الكتاب: الروايات التفسيرية في فتح الباري المؤلف: عبد المجيد الشيخ عبد الباري رسالة دكتوراة .. قال مؤلفها: عزمت على جمع تلك الروايات في مكان واحد وترتيبها وتخريجها وبيان درجتها من الصحة الناشر: وقف السلام الخيري الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2006 مـ عدد الأجزاء: 3   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- الروايات التفسيرية في فتح الباري عبد المجيد الشيخ عبد الباري الكتاب: الروايات التفسيرية في فتح الباري المؤلف: عبد المجيد الشيخ عبد الباري رسالة دكتوراة .. قال مؤلفها: عزمت على جمع تلك الروايات في مكان واحد وترتيبها وتخريجها وبيان درجتها من الصحة الناشر: وقف السلام الخيري الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2006 مـ عدد الأجزاء: 3   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] المجلد الأول مقدمة ... المقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً. أما بعد: فإن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيراً، وهو هدى ونور وشفاء لما في الصدور، كما أنه المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي. لذا كان من مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم بيانه للناس، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44] . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن لأصحابه معاني القرآن الكريم، كما بيّن لهم ألفاظه1. ثم إن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - إذا أشكل عليهم فهم شيء من القرآن، سألوه، فيفسره لهم. كما أنهم - أي الصحابة – كانوا   1 أخرج الطبري في مقدمة تفسيره رقم82 بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلَّموا عشر آيات لم يخلّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا". وأخرج رقم81 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن". وقد صحّح إسنادهما الشيخ محمود محمد شاكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 يفسرون القرآن لتلامذتهم من التابعين1، فنشروا ما علموه بحكمة وصيانة مع التحري والتدقيق. وهذا اللون من التفسير هو المسمى بالتفسير بالمأثور، فهو إذاً تفسير القرآن بالقرآن، وبما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين بما يتعلق بتفسير القرآن الكريم. وقد دونّ العلماء الذين جاءوا في عصر التابعين ومن بعدهم تلك التفاسير في مصنفاتهم، منهم من أفردها بالتصنيف، ومنهم من جمعها مع السنة2.   1 وقد كان من بينهم من تلقى جميع التفسير عن الصحابة، فقد أخرج الطبري في مقدمة التفسير رقم108 من طريق محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد قال: "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها". وأخرج رقم107 عن أبي كريب، حدثنا طلق بن غنام، عن عثمان المكي، عن ابن أبي مليكة قال: "رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، فيقول له ابن عباس "اكتب" قال: حتى سأله عن التفسير كله ". وانظر: مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ص35-38. 2 قال ابن أبي حاتم الرازي: فإن قيل كيف السبيل إلى معرفة ما ذكرت من معاني كتاب الله عز وجل ومعالم دينه؟ قيل: بالآثار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه النجباء الألباء الذين شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل، رضي الله تعالى عنهم. مقدمة الجرح والتعديل ص2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن قال قائل: فما أحسن طريق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة؛ فإنها شارحة للقرآن وموضحة له ... إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة؛ فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح لاسيما علماؤهم وأكبراؤهم ... إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين. انظر: مقدمة في أصول = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 فكان الإمام البخاري رحمه الله ممن تصدى لتدوين سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل كان أول من أفرد الحديث الصحيح في مؤلف. وأفرد في مصنفه هذا كتابا في التفسير أيضا، كما أورد روايات وأحاديث تتعلق بتفسير بعض الآيات في كتب وأبواب أخرى من هذا الجامع الذي سماه "الجامع الصحيح"، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبه أو باب من أبوابه مما له تعلق بتفسير آية قرآنية. وقد تصدى جمع من العلماء لشرح هذا الجامع، وإيضاح ما خفي على الأذهان مما أودع فيه، منهم شيخ الإسلام في الحديث العلامة الحافظ ابن حجر رحمه الله، فكان شرحه لصحيح البخاري من أجل الشروح، بل هو أجلها وأشملها وأنفعها. ولا شك أن شرحه هذا الذي سمّاه بـ "فتح الباري" يعد موسوعة كبيرة في المعارف الإسلامية عموما؛ فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد أودع فيه علوما شتى ونافعة، لا نكاد نجد مثله في كتاب آخر، كما أنه يعتبر أكبر وأجمع ما ألفه ابن حجر. وهذا ليس بغريب؛ إذ أنه قضى في تأليفه خمسة وعشرين سنة، من بداية سنة817هـ إلى 842هـ، وكان جمعه للمقدمة في سنة813هـ1. ففيه   = التفسير ص93 و95 و102. وقال الزركشي: لطالب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة: الأول: النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الطراز الأول، ولكن يجب الحذر من الضعيف فيه والموضوع؛ فإنه كثير. وإن سواد الأوراق سواد في القلب ... الثاني: الأخذ بقول الصحابي؛ فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما قاله الحاكم في تفسيره ... إلى أن قال: وفي الرجوع إلى أقوال التابعين روايتان عن أحمد، واختار ابن عقيل المنع، وحكوه عن شعبة، لكن عمل المفسرين على خلافه، وقد حكوا في كتبهم أقوالهم ... وغالب أقوالهم تلقوها من الصحابة، ولعل اختلاف الرواية عن أحمد إنما هو فيما كان من أقوالهم وآرائهم. انظر: البرهان في علوم القرآن 2/156-160. 1 صرح بذلك في خاتمة الكتاب 13/556. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 مباحث فقهية قيمة، وفيه بيان لخفايا علم الرجال، وكشف عن مبهمات الحديث في المتن والإسناد، ومباحث لغوية مفيدة، كما فيه شرح لعدد من الآيات القرآنية. ولقد نقل ابن حجر في هذا الكتاب العظيم روايات ونصوصا كثيرة في التفسير، من عدد من الكتب القيمة في التفسير والتي لا تزال في عداد المفقود، ومن تلك التفاسير المفقودة والتي نقل عنها ابن حجر: تفسير الفريابي، وتفسير عبد بن حميد، وتفسير سفيان بن عيينة، وتفسير ابن المنذر، وتفسير إسحاق بن راهويه، وتفسير سنيد، وتفسير ابن مردويه، وأحكام القرآن لأبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، وتفسير أبي الشيخ الأصبهاني وغيرها من التفاسير1. وهذه الروايات الكثيرة التي نقلها ابن حجر من تلك الكتب منثورة في ثنايا هذا الكتاب. لذا عزمت على جمع تلك الروايات في مكان واحد وترتيبها وتخريجها وبيان درجتها من الصحة، في سبيل خدمة هذا الكتاب الجليل، وتسهيلا للباحثين. وذلك في رسالتي لإعداد مرحلة الدكتوراه بعنوان: "الروايات التفسيرية في فتح الباري جمعًا ودراسةً".   1 من بين هذه التفاسير تفسير عبد بن حميد وتفسير ابن المنذر وتفسير أبي إسحاق القاضي وهذه التفاسير الثلاثة فقد وجدت أجزاء منها، أما تفسير عبد بن حميد فتوجد منه قطعة فيها سورتا آل عمران والنساء، وهي على هامش تفسير ابن أبي حاتم المجلد الثاني، وهذه النسخة توجد في مكتبة أياصوفيا بإستنبول تحت رقم 175. وأما تفسير ابن المنذر فتوجد منه مجلد كامل فيه من الآية 21 سورة البقرة إلى الآية 94 من سورة النساء. وهو موجود أيضا على هامش تفسير ابن أبي حاتم المشار إليه. وأما أحكام القرآن لأبي إسحاق القاضي فيوجد منه جزء في سبع عشرة ورقة في القيروان بتونس. انظر: تاريخ التراث العربي لبروكلمان 2/151. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 أسباب اختيار الموضوع: هناك أسباب ودوافع دفعتني لاختيار هذا الموضوع - غير ما ذكر -، وأهمها ما يلي: 1- مكانة الحافظ ابن حجر وشهرته ومنزلته عند العلماء، فهو "الحافظ المتقن الضابط الثقة المأمون" هكذا وصفه شيخه الحافظ العراقي1، وكذلك قيمة كتابه "فتح الباري" لدى العلماء وطلاب العلم2، من الأسباب التي دفعتني أيضا إلى اختيار هذا الموضوع. فهذا الكتاب - أعني فتح الباري - يعتبر أنفع كتبه على الإطلاق. ورغم أنه مطبوع عدة مرات، فإنه مازال بحاجة إلى دراسته من جوانب عدة. فهذا الموضوع يبحث في جانب من أهم جوانب هذا الكتاب، ألا وهو دراسة الروايات التفسيرية فيه؛ فإنه غزير بهذه المادة، إذ زاد عدد الروايات التفسيرية فيه على [3500] رواية. فجمع تلك الروايات وتخريجها ودراستها يعتبر إسهاما في خدمة هذا الكتاب العظيم. 2- تشجيع بعض الأفاضل من الأساتذة، فقد كنت أبحث عن موضوع يصلح أن يكون أطروحة لمرحلة الدكتوراه، أشار عليّ أستاذي الفاضل فضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير ياسين، بجمع الروايات التفسيرية التي وقعت في كتاب فتح الباري ودراستها، وفي بادئ الأمر كنت أتهيب له بسبب كبر حجم هذا الموضوع، ولكنه - حفظه الله - أقنعني بأهمية هذا الموضوع وبجدوى العمل فيه، فانشرح صدري لذلك، وأقدمت عليه مستعينًا بالله.   1 انظر: مبحث مكانة الحافظ ابن حجر وثناء العلماء عليه ص63. 2 انظر: مبحث قيمة فتح الباري العلمية ص76. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 3- أثناء عملي في رسالة الماجستير، جمعت مرويات ابن مردويه في التفسير من فتح الباري بالاشتراك مع الزملاء، فكنت أقرأ في هذا الكتاب العظيم، فقد ازداد شوقي لمزيد من الاطلاع على هذا الكتاب، فكنت أقرأ فيه، فلا أمرّ على سطر إلا وأرى أنه مفيد للغاية، ولم أر فيه أي استطراد ليس في مكانه. 4- لما كنت أحضر رسالة الماجستير، أشار عليّ بعض الزملاء في اختيار موضوع للمرحلة القادمة، يشمل تفسير كل سور القرآن الكريم، فمن ذلك الوقت وقع في نفسي ذلك، فرأيت أن هذا الموضوع سوف يأخذني للاطلاع على تفسير كل سور القرآن. 5- رغبتي الشديدة في دراسة الروايات التي تتعلق بتفسير القرآن، فمنذ أن حضّرت رسالة الماجستير المشار إليه آنفا، زدت رغبة في هذا الجانب، فقد تيقنت منذ ذلك الحين، أن الطريق الصحيح لمعرفة تفسير القرآن الكريم هو ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين. فهذه هي أهم الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 خطة البحث: تتكون خطة البحث من مقدمة وبابين وخاتمة وفهارس: المقدمة، وقد تضمنت ما يلي: - أهمية الموضوع. - أسباب اختياره. - عرض الخطة المرسومة للبحث. - توضيح منهج الكتابة فيه. - كلمة شكر وتقدير. الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر - باختصار - وكتابه فتح الباري، وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر، وفيه أحد عشر مبحثا: المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه. المبحث الثاني: مولده. المبحث الثالث: نشأته وأسرته. المبحث الرابع: نشأته العلمية وطلبه للعلم. المبحث الخامس: رحلاته العلمية. المبحث السادس: شيوخه. المبحث السابع: تلاميذه. المبحث الثامن: مذهبه. المبحث التاسع: آثاره العلمية. المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه. المبحث الحادي عشر: وفاته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 الفصل الثاني: دراسة فتح الباري، وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما. المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية. المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه. الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه، من خلال كتابه فتح الباري، وفيه سبعة مباحث: المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن. المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة. المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة. المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول. المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ. المبحث السادس: ذكره للقراءات. المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن. الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري، وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات التفسيرية. المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها. المبحث الثالث: عزوه للمصادر. المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية. الباب الثاني: الروايات التفسيرية في فتح الباري، وقد رتبتها حسب الآيات والسور القرآنية. الخاتمة، ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها خلال البحث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 الفهارس، عملت فهارس متنوعة، تسهيلا للباحث الكشف عن مراده. وهي كالتالي: 1- فهرس الآيات المستشهد بها. 2- فهرس الأحاديث. 3- فهرس الآثار الموقوفة والمقطوعة. 4- فهرس الأعلام المترجم لهم. 5- فهرس الأماكن والبقاع. 6- فهرس القبائل والشعوب. 7- فهرس الفرق. 8- فهرس المصادر والمراجع. 9- فهرس الموضوعات. منهج الكتابة فيه: هذا وقد سلكت في هذه الرسالة المنهج الآتي: - تتبعت الرواياتِ التفسيريةَ في "فتح الباري" من أوله إلى آخره، سطرا سطرا، وذلك من خلال القراءة المتأنية للكتاب، وكلما وجدت رواية تفسيرية كنت أحددها، ثم دوّنت تلك الروايات في أوراق، كل رواية في ورقة مستقلة، مع الإشارة إلى مكانها في فتح الباري، مع ترك فراغ أسفل الصفحة للتعليق عليها. ثم عنونت كل ورقة منها بعنوان، وذلك بكتابة الآية ورقمها واسم السورة، وهذا العمل قد استغرق منّي وقت طويل، وذلك بسبب تشتت مظان تلك الروايات، وتقطيع الحافظ ابن حجر لها، الأمر الذي يجعل الإنسان محتاراً في كيفية التعامل مع هذه الآثار المتقطعة، بالإضافة إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 ذلك ما واجهني من أشغال خارجة عن إرادتي، فقد قضيت في هذا الجمع ما يقارب سنة كاملة. ثم رتبت تلك الروايات حسب ترتيب السور والآيات في القرآن الكريم. وإذا وردت روايات متعددة في تفسير آية واحدة، فإني أراعي تقديم الأصح إلا أن يكون سياق ابن حجر لها على نسق لو قُدِّم أو أُخِّر يخل بالمعنى؛ فإن ابن حجر لا يورد جميع الروايات بكاملها غالبا؛ وإنما يورد رواية ثم يقول وعن غيره نحوه، أو وعند غيره زيادة كذا ونحو ذلك من العبارات. ففي هذه الحالة قد تكون رواية الغير هذه أقل درجة في الصحة من التي أورد بعدها، ولكن أضطر أن أسوقها كما أوردها. وإذا وجدت رواية مكررة، أوردها ابن حجر في أكثر من موضع، فإن كان التكرار باللفظ، نقلتها من أول مكان ورد فيه، ثم أشرت إلى الأماكن الأخرى التي وردت فيها في الحاشية، وإن كان هناك اختلاف في اللفظ، حيث أوردها في مكان باختصار، ثم أوردها في مكان آخر بأطول من ذلك، أو أوردها من غير إسناد، ثم أوردها بالإسناد في مكان آخر، أو حكم عليها في مكان، ولم يحكم عليها في مكان آخر، فأختار الأكمل، والأشمل للحكم، أو الرواية، ثم أشير إلى الأماكن الأخرى في الحاشية. ثم رقمت الروايات بعد هذه التصفية. - وكتبت في رأس الصفحة اسم السورة التي تناول البحث فيه كعنوان، تسهيلا للقارئ عن البحث عن أي سورة أراد البحث فيه. - وذكرت الآية القرآنية التي تتناول تفسيرها قبل الرواية، مع رقمها، وذلك تسهيلا للبحث عنها أيضا. - والتزمت رسم المصحف في كتابة الآيات القرآنية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 منهج تخريج الروايات: تتبعت في تخريج الروايات المنهج الآتي: - خرجت الروايات من كتب الحديث المعتمدة الأصلية وكتب التفسير المسندة، كتفسير عبد الرزاق، وتفسير سعيد بن منصور - وهو جزء من سننه -، وتفسير آدم ابن أبي إياس المنسوب إلى مجاهد، ومعاني القرآن للفراء والزجاج والنحاس، وتفسير النسائي - وهو جزء من السنن الكبرى - وتفسير الطبري وتفسير إسحاق بن إبراهيم البستي، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير البغوي، وكتب نواسخ القرآن، وأسباب النزول، وفضائل القرآن المذكورة في قائمة المصادر والمراجع في آخر هذه الرسالة، محاولاً خلال ذلك الوصول إلى معرفة درجة الرواية من الصحة - قدر الاستطاعة - اعتماداً في ذلك على أقوال الأئمة النقاد المعتبرين من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين. - وإذا لم أجد له تخريجا في المصادر المعتمدة، فإني قد أذكر شاهداً، أو شواهد له إن وجدت أو تقدمت، أو أذكر من فسر به من المفسرين، وأوردوها في كتبهم من غير إسناد كابن الجوزي في زاد المسير والقرطبي في تفسيره وابن كثير في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور وغيرهم، وإذا لم أجد شيئا سكت عنه أو قلت: لم أجده أو لم أقف على تخريج له أو لم أقف على من ذكره ونحو ذلك. - إذا نسب ابن حجر إلى مصدر بعينه، فإني - في الأغلب - أخرج منه مع ذكر إسناده كاملا إلا إذا كان الإسناد مما يتكرر عنده؛ فإني في هذه الحالة ذكرت إسناده في المقدمة، ولا أذكر ذلك كل ما تكرر، وذلك تجنبا للتكرار. - وإذا نسبه إلى أكثر من مصدر، فإني في هذه الحالة أخرجه من تلك المصادر إن وجدت أو من غيرها من مصادر التخريج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 - إذا كان الحديث في صحيح مسلم أكتفي بتخريجه منه. إلا إذا نسبه إلى غيره، واللفظ المذكور عند ذلك الغير فإني أخرجه منه أيضا مع الإشارة إلى مكانه في صحيح مسلم. - إذا علق البخاري الحديث عن صحابي أو تابعي، وذكر ابن حجر الذي أوصله، فإني أشير إلى تعليق البخاري في أول التخريج، ثم أتبعه بتخريجه من المصادر التي عزاه ابن حجر إليها ومن غيرها إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وإذا كان هذا المصدر مما هو مفقود أو في حكم المفقود، أو لم أعثر عليه، فأرجع إلى كتاب "تغليق التعليق" لابن حجر، فإنه أورد فيه ما علقه البخاري، ثم أوصلها بالإسناد. - ترجمت لرجال الأسانيد الذين أوردهم ابن حجر، أما الذين وردت أسماؤهم في السند، ولم يذكرهم ابن حجر في الفتح، فلم أترجم لهم إلا في بعض الحالات مثل أن يكون هناك تصحيف أو أن الراوي لم يكن معروفا أو مشهورا أو ممن تكلم فيه جرحا، ونحو ذلك مما تدعو الحاجة إلى ترجمته فإني ترجمت له باختصار. - عزوت الآيات المستشهد بها، وذلك بذكر اسم السورة، ورقم الآية. - شرحت الكلمات الغريبة الواردة في الروايات، وعرفت بالأماكن والبقاع الواردة في الروايات،. وعرفت بالفرق الواردة في الروايات وهي قليلة جداً. - ما وقع من التصحيف في بعض أسماء الرواة أثبت الصحيح ثم أشرت إلى ذلك في الحاشية. - صححت الأخطاء التي وقعت في الآيات، من غير إشارة إلى ذلك. - دراسة بعض الأسانيد والطرق المتكررة في هذه الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 لما رأيت أن جلّ المادة العلمية في هذا الكتاب كانت عن الصحابة والتابعين، كأمثال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم، وأن كثيراً منها جاءت بأسانيد قد تتكرر عشرات المرات، ولما رأيت ذلك أحببت أن أسجل نبذة عن بعض تلك الأسانيد التي تكررت، في هذه المقدمة، وذلك تجنبا للتكرار1. وأبدأ بأكثرها تكراراً، فأقول: أولا: الأسانيد عن ابن عباس رضي الله عنه: ويعتبر عبد الله بن عباس رضي الله عنه أكثر الصحابة تفسيراً للقرآن، ولذا كان اعتماد ابن حجر على ما روي عنه كبيراً حيث بلغ عدد الروايات التفسيرية عنه في هذا الكتاب 936 رواية، من بين 3541 رواية. وقد روى جمع غفير من التابعين عن ابن عباس رضي الله عنه. وأكثرها تكرارا في هذا الكتاب: 1- طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه. وهي صحيفة مشهورة تداولها العلماء، فقد اعتمد عليها الإمام البخاري كثيراً في التراجم وغيرها، ولكنه لا يسميها بل يقول: قال ابن عباس أو يُذكر عن ابن عباس. وعلي بن أبي طلحة: مولى بني العباس، أرسل عن ابن عباس رضي الله عنه   1 اعتمدت في ذلك كثيراً على مقدمة الحافظ ابن حجر نفسه في كتابه "العجاب في بيان الأسباب"، وما نقل عنه السيوطي في الإتقان - في النوع الثمانين، في طبقات المفسرين -، وعلى مقدمة فضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير ياسين في موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور. ونُشِرَت هذه المقدمة في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عددها 101-102، عام 1414هـ-1415هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 ولم يره، وقد تُكلم في روايته عن ابن عباس رضي الله عنه بأنه لم يسمع منه. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سمعت دحيما يقول: إن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه التفسير1. وقد أجاب عن ذلك أبو جعفر النحاس فقال: والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعنا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق. اهـ2. وذكر ابن حجر في العجاب الرواة الثقات عن ابن عباس رضي الله عنه فقال: وعلي صدوق لم يلق ابن عباس رضي الله عنه، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة3. ونقل السيوطي عن ابن حجر أنه قال: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك4. وروى أبو جعفر النحاس بإسناده عن الإمام أحمد قال: بمصر صحيفة تفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيراً5. ونقل ابن حجر العبارة عن معاني القرآن، ثم قال: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح،   1 المراسيل ص118، رقم الترجمة 247. 2 الناسخ والمنسوخ 1/461-462. 3 مقدمة العجاب 1/207. 4 الإتقان 4/207. 5 أخرج النحاس في الناسخ والمنسوخ 1/462 بسنده عن الإمام أحمد، ولفظه "بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح، لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه، وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيراً، وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح. اهـ1. ويقول الدكتور محمد كامل حسين "نستطيع أن نقول: "إن صحيفة علي ابن أبي طلحة في تفسير القرآن الكريم، هي من أقدم الروايات التي دوّنت عن ابن عباس رضي الله عنه، وإن هذه الرواية من أصحّ الطرق عنه، وإن البخاري، وابن جرير الطبري وغيرهما نقلوا هذه الصحيفة في كتبهم، ومجمل القول: إن هذه الطريق من أصحّ الطرق في التفسير، عن ابن عباس رضي الله عنهما"2. 2- طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه. وهي من الطرق الصحيحة على شرط الشيخين. قال السيوطي: ومن جيّد الطرق عن ابن عباس طريق قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد ابن جبير، عنه؛ وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين. وكثيراً ما يخرج منها الفريابي، والحاكم في مستدركه3. 3- طريق سعيد بن جبير: ومِن أكثر مَن روى عنه محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير. قال ابن حجر: هكذا بالشك، ولا يضر لكونه يدور على ثقة، وقد ذكر هذا الإسناد في مقدمة العجاب في بيان الأسباب ضمن أسانيد الثقات عن ابن عباس، فقال: والذين اشتهر عنهم القول في ذلك من التابعين أصحاب ابن عباس وفيهم ثقات وضعفاء، فمن الثقات مجاهد ابن جبر ويروي   1 فتح الباري 8/438-439. 2 انظر: مقدمة معجم غريب القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي، ص هي. 3 الإتقان 4/208-209. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 التفسير من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، والطريق إلى ابن أبي نجيح قوية فإذا ورد عن غيره بينته، ومنهم عكرمة ويروى التفسير عنه من طريق الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عنه، ومن طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير - هكذا بالشك - ولا يضر لكونه يدور على ثقة ... ثم ذكر طريق علي بن أبي طلحة وعطاء بن أبي رباح ثم قال: ومن روايات الضعفاء فساقها ... 1. وقد حسّنه في فتح الباري2. كما حسّنه السيوطي في لباب النقول في أسباب النزول3 وقال في الإتقان4: وهي طريق جيدة وإسنادها حسن. بينما قال عنه الإمام الذهبي: لا يعرف5 وفي الكاشف: وُثّق. وقال الحافظ ابن حجر6 مجهول. وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم7 وذكره ابن حبان في الثقات8. وقال الشيخ أحمد شاكر عن توثيق ابن حبان: وكفى بذلك معرفة وتوثيقا9. وقد درس فضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير هذا الإسناد في مقدمة موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور هذا الإسناد، وحشد ما تقدم من أقوال النقاد، ثم حسّنه إعتمادا عليها، وذكر أيضا: أن الإمام   1 مقدمة العجاب 1/203-209. 2 7/332، 8/231 و269، وانظر الأرقام 362، 450، 691. 3 ص62. 4 4/209. 5 ميزان الإعتدال 5/151، رقم الترجمة 8129. 6 التقريب 2/205. 7 التاريخ الكبير 1/225، والجرح والتعديل 8/88. 8 الثقات 7/392. 9 تفسير الطبري 1/219 في الحاشية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 الطبري قد اعتمد على هذا الإسناد ورجّحه، وأن الحافظ ابن كثير صحّحه، وأن أبا داود روى له، وأنه يروي عن كتب، كتفسير سعيد بن جبير وعكرمة وأن جميع هذه الروايات في المغازي وهي مغازي ابن إسحاق، وقد تقبلتها الأمة. وأن ابن حبان ذكره في الثقات، وكذا قال عنه الإمام الذهبي في الكاشف: وُثِّق. وقد اعتمده الحافظ ابن حجر والهيثمي والسيوطي، وكذلك اعتبر الشيخ محمد نسيب الرفاعي الذي اختصر تفسير ابن كثير هذا الإسناد من الأسانيد الثابتة حيث ذكر في مقدمة مختصره شرطه أنه يختار أصحّ الأقوال ولا يسوق الروايات الضعيفة والموضوعة، وأكثر النقل بهذا الإسناد1. 4- طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنه. وأكثر مَن روى مِن هذه الطريق عبد الملك بن جريج، لكن فيما يتعلق بالبقرة وآل عمران، وما عدا ذلك يكون عطاء هو الخرساني، وهو لم يسمع من ابن عباس، فيكون منقطعا، إلا إن صرح ابن جريج بأنه عطاء ابن أبي رباح. وقد ذكر ابن حجر هذا الإسناد ضمن أسانيد الثقات عن ابن عباس2. ومن الطرق الضعيفة عن ابن عباس رضي الله عنه: 1- طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه. والكلبي ضعيف متهم بالكذب. قال ابن حجر: ومن روايات الضعفاء عن ابن عباس: التفسير المنسوب لأبي النضر محمد بن السائب الكلبي، فإنه   1 انظر: مقدمة موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ص37-45. 2 انظر: مقدمة العجاب 1/208-209. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 يرويه عن أبي صالح، وهو مولى أم هانئ عن ابن عباس رضي الله عنه، والكلبي اتهموه بالكذب، وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه: كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب1. 2- طريق جويبر بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس رضي الله عنه. والضحاك: صدوق كثير الإرسال، وقد وثقه الإمام أحمد وأبو زرعة وغيره. ولكنه لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه. قال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال، وفي سماعه من ابن عباس رضي الله عنه وغيره من الصحابة نظر. وقد أنكر سماعه من ابن عباس شعبة وأبو حاتم وأبو زرعة. وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن عبد الملك بن ميسرة قال: قلت للضحاك سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تروي عمن أخذته؟ قال: عنك وعن ذا وعن ذا. وقال عبد الملك أيضا: الضحاك لم يلق ابن عباس، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير. وروى ابن أبي حاتم بسنده عن مشاش قال: قلت للضحاك سمعت من ابن عباس شيئا؟ قال: لا. قلت: رأيته؟ قال: لا. هذا وخالف أبو جناب الكلبي الضعيف المدلس، الثقات حيث روى عن الضحاك أنه قال: جاورت ابن عباس سبع سنين. فلا ينظر إلى مثله2. 3- طريق عطاء الخراساني، عن ابن عباس رضي الله عنه. وعطاء هو ابن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني، صدوق يهم كثيراً،   1 مقدمة العجاب 1/209. 2 انظر: الجرح والتعديل 4/458، والمراسيل ص85، رقم149، وتهذيب التهذيب 4/397-398 والتقريب 1/373. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 ويرسل ويدلّس، مات سنة خمس وثلاثين ومائة1، وقد أورد ابن حجر هذا الطريق ضمن الطرق الضعيفة عن ابن عباس، حيث قال: ومنهم عثمان بن عطاء الخراساني: يروي التفسير عن أبيه، عن ابن عباس، ولم يسمع أبوه من ابن عباس2، وعثمان ضعيف3. 4- طريق عطية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه. وهو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، أبو الحسن، ضعيف، يدلس، ويخطئ كثيرا، رمي بالتشيع. ضعفه أحمد والثوري ويحيى وهشيم وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وأبو داود والساجي. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. وقال الذهبي: تابعي شهير ضعيف4. 5- طريق عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه. وقد ذكر ابن حجر هذه الطريق ضمن الطرق الضعيفة عن ابن عباس، حيث قال: ومنهم عطاء بن دينار، وفيه لين. روى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس تفسيراً، رواه عنه ابن لهيعة وهو ضعيف5. 6- طريق يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد عن ابن عباسرضي الله عنه. ويزيد بن أبي زياد هذا مختلف فيه، قال ابن حجر: ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا، وقد روى له مسلم إلا أن رواية مسلم عنه   1 ينظر ترجمته في التقريب 2/23. 2 مقدمة العجاب 1/211. 3 ينظر ترجمته في التقريب 2/12. 4 ينظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/383، وميزان الاعتدال 3/476 رقم5667، والتهذيب 7/200-202، والتقريب 2/24. 5 مقدمة العجاب 1/214. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 كانت مقرونة1. 7- طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة. أورد الحافظ ابن حجر هذا الطريق ضمن روايات الضعفاء، حيث قال: ومنهم إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني: وهو ضعيف يروي التفسير عن أبيه، عن عكرمة، وإنما ضعفوه لأنه وصل كثيراً من الأحاديث بذكر ابن عباس، وقد روى عنه تفسيرَه عبدُ بن حميد. اهـ2. ثانيا: الإسناد عن قتادة بن دعامة السدوسي: روي التفسير عن قتادة من طرق، وأكثرها ورودا في هذا الكتاب - وهي أشهرها -: 1- طريق معمر بن راشد الأزدي. وأكثر من روى عنه التفسير عبد الرزاق، ذكره ابن حجر في الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين3. 2- طريق سعيد بن أبي عروبة البصري. روى الطبري في تفسيره من هذا الطريق كثيراً، وقد ذكره ابن حجر في الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين4. 3- طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي. روى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من هذا الطريق كثيراً،   1 انظر: التهذيب 11/287، والتقريب 2/265. 2 مقدمة العجاب 1/213. 3 مقدمة العجاب 1/214. 4 المصدر السابق نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 وقد ذكره ابن حجر في الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين1. 4- طريق سعيد بن بشير الأزدي. وهذا من الطرق الضعيفة عن قتادة، وسعيد بن بشير الأزدي أو البصري، يروي عن قتادة وغيره، وعنه الوليد بن مسلم وغيره، ضعيف، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات، مات سنة تسع وستين ومائة2. وقد روى من هذا الطريق ابن أبي حاتم في تفسيره وابن مردويه وغيرهما. ثالثا: الإسناد عن مجاهد بن جبر المخزومي. وأشهر الطرق عنه طريق ابن أبي نجيح، وقد ذكره ابن حجر في الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين؛ إذ يقول: والذين اشتهر عنهم القول في التفسير من التابعين أصحاب ابن عباس، وفيهم ثقات وضعفاء، فمن الثقات: مجاهد بن جبر، ومن الطرق التي يُروى التفسير عنه طريق ابن أبي نجيح، والطريق إلى ابن أبي نجيح قوية3. ومن الطرق إلى ابن أبي نجيح عن مجاهد: 1- طريق عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. 2- وطريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. 3- وطريق شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وكلها طرق صحيحة4.   1 المصدر السابق نفسه. 2 ينظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/6، والتهذيب 4/8، والتقريب 1/292. 3 مقدمة العجاب 1/203-204. 4 ينظر في ذلك: مقدمة موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ص60-63. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 رابعًا: الإسناد إلى أبي بن كعب رضي الله عنه. وأكثر ما ورد عن أبي بن كعب من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي. وبعضه لا يسمي الربيع فوقه أحداً، وبعضه موقوفا على أبي العالية. وقد أورده ابن حجر ضمن الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين1. وهذا إسناد حسن، وإن كان أبو جعفر الرازي صدوقا سيء الحفظ، وكذا الربيع بن أنس صدوقا له أوهام؛ لأن ما يرويه أبو جعفر ليس من حفظه وكذلك الربيع لا يرويه من حفظه، بل يرويان عن نسخة. وهي نسخة مشهورة. وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد 2، وأفاد منها كبار المصنفين وبعضهم حكم عليها بالصحة مثل السيوطي فقال: "وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرا وكذا الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده"3. خامسا: تفسير السدي الكبير. والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. قال ابن حجر: وهو كوفي صدوق، لكنه جمع التفسير من طرق منها عن أبي صالح، عن ابن عباس،   1 المصدر السابق 1/215. 2 انظر على سبيل المثال: فتح الباري 6/366. ويأتي ذكره عند قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} ، برقم 34. 3 الإتقان 4/209-210. وانظر: التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي 1/93، 115، وتفسير ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم النص 8، الحاشية بتحقيق: الأستاد الدكتور/ حكمت بشير ياسين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 وعن مُرّة بن شراحيل، عن ابن عباس، وعن ناس من الصحابة وغيرهم. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف، ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك1. سادسا: تفسير زيد بن أسلم. أورده ابن حجر ضمن تفاسير ضعفاء التابعين. حيث قال: ومن تفاسير ضعفاء التابعين فمَنْ بعدهم: تفسير زيد بن أسلم، من رواية ابنه عبد الرحمن، عنه. وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب وغيره عن عبد الرحمن، عن أبيه، وعن غير أبيه. وفيها أشياء كثيرة لا يسندها لأحد. وعبد الرحمن من الضعفاء، وأبوه من الثقات2. سابعا: تفسير مقاتل بن سليمان الأزدي. أورده أيضا ابن حجر ضمن تفاسير ضعفاء التابعين فمن بعدهم. قال ابن حجر: ومنها تفسير مقاتل بن سليمان، وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي: مقاتل قاتله الله تعالى، وإنما قال الشافعي فيه ذلك؛ لأنه اشتهر عنه القول بالتجسم. وروى تفسير مقاتل هذا عنه: أبو عصمة نوح بن أبي مريم الجامع، وقد نسبوه إلى الكذب. ورواه أيضا عن مقاتل هذيل بن حبيب وهو ضعيف لكنه أصلح حالاً من أبي عصمة3.   1 مقدمة العجاب 1/211. 2 المصدر السابق 1/217. 3 المصدر السابق 1/217-218. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 ثامنا: تفسير مقاتل بن حيان. قال ابن حجر: وتفسير مقاتل بن حيان، من طريق محمد بن مزاحم، عن بكير ابن معروف، عنه، ومقاتل هذا صدوق. اهـ1. تاسعا: تفسير سُنَيْد، واسمه الحسين بن داود. وقد أورده ابن حجر ضمن تفاسير ضعفاء التابعين فمن بعدهم. وقال: "يروي عن حجاج بن محمد المصيصي كثيراً، عن أنظاره، وفيه لين"2. وهذا السند يتكرر عند ابن جرير كثيرا، وسُنيد، من حفاظ الحديث، وله تفسير مشهور. قال عنه ابن حجر في التقريب 1/335: ضعيف مع إمامته ومعرفته، لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: رأيت سنيداً عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب الجامع لابن جريج: أخبرت عن الزهري وأخبرت عن صفوان بن سليم وغير ذلك، قال: فجعل سنيد يقول لحجاج: يا أبا محمد قل: "ابن جريج عن الزهري" و"ابن جريج عن صفوان بن سليم"، قال: فكان يقول له هكذا، قال: ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج، وذمّه على ذلك، قال أبي: وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة كان ابن جريج لا يبالي عن من أخذها. وقال الخلال: وروي أن حجاجا كان هذا منه في وقت تغيره، ويرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد3.   1 المصدر السابق 1/216. 2 المصدر السابق 1/219. 3 انظر: الجرح والتعديل 4/326، والتهذيب 4/214-215، والتقريب 1/335، وفتح الباري 8/253. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 كلمة شكر وتقدير قال الله تعالى: {وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} [لقمان: 12] ، وقال جل شأنه {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يشكر الناس، لم يشكر الله عز وجل" 1. وقال عليه الصلاة والسلام "من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه" 2. فعملا بهذين الأساسين لا يسعني في هذا المقام إلا أتضرع إلى الله عز وجل وأتوجه إليه سبحانه بالحمد والثناء والشكر على ما منَّ به عليّ من نعمه الكثيرة، من بينها أن منّ عليّ سبيل طريق العلم، كما أشكره سبحانه على توفيقه لإتمام هذه الرسالة؛ فله الحمد والشكر أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً. كما أوجه شكري وامتناني وتقديري إلى والدي العزيزين الَّذَّيْنِ تحمَّلا عِبْئَ تربيتي منذ طفولتي بكل فرح وسرور وبصدر رحب، حتى فارقا هذه الحياةَ الفانيةَ، وقد وجّهاني إلى سلوك طريق العلم الشرعي، فأدعو الله عز وجل أن يجزل مثوبتهما، ويسكنهما فسيح جناته. كما يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان والتقدير إلى فضيلة الشيخ أستاذي الفاضل الدكتور/ محمد عمر حوية الذي تفضل بالإشراف على هذه الرسالة، رغم انشغاله وما أنيط به من الأعمال، فقد بذل معي   1 أخرجه الإمام أحمد 2/258 وغيره، من حديث أبي هريرة، بسند صحيح. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/183 وقال: رجاله ثقات. 2 أخرجه أبو داود 2/128، رقم1672 من حديث ابن عمر رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 الكثيرَ من أوقاته الثمينةِ في الاستماع إلى هذه الرسالة، وأسدَى كثيراً من توجيهاته الرشيدة وملاحظاته القيمة التي كانت لها الأثر البالغ في إنجاز هذه الرسالة على هذا الوجه. كما أتوجه بالشكر والامتنان لأستاذي الفاضل فضيلة الدكتور/ أحمد بن عبد الله الزهراني المشرف الأول على هذه الرسالة الذي رسم لي الخطوط العريضة في أُوْلَى مراحلها. فكنت في بادئ الأمر محتارا في كيفية التعامل مع الرواية الواردة في الفتح، وكيفية تدوينها، والتفريق بين الروايات التفسيرية وغيرها من أقوال الأئمة، فكان - حفظه الله - خير عون لي - بعد الله عز وجل - في هذه المرحلة الحرِجة، كما كان يشجعني ويحثني دائما على الجد والمثابرة. وأتوجه بخالص الشكر والامتنان لحكومة المملكة العربية السعودية - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله - على ما تقدمه من الدعم والجهود المتواصلة لنشر تعاليم الإسلام في أرجاء المعمورة، وما هذه الجامعة المباركة إلا رمزاً لتلك الجهود المباركة. ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر والتقدير لهذه الجامعة المباركة التي احتضنتني طيلة فترة الدراسة فيها حتى وصلت إلى هذه المرحلة - ولله الحمد -، فأشكر القائمين على أمر هذا الصرح العلمي وأساتذته على ما يقدمونه لطلابه من تسهيلات ورعاية وتوجيهات في سبيل العلم والمعرفة، وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة فضيلة الدكتور/ صالح بن عبد الله العبود - حفظه الله -. وأشكر أيضا المسؤولين في كلية القرآن وأخصّ منهم بالذكر فضيلة عميدها الدكتور/ سليمان بن صالح الخزي، وفضيلة رئيس قسم التفسير الدكتور صالح كاتب. وأشكر أيضا جميع مشايخي وأساتذتي الذين درّسوني طيلة أيام الدراسة في الجامعة والذين استفدت منهم أثناء إعداد الرسالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 وأتقدم بالشكر الجزيل وفائق الامتنان لكل من الأستاذين الفاضلين الكريمين، فضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بن بشير ياسين، وفضيلة الدكتور/ عاصم بن عبد الله القريوتي - حفظهما الله - الذين تفضلا بقبول مناقشة هذه الرسالة وتحملا عناء قراءتها وتقويمها مع كثرة مشاغلهما وضيق وقتهما، فجزاهما الله عني خير الجزاء. وأشكر زملائي وإخواني الذين ساعدوني في التصحيح والمقابلة وغير ذلك. كما أشكر كل من قدّم لي يد العون والمساعدة في إنجاز هذه الرسالة سواء بإعارة كتاب أو إرشاد أو تصحيح أو غير ذلك. وأكرّر شكري وتقديري لأستاذي فضيلةِ الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير ياسين على إرشاده إيايَّ إلى هذا الموضوع القيم، وتشجيعِه إيايَّ على العمل فيه، وأشكره أيضا على توجيهاتِه وإرشاداتِه. فجزى الله الجميع خير الجزاء وأجزل مثوبتهم وسدّد خطاهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر مدخل ... الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر - باختصار -وكتابه فتح الباري وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر. الفصل الثاني: دراسة فتح الباري. الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم، وعلومه، من خلال كتابه فتح الباري. الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه. المبحث الثاني: مولده. المبحث الثالث: نشأته وأسرته. المبحث الرابع: نشأته العلمية وطلبه للعلم المبحث الخامس: رحلاته العلمية. المبحث السادس: شيوخه. المبحث السابع: تلاميذه. المبحث الثامن: مذهبه. المبحث التاسع: آثاره العلمية. المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه. المبحث الحادي عشر: وفاته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 ترجمة الحافظ ابن حجر كتب ابن حجر عن نفسه في مصنفاته مثل رفع الإصر عن قضاة مصر وإنباء الغمر والمعجم المفهرس والمجمع المؤسس والدرر الكامنة، وهي متناثرة غير مجموعة. ومن الذين ترجموا له أديب عصره العلامة بدر الدين محمد بن إبراهيم البشتكي ت 830هـ في كتابه "المطالع البدرية لمن اشتهر بالصناعة الشعرية". ووصفه "بالشيخ العلامة المحدث الحافظ أوحد زمانه وسيد أقرانه في التصانيف المفيدة والفضائل العديدة"، وأورده في أعيان العصر1. كما ترجم له تلميذه السخاوي في كتاب كبير سماه "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر". وتعتبر ترجمته في "الجواهر والدرر" فريدة في بابها من حيث التفاصيل، فلقد جاءت مفصلة غزيرة المادة. وقد قسّم السخاوي هذا الكتاب على عشرة أبواب، وقدّم له بمقدمة طويلة عرّف فيها الحافظ والمحدِّث والفرق بينهما مستعرضا آراء أئمة الحديث، ثم ذكر منهم أحفظهم، ثم ذكر نسب ومولد ابن حجر، وبعض أسلافه وسيرته وأسماء من حمل عنهم من شيوخه وأسانيده بالكتب وعقده لمجالس الإملاء ووظائفه وما علمه من مصنفاته وما كتبه ابن حجر بخطه من تصانيف غيره وتحريه في أموره كلها. وسرد أسماء جماعة من أخذوا عنه   1 انظر: الضوء اللامع 2/32، والتبر المسبوك ص231، والذيل على رفع الإصر ص86-87، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/17-18. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 دراية ورواية مرتبا إياهم على حروف المعجم، ثم وفاته ومراثي أدباء العصر له، وفي الخاتمة عدّد كتبا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسماء التراجم المنفردة للأنبياء والصحابة والأئمة والملوك والعلماء وأصحاب المذاهب والأدباء والشعراء وأئمة الحديث1.   1 انظر: الجواهر والدرر 1/11-13، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة 1/21. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي ابن محمد بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني1 الشافعي المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة، القاهري2. واختلفت المصادر في اسم جده الرابع، فتذكر تارة محمود، وتارة أحمد، والذي يترجح أنه "أحمد" كما في الترجمة التي كتبها هو لنفسه، كما أن السخاوي أثبت ذلك، وقال: هذا هو المعتمد في نسبه3. وقد اشتهر بـ"ابن حجر"، واختلفت المصادر في اعتباره اسما أو لقبا، وذهب بعضهم إلى القول بأنه نسبه إلى آل حجر، وهم قوم يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الجزيرة4.   1 الكناني نسبة إلى قبيلة كنانة، والعسقلاني نسبة إلى عسقلان، وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين. انظر: الجواهر والدرر 1/48. 2 انظر: رفع الإصر ص85، والجواهر والدرر 1/46. 3 الجواهر والدرر 1/46-47، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/46. 4 انظر: ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/51. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 المبحث الثاني: مولده . ولد في الثاني والعشرين من شعبان سنة377هـ على شاطئ النيل بمصر1. وفي هذا قال ابن حجر: شعبان عام ثلاثة من بعد سبع ... مائة وسبعين اتفاق المولد2.   1 انظر: الجواهر والدرر 1/46-49. 2 ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/51 نقلا عن عنوان الزمان 1/36. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 المبحث الثالث: نشأته وأسرته . ونشأ ابن حجر يتيما - كما عبر هو عن نفسه -1 إذ مات أبوه العالم الأديب الشاعر التاجر سنة777هـ2. وكانت أمه قد ماتت قبل ذلك وهو طفل3. وكان له أخ شقيق نشأ وطلب العلم، ثم مات فحزن عليه والده جداً، ولكن أحد المشايخ الصالحين بشره بأن الله سيخلف عليه غيره ويعمره، قال ابن حجر: "فولدت أنا له بعد ذلك بيسير، وفتح الله بما فتح"4. وليس له سوى شقيقة واحدة أكبر منه نشأت ومهرت في العلم وتوفيت شابة سنة798هـ، وقد وصفها أخوها بقوله "أمي بعد أمي"5. وبعد وفاة أبيه، لم يكن له من يكفله، وكان والده قد أوصى قبل وفاته بولده اثنين من الذين كانت بينه وبينهم مودة، وأصبح اليتيم في وصاية "زكي الدين أبي بكر ابن نور الدين على الخرُّوبي" ت787هـ، وكان تاجراً كبيراً بمصر. ولم يدخل الكتاب حتى أكمل خمس سنين، فأكمل حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين6.   1 انظر: رفع الإصر ص85. 2 ترجمه في "أنباء الغمر 1/174-175، ونقل السخاوي هذه الترجمة في الجواهر والدرر 1/51-53 ولم يصرح باسم مصدره. 3 رفع الإصر عن قضاة مصر ص85. 4 قال هذا في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، في ترجمة الشيخ يحيى الصنافيري ت 773هـ. 5 ترجمها في "أنباء الغمر" 3/302، وانظر: الجواهر والدرر 1/58-59. 6 رفع الإصر ص85. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 ولما بلغ الثاني عشر من عمره صلى بالناس التراويح في مكة في بيت الله الحرام، إذ أنه كان مع وصيه الخروبي في مكة في تلك السنة. وسمع في تلك السنة "صحيح البخاري" على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري1. وقد نشأ الحافظ ابن حجر نشأة كانت في غاية العفة والصيانة والرياسة، وتذكر المصادر أن الخرُّوبي المذكور لم يأل جهداً في رعايته والعناية بتعليمه. فكان يستصحبه معه عند مجاورته في مكة2. وظل يرعاه إلى أن مات سنة787هـ وكان الحافظ ابن حجر راهق ولم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة3.   1 رفع الإصر ص85-86، والجواهر والدرر 1/63. 2 رفع الإصر ص85. 3 الجواهر والدرر 1/62. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 المبحث الرابع: نشأته العلمية، وطلبه للعلم. قد حفظ ابن حجر القرآن الكريم في التاسعة من عمره - كما تقدم آنفا - وصلى بالناس التراويح بمكة سنة785هـ. وسمع في تلك السنة "صحيح البخاري" على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري. وفي سنة786هـ عاد من مكة، صحبة وصيه، إلى مصر محل إقامته، فحفظ كتبا من مختصرات العلوم "كالعمدة والحاوي الصغير ومختصر ابن الحاجب الأصلي، والملحة للحريري وغيرها"، وعرضها - كما هي العادة - على جماعة من أئمة العصر وكتبوا له خطوطهم بذلك1. وكان الحافظ ابن حجر رزق في صغر سنه سرعة الحفظ بحيث كان يحفظ كل يوم نصف حزب، وبلغ من أمره في ذلك أن حفظ سورة مريم في يوم واحد2. وأنه كان يصحح الصفحة من الحاوي الصغير ثم يقرأها تأملا مرة أخرى، ثم يعرضها في الثانية حفظا، ولم يكن رحمه الله حفظه بالمدرسة على طريقة الأطفال، بل كان حفظه تأملا على طريقة الأدباء في ذلك غالبا3. وتشير المصادر التي ترجم لابن حجر أن فتوراً حصل في نشاطه العلمي والثقافي، وفي هذا قال السخاوي: "فتر عزمه عن الاشتغال؛ لأنه لم يكن له من يحثه على ذلك، فلم يشتغل إلا بعد استكمال سبع عشرة سنة"4. وفي مدة فتوره اشتغل بالتجارة فنشأ في وسط تجاري؛ لأن جده   1 رفع الإصر، ص86، والجواهر والدرر 1/64، والضوء اللامع 2/36. 2 الجواهر والدرر 1/64. 3 المصدر السابق نفسه 1/64. 4 المصدر السابق 1/65، والذيل على رفع الإصر ص78-79. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وأعمامه كانوا تجاراً، وكان وصيه الزكي الخروبي رئيسا للتجار في مصر. ولعل لموت الخروبي سنة787هـ أثراً في فتور ابن حجر واشتغاله بالتجارة حيث فقد من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج إلى ذلك1. ثم عاد إلى الطلب سنة790هـ يقول السخاوي: "وحبب الله عز وجل إليه فنّ الحديث النبوي فأقبل عليه بكليته، وأول ما طلب بنفسه في سنة ثلاث وتسعين، لكنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة ست وتسعين، فإنه - كما كتب بخطه رضي الله عنه - رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل"2. وقال أيضا "واشتغل بطلب ما غلب على العادة طلبه، من أصل وفرع ولغة ونحوها، وطاف على شيوخ الدراية، لكنه كان في مدة الفترة - وهو في المكتب - وبعد ذلك حبب إليه النظر في التواريخ وأيام الناس - حتى إنه كان يستأجرها ممن عنده، فعلق بذهنه الصافي الرائق شيء كثير من أحوال الرواة، وكان ذلك بإشارة شخص من أهل الخير سماه صاحب الترجمة لي وأنسيته، وممن رغبه في ذلك أيضا البدر البشتكي، وأعانه عليه بإعارة "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني وغيره ... "3. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الشعر، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وقال الشعر الرائق والنثر الفائق، ونظم مدائح نبوية ومقاطيع، وكتب عنه الأئمة من ذلك، ثم شغل عن ذلك بعد سنة800هـ، فلم ينظر في كتب الفن ودواوينه   1 انظر: ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/59. 2 الجواهر والدرر 1/67. 3 المصدر السابق نفسه 1/65-66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 إلا اتفاقا، وأكثر نظمه قبل سنة816هـ1. وكان قد تتلمذ على خيرة علماء عصره الحافظ زين الدين العراقي ت806هـ الذي لازمه عشر سنوات، وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سنداً ومتناً وعللا واصطلاحا، فقرأ عليه ألفيته وشرحها فنون الحديث، كما قرأ عليه نكته على ابن الصلاح وبعض الكتب الكبار والأجزاء القصار، وحمل جملة مستكثرة من أماليه واستملى عليه بعضها. وهو أول من أذن له بالتدريس في علوم الحديث عام 797هـ2.   1 انظر: رفع الإصر ص87، والجواهر والدرر 1/66-67، وحسن المحاضرة 1/363. 2 الجواهر والدرر 1/67، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/91. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 المبحث الخامس: رحلاته العلمية . لقد رحل ابن حجر في طلب العلم وطاف بلادا شتى في سبيل الحصول على العلم والحديث، فهذا كان ديدنة العلماء، فكان أحدهم إذا حصّل ما في بلده من الأحاديث كان يرحل إلى بلدان أخرى لكي يسمع ما عند أهل تلك البلدة من العلماء. رحلته إلى قوص: في سنة793هـ رحل إلى قوص وغيرها من بلاد الصعيد، لكنه لم يستفد بها شيئا من المسموعات الحديثية، بل لقي جماعة من العلماء1. رحلته إلى الإسكندرية: وفي سنة797هـ رحل إلى الإسكندرية، وسمع من مسنديها، وأقام بها إلى أن تمت السنة، ودخل في التي تليها عدة أشهر، وكتب جزءاً سماه "الدرر المضيئة من فوائد إسكندرية" ذكر في مسموعه هنالك، وما وقع له من النظم والمراسلات وغير ذلك، انتقاه السخاوي ثم أعلن ندمه على عدم كتابته كله2. رحلته إلى الحجاز: وفي آخر شوال خرج قاصداً أرض الحجاز، فدخل الطور، فلقي بها عدداً من الفضلاء3.   1 انظر: الجواهر والدرر 1/81. 2 انظر: المصدر السابق نفسه 1/84-85. 3 المصدر السابق نفسه 1/85. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 ذهابه إلى اليمن: وفي ربيع الأول من سنة800هـ دخل بلاد اليمن، ولقي بها بعدد من العلماء منهم العلامة شيخ اللغويين مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس، فقرأ عليه أشياء1. وقد خرّج وهو هنالك من مرويات نفسه، وكتب بخطه أشياء واجتمع بالملك الأشرف - ملك اليمن - وأهداه تذكرته الأدبية في أربعين مجلداً لطافا. ورجع من اليمن وقد ازدادت معارفه وانتشرت علومه ولطائفه. رحلته إلى مكة: سافر من اليمن إلى مكة فوصلها سنة ثمانمائة، فحجّ في تلك السنة، وهذه هي حجة الإسلام، ولقي بها جمعا من العلماء والمسندين2. وفي سنة806هـ سافر إلى اليمن مرة أخرى، فلقي بها بعدد من العلماء وحمل عنهم. وفي هذه المرة انصدع المركب الذي كان فيه فغرق جميع ما معه من الأمتعة والنقد والكتب، ثم يسر الله تعالى بطلوع أكثرها بعد أن أقام ببعض الجزائر هناك أياما3. وفي 16 من شعبان سنة802هـ قرأ على شيخه العراقي تصنيفه في أحاديث مسند أحمد وكتب له عليه:   1 المصدر السابق نفسه 1/86-87. 2 المصدر السابق نفسه 1/89. 3 المصدر السابق نفسه 1/89-90. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 "قرأ عليّ هذا الجزء فيما وقع في "مسند أحمد" من الأحاديث التي قيل إنها موضوعة: صاحبه وكاتبه الشيخ المحدث المفيد المتقن شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الإمام نور الدين علي ... "1. هذه الشهادة الكبيرة من حافظ كبير تكشف ما وصل إليه ابن حجر في تلك السنة. رحلته إلى الشام: وفي 23 من شعبان سنة802هـ خرج راحلا إلى الشام، فسمع بسر ياقوس وقطبة وغزة والرملة والخليل ودمشق والصالحية ونابلس وبيت المقدس وكانت إقامته بدمشق مائة يوم، ومسموعه في تلك المدة نحو ألف جزء حديثية، منها من الكتب الكبار: "المعجم الأوسط" للطبراني، ومن الكبير مجلد، والصغير بتمامه، ومن الدعاء مجلد، و"معرفة الصحابة" لابن مندة، والسنن للدارقطني، ومسند مسدد، والموطأ رواية أبي مصعب، ومن صحيح ابن خزيمة مجلد، ومن صحيح ابن حبان مجلد، ومن المختارة للضياء خمسة مجلدات، ومن الاستيعاب لابن عبد البر مجلد، وأكثر "مسند أبي يعلى"، وغير ذلك. وقد كتب بخطه من الأجزاء الحديثية والفوائد النثرية والسماعات التي يلحقها في تصانيفه ونحوها ثماني مجلدات فأكثر، وعمل "أطراف كتاب المختارة" للحافظ الضياء المقدسي في مجلد ضخم. وفي أول سنة803هـ عاد إلى القاهرة2. وقد حمل عن شيوخ كثيرين منهم نساء عدة قرأ عليهن كتبا مدهشة3.   1 المصدر السابق نفسه 1/210. 2 رفع الإصر ص87-88. 3 انظر ما قرأه على فاطمة بنت محمد بن المنجا في "المعجم المفهرس" ص257-274، وعلى فاطمة بنت الهادي المقدسية فيه أيضا ص240-256. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وفي هذه السنة توفي شيخه محب الدين بن الوحدية الذي نصحه أن يهتم بالفقه. "اجتمع بي مرة بمصر فرآني حريصا على سماع الحديث وكتبه فقال: اصرف بعض هذه الهمة إلى الفقه، فإني أرى بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سينقرضون، وسيُحتاج إليك، فلا تقصر بنفسك، فنفعني كلمته، ولا أزال أترحم عليه لهذا السبب رحمه الله تعالى". رحلته إلى حلب: وكان حريصا، وهو في دمشق، على التوجه إلى حلب ليأخذ عن مسندها عمر بن ايدغمش، فبلغه وفاته، فتخلف عن التوجه إليها. ثم في سنة836هـ توجه إليها مع العساكر المصريين والقضاة بقيادة الملك الأشرف برسباي الذي خرج لدفع أذى التركمان الذين تغلبوا على آمد وماردين وغيرهما. وفي أثناء توجهه إلى حلب، كتب بحماة عن ابن حجة الحنفي أشياء من نظمه ومن غيره، كما كتب في حمص، والتقى في حلب بالتقي العلامة محب الدين بن الشحنة، وسأله عن محدث البلاد الحلبية سبط بن العجمي، واجتمع به، وسمّع عليه المسلسل بالأولية1. وكان دخولهم إلى حلب في الخامس من رمضان سنة836هـ، وأقاموا بها خمسة عشر يوما، سمع خلالها عن مسنديها، وفي أثناء إقامته في حلب   1 الجواهر والدرر 1/121-122. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 كان يذهب إلى ما جاورها من القرى، وحيثما عرف بتواجد أحد من المسندين أو المهتمين بالحديث أو الأدباء للسماع منهم، فزار عدداً من البلدان والقرى المجاورة لحلب1. كما عقد أثناء إقامته مجالس الإملاء بجامع بني أمية، حضره عدد من القضاة والمشائخ والحفاظ والفضلاء والطلبة2. ثم رجعت العساكر في يوم السبت السابع من ذي الحجة، فرجع معهم ووصلوا إلى القاهرة3.   1 انظر: المصدر السابق نفسه 1/122. 2 انظر: المصدر السابق نفسه 1/120-128. 3 المصدر السابق نفسه 1/128. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 المبحث السادس: شيوخه . تلقى ابن حجر العلم عن كثيرين، وقد خصّص لشيوخه كتابه المسمى "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" قال في مقدمته "إن كثيراً من سلف المحدثين اعتنوا بجمع أسامي مشايخهم وتدوين أخبار كبارهم، فتغايرت مقاصدهم في الترجمة، فرأيت أن أحذو حذوهم، وأسير تلوهم لأتذكر عهدهم، وأجدد له الرحمة بعدهم، وجمعت أسامي شيوخي على المعجم مرتبا، وقسمته على قسمين مهذبا، فالأول مَن حملت عنه على طريق الرواية، والثاني من حملت عنه شيئا على طريق الرواية، وأضفت إلى الثاني من أخذت عنه شيئا في المذاكرة من الأقران ونحوهم، وقد قسمتهم من حيث العلو إلى خمس طبقات ... وقد بدا لي أن يكون هذا المعجم مشتملا على الفهرست جمعا بين النوعين، وتأصيلا للفرعين، فذكرت في ترجمة كل شخص جميع ما سمعته منه أو قرأته عليه إلا ما غاب عني ... "1. وقد قسمهم تلميذه السخاوي إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: فيمن سمع منه ولو حديثا تاما، وعدتهم أزيد من [230] نفساً2. القاسم الثاني: فيمن أجاز له وعدتهم أزيد من [220] 3. القسم الثالث: فيمن أخذ عنه مذاكرة أو إنشادا، وعدتهم أزيد   1 المجمع المؤسس 1/75-76. 2 الجواهر والدرر 1/135-149. 3 المصدر السابق 1/150-164. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 من [180] . فجملة الأقسام - من غير الحوالات -[630] نفساً1. وأكتفي هنا بذكر أهم شيوخه الذين ذكرهم السخاوي، فيقول: "واجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم، ويعول في حل المشكلات عليهم، ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره؛ لأن كل واحد منهم كان متبحراً ورأساً في فنّ اشتهر به لا يلحق فيه: فالبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع، وابن الملقن في كثرة التصانيف، والعراقي في معرفة علم الحديث ومتعلقاته، والهيثمي في حفظ المتون واستحضارها، والمجد الشيرازي في حفظ اللغة واطلاعه عليها، والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها، وكذا المحب ابن هشام كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه، وكان الغماري فائقا في حفظها، والأبناسي في حسن تعليمه وجودة تفهيمه، والعز ابن جماعة في تفننه في علوم كثيرة، بحيث أنه كان يقول: أنا أقرئ في خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها، والتنوخي في معرفته القراءات وعلو سنده فيها. وهم مع ذلك في غاية التبجيل لصاحب الترجمة والتكريم، والتحرز عن مخاطبته بغير تعظيم، بل ربما راجعوه للتفهيم"2.   1 المصدر السابق 1/164-177. 2 انظر: المصدر السابق 1/79-80، والذيل على رفع الإصر ص79. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 المبحث السابع: تلاميذه . لقد أخذ عن الحافظ ابن حجر عدد لا يحصون كثرة، ولقد كان رحمه الله مقصد الطالبين ومَحَط رحالهم، فقد توافدوا إليه من الأقطار المختلفة متحملين في ذلك المشاق والصعاب، بل انتهت إليه الرحلة. وكل ذلك يرجع بلا ريب إلى علو مرتبته وعلمه الغزير النافع. ولقد سرد السخاوي في الجواهر والدرر أسماء جماعة من الذين أخذوا عنه دراية أو رواية مرتباً إياهم على حروف المعجم، وأوصل عددهم إلى خمسمائة شخص، وهم من أقطار شتى ومذاهب مختلفة. وذكر أن هذه القائمة قد أوردها من غير التزام لاستيفاء ما علم من ذلك1. ومن هؤلاء التلاميذ: - الحافظ ابن فهد المكي ت 871هـ محدث مكة، صاحب"لحظ الألحاظ"، سمع من ابن حجر لما لقيه بمكة2. - العلامة محمد بن سليمان الكافيجي الحنفي ت 879هـ3. - العلامة المفسر المحدث إبراهيم بن عمر البقاعي ت 885هـ4. - العلامة المحدث المؤرخ محمد بن محمد الخيضري ت 894هـ5.   1 الجواهر والدرر الورقة 253ب-273أ، وانظر: ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/106. 2 انظر: الجواهر والدرر 1/249. 3 انظر ترجمته في: الضوء اللامع 7/259. 4 انظر ترجمته في: الضوء اللامع 1/101. 5 انظر: ترجمته في الضوء اللامع 9/117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 - الحافظ المؤرخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي ت 902هـ1. - العلامة المفنن الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري ت 926هـ2.   1 انظر: الضوء اللامع 2/40. 2 انظر ترجمته في "الذيل على رفع الإصر" ص140. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 المبحث الثامن: مذهبه . تتفق المصادر التي ترجمت لابن حجر أنه كان شافعي المذهب، وله مؤلفات فقهية في المذهب الشافعي1. ولقد كان الحافظ ابن حجر يتمتع من العلوم ما يؤهله أن يكون مجتهداً. فقد رأينا أنه أثناء شرحه لهذا الكتاب - أعني صحيح البخاري - يبحث كثيراً في مسائل الخلافات الفقهية، ويستدل للرأي الراجح، ويبين المرجوح من غير تعصب، مع الإشارة إلى احتمال المرجوح أحيانا، وله استنباطات فقهية بارعة، وبحوث قيمة نادرة. ويطرح أسئلة واردة على النص، ويجيب عنها بالحجة والبرهان.   1 من ذلك شرح الروضة للنووي، وقد اختصر ابن حجر "الروضة"، ثم شرحه شرحا جمع فيه فوائد لا تحصى. ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/919. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 المبحث التاسع: آثاره العلمية إن من فضل الله عز وجل على هذه الأمة أن قيّض لها في كل عصر علماء جهابذة وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الدين، فعكفوا على خدمة دينهم تدريسا وتأليفا مخلصين في ذلك دون تعب أو كل. وكان الحافظ ابن حجر من هؤلاء الأعلام الجهابذة الذين وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الدين، تدريسا وتأليفا، وبخاصة علوم الحديث والسنة النبوية. فقد بدأ في التأليف مبكراً، ففي سنة795هـ، وكان له من العمر اثنتان وعشرون سنة، اختصر "التلبيس" لابن الجوزي ت597هـ1، وكتب شيئا في العروض2، أما مؤلفاته الحديثية فقد ابتدأ بها سنة796هـ. فألف كتبا كثيراً في فنون الحديث وغيره، ووصلت مؤلفات قريبا من الثلاثمائة، فمن مؤلفاته ما كمل قبل مماته، ومنها ما بقي في المسودات، ومنها ما شرع فيه، ولم يكمل. وقد كتب العلماء والباحثون عن مؤلفات ابن حجر قديما وحديثا، منهم: تلميذ ابن حجر السخاوي، فقد أفرد كتابا عن ترجمة شيخه ابن حجر سمّاه "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر"، وقد بلغ عدد مصنفاته عنده 270 مصنفا3. وكذلك البقاعي - وهو أيضا من تلاميذ ابن حجر -، فقد كتب عن حياة شيخه، وقال "ومصنفاته تناهز مائة وخمسين مصنفا"، ثم ذكر 140   1 الجواهر والدرر الورقة 158ب. 2 المصدر السابق نفسه الورقة 159ب. 3 انظر: المصدر السابق الورقة 150-160. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 عنوانا، ومنها مالم يكمل ومالم يبيض1. وممن كتب عن مؤلفاته في العصر الحديث: الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه "ابن حجر العسقلاني ومصنفاته ومنهجه وموارده في كتابه الإصابة"، أفرد فصلا خاصا بمؤلفاته2، رتّبها على العلوم، وقد أحصاها وتتبعها تتبعا جيداً، وأطال النفس في ذكرها وبيان المصادر التي تذكرها ودراستها دراسة وافية. وكذلك الدكتور سعيد عبد الرحمن القزقي في دراسته لكتاب "تغليق التعليق" لابن حجر، فكتب عن مؤلفاته، ولم يستوعب، ووعد أنه سيقوم بحصر جميع مصنفاته وأماكن وجودها في كتاب "الجواهر والدرر"3. وهناك دراسات أخرى قام بها باحثون، يبدو أنهم جميعا أفادوا من الدكتور شاكر، فكانت دراسته أشمل دراسة عن مصنفات ابن حجر حيث استغرق 432 صفحة من كتابه عن مؤلفات ابن حجر. وبلغ عددها عنده 281 مصنفا. لذا سأكتفي باستعراض مؤلفاته في علوم القرآن وأهم مؤلفاته في الحديث وعلومه، مرتبا إياها على حروف المعجم: أولا: مصنفاته في علوم القرآن: 1- الإتقان في جمع أحاديث فضائل القرآن من المرفوع والموقوف. لم يكمل4.   1 انظر: عنوان الزمان 1/49-52. 2 الفصل الثالث من الباب الثاني، من الكتاب المذكور 1/157-398. 3 تغليق التعليق، القسم الأول: الدراسة 1/183. 4 ذكره السخاوي في الجواهر والدرر الورقة 152/أ، وحاجي خليفة في كشف الظنون 1/8 وقال: هو مختصر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 2- الإحكام لبيان ما في القرآن من إبهام: جمع فيه بين كتابي السهيلي وابن عساكر بترتيب المبهمات على الأبواب. ويقع في مجلد ضخمة1. 3- تجريد التفسير من صحيح البخاري: رتبه على السور منسوبا لمن نقل عنه2. 4- العجاب في بيان الأسباب، بهذا الاسم صرح مؤلفه في نهاية مقدمته، ويسمى أسباب النزول، والأسباب، كما يسمى أيضا "الإعجاب ببيان الأسباب" أو "العباب في بيان الأسباب"3. ويحتوي هذا الكتاب على أسباب نزول الآيات القرآنية التي ذكر لها سبب في الروايات عن الصحابة والتابعين، ويقع الكتاب في مجلد ضخم، لم يبيض كله، بل شرع في تصنيفه، فكتب قدر مجلدة4.   1 انظر: الجواهر والدرر الورقة 155/ب، وكشف الظنون 1/21، وشذرات الذهب 7/272. 2 الجواهر والدرر الورقة 155/أ، وكشف الظنون 2/555، و1/345، وشذرات الذهب 7/272. 3 انظر: العجاب، مقدمة التحقيق /114-115. 4 يرى بعض الباحثين - منهم محقق "العجاب" الدكتور عبد الحكيم محمد الأنيس في مقدمة التحقيق - أن ابن حجر كان قد أكمل هذا الكتاب، ثم شرع في تبييضه وكتب منه جزءاً؛ لأنه جاء في آخر المخطوط "إلى هنا انتهى ما وُجد من أسباب النزول لشيخ الإسلام العالم العلامة الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد ابن حجر بخطه ... "، وقبل هذا الكلام أورد نصا في سبب نزول قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء: 78] ولم يكمل هذا النص، فمن المستغرب أن يتوقف المؤلف هكذا دون أن يكمل النص ولا يعود إليه بعدُ أبداً، وهذا وإن كان لا يدل على أنه أكمل الكتاب كله، لكن على الأقل قد يدل على أن لكلام المؤلف تتمة ضائعة. انظر: العجاب بتحقيق الدكتور عبد الحكيم الأنيس 1/121-124. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 5- وله كتاب نفيس يتعرض للآيات المتشابهات، كقوله تعالى في سورة البقرة [آية: 35] : {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} وكقوله في سورة الأعراف [آية: 19] {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} . قال السخاوي: "وسمعت من يذكر أن شيخنا لخص ذلك من كتاب "درة التنزيل وغرة التأويل" الذي كتبه إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بابن أبي الفرج الأردستاني من إملاء أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب عليه وزاد شيخنا عليه مواضع كما أخبرني بذلك من وقف عليه، والظاهر أن بعضهم أخفاه فلا حول ولا قوة إلا بالله"1. 6- وفي علم معرفة ما وقع في القرآن من غريب لغة العرب، نظم القاضي تاج الدين السبكي منها سبعة وعشرين لفظا في أبيات وذيل عليه الحافظ ابن حجر وذيل السيوطي عليهما بالباقي وهو بضع وستون فتمت أكثر من مائة لفظ2. وتجدر الإشارة هنا إلى غزارة علم الحافظ ابن حجر في التفسير، فمن قرأ كتبه، بخاصة كتابه "فتح الباري" يجد أنه قد أطال القول في تفسير الآيات القرآنية، وأسباب النزول. وإعجاز القرآن، ووجوه القراءات بكلام بليغ شامل، جمعه من أمهات الكتب3. وكان فيه آية من آيات الله تعالى. إلا أنه لم   1 انظر: الجواهر والدرر الورقة 159/أ، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/175. هذا ولم يذكر السخاوي عنوانه، لكنه أعطى وصفا موجزاً له. 2 مفتاح السعادة ج2/412-413. 3 تقدم الباحث فيصل العيدي إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بموضوع لرسالة ماجستير بعنوان "تفسير الحافظ ابن حجر" من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنفال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 يكن يدون ما يقع له من ذلك، مما لا يكون منقولا، وكان يظهر التأسف في إهماله تقييده، وكان يأتي في مجلسه من التفسير بدقائق، ومهمات، وغرائب لا توجد في سائر التفاسير، بل ينشئها من فكره، وكان يرد على الأسئلة من غير مراجعة كتاب لسعة حفظه، ومع ذلك كان يأخذ الحيطة والحذر في ذلك، فكان يقول "فضيحتنا من الله تعالى يتكلم في كلامه بالاحتمالات1. ثانيا: مؤلفاته في الحديث وعلومه ورجاله: وسأقتصر على ذكر أهمها، وهي: - إتحاف المهرة بأطراف العشرة، جمع فيه أطراف أحد عشر كتابا. الموطأ، ومسند الشافعي، ومسند أحمد، وسنن الدارمي، وصحيح ابن خزيمة، ومنتقى ابن الجارود، وصحيح ابن حبان، ومستخرج أبي عوانة، ومستدرك الحاكم، وشرح معاني الآثار، وسنن الدارقطني. - الإصابة في تمييز الصحابة. - انتقاض الاعتراض أجاب على اعتراضات العيني على فتح الباري. طبع بتحقيق: صبحي السامرائي. - بلوغ المرام من أحاديث الأحكام. - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس. - تغليق التعليق على صحيح البخاري.   1 الجواهر والدرر الورقة 138/أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 - تقريب التهذيب. - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. - تهذيب التهذيب. - الجمع بين الصحيحين. جمعه على الأبواب بالأسانيد والطرق. - الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة. - الدراية في تخريج أحاديث الهداية. - زوائد مسند أحمد بن منيع. - زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة على الستة، ومسند أحمد. - شرح الترمذي، شرع فيه فكتب منه قدر مجلدة مسودة، وفتر عزمه عنه. - فتح الباري بشرح صحيح البخاري. - القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد. - الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف. - لسان الميزان. - مختصر زوائد مسند البزار. - المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي. - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. - معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة. - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر. - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر. - النكت الظراف على الأطراف. - النكت على صحيح البخاري. - النكت على كتاب ابن الصلاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 - هدي الساري مقدمة فتح الباري. وهذه أبرز مصنفاته في الحديث وعلومه والتراجم، وله مصنفات كثيرة في أجزاء حديثية، جمع في كل منها طرق أحاديث، منها: طرق حديث "الأعمال بالنيات"، وطرق حديث صلاة التسبيح، وطرق حديث "الإفك"، وطرق حديث "احتج آدم وموسى" وغيرها الكثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه لا شك أن الحافظ ابن حجر قد تبوأ مكانة عالية ومنزلة رفيعة، واكتسب شهرة واسعة في ميدان الحديث وعلومه، وذاع صيته وطارت شهرته في الآفاق. وقد أشار إلى هذه المكانة العلمية الكثير من شيوخه والذين عرفوا قدره وسعة اطلاعه، والكثير من تلاميذه الذين لازموا دروسه ووصفوه بالحفظ والإتقان والتقدم والعرفان، وكذلك الكثير من العلماء. وممن شهد له بالتقدم في الحفظ والإتقان، والتوسع في المعارف من طبقة شيوخه: - شيخه زين الدين العراقي، فقد أثنى عليه بقوله "الشيخ العالم الكامل الفاضل المحدث المفيد المجيد، الحافظ المتقن الضابظ الثقة المأمون ... جمع الرواة الشيوخ وميز بين الناسخ والمنسوخ، وجمع الموافقات والإبدال وميز بين الثقات والضعفاء من الرجال وأفرط بجده الحثيث حتى انخرط في سلك أهل الحديث، وحصل في الزمن اليسير على علم غزير"1. ومن طبقة تلاميذه: الحافظ السخاوي، فقد أثنى عليه بكلمة ضافية في مقدمة كتابه "الجواهر والدرر" بيّن رتبته العالية وذكاءه الخارق وعلمه الغزير، ومما قال في وصفه بأنه "شيخ الإسلام وأوحد الأئمة الأعلام حافظ العصر وخاتمة المجتهدين قاضي القضاة أبو الفضل شهاب الدين الشهير بابن حجر"2. وقد عقد السخاوي في هذا الكتاب بابا خاصا في ثناء الأئمة عليه   1 الجواهر والدرر 1/210. 2 انظر المصدر السابق 1/3-4. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 من الشيوخ والأقران وغيرهم1. وأثنى عليه الحافظ السيوطي ووصفه بـ "إمام الحفاظ في زمانه، حافظ الديار المصدرية، بل حافظ الدنيا مطلقا، برع في الحديث وتقدم في جميع الفنون، - وقال أيضا -: حكي أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، فبلغها وزاد عليها، وانتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه"2. وممن شهد له بالإمامة والفضل والتقدم الإمام الشوكاني، قال: "الحافظ الكبير، الإمام المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة ... وشهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد، والعدو والصديق، حتى صار إطلاق لفظ "الحافظ" عليه كلمة إجماع"3. فهذا الثناء العطر من هؤلاء الأئمة على الحافظ ابن حجر ليدلنا دلالة واضحة على على مكانته العلمية، وتبحره في العلوم، كما يتضح لنا من ذلك علو منزلته وأخلاقه وحسن سيرته الكريمة، فرحمه الله رحمة واسعة.   1 انظر المصدر السابق، الباب الثالث منه 1/204-267. 2 حسن المحاضرة 1/363. 3 انظر: البدر الطالع 2/214-225. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 المبحث الحادي عشر: وفاته . انقطع الحافظ ابن حجر في بيته بعد أن عزل نفسه من منصب قاضي القضاة في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ولازم التصنيف، والتأليف ومجالس الإملاء، إلى أن مرض في ذي القعدة من السنة نفسها، رغم ذلك استمر في حضور الجامع للجمعة والجماعات والإقراء والإملاء، ولم يترك ذلك إلى أن اشتد به المرض جداً في يوم الثلاثاء رابع عشر من ذي الحجة، بحيث صار يصلي الفرض جالسا، وترك قيام الليل، ثم صرع يوم الأربعاء، وتكرر ذلك. ثم أسلم الروح إلى بارئها في أواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة1. وقد ترك وصيته التي نقلها السخاوي، وفيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي المواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته2. يقول السخاوي: "ولم يزل على جلالته وعظمته في النفوس، ومداومته على أنواع الخيرات إلى أن توفي في أواخر ذي الحجة سنة852هـ، وكان له مشهد لم ير مَنْ حضره من الشيوخ، - فضلا عمن دونهم - مثله، وشهد أمير المؤمنين والسلطان فمن دونهما الصلاة عليه، وقدم السلطان الخليفة للصلاة، ودفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته مَن لم يمش نصف مسافتها قط، ولم   1 الذيل على رفع الإصر ص88، والضوء اللامع 2/40. 2 الجواهر والدرر الورقة 279/أ، وكان السخاوي أحد هؤلاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 يخلف في مجموعة مثله، ورثاه غير واحد بما مقامه أجل منه"1. وتوجهوا به إلى تربة الخروبي بجامع الديلمي، فدفنوه هناك بمقصورة صدر التربة المذكورة من جهة اليسار القبلة فسقية فيها غيره، وكان قد أوصى بدفنه بحوش والده وهو بتلك النواحي أيضا، لكن اعتذروا عن ذلك بما لا يسوى2. ويقول السيوطي3: "وأخبرني الشهاب المنصوري4 أنه شهد جنازته، فلما وصل إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه، فأنشد في ذلك الوقت: قد بكت السحب على ... قاضي القضاة بالمطر وانهدم الركن الذي ... كان مشيداً من حجر كما رثاه عدد من الشعراء منهم الشهاب الحجازي5 بقصيدة تضم أكثر من خمسين بيتا.   1 الضوء اللامع 2/40. 2 الضوء اللامع 2/40. 3 في "طبقات الحفاظ " ص548. 4 اسمه أحمد بن محمد بن علي المنصوري، كان أديبا بارعاً تفرد بالشعر في آخر عمره وله ديوان كبير. انظر ترجمته في "حسن المحاضرة" 1/574-575. 5 هو أبو الطيب أحمد بن محمد بن علي الأنصاري الخزرجي شهاب الدين ت875هـ-، الأديب الشاعر، أحد أعيان العصر، وصنف الكتب. انظر ترجمته في "حسن المحاضرة" 1/573-574. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 الفصل الثاني: دراسة فتح الباري المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما ... المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما إن الحافظ ابن حجر لم يقتصر على شرح صحيح البخاري في فتح الباري، وإنما قام بعمل تحقيق ذي منهج فريد، إذ جمع نُسَخ البخاري. هذه النسخ التي حصل على إجازة روايتها، وأثبت الفروق بين هذه النسخ، وضبط النص، ووجّه وجمع وبيّن إضافة إلى ذلك الشرح العظيم، كما أفاد من المكتبة الإسلامية ذات المصادر الأصلية، وحشد لها حشداً لم يكن في أي كتاب من الكتب، إذ بلغت المصادر التي استعان بها الحافظ ابن حجر قراية ألف وأربعة مصدر في تأليفه لهذا الكتاب القيم، والعبرة ليست بالكثرة، وإنما بنوعية هذه المصادر الأصلية واختياره للنسخ النفيسة؛ فإنه كان يختار نُسَخا ذات قيمة علمية عظيمة، ولا شك أن هذه المصادر ساعدت الحافظ ابن حجر في الحكم على الروايات وخصوصا الروايات خارج الصحيحين في ذكر المتابعات والشواهد توصل إلى فوائد عظيمة؛ لأن بعض تلك الروايات ضعيفة، ولكن في تتبعه للمصادر يجد متابعات فترتقي الرواية الضعيفة إلى الحسن، أو يجد لها شواهد. كما يبين خفايا علم الرجال، ورواياتهم في الصحيح، ويضبط الأسماء المشكلة بالحروف، ويبين درجاتهم من حيث الجرح والتعديل، ووفياتهم أحيانا. كما تكلم على تفسير التراجم ومناسباتها بكلام دقيق عميق، واستنباط للأحكام منها، ونبّه على براعة البخاري في ترتيب أحاديث الباب الواحد، وترتيب الأبواب كذلك، وبيّن دقة نظر البخاري في تكرار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 الحديث، وفائدة إعادته. وقرّر أن الإمام البخاري قد جمع في صحيحه بين الرواية والدراية، فيقول عن الصحيح - في معرض الرد على الكرماني على اعتراضه على البخاري في شرح بعض الكلمات الغريبة، بأن ذلك تكثير لحجم الكتاب لا لتكثير الفوائد - قال: "وهذا الكتاب وإن كان أصل موضوعه إيراد الأحاديث الصحيحة، فإن أكثر العلماء فهموا من إيراد أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار، أن مقصوده أن يكون كتابه جامعا للرواية والدراية، ومن جملة الدراية شرح غريب الحديث. وجرت عادته أن الحديث إذا وردت فيه لفظة غريبة وقعت أو أصلها أو نظيره في القرآن أن يشرح اللفظة القرآنية، فيفيد تفسير القرآن وتفسير الحديث معا"1. وفي موضع آخر ينقل كلام الكرماني في اعتراضه على البخاري لإيراده بعض المباحث الفقهية، حيث يقول "وأمثال هذه المباحث غير مناسبة لوضع هذا الكتاب إذ هو خارج عن فنه". ورد عليه قائلا: "وهو ردّ عجيب منه، لأن كتاب البخاري كما تقدم تقريره لم يقصد به إيراد الأحاديث نقلا صرفا، بل ظاهر وضعه أنه يجعل كتابا جامعا للأحكام وغيرها، وفقهه في تراجمه، فلذلك يورد فيه كثيراً الاختلافات العالي ويرجح أحيانا ويسكت أحيانا توقفا عن الجزم بالحكم، ويورد كثيراً من التفاسير ويشير فيه إلى كثير من العلل وترجيح بعض الطرق على بعض، فإذا أورد فيه شيئا من المباحث لم تستغرب، وأما رمزه إلى أن طريقة البحث   1 انظر: فتح الباري 6/366. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 ليست من فنه، فتلك شكة ظاهر عنك عارها، فللبخاري أسوة بالأئمة الذين سلك طريقهم كالشافعي وأبي ثور والحميدي وأحمد وإسحاق، فهذه طريقتهم في البحث وهي محصلة للمقصود وإن لم يعرجوا على اصطلاح المتأخرين"1. ويوفق بين روايات الصحيح التي تبدو متعارضة، أو ما يبدو متعارضة بين حديث البخاري وغيره من كتب السنة، أو يرجّح ما ورد في البخاري قائلا: "وما في الصحيح أصح أو أولى" ونحو ذلك من عبارات الترجيح2. وفي شرحه لأبواب الفقه يرجع إلى أمهات كتب الفقه من المصادر الأصلية، ويبحث في الخلافات الفقهية، ويستدل للرأي الراجح، ويبين المرجوح من غير تعصب، مع الإشارة إلى احتمال المرجوح أحيانا، وله استنباطات فقهية بارعة، وبحوث قيمة نادرة. كما أنه كان يطرح أسئلة واردة على النص، ويجيب عنها بالحجة والبرهان. ويشرح الحديث بالمكان اللائق به. ويشير إلى وجه إيراد الحديث في الباب إن كان ذلك خفيا، ويشرح ما له تعلق بذلك الباب، ويحيل إذا سبق شرحه أو على ما سيأتي. وكان إذا حصل منه سهو ثم تنبه لذلك فإنه سرعان ما ينبه إلى ذلك ويرجع إلى الصواب، ومن أمثلة ذلك قال أثناء شرح قصة الإفك في تفسير سورة النور "وقد كنت أمليت في أوائل كتاب الوضوء أن قصة الإفك وقعت   1 انظر: فتح الباري 12/325. 2 انظر على سبيل المثال: فتح الباري 8/535. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 قبل نزول الحجاب وهو سهو، والصواب بعد نزول الحجاب فليصلح هناك"1. ويتكلم على نكت الحديث وفوائده، كما يتكلم على مبهمات الحديث في المتن والإسناد وعلى إشكالات واردة على الحديث. ويحكم على ما أورده من الأحاديث في الشرح صحة وضعفا. وهذا الحكم على الروايات أسعف النقاد المعاصرين وحلّ كثيراً من المشكلات والمعضلات التي تعوق النقاد في الحكم على الروايات وخصوصا حينما لم يجدوا ترجمة للراوي أو يجد أن الراوي اختلف فيه أو أن الراوي قد سكت عنه. ويتكلم على اللغويات بأسلوب سهل واضح، وإذا كثر الخلاف في اللفظة الواحدة استوعب الآراء، وردّ المرجوح، واختار الراجح مؤيداً بالدليل، كما يستشهد بالشعر المناسب إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ويبين من له صحبة من الرواة ممن ليس كذلك، أو في صحبته شك أو اختلاف، ويختم كل كتاب من كتب الصحيح بخاتمة يذكر فيها عدد أحاديث ذلك الكتاب المرفوعة وما في حكمها، ويبين الموصول منها والمعلق، وعدد المكرر والخالص بلا تكرار، وما وافقه مسلم على تخريجه مما لم يوافقه، وعدد ما فيه من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم، مع أنه ينبه على ذلك خلال الشرح. هذا بالإضافة إلى وصل المعلقات والمتابعات، وبيان ما وصله في موضع آخر من صحيحه مما لم يوصله منها فيه، أو ما صورته معلقا أثناء الحديث، أو حديث مستقل وهو موصول، أو ما صورته مرسل وهو موصول، ويبين ما كان من مرسلات الصحابة.   1 فتح الباري 8/463. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 أما من حيث الأسلوب فهو يشرح الحديث بأسلوب بديع، ويردّ أوهام بعض شرّاح البخاري. هذا مجمل لمزايا ومنهج ابن حجر في فتح الباري وطريقته في شرحه1.   1 انظر: الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث، ص491-494. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية . والحقيقة أن هذا تابع لمنهجه في الشرح، إلا أنني لاحظت خلال هذه الدراسة أنه قد أطال القول في تفسير الآيات القرآنية، وأسباب النزول1. وإعجاز القرآن، ووجوه القراءات بكلام بليغ شامل، جمعه من أمهات الكتب، ونقل عن أئمة اللغة والتفسير والقراءات. فقد أكثر النقل عن أبي عبيدة، والفراء في كتابيهما معاني القرآن، في تفسير المفردات القرآنية. وأما ما يتعلق بالروايات التفسيرية، فقد أكثر النقل عن الإمام الطبري في تفسيره، ويعتبر هذا التفسير أهم مصادره في الروايات التفسيرية إطلاقا، ثم يأتي بعد ذلك تفسير ابن أبي حاتم، كما أكثر النقل عن عبد بن حميد وعبد الرزاق والفريابي والإمام أحمد وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والنسائي وغيرهم ممن جمعوا التفسير المسند. ومن منهجه في تفسير الآيات القرآنية، أنه إذا ورد في تفسير آية روايات متعددة ثابتة أو اختلفت أقوال السلف في تفسير آية؛ فإنه يحاول إيراد هذه النصوص، ثم يحاول الجمع بين تلك الروايات، أو ترجيح ما صحّ من ذلك فمثلا لما شرح قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] أورد ثلاثين رواية في تفسير المراد بالصلاة الوسطى. وكذا لما شرح قوله   1 وله كتاب في أسباب النزول سماه بـ "العجاب في بيان الأسباب "، لكنه لم يكمل وقد وصل فيه إلى قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78] . وقد طبع حديثا بتحقيق عبد الحكيم محمد الأنيس، نشرته دار ابن الجوزي بالدمام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أورد سبع عشرة رواية في بيان المراد بالحرث. ولما شرح قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الإسراء: 79] أورد روايات مختلفة في تفسير المقام المحمود، ثم رجّح القول بأنه الشفاعة العظمى وأيّد هذا الترجيح بروايات متعددة عن السلف. وعند قوله تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الكهف:94] أورد روايات كثيرة في وصف يأجوج ومأجوج وخروجهم على الناس، وفسادهم على أهل الأرض، ثم كيف يكون إهلاكهم والتخلص من شرهم. وعند قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر:87] أورد ثلاث عشرة رواية في بيان المراد بالسبع المثاني1. فهذا بعض النماذج في ذلك، والمطلع على هذه الرسالة يرى اهتمام ابن حجر في هذا الجانب، وقدرته على جمع الطرق والترجيح أو الجمع بين الروايات المختلفة.   1 انظر فتح الباري 8/381-382. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه ومما تقدم علم قيمة هذا الكتاب العظيم، فإنه شرح جامع وواف لصحيح البخاري، ويعتبر موسوعة كبيرة في المعارف الإسلامية عموما، فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد أودع فيه علوما شتى ونافعة، لا نكاد نجد مثله في كتاب آخر، كما أنه يعتبر أكبر وأجمع ما ألفه ابن حجر. وقد قضى في تأليفه ربع قرن من الزمن. وقد أودع فيه مباحث قيمة في الفقه، وخفايا علم الرجال، وكشف عن مبهمات الحديث في المتن والإسناد، ومباحث لغوية مفيدة، كما فيه شرح لعدد من الآيات القرآنية. وأطال القول في تفسير الآيات القرآنية وأسباب النزول وإعجاز القرآن، ووجوه القراءات، بكلام بليغ شامل، جمعه من أمهات الكتب. هذا وقد حظي هذا الكتاب الجليل بالثناء العظيم من عدد من العلماء. قال عنه ابن خلدون: "إن شرح البخاري دين على هذه الأمة1، يعني بذلك أن أحداً لم يوف ما يجب من الشرح، وقال حاجي خليفة: "لعل ذلك الدين قضي بشرح المحقق ابن حجر والقسطلاني والعيني بعد ذلك"2. وقال عنه السيوطي: "لم يصنف أحد من الأولين ولا من الآخرين مثله"3. ووصفه غيره بقوله "ما ألف في ملة الإسلام شرح على جميع المصنفات في علم الحديث مثل هذا الشرح"، وقال في موضع آخر: "أعلم أنه   1 فهرس الفهارس 1/322. 2 كشف الظنون 2/640. 3 طبقات الحفاظ 552. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 لم يؤلف في فقه الحديث مثل هذا الشرح"1. وقيل للشوكاني: أما تشرح الجامع الصحيح للبخاري كما شرح الآخرون؟ فقال: "لا هجرة بعد الفتح"2. وقد نظم شعراء العصر في مدح الشرح ومؤلفه قصائد، منها ما أنشد في مجلس الختم ومنها ما أنشد بعد ذلك3.   1 فهرس الفهارس 1/323. 2 فهرس الفهارس 1/323. 3 انظر هذه القصائد في آخر المجلد الثالث عشر من فتح الباري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه من خلال كتابه فتح الباري مدخل ... الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه من خلال كتابه فتح الباري وفيه سبعة: المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن . المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة. المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة. المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول. المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ. المبحث السادس: ذكره للقراءات. المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 لقد كان الحافظ ابن حجر رحمه الله واسع الاطلاع على تفسير القرآن الكريم وعلوم القرآن، كما أنه كان بحراً في علم الحديث. وقد ألّف كتبا فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن كتجريد التفسير من صحيح البخاري والعجاب في بيان الأسباب1، كما أن له مباحث قيمة في تفسير بعض الآيات أوردها أثناء شرحه لصحيح البخاري. وقد قال عنه تلميذه السخاوي: أما في التفسير فكأنه آية من آيات الله تعالى. وقال أيضا: ودرّس في أماكن كالتفسير بالحسينية والمنصورية. وكان يرد على الأسئلة من غير مراجعة كتاب لقوة حفظه وسعة اطلاعه وهو يفسر القرآن بالقرآن وبالحديث وبما أثر عن الصحابة والتابعين وعن أئمة اللغة وبأقوال المفسرين. فكان رحمه الله واسع الاطلاع على هذا الجانب، ولكنه لم يكن يدون ما يقع له من ذلك وكثيراً ما أظهر أسفه لهذا الأمر. كما أنه كان يأخذ الحيطة والحذر في تفسير القرآن، فكان يقول "فضيحتنا من الله تعالى يتكلم في كلامه بالاحتمالات2. وأذكر في هذا الفصل نماذج من تفسير ابن حجر من خلال كتابه فتح الباري، في المباحث الآتية.   1 انظر مبحث آثار ابن حجر العلمية، مصنفاته في علوم القرآن، ص56. 2 الجواهر الدرر الورقة 138/أ، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة 1/176. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن . إن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا، فلا تعارض بين آياته، فما أُجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر. فقد كان الحافظ ابن حجر لما شرح صحيح البخاري، وبخاصة كتاب التفسير منه كان يأخذا باعتبار ذلك. فإنه كثيراً ما يفسر القرآن بالقرآن، وله مباحث قيمة في تفسير بعض الآيات. وإليك أمثلة على ذلك. فلما شرح حديث البخاري الذي أخرجه برقم4670 من حديث ابن عمر في قصة عبد الله بن أبي لما توفيّ، ثم سأل ابنه عبد الله بن عبد الله ابن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه، فقام صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: يا رسول الله، أتصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما خيَّرني الله فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} [التوبة:80] ، وسأزيدن على السبعين ... " الحديث. قال ابن حجر: ووقع عند ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس "فقال عمر: أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: "أين؟ " قال: قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية. ثم قال ابن حجر: وهذا مثل رواية الباب، فكأن عمر قد فهم من الآية المذكورة ما هو الأكثر الأغلب من لسان العرب مِن أن أو ليست للتخيير، بل للتسوية في عدم الوصف المذكور، أي أن الاستغفار لهم وعدم الاستغفار سواء، وهو كقوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6] إلى آخر كلامه1. فإنه فسّر هنا آية التوبة بآية المنافقون، وبيّن أن أو التي في آية التوبة ليست للتخير، وإنما هي للتسوية في عدم الوصف المذكور، أي أن الاستغفار لهم وعدم الاستغفار سواء. وكذلك لما شرح حديث ابن مسعود برقم4687 أن رجلا أصاب من امرأة قُبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأُنزلت عليه: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] قال الرجل: ألي هذه؟ قال: "لمن عمل بها من أمتي". قال ابن حجر: وتمسك بظاهر قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} المرجئة، وقالوا: إن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة، وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح "إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" ... وقيل: المراد أن الحسنات تكون سببا في ترك السيئات كقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] لا أنها تكفر شيئا حقيقة. فقد فسر آية هود بآية العنكبوت في أن المراد بـ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} أنها تكون سببا في ترك السيئات، على قول من قال به.   1 انظر: فتح الباري 8/335. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة . وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم هو المصدر الثاني من مصادر التفسير، فإن السنة شارحة للقرآن وموضحة له، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] . فبيان ما في القرآن من إجمال هو مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا يجب على المفسر إذا وجد التفسير النبوي بطريق صحيح ثابت، ألا يعدو إلى غيره، فإنه - أعني التفسير النبوي هو الطراز الأول لتفسير القرآن. ولقد اهتم الحافظ ابن حجر بهذا الجانب أيما اهتمام، فقد كان يبذل غاية وسعه في أن يجد حديثا صحيحا في تفسير السورة أو الآية التي تطرق إليها بالكلام والتفسير، وإن لم يجد شيئا من ذلك صرّح به، كما قال في سورة "لإيلاف قريش": أما هذه السورة فلم أر فيها حديثا مرفوعا صحيحا1. والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، ومن ذلك: ذكر في الفاتحة حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} اليهود {وَلا الضَّالِّينَ} النصارى" 2. وفي سورة البقرة، عند قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] أورد عدة روايات في المراد بالصلاة الوسطى، منها حديث ابن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى   1 فتح الباري 8/730. 2 وهو في مسند الإمام أحمد 4/378-379، والترمذي 2954، وغيرهما، انظر: الرواية رقم 6. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 احمرت الشمس أو اصفرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا" أو قال: "حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا" 1. وذكر في سورة يونس حديث صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إن لكم عند الله وعدا، فيقولون: ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه"، ثم قرأ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] "2.   1 أخرج الإمام مسلم 628-206، انظر: الرواية رقم258. 2 الحديث في صحيح مسلم 297، انظر: الرواية رقم992. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة . وتفسير الصحابة هو المصدر الثالث من مصادر تفسير القرآن؛ فإنهم شهدوا التنزيل وهم أعرف الناس به، لذا يعتبر تفسيرهم بمنزلة المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهم أي الصحابة لم يكونوا في درجة واحدة بالنسبة لفهم معاني القرآن، بل تفاوتت مراتبهم، وأشكل على بعضهم ما ظهر لبعض الآخر منهم، وهذا يرجع إلى تفاوتهم في القوة العقلية، وتفاوتهم في معرفة ما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات. وهذا ليس بغريب؛ فإنه لا يحيط باللغة أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى علمه إياها. ومن هنا نرى أن الذين اشتهروا بالتفسير من الصحابة عدد قليل. وقد عدّ السيوطي رحمه الله في الإتقان من اشتهر بالتفسير من الصحابة وسماهم، وهم الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهم أجمعين -. وليس معنى هذا أن غيرهم من الصحابة لم يتكلموا بالتفسير، بل هناك عدد آخر من الصحابة من تكلموا بتفسير القرآن غير هؤلاء: كأنس ابن مالك وأبي هريرة وعبد الله ابن عمر وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو ابن العاص وعائشة. على أن أكثرهم رواية عبد الله بن عباس ثم عبد الله بن مسعود ثم علي بن أبي طالب ثم أبي بن كعب. لذا نجد أن الحافظ ابن حجر قد أكثر النقل عن ابن عباس فيما يتعلق بتفسير القرآن. فنظرة عابرة إلى فهرس الآثار من هذا الكتاب تبرهن ذلك جليا؛ فإن ما في هذا الكتاب مما روي عنه قارب الربع؛ إذ بلغ ما روي عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 ابن عباس 936 رواية من بين 3541 رواية. كما أكثر النقل عن ابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير وعائشة وغيرهم. وهذا النوع لا يحتاج إلى تمثيل؛ إذ هو غالب ما في الكتاب. هذا وقد أضاف ابن حجر إلى هذا النقل الكثير أمراً زائدا لا نكاد نجده في كثير من الكتب التي تناول التفسير، ألا وهو أنه لا يكاد يذكر حديثا أو أثراً عن صحابي أو تابعي إلا ويحكم عليه صحة أو ضعفاً، وذلك إما بالتصريح بذلك، أو بالإشارة إلى ذلك، بأن يذكر موطن العلة ويشير إليها بأن يقول مثلا، وفيه فلان أو يقول مثلا وري هذا من طريق فلان. وبهذا فإنه قد أعطى الإشارة إلى الحكم على الرواية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول لا شك إن معرفة أسباب النزول ضروري لمن يتصدى لتفسير كلام الله، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"1. وقال الواحدي: "..فآل الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين المتسترين بعلوم الكتاب، إبانة ما أنزل فيه من الأسباب، إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها2. ولا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح، قال الواحدي: ولا يحل القول في أسباب النزول، إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا النزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلاب3. على أن اشتراط الرواية والسماع لا يكفي لإثبات ما وردت في الرواية من سبب نزول، بل لا بد من اشتراط صحة النقل، ولهذا انتقد ابن حجر الواحديَّ في إيراد كثير من أسباب النزول بغير إسناد، مع تصريحه بالمنع إلا فيما كان بالرواية والسماع، ثم فيما أورده بالرواية والسماع ما لا يثبت لوهاء بعض رواته4. وللحافظ ابن حجر باع طويل في هذا الميدان، فإنه كثيراً ما يورد ما   1 انظر: مقدمة في أصول التفسير ص47. 2 أسباب النزول، ص16. 3 المصدر السابق. 4 انظر انتقاد ابن حجر في مقدمة كتابه العجاب 1/199-200. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 ورد في سبب نزول الآية، والجدير بالذكر هنا أن الحافظ ابن حجر قد ألفّ كتاب خاصا في أسباب النزول سمّاه "العجاب في بيان الأسباب"1. وإليك أمثلة لما أورده ابن حجر في أسباب نزول بعض الآيات في الفتح: ذكر عند قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] حديث زيد بن ثابت قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم تكن صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} الآية2. فأفادت هذه الرواية أن المراد بالصلاة الوسطى صلاة الظهر، على أن هناك روايات أصح منها تفيد أن المراد بها صلاة العصر3. وذكر عند قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] من مرسل عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا اليها قوم آخرون - يعنون محمداً وأصحابه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رءوسهم، "بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم فيها أحد"، فأنزل الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} الآية4. وعند قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] أورد حديث أبي أيوب من طريق أبي عمران قال: كنا بالقسطنطينية، فخرج   1 انظر مبحث آثار ابن حجر العلمية، مصنفاته في علوم القرآن، ص57. 2 أخرجه أبو داود رقم411، انظر الرواية رقم 272. 3 انظر هذه الآثار في تفسير الآية المذكورة في هذا الكتاب. 4 أخرجه ابن جرير رقم1406، انظر الرواية رقم 65. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 صف عطيم من الروم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، ثم رجع مقبلا، فصاح الناس: سبحان الله، ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: أيها الناس، إنكم تؤولون هذه الآية على هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار: إنا لما أعزّ الله دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سراً: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله هذه الآية، فكانت التهلكة الإقامة التي أردناها1. والأمثلة على ذلك كثيرة، والمتصفح لهذا الكتاب يجد أن الحافظ ابن حجر قد اهتم أيما اهتمام بهذا الجانب.   1 أخرجه النسائي في التفسير 48، 49، انظر الرواية رقم 150. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ . إن معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم مهم جداً في الشريعة الإسلامية، إذ أنه ينبني عليه أحكام، فما ثبت فيه محكما غير منسوخ يجب العمل به، وما كان منسوخا منه لا يعمل به. وقد كان السلف الصالح - رحمهم الله - يرون معرفة الناسخ والمنسوخ شرطا في أهلية المفسر للتفسير والمحدث للحديث. يقول يحيى بن أكثم التميمي رحمه الله وهو أحد عظماء السلف المتوفى سنة242هـ "ليس من العلوم كلها علم هو أوجب على العلماء وعلى المتعلمين، وعلى كافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً والعمل به واجب لازم ديانة، والمنسوخ لا يعمل به ولا ينتهى إليه، فالواجب على كل عالم، علم ذلك لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمراً لم يوجبه الله، أو يضع عنهم فرضاً أوجبه الله"1. وللحافظ ابن حجر مباحث قيمة في هذا الباب، أوردها أثناء شرحه لصحيح البخاري، وكان يرد بعض الآراء والأوهام في دعوى نسخ بعض الآيات، والأمر خلاف ذلك. ومن أمثلة ما ذكر في قضايا النسخ: ما أورده في سورة النساء من كتاب التفسير، باب {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} الآية [النساء: 33] ، والذي أخرجه الطبري من طريق قتادة قال: كان الرجل يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول: دمي دمك وترثني وأرثك، فلما جاء الإسلام أمروا أن يؤتوهم نصيبهم من الميراث   1 انظر: جامع بيان العلم وفضله للحافظ يوسف بن عبد البر القرطبي 2/35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وهو السدس، ثم نسخ بالميراث فقال: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأحزاب: 6] 1، ومن طرق شتى عن جماعة من العلماء كذلك، ثم قال ابن حجر: "وهذا هو المعتمد، ويحتمل أن يكون النسخ وقع مرتين: الأولى حيث كان المعاقد يرث وحده دون العصبة فنزلت {وَلِكُلٍّ} وهي {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء: 33] فصاروا جميعا يرثون، وعلى هذا يتنزل حديث ابن عباس، ثم نسخ ذلك آية الأحزاب وخص الميراث بالعصبة وبقي للمعاقد النصر والإرفاد ونحوهما، وعلى هذا يتنزل بقية الآثار، وقد تعرض له ابن عباس في حديثه أيضا، لكن لم يذكر الناسخ الثاني، ولا بد منه، والله أعلم" ا. هـ.2. وذكر في كتاب الحدود، باب البكران يجلدان وينفيان، حديث ابن عباس الذي أخرجه الطبراني قال: كن يحبسن في البيوت إن ماتت ماتت وإن عاشت عاشت: لما نزل {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} [النساء:15] حتى نزلت {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2] 3. وذكر أيضا حديث عبادة بن الصامت الذي روى مسلم وأصحاب السنن عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم" 4.   1 الأثر أخرجه ابن جرير رقم9269. 2 فتح الباري 8/249، انظر رقم 524. 3 أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم11134، انظر رقم 495. 4 أخرجه مسلم في صحيحه رقم1690-12، انظر رقم 492. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 المبحث السادس: ذكره للقراءات . إن القرآن الكريم أنزلت على سبعة حرف، وذلك تسهيلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فبأيها قرأ القارئ فمصيب، ففي حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: إن أمتي لا تستطيع ذلك، حتى قال سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرف، ولك بكل ردّة رددتها مسألة، فاحتاج إليّ الخلائق حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم" 1. إضافة إلى ذلك فإن لهذه الأحرف فائدة عظمى في تنوع المعاني وزيادتها، إذ أنها تشتمل على أنواع كثيرة من المعاني المتغايرة المتنوعة، فباختلاف القراءة يختلف المعنى، وهذا الاختلاف إنما هو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. وهذا من إعجاز هذا القرآن العظيم. لذا نجد أن الحافظ ابن حجر اهتم بهذا الجانب كثيراً أثناء شرحه، فإذا مرّ بآية أو كلمة فيها أكثر من قراءة يذكرها، ويبيّن مَن قرأ بها، كما ينبّه أحيانا هل هي متواترة أم شاذة. فمثلا عند قوله تعالى: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف:23] ذكر القراءات الواردة فيها، وبيّن الشاذ منها من المتواتر، ونسب كل قراءة إلى من قرأ بها2. كما نقل عند قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات:12] ما روى الطبري وابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن أبي وائل عن شريح أنه أنكر   1 أخرجه ابن جرير في تفسير رقم32 في حديث طويل، بإسنادين عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبي ابن كعب. وقد صحّح المحقق محمود محمد شاكر إسناده. 2 انظر: فتح الباري 8/364. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 قراءة {عَجِبْتُ} بالضم، ويقول إن الله لا يعجب وإنما يعجب من لا يعلم1، قال فذكرته لإبراهيم النخعي فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه، وأن ابن مسعود كان يقرؤها بالضم وهو أعلم منه، ومن طريق أخرى عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أنه قرأ {بَلْ عَجِبْتُ} بالرفع ويقول نظيرها: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5] 2. وعند قوله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} [الإسراء: 93] نقل ما رواه عبد بن حميد بسنده عن مجاهد قال: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيتها في قراءة عبد الله أي ابن مسعود "أو يكون لك بيت من ذهب"3. وعن سعيد بن المسيب أنه كان يقرأ {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106] فأنكر عليه سعد ابن أبي وقاص، واستدل بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} [الأعلى: 6] ، وكانت قراءة سعد {أو تَنْساها} 4.   1 مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتا يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل. وصفة العجب في حق الله سبحانه وتعالى قد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي أضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه "لقد عجب الله عز وجل، أو ضحك - من فلان وفلانة " الحديث. انظر: صحيح البخاري، تفسير سورة الحشر، ومسلم، كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف. 2 وهما قراءتان متواتران - أعني قراءة الفتح والضم في قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} -، وانظر رقم 2240-2241. 3 انظر رقم 1427. 4 أخرجه عبد الرزاق 1/55، وابن جرير رقم1755، 1756 وغيرهما، انظر: رقم 93. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن ومعرفة هذا الفن أمر ضروري لمن يتصدى لتفسير القرآن الكريم. ويحتاج ذلك إلى معرفة علم اللغة، وفي الأثر عن ابن مسعود قال: أعربوا القرآن؛ فإنه عربي وإنه سيجئ أقوام ينفعون وليسوا بخياركم"1. والمراد بإعراب القرآن هنا معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد به الإعراب المصطلح عليه عند النحاة؛ وهو ما يقابل اللحن؛ لأن القراءة مع فقده ليست قراءة، ولا ثواب فيها. والحافظ ابن حجر متمكن في علم اللغة، وقد تقدم2 أنه كان شاعراً، وأنه نظم الشعر وهو في سن مبكر، وقال الشعر الرائق والنثر الفائق، ونظم مدائح نبوية ومقاطيع، ثم شغل عن ذلك. وقد رأيت أنه اهتم بهذا الجانب، فكان كثيراً ما يفسر ويشرح ألفاظاً تكون غير واضح المعنى، أو غريبة، أو يذكر روايات في هذا الصدد، وبخاصة لما يكون الإمام البخاري قد أورد شيئا منها في ترجمة الباب تعليقا، فإنه يذكر من رواه متصلا. إضافة إلى ذلك فإنه أورد في "هدي الساري" مقدمة "فتح الباري"، في الفصل الخامس: في سياق ما في الكتاب - صحيح البخاري - من الألفاظ الغريبة على ترتيب الحروف مشروحا. ومن ضمنها طائفة كبيرة من ألفاظ القرآن الغريبة. ومن أمثلة ذلك: عند قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ} [النساء:88] أورد   1 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/166-167 وقال: رواه الطبراني من طرق وفيها ليث بن أبي سليم وفيه ضعف، وبقية رجال أحد الطرق رجال الصحيح. 2 في مبحث نشأته العلمية وطلبه للعلم ص43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 ما أخرج الطبري من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} قال: بدّدهم، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أوقعهم، ومن طريق قتادة قال: أهلكهم1، ثم قال - القائل ابن حجر - وهو تفسير باللازم، لأن الركس الرجوع، فكأنه ردّهم إلى حكمهم الأول2. وعند قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} [الانشقاق: 2] ، أورد عن مجاهد قال: {أَذِنَتْ} سمعت وأطاعت لربها، {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} : أخرجت ما فيها من الموتى، {وَتَخَلَّتْ} أي عنهم أخرجه ابن أبي حاتم من طريقه3. وأورد عند قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [عبس:31] تسع عشرة رواية منها: ما جاء عن ثابت عن أنس أن عمر قرأ: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: ما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا أو قال: ما أمرنا بهذا. وأورد طرق هذه الرواية، وما روي عن أبي بكر في هذا المعنى وهو أنه قرأ: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقيل ما الأب؟ فقيل كذا وكذا فقال أبو بكر إن هذا لَهُوَ التكلف، أيُّ أرض تقلني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم". ثم قال: وقد جاء أن ابن عباس فسر "الأب" عند عمر، فأورد ما أخرجه عبد بن حميد من طريق سعيد بن جبير قال: كان عمر يدني ابن عباس فذكر نحو القصة الماضية في تفسير: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} 4 وفي آخره وقال   1 انظر الروايات من 567 إلى 569. 2 انظر: فتح الباري 8/256-257. 3 أخرج ابن جرير 30/113، 114 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه مفرقا، انظر رقم 3306. 4 يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري رقم4970 - في تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً} إلى قوله {وَأَبّاً} قال: فالسبعة رزق لبني آدم "والأب" ما تأكل الأنعام، ولم يذكر أن عمر أنكر عليه ذلك. وما أخرج الطبري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: "الأب" ما تنبته الأرض مما تأكله الدواب، ولا يأكله الناس". ثم أخرج - أي الطبري - من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بسند صحيح قال "الأب" الثمار الرطبة، وهذا أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ "وفاكهة وأبا" قال: الثمار الرطبة. ومن طريق عكرمة عن ابن عباس بسند حسن "الأب" الحشيش للبهائم. ثم قال: وفيه قول آخر أخرجاه - أي الطبري وابن أبي حاتم - من طريق عطاء قال: كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو أب. ومن طريق الضحاك قال: "الأب" كل شيء أنبتت الأرض سوى الفاكهة1.   = بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} - بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لِمَ تُدخِل هذا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم. فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رُثيتُ أنه دعاني يومئذ إلا ليُرهم. قال: ما تقولون في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقال بعضهم: أُمِرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: إذا جاء نصر الله والفتح - وذلك علامة أجلك - فسبِّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول". 1 انظر الروايات من 3237 إلى 3256. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات ... الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات. المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها . المبحث الثالث: عزوه للمصادر. المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات. وقد أكثر الحافظ ابن حجر في فتح الباري في النقل للروايات التفسيرية، وبخاصة أثناء شرحه لكتاب التفسير من الصحيح، وأثناء إعدادي لهذه الرسالة، ودراسة تلك الروايات التفسيرية اتضح لي أمور في منهجه لسوق الروايات أسجلها هنا. - أن من منهجه أنه إذا نقل رواية أو نصا فإنه يعزوها إلى من أخرجها إلا ما ندر من ذلك. - وغالبا لا يسوق الرواية بإسنادها الكامل، وإنما يسوقها من ملتقى الإسناد، أو يذكر موطن العلة فيها. - ومن منهجه في سياق الروايات أنه يقطعها، فلايسوق الرواية سياقة واحدة، بل يقطعها ويوردها مفرقة، وذلك لبيان الاختلاف الوارد في طرق الرواية، فيقول مثلا عند فلان بزيادة كذا، أو وليس عند فلان كذا، ونحو ذلك1.   1 وهذا الأمر - أعني تقطيعه للروايات - واجهتني صعوبات كثيرة في سياق الروايات، حيث قد أقف متحيرا في كيفية التصرف بمثل هذا. ففي مثل هذه الحالات كنت أقرأ النص كاملا في الفتح ثم أقارنه بين المصدر الذي نقل عنه ابن حجر، ثم أسوق الرواية باللفظ الذي ساقه ابن حجر على ضوء ما ورد في ذلك المصدر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها . ليس من منهج ابن حجر أن يورد رواية ثم لا ينقدها، فلا نكاد نجد رواية أوردها في هذا الكتاب إلا وقد حكم عليها تصحيحا أو تضعيفا، وما سكت عنه فلا ينزل عن درجة الحسن. وإن كان هذا في الغالب؛ فإن هناك روايات سكت عنها الحافظ وهي أقل درجة من ذلك. وقد يورد رواية لنقد ما أورده وبيان نكارته ومخالفته للحديث الصحيح، مثال ذلك في سورة النور قال: "وفي رواية ابن إسحاق وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي ولا يذكرون لي شيئا من ذلك قال - أي ابن حجر -: وفيها أنها مرضت بضعا وعشرين ليلة، وهذا فيه رد على ما وقع في مرسل مقاتل بن حيان "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول أهل الإفك وكان شديد الغيرة قال: "لا تدخل عائشة رحلي"، فخرجت تبكي حتى أتت أباها، فقال: أنا أحق أن أخرجك، فانطلقت تجول لا يؤويها أحد حتى أنزل الله عذرها". قال الحافظ: وإنما ذكرته مع ظهور نكارته لإيراد الحاكم له في الإكليل وتبعه بعض من تأخر غير متأمل، لما فيه من النكارة والمخالفة للحديث الصحيح من عدة أوجه، فهو باطل"1. ويجدر بي أن أذكر هنا أني وقفت على تضعيف الحافظ لبعض الروايات بضعف بعض الرواة فيها، ولكن عند الرجوع إلى المصدر المقتبس، وجدت أنه لا يوجد في إسناده ذلك الراوي الضعيف، فمن ذلك قوله2: "وروى أبو يعلى   1 فتح الباري 8/464-465. 2 فتح الباري 8/510. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 من طريق أبي جعفر محمد بن علي قال: سألت أبا سعيد عن هذه الآية: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] فقال: معاده آخرته، وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف". ولكن عند الرجوع إلى مسند أبي يعلى تبين لي أنه ليس في إسناده جابر الجعفي، فقد أخرجه برقم 1131 قال: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا كثير بن قاروندا، عن أبي جعفر محمد بن علي - فذكرمثله. انظر رقم 2049. كما وقفت على تحسينه لبعض الروايات مع وجود من هو متفق على تضعيفه في الإسناد. ومن أمثلة ذلك قوله1 "نقل ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس قال: "صلاة الوسطى هي المغرب". فهذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم رقم2375 عن أبيه، عن أبي الجُماهر، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عمه، عن ابن عباس - مثله. وسعيد ابن بشير ضعيف كما سيأتي في ترجمته برقم 45، وقد يكون التبس على الحافظ بسعيد ابن أبي عروبة، فإن كلايهما يرويان عن عن قتادة كما هو معروف. انظر رقم 277.   1 فتح الباري 8/196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 المبحث الثالث: عزوه للمصادر أولا: ما نص على النقل من مصدر معين ولم أجده فيه، ووجدته في غيره. ومن الجدير بالذكر أن حجر نقل في كل ما نقل بكل أمانة، وعزاه إلى أصحابها، ولكن بعض هذه الآثار لا نجدها في تلك المصادر التي بين أيدينا، وهذا الأمر يحتمل أن تكون النسخ التي اعتمد عليها الحافظ ابن حجر من تلك المصادر غير التي وصلت إلينا؛ فإنه كان يختار نسخا نفيسة ذات قيمة علمية عظيمة. فها أنا أورد بعض الأمثلة يؤكد هذا الاحتمال مع أن العلم اليقيني عند الله عز وجل. قال ابن حجر "في رواية أيوب عن عكرمة عن ابن عباس لما نزلت: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} قال عمر: أي جمع يهزم؟ قال: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدروع ويقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} أخرجه الطبري وابن مردويه"1. وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره 27/108 قال: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} ... الحديث. ولم يذكر في إسناده "ابن عباس" كما ذكره ابن حجر. وهذا الحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/682 أيضا عن عكرمة، ثم ذكره عنه عن ابن عباس موصولا، ونسبه إلى ابن جرير، مما يؤكد أن ابن جرير رواه موصولا أيضا. ويزيده تأكيدا قول ابن حجر - عقب الرواية - "وهذا مما يؤيد ما قدمته أن ابن عباس حمل هذا   1 فتح الباري 7/289. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 الحديث عن عمر"1. ومن أمثلة ذلك أيضا: قوله 2 "وقد روى الطبري وغيره عن ابن عباس وغيره أن قوله تعالى في قصة إبراهيم: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} أي حاضت"، هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، مع أني لم أجد هذه الرواية في تفسيره، ثم إن السيوطي لما ذكره في الدر المنثور 4/451 نسبها إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، ولم ينسبه إلى الطبري. فلعل هذه النسبة سهو من الحافظ ابن حجر رحمه الله إلا أن يكون أخرجها في كتاب آخر غير التفسير - وما أظنه كذلك - أو تكون هذه الرواية سقطت من تفسيره من النسخة الموجودة بين أيدينا. والله تعالى أعلم بالصواب. انظر الرواية رقم 1027. ومن ذلك أيضا قوله3: "أخرج الطبراني في "الصغير" بسند ضعيف عن أبي الدرداء قال ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من وصل رحمه أنسئ له في أجله، فقال: إنه ليس زيادة في عمره، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} الآية، ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده". هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبراني في "الصغير"، ولكن لم أجده فيه - وإنما وجدته في الأوسط برقم34: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء - مرفوعا نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/156 وقال: رواه الطبراني في   1 فتح الباري 7/290. 2 فتح الباري 1/400. 3 فتح الباري 10/416. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 الصغير والأوسط. انظر الرواية رقم 1272. ومن أمثلة ذلك أيضا قوله 1: "وللترمذي والحاكم من طريق عثمان ابن عبد الرحمن القرظي قرأت عائشة: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام، 94] فقالت: وا سوأتاه، الرجال والنساء يحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض؟ فقال: " {لِكُلِّ امْرِئٍ} الآية وزاد: "لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال، شغل بعضهم عن بعض". هكذا عزاه ابن حجر إلى الترمذي والحاكم، ولم أجده عند الترمذي، ولعل هذا العزو سهو منه رحمه الله؛ إذ أن الراوي عن عائشة "عثمان بن عبد الرحمن القرظي"، ليس من رجال الكتب الستة، ولم يترجم له في التهذيب أيضا. بل قال الشيخ محمود محمد شاكر: لم أجد له ترجمة ولا ذكرا في شيء من الكتب. انظر برقم 788. وهذه أمثلة على هذا النوع، وهناك مواطن أخرى غير هذه وقفت عليها أثناء هذه الدراسة، وقد نبهت عليها في مواطنها. ثانيا: ما نص على رواية راو معين، وهو مروي عن غيره. من خلال دراستي للروايات التفسيرية في فتح الباري، وقفت على بعض الروايات التي أوردها ابن حجر عن رواة، نصّ ابن حجر على أنها رويت عنهم، ولكن عند الرجوع إلى المصادر التي نقل عنها ابن حجر تلك الروايات، وجدت أنها رويت عن غيرهم. وكنت أشرت إلى ذلك أينما وقفت عليها. وهنا أذكر بعضاً منها كأمثلة:   1 فتح الباري 11/387. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 من ذلك قوله1: "روى الطبري بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} قال: أرادوا الجمعة فأخطؤوا، وأخذوا السبت مكانه". ولم أجده عند الطبري عن مجاهد بهذا السياق، وإنما أخرج 14/193 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - بلفظه. وعنده من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ " {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} اتبعوه وتركوا الجمعة"، نعم وقد أخرج عبد الرزاق في تفسيره 1/2/362 عن معمر قال: أخبرني من سمع مجاهداً يقول في قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ} قال: أرادوا الجمعة، فأخذوا السبت مكانه". انظر: الرواية رقم 1314. ومن ذلك أيضا قوله2: "أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} [الإسراء: 7] قال: ليدمروا ما غلبوا عليه تدميرا". ولم يقع لي عند الطبري من طريق سعيد، وإنما من طريق أبي ثور عن معمر، فقد أخرجه 15/36 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد ابن ثور، عن معمر، عن قتادة. ولفظه: " {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} قال: يدمّروا ما علوا تدميراً ... ". انظر: الرواية رقم 1325. وقد تكرر مثل هذا، فقال أيضا3: "ومن طريق سعيد عن قتادة"   1 فتح الباري 2/355. 2 فتح الباري 6/439. 3 فتح الباري 8/394. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 يزجي الفلك "أي: يسيرها في البحر". وهذا أيضا ليس من طريق سعيد، وإنما من طريق محمد بن ثور، عن معمر؛ فقد أخرجه ابن جرير 15/122 حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - فذكر مثله. انظر الرواية رقم 1382. ومن أمثلة ذلك أيضا قوله1: " {إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [الإسراء:75] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ضعف عذاب الدنيا والآخرة". هكذا عزاه للطبري من طريق علي بن أبي طلحة، وهو ليس كذلك، وإنما هو من طريق العوفي. فقد أخرجه 15/131 من طريقه بهذا اللفظ. انظر رقم 1392. ومن ذلك أيضا قوله2 في تفسير قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} : "ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: على طبيعته وعلى حدته". وليس هو من طريق ابن أبي نجيح، وإنما من طريق ابن جريج؛ فقد أخرجه ابن جرير 15/154 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه - مثله. انظر الرواية رقم 1419. ومن ذلك أيضا قوله3: وعن قتادة قال: {هَمْساً} صوت الأقدام، أخرجه عبد الرزاق".   1 فتح الباري 8/393. 2 فتح الباري 8/393. 3 فتح الباري 8/433. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 مع أنه ليس عنده في تفسيره عن قتادة بهذا اللفظ، وإنما عن الثوري. انظر تفسير عبد الرزاق 2/19. وانظر الرواية رقم 1710. ومن ذلك أيضا قوله1 "ووصله الفريابي والحاكم وابن جبير عن مجاهد قال: يقول: سوف أتوب". هكذا ذكر هذا الأثر عن مجاهد، ثم عزاه للفريابي والحاكم وابن جبير، بينما علقه البخاري عن ابن عباس، ثم إن الحافظ وصله في تغليق التعليق 4/355 أيضا من طريق ابن عباس. وكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/344 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم عن ابن عباس. انظر الرواية رقم 3138. وهذا نادر جداً. ثالثا: ذكر الرواية مع عدم ذكر الراوي لها. وكان الحافظ ابن حجر فيما ينقله ينسب إلى من أخرجه وإلى من روي عنه سواء كان من الصحابة أو التابعين، إلا أنه في بعض الأحيان قد خالف هذا المنهج، فيذكر الرواية ولم يبيّن الراوي. ومن أمثلة ذلك قوله2: "أخرج ابن إسحاق في سؤال من سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة أصحاب الكهف: "غدا أجيبكم"، فتأخر الوحي فنزلت {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فقال: "إن شاء الله". هكذا أورده من غير ذكر الراوي، وهذا الأثر مروي عن ابن عباس، فقد   1 فتح الباري 8/681. 2 فتح الباري 11/603. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 ذكره ابن كثير في تفسيره 5/132- 33 قال "وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة، قال: حدثني شيخ من أهل مصر، قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس - فذكره قصة اجتماع اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم وسؤالهم عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح. وتأخر الوحي عنه ثم نزول جبريل عليه السلام سورة أصحاب الكهف". ومن أمثلة ذلك أيضا قوله1: "أخرج ابن أبي حاتم من طريق جيدة أن قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} نزلت في صلاة العيد وزكاة الفطر، وسنده حسن". لم يذكر ابن حجر قائله، ولا ذكر إسناده إلا أنه قال "وسنده حسن". انظر الرواية رقم 3339.   1 فتح الباري 7/262. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية : لقد كثرت موارد ابن حجر في فتح الباري، وتنوعت مصادره حتى شملت كل لون من ألوان المعرفة. وكتب الباحثون حول موارده ومصادره في هذا الكتاب. أما ما يتعلق بموارده في التفسير وعلوم القرآن، فقد قام الزميل محمد أنور صاحب1 بدراسة هذا الجانب في فتح الباري دراسة شاملة، ضمّنها بابين: الباب الأول: موارده في التفسير، وقد ذكر فيه نيفا وستين مصدرا، والباب الثاني: موارده في علوم القرآن، ذكر فيه حوالي أربعين مصدرا. والجدير بالذكر أن هناك مصادر أخرى غير التي وردت في تلك الدراسة، باعتبار أنها ليست مصادر في التفسير وعلوم القرآن. وقد نقل منها ابن حجر روايات تفسيرية، وهي كتب الجوامع والمصنفات والمعاجم والمسانيد والسنن وكتب التواريخ والسير والمغازي وكتب العقائد والنحل وكتب الفقه ونحو ذلك: أولا: كتب الحديث: - الموطأ، للإمام مالك بن أنس. انظر الأرقام 274، 458، 2979، 3443. - الأدب المفرد، لمحمد بن إسماعيل البخاري. انظر 439، 1301، 1987.   1 في رسالته المقدمة إلى قسم التفسير بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لنيل درجة الماجستير في التفسير بعنوان "موارد الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في علوم القرآن من خلال كتابه "فتح الباري". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 - صحيح مسلم. نقل منه كثيراً. انظر على سبيل المثال الأرقام 135، 150، 204، 269. - الجامع الصحيح، لأبي عيسى الترمذي. نقل عنه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 6، 117، 264. - الجامع، لسفيان بن عيينة. انظر: رقم 1528، 2934. - الجامع، لسفيان الثوري. انظر: رقم 696. - الجامع، لابن وهب. انظر: رقم 244. - سنن أبي داود. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 1، 140، 150. - سنن ابن ماجه. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 349، 402، 478. - سنن النسائي. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 150، 203، 478. - سنن الدارقطني، انظر على سبيل المثال الأرقام 158، 167، 470. - سنن الدارمي. انظر رقم 837. - صحيح ابن خزيمة. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 147، 158، 341، 1400. - صحيح ابن حبان. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 1، 6، 150. - المراسيل، لأبي داود. انظر رقم 645. - مسند أبي داود الطيالسي. انظر على سبيل المثال الأرقام 275، 599. - مسند أبي يعلى الموصلي، انظر على سبيل المثال الأرقام 221، 506، 547. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 - مسند الحميدي. انظر على سبيل المثال الأرقام 1175، 1304، 3237. - مسند أحمد بن منيع. انظر رقم 2161، 2162. - مسند البزار. انظر على سبيل المثال الأرقام 452، 581، 592. - مسند أحمد بن حنبل. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 6، 8، 140، 157. - مسند مسدد بن مسرهد. انظر رقم 535، 1067. - مسند الهيثم بن كليب. انظر رقم 3013. - مسند يعقوب بن شيبة. انظر رقم 1880. - مسند إسحاق بن راهويه. انظر على سبيل المثال 176، 177، 212. - تهذيب الآثار، لابن جرير الطبري. انظر رقم 2551. - مصنف عبد الرزاق. انظر رقم 663. - مصنف ابن أبي شيبة. انظر على سبيل المثال 169، 238، 484. - المعجم الكبير للطبراني. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 16، 111، 394، 453، 581. - المعجم الأوسط له. انظر 218، 454، 954. - المعجم الصغير له. انظر: رقم 690، 1274. كتب المستخرجات. - مستخرج الإسماعيلي على صحيح البخاري. انظر 679،936،2126. - مستخرج أبي نعيم على صحيح البخاري. انظر 162،2215،3239. - المستدرك على الصحيحين البخاري ومسلم للحاكم النسابوري. نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 109، 175، 790. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 - الأحاديث المختارة للضياء المقدسي. انظر: 1068، 1528، 3013. - الصحيح، للحاكم النيسابوري. انظر 147. - المستخرج، للبرقاني، انظر 2993. كتب المغازي والسير والتواريخ. - السيرة النبوية، لابن إسحاق، نقل منه كثيراً، انظر على سبيل المثال الأرقام 69، 576، 1820. - المغازي، لابن إسحاق، انظر 421، 584، 686، 937. - المغازي، ليونس بن بكير. انظر 2559. - الإكليل للحاكم النيسابوري. انظر 2875. - المغازي، لموسى بن عقبة. انظر 665، 1821. - السيرة، لأبي معشر. انظر 1822. - السيرة، لسليمان التيمي. انظر 3431. - المغازي، لعروة بن الزبير. انظر 925. - دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني. انظر 91، 883، - دلائل النبوة للبيهقي. انظر 3532. - أخبار مكة للفاكهي. انظر 114، 116، 1860، 2742، 2743. - التاريخ، لأبي العباس السراج. انظر 1400، 3161. - كتاب مكة، لعمر بن شبة. انظر 112، 3093. - كتاب النسب، للزبير بن بكار. انظر 505، 735، 1527، 1529. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 كتب الطبقات والتراجم. - الطبقات الكبرى لابن سعد. انظر 929، 2575، 3016. - التاريخ الكبير لمحمد بن إسماعيل البخاري. انظر 2836. - الحلية لأبي نعيم الأصبهاني. انظر 1878، 3271. - الضعفاء الكبير، للعقيلي. انظر 297، 3101. - الكامل، لابن عدي. انظر 1531. - الصحابة، لابن جرير الطبري. انظر 2583. - الصحابة، للبغوي. انظر 2583. - الصحابة، لابن أبي عاصم. انظر 2583. - الصحابة، لابن شاهين. انظر 239. كتب العقائد والنحل. - خلق أفعال العباد للبخاري. انظر 106، 2452، 2685. - كتاب السنة، لأبي القاسم اللالكائي. انظر 1657. - كتاب الإيمان لابن مندة. انظر 1414. - كتاب التوحيد لابن خزيمة. انظر 2194، 2726، 2734. - كتاب الإيمان، لعبد الرحمن بن رستة. انظر 535. - شعب الإيمان للبيهقي. انظر 1104، 1198، 1893. - الأسماء والصفات، للبيهقي. انظر 546، 2192، 3528. - كتاب السنة، للخلال. انظر 2727. - كتاب السنة، للطبراني. انظر رقم 298. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 كتب الزهد والرقائق. - الذكر، لجعفر بن أحمد بن فارس. انظر 3540. - الزهد، لهناد السري. انظر 3290. - الرقائق، لابن مبارك. انظر 2349، 2568، 3446. - الزهد، للإمام أحمد بن حنبل. انظر 195. - البعث والنشور، للبيهقي. انظر 3070. - كتاب البر والصلة، لعبد الله بن المبارك. انظر 1941. - كتاب الأهوال، لابن وهب. انظر 3140. - صفة الجنة، لأبي نعيم. انظر 2857. - صفة الجنة، لابن أبي الدنيا. انظر 2874. مصادر أخرى غير ما تقدم: - غريب الحديث لإبراهيم الحربي. انظر 2098، 2173، 2263. - التنوير، لابن دحية. انظر 3038. - كتاب الحجة والتبيان، لأبي القاسم الطحاوي. انظر 2127. - أمالي الصولي. انظر 1749. - المجالسة، لأبي بكر الدينوري. انظر 1749. - كتاب الفروق، لأبي إسماعيل الهروي. انظر 1654. - كتاب الصلاة، لأبي نعيم. انظر 1139، 1401. - كتاب الناسخ، لأبي داود. انظر 1281. - غرائب شعبة، لابن مندة. انظر 1091. - الأوائل، لأبي نعيم. انظر 895. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 - كتاب النكاح، ليزيد بن هارون. انظر 695. - فوائد أبي بكر الآجري. انظر 466. - المناسك، سعيد بن أبي عروبة. انظر 159. - الأفراد، للدارقطني، انظر الأرقام 452. - غرائب مالك، للدارقطني، انظر الأرقام 219. - الجعديات، للبغوي. انظر 1646. - كتاب الأم، للإمام محمد بن إدريس الشافعي، انظر 160. - التمهيد، لابن عبد البر، انظر 723. - المبهمات، لابن بشكوال، انظر 2490. - فوائد الديباجي، انظر 3294. - المحامليات، لأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي. انظر 3296. على أن اعتماده الأكبر، في نقل الروايات التفسيرية، كانت على كتب التفسير بالمأثور، وبالذات تفسير إمام المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ثم تفسير ابن أبي حاتم الرازي، كما نقل عن تفسير عبد بن حميد وتفسير ابن المنذر وتفسير عبد الرزاق وتفسير الفريابي وتفسير ابن مردويه وغيرها من التفاسير بالمأثور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 الباب الثاني: الروايات التفسيرية في فتح الباري سورة الفاتحة قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الآية: 1 أخرج أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عمرو ابن دينار1 عن سعيد بن جبير2 عن ابن عباس3 قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى ينزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} "، وفي رواية: "فإذا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علموا أن السورة قد انقضت"4.   1 عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم، الجُمَحي مولاهم، ثقة ثبت. مات سنة ست وعشرين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/69. 2 سعيد بن جبير الأسدي مولاهم، الكوفي، ثقة ثبت فقيه، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين، ولم يكمل الخمسين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/11-13، والتقريب 1/292. 3 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفهم في القرآن، فكان يسمى البحر، والحبر، لسعة علمه، وقال عمر: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد، مات سنة ثمان وستين بالطائف، وهو أحد المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة من فقهاء الصحابة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/291، رقم3037، والإصابة 4/121، رقم4799، والتقريب 1/425. 4 فتح الباري 9/42. أخرجه أبو داود رقم788 - في الصلاة، باب من جهر بها أي {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} -، والحاكم 1/231 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد ابن جبير، به. ورجاله رجال الصحيحين، وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 [2] عن أبي ميسرة1 "أن أول ما أمر به جبريل قال له: قل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} " هو مرسل، وإن كان رجاله ثقات، والمحفوظ أن أول ما نزل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وإنّ نزول الفاتحة كان بعد ذلك2.   = وأخرجه البزار كشف الأستار، رقم2187 من طريق سفيان، به، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/313 مطولا، وقال: - قلت: روى أبو داود منه "لا يعرف خاتمة السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فقط " - رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. وصحح ابن كثير إسناده. انظر: التفسير 1/31. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/20 ونسبه إلى أبي داود والبزار والطبراني والحاكم - وصححه - والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس، ثم قال: زاد البزار والطبراني "فإذا نزلت عرف أن السورة قد ختمت، واستقلت، أو ابتدئت سورة أخرى". 1 اسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، مشهور بكنيته، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم، وروى عنه أبو وائل وأبو إسحاق السبيعي ومسروق وغيرهم. ثقة عابد مخضرم. مات سنة ثلاث وستين. أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/237، والتهذيب 8/42-43، والتقريب 2/72. 2 فتح الباري 8/719. أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة كما في البداية والنهاية 3/9-10 والبيهقي في دلائل النبوة 2/158 كلاهما من حديث يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، عن أبيه، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، به في سياق طويل. وقال البيهقي عقبه: هذا منقطع، فإن كان محفوظا فيحمل أن يكون خبراً عن نزولها بعد ما نزلت عليه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] ، و {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] والله أعلم. اهـ. وقال ابن كثير بعد ما نقل عن الكتابين المتقدمين: وهو مرسل، وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 14/292-293، والواحدي في أسباب النزول ص29 من وجهين عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة - بنحوه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/10 ونسبه إلى ابن أبي شيبة في المصنف وأبي نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة والواحدي والثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الآية: 2 [3] أورد الخطابي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " {الرَّحْمَنِ} و {الرَّحِيمِ} اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر"1. [4] وعن مقاتل2 أنه نقل عن جماعة من التابعين مثله، وزاد فـ {الرَّحْمَنِ} بمعنى المترحم، و {الرَّحِيمِ} بمعنى المتعطف ... ، والحديث المذكور عن ابن عباس لا يثبت لأنه من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه، والكلبي متروك الحديث، وكذلك مقاتل3.   1 فتح الباري 13/359. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص51 من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به. والكلبي ضعيف، بل متروك. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/24 ونسبه إلى البيهقي في الأسماء والصفات. وقد نقل البيهقي عن الخطابي قال: فالرحمن ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم وأسباب معايشهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر، والصالح والطالح، وأما الرحيم فخاص بالمؤمنين كقوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [الأحزاب:43] قال: والرحيم وزنه فعيل بمعنى فاعل أي راحم، وبناء فعيل أيضا للمبالغة كعالم وعليم وقادر قدير. الأسماء والصفات ص50-51. 2 ومقاتل هو ابن سليمان بن بشير، الأزدي الخراساني، أبو الحسن البلخي، أصله من بلخ، عاش في البصرة ثم في بغداد، وكان مفسرا ومتكلما، لم يكن تفسيره للقرآن موضع تقدير؛ لأنه في شروحه كان يطلق العنان لخياله، ويكمل الجوانب الموجزة في القرآن الكريم بمأثورات النصارى واليهود. كذّبوه وهجروه، ورمي بالتجسم، مات سنة خمس ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/249-254، والتقريب 2/272، والميزان 5/298 رقم8741، وطبقات المفسرين للداودي 2/330. 3 فتح الباري 13/359. ضعيف، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الصلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الآية: 4 أخرج الحاكم من طريق السدي1 عن مرة الهمداني2 عن ابن مسعود3 وناس من الصحابة، في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: هو يوم الحساب ويوم الجزاء4.   1 اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي - بضم المهملة وتشديد الدال - أبو محمد الكوفي، صدوق يهم ورمي بالتشيع، من الرابعة. قال يحيى القطان: لا بأس به، وقال أحمد: ثقة، وقال ابن معين: في حديثه ضعف، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن عدي: هو عندي صدوق، وقال الفلاس عن ابن مهدي: ضعيف. مات سنة سبع وعشرين ومائة، أخرج له مسلم والأربعة. انظر: الضعفاء الكبير 1/87، الجرح والتعديل 2/184، الكامل 1/274، الميزان 1/236-237 رقم907، وتهذيب التهذيب 1/273-274، والتقريب 1/81-72. 2 هو مرة بن شراحيل الهمْداني - بسكون الميم -، أبو إسماعيل الكوفي، وهو الذي يقال له مرة الطيب، ثقة عابد، من الثالثة، مات سنة ست وسبعين وقيل بعد ذلك، أخرج له الجماعة. انظر: التقريب 2/238. 3 هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، أبو عبد الرحمن، من السابقين الأولين، ومن كبار العلماء، من الصحابة، مناقبه جمة، وأمّره عمر على الكوفة، ومات سنة اثنتين وثلاثين، أو في التي بعدها بالمدينة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/381، رقم3182، والإصابة 4/198، رقم4970، والتقريب 1/450. 4 فتح الباري 8/156. أخرجه الحاكم في المستدرك 2/258، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وليس عنده لفظ "ويوم الجزاء". هذا الإسناد من أكثر الأسانيد دورانا في كتب التفسير المسندة، وبخاصة تفسير الطبري، ولأئمة الحديث كلام فيه وفي بعض رجاله، وفي هذا التفسير الذي جمعه السدي بهذه الأسانيد، وقد تعرّض له الطبري نفسه فقال: "وقد ذكر السدي عن ابن مسعود وابن عباس بهذا الإسناد، فإن كان صحيحا، ولست أعلمه صحيحا، إذ كنت بإسناده مرتابا ... "، ولم يبين علة ارتيابه في إسناده، وهو مع ارتيابه قد أكثر من الرواية به، ولكنه لم يجعلها حجة قط. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} الآية: 7 [6] روى أحمد وابن حبان من حديث عدي بن حاتم1 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} : اليهود، {الضَّالِّينَ} : النصارى"، هكذا أورده مختصرا، وهو عند الترمذي في حديث طويل2.   = [انظر: تفسير الطبري 1/156-160 شاكر، الحاشية، و353-354] . هذا وقد ذكر الحافظ ابن حجر - في مقدمة العجاب في بيان الأسباب 1/211 - السديَّ فيمن روى التفسير من الضعفاء من طبقة التابعين، وقال: وهو كوفي صدوق لكنه جمع التفسير من طرق منها: عن أبي صالح عن ابن عباس. وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود. وعن ناس من الصحابة، وغيرهم. وخلط روايات الجميع، فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف. ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك. اهـ. هذا وإن للشيخ محمود محمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري رأيا آخر، إذ يصحّح هذا الإسناد. انظر: تفسير الطبري 1/353-354، 156-160 شاكر. وله شواهد، فقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبيه قال: ثنا محمود بن غيلان، ثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج في قول الله {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: يوم الجزاء. وروى البخاري تعليقا عن مجاهد: بالدين: بالحساب، مدينين: محاسبين، ووصلهما عبد بن حميد في التفسير من طريقين، وسيأتي ذكرهما برقم 2911 م، و3288 م. 1 عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج، الطائي، أبو طريف، صحابي شهير، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، فأسلم، وكان نصرانيا قبل ذلك. وكان ممن ثبت على الإسلام في الردَّة، وحضر فتوح العراق وحروب علي، ومات سنة ثمان وستين، وقيل ابن مائة وعشرين سنة. وقيل ثمانين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/7، رقم3610، والإصابة 4/388، رقم5491، والتقريب 2/16. 2 فتح الباري 8/159. أخرجه الإمام أحمد 4/378-379، والترمذي في جامعه في التفسير، باب "ومن سورة فاتحة الكتاب" رقم2954، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم40، والطبراني في الكبير ج17/رقم237، والبيهقي في الدلائل 5/339-341، وابن حبان في = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 [7] وأخرجه ابن مردويه بإسناد حسن عن أبي ذر1 2.   = صحيحه الإحسان رقم7206 كلهم من طريق غندر محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم مرفوعا نحوه، ضمن حديث طويل في قصة قدوم عدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/335 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش، وهو ثقة. قلت: لم يوثقه غير ابن حبان، قال ابن حجر: مقبول، من الثالثة. انظر: الثقات 5/142، والتقريب 1/391. وأخرجه الترمذي 2953 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، به نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب. قلت: إن سماك بن حرب لم ينفرد بروايته، فقد أخرجه ابن جرير 193، 207 من طريق سفيان ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، به. وقد صحّح إسناده الشيخ أحمد شاكر. قال ابن كثير: وروي حديث عدي هذا من طرق، وله ألفاظ كثيرة. تفسير ابن كثير 1/46. وقال ابن أبي حاتم - عقب حديث عدي هذا -: ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافا. التفسير، الفاتحة والبقرة ص23. ونقل ابن حجر عن السهيلي قوله: وشاهد ذلك قوله تعالى في اليهود: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90] وفي النصارى: {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً} [المائدة: 77] . والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 1/42 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه. 1 أبو ذر الغفاري، اسمه جندب بن جنادة - على الصحيح - صحابي مشهور، وكان من السابقين إلى الإسلام. وكان زاهدا صادقا اللهجة. مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/96، رقم5869، والإصابة 7/105، رقم9877. 2 فتح الباري 8/159. أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 1/46 من حديث إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عنه. ولفظه: قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم؟ قال: "اليهود"، قلت: الضالين؟ قال: "النصارى". وقد حسن إسناده ابن حجر، كما في الصلب. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/42 ونسبه إلى ابن مردريه فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 [8] وأخرجه أحمد من طريق عبد الله بن شقيق 1 أنه أخبره مَن سمع النبي صلى الله عليه وسلم نحوه2.   1 هو عبد الله بن شقيق العقيلي أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد البصري، تابعي ثقة، روى عنه بديل بن ميسرة العقيلي وغيره، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والأربعة، مات سنة ثمان ومائة. انظر: تهذيب التهذيب 5/223-224، والتقريب 1/422. 2 فتح الباري 8/159. أخرجه عبد الرزاق 1/37، ومن طريقه الإمام أحمد 5/32-33: ثنا معمر، عن بديل العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه، فسأله رجل من بني القين، فذكره، ولفظه "قال: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: "المغضوب عليهم"، وأشار إلى اليهود"، قال: فمن هؤلاء؟ قال: "هؤلاء الضالين، يعني النصارى". قلت: وفيه من لم يسم، فإن كان هو الصحابي فقط فلا يضر؛ لأن الصحابة كلهم عدول. ثم إن له شاهدين أحدهما من حديث عدي والآخر من حديث أبي ذر، وقد تقدما. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/42 ونسبه إلى عبد الرزاق وأحمد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي في معجم الصحابة وابن المنذر وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 سورة البقرة قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} الآية: 10 [9] روى الطبري من طريق قتادة1 في قوله {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قال: ريبة وشك في أمر الله تعالى2. [10] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي 3 عن أبي العالية4   1 قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال: ولد أكمه. مات سنة بضع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/123. 2 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن جرير رقم326 حدثنا المثنى بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة، عن سعيد، عن قتادة - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/76 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 3 أبو جعفر الرازي، التميمي مولاهم، مشهور بكنيته، واسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان، روى عن الربيع ابن أنس وغيره، وعنه آدم بن أبي إياس وغيره. اختلفت أقوال علماء الجرح والتعديل فيه. فقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ، خصوصا عن مغيرة. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وقد روى عنه الناس، وأحاديثه عامتها مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به. وقال أبو زرعة: شيخ يهم كثيرا. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق صالح الحديث. قلت: وخلاصة أقوالهم - كما نقل ابن حجر - أنه صدوق سيء الحفظ. انظر ترجمته في: التهذيب 12/59-60، والتقريب 2/406. 4 أبو العالية: هو رفيع - بالتصغير - ابن مهران أبو العالية الرياحي - بكسر الراء وبالتحتانية -، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر وصلى خلف عمر. روى عن أبي بن كعب وغيره، وعنه الربيع بن أنس وغيره. ثقة كثير الإرسال، مات سنة تسعين، وقيل ثلاث وتسعين، روى له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/246، والتقريب 1/252. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 في قوله {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي شك1. [11] ومن طريق علي بن أبي طلحة 2 عن ابن عباس مثله3.   1 فتح الباري 8/161-162. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم113 حدثنا عصام بن رواد بن الجراح العسقلاني، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/172 برواية ابن أبي حاتم هذه. وإسناده حسن، وإن كان أبو جعفر الرازي صدوقا سيء الحفظ، وكذا الربيع بن أنس صدوقا له أوهام؛ لأن ما يرويه أبو جعفر ليس من حفظه وكذلك الربيع لا يرويه من حفظه، بل يرويان عن نسخة. وهي نسخة مشهورة، أفاد منها كبار المصنفين وبعضهم حكم عليها بالصحة مثل السيوطي فقال: "وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرا وكذا الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده". الإتقان 4/209-210. هذا وقد حسن ابن حجر هذا الإسناد، وانظر على سبيل المثال: فتح الباري 6/366، ويأتي ذكره عند قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} ، برقم 34. وانظر - إن شئت - ما كتبه المحقق فضيلة الأستاد الدكتور/ حكمت بشير ياسين في تعليقه على تفسير ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم النص 8، الحاشية. وقد بين فضيلته صحة هذه النسخة، وأن كبار المصنفين أفادوا منها. وانظر أيضا: التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي 1/93، 115. 2 علي بن أبي طلحة سالم، مولى بني العباس، سكن حمص، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه. لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، لذا كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على نسخة علي بن أبي طلحة في التفسير. قال ابن حجر: صدوق قد يخطئ. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/298-299،والتقريب 2/39. 3 فتح الباري 8/162. لم أجده من طريق علي بن أبي طلحة. وقد أخرجه ابن جرير رقم322 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم112 كلاهما من طريق ابن إسحاق قال فيما حدثني محمد ابن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عنه - مثله. وانظر: سيرة ابن هشام 2/172. وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الإسناد ضمن أسانيد الثقات عن ابن عباس، قال: ومن طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير، هكذا بالشك، ولا يضر لكونه يدور على ثقة ". اهـ. مقدمة العجاب 1/203-205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 [12] ومن طريق عكرمة 1 قال: الرياء2. [13] ومن طريق قتادة في قوله: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} أي نفاقا3. قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} الآية: 14 [14] وصل عبد بن حميد عن شبابة 4 عن ورقاء 5، عن ابن أبي نجيح 6،   1 عكرمة بن عبد الله، مولى ابن عباس، ثقة ثبت، عالم بالتفسير. مات سنة سبع ومائة. وقيل بعد ذلك. التقريب 2/30. 2 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم109 حدثنا أبو زرعة، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن مالك بن دينار، عن عكرمة. ولفظه "الزنا" بدل "الرياء". وذكره ابن كثير 1/74 عن عكرمة وطاوس بلفظ "الرياء". 3 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم118 حدثنا محمد بن علي، أبنا العباس، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عنه - مثله. قال المحقق فضيلة الدكتور أحمد عبد الله الزهراني في تعليقه على الرواية: في إسناده شيخ ابن أبي حاتم لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. 4 شبابة بن سوار القزاري مولاهم أبو عمرو المدائني أصله من خراسان، روى عن ورقاء وغيره، وعنه عبد بن حميد وغيره. ثقة حافظ، رمي بالإرجاء. مات سنة بضع ومائتين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/264-265، والتقريب 1/345. 5 ورقاء بن عمر اليشكري، أبو بشر الكوفي، نزيل المدائن، صدوق، في حديثه عن منصور لين. أخرج له الجماعة. التقريب 2/330. 6 عبد الله بن أبي نجيح، يسار المكي، أبو يسار، الثقفي مولاهم، ثقة رمي بالقدر، وربما دلّس، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة أو بعدها. أخرج له الجماعة. التقريب 1/456. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 عن مجاهد1 في قوله: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} قال: إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين 2. [15] ومن طريق شيبان 3 عن قتادة قال: إلى إخوانهم من المشركين ورؤوسهم وقادتهم في الشر4. [16] وروى الطبري 5 نحوه عن ابن مسعود6.   1 مجاهد بن جَبْر، أبو الحجاج المخزومي مولاهم، المكي، ثقة، إمام في التفسير وفي العلم. مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة، وله ثلاث وثمانون. أخرج له الجماعة. التقريب 2/229. 2 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا. ووصله في تغليق التعليق 4/172. وأخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم139 وآدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 69 كلاهما من طريق ورقاء، به. وأخرجه ابن جرير رقم355 من طريق شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/79 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 3 شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، - نسبة إلى نحو بن شمس من الأزد - أبو معاوية البصري نزيل الكوفة، روى عن قتادة ويحيى بن أبي كثير وسماك بن حرب وغيرهم. ثقة صاحب كتاب، مات سنة أربع وستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/326-328، والتقريب 1/356. 4 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم352 عن بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عنه - نحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم138 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/79 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 5 لقد تصحّف في طبعات فتح الباري "الطبري" إلى "الطبراني"، ووقع على الصواب في النسخة الخطية من الفتح. 6 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم351 من طريق أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره، ولفظه "أما شياطينهم، فهم رءوسهم في الكفر". وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/79 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 [17] ومن طريق ابن عباس قال: كان رجال من اليهود إذا لقوا الصحابة قالوا: إنا على دينكم، وإذا خلوا إلى شياطينهم - وهم أصحابهم - قالوا: إنا معكم1. قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} الآية: 19 [18] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَوْ كَصَيِّبٍ} قال: المطر2. قوله تعالى: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} الآية: 19 [19] وصل عبد بن حميد بالإسناد المذكور3 عن مجاهد في قوله: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} قال: الله جامعهم، ووصله الطبري من وجه آخر عنه وزاد "في جهنم"4.   1 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم349 حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في الآية - فذكره بنحوه. والضحاك لم يلق ابن عباس، لذا فهو منقطع. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/78 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 2/518. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الطبري رقم407 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به. 3 المتقدم برقم 14 وهو عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن نجيح، عن مجاهد. 4 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا. أجرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/172 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن نجيح، عنه - مثله. وأخرجه ابن جرير 466 من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن نجيح، به مثله، وزاد "في جهنم". وأخرجه 468 من طريق ابن جريج، عنه - مثله. وهذان إسنادان صحيحان. والأثر ذكره السيطي في الدر المنثور 1/82-83 ونسبه إليهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 [20] ومن طريق ابن عباس في قوله: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} قال: منزل بهم النقمة1. قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً} الآية: 22 [21] عن قتادة والربيع بن أنس2 {فِرَاشاً} مهادا، وصله الطبري عنهما 3.   1 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم467، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم200 كلاهما من طريق ابن إسحاق قال فيما حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عنه - مثله. وقد تقد الكلام على هذا الإسناد برقم 11. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/82 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم. 2 الربيع بن أنس البكري الخراساني، ويقال الحنفي البصري، صدوق، وفي رواية أبي جعفر الرازي عنه اضطراب، أرسل عن أم سلمة، ورماه ابن معين بالتشيع المفرط. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة أربعين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والعديل 3/454، والتهذيب 3/207، والتقريب 1/243. 3 فتح الباري 6/296. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم476 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عنه، به. وأما أثر الربيع بن أنس فأخرجه ابن جرير أيضا رقم477 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، عن عبد ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 [22] ومن طريق السدي بأسانيده {فِرَاشاً} هي فرش يمشى عليها وهي المهاد والقرار1. قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [23] روى ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال: الند العدل2. [24] ومن طريق الضحاك 3 عن ابن عباس قال: الأنداد الأشباه4.   1 فتح الباري 6/296. أخرجه ابن جرير رقم475 من طريق أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، به. 2 فتح الباري 8/163. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم231 من طريق أبي جعفر، عن الربيع، عنه في الآية نحوه. وعلقه ابن كثير 1/87 عن أبي العالية. 3 هو الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة مأمون، ووثقه أبو زرعة وغيره، كان معلم كتاب، واشتهر بالتفسير وعرف به، قال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال، وفي سماعه من ابن عباس وغيره من الصحابة نظر. وقد أنكر سماعه من ابن عباس شعبة وأبو حاتم وأبو زرعة. وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن عبد الملك بن ميسرة قال: قلت للضحاك سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تروي عمن أخذته؟ قال: عنك وعن ذا وعن ذا. وقال عبد الملك أيضا: الضحاك لم يلق ابن عباس، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير. وروى ابن أبي حاتم بسنده عن مشاش قال: قلت للضحاك سمعت من ابن عباس شيئا؟ قال: لا. قلت: رأيته؟ قال: لا. وخالف أبو جناب الكلبي الضعيف المدلس، الثقات حيث روى عن الضحاك أنه قال: جاورت ابن عباس سبع سنين. فلا ينظر إلى مثله. انظر: الجرح والتعديل 4/458، والمراسيل ص 85، رقم149، وتهذيب التهذيب 4/397-398 والتقريب 1/373. 4 فتح الباري 8/163. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 قوله تعالى: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} الآية: 25 [25] وروى ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن أبي كثير1 قال "يطوف الولدان على أهل الجنة بالفواكه فيأكلونها، ثم يؤتون بمثلها، فيقول أهل الجنة هذا الذي أتيتمونا به آنفا، فيقولون لهم: كلوا فإن اللون واحد والطعم مختلف2. [26] وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق السدي بأسانيده قال: "أُتوا بالثمرة في الجنة، فلما نظروا إليها قالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا3.   = قال ابن جرير: والأنداد جمع ند، والند: العدل والمثل. تفسير الطبري 1/368. أما الأثر فقد أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم229 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر - يعني - ابن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به. وأخرجه ابن جرير رقم484 من طريق الضحاك، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/87 وعزاه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. وفيه بشر بن عمارة ضعيف، ثم إن فيه انقطاعا بين الضحاك وابن عباس، كما سبق بيان ذلك آنفا. 1 يحيى بن أبي كثير الطائي، مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل، مات سنة اثنتين وثلاثين بعد المائة، وقيل قبل ذلك. روى عن أنس وقد رآه. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 11/235-237 والتقريب 2/356. 2 فتح الباري 6/320. أخرجه ابن أبي حاتم سورة البقرة، رقم262 حدثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير - نحوه. ونقله ابن كثير 1/91 عن ابن أبي حاتم، ولم يعقّب عليه بشيء. 3 فتح الباري 6/320. أخرجه ابن أبي حاتم سورة الفاتحة، رقم258 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي، به. وأخرجه ابن جرير رقم512 من طريق أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره بنحوه. وذكره ابن كثير 1/90 نقلا عن السدي في تفسيره، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/96 عن ابن مسعود وناس من الصحابة، وعزاه لابن جرير فقط. وانظر التعليق على الرواية رقم5. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 [27] وقال الحسن1: معنى قوله: {مُتَشَابِهاً} أي خيارا لا رداءة فