مطلقًا، فخصَّ ذكر القرآن لعظمته وجلالته ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 815 - [2919] "الجَاهِرُ بِالقُرآنِ كَالجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ والمُسِرُّ بالقُرآنِ، كَالمسِرِّ بالصَّدَقَةِ". قال الطيبي: "شبَّه القرآن جهرًا وسرًّا بالصَّدقَةِ جهرًا وسرًّا ووجه الشبه ما ذكره الشيخ محيي الدِّين النووي حيث قال: جاءت آثار بفضيلة رفع الصَّوت بالقرآن وآثار بفضيلة الإسرار". قال العلماء: والجمع بينهما أن الإسرار أبعد من الرياء، فهو أفضل في حق من يخاف ذلك، فإن لم يخفْ فالجهر أفضل بشرط أن لا يؤذي غيره من مُصلِّ، أو نائم أو غيرهما". الحديث: 2919 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 816 - [2921] "كَانَ يَقرأ المُسبِّحاتِ". الحديث: 2921 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 قال الطيِّبي: "هي كل سُورة افتتحت بسُبحان، وسبَّح، ويسبح. "يقول: إنَّ فيهنَّ آيةً خيرٌ من ألفِ آيةٍ". قال الحافظ عماد الدِّين بن كثير: " [هي مبهمة] . وقال الطيبي: "هي مبهمة كإخفاء ليلة القدر في رمضان، وساعة الإجابة في يوم الجمعة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 817 - [2922] "مَن قال حينَ يصبح ثلاثَ مرَّاتٍ أعُوذ باللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ". في تفسير ابن مردويه رواية ولذلك لم يشرح حديث من قال حين يصبح إلى آخره. الحديث: 2922 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 818 - [2923] "فإذا هي تَنْعتُ" أي تصف. الحديث: 2923 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 قال الطيبي: "ويحتمل وجهين: أحدهما: أن يقول كانت قراءته كيت وكيت. والثاني: أن تقرأ مرتلة مبيِّنة كقراءة النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 819 - [2924] . "سعةً" لعله بفتح السين. حدثثا محمَّد بن الحسين بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن الحديث: 2924 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 قيس عن عطيَّة عن أبي سعيد قال: " قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يقول الرَّبُ عزَّ وجلَّ: من شغله القرآنُ عن ذِكْرِي ومسألتِي أعطيتهُ أفض ما أعطي السَّائلين ... الحديث". هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات، من حديث عمر بن الخطاب. وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه على الأذكار" إنَّه حديث حسن، وأنَّ ابن الجوزي لم يصب، وقد بسطت الكلام على ذلك في التعقبات على "الموضوعات" وقال الشيخ عز الدِّين ابن عبد السلام في أماليه: "هذا الحديث يدل على تقديم الذكر على الدعاء، وقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} الجزء: 2 ¦ الصفحة: 741 {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} . هذه الآيات تدل على الأمر بالدعاء. قال ووجه الجمع بين الظواهر: أنَّ الأوقات على ثلاثة أقسام: وقت دلَّ الدليل الشرعي على أنَّ الدعاء فيه أفضل كوقت السجود، فيقدم الدعاء، ويكون راجحًا، ووقت دلَّ الدليل على أنَّ الذكر أفضل كوقت الركوع لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أمَّا الركوع فعظموا فيه الرَّب، وأما السُّجود فأكثروا فيه من الدعاء" فيقدم الذكر، ووقت لم يدل فيه دليل على أحدهما فيقدم الذكر لقوله: " من شغلهُ ذكري عن مسألتي " وفي تاريخ ابن عساكر عن سفيان بن عيينة أنه قال لأصحاب الحديث: بم تشبهون حديث النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ما شغل عبدي ذكري عن مسألتي إلاَّ أعطيته أفضل ما أعطي السَّائلين " فقالوا له: تقول من يرحمك الله قال: بقول الشَّاعر: وفتى خلا من ماله ... ومن المرؤة غير خال أعطاك قبل سُؤاله ... وكفاك مكروه السؤال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 " أبواب القراءات " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 821 - [2927] "كان رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقطِّعُ قِرَاءَتَهُ، يقرأُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) } ثم يقفُ". قال الطيبي: " هذه الرواية ليست بسديدة في الألسنة، ولا بمُرضِية في اللَّهجة العربية، بل هي صيغة لا يكاد يرتضيها أهل البلاغة، وأصحاب اللِّسان فإنَّ الوقف الحسن ما اتَّفق عنده الفصل والوقف التام من أول الفاتحة عند قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) } . وكان النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفصح النَّاس لهجة وأتمهم بلاغة، وإنما كان يقف على الآية ليبين للمستمعين رؤس الآي ولو لم يكن لهذه العلة لما وقف على [رب] العالمين، ولا على: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لأنَّ الوقف عليهما قطع للصَّفة عن الموصوف. الحديث: 2927 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 822 - [2942] "بئسَ مَا لأَحَدِهِم أَنْ يَقُولَ". قال الطيبي: " ما نكرة موصوفة، وأن يقول مخصوص بالذم؛ أي: بئس شيئًا كائنًا للرَّجل، قوله: " نسيت بل هو نُسِّي " إضراب عن القول بنسبة النسيان إلى نفسه. "واسْتَذكِرُوا القُرآن" قال الطيبي: " السين للمبالغة، أي اطلبوا من أنفسكم المذاكرة به، والمحافظة على قراءته. وهو عطف من حيث المعنى على قوله: " بئسما لأحدهم أن يقول ": [أي] لا تقصروا في معاهدة القرآن، واستذكروه. "لهو أشدُّ تفَصِّيًا" أي: تفلتًا، وأصل التفَصِّي من الشيء، التخلص منه تقول: تفصَّيتُ من الديون، إذا خرجت منها. "من صُدُورِ الرِّجالِ من النَّعَمِ من عُقلِهِ" "من" الأولى متعلقة بـ "تفصيَّا"، والثانية بـ "أشد"، والثالثة: بـ "تفصِّي " مقدرًا، أي: من تفصِّي النعم من عقلها، وذكر الضمير على أحد اللغتين. والعقل: جمع عقال؛ مثل كتاب، وكتب، وهو الحبل الذي يشد به ذراع البعير. الحديث: 2942 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 744 823 - [2943] "أساورهُ" أي: أنازعه. "لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ" قال في النِّهاية: " يقال: لبَبْتُ الرَّجُلُ إذا جعلْتَ في عُنُقِهِ ثوبًا وجررْته به " الحديث: 2943 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 745 824 - [2946] "لم يفْقَهْ" أي: لم يفهم ظاهر معاني القرآن. الحديث: 2946 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 745 825 - [2948] "الحال المُرتَحِلُ". قال في النِّهاية: "هو الذي يختم القرآن بتلاوته، ثم يفتتح التِّلاوة من أوَّله، شبه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلَّ فيه، ثم يفتتح سيره، أي يبتدِؤُهُ، وقيل: أراد بالحالِّ المرتحل الغازي الذي لا يقف عن غزوٍ إلاَّ عقبه بآخر". الحديث: 2948 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 " أبواب تفسير القرآن " "فصلَّى كُلُّ رجُلٍ مِنَّا على حيَالِهِ" قال في النهاية: " أي تلقاء وجهه ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 827 - [2979] "صِمَامًا واحدًا" قال في النِّهاية: " أي في مسلك واحد، والصِّمام: ما يسد به الفُرْجة، فَسُمِّي به الفرج، ويجوز أن يكون على حذف المضاف؛ أي موضع صِمام، ويُروَى بالسِّين. الحديث: 2979 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 828 - [2980] "حوَّلْتُ رَحْلِي البَارحَةَ". الحديث: 2980 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 قال في النِّهاية: " كَنَّى بِرحله عن زوجَتهِ أرادَ به غِشْيانها في قُبُلهَا من جهَّة ظهرها؛ لأنَّ المجامع يعلُو المَرأةَ وَيركَبُهَا مما يلي وجهَهَا، فَحَيْثُ رَكبهَا من جهَةِ ظَهْرهَا كَنَّى عنه بتحويل رَحْلِهِ، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرَّحل الذي [يركَّبُ على الإبل، وهو الكور] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 748 829 - [2981] "لا ترجع إليك أبدًا آخر ما عليك ... فقالَ سَمْعًا لربِّي وطاعةً". الحديث: 2981 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 748 830 - [2982] "فأمَلتُ عَليَّ" بالتشديد. الحديث: 2982 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 831 - [2988] "إنَّ [للشَّيطانِ] لمَّةَّ بَابنِ آدمَ، وللملَكِ لَمَّةً" قال في النِّهاية: " اللَّمة الهمَّة، والخطرة تقع في القلب، أراد إلمام الملك أو الشيطان به، والقُرْب منه، فما كان من خطرات الخير فهو من الملك، وما كان من خطرات الشَّرِّ فهو من الشَّيطان". الحديث: 2988 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 832 - [3007] "تحت جحفته" هي الترس. الحديث: 3007 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 833 - [3010] "فكلَّمهُ كِفَاحًا" أي: مواجهة ليس بينهما حجاب، ولا رسول. الحديث: 3010 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 750 83 - [3011] "أنَّ أرواحهم في طيرٍ خُضْرٍ، تسرَحُ فِي الجنَّةِ حيثُ شَاءَت". الحديث: 3011 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 750 قال الشيخ كمال الدين الزملكاني في كتابه المسمَّى "تحقيق الأولى من أهل الرفيق الأعلى: " في هذا الحديث دليلان على مسألتين من مسائل أصول الدِّين. إحداهما: أنَّ الجنَّة والنَّار مخلوقتان موجودتان في وقتنا هذا، وهو مذهب أهل السنة، وأكثر المسلمين، وقال به من المعتزلة: الجُبائي وأبو الحسين البصري، وآيات القرآن شاهدة بذلك كثيرة جدًا، والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة صحيحة. وقد أجمعت الأمة في الصَّدر الأول على ذلك، والمخالف فيه محجوج بالإجماع قبل ظهور الخلاف، فلا عبرة بخلافه لتقدم الإجماع. والثانية: في الروح ومفارقتها البدن وبقائها بعده وتنعُّمها في البرزخ. قال القاضي عياض: "في هذا الحديث أرواح الشهداء". وفي حديث كعب بن مالك: " إنَّما نسمة المؤمن ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 751 قال والنَّسمة تطلق على ذات الإنسان جسمًا وروحًا وتطلق على الروح مفردة، وهو المراد هنا؛ لأنها في الحديث الآخر مفسَّر: بالروح، ولأنَّ الجسم يفنى ويأكله التراب، ولقوله في الحديث: "حتَّى يرجعه الله إلى جسده يوم القيامة" وعلى هذا فالحياة المذكورة في الآية محمولة على ما حصل للروح، إذ روح غير الشهيد ممن يؤخر للحساب لا يدخل الجنة عند مفارقتها للبدن فقد ورد: " أرواح المؤمنين على أفنية قُبُورهم ". وورد عرض مقعد المؤمن عليه من الجنَّة بكرة وعشيًّا، وفي بعض ألفاظ هذا الحديث: " أنَّ أرواح المؤمنين ". قال القاضي عياض: " فيحمل على المؤمنين الذين يدخلون الجنَّة بغير عذاب، فهم يدخلونها الآن، وقد قيل أنَّ هذا المُنعَّم، والمعذَّب من الأرواح جزء من الجسد تبقى فيه الروح، فهو الذي يتألم ويعذَّب ويلتذ وينعَّم، وهو الذي يقول: " رب ارجعُون " وهو الذي يسرح في الجنة. فيمكن أن يكون هو الذي يجعل طائرًا أو في جوف طائر. فإن قيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 752 فإذا كان الشَّهيد حيًّا فهل هي تحدث له عقب موته، وما الفرق بين حياته وبين حياة من يعذَّب في قبره ويُنعَّم؟ قلتُ: قد قدمنا الجواب عن هذا في أثناء الكلام، وذكرنا أنَّ الحياة راجعة إلى الروح وكونها مختصَّة بهذا النَّعيم أو إلى بعض أجزاء البدن وفيه الروح وغير روح الشهيد، ممن يوقف للحساب لا يحصُل لها ذلك ويبين امتياز حياة الشهيد عن حياة غيره. قال الغزالي: " الذي يشهد له طرق الاعتبار وتنطق به الآيات والأخبار أنَّ الموت معناه تغيُّر حال فقط، وأنَّ الروح باقية بعد مفارقة الجسد، إمَّا منعَّمة، وإمَّا معذَّبة، ومعنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرُّفها فيه. قال: وحقيقة الإنسان نفسه وروحه، وهي باقية، نعم تغير حاله من وجهين: أحدهما: أنه سلب منه أعضاؤه وأهله، وولده، وجميع أمواله، فلا فرق بين سلب هذه من الإنسان، أو سلب الإنسان منها، فالمؤلم هو الفراق، فمعنى الموت سلب الإنسان عن أمواله بإزعاجه إلى عالم آخر لا يناسب هذا العالم، فيعظم تحسُّره على ما كان يأنس إليه من ذلك، ومن كان لا يفرح إلاَّ بذكر الله تعالى ولا يأنس إلاَّ به فإنه يعظَّم نعيمه وتتم سعادته؛ لأنه خُلِّي بينه وبين محبوبه، وقطعت عنه العلائق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 753 والشواغل. والثاني: أنه ينكشف له ما لم يكن مكشوفًا، فمنه حسناته وسيِّئاته، وعندها يتحسَّر على ما فرط، ثم عند الدفن قد تُردُّ روحه إلى الجسد لنوع من العذاب وقد يعفي عنه. نعم، ولا يمكن كشف الغطاء عن كُنه حقيقة الموت، إذ لا يعرف الموت من لا يعرف الحياة، ومعرفة الحياة بمعرفة حقيقة الروح في نفسها وإدراك ماهية ذاتها، ولم يؤذن لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يتكلم فيها ولا أن يزيد على أن يقول: " الروح من أمر ربي " ولكن بالموت ينتقل [إما] إلى سعادة وإما إلى شقاوة، وكل ما سوى الله تعالى ذكره، والأنس به فلا بد من فراقه عند الموت لا محالة. قال عبد الله بن عمرو: " إنما مثل المؤمن حين مفارقته روحه مثل رجل كان في سجن فأخرج منه ". وهذا الذي ذكره حال من تجافي عن الدنيا ولم يكن أنسه إلاَّ بذكر الله [تعالى] وكانت شواغل الدنيا تحجُبه عن محبُوبه، وفي الموت خلاصهُ من جميع المؤذيات وانفراده بمحبُوبه من غير عائق وما أجدر ذلك بأن يكون منتهى النَّعيم واللذات، وأكمل اللذات للشهداء الذين قتلوا في سبيل [الله] ؛ لأئَهم ما أقدموا على القتال إلاَّ قاطعين التفاتهم عن علائق الدنيا، مشتاقين إلى الله تعالى، راضين بالقتل فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 754 طلب مرضاته، فإن نظر إلى الدنيا فقد باعها طوعًا بالآخرة، والبائع لا يلتفت قلبُه إلى المبيع، وإن نظر إلى الآخرة فقد اشتراها، وتشوق إليها، فما أعظم فرحُه بما اشتراه إذا رآه، وما أقلَّ التفاته إلى ما باعه، إذا فارقه، وتجرُّد القلب لحبِّ الله تعالى قد يتَّفق في بعض الأحوال ولكن لا يدركه الموت عليه، فيتغير، والقتال سبب للموت فكان سببًا لإدراكه على مثل هذا الحال، فلهذا عظم النَّعيم، إذ معنى النَّعيم أن ينال الإنسان ما يريده، قال الله تعالى: {مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} فكان هذا أجمع عبارة لمعاني لذَّات الجنَّة، وأعظم العذاب أن يمنع الإنسان عن مراده كما قال تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} فكان هذا أجمع عبارة لعقوبات أهل جهنَّم، وهذا النَّعيم يدركه الشَّهيد كما انقطع نفسه من [غير] تأخير، وهذا أمر انكشف لأرباب القُلوب، وإن أردت عليه شهادة من جهة السَّمع، فجميع أحاديث الشُّهداء تُدل عليه. وكل حديث يشتمل على التعبير عن منتهى نعيمهم بعبارة أخرى وهذا الذي ذكره الغزالي مع ما قدَّمناه يوضح لك ما بين حال الشَّهيد وحياته، وبين حال سائر الموتى. وقال أبو الحكم بن برَّجان: "حياة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 755 الشُّهداء عند ربهم كاملة، بالإضافة إلى حياتهم في الدُّنيا مخلصة من خبث الأجساد الدنيويَّة وظلماتها، مطهَّرة من أرجاسها، سالمة من الأضداد، متَّصلة بالحياة الأخرويَّة اتِّصالاً صحيحًا، لكنها إنما تتم بوجودها في أجسادها يوم بعثها، ويكمَّل الكمال الذي أُهِلَّت له بدخولها في دار الحيوان، في جوار الحي الذي لا يموت" فهذا الكلام من هذا الرَّجل يدل على أنه أراد أنَّ حياة الشَّهيد في البرزخ أكمل من حياته في الدُّنيا، ويكون عند رد رُوحه إلى جسده أكمل، قال: وينبغي أن يكون معنى قوله "في حواصل خضر" أنَّ الشَّهيد يطير في دار البرزخ لا أنه على صورة طائر؛ بل على صُورته التي كان عليها في الدُّنيا وأحسن، تطير فيما هنالك، وذكر الحواصل إعلامًا بأنهم أحياء، وأنَّ أرواحهم حاصلة في حقائق أجسادهم الدنيوية، وهو أظهر من أن يكون في صُورة طائر لما جاء أنَّ الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ولو كانوا على صُورة طائر لكان ضربًا من المسخ ولخرج عن طريق الإكرام. انتهى كلامه. وهذا الذي ذكره من رجوع رُوحه إلى غير الجسد وإلى صُورة مثل صُورته لم أقف عليه لغيره، وإنما قاله على سبيل البحث، وهو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 756 بحث حسن لو ساعد عليه النقل عن العُلماء، وفي حديث جعفر بن أبي طالب: "أنَّ الله عوَّضه عن يدَيهِ جناحين من ياقوت يطير بهما في الجنَّة وإنه مرَّ به في نفر من الملائكة يبشرون أهل بيته بالمطر" فيحتمل أنه مرَّ به في صورته ويحتمل أنه مرَّ به في صورة طائر [لقوله: يطير مع الملائكة، ويحتمل أنه إنما جُعل في صُورة طائر] فرَّق بين حياة البرزخ وحياة البعث، وإن كان الشَّهيد حيًّا في الحالتين، ورأيت في "كتاب الجهاد" لابن المبارك حديثًا عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إذا استشهد الشَّهيد أخرج الله له جسدًا كأحسن جسد، ثم أمر بروحه فأدخل فيه فينظر إلى جسده الذي خرج منهُ كيف يصنع به، وينظر إلى من حوله ممن يتحزَّن عليه، فيظن أنهم يسمعونه أو يرونهُ". فإن صحَّ هذا الحديث أو كان مما تقوم به الحجة فهوَ ظاهر في ما ذكرنا، والله أعلم. انتهى كلام الزملكاني. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 757 835 - [3020] "واليمين الغموسُ" هي الكاذبة الفاجرة كالتي الحديث: 3020 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 757 يقتطع بها الحالف مال غيره، سُمِّيت غموسًا؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم، وفي النَّار، وفعُول للمبالغة. "يمين صبرٍ" هي التي لزم بها، وحبس عليها، وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، ويقال لها مصبُورة، وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور؛ لأنه إنما صبر من أجلها، أي حبس، فوصفت بالصبر، وأضيفت إليه مجازًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 758 837 - [3036] "ضَجْنَانَ" بفتح الضَّاد المعجمة وسكون الجيم ونونين بينهما ألف، موضع أو جبل بين مكة والمدينة. "ضَافِطةٌ" بضاد معجمة وفاء، وطاء مهملة جمع ضافط، وهو الحديث: 3036 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 758 الذي يجلب الميرَة والمتاع إلى المدن. "منَ الدَّرمَكِ" هو الدقيق الحوَّارى. "اخْتَرَطَ سَيْفَهُ" أي: سلَّه من غمده، وهو افتعل من الخرط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 760 838 - [3047] "حتَّى تأطِرُوهم أطرًا" بالطاء، والراء المهملتين، أي: تعطفوهم، وتثنوهم. قالى في النِّهاية: "ومن غريب ما يحكي فيه عن نِفْطويه، قال: الحديث: 3047 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 760 إنه بالظاء المعجمة من باب ظأر، ومنه الظَّئر المُرضِعَة، وجعل الكلمة مقلُوبة فقدم الهمزة على الظاء". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 761 839 - [3058] "قال: لا، بل أجرُ خمسين منكُمْ". قال الطيبي: فِيه تأويلان: أحدهما: أن يكون أجر كل واحد منهم على تقدير أنه غير مبتلى ولم يضاعف أجره. والثاني: أن يراد أجر خمسين منهم ممن لم يبتلوا ببلائه. وقال الشيخ كمال الدِّين الزملكاني: " فإن قيل كيف يجمع بين هذا الحديث، وبين قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"؟ قلنا: هذا لا يمنع تفضيل الأوَّلين على هؤلاء؛ لأنَّ الحديث: 3058 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 761 غاية ما في هذا أنَّ هؤلاء الأخيرين يعملون على [مشقة] شديدة، إذ القابض على دينه كالقابض على الجمر، فيضاعف ثواب العامل منهم على عمله لقلة من يعمل ذلك العمل، ولا يلزم من ذلك أفضليته على من تقدَّم، بل يكُون ذلك العمل الخاص الذي عمله هذا المتأخر مضاعف الثواب لقلة الأعوان عليه، كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنَّكم تجدون على الخير أعوانًا ولا تجدُون على الشر أعوانًا". ويمتاز المتقدم بأمور لا يجدها المتأخر توازي هذه المضاعفة في هذه الأعمال الخاصَّة وتفضلها بأضعاف كثيرة، كيف وقد قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حق الأوَّلين: " لو أنفق أحدكم مثل أُحْد ذهب " ما بلغَ مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه " فصحَّ أنَّ خير القرون قرن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لرُؤيتهم له. وصلاتهم خلفه، وغزوهم بين يديه وغير ذلك انتهى. وقال الشيخ عز الدِّين ابن عبد السلام في أماليه: "حمل هذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 762 الحديث على الإطلاق خطأ، بل هو مبنيٌّ على قاعدتين: إحداهما: أنَّ الأعمال تشرف بثمراتها. الثانية: أنَّ الغريب في أول الإسلام هو كالغريب في آخره، وبالعكس لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بدأ الإسلام غريب وسيعُود كما بدأ، فطوبى للغرباء". "من أمَّتي" أي المتفردين بالتقوى دُون أهل زمانه، إذا تقرر ذلك فنقول: الإنفاق في أول الإسلام أفضل لقوله عليه السلام لخالد: " لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " أي: مد الحنطة، وسبب ذلك أنَّ تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام وإعلاء كلمة الله ما لا تثمره غيرها وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين وقلَّة أنصارهم، فكان جهادهم أفضل؛ لأنَّ بذل النَّفس مع النصرة، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام. "أفضل الجهاد كلمة حق عند سُلطان جائر" لأنه أَيِسَ من حياته، وأما النَّهي عن المنكر بين ظُهور المسلمين وإظهار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 763 شعائر الإسلام فإنَّ ذلك شاق على المتأخرين لعدم المعين وكثرة النكير، فهم كالمنكر على الملك الجائر، ولذلك علل عليه الصلاة والسلام بكون القابض على دينه كالقابض على الجمر والقابض على الجمر لا يستطيع دوام ذلك لمزيد المشقة فكذلك المتأخر في دينه، وأما المتقدمون فليسوا كذلك لكثرة المعين، وعدم المنكر فعلى هذا يُنزَّل الحديث " انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 764 840 - [3059] "ففقَدُوا جامًا من فضلة مخوصًا بالذَّهب". قالى في النِّهاية: " أي عليه صفائح الذهب مِثل خُوص النَّخل ". الحديث: 3059 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 764 841 - [3076] "لمَّا خلق الله آدم مسَحَ ظهرَهُ". الحديث: 3076 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 764 قال البيضاوي: " يحتمل أن يكون الماسح هو الموكل على تصوير الأجنة وتخليقها، وجمع موادها وإعداد عددها، وإنما أسند إلى الله تعالى من حيث هو الآمر به كما أسند إليه التوفي في قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} والمتولي لها هو الملائكة لقوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} ويحتمل أن يكون الماسح الباري تعالى، والمسح من باب التمثيل، وقيل هو من المساحة بمعنى التقدير، كأنه قال قدَّر ما في ظهره من الذرية فسقط من ظهره. "كل نسْمَةٍ". قال الطيبي: " النسمة: كل ذي روح، وقيل كل ذي نفس، مأخوذة من النسيم. "هوَ خالقُهَا" قال الطيبي: "صفة "نسمة" ذكرها لتعلق به إلى يوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 765 القيامة. وقوله: " وجعل بيْنَ عَيْنَيْ كُلَّ إِنْسَانٍ منْهُمْ وَبِيصًا" إيذانًا بأنَّ الذرية كانت في صُورة إنسان على مقدار الذرِّ، والوبيص: البريق واللمعان، وفي ذكره تنبيه على الفطرة السَّليمة الأصلية. "فرأى رجُلاً منهُمْ فأعجَبَهُ وبِيصُ ما بينَ عَيْنَيْهِ" قال الطيبي: " في تخصيص العجب من وبيص داود: إظهار كرامة من كراماته، ومدح له، فلا يدل على تفضيله على الغير؛ فإنَّ في الأنبياء من هو أفضل وأكثر كرامة، قال: وفيه إشارة إلى حديث "يهرم بن آدم، ويشِبَّ منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العُمر". قُلتُ: الذي عندي في توجيه حب آدم الحياة، وموسى، ونحوهما أنهم لم يحبوا الحياة لذاتها، ولا كراهة للموت، معاذ الله، ولكن حُبِّب إليهم عبادة الله، ومحلها دار الدنيا، وبالموت ينقطع التكليف بالعبادة، فأحبُّوا طول البقاء ليستكثروا من العبادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 766 842 - [3581] "يَهْتِفُ بِربِّهُ" أي يصيح به، ويدعوه، فأتاه الحديث: 3581 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 766 أبو بكْرٍ فأخذ رِدَاءهُ فألقاهُ على منكبَيْهِ ثُمَّ التَزَمَهُ من ورائه فقال: يا نَبيَّ الله! كفاك مُناشدتُك ربَّك، إنَّه سيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَك". قاله السبكي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 767 843 - [3087] "فإنَّما هنَّ عَوَانٍ عنْدَكُمْ" قال في النِّهاية: "أي الحديث: 3087 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 767 أسرى، أو كالأسرى". "عن زيد بن يُثَيعٍ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 768 844 - [3094] "لو علمنا أيُّ المَالِ خيرٌ فَنَتَّخذهُ". قال الطيبي: " لو للتمني ولذلك نصب فنتخذه "وأي" رفع بالابتداء، والخير: خبر، والجملة سادَّة مسَد الفعلين لـ "علمنا" تعليقًا. الحديث: 3094 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 768 845 - [3102] "فخرجت قُرَيْشٌ مُغيثين لِعِيرهم". الحديث: 3102 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 768 قال في النهاية: " أي: مُغوثين، فجاء به على الأصل ولم يُعِله كاستحوذ، واستنوق. قال: ولو رُوى "مُغَوِّثين" بالتشديد من غوَّث بمعنى أغاث لكان وجهًا". "بعث إليَّ أبو بكرٍ الصِّدِّيق مَقْتَلَ أهْلِ اليَمَامَةِ" قال الطيبي: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 769 "مقتل: ظرف زمان؛ أي أيام قتل أهل اليمامة، واليمامة بلاد الحر". "قد اسْتَحر" قال في النِّهاية: " أي كثُر واشتدَّ وهو استَغْفَلَ من الحَرِّ الشَّديد ". "هُوَ والله خيرٌ". قال الطيبي: " ردٌّ لقوله: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإشعار بأنَّ من البِدَعِ ما هو حسن وخير. "والعُسُبِ" جمع عسيب، وهو سعف النخل. "واللخافِ" جمع لخفة، وهي الحجارة البيض الرقاق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 770 847 - [3104] "فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف". الحديث: 3104 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 770 قال السخاوي في "شرح الرائية" قيل: ما قصد عثمان بإرساله إلى حفصة وإحضاره الصحف وقد كان زيدٌ ومن أضيف إليه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 771 حفظة؟ قلت الغرض بذلك سد باب المقالة وأن يزعم زاعم أنَّ في المصحف قرآنًا لم يكتب، ولئلا يرى إنسان فيما كتبوه شيئًا مما لم يقرأ به فينكره، فالصحف شاهد بصحة جميع ما كتبوه. "ما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ أَنْتُمْ وزيد بن ثَابِتٍ فاكتُبُوهُ بِلسَانِ قرَيشٍ فإنَّما نزل بلسانهم". قال الطيبي: " فإن قلت كيف الجمع بين هذا، وبين قوله: " أنزل القرآن على سبعة أحرف ". أي لغات، قلت: الكتابة والإثبات في المصحف بلغة قريش لا يقدح في القراءة بتلك اللغات. وقوله: " إنما أنزل [بلسانهم، يريد به أنَّ أول ما أنزل] بلغة قريش وهي الأصل ثم خفف ورخَّص أن يقرأ بسائر اللغات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 772 848 - [3107] "من حالِ البَحر". الحديث: 3107 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 772 قال في النِّهاية: "الحالُ: الطين الأسود كالحمأة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 773 849 - [3109] "أين كان ربُّنَا قبلَ أن يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: كان في عَمَاء". قال في النِّهاية: " العماء بالفتح والمد: السَّحاب. قال أبو عبيد: لا يُدْرَى كيْفَ كان ذلك العماء. قال: وفي رواية: "كان في عمًى" بالقَصْر، ومعناه ليس معه شيء وقيل: هو كل أمرٍ لا تُدركه عُقُول بني آدم، ولا يبْلُغُ كُنْهَهُ الوَصْفُ والفِطَنُ وَلاَ بُدَّ في قوله: "أيْنَ كَانَ رَبُّنَا" من مُضاف محذوف، كما حذف في قوله: {جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ونحوه فيكون الحديث: 3109 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 773 التَّقدير أين كان عرْش ربِّنا؟ ويدل عليه قوله: " وَكَان عرشه على الماء ". قال الأزهري: نحنُ نؤمن به ولا نكَيِّفه بصفة: "أي نُجْرِي اللَّفظ على ما جاء عليه من غير تأويلٍ" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 774 850 - [3116] "إِلا في ذِرْوَةٍ" بكسر الذال المعجمة، أي: ثروة. الحديث: 3116 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 774 851 - [3117] "مخاريق" قال في النِّهاية: "جمع مِخْراق، وهو الحديث: 3117 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 774 في الأصل ثوب يُلف ويضْرِب به الصبيان بعضهم بعضًا، أراد أنها آلة يزجر بها السحاب ويسوقه". "عِرقَ النّساء" قال في النِّهاية: " بوزن العصا: عِرْق يخرج من الوَرِكِ فيستبْطِن الفخِذَ. قال: والأفصح أن يقال له النَّسا. لا عِرق النِّساء". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 775 852 - [3127] "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤمِنِ". قال في النِّهاية: " الفراسة تقال على معنيين، أحدهما: ما دلَّ ظاهر هذا الحديث عليه، وهو ما يُوقِعُهُ الله تعالى في قلوب أوليائه، فيعلمون أحوال بعض النَّاس بنوع من الكرامات وإصابة الظَّن والحدْس. والثاني: نوع يُتَعلَّم بالدلائل والتجارب والخَلق والأخلاق، فيُعْرَفُ به أحوال النَّاس، وللنَّاس فيه تصانيف قديمة وحديثة". الحديث: 3127 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 775 853 - [3130] "مُضْطَرِبُ" قال في النِّهاية: "هو مُفْتَعِل من الحديث: 3130 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 775 الضَّربِ والطاء بدلٌ من تاءِ الافتعال. والضرب من الرِّجال الخفيف اللحم الممشُوق، المُسْتَدِقّ". "رَجِلِ الرَّأْسِ" أي شعره ليس شديد الجُعُودَة ولا شديد السبُوطة بل بينهما. "كأنَّّهُ من رِجَالِ شَنؤةَ" بشين معجمة مفتوحة ثم نون ثم واو، ثم همز ثم هَاء، قبيلة معروفة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 776 854 - [3131] "فَارْفَضَّ عَرَقًا" أي جرى عرقه وسال. "قال جِبْرِيلُ بِإِصْبُعِهِ" من إطلاق القول على الفِعل. قال في النِّهاية: "العرب تَجْعَل القَوْلَ عبارة عن جميع الأفعال، الحديث: 3131 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 776 وتُطلقه على غير الكلام، واللسان، فتقول قال بيده: أي أخذ: وقال برجله: أي مشى. وقالت له العينانِ سمْعًا وطاعة؛ أي أومأت. وقال بالماء على يده: أي قلب، وقال بثوبه: أي رفعه وكلُّ ذلك على المجاز والاتِّساع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 777 855 - [3138] "يَطْعَنُهَا" بضم العَين. "بِمِخصَرَةٍ". قال في النِّهاية: " المِخْصرة: ما يخْتَصره الإنسان بيده فيُمسكه من عصى، أو عُكَّازةٍ، أو مِقْرَعَةٍ، أو قضيب ". الحديث: 3138 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 777 856 - [3144] "مَن احْتَجَ بالقرآن فقد أفْلجَ" بفاء، ولام، الحديث: 3144 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 777 وجيم، أي غلب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 778 857 - [3147] "ثُمَّ رَجَعَا عَوْدَهُمَا علَى بَدْئِهِمَا". قال أبو حيان في الارتشاف: رجع عوده على بدئه عند الكوفيين، منصوب على المصدر أي عاد على بدئه، وأجاز بعضهم نصْبه على المفعول أي رد عوده على بدئه، وأما عند أصحابنا فعلى الحال على التقديرات الثلاث في كلمته: فاهُ إلى فيَّ، على اختلاف قائلها، وإذا انتصب على الحال لم يجُز تقديم المجرور عليه؛ لأنه من صلته، وإن كان مفعولاً جاز، ويجوز رفع عوده فاعلاً برجع، أو مبتدأ خبره: على بدئه، وعلى هذين يجوز تقديم على عوده. وقال الرضي: " قولهم على بدئه " متعلق بـ "عوده" أو بـ "رجع" الحديث: 3147 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 778 والحال مؤكدة، والبدء مصدر بمعنى الابتداء، جعل بمعنى المفعُول؛ أي عائدًا على ما ابتدأه ويجوز أن يكون عوده مفعولاً مطلقًا لرجع؛ أي رجع على بدئه عوده المعهود؛ كأنه عهد منه أن لا يستقر على ما ينتقل إليه، بل يرجع إلى ما كان عليه قبلُ، فيكون نحو قوله تعالى: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ} . وقال أبو علي الفارسي: " إنَّ هذا المصدر منصوب على أنه مفعول مطلق للحال المقدر أي رجع عائدًا [عوده] وهو مضاف إلى الفاعل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 779 858 - [3148] "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" الحديث: 3148 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 779 قال النووي: " قال الهروي: السيد هو الذي يفوق قومه في الخير، وقال غيره: هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمور ويتحمل عنهم مكارههم، ويدفعها عنهم، والتقييد بيوم القيامة مع أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سيدهم في الدنيا والآخرة معناه: أنه يظهر يوم القيامة سؤدده بلا منازع، ولا معاند بخلاف الدنيا فقد نازعه فيها ملوك الكفار، وزعماء المشركين، وهو قريب من معنى قوله تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) } مع أنَّ الملك له قبل ذلك لكن كان في الدنيا من يدَّعي الملك، أو من يضاف إليه مجازًا فانقطع كل ذلك في الآخرة". "ولا فخْرَ" قال الطيبي: "حال مؤكدة؛ أي أقول هذا ولا أفخر" وقال التوربشتي: " الفخر ادِّعاء العظم، والمباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال، والجاه ". وقال النووي: " فيه وجهان: أحدهما: قاله امتثالاً لأمر الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} . والثاني: أنه من البيان الذي يحث عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه في توقيره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال في النِّهاية: [أي في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 780 قوله: أنا سيد ولد آدم]- قاله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إخبارًا عما أكرمه الله تعالى من الفضل والسُّؤدد، وتحدثًا بنعمة الله تعالى عنده، وإعلامًا لأُمَّته ليكون إيمانُهُمْ به على حسبه ومُوجبه، ولهذا أتْبَعه بقوله: ولا فخر، أي أنَّ هذه الفَضيلة التي نِلْتُهَا كرَامة من الله تعالى لم أنَلْهَا من قِبل نفسي، ولا بلغتها بقُوَّتي، فليس لي أن أفتخر بها ". "وَبيَدِي لِوَاءُ الحمْدِ". قال في النِّهاية: " اللواء: الرَّاية، ولا يُمسكُهَا إلا صاحب الجَيْش ". وقال الطيبي: " يريد به انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته على رؤوس الخلائق. ويحتمل أن يكون بيده لواء يوم القيامة حقيقةً يسمى لواء الحمد، وعليه كلام التوربشتي حيث قال: " لا مقام من مقامات عباد الله الصالحين أرفع، وأعلى من مقام الحمد ودونه تنتهي سائر المقامات، ولمَّا كان نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحمد الخلائق في الدنيا والآخرة أعطي لواء الحمد ليأوي إلى لوائه الأولون، والآخرون، وإليه أشار بقوله: " آدم فمن دُونه تحت لوائي ". ولهذا المعنى افتتح كِتابه بالحمد، واشتق اسمه من الحمد، فقيل: محمَّد وأحمد، وأقيم يوم القيامة المقام المحمُود، ويفتح عليه في ذلك المقام من المحامد ما لم يفتح على أحد قبْلَهُ، ونعت أمَّته في الكتب الحمادُون. "وَمَا مِنْ نبِيٍّ يَوْمَئذ". قال في الطَّيِّبي: "نبي نكرة وقعت في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 781 سياق النَّفي وأدخل عليه "منْ" الاستغراقية فيفيد استغراق الجنس. وقوله: "آدم فمن سِواه"، بدل أو بيان من محله، و"منْ" فيه موصُولة، و"سواه" صِلة، وصحَّ، لأنه ظرف، وأوثر الفاء التفصيلية في "فمن" على الواو، للترتيب، على منوال قولهم: الأمثل فالأمثل. "مَا حَلَّ بها عن دين الله" أي: دافع وجادل، من المِحال، بالكسر، وهو الكيد، وقيل المكر وقيل القوة، والشِدَّة، وميمه أصليَّة. "فَأُقَعْقِعُهَا" أي: أحركها لتصوت، والقعقعة، حكاية حركة لشيء يسمع له صوت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 782 859 - [3149] "قال يَا مُوسى إنَّك على علم من علم الله علمك الله لا أعلمهُ وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه". الحديث: 3149 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 782 "قال: بغير نوْلٍ" أي بغير أجر ولا جعل، وهو مصدر ناله ينوله: إذا أعطاه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 783 860 - [3151] "جَلَسَ على فَروَةٍ بَيضَاءَ" قال في النِّهاية: " الفروة الأرض اليابسة، وقيل: الهشيم اليابسُ من النَّباتِ ". "فاهتزَّت تحته خضراء". قال الطيبي: " إنها تمييز أو حال ". الحديث: 3151 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 784 861 - [3151] "نغفًا" بفتح النون، والغين المعجمة وفاء، دود يكون في أنوف الإبل، والغنم، واحدها نغفة. "وتَشْكُرُوا شُكْرًا" قال في النهاية: " أي تسمن وتمْتلي شحمًا. يقال: شكرت الشاةُ تَشْكر شَكَرًا، بالتَّحريك إذا سمنتْ وامْتَلأَ ضَرْعُهَا لَبَنًا". الحديث: 3151 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 784 862 - [3156] "فيشرئبون" أي: يرفعون رُؤسهم لينظروا إليه وكل رافع رأسه مشرائب أي غريب من بين الصفوف؛ [فيضجع ويذبح] . "ترحًا" هو ضد الفرح، كحُضْر الفرس بضم الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة، وراء: أي عدوه، ثم كشد الرجل: أي عدوه. الحديث: 3156 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 785 863 - [3169] "فَيئس القَوم" أي: سكتوا [حتَّى ما أبْدَوا الحديث: 3169 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 785 بِضَاحِكَةٍ] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 786 864 - [3177] "الخندمة" قال أبو موسى المديني: أظنه جبلاً، وقال في النِّهاية: "هُو جبلٌ معروف عند مكة". الحديث: 3177 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 786 865 - [3179] "فَتَلَكَّأَتْ" أي توقفت، وتباطأت أن تقولها. الحديث: 3179 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 786 "وتنكَصَت". قال في النِّهاية: " النُّكُوص الرُّجوع إلى وراء وهو القَهْقَرَي ". "سَابغَ الألْيَتَيْنِ" أي تامَّهما، وعظيمهما. "خَدَلًّج السَّاقَيْنِ" أي عظيمهما] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 787 866 - [3180] "أَبْنُوا أَهْلِي" أي اتَّهمُوها. الحديث: 3180 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 787 "فَبَقَرَت لِي الحَدِيثَ" بالباء الموحدة، وقاف، وراء، أي فتحته وكشفته. "حَتَّى أسْقَطُوا لها به". قال في النِّهاية: " يعني الجارية: أي سبُّوهَا، وقَالُوا لها من سقط الكلام، وهو رَديئُهُ ". "ما كَشفتُ كنِفَ أُنثى". قال في النِّهاية: " يجوز أن يكون بكسْر الكاف وسكون النون، من الكنف، وهو الوعاء، وبالفتح والتحريك من الكنف وهو الجانب والناحيَة" أي أقرت. "يَسْتَوْشِيهِ" أي يستخرج الحديث بالبحث عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 789 867 - [3185] "وَسَأَبلّها ببلالِها". قال في النِّهاية: "أي الحديث: 3185 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 789 أصِلكم في الدنيا، والبلال: جمع بلل، وقيل هو كُلُّ ما بَلَّ [الحلق من ماءٍ] ، أو لبن، أو غيره". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 790 868 - [3186] "يَا صَبَاحَاهُ". قال في النِّهاية: " هذه كلمةٌ يقولها المُستغيث، وأصلُهَا إذا صاحوا للغارة؛ لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصَّباح، ويُسَمُّون يوم الغارة يوم الصَّباح، فكأنَّ القائل يا صباحاه. يقولُ قد غشِينَا العَدُوُّ، وقيل: إنَّ المُتقاتلين كانوا إذا جاء اللَّيلُ يَرْجعُون عن القتال، فإذا عادَ النَّهار عاوَدُوهُ، فكأنه يريد بقوله يا صباحاه: قد جاءْ وقتُ الصَّباح فتأهَّبُوا للقتال ". الحديث: 3186 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 790 - 3188 "إنَّ ما حمله عليه الجزع". قال في النِّهاية: "يروى بالجيم والزَّاي وهو الخوف، وقال ثعلب: إنما هو بالخاء والرَّاء وهو الضعف والانكسار في مناجيته. كلمة في مناجيته لم ترو في النهاية ولم يظهر لي وجهها فليتأكد. - 3192 " {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) } " بنون وحاء مهملة بعدها باء موحدة؛ أي مراهنته لقريش بين الروم، والفرس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 791 869 - [3195] "لاَ تَبيعُوا القينات" أي الإماء المغنيات. - 3200 "طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضى نحْبَهُ". قال في النِّهاية: "النَّحْب: الحديث: 3195 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 791 النَّذْرُ، كأنه ألزم نفسه أن يصدقَ أعداء الله في الحرب فوفَى به. وقيل: الموت، كأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 792 871 - [3205] "فَجَلَّلَهُمْ" أي غشاهم. الحديث: 3205 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 792 872 - [3220] "قُولُوا اللَّهُمَّ صَل على محمَّد، وعَلَى آل محمَّدٍ" الحديث: 3220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 792 قال الرافعي في تاريخ قزوين: " قولنا: اللَّهم صلِّ على محمَّد قيل في تفسيره: عظِّم محمَّدًا في الدنيا بإعلاء ذكره وإدامة شرعه وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وإجزال مثوبته وإبداء فضله للأولين [والآخرين] بالمقام المحمود، وتقديمه على كافة المؤمنين بالشُّهود وهذه أمور قد أنعم الله تعالى بها عليه لكن لها درجات ومراتب، وقد يزيدها الله تعالى بدعاء المصلين عليه. ويذكر أنَّ أصل الصلاة في اللِّسان التعظيم. والآل في قولنا: "اللَّهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد" فسره الشافعي في رواية حرملة ببني هاشم، وبني المطلب، ويوافقه ما ورد في الحديث: "لا تحل الصدقة لمحمَّد ولا لآل محمَّد" فيدخل في "آله" زوجاته، ألا ترى إلى قول عائشة رضي الله عنها: "كُنَّا آل محمَّد نمكث شهرًا ما نستوقد نارًا" وأيضًا فأصل "آل" أهل، ولذلك إذا صُغر قيل: أهيل، ردًا إلى الأصل، ولا شكَّ في وقوع اسم الأهل على الزوجة. انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 793 873 - [3221] "أُدرَةٌ" بالضم نفخة في الخصيبة. الحديث: 3221 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 793 "وَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا" قال الطيبي: " بالحَجَرِ متعلق بخبر "طفق"؛ أي طفق يضرب بالحجر ضربًا ". "إِنَّ بالحجر لَنَدبًا" قال في النِّهاية: "النَّدْبُ بالتحريك أثر الجُرح إذا لم يرتفع عن الجلد، فشُبِّه به أثر الضرب في الحجر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 794 874 - [3223] "علَى صفْوَانٍ" قال في النهاية: "هُو الحَجَرُ الحديث: 3223 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 794 الأمْلَسُ، وجمعه صُفيٌّ، وقيل: هو جمع، واحدُهُ صَفْوَانَةٌ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 795 875 - [3233] "أتانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى في أَحْسَنِ صُوَرَةٍ" قال في النِّهاية: " الصُّورة ترِدُ في كلام العَرَب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيْئَتِهِ [وعلى معنى صفته، يقال: صُورَةُ الفِعل كذا وكذا: أي هيئتهِ] . وصورة الأمر كذَا وكذا: أي صِفتُهُ فيكون المراد بما جاء في الحديث أنه أتاه في أحسنِ صِفته. ويجوز أن يعُود المعنى إلى النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أي أتاني ربي وأنا في أحسن صُورة. وتجري معاني الصورَةِ كلِّها عليه، إن شئت ظاهرها أو هيئاتِهَا، أو صِفتها فأما إطلاق ظاهر الصُّورة على الله تعالى فلا، الحديث: 3233 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 795 تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا". وقال البيضاوي: " إذا كان ذلك رؤيا رآها في المنامِ فلا إشكال إذ الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلاً، ويرى المتشكل غير متشكل ثم لا يعد ذلك خللاً في الرؤيا ولا في خلل الرائي بل له أسباب أخر تذكر في علم المنامات، ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى التعبير وإذا كان ذلك في اليقظة فلا بد من التأويل، فنقول: صُورة الشيء ما يتميز به الشيء عن غيره سواء كان عين ذاته أو جزئه المميز، وكما يطلق ذلك في الجثث يطلق في المعاني، فيقال: صُورة المسألة كذا، وصورة الحال كذا، وصُورته تعالى -والله أعلم-. ذاته المخصوصة المنزهة عن ممثالة ما عداه من الأشياء، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} البالغة إلى أقصى مراتب الكمال. وقال المطُهَّري: "إذا أجريت الصُورة على الله تعالى ويراد به الصفة، كان المعنى: إنَّ ربي تعالى كان أحسن إكرامًا، ولطفًا ورحمة عليَّ من وقت آخر. وإذا أجريت على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان المعنى: أنا في تلك الحالة كنت في أحسن صُورة، وصِفة من غاية إنعامه ولطفه تعالى عليَّ وقال التوربشتي: " مذهب أكثر أهل العلم من السلف، في أمثال هذا الحديث أن نؤمن بظاهره، ولا يفسر بما يفسر به صفات الخلق، بل ينفي عنه الكيفية ويوكل علم باطنه إلى الله تعالى فإنه سُبحانه وتعالى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 796 يُري رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما يشاء من وراء أستار الغيب مما لا سبيل لأحدٍ إلى إدراك حقيقته بالجد والاجتهاد، فالأولى: أن لا يتجاوز هذا الحد فإنَّ الخطب فيه جليل والإقدام على منزله اضطربت عليها أقدام الراسخين شديد، ولأن نرى أنفسنا أحقاء بالجهل والنقصان أزكى وأسلم وهذا لعمر الله هو المنهج الأقوم والمذهب الأحوط. "فيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأعلى". قال في النِّهاية: " يريد الملائكة المقرَّبين " وقال التوربشتي: " المراد [بالاختصام] التقاوُل الذي كان بينهم في الكفارات والدرجات، شبه تقاولهم [في ذلك وما يجري بينهم عن السُّؤال والجواب بما يجري بين المتخاصمين. وقال البيضاوي: " اختصامهم إما عبارة عن تبادرهم إلى كتب تلك الأعمال، أو الصعود بها إلى السماء، وإمَّا عن تقاولهم في فضلها، وشرفها، وأناقتها على غيرها، وإما عن اغتباطهم النَّاس بتلك الفضائل لاختصاصهم بها وتفضيلهم على الملائكة بسببها مع تهافتهم في الشَّهوات، وتماديهم في الجنايات. "فوَضَعَ يَدَهُ بين كتفي". قال البيضاوي: "هو مجاز عن تخصيصه إياه بمزيد الفضل عليه وإيصال فيضه إليه؛ لأنه من ديدن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 797 الملوك إذا أرادُوا أن يدنو إلى أنفسهم بعض خدمهم، ويسرهم بعض أحوال مملكتهم يضعُون يدهم على ظهره تلطفًا به، وتعظيمًا لشأنه، وتنشيطًا له في فهم ما يقول، فجعل ذلك حيث لا يد ولا وضع حقيقة كناية عن التخصيص بمزيد الفضل والتأييد وتمكين الملهم في الروع. وقوله: "حتى وَجَدْت بردَهَا بينَ ثَدْيَيَّ" كناية عن وصول ذلك الفيض إلى قلبه وتأثره عنه، ورسُوخه فيه، وإتقانه له، يقال ثلج صدره، وأصابه برد اليقين لمن تيقن الشيء وتحققه. وقوله: "فعلِمْت ما في السَّموات وما في الأرض" يدل على أنَّ وصول ذلك الفيض صار سببًا لعِلمِهِ، وفي بعض طرق الحديث زيادة. {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} على سبيل الاستشهاد، والمعنى أنه تعالى كما أرى إبراهيم عليه السلام ملكوت السموات والأرض، وكشف له ذلك، فتح عليَّ أبواب الغيوب حتى علمته ما فيها من الذَّوات، والصفات، والظواهر والمغيبات. "في الكفَّاراتِ" قال في النهاية: " هي عبارة عن الغفلة، والخَصْلَة الَّتِي من شأنها أن تُكفِّر الخطيئة: التي تسْتُرُهَا وتَمْحُوهَا وهي فعَّالَة للمبالغة، ضَرَّابَة، وهيِ منِ الصِّفات الغالبة في باب الاسميَّة ". "من فعل ذلك عاش بِخيْرٍ". قال البيضاوي: " هو من قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} أي لنرزقنه في الدنيا حياةً طيبة، وذلك أنَّ المؤمن مع العمل الصَّالح موسرًا كان أو معسرًا [يعيش عيشًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 798 طيبًا، إن كان موسرًا فلا يقال فيه، وإن كان معسرًا] فمعه ما يطيب عيشه، وهو القناعة والرضى بقسمة الله [تعالى] . وأما الفاجر فأمره على العكس، إن كان معسرًا فلا إشكال في أمره، وإن كان موسرًا فالحرص لا يدعه أن يَتَهَنَّى بعيشه، قال: ومعنى قوله: "ومات بخيرٍ" أنه يأمن في العاقبة ويكون له روح، وريحان إذا بلغت الحلقوم ويقال: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) } . "وَإِذا أَرَدْتَ بعبادِك فِتْنَةً فاقْبِضني إليك غير مفْتُونٍ". قال المُطهَّري: " إذا أردت أن تضل قومًا عن الحق قدِّر موتي غير مفتون أي: غير ضال. "وَالدَّرَجَاتُ؛ إفشَاءُ السَّلاَمِ". قال الطيبي: " مبتدأ أو خبر، أي ما يرفع به الدرجات أو يوصل إلى الدرجات العالية هذه الخصال الثلاث ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 799 876 - [3238] ["جَاءَ يَهُودِيٌّ فقال: يا محمَّد إنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ على إصبع ... الحديث"] . الحديث: 3238 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 799 877 - [3243] "كَيْف أنعَمُ" قال في النِّهاية: " أي كيف أتنعَّم، من النَّعمة، بالفتح، وهي المسرَّة والفرح والتَّرَفُّه ". الحديث: 3243 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 800 878 - [3245] "فلا أدري أرفَعَ رأسه قبْلِي أم كان ممَّن استثْنى الله. من قال: أنا خيرٌ من يُونس بن مَتَّى فقد كذبَ". الحديث: 3245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 800 879 - [3246] "وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تنْعَموا فَلا تَبأسُوا أَبدًا". الحديث: 3246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 800 قال في النِّهاية: "بؤس، يَبْؤُس، بالضم فيهما بأسًا، إذا اشتد". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 801 880 - [3253] "مَا ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوْتُوا الجَدَلَ". قال الطيبي: "أوتوا" حال، وقد مقدرة والمستثنى منه أعم عام الأحوال وصاحبها الضمير المستقر، في خبر كان، والمعنى: ما ضلَّ قوم مهديون كائنين على حال من الأحوال إلاَّ على إيتاء الجدل، يعني من ترك سبيل الهدى وركب متن الضلال، عارفًا بذلك لا بد أن يسلك طريق العِناد واللجَاج ولا يتمشى له ذلك إلاَّ بالجَدَل. وقال البيضاوي: " المراد بهذا الجدل العِناد، والمراء والتعصُّب، ثم تلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذه الآية: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} . الحديث: 3253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 801 قال الطيبي: " فإن قلت: كيف طابق هذا المعنى معنى الآية حتى استشهد بها؟ قلت: من حيث إنهم عرفوا الحق بالبراهين الساطعة ثم عاندوا وانتهزوا مجالاً للطعن، فلما تمكنوا مما التمسوه جادلوا الحق بالباطل، وهكذا دأب الفرقة الزائفة من الزنادقة وغيرها ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 802 881 - [3254] "فَأحصَّت كل شيءٍ" أي: أذهبته. "إِذا رأى مخيلةً" قال في النِّهاية: "المخيلة: موضع الخَيْل، الحديث: 3254 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 802 وهو الظنُّ، كالمظِنَّة، وهي السحابة الخليقة بالمطر. ويجوز أن تكون مُسَمَّاةً بالمخيلة التي هي مصدرٌ كالمحبسة من الحَبْسِ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 803 883 - [3258] "اغْتِيْلَ" قال في النِّهاية: "الاغتيال أن يُخدع، ويُقتل في موضع لا يراه فيه أحدٌ". ["اسْتُطِيرَ" أي ذهب فيه بسرعة كأنَّ الطير حملته أو اغتاله أحد] . الحديث: 3258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 803 "كُلُّ عظم لم يُذكَرُ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ" في رواية مسلم: " كُلُّ عَظم ذُكِر اسمُ الله عَلَيْهِ ". قال بعضهم: رواية مُسلِمٍ في حق المؤمنين، ورواية المصنف في حق غيرهم. قال السُّهيلي: " وهذا قول صحيح تعضده الأحاديث ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 804 884 - [3261] "مَنُوطًا" أي معلقًا. "بِالثُّرَيَّا" قال ابن يعيش في شرح المفصَّل: " الثريَّا تصفير [الثروى فُعْلَى] من الثروة، قيل لها ذلك لكثرة كواكبها، وهي سبعة، أو نحوها، قال الشَّاعر: خليلي أني للثريا لحاسد ... وإني على ريب الزمان لواجد الحديث: 3261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 804 تجمَّع منها شملها وهي سبعة ... وأُفْقِدُ من أحببته وهو واحد وأصلها ثريوا، فاجتمعت الواو والياء، وقد سبق الأول منهما بالسكون فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء على حدِّ سيِّد، وميِّت، ثم دخلت عليها الألف، واللام للعهد ثم غلب اللفظ على هذه الكواكب دون سائر ما يوصف بالثروة، والكثرة انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 805 885 - [3262] "نَزَرْتَ رَسولَ اللهِ" أي ألححت عليه في المسألة. "فَما نشِبْتُ" أي: لبثت. الحديث: 3262 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 805 886 - [3263] "هئيئًا، مريئًا" قال أبو حيان في الارتشاف: الحديث: 3263 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 805 "قال سيبويه: "هنيئًا مريئًا" صفتان نصبوهما على نصب المصادر المدعو بها في الفعل غير المستعمل إظهاره للدلالة التي في الكلام عليه، كأنهم قالوا: ثبت ذلك هنيئًا مريئًا وهناه هنيئًا ففي تقدير ثبت يكون حالاً مبنية وفي تقديره "هناه" يكون حالاً مؤكَّدة وأجاز أبو البقاء العكبري أن يكون مصدرين جاءا على وزن فعيل كالصَّهيل والنَّكير. "مريئًا" تابع لهنيء وزعم بعضهم أنَّ مريئًا يستعمل وحده غير تابع لهنيءٍ ولا يحفظ ذلك. وإذا قلت هنيئًا مريئًا، فمري، صفة لهنيء عند بعضهم، وبه قال أبو الحسن الحوفي. وذهب الفارسي إلى أنَّ مريئًا انتصب انتصاب هنيئًا، التقدير عنده: ثبت مريئًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 806 887 - [3270] "عبيَّة الجاهلية" قال في النِّهاية: "يعني الكِبْر الحديث: 3270 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 806 وتُضم عينُها وتكسر، وهي فُعُّولة أو فُعِّيلة، فإن كانت فُعُّولة فهي من التبعية، لأنَّ المُتَكَبر ذو تكلُّف وتبعية خلا من استرسل على سجيَّتِهِ، وإن كانت فُعِّيلة فهي من عُبَاب الماء، وهو أوله وارتفاعهُ، وقيل: " إنَّ اللام قُلبت ياءً كما فعلوا في: تقضِّي البازي ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 807 888 - [3272] "لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حتَّى يَضَعَ فِيهَا ربُّ العزَّة قَدَمَهُ". قال في النِّهاية: " أي الذين قدَّمَهُمْ لها من شِرَارِ خَلْقِهِ، فهُمْ قَدَمُ اللهِ للنَّار، كما أنَّ المسلمين قدَمُهُ للجنَّةِ. والقدم: كلُّ ما قدمت من خير الحديث: 3272 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 807 أو شر. وقيل: وضع القدم على الشيء مثَل للرَّدع والقمع، فكأنه قال: يأتيها أمْرُ اللهِ فيُكفها عن طلب المزيد. "وقيل أراد به تسكين فَوْرَتهَا كما يقال للأمر تُريد إبطاله؛ وضعته تحت قدَمِي". "فَتَقُولُ: قطْ. قَطْ". قالَ في النِّهاية: "بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد، وهي ساكنة الطاء مخفَّفة". "ويُزْوى" بالزاي، أي يجمع، ويطوى، ويضم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 808 889 - [3273] "عَلَى الخَبِيرِ سَقَطَتْ". قال في النِّهاية: " أي على العارف به وقعت، وهو مثَل سائرٌ للعربِ ". الحديث: 3273 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 808 "غنته الجرادتان". قال في النِّهاية: "هُمَا مُغَنِّيتَان كانتا بمكة في الزَّمن الأوَّل، مشهورتان بِحُسْن الصَّوْتِ والغناء". "خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا". قال في النِّهاية: " الرِّمْدِد بالكسر، المُتَناهي في الاحتراق والدِّقة، كما يقال ليلٌ ألْيَل، ويَوْمٌ أيْوَم، إذا أرادُوا المبالغة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 809 990 - [3276] "المُقْحِمَاتِ" قال في النِّهاية: "أي الذُّنُوب العظام التي تُقْحِمُ أصحابها في النَّار: أي تُلقيهم فيها". الحديث: 3276 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 809 891 - [3278] "قَفَّ لَهُ شَعْرِي" أي قام من الفزع. الحديث: 3278 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 809 892 - [3283] "فِي حُلَّةٍ من رَفْرَفٍ" هو الديباج الرقيق الحسَن الصنعة، وجمعه رفارف، وقيل هو جمع، واحده رفرفة. الحديث: 3283 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 810 893 - [3284] عن ابن عباس: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} . زاد ابن جرير قال: " هو الرَّجل يلم بالفاحشة ثم يتوب، قال النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنْ تَغْفِرْ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا، وَأيُّ عبدٍ لَكَ لاَ ألَمَّا" قال ابن الشجري في الحديث: 3284 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 810 أماليه: " أي لم يلم بالذنوب " وهذا مما تمثل به النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أشعار الجاهلية، أخرج ابن جرير في تفسيره: " عن مجاهد قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت وهم يقولون: إن تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ... وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا وقال البيضاوي: " البيت لأميَّة بن أبي الصلت أنشده النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} إنشاء الشعر، لا إنشاده. وقال الطيبي: "وجه مطابقة الآية وتفسيرها للبيت، أن يقال أنَّ الشرط والجزاء في البيت متحدان، فيدل على كمال الاتحاد الغفران ونهايته، ومجيئهما مضارعين للدلالة على الاستمرار وأنَّ هذا من شأنه تعالى، وكذا الاعتراض بـ "اللَّهمَّ" يدل على فخامة الشأن، أي من شأنك اللَّهمَّ أن تغفر غفرانًا كثيرًا للذنوب العظيمة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 811 894 - [3291] "لَقَد قرأتُهَا على الجِنِّ ليْلَةَ الجِنِّ فَكَانوا أَحْسَنَ مَردُودًا مِنْكُمْ" قال الشيخ كمال الدِّين الزملكاني: "ههنا دقيقة لا بد الحديث: 3291 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 811 من التنبيه عليها، وهي أنَّ هذا القول من النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن تفضيلاً لحال الجن على حال الإنس ولا لأدبهم على أدب الصحابة بل هو تفضيل للجواب على الجواب فإنَّ من عصر النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من البِشر منهم من أجاب فردوهم المخالفون، والمؤمنون سمعوا وأنصتوا وامتثلوا قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) } . فالصحابة العارفون بالله تعالى أنصتوا لكلامه وتدبروا معانيه وائتمروا بأمره، وانتهوا عن نهيه فلم يقتصروا على عدم التكذيب بل زادُوا عليه بالفهم والعقل، والكفار أجابوا بالرد والتكذيب، والجن اقتصروا على الإيمان فأجابوا بعدم التكذيب [فكان] هذا الجواب أحسن من ذلك الجواب وليس في الحديث ما يدُل على أنَّ جوابهم أحسن من سكوت الصحابة رضي الله عنهم " انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 812 895 - [3296] "رُمُصًا" قال في النِّهاية: " الرمص هو البياض الذي تقْطعه العين، ويجتمع في زوايا الأجفان ". الحديث: 3296 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 813 896 - [3297] "شَيَّبَتْني هُودٌ" روى البيهقي، وابن عساكر عن أبي القاسم القشيري، قال: سمعتُ الشيخ أبا عبد الرَّحمن السلمي يقول: سمعتُ أبا علي الشبوي يقول: "رأيتُ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث: 3297 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 813 المنام فقلت له رُوِي عنك أنَّك قلت شيبتني هود؟ قال: نعم، فقلتُ له ما الذي شيبك منها، قصص الأنبياء أو هلاك الأمم؟ فقال لاَ، ولكن قوله: "فاستقم كما أمرت". "والواقعة، والمرسلات، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) } و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) } الجزء: 2 ¦ الصفحة: 814 897 - [3298] "هذا العَنَانُ" بفتح العين السحاب، الواحدة عنانة. "رَوَايَا الأرض" قال في النِّهاية: "الرَّوايا من الإبل: الحوَامِل الحديث: 3298 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 814 للماء، واحدتُهَا رَاويَة فشبَّه الصحابة بها وبه سُمِّيت المزاده روايه وقيل بالعكس". "فَإِنَّهَا الرَّقِيعُ" بالقاف. قال في النِّهاية: "كل سماءٍ يُقال لها رقِيع، وقيل: الرقيعُ اسمُ سماءِ الدُّنيا". "وَمَوْجٌ مَكْفوفٌ". قال الشيخ عز الدِّين ابن عبد السلام في أماليه: "معناه أنَّها للطافتها تخترق كما يخترق الماء". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 815 898 - [3299] "قَالَ: أَنْتَ بِذاكَ؟ " قال في النِّهاية: "أي المُبتلى الحديث: 3299 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 815 بذاك". "وَحْشَي" قال في النِّهاية: " يقال: رجُلٌ وَحْشِيٌّ بالسكون، إذ كان جائعًا لا طعام له، قال: وفي رواية الترمذيِّ: "وحشى" كأنه أراد جماعةً وحْشى ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 816 899 - [3300] "شَعِيرَةٌ" هو ضرب من الحلي أمثال الشعير. "لزَهِيدٌ" أي قليل الشيء. الحديث: 3300 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 816 900 - [3305] "رَوْضةَ خَاخٍ" بخاوين معجمتين موضع بين الحديث: 3305 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 816 مكة والمدينة. "تَتَعَادَى" أي تعدُوا. "منْ عِقَاصِهَا" قال في النِّهاية: " أي ضفائرها، جمع عقِيصَة، وعِقْصة، وقيل: هو الخيط الذي يُعْقَصُّ به أطراف الذَّوائب، والأول الوَجْهِ ". "مُلْصَقًا في قرَيْشٍ". الملصق: هو الرَّجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب ". "وَمَا يُدريك لعلَّ الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ" قال ابن القيم في كتابه المسمَّى بـ "فوائد شتى ونكت حسان": أشكل على كثير من النَّاس، معناه، فإنَّ ظاهره إباحة كل الأعمال لهم وتخيرهم فيما شاؤوا منها، وذلك ممتنع فقالت طائفة منهم ابن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 817 الجوزي: ليس المراد من قوله: "اعْمَلُوا" الاستقبال، وإنما هو للماضي، وتقديره، أي: عمل كان لكم فقد غفرته قال: ويدل على ذلك شيئان: أحدهما: أنه لو كان للمستقبل كان جوابه قولهُ: سأغفر لكم. والثاني: أنه كان يكون إطلاقًا في الذنوب، ولا وجه لذلك. وحقيقة هذا الجواب إنِّي قد غفرت لم بهذه الغزوة ما سلف من ذنوبكم، لكنَّه ضعيف من وجهين: أحدهما: أنَّ لفظ " اعملوا " يأباهُ؛ فإنه للاستقبال دون الماضي، وقوله: " قد غفرتُ لَكُمْ " لا يوجب أن يكون "اعملوا" مثلهُ؛ فإنَّ قوله: "قد غفرتُ لكُمْ" تحقيق لوقوع المغفرة في المستقبل، كقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} ونظائره. الثاني: أنَّ نفس الحديث يرده، فإنَّ سببه قصَّة حاطب وتجسسه على النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذلك ذنب واقع بعد غزوة بدر لا قبلها، وهو سبب الحديث فهو مراد منه قطعًا، فالذي يظهر في ذلك -والله أعلم- أنَّ هذا خطاب لقوم قد علم الله سبحانه وتعالى أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مُصرِّين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحُو أثر ذلك. ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهِم، لأنه قد تحقق ذلك فيهم، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 818 وأنهم مغفور لهم، ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض، وثوقًا بالمغفرة، فلو كانت قد حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة، ولا صيام، ولا حج، ولا زكاة، ولا جهاد، وهذا محال. ومن أوجب الواجبات التوبة بعد الذنب فضمان المغفرة لا يوجب تعطيل أسباب المغفرة ونظير هذا قوله في الحديث الآخر: " أذنب عبد ذنبًا فقال: أي رب أذنبتُ ذنبًا فاغفره لي، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبًا آخر فقال: أي رب أصبت ذنبًا فاغفره لي، فغفر له ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبًا آخر، فقال رب أصبت ذنبًا فاغفره لي، [ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبًا آخر فقال رب أصبت ذنبًا فاغفره فقال الله علم عبدي أنَّ له ربًا يغفر الذنُوب ويأخذ به قد غفرتُ لعبدي فليعمل ما شاء " فليس في هذا إطلاق وإذن منه سبحانه له المحرمات والجرائم، وإنما يدل على أنه يغفر له ما دام كذلك، إذا أذنب تاب. واختصاص هذا العبد بهذا لأنه قد علم أنه لا يصر على ذنب، وأنه كلما أذنب تاب، حكم يعم كل من كانت حاله حاله لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك كما قُطِعَ به لأهل بدر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 819 وكذلك كل من بشره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجنة أو أخبره بأنه مغفورٌ له، لم يفهم منه هو ولا غيره من الصحابة إطلاق الذنوب والمعاصي له ومسامحته بترك الواجبات، بل كان هؤلاء أشد اجتهادًا وحذرًا، وخوفًا بعد البشارة منهم قبلها، وكالعشرة المشهود لهم بالجنة. وقد كان الصديق شديد الحذر والمخافة، وكذلك عمر، فإنهم علموا أنَّ البشارة المطلقة مقيَّدة بشروطها والاستمرار عليها إلى الموت، ومقيَّدة بانتفاء موانعها ولم يفهم أحد منهم من ذلك الإطلاق الإذن فيما شاؤوا من الأعمال " انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 820 901 - [3315] "كَسَعَ رَجُلاً" أي ضرب دُبره بيده. "دَعوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ". قال في النِّهاية: "أي مذمومة في الشرع مُجْتَنَبةٌ مكروهة. الحديث: 3315 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 820 كما يُجتنَبُ الشيءُ المُنْتِن يريد قولهم: يا آل فُلان". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 821 902 - [3318] "أُهبَةً" -بفتحات- جمع إهاب، وهو الجلد قبل الحديث: 3318 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 821 الدباغ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 822 903 - [3320] "ثَمَانِيةُ أَوْ عَالٍ" قال في النِّهاية: أي: ملائكة الحديث: 3320 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 822 على صُورة الأوعال، وهيِ تُيُوس الجَبَل واحدُهَا: وَعِلٌ بكسر العيْنِ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 823 904 - [3322] "فروَةُ وَجْهِهِ" قال في النِّهاية: " أي جلدته استعارهَا من الرَّأس للوِجه ". الحديث: 3322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 823 905 - [3325] "فجئثت" بجيم، ثم همزة، ثم مثلثة، أي فزعت الحديث: 3325 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 823 منه وخفت، ويروى بتقديم المثلثة على الهمزة، وبمثلتين. قال الحربي: جعل الهمزة ثاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 824 906 - [3340] "لَقِنًا" أي فهمًا، حسن التلقن لما يسمعه. الحديث: 3340 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 824 907 - [3343] "رَجُلٌ عَارمٌ" أي خبيث شرير. الحديث: 3343 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 825 908 - [3349] "فزبره" أي نهره وأغلظ له في القول. الحديث: 3349 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 825 909 - [3368] "وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِيْنٌ". قال في النِّهاية: " أي: أنَّ يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال، أي لا نقص في واحدة منهما، لأنَّ الشِّمال تنقُصُ عن اليمين وكلُّ ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليدِ، والأيدي، واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنَّما هو على سبيل المجازِ والاستعارة. والله تعالى مُنزَّهٌ عن التَّشْبيهِ والتَّجسيم ". الحديث: 3368 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 826 " أبوابُ الدَّعوات " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 827 910 - [3370] "لَيْسَ شيء أكرم على الله من الدُّعاء" قال الطيبي: " أكرم بالنصب خبر ليسَ. الحديث: 3370 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 827 911 - [3371] "الدُّعاء مُخُّ العِبادَة" قال في النِّهاية: " مُخُّ الشيء: خالصه، وإنما كان مُخَّها لأمرين: أحدهما: أنه امتثال أمرِ الله تعالى حيث قال: " ادعُونِي " فهو مَحْضُ العِبَادَة، وخالصُهَا. والثاني: أنه إذا رأى نجاح الأمور من الله قطع أمله عن سواه ودعاه لحاجته وحدَهُ، وهذا هو أصل العبادة، ولأنَّ الغرض من العبادة الثوابُ عليها وهو المطلوب الدُّعاء". الحديث: 3371 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 827 وقال الحكيم في نوادر الأصول: " إنما صار مخًا [لها] لأنه تبرَّؤ من الحول والقوة واعتراف بأنَّ الأشياء كلها له وتسليم إليه ثم يسأله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 828 912 - [3372] "الدُّعاء هُوَ العِبادة". قال الطيبي: " أتى بضمير الفصل، والخبر المعرف باللام ليدل على القصد وأنَّ العبادة ليست عين الدُعاء. "ثُمَّ قرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي} الآية". قال البيضاوي: " لما حكم بأنَّ الدَّعاء هو العبادة الحقيقيَّة التي تستأهل أن تسمَّى عبادة من حيث إنه يدُل على أنَّ فاعله مقبل بوجهه إلى الله تعالى معرض عمَّن سِواه لا يرجُو ولا يخاف إلاَّ منه استدل عليه بالآية، فإنها تدُل على أنه أمر مأمُور به إذا أتى به المكلف قُبل منه لا محالة وترتب عليه المقصود، ترتب الجزاء على الشرط، والمسبَّب على السبب، وما كان كذلك كان أتم العبادات وأكملها". الحديث: 3372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 828 913 - [3373] "من لم يسْأَلِ الله يَغْضَبْ عليه". قال الطيبي: "وذلك لأنَّ الله تعالى يحب أن يُسأل من فضله، فمن لم يسأله يبغضه، والمبغُوض مغضوب عليه لا محالة". الحديث: 3373 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 829 914 - [3375] "أَتَشَبَّثُ بِهِ" أي أتعلق به. "لا يَزَالُ لِسانكَ رَطْبًا من ذكْرِ اللهِ". قال الطيبي: " رطوبة اللسان [عبارة] عن سهولة جريانه كما أن يبسه عبارة عن ضده، ثم إنَّ جريان اللِّسان حينئذٍ عبارة عن مُداومة الذكر قبل ذلك، فكأنه قيل داوم الذكر فهو من أسلوب قوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } . الحديث: 3375 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 829 915 - [3377] "أَلاَ أُنبِّئكم بِخَيْرِ أعمَالِكمْ ... الحديث". قال الشيخ عز الدِّين بن عبد السلام في القواعد: " هذا الحديث يدل على أنَّ الثواب لا يترتب على قدر النصب في جميع العبادات بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإذًا الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف ". "وخَيْرٌ لكم مِنْ إنفاق الذَّهبِ". قال الطيبي: " مجرور عُطف على "خير أعمالكم" من حيث المعنى؛ لأنَّ المعنى ألا أنبئكم بما هو خيرٌ لكم من بذل أموالكم ونفُوسكم ". الحديث: 3377 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 830 916 - [3379] "آلله ما أجلسكم". الحديث: 3379 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 830 قال الطيبي: " هو بالنصب؛ أي أتقسمون بالله؟ فحذف الجار، وأوصل الفعل، ثم حذف الفعل ". "خَرَج على حلقةٍ من أصحابه" بسكون اللام والجمع حِلق، بكسر أوله كبدرة، وبدار، وقِصعة، وقِصع قاله الأصمعي. وقال غيره: الجمع حلق بالفتح، وهو جمع خارج عن القياس، قال ثعلب كلهم يجيزه على ضعفه. وقال أبو عمر: الواحد حلَقَة بالتحريك والجمع حلق وَحَلقات. وعن الشيباني: ليس في الكلام حلقه، إلاَّ قولك حلقة جمع حالق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 831 917 - [3380] "كَانَ عَليْهِمْ تِرَةً" أي تبعه. الحديث: 3380 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 831 - 3380 "أفضل الذِّكر لا إله إلاَّ الله وأفضل الدُّعاء الحمد لله". قال الطيبي: " قال بعض المحققين إنما جعل التهليل أفضل الذكر لأنَّ لها تأثيرًا في تطهير الباطن عن الأوصاف الذميمة التي هي معبودات في الظاهر. قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} فيفيد نفي عموم الآلهة بقوله: " لا إله، ويثبت الواحد بقوله: " إلاَّ الله " ويعود الذكر من ظاهر لسانه إلى باطن قلبه فيتمكن فيه ويستولى على جوارحه، وجد حلاوة هذا من ذاق. وأطلق الدعاء على الحمد من باب المجاز ولعله جعل أفضل الدعاء من حيث أنه سؤال لطيف يدق مسلكه. ومن ذلك قول أميَّة بن أبي الصَلت حين خرج إلى بعض الملوك يطلب نائله. إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 832 وقال المظهري: " إنما كان التهليل أفضل الذكر؛ لأنه لا يصح الإيمان إلاَّ به، وإنما جعل "الحمد" أفضل الدُعاء؛ لأنَّ الدعاء عبارة عن ذكر الله، وأن [يطلب] منه حاجته، و"الحمد لله" يشملها؛ فإنَّ من حمد الله إنما يحمده على نعمته، والحمد على النعمة طلب مزيد. قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} . قال الطيبي: " ويمكن أن يكون قوله: " الحمد لله " منِ باب التلميح والإشارة إلى قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} وأي دعاء أفضل، وأكمل، وأجمع من ذلك! ". وفي نوادر الأصول للحكيم الترمذي من طريق الجارود قال: كان وكيع يقول: الحمد لله، شكر لا إله إلاَّ الله. قال الحكيم: فيا لها من كلمة لوكيع لأنَّ لا إله إلاَّ الله أعظم النعم فإذا حمد الله عليها كان في كلمة الحمد قول لا إله إلاَّ الله متضمنة، مشتملة عليها الحمد لله ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 833 918 - [3390] "وَأمْسَيْنَا، وأمسى المُلكُ لله والحمد لله" قال الحديث: 3390 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 833 المظهري: " عطف على "أمسينا وأمسى الملك لله " وأمسى إذا دخل في المساء، وأمسى [إذا صار، يعني] دخلنا في المساء، وصرنا نحن، وجميع الملك، وجميع الحمد لله ". وقال الطيبي: " الظاهر أنه عطف على قوله: " الملك لله " ويدل عليه قوله بعد "له الملك وله الحمد [وقوله] : "وَأمسى الملك لله" حال من "أمسينا" إذا قلنا أنه فعل تام، ومعطوف على "أمسينا" إذا قلنا أنه ناقص والخبر محذوف لدلالة الثاني عليه، أو خبر، والواو فيه كما في قول الحماسي: فلما صرح الشر ... فأمسى وهو غير ثان قال أبو البقاء: "أمسى" هنا ناقصة، والجملة بعدها خبر لها. فإن قلت: خبر كان مثل المبتدأ، وخبر المبتدأ لا يجوز أن تدخل عليه الواو؟ قيل: الواو إنما دخلت في خبر كان، لأنَّ اسم كان يشبه ْالفاعل، وخبرها يشبه الحال. وقوله: " لا إله إلاَّ الله وحدَهُ لا شريك له " عطف على "الحمد لله" على تأويل، و"أمسى" الفردانية، والوحدانية مختصين بالله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 834 فإن قلت: ما معنى "أمسى الملك لله". والملك له أبدًا، وكذلك الحمد؟ قلت: هو بيان حال القائل أي عرفنا أنَّ الملك، والحمد لله لا لغيره، فالتجأنا إليه واستغنينا به، وخصَّصناه بالعبادة، والثناء عليه والشكر له ". "وأعوذ بِكَ من الكَسَلِ". قال التوربشتي: " هو التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه، ويكون ذلك لعدم انبعاث النَّفس للخير مع ظهور الاستطاعة ". "وَسُوءِ الكِبرِ" قال في النِّهاية: " يُروى بسكون الباء وفتحها فالسُّكون، بمعنى البطر، والفتح بمعنى الهرم، والخرف ". قال المظهري: " والفتح أصح ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 835 919 - [3391] "اللَّهمَّ بكَ أصبَحْنَا" قال الطيبي: " الباء متعلقة بمحذوف، وهو خبر أصح " ولا بد من تقدير مُضاف، أصبحنا الحديث: 3391 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 835 ملتبسين نعمتك أي بحياطتك، وكلآتك، وبذكرك، واسمك "وبك نَحْيَا، وبكَ نَمُوتُ" قال النووي: "أي أنت تحييني، وأنت تميتني، وإليك المصير". قال في النهاية: " أي إليك المرجِع يقال: صرتُ إلى فلان، أصِير مصيرًا. وهو شاذٌّ والقياس مصارا مثل، معاش ". " وَإِليك النُّشُورُ " يقال: نشر الميت، ينشر نشورًا، إذا عاش بعد الموت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 836 920 - [3392] "ومليكَهُ". قال الطيبي: "فعيلة، بمعنى فاعل للمبالغة، كالقدير، بمعنى القادر". "وَمن شرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ" قال في النِّهاية: " يُروى بكسر الشين، وسكون الراء؛ أي ما يدعُو إليه، ويُوسْوِسُ به من الإشراك بالله تعالى. وبفتح الشين، والراء: أي حبائله ومصائده. واحدها شرَكة ". قال الطيبي: "فالإضافة على الثاني محضة، وعلى الأول إضافة الحديث: 3392 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 836 المصدر إلى فاعله". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 837 921 - [3393] "أَلاَ أَدُلُّكَ على سيِّدِ الاسْتِغْفارِ". قال الطيبي: " السيد، مستعار من الرئيس المقدم الذي يصمد إليه في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور كهذا الدعاء الذي هو جامع لمعاني التوبة كلها. [وقوله] . "وَأنا عَبْدُكَ" "يجوز أن تكون مؤكدة، وأن تكون مقررة؛ أي أنا عابد لك، وينصره عطفُ". "وَأنا على عهدك ووعدك ما استطعت". قال البغوي في شرح السنة: " يريد أنا على ما عاهدتك عليه، وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك. وقد يكون معناه: إنِّي مقيم على ما عاهدتك على أمرك ومتمسِّك ومتنجِّز وعدك في المثوبة، والأجر عليه، واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز، والقصور عن كنه الحديث: 3393 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 837 الواجب من حقه عزَّ وجل ". قال الطيبي: " ويجوز أن يُراد بالعهد، والوعد، ما في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} . "وأبوءُ لكَ" قال في النِّهاية: "أي ألتزم، وأرجع وأُقِرُّ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 838 922 - [3394] "مُت على الفطرةِ" أي دين الإسلام. "تقول: اللَّهمَّ أَسلمتُ نفْسِي إليك ووجَّهت وجهي إليك، وفوَّضت أمرِي إليك رغبةً ورهْبةً إليك، وألجأتُ ظهري إليك لا مَلْجأ، ولا منجى مِنكَ إلاَّ إليكَ". قال القرطبي: "المراد بالنفس هنا الذات، وبالوجه القصد". الحديث: 3394 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 838 وقال الطيبي: " في هذا النظم عجائب وغرائب لا يعرفها إلاَّ المتقن من أهل البيان، فقوله: " أسلمتُ نفسي " إشارة إلى أنَّ جوارحه منقادَة لله تعالى في أوامره، ونواهيه. وقوله: " وَجَّهْتُ، وجْهِي " إلى أنَّ ذاته، وحقيقته مخلصة له بريئة من النفاق. وقوله: " وَفوَّضْتُ " إلى أنَّ أمُوره الخارجة، والداخلة مفوضة إليه، لا مدبر لها غيره. وقوله: " ألجأتُ ظَهرِي إليكَ " بعد قوله: " وفوَّضتُ أمري " أي أنه بعد تفويض أموره التي مفتقر إليها وبها معاشه وعليها مدار أمره يلجأ إليه مما يضره ويؤذيه من الأسباب الداخلة، والخارجة. ثم قوله: "رغبةً، ورهبةً" منصوبان على المفعول [له] على طريقة اللف، والنشر؛ أي: " فوَّضت أمري إليك " رغبةً، و"ألجأت ظهري" من المكاره والشدائد إليك، رهبةً منك؛ لأنه لا ملجأ، ولا منجى مِنْكَ إلاَّ إليْكَ". وقوله: " رغبةً، ورهبَةً إليكَ " من باب قوله: متقلدًا سيفًا ورمحًا و" ملجأ " مهموز، و" منجا " مقصُور، هُمَز للازدواج " انتهى. وقال الحافظ ابن حجر: " قد رواه أحمد، والنسائي بلفظ: " رهبةً منك، ورغبةً إليك ". وزاد النسائي في أوله: " بسمِ اللهِ ". قال البراءُ، فقُلتُ: " ورسُولك الذي أرْسلتَ فطعَن بِيدِهِ في صدري " لفظ النسائي: "فوضع يده في صدري ثم قال: ونبيِّك الذي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 839 أرسلتَ" في رواية، فقال: "قل ونبيِّك". قال في فتح الباري: " أولى ما قيل في الحكمة في رده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، على من قال: " الرسُول " بدل "النبي" أنَّ ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص، وأسرار لا يدخلها القياس، فيجب المحافظة على اللَّفظ الذي وردت به وهذا اختيار المازري. قال: فيقتصر فيه على اللَّفظ الوارد بحُروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعله أوحى إليه بهذه الكلمات فيتعيَّن أداؤها بحروفها ". ورواه منصور بن المعتمر، عن سعد بن عبيدة عن البراء". قال الحافظ بن حجر: كذا قال الأكثر وخالفهم إبراهيم بن طهمان فقال: عن منصور عن الحكم عن سعد بن عبيدة زاد في الإسناد الحكم، أخرجه النسائي، وقد سأل ابن أبي حاتم عنه أباه فقال: هذا خطأ ليس فيه الحكم فهو من المزيد في متَّصل الأسانيد". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 840 923 - [3396] "وَآوَانَا" قال النووي: " قيل: معناه هنا رحمنا، وقوله: " فكمْ ممَّن لا كافي له ولا مُؤوِي " أي لا رَحم له ولا عاطف عليه ". وقال المظهري: " الكافي، والمؤوي هو الله تعالى، يكفي بعض الخلق شر بعض، ويهيِّى لهم المأوى، والمسكن ". الحديث: 3396 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 841 924 - [2399] "يتوسد يمينه" أي يجعلها تحت رأسه. الحديث: 2399 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 841 925 - [3401] "فلينفضه بصنفة إزاره" بفتح الصَّاد المهملة، الحديث: 3401 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 841 وكسر النون طرفه مما يلي طُرَّته. "فإنه لا يدري ما خلفه عليه". قال في النِّهاية: " لعلَّ هامَّةً دبَّت فصارت فيه بعده، وخِلاف الشيء: بعده ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 842 926 - [3402] "نَفثَ فيهِمَا". قال في النِّهاية: " النَّفث بالفم شبيه بالنَّفْخ وهو أقلُّ من التَّفْل؛ لأنَّ التَّفْل لا يكون إلاَّ ومعه شيءٌ من الرِّيق ". الحديث: 3402 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 842 927 - [3407] "يَهُبَّ" أيْ يستيقظ. الحديث: 3407 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 842 928 - [3408] "مَجلَ يديْهَا" قال في النِّهاية: "يقال: مَجَلَت يدُه، تمْجُل، مَجْلاً، ومجِلت إذا ثَخُنَ جِلْدُهَا وتعجَّر، وظهر منها ما يُشْبِه البَثْر من العمل بالأشياى الصُّلبة الخَشِنَة". الحديث: 3408 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 843 929 - [3410] "خَلَّتَانِ" أي خصلتان. الحديث: 3410 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 843 "لا يُحْصِيهِمَا" أي لا يحافظ عليهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 844 930 - [3412] "مُعَقِّبَاتٌ لا يَخيبُ قَائِلهُنَّ". قال في النِّهاية: " سُمِّيَتْ مُعَقَّبات لأنها عاودتْ مرَّة بعد مرَّة، أو لأنها تقال عقِب الصَّلاَةِ، والمُعَقِّب من كل شيءٍ: ما جاءَ عَقِبَ مَا قَبْلَهُ ". الحديث: 3412 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 844 931 - [3414] "من تَعَارَّ" قال في النِّهاية: " أي استيقظ، ولا يكُون إلاَّ يقظةً مع كلامٍ. وقيل: تمطَّى وأنَّ ". الحديث: 3414 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 845 932 - [3416] "فأسْمَعُهُ الهَوِيَّ من اللَّيلِ" قال في النِّهاية: "الهَوِي بالفتح: الحينُ الطَّويل من الزَّمانِ، وقيل: هو مُخْتَصٌّ باللَّيلِ". -3417 "الحَمْد للهِ الَّذِي أَحْيَا نَفْسِي بَعْدَ مَا أَمَاتَهَا". الحديث: 3416 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 845 قال في النِّهاية: " سمَّى النَّوم موتًا، لأنه يزول معه العقل والحركةُ، تمثيلاً، وتشبيهًا لا تحقيقًا. وقيل: الموت في كلام العرب يطلق على [السكون] ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 846 934 - [3419] "وتَلُمَّ بِهَا شَعْثِي" أي تجمع بها ما تفرق من الحديث: 3419 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 846 أمري. "كما تجير بين البحور" أي تفصل بينهما وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه. "وَمن دعوة الثُّبُور". قال في النِّهاية: " هو الهلاك ". "اللَّهمَّ ذَا الحَبْلِ الشَّدِيدِ" قال في النِّهاية: " هكذَا يرويه المحدِّثُون بالباء الموحدة، والمراد به القرآن، أو الدِّين أو السَّببُ. ومنه قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} . وصفَه بالشِّدَّة لأنها من صفات الحِبال، والشِّدة في الدِّين، الثَّبات والاستقامة. وقال الأزهري: "الصَّواب الحيْل بالياء [المثناه] التحتية، وهو القوَّة، يقال: حَوْل وَحَيْل، بمعنى ". "سِلمًا" أي صلحًا. "سبحانَ الَّذِي تَعَطَّفَ بالعِزِّ". قال في النِّهاية: " أي تردَّى بالعِزِّ العِطاف والمِعْطَفُ: " الرَّداءُ، وقد تعطَّفَ به، وتعطَّفَهُ، وسمَّى عِطافًا لوُقُوعِهِ على عطفي الرَّجل، وهما ناحِيَتَا عُنُقه، والتَّعطُف في حقِّ الله مجازٌ يُرادُ بهِ الاتِّصاف، كأنَّ العِزَّ شَمِلَهُ شُمُول الرِّداء". "وقال به" أي أحبه، واختصَّه لنفسه، كما يقال: فلان يقول بفلان، أي: بمحبته، واختصاصه، وقيل: معناه حكم به، فإنَّ القول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 847 يستعمل في معنى الحكم. وقال الأزهري: معناه: غلب به". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 848 935 - [3426] "من قال، يعْنِي إِذا خرجَ مِنْ بَيتِهِ: بسم الله توكَّلتُ على الله، لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ". "يقال له كفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان". قال الطيبي: " فيه، لف، ونشر، فإنَّ العبد إذا استعان بالله، وباسمه المبارك فإنَّ الله يهديه، ويرشدُهُ، ويعينه في الأمُور الدينيَّة، والدنيوية وإذا توكل على الله، وفوَّض أمره إليه كفاه فيكون هو حسبه {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ، ومن قال: " لا حول ولا قوَّة إِلاَّ بالله " وقاه الله شرَّ الشيطان، ولا يسلط عليه. الحديث: 3426 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 848 936 - [3428] "مَن دخل السُّوق فقَالَ: ... الحديث". الحديث: 3428 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 848 قال الطيبي: " إنما خصَّ السوق بالذِّكر؛ لأنه مكان الاشتغال عن الله وعن ذكره بالتجارة، والبيع، والشراء، فمن ذكر الله تعالى فيه دخل في زمرة من قيل في حقه: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 849 937 - [3431] "إلاَّ عُوفِي من ذلك البلاء كائنًا ما كان". قال الطيبي: " هو حال من الفاعل هذا [هو الوجه] " وذهب المظهري: إلى أنه حال من المفعول. الحديث: 3431 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 849 938 - [3433] "فكثُر فيهِ لغَطُهُ". الحديث: 3433 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 849 قال التُورَبشتِي: "اللَّغط -بالتحريك-[الصَّوت] وأراد به الهزا من القول، وما لا طائل تحته من الكلام، فأحل ذلك محل الصَّوت العرِّي عن المعنى". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 850 339 - [3438] "اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ". الحديث: 3438 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 850 قال التُوربشتي: " الصَّاحب هو الملازم وأراد بذلك مصاحبة الله إيَّاه بالعناية، والحفظ، والاستئناس بذكره، والدفاع لما ينوبه من النوائب ". "والخَليفةُ في الأَهْلِ" ينوب الخليفة هو الذي عن المستخلف، يعني: أنت الذي أرجوه وأعتمد عليه في سفري، وغيبتي عن أهلي، بأن يكُون معيني وحافظي، وأن تلم شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم، وأمانتهم ". "اللَّهمَّ اصْحَبْنَا بِصحْبته، وأقْلِبْنَا بِذِمَّة". قال في النِّهاية: "أي: احفظنا بحفظِك في سفَرِنَا وَأَرْجعْنَا بأَمَانِكَ، وعهدِك إِلَى بلدنا". "أَزْوِ" أي أطو. "من وَعْثَاءِ السَّفَرِ" أي شدَّته ومشقته، وأصله من الوعث وهو الرَّمل. والمشي فيه يشتد على صاحبه، ويشق عليه ووقع في رواية المستدرك: "من وعثا السفر" قال أبو زرعة: وكان أبو هريرة رجلاً عربيًا، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 851 لو أراد أن يقول "وعثاء السفر" لقال. "وكآبَةِ المنقلَبِ" الكآبة: تغير النفس بالإنكاد من شِدَّة الغم، والحزن؛ المعنى أن يرجع من سفره بأمرٍ يحزنه إما إصابة في سفره، وإما قدم عليه، مثل أن يعُود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى أو قد فقد بعضهم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 852 940 - [3439] "ومَن الحَوْر بعْد الكَوْر". قال في النِّهاية: "أي من النُّقصان بعد الزِّيادة، وقيل من فساد أمورنا بعد صلاحها. وقيل من الرُّجُوع عن الجماعة بعد أن كان منهم، وأصله من نَقْضِ العِمَامَة بعد لفِّها". ويروى: " الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ ". قال الزمخشري في الفائق: " أي الرجوع بعد الحُصول على حالة جميلة يريد التراجع بعد الاقبال ". الحديث: 3439 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 852 941 - [3440] " آيِبونَ، عابِدُون، لرَبِّنَا حَامِدُونَ ". الحديث: 3440 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 852 قال الطيبي: "يجُوز أن يتعلق "لربنا" بقوله: " عابدُون "؛ لأنَّ عمل اسم الفاعل ضعيف فيقوي، أو بـ "حامدون" ليفيد التخصيص أي نحمد ربنا لا نحمده غيره، قال: وهذا أولى؛ لأنه كالخاتمة للدعاء ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 853 942 - [3441] "أوضَعَ رَاحِلَتَهُ" أي حملها على سُرعة السَّير. الحديث: 3441 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 853 943 - [3445] "على كُلِّ شَرفٍ" أي مكان مرتفع. الحديث: 3445 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 853 944 - [3456] "غيرُ مُودَّعٍ" قال في النِّهاية: " أي غير متروك الطَّاعة، وقيل: هو من الوداع وإليه يرجع ". "ولا مُسْتغنًى عنْه رَبُّنا". قال في النِّهاية: " بالنصب على النداء، والرفع على الابتداء، المؤخر؛ أي ربنا غير مودع، ويجوز أن يكون الضمير للحمد؛ أي ولا يستغنى عن الحمد ". الحديث: 3456 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 854 945 - [3462] "وأنَّها قِيعَانٌ" جمع قاع وهو المستوى من الأرض. الحديث: 3462 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 854 "وأَنَّ غِراسها سُبْحَان اللهِ والحَمْدُ للهِ ولا إله إلاَّ الله، والله أَكْبَرُ". قال الطيبي: " في هذا إشكال؛ لأنَّ ظاهره يدل على أنَّ أرض الجنة خالية عن الأشجار، والقُصُور، وقوله تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) } يدل على أنها غير خالية، لأنها إنما سُمِّيت جنة لأشجارها المتكاثفة، المظلة بالتفاف أغصانها وتركيب الجنة دائر على معنى الستر، وأنها مخلوقة معدة للمتَّقين. قال: والجوابُ: أنها كانت قيعانًا، ثم إنَّ الله تعالى أوجد بفضله، وسعة رحمته، فيها أشجارًا وقصُورًا على حسب أعمال العاملين، لكل عامل ما يختص بحسب عمله، ثم إنَّ الله لما يسره لما خلق له من العمل لينال به ذلك الثواب، جعله كالفارس لتلك الأشجار على سبيل المجاز إطلاقًا للسبب على المسبب ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 855 946 - [3467] "كلمتَانِ خَفِيْفَتَانِ علَى اللِّسانِ ثَقِيلَتَانِ في الميزان". قال الطيبي: " الخفة، مستعارة من السُهُولة، شبه سُهُولة جريان الكلمتين على اللِّسان بما يخفف على الحامل من بعض الأمتعة، فلا يتعبه كالشيء الثقيل، فذكر المشبه به وأراد المشبه، وأما الثقل فعلى الحديث: 3467 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 855 الحقيقة عند علماء أهل السنة؛ إذ الأعمال تتجسَّم حينئذٍ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 347 - [3468] "وإنْ كَانَتْ أكثر من زَبَدِ البَحْرِ". قال الطيبي: " هذا وأمثاله، نحو: " ما طلعت عليه الشمس كنايات عبر بها عن الكثرة عرفًا ". الحديث: 3468 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 948 - [3474] " من قال في دُبُر صلاةِ الفَجْرِ، وهُوَ ثاني رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّم، لا إِلهَ إلاَّ الله وحده لا شريكَ لَة، لَهُ المُلكُ، ولهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ عشْرَ مَرَّاتٍ "، الحديث: 3474 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 949 - [3475] "لقد سأل الله باسمه الأعظم". قال المظهري: "قيل الاسم الأعظم هنا بمعنى العظيم، وليس أفعل التفضيل؛ لأنَّ جميع أسمائه عظيم، وليس بعضها أعظم من بعض. وقيل: بل هو للتفضيل؛ لأنَّ كل اسم فيه أكثر تعظيمًا لله فهو أعظم من الرَّحيم، والله أعظم من الرَّب، فإنه لا شريك له في تسميته به لا بالإضافة، ولا بدونها. وأما الرَّب فيضاف إلى المخلوقات، كما يقال: رب الدار". "الذي إذَا دُعِي به أجاب، وإذا سئِلَ به أعطى". قال الطيبي: " فإن قلت ما الفرق بين الجملة الأولى، والثانية؟ قلتُ: الأولى أبْلغ؛ فإنَّ إجابة الدعاء تدل على شرف الداعي الحديث: 3475 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 857 ووجاهته عند المجيب فيتضمَّن أيضًا قضاء حاجته بخلاف السؤال". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 858 950 - [3479] "ادْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوْقِنُونَ بِالإجَابِة". قال التوربشتي: " فيه وجهان: أحدهما أن يقال: كونوا أوان الدعاء على حالة تستحقون فيها الإجابة، وذلك بإتيان المعروف، واجتناب المنكر، وغير ذلك من مراعاة أركان الدعاء، وآدابه، حتى تكون الإجابة على قلبه أغلب من الرد. والثاني: ادعُوهُ معتقدين لوقوع الإجابة، لأنَّ الداعي إذا لم يكن متحققًا [في الرجاء] لم يكن رجاؤه صادقًا، وإذا لم يكن رجاؤه صادقًا لم يكُن الدُعاء خالصًا، والداعي مخلصًا، فإنَّ الرجاء هو الباعث على الطلب، ولا يتحقق الفرع إلاَّ بتحقق الأصل ". الحديث: 3479 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 858 951 - [3484] "وَضَلَعِ الدَّيْنِ" بالتحريك، قال في الغريبين: الحديث: 3484 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 858 "يعني ثقله حتى يميل بصاحبه عن الاستواء، والاعتدال، والضلع الاعوجاج". "وغلبة الرِّجالِ". قال التوربشتي: "كأنه يريد به هيجان النفس من شدَّة الشبق، وإضافته إلى المفعول أي يغلبهم ذلك إلى هذا المعنى بسبق فهمي، ولم أجد في تفسيره نقلاً". وقال الطيبي: " أي قهرهم للدائن وغلبتهم عليه بالتقاضي، وليس له ما يقضي دينه فإضافته إلى الفاعل ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 859 952 - [3492] "ومن شرِّ مَنِييِّ". الحديث: 3492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 859 قال المظهري: " أي من شر غلبة منيي حتى لا أقع في الزنا، والنظر إلى المحارم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 953 - [3497] "لِيَعزِم المسألَةَ" أي يجزمها، ويقطعها. الحديث: 3497 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 954 - [3499] ["أيّ الدعاء أسمع، قال: جوف اللَّيل الآخر"] . الحديث: 3499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 955 - [3502] "اللَّهمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ". الحديث: 3502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 قال البيضاوي: " أي اجعل لنا قسمًا ونصيبًا قال، وقوله: " ومن اليقين ما تهوِّن علينا مُصيبات الدنيا" أيْ ارزقنا يقينًا بك، وبأن لا مرد لقضائك، وقدرك وأن لا يصيبنا إلاَّ ما كتبه علينا، وأنَّ ما قدرته لا يخلو عن حكمة، ومصلحة، واستجلاب مثوبة تهون به مُصيبات الدنيا. "وَمَتِّعْنَا بِأَسمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّتِنَا، مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا". قال: الضمير في "اجعله" للمصدر كما في قولك: زيدٌ أظنه منطلق، أي اجعل الجعل. و"الوارث" هو المفعول الأول، و"منَّا" في موضع المفعول الثاني، على معنى واجعل الوراث من نسلِنَا، لا كلالة عنَّا، كما قال تعالى، حكاية عن دعوة زكريا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} وقيل: الضمير للتمتع الذي دل عليه، ومتِّعنا، ومعناه: اجعل تمتعنا بها باقيًا عنَّا مورُوثًا لمن بعدنا، أو محفوظًا لنا إلى يوم الحاجة. وهو المفعول الأول، "والوارث" مفعول ثان، و"منَّا" صلة له. وقيل: الضمير لما سبق من الأسماع، والأبصار، والقوة، وإفراده، وتذكيره على تأويل المذكور، كما في قول رؤبة: فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنه في الجلد توليع البهق والمعني بوراثتها لزومها له عند موته لزوم الوارث له. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 861 "واجعل ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا" أي: مقصورًا عليه، ولا تجعلنا ممن تعدَّى في طلب ثأره فأخذ به غير الجاني، كما كان معهودًا في الجاهلية، أو اجعل إدراك ثأرنا على من ظلمنا فندرك منه ثأرنا. "ولا تجعل مُصيبتنا في ديننا" قال المظهري: "أي لا تصيبنا بما ينقص ديننا من أكل الحرام أو اعتقاد سوء، أو فترة في العبادة". "وَلاَ تَجعلِ الدُّنيا أكبرَ هَمِّنَا" قال الطيبي: " فيه أنَّ قليلاً من الهمِّ مما لا بد منه من أمر المعاش مرخص، بل مستحب ". "ولا تُسلِّطْ علينا من لا يَرْحَمُنَا". قال الطيبي: "أي لا تجعلنا مغلوبين للظلمة، والكفار". ويحتمل أن يراد لا تجعل الظالمين علينا حاكمين فإنَّ الظالم لا يرحم الرعية". ويحمل: "من لا يرحمنا" على ملائكة العذاب في القُبُور وفي النَّارِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 862 956 - [3507] "إِنَّ لله تسعة، وتسعين اسمًا، مائة غير واحد" الحديث: 3507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 862 قال الرافعي في أماليه: " إنما قال مائة غير واحد لئلا يتوهم أنه على التقريب، وفيه فائدة رفع الاشتباه، فقد يشبه في الخط تسعة وتسعين، بسَبْعَة وسبعين ". "من أحصاها دخل الجنة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 863 قال الخطابي: الإحصاء في هذا يحتمل وجوهًا: أحدها: أن يعدَّها حتى يستوفيها؛ يريد أنه لا يقتصِر على بعضها لكن يدعُو الله بها كلهَا ويثني عليه بجميعها فيسْتَوْجب الموعُود عليها من الثواب. الثاني: المراد بالإحصاء، الإطاقة، كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} حديث: "استقيمُوا، ولن تحصُوا" أي تبلغوا كنه الاستقامة، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء، والعمل بمقتضاها، وهو أن يعتبر معانيها، فيلزم نفسه بواجبها، فإذا قال: الرزَّاق، وثق بالرزق، وكذا سائر الأسماء. الثالث: المراد الإحاطة بمعانيها من قول العرب: فلان ذو حصَافة؛ أي: [ذُو] عقل، ومعر فة. انتهى. قال ابن الجوزي في غريب الحديث: "فيه خمسة أقوال: أحدها: من استوفاها حفظها. والثاني: من أطاق العمل بمقتضاها، مثل: أن يعلم أنه سميع، فيكف لسانه عن القبيح، وأنه حكيم، فيُسلِّم لحكمته. والثالث: من عقل معانيها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 866 والرابع: من أحصاها علمًا وإيمانًا، قاله الأزهري. والخامس: أن يكون المعنى من قرأ القرآن حتى يختمه لأنها فيه، زاد في النهاية. وقيل: من استخرجها من كتاب الله، وأحاديث رسوله، لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يعدَّها لهم، إلاَّ ما جاء في روايةٍ عن أبي هريرة وتكلَّموا فيها، وقيل: أراد من أخطر ببَاله عند ذكرها معناهَا، [وتفكَّر] في مَدْلُولَهَا مُعَظِّمًا لمُسَمَّاها، ومُقَدِّسًا ومعتبرًا بمعانيها، ومُتَدَبِّرًا، راغبًا فيها وراهبًا". وقال القرطبي: " المرجو من كرم الله تعالى أنَّ من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب مع صحة النية أنه يدخل الجنة، وقال النووي: " معنى أحصاها حفظها هكذا فسَّره البخاري، والأكثرون، ويؤيِّده أنه ورد في رواية في الصحيح: "من حفظها دخل الجنة". قال الطيبي: " أراد بالحفظ القراءة بظهر القلب، وقد اختلف في هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء في هذه العِدَّة، أو أنها أكثر من ذلك ولكن اختصَّت هذه بأنَّ من أحصاها دخل الجنَّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 867 فذهب الجمهور إلى الثاني، ونقل النووي اتفاق العلماء [عليه] قال: فالمراد الإخبار عن دخول الجنة [بإحصائها] لا الإخبار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 871 بحصر الأسماء، وأما الحكمة في القصر على العدد المخصوص، فذكر الفخر الرازي عن الأكثر أنه تعبد لا يعقل معناه، كما قيل في عدد الصلوات، وغيرها. وقال أبو خلف محمَّد بن عبد الملك الطبري: "إنما خصَّ هذا العدد إشارة إلى أنَّ الأسماء لا تؤخذ قياسًا وقيل: الحكمة فيه أنَّ معاني الأسماء ولو كانت كثيرة جدًا موجودة في التسعة والتسعين المذكورة، وقيل: الحكمة فيه أنَّها في القرآن، كما في بعض طرقه، وقال قوم: الأسماء الحسنى مائة على عدد درجات الجنَّة استأثر الله منها بواحد وهو الاسم الأعظم، فلم يطلع عليه أحدًا فكأنه قيل: مائة، لكن واحد منها عند الله. وقال بعضهم: ليس الاسم الذي يكمل المائة مخفيًا بل هو الجلالة، وبه جزم السهيلي فقال: الأسماء الحسنى مائة على عدد درجات الجنة الذي يكمل المائة الله، ويؤيِّده قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} فالتسعة والتسعون لله فهي زائدة عليه وبه يكمل المائة" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 872 وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، قال الحافظ ابن حجر، رواه عن أبي هريرة أيضًا همَّام بن منبه عند مسلم، ومحمَّد بن سِيرين عنده، وأبو سلمة بن عبد الرَّحمن عند أحمد، وابن ماجه، وعطاء بن يسار وسعيد المقبري وسعيد بن المسيب وعبد الله بن شقيق، ومحمَّد بن جبير بن مطعم، والحسن البصري، أخرجها أبو نعيم، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 873 وعراك بن مالك عند البزار وغيره، وذكر ابن عطية في تفسيره أنه تواتر عن أبي هريرة، فقال: لم يتواتر الحديث من أصله وإن خرج في الصحيح، ولكنه تواتر عن أبي هريرة: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} . قال الطيبي: هو مبتدأ، "الله" خبره، "لا إله إلاَّ هو" صفته، و"الرَّحمن" إلى آخره خبر بعد خبر، والجملة مُستأنفة، إما لبيان كمية تلك الأعداد أنها ما هي في قوله: "إنَّ لله تسعةً وتسْعِيْنَ اسمًا" وذكر الضمير نظر إلى الخبر، وإما بيان لكيفيَّة الإحصاء في قوله: "من أحصَاهَا دَخَلَ الجنَّةَ" وأنه كيف يحصى فالضمير راجع إلى المسمى الدال عليه قوله: " الله " كأنه لما قيل: "إنَّ لله تسعةً وتسعِيْنَ اسمًا" سئل وما تلك الأسماء، فأُجِيبَ: هو الله [ولما قيل من أحصاها دخل الجتة سئل كيف يحصيها فأجيب هو الله] فعلى هذا يكون الضمير ضمير الشأن، والله مبتدأ، وقوله: "الَّذِي لا إلهَ إلاَّ هوَ" خبر، والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون الرَّحمن خبره والموصُول مع الصلة صفة الله: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 874 " {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " اسمان بنيا للمبالغة من الرَّحمة، وهي في اللغة رقة قلب وانعطاف يقتضي التفضل، والإحسان على من رق له، وأسماء الله تعالى وصفاته إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المباديء التي تكون انفعالات، فرحمة الله للعباد إما إرادة الإنعام عليهم ودفع [ضرِ] الضرر عنهم فتكون الإسمان من صفات الذات، أو نفس الإنعام، والدفع فيعودان إلى صفات الأفعال، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 875 والرَّحمن أبلغ من الرَّحيم لزيادة بنائه. "الملك" معناهُ ذو الملك، وهو إذا كان عبارة عن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 876 القدرة على التصرف كان من صفات الذات، كالقادر، وإذا كان عبارة عن التصرف في الأشياء بالخلق والإبداع والإماتة، والإحياء، كان من أسماء الأفعال كالخلق، وعن بعض المحققين "الملك" هو الغني مطلقًا في ذاته وفي صفاته عن كل ما سواهُ، ويحتاج إليه كل ما سواه. "القُدُّوسُ" فعول من القدس، وهو الطهارة، والنزاهة ومعناهُ المنزه عن سمات النقص، وموجبات الحدوث بل المبرَّأ أن يدركه حس، أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه وهم، أو يحيط به عقل وهو من أسماء التنزيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 877 "السَّلام" مصدر نعت به، والمعنى ذو السلام من كل آفة، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 878 ونقيصة، أي الذي سَلم ذاته عن الحُدُوث والعيب، وصفاته عن النقص، وأفعاله عن الشرِّ المحض، فإن ما تراه من الشرور فهي مقضيَّة لا لأنها كذلك بل لما يتضمَّنه من الخير الغالب الذي يؤدي تركه إلى شر عظيم، فالمقتضي، والمفعول بالذات هو خير، والشر داخل تحت القضاء، وعلى هذا يكون من أسماء التنزيه. والفرق بينه وبين القدوس، أنَّ القدوس يدل على براءة الشيء من نقص تقتضيه ذاته وتقُوم به فإنَّ القدس، طهارة الشيء في نفسه ولذلك جاء الفعل منهُ على فعُل بالضم، و"السلام" يدل على نزاهته عن نقص يعتريه لعروض آفه، أو صدور فعْل، ويقرب منه ما قيل: " القدُّوس " فيما لم يزل وَالسلام فيما لا يزال، وقيل: معناه: مالك تسليم العباد، من المخاوف، والمهالك، فيرجع إلى القدرة، فيكون من صِفات الذات، وقيل ذُو السلام على المؤمنين في الجنان كما قال تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) } فيكون مرجعه إلى الكلام القديم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 879 "المؤمن" هو في الأصل الذي يجعل غيره آمنًا، ويقال: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 882 للمصدق من حيث أنه جعل الصِّدق أمنًا من التكذيب، والمخالفة، وإطلاقه على الله تعالى باعتبار كل واحدٍ من المعنيين صحيح فإنه تعالى المصدق بأنَّ صدق رسله، بقوله: الصِّدق فيكون [مرجعه] إلى الكلام أو بخلق المعجزات، وإظهارها عليهم فيكون من أسماء الأفعال، وقيل: معناه الذي آمن البريَّة بخلق أسباب الأمان، وسد أبواب المخاوف، وإفادة آلاتٍ يدفع بها المضار فيكون أيضًا من أسماء الأفعال، وقيل: معناه؛ أنه يؤمن عباده الأبرار يوم العرض من الفزع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 883 الأكبر إما بقول مثل: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) } ، أو بخلق الأمن، والطمأنينة فيرجع إلى الكلام، أو الخلق. "المُهَيْمِنُ" الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ. من قولهم: هيمن الطائر إذا نشر جناحه على فرخه صيانة له هكذا قاله الخليل. فإن قيل: كيف يجعله مُرادفًا "للرقيب" والمستفاد من أحد المترادفين غير المستفاد من الآخر فلا يكون في إحصاء المباني فائدة لأنَّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 884 فضيلة هذه الأسامي لما تحتها من المعاني فإذا دلَّ عليه بلفظ لم يكن للدلالة عليه بلفظ آخر مزيد فضل. قلتُ لا أجعله مُرادفًا إذ في "المهيمن" من المبالغة باعتبار الاشتقاق، والزنة ما ليس في الرقيب فهما كالغافر والغفور، والرَّحمن والرَّحيم، ومعناه الشاهد؛ أي العالم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرَّة فيرجع إلى العلم والذي يشهد على كل نفس بما كسبت فيرجع إلى القول، وقيل: أصْلُهُ مُؤتمن فقلبت الهمزة هاء كما قلبت في هرقت، وهناك، ومعناه الأمين الصَّادق وعده. وقيل: هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم، وآجالهم، فيرجع إلى القدرة. قال الغزالي: " المهيمن " اسم لمن استجمع ثلاث خصال، العلم بحال الشيء، والقدرة التَّامة على مراعاة مصالحه، والقيام عليها، وهو كالشرح، والتفصيل للقول الأول، فإنَّ المراقبة، والمبالغة في الحفظ إنما تتم بهذه الثلاثة، وإن صحَّ وصفهُ لهذا كان من الأسماء المركبة من صِفات المعنى، والفِعل. "العزيز" الغالب من قولهم عزَّ إذا غلب، ومرجعه إلى القدرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 885 المتعالية عن المعارضة فمعناه مركب من وصف حقيقي، ونعت تنزيهي، وقيل: القوي الشديد، مق قولهم عزَّ يعزُّ إذا قوى واشتدَّ وقيل: عديم المثل فيكون من أسماء التنزيه وقيل: هو الذي تتعذر الإحاطة بوصفه، ويعسُر الوُصول إليه. "الجبَّارُ" بناء مبالغة من الجبر وهو في الأصل إصلاح الشيء بضرب من القهر، ثم يطلق تاره في الإصلاح المجرَّد، وتارةً في القهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 887 المجرَّد ثم تجوَّز عنه لمجرد العُلو؛ لأنَّ القهر سبب عنه، وكذلك قيل: الجبار هو المصلح لأمور العباد، والمتكفل بمصالحهم فهو إذنْ من أسماء الأفعال، وقيل: معناه حامل العباد على ما يشاء لا انفكاك لهم عمَّا شاء مِن الأخلاق والأعمال والأرزاق، والآجال فمرجعه أيضًا إلى الفعل وقيل: معناه المتعالي عن أن يناله كيد الكائدين ويؤثر فيه قصد القاصدين فيكون مرجعه إلى التقديس، والتنزيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 889 "المُتَكبِّر" وهو الذي يرى غيره بالإضافة إلى ذاته، نظر المالك إلى عبده وهو على الإطلاق لا يتصوَّر إلاَّ لله تعالى، فإنه المتفرد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 890 بالعظمة، والكبرياء بالنسبة إلى كل شيء من كل وجه، ولذلك لا يطلق على غيره إلاَّ في معرض الذم. فإن قيل هذا اللَّفظ من باب التفعل ووضعه للتكلف في إظهار ما لا يكون فينبغي أن لا يطلق على الله تعالى. قلتُ: لما تضمَّن التكلف بالفعل مبالغة فيه أطلق اللَّفظ، وأريد به مبالغة، ونظير ذلك فيه شائع في كلامهم مع أنَّ التفعل جاء لغير التكلف كثيرًا كالتعمُّم، والتقمُّص. " {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} " قيل: أنها أسماء مترادفة وهو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 891 وهم، فإنَّ الخالق من الخلق وأصْلُهُ التقدير المستقيم، ويستعمل بمعنى الإبداع، وهو إيجاد الشيء من غير أصله، لقوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وبمعنى التكوين، كقوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} ، وقوله: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} . " والباري ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 893 من البراء، وأصله خلوص الشيء من غيره إمَّا على سبيل التقصِّي منه، وعليه قولهم: برىء فلان من مرضِه، والمديُون من دينه، واستبرأت الجارية رحمها، وإما على سبيل الإنشاء، ومنه: برأ الله النسمة وهو الباريء لها، وقيل: البارى هو الذي خلق الخلق بريئًا من التفاوت، والتنافر المخلين بالنظام الكامل، وهو أيضًا مأخوذ من معنى التقصِّي. "والمصور" مبدع صُوَر المخترعات، ومزيِّنها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 894 ومرقبها فإنَّ الله سُبحانه خالق كل شيء، بمعنى أنه مقدِّره، ومُوجده من أصله، ومن غير أصل، وباريه بحسب ما اقتضته حكمته، وسبقت به كلمته من غير تفاوُت، واختلال، ومُصَوره بصُورة يترتب عليها خواصه، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 895 ويتم بها كماله، وثلاثتها من أسماء الأفعال، اللَّهمَّ إلاَّ إذا فسِّر الخالق بالمقدِّر فيكون من صفات المعاني لأنَّ مرجع التقدير إلى الإرادة وإن فسِّر الخالق بالمقدر فوجه الترتيب ظاهر لأنه يكون التقدير أولاً، ثم الإحداث على الوجه المقدر ثانيًا، ثم التسوية، والتصوير ثالثًا. وإن فسر بالموجد، فالإسمان الآخران كالتفصيل له فإنَّ الخالق هو الموجد بتقدير، [واختيار] سواء كان الموجد مادَّة، أو صُورة، ذاتًا، أو صِفة. "الغفَّار" "في الأصل بمعنى الستَّار، من الغفر، بمعنى ستر الشيء بما يصونه، ومنه المِغْفَرُ، ومعناهُ أنه يستر القبائح، والذنوب بإسبال الستر عليها في الدنيا، وترك المؤاخذة بالعفو عنها في العقبى، ويصون العبد من أوزارها، وهو من [أسماء] الأفعال، وقد جاء التوقيف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 896 في التنزيل بالغفار، والغفور. والغافر. والفرق بينها، أنَّ الغافر يدُل على اتصافه بالمغفرة مُطلقًا، والغفَّار، والغَفُور يدلاَّن عليه مع المبالغة، والغفار أبلغ لما فيه من زيادة الثناء، ولعلَّ المبالغة في الغفور، باعتبار الكيفية، وفي الغفار باعتبار الكميَّة وهو قياس المشدد للمبالغة في النعوت، والأفعال، وقال بعض الصَّالحين: أنه غافر لأنه يزيل معصيتك من ديوانك، وغفور لأنه ينسِي الملائكة أفعالك، وغفار لأنه ينسيكَ ذنبك حتى كأنك لم تفعله، وقال آخر: أنه غافر لمن له علم اليقين، وغفُور لمن له عين اليقين، وغفار لمن له حق اليقين ". "القهَّار" هو الذي لا موجود إلاَّ وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه عاجز في قبضته، ومرجعُه إلى القدرة فيكون من [صفات] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 897 المعنى، وقيل هوَ الذي أذلَّ الجبابرة، وقصم ظهورهم بالإهلاك ونحوه فهو إذَنْ من أسماء الأفعال. "الوهَّاب" كثير النَعم دائم العطاء، وهو من أسماء الأفعال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 898 " الرزَّاق " خالق الأرزاق والأسباب الذي يتمتع بها. "الفتَّاح" الحاكم بين الخلائق من الفتح، بمعنى الحكم، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 899 ومرجعه إما إلى القول القديم، أو الأفعال المنصفة للمظلومين، من الظلمة، وقيل: هو الذي يفتح خزائن الرَّحمة على أصناف البريَّة قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} ، وقيل: معناه مبدع الفتح، والنصرة، وقيل هُو الذي فتح على النفوس باب توفيقه، وعلى الأسرار باب تحقيقه. "العليم" بناء للمبالغة من العِلم، وهو من صِفات الذات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 900 "القابض الباسط" "مضيق الرزق على من أراد، وموسعه لمن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 901 يشاء وقيل هو الذي يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات، وينشر الأرواح في الأجساد عند الحياة، وقيل: قبض القلوب، وبسْطها تارة بالضلال، والهدى وأخرى بالخشية، والرجاء، وهما من صِفات الأفعال، وإنما يحسُن إطلاقها معًا ليدُل على كمال القدرة، والحكمة". "الخافض الرافع" هو الذي يخفض القسط، ويرفعه أو يخفض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 902 الكفار بالخِزي، والصَّغار، ويرفع المؤمنين بالنصر، والإعزار، أو يخفض أعداءه بالإبعاد، ويرفع أولياءه بالتقريب، والإسعاد أو يخفض أهل الشقاء بالطبع، والإضلال ويرفع ذوي السَّعادة بالتوفيق، والإرشاد وهما من صِفات الأفعال". "المُعِزُّ، المُذل" الإعزاز جعل الشيء ذا كمال يصير بسببه مرغوبًا فيه، قليل المثال والإذلال جعله ذا نقيصة بسببها، يرغب عنه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 904 ويسْقط عن درجات الاعتبار. "السميع البصير" "هما من أوصاف الذات، والسمع؛ إدراك المسْمُوعات حال حدوثَهَا، والبَصر إدراك المبصرات حال وجُودها، وقيل أنهما في حقه تعالى صِفتان تنكشف بهما المسْمُوعَات، والمبصرات انكشافًا تامًّا، ولا يلزم من افتقار هذين النوعين مِن الإدراك فينا إلى آلة افتقارهما إليه بالنسبة إلى الله تعالى لأنَّ صفاته تعالى مخالفة لِصفات المخلُوقين بالذات وإن كانت تشاركها فإنما تشاركها بالعوارض، وفي بعض اللوازم ألا ترى أنَّ صفاتنا عارضة، معرضة للآفة، والنقصان وصفاته تعالى مقدسة عن ذلك". "الحكم" "الحاكم الذي لا مردَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 905 ومرجعُه إلى القول الفاصل بين الحق، والباطل، والبر، والفاجر، والمبين لكل نفس جزاء ما عملت من خير أو شر، وإما إلى الفِعل الدال على ذلك كنصْب الدلائل، والأمارات الدالة عليه". "العدل" معناه البالغ في العدل، وهو الذي لا يفعل إلاَّ ما له فعله، مصدر به للمبالغة، وهو من صفات الأفعال". "اللطيف" قيل: معناه الملطف، أي المحسن، الموصل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 906 للمنافع برفع كالجميل؛ فإنه بمعنى المجمل فيكون من أسماء الأفعال، وقيل: معناه العليم بخفيات الأمُور، ودقائقها، وما لطف منها. وقيل: هو في الأصل ضد الكثيف، ومن خواصه أن لا يحسَّ به فإطلاقه على الله تعالى باعتبار أنه متعال عن أن يحسَّ به فيكون من الصِّفات التنزيهيَّة، وعليه قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} ، ثم قال: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) } . العليم ببواطن الأشياء من الخبرة، وهو العِلم بالخفايا الباطنة، وقيل: هو المتمكن من الأخبار عمَّا عمله ". "الحليم" الذي لا يستفزه غضب ولا يحمله غيظ على استعجال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 907 العُقُوبة، والمسارعة إلى الانتقام وحاصله راجع إلى التنزيه عن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 908 العجلة". "العظيم" هو البالغ أقصى مراتب العظمة، وهو الذي لا يتصوَّره عقل ولا يحيط بكنهه بصيرة، وحاصلهُ يرجع إلى التنزيه، والتعالي عن إحاطة العُقُول بكنه ذاته". "الغفُور" كثير المغفرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 909 "الشكُور" هو الذي [يعطي الثواب] الجزيل على العمل القليل فيرجع إلى الفعل، وقيل: هو المثني على العُبَّاد، والمطيعين، فيرجع إلى القول وقيل: المُجازي عباده على شكرهم فيكون الاسم من قبيل الازدواج كما سمَّى جزاء السيِّئة، سيِّئة". "العليُّ" معناه البالغ في علوِّ الرتبة إلى حيث لا رتبة إلاَّ وهي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 910 منحطة عنه، وهو من الأسماء الإضافية. "الكبير" معناه العالي الرتبة إما باعتبار أنه أكمل الموجُودات، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 911 وأشرفها من حيث أنه أزلي، غني على الإطلاق، وما سِواه حادث بالذات نازل في حضيض الحاجة، والافتقار، وإما باعتبار أنه كبير عن مُشاهدة الحواس، وإدراك العقول، وعلى الوجهين فهو من أسماء التنزيه. "الحفيظ" الحفظ صون الشيء عن الزوال، والاختلال إما في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 912 الذِّهن، وبإزائه النسيان، وإما في الخارج، وبإزائه التضييع، والحفيظ؛ يصح إطلاقه على الله تعالى بكل واحد من الاعتبارين فإنَّ الأشياء كلها محفُوظة في علمه تعالى لا يمكن زوالها عنه بسهو أو نسيانٍ، فإنه تعالى يحفظ الموجودات، من الزوال، والاختلال ما شاء، ويصُون المتضادات بعضها عن بعض، ويحفظ على العباد أعمالهم، ويحصى عليهم أقوالهم، وأفعالهم". "المُقِيتُ" "خالق الأقوات البدنِية والروحانية وموصلها إلى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 913 الأشباح، والأرواح فهو من صِفات الأفعال، وقيل: هو المقتدر بلغة قريش وقيل: الشاهد والمُطَّلع على الشيء فهو على الوجهين من صفات الذات". "الحسيب" "الكافي في الأمور من أحسبني، إذا كفاني، فعيل، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 914 بمعنى مفعل كأليم، وقيل: المحاسب يحاسب الخلائق يوم القيامة، فعيل بمعنى مفاعل كالجليس، والنديم، فمن جمعه بالمعنى الأول إلى الفعل، وبالمعنى الثاني إليه، أن جعل المحاسبة عبارة عن المكافأة وإني القول إن أريد بها السُؤال والمعاتبة، وتعداد ما عملوا من الحسنات، والسيئات، وقيل الشريف، والحسب الشرف". "الجليل" "المنعُوت بنعوت الجلال، وهي من الصفات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 915 التنزيهيَّة، كالقدوس". "والغني" قال الإمام الرازي: الفرق بينه وبين الكبير، والعظيم؛ أنَّ الكبير اسم الكامل في الذات، والجليل؛ اسم الكامل في الصفات. "والعظيم"؛ اسم الكامل فيهما "الكريم" المفضل الذي يعطى من غير مسألة ولا وسيله، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 916 وقيل: المتجاوز لا يستقصي في العقاب، وقيل: المقدس عن النقائص، والعُيُوب من قولهم كرائم الأموال، لنفائسها. "الرقيب". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 917 الحفيظ" الذي يراقب الأشياء ويلاحظها، فلا يعزب عنه مثقال ذرَّة. "المُجيب" هو الذي يجيب دعوة الدَّاعي إذا دعاه ويسعف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 918 السائل إذا ما التمسه واستدعاه. "الواسع" "فسِّر بالعالم، المحيط علمه بجميع المعلومات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 919 كليها، وجزئيها موجودها، ومعدومها، وبالجواد؛ الذي عمَّت نعمته، وشملت رحمته كل بر وفاجر ومؤمن، وكافر". "وبالغني" التام الغني المتمكن مما يشاء. وعن بعض العارفين، الواسع الذي لا نهاية لبرهانه، ولا غاية لسُلطانه، ولا حد لإحسانه. "الحكيم" "ذو الحكمة وهو عبارة عن كمال العِلم، وإحسان العمل والإتقان فيه. وقد يستعمل بمعنى العليم، والمحكم، وقيل هو مبالغة الحاكم فعلى الأوَّل مركب من صفتين: أحدهما: من صفات الذات والأخرى من صِفات الأفعال، وعلى الثاني يرجع إلى القول. "الودُود" "مبالغة الواد، ومعناه الذي يحب الخير لجميع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 920 الخلائق، ويحسن إليهم في الأحوال كلها، وقيل: المحب لأوليائه وحاصِلهُ يرجع إلى إرادة مخصُوصَة". "المجيد" "مبالغة الماجد من المَجْدِ، وهو سعة الكرم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 921 قال القشيري: "قيل هو بمعنى العظيم الرفيع القدر، فهو فعِيل بمعنى مفعل، وقيل: معناه الجزيل العطاء فهو فعيل بمعنى فاعل وكل وصف من أوصافه يحتمل معنيين فمن أثنى عليه بذلك الوصف فقد أتى بالمعنيين، وكل من قال له مجيد فقد وصفه بأنه عظيم رفيع القدر، وأنه مُحسن جزيل البِر". "الباعث" هو الذي يبعث من في القُبُور، وقيل: باعث الرُسل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 922 إلى الأمم، وقيل: باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد، وهو من صفات الأفعال. "الشَّهيد" "من الشهود، وهو الحضور، ومعناه العليم بظاهر الأشياء، وما يمكن مشاهدتها، كما أنَّ الخبير؛ هو العليم بباطن الأشياء، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 923 وما لا يمكن الإحساس بها وقيل: مبالغة الشاهد، والمعنى أنه تعالى يشهد على الخلق يوم القيامة، وهو على الوجهين من صِفات المعاني لأنَّ مرجعه إما إلى العلم، أو إلى الكلام. "الحق" " الثابت، وهو من صفات الذات، وقيل معناه المحق؛ أي: المظهر للحق أو الموجد للشيء حسب [ما] تقتضيه الحكمة فيكُون من صفات الأفعال ". "الوكيل" "القائم بأمور العباد، وبتحصيل ما يحتاجُون إليه، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 924 وقيل: الموكول إليه تدبير البريَّة" "القَوي المتين" القوة، القدرة التامَّة البالغة إلى الكمال، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 925 والمتانة؛ شدة الشيء، واستحكامه، ومرجعها إلى الوصف بكمال القدرة وشدتها. "الولي" المحب الناصر، وقيل متولي أمر الخلائق. "الحميد" المحمُود المستحق للثناء فإنه [الموصوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 926 بكل] كمال والمولي لكل نوال. "المحصِي" العالم الذي يحصي المعلومات ويحيط بها إحاطة العاد ما يعده، وقيل: القادر الذي لا يشذ عنه شيء من المقدُورات. "المُبدي المُعيد" المُبدي المظهر للشيء من العَدم إلى الوُجود، وهو بمعنى الخالق المنشي، والإعادة خلق الشيء بعدما عدم. "المُحيي المميت" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 927 الأحياء خلق الحياة في الجسم، والإماتة إزالتها عنه. "الحي" ذو الحياة وهي صفة حقيقيَّة قائمة بذاته لأجلها صحَّ لذاته أن يعلم، ويقدر. "القيُّوم" القائم بنفسه، المقيم لغيره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 928 "الواجد الماجد" الذي يجد كل ما يطلبُه، ويريده، ولا يعوزه شيء من ذلك، وقيل: الغني؛ مأخوذ من الوجد، "الماجد"؛ بمعنى المجيد إلاَّ أنَّ في المجيد مبالغة ليست في الماجد. "الواحد" هو الذي لا ينقسم بوجه، ولا مشابهة بينه وبين غيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 929 بوجه، ووقع فِي سُنَن ابن ماجه زيادة الأحد، ولم يقع في رواية المصنف وقد ذكرت الفرق بين الواحد والأحد في التعليق الذي على سُنَنِ ابن ماجه. "الصَّمدُ" السيد الذي يصمد إليه في الحوايج، وقيل: المنزه عن الآفات، وقيل: الذي لا يطعم، وقيل: الباقي الذي لا يزول. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 930 "القادر، المقتدر" معناهما ذو القدرة إلاَّ أنَّ المقتدر أبلغ لزيادة البناء. "المقدم، المؤخر" "هو الذي يقدم الأشياء بعضها على بعض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 931 إما بالوجود كتقديم الأسباب على مسبِّباتها، أو بالشرف والقربة كتقديم الأنبياء المرسلين والصَّالحين من عباده على من عداهم، أو بالمكان كتقديم الأجسام العلوية على السفلية، والصاعدات منها على الهابطات، أو بالزمان، كتقديم الأطوار والقرون بعضها على بعض". "الأوَّل" "السابق على الأشياء كلها فإنه موجدها، ومعيدها". "الآخر" الباقي وحده بعد أن يفنى الخلق كله. "الظَّاهر" الجلي وجوده بآياته الباهرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 932 "الباطن" المحتجب كنه ذاته عن نظر الخلق بحجب كبريائه. " الوالي " الذي تولَّى الأمور، وملك الجمهُور. "المُتَعال" البالغ في العلا والمرتفع عن النقائص. "البر" المحسِن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 933 "التواب" القابل توبة عباده، وقيل: الذي يُيَسِّر للمُذنبِين أسباب التَّوبة ويوفقهم لها. "المنتقم" المعاقب للعُصاة. "العَفُوُّ" الذي يمحو السيِّئات ويتجاوز عن المعاصي وهو أبلغ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 934 من الغفور؛ لأنَّ الغفران، ينبئ عن الستر، والعفو؛ ينبىء عن المحو. "الرَّؤوف" ذو الرَّأفة، وهي شِدَّة الرَّحمة فهو أبلغ من الرَّحيم بمرتبة، ومن الرَّاحِم بمرتبتين وقيل: الفرق بين الرأفة والرَّحمة أنَّ الرأفة إحسان مبدؤه شفقة المحسِن، والرَّحمة؛ إحسان مبدؤه فاقة المحسِن إليه. "مالك الملك" هو الذي تنفذ مشيئته في مُلكه، تجري الأمور فيه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 935 على ما يشاء لا مردَّ لقضائه ولا معقب لحكمه". "ذُو الجلال، والإكرام" هو الذي لا شرف ولا كمال إلاَّ وهو لهُ، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 936 ولا كرامة، ولا مكرمة إلاَّ وهي منه". "المقسِط" العادل، الذي ينتصف للمظلومين ويدرأ بأس الظلمة عن المستضعفين. "الجامع" المؤلف بين شتَّات الحقائق المختلفة. "الغني والمغني" الذي يستغني عن كلِّ شيء لا يحتاج إليه في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 937 ذاته، ولا في شيء من صِفاته. "المُغني" الذي وفر على كل شيء ما يحتاج إليه حسب ما اقتضته حكمته، وسبقت به كلمته، فأغناه من فضله. "المانع" الذي يدفع أسباب الهلاك والنقصان في الأبدان، والأديان. "الضَّار، النَّافع" هما كوصف واحد، وهو الوصف بالقدرة التامَّة الشاملة فهو الذي يصدر عنه النفع، والضر، ولا خير، ولا شر، ولا نفع، ولا ضر إلاَّ وهو صادر عنه منسوب إليه. "النور" هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 938 "الهادي" هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. "البديع" المبدع، وهو الذي أتى بما لم يسبق إليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 939 وقيل: هو الذي لم يعهد له مثل في ذاته ولا نظير في صفاته، ومرجعه بالمعنى الأول إلى صِفات الأفعال، وبالمعنى الثاني إلى صفات التنزيه. "الباقي" الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء. "الوارث" الباقي بعد فناء الموجودات، فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك، وهذا بالنظر العامي، وأما بالنظر الحقيقي فهو المالك على الإطلاق من أزل الأزال إلى أبد الآباد لم يتبدَّل ملكه ولا يزال كما قيل. "الوارث" الذي يرث بلا توريث أحد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 940 "الباقي" الذي ليس لملكه أمد. "الرَّشيد" "الذي تساق تدابيره إلى غاياتها على سنن السداد من غير استشاره، وإرشاد، وقيل: هو المرشد فعيل بمعنى مفعل، كالأليم، والوجيع". "الصَّبُور" الذي لا يعجَل في مؤاخذة العُصَاة ومعاقبة المذنبين. وقيل: هو الذي لا تحمله العجلة على المنازعة إلى الفعل قبل أوانه، وهو أعم من الأوَّل. والفرق بينه، وبين الحليم، أنَّ الصَّبُور يشعر بأنه يعاقب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 941 بالآخرة، بخلاف الحليم". "هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان ابن صالح، ولا نعرفه إلاَّ من حديث صفوان بن صالح". قال الحافظ ابن حجر: لم ينفرد به صفوان، فقد أخرجه البيهقي من طريق موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة عن الوليد أيضًا، [وقد روى] هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا نعْلَم في كبير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلاَّ في هذا الحديث، وقد روي آدم بن أبي إيَّاس هذا الحديثما بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النَّبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح". قال الحافظ ابن حجر: وقع سَرد الأسماء في رواية زُهير بن محمَّد عن موسى بن عقبة عند ابن ماجه، وهذان الطريقان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 942 يرجعان إلى رواية الأعرج وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء وزيادة، ونقص، ووقع سَرد الأسماء أيضًا في طريق ثالثة أخرجها الحاكم في المستدرك وجعفر الفريابي في الذكر من طريق عبد العزيز بن الحصَين عن أيوب عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة، واختلف العلماء في سَردِ الأسماء هل هو مرفُوع، أو مدرج في الخبر من بعض الرُواة، فمشى كثير منهم على الأول، وذهب آخرون إلى أنَّ التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه، ونقله عبد العزيز النخشبي عن كثير من العُلماء. قال الحاكم -بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم-: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بسياق الأسماء، والعِلة فيه عندهما تفرد الوليد بن مسلم، قال: ولا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 943 أعلم خلافًا عند أهل الحديث، أنَّ الوليد أوثق وأحفظ، وأجل، وأعلم من بشر بن شعيب وعلي بن عياش، وغيرهما من أصحابِ شعيب. قال الحافظ ابن حجر: يشير إلى أنَّ بشرًا وعليًّا وأبا اليمان رووه عن شعيب بدون سياق الأسماء، فرواية أبي اليمان عند البخاري، ورواية علي عند النسائي، ورواية بشر عند البيهقي، قال: وليست العِلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف عليه، والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج. قال البيهقي: يحتمل أن يكون التعيين وقع من بعض الرواة في الطريقين معًا، ولهذا وقع الاختلاط الشديد ولهذا الاحتمال ترك ْالشيخان تخريج التعيين ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 944 957 - [3510] "إذا مَرَرْتُمْ بِرياضِ الجنَّةِ فَارْتَعُوا". قال في الحديث: 3510 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 944 النهاية: " أراد برياض [الجنة] ، ذِكرَ الله وشبَّه الخوض فيه بالرَّتع في الخِصْب ". "حِلَقُ الذِّكْرِ" قال في النهاية: " بكسر الحاء وفتح اللام: جمع حلقة مثل قَصْعَة وقِصَع، وَهي جماعة من الناس. يستديرون كحَلْقة الباب وَغيره. قال الجوهري: " جمع الحَلقة حَلَق، بفتح الحاء على غير قياس " وعن أبي عمران الواحد حَلَقه بالتحريك، والجمع حَلَق بالفتح ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 945 958 - [3511] "فليقل إِنَّا لله وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ". قال الرافعي في تاريخ قزوين: " كلمة إنَّا لله إقرار بأنه المالك يفعَل في ملكه ما يشاء. وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ إقرار [إليه] بالفناء، والبعث، وقيل: معناه نرجع الحديث: 3511 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 945 إليه ليكشف عنا مَا أصَابنا". "فأجُرْني فيهَا" بالقصر وضم الجيم قال الرافعي: " يقال: آجره الله، يأجره، أي أثابه، والأجر، الثواب. وذكر بعضهم أنه يقال آجره بالمد أيضًا بهذا المعنى، وأن الأصمعي أنكره، [فإن] جوّز، فيجوز، أجرني، بالمد، وَأما من الأول فتسكن الهمزة، وتضم الجيم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 946 959 - [3516] "اللهم خِرْ لِي واخْتَرْ لِي" أي اختر لي أصلح الأمرين، واجعل لي الخيرة فيه. الحديث: 3516 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 946 960 - [3517] "الوضوء شطر الإيمان". قال النووي: " أصل الشطر النصف، قيل معناه أن الأجر في الوضوء ينتهي إلى نصف أجر الإيمان، وقيل المراد بالإيمان الصلاة، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ الحديث: 3517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 946 لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} والطهارة شرط في صحتها فصارت كالشطر، وليس بلازم في الشطر أن يكون نصفًا حقيقيًا". "وسبحان الله، والحمد لله تملآن، أو تملأ". ضبط بالمثناة من فوق، فالأول: ظاهر، وَالثاني: فيها ضمير الجملة. "ما بين السموات والأرض". أي لو قدر ثوابهما جسْما لملأ ذلك. "والصَّلاة نورٌ". أي تمنع من المعَاصي وتنهي عن الفحشاء، والمنكر، وتهدي للصَواب كالنور، وقيل: أراد بالنور الأمر الذي يهتدي به صاحبه يوم القيامَة. "والصدقة برهان". أي دليل على إيمان فاعلها. "وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ". أي الصبر على طاعة الله، وعلى اجتناب معَاصِيه وعلى النائبات، والمكاره. لا يزال صَاحبه مستضيئًا مهتديًا مستمرًا على الصواب. "والْقرآنُ حُجَّةٌ لَكَ أوْ عَليْكَ". معناه أنه ينتفع به إن تلاه وَعمل به وإلا فهو وبال عليْه. "كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسهُ فَمُعْتقُهَا، أَوْ موبِقُهَا". معناه كل إنسان يَسْعى بنفسِه فمنهُم من يبيعهَا من الله بطاعته فيعتقهَا، ومنهم يبيعهَا من الشيطان والهوَى فيهلكهَا، قال الطيبي: "كل الناس يغدو مجمل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 947 والفاء في قوله: فبائع؛ تفصيلية، وفي قوله: فمعتقهَا سببيّة". وقال الأشرفي: "بائع نفسه خبر، أي هو يشتري نفسه، بدليل قوله: فمعتقهَا، وَالإعتاق إنما يكون من المشتري، وَهو محذوف المبتدأ فإنه يحذف كثيرًا بعْد إلغاء الجزائيّة، وقوله: "فمعتقها" خبر بعْد الخبر، وَيجوز أن يكون بدل بعض من قولهِ فبائع نفسه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 948 961 - [3519] "التَّسْبيحُ نِصفُ الْمِيزانِ، والحَمْد لله يَمْلَؤُهُ" قال الطيبي فيه وجهان: "أحدهما أن يراد التسوية بين التسبيح والتحميد بأن كل وَاحد منهما يأخذ نصف الميزان، فيملآن الميزان معًا، وذلك لأن الأذكار التي هي أم العبادات البدنية، والغرض الأصْلي من شرعهَا ينحصر في نوعين: أحدهما: التنزيه، وَالآخر التمجيد. والتسبيح يستوعب القسم الأول، والتحميد [يتضمّن] القسْم الثاني. الحديث: 3519 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 948 وَثانيهما أن المراد بيَان تفضِيل الحمد على التسبيح، وَأن ثوابه ضِعف ثواب التسْبيح لأن التسْبيح نصف الميزان والحمد لله وحده تملآن لأن الحمد المطلق إنما يستحقه من كان يتبرأ عن النقائص منعُوتًا بنعوت الجلال، وَصِفات الإكرام فيكون الحمد شاملاً للأمرين، وَأعلى القسمين حتى تخلص إليه، أي تصِل ". "وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصّبْرِ، والطُّهُورُ نِصْفِ الإيمانِ". قالَ في النهاية: " لأن الإيمان يطهر نجاسَة الباطن، وَالطهور يطهر نجاسة الظاهر ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 949 962 - [3520] "وَلَكَ رَبِّ تُرَاثي". قال في النهايهَ: "هو ما يُخَلِّفه الرّجُل لوَرَثتِه، والتاء فيه بدَل من الواو" قلت: كأنه يريد أنه لا يورث، وأن ما يخلفه صَدقة لله. الحديث: 3520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 949 963 - [3522] "إلاّ وَقَلْبُه يَيْنَ أُصْبُعينِ من أصَابِع الله تعَالى". قال في النهاية: "الأصابع: جمع أصبع، وَهي الجَارحةُ. وذلك من صفات الأجسَام، تعالى الله عن ذلك وتقدّس. وَإطلاقُهَا عليه مجازٌ، كإطلاق اليدِ، وَاليمينِ، والعَينِ والسّمع، وَهو جاري مَجْرى التمثيل، والكِنايَة عن سُرْعَة تَقَلَّب القُلُوب، وإن ذلك أمرٌ معقُود بمشيئةِ الله تعالى، وتخصِيصُ ذكر الأصابع كِنايَةٌ عن إجراء القُدْرَة، والبَطْشِ؛ لأن ذلك باليَدِ، وَالأصَابعُ أجزاؤُهَا". الحديث: 3522 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 950 964 - [3523] "وَرَبَّ الشَّياطينِ وَمَا أضَلَّتْ". كان الأصل، الحديث: 3523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 950 وما أضلوا لكن رُوعي أظلت، وأقلت، للازدواج. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 965 - [3524] "إذا كَرَبهُ أمْر"ٌ. أي أصابه كرب بسَببه. الحديث: 3524 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 966 - [3524] "ألِظُّوا بِيَاذا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ". أي الزمُوه، وَاثبتوا عليه، وأكثروا من قوله، والتلفظ به في دعائكم. الحديث: 3524 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 967 - [3529] "وأَنْ أقْتَرِفَ". أي أكسب. الحديث: 3529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 968 - [3534] "حدثنا قتيبة، حدثنا الليث عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحلبي، عن عمارة بن شبيب الحديث: 3534 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 السبَائي، قال: قالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: من قالَ: لا إله إلاّ الله وَحْدهُ لاَ شَرِيكَ لهُ لهُ الْمُلْكُ، وَلهُ الْحمدُ يُحييْ، وَيُميتُ، وَهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ إثْرِ الْمَغْرِبِ بَعثَ الله لهُ مَسْلَحةً يَحْفَظُونهُ من الشِّيَاطينِ حتى يصبحَ وكتب له بهَا عشر حسَنات موجبَات، ومحى عنه عشر سيئات موبقات، وَكَانتْ لهُ تعدلُ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤمِناتٍ". "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سَعد وَلا نعرف لعمارة بن شبيب سَماعا من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". قلت: أخرجه ابن أبي الدنيَا في كتاب "الدعاء" بزيادَة في سَنده، ومتنه، قال: أخبرت عن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وَهب، أخبرنا ابن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 952 وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن الجلاح، أن أبا عبد الرحمن المغافري حدثه عن عمار السبائي أن رجلاً من الأنصَار حدثه، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " من قالَ بعد المَغْرِبِ، أو الصبح لاَ إلهَ إلاّ الله وَحْدهُ لا شَرِيكَ لهُ، لهُ المُلْكُ، وَلَهُ الْحمدُ، يُحْيي، وَيُميتُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَعَثَ الله لهُ مَسْلَحةً يَحرسُونهُ حتى يَصْبِح، أو من حين يُصْبِح حتى يُمسي، وكتب الله له بهَا عَشْرَ حَسنات موجبَات، ومحي عَنْهُ عَشَر سَيئاتٍ موجبَات". قال الحافظ ابن حجر في الإصَابَة: " عمارة بن شبيب السبَائي؛ بفتح المهملة، وَالموحدة وَهمزة مكسُورَة مقصُورَة، مختلف في صحبته وَقيل: عمار، قال ابن السكن له صحبة، وقال ابن يونس: حديثه معلول، وَبين البخاري علته في تاريخه، وذكره في الصحَابَة، وقال ابن حبان: من قال أن له صحبَة فقد وَهم، قَال أبو عمر مَات سنة خمسين، وقال ابن أبي حاتم، قلت لأبي: له صحبَة، قال: مَا أدري، كتبناه على الظن في الوحدان، وصحف ابن فتحون اسم أبيه، فقال: عمارة بن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 953 حبيب، وصحفه أبو علي البكري، فقال: عمَارة بن ثُبَيْت، بمثلثه ثم موحدة مصغر، وَآخره مثناة، وَهو تصحِيف أيضًا، والصواب شبيب بالمعجمة، انتهى". "بَعثَ الله لهُ مَسْلَحةً". هم القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، سمّوا مَسْلحة، لأنهم يكونون ذوي سلاح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 954 969 - [3536] "بِصَوْتٍ جَهُوريٍّ". أي شديد عال والواو زائدة، وهو منسوب إلى جَهور بصوته. الحديث: 3536 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 954 "هَاؤُمُ". "جِلْفٍ". هو الأحمق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 970 - [3537] "ما لم يُغَرْغِر". أي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون منزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. الحديث: 3537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 971 - [3540] "بِقُرابِ الأرْضِ". قال في النهاية: " أي بما يُقارِب مَلأَهَا، وهو مصدر: قارب، يُقارِب ". الحديث: 3540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 972 - [3543] "إنَّ رَحْمتي تَغْلِبُ غَضَبي". قال في النهاية: الحديث: 3543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 "هو إشارَة إلى سعَة الرحمة، وشمولها الخلق، كما يقال: غلب على فلان الكرم؛ أي هو أكثر خصَاله، وإلا فرحمة الله، وغضبه صفتان راجعتان إلى إرادته الثواب، والعقاب، وصفاته لا توصف بقلبة إحداهما الأخرى، وإنما هو على سبيل المجَاز للمبالغة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 956 973 - [3545] "رَغِمَ أنفُ رَجُلٍ". أي ذل، وعجز. الحديث: 3545 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 956 974 - [3548] "إنَّ الدّعاءَ يَنْفعُ مِمَّا نَزلَ، ومِمَّا لم يَنْزلْ". قال التوربشتي: "أما نفعه فصَبره عليه، وتحمله لهُ، ورضاه به حتى لا يكون هريرة. الحديث: 3548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 956 في نزوله متمنيا خلاف مَا كان، وَأما نفعه مما لم ينزل فهو أن يصرفه عنه، أو يمدّهُ قبل النزول بتأييد من عنده حتى يَخف معَه أعبَاء ذلك إذا نزل به". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 957 97 - [3549] "عَلَيْكُمْ بِقِيامِ اللّيْلِ فَإنَّهُ دَأْبُ الصّالِحينَ". قال في النهاية: " الدَأْبُ: العادةُ والشَّأنُ، وقد يُحرَّك، وأصله من دَأب فِي العَملِ إذا جَدَّ وتَعِب، إلاَّ أنّ العَرب حَوَّلَت مَعْنَاهُ إلى العَادَةِ، والشأنِ ". "قَبْلَكُمْ". قال الطيبي: " أي هي عبَادة قديمَة واظب عليَها الأنبيَاء، والأولياء [السابقون] ". "وَمَنْهاةٌ عن الإثْمِ". قال في النهاية: "أي حالةٌ عَن الإثم، وهي الحديث: 3549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 957 مَكانٌ مُخْتصٌّ بذلك. وهي مغفلة من النَّهي، وَالميم زائدة". "ومَطْرَدَةُ لِلدَّاءِ عن الْجَسدِ". قال في النهاية: "أي أنها حالةٌ من شَأْنها إبعَادُ الدَّاء، أو مكانٌ مختص به ويعرف، وَهوَ مَفْعَلة من الطَّرد" [وَقال الموفق عبد اللطيف البغدادي] . " ومُكفَرةٌ لِلسَّيئَاتِ " قال البيضاوي: " أي خصلة تكفر سيّئاتكم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 958 978 - [3551] "وَامُكُر لي، وَلا تَمْكر عَليَّ"؛ قال في النهاية: "مَكْرُ الله إيقاِعُ بَلائه بأعدَائه دون أوليائه. وَقيل: هو اسْتِدْرَاج العبد بالطاعَاتِ، فيَتَوَهَّم أنها مقبُولةٌ، وَهيَ مردودةٌ. والمعنى ألْحِقْ مَكرَك بأعدائي لا بي. وأصلُ المَكْرُ: الخِدَاعُ". "مخْبِتًا". قال في النهاية: "أي خاشعًا مُطيعًا، والإخْبَاتُ: الحديث: 3551 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 958 الخُشوع، والتَّواضُع، وقد أخْبتَ لله يُخْبِتُ". "أوَّاهًا". قال في النهاية: "الأوّاه: المتأوّه المُتَضرّع. وقيل هو الكثير البكاء. وقيل الكثير الدُعاء". "مُنِيبًا". قال في النهاية: " الإنابة: الرجوع إلى الله تعَالى بالتَّوبَة، يقال: أناب، يُنيب، إنَابَةً فهو منيب إذا أقبل ورجع ". "وَاغْسلْ حَوْبَتي". أي إثمي. "وَثبِّتْ حُجَّتي". قال في النهاية: "أي قَوْلي، وتصديقي في الدُّنيا وعنْد جواب الملَكَيْن في القَبْر". "وَاسْلُلْ سَخِيمةَ صَدْرِي". قال في النهاية: " هي الحقد في النفس ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 959 979 - [3553] "عِدْلَ أرْبعِ رِقابٍ من وَلَدِ إسْماعِيلَ". قال الطيبي: "من ولد" صفة رقاب، المعنى حصَل له من الثواب مثل مَا لو اشترى من أولاد إسْمعِيل وأعتقهُم، وإنما خصْهُ لأنه أشرَف الناس". وفي النهايَة: "العِدْل بالكسر وبالفتح. وهما بمعنى المِثْل. وَقيْل: الحديث: 3553 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 959 بالفتح مَا عدَلَه من جنْسِه، وبالكسْر مَا ليسَ من جنْسِه. وَقيل بالعَكس". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 980 - [3556] " [إن الله حيي كريم، يسْتحي إذا رفع الرجل إليه يَديه] أن يردهما صِفرا ". أي خاليين. الحديث: 3556 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 981 - [3557] "أحد، أحد". قال في النهاية: "أي أشار بإصبع وَاحدة لأن الذي تدعُو إليه وَاحد، وِهو الله تعَالى". الحديث: 3557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 982 - [3559] "مَا أصَرَّ من اسْتَغْمْر". قال في النهاية: " أصرَّ على الشيء، يُصِرُّ، إصْرَارًا إذا لزِمه، ودَاوَم عليه وثبت عليه. وَأكثر مَا يُسْتَعْمَل في الشرِّ والذنوب، يعني من أَتْبَع الذنب بالاستغفارِ فليس الحديث: 3559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 بمُصِرٍّ عليه، وإن تكرر منه". "ولو فعَله في اليَوْمِ سَبْعينَ مَرَّةً". قال البيهقي في شعب الإيمان: قال الشيخ أبو بكر محمد بن علي الشاشي: المراد بالسبعين هنا الكثرة، لا عدد السبعين بعينه. "كَانَ في كَنْفِ اللهِ": أي في ظل رَحمته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 961 983 - [3563] "لَو كَانَ عَليْكَ مِثْلُ جَبلِ صِيرٍ". وفي نسْخة صبرٍ وصوب الأول، قال في النهاية: " هذه الكلمة جاءت في حَدِيثين لِيَعلى، ومعَاذ: أمَّا عليّ فهو [صير] ، وهو جبل لِطَيء، وَأما معَاذ، فصبِيرٍ، وَهو اسم جَبَل باليَمَن كذا كذا فرق بينهما بعضهم ". الحديث: 3563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 961 984 - [3565] "لا يُغَادرُ". أي لا يترك. الحديث: 3565 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 961 985 - [3567] "مِن أرْذَلِ العُمرِ". أي آخره في حال الكبر، والعجز، وَالخوف. الحديث: 3567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 962 986 - [3570] "حدثثا أحمد بن الحسَن، حدثثا سُليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مُسْلم، حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رَباح، وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن الحديث: 3570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 962 عباس، قال: بَيْنما نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إذْ جَاءهُ عَليُّ بن أبي طَالِبٍ، فقال: أنت بأبي، وأُمِّي لقد تَفلَّتَ هذا القُرْآن من صَدْري". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 963 الحديث، هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضُوعات". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 964 987 - [3571] "سَلوا الله من فَضْلِه فَإنَّ الله يُحبُّ أنْ يُسألَ، وَأفْضلُ العِبَادَةِ انْتظارُ الفَرَجِ". قال المظهري: " يعني إذا نزل بأحد بَلاء فترك الشكايَة، وَصبر، وَانتظر الفرج فذلك أفضل العبَادات، لأن الصّبر في البلاء انقيَاد لقضاء الله وإنما استتبع انتظار الفرج. قوله: " يحب أن يسأل " لأن المراد بقوله: سلوا الله من فضله ادعُوا الله لإذهاب البلاء، والحزن، وانتظروا الفرج، ولا تستعجلوا في طلب إجابة الدُعاء ". الحديث: 3571 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 964 988 - [3573] "إذًا نُكْثر، قال: الله أكْثرُ". قال الطيبي: "أي الحديث: 3573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 964 أكثر إجابَة مِن دعائكم، المعنى إن إجابة الله في بابهَا أكثر، وأبلغ من دعائكم في بابه وهو قريب من قولهم: العسل أحلى من الخل، والصيف أحر من الشتاء، وإنما قال أكثر بالثاء المثلثة مشاكلة لقول: نكثر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 965 989 - [3577] "أستَغْفِرُ الله العظيم الّذِي لا إلهَ إلا هو الحيُّ القَيُّومُ". قال الطيبي: " يجوز في الحي القيوم النصب، صفة الله تعالى أو مدحًا، وَالرفع بدلاً من الضّمير، أو خبر مبتدأ محذوف على المدح ". "من الزَّحف". هو الجيش الدهم الذي يرى لكثرته كأنه يزحف، أي يدب، دبيبًا. الحديث: 3577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 965 990 - [3579] "أقْرَب مَا يكُون الرَّب من العَبْدِ في جَوْفِ الليْلِ الآخرِ". قال الطيبي: " الآخر: صفة لجوف الليل، على أن ينصف الليل ويجعل لكل نصف جوف، والقرب يحصُل في جوف النصْف الحديث: 3579 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 965 الثاني، فابتداؤه يكون من الثلث الآخر، وَهو وقت القيام للتهجّد. قال: وقوله: " في جوف الليل " يحتمل أن حالاً من الرب؛ أي قائلاً في جوف الليل: " من يدعوني فأستجيب [له] " سَدت مسَدّ الخبر، أو من العَبْد أي قائما في جوف الليل داعيًا، مستغفرًا على نحو قولك ضربني زيدًا قائمًا، ويحتمل أن يكون خبرًا الأقرب. فإن قلت مَا الفرق بين قوله في هذا الحديث: " أقْرَبُ مَا يكُوُن الرَّب من العَبْدِ " وفي الحديث الآخر: "أقرب مَا يكون العبد من ربه وَهو سَاجد". قلت: " رحمة الله سابقة، فقرب رَحمة الله من المحسنين سَابق على إحسَانهم، [فإذا سجدُوا] قربوا من ربهم بإحسَانهم، كما قال تعَالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) } وَفيه أن توفيق الله، وَلطفه، وإحسَانه سَابق على عمل العَبْد، وسبَب له، وَلولاه لم يصْدر من العَبْد خير قط. وَفي قوله: " فإن اسْتَطَعْتَ " إشارة إلى تعظيم شأن الذكر، وتفخيمه، وفوز من يستعد به، وَمن ثمّ قالَ: " أنْ تكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ الله " أي تنخرط في زمرة الذاكرين الله، ويكُون لك مسَاهمة فيهم وَهو أبلغ مما لو قيل: إن استطعت أن تكون ذاكرًا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 966 "عن أمه حُمَيْضَةَ". بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وَالضاد المعجمة بينهما تحتِية ساكنة. "عنْ جدتها يُسَيْرة". بمثناة تحتية مصغر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 967 991 - [3583] "عَليْكُنَّ بالتَّسْبيح، والتَّهْليل وَالتّقْديسِ". قال الحكيم، في نوادره: "التهليَل هو التوحيد والتقديس، التنزيه، وَهو التطهير، قالَ: والفرق بينه وبين التسْبيح، أن التسْبيح للأسْماء، والتقديس للآلاء وكلاهُما يؤدّيان إلى الطهر". الحديث: 3583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 967 992 - [3585] "خيْرٌ الدُّعَاءِ، دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ". قال الطيبي: "الإضافة فيه أن يكون بمعنى اللام أي دعاءً خصّ بذلك اليوم، وَقوله: الحديث: 3585 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 967 "وَخَيْرُ مَا قُلْتَ" بمعنى خير مَا دعوت، بيَان له، فالدعاء له؛ قوله "لا إلهَ إلا الله ... " إلى آخره. فإن قيل هُوَ ذكرٌ ليس بدعاء، أجيب بوجهين: أحدهما: أنه على سَبيل التعريض تجنبًا من التصْريح مُراعاة للأدب، وقد قيل لسُفيان هذا الثناء، فأين الدعاء فأنشد قول أمية بن أبي الصلت: إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء والثاني: الاشتغال بخدمة المولى، والإعراض عن الطلب اعتماد على كرمه فإنه لا يضيع أجر المحسنين، والفرق بين الوجهَين أن الذاكر في الأولى وإن لم يصَرّح بالطلب فهو طالب بما هو أبلغ من التصْريح بخلاف الثاني انتهى". وروى البيهقي في "شعب الإيمان" من طريق يعقُوب بن سُفيان قالَ: حدثنا الحسين بن الحسَن المروزي قال: سألت سُفيان بن عيينة عن تفسير قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أكثر دعائي، ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وَحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وَهو على كل شيء قدير" وإنما هو ذكر ليس [فيه] دعاء، قال سُفيان: تعرف حديث منصور عن مَالك بن الحارث: يقول الله تبارك وتعَالى: "من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 968 شغله ذكري عن مسئلتي أعطيته أفضل مَا أعطي السائلين" قلت: نعَم، قال: ذاك تفسير هذا، ثم قال: أتدري ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله، ومعروفه؟ قلت: لا، قال: لما أتاه قال: أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... ثناؤك إن شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء قال سُفيان: هذا مخلوق حين ينسَب إلى الجود قيل يكفيك من تعرضه الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 969 993 - [3586] "أسْألُكَ من صَالِحِ مَا تُؤتي النَّاسَ من المَالِ، وَالأهْلِ، وَالوَلدِ". قال الطيبي: " منْ -الأولى- زائدة على مذهب الأخفش، (ويجُوز أن تكون بمعنى البعض) ومِنْ -الثانية-: بيان مَا. وَقوله: "غَيْرِ الضَّالِّ " مجرور بدل من كل وَاحد من المال، والأهل، الحديث: 3586 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 969 وَالولد، على سَبيل المبدل، والضال هنا يحتمل أن يكون للنسْبَة أي غير ذي ضلال". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970 994 - [3591] "من مُنْكراتِ الأخْلاقِ، وَالأعْمالِ والأهواءَ". قال الطيبي: " الإضافة في القرينتين الأوليين إضافة الصفة إلى الموصوف، والثالثة: بمعنى، لأن الأهواء كلها منكرة ". الحديث: 3591 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970 995 - [3596] "المستهترون في ذكر الله". قال في النهاية: "يعني الذين أولعُوا به". الحديث: 3596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970 996 - [3600] "فُضْلاً". قال في النهاية: "أي زائدة عن الحديث: 3600 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970 الملائكة المُرَتَّبين مع الخلائق، ويُروى بسُكون الضاد وضمّهَا، قال بعضهم: والسكون أكثر وأصْوَب، وهما مَصْدر بمعنى الفَضْلة، والزيادة". "هَلُمُّوا". أي تعالوا، فيحفّون بهم، أي يطوفون بهم ويدُورُون حولهُم. "هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى لَهُمْ جَلِيسٌ". قال الطيبي: "بمعنى أن مجالستهم مؤثرة في الجليس، فإذا لم يكن للجليس نصيب مما أصابهم كان محرومًا فيشقى، فإذًا لا يستقيم وصفًا لقوم بهذه الصفة، ولو قيل هم قوْم يسعد بهم جليسهم لم يكن بهذه الحيثية". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 971 997 - [3602] "لِكُلِّ نبيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتجابةٌ". أي في حق أمته، الحديث: 3602 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 971 فكل من الأنبياء نالهَا في الدنيَا بإهلاك قومه. "وَإنِّي اخْتَبَأتُ دَعْوَتِي". أي ادخرتها، وجعلتهَا خبيئة. "وَهِي نَائِلةٌ". أي واصلة. "من مَاتَ". في محل النصب على أنه مفعُول نائلة. "لا يُشْرِكُ بِالله ". نصب على الحال من فاعل مَات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 972 998 - [3603] "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي". قال البيضاوي: الحديث: 3603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 972 "يصح إجراء الظن على ظاهِره؛ أي أعامله على حسب ظنه، وأفعل به مَا يتوقعه مني، والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله، ويجوز أن يفسّر بالعِلم والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إليّ، وحسابه عليّ، وأن ما قضيت له من خير وشرّ فلا مَرد له، "لا مُعطي لما منعت، ولا مَانع لما أعطيت". أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في الإيمان والوثوق بالله تعَالى قرب منه وَرفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب، وإذا سأله استجاب. "وَأنا معَهُ حِينَ يَذْكُرني". أي بالتوفيق، والمعُونة أو أسمع ما يقول. "فإن ذَكَرني في نَفْسِهِ". أي سرًّا أو خفية إخلاصًا، [وتجنبًا] للرياء. "ذكَرتُه في نفسِي". أي أُسِرُّ بثوابه على منوال عَمله، وأتولى بنفسِي إثابته لا أَكله إلى أحَد من خلقي. "وَإنْ ذَكَرني في مَلأٍ ذَكَرتهُ في مَلأٍ خَيْرٍ منْه". أي ملأ من الملائكة المقربين، وأرواح المرسلين، والمراد منه مجازاة العبد بأحسَن مما فعَلهُ وأفضل مما جاء به" انتهى كلام البيضاوي، قال الطيبي: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 973 "وإنما قيده بقوله، وَأروَاح المرسلين لئلا يسْتدل بهذا الحديث على أن الملائكة أفضل من البشر، على أن المراد من الملأ الملائكة فحسب". قال: وقوله: "ذَكَرتهُ في نَفْسِي" جاء على سَبيل المشاكلة. "وَإن اقْتَرَبَ مني شبرًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا" إلى آخره. قال النووي: " هذا من أحاديث الصفات ويستحيل إرادَة ظاهِره، ومعناه: من تقرب إلىّ بطاعتي تقربت إليه برحمتي، وَإن زاد، زدته ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 974 999 - [3604] "لذعته حُمةٌ". قال في النهاية: " هي بالتخفيف: السَمُّ، وَقد تشَدّد، وأنكره الأزهري، ويُطْلَق على إِبْرة العَقْرب للمُجاورَة لأنّ السمَّ منهَا يَخْرج، وأصلُها حَموٌ وحُمَيٌ بوزن صُرَدْ. والهاء فيهَا عوض من الواو المحذوفة والياء ". الحديث: 3604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 974 1000 - [3604] "اللَّهُمَّ مَتِّعني بِسمعي، وَبَصري، وَاجْعَلْهما الوارث مِنِّي". ذكر أن المراد بالسمع، والبصر هنا، أبو بكر، وَعمر الحديث: 3604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 974 لقوله في الحديث الآتي، هذان السمع، والبصَر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 975 1001 - [3604] "حتى يْسألَ شِسْعَ نَعْلهِ". هو أحد سيور النعل، وَهو الذي يدخل بين الإصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي هو صَدر النعل المشدود في الزمَام، والزمَام السير الذي يدخل فيه الشسع". الحديث: 3604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 975 "أبَواب المناقب" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 976 1002 - [3607] "كَمَثلِ نَخْلَةٍ في كَبْوَةٍ". قال في النهاية: "قال شَمِر: لم تُسْمع الكَبْوةَ، ولكنا سَمِعْنا الكِبَا، والكُبَة، وَهي الكُنَاسَة والتُّراب الذي يُكْنَس من البَيْت. وقال غيره: [الكُبَة] من الأسماء الناقصة، أصْلها: كُبْوَة، مثل قُلَةٌ، وَثُبَة؛ أصلها قُلْوَة، وثُبْوَة. وَيقال للَّربْوة، كُبْوَة بالضم. قال الزمخشري: الكِبَا: الكُنَاسَة، وجَمْعُهَا: أكْبَاء. والكُبَة بوزن قُلَة، وَظُبَة نحوها، وأصْلهَا: كبوة وعلى الأصل جاء الحديث، إلا أنّ المُحَدِثَ لم يضْبط الكلمة فجعَلها كَبْوة بالفتح، فإن صحَّت الرِّوايَة بهَا فَوَجْهِه أن تُطْلق الكَبْوَة. وَهي المرَّة الواحِدة من الكَسْح على الكُسَاحَة، والكُنَاسَة". الحديث: 3607 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 976 1003 - [3609] "مَتَى وَجبت لَكَ النُّبُوةُ؟ قال: وَآدمُ بَيْنَ الرُّوحِ، الحديث: 3609 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 976 والْجَسَدِ". قال الرافعي: هو معنى قوله: أنا أول الناس خروجًا. وقال السبكي: " أنا أوّل من تنشق عنه الأرض إذا بعثوا كنت أمام النبيين ". قال التوربشتي: " هو بكسْر الهمزة وَالذي يفتحهَا، وينصبه عَلى الظرف، فإنه لم يصب ". - 3613 "وَصَاحب شفاعتهم" قال الرافعي في تاريخ قزوين: " يجوز أن يقال معناه، وصَاحب الشفاعة [العَامّة بينهم، ويجوز أن يريد وصَاحب الشفاعة] لهُم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 977 1004 - [3616] "وأنا أول شافع وأنا أول مشفع". قال الحديث: 3616 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 977 الرافعي: " فيه دليل على أن غيره يشفع، ويشفع وكونه أولاً في الشفاعَة، والتشفيع يبين علوّ مرتبته ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 978 1005 - [3618] "حتَّى أنكرْنا قُلُوبَنا". قال التوربشتي: " يريد أنهم لم يجدُوا قلوبهم على مَا كانت عليه من الصّفا، والألفة والرقة لإنقطاع مَادَّة الوحي، وفقدان مَا كانوا يمدّون به من قبل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من التأييد والتعليم، وَلم يرد أنهم لم يجدُوهَا على ما كانت عليه من التصديق ". الحديث: 3618 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 978 1006 - [3619] "خَذْق الفِيلِ". بخاء، وذال معجمتين الحديث: 3619 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 978 وقاف؛ أي روثه. "محيلا". بحاء مهْملة؛ أي متغيرًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 979 1007 - [3620] "عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: خَرَجَ أبو طالبٍ إلى الشَّام، ومَعَه النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أشْياخٍ من قُرَيْش فَلمَّا أشْرفُوا على الرَّاهب ... " الحديث. الحديث: 3620 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 979 1008 - [3623] "بالطّويلِ البَائنِ". أي المفرط طولاً الذي يعد عن قد الرجال الطوَال. "ولا بِالأبْيَضِ الأمْهَقِ". هو الكريه البيَاض كلون الجص، يريد أنه كان نيّر البيَاض. "ولا بالأدم". هو الأسمر الشديد. الحديث: 3623 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 980 1009 - [3632] "كفلق الصُّبح". بفتح الفاء، وَاللام ضؤه، الحديث: 3632 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 980 وإنارته. "صلصَلة". هي صَوت الحدِيد إذا حرَّك. "فَيفْصمُ عَنهُ". بالفاء، أي يقطع. "وَإنَّ جَبِينه لَيَتَفصَّدُ عرقًا". بالفاء، أي يسيل تشبيهًا في كثرته بالفصَاد. "وعرقًا". منصوب على التمييز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 981 1010 - [3637] "ضخم الكرادِيس". هي رؤوس العظام، واحدهَا كردوس، وَقيل: هي ملتقى كل عظمين، كالركبتين، وَالمرفقين، والمنكبين أرَاد أنه ضخم الأعضاء. الحديث: 3637 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 981 "تَكفَّأ". تميل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 982 1011 - [3638] "أجردَ ذُو مَسْربَة". قال في النهاية: " الأجْرد؛ الذي ليس على بدنه شَعَر، وَلم يكن كذلك، وإنما أراد به أن الشَّعر كان في أمَاكن من بدنه كالمسْرُبَة، والسَاقَين فإن ضِدّ الأجْرَد الأشْعَرُ، وهو الذي على جميع بدَنه شَعَرٌ ". "لهَجَة". هو اللسان. "وأليَنُهم عَرِيكةً". قال في النهاية: " العَرِيكةُ: الطَّبيعة. يقال: فُلان ليِّن العرِيكة، إذا كان سَلِسًا، مُطَاعًا، منْقَادًا، قليل الخلاف، والنُّفُور ". الحديث: 3638 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 982 1012 - [3639] "ما كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْرُدُ سَرْدكَمْ". قال في النهاية: الحديث: 3639 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 982 "أي لم يكن يتابع الحديث ويَسْتَعجل فيه". "فَصْلٌ". أي بَيّن ظاهر يفصل بين الحق، والبَاطل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 983 1013 - [3643] "مِثْلُ زِرِّ الْحَجَلةِ". قال في النهاية: " الزِّرُّ: وَاحِدُ الأزْرَار التي تُشَد بهَا الكَلَلُ، والسّتورُ على مَا يكون في حَجَلة العَروس، وقيل إنما هو بتقديم الراء على الزاي، ويريد بالحَجَلة القبجَة، مأخوذ من أرَزَّت الجَرادة إذا كبست ذنَبهَا في الأرض فباضَت قالَ: وَيشهَد له قوله: في الحديث الذي يليه: الحديث: 3643 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 983 1014 - [3644] "غُدَّةً حَمْراءَ مثل بيضَةِ الحمَامَة" انتهى، الحديث: 3644 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 983 "وغدة" بالدال المهملة وصحفهَا بعض أهل عصرنا بالزاي، وسألني عنها فقلت له: إنما هي بالدال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 984 1015 - [3645] "حُمُوشةٌ". بحاء مهمَلة، وشين معجَمة، أي دقة. الحديث: 3645 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 984 1016 - [3646] "ضليع الفَمِ". قال فيِ النهاية: " أيْ عظيمة. وقيل واسِعَة والعَربُ تحمد عِظَمَ الفَمِ، وتذمُّ صِغره ". "أشْكَلُ العَينينِ". قال في النهاية: " أي في بَيَاضها شيء من حُمْرة، وهو محمودٌ محبوبٌ ". "منهوس العقب". قال في النهاية: "يروى بالسين وبالشين الحديث: 3646 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 984 أيضًا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 985 1017 - [3648] "كأنَّ الشّمسَ تجري في وَجْههِ". قال الطيبي: " شبه جريَان الشمس في فلكها، بجريان الحسن في وَجهه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفيه عكس التشبيه للمبَالغة، قال: ويحتمل أن يكون من بَاب تناهي التشبيه جعل وَجهه مقرًّا ومكَانًا للشمس ". الحديث: 3648 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 985 1018 - [3655] "ولو كنت متخذًا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلاً". قال البيضاوي: " الخليل الصّاحب الوادّ الذي يفتقر إليه ويعتمد في الأمُور عليه فإن أصل التركيب للحاجَة، والمعْنى لو كنت الحديث: 3655 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 985 متخذًا من الخلق خليلا أرجع إليه الحاجات وَأعتمد عليه في المهمّات لاتخذت أبا بكر، ولكن الذي ألجأ إليه وَأعتمد عليه في جملة الأمور، وَمجامع الأحوال هو الله تعَالى". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 986 1019 - [3658] "وأنعما". قال في النهَاية: " أي زاد فَضَلا، يقال: أحسَنْتَ إلي وَأنْعَمْتَ: أي زِدتَ عليّ الإنْعام. وَقيل: معناه صَار إلى النعيم وَدخلا فيه كما يقال: أَشْمَلَ، إذا دَخل في الشِّمال ". وفي تاريخ ابن عسَاكر في آخر الحديث فقلت لأبي سَعِيد، ومَا أنعما، قال: وَأهل ذلك هما، ومن طريق آخر، قال: أتدري مَا أنعما، قال لا، قال: وحق لهما. ومن طريق أحمد بن حنبل سمعتُ سفيَان بن عيينة يقول: وأنعما؛ قال: وَأهلا، ومن طريق خالد بن محمد بن الحديث: 3658 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 986 خالد قال: سمعت أبا عبيد القاسم ابن سَلام يقول: معنى قوله في هذا الحديث: وأنعما؛ يعني وأرفعا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 987 1020 - [3664] "هَذان سَيِّدَا كهولِ أهْلِ الجنَّةِ". قال الطيبي: "اعتبر مَا كانوا عليه في الدنيَا وإلاّ فليس في الجنة كهل" كقوله تعالى: {وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} وقال في النهاية: "الكهل من الرجَال من زاد على ثلاثين إلى تمام الخمسين، وَقيل أراد بالكهْل هنا الحليم العاقل؛ أي أن الله يدخل أهل الجنة حلماء، وعقلاء". الحديث: 3664 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 987 1021 - [3671] "هَذان السَّمْعَ والبَصَرُ". قال البيضاوي: "أي الحديث: 3671 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 987 هما في المسْلمين بمنزلة السمّع، والبصَر في الأعضاء، أو منزلتهما في الدين منزلة السمع، والبصر في الجسَد، أو هما من في العزة كالسمع، والبصر، ويحتمل أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَماهما بذلك لشدة حِرصهما على استماع الحق واتباعه وتهَالكهما على النظر في الآيات المبينة في الأنفس، والآفاق، والتأمل فيهَا، والإعتبار بهَا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 988 1022 - [3672] "إنكن أنتن صَواحب يوسف". قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أمَاليه: " كيف يصح التشبيه بصواحب يوسف مع أن القضيتين متباينتان لا سيما بأتم أنواع التشبيه؟ قال: والجواب: أن الحديث: 3672 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 988 التشبيه وقع باعتبار المكر الموجود في القضيتين، لأن المكر هو أن يكون الظاهر مخالفًا للباطن، وصَواحب يوسف أتين زليخا، ليعتبْنهَا ومقصودهن أن يدعون يوسف لأنفسهن، وَهذا مكر، وعائشة رضي الله عنها كان مرادهَا أن لا يتطير الناس بابيهَا لوقوفه مكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 989 1023 - [3673] "حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أحمد بن بشير عن عيسى بن ميمون الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمّهم غيره". أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، وترجم عليه باب إمَامة من اسمه أبو بكر في كل من يكون اسْمه أبا بكر وهذا فهم عجيب بل هو خاص بالصديق رضي الله عنه كما فهمه الترمذي، قال المظهري: "هذا دليل على فضله على جميع الحديث: 3673 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 989 الصَحابة. فإذا ثبت هذا فقد ثبتت خلافته فإن خلافة المفضول مع وجود الفاضل لا تصحّ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 990 1024 - [3674] "من أنفقَ زَوْجَينِ". قال في النهاية: " الأصْلُ في الزوج: الصِّنف، والنَّوع من كل شيء، وكل شيئين مُقْترِنَين؛ شكلين كانا أو نقيضين فهما زوجَان وكلُّ واحد منهما زوج. يريد من أنفق صِنْفَين من مَاله في سبيل الله ". الحديث: 3674 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 990 1025 - [3675] "ووافقَ ذلكَ مالاً". أي صَادف أمْره بالتصدق الحديث: 3675 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 990 حصُول مَال عنده. "فقال: يَا أبا بكر ما أبقيت. لأهلك؟ فقال: أبقيت لهُم الله ورَسُوله". قال البيهقي في شعَب الإيمان: " أخبرنا أبو عبد الرحمن السُلمي قال سُئل الأستاذ أبو سَهْل محمد بن سليمان عن هذا فقال: هو التجريد لله بالكلية، وإدخال الرسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه لمكان الإيمان، وحقيقة التعَلق بالسبب في الوصول إلى المسبب، الأعلى وأن إليه إنقطاعه، فإذا كمل توكل المتوكل، تحقق فيه، أخبر إن شاء عن السبب وَإن شاء عن المسبب لأن الكل عنده وَاحد لتعلق الفروع في الكل بالأصل". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 991 1026 - [3680] "فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل". قال الطيبي: " فيه دلالة ظاهرة على فضله صلوات الله وسلامه عليه [على] جبريل ومكائيل. والوزير من الوزر، وهو الحديث: 3680 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 991 الثقل، فإنه يتحمل عن الملك أوزاره، ومؤنه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 992 1027 - [3681] "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك". قال الطيبي: " أي قوِّهِ وانْصُره ". الحديث: 3681 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 992 1028 - [3682] "إنّ الله جَعَل الحق على لسَان عمر". قال الطيبي: " ضمن "جعل " معنى "أجرى" فعدّاه بـ "عَلى" ومنه معنى ظهور الحق، واستعلائه على لسَانه، وَفي وضع "الجعل" موضع "أجرى" إشعَار بأن ذلك خليق ثابت مُستقر ". "مَا نزلَ بِالنَّاسِ أمرٌ قَطٌ فَقالوا فيهِ وقال فيه عُمرُ إلا نزلَ فيهِ القُرْآنُ على نحو مَا قال عُمرُ" ..... الحديث: 3682 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 992 1029 - [3689] "يا بِلالُ بِمَ سَبَقْتني إلى الجنَّةِ مَا دَخَلْتُ الجنَّةَ قَطُّ إلا سَمِعْتُ خَشْخَشتكَ أمَامي". قال العراقي في شرح التقريب: "إن قيل مَا معنى رؤياه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لبلال أمَامَهُ في الجنة كلما دخل مع كونه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أول من يدخل الجنة فكيف معنى تقدم بلال عليه في هذه الرؤيَا؟ فالجواب: أنه لم يقل في هذه الرؤيا أنه يدخلهَا قبله في القيامَة وإنما رَآه أمامهُ في مَنامِه، وأما الدخول حقيقة فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أول من يدخلهَا مُطلقًا وأما هذا الدخول فالمراد به سَريَان الروح في حالة النوم فلا إشكال في ذلك". " خَشْخَشتكَ ". قال في النهاية: " الخَشْخَشة: حركة لها صوت كصَوْت النحاس ". الحديث: 3689 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 993 1030 - [3690] "إنِّي كُنْتُ نَذرْت إنْ رَدَّكَ الله سَالمًا، أنْ أضْربَ الحديث: 3690 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 993 بَيْنَ يَديْكَ بِالدُّفِّ". قال التوربشتي: " إنما مكنها من ضرب الدف بين يدَيه لأنهَا قد نذرت، فدل نذرهَا على أنها عدّت انصرَافه عل حال السلامة نعمة من نعم الله عليهَا فانقلبَ الأمر فيه من صيغة اللهو إلى صيغة الحق ومن المكروه إلى المسْتحبّ "، وفي النهاية: " الدُّف؛ بالضم وَالفتح ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 994 1031 - [3691] "فسَمعْنا لَغطًا". هو الصّوت الشدِيد الذي لا الحديث: 3691 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 994 يفهم. " تُزْفنُ " بزاي، وفاء، ونون؛ أي ترقص. "فَانفضَّ النَّاسُ عَنْها". أي تفرق النظارَة الذين كانوا حول الحبشية الراقِصَة عنها، لمهَابَة عمر رضي الله عنه، والخوف من إنكاره عليهم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 995 1032 - [3693] "قد كاد يكون في الأمم مُحَدَّثون". قال في النهاية: " جاء في الحديث تفسِيره: أنهم المُلْهَمُون. وَالمُلْهَم هو الذِي يُلْقَى في نفسِه الشيء فيُخْبِر بِه حَدْسًا، وفِراسَة، وَهو نوع يَخْتَصُّ به من يشاء من عباده الذين اصطفاهم مِثْلَ عُمِر، كأنَّهم حُدِّثو بشيء فقالوهُ ". "فإنْ يَكُن في أمتي أحدٌ فعُمرُ". قال التوربشتي: " لم يرد هذا القول مورد التردد، فإن أمته أفضل الأمم وإذا كانوا [موجودين] في غيرهم من الأمم فبالأحرى أن يكونوا في هذه الأمّة أكثر عددًا، أو أعلى رتبة، وإنما ورد مورد التأكيد، والقطع به، ولا يخفي على ذي الفهم محْمله، يقول الرّجُل إن يكن لي صَديق فهو فلان يريد بذلك اختصَاصه بالكمال في صَداقته لا نفي الأصْدِقاء". الحديث: 3693 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 995 1033 - [3695] " [يَوْمَ] السَّبع". قال في النهاية: "قال الحديث: 3695 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 995 ابن الأعرابي: السَّبْع بسكون الباء الموضع الذي يكونُ إليه المحْشَر يَوْم القيامَة، أراد مَنْ لهَا يوم القيامةِ، والسَّبعْ أيضًا: الذُّعرُ سبَعْتُ فلانًا، إذا ذَعَرْته. وسَبعَ الذئبُ الغنم إذا فرسَهَا أي من لها يومَ الفَزَع. وَقيل: هذا التأويل يفْسُدُ بقول الذئب في تَمام الحديث: "يَوْمَ لا رَاعِي لَها غيْري". والذئب لا يكونُ لها رَاعٍ يوم القيامَة. وقيل أرادَ من لهَا عِنْدَ الفِتَن حين يتركها الناسُ همَلا لا رَاعِي لَهَا نُهْبَةً للذئاب، والسَّبَاع، فجعل السبُع لها راعيًا إذ هُو مُنْفَردٌ بهَا، ويكُونُ حينئذ بضم الباء. وهذا إنذارٌ بما يكون من الشَّدَائدِ والفِتَن التي يُهْملُ الناسُ فيهَا موَاشِيهَم فتسْتَمْكن منها السِّباع بلا مَانِع. وقال أبو عبيدة: "يوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 996 السبْع عيْدٌ كان لهم في الجاهليَّة يشتَغِلون بعِيدِهم ولَهْوهِم، وليس بالسَّبُع الذي يَفْتَرسُ الناسَ". قال أبو موسى: " وأملاه أبو عامر العبْدَري الحافظ، بضم الباءِ، وكان من العِلْم، وَالإتقَان بمكَانٍ ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 997 1034 - [3700] "من جيش العسرة". هو جيش غزوَة تبوك لأنهَا كانت في شدة الحر، وجَدب البلاد. "بأحْلاسِها وأقْتابهَا". الحلس؛ كساء رقيق يجعل تحت البردعَة، والقتب للجمل، كالإكاف لغيره. "مَا على عُثمانَ مَا عَملَ بَعْدَ هَذه". قال المظهري: " أي ما عليه أن يعمل بعد هَذِه من النوافل دون الفرائض لأن تلك الحسَنة تكفيه عن جميع النوافل ". وقال الطيبي: "المعْنى لا على عثمان بأس الذي عمل بعد هذه من الذنوب، فإنهَ مغفُورة مكفرة ونحوه قوله: "الله قد اطلع على أهل بدر الحديث: 3700 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 997 فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 998 1035 - [3702] "بيعَةِ الرَّضْوانِ". هي البيعة التي جرت تحت الشجَرة عام الحديبيَة، سميت بذلك لما نزل في أهلهَا: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ} الآية. "إن عُثمانَ في حَاجةِ الله، وحَاجةِ رَسولهِ ". قال الطيبي: "هو من باب قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} " في أن رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمنزلةٍ عند الله ومكانةٍ كأن حاجته، حاجته، تعالى عن الاحتياج علوًا كبيرًا. الحديث: 3702 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 998 1036 - [3703] "شَهدْتُ الدَّارَ". أي حضرت دار عثمان التِي الحديث: 3703 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 998 حاصرُوه فيهَا. "رُومة". بضم الراء اسم بئر بالمدينة. "يَجْعَلْ دَلْوَة مع دِلاءِ المسْلمين". قال الطيبي: " مَعَ هو المفعول الثاني. "ليجعل"؛ أي يجعَل دلوه مصَاحبًا، وواحدًا من دلاء المسلمين، وَهو كناية عن التوقف، التسْبيل ". "بِخْيَرٍ" الباء، باء البدَل، تتعلق بيشتري، وليسَت مثلها في قوله: اشتريت هذا بدرهم، المعنى من يشتريها بثمن ثم يبدلها بخير منهَا. " [من] ماءِ البَحْرِ". أي ما فيه ملوحة كماء البحر، وَالإضافة فيه للبيَان، أي ماء شبيه ماء البحر. "اللَّهُمَّ نَعَمْ". قال المظهري: " قد يؤتى باللهم قبل كلمتي الجحد، والتصديق في جواب المستفهم كقولهم اللهم لا، ونعَم تمكينًا للجواب ". "بالحَضِيض". هو قرار الأرض، وأسفل الجبل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 999 1037 - [3704] "مُقنَّعٌ في ثَوْبٍ". أي مطيلس. الحديث: 3704 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1000 1038 - [3705] "يُقَمِّصُكَ قَميصًا". استعار القميس للخلافة ورشحهَا، بقوله: " فإنْ أرَادُوكَ على خَلْعِه فَلا تَخْلعهُ لَهُمْ ". قال في الأساس: " ومن المجاز قمصّه الله وَشي الخلافة وتقمص لباس العروس ". الحديث: 3705 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1000 1039 - [3706] " [لك أجْرُ رَجلٍ شَهدَ بَدْرًا، وسَهمهُ] ". الحديث: 3706 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1000 1040 - [3710] "على بَلْوى تُصِيبهُ". قال البيضاوي: " "على" هنا بمعنى مع ". الحديث: 3710 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1001 1041 - [3711] "قد عَهدَ إليَّ عهدًا، فأنا صَابرٌ عَليْهِ". قال الحديث: 3711 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1001 الطيبي: " أي أوصاني بأن أصبر، ولا أقاتل، ولا يجوز أن يقال الوصية هي قوله: " فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه " فإن ذلك يوهم المقاتلة معهم للدفع ". 1041 م - 3714 "من كُنْتُ مَوْلاَهُ فعَليٌّ مَوْلاهُ". أراد بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) } وقيل: سبب ذلك أن أسَامة قال لعَلي لسْت مولاي إنما مولاي رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذلك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1002 1042 - [3719] "وَلا يؤدِّي عَنِّي إلا أنا، أوْ عَليٌّ". قال الطيبي: "كان الظاهر أن يقال لا يودي عني إلا علي فأدخل أنا تأكيدًا لمعنى الحديث: 3719 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1002 الاتصَال في قوله عليٌّ مني، وأنا من عليّ". وقال التوربشتي: " كان من دأب العَرب إذا كان بينهم مقاوَلة في نقض وإبرام وصُلح، ونبذ عهد أن لا يودي ذلك إلا سيد القوم، أو من يليه من ذوي قرابته، القريبة، ولا يقبلُونه من سواهم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1003 1043 - [3721] "حدثنا سُفيان بن وكيع، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مَالك، قال: " كان عِنْدَ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَيْرٌ فقال: اللهُمَّ ائتنِي بأحَبِّ خَلْقكَ إلَيْكَ يأكُلُ مَعي هذا الطَّيرَ. فجاء عليٌّ فأكلَ مَعهُ ". هذا أحد الأحاديث التي انتقدهَا الحافظ سِراج الدين القزويني على المصَابيح، الحديث: 3721 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1003 وزعم أنه موضوع، وقالَ الحافظ صَلاح الدين العلائي: " ليسَ بموضوع بل له طرق كثيرة غالبهَا وَاه، ومنهَا مَا فيه ضعف قريب، وربما يقوي بعض منهَا بمثله إلى أن ينتهي إلى درجة الحسن " والسدي إسماعيل احتج به مسلم، والناس، وعيسَى بن عُمَر هو الأسَدي، الكُوفي، القاري، وثقة يحيى بن معين وغيره، ولم يُتَكلم فيه وَعبيد الله بن موسى مشهور من رجال الصحيحين، وقد تابعه على روايته عن عيسَى بن عمر مسهر بن عبد الملك، أخرجه النسائي في خصَائص علي، ومُسْهر هذا وثقة ابن حبّان، والحسَن بن حماد الورّاق وقال النسَائي ليسَ بالقويّ، وقال البخاري، فيه بعض النظر وعلى هذا فيصْلح حديثه متابعًا، وقد روَاهُ الحاكم في المسْتدرك من ْطريق محمّد بن أحمد بن عيَاض، حدثنا أبي حدثنا يحيى بن حسّان، عن سُليمان بن بلال عن يحيى بن سعِيد عن أنس أطول ممّا تقدم وكل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1004 رجال هذا ثقات، لكن أحمد بن عياض لم أر من تكلم فيه بتوثيق، ولا جرح، وابنه محمد مشهُور صَدوق، روى عن حرملة، وجماعة، ورواه عنه الطبَراني، وَطائفة، فهذان الطريقان أمثل مَا روى فيه وقد سَاق ابن الجوزي في العِلل المتناهيَة للحديث طرقًا كثيرة عن أنس واهِيَة، وقال الحاكم في المستدرك: " روَاه عن أنس جماعَة أكثر من ثلاثين نفسًا ثم صحت الرواية عن علي، وأبي سعيد، وسفينة " ولم يذكر طرق أحاديث هؤلاء، وخرج أبو بكر بن مردوية في طرق هذا الحديث جزءً، وقال ابن طاهر الحافظ: كل طرقه باطِله معلولة وهو غلو منه في مقابلة تساهُل الحاكم، والحُكم على الحديث بالوضع بعيد جدًّا، ولذلك لم يذكرُه أبو الفرج في كتاب الموضوعات انتهى. قال التوربشتي: قوله: " بأحب خَلْقَكَ إلَيْكَ " مؤوّل، أي بمن هو من أحب خلقك إليك فيشاركه غيره، وَهم المفضلون بإجماع الأمّة، وهذا مثل قولهم: فلان أفضل الناس، وأعقلهم، أي من أفضلهم، وأعقلهم ومما يبين لك أن حمله على العموم غير جائز أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من جملة خلق الله ولا جائز أن يكون أحبّ إلى الله منه، أو يؤول على أنه أراد به أحبّ خلقه إليه من بني عمّه، وذويه، وقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يطلق القول، وَهو يريد تقييده، ويُعِم به ويريد تخصِيصه فيعرفه ذُو الفهم بالنظر إلى الحال، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1005 أو الوقت، أو الأمر الذي هو فيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1006 1044 - [3723] "حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر الرومي، حدثنا شَرِيك، عن سَلمة بن كهيل، عن سُويد ابن غفلة، عن الصُنابحي عن علي قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنا دار الحكمة، وَعلي بابها". "هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شَرِيك ولم يذكروا فيه عن الصُنابحي ولا يعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شَرِيك وفي الباب عن ابن عباس". الحديث: 3723 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1006 هذا أحد الأحاديث التي انتقدَها الحافظ سراج الدين القزويني على المصَابيح، وزعم أنه موضُوع وقال الحافظ صَلاح الدين العلائي في أجوبته: " هَذا الحديث ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من طرق عدة وجزم ببطلان الكل "، وكذلك قال بعده جماعة، منهم الذهبي في الميزان، وَغيره، والمشهور به رواية أبي الصلت عبد السلام بن صَالح الهروي عن أبي معَاويَة، عن الأعمش، عن [مجاهِد] ، عن ابن عباس مرفوعًا، وعبد السلام هذا تكلم فيه كثير، قال النسائي: ليسَ بثقة، وقال الدارقطني، وَابن عدي: متهم، زاد الدارقطني: رافضيّ، وقال أبو حاتم: لم يكن عندي بصَدُوق وضرب أبو زُرعة على حديثه، ومع ذلك فقد قال: قال الحاكم: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1007 حدثنا الأصم، حدثنا عباس يعني الدوري قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال ثقة فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معَاويَة حديث أنا مدينة العِلم، فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وَهو ثقة عن أبي معَاويَة، وكذلك روى صَالح جزرَة أيضًا عن ابن معين، ثم سَاقه الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن الضريس، وَهو ثقة حافظ عن محمد بن جعفر الفيدي عن [أبي] معَاويَة". وَقالَ أبو العباس أحمد بن محمد بن محرز: سَألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: ليسَ ممن يكذب، فقيل له في حديث أبي معاويَة: " أنا مدينة العِلم " فقال هو من حديث أبي معاويَة أخبرني ابن نمير قال: حدث به أبو معاوية قديمًا ثم كف عنه، وكان أبو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1008 الصلت رَجلا مُوسرًا يطلب هذه الأحاديث، ويلزم المشايخ، قلت: فقد برىء أبو الصلت عبد السلام من عهدته وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ، وحفاظهم المتفق عليهم، وقد تفرد به عن الأعمش فكان مَاذا؟ وأي استحالة في أن يقول لله مثل هذا في حق علي، وَلم يأت كل من تكلم في الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذِه الروَايات الصحيحَة عن يحيى بن معين، ومَع ذلك فله شاهِد قوي روَاه الترمذي من حديث علي، ورواه أبو موسى الكجّي وغيره عن محمد بن عمر ابن الرومي، وَهو ممن روى عنه البخاري في غير الصحيح، وقد وثقه ابن حبان وضعفه أبو داود، وقال أبو زرعَة: فيه لين، وقال الترمذي ورى بعضهم هذا عن شَريك، فقد برئ محمد بن الرومي من التفرد به وشَرِيك هو ابن عبد الله النخعي القاضي، احتج به مسْلم، وعلق له البخاري ووثقه يحيى بن معين، وقال العجلي ثقة حسن الحديث. وقال عيسَى بن يونس مَا رأيت أحدًا قط أوْرَع في علمه من شَرِيك فعَلى هذا يكون تفرده حسنًا، فكيف إذا انضم إلى حديث أبي معَاوَية المتقدم، ولا يرد عليه روايَة من أسقط منه الصُنابحي، لأن سُويد بن غفلة تابعي مخضرم أدرك الخلفاء الأربعة، وسمع منهم فَذِكْرُ الصُنابحي فيه من المزيد في متصل الأسَانيد، ولم يأت أبو الفرج، ولا غيره بعله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1009 قادحَة في حديث شَرِيك سوَى [دعوى] الوضع دفعًا بالصدر. انتهى كلام العلائي. وقال الحافظ ابن حجر في أجوبته: " حديث ابن عباس أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة المسمى بالاستيعَاب ولفظه: " أنا مدينة العلم، وعلي بابهَا فمن أراد العِلم فلياته من بابه " وصححه الحاكم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس بهذا اللفظ، وَرجاله رجال الصحيح إلا عبد السلام الهروي فإنه ضعيف عندهم ". وقال في جواب فتيا رُفِعَت إليه في هذا الحديث. قال الطيبي: " تمسّك الشيعَة بهذا الحديث على أن أخذ العِلم، والحكمة مختص به لا يتجاوزه إلى غيره إلا بواسطته لأن الدار إنما يدخل إليها من بابهَا، ولا حجة لهم فيه إذ ليسَ دار الجنة بأوسع من دار الحكمة، ولها ثمانية أبواب ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1010 1045 - [3726] "ولكنَّ الله انْتجَاهُ". أي أمرني أن أناجيه. الحديث: 3726 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1010 1046 - [3727] "حدثنا علي بن المنذر، حدثنا ابن فضيل الحديث: 3727 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1010 عن سَالم بن أبي حفصَة عن عطِيّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعَليٍّ: "يَا عَليُّ لا يَحلُّ لأحدٍ يجنبُ في هذا المسجد غيري، وَغيْرَكَ". قال علي بن المنذر: قلت لضرَارِ بن صُرَّدَ مَا معنى هذا الحديث؟ قال: " لا يحل لأحد يَسْتطْرقهُ جُنبًا غيري، وغيرُكَ " "هذا حديث حسن غريب لا نعَرِفهُ إلا من هذا الوجْهِ، وقد سَمعَ محمدُ بن إسماعيلَ مني هذا الحديث، واستغْربه". هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني على المصَابيح، وزعم أنه موضُوع، وقال الحافظ صَلاح الدين العَلائي في أجوبته: " هذا الحديث ليس من الحسان قطعًا بل هو حديث ضعيف وَاه لكنه لا ينتهي إلى الوضع "، وقد حسّنه الترمذي وسَالم بن أبي حفصَة، وعطية العَوفي، كل منهما شيعي ضعيف، قال النسائي في سالم: "ليسَ بثقة"، وقال عمر الفلاس فيه: "ضعيف يفرط في التشيع"، وكان هشيم يتكلم في عطية العَوفي، وضَعّفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، والنسائي، والجماعَة والعجب من تحسين الترمذي له وَقد تفرد به هذان وضرار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1011 بن صرد [أحد] المتهمين بالكذب، وممَا يدُل على نكارة هذا الحديث أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يختص عن الأمة بشيء من الرخص فبما يقتضي تعظيم حرمَات الله، والقيام بإجلاله أصلاً، وإنما كان ترخصه في الأمور الدنيوية، كإباحة مَا وراء الأربع في النكاح، ونحو ذلك، فلم يكن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يترخص لهم بإباحة الجلوس في المسجد حال الجنَابة أبدًا". انتهى. وقال الحافظ ابن حجر في أجوبته: السبب في ذلك أن بيته كان مجاور المسْجد، وبابه من داخل المسجد كبيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، [وقد ورد] من طرق كثيرة صحيحة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي شق على بعض من الصحابة فأجابهم بعذر في ذلك، وقد وقع في بعض الطرق من حديث أبي هريرة أن سكنى علي كانت مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسجد يعني مجاورَة المسجد وورد لحديث أبي سعيد شاهد من حديث سَعد بن أبي وقاص أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه، ورِواته ثقات " انتهى. ْقال الطيبي: "الظاهر أن يقال أن يجنب ليكون فاعلا، لقوله لا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1012 يحل، وفي المسْجد ظرف ليجنب". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1013 1047 - [3731] "أنت مني بمنزلة هَارون من مُوسى". قال النووي: " ليس فيه دلالَة على استخلافه من بعده كما توهمه الرافضة لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال هذا حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك ويؤيد هذا أن هارُون المشبه به لم يكن خليفة بعد موسى لأنه توفي قبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة، وإنما استخلفه حين ذهب إلي الميقات للمناجاة". وقال الطيبي: " "مني" خبر المبتدأ، و"من" اتصالية، ومتعلق الخبر خاصّ، والباء زائدة، كما في قوله تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ} أي فإن آمنوا إيمانًا مثل إيمانكم، يعني أنت متصل بي، ونازل مني منزلة هارُون من موسى، وفيه تشبيه، وَوجه التشبيه مبهم لم يفهم أنه رضي الله عنه فيم شبهه به صَلوات الله وسلامه عليه، فبين قوله: " إلا أنه لا نَبيَّ بَعْدِي " أن اتصالهُ به ليسَ من جهة النبوة فبقي الاتصال من جهَة الخلافة لأنها تلي النبوة في المرتبة ثم إما أن يكون في الحديث: 3731 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1013 حياته، أو بعد مماته لأن هَارون عليه السلام مات قبل موسى فتعين أن يكون في حياته عند مسِيره إلى غزوَة تبوك". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1014 1048 - [3732] "حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا إبراهيم ابن المختار عن شعبَة عن أبي صَالح عن عَمرو بن ميمون عن ابن عباس، أن رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر بِسَدِّ الأبْوابِ إلا بابَ عَليٍّ". الحديث: 3732 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1014 1049 - [3738] "أوْجَبَ طَلْحةُ". أي عمل عملا أوجب له الجنة. الحديث: 3738 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1014 1050 - [3744] "وأن حواري الزيير". أي خاصّتي من الحديث: 3744 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1014 أصحابي، وناصري، قال القاضي عياض: " اختلف في ضبطه، فضبطهُ جماعَة من المحققين بفتح الياء المشدّدَة، وضبطه أكثرهم بكسْرهَا ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1015 1051 - [3753] "الحَزَوَّرُ". هو الذي قارب البلوغ، والجمع حَزَاوِرة. الحديث: 3753 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1015 1052 - [3756] "سَهرَ مَقْدَمَهُ المدينةَ" قال الطيبي: الحديث: 3756 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1015 "مقدمة، مصْدر ميميّ ليسَ بظرف لعَمله في المدينَة، ونصبه عَلى الظرف على تقدير مُضاف وهو الوقت، والزمان". "لَيْلَةً". بدل البعض من المقدر أي سَهرَ، ليلة من الليَالي، وقت قُدومه المدِينة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1016 1053 - [3758] "بِوجوهٍ مبْشرَةٍ". قال التوربشتي: "هو بضم الميم وسكون الباء، وفتح الشين، يريد بوجوه عليهَا البشر". "فإنما عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيهِ". قال في النهاية: " الصِّنْوُ: المِثْل. وأصْلُهُ أن تَطْلُع نَخْلَتان من عِرْق وَاحدٍ. يُريدُ أن أصل العباس وَأصْلَ أبي وَاحد، وهو مثلُ أبي، وَجمعه صِنْوان". الحديث: 3758 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1016 1054 - [3762] "اللهُمْ احْفَظهُ في وَلَدِهِ". قال الطيبي: "أي الحديث: 3762 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1016 أكرمه وَراع أمْرهُ كيلا يضيع في شأن وَلده، وهذا معنى رواية رزين": "واجعل الخلافة باقية في عقبه". "رأيتُ جَعْفَرًا يَطِيرُ في الجنَّةِ مَعَ الملائِكَةِ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1017 1055 - [3763] "ما احتذى النِّعالَ". أي انتعل. "ولا رَكبَ المطَايَا". جمع مطية وهي الناقة التي يركب مطاهَا؛ أي ظهرها ويقال يمطى بهَا في السير، أي يمدّ. "ولا رَكبَ الكُور". بضم الكاف وهو رحل الناقة بأداته، قال في النهاية: "وكثير من الناس يفتح الكاف وهو خطأ". الحديث: 3763 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1017 "بَعْدَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفضلُ من جَعْفرٍ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1018 1057 - [3765] "عن البراء بن عازب أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لجعفر ابن أبي طالب: " أشْبَهتَ خَلْقي، وخُلُقي ". الحديث: 3765 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1018 1058 - [3768] "الحسَنُ، وَالحسينُ سَيِّدَا شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ". قال ابن الحاجب في أماليه: " هذا الحديث فيْه إشكال لأن قوله: شباب أهل الجنة يفهم منه أن الجنة فيها شباب وَغير شبَاب، وليس الأمر كذلك بل كل من فيهَا شباب على مَا وردت به الأخبار، والدليل على أنه يفهم منه ذلك لو لم يكن كذلك لم يكن للتخصيص فائدة إذ ذكر الشباب يقع ضائعًا وكان ينبغي أن يقال سَيِّدا أهل الجنة، قال: وَيجاب بأمور أحدهَا -وَهو الظاهر-: أنه سَماهُم باعتبار مَا كانوا عليه عند مفارقة الدنيَا ولذلك يصح أن يقال للصغير يموت من صغار أهل الجنة، والشيخ المحكوم بصَلاحه من شيوخ أهل الجنة فهما [سيدا] شباب أهل الجنة بهذا الاعتبار، وَحسن الإخبار عنهما بذلك، وإن كانا لم ينتقلا عن الدنيا الحديث: 3768 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1018 شابين لأنهما كانا عند الإخبار كذلك. الثاني: أن يراد أنهما سيدا شباب أهل الجنة باعتبار ذلك الوقت الذي كانا فيه شابين ولا يرد على الوجه الأول وَالثاني إلزام أنهما سيّدا المرسلين لأنهما شباب في الجنة، لأنهم غير داخلين في شباب أهل الجنة على المعنين جميعًا. الثالث: أن أهل الجنة وإن كانوا شبَابًا كلهم إلا أن الإضافة هنا إضافة توضيح باعتبار بيان العَام بالخاص كما تقول جميع القوم، وكل الدرَاهم لأن كل، وجميعًا يصلحَان لكل ذي آحاد فإذا قلت: القوم، والدرَاهم فقد خصصته بعد أن كان شائعًا فكذلك شباب وَإن كان أهل الجنة كلهم شباب، إلا أنه يصح إطلاقهُ على من في الجنة، وعلى من في غيرهَا فخصص شياعه، تقول [أهل] الجنة، كما خصص شيَاع كل وجميع بالقوم، والدراهم لمَّا كان هو مقصود المتكلم دون غيره، ويرد على هذا إلزام سيَادتهم المرسَلين لأنهم داخلون على هذا التأويل، وجوابه: أنه عام خصّص عُلم تخصِيصه بالإجماع فإنّ المرسَلين أفضل من غيرهم بالإجماع انتهى". [وقال النووي في فتاويه] وقال المُظهَّري مَعناه هما أفضل من مات شابًا في سَبيل الله من أصحَاب الجنة، ولم يرد أنهما من الشباب، لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعَله الشباب من المروة كما تقول فلان فتى، وإن كان شيخًا، تشير إلى مودته، وفتوته، أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبياء، والخلفاء الراشدين وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد، وَهو الشباب وَليسَ فيهم شيخ ولا كهل، وقال الطيبي: "يمكن أن يراد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1019 هما الآن سيدا شبابهم مِن أهل الجنة من شباب هذا الزمان". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1020 1059 - [3770] "هُمَا رَيْحانتايَ في الدُّنيَا". قال الزمخشري في الفائق: "أن من رِزق الله الذي رزقنيه، ويجوز أن يراد به المَشْمُوم لأن الأولاد يشمون، ويقبَّلون [كلا منهم] فكأنهم من جملة الرياحين التي أنبتها الله تعالى"، وفي النهاية: " الريحان يُطلقُ على الرَّحمة، والرزق، والرَّاحة، وبالرزق سُمّي الولد رَيّحانًا ". وقال الطيبي: موقع "من الدنيا" من هنا كموقعها في قوله: " حبب إليَّ من الدنيا الطيب والنساء " [أي] نصيبي، ونَصبَ ريحانتي على المدح. الحديث: 3770 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1020 1060 - [3780] "نُضدَتْ". أي جعل بعضهَا فوق بعض. الحديث: 3780 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1020 1061 - [3784] "عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَاملَ الحَسَن بن عَليٍّ على عَاتقه فقالْ رَجُل: نعمَ المرَكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلامُ فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَنِعْمَ الرَّاكبُ هو". الحديث: 3784 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1021 1062 - [3788] "إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به". قال الطيبي: "مَا" موصُولة، والجملة الشرطية صِلتها، ومعنى التمسك بالقرْآن العمل بما فيه وهو الائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهُدَاهم وسيرِهم، وفي إشارَة إلى أنهُمَا بمنزلة التوأمين، الخليفتين عن رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". الحديث: 3788 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1021 1063 - [3785] "أعْطِيَ سَبْعَةَ نُجبَاءَ". قال في النهاية: الحديث: 3785 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1021 "النجيب: الفاضل من كل حَيَوان". "رُقباءَ". قال في النهاية: " أي حَفَظه يكونون معَه ". "وأُعْطيتُ أنا أربعةَ عَشرَ". في فوائد تمام، وتاريخ ابن عساكر من طريق عبد الله بن مُلَيْل عن علي سبعَة من قريش، وسبعة من المهاجرين وذكر فيهم أبا ذر، وحذيفة، والمقداد، وَلم يذكر مصعبًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1022 1064 - [3789] "أحبّوا الله لما يغذوكم من نعمه". قال الحليمي هذا يحتمل أن يكون عامًا لأنعُمه كلهَا، وأن يكون اسْمًا لغذاء الطعام، والشراب حقيقه ولما عداهما من التوفيق، وَالهداية، ونصب أعلام هذه المعرفة، وخلق الحواس، والعقل مجازًا، أو يكون جميع ذلك بالاسم مرادًا فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثلاث من كن فيه فقد وجد حلاوَة الإيمان" وفي بعض الروايات طعم الإيمان، وإنما يكون الطعم الحديث: 3789 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1022 للأغذية، ومَا يجري مجراهَا فإذا جاز الإيمَان بالطعم جازت تسْميته غدا دخَل الإيمان في جميع نعم الله عز وجل في هذا الحديث والله أعلم. قال: " ومحبّة الله، اسم لمعان كثيرة، أحدهَا الاعتقاد أنه عزَّ اسمه محمود من كل وجه لا شيء من صفاته إلا وهو مدحة له. الثاني: الاعتقاد أنه محسن إلى عبَاده منعم متفضل عليهم. الثالث: الاعتقاد أن الإحسان الواقع منه أكبر، وَأجل من أن يقضي قول العبد، وَعمله وإن حسنا، وكثرًا شكره. الرابع: أن لا يستثقل العبد قضايَاه، ويستكثر تكاليفه. الخامس: أن يكون في عامة الأوقات مشفقًا وجلاً من إعراضه عنه وسلبه معرفته التي أكرمه بهَا، وتوحيده الذي حلاه وزيّنه له. السادس: أن تكُون آمَاله منعقدة به لا يرى في حال من الأحوال أنه غني عنه. السابع: أن يحمله تمكن هذه المعاني في قلبه على أن يديم ذكره بأحسن ما يقدر عليه. الثامن: أن يحرص على أداء فرائضه، والتقرب إليه من نوافل الخير بما يطيقه. التاسع: أن يسمع من غيره ثناء عليه، وعرف منه تقربًا إليه، وجهادًا في سَبيله سرًّا أو إعلانًا مَالاه ووالاهُ. العاشر: أنه إن سمع من أحد ذكرًا له أعانه بما يحكى عنه أو عرف منه غيا عن سبيله سرّا، أو علانية، باينه، وناوَاه، فإذا استجمعت هذه المعاني في قلب أحد فاستجماعهَا هو المشار إليه باسم محبة الله تعَالى، وَهي وإن تذكر مجتمعة في موضع فقد جاءت متفرقة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فمن دونه " انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1023 1065 - [3790] "وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبي بن الحديث: 3790 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1023 كعب". قال الطيبي وغيره: " لا يحل هذا على أفضليتها على أبي بكر، وعمر مثلاً لأن لهُما فضائل لم تكن لغيرهما من الصحَابة، ولا يلزم أن يكون في الفاضل جميع خصال المفضول ". "وأمينُ هذه الأمَّةِ أبو عبَيْدَة بن الجرَّاحِ". قال الطيبي: " أي هو الثقة المرضي، والأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحَابة، لكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خصّ بعضهم بصِفات غلبت عليه وكان بهَا أخصّ ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1024 1066 - [3792] "عن أنس بن مالك قال: قال رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأُبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقْرأ عَليْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} " قال: وسمَّاني؛ قال: "نعم" فبكى". الحديث: 3792 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1024 1067 - [3794] "عن أنس بن مالك قال: جمع القرآن على عهد رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربعة كلهم من الأنصار، أبيُّ بن كَعْب، وَمُعاذُ بن جَبل، وزَيْدُ بن ثابتٍ، وَأبو زَيْدٍ قُلْتُ لأنَسٍ: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي ... ". الحديث: 3794 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1025 1068 - [3796] "فأشْرف لَهَا النَّاسُ". أي تطلعوا لهَا. الحديث: 3796 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1025 1069 - [3797] "إنَّ الجنَّةَ لتَشْتاقُ إلى ثَلاثةٍ". قال الطيبي: "سبيل اشتياق الجنة إلى هؤلاء الثلاثة سَبيل اهتزاز العرش لموت سَعد". الحديث: 3797 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1026 1070 - [3798] "مَرحبًا بالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ". قال في النهاية: "أي الطاهر، المطَهَّر". الحديث: 3798 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1026 1071 - [3801] "ما أظلَّتِ الخَضْراء". أي السماء. "ومَا أقَلتِ الغَبْراءُ". أي [حملت] الأرض. الحديث: 3801 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1026 "أصْدقَ من أبي ذرٍّ". قال في النهاية: "أراد أنه مُتَناهٍ في الصدق إلى الغاية، فجاء به على اتساع الكلام والمجاز". "شِبْهَ عيسى بن مَريمَ". قال في المشكاة: "يعني في الزهد". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1027 1073 - [3805] "بهدي عمار". أي سيروا بسيرته. "وتمسّكوا بعهد ابن مسعود". قال التوربشتي: " يريد ما يعهد إليهم ويوصيهم به، وأرى أشبه الأشياء بما يراد من عهده أمر الخلافة فإنه أول من شهد بصحتها وأشار إلى استقامتها من أفاضل الصحَابة، وَأقام عليهَا الدليل، فقال؛ لا نؤخر من قدّم رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"، الحديث: 3805 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1027 "ألا نرضى لدنيَانا من رضيه لديننا". قال: " ومما يؤيد هذا التأويل المناسَبة الواقعَة بين أول الحديث، وآخره، ففي أوله: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر، وَعمر" وفي آخره: "وتمسكوا بعهد ابن مسعُود" وَمما يدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله في حديث حذيفة أيضًا: "إن أستخلف عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن إذا حدثكم حذيفة فصدقوه" وهَذا إشارَة إلى مَا أسرّ إليه من أمر الخلافة في الحديث الذي نحن فيه ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1028 1074 - [3807] "أقْربُ النَّاس هَدْيًا ودَلا، وسَمْتًا". قال البيضاوي: " الدل قريب من الهدي والمراد به السكينة، وَالوقار، ومما يدل على كمال صَاحبه من ظواهر أحواله، وحسن مقاله، وبالسمت القصد في الأمور، وبالهدى من حسن السيرة وسلوك الطريقة المرضية". "أنَّ ابن أُمِّ عَبْدٍ". هو عبد الله بن مسعود. الحديث: 3807 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1028 1075 - [3808] "لأمرتُ ابن أُمِّ عَبْدَ". قال التوربشتي: "لا بد الحديث: 3808 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1028 من تأويله أنه أراد تأميره على جيش، أو نحوه ولا يجوز أن يحمل على غير ذلك فإنه لم يكن من قريش وقد نصّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أن هذا الأمر في قريش". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1029 1076 - [3810] "خذوا القرآن من أربعَة". قال النووي: "قالوا هؤلاء الأربعة تفرغوا لأخذ القرآن عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مشافهَة، وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم عن بعض أو أن هؤلاء تفرغوا لأن يؤخذ عنهم، أو أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من تقديم هؤلاء الأربعة، أو أنهم أقرأ من غيرهم ". الحديث: 3810 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1029 1077 - [3811] "وابن مَسْعُود صَاحبُ طهُور رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَنَعْليهِ". قال البيضاوي: "يريد أنه كَان يخدم الرسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويلازمه الحديث: 3811 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1029 في الحالات كلها فيهيء طهوره، ويحمل معَه المطهَرة إذا قام إلى الوضوء، ويأخذ نعله، وَيضعهَا إذا جلس، وَحِين ينهض" انتهى. "وَحُذَيْفةُ صَاحبُ سرِّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". قال الطيبي: " قيل من تلك الأسرار أسماء المنافقين وأنسابهم، أسرّ بهَا رَسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1030 1078 - [3817] "وقد أصْمَتَ". قال في النهاية: " يقال صَمَت العَليل وَأصْمَتَ فهو صَامِتٌ، ومُصْمت، إذا اعتقِلَ لسَانِه ". الحديث: 3817 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1030 1079 - [3824] "اللهمَّ عَلِّمهُ الحِكمةَ". قال الطيبي: "الظاهر الحديث: 3824 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1030 أن يراد بهَا السنة لأنها إذا قرنت بالكتاب يراد بها الحكمة قال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1031 1080 - [3828] "ياذا الأذنين". قال في النهاية: " قيل معناه الحض على حسن الاستماع والوعي لأن السمع بحاسية الأذن ومن خلق الله له أذنين فأغفل الاستماع، ولم يحسن الوعي لم يعذر، وَقيل: أن هذا القول من جملة مزحه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولطيف أخلاقه، كما قال للمرأة عن زوجها: ذاك الذي في عينيه بيَاض ". الحديث: 3828 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1031 1081 - [3830] "عن أنس قال: كناني رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبَقْلة كُنْتُ أجْتَنِيهَا". قال في النهاية: " أي كناه أبا حمزة". قال الأزهري: " البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذع فسميت حمزة بفعلها يقال: رمانة حامزة؛ أي فيها حموضة ". الحديث: 3830 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1031 1082 - [3844] "أسلم الناس، وآمن عمرُو بن العَاص". قال في النهاية: " كان هذا إشارة إلى جماعة آمنوا معه خَوْفًا من السيف، وأن عَمْرًا كان مُخلِصًا، وهذا من العامِّ الذي يُراد به الخاصّ ". وقال الطيبي: " التعريف في الناس للعهد، والمعهود مُسْلمة الفتح ". الحديث: 3844 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1032 1083 - [3848] "اهتزَّ عَرْشُ الرَّحْمنِ". قال النووي: "اختلفوا في تأويله، فقال قوم هو على ظاهره، واهتزاز العرش تحركه فرحًا بقدوم روح سَعْد، وَجَعَل الله في العرش تمييزًا، ولا مَانع منه، وهذا القول هو المختار، وقيل: المراد اهتزاز أهل العرش، وَهم حملته، وغيرهم من الملائكة فحذف المضاف وَالمراد بالاهتزاز الحديث: 3848 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1032 الاستبشار وَمنه قول العَرب فلان يهتز بالمكارم لا يريدون اضطراب جسمه وحركته، وَإنما يريدون ارتياحه إليها، وَإقباله عليها". وقال الحربي: "هو كنايَة عن تعظيم شأن وفاته والعرب تنسب الشيء العظيم إلى أعظم الأشياء فتقول: أظلمت لموت فلان الأرض، وقامت له القيامَة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1033 1084 - [3853] "وهو يَهْدبُها". بالدال المهملة؛ أي يجتنيهَا. الحديث: 3853 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1033 1085 - [384] "ذي طمرين". تثنية طمر وَهو الثوب الخلق. "لا يؤبَهُ لهُ". أي لا يبالى به، ولا يلتفت إليه لحقارته. الحديث: 384 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1033 "لَو أقْسم على الله لأبَرَّة منْهم البَراء بن مَالك". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1034 1086 - [3855] "لقد أعطيتَ مِزْمَارًا من مَزَامير آل دَاودَ". قال البيضاوي: " المزمار هنا مستعار للصوت الحسن والنغمة الطيبة، أي أعطيت حسن صوت يشبه بعض الحسن الذي كان لصوت داود، والمراد بآل دواد، داود نفسه وآل مفخم إذ لم يكن له آل مشهور يحسن الصّوت، والمشهور به هو نفسه". وفي النهاية: " شبَّه حُسْن صَوته، وحلاوَة نَغْمَته بصوت المِزْمَارِ وداود هو النبيّ، وإليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. والآل مُقْحَمةٌ، قيل: معناها هنا الشخصُ ". الحديث: 3855 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1034 1087 - [3859] "خَيْر النَّاس قَرني، ثمَّ الذين يَلونَهمْ". قال الحديث: 3859 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1034 في النهاية: " يعني الصحَابة، ثم التابعين. والقرن: أهل كل زمان وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمَان مأخوذ من الاقتران، فكأنه المِقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم، وأحوالهم، وقيل: القرن، أربعون سنة، وقيل مائة، وقيل هو مُطَلَق من الزمَان وهو مصدر: قَرَن، يَقْرن ". "ثمَّ يأتي قَوْم بَعْدَ ذلكَ تَسْبِق أيمانهم شَهادَتهمْ، أو شهادَتِهمْ أيْمانهمْ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1035 1088 - [3861] "لا تسبوا أصحابي". أحسن ما قيل فيه أنه خطاب. الحديث: 3861 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1035 1089 - [3862] "الله الله في أصْحَابي". قال الطيبي: "أي اتقوا الحديث: 3862 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1035 الله ثم اتقوا الله في حق أصحابي لا تنقصوا من حقهم، ولا تسبوهم، أو التقدير أذكركم الله، وأنشدكم في حق أصحابي، وتعظيمهم، وتوقيرهم". "من أحَبَّهم فَبِحبِّي أحَبَّهُمْ". أي بسبب حبه إياي أحبهم أي إنما أحبهم لأنه يحبني، وإنما أبغضهم لأنه يبغضني والعياذ بالله فحق لذلك قول من قال: من سبهم فقد استوجب القتل في الدنيا" انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1036 1090 - [3866] "إذا رأيْتُم الذِينَ يَسُبُّونَ أصْحابي، فقولوا لَعْنةُ الله على شَرِّكُمْ". قال الطيبي: " هذا من الكلام المنصف الذي كل من سمعه من مُوال أو منافر قال لمن خطب به قد أنصفك صَاحبك ومنه بيت حسان: أتهجوه ولست له بكفوء ... فشركما لخيركما الفداء" الحديث: 3866 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1036 1091 - [3867] "فإنها بضعَة مني". قال في النهاية: "هي الحديث: 3867 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1036 بالفتح القطعَة من اللحم وقد تكسر أي أنها جزء منّي، كما أن القطعة من اللحم [جزء من اللحم] ". "يَريبُنْي مَا رَابهَا". أي يسؤني ما يسؤها ويزعجني ما أزعجها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1037 1092 - [3869] "ويُنْصبُني ما أنْصَبهَا". أي يتعبني ما أتعبها. "وحمامّتي". بحاء مهملة، وميم مشدودة، قال في النهاية: "حامّة الإنسان: خاصَّتهُ ومن يَقْرُب منه. وهو الحميم أيضًا". الحديث: 3869 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1037 1093 - [3871] "أذْهبْ عَنْهمُ الرِّجْسَ، وطَهِّرهُمْ تَطْهيرًا". قال الحديث: 3871 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1037 الطيبي: "استعار للذنوب الرجس، وللتقوى الطهر، لأن عرض المقترف يتلوث بهَا، ويتدنس. كما يتلوث بدَنه بالأرجاس وأما الحسان فالعرض منها نقي مصون كالثوب الطاهر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1038 1094 - [3872] "إني إذًا لبذْرَةٍ". بفتح الموحدة، وكسْر الذال الحديث: 3872 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1038 المعجمة، وراء، قال في النهاية: " البذر: الذي يغشى السر، ويظهر مَا يسْمعه " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1039 1095 - [3879] "يحيى بن دُرُستَ". بضم الدال المهملة، والراء وسكون السين المهملة. الحديث: 3879 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1039 1096 - [3883] "مَا أشْكل عليْنا أصحَابَ رَسُولِ الله". بالنصب الحديث: 3883 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1039 على الاختصاص. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1040 1097 - [3885] "على جيش ذات السلاسل". قال في النهاية: "هو بضم السين الأولى، وكسر الثانية: ماء بأرض جذام". الحديث: 3885 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1040 1098 - [3888] "أعزُبْ". بالعين المهملة، وزاي؛ أي أبعد. "مَقْبُوحًا منبوحًا". قال في النهاية: "أي مبعَدًا". الحديث: 3888 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1040 1099 - [3875] "ما غِرتُ على أحد مَا غِرتُ على خَدِيجَةَ" الحديث: 3875 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1040 قال الطيبي: "ما الثانية: يجوز أن تكون مصدرية، أو موصُولة، أي ما غرت مثل غيرتي، أو مثل الذي غرتها". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1041 1100 - [3876] "بَبيْتٍ في الجنة من قَصَب". قال في النهاية: "أراد من زمردة، [أو لؤلؤة] مجوّفة". وقال في حرف القاف "القصب في هذا الحديث، لؤلؤ مُجَوّف، وَاسع كالقصر المنيف، والقَصَب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف ". "لا صخب فيه". هو الضجة، واضطراب الأصْوات للخصَام. "ولا نصَبَ". أي ولا تعب، قال البغوي في شرح السنة: " نفي عن البيت الصخب والنصَب؛ لأنه مَا من بيت في الدنيَا يسكنه قوم إلا كان بين أهله صخب وجلبَة، وإلا كان في بنائه وإصلاحه نصب وتعب، فأخبر أن قصور الجنة خالية عن هذه الآفات ". الحديث: 3876 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1041 1101 - [3877] "خَيْر نِسَائِهَا خَديجة بِنْت خَوَيْلَدٍ، وخَيْرُ الحديث: 3877 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1041 نِسائِهَا مَريمُ بِنتُ عِمْرَان". قال الطيبي: "الضمير في الثاني عائد إلى الأمة التي كانت فيها مريم، وفي الأول إلى هذه الأمة" انتهى. وفي مسند الحارث من طريق حماد عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: قال رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَدِيجَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالمهَا، ومَرْيمُ خَيْرُ نِسَاء عَالمها، وفاطمة خير نساء عالمها". قال الحافظ ابن حجر: "هذا مرسل صحيح الإسناد، وهو يفسر حديث الترمذي ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1042 1102 - [3878] "حَسْبُكَ" مبتدأ "من نِساءِ العَالمينَ" متعلق به. الحديث: 3878 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1042 "مريم" خبره، الخطاب إمَّا عام أو للإنس. أي: كافيك معرفتك فضلهن من معرفة سائر النساء. قاله الطيبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1043 1103 - [3903] "عن أنس، عن أبي طلحة قال: قال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أقْرئ قَوْمكَ السلام، فإنَّهمْ مَا عَلِمْتُ أعِفة صُبر" قال في مسند الطيالسي: " من ذا الطريق عن أنس قال: دخل أبو طلحة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شكواه الذي قبض فيه، فقال فذكره. "أقرئ قومك السلام" قال في النهاية: " يقال: أقْرِىء فُلانًا السلام، وإقْرَأ عليه السلام، كأنه حين يُبَلِّغه سَلامه يَحْمِله على أن يَقرأ السَّلام ". "فإنهم ما علمت أعفة صبر". قال الطيبي: "أعفة؛ جمع عفيف مرفوع خبر إن، و"ما علمت" معترضة. و"ما" موصُولة، والخبر الحديث: 3903 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1043 محذوف، أي الذي علمت منهم أنهم كذلك يتعففون عن السؤال، ويتحملون الصبر عند القتال وهو مثل الحديث الآخر، ويكثرون عند العف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1044 1105 - [3907] "الأنصار كَرِشي، وعَيْبَتِي". قال في النهاية: "أراد أنهم بطانته، وموضع سِرَّه، وأمانَتِهِ، والذين يعْتَمد عليهم في أموره، واستعار الكَرِش، والعيْبَة لذلك؛ لأن المُجْترَّ يجمع عَلَفه في كَرِشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته، وقيل: [أراد] بالكَرِش الجماعة. أي جماعتي وصحابتي، ويقال: عليه كرِشٌ من الناس: أي جماع". الحديث: 3907 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1044 1106 - [3908] "اللهُمَّ أذقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نكالاً" أي عقوبة يوم الحديث: 3908 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1044 بدر، والأحزاب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1045 1107 - [3918] "ولأوَائِهَا" هي الشدة، وضِيق المعيشة. الحديث: 3918 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1045 1108 - [3920] "وتُنصِّع طَيِّبهَا" بنون ثم صاد، وعين مهملتين، أي تخلصه، ويروى تنصح طيبها؛ أي تظهر، ويروى بالباء الموحدة، والضاد المعجمة، كذا ذكره الزمخشري، وقال: هو من أبضعته بضاعة إذا دفعتها إليه، يعني أن المدينة تعطي طيبها ساكنها، والمشهور الأول، وروي بالضاد، والخاء المعجمتين، وبالحاء المهملة الحديث: 3920 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1045 من النضح، والنضح؛ وهو رش الماء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1046 1109 - [3921] "ما ذَعرتُهَا" أي ما نفرتها. الحديث: 3921 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1046 1110 - [3922] "هذا جَبَل يُحِبُّنَا ونُحبُّهُ" قال الخطابي: " هذا محمولٌ على المجاز، أراد يحبّنا أهله، ونحب أهلهُ، وهم الأنصار ". وقال البغوي في شرح السنة: " الأولى إجراؤه على ظاهره ولا ينكر وصف الجمادات بحبّ الأنبياء والأولياء وأهل الطاعة، كما حنَّ الجذع لفراقه، وكما أخبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن حجرًا كان يسلم عليه قبل الوحي الحديث: 3922 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1046 فلا ينكر أن يكون جبل أحد وجميع أجزاء المدينة كانت تحبه، وتحن إلى لقائه حالة مفارقته". وقال الطيبي: " هذا هو المختار ولا محيد عنه ". وقال التوربشتي: " لعله أراد بالجبل أرض المدينة كلها، وإنما خص الجبل بالذكر لأنه أول ما يبدُو من أعلامها له ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1047 1111 - [3923] "أو قِنسْرينَ" بكسر القاف. الحديث: 3923 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1047 1112 - [3925] "على الحزْوَرةِ" قال في النهاية: "هي موضع بمكة عند باب الحنَّاطِين وهو بوزن قَسْورَة". الحديث: 3925 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1047 قال الشافعي: " الناس يشددون الحزورة والحديبية وهما مخففان ". وفي الأمثال للميداني: " أن وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد -وكان وَلي أمر البيت بعد جُرْهُم- بنى صَرْحًا بأسْفل مكة، وجعل فيه أمَةً له يقال لها حزوَرة، وبها سميت حزورَة مكة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1048 1113 - [3932] "لأنا بهم أو ببعْضهمْ، أوْثقُ مِنِّي بِكُمْ، أو بِبَعْضُكُمْ" قال المظهري: " المعنى، وثوقي، واعتمادي بهم، أو ببعضهم أكثر من وثوقي بكم، أو ببعضكم ". وقال الطيبي: " المخاطب بقوله بكم، أو ببعضكم قوم مخصُوصُون دعُوا إلى الإنفاق في سبيل الله فتقاعسوا عنه فهو كالتأنيب والتعيير، يدل عليه قوله في الحدث الآخر: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} فإنه جاء عقب قوله: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ} ". الحديث: 3932 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1048 "1114- 3934 أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نظر إلى اليمن، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم" زاد الطبراني: " ونظر قبل العراق فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، [ونظر قبل الشام] فقال: اللهم أقبل بقلوبهم " ثم أخرج من طريق منصور بن زاذان، عن قتادة، عن أنس قال: دعَا رسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمته فقال: " اللهمَّ أقبل بقلوبهم على دينك، وحط من ورَائهم برحمتك ". قال الطبراني: " ولم يذكر زيد بن ثابت ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1049 1115 - [3935] "وأَرَق أفئدة" قال في النهاية: "ألين، وأقبل للموعظة. والمراد بالرِّقة ضد القسوة، والشِّدة". الحديث: 3935 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1049 "الإيمانُ يمانٍ، والحِكمةُ يمانيَّة" قال في النهاية: " إنما قال ذلك لأن الإيمان بَدَأ بمكة وهي من تهامة، وتهامةُ من أرض اليمن، ولهذا يقال الكعبة اليمانية، وقيل: إنه قال هذا القول وهو بتبوك ومكة والمدينة يومئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن، وهو يريد مكة والمدينة. وقيل: أراد بهذا القول الأنصار؛ لأنهم يمانيّون، وهُم نَصَرُوا الإيمان، والمؤمنين وآوَوْهم، فَنُسِبَ الإيمانُ إليهم ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1050 1116 - [3936] "المُلْك في قُرَيْشٍ، والقَضَاءُ في الأنصَارِ، والأذان في الحبشة" قال في النهاية: "خص القضاء بالأنصار لأن أكثرهم فقهاء، منهم معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهم". الحديث: 3936 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1050 1117 - [3937] "الأزدِ" قال التوربشتي: " هو بسكون الزاي، ويقال: الأسد، بسكون السين، وهو بالسين أفصح. أبو حيٍّ من اليمن، وهما أزدان، أزد شنوءة، وأزد عمان ". وقال البيضاوي: "المراد في الحديث أزد شنؤة". "أزد الله في الأرض" قال الطيبي: "يحتمل وجوهًا: أحدها الحديث: 3937 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1050 اشتهارهم بهذا الاسم بأنهم ثابتون في الحرب لا يفرون، ولهذا قال البيضاوي: إضافتهم إلى الله من حيث أنهم حزبه، وأهل نصرة رسوله. والثاني: أن تكون الإضافة للاختصاص، والتشريف، كبيت الله، وناقة الله. والثالث: أن يراد به الشجاعة والكلام على التشبيه، أي الأزد أسد الله، فجاء به، إما مشاكلة، أو قلب السين زايًا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1051 1118 - [3944] "في ثَقيفٍ كذَّاب، ومُبِيرٌ" أي مهلك، أشار بالكذاب إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة وبالمبير إلى الحجاج. الحديث: 3944 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1051 1119 - [3947] "والأشْعرونَ" قال الطيبي: " سقوط الياء في جامع الترمذي " قال الجوهري: "تقول العرب جأتك الأشعَرون بحذف الياء". الحديث: 3947 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1052 1120 - [3948] "أسْلَم سَالمهَا الله، وغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وعُصَية عَصَتِ الله ورسولهُ". قال في النهاية: "سالمها الله من المُسالمة الحديث: 3948 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1052 وترك الحرب. يحتمل أن يكون دعاء وإخْبار: إما دعاء لها أن يُسَالِمهَا الله ولا يأمر بحَرْبهَا، وأخبرَ أن الله قد سَالمهَا ومنَع من حربها". "وغفر الله لها" يحتمل أن يكون دعا لها بالمغفرة أو إخبار أن الله قد غفر لها". وقال الطيبي: " يحتمل أن يكونا خبرين وأن يحمل على الدعاء لهُما، وأما قوله: " وعُصيَّة عصت الله ورسوله " [فهو] إخبار ولا يجوز حمله على الدعاء ". وقال البغوي: " قيل إنما دعا لأسلم وغفار؛ لأن دخولهما في الإسلام كان من غير حرب، وكانت غفار توبن -أي تتهم- بسرقة الحجاج، فدعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن يمحو عنها تلك السيئة، ويغفرها لهم. وأما عُصَيَّة فهُم الذين قتلوا القُرَّاء ببئر معونة فكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقنت عليهم ". وقال القاضي عياض: " هذا من حسن الكلام، والمجانسة في الألفاظ ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1053 1121 - [3954] "طُوبى للشَّام" قال في النهاية: "المراد الحديث: 3954 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1053 بطوبى في هذا الحديث فُعْلَى من الطّيب، لا الجنة ولا الشجرة التي فيها كما يراد في غيره من الأحاديث". قال مؤلفه رحمه الله تعالى عليه: آخر ما علقته على جامع الترمذي رحمه الله فرغت من تأليفه يوم الأربعاء، سلخ رجب، سنة أربع وتسعمائة. [انتهى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. آخر ما علقه الإمام العلامة المجتهد الشيخ جلال الدين السُّيوطي تغمده الله برحمته، وكان الفراغ من كتابته في غرة رجب الفرد سنة 1122 هـ] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1054 الخاتمة وبعد، فهذا ما وسعه الجهد وسمح به الوقت، وجاد به القلم، وتمكن منه الفهم وعذرى أني لم أدخر وسعًا في إخراج هذا الكتاب على أكمل صورة، فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن فيه نقص أو قصور فمني، وهو من سمة بني آدم والكمال لله وحده، وأرجو ممن عثر في هذا العمل على سقطة لسان أو سبق قلم، أو قصور في العبارة، أو نقص في الفهم، أن ينبهني على ذلك وله جزيل الشكر والدعاء، وسيجد أذنًا صاغية، وقلبًا مفتوحًا وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بهذا العمل وينفع به من قرأه، وأن يكتب لي الأجر فيه، وقد رأيت في هذه الجولة التي قضيتها في رحاب هذا السفر المبارك أن أضمن هذه الخاتمة بعض الأمور التي توصلت إليها من خلال البحث وهي تتلخص فيما يلي: 1- يعتبر "قوت المغتذي" الشرح الرابع للسيوطي على كتب السنة بعد الصحيحين والموطأ وسنن أبي داود، ففي الصحيحين ضبَط الألفاظ، وتفسير الغريب، وبيان اختلاف الروايات وكذا الموطأ إلا أنه صرّح فيه بأنه أوسع منهما ولخص في مرقاة الصعود في شرح سنن أبي داود معالم السنن للخطابي وأما في قوت المغتذي فنوّع مصادره، وعدد أغراضه، التي عالج فيها مقاصده التي توخّاها في هذا الشرح، فكان شرحًا أو تعليقًا وسطًا بين الإيجاز المخل والشرح المطول. ْ2- تعدُّد أصناف مصادره التي اعتمد عليها يُظهر مقدار ثراء مادة هذا الشرح. 3- حوى فيه ثلاثة شروح مشهورة من شروح الجامع العارضة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1055 للقاضي ابن العربي، والنفح الشذي لابن سيد الناس، وتكملته للعراقي. 4- تميُّز أسلوب السيوطي في هذا الكتاب جعله في متناول طلاب العلم عامة وأهل الحديث خاصة وابتعد عن التكلف أو ضعف العرض. 5- أهمية المقدمة وغزارة المعلومات التي ضمنها السيوطي فيها والخاصة بالجامع وعنايته بشرح مصطلحات الترمذي في حكمه على الأحاديث والتي توضح مراده فيها. 6- ضرورة العناية بمثل هذه التعليقات المفيدة التي توضّح المبهم من الغريب في المتن، والتنكيت على الرواة حيث تظهر تفرُّد أحد المصنفين الستة دون غيره بتخريج حديث ذلك الراوي. وبعد: فأحمد الله عز وجل وأشكره حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمدًا كثيرًا طيبًا ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، على ما وفق وأعان من إعداد هذا البحث، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. * * * الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1056