الكتاب: الفاحشة عمل قوم لوط المؤلف: محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد الناشر: دار ابن خزيمة الطبعة: الأولى 1415هـ - 1994مـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- الفاحشة عمل قوم لوط محمد بن إبراهيم الحمد الكتاب: الفاحشة عمل قوم لوط المؤلف: محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد الناشر: دار ابن خزيمة الطبعة: الأولى 1415هـ - 1994مـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ال مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام على من حذر أمته من مضلات الفتن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه ربه بأحسن سبيل وأفضل كتاب، وأقوم سنن صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا أما بعد: فإن عمل قوم لوط أعظم الفواحش على الإطلاق، وأضرها على الدين والمروءة والأخلاق، فهو داء عضال وسم قتال، متناه في القبح والبشاعة غاية في الخسة والشناعة، وهو شذوذ منحرف، وارتكاس في الطباع، يمجه الذوق السليم، وتأباه الفطرة السوية، وترفضه وتمقته الشرائع السماوية؛ لما له من عظيم الأضرار، وما يترتب عليه من جسيم الأخطار فآثاره السيئة يقصر دونها العد، وأضراره المدمرة لا تقف عند حد، فشأنه خطير، وشره مستطير، يفتك بالأفراد، وينهك المجتمعات، ويمحق الخيرات والبركات، ويتسبب في حلول العقوبات والمثلات. ولعظم هذه الجريمة ولما لها من الآثار الوخيمة ـ تظاهرت نصوص الكتاب والسنة محذرة منها، ومن سلوك السبل المفضية إليها، مبينة عقوبة الأمة التي ابتدعتها، موضحة أن تلك العقوبة ليست من الظالمين ببعيد. وكذلك السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ تكلموا على هذه الجريمة، وحذروا منها وألفوا فيها، فالكتابة فيها والتحذير منها ليس بدعا من القول؛ بل إنه مما ينبغي أن ينبري له من يكتب فيه ويحذر منه، بدلا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 تركه يستشري في الناس، والضرب صفحا عن الكتابة فيه بحجة أن النفوس تأنف من ذكره، ولا تحب سماعه! وهذا ـ ولا شك ـ خطأ واضح وخلل فادح، فطالما أن المنكر عم خطره واستطار شرره ـ كان من الواجب إنكاره وصده والوقوف في وجهه أو ـ على الأقل ـ التقليل من خطره، فلقد تفشى هذا العمل القبيح في هذه الأعصار، وانتشر في كثير من الأمصار التي تدعي المدنية والحضارة والتقدم، فنظام بعض الدول ـ عياذا بالله ـ يبيح عقد النكاح للرجل على الرجل، بل إن شأن الشاذين قد علا، وصوتهم قد ارتفع، فرفعوا عقيرتهم مطالبين بحقوقهم، فأصبح لهم من جراء ذلك محطات إذاعية، وأصوات في الانتخابات، بل إن بعض الجامعات خصصت منحا دراسية للشاذين، كما أصبح هناك أحياء لهم خاصة بهم. وعندما فشت تلك الفاحشة عندهم، وأعلنوا بها، وتمردوا على أحكام الله الشرعية فعطلوها ونبذوها وراءهم ظهريا ـ سلط الله عليهم عقوباته القدرية، ففشت فيهم الأمراض المستعصية، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ففتكت بهم، وأثارت الذعر في نفوسهم، وأصبحوا يبحثون عن المخرج، ويسعون للعلاج، وكلما وجدوا عقارا نافعا، أو علاجا ناجعا لمرض من الأمراض ـ نزل بساحتهم مرض جديد، فذهلوا به عن الأول، مما جعلهم يقفون واجمين متحيرين أمام هذا الخضم الموار، من تلك الشرور والأخطار، ومهما يك من شيء فإننا لا نستغرب أن تنتشر الفاحشة في مجتمعات الكفار، ذلك لأنهم كفروا بالله ـ عز وجل ـ وليس بعد الكفر ذنب. ولكن المصيبة العظمى والطعنة النجلاء أن ينتقل هذا الداء العياء إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 بلاد المسلمين، وينتشر فيها، ويستشري في أبنائها. ولم يكن ذلك ليحصل إلا لأسباب ستمر معنا في ثنايا البحث ـ إن شاء الله ـ ولعل من أبرزها أن كثيرا من المسلمين نسوا حظا مما ذكروا به، واتبعوا سنن من كان قبلهم حذو القذة بالقذة. ولما كان انتشاره في بلاد المسلمين نذير شؤم ومؤذن بلاء وعقوبة ـ كان واجبا على كل مسلم ـ بحسب قدرته وطاقته ـ أن يسعى في الوقوف أمامه، وأن يحاول صده، والحد من انتشاره. لذا تطفلت ـ بجهد المقل ـ بهذا البحث سائلا المولى أن ينفع به، وأسميته: ((الفاحشة (عمل قوم لوط) الأضرار ـ الأسباب ـ سبل الوقاية والعلاج)) . وقد جاء هذا البحث بعد هذه المقدمة على النوح التالي: الفصل الأول: وتحته خمسة مباحث: المبحث الأول: تعريف عمل قوم لوط، وأسماؤه الأخرى. المبحث الثاني: الكتب المؤلفة في عمل قوم لوط. المبحث الثالث: تحريمه وعقوبة مرتكبه. المبحث الرابع: الآثار الواردة في ذمه. المبحث الخامس: أول من ابتدعه. الفصل الثاني: أضرار عمل قوم لوط وتحته ستة مباحث: المبحث الأول: أضراره الدينية. المبحث الثاني: أضراره الخلقية. المبحث الثالث: أضراره الاجتماعية. المبحث الرابع: أضراره الاقتصادية. المبحث الخامس: أضراره النفسية. المبحث السادس: أضراره الصحية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 الفصل الثالث: أسباب وقوع اللواط: وتم فيه الحديث عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوع تلك الجريمة، سواء الأسباب الخاصة المباشرة، التي تعود إلى ذات الأشخاص الذين يقعون فيها، أو الأسباب العامة غير المباشرة، التي قد تتسبب في وقوع تلك الجريمة. الفصل الرابع: سبل الوقاية والعلاج وتحته مبحثان: المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط. المبحث الثاني: سبل الوقاية والعلاج للمبتلين باللواط. خاتمة البحث: وهي تحوي ملخصا لأهم ما ورد في هذا الكتاب. هذا ما تيسر جمعه وتقييده، وهذا جهد المقل، فما كان فيه من صواب فذلك فضل الله، وما كان فيه من زلل أو خطل ـ فمن نفسي والشيطان، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} . [هود، 88] . وأخيرا هذه صيحة نذير، وصرخة تحذير، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعلم بها جاهلا، أو ينبه بها غافلا، أو يذكر ناسيا، أو يحرك متوانيا. كما أسأله ـ عز وجل ـ أن يجزي خير الجزاء كل من مد يد العون لي في هذا المبحث، ويجعل ذلك في ميزان حسناته، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، كما آمل ممن يقرأ هذا الكتاب أن يوافيني بملاحظاته واستدراكاته، وله الدعاء والشكر. كما ألتمس العذر من القراء الكرام إن كان في ثنايا هذا الكتاب ما يؤذي أسماعهم، أو يحزن قلوبهم، ولكن الحرص على الإبلاغ، والرغبة في محض النصح ـ هما اللذان حملاني على طرق هذا الموضوع بوضوح وصراحة، وإن كان في جعبتي أمور أخرى، لم تطق شباة القلم أن تخطها، فآثرت تركها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 والإعراض عن ذكرها؛ لثقلها الشديد على النفس، ولئلا أوصم بالمبالغة والتهويل، من قبل من لا يدرك أبعاد هذا الداء الوبيل. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا. محمد بن إبراهيم الحمد الزلفي 25/9/1414 هـ 11932 ـ ص ب 460 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 الفصل الاول المبحث الأول: تعريف عمل قوم لوط، واسماؤه الاخرى ... المبحث الأول: تعريف عمل قوم لوط وأسماؤه الأخرى تعريف عمل قوم لوط عرف هذا العمل بعدة تعريفات نذكر منها ما يلي: 1 ـ عرف بأنه: ((إتيان الذكور في الدبر)) 2 ـ وعرف بأنه: ((اكتفاء الرجال بالرجال)) . 3 ـ وعرف بأنه ((وطء الذكر الذكر)) 2. أسماؤه الأخرى لهذا العمل القبيح عدة أسماء يعرف بها، منها: 1 ـ الفاحشة: فلقد سماها الله ـ عز وجل ـ هذه التسمية ـ الفاحشة ـ كما في قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} . [الأعراف: 80] . والفاحشة كل خصلة تناهت في القبح، ولا شك أن هذه الفعلة متناهية في القبح، وأل في قوله ـ تعالى ـ: {الْفَاحِشَةَ} تفيد العهد الذهني؛ فكأن هذه الفعلة هي الفاحشة المعهودة التي استقر فحشها عند كل أحد.   1 قرع السياط في قمع أهل اللواط للسفاريني، ص 28 2 الضياء اللامع من الخطب الجوامع للشيخ ابن عثيمين، 1/275 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 2 ـ عمل قوم لوط: نسبة إلى قوم لوط ـ عليه السلام ـ فهم الذين أحدثوه، وابتدعوه. 3 ـ اللواط: قال ابن منظور:" لاط الرجل لواطا، ولاوط أي عمل عمل قوم لوط". قال الليث:" لوط كان نبيا بعثه الله إلى قومه فكذبوه، وأحدثوا ما أحدثوا، فاشتق الناس من اسمه فعلا لمن فعل فعل قومه" 1 وقال السفاريني:"وفلان لوطي، أي يتعاطى عمل قوم لوط" 2. وهناك من يعترض على هذه التسمية؛ بحجة أنه لم يقم عليها دليل من الكتاب والسنة، وأنه لا يجوز أن تنسب هذه الجريمة إلى لوط ـ عليه السلام ـ 3. إلا أن جل العلماء الذين تكلموا عن هذه الجريمة نصوا على تسميتها باللواط، وممن نص على هذه التسمية الإمام الحافظ أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري في كتابه: ذم اللواط. وكذلك الإمام الآجري في كتابه: تحريم اللواط وممن نص عليها ـ أيضا ـ شيخ الإسلام ابن تيمية 4، والإمام ابن القيم 5، والحافظ ابن رجب الحنبلي 6 ـ رحمهم الله تعالى ـ.   1 لسان العرب لابن منظور 7/396 2 قرع السياط ص 28. 3 انظر مقدمة المحقق الأخ راشد الغفيلي لكتاب قرع السياط ص 14 ـ 15. 4 انظر الاستقامة لشيخ الإسلام 2/187 و194. 5 انظر الجواب الكافي لابن القيم 238ـ 248، وإغاثة اللهفان لابن القيم ص 70ـ71. 6 انظر جامع العلوم والحكم 1/320. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 4 ـ الشذوذ الجنسي: وهذه تسمية أخرى لهذه الجريمة؛ لأنها شذوذ منحرف، وانتكاس في الفطرة، وارتكاس في الطباع. 5 ـ الجنسية المثلية: وهذا من أسمائها ـ أيضا ـ فقد سماها بعض الباحثين بهذه التسمية؛ لأنها تمثل الانجذاب، أو الميل نحو نفس الجنس1 6 ـ صادومية: فمما يلاحظ أن بعض الكتاب يستعملون كلمة "صادومية" للتعبير عن اللواط،"وهذه الكلمة مشتقة كما يبدو من اسم "صدوم" إحدى مدن قوم لوط، التي شاع فيها هذا الشذوذ الآثم)) 2. 7 ـ المدابرة: لأن هذا العمل عبارة عن إتيان الرجال في أدبارهم.   1 انظر الانحرافات الجنسية وأمراضها د/ فائز الحاج ص 25. 2 الإسلام والجنس، فتحن يكن، ص 47، والإسلام والتربية، د: وجيه زين العابدين، ص69ـ70 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 المبحث الثاني: الكتب المؤلفة في عمل قوم لوط ... المبحث الثاني: الكتب المؤلفة في علم قوم لوط ألف في ذم عمل قوم لوط كتب عديدة، في القديم وفي الحديث، فمما ألف فيه من الكتب ما يلي: 1 ـ ذم اللواط: للإمام الحافظ أبي محمد الهيثم بن خلف الدوري ـ رحمه الله تعالى ـ المتوفى سنة 307 هـ. 2 ـ تحريم اللواط: للإمام الحافظ أبي بكر محمد بن الحسين الآجري ـ رحمه الله تعالى ـ المتوفى سنة 360 هـ، وهذان الكتابان حافلان بذكر الآثار في ذم هذا العمل، من الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، وقد جمعا في كتاب واحد اسمه ((كتابان في اللواط)) وقد جمعهما، وحققهما، وخرج أحاديثهما الشيخ الأخ خالد بن محمد بن علي بن عنبر، وقد قدم لهما بمقدمة، درس من خلالها ظاهرة الشذوذ الجنسي دراسة علمية رائعة. 3 ـ القول المضبوط في تحريم فعل قوم لوط: تأليف شمس الدين محمد بن عمر الغمري الواسطي ـ رحمه الله تعالى ـ 786 ـ 849 هـ، وقد حققه عبد الله المصري الآثري. 4 ـ قرع السياط في قمع أهل اللواط: تأليف الشيخ العلامة: محمد بن أحمد بن سالم السفاريني ـ رحمه الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 تعالى ـ 1114 ـ 1189 هـ، وقد حقق هذا الكتاب الأخ الشيخ راشد ابن عامر الغفيلي. وممن تكلم على هذه الجريمة في ثنايا كتبه الإمام ابن الجوزي ـ رحمه الله تعالى ـ كما في كتابه: ((ذم الهوى)) . وكذلك العلامة ابن القيم في مواطن كثيرة من كتبه مثل: ((إغاثة اللهفان)) و ((الجواب الكافي)) و ((روضة المحبين)) . وفي العصور المتأخرة ألف كتب عديدة تناولت هذا الموضوع، وبينت أضراره المتنوعة منها: 1 ـ مضار اللواط وخبث اللوطية. للشيخ محمد بن سليمان العليط. 2 ـ خطر الجريمة الخلقية ـ الزنا ـ اللواط: للشيخ عبد الله الجار الله. 3 ـ الانحرافات الجنسية وأمراضها. د. فائز الحاج 4 ـ الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها. د. محمد علي البار. 5 ـ الأمراض الجنسية عقوبة إلهية. د. عبد الحميد القضاة. وغيرها كثير، خصوصا تلك الكتب التي تناولت هذا الموضوع من الناحية الطبية والصحية. وسيمر معنا في ثنايا هذا الكتاب شيء من ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 المبحث الثالث: تحريمه وعقوبة مرتكبه " تحريم اللواط معلوم بالكتاب والسنة، والإجماع، قال تعالى: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} . (الأعراف: 80) . وسماهم معتدين ومسرفين، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاعل والمفعول به" 1 وقد أجمع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على قتل مرتكب هذه الكبيرة، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم، كابن قدامة وابن القيم 2. ولم يختلف الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في القتل، وإنما وقع الاختلاف في كيفيته؛ فقال بعضهم: يقتل بالسيف، وقال بعضهم: يرمى بالحجار، وقال بعضهم: يحرق بالنار، وقال بعضهم: يرفع على أعلى بناء في القرية فيرمى منه منكسا، ثم يتبع بالحجارة 3. قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ:"وأما صفة القتل ـ فإن الذي يظهر لي أيضا ـ والله أعلم ـ هو أن هذا عائد إلى رأي الإمام من القتل بالسيف، أو رجما بالحجارة، ونحو ذلك حسب مصلحة الردع والزجر والله أعلم" 4   1 حاشية الروض المربع لابن قاسم 7/318 2 انظر المغني لابن قدامة 10/160ـ162، والجواب الكافي لابن القيم ص240. 3 انظر الجواب الكافي ص241، وحاشية الروض 7/318ـ319، وفقه السنة لسيد سابق 2/386ـ388. 4 الحدود والتعزيزات عند ابن القيم للشيخ بكر أبو زيد ص189. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 وهذا الحكم يشمل الفاعل والمفعول به، سواء كانا بكرين أو ثيبين عند جمهور العلماء1 ودليل هذا القول قوله ـ صلى الله عليه وسلم: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به" 2. قال الشيخ بكر أبو زيد تعليقا على هذا الحديث:"ووجه الدلالة من هذا الحديث ـ نصية على قتل الفاعل والمفعول به، وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن، فدل بعمومه على قتله مطلقا" 3.   1 انظر الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية، 2/187، والجواب الكافي ص238ـ239، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/221، وأضواء البيان للشنقيطي 3/40ـ45. 2 أخرجه أبو داود برقم 4297 وابن ماجة برقم 2561، والحاكم 4/355، وصححه ووافقه الذهبي، والترمذي برقم 1456، وقال ابن القيم: إسناده على شرط البخاري، انظر الجواب الكافي ص141، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6589. 3 الحدود والتعزيزات ص 179. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 المبحث الرابع: الآثار الواردة في ذمه ورد في ذم عمل قوم لوط آثار عديدة من الكتاب والسنة، كما ورد ذلك في أقوال السلف الصالح. فلقد قص الله ـ عز وجل ـ شأنهم في سور عديدة من القرآن الكريم، كما في سورة الأعراف [80 ـ 84] وهود [77 ـ 83] ، والحجر [57 ـ 77] ، والأنبياء [74 ـ 75] ، والشعراء [160 ـ 175] ، والنمل [54 ـ 58] ، والعنكبوت [28 ـ 35] ، والصافات [133 ـ 138] ، والقمر [33 ـ 39] . ومما ورد في ذم هذا العمل من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من عمل عمل قوم لوط"1 وقوله: "إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط" 2 ومما ورد عن السلف الصالح في ذمه قول الفضيل بن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ:"لو أن لوطيا اغتسل بكل قطرة من السماء لقي الله غير طاهر" 3.   1 أخرجه أحمد 1/309، والحاكم 4/365، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند 2817. 2 أخرجه أحمد 3/382، والترمذي برقم 1457، وقال: حسن غريب، وابن ماجه برقم 2563، والحاكم في مستدركه 4/357، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وأخرجه الدوري في ذم اللواط برقم 55، والآجري في تحريم اللواط برقيم 12، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 1552. 3 ذم اللواط للدوري، ص 142، وقال المحقق: إسناده حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 ومما قيل في ذمه: فيا ناكحي الذكران تهينكم البشرى ... فيوم معاد الله إن لكم أجرا كلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وأكثروا ... فإن لكم زفا إلى ناره الكبرى فإخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم ... وقالوا إلينا عجلوا لكم البشرى وها نحن أسلاف لكم في انتظاركم ... سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى ولا تحسبوا أن الذين نكحتموا ... يغيبون عنكم بل ترونهم جهرا ويلعن كل منكم لخليله ... ويشقى به المحزون في الكرة الأخرى يعذب كل منهم بشريكه ... كما اشتركا في لذة توجب الوزرا 1   1 الجواب الكافي ص 245ـ246. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 المبحث الخامس: أول من ابتدعه أول من ابتدع هذا العمل القبيح ـ هم قوم لوط ـ عليه السلام ـ قال ـ تعالى ـ: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} . [الأعراف: 80] . قال السفاريني ـ رحمه الله تعالى ـ:"وأما أول من ابتدعه فقوم لوط ـ قبحهم الله ـ يروى أن أهل المؤتفكات كانوا من أجمل الناس، وكانوا أهل كرم وعطاء، فأصابهم القحط، فجاءهم إبليس اللعين وقال: إنما أصابكم ذلك لكرمكم أو نحو ذلك، فقالوا له كيف السبيل إلى المنع؟ قال: اجعلوا السنة ـ أي العادة ـ بينكم إذا دخل رجل إلى بلدكم غريب ـ سلبتموه، ونكحتموه في دبره، فإذا فعلتم ذلك ـ لم تقحطوا، فعزموا على ذلك، وخرجوا إلى ظاهر البلد يطلبون من يفجرون به، فتمثل لهم إبليس اللعين في صورة غلام أمرد حسن ففجروا كما علمهم، فطاب لهم ذلك، حتى صار عادة لهم في كل غريب، ثم فشا فنفذ إلى أهل البلد أيضا، فظهر ذلك فيهم من غير إنكار، ولا انتقام. فأرسل الله ـ سبحانه ـ إليهم لوطا ـ عليه السلام ـ وكان أكبر المدن سدوم، وأسماء بقيتها: صاصورا، وصابورا، ودوسة، وعامورا. فعلمنا أن من فعل الفاحشة ـ فسلفة فيها إبليس وقوم لوط. قلت: ـ ولا يزال الكلام للسفاريني ـ: ورأيت في بعض التواريخ أن إبليس لما أهبط لاط بنفسه فعلى هذا هو أول لائط وملوط به" 1   1 قرع السياط في قمع أهل اللواط ص 29ـ31، والظاهر أن هذه الرواية من أخبار بني إسرائيل فلا نصدق بها ولا نكذب، أما قوله: ((ورأيت في بعض التواريخ)) ..إلخ، فهذا مخالفة لقوله تعالى عن قوم لوط: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} . [الأعراف:80] ، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 الفصل الثاني: أضرار عمل قوم لوط المبحث الأول: أضراره الدينية ... أضرار عمل قوم لوط لعمل قوم لوط أضرار كثيرة جدا يقصر دونها العد والإحصاء، والبحث والاستقصاء، وذلك على الأفراد والجماعات في الدنيا والآخرة. وهذه الأضرار متعددة، ومتشعبة، ومتنوعة، فأضراره دينية، وخلفية، واجتماعية، واقتصادية، ونفسية، وصحية، وإليك بعض التفصيل في ذلك. المبحث الأول: أضراره الدينية أما أضراره الدينية ـ فلأنه كبيرة من كبائر الذنوب، وسبب للبعد من علام الغيوب، ولأنه جرم عظيم حذر منه ربنا ـ جل وعلا ـ وعاقب الأمة التي فعلته بأقسى وأنكى العقوبات، فهو سبب لمقت الله وأليم عقابه، وأخذه الشديد في الدنيا والآخرة، بل هو خطر على التوحيد؛ إذ أنه ذريعة للعشق، والعشق ذريعة للشرك والتعلق بغير الله ـ جلا وعلا ـ. قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن تحدث عن الذنوب والمعاصي وأن التوحيد يمحوها، ويزيل نجاستها، قال: ((ولكن نجاسة الزنا واللواطة ـ أغلظ من غيرها من النجاسات؛ من جهة أنها تفسد القلب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 وتضعف توحيده جدا، ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة ـ أكثرهم شركا، فكلما كان الشرك في العبد أغلب ـ كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر، وكلما كان أعظم إخلاصا كان منهما أبعد، كما قال تعالى عن يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} . [يوسف: 24] . فإن عشق الصور المحرمة نوع تعبد لها، بل هو من أعلى أنواع التعبد، ولا سيما إذا استولى على القلب، وتمكن منها صار تتيما، والتتيم: التعبد، فيصير العاشق عابدا لمعشوقه، وكثيرا ما يغلب حبه، وذكره، والشوق إليه والسعي في مرضاته، وإيثار محابه على حب الله وذكره، والسعي في مرضاته، بل كثيرا ما يذهب ذلك من قبل العاشق بالكلية، ويصير متعلقا بمعشوقه من الصور، كما هو مشاهد، فيصير المعشوق هو إلهه من دون الله ـ عز وجل ـ يقدم رضاه وحبه على رضا الله وحبه، ويتقرب إليه ما لا يتقرب إلى الله ـ تعالى ـ وينفق في مرضاته ما لا ينفقه في مرضاة الله، ويتجنب من سخطه ما لا يتجنب من سخط الله ـ تعالى ـ فيصير آثر عنده من ربه، حبا وخضوعا، وذلا، وسمعا وطاعة. ولهذا كان العشق والشرك متلازمين، وإنما حكى الله ـ سبحانه ـ العشق عن المشركين من قوم لوط، وعن امرأة العزيز وكانت إذ ذاك مشركة، فكلما قوي شرك العبد ـ بلي بعشق الصور، وكلما قوي توحيده ـ صرف ذلك عنه. والزنا واللواط كمال لذاتهما إنما يكون مع العشق، ولا يخلو صاحبهما منه، وإنما لتنقله من محل إلى محل ـ لا يبقى عشقه مقصورا على محل واحد، بل ينقسم على سهام كثيرة، لكل محبوب نصيب من تألهه وتعبده. فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين، ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله؛ فإنهما من أعظم الخبائث، فإذا انصبغ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 القلب بهما بعد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب، وكلما ازداد خبثا ـ ازداد من الله بعدا ". 1 وقال ـ رحمه الله ـ في موطن آخر متحدثا عن العشق، وأن اللواط سبب له: "وهذا داء أعيا الأطباء دواؤه، وعز عليهم شفاؤه، وهو ـ والله ـ الداء العضال، والسم القتال، الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنقاذه من إساره، ولا اشتغلت ناره في مهجة إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره. وهو اقسام: تارة يكون كفرا، كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه؟! فهذا عشق لا يغفره الله لصاحبه، فإن من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك، وعلامة هذا العشق الشركي الكفري أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه، وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحق ربه، وطاعة ربه وطاعته ـ قدم حق معشوقه وطاعته على حق ربه، وآثر رضاه على رضاه، وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه، وبذل لربه ـ إن بذل ـ أردأ ما عنده، واستفرغ وسعه في مراضاة معشوقه وطاعته، والتقرب إليه وجعل لربه ـ إن أطاعه ـ الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته" 2. ثم قال ـ رحمه الله ـ: " فتأمل حال أكثر عشاق الصور، هل تجدها إلا مطابقة لذلك؟ ثم ضع حالهم في كفة، وتوحيدهم في كفة، وإيمانهم في كفة   1إغاثة اللهفان ص70ـ71. 2 الجواب الكافي ص296ـ297. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 ثم زن يرضي الله ورسوله، ويطابق العدل، وربما صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيده ربه، كما صرح أحدهم بأن وصل معشوقه أشهى إليه من رحمة ربه، فعياذا بالله من الخذلان، ومن هذا الحال. قال الشاعر: وصلك أشهى إلى فؤادي ... من رحمة الخالق الجليل ولا ريب أن هذا العشق من أعظم الشرك، وكثير من العشاق يصرح بأنه لم يبق في قلبه موضع لغير معشوقه ألبتة، بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله، فصار عبدا مخلصا من كل وجه لمعشوقه، فقد رضي هذا من عبودية الخالق ـ جل جلاله ـ بعبوديته لمخلوق مثله؛ فإن العبودية هي كمال الحب والخضوع، وهذا قد استغرق قوة حبه وخضوعه وذله لمعشوقه؛ فقد أعطاء حقيقة العبودية" 1 ومن أضراره الدينية أيضا أنه يجر صاحبه إلى معاص أخرى، ربما لا تقل عن اللواط قبحا، كما يجره إلى ترك طاعات كان يفعلها؛ فكم شرب بسببه من المسكرات؟ وكم ضاع بسببه من الجمع والجماعات؟ وكم أغري به من عداوات؟ ثم إن الاسترسال بهذا الأمر ـ يقود الإنسان إلى محبته، فيحب الفاحشة ويبغض العفة، فيقع في محبة ما كرهه الله، وبغض ما أحبه الله. وقد يقوده التمادي به والاستمرار عليه إلى استمرائه، وعدم النفور منه وربما قاده ذلك ـ عياذا بالله ـ إلى استحلاله   1 انظر المرجع السابق ص 297، وانظر الدين الخالص لصديق حسن، 2/403ـ412. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 المبحث الثاني: أضراره الخلقية 1 أما أضراره الخلقية ـ فكثيرة جدا؛ فاللواط لوثة خلقية، وانحراف عن الفطرة السوية، فمن تلك الأضرار الخلقية التي لا بد أن تنجم عنه ما يلي: 1 ـ قلة الحياء: فالحياء هو الحياة، وإذا ذهب الحياء ـ فلا خير في الحياة، وصدق من قال: فلا والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء فمن ثمرات اللواط المنتنة الوقاحة وقلة الحياء، فتجد من يمارس هذه الفعلة صلب الوجه، وقحا لا يبالي بما فعل، ولا يرعى لأحد حقه، وربما انسلخ من الحياء بالكلية، فلا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله، وقبيح فعاله، بل ربما قام هو بإخبارهم عما يقوم به من عمل سيء، وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة عز إصلاحه، وصعب علاجه. 2 ـ سوء الخلق. 3 ـ قسوة القلوب وغلظ الأكباد. 4 ـ قتل المروءة والشهامة، والنخوة والكرامة. 5 ـ الشرة والعدوانية، وحب الجريمة والجرأة على فعلها.   1 انظر الجواب الكافي ص68إلى 141. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 6 ـ انتكاس الفطرة، وارتكاس الطباع، واضمحلال ميزان الفضيلة1 والرذيلة، أو انعدامه بالكلية عند من يعمل هذا العمل؛ فالرذائل عنده فضائل، والفضائل رذائل. 7 ـ ذهاب الغيرة من القلب، وحلول الدياثة محلها. 8 ـ سقوط الجاه والمنزلة، وحلول المهانة، والحقارة والذلة. 9 ـ الحمق والنزق، وسوء التصرف والخرق. 10 ـ هذا العمل يجر إلى ضعف الإدارة، وسفول الهمة. 11 ـ ومن أضراره نزع الثقة من مرتكبه، والنظر إليه بعين الخيانة. 12 ـ سواد الوجه وظلمته، حتى ليكاد يعرف كل من يقوم بهذا العمل، كما قيل: وعلى الفتى لطباعه سمة تلوح على جبينه 2 13 ـ ومن أضراره حرمان العلم والترقي في مدارج الكمال، ومراتب الفضيلة. 14 ـ ذهاب الشجاعة؛ فهذا العمل القبيح يدسي النفس، ويقمعها، ويصغرها، ويحقرها، ويضعفها، ويوهنها، فتذهب الشجاعة، ويحل الجبن، والخور، والهلع، والفزع محلها.   1 انظر في ظلال القرآن لسيد قطب،3/1315، و4/1913. 2 ديوان الشافعي ص 85. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 المبحث الثالث: أضراره الاجتماعية ومن أضراره الوخيمة، وأدوائه الوبيلة التي تعود بشرها إلى المجتمع ما يلي: 1 ـ زوال الخيرات والبركات: فانتشار الفاحشة ـ بلا شك ـ نذير شؤم؛ فبسببه تزول الخيرات والبركات من الأرض والسماوات. 2 ـ حلول العقوبات والمثلات: فالفاحشة إذا شاعت وفشت، وترك الناس إنكارها ـ فإن هذا مؤذن بقرب العذاب، ونزول العقاب؛ فالله ـ عز وجل ـ عندما ذكر قوم لوط، وصنيعهم، وعقوبتهم قال: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: 83] . 3 ـ قلة الأمن، وشيوع الفوضى، وانتشار الرعب، وكثرة الاضطرابات. 4 ـ حرمان الأمة من السعادة الحقيقية، والقوة والعزة1 فالسعادة والقوة والعزة ليست بالانجراف وراء إشباع الشهوات، وإنما هي بالإيمان الحقيقي، والالتزام الصادق بدين الله القويم. 5 ـ تفسخ المجتمع وتحلله: وهذه نتيجة طبيعية؛ فالمجتمع الذي يشيع فيه الفاحشة ـ لا بد وأن يتحلل ويتفسح، وتسود فيه الروح البهيمية، والأخلاق السبعية.   1 انظر عوامل الانحراف الجنسي ومنهج الإسلام في الوقاية منها لعبد الرحيم صالح عبد الله، ص 98ـ99، وانظر الضياء اللامع من الخطب الجوامع للشيخ ابن عثيمين 1/275. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 6 ـ تفككك الأسر وتفرق البيوت: فالفاحشة مدعاة لتفكك الأسر، وتفرق البيوت، فإذا ما ابتليت أسرة بانحراف أحد أبنائها ـ فلا ريب أنها ستتأثر بذلك أيما تأثر؛ فهذا المنحرف سيسبب لها العديد من المشكلات، وسيجرها إلى ويلات إثر ويلات، وذلك من خلال تشويه سمعة أسرته، أو إفساد بقية أخوته، أو جلب أجهزة الفساد لأهل بيته، أو اشغالهم بما يسببه لهم من مشكلات مع الناس، مما يجعل بناء الأسرة يهتز، ويضعف، وينهار. 7 ـ تفكك المجتمع وانفصام روابطه: فالأسرة نواة المجتمع، فإذا فسدت الأسرة ـ فسد المجتمع، فتجد من يعادي جاره، أو قريبه، بسبب ما يجره الأبناء المنحرفون على غيرهم من البلاء والانحراف، فالترابط لا يكون إلا في مجتمع مفعم بالإيمان، تسوده المودة والتشيع فيه الرحمة، أما إذا انتشرت الفواحش ـ فإن المجتمع ستتفكك عراه، وتنفصم روابطه. 8 ـ انهيار المثل العليا والقيم الأصيلة: كالرحمة، والمودة، والعفة، والحياء، والكرم، والنخوة، والشجاعة، والمروءة، وغيرها. وما قيمة مجتمع ذهبت أخلاقه، واستبدت به شهواته، واستحوذت عليه غرائزه؟ 1 9 ـ أنه سبب للقضاء على روح الجد والاجتهاد والجهاد؛ فهذا العمل المشين سبب لسفول الهمة، وسقوطها، فإذا ما انتشر في مجتمع ـ فإنه سيقضي ـ حتما ـ على روح الجهاد، والعمل الجاد، فالجهاد لا يفكر فيه إلا أصحاب الهمم العلية، والنفوس الأبية، وأي مكان للجهاد عند هؤلاء الساقطين الوالغين في حمأة الرذيلة؟!   1 انظر تربية الأولاد في الإسلام، لعبد الله علوان1/246. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 فهذا أحد أسلافهم ممن قصر همته على ملاحقة النساء لما قيل له جاهد في سبيل الله ـ قال: يقولون جاهد يا جميل بغزوة ... وأي جهاد غيرهن أريد لكل حديث بينهن بشاشة ... ولك قتيل عندهن شهيد 1 10 ـ انتشار الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمجتمع، فتفقده القوة والمنعة والصمود، مما يجعله عرضة للزوال في أي لحظة. 11 ـ ضعف الثقافة في المجتمع: فإذا انتشرت هذه الفاحشة في مجتمع ـ فلا ريب أنها ستؤثر على ثقافته بأثيرا سيئا، فتجد من ابتلي بهذا الداء لا يقرأ إلا لماما، وربما لا يقرأ أبدا، وإذا قرأ فماذا سيقرأ؟ الجواب أنه لن يقرأ إلا ما يلائم طباعه، ويشبع غرائزه، ويذكي كوامن الشهوة فيه، فتضعف بذلك ثقافة المجتمع وتضمحل، مما يجعل هذا المجتمع يقبل أي فكرة باطلة، أو شذوذ منحرف، فيسهم ذلك بتصدع بنيانه وانهيار كيانه. 12 ـ عزوف الرجال عن الزواج: فاللواط سبب لاكتفاء الرجال بالرجال، والرغبة عن الزواج، وبالتالي يقل الزواج، وتكثر العنوسة، وذلك مدعاة لشيوع منكر آخر وهو الزنا، ولا يخفى ما للزنا من آثار وبيلة على المجتمع، فمن آثاره اختلاط الأنساب، وكثرة أولاد الزنا الذين لا يجدون من يربيهم ويشرف عليهم، وإن وجدوا ـ فلن يجدوا الحب الحقيقي، الذي هو حق لكل طفل، ولن يجدوا من يرشدهم إلى الصراط المستقيم؛ لذا فانحراف هؤلاء وارد، وإذا انحرفوا ـ أصبحوا معاول هدم للمجتمع 2.   1 شرخ ديوان جميل بثينة ص 21. 2 انظر التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي، د: فضل إلهي ظهير، ص 61. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 13 ـ اللواط يهدد بقلة النسل: فالأمة التي تشيع فيها العفة والفضيلة ـ يكثر فيها الزواج الشرعي، فتستمر بذلك شابة فتية متجددة، وذلك لكثرة الإنجاب. فإذا ما انتشر اللواط واستغنى الرجال بالرجال ـ فإن هذا يهدد بقلة النسل، مما يعرض المجتمع للضعف، والتخلف؛ لأن الكثافة البشرية ـ بلا شك ـ من أعظم أسباب الرقي والتقدم. 14 ـ أنه سبب للتخلف والتبعية: فالأمة إذا تخلت عن أخلاقها ومبادئها ـ فإن الانحرافات ستبدأ تنخر في جسدها، مما يضعفها، ويفقدها شخصيتها ومكانتها، فتصبح بذلك أمة منهزمة تابعة مقلدة متخلفة في شتى الميادين. والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكم من أمة بنت لها مجدا وحضارة، واشتهرت بالتقدم العلمي حينما كانت متمسكة بقيمها ومبادئها، وبعد أن فقدت ذلك انحدرت إلى الحضيض، وهوت من عليائها1   1 انظر الزنا لدندل جبر، ص 144ـ145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 المبحث الرابع: أضراره الاقتصادية وهذا العمل ـ أيضا ـ يؤثر على الاقتصاد، فمن أضراره الاقتصادية ما يلي: 1 ـ إهدار الثروة المالية بحثا عن الشهوة المحرمة. فمن ابتلي بتلك الفعلة ـ تجده يسعى في تطلابها في كل مكان، ويخسر بسبب ذلك أموالا طائلة، وربما سافر خارج بلاده؛ بحثا عن إشباع غرائزه. 2 ـ ما ينفق من أموال لشراء المجلات الهابطة والأشرطة الماجنة التي تهيج الغرائز وتحرك الكوامن. 3 ـ ما يبذل من أموال لدراسة هذه الظاهرة؛ والبحث في سبل علاجها. 4 ـ ما ينفق لعلاج المصابين بأمراض الشذوذ، فإذا كان مرض السيلان ((يصاب به 200 ـ 500 ألف شخص في كل عام معظمهم في ريعان الشباب، وإذا علمنا أن تشخيص وعلاج المريض الواحد يكلف 250 ـ 400 دولار ـ فإن مرض السيلان وحده يكلف العالم سنويا 80 ـ 200 بليون دولار)) 1، وهذا مرض السيلان، فما بالك بالزهري، أو الهربس؟ بل وما بالك بالإيدز وما هو أخطر من الإيدز؟ 5 ـ البطالة، وقلة الأيدي العاملة: فالمجتمع الذي ينتشر فيه هذا الوباء ـ لا بد أن يتأثر، ويضعف،   1 الأمراض الجنسية عقوبة إلهية، د: عبد الحميد القضاة، ص 51. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 ويقل الجادون فيه، ويكثر فيه أهل البطالة، فيؤثر ذلك على الاقتصاد تأثيرا سيئا، بل إن تأثير هؤلاء سيكون مركبا؛ فلا يكفي أنهم لا ينتجون فحسب، بل إنهم سيستهلكون ويستنزفون الثروات في سبيل عبثهم وشذوذهم، بل ويشغلون الناس عن الإنتاج، بملاحقتهم ومحاولة كفهم وزجرهم. وهذا بلا شك يقود إلى التخلف في شتى الميادين، فاللواط يشغل الإنسان عن مصالحه الدينية والدنيوية، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: ((ليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور، أما مصالح الدين ـ فإنها منوطة بلم شعث القلب وإقباله على الله، وعشق الصور أعظم شيء تشعبا وتشتيتا له، وأما مصالح الدنيا فهي تابعة ـ في الحقيقة ـ لمصالح الدين، فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه ـ فمصالح دنياه أضيع وأضيع))   1 انظر الجواب الكافي ص299. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 المبحث الخامس: أضراره النفسية فمن جملة أضرار هذا العمل المشين الأضرار النفسية، فهذا العمل يورث صاحبه أضرارا نفسية كثيرة منها: 1 ـ الخوف الشديد، والوحشة، والاضطراب: فالذي يمارس هذا العمل ـ لا تراه إلا خائفا مذعورا، يحسب كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصدا إليه، فلا تجده إلا وقلبه كأنه في جناحي طائر؛ ذلك لأن الطاعة حصن الله الأعظم، الذي من دخله كان من الآمنين، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب، فمن أطاع الله ـ انقلبت المخاوف في حقه أمانا، ومن عصاه انقلبت مآمنه خوفا، فمن خاف الله آمنه من كل شيء، ومن لم يخف الله ـ أخافه الله من كل شيء1، فالجزاء من جنس العمل؛ فمن بحث عن الأمن والأنس في معصية الله ـ انقلب عليه الأمر رأسا على عقب فأصبح أمنه خوفا، وأنسه هما وغما. 2 ـ الحزن الدائم، والعذاب المستمر، والقلق الملازم: وهذا جزاء عاجل لمن أحب غير الله أو تعلق بغير الله؛ فبقدر بلك المحبة أو التعلق بغير الله يصيب الإنسان ما يصيبه من العذاب، والحزن، والألم، والقلق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ:"واعلم أن كل   1 انظر الجواب الكافي ص 115، وأثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب للصواف ص46ـ51، وانظر شؤم المعصية وبركة التقوى للبيانوني ص34ـ37 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 من أحب شيئا لغير الله ـ فلا بد أن يضره محبوبه، ويكون ذلك سببا لعذابه" 1 وقال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ:"والمقصود أن من أحب شيئا سوى الله ـ عز وجل ـ فالضرر حاصل له بمحبوبه، إن وجد وإن فقد؛ فإن فقده ـ عذب بفواته، وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته ـ أضعاف أضعاف ما في حصوله من اللذة" (2) . ولهذا قيل: فما في الأرض أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق تراه باكيا في كل حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ... ويبكي إن دنوا خوف الفراق فتسخن عينه عند التنائي ... وتسخن عينه عند التلاقي (3) وكما قال الآخر: إذا قربت دار كلفت وإن نأت ... أسفت فلا بالقرب أسلو ولا البعد وإن وعدت زاد الهوى لانتظارها ... وإن بخلت بالوعد مت على الوعد ففي كل حب لا محالة فرحة ... حبك ما فيه سوى محكم الجهد (4) 3 ـ هذه الفاحشة تجعل صاحبها عرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة، وعلل نفسية شائنة، تفقده لذة الحياة، وتسلبه الأمن والطمأنينة. 4 ـ الرغبة في العزلة والانطواء: فالذي يرتكب هذا العمل تجده مؤثرا للعزلة والانطواء، وذلك إذا لم يجد من يلائمه ويشاكله.   1 انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 1/24ـ29. 2 إغاثة اللهفان ص 45، وانظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 1/24ـ29. 3 انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص 444، وإغاثة اللهفان ص 45. 4 ذم الهوى لابن الجوزي ص 308. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 5 ـ تقلب المزاج، وضعف الشخصية، وعدم استقلالها. 6 ـ الانهزامية، وانعدام الثقة بالنفس، فتجده منهزما لا يثق بنفسه أبدا. 7 ـ الشعور بأن الناس يعلمون بقبيح فعله؛ فلسوء فعله ساء ظنه كما قيل: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه لقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم1 مما يولد لديه الشعور بالذنب، والإحساس بالنقص، وفقدان الرجولة، والتخلف عن ركب الأسوياء. 8 ـ كثرة الوساوس والأوهام، والإصابة بمرض الهوس الجنسي: فهذا الداء العضاء ((إذا تمكن من القلب، واستحكم وقوي سلطانه ـ أفسد الذهن، وأحدث الوساوس، وربما التحلق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم، فلا ينتفعون بها)) 2. وربما أصيب بمرض الهوس الجنسي الذي يجعل صاحبه الشهواني المندفع مشغولا في جميع أوقاته بتخيلات شهوانية غريزية 3. 9 ـ ومن أضراره النفسية ـ أيضا ـ ما يحدث من التوتر النفسي والتردد، والتخاذل وعدم المبالاة، والارتباك، واليأس، والتشاؤم، والملل، والتبلد العاطفي 4. 10 ـ التأثير على الأعصاب: فهذه العادة تغزو النفس، ويؤثر على الأعصاب تأثيرا خاصا، أحد   1 ديوان المتنبي بشرح العكبري 4/135. 2 الجواب الكافي ص 300، وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص 21. 3 انظر التربية الجنسية في الإسلام، د: عبد الرحمن الجزائري ص 220ـ221. 4 انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في علاجها، وليد شبير، ص 88. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 نتائجه الإصابة بالانعكاس النفسي في خلق الفرد، فيشعر داخليا بأنه لم يخلق ليكون رجلا، وينقلب ذلك الشعور إلى شذوذ جنسي، فيميل إلى بني جنسه، وتتجه أفكاره إلى أعضائه التناسلية، ومن هنا يتبين لنا العلة الحقيقية من إسراف بعض الشباب من الساقطين في التزين وتقليد النساء. 11 ـ التأثير على المخ: فاللواط ـ أيضا ـ يسبب اختلالا كبيرا في توازن عقل المرء، وارتباكا عاما في تفكيره، وركودا في تصوراته، وبلاهة واضحة في عقله، وضعفا شديدا في إرادته. وإن ذلك ليرجع إلى قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية، والغدد فوق الكلى، وغيرها، مما يتأثر باللواط تأثرا مباشرا فيضطرب عملها، وتختل وظائفها. وهناك علاقة وثيقة بين النيورستانيا واللواط، فيصاب اللائط بالبله والعبط وشرود الفكر، وضياع العقل والرشاد1 هذه بعض أضراره النفسية وسيمر معنا عند الحديث عن أضرار اللواط الصحية شيء من أضراره النفسية زيادة على ما مضى.   1 انظر فقه السنة للشيخ سيد سابق 2/383ـ386 نقلا عن كتاب الإسلام والطب، للدكتور محمد وصفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 المبحث السادس: أضراره الصحية أما أضراره الصحية ـ فحدث ولا حرج، فها هو الطب الحديث يكشف لنا بين الفينة والأخرى كارثة من كوارث الشذوذ الجنسي، وها هي وسائل الإعلام تطل علينا ـ من وقت لآخر ـ بقارعة تحل بساحة الشذاذ، وما أن يجد الأطباء علاجا نافعا أو عقارا ناجعا لمرض من الأمراض ـ إلا ويستجد مرض جديد يشغلهم عن المرض السابق، مما جعلهم يقفون واجمين متحيرين أمام هذا الخضم الموار، من تلك الشرور والأخطار، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال:"لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا"1 فمن تلك الأضرار الصحية الناجمة عن هذا العمل ما يلي: 1 ـ الرغبة عن المرأة: فمن شأن اللواط أن يصرف الرجل عن المرأة، وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرتها، وبذلك تتعطل أهم وظيفة من وظائف الزواج وهي إيجاد النسل. ولو قدر لمثل هذا الرجل أن يتزوج ـ فإن زوجته تكون ضحية من الضحايا؛ فلا تظفر بالسكن، ولا بالمودة، ولا بالرحمة التي هي دستور الحياة   1 ــ رواه ابن ماجة (19 40) ، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (106) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الزوجية، فتقضي حياتها معذبة معلقة، لا هي بالمتزوجة ولا بالمطلقة. 2 ـ عدم كفاية اللواط: فهو علة شاذة، وطريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية، وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية، ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي، بل هي شديدة الوطأة على الجهاز العضلي، سيئة التأثير على سائر أجزاء البدن. 3 ـ ارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه: فاللواط سبب في تمزق المستقيم، وهتك أنسجته، وارتخاء عضلاته، وسقوط بعض أجزائه، وفقد السيطرة على المواد البرازية، وعدم استطاعته القبض عليها، ولذلك تجد بعد الوالغين في هذا العمل دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة، بحيث تخرج منهم بدون شعور. 4 ـ اللواط وعلاقته بالصحة العامة: فهو يصيب مقترفه بضيق الصدر، والخفقان، ويتركه بحال من الضعف، مما يجعله نهبة لمختلف العلل والأوصاب، وذلك بسبب توهمه ووسوسته. 5 ـ التأثير على أعضاء التناسل والإصابة بالعقم: بحيث يضعف مراكز الإنزال الرئيسية في الجسم، ويعمل على القضاء على الحيوية المنوية، ويؤثر على تركيب مواد المني، ثم ينتهي الأمر بعد قليل من الزمن إلى عدم القدرة على إيجاد النسل، والإصابة بالعقم، مما يحكم على اللائطين بالانقراض والزوال. 6 ـ التيفوئيد والدوسنتاريا: وهو بجانب ما مضى بسبب العدوى بالحمى التيفودية، والدوسنتارية، وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تنتقل بطريق التلوث بالمواد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 البرازية المزودة بمختلف الجراثيم، المملوءة بشتى العلل والأمراض1 7 ـ التهاب الشرج والمستقيم. 8 ـ القرحة الرخوة. ثآليل التناسل. 10 ـ فطريات وطفيليات الجهاز التناسلي. 11 ـ قمل العانة. 12 ـ الورم البلغمي الحبيبي التناسلي. 13 ـ التهاب الكبد الفيروسي 2. 14 ـ الزهري: وهو أحدى ثمار اللواط: ((وقد عرف مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وهو عادة لا يصيب إلا الإنسان دون سائر مخلوقات الله، وتسببه جرثومة لولبية الشكل اسمها ((تريبوينما باليديم)) وهي جرثومة صغيرة ودقيقة جدا، بحيث لا ترى بالعين المجردة)) 3. أما عن سببه فإنه ((لا يوجد لهذا المرض الخطير سبب غير العلاقة الجنسية المحرمة، والوطء في نكاح محرم غير صحيح، ولا يمكن أن يحدث مطلقا نتيجة وطء حلال، أو علاقة جنسية سليمة غير محرمة))   1 انظر فقه السنة سيد سابق 2/383 ـ 386، نقلا عن كتاب الإسلام والطب للدكتور محمد وصفي. 2 انظر تفاصيل الحديث عن تلك الأمراض في الكتب الآتية: الأمراض الجنسية عقوبة إلهية من ص 100 ـ 103، والأمراض الجنسية لسيف الدين حسين شاهين ص 89 ـ 92، والثقافة الجنسية د: هاني عرموش 125 ـ 130، وولا تقربوا الزنا لمحمد عبد العزيز الهلاوي ص 74 ـ 75. 3 انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 41. 4 لماذا حرم الله هذه الأشياء، د: محمد كمال عبد العزيز ص 20 ـ 21. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وأما أعراضه ـ فمنها ما يظهر على شكل تقرحات على الأعضاء التناسلية، ومنها ما يكون داخليا، فيظهر على كبد المريض، وأمعائه، ومعدته، وبلعومه، ورئتيه، وخصيتيه. وأما الآثار التي يتركها على قلب المريض وشرايينه وأعصابه ـ فكبيرة ورهيبة، فهو يسبب الشلل، وتصلب الشرايين، والعمى، والذبحة الصدرية، والتشوهات الجسمية، وسرطان اللسان، والسل في بعض الأحيان. وهذا المرض سريع العدوى، وانتشاره في العالم ـ عامة ـ وفي أوروبا وأمريكا ـ خاصة ـ يزداد، ويتضاعف يوما بعد يوم، فهو مرض خطير، وشره مستطير، قتل وسيقتل الملايين، ماداموا يعيشون الفوضى الجنسية ويلهثون وراء الفواحش زنا وبغاء وشذوذا 1 15 ـ السيلان: وهو ثمرة من ثمرات الشذوذ الجنسي المنتنة: ((ويعتبر السيلان أكثر والأمراض الجنسية شيوعا في العالم، إذ يبلغ عدد المصابين به سنويا حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 1975 م 250 مليون شخص)) 2. وأكثر الناس عرضة لهذا المرض هم الشاذون جنسيا ((ولقد أوضحت الدراسات الميدانية أن الشاذين جنسيا ـ وعددهم في الولايات المتحدة حاليا قد جاوز   1 انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 41 ـ 50، والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها من ص 305 ـ 361، والأمراض الجنسية لسيف الدين شاهين ص 63 ـ 75، والأمراض الجنسية د: نبيل الطويل ص 38 ـ 77، ومرض الإيدز الطاعون الجديد، د: خالص جلبي ص 171 ـ 194، والانحرافات الجنسية وأمراضها د: فايز الحاج ص 143 ـ 156، والثقافة الجنسية لهاني عرموش ص 105 ـ 114، وأيها الشباب انتبه قبل فوات الأوان لعبد الإله بن داود ص 27، وولا تقربوا الزنا ص 68 ـ 63. 2 الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 277. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 الثمانية عشر مليونا ـ هم أكثر الناس إصابة بالأمراض الجنسية 1 ويعد السيلان ((من أكثر الأمراض المعدية انتشارا في الوقت الحاضر، وقد يصاب به 200 ـ 500 مليون شخص كل عام معظمهم في ريعان الشباب)) 2. وهذا المرض يعرف ب ((السيلان)) ((ويسمى في بعض البلاد العربية ((التعقيبة)) وفي بعضها الآخر: ((الردة)) 3. وينتقل هذا المرض ((نتيجة اتصال جنسي مباشر، ونكاح في فرج محرم، ولا يمكن أن ينتقل مطلقا إلى عفيف أو عفيفة)) 4. وهذا المرض يحدث التهابات شديدة في الأعضاء التناسلية، يصحبه قيح وصديد كريه الرائحة، ويعد هذا المرض من أهم الأسباب التي تؤدي بالمصاب إلى العقم، ويسبب ـ أيضا ـ ضيق مجرى البول، والتهاب القناة الشرجية، والتهاب الفم ((البلعوم)) كما أن المريض يشعر بضيق وحرقان عند البول، وتحمر المنطقة المحيطة بفتحة القضيب نتيجة الالتهاب، ويتقدم الالتهاب في الإحليل صعودا حيث يصل بعد 10 ـ 14 يوما إلى نهايته المتاخمة للمثانة، فتلتهب هي الأخرى، فيزداد الحرقان وألم التبول، ويصاحب ذلك صداع، وحمى، وإنهاك عام، ويمكن لجرثومة هذا المرض أن تصل إلى أي مكان في الجسم عندما تدخل الدورة الدموية، وحينئذ تسبب التهاب الكبد، والسحايا والتهابات أخرى في القلب وصماماته 5.   1 الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 285. 2 الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 51. 3 الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 289. 4 لماذا حرم الله هذه الأشياء ص 20. 5 انظر الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 292، والأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 53 ـ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 16 ـ الهربس: ومن تلك الأمراض الجنسية المخيفة مرض الهربس، الذي ((فرض نفسه شبحا مرعبا في نفوس أولئك الذين انغمسوا في العلاقات الجنسية المحرمة، فلقد أوضح تقرير لوزارة الصحة الأمريكية أن الهربس لا علاج له حتى الآن، وأنه يفوق في خطورته مرض السرطان)) ولقد ((واصل مرض الهربس زحفه إلى الأمام، حتى تصدر قائمة الأمراض الجنسية، وبلغ عدد المصابين في الولايات المتحدة عشرين مليون شخص، وتقدر عدد الإصابة في بريطانيا بمائة ألف شخص سنويا)) 2. فما الهربس؟ وما حقيقته؟ إنه مرض حاد جدا، يتميز بتقرحات شديدة، حمراء اللون، تكبر وتتكاثر بسرعة، ويسببه فيروس يسمى ((هربس هومنس)) وينتقل هذا المرض بالاتصال الجنسي إلى الأعضاء التناسلية، أو الفم عند الشاذين، وتبدأ أعراضه عند الرجال بالشعور بالحكة فتتهيج المنطقة، وتظهر البثور، والتقرحات على مقدمة القضيب، والقضيب نفسه، وعلى منطقة الشرج عند الذين يلاط بهم، وهذه البثور الصغيرة الحجم الكثيرة العدد يكبر حجمها، ويزداد ألمها، وتتآكل، فتلتهب من البكتيريا المحيطة، فيزداد المرض تعقيدا ويخرج منه سائل يشبه البلازما، ثم صديد، وربما يمتد الالتهاب إلى الفخذ، ومنطقة العانة، فتتضخم الغدد اللمفاوية، وتصبح مؤلمة جدا)) 3.   =56، والأمراض الجنسية لسيف الدين شاهين ص 51 ـ 59، وغضب الله يلاحق المتمردين على الفطرة للرفاعي ص 48 ـ 54، والانحرافات الجنسية وأمراضها ص 136 ـ 142، والثقافة الجنسية ص 115 ـ 124، ولا تقربوا الزنا لمحمد عبد العزيز الهلاوي ص 66 ـ 68. 1كتابان في اللواط ص26 2 الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 233. 3 انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 89. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 وفي حديث عن الهربس لوزير الصحة الكويتي قال فيه:"إنه مرض تناسلي يصيب الأعضاء التناسلية بآلام لا يعلم إلا الله مداها، وقوتها، وشدة قسوتها على المصاب، إن الأعضاء التناسلية حين تصاب بهذا المرض تصاب بمضاعفات خطيرة؛ فانسداد تلك الأعضاء أمر وارد، وإصابة المرأة الحامل تعتبر من الإصابات الخطرة، لأن احتمال انتقال الهربس للمولود أمر يصبح واردا جدا، فالتقليل من خطورة الهربس أمر غير منطقي؛ فمضاعفاته تدوم إلى أبد الدهر" 1 وأضرار الهربس لا تقف عند حد الأعضاء التناسلية، بل إنها تتعدى ذلك إلى سائر أعضاء الجسم، وله مضاعفات شديدة، فقد ينتقل إلى الجهاز العصبي، وقد ينتقل إلى الدماغ، وإصابة الدماغ مميتة في أغلب الحالات أكثر من 90 % 2. ومما يؤكد خطورته أيضا، أنه ((لا يقتصر على الأعراض الجسدية البحتة؛ إذ أن المرض يحدث أعراضا نفسية وعصبية، وربما تكون أخطر بكثير من الأعراض الأولى، فقد أجمع الأطباء على أن الآثار النفسية المدمرة لمرض الهربس ـ أخطر بكثير من آثار المرض الذي تتمثل في القروح والآلام الجسدية)) 3. وهذا المرض ينتشر لدى الشاذين جنسيا، ((ويذكر الدكتور مورس ـ أخصائي أمراض الهربس ـ أن نتيجة الدراسة التي قام بها في بريطانيا تشير إلى أن انتشار هذا المرض يزداد يوما بعد يوم، وأن أكثر الإصابات تقع بين الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 15 ـ 30 سنة، وأن هذا   1 كتابان في اللواط ص 27. 2 الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 258. 3 كتابان في اللواط ص 28. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 المرض يتناسب طرديا مع الجنس وطرق ممارسته وازدياده في المجتمع بطرق غير صحيحة، فيما يقل بالمقابل عند الذين يحبون العفاف ويسعون إليه)) ((ولا يوجد علاج فعال لهذا المرض ولكن يجب أن يحمي المريض من الالتهابات البكتيرية الثانوية مع استمرار فحص المصاب مدة ثلاث أشهر بحثا عن أمراض جنسية أخرى)) 2. هذه نبذة يسيرة عن هذا المرض الفتاك 3. 17 ـ الإيدز: وما أدراك ما الإيدز؟ ذلك المرض الخطير الذي أصاب العالم ـ عموما ـ والعالم الغربي ـ خصوصا ـ بسببه موجة من الذعر والرعب. فلقد عرف هذا المرض حديثا، فأصبح يهدد إنسان الغرب وحضارة الغرب بالفناء، وأصابهم بالهلع والجزع، والفزع. وخطورة هذا المرض ترجع لأسباب عديدة منها: أـ أن نسبة المصابين به ونسبة الوفيات به عالية جدا. ب ـ الغموض المريض الذي يكتنفه؛ لدرجة أن الأسئلة حوله كثيرة ومحيرة، وإجابات المختصين عليها قليلة. جـ ـ قلة العلاج أو انعدامه بالكلية. د ـ سرعة انتشاره 4.   1 الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 90. 2 الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 90. 3 انظر الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها لمحمد علي البار ص 225 ـ 260، فقد فصل الحديث عن الهربس وعن تاريخه وأسبابه وأنواعه، وغير ذلك، وانظر الجنس وأمراضه لعبد الناصر نور الله ص 19 ـ 22، والأمراض الجنسية لسيف الدين شاهين ص 79 ـ 86، ولا تقربوا الزنا ص 75 ـ 87. 4 انظر لماذا حرم الله هذه الأشياء ص 31، والأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 93. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وكلمة ((إيدز)) هي عبارة عن الأحرف الأولى للكلمات التي يتكون منها اسم المرض باللغة الإنجليزية، ومعناه في اللغة العربية (نقص المناعة المكتسب) أو (فقدان المناعة المكتسبة) أو (الفشل المناعي) أو (انهيار المناعة المكتسبة) ذلك أن الله ـ عز وجل ـ أودع جسم الإنسان مناعة تضاد وتكافح مختلف الأمراض التي تغزو الجسم، فإذا ما أصيب الإنسان بمرض الإيدز ـ فإنه لا يكاد يحتمل مكافحة أدنى الأمراض، وربما قضى عليه أقل الأمراض ضررا؛ إذ تنهار لدى المصاب وسائل الدفاع التي أودعها الله جسمه، فيصبح بذلك نهبة سهلة لكل الجراثيم، وفريسة يسيرة لشتى الأمراض. أما أكثرية المصابين بهذا المرض فقد ((ذكر العلماء أن 95 % من مرضى الإيدز هم ممن يمارسون اللواط، وأن نسبة هم من مرضى المخدرات والأدوية المخدرة)) وقد ذكر العلماء المختصون بهذا المرض ـ أيضا ـ أن تسعة أعشار المصابين به يموتون خلال ثلاث سنوات من بداية المرض)) 3. أما أكثر الناس عرضة لهذا المرض فهم الشباب وقد ((كشف تقرير عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن ما بين 90،75 % من الإصابة بفيروس نقص المناعة ((الإيدز)) تحدث من الذين تتراوح أعمارهم بين عشرين أو أربعين عاما)) 4.   1 انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية 93، والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 133، ولماذا حرم الله هذه الأشياء ص 31. 2 الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 94. 3 انظر المرجع السابق ص 95. 4 كتابان في اللواط ص 39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 أما عدد المصابين في هذا المرض ـ فإنهم يتزايدون يشكل مستمر من عام إلى عام، ولم يسلم من هذا المرض حتى الأطفال. وما أن سمع اللوطيون الشاذون بهذا المرض وخطورته، ودورهم في نشره وأنه قاض عليهم لا محالة ـ إلا وأصيبوا بالهلع والرعب؛ لأنهم يتوقعون أن يهجم عليهم في أية لحظة. ولقد اختلفت ردود أفعالهم إزاء هذا الأمر في أمريكا وغيرها؛ فبعضهم نظم مظاهرة حاشدة جابوا خلالها شوارع سان فرانسيسكو ـ أكبر مركز للواط في العالم ـ1 منكرين أن يكون اللواط هو السبب لهذا المرض، وبدأوا بجمع التبرعات لدفع هذه الاتهامات عنهم بشتى الوسائل، وكثير منهم أصيب بالكآبة والقلق، وأصيب بعضهم باليأس والإحباط، بل وأقدم بعضهم على الانتحار؛ للتخلص من هذا الهم القاتل الملازم. ولقد انتشر الرعب ـ أيضا ـ في هوليود ـ مدينة السينما ـ خاصة بعدما أصيب بالإيدز الممثل والشهير ـ روك هدسون ـ صديق الرئيس الأمريكي السابق ـ رونالد ريجان ـ وبما أن هدسون كان يعمل في هوليود، وحياة هوليود مشهورة بالدعارة، حيث يتصل الجميع بعضهم ببعض جنسيا، وتدور كثير من مشاهد الأفلام حول الجنس ـ فإن الذعر المميت قد خيم على أجواء هوليود، وجعل حياة هؤلاء تعتمد على المهدئات والمسكنات، أو على الإقبال على مزيد من المخدرات التي تشم كالكوكايين، أو التي تدخن كالحشيش 2. وحالهم هذه كحال الذي يقول:   1 تلك المدينة التي يسيطر عليها اللوطية، والتي دائما ما تصاب بالزلازل، انظر تأملات بعد الفجر لعبد الحميد البلالي، ص 36 ـ 37. 2 انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 96، والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 153 ـ 154 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 تداويت من ليلى بليل من الهوى ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر1 ولقد انتشر الرعب في الأجهزة الأمنية في أمريكا، كما انتشر في بريطانيا، وإيطاليا، والبرازيل، وكافة بلاد العالم، وأعلنت النفير تجاه هذا الداء الوبيل 2. 18 ـ فيروس الحب: وقبل أن يفيق العالم من هول الصدمة التي أحدثها مرض الإيدز ـ إذا بمرض جديد يحل بساحة عالم الشذوذ. وهذا المرض الجديد أشد افتراسا وأعظم وطأة من الإيدز، بل إن الإيدز ـ كما يؤكد الدكتور كينيث مور مكتشف هذا المرض ـ يعد لعبة أطفال مقارنة بالمرض الجديد، ويقول ((كاليتون تيل أحد المختصين بالأمراض الجنسية)) : ((إن الإيدز مقارنا بهذا المرض الجديد يبدو كمجرد تجوال عارض في منتزه، مجرد تجوال لا مشقة فيه ولا نصب)) . ولكن ما أعراض هذا المرض؟ وكيف ينتقل؟ وما عدد ضحاياه؟ والجواب: أنه بعد سنة أشهر من استلام الجسم للفيروس العجيب لهذا المرض الجديد الذي سماه مكتشفه الدكتور ((كينيث مور)) بمرض الحب ـ يمتلىء جسم المريض بأكمله بالبثور والقروح، ولا تبقى فيه رقعة مهما كانت صغيرة ـ ناجية من القروح والتقيحات، ويستمر نزيف المريض إلى أن   1 ديوان مجنون ليلى ص 125. 2 انظر تفصيل الحديث عن الإيدز في كتاب الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها 131 ـ 223، والإيدز د: محمد علي البار، ود: محمد أيمن صافي، ص 57 ـ 305، والجنس وأمراضه ص 23 ـ 29، وقصة الإيدز، د: نجيب الكيلاني، وأفول شمس الحضارة الغربية من نافذة الشذوذ، لمصطفى فوزي غزال ص 43 ـ 49، والأمراض الجنسية لشاهين ص 95 ـ 141، والثقافة الجنسية 131 ـ 137، ولا تقربوا الزنا ص 88 ـ 89. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 يموت، ويقول الدكتور ((مور)) : إن الفيروس الجديد هو مثل فيروس الإيدز، قد لا يستلمه الجسم بسهولة، ولكن متى ما يتغلغل في جسم الإنسان ـ فإن العلوم الطبية المعاصرة تقف عاجزة تماما بإزائه، وإن مما يجعل هذا الفيروس غير عادي أبدا هو أنه يستمر ساكنا ويبقى في حالة كمون تام، وذلك إلى لحظة معينة هي لحظة جيشان الهرمونات التي تتوافق مع تهيج الجسم عند ممارسة الجنس، وعند ذلك تدب الحياة في الفيروس، وذلك بعد قضائه لفترة حضانة استمرت ستة أشهر. كيف ينتقل الفيروس؟ وأما ما يميز هذا المرض الجديد عن الإيدز فهو أن الفيروس المسبب للإيدز والمسمى H.I.V ينتقل عادة من جسم المريض إلى الجسم السليم عن طريق الدم أو السوائل المنوية، وأما فيروس المرض الجديد والمسمى فيروس ((الحب)) LOVE VIRUS فيبدو أنه ينتقل بشتى الطرق، لدرجة أنه يصيب حتى الأفراد الذين لا يمارسون الجنس أبدا، وتبدو طريقة انتشاره خفية نوعا ما، ولكن الدكتور ((مور)) يقول: إن انتشاره ربما يتم عن طريق انتقاله عبر الهواء، وتنفسه بواسطة البشر حيث يستقر أولا داخل الرئتين. ويضيف عالم فيروسات من مدينة رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا، فيقول: إن مرض الإيدز يتسبب غالبا بسبب الممارسات الجنسية التي لا تتخذ فيها الاحتياطات الكافية، وأما المرض الجديد ـ فإنه لا علاقة له بذلك، حيث إن ضحاياه يلتقطونه من أي مكان. وعند التقاط هؤلاء للفيروس فليس من الضروري أن يتورطوا في الممارسات جنسية كاملة، سواء كانت باحتياطاتها أم لا؛ ذلك أن بعض الممارسات العاطفية العابرة مثل التقبيل، والاحتضان، وتشبيك الأيدي يمكن أن تؤدي إلى فوران الهرمونات الجنسية التي تنشط فيروس الحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 عدد ضحايا المرض الجديد: وفي تقديرات الدكتور ((كينيث مور)) فإن عدد الذين ماتوا من ضحايا هذا المرض الجديد يزيد عن 250 شخصا، موزعين على أحد عشر قطرا، وذلك منذ أن تم اكتشاف هذا المرض أخيرا، وربما يكون عدد الضحايا الذين ماتوا قبل اكتشافه والتعامل معه بشكل جدي ـ أكبر من ذلك بكثير. فمن المحتمل أن حالات كثيرة عجز الطب عن تصنيفها أو إدراجها تحت قائمة هذا المرض أو ذاك، ومن ثم لم تحلق بقائمة المرض الجديد. وبينما يذهب بعض الأطباء والعلماء والباحثين إلى أن مرض الحب الجديد هذا، هو فصيلة جديدة متطورة عن مرض الإيدز، وهذا هو رأي بعض المشتغلين منهم في أبحاث الإيدز بشكل خاص، ومنهم عالم الفيروسات الفرنسي ((فرانسيس كليمينت)) ـ فإن البعض الآخر ومنهم مكتشف الفيروس الجديد الدكتور ((مور)) ـ يصرون على أن هذا المرض الجديد هو مرض مستقل بخصائصه التي تميزه بشكل حاسم عن الإيدز، وأنه لا علاقة له على الإطلاق بمرض الإيدز. وأما المسؤولون عن شؤون الصحة في الحكومة الأمريكية ـ فإنهم مازالوا يستمهلون أنفسهم في انتظار اكتمال الأبحاث حول الفيروس الغامض، وفي خلال ذلك فإن الدكتور ((مور)) يقول: بأنه سيبادر ويستقل بإرسال تحذيرات إلى الشعب الأمريكي بخصوص هذا الفيروس، الذي سيصبح كل مواطن عرضة لهجومه في أي وقت. ولكن يا ترى هل ستجدي هذه التحذيرات عن المرض، وأسلوب الحياة الاجتماعية كما هو في عينه، وانحرافه وإصراره على التمادي والانحراف؟! ومتى ـ وفي أي حال ـ يستقيم الظل والعود أعوج؟! 1   1 انظر مجلة الإصلاح العدد 237، ص 35، وجريدة الرياض العدد 9286، في 13/6/1414هـ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 هذا وفي ختام الحديث عن فيروس الحب نصل إلى نهاية الحديث عن أضرار اللواط، فهذا شيء من آثاره، وهذا جزء من أضراره، أو بعد هذا يليق بعاقل أن يسلم قياده لنزوة خاطئة، أو لذة عابرة، ثم يدفع بعدها الثمن غاليا؟! ولكن: إذا لم يكن للمرء عين صحيحة ... فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 الفصل الثالث: أسباب وقوع اللواط اسباب وقوع اللواط ... أسباب وقوع اللواط وبعد أن تبين لنا شيء من أضرار اللواط ـ نتحدث فيما يلي عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه إلى وقوعه وانتشاره: فمن خلال التتبع والاستقراء والبحث والتحري، سواء في الكتب التي تحدثت عن هذه الجريمة، أو من خلال الوقوعات التي تصل إلى مراكز الشرطة والهيئات، أو من طريق ما وصل من بعض الإخوة العالمين في ميدان التربية والتعليم، أو غيرهم ممن طلب منهم أن يسهموا في البحث عن أسباب تلك الجريمة، من خلال ذلك كله ـ اجتمع لدي أسباب عديدة، تؤدي بمجموعها إلى وقوع تلك الجريمة وشيوعها، وهذه الأسباب منها ما هو مباشر بعود إلى ذات الأشخاص الذين يقعون في هذا الأمر، ومنها ما هو غير مباشر، وإنما هي أسباب خارجة من شأنها أن تؤدي إلى وقوع هذه الجريمة بطريقة غير مباشرة، وإليك سرد هذه الأسباب: 1 ـ الخواء الروحي ورقة الدين وضعف الإيمان: فمن لم يردعه الإيمان وتزمه التقوى ـ فلن يلوي على شيء، ولن يألوا جهدا في الفساد والإفساد. 2 ـ ترك الصلاة أو التهاون بها: فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي صلة بين العبد وربه، وهي التي تضع سياجا بين المصلي وبين نزواته وانحرافاته. فإذا ما ترك المرء الصلاة أو تهاون بها ـ بدأ في طريق الفساد والغواية، وارتمى في حضيض الشهوات، ومستنقع الرذيلة الآسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 3 ـ الجهل وقلة العلم: فالعلم نور يستنير به صاحبه في حنادس الظلم، وينظر من خلاله إلى الأمور على حقيقتها، وينظر في مقدمتها وعواقبها، والعلم يشغل صاحبه بكل خير، ويشغله عن كل شر، فإذا فقد العلم فقدت البصيرة، وحل الجهل، وانطمست المعالم أمام الإنسان، واختل ميزان الفضيلة والرذيلة عنده، فلم يعد يفرق بين ما يضره وما ينفعه، فيصبح بذلك عبدا للشهوة وأسيرا للهوى. ومن الجهل بهذا الصدد ـ الجهل بحرمة تلك الجريمة، والجهل بأضرارها المتنوعة. 4 ـ الفراغ: فالفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة لانحراف الشباب، فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل، يؤدي إلى الانحراف والشذوذ، وإدمان المخدرات، ويقوده إلى رفقة السوء، وعصابات الإجرام، ويتسبب في تدهور الأخلاق، والإصابة بالأمراض النفسية1 ((ويقرر علماء النفس والتربية أن الشاب إذا اختلى إلى نفسه وقت فراغه ـ ترد عليه الأفكار الحالمة، والهواجس السارحة، والتخيلات الجنسية المثيرة، فلا يجد نفسه إلا وقد تحركت شهوته، وهاجت غريزته أمام هذه الموجة من التخيلات والتأملات والخواطر، وربما وقع في محظور شرعي نتيجة هذه التخيلات)) ثم إن الفراغ قد يقوده للعشق في كافة صوره قال صاحب الفنون ابن   1 انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها، لوليد شبير ص 93، وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص 15. 2 الإسلام والجنس لعبد الله ناصح علوان ص 12. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 عقيل الحنبلي ـ رحمه الله ـ:" وما كان العشق إلا لأرعن بطال، وقل أن يكون في مشغول ولو بصناعة أو تجارة، فكيف بعلوم شرعية أو حكمية؟ "1 5 ـ الصحبة السيئة: فالصحبة السيئة تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتجر المرء إلى الخنا والرذيلة، وتبعده عن كل خير وفضيلة؛ ذلك أن المرء يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه؛ فالصاحب ساحب والطبع استراق. فالذي يجالس أهل السوء لابد أن يناله من سوءهم، ولو لم يأته من ذلك إلا أنه يقارن أفعاله بأفعال السيئة، فيستقل سيئاته بجانب سيئاتهم، وفيقوده ذلك إلى الجرأة والإقدام، على فعل الموبقات والآثام، ومن هنا تبدأ رحلة الشذوذ والانحراف 2. وصدق البارودي حين قال: تعست مقارنة اللئيم فإنها ... شرق النفوس ومحنة الكرماء أنا في زمان قلب3 ومعاشر ... يتلونون تلون الحرباء قد أصبحوا للدهر سبة ناقم ... في كل مصدر محنة وبلاء وأشد ما يلقى الفتى من دهره ... فقد الكرام وصحبة اللؤماء 4 6 ـ التدخين: فالتدخين شر وبلاء عند جميع العقلاء، والتدخين بداية الرحلة   1 الآداب الشرعية لابن مفلح 3/126. 2 انظر بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، الحديث رقم 68، ص 224، ومن مشكلات الشباب للشيخ ابن عثيمين ص 19 ـ 20، ومن تجالس للشيخ عبد الله الجعيثن، 36 ـ 44، وانظر الجليس الصالح للشيخ عبد الله الجار الله، وقرناء السوء دمروا حياتي لنوال بنت عبد الله. 3 أصل الكلمة في الديوان ((غادر)) ولعل كلمة ((قلب)) أصح وأصوب، كما أنها لا تغير المعنى ولا الوزن. 4 ديوان البارودي 1/73. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 الطويلة للسقوط في الهاوية، فقد يقع الحدث فيه من باب التجريب، أو التقليد، أو من باب محاولة إثبات الذات ولفت الأنظار، فإذا ما وقع الحدث في التدخين فإن ذلك إيذان في السير في طريق الغواية المظلم؛ فقد يجره تطلاب الدخان إلى بذل عرضه، والتمكين من نفسه، وقد يجره إلى الارتماء في أحضان رفقة السوء، وقد يجره إلى النفرة من أهل الخير، وقد يقوده إلى البعد عن البيت، أو المكث طويلا خارجه، أو التأخر عن البيت ليلا، أو الميت خارجه؛ خشية أن يشمه الأهل فيعلموا بأنه يشرب الدخان، فيقع بذلك فريسة لجلساء السوء والأشرار وأهل الإجرام، فيسهل بذلك وقوعه في الفحشاء1 7 ـ تعاطي المخدرات: فالمخدرات سلاح ماض فتاك، استغله أعداء الإسلام، لينفذوا من خلاله إلى تحطيم شباب المسلمين، وتدمير أخلاقهم، وإلغاء عقولهم، ليصبحوا عبيدا للشهوة المحرمة، والنزوة العابرة، فتفسد بذلك طباعهم وتنحرف فطرهم، وتغلظ قلوبهم، ويسهل عليهم فعل الفواحش والمنكرات. فالمخدرات تغري بصاحبها وتجرؤه على فعل المحرمات، فبسببها تنتشر الفواحش، وتضعف الفضيلة، وتضمحل الأخلاق. وهذا أمر بديهي؛ فماذا ينتظر من أناس أضاعوا عقولهم، وفقدوا صوابهم 2.   1 انظر حكم شرب الدخان لابن سعدي ص 15، والتدخين مادته وحكمه للشيخ عبد الله بن جبرين، ص 65، والتدخين لأبي بكر الجزائري ص 29 ـ 30، وحكم الدخان والتدخين لمحمد بن جميل زينو ص 22 ـ 23, والتدخين وأثره على الصحة د: محمد البار، والتدخين كارثة عصرية ترجمة رمزي يس. 2 انظر تربية الإسلام وادعاءات التحرر للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص 318، والمخدرات في = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ثم إن المخدرات وسيلة قوية لجر الأحداث للفاحشة، خصوصا أوقات الامتحانات؛ حيث يسعى خفافيش الليل لترويجها بين الشباب؛ بحجة أنها تقوي الذاكرة، وتنشط الذهن. 8 ـ ضعف الشخصية والطيبة الزائدة: فبعض الأحداث ضعيف الشخصية، ينهار أمام من يطلبه، وينقاد ويستسلم له، وقد تكون طيبته زائدة عن اللازم فيثق بكل أحد؛ فيقع بسبب ذلك فريسة لعبيد الشهوة وأرباب الفجور1 9 ـ الشذوذ: فهناك من هو مصاب بنوع من أنواع الشذوذ، وهو الرغبة في أن تفعل به الفاحشة، فتراه يبحث بنفسه ـ عياذا بالله ـ عن أناس يفجرون به، فيقع في هذا البلاء، ويجر الآخرين إليه (2) . 10 ـ ضعف الإرادة: فهناك من يقع في هذا الجرم، وهو يعلم ضرره وحرمته، ومع ذلك لا يستطيع كبح جماحه، ولا الصبر عن تفجير غرائزه، وذلك لضعف إرادته وسفول همته. 11 ـ المبالغة في التجميل والتطيب: فبعض الأحداث يبالغ في التجمل والتطيب، فتراه يلبس أبهى الحلل، ويستعمل أفخر الأطياب، وقد يحل إزاره، ويصفف طرته، وربما   = الفقه الإٍسلامي للشيخ د: عبد الله الطيار ص 123، والزنا لدندل جبر ص 74، والإسلام والمشكلة الجنسية ص 111 ـ 116، والمخدرات الخطر الداهم لعبيد بن ناصر الجندول ص 17 ـ 18، والمخدرات لمحمد الحسن ص 38 ـ 39، وأجنحة المكر الثلاثة ص 419 ـ 421. 1 انظر الجنس وأمراضه د: عبد الناصر نور الله ص 49 ـ 50. 2 انظر المرجع السابق ص 50، وانظر الانحرافات الجنسية للحاج ص 35 ـ 36، والإسلام والتربية الجنسية ص 71. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وصل الأمر ببعضهم إلى التكسر والميوعة، والتشبه بالنساء، والتشبه بالكفار، مما يجعل أنظار الخبثاء تتجه إليهم، وتبدأ في إغوائهم. 12 ـ إظهار المفاتن: وذلك من خلال لبس السراويل القصيرة أو المجسمة في اللعب أو غيره، ثم إن هناك من ابتلي بما يسميه بعض الباحثين بداء ((الاستعراء)) أو ((الاستعراض)) ومعناه استمداد الإشباع الجنسي، بأن يكشف المرء عن أعضائه التناسلية أمام الآخرين. إن هؤلاء المنحرفين لا يجدون لذة إلا في حالة العراء والاستعراض لأجسامهم أمام الآخرين كشكل من أشكال توكيد الذات)) وهذا العمل من شأنه أن يجر إلى الفتنة والوقوع في الفاحشة. 13 ـ العادة السرية: فممارسة هذه العادة شذوذ وانحراف، وقد تكون بداية لانحراف أكبر ضررا وأعظم خطرا ألا وهو الوقوع في الزنا واللواط 2. 14 ـ السباحة: إما في الأندية، أو في برك المزارع، أو غيرها، فالسباحة من جملة الأسباب التي قد تؤدي إلى وقوع تلك الجريمة، وذلك بسبب ما يحصل فيها من التعري، والتكشف وكثرة المزاح، واجتماع الصغار مع الكبار. 15 ـ كثرة المزاح: فكثرة المزاح تسقط الهيبة، وتخل بالمروءة، وتجرىء السفهاء، ((قيل في بعض منثور الحكم: المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب. وقال بعض   1 الانحرافات الجنسية د: فايز الحاج ص 115. 2 انظر إلى مصيدة شيطانية للشباب ليوسف المطوع ص 20، ومشكلة في طريق الشباب ص 20. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 الحكماء: من كثر مزاحه زالت هيبته)) وهناك من يسف في المزاح ويتمادى فيه، وقد يصل في مزاحه إلى حد مزر، ومن ذلك ما يحدث من بعض الشباب من لمس الأدبار والذكور فيما بينهم، إلى غير ذلك من الأمور المزرية التي لا تليق بالرجال، فهذا المزاح السخيف يسهل عليهم هذا الأمر، ويجرهم شيئا فشيئا حتى يقعوا في الفاحشة ـ والعياذ بالله ـ. 16 ـ إطلاق النظر: فبعض الناس مصاب بما يسمى بـ ((حب الاختلاس)) أو ((استراق النظر الجنسي)) فتراه يقلب بصره يمنة ويسرة، وتثيره المناظر الجنسية، يقول الدكتور فايز الحاج: ((ومسترق النظر أو مختلس النظر يسعى لإشباع رغبته الجنسية عن طريق النظر من ثقب الباب، أو مراقبة المنبهات والأشياء والأفعال الجنسية، فهو دائم البحث عن فرصة يشهد فيها موقفا مثيرا جنسيا، ولذلك فإنه دائم التسكع حول الحمامات، والمراحيض العامة، أو الشقق، على أمل أن يختلس نظرة إلى شخص عار)) ومن الناس من لا يكف بصره عن مشاهدة المردان، فتراه يتبع النظرة الأخرى، مما يكون سببا في تعلق قلبه وميله إلى الفاحشة. فإطلاق النظر داء عضال، وسم قتال يورد صاحبه المهالك، ويقوده إلى كل بلية. قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ مبينا خطره وعظيم ضرره: ((والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان؛ فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم   1 أدب الدنيا والدين للماوردي ص 310، وانظر الشباب والمزاح لعادل العبد العالي ص 42. 2 الانحرافات الجنسية ص 118. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده، ولهذا قال الشاعر: كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة بلغت في قلب صاحبها ... كمبلغ السهم في القوس والوتر والعبد مادام ذا طرف يقلبه ... في أعين العين موقوف على الخطر يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر ومن آفاته أنه يورث الحسرات، والزفرات، والحرقات، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه، ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب: أن ترى ما لا صبر لك عنه، ولا عن بعضه، ولا قدرة لك عليه)) 17 ـ إطلاق اللسان في الحديث عن الفحشاء: فبعض الناس ممن قل حياؤه يطلق لسانه في وصف الأحداث، وذكر اللواط واستحسانه وربما كان ذلك بمجمع من الناس، وهذا الصنيع من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ومن أسباب انتشار اللواط واستمرار الناس له. 18 ـ ظاهرة الكتابة على الجدران: فتجد في بعض الأحيان على بعض جدران دورات المياه أو الأماكن العامة كتابا مقذعة بذيئة تحمل في طياتها الفحش، وإلصاق التهم في الأبرياء، وهذا العمل ـ أيضا ـ كسابقه يسبب شيوع الفاحشة وجرأة الناس عليها. 19 ـ ظاهرة ترك الدراسة في سن مبكرة: هناك من الأحداث من يترك الدراسة في سن مبكرة، فيمكث عاطلا   1 الجواب الكافي ص 217. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 بلا عمل فيكثر الفراغ لديه، فيبحث عما يملأ فراغه، وربما لا يجد إلا من هم على شاكلته، ثم يبدأ بعضهم يجرىء بعضا على الفساد والانحراف، وربما استدرجه رفاق السوء وأوقعوه في أشراكهم. 20 ـ ظاهرة الغياب عن المدرسة: فبعض الطلاب يتفق مع بض زملائه للتغيب عن المدرسة، فيخرج الواحد منهم من بيته على أنه ذاهب للمدرسة، ثم يلتقي مع رفقته، ثم يتوارون عن أعين الناس إما في البرية أو غيرها حتى لا يعلم بأمرهم. فهذا الأمر مما يسبب وقوع هذه الفاحشة. 21 ـ الاستئذان من المدرسة: فبعض الأحداث يكون تحت رقابة والده، ولا يجد محيصا للذهاب مع أصحاب السوء، فلا يجد فرصة للقاء بهم إلا بالاستئذان من المدرسة؛ لأنه لو غاب عن المدرسة لربما علم والده بأمره، فيلجأ إلى الاستئذان وذلك بتقديم الأعذار الكاذبة، ليتسنى له الخروج من المدرسة واللقاء بصحبة السوء. ومن الطرق التي يعمد إليها بعض الخبثاء إذا أراد اقتناص أحد الأحداث ـ أن يتصل بالمدرسة ويقلد صوت امرأة ـ مثلا ـ ويدعي أنه أم الطالب، ويطلب من المسؤول في المدرسة إخراج الولد، فإذا خرج التقى به خارج المدرسة، وبدأ يجره إلى مأربه. 22 ـ اجتماع الكبار مع الصغار: إما على الأرصفة، أو في مقاعد الدراسة، أو غير ذلك مما ينتج عنه أمور لا تحمد عقباها. 23 ـ أخذ الصور: وهذا العمل من أكثر الأسباب جرا للأحداث إلى الفاحشة، بحيث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 يؤخذ لبعضهم صورة، وربما أخذت له وهو في وضع شائن، ثم يتم من خلالها ابتزازه، ويطلب منه الانصياع والاستجابة والتمكين من نفسه، وإن رفض هدد بنشرها بين زملائه وإيصاله إلى أهله، فإن كان الحدث جبانا أو ضعيف الشخصية أو لم يجد من يعينه ـ أسلم قياده ونكن من نفسه. ويزداد الأمر خطورة إذا كان التصوير عن طريق جهاز الفيديو، فهناك أناس طمس الله قلوبهم، ومسخ أفئدتهم، يصل بهم القبح والبشاعة والفجور والشناعة إلى أن يصوروا معاصيهم على أشرطة مرئية، وغرضهم بذلك إيقاع الأطراف الأخرى في الجريمة؛ حتى يضمنوا ألا يتوبوا، ولذلك فإن كثيرا من الشباب يريدون أن يتوبوا، ولكن أصحابهم السيئين يحاولون منعهم من التوبة، وذلك بتهديدهم بنشر تلك الأفلام1 وقد يكون الهدف من تصوير تلك المشاهد المزرية الحصول على المال من خلال ترويجها ونشرها، فتشيع الفاحشة ويعم البلاء. 24 ـ الترهيب: وذلك بترهيب الحدث وتخويفه، إما بالفضيحة، أو إلصاق التهم به، أو تأليب أصدقائه عليه، أو تهديده بالقتل، أو الضرب، أو غير ذلك من وسائل الترهيب. 25 ـ الترغيب: وذلك بترغيب الحدث بالمال، أو بتعليمه قيادة السيارة، أو بإعطائه المخدرات خصوصا أوقات الامتحانات، أو بوصله ببعض الهدايا، أو وعده ببعض الوعود، أو تنفيذ بعض الطلبات له.   1 انظر جلسة على الرصيف للشيخ سلمان العودة ص 32. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 26 ـ الإعجاب المتبادل: فبعض الكبار قد يعجب ببعض الأحداث لوسامته، وبعض الأحداث قد يعجب ببعض الكبار لبراعته في التفحيط أو اللعب أو الغناء، وقد يعجب بعض الأحداث ببعض فيحصل الاتصال وتقوى العلاقة، فيتسبب كل منهم في إفساد الآخر. 27 ـ التحدي: فقد يحدث أن يذكر حدث من الأحداث في منتدى من منتديات الساقطين، فتذكر محاسنه فيبادر أحد الحاضرين بأن الوصول إلى هذا الحدث عزيز، ودونه خرط القتاد؛ إما لشرفه، أو لمحافظة أهله عليه، ثم يعلن عن تحدي الوصول إليه والقرب منه، وفي تلك الأثناء قد يتحرك شعور التحدي في نفس أحد الحاضرين، فينبري لكسب الجولة، فيبدأ بالتخطيط، ويجلب بخيله ورجله، وقضه وقضيضه، فيتعرف على هذا الحدث، ويبدأ معه شيئا فشيئا حتى يصل إلى مأربه إما عن طريق الترغيب، أو عن طريق الترهيب، وربما أعيته الحيلة فقام بخطفه وفعل الفاحشة به. 28 ـ ردود الأفعال غير المنضبطة: وهذا من جملة الأسباب التي تؤدي لهذا العمل، فهناك من قد ينتهك عرضه أو عرض قريب منه، أو صديق له فيغضب لهذا العمل، وتتحرك فيه الرغبة في الانتقام، ويحدث عنده رده فعل سيئة، ولكن ـ بدلا ـ من أن يسلك الطرق المشروعة تجده يسعى ويخطط للانتقام من هذا الفاعل، فإذا صادف منه غرة، وتمكن منه ـ فعل به الفاحشة ـ عياذا بالله ـ وربما فعلها أمام مجموعة من الناس، وربما صور جريمته، وربما أتى بآخرين ليفعلوا معه الفاحشة؛ وذلك إرواء لغليله، وتشفيا من هذا الفاعل، ونكاية به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 29 ـ التفاخر: فبعض الأحداث يفاخر بمصاحبة ذلك المشهور بفن أو لعب أو غير ذلك، وبعض الكبار يفاخر بأن يركب معه ذلك الحدث، ويريد كل واحد منهما أن يفاخر الأقران، بأن حظي بعلاقة فلان أو فلان، فهذا العمل ـ مع الأسف ـ مما يفتخر به في مجتمع الشذاذ. 30 ـ عالم السيارات: وما أدراك ما عالم السيارات؟ ذلك العالم الذي له وقعه في نفوس كثيرة من الشباب وذلك من خلال التفنن في إدخال التعديلات عليها، بتغيير ديكوراتها، بإضافة، أو حذف، أو تغبير، أو ترفيع، أو تنزيل، أو تلميع إلى غير ذلك مما هو متعارف عليه عندهم من المصطلحات1 ولولا تواتر الخبر لما صدق الإنسان عظيم وقع السيارات في نفوس هؤلاء الشباب، فبعضهم أعظم أمانيه أن يركب السيارة الفلانية، وبعضهم يتداول صورا لسيارة فلان وفلان، وبعضهم يحتفظ بتلك الصور في ألبومات خاصة، ولا يريها أحدا إلا بمبلغ من المال، وبعضهم يسافر خارج مدينته؛ ليصور بعض السيارات ويبثها في صفوف الشباب! وإن العجب ليطول، وإن الحزن ليتضاعف أهذه همم شبابنا؟! أهذا منتهى ما يفكرون به ويطمحون إليه؟! وإن دل على شيء فإنما يدل على مدى الخواء الروحي الذي وصل إليه شبابنا. معالم السيارات وما يكتنفه مرتع وخيم، ووسيلة قوية لاقتناص الأحداث. 31 ـ الهوس الرياضي: فالهوس الرياضي، وما يكتنفه من جنون في التشجيع، وكلف   1 انظر للشباب فقط ص 16، وشبابنا إلى أين ص 7، وواقع الشباب ص 19 ـ 22. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 بالرياضة، وشغف بممارستها، سواء في الحواري أو في الأندية، أو غيرها، وما يكون في الرياضة من تكشف وتعري، وما يحصل فيها من اجتماع الكبار بالأحداث، وما يدور في تلك الأوساط من إعجاب متبادل، ونظرات مريبة ـ كل ذلك مدعاة لوقوع اللواط. 32 ـ التساهل في إركاب الأحداث: فكم من الناس من تساهل في هذا الأمر واستمرأه، فتجد من الكبار من يركب حدثا وربما أكثر من إركابه، مع أنه لا يوجد بينهما أدنى قرابة أو صلة، وهما مثار للشبهة والريبة، ومع ذلك يراهم من يراهم من بعض أهل الخير ولا يعبأ بذلك، ولا يلقي له بالا. 33 ـ الرحلات البرية والنوم خارج البلد: سواء في المخيمات، أو غيرهما، مما قد يحصل فيها من الاختلاط بين الكبار والصغار. 34 ـ جر الأحداث عن طريق الحمام واللعب بها: وهذا مما كان يعمله قوم لوط، فلقد كانوا يلعبون بالحمام1 وهذا أسلوب خبيث استفاده الفجار في هذه الأعصار من أسلافهم قوم لوط ـ عليه السلام ـ قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ:" سمعت أن اللعب بالحمام هو عمل قوم لوط"2. فالحمام له وقع في نفوس كثير من الشباب. 35 ـ قيادة السيارة في سن مبكرة: وهذا الأمر يجرىء الحدث، ويجره إلى أمور لا تحمد عقباها. 36 ـ السفر للخارج بدون حاجة أو ضرورة: فالسفر لبلاد الكفر التي ينتشر فيها الإباحية والعهر يسهل ارتكاب   1 انظر الكبائر للذهبي ص 56 ـ 57. 2 سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان للخفاف ص 120. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 الجرائم والوقوع في الفواحش1 27 ـ وجود العمالة الكافرة: فبعضهم يحمل جرثومة الشذوذ الجنسي، ويرغب أن تفعل به الفاحشة ـ عياذا بالله ـ إما لإشباع شذوذه، أو لإفساد شباب المسلمين، أو للحصول على المال. 38 ـ الانحراف في مفهوم الحب عموما: فهناك من يحصر مفهوم الحب في زاوية الجنس الضيقة، وينسى محبة الله ـ عز وجل ـ ومحبة ملائكة ورسله، ومحبة الفضيلة ومكارم الأخلاق وغيرها، ثم إن الإسلام لم يهمل جانب الجنس بل إنه حفظ له مكانته وقيمته، ومع ذلك لم يجعله كلأ مباحا يعج بالفوضى والإباحية، بل وجهه الوجهة الصحيحة التي تتلاءم وفطرة الإنسان. وهناك من انحرف في مفهوم الحب، فظن أنه لا حب إلا ذلك الحب الذي يعمي صاحبه ويصمه، ويجعله سادرا لا يكاد يفيق من سكره، متقلبا في حمأة الرذيلة، متعلقا بالصور المحرمة، ظانا أنه نال فضيلة المحبة في هذا الصنيع 2. 39 ـ الانحراف في مفهوم الحب في الله: كأن يعجب بعض الكبار ببعض الأحداث، لحسنه ووسامته فتراه يتزلف إليه، ويكثر الدخول والخروج معه، ويعلق قلبه به، ويظن أن تلك المحبة إنما هي لله ويقول: أنا لم أصادقه لفعل الفاحشة، إنما صادقته لله، فيرى أنه إذا سلم من فعل الفاحشة فإن على خير وصواب، وهذا مزلة   1انظر من مشكلات الشباب وكيف عالجها الإسلام، للشيخ د: صالح الفوزان ص 17، وانظر التربية الصحية المدرسية عدنان لال، ص 241. 2 انظر الإسلام والحب ص 8، والحب والجنس من منظور إسلامي ص 124 ـ 129. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 القدم، وكفى بذلك التعلق ذنبا وخطيئة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن تكلم عن بعض الفواحش: ((وأخفى من ذلك مؤاخاة كثير من الرجال لكثير من النساء، أو كثير من الصبيان، وقولهم: إن هذا مؤاخاة لله؛ إذا لم تكن المؤاخاة على فعل الفاحشة كذوات الأخدان؛ فهذا الذي يظهرونه للناس الذين يوافقونهم ويقرونهم على ذلك، ويرون كلهم أن من أحب صبيا أو امرأة لصورته وحسنه من غير فعل فاحشة فإن هذا محبة لله، فهذا من الضلال والغي وتبديل الدين، حيث جعل ما كرهه الله محبوبا لله، وهو نوع من الشرك، والمحبوب المعظم بذلك طاغوت)) 40 ـ الحاجة للمال: فبعض الأحداث قد يحتاج للمال. إما لتقتير والديه عليه؛ أو لأنه يتيم؛ أو من أسرة فقيرة؛ أو أنه يريد مجاراة أقرانه وأترابه في كل شيء، أو يريد أن يتفوق عليهم؛ فيجره ذلك إلى الارتماء في أحضان الأخباث. 41 ـ شقق العزاب: وهي من جملة الأسباب التي تجر لهذه الفاحشة؛ فهذه الشقق يجتمع فيها ـ في الغالب ـ شباب عزاب ويتوفر فيها عدد من وسائل الفساد، وقد تدار فيه كؤوس الخمر، مما يجعلها مراتع للخنا، ومنتديات للرذيلة، وجر الأحداث للفاحشة. 42 ـ سماع الأغاني ـ خصوصا الشعبية ـ: فسماع الأغاني من أعظم الأسباب التي تصد عن ذكر الله، وتزين الفاحشة، وتدعو إليها، خصوصا تلك الأغاني الشعبية المليئة بذكر   1جامع الرسائل لابن تيمية 2/296، وانظر سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان، للخفاف ص 88 ـ 89. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 الصبيان، والتغزل بهم، والتي تحتوي على كلمات بذيئة مقذعة تمجها الأذواق، وتستك منها الأسماع. فلله كم أفسدت تلك الأغاني من شباب، وكم جرت إلى الفواحش، وكم جرأت على فعلها. فتلك الأغاني لها مفعول السحر، ولها وقعها في نفوس الشباب، فهم يصغون السمع لها، ويتروونها ويحفظونها، ويلهجون بذكرها، ويكثرون من كتابتها، وإن أردت الدليل على ذلك ـ فألق نظرة عجلى على جدران بعض الشوارع، أو على دورات المياه في المدارس أو في المساجد، أو على أدراج الطلاب ودفاترهم ـ تر ما يسوؤك وينوؤك ويندى له جبينك. 43 ـ التقليد الأعمى في محاكاة الساقطين: فمن الشباب من يقرأ قصص أهل الغرام، أو يستمع إلى الأغاني المشتملة على ذكر الصبابة والعشق والهيام، أو يرى بعض زملائه يبثون اللوعة والشكوى، ويدعون أن الحب قد تمكن منهم، وأن الشوق قد برح بهم فترى هذا الغر المسكين يتأثر بذلك، ويعتمل ذلك في قلبه، فيبدأ بمحاكاة أهل العشق والغرام، فيزعم أنه وقع في العشق، وأن الشوق قد أضناه، وأن الوجد قد أمضه، والهجر قد أثر به، وما هي إلا مدة يسيرة ثم يتمادى به الأمر، فيقع في أشراك العشق فيعز خلاصه، ويصعب استنقاذه منه. ومما قيل في هذا ما ينسب للمأمون أنه قال: أول العشق مزاح وولع ... ثم يزداد فيزداد الطمع كل من يهوى وإن عالت به ... رتبة الملك لمن يهوى تبع1 قيل: تولع بالعشق حتى عشق ... فلما استقل به لم يطق   1 أدب الدنيا والدين ص 138. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 رأى لجة ظنها موجة ... فلما تمكن منها غرق 44 ـ وسائل الإعلام: فوسائل الإعلام لها قدرة كبيرة على الإقناع، وصياغة الأفكار، ولها تأثير بالغ في تنحية دور الأسرة، فإذا ما انحرفت هذه الوسائل، قادت الناس إلى الهاوية، وأصبحت معاول هدم وتخريب، وأدوات فساد وانحلال، ومدارس لتمييع الأخلاق، والتدريب العملي على ارتكاب الفواحش1 ويتبين لنا ذلك من خلال الحديث عن بعض وسائل الإعلام فيما يلي: أـ الصحافة الهابطة: التي تسهم في الانحراف الجنسي، ونشر الفاحشة، وذلك من خلال ما تسود به صفحاتها من دعوات فاجرة تزين الفاحشة في أفكار الناشئة، وتنادي بالعشق والعهر، وتدعو إلى الانطلاق من قيود الفضيلة والأخلاق، وترفق ذلك بالصور الداعرة، والأوضاع المثيرة 2. ب ـ الكتب الجنسية: التي تتحدث عن الجنس بصراحة، وتميط اللثام عن الحياء، أو تلك التي تنشر أدب الجنس، وقصص الإغراء، وروايات المجون، فتسهم بذلك في نشر الفواحش، وفصم عرى الأخلاق 3 جـ ـ الإذاعة: وذلك من خلال ما تبثه من أغان ماجنة مليئة بذكر الوجد والغرام   1 انظر الزنا لدندل ص 107، وانظر تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس د: محمد الزعبلاوي ص 422 ـ 424. 2 انظر الصحافة والأقلام المسمومة، لأنور الجندي ص 67 ـ 87. 3 انظر حصوننا مهددة من داخلها، د: محمد محمد حسين ص 31 ـ 39، والحجاب للمودودي ص 98. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وبث الشكوى، وإظهار اللوعة والآهات والزفرات، مما يزرع العشق وينميه في القلب1 د ـ التلفاز: فالتلفاز بمثابة الترجمان الناطق ـ عمليا ـ لما تضمنته القصص والروايات من خلاعة ومجون. وأضرر التلفاز لا تخفى على ذي لب، فمن أضراره أنه يعين على إيقاظ الدوافع الجنسية المبكرة لدى الأطفال، أو استثارتها قبل نضجها الطبيعي، كما يغذي المشاهدين بالقيم الهابطة، ويعلمهم فنونا من الانحرافات الجنسية، ويولد في نفوسهم حب المغامرة، والتحرر من القيم والتمرد عليها 2. هـ ـ الفيديو: هذا الجهاز المدمر الذي جاء ليكون عاملا فعالا من إذكاء الشهوة الدنيئة، وقد وجد فيه منتجو أفلام الجنس والرذيلة بغية ما كانت تخطر لهم على بال، ولا يحوم حول ما يشبهها خيال 3. فهذا الجهاز يعرض فيه أفلام الزنا، واللواط، والسحاق، بل ويعرض فيه ممارسة الجنس مع البهائم من كلاب وحمير وغيرها.   1 انظر الإسلام والمشكلة الجنسية، د: مصطفى عبد الواحد ص 103 ـ 105، وحصوننا مهددة من داخلها ص 45 ـ 48، والغريزة الجنسية ومشكلاتها لعبد المعز خطاب ص 40 ـ 41. 2 انظر بصمات على ولدي لطيبة اليحيى، ص 22 ـ 25، وسموم على الهواء لفريد التوني ص 17 ـ 35، والأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون لمروان كجك ص 191، والزنا لدندل ص 111، والتلفزيون بين المنافع والأضرار د: عوض منصور ص 15 ـ 36، وأخطار تهدد البيوت لمحمد المنجد، ص 21ـ28. 3 انظر الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتليفزيون ص 190، وانظر كتاب أربع مناقشات لإلغاء التليفزيون تأليف: جيري ماندر، ترجمة سهيل منيمنة، مراجعة مروان كجك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 ((إن نوعية الأفلام الجنسية التي يتداولها مستعملو الفيديو تجعل من مشاهدنا حيوانا في صورة الإنسان، وتقلب أخلاقه إلى أخلاق شرسة رهيبة لا يرضاها الحيوان نفسه)) وهناك من الكفار الوافدين أو من بعض المسلمين الذين رقت أديانهم وضعفت نفوسهم ـ من يأتي بأشرطة فيديو تحتوي على المشاهد الخليعة، فيعرضها أمام مجموعة من الشباب مقابل مبلغ من المال يدفعونهم لمن يعرض لهم هذه الأشرطة. وـ الدش: ذلك الجهاز الذي غزا بعض بيوت المسلمين، ليفسد ما تبقى من معاني الحياء والفضيلة، فهذا الجهاز يستقبل ما يبثه الكفار من أحداث ألوان الفساد والرذيلة، فكم في هذا الجهاز من الدمار الأخلاقي، وكم فيه من تفجير للغرائز، وكم فيه من تسهيل لفعل الفواحش، وعما قريب سيأتي ـ كفى الله المؤمنين شره ـ ما يسمى بالبث المباشر الذي يعم بسببه البلاء، ويقضى فيه على الأخضر واليابس 2. 45 ـ إهمال الأولاد والتقصير في تربيتهم: وهذا من أعظم أسباب الانحراف ووقوع الفاحشة وانتشارها، وإهمال الأولاد والتقصير في تربيتهم يأخذ صورا شتى منها: أـ المبالغة في إحسان الظن بهم. ب ـ المبالغة في إساءة الظن بهم. جـ ـ التفريق بينهم.   1 التليفزيون بين المنافع والأضرار، د: عوض منصور، ص 37، وانظر إلى العابثين بالأعراض، د: عبد الله الطيار، وسامي المبارك ص 55. 2 انظر إلى البث المباشر للدكتور الشيخ ناصر العمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 د ـ شدة التقتير عليهم، وحرمانهم مما يحتاجون إليه من العطف والنفقة، والحنان والشفقة. هـ ـ تربيتهم على الميوعة، والفوضى، والترف. وـ فعل المنكرات أمامهم. ز ـ جلب أجهزة الفساد لهم. ح ـ عدم الثقة بهم وعدم إسناد أي عمل لهم. ط ـ ترك حفزهم وتشجيعهم. ي ـ احتقارهم وازدراؤهم، فبعض الآباء يحتقر أولاده، ويهزأ بهم إذا استقاموا واهتدوا، فبعضهم إذا رأى أولاده مهتدين بدأ بالسخرية بهم، ووصمهم بالتشديد والتنطع، مما يولد لديهم كراهية الخير وأهله. ك ـ قلة السؤال عنهم في مدارسهم أو انعدامه. ل ـ عدم متابعتهم والسؤال عن صحبتهم. م ـ مكث الآباء طويلا خارج المنزل1 فهذا العوامل وغيرها تقود الأولاد إلى الانحراف والفساد. 46 ـ الطلاق: فالطلاق وما يجره من تشرذم الأسرة، وضياع الأولاد ـ مدعاة للانحراف. 47 ـ غلاء المهور وتعسير أمور الزواج: فبعض الآباء ـ هداهم الله ـ يساوم بابنته، ولا يزوجها إلا بأغلى   1 انظر أخلاقنا الاجتماعية، د: مصطفى السباعي ص 155 ـ 161، وحقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة للشيخ: محمد بن صالح العثيمين ص 9 ـ 11، ونظرات في الأسرة المسلمة لمحمد الصباغ ص 142 ـ 162، وأثر الأسرة في صلاح الأبناء أو انحرافهم، إبراهيم المشيقح ص 26 ـ 45. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 المهور، وبعضهم لا يسعى في تزويج أبنائه مع قدرته على ذلك، وحاجتهم له، فتأخير الزواج مخالف للشرع، مصادم للسنة الكونية، والفطرة الإنسانية، ويترتب على ذلك آثار سيئة مدمرة للنفس والمجتمع، فتأخيره إهدار للطاقة النفسية والمعنوية، ويقود إلى المغازلات، والمغامرات، وانظر ـ إن شئت ـ إلى الشباب المراهقين من حولك فسترى الأعم الأغلب منهم لم يتزوج بعد1 48 ـ ضعف التعزيرات الصادرة في حق مرتكبي هذه الجريمة في بعض الأحيان: فالأحكام الشرعية ما شرعت إلا للتأديب، وقطع دابر الشر؛ حتى يعيش الناس آمنين على أديانهم وأعراضهم وأموالهم وأنسابهم، فالذي لا تردعه مخافة الله ولا تقواه تردعه حدود الله. فإذا ضعفت التعزيرات الصادرة في حق هؤلاء المجرمين فلا شك أنهم سيتجرؤون ويتمادون. 49 ـ قلة الحزم ـ في بعض الأحيان ـ من قبل المرور: سواء على المفحطين، أو الذين يضعون الزينات والديكورات المريبة على سياراتهم، مما يجعل هؤلاء يعيثون في الأرض فسادا، فيعظم بلاؤهم ويستطير شرهم، وقد مر معنا ما للسيارات من وقع في نفوس الشباب. 50 ـ تقصير كثير من المدرسين في نشر الفضيلة، والتحذير من الرذيلة: فمما يؤسف عليه ـ أن تجد من المدرسين من لا هم له إلا إلقاء الدرس فحسب، بغض النظر عن توجيه الطلاب، وتربيتهم، والنصح لهم، بل تجد منهم من يلقي الدرس بكل تثاقل وبرود، وكأن الدرس جبل على عاتقه   1انظر المراهقون د: عبد العزيز النغيمشي ص 83 ـ 99، وعقبات الزواج لعبد الله علوان ص 21 ـ 34. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 ويريد إزاحته، وبالتالي يفقد الدرس الروح والحرارة والحياة، فتقل بذلك فائدة الطلاب، وتضعف العلاقة بينهم وبين المدرسين أو تضمحل، فلا يجد الطلاب اليد الحانية، والقلب الرحيم الذي يتحسس مشكلاتهم، ويسعى في حلها1 51 ـ تفريط كثير من أئمة المساجد بالقيام بواجباتهم تجاه جماعة المسجد: فمن الأئمة من لا يعرف جماعته، ولا يتفقدهم، ولا يسأل عنهم، فإذا ضعفت علاقة الناس بالمسجد وأداء الصلاة فيه ـ سهل عليهم الانحراف 2. 52 ـ قلة الاهتمام بأبناء الحي: فما أقل من يهتم حيه، ويسأل عنهم، ويتابع من يغشى الحي من المنحرفين، مما يجعل أبناء الحي عرضة للفساد، ونهبة للمفسدين. 53 ـ قلة من يهتم بأمور الشباب ويتح صدره لهم: فيرفع من معنوياتهم، ويشد من أزرهم، ويعينهم على التخلص مما هم فيه من البلاء. 54 ـ التقصير في جانب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومحاربة الفساد والانحلال بكافة صوره. 55 ـ اقتصار كثير من الصالحين على أنفسهم: فما أكثر من يقتصر على نفسه، وينسى إخوانه التائهين في أودية الضلال. 56 ـ قلة البديل المناسب: الذي يقضي فيه الشباب فراغه بما يعود عليه بالخير، أو يردعه ـ على   1 انظر نحو تربية إٍسلامية، أحمد محمد جمال ص 93 ـ 98. 2 انظر دور المسجد في التربية، د: عبد الله بن أحمد قادري ص 93 ـ 99. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 الأقل ـ عن التمادي في الشر. 57 ـ النفرة بين الأخيار والمنحرفين مما يوسع الهوة ويزيد في الفجوة. 58 ـ قلة المحاضن التربوية: التي يأوي إليها الشباب، وتسعى في تنمية ميوله وتلبية رغباته، وإن كان هناك المراكز الصيفية ـ بحمد الله ـ إلا أنها تحتاج إلى دعم وتطوير وتعاون. 59 ـ قلة التوعية الصحية بأضرار تلك الفاحشة، سواء من قبل المستشفيات والمراكز الصحية، أو من وسائل الإعلام عموما، أو غيرها من المؤسسات الأخرى. 60 ـ قلة طرق هذا الموضوع بصراحة، وقلة استشعار خطره وضرره. 61 ـ المكر اليهودي والصليبي: الذي يهدف إلى إفساد شباب المسلمين. وإغراقهم في الشهوات؛ حتى تتم السيطرة عليهم. فلقد قام اليهود ـ عليهم لعائن الله المتتابعة ـ بتنفيذ تعليمات التوراة المحرفة والتلمود، التي تدعو لإفساد العالم بشتى الوسائل، وكافة الطرق، فاستخدموا بذلك كل وسيلة يمكن أن تخطر بالبال، فحاربوا الأديان، ونشروا الإلحاد، وتحدثوا عن ثورة الجنس والحرية الجنسية، وتمكنوا من السيطرة على وسائل الإعلام، ومراكز التوجيه، فعملوا على إشاعة الفاحشة ونشر جميع الرذائل، وفي مقدمتها اللواط والزنا؛ فإنها أقوى المعاول لهدم الفضيلة وضياع الأخلاق. وما نظريات فرويد الفاجرة التي لا تنظر إلى الحياة إلا من خلال نافذة الشذوذ الجنسي، وما المجلات الخليعة التي تؤجج الغرائز، وتتاجر بالأعراض، وتدعو صراحة إلى الفاحشة، وما أفلام الفيديو، ولا صناعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 السينما، ولا بيوت الدعارة ومواخير الفساد، وما أندية الروتاري والليونز وبناي برث ـ إلا نماذج من جرائم إخوان القردة والخنازير، والتي يهدفون من ورائها إلى إغراق الأمميين ـ بزعمهم ـ خصوصا أبناء المسلمين ـ في مستنقع الرذيلة وأودية الضلالة. هذا وقد قننت الدول الغربية تحت تأثير اليهود قوانين تبيح الشذوذ الجنسي طالما كان دون ما إكراه، بل إن الأمر وصل ببعض الدول إلى إباحة عقد الرجل على الرجل ـ عياذا بالله ـ وتكونت آلاف الجمعيات والنوادي التي ترعى شؤون الشاذين جنسيا، ثم إن الشاذين جنسيا خرجوا من دائرة السرية إلى دائرة العلنية، وأصبح لهم نواد وبارات، وحدائق، وسواحل، ومسابح خاصة، حيث يلتقي الشاذ جنسيا بأمثاله، وتعرف دائرة الشرطة هذه الأماكن، ولكنها مأمورة بعدم التعرض لهؤلاء، طالما أنه لم يحدث منهم فوضى أو إزعاج!. ثم إنهم ـ قبحهم الله ـ يدأبون لإفساد أبناء المسلمين، ونشر الفاحشة بينهم، وجرهم للرذيلة وإغراقهم في الشهوات حتى تتبلد مشاعرهم، ويصبحوا عبيدا للشهوة فتضعف بذلك هممهم، وتنهار مقاومتهم، وبالتالي يسهل القضاء عليهم1 وكذلك النصارى ـ عباد الصليب ـ فهم لا بألون جهدا في إفساد المسلمين وردهم عن دينهم، فهدفهم الأكبر هو إدخال من استطاعوا من   1 انظر مذاهب فكرية للأستاذ محمد قطب ص 107 ـ 114، ورؤية إٍسلامية لأحوال العالم المعاصر لمحمد قطب ص 106، ومسؤولية التربية الجنسية من وجهة نظر الإٍسلام، لعبد الله علوان ص 76 ـ 79، وانظر تربية المراهق في الإسلام ص 452 ـ 456، والحب والجنس من منظور إٍسلامي، محمد علي قطب، ص 122 ـ 123، والإيدز، د: محمد علي البار ومحمد صافي ص 38 ـ 43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 المسلمين في النصرانية وإن أعيتهم الحيلة في ذلك فلا أقل من أن يسعوا في إفساد المسلمين وإغوائهم وإغراقهم في الشهوات. ومما يقومون به في هذا السبيل تشجيع قيام السارح، وتنشيط ما يسمى بحركة الفن، وإشاعة أفلام الجنس، ونشر المجلات الخليعة حتى ينغمس أبناء المسلمين في الرذيلة. هذا ما تيسر جمعه وتقييده، من هذا الأسباب، وهناك أسباب أخرى آثرت عدم ذكرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 الفصل الرابع: سبل الوقاية والعلاج المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط ... الفصل الرابع: سبل الوقاية والعلاج وبعد هذا التطواف في ذكر الأسباب المؤدية إلى وقوع اللواط ـ نصل إلى مربط الفرس، وبيت القصيد، ألا وهو الحديث عن سبل الوقاية والعلاج؛ ذلك أن أكثر من يقع في تلك الجريمة لا ينقصه معرفة حكم الإسلام فيها، ولا معرفة الأضرار الناتجة عنها، وإنما ينقصه معرفة كيفية العلاج من هذا الداء العضال، وسبل الفكاك من تلك الشهوة الجامحة1 فهذا هو الذي يحتاجه أكثر من يقع في هذا الأمر، كما يحتاجه ـ أيضا ـ من يبحث في علاج هذه الجريمة والوقاية منها، من المعلمين والمربين وغيرهم. وكما أن أسباب وقوع تلك الجريمة يشترك فيها أطراف متعددة ـ فكذلك سبل الوقاية والعلاج؛ فهي ليست مسؤولية جهة محددة، أو فرد بعينه، بل هي مسؤولية الجميع ـ كل بحسبه ـ. فإذا تظافرت الجهود، وحسنت المقاصد، واستفرغ الجهد والطاقة ـ حصل خير كثير، واندفع شر مستطير. فلعل فيما يلي تبيانا لبعض السبل، وتذكيرا ببعض الواجبات، التي تعين على القضاء على هذه الجريمة، أو التخفيف من شدة وطأتها وكثرة انتشارها، وذلك من خلال المبحثين الآتيين:   1 انظر مشكلة في طريق الشباب، لصالح التميمي ص 24. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط 1 ـ الحرص التام على غرس العقيدة الصحيحة، وتثبيت دعائمها وتعهدها دائما في نفوس الأفراد والمجتمعات: فالانحراف السلوكي إنما هو ناتج عن خلل في العقيدة، والسلوك ـ في الغالب ـ ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر وما يدين به من دين، ويعتقده من معتد، والعقيدة الصحيحة ـ بإذن الله ـ صمام أمان، وحماية لمعتنقيها من الزلل والانحراف، وهذه مسؤولية أهل العلم والدعوة على وجه الخصوص. 2 ـ استشعار أهمية الموضوع، وإعطاؤه حقه من العناية والبحث والعلاج: فهذا الموضوع في ـ الحقيقة ـ لم يعط حقه تاما، بالرغم من تفشيه وانتشاره، وقد تسوغ بعضهم ترك الحديث عنه؛ بحجة أن النفوس تشمئز منه وتنفر من ذكره، ولا شك أن هذا خطأ وخلل، فطالما أن هذا الأمر قد وقع وانتشر واستشرى ـ فالواجب صده، والوقوف أمامه، والحد من انتشاره، وتبيان خطره وضرره، فهذا القرآن الكريم يذكر الله ـ عز وجل ـ فيه مقالات اليهود والنصارى بالرغم من شناعتها وبشاعتها، حتى تستبين سبيلهم ويحذر أهل الإيمان منهم ومن صنيعهم، ولم يكن بشاعة قولهم مسوغا لترك الحديث عنهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 3 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة روح التناصح: فالأمر جد خطير، والمسؤولية مشتركة كل بحسبه وجهده وطاقته ((هذا بتعليمه وكلامه، وهذا بوعظه وإرشاده، وهذا بقوته وماله، وهذا بجاهه وتوجيهه إلى السبيل النافع)) فلا ينبغي التنصل عن المسؤولية وإلقاء التبعات على الآخرين. فما أحوج الوالغين في الفحشاء إلى النصح والإرشاد، وما أحرانا بالإنكار على أصحاب تسجيلات الغناء وباعة المجلات الخليعة وغيرهم ممن يغرون بالفواحش ويؤججون الغرائز، ويتاجرون بالخنا والزور. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لتكفير الذنوب، ورفع الدرجات، وبه تتم الخيرية، ويرفع العذاب 2، وتركه مؤذن بالعقوبات ومعين على انتشار المنكرات، وسبب لتسليط الأعداء وعدم إجابة الدعاء 3 4 ـ تكثيف الدروس العلمية: فالدروس العلمية وقاية من الانحراف ـ بإذن الله ـ فإذا كثرت وكثر روادها عم العلم، وكثر الصلاح، وقل الجهل، وخف الفساد. 5 ـ تكثيف حلق القرآن الكريم: وهذا من سبل الوقاية من الانحراف ـ أيضا ـ فتكثيف حلق القرآن الكريم مما ينبغي أن يعتنى به، ويبذل في سبيله؛ فإن الصغير إذا نشأ على محبة القرآن، والحرص على حفظه ـ فإن ذلك سيحفظ عليه وقته، ويحميه ـ بإذن الله ـ من الزلل والانحراف.   1 الرياض الناضرة لابن سعدي ص 58. 2 انظر الحسبة د: فضل إلهي ص 17 ـ 28. 3 انظر حتى لا تغرق السفينة ص 25 ـ 43، وانظر الحسبة ص 37 ـ 43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 6 ـ العناية بالشباب عموما: سواء ممن يجوبون الشوارع عرضا وطولا، أو ممن يعكفون الساعات الطوال على مشاهدة الأفلام أوالجلوس على الأرصفة، أو ممن لديهم منتديات خاصة يرتادونها ويجتمعون فيها، فمما ينبغي عمله تجاه هؤلاء ما يلي: أـ دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن بدأ بالأهم فالمهم1 ب ـ فتح الصدر لهم، واستقبالهم من قبل الدعاة والمربين، والأخذ بأيديهم إلى الخير والصلاح. جـ ـ إقامة دروس تربوية خاصة بالشباب، تبحث في مشكلاتهم وتسعى في حلولها. د ـ تعويدهم على تحمل المسؤولية، والبحث عن أعمال لهم، لكي يشتغلوا بما ينفعهم، ويبتعدوا عما يضرهم ويضر غيرهم. هـ ـ تحريك جوانب الخير فيهم، كالنخوة، والشهامة، والكرم، والحياء، وتحبيبهم بها، مع تنفيرهم من الرذيلة وتقبيحها في نفوسهم؛ لأن الإنسان إذا أحب أمرا من الأمور ـ حرص على التحلي به، وإذا اشمأز من فعل شيء وتقززت نفسه منه ـ انبعث إلى تركه والابتعاد عنه نهائيا 2. وـ انقاذهم من الاستسلام: وذلك بتشجيعهم، والرفع من معنوياتهم، وفتح أبواب الأمل والتوبة لهم، وإعادة الثقة إلى نفوسهم، فرب كلمة واحدة تنقذ المهزوم، وترد الشارد الطريد، وتعيد الأمل إلى اليائس القانط 3.   1 انظر تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس، د: محمد الزعبلاوي ص 425 ـ 427. 2، 3 انظر التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة، د: مقداد يالجن ص 120 ـ 125. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 ز ـ إيجاد البدائل المناسبة المباحة لهم. 7 ـ العناية بتربية الأبناء: فالبيت هو نواة المجتمع، وإذا صلحت البيوت صلحت المجتمعات، والبيت هو المدرسة الأولى ((والولد قبل أن تربيه المدرسة والمجتمع يربيه البيت والأسرة، وهو مدين لأبويه في سلوكه الاجتماعي المستقيم، كما أن أبويه مسؤولان ـ إلى حد كبير ـ عن انحرافه الخلقي)) فمما ينبغي على الآباء تجاه أولادهم ما يلي: أـ الاستعانة بالله ـ عز وجل ـ على تربية الأولاد، ودعاؤه ـ جل شأنه ـ أن يصلحهم ويهديهم. ب ـ غرس العقيدة الصحيحة، والخلال الكريمة في نفوسهم؛ حتى يشبوا متعشقين لمعالي الأمور، مترفعين عن سفسافها. ت ـ إشباع عواطفهم، وإشعارهم بالحنان، والعطف، والرحمة، حتى لا يعيشوا محرومين من ذلك فيبحثوا عنه خارج المنزل. ث ـ الإنفاق عليهم بالمعروف؛ حتى لا يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل. ج ـ تجنيبهم الزينة الفارهة، والميوعة القاتلة للمروءة والرجولة. ح ـ تجنيبهم أسباب الانحراف الجنسي، وذلك بإبعاد أجهزة الفساد عنهم، وتجنبيبهم مطالعة المجلات الخليعة، والقصص الغرامية، التي يقوم على ترويجها تجار الغرائز والأعراض، وعدم السماح لهم بالاطلاع على الكتب الجنسية التي تبحث في التناسليات صراحة وتشعل مخازن البارود الكامنة 2.   1 أخلاقنا الاجتماعية، د: مصطفى السباعي ص 155. 2 انظر الانحرافات الجنسية وأمراضها ص 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 خ ـ الحرص على تزويجهم وإعفافهم إذا بلغوا سن الرشد عند الحاجة والمقدرة. د ـ تنمية شخصية الأولاد، وتقويتها وصقل مواهبهم ورعايتها. ذ ـ حملهم على أداء الصلوات في المسجد وضبطهم فيه. ر ـ السؤال عن صحبتهم، والحرص على ربطهم بالرفقة الصالحة. ز ـ متابعتهم في مدارسهم. س ـ تعويدهم على تحمل المسؤولية، وإسناد بعض الأعمال إليهم، وزرع الثقة في نفوسهم. ش ـ شغل أوقات فراغهم بما ينفعهم. ص ـ إعطاؤهم فرصة للتصحيح إذا أخطأوا. ض ـ تربيتهم بالعقوبة، إذا اضطر الأمر إلى ذلك، بشرط ألا تكون ناشئة عن سورة جهل، أو ثورة غضب، وبألا يلجأ للضرب من أول الأمر بل بقوم بأنواع من العقاب كالتوبيخ أو قطع المديح، أو غير ذلك، وإن أعياه الأمر ـ لجأ للضرب الذي يؤدب الولد ولا يضره1 8 ـ دور الإخوة الكبار: فالإخوة الكبار كذلك عليهم دور في تربية إخوانهم الصغار، فعليهم ملاحظتهم والاهتمام بهم، والأخذ بأيديهم؛ لأنهم ألصق بهم من الوالدين،   1 انظر تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم ص 146 ـ 147، ونظرات في الأسرة المسلمة، د: محمد الصباغ ص 163 ـ 170، وانظر أدب المسلم لمحمد سعيد مبيض ص 161 ـ 163، وشخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، د: محمد علي الهاشمي ص 93 ـ 106، والأولاد وتربيتهم في الإسلام لمحمد المقبل ص 131 ـ 136، وأثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع د: عبد الله أحمد قادري ص 168 ـ 189، وتذكير العباد للشيخ عبد الله الجار الله ص 18 ـ 23، و 66 ـ 77، والمسؤولية في الإٍسلام د: عبد الله أحمد القادري، ص 99 ـ 112، وأثر الأٍسرة في إصلاح الأبناء أو انحرافهم ص 13 ـ 25. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وأعرف بما يدور في أوساطهم، حتى ولو كان الكبار مقصرين أو مفرطين فعليهم أن يجنبوا إخوانهم طرق الغواية والفساد. 9 ـ المؤسسات التعليمية: كالمدارس والمعاهد والإدارات القائمة عليها، فالواجب على هذه المؤسسات عظيم، والدور المناط بهم جسيم، لأنها أكبر محاضن التربية والتوجيه والتعليم. فمما ينبغي أن تقوم به في سبيل الوقاية من هذه الظاهرة أوالقضاء عليها أو الحد من انتشارها ما يلي: أـ إحياء العقيدة في نفوس الطلاب، وإشاعة جو الإيمان داخل المدرسة1 ب ـ العناية باختيار المعلمين الأخيار الأكفياء، دينا، وعلما، ومروءة، وصلاحا. جـ ـ نشر الوعي بخطر تلك الجريمة. د ـ العناية بالطلاب، ومحاولة التعرف على ما يدور في أذهانهم، إما عن طريق صناديق الاقتراحات، أو عن طريق الاستبيانات، أو عن طريق الحوار الهادف بين الطلاب والمدرسين؛ ليتسنى للمدرسين معرفة ما يدور في أذهان الطلاب من مشكلات، ومن ثم يتم السعي في علاجها. هـ منع الطلاب من المبالغة في التجمل داخل المدرسة، ومحاولة إقناعهم بذلك، وإن لم ينفع ذلك منعوا بالشدة والحزم. وـ تفريق الكبار عن الصغار داخل الفصل الواحد قدر المستطاع. ز ـ التعرف على من تدور حولهم الشبه، ومحاولة إصلاحهم ونصحهم.   1 انظر أصول التربية الإٍسلامية وأساليبها لعبد الرحمن النحلاوي ص 156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 ح ـ إعطاؤهم فرصة للتصحيح إذا أخطأوا، وإن أعيت الحيلة طوي قيدهم وتم فصلهم. ط ـ بث الدعوة داخل المدارس من خلال النصائح والتوجيهات أو من خلال بيع الكتب والأشرطة النافعة أو توزيعها. ي ـ توجيه النشاط المدرسي لعلاج مشكلات الطلاب1 ك ـ مد الجسور مع أولياء أمور الطلبة، والاتصال بهم في حال غياب أبنائهم وإعلامهم بذلك. ل ـ التعاون مع الجهات المسؤولة الأخرى، كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمرور، والشرطة وغيرها. م ـ ملاحظة ما يكتبه الطلاب على الممرات وفي دورات المياه للتعرف من خلال ذلك على ما يدور في أذهانهم، ومعاقبة الذين يقومون بذلك، أو السعي في استصلاحهم. ن ـ التعاون مع الطلاب المجدين الأخيار في بث الدعوة وعلاج هذه الظاهرة. س ـ كما ينبغي على المعلمين أن يستشعروا عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وذلك بالاهتمام بالطلاب، والنصح لهم، والحرص على هدايتهم، وفتح أبواب الأمل لهم، وعدم اليأس من صلاحهم، وأن لا يكون الاهتمام منصبا على إنهاء المنهج المقرر فقط، كما ينبغي أن يفتحوا الحوار الهادف مع الطلاب، وأن يوطدوا العلاقة معهم؛ فالتلقي فرع المحبة. ع ـ كما ينبغي على الموجهين أن لا يكون اهتمامهم مقتصرا على الأمور   1 انظر أٍسباب ظاهرة التسرب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية، د: ناصر الداود ص 80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 المظهرية فحسب، كالانشغال بدفتر التحضير أو غيره، بل ينبغي قبل ذلك أن يكون الاهتمام بالجوهر والأساس ألا وهو الطالب؛ إذا هو محور العملية التربوية. ويجب أن يكون كذلك1 ف ـ المرشد الطلابي له دور مهم؛ فالطلاب يبثون إليه همومهم ومشكلاتهم، فحبذا أن يقوم عليه الأكفياء الأتقياء الأذكياء، الذين يجيدون التعامل مع الطلاب، ويستطيعون إفادتهم والتأثير فيهم ومعالجة أخطائهم. 10 ـ المراكز الصيفية: فالمراكز الصيفية لها دور مشكور في تربية الشباب، وحفظ أوقاتهم، وصقل مواهبهم وحمايتهم من الانحراف. ولن نفرط في المثالية فنطالب المراكز بأكثر مما لديها من إمكانات، على أنه لا يمنع أن نناشدهم بأن يرفعوا من مستوياتهم، ويسيروا بالمراكز إلى الأمثل، بتكثيف الدروس العلمية، وبث الجدية وتعويد الشباب على تحمل المسؤولية، وحبذا لو تعدى نفع المراكز إلى غير مرتاديها، فتسهم في دراسة مشكلات الشباب، وتسعى في حلولها، وتتعاون بذلك مع الجهات الأخرى، كما أنه يجدر بأهل الغنى واليسار أن يسهموا في إنجاحها، كما ينبغي لأهل العلم والفضل أن يسهموا في النصح والتوجيه للقائمين على المراكز بدلا من كثرة الانتقادات والغمز واللمز، كما ينبغي للقائمين على المراكز أن يصيخوا السمح للناصحين، ويستفيدوا من النقد البناء الهادف، 1 انظر الدين والشباب لأحمد الحصين ص 67 ـ 68، وطل الربوة تربية الأستاذ لتلميذه، د: عبد الله قادري، والمدرس ومهارات التوجيه لمحمد الدويش ص 61، والمظهرية الجوفاء وأثرها في دمار الأمة حسين العوايشة ص 71 ـ 79، ونحو تربية إسلامية أحمد محمد جمال ص 104 و 124 ـ 130. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 ويتلافوا ما يقعون فيه من أخطاء، حتى نصل جميعا إلى ما فيه صلاح أبنائنا، وسلامتهم في الانحراف والفساد، والحيرة، والاضطراب. 11 ـ هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فالهيئات تتضلع بدور كبير في صد هذا المنكر، وتبذل مجهودات جبارة مخلصة في سبيل مكافحة هذا الأمر والقضاء عليه والوقاية منه. فمما يقترح عليهم في هذا الصدد مع قيامهم بأكثره، ولكن نذكرهم، ونأمل منهم المزيد ـ ما يلي: أـ مراقبة المشبوهين الذين يتوقع منهم حدوث هذا الأمر، ومراقبة الأماكن والأحياء التي يكثر ترداد المشبوهين عليها، مع التركيز على البيوت الخربة المهجورة. ب ـ مناصحة المبتلين باللواط، وتحذيرهم من أضراره وأخطاره، ودعوتهم إلى الخير من خلال الكلمة، أو إهداء الشريط، أو الكتيب المناسب. جـ الأخذ بأيدي الأحداث ممن وقعوا تحت وطأة التهديد، والرفع من معنوياتهم، وبث الشجاعة فيهم، وتقوية عزائمهم، بألا يستسلموا لتهديد المجرمين. د ـ دراسة هذا الموضوع ورصد الظواهر العامة والأسباب التي تؤدي إلى وقوعه، وبيان الأخطار المترتبة عليه، والبحث في سبل الوقاية منه، وإيجاد الحلول المناسبة لذلك، مع رفع التقارير بهذا الصدد إلى من يهمهم الأمر من المسؤولين والعلماء، والدعاة والقضاة والخطباء وغيرهم، حتى يدركوا خطورة هذا الأمر ويسعوا في تلافيه. هـ التعاون مع بعض الجهات المسؤولية كالمدارس والمرور والشرطة وغيرها. وـ التعاون مع أئمة المساجد وأهل الخير عموما لملاحظة أحيائهم وجماعة مساجدهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 ز ـ القضاء ـ بقدر المستطاع ـ على المنكرات التي تعين على وقوع اللواط، كأماكن بيع المجلات، والدخان، والأغاني، والأفلام الخليعة وذلك بالنصح، أو بمراقبة المبيعات أو غير ذلك، فإن لم يقض على الشر كله فلا أقل من أن يخفف ضرره، ويقلل خطره. ح ـ الاحتساب على من يبالغون في التجمل كمن يقومون بالتشبه بالنساء، وتصفيف الطرر وغير ذلك. ط ـ تنبيه أولياء أمور الأحداث الذين يخشى عليهم من أهل السوء والإجرام، ونصحهم بأن يحافظوا على أبنائهم ويتفطنوا لهم. 12 ـ المحاكم الشرعية: فللمحاكم الشرعية دور كبير في القضاء على هذه الجريمة وقطع دابرها، وذلك بإصدار الأحكام الصارمة وإنزال العقوبات الرادعة، وإقامة حكم الله على مرتكبي هذه الجريمة؛ تأديبا لهم وردعا لغيرهم، فالحزم مع المجرمين ـ زيادة على كونه تأديبا لهم وردعا لغيرهم ـ فهو ـ في الوقت نفسه ـ حماية للمجتمع من الفواحش، ورحمة لمن وقعوا ضحية للمجرمين، بل هو رحمة للمجرمين أنفسهم؛ فبسبب ذلك يكفون عن جرمهم، وينزعون عن غيهم. أما التساهل والتراخي وقلة الحزم ـ فإنه سيجرىء السفهاء والمجرمين، ولن يوقفهم عند حد معين، وقد يقود بعض المتهورين الطائشين إلى أن يأخذ حقه بيده، فربما قتل الجاني عليه أو على ابنه أو قريبه، وربما فعل بالجاني ما لا تحمد عقباه، كما نلتمس من قضاتنا الفضلاء أن يكثفوا من زياراتهم لمراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليقفوا بأنفسهم على جلية الأمر، وليروا بأم أعينهم تلك المآسي التي يندى لها الجبين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 13 ـ دور المرور: أما دور المرور حيال هذه الظاهرة فيمكن في الآتي: أـ متابعة السيارات المشبوهة، والحزم مع أصحابها، خصوصا تلك التي أدخل عليها شيء من التعديلات أو الزينات المريبة، كالتغبير، والترفيع، والتنزيل، أو التطييح إلى غير ذلك من المصطلحات المعروفة لدى كثير من الشباب. ب ـ متابعة المفحطين والحزم معم؛ فالتفحيط وما يدور في فلكه مرتع خصب لوقوع اللواط، وقل مثل ذلك عن ما يسمى بـ ((التطعيس)) أو ((السباحة على الرمال)) . جـ ـ التعاون مع المدارس في معالجة هذه الظواهر. د ـ الحزم في مسألة قيادة الأحداث للسيارات. 14 ـ رجال الشرطة: قبل كل شيء ينبغي أن يقوم على هذا الجهاز من يعرف بالفضل والديانة والمروءة والأمانة؛ حتى يقوم بهذه المسؤولية خير قيام، ومن الأمور التي ينبغي أن يقوم بها رجال الشرطة في هذا الصدد زيادة على ما يقومون به ما يلي: أـ استشعار خطر هذه الجريمة على الأمن؛ فانتشار الفواحش وانتهاك الأعراض من أعظم أسباب الفوضى وفقدان الأمن. ب ـ مراقبة التجمعات المشبوهة والحزم مع المجرمين. جـ ـ بذل الجهد في القضاء على الوسائل المعينة على هذه الجريمة كالمخدرات والمسكرات وغيرها. د ـ الحزم في مسألة التجوال في ساعات الليل المتأخرة، خصوصا إذا كان من الأحداث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 هـ ـ التعاون مع الجهات الأخرى التي يهمها هذا الأمر. 15 ـ السجون: حبذا لو تم تحويل السجون إلى مدارس تربوية لإصلاح المساجين، وتقويم سلوكهم، وتربيتهم تربية إسلامية صالحة، وذلك من خلال الدروس النظرية، والتطبيقات العملية، التي تثبت دعائم الفضيلة بين جوانحم وتقوي إدارة الخير في مسارب دمائهم، وتنفرهم من الجريمة، وتبغض إليهم الرذيلة؛ حتى يخرجوا من السجن صالحين مصلحين نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم، ولو لم يأت من ذلك إلا أن يكفى المجتمع شرهم وخطرهم. فإن لم يتم هذا الإصلاح فإن هؤلاء سيعودون إلى جرمهم بعد إخراجهم بطريقة أو بأخرى، بل إن بعضهم يزداد جرمه ويتضاعف خطره إذا خرج من السجن؛ بسبب معاشرته مجرمين أشد جرما منه، فإذا رآهم وعاشرهم هانت عليه جريمته، وسعى لما هو أشد منها ((وعلى ذلك فمعنى إخراج السجين قبل تعديل السلوك الإجرامي يعد إكثارا من عدد المجرمين في المجتمع)) 16 ـ دور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات: فالمخدرات ـ كما مر ـ من أعظم الأسباب التي تمد هذه الجريمة، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات تقوم بجهود مشكورة في سبيل القضاء على المخدرات، ومما يؤمل منها تجاه القضاء على الفاحشة ـ زيادة على ما تقوم به ـ ما يلي: أـ إلقاء المحاضرات والندوات في المدارس للتحذير من المخدرات. ب ـ إصدار النشرات التي تحذر من المخدرات بكافة صورها.   1 التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة ص 254. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 جـ ـ كتابة التقارير عن أسباب انتشار المخدرات وسبل محاربتها وتزويد الجهات التي تستقطب الشباب، كالمدارس وغيرها بهذه التقارير. 17 ـ رعاية المطلقات، وزوجات المساجين: وذلك بالدعوة إلى حمايتهن وصيانتهن من الضياع، والشقاء؛ حتى يبقين بين أولادهن، حماية لهم من التشرد والضياع والانحراف1، وهذه مسؤولية الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية. 18 ـ السعي في علاج مشكلات الفقر: الفقر الذي يسيطر على كثير من الأسر والبيوت، مما يضطر الأسرة ـ وخصوصا الشباب ـ إلى البحث عن لقمة العيش، أو ما يحتاجون إليه بأي وسيلة ولو كانت محرمة، ومن أي شخص ولو كان مجرما. ويتم علاج الفقر بتكافل المجتمع المسلم، وتعاونه بالطرق المشروعة، كالزكاة الواجبة، والصدقات المندوبة، وإيجاد فرص العمل لكل قادر، وإعطاء العاجزين ما يحتاجون إليه من بيت المال والجمعيات الخيرية التعاونية أو غير ذلك (2) . 19 ـ الأخذ بأيدي المساجين بعد الإفراج عنهم: وذلك بتشجيعهم، وتوجيههم إلى الخير، ونسيان ماضيهم، وفتح أبواب الأمل لهم، بدلا من الإعراض عنهم ونبذهم والنظر إليهم شزرا، وبذلك نعينهم على أنفسهم، ونقطع الطريق على رفقة السوء. 20 ـ المستشفيات والمراكز الصحية: أما واجب المستشفيات والمراكز الصحية فيتلخص فيما يلي: أـ نشر الوعي الصحي، وبيان خطر تلك الجريمة، والتحذير من عواقبها   1، 2 انظر التكافل الاجتماعي في الفقه الإسلامي، د: عبد الله الطيار ص 90 ـ 91. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الوخيمة، وذلك إما عن طريق المحاضرات التي تلقى في المدارس، أو غيرها أو عن طريق إصدار النشرات والملصقات. ب ـ التعاون مع الجهات الأخرى المعنية بهذا الأمر. جـ ـ نصح المراجعين الذين يعانون من أمراض الجنس. فالأطباء ـ خصوصا المسلمين منهم ـ ينبغي أن ينصحوا للمراجعين، ويحذروهم من ارتكاب الفواحش، ويفتحوا لهم أبواب التوبة والأمل. 21 ـ البلدية: ولسائل أن يسأل: وما دور البلدية؟ وما علاقتها بهذا الأمر؟ والجواب: أن البلدية يمكن أن تشارك في علاج في الأمر من خلال ما يلي: أـ هدم البيوت المهجورة الآيلة للسقوط؛ فهذه البيوت أوكار للأحداث والنحرفين، فهم يجتمعون فيها ويتوارون عن الأعين، ويقع منهم ما لا يليق، ثم إن بقاءها يشوه جمال البلد. ب ـ إزالة الكتابات التي على الجدران والممرات؛ فهذه الكتابات تحتوي على كلمات مقذعة بذيئة، تدعو إلى الفحشاء والفجور، وتنشر الخزي والعار، وربما ألصقت التهم بالأبرياء، وكتبت على الجدران والممرات. فما أحرى بالبلدية أن تسهم في القضاء على هذه الظاهرة، وذلك بإزالة هذه الكتابات أولا بأول، وإيقاع العقوبات المناسبة على من يقوم بهذا الصنيع، فهذه الكتابات تشوه جمال البلد الحسي والمعنوي. 22 ـ أئمة المساجد: يجدر بأئمة المساجد أن يقوموا بدورهم تجاه مساجدهم، وأن لا يقف دورهم عند إمامة المصلين فحسب، فمما ينبغي عليهم: أـ التعرف على جماعة المسجد، والاختلاط بهم، والسؤال عن أحوالهم؛ لأن الإمام الذي لا يختلط بالمصلين في المسجد وخارجه، ولا يسأل عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 أحوالهم وما يطرأ لهم لا يقدر على إفادتهم1 ب ـ إقامة الدروس العلمية الملائمة لجماعة المسجد. جـ ـ تفقد المتخلفين عن الصلاة، ومناصحتهم، وإن أعيتهم الحيلة فليرفعوا أمرهم إلى الجهات المختصة التي تتولى معاقبتهم؛ لأن المحافظة على الصلوات، وكثرة ارتياد المساجد تمكن الإيمان في قلوب المصلين، وتكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان. د ـ حماية أبناء الحي من الانحراف: وذلك بنصحهم وعقد اللقاءات معهم ومعالجة أوضاع المنحرفين منهم، ومراقبة من يكثر الترداد إلى الحي من غير أهله من الشباب المنحرف، وتحذيرهم من ذلك. هـ ـ إزالة ما يكتب في دورات المياه من كتابات بذيئة، والتعرف على من يكتب ذلك واتخاذ ما يلزم معه. وـ التعاون بين الأئمة والتشاور فيما يحقق المصلحة. ز ـ التعاون مع الجهات الأخرى كالهيئات والمدارس. 23 ـ الخطباء: فالخطباء هم الذين يوجهون الناس إلى الخير، ويحذرونهم من الشر، فمما ينبغي عليهم: أـ تحذير الناس من الفواحش وأسبابها، مع بيان أضرارها على الدين والدنيا. ب ـ تنبيه أولياء الأمور بحفظ أولادهم ووقايتهم سبل الفساد. جـ ـ تخصيص بعض الخطب للشباب، وفتح أبواب الأمل لهم، وذكر الأسباب المعينة على الاستقامة.   1 انظر دور المسجد في التربية د: عبد الله قادري ص 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 د ـ التعاون مع الجهات الأخرى، كالهيئات، والمدارس وغيرها ممن يعنيها هذا الأمر؛ حتى يصلوا معهم إلى حلول مناسبة ويعرضوا ما توصلوا إليه أمام الناس بما يناسب الحال والمقام. 24 ـ المكتبات في المساجد: فالمكتبات في المساجد تقوم بدور فعال ومهم في هذا السبيل، وذلك من خلال ما تقوم به من حفظ أوقات الشباب، وإقامة الدروس العلمية، وتنظيم الرحلات المفيدة إلى غير ذلك، فحبذا العناية بها والسير بها نحو الأمثل. 25 ـ مجالس الأحياء: وذلك بأن يكون لأهل كل حي مجلس أسبوعي أو شهري أو غير ذلك، ويشرف عليه أكابر الحي من أهل العلم والفضل، ويقرأ فيه بعض الكتب العلمية المفيدة، وتدرس في المجلس أوضاع الحي وأحوال أبنائه، فيستفيد الصغار من الكبار وتزول الوحشة والفجوة فيما بينهم. 26 ـ واجب التجار: التجار لهم دور في الوقاية من هذا الجريمة والحد من انتشارها، ومما يمكن أن يقوموا به ما يلي: أـ دعم الجهات التي تعالج مشكلات الفقر وتسد حاجة المطلقات والأسر المشردة؛ حماية للأولاد من الانحراف. ب ـ مساعدة الشباب على الزواج، وتسهيل أموره لهم. جـ ـ إيجاد أعمال مناسبة للشباب الفارغين، فالفائدة هنا ستكون مزدوجة، فمنها أن هؤلاء الشباب سيفيدون أنفسهم وأهليهم، ومنها أن المجتمع سيكفى شرهم وانحرافهم. د ـ دعم الجهات التي تهتم بتربية الشباب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 27 ـ أصحاب المكتبات والمحلات التجارية: عليهم أن يتقوا الله ـ عز وجل ـ وأن يكفوا عن بيع المجلات الخليعة والقصص الغرامية، والكتب الساقطة ـ إن كانوا يبيعونها ـ فإنهم بذلك يعينون على نشر الرذيلة، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وحبذا لو استبدلوا ذلك ببيع المجلات الإسلامية والكتب المفيدة. 28 ـ أصحاب محلات الفيديو: عليهم أن يتوبوا إلى الله، ويكفوا عما هم فيه، ولا تفتنوا أبناء المسلمين، ويحرفوهم عن فطرتهم السليمة، ببيع الأفلام الخليعة التي تعلمهم الجريمة وتدعوهم إليها، ألا فليتقوا الله، ويبحثوا عن الرزق في غير هذا المجال؛ حتى يبارك الله لهم في رزقهم، ويسلموا من هذا الإثم العظيم، وإلا فسيحملون أوزارهم، وأوزار من تسببوا في إضلالهم1 29 ـ أصحاب محلات الأغاني: يقال لهم ما يقال لأصحاب الفيديو، فالأغاني لها دور في نشر الفاحشة؛ فتداولها سهل، وسماعها يسير، سواء في السيارة، أو المنزل، أو غير ذلك، فالذين يتاجرون بها يعينون على إفساد المسلمين وإغوائهم. 30 ـ تنظيم السفر للخارج: فالسفر للخارج لا يخفى ضرره وخطره، على دين المرء وخلقه وعقله، حيث الكفر بالله ـ عز وجل ـ واختلاط الرجال بالنساء وانتشار المخدرات والتعري، والإباحية الجنسية وغيرها. كل ذلك يدعو الإنسان للفساد ويسهل عليه طريقه، ولو لم يأت من ذلك إلا أن الإنسان يستمرىء هذه المنكرات، وتقل نفرته منها، فتهون في   1 انظر رسائل إلى الأحبة للشيخ عبد الوهاب الطريري ص 25 ـ 31. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 عينيه المنكرات الموجودة في بلاده. وربما ألف في سفره نوعا من أنواع الشذوذ، فإذا عاد إلى بلده سعى في البحث عنه وتطلا به مهما كلفه الأمر، مضحيا بذلك بسمعته وصحته وماله، وربما عاد حاملا معه عددا من الأمراض والفيروسات والجراثيم فينشر العدوى والمرض في مجتمعه، وربما عاد جثة هامدة تحمل في تابوت الموتى. لذلك لابد من تنظيم السفر للخارج وتقييده بقيود، وضبطه بضوابط، خصوصا سفر الشباب إلى البلاد المعروفة بانتشار الفساد فيها، والتي هي مقصد كثير منهم. هذا وقد اتخذت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية قرارا إيجابيا في هذا المجال؛ حيث منعت الشباب الذين تقل أعمارهم عن إحدى وعشرين سنة من السفر للخارج بمفردهم أو بدون إذن وليهم. فليت هذا القرار يلقى الدعم والتشجيع، وليت العمل به يستمر، وليت هذه الظاهرة تدرس، ويحد من السفر للخارج بقدر المستطاع. 21 ـ وسائل الإعلام: فالإعلام ـ كما مر ـ له دور خطير في توجيه الناس، والتأثير فيهم، فإذا ما وضع في أيد أمينة، وحكمته سياسة بناءة هادفة كان له أطيب الأثر في صلاح المجتمعات، وحمايتها من عوامل الفساد والانحراف، فمما ينبغي على وسائل الإعلام كي تقوم بدورها وتقي المجتمعات من الانحراف والفساد ما يلي: أـ نشر العلم الشرعي وبثه بين الناس. ب ـ رفع لواء الفضيلة، والكف عن نشر كل ما يدعو إلى الرذيلة. جـ ـ الحرص على غرس العقيدة الصحيحة، وترسيخها في النفوس. د ـ ربط الأمة بسلفها الصالح وأمجادها الماضية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 هـ ـ إعلاء شأن العلماء، والدعاة، والمصلحين، والمجاهدين، ونشر سيرهم؛ حتى يجد الناس قدوات صالحة يقتدون بها ويسيرون على خطاها، وبذلك ينشأون متعشقين للبطولة محبين للجهاد والعلم، بدلا من إعلاء شأن الساقطين، والرفع من أقدار المنحرفين. وـ نشر الوعي الصحي بخطر الفواحش. ز ـ مقاطعة المجلات الخليعة ومنع دخولها. ح ـ العناية بمشكلات المجتمعات والبحث في سبل علاجها1 32 ـ الأندية الرياضية: كل ناد من الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية يرفع شعار رياضي ـ اجتماعي ـ ثقافي. والحقيقة أن هذه الأندية قد انساقت وراء الموجة العارمة التي دفعت بكرة القدم للصدارة، وأهملت ما عداها. فأصبحت كرة القدم هي الشغل الشاغل لمنسوبي الأندية، ومشجعيها، وبما أن الأندية مؤسسات اجتماعية عامة وطالما أنها موجودة وقائمة ـ فإنه يجدر أن تصلح أوضاعها، ويسعى في تصحيح أهدافها؛ لتخدم سبيل الخير، وتصد الشر أو بعضه ـ على الأقل ـ. ومن الأمور التي يجدر بالأندية أن تقوم بها تجاه الشباب ما يلي 2: أـ المساهمة في نشر العلم الشرعي، وتربية الأفراد على طاعة الله، والقيام بالواجبات الشرعية على أكمل وجه.   1 انظر التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة ص 252، وأبناؤنا بين وسائل الإعلام وأخلاق الإسلام لمنى حداد يكن، ص 26، والتليفزيون بين المنافع والأضرار د: عوض منصور ص 44 ـ 64، والترويح التربوي لخالد العودة ص 175 ـ 176. 2 انظر الترويح التربوي ص 168 ـ 172. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 ب ـ أن تجعل الرياضة وسيلة لا غاية يوالي ويعادي من أجلها. جـ ـ المساهمة في نشر القيم العالية بين الشباب. د ـ تنمية روح الجد بين الشباب، وإذكاء روح التنافس وذلك من خلال الدروس العلمية، والمسابقات الثقافية. هـ ـ تجنيب الشباب سبل الانحراف. وـ تربيتهم نفسيا واجتماعيا، وإنقاذهم من الحيرة والمشكلات النفسية الناتجة عن الفراغ والجهل. ز ـ زيادة وعي الشباب بالواقع الاجتماعي، وتعريفه بالحياة والمجتمع من حوله، وإعداده للمشاركة في خدمة المجتمع. ح ـ وجوب التوقف أثناء الصلاة، , أداء الصلاة جماعة في المسجد وملاحظة المتخلف ومعاقبته. ط ـ وجوب اللباس الساتر للاعبين. ي ـ منع التدخين داخل الأندية. ك ـ إقامة المحاضرات والندوات المناسبة للشباب، واستضافة أهل العلم والفضل. 33 ـ دور الرعاية الاجتماعية: ممثلة في دور التوجيه الاجتماعي، ودور الملاحظة، فالأولى تهدف إلى تربية الأحداث المارقين من سلطة آبائهم، أو المشردين الذين لا مأوى لهم، أو المهددين بالانحراف. والثانية تهدف إلى رعاية الأحداث الذين يحتجزون رهن التحقيق أو المحاكمة من قبل سلطات الأمن، أو الهيئات القضائية، أو الأحداث الذين يقرر القاضي إيداعهم في الدار، وهذه الدور تقدم لهؤلاء ألوانا مختلفة من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 الرعاية1، ومما يؤمل فيها أن تقوم به حيال هذه الظاهرة وهي تقوم بأكثره ما يلي: أـ دراسة هذه الظاهرة من كافة جوانبها. ب ـ تقديم الاقتراحات التي تسهم في علاجها. جـ ـ تزويد الجهات الأخرى ـ خصوصا المدارس؛ لأنها أكبر المحاضن التي تستقطب الشباب ـ بنتائج تلك الدراسات. د ـ متابعة الجديد في هذا الموضوع. 34 ـ العناية بمراكز التدريب والمعاهد المهنية: خصوصا تلك التي تستقبل حملة الشهادة الابتدائية أو المتوسطة، فهذه الأماكن ملتقى الشباب الذين يتغربون عن أهليهم للدراسة في هذه الأماكن، ويغلب على هؤلاء ـ الجهل، والإخفاق في الدراسة، والانحراف الخلقي والسلوكي. فحبذا العناية بهؤلاء وأمثالهم، ومما ينبغي تجاه هؤلاء ما يلي: 1 ـ إلقاء المحاضرات العامة الملائمة لهم، المناسبة لمداركهم. 2 ـ حبذا لو تم البحث في مشكلاتهم، وأسباب انحرافهم، ثم يتم بعد ذلك السعي في علاجهم. 3 ـ حبذا لو تم التعاون بين هذه المراكز والمعاهد وبين الجهات الأخرى التي لها عناية بالشباب ومشكلاتهم كدور الرعاية الاجتماعية، والمدارس الأخرى وغيرها. 4 ـ ومما ينبغي نجاه هؤلاء أن تقرر عليهم بعض المواد الشرعية التي تكتب بأسلوب ميسر مناسب لهم، والتي ترشدهم إلى ما يحتاجون إليه من   1 انظر التكافل الاجتماعي في الفقه الإٍسلامي، د: عبد الله الطيار ص 167 ـ 171 و 174 ـ 177. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 أمور دينهم، وتنمي جوانب الخير فيهم، وترفع من مستواهم الخلقي والسلوكي. هذه بعض الأمور العامة التي تعين على القضاء على هذه الجريمة. وبعد ذلك ننتقل إلى سبل الوقاية والعلاج للمبتلين باللواط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 المبحث الثاني: سبل الوقاية والعلاح للمبتلين باللواط ... المبحث الثاني سبل الوقاية والعلاج للمبتلين باللواط وهذا المبحث داخل في المبحث السابق إلا أنه أفرد لأهميته. والحديث في هذا المبحث سيكون مقتصرا على من ابتلي باللواط سواء كان فاعلا أم مفعولا به، وسيذكر من خلاله بعض السبل المعينة على التخلص والوقاية من هذا البلاء، والتي يجدر بمن ابتلي به أن يسلكها ويأخذ بها، فمما ينبغي على من وقع في اللواط ما يلي: 1 ـ التوبة النصوح: فيا أيها المبتلى بهذا الداء: الله الله بالتوبة النصوح؛ فإن باب التوبة مفتوح، وبوارق الأمل لك تلوح ((فإياك أيها المتمرد أن يأخذك على غرة؛ فإنه غيور، وإذا أقمت على معصية وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك، ولكنه صبور، وبشراك أيها التائب بمغفرته ورحمته؛ إنه غفور شكور)) فأقدم أيها المذنب غير هياب، وإياك إذا صدقت في توبتك وأنبت إلى ربك وتركت ما تهواه رغبة في رضاه، وخشية من سخطه وأليم عقابه ـ فإنه سيقبلك ولن يخذلك، واعلم أن العبرة بكمال النهاية، لا بنقص البداية. 2 ـ الإخلاص لله ـ عز وجل ـ: فالإخلاص لله ـ عز وجل ـ أنفع الأدوية، فما أحرى بمن وقع في هذا الأمر أن يلجأ إلى ربه بإخلاص وصدق، فإذا أخلص لربه وفقه الله وأعانه   1 عدة الصابرين لابن القيم ص 340. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وصرف عنه السوء والفحشاء، قال ـ سبحانه ـ عن يوسف عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24] . ((فأخبر ـ سبحانه ـ أنه صرف عن يوسف السوء من العشق، والفحشاء من الفعل بإخلاصه؛ فإن القلب إذا أخلص، وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور؛ فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ)) 2 ـ الصبر: فالصبر خصلة محمودة، وسجية مرغوبة، وخلق فريد، عواقبه جميلة، وآثاره حميدة، وفوائده جمة، وعوائده كريمة 2. والصبر علاج ناجع، ودواء نافع، فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يتذرع بالصبر، ويتدرع به، وأن يتكلفه ويوطن نفسه عليه، ويتجرع مرارته ليذوق حلاوته، ومن ثم يصبح سجية له، قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: ((ومن يتصبريصبره الله)) 3. وما أحسن قول من قال: والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير له من   1 الجواب الكافي ص 298، وانظر العبودية لشيخ الإٍسلام ابن تيمية ص 100، وفوائد مستنبطة من قصة يوسف للشيخ عبد الرحمن بن سعدي ص 35. 2 انظر الصبر، د: صالح الخزيم ص 14 ـ 22، والصبر لعاطي بن عطية الجهني، والصبر الجميل للشيخ سليم الهلالي ص 21 ـ 26. 3 رواه البخاري 7/183، ومسلم برقم (1053) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 ذهابه، وإما أن تضع قدرا وجاها قيامه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علما ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدوا وتحزن وليا، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيبا يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق)) 4 ـ مجاهدة النفس، ومخالفة الهوى: فمجاهدة النفس، ومخالفة الهوى من أعظم الأسباب المعينة على ترك الفواحش والشرور، والذي يجاهد نفسه في ذات الله ـ عز وجل ـ فليبشر بالخير والهداية، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العنكبوت:69) فعلى من وقع في تلك الفاحشة أن يقدع نفسه، ويكفها عن شهواتها، وألا يسترسل معها في غيها، وإلا نزعت به إلى شر غاية. فالنفس طلعة ومطالبها كثيرة، ورغباتها لا تقف عند حد، وصدق من قال: والنفس إن أعطيتها مناها ... فاغرة نحو هواها فاها ومن قال: إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت ... ولم ينهها تاقت إلى كل مطلب وما أحسن قول ابن المبارك ـ رحمه الله ـ: ومن البلايا للبلاء علامة ... ألا يرى لك من هواك نزوع العبد عبد النفس في شهواتها ... والحر يشبع تارة ويجوع 2   1 الفوائد لابن القيم ص 204. 2 روضة المحبين لابن القيم ص 481. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 ((ويقولون: إن هشام بن عبد الملك لم يقل بيت شعر قط إلا هذا البيت: إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى ... إلى بعض ما فيه عليك مقال)) ثم إن مجاهدة النفس ومخالفة الهوى تثمر ثمرات كثيرة جدا، ولو لم يأت منها إلا أن الذي يجاهد نفسه ويخالف هواه ـ ينعتق من رق الهوى، وسلطان الشهوة , وما أجمل ما قيل: رب مستور سبته شهوة ... فتعرى ستره فانهتكا صاحب الشهوة عبد فإذا ... غلب الشهوة أضحى ملكا 2 هذا وقد ذكر ابن القيم في كتابه روضة المحبين أمورا تبلغ الخمسين تعين على مجاهدة النفس، ومخالفة الهوى، وتبين ثمرات ذلك 3. 5 ـ استشعار اطلاع الله ـ عز وجل ـ: فالذي يفعل هذه الفعلة تجده يتوارى عن الأعين ويحرص على ذلك، فعليه ـ والحال هذه ـ أن يستشعر اطلاع الرب ـ تبارك وتعالى ـ عليه، فالله لا تخفى عليه خافية، فالغيب عنده شهادة، والسر علانية، فالذي يفعل هذه المعصية ويتوارى عن الأعين لا يخلو من حالتين: الأولى: أن يعتقد أن الله ـ عز وجل ـ لا يراه ولا يطلع عليه فإن كان كذلك فهو كافر بالله. والثانية: أن يعتقد أن الله مطلع عليه ومن كان كذلك فلا يليق به أن يفعل المعصية، فإن فعلها فلا شك أنه ممن قل حياؤه من ربه، إذ جعله أهون من ينظر إليه ومن أجمل ما قيل في هذا قول الشاعر: وإذا خلوت بريبة في ظلمة ... والنفس داعية إلى الطغيان   1 الآداب الشرعية 3/131. 2 روضة المحبين ص 481. 3 انظر روضة المحبين ص 462 إلى 482. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 فاستحي من نظر الإله وقل لها ... إن الذي خلق الظلام يراني وقول الآخر: إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولا أن ما تخفي عليه يغيب 6 ـ امتلاء القلب من محبة الله ـ عز وجل ـ: وهذا من أعظم الأسباب التي تقي من الفساد والانحراف، فالذي يتعلق بالشهوات، ويتيه في أودية الضلال لا شك أن قلبه خاو من محبة الله ـ عز وجل ـ فمحبة الله ـ عز وجل ـ تلم شعث القلب، وتشبع جوعته، وتسد فاقته وخلته، فمن المتقرر أن في القلب فقرا ذاتيا، وجوعة وشعثا وتفرقا، ولا يغني هذا القلب ولا يلم شعثه ولا يسد خلته إلا عبادة الله ـ عز وجل ـ ومحبته، فإذا خلا القلب من ذلك تناوشته الأخطار، وتسلطت عليه سائر المحبوبات، فشتته وفرقته، وذهبت به كل مذهب. فما أجدر بمن تعلق قلبه في الفاحشة وغدا بلبه حب الصور المحرمة ـ أن يفرغ قلبه من تلك المحبة الفاسدة المذمومة، وأن يملأه بالمحبة الصالحة المحمودة، ففي ذلك أنسه ونعيمه، وسروره وفلاحه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: " فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يتلذذ، ولا يسر، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، ومن حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح، والسرور، واللذة، والنعمة، والسكون، والطمأنينة "1   1 الفتاوى الكبرى لابن تيمية 5/188 ـ 189. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 وقال في موضع آخر:" والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة، وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه، وهو السعادة، والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره، وهو الشقاء "1 وقال ـ رحمه الله ـ:" وأيضا ففي قلوب بني آدم محبة وإرادة لما يتألهونه ويعبدونه، وذلك هو قوام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبة وإرادة لما يطعمونه وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم. وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء؛ فإن الغذاء إذا فقد يفسد الجسم، ويفقد التأله تفسد النفس" 2. وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ متحدثا عن محبة الله وفضلها: ((فهذه المحبة هي التي تلطف، وتخفف أثقال التكاليف، وتسخي البخيل، وتشجع الجبان، وتصفي الذهن، وتروض النفس، وتطيب الحياة على الحقيقة، لا محبة الصور المحرمة، وإذا بليت السرائر يوم اللقاء كانت سريرة صاحبها من خير سرائر العباد كما قيل: سيبقى لكم في مضمر القلب والحشا سريرة حب يوم تبلى السرائر وهذه المحبة هي التي تنور الوجه، وتشرح الصدر، وتحيي القلب)) وخلاصة القول أن المؤمن إذا وضع نصب عينيه حب الله ـ عز وجل ـ ورضاه واستحضر مراقبته في السر والعلن ـ فإنه يستطيع ـ بإذن الله ـ أن ينتصر على جميع الوساوس الشيطانية، والهواجس النفسية التي تعتلج في جوانحه، وأن يتغلب على كل الدوافع الغريزية، والأشواق الجنسية التي تتأجج في أعماقه 4   1جامع الرسائل لابن تيمية 2/202. 2 المرجع السابق 2/230. 3 الجواب الكافي ص 341. 4 انظر الإسلام والحب لعبد الله علوان ص 46. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 ((إذا تبين هذا فالحي العالم الناصح لنفسه لا يؤثر محبة ما يضره وتشقى به ويتألم، ولا يقع إلا من فساد تصوره ومعرفته، أو من فساد قصده وإرادته)) 7 ـ المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين: قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} . [العنكبوت: 45] . قال شيخ الإسلام: " فإن الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله " 2. فمن حافظ على الصلاة مع جماعة المسلمين حفظه الله وسدد خطاه، وجنبه الفواحش، وسلمه منها. فكم في الصلاة من عظيم الفوائد، وكم فيها من جميل العوائد، وكم في تردد المسلم على المسجد من تزكية لنفسه، وصلاح لقلبه، وإصلاح لحاله، وفيحب بذلك الطاعة والإيمان، ويكره الكفر والفسوق والعصيان؛ لذلك ترى أن أهل المساجد هم خيار الناس وأفاضلهم، بالرغم مما فيهم، وما كان بهم من عيوب فعند سواهم أضعاف مضاعفة 3 8 ـ الصوم: فالصوم علاج نبوي يعين على محاربة الهوى، وقمع النفس، وكبح جماحها، والصوم يقوي الإرادة، ويشحذ العزيمة، ويعلم الصبر، وبالصوم تضيق مجاري الدم، فيضعف تأثير الشيطان ووسوسته، والصوم يعين على العفة، وحصانة الفرج، ويكسر حدة الشهوة 4، قال النبي ـ صلى الله عليه   1 إغاثة اللهفان ص 508. 2 العبودية ص 100. 3 انظر الصلاة وأثرها في زيادة الإيمان وتهذيب النفس، للشيخ حسين العوايشة ص 32. 4 انظر الصوم للشيخ د: عبد الله الطيار ص 43 ـ 44 و 45. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 وسلم ـ: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " 1 9 ـ الإكثار من قراءة القرآن: فالقرآن مأدبة الله في أرضه، وهو الشفاء من كل داء، وفيه الهدى والنور، والأنس والسرور، فعلى من ابتلي بالفاحشة أن يكثر من تلاوته وترداده وحفظه وتدبره وعقله، حتى يصح بذلك قلبه، وتزكو نفسه. قال عثمان ـ رضي الله عنه ـ:" لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله ". " وكيف يشبع المحب من كلام من هو غاية مطلوبه؟ " (2) . 10 ـ دوام ذكر الله: فبذكر الله تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، وبه يحصل الأنس، وتطرد الخواطر السيئة، والإرادات الفاسدة، فلا تنفذ إلى القلب، ولا تجد إليه طريقا، فما أحرى بمن يريد السلامة لنفسه أن يداوم على ذكر الله، وأن يجعل له وردا يحافظ عليه؛ حتى يحفظه الله به ويحصنه من الوساوس والخطرات (3) . 11 ـ احفظ الله يحفظك: وبالجملة فمن حفظ الله ـ عزو جل ـ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ـ حفظه الله من شر شياطين الإنس والجن، ومن نفسه الأمارة بالسوء، وحفظ عليه دينه، وعفته، ومروءته، وشرفه؛ فالجزاء من جنس العمل.   1 رواه البخاري 6/117، ومسلم برقم (1400) . 2 الجواب الكافي ص 341. 3 انظر الوابل الصيب لابن القيم ص 61 إلى آخر الكتاب، والوسائل المفيدة للحياة السعيدة لابن سعدي ص 19. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 12 ـ الزواج: قال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)) فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يسعى للزواج، وأن يبذل مستطاعه في هذا السبيل؛ حتى يحصن فرجه، ويغض بصره، وسيعينه الله ـ عز وجل ـ إذا سعى في ذلك 2 13 ـ تذكر الحور العين: اللاتي هن كاللؤلؤ المكنون، واللاتي أعدهن الله لعباده الصالحين، الذين آثروا الباقي على الفاني، واشتروا الآخرة بالدنيا. فنساء الجنة طهرن من الحيض، والغائط، والنفاس، وكل قذر، وكل أذى يكون من نساء الدنيا، وطهر مع ذلك باطنهن من الأخلاق السيئة، والصفحات المذمومة، وطهرت ألسنتهن من الفحش والبذاء، وطهرن من أن يطمحن إلى غير أزواجهن، وطهرت أثوابهن من أن يعرض لها دنس أو وسخ 3. واستمع لما قاله ابن القيم ـ رحمه الله ـ في قصيدته الميمية في وصف الجنة ونسائها: ولله كم من خيرة إن تبسمت ... أضاء لها نور من الفجر أعظم فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ... ويا لذة الأسماع حين تكلم   1 رواه البخاري 6/117، ومسلم برقم (1400) . 2 انظر من مشكلات الشباب للشيخ صالح الفوزان ص 22 ـ 29، وانظر الأسرة المثلى د: عمارة نجيب ص 45 ـ 48. 3 انظر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم ص 257 ـ 282. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت ... ويا خجلة الفجرين حين تبسم فإن كنت ذا قلب عليل بحبها ... فلم يبق إلا وصلها لك مرهم ولا سيما في لثمها عند ضمها ... وقد صار منها تحت جيدك معصم تراه إذا أبدت له حسن وجهها ... يلذ به قبل الوصال وينعم تفكه منها العين عند اجتلائها ... فواكه شتى طلعها ليس يعدم عناقيد من كرم وتفاح جنة ... ورمان أعصان به القلب مغرم وللورد ما قد ألبسته خدودها ... وللخمر ما قد ضمه الريق والفم تقسم منها الحسن في جمع واحد ... فيا عجبا من واحد يتقسم لها فرق شتى من الحسن أجمعت ... بجملتها أن السلو محرم تذكر بالرحمن من هو ناظر ... فينطق بالتسبيح لا يتلعثم إذا قابلت جيش الهموم بوجهها ... تولى على أعقابه الجيش يهزم فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا ... فهذا زمان المهر فهو المقدم ولما جرى ماء الشباب بغصنها ... يتقن حقا أنه ليس يهرم وكن مبغضا للخائنات لحبها ... فتحظى بها من دونهن وتنعم وكن أيما ممن سواها فإنها ... لمثلك في جنات عدن تأيم وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناس صوم وأقدم ولا تقنع بعيش منغص ... فما فاز باللذات من ليس يقدم وإن ضاقت عليك الدنيا بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم فحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيها المخيم1 4 ـ عض البصر: فغض البصر يعين على تجنب الفحشاء، فمن غض بصره أطاع ربه، وأراح قلبه، وحفظ دينه، وسلم من تبعات إطلاق البصر، والتعلق بالصور،   1 حادي الأرواح ص 27 ـ 28. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وقد قيل: ((إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات)) ثم إن غض البصر يورث أنسا بالله، وقوة في القلب وفرحا، كما أن إطلاقه يضعفه ويحزنه، وغض البصر ـ أيضا ـ يكسب القلب نورا وثباتا وشجاعة، وفراسة صادقة، كما أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب 2. 15 ـ البعد عن المعشوق المحبوب: فمن أنجع السبل، وأنفع الأدوية للتخلص من هذا الداء ـ أن يبتعد المبتلى به عن معشوقه، ومن يحرك كوامن الشهوة فيه، بحيث لا يراه ولا يسمع كلامه؛ فالابتعاد عنه وصرمه وتجرع غصص الهجر ـ أهون بكثير من الاسترسال معه والزلفى منه؛ فالبعد جفاء، والقرب بلاء وشقاء، فالقرب يضرم نار الوجد بين الجوانح، كما قال الشاعر: تزودت من ليلى بتكليم ساعة ... فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها 3 أما البعد والتسلي واليأس وقطع الأمل فإنه يفيد في علاج هذا الأمر، ((فكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في القلب، فليصبر على مضض الشوق في بداية البعد صبر المصاب في بداية مصيبته، ثم إن مر الأيام يهون الأمر. قال زهير بن الحباب الكلبي: إذا ما شئت أن تسلو حبيبا ... فأكثر دونه عدد الليالي فما سلى حبيبك غير نأي ... ولا أبلى جديدك كابتذال وقال امرؤ القيس: وإنك لم تقطع لبانة عاشق ... بمثل غدو أو رواح مأوب 5   1 الجواب الكافي ص 218. 2 انظر الجواب الكافي ص 251 ـ 255، وانظر الداء العضال للأخ عبد الحميد السحيباني. 3 انظر الآداب الشرعية 3/126 وانظر ديوان مجنون ليلى ص 194. 4 انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص 473. 5 ديوان امرىء القيس ص 39، وانظرذم الهوى ص 473. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 16 ـ البعد عن المثيرات عموما: وهذا من طرق الوقاية والعلاج، وهو أن يبتعد عن كل المثيرات التي تحرك الشهوة، وتدعو إلى الفاحشة، فيبتعد عن الاختلاط بالنساء والمردان، ويبتعد عن مشاهدة الأفلام الخليعة، وسماع الأغاني الماجنة، ويقطع الصلة بما يذكره بالفاحشة، فيتلف ما عنده من أشرطة وأفلام وصور ورسائل، حتى لا تضعف نفسه برؤيتها. ومن ذلك أيضا: ((تجنب الأطعمة المحتوية على بهارات وتوابل؛ لكونها مثيرة ومهيجة)) ومن ذلك تجنب الأماكن التي تذكره بالفاحشة، وتقربه منها؛ فالشيء إذا قطعت أسبابه التي تمده زال واضمحل. 17 ـ الاشتغال بما ينفع، وتجنب الوحدة والفراغ: ((لأن العشق شغل الفراغ، فهو يمثل صورة المعشوق في خلوته لشوقه إليها، فيكون تمثيله لها إلقاء في باطنه، فإذا تشاغل بما يوجب اشتغال القلب بغير المحبوب درس الحب، ودثر العشق، وحصل التناسي)) 2. فبدلا من أن يجلس المرء وحيدا مسترسلا مع أوهامه وجنوحاته عليه أن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع، أو بما يشغله ـ على الأقل ـ عما يضره، فيشغل نفسه بطلب العلم، ومذاكرة الدروس، وزيارة الأقارب، وقضاء حوائج المنزل، أو أن يلتحق بحلق تحفيظ القرآن الكريم، أو بالمراكز الصيفية، أو يشتغل ببعض المباحات كالبيع والشراء أو غير ذلك 3.   1 الإسلام والجنس لعبد الله علوان ص 14. 2 ذم الهوى 473. 3 انظر منهج التربية الإسلامية لمحمد قطب، 1/206 ـ 207. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 18 ـ دفع الوساوس والخواطر السيئة: فعلى المرء أن يدفع الوساوس والخطرات التي يلقيها الشيطان في روعه، وألا يسترسل معها، وإلا قادته إلى الغواية، ونزعت به إلى شر غاية. فالخطرات شأنها خطير ((فإنها مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات، والهمم، والعزائم، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه، وقهر هواه، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب، ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات)) 1. 19 ـ تقوية الإرادة وترك اليأس والقنوط: فالمبتلى بهذا الأمر قد يعتريه الضعف والانهزام أمام رغباته، فيسترسل معها، ويوغل فيها، فيقوده ذلك إلى اليأس والقنوط من إصلاح حاله، ويظن أن هذا البلاء ضربة لازب عليه لا يستطيع الفكاك منه، وقد يقوده ذلك إلى اليأس من التوبة، والقنوط من رحمة الله ـ عز وجل ـ. وهذا خطأ فادع وخلل واضح، فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يقوي إرادته ويشحذ عزيمته، ويصحو من رقدته، ويدرك أن هذا العمل ليس ضربة لازب لا تزول، ولا وصمة عار لا تنمحي، بل إن الإصلاح ممكن، والتغيير وارد، فما عليه إلا أن يأخذ بالأسباب، ويغير ما بنفسه، ويحسن ظنه بربه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} . (الرعد: 11) . وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} . (الطلاق: 2) . وقال في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني " 2.   1 الجواب الكافي ص 218. 2 البخاري 8/ 171. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 20 ـ الحذر من العلاجات الغريبة: فهناك من إذا وقع في هذا الأمر، وأوغل فيه، وأراد التخلص منه يعمد إلى استخدام علاجات غريبة، ومن ذلك استخدام النذر، والحلف بألا يعود إلى هذه الفعلة، فتجد بعضهم ينذر صيام خمسة أشهر مثلا، وبعضهم ينذر بأن يتصدق بآلاف الريالات، وبعضهم يأخذ على نفسه الأيمان المغلظة، فيحمل نفسه آصارا وأغلالا ينوء كاهله بحملها، وهذا قد ينفع فترة مؤقتة؛ لما في النفس من تعظيم القسم واليمين، أو خشية أن يلزمه ما نذر من العمل الشديد أو الكثير، ولكن لا تلبث الشهوة أن تلقي بثقلها عليه، فتنهزم النفس الضعيفة تحت سلطان الشهوة، وتستجيب لداعي الهوى، فتهوي في منحدر الرذيلة، فتنتقض الأيمان بعد توكيدها، وتلزم الكفارة فيقع هذا المسكين في الحرج، وربما ترك الوفاء بالنذر فيقع في بلايا ورزايا. ومنهم من يلجأ إلى تناول بعض الأدوية المسكنة للشهوة دون استشارة طبيب، وهذا الحل قد يكون فيه مخاطر طبية وجسدية. ألا فليحذر العاقل من هذه العلاجات، فله في غيرها سعة ومندوحة1 21 ـ علو الهمة: فعلو الهمة يستلزم الجد والإباء، ونشدان المعالي، وتطلاب الكمال، والترفع عن الصغائر والدنايا ومحقرات الأمور 2. والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط اللوم والتأنيب، وتزجره عن مواقف الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل ـ حتى ترفعه من أدنى الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد.   1 انظر العادة السيئة لمحمد المنجد ص 27 ـ 28. 2 انظر الأخلاق الإٍسلامية لعبد الرحمن حبنكة 2/474. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 ((فمن لم تكن له همة أبية لم يكد يتخلص من هذه البلية، فإن ذا الهمة يأنف أن يملك رقة شيء، وما زال الهوى يذل أهل العز)) فأين هذا الذي يطلق العنان لشهواته، ويرسف في أغلال رغباته من الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ الذي يقول: ((لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته)) 2. فعلو الهمة مما يفتخر به، وسفول الهمة مما يعاب به ويذم صاحبه. روى ابن الجوزي بسنده قال:" قال معاوية بن أبي سفيان لعمرو ابن العاص ـ رضي الله عنهما ـ: ما ألذ الأشياء؟ قال: يا أمير المؤمنين مر أحداث قريش فليقوموا، فلما قاموا قال: إسقاط المروءة ". يريد أن الرجل إذا لم تهمه مروءته فعل ما يهوى، ولم يبال بلوم، وهذه صفات البهائم، فأما أرباب الأنفة فكما قال ابن المعتز: وإني وإن حنت إليك ضمائري ... فما قدر حبي أن يذل له قدري 3 وقال الأعشى: أرى سفها للمرء تعليق قلبه ... بغانية خود متى تدن تبعد 4 وقال أبو فراس الحمداني مفتخرا بعلو همته، وعائبا على من سفلت همته، واسترقه هواه: لقد ضل من تحوي هواه خريدة ... وقد ذل من تقضي عليه كعاب ولكنني والحمد لله حازم ... أعز إذا ذلت لهن رقاب ولا تملك الحسناء قلبي كله ... ولو شملتها رقة وشباب   1 ذم الهوى ص 477. 2 روضة المحبين ص 468. 3 انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص 479. 4 ديوان الأعشى ص 47. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وأجري ولا أعطي الهوى فضل مقودي ... وأهفو ولا يخفى علي صواب1 وقال عبد الواحد بن نصر: وقد رام هذا الحب أن يسترقني ... فأنجدني صبر علي جميل 2 وقال أبو علي بن الشبل: وآنف أن تعتاق قلبي خريدة ... بلحظ وأن يروى صداي رضاب وللقلب مني زاجر من مروءة ... يجنبه طرق الهوى فيجاب 3 وقال منصور الهروي: خلقت أبي النفس لا أتبع الهوى ... ولا أستقي إلا من المشرب الأصفى ولا أحمل الأثقال في طلب العلا ... ولا أبتغي معروف من سامني خسفا ولا أتحرى العز فيما يذلني ... ولا أخطب الأعمال كي لا أرى صرفا ولست على طبع الذباب متى يذد ... عن الشيء يسقط فيه وهو يرى الحتفا 4 وقال البارودي: سواي بتحنان الأغاريد يطرب ... وغيري باللذات يلهو ويعجب وما أنا ممن تأسر الخمر لبه ... ويملك سمعيه اليراع المثقب ولكن أخو هم إذا ما ترجحت ... به سورة نحو العلا راح يدأب 5 فإذا كان الأمر كذلك فما أحرى بمن ابتلي بهذا الداء أن يعلي همته، وأن يأنف هذا الذل، الذي لا يحتمله ذو مروءة وأنفة، فإن أهل الأنفة حملهم طلب علو القدر على قتل نفوسهم، وإجهاد أبدانهم في طلب المعالي. ((فأما من لا يأنف الذل وينقاد لموافقة هواه فذاك خارج عن المتميزين)) 6. وصدق من قال:   1 ديوان أبي فراس الحمداني ص 13. 2، 3، 4 ذم الهوى لابن الجوزي ص 480. 5 ديوان البارودي 1/89، وانظر النصوص الأدبية تحليلها ونقدها، د: علي عبد الحليم محمود ص 196. 6 ذم الهوى ص 479. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 إذا ما علا المرء رام العلا ... ويقنع بالدون من كان دونا 22 ـ الحياء: فالحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء خلق الإسلام، وهو شعبة من شعب الإيمان، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الحياء لا يأتي إلا بخير "1 . وقال: ((إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء)) وقال: ((والحياء شعبة من الإيمان)) 3. وقال: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ـ إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) ((فالواجب على العاقل لزوم الحياء؛ لأنه أصل العقل، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل وبذر الشر)) 5؛ لأن الحياء يبعث على فعل الجميل، وترك القبيح، فإذا تحلى به الإنسان انبعث إلى فعل الفضائل وترك الرذائل، فما أجدر بمن وقع في هذا البلاء أن يتحلى بالحياء، ويسعى في اكتسابه، ومن الأمور التي تعين على ذلك ما يلي: أـ قراءة سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ب ـ قراءة سيرة أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ. جـ ـ تذكر الثمرات الجميلة المترتبة على الحياء، وتذكر العواقب الوخيمة المترتبة على قلته. د ـ مجالسة أهل الحياء، ومجانبة أهل الوقاحة. هـ ـ تكلف الحياء مرة بعد أخرى، حتى يصبح سجية في الإنسان.   1 البخاري 7/100، ومسلم 1/64 برقم (37) . 2 رواه ابن ماجة (4181) وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2149) . 3 رواه البخاري 1/8، ومسلم 1/63 برقم (35) . 4 رواه البخاري 7/100. 5 روضة العقلاء ص 56. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وـ الإمساك عما تقتضيه قلة الحياء من قول أو عمل. وإذا كان الحياء مطلوبا من كل أحد فهو من الصبيان الأحداث أولى وأحرى، فإذا كان الصغير حييا أفلح وأنجح، وإذا كان وقحا متجرءا على كل أحد خاب وخسر. ((فينبغي أن يكون الصبي كثير الحياء قليل المخالطة للأجانب، قال وهب بن منبه ـ رضي الله عنه ورحمه ـ: ((إذا كان في الصبي خصلتان: الحياء والرهبة رجى خيره)) وقال الأصمعي: ((سمعت أعرابيا يقول: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه)) 2. فالله الله أخا الإسلام بالحياء، الزمه وتدثر به، وليكن حليتك، واعلم أن معيار رجولتك ليس بكثرة الاختلاط بالكبار، ولا بإطلاق اللسان يسيء الكلام، وإنما معيارها حياؤك وأدبك وسمتك ووقارك 3. 23 ـ الحرص على الستر والعفاف والبعد عن التكشف والتعري: وخصوصا للأحداث؛ لأن التكشف والتعري مدعاة لفتنة الآخرين، وتسلط الساقطين، فينبغي عليهم الستر والعفاف، والبعد عن التكشف والتعري سواء في الرياضة أو في غيره؛ فالعورة عورة في الرياضة وغيرها 4. ثم إن الستر والعفاف من خصال الفطرة، ومن محاسن الإسلام، فلقد ((جاء الإسلام وكرم الجنس البشري في مجالات متعددة، كان من   1 الحكم المضبوط ص 52. 2 الآداب الشرعية 2/228. 3 انظر أدب الدنيا والدين للماوردي ص 248 ـ 258، والأدب النبوي لمحمد الخولي ص 154 ـ 158، والحياء في ضوء الكتاب والسنة لسليم الهلالي، والحياء خلق الإسلام لمحمد ابن أحمد بن إسماعيل، والحياء وأثره في حياة المسلم لعبد الله الجار الله. 4 انظر الإيضاح والتبيين للشيخ حمود التويجري ص 228 ـ 229، وانظر أخي الشاب إلى أين تسير ص 25 لمحمد أمين مرزا عالم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 أبرزها أن كرم الإنسان وأمره بستر عورته وسمى ذلك زينة، ونهاه عن كشفها وسماه فتنة)) 24 ـ الاعتدال في التجمل وترك المبالغة فيه: فينبغي للأحداث أن يعتدلوا في التجمل، ويتركوا المبالغة فيه، فلا يليق بهم أن يبالغوا في التطيب، ولا أن يلبسوا الملابس الضيقة، أو الفارهة، ويجدر بهم أن يترفعوا عن تقليد الكفار، وأن لا يكون همهم الأول الاعتناء بتصفيف الشعر وتسريحه، وصرف الهمة للتأنق بالملبس؛ حتى لا يتسببوا في فتنة الناس وإغوائهم، وحتى يسلموا من المجرمين الذين يكيدون لهم، ويتربصون بهم الدوائر. 25 ـ الإقلال من المزاح: لأن كثرة المزاح تذهب بالمروءة وتسقط الهيبة، وتجرىء السفهاء، وصدق من قال: فإياك إياك المزاح فإنه ... يجري عليك الطفل والدنس النذلا ويذهب ماء الوجه بعد بهائها ... ويورثه من بعد عزته ذلا 2 فينبغي للأحداث ألا يكثروا من المزاح، وأن لا يمازحوا كل من هب ودب، سواء من الكبار أو ممن في قلبه دخن وفساد، وإن مزحوا فباعتدال وأدب كما قيل: لا تمزحن فإذا مزحت فلا يكن ... مزحا تضاف به إلى سوء الأدب 3 26 ـ الوقوف مع النفس: فمن العلاجات النافعة، أن يقف المبتلى بهذه الفاحشة مع نفسه، سواء أكان فاعلا أم مفعول به، كبيرا أم صغيرا فإن كان كبيرا فلا ينبغي أن يغتر بستر الله عليه،   1 أحكام العورة والنظر، لمساعد الفالح ص 20. 2 الآداب الشرعية 2/224. 3 الآداب الشرعية 2/223. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وليقف مع نفسه ويسألها ماذا أتنظر؟ وإلى متى سأستمر؟ أأنتظر عقوبة الله تحل بساحتي بعدما بلغت الكبرعتيا؟ أم أنتظر الموت يهجم علي بكرة أو عشيا، فأموت على هذه الخاتمة السيئة؟! وليعاتب نفسه قائلا: ألما تصح والشيب وازع؟ ذا ارعواء فليس بعد اشتعال الرأس شيبا إلى الصبا من سبيل. أطربا وأنت قنسري 1 ... والدهر بالإنسان دواري وإن كان صغيرا فليفكر في مستقبله، هل سيعمر طويلا؟ أم سيأتيه الموت في ريعان شبابه وهو مصر على هذه الجريمة؟ وإن قدر له العيش فهل سيستمر على هذا العمل؟ وهل سيضيع زهرة شبابه في هذه الرذائل؟ وكيف سيواجه الحياة بتلك النفسية المريضة؟ وهل سيتزوج ومن الذي سيعطيه؟ وما مصير هذه الزوجة إن قدر له زواج؟ وما مصير الأولاد إن كان هو أبا لهم؟ وليسأل الكبير والصغير أنفسهما هل هما في مأمن من الفضيحة؟ أم هما في مأمن من الأمراض المستعصية التي تقلب عليهما الحياة جحيما ملهبا؟ وما موقفها أمام الله يوم العرض الأكبر؟ يوم تبلى السرائر، يوم لا تخفى منهم خافية؟ فلعل هذه الوقفة والتساؤلات تقصرهم عن الاسترسال في الشهوات. 27 ـ ومن العلاجات أن يدرك المبتلى أن هذه الشهوة لن تقف عند حد: فهذه الشهوة كمرض الجرب، كلما ازداد الإنسان في الحك ـ ازداد عليه الداء والعكس بالعكس. أضف إلى ذلك أن الشخص المبتلى بهذا الأمر لن يقر له قرار، ولن   1 القنسري: الكبير السن الذي أتى عليه الدهر. انظر لسان العرب 5/117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 يهدأ له بال؛ لأنه كلما ظفر بمأرب من مآربه تاقت نفسه إلى غيره، فيقضي العمر في شقاء وتعب وعناء ونصب، وصدق من قال: وإنك مهما تعط بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا1 28 ـ النظر في العواقب: وذلك بأن يدرك أن هذه الشهوة الخاطئة والنزوة العابرة ـ سيعقبها حسرة وندامة، وخزي وعار، وذلة وشنار، وأن عذابها سيصير عذابا، فتذهب اللذات وتبقى التبعات، وتذهب الشهوة وتبقى الشقوة. تفنى اللذاذات ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الخزي والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار 2 29 ـ مجالسة الأخيار ومجانبة الأشرار: فإن مجالسة الأخيار والصالحين والزهاد تحيي القلوب، وتشرح الصدر، وتنير الفكر، وتعين على الطاعة، ومجانبة الأشرار سلامة للدين والعرض. 30 ـ ومن الأدوية: عيادة المرضى وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، والنظر إلى الموتى، والتفكر في الموت وما بعده؛ فإن ذلك يطفىء نيران الهوى 3. 31 ـ عدم الاستسلام للتهديد، والإبلاغ عمن هدد: فينبغي لمن هدد في عرضه، وأريد منه أن يمكن من نفسه ـ ألا يستسلم للتهديد ولا يصيخ الأذن للوعيد، بل عليه أن يتشجع ويدرك أن هؤلاء الخفافيش الأنذال جبناء أذلاء، فبمجرد شعورهم بقوة ذلك الشخص ورجولته، فإنهم سرعان ما يتوارون.   1 ديوان حاتم الطائي ص 35. 2 روضة المحبين ص 379. 3 انظر ذم الهوى ص 476، وانظر رسائل إلى شبل الإسلام للأخ صالح العصيمي ص 15. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 كما ينبغي لمن هدد وأعيته الحيلة ـ أن يعلم أباه، أو أخاه الأكبر، أو من يثق به من المدرسين أو الأخيار؛ حتى يعينوه على التخلص من هؤلاء الأشرار، أما إذا استسلم للمجرمين وأسلم لهم القياد ـ فسيجعلونه كالنعل يلبسونه كيف شاءوا متى شاءوا. 32 ـ قراءة القصص في العفة وقصص التائبين: ففيها العظة والعبرة، وفيها الترغيب في الفضيلة، والتنفير من الرذيلة1 33 ـ سماع الأشرطة الإسلامية النافعة: التي تحتوي على العلم النافع، والقصص والمواعظ، التي توقظ القلوب، وتقرب من علام الغيوب. 34 ـ عرض الحال على من يعين: ومن الأدوية النافعة لذلك: أن يعرض المبتلى حاله على من يتوسم فيه الخير والصلاة والعلم؛ لعله يجد حلا يخرجه من مأزقه ويعيده إلى رشده. 35 ـ عرض الحال على الطبيب: وذلك بأن يعرض المبتلى حاله على الطبيب المختص، فقد يجد له علاجا مناسبا، أو يدله على طريقة معينة تعينه على كبح جماح الشهوة. 36 ـ الدعاء: فمن أكبر الأدوية المعينة على التخلص من هذا البلاء الدعاء   1 انظر على سبيل المثال فوائد مستنبطة من قصة يوسف للشيخ ابن سعدي، وشباب عادوا إلى الله للشيخ عائض القرني، والعائدون إلى الله للشيخ محمد المسند. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 والتضرع إلى الله ـ عز وجل ـ لا سيما في الأوقات والأماكن والأحوال والأوضاع التي هي مظنة إجابة الدعاء، كالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي ثلث الليل الأخير، وفي السجود، وفي شهر رمضان، وفي آخر ساعة من الجمعة1   1 انظر الدعاء لحسين العوايشة ص 16 ـ 23، والذكر والدعاء والعلاج بالرقى للشيخ سعيد بن وهف القحطاني ص 106 ـ 108. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 الخاتمة الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات وبعد: ففي ختام هذا البحث، هذا ملخص لأهم ما ورد فيه: 1 ـ عمل قوم لوط: هو إيتان الذكور في الدبر، أو اكتفاء الرجال بالرجال، أو وطء الذكر الذكر. 2 ـ لهذا العمل أسماء أخرى هي: الفاحشة، اللواط، الشذوذ الجنسي، الجنسية المثلية، صادومية، المدابرة. 3 ـ تحريم عمل قوم لوط، معلوم بالكتاب والسنة والإجماع. 4 ـ عقوبة مرتكب هذا العمل القتل، سواء كان فاعلا أو مفعولا به، محصنا أو غير محصن، وهذا هو قول الجمهور. 5 ـ ألف في ذم هذا العمل كتب كثيرة في القديم والحديث، وورد في ذمه آثار كثيرة من الكتاب والسنة، ومن أقوال السلف الصالح. 6 ـ أول من ابتدع هذا العمل هم قوم لوط ـ عليه السلام ـ. 7 ـ لهذا العمل المشين أضرار عديدة: أـ فله أضرار دينية؛ لكونه كبيرة من كبائر الذنوب؛ ولأنه يصد عن كثير من الطاعات؛ ولخطره على توحيد الإنسان؛ ذلك لأنه ذريعة للعشق والتعلق بالصور المحرمة، وهذا ذريعة للشرك بالله، ولأن الاستمرار على فعله قد يقود إلى محبة الفواحش وبغض العفة، فيقع في محبة ما كرهه الله وبغض ما أحبه الله، وقد يتمادى الأمر بمرتكب هذه الجريمة، فيستحل هذه الفعلة، وهذا كله خطر على أصل التوحيد، وذريعة للكفر والشرك والخروج عن الإسلام ـ عياذا بالله ـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ب ـ وله أضرار خلقية، فهو سبب لسوء الخلق، وقسوة القلب، وغلظ الأكباد، وسواد الوجه، وقتل الرجولة والشهامة، والمروءة، والحياء، وهو سبب لنزع الثقة من فاعله، ولسفول الهمة، وذهاب الغيرة وسقوط الجاه، وحرمان العلم والترقي في مدارج الكمال، وحب الجريمة، والجرأة عليها، وهو مذهب للشجاعة والأنفة. جـ ـ وله أضرار اجتماعية، فهو سبب لزوال الخيرات والبركات، وحلول العقوبات والمثلات، وهو سبب لتفرق الأسر، وتفسخ المجتمعات، وانهيار المثل العليا التي يقوم عليها بنيان المجتمع، وهو سبب لفقدان الأمن، وشيوع الاضطرابات، وفقدان روح الجد، وضعف ثقافة المجتمع، مما يجعله يقبل أي فكرة باطلة أو شذوذ منحرف، وهو سبب لقطع النسل. د ـ وله أضرار اقتصادية، منها ما ينفقه الشذاذ بحثا عن شهواتهم، ومنها ما يبذل في بحث هذا الموضوع وأعراضه وأخطاره، ومنها ما يبذل في سبيل البحث عن إيجاد العلاجات المناسبة لتلك الأمراض، ومنها ما يبذل من خسائر في سبيل علاج المصابين به، ومن أضراره الاقتصادية ـ أيضا ـ كثرة البطالة، وقلة الإنتاج والأيدي العاملة. هـ ـ وله أضرار نفسية، كالخوف الشديد، والوحشة، والقلق الملازم، والحزن الدائم، وتقلب المزاج، وكثرة الأوهام والوساوس، والتوتر النفسي، والارتباك والتشاؤم، والتبلد العاطفي، والملل والعبط وشرود الذهن وغير ذلك. وـ وله أضرار صحية، منها التأثير على أعضاء التناسل، والإصابة بالعقم، والزهري، والسيلان، والهربس، والإيدز، وفيروس الحب، وغيرها. 8 ـ هناك أسباب متعددة تؤدي بمجموعها إلى وقوع تلك الجريمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وشيوعها وهذه الأسباب منها ما هو مباشر يعود إلى ذات الأشخاص الذين يصدر منهم هذا العمل، ومنها ما هو غير مباشر، وإنما هي أسباب خارجية من شأنها أن تؤدي إلى وقوع تلك الجريمة. 9 ـ هناك سبل عامة تعين على القضاء على تلك الجريمة، أو الحد من انتشارها، وهذه السبل يمكن أن تتضلع بها جهات شتى، كالمحاكم، والمدارس، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومراكز الشرطة، وإدارات مكافحة المخدرات، والمرور وغيرها من الدوائر والأعيان. 10 ـ هناك سبل خاصة تعين المبتلين بهذا البلاء على التخلص منه، منها: أـ التوبة النصوح، والإخلاص لله ـ عز وجل ـ والصبر، ومجاهدة النفس، ومخالفة الهوى. ب ـ ومنها استشعار اطلاع الله ـ عز وجل ـ وكذلك امتلاء القلب بمحبته ـ سبحانه وتعالى ـ. جـ ـ ومنها المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد، والصوم، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، والمداومة على ذكر الله، والمبادرة للزواج، وتذكر الحور العين. د ـ ومنها غض البصر، والبعد عن المعشوق المحبوب، والبعد عن المثيرات عموما، والاشتغال بما ينفع، وتجنب الوحدة والفراغ، ودفع الوساوس والخواطر السيئة. هـ ـ ومنها قوة الإرادة، وعلو الهمة، والحياء، والحرص على الستر والعفاف، والبعد عن التكشف والتعري، والاعتدال في التجمل، والإقلال من المزاح. وـ ومنها الوقوف مع النفس، والنظر في العواقب، ومجالسة الأخيار، ومجانبة الأشرار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 ز ـ ومنها عدم الاستسلام للتهديد، وقراءة القصص في العفة، وسماع الأشرطة الإسلامية النافعة. ح ـ ومنها عرض الحال على من يعين، ومنها الإلحاح على الله بالدعاء. هذا ملخص ما جاء في هذا البحث، وفي الختام أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، صوابا على سنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 فهرس المصادر والمراجع (أ) 1 ـ الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح، الناشر مكتبة ابن تيمية. 2 ـ أبناؤنا بين وسائل الإعلام وأخلاق الإسلام، منى حدد يكن، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1405 هـ. 3 ـ أثر الأسرة في صلاح الأبناء وانحرافهم، إبراهيم بن حمود المشيقح، ط 1، 1412 هـ. 4 ـ أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع، د: عبد الله قادري، دار المجتمع، ط 1، 1409 هـ. 5 ـ أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب، محمد محمود الصواف، دار الاعتصام. 6 ـ أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها، التبشير ـ الاستشراق ـ الاستعمار، الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، ط 6، 1410 هـ، دار القلم. 7 ـ أحكام العورة والنظر بدليل النص والنظر، مساعد بن قاسم الفالح، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، ط 1، 1413 هـ. 8 ـ أخلاقنا الاجتماعية، د: مصطفى السباعي، المكتب الإسلامي، ط 2، 1392 هـ. 9 ـ الأخلاق الإسلامية، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، دار القلم، ط 1، 1399 هـ. 10 ـ أخي الشاب إلى أين تسير، محمد ميرزا عالم، ط 1، 1413 هـ. 11 ـ أخي الشاب كيف تواجه الشهوة، الشيخ محمد بن عبد الله الدويش، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 دار الوطن، ط 1411 هـ. 12 ـ أدب الدنيا والدين للماوردي، مكتبة الحياة 1987 م، تحقيق د: محمد الصباح. 13 ـ أدب المسلم في العادات والعبادات والمعاملات، محمد مبيض، دار ابن كثير ط 2، 1413 هـ. 14 ـ الأدب النبوي عظات بالغة وحكم بالغة وآداب سامية، متخيرة من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ محمد الخولي، دار المعرفة 1404 هـ. 15 ـ أربع مناقشات لإلغاء التليفزيون، جيري ماندر، ترجمة سهيل منيمنة، مراجعة مروان كجك، دار الكلمة الطيبة، ط 1، 1410 هـ. 16 ـ أسباب ظاهرة تسرب الطلاب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية، د: ناصر بن عبد العزيز الداود، وزارة الداخلية، مركز أبحاث مكافحة الجريمة. 17 ـ الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية، مكتبة السنة، تحقيق د: محمد رشاد سالم. 18 ـ الأسرة المثلى في ضوء الكتاب والسنة، د: عمارة نجيب، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1 1400 هـ. 19 ـ الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتليفزيون، مروان كجك، دار الكلمة الطيبة، ط 1، 1407 هـ. 20 ـ الإسلام والتربية الجنسية، د: وجيه زين العابدين، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، ط 2، 1399 هـ. 21 ـ الإسلام والجنس: عبد الله ناصح علوان، ط 2، دار السلام، 1403 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 22 ـ الإسلام والجنس: فتحي يكن، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1395 هـ. 23 ـ الإسلام الحب: عبد الله ناصح علوان، دار السلام، ط 2 1403 هـ. 24 ـ الإسلام والمشكلة الجنسية، د: مصطفى عبد الواحد، دار الاعتصام، ط 3. 25 ـ أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، عبد الرحمن النحلاوي، دار الفكر، ط 2، 1403 هـ. 26 ـ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي، عالم الكتب، بيروت. 27 ـ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، للعلامة ابن قيم الجوزية، تحقيق مجدي فتحي السيد، توزيع المكتبة التجارية، مكة المكرمة. 28 ـ أفول شخص الحضارة الغربية من نافذة الشذوذ الجنسي، مصطفى فوزي غزال، دار السلام، 1406 هـ. 29 ـ إلى العابثين بالأعراض، الشيخ د: عبد الله الطيار وسامي المبارك، دار العاصمة، ط 1، 1414 هـ. 30 ـ الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها، د: محمد علي البار، دار المنارة للنشر والتوزيع، جدة، ط 2، 1406 هـ. 31 ـ الأمراض الجنسية، د: نبيل صبحي الطويل، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1402 هـ. 32 ـ الأمراض الجنسية، لسيف الدين شاهين، ط 4، 1409 هـ. 33 ـ الأمراض الجنسية عقوبة إلهية، د: عبد الحميد القضاة، ط 1، 1985 م ـ 1405 هـ، دار النشر الطبية، لندن. 34 ـ الانحرافات الجنسية وأمراضها، د: فائز الحاج، المكتب الإسلامي، ط 1، 1403 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 35 ـ أهل الفن وتجارة الغرائز د: حلمي القاعود، مؤسسة آسام، ط 1، 1412 هـ. 36 ـ الأولاد وتربيتهم في ضوء الإسلام، محمد المقبل، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 1409 هـ. 37 ـ الإيدز، د: محمد علي البار، د: محمد أيمن صافي، دار المنارة، جدة، ط 1، 1407 هـ. 38 ـ الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين، للشيخ حمود التويجري، ط 2، 1405 هـ، شركة العبيكان للطباعة والنشر. 39 ـ أيها الشباب انتبه قبل فوات الأوان، عبد الإله بن داود، دار الصميعي، ط 1، 1413 هـ. (ب) 40 ـ البث المباشر حقائق وأرقام، د: ناصر العمر، دار الوطن، ط 2، 1412 هـ. 41 ـ بصمات على ولدي، طيبة اليحيى، مكتبة المنار الإسلامية، حولي، ط 3، 1409 هـ. 42 ـ بهجة قلوب الأبرار في شرح جوامع الأخبار للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي، خرج أحاديثه بدر بن عبد الله البدر، ط 2، 1408 هـ، مكتبة السندس. (ت) 43 ـ تأملات بعد الفجر، عبد الحميد البلالي، ط 2، 1412 هـ. 44 ـ تحفة المودود في أحكام المولود، للعلامة ابن القيم، ط 2، 1407 هـ، تحقيق: بشر عيون، دار البيان، دمشق. 45 ـ التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي، د: فضل إلهي ظهير، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 مكتبة المعارف، ط 2، 1406 هـ. 46 ـ التدخين كارثة عصرية، الكتاب الذهبي، العد 207، أكتوبر 1973 م. 47 ـ التدخين مادته وحكمه في الإسلام، للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين، ط 1، 1403 هـ، دار طيبة. 48 ـ التدخين مادة وحكما، للشيخ أبي بكر الجزائري، مكتبة الكليات الأزهرية، ط 2، 1404 هـ. 49 ـ التدخين وأثره على الصحة، د محمد علي البار، الدار السعودية للنشر والتوزيع، ط 4، 1404 هـ. 50 ـ تذكير العباد بحقوق الأولاد، للشيخ عبد الله الجار الله، دار الصميعي، ط 2، 1413 هـ. 51 ـ تربية الإسلام وادعاءات التحرر، للشيخ عبد الرحمن الدوسري، ط 1، 1406 هـ. 52 ـ التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة، د: مقداد بالجن، الرياض، 1408 هـ. 53 ـ تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصر علوان، دار السلام، ط 9. 54 ـ التربية الجنسية في الإسلام، د: عبد الرحمن الجزائري، ط 1، 1413 هـ، الدار المصرية للطباعة والنشر. 55 ـ التربية الصحية المدرسية، والصحة الغذائية، وبيان لبعض المشكلات الاجتماعية، التدخين والمخدرات، أمراض الزنا واللواط، عدنان يحيى لال، ط 1، 1412 هـ، جامعة أم القرى، مكة المكرمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 56 ـ تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس، د: محمد الزعبلاوي، مكتبة التوبة، ط 1، 1414 هـ. 57 ـ الترويح التربوي رؤية إسلامية، خالد بن فهد العودة، دار المسلم للنشر والتوزيع، الرياض، ط 1، 1414 هـ. 58 ـ تفسير القرآن العظيم، للحافظ ابن كثير، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط 1، 1408 هـ. 59 ـ التكافل الاجتماعي في الفقه الإسلامي، مقارن بنظام المملكة العربية السعودية، د: عبد الله الطيار، مكتبة المعارف، ط 1، 1405 هـ. 60 ـ التليفزيون بين المنافع والأضرار، د: عوض منصور، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، ط 4، 1409 هـ. (ث) 61 ـ الثقافة الجنسية وتنظيم الحمل، د: هاني عرموش، دار النفائس، ط 1، 1411 هـ. (جـ) 62 ـ جامع الرسائل، لابن تيمية، تحقيق د: محمد رشاد سالم، ط 1، 1405 هـ، مطبعة المدني. 63 ـ جامع العلوم والحكم، لابن رجب الحنبلي، تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط وإبراهيم باجس، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1413 هـ. 64 ـ جريدة الرياض، عدد 9286. 65 ـ جلسة على الرصيف، الشيخ سلمان العودة، ط 1، 1411 هـ، دار الوطن. 66 ـ الجليس الصالح، الشيخ عبد الله الجار الله، دار السلام، ط 1، 1412 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 67 ـ الجنس وأمراضه، د: عبد الناصر نور الله، دار الألباب، ط 1، 1409 هـ. 68 ـ الجواب الكافي لابن القيم الجوزية، تحقيق: محمد عبد الرزاق الرعود، دار الفرقان، ط 1، 1413 هـ. (ح) 69 ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم الجوزية، تحقيق د: السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، ط 2، 1409 هـ. 70 ـ حاشية الروض المربع، للشيخ عبد الرحمن بن قاسم، ط 3، 1405 هـ. 71 ـ الحب والجنس من منظور إسلامي، محمد علي قطب، مكتبة القرآن. 72 ـ حتى لا تغرق السفينة، الشيخ سلمان العودة، دار الوطن، ط 1، 1412 هـ. 73 ـ الحجاب، للشيخ أبي الأعلى المودودي، دار العدالة للطباعة. 74 ـ الحدود والتعزيرات عند ابن القيم، للشيخ د: بكر أبو زيد، المكتب الإسلامي ـ مكتبة الرشد ط 1، 1403 هـ. 75 ـ الحسبة، تعريفها ومشروعيتها وحكمها، د: فضل إلهي ظهير، إدارة ترجمان الإسلام، باكستان، ط 1، 1410 هـ. 76 ـ حصوننا مهددة من داخلها، د: محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة، ط 10، 1406 هـ. 77 ـ حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة، للشيخ محمد بن عثيمين، ط 3، 1407 هـ، من مطبوعات الجامعة الإسلامية. 78 ـ حكم الدخان والتدخين على ضوء الطب والدين، للشيخ محمد بن جميل زينو، ط 9، دار الفنون للطباعة والنشر، جدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 79 ـ حكم شرب الدخان، للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، تقديم الشيخ عبد الرزاق عفيفي، مكتبة الفلاح. 80 ـ الحكم المضبوط في تحريم فعل قوم لوط، تأليف شمس الدين محمد بن عمر الغمري الواسطي، تحقيق: عبد الله المصري الأثري، دار الصحابة، ط 1، 1409 هـ. 81 ـ الحياء خلق الإسلام، للشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم، دار العقيدة للتراث، ط 2، 1414 هـ. 82 ـ الحياء في ضوء القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، للشيخ سليم الهلالي، مكتبة ابن الجوزي، ط 1، 1408 هـ. 83 ـ الحياء وأثره في حياة المسلم، للشيخ عبد الله الجار الله، ط 1، 1413 هـ، دار طيبة. (خ) 84 ـ خطر الجريمة الخلقية، الزنا، اللواط، الشيخ عبد الله الجار الله، ط 3، 1409 هـ. (د) 85 ـ الداء العضال، للشيخ عبد الحميد السحيباني، دار ابن خزيمة ط 1، 1414 هـ. (ث) 86 ـ الدعاء، الشيخ حسين العوايشة، المكتبة الإسلامية، عمان، الأردن، ط 4، 1409 هـ. 87 ـ دواء العشاق، عبد الكريم بن صالح الحميد، مكتبة المغني، ط 1، 1413 هـ. 88 ـ دور المسجد في التربية، د: عبد الله بن أحمد قادري، دار المجتمع للنشر والتوزيع، 1407 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 89 ـ الدين الخالص، للسيد محمد صديق حسن، مكتبة دار التراث، القاهرة، تحقيق: محمد زهري النجار. 90 ـ الدين والشباب، أحمد الحصين، دار الضياء للنشر والتوزيع، 1410 هـ. 91 ـ ديوان أبي فراس الحمداني، شرح وتقديم عباس عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1406 هـ. 92 ـ ديوان الأعشى، دار بيروت للطباعة والنشر، 1404 هـ. 93 ـ ديوان الإمام الشافعي، جمعه وعلق عليه محمد عفيف الزعبي، دار المطبوعات الحديثة، جدة ط 5، 1409 هـ. 94 ـ ديوان امرىء القيس، دار الكتب العلمية، بيروت، ضبطه وصححه: مصطفى عبد الشافي. 95 ـ ديوان البارودي، حققه وصححه وضبطه وشرحه علي الجارم، ومحمد شفيق معروف، دار المعارف، مصر، 1391 هـ ـ 1971 م. 96 ـ ديوان حاتم الطائي، تحقيق أحمد رشاد، ط 1، 1406 هـ، دار الكتب العلمية. 97 ـ ديوان مجنون ليلى، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، مكتبة مصر. 98 ـ ديوان المتنبي بشرح العكبري، دار المعرفة بيروت. (ذ) 99 ـ الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة، للشيخ سعيد ابن علي بن وهف القحطاني، مكتبة الرشد، ط 2، 1410 هـ. (ر) 100 ـ رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر، للشيخ محمد قطب، دار الوطن، ط 1، 1411 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 101 ـ رسائل إلى الأحبة، الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري، دار العاصمة، ط 1، 1412 هـ. 102 ـ رسائل إلى شبل الإسلام، الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي، دار ابن خزيمة، ط 1، 1412 هـ. 103 ـ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، للحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1397 هـ. 104 ـ روضة المحبين ونزهة المشتاقين، لابن قيم الجوزية، تحقيق د: السيد الجميلي، دار الكتاب العربي، ط 4، 1409 هـ. 105 ـ الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة والفاخرة، مؤسسة قرطبة، اعتنى به أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم. (ز) 106 ـ الزنا، تحريمه، أسبابه، دوافعه، نتائجه وآثاره، دندل جبر، مكتبة المنار، الأردن، الزرقاء، ط 2، 1407 هـ. (س) 107 ـ السلسلة الصحيحة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 4، 1405 هـ. 108 ـ سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان، للحافظ أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف، تحقيق: طارق الطنطاوي، مكتبة ابن سينا. 109 ـ سموم على الهواء، فريد التوني، ط 1، 1413 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 110 ـ سنن أبي داود، ترقيم وترتيب بدر الدين جتين أر، دار سحنون، دار الدعوة، توزيع مكتبة الوراق، ط 2. 111 ـ سنن ابن ماجة، ترتيب الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي، ط 2، دار سحنون، دار الدعوة، توزيع مكتبة الوراق. 112 ـ سنن الترمذي، ترقيم وترتيب بدر الدين جتين أر، ط 2، دار سحنون، دار الدعوة، توزيع مكتبة الوراق. (ش) 113 ـ شؤم المعصية وبركة الطاعة، للشيخ أحمد عز الدين البيانوني، دار السلام للطباعة والنشر، ط 2، 1406 هـ. 114 ـ شبابنا إلى أين، عادل بن محمد العبد العالي، دار الحميضي، ط 1، 1414 هـ. 115 ـ شباب عادوا إلى الله، للشيخ عائض بن عبد الله القرني، دار الوطن، ط 1، 1410 هـ. 116 ـ الشباب والمزاح، لعادل بن محمد بن العبد العالي، دار المنار، الخرج، ط 1، 1412 هـ. 117 ـ شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، د: محمد علي الهاشمي، مكتبة المنار، الأردن، ط 2، 1406 هـ. 118 ـ شرح ديوان جميل بثينة، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، قدم له سيف الدين الكاتب، وأحمد عصام الدين الكاتب. (ص) 119 ـ الصبر الجميل في ضوء الكتاب والسنة، للشيخ سليم الهلالي، دار ابن القيم للنشر والتوزيع، ط 2، 1411 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 120 ـ الصبر، د: صالح بن ناصر الخزيم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إدارة الثقافة والنشر، 1407 هـ. 121 ـ الصبر، عاطي بن عطية الجهني، مكتبة لينة للنشر والتوزيع، دمنهور، ط 1، 1414 هـ. 122 ـ الصحافة والأقلام المسمومة، أنور الجندي، دار الاعتصام. 123 ـ صحيح البخاري، للإمام البخاري، دار الدعوة، دار سحنون، توزيع مكتبة الوراق، ط 2. 124 ـ صحيح الجامع الصغير وزيادته، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 2، 1406 هـ. 125 ـ صحيح مسلم، للإمام مسلم، دار الدعوة، دار سحنون، ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، توزيع مكتبة الوراق، ط 2. 126 ـ الصلاة وأثرها في زيادة الإيمان وتهذيب النفس، للشيخ حسين العوايشة، المكتبة الإسلامية، الأردن، ط 2، 1413 هـ. 127 ـ الصيام، د: عبد الله بن محمد الطيار، مكتبة التوبة، ط 1، 1412 هـ. (ض) 128 ـ الضياء اللامع من الخطب والجوامع، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مكتبة السوادي للتوزيع، ط 5، 1410 هـ. (ط) 129 ـ طل الربوة تربية الأستاذ لتلميذه، د عبد الله قادري، دار المجتمع للنشر والتوزيع، ط 1، 1405 هـ. (ع) 130 ـ العائدون إلى الله، الشيخ محمد المسند، دار الوطن، ط 1. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 131 ـ العادة السيئة، للشيخ محمد بن صالح المنجد، دار الوطن للنشر، ط 1، 1412 هـ. 132 ـ العبودية لابن تيمية، تحقيق الشيخ: علي بن حسن بن عبد الحميد، دار الأصالة للنشر والتوزيع، ط 1، 1412 هـ. 133 ـ عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، لابن القيم الجوزية، تحقيق: محمد عثمان الخشت، دار الكتب العربية، ط 1408 هـ. 134 ـ عقبات الزواج وطرق معالجتها على ضوء الإسلام، للشيخ عبد الله ناصر علوان، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ط 5، 1405 هـ. 135 ـ عوامل الانحراف الجنسي ومنهج الإسلام في الوقاية منها لعبد الرحيم صالح عبد الله، دار النفائس، ط 1، 1413 هـ. (غ) 136 ـ الغريزة الجنسية ومشكلاتها، عبد المعز خطاب، دار الاعتصام. 137 ـ غضب الله تعالى يلاحق المتمردين على الفطرة، لفؤاد بن سيد الرفاعي، مكتبة الصحابة الإسلامية، الكويت. (ف) 138 ـ فقه السنة، للشيخ سابق سابق، دار الكتب العربية، بيروت، ط 8، 1407 هـ. 139 ـ الفوائد لابن القيم الجوزية، تحقيق: محمد عثمان الحشت، دار الكتب العربية، 1406 هـ. 140 ـ فوائد مستنبطة من قصة يوسف، للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، مكتبة أم القرى، مصر، 1413 هـ. 141 ـ في ظلال القرآن، للأستاذ سيد قطب، دار الشروق، ط 11، 1405 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 (ق) 142 ـ قرع السياط في قمع أهل اللواط، للعلامة محمد بن أحمد السفاريني، وحققه راشد الغفيلي، الناشر دار الطحاوي، الرياض، ط 1. 143 ـ قرناء السوء دمروا حياتي، لنوال بنت عبد الله، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط 1، 1412 هـ. 144 ـ قصة الإيدز، د: نجيب الكيلاني، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1407 هـ. (ك) 145 ـ الكبائر للذهبي، المكتبة الثقافية، بيروت. 146 ـ كتابان في اللواط، ذم اللواط للدوري وتحريم اللواط الآجري، تحقيق خالد علي محمد، ط 1، 1409 هـ، مكتبة الصفحات الذهبية، الرياض. (ل) 147 ـ لسان العرب، لابن منظور، دار الفكر. 148 ـ للشباب فقط ـ عادل بن محمد العبد العالي، دار المنار، 1412 هـ. 149 ـ لماذا حرم الله هذه الأشياء، محمد كمال عبد العزيز، مكتبة القرآن. (م) 150 ـ مجلة الإصلاح الإماراتية، عدد 137. 151 ـ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب الشيخ عبد الرحمن بن قاسم، وابنه محمد. 152 ـ مختصر منهاج القاصدين، للإمام أحمد بن محمد المقدسي، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط 2، 1409 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 153 ـ المخدرات الخطر الداهم، عبيد بن ناصر الجندول، دار الفاروق، ط 2، 1410 هـ. المخدرات في الفقه الإسلامي، د: عبد الله الطيار، مكتبة التوبة، ط 1، 1412 هـ. 155 ـ المخدرات والمواج المشابهة المسببة للإدمان، د: محمد بن إبراهيم الحسن، مكتبة الخرجي، ط 1، 1408 هـ. 156 ـ المدرس ومهارات التوجيه، للشيخ محمد بن عبد الله الدويش، ط 1، 1413 هـ، دار الوطن. 157 ـ مذاهب فكرية معاصرة، للأستاذ محمد قطب، دار الشروق، ط 3 1408 هـ. 158 ـ المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د: عبد العزيز النغيمشي، دار المسلم للنشر والتوزيع، ط 2، 1414 هـ. 159 ـ مرض الإيدز الطاعون الجديد، د: خالص جلبي، دار الهداية للنشر والتوزيع، ط 1، 1407 هـ. 160 ـ مسؤولية التربية الجنسية من وجهة نظر الإسلام، عبد الله علوان، دار السلام، ط 1، 1399 هـ. 161 ـ المسؤولية في الإسلام، د: عبد الله قادري، دار العمير للثقافة والنشر، ط 2، 1412 هـ. 162 ـ المستدرك للحاكم، دار الكتب العلمية. 163 ـ مسند الإمام أحمد، أشرف عليه بدر الدين جتين أر، دار سحنون، دار الدعوة، توزيع مكتبة الوراق، ط 2. 164 ـ المسند للإمام أحمد، شرح الشيخ أحمد شاكر، مكتبة دار الكتاب الإسلامي، القاهرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 165 ـ مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في علاجها، وليد شلاش شبير، مؤسسة الرسالة، 1409 هـ. 166 ـ مشكلة في طريق الشباب، صالح التميمي، دار العاصمة، ط 1، 1412 هـ 167 ـ مصيدة شيطانية للشباب، يوسف بن عبد الله المطوع، ط 1، 1413 هـ. 168 ـ مضار اللواط وخبث اللوطية، للشيخ محمد بن سليمان العليط، ط 2، 1406 هـ. 169 ـ المظهرية الجوفاء وأثرها في دمار الأمة، للشيخ حسين العويشة، دار الهجرة للنشر والتوزيع، ط 1، 1411 هـ. 170 ـ المغني والشرح الكبير، للإمام ابن قدامة، المكتبة السلفية، مكتبة المؤيد. 171 ـ من تجالس، للشيخ عبد الله الجعيثن، ط 1، 1412 هـ. 172 ـ من مشكلات الشباب للشيخ محمد بن صالح العثيمين، دار المنار، ط 3، 1412 هـ. 173 ـ من مشكلات الشباب وكيف عالجها الإسلام، للشيخ د: صالح بن فوزان الفوزان، ط 1، 1413 هـ، دار العاصمة. 174 ـ منهج التربية الإسلامية، للأستاذ محمد قطب، دار الشروق. (ن) 175 ـ نحو تربية إسلامية، أحمد محمد جمال، الكتاب العربي، ط 1، 1400 هـ. 176 ـ النصوص الأدبية وتحليلها وتقدها، د: علي عبد الحليم محمود، مؤسسة عكاظ للنشر والتوزيع، ط 2، 1403 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 177 ـ نظرات في الأسرة المسلمة، د: محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط 1، 1405 هـ. (و) 178 ـ الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب لابن القيم، تحقيق محمد عبد الرحمن عوض، دار الرياض للتراث، ط 1، 1408 هـ. 179 ـ واقع الشباب، نايف بن سعيد الحربي، دار الحميضي، ط 1، 1413 هـ. 180 ـ الوسائل المفيدة للحياة السعيدة، للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي، ط 1، 1408 هـ. 181 ـ ولا تقربوا الزنا، محمد عبد العزيز الهلاوي، مكتبة القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 المحتويات الموضوع الصفحة المقدمة ...................................................................... 5 الفصل الأول ............................................................... 11 المبحث الأول: تعريف عمل قوم لوط، وأسماؤه الأخرى ...................... 13 المبحث الثاني: الكتب المؤلفة في علم قوم لوط ..................... 16 المبحث الثالث: تحريمه وعقوبة مرتكبه ............................ 18 المبحث الرابع: الآثار الواردة في ذم عمل قوم لوط ............... 20 المبحث الخامس: أول من ابتدعه ..................................... 22 الفصل الثاني: أضرار عمل قوم لوط ................................ 23 المبحث الأول: أضراره الدينية ....................................... 25 المبحث الثاني: أضراره الخلقية ...................................... 29 المبحث الثالث: أضراره الاجتماعية ................................ 31 المبحث الرابع: أضراره الاقتصادية ................................ 35 المبحث الخامس: أضراره النفسية ................................... 37 المبحث السادس: أضراره الصحية .................................. 41 مجموعة أمراض ........................................................ 41 الزهري ................................................................... 43 السيلان .................................................................... 44 الهربس ................................................................... 46 الإيدز ..................................................................... 48 فيروس الحب ............................................................ 51 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 الفصل الثالث: أسباب وقوع اللواط ......................................... 55 1 ـ الخواء الروحي ............................................................ 57 2 ـ ترك الصلاة أو التهاون بها .............................................. 57 3 ـ الجهل وقلة العلم .......................................................... 58 4 ـ الفراغ ....................................................................... 58 5 ـ الصحبة السيئة ............................................................ 59 6 ـ التدخين ..................................................................... 59 7 ـ تعاطي المخدرات ......................................................... 60 8 ـ ضعف الشخصية والطيبة الزائدة ..................................... 61 9 ـ الشذوذ ...................................................................... 61 10 ـ ضعف الإرادة .......................................................... 61 11 ـ المبالغة في التجمل والتطيب ........................................ 61 12 ـ إظهار المفاتن .......................................................... 62 13 ـ العادة السرية ........................................................... 62 14 ـ السباحة .................................................................. 62 15 ـ كثرة المزاح ............................................................ 62 16 ـ إطلاق النظر ........................................................... 63 17 ـ إطلاق اللسان في الحديث عن الفحشاء ............................. 64 18 ـ ظاهرة الكتابة على الجدران .......................................... 64 19 ـ ظاهرة ترك الدراسة في سن مبكرة ................................. 64 20 ـ ظاهرة الغياب عن المدرسة .......................................... 65 21 ـ الاستئذان من الدراسة ................................................. 65 22 ـ اجتماع الصغار مع الكبار ............................................ 65 23 ـ أخذ الصور ............................................................. 65 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 24 ـ الترهيب .......................................................... 66 25 ـ الترغيب ......................................................... 66 26 ـ الإعجاب المتبادل .............................................. 67 27 ـ التحدي ........................................................... 67 28 ـ ردود الأفعال غير المنضبطة ................................ 67 29 ـ التفاخر ........................................................... 68 30 ـ عالم السيارات .................................................. 68 31 ـ الهوس الرياضي ............................................... 68 32 ـ التساهل في إركاب الأحداث ................................. 69 33 ـ الرحلات البرية والنوم خارج البيت ....................... 69 34 ـ جر الأحداث عن طريق الحمام واللعب بها ............... 69 35 ـ قيادة السيارة في سن مبكرة ................................... 69 36 ـ السفر للخارج بدون حاجة أو ضرورة ...................... 69 37 ـ وجود العمالة الكافرة ........................................... 70 38 ـ الانحراف في مفهوم الحب عموما ........................... 70 39 ـ الانحراف في مفهوم الحب في الله ........................... 70 40 ـ الحاجة للمال ..................................................... 71 41 ـ شقق العزاب ..................................................... 71 42 ـ سماع الأغاني خصوصا الشعبية ............................. 71 43 ـ التقليد الأعمى في محاكاة الساقطين .......................... 72 44 ـ وسائل الإعلام: أـ الصحافة الهابطة. ب ـ الكتب الجنسية. جـ ـ الإذاعة. د ـ التلفاز. هـ ـ الفيديو. وـ الدش ................................. 73 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 45 ـ إهمال الأولاد والتقصير في تربيتهم ................................ 75 46 ـ الطلاق ................................................................... 76 47 ـ غلاء المهور وتعسير أمور الزواج ................................ 76 48 ـ ضعف التعزيرات الصادرة في حق مرتكبي هذه الجريمة في بعض الأحيان ............................................................. 77 49 ـ قلة الحزم في بعض الأحيان من قبل المرور ...................... 77 50 ـ تقصير كثير من المدرسين في نشر الفضيلة والتحذير من الرذيلة ......................................................... 77 51 ـ تفريط كثير من أئمة المساجد بالقيام بواجباتهم تجاه جماعة المسجد .......................................................... 78 52 ـ قلة الاهتمام بأبناء الحي ............................................... 78 53 ـ قلة من يهتم بمشكلات الشباب، ويفتح صدره لهم ............... 78 54 ـ التقصير في جانب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ........................................................... 78 55 ـ اقتصار كثير من الصالحين على أنفسهم .......................... 78 56 ـ قلة البديل المناسب .................................................... 78 57 ـ النفرة بين الأخيار والمنحرفين .................................... 79 58 ـ قلة المحاضن التربوية ............................................... 79 59 ـ قلة التوعية الصحية بأضرار تلك الفاحشة ....................... 79 60 ـ قلة طرق هذا الموضوع بصراحة ................................. 79 61 ـ المكر اليهودي الصليبي ............................................. 79 الفصل الرابع: سبل الوقاية والعلاج ..................................... 83 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 المبحث الأول: السبل العامة للوقاية والعلاج من اللواط ............ 86 1 ـ الحرص التام على غرس العقيدة الصحيحة ....................... 86 2 ـ استشعار أهمية هذا الموضوع وإعطاؤه حقه .................... 86 3 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .............................. 87 4 ـ تكثيف الدروس العلمية ............................................... 87 5 ـ تكثيف حلق القرآن الكريم ........................................... 87 6 ـ العناية بالشباب عموما ............................................... 88 7 ـ العناية بتربية الأبناء ................................................. 89 8 ـ دور الإخوة الكبار .................................................... 90 9 ـ المؤسسات التعليمية .................................................. 91 10 ـ المراكز الصيفية .................................................... 93 11 ـ هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ................... 94 12 ـ المحاكم الشرعية .................................................... 95 13 ـ دور المرور .......................................................... 96 14 ـ الشرطة ............................................................... 96 15 ـ السجون ............................................................... 97 16 ـ دور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات .......................... 97 17 ـ رعاية المطلقات وزوجات المساجين ........................... 98 18 ـ السعي في علاج مشكلات الفقر .................................. 98 19 ـ الأخذ بأيدي المساجين بعد الإفراج عنهم ....................... 98 20 ـ المستشفيات والمراكز الصحية ................................. 98 21 ـ البلدية ................................................................ 99 22 ـ أئمة المساجد ........................................................ 99 23 ـ الخطباء .............................................................. 100 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 24 ـ المكتبات في المساجد ....................................... 101 25 ـ مجالس الأحياء .............................................. 101 26 ـ التجار ........................................................ 101 27 ـ أصحاب المكتبات والمحلات التجارية ................. 102 28 ـ أصحاب محلات الفيديو ................................... 102 29 ـ أصحاب محلات الأغاني ................................. 102 30 ـ تنظيم السفر للخارج ....................................... 102 31 ـ وسائل الإعلام .............................................. 103 32 ـ الأندية الرياضية ............................................ 104 33 ـ دور الرعاية الصحية ...................................... 105 34 ـ العناية بمراكز التدريب والمعاهد المهنية .............. 106 المبحث الثاني: سبل الوقاية والعلاج للمبتلين باللواط ...... 108 1 ـ التوبة النصوح ................................................ 108 2 ـ الإخلاص لله .................................................. 108 3 ـ الصبر ......................................................... 109 4 ـ مجاهدة النفس ومخالفة الهوى ............................ 110 5 ـ استشعار اطلاع الله ـ عز وجل ـ .......................... 111 6 ـ امتلاء القلب من محبة الله ـ عز وجل ـ ................. 112 7 ـ المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين ............ 114 8 ـ الصوم ........................................................ 114 9 ـ الإكثار من قراءة القرآن الكريم .......................... 115 10 ـ دوام ذكر الله .............................................. 115 11 ـ ((احفظ الله يحفظك)) ................................ 115 12 ـ الزواج ..................................................... 116 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 تذكر الحور العين ...................................................... 116 14 ـ غض البصر ..................................................... 117 15 ـ البعد عن المعشوق المحبوب .................................. 118 16 ـ البعد عن المثيرات عموما ..................................... 119 17 ـ الاشتغال بما ينفع وتجنب الوحدة والفراغ ................ 119 18 ـ دفع الوساوس والخواطر السيئة ............................. 120 19 ـ تقوية الإرادة وترك اليأس والقنوط ......................... 120 20 ـ الحذر من العلاجات الغربية ................................... 121 21 ـ علو الهمة ......................................................... 121 22 ـ الحياء .............................................................. 124 23 ـ الحرص على الستر والعفاف ................................. 125 24 ـ الاعتدال في التجمل ............................................. 126 25 ـ الإقلال من المزاح .............................................. 126 26 ـ الوقوف مع النفس ............................................... 126 27 ـ أن يدرك المبتلى أن هذه الشهوة لن تقف عند حد .......... 127 28 ـ النظر في العواقب .............................................. 128 29 ـ مجالسة الأخيار ومجانبة الأشرار .......................... 128 30 ـ عيادة المرضى وتشييع الجنائز وزيارة القبور والنظر إلى الموتى والتفكر في الموت .......................... 128 31 ـ عدم الاستسلام للتهديد ........................................ 128 32 ـ قراءة القصص في العفة وقصص التائبين ............... 129 33 ـ سماع الأشرطة الإسلامية النافعة ........................... 129 34 ـ عرض الحال على من يعين ................................. 129 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 35 ـ عرض الحال على الطبيب .......................................... 129 36 ـ الدعاء ................................................................... 129 الخاتمة ........................................................................ 131 فهرس المصادر والمراجع ............................................... 135 المحتويات .................................................................... 153 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160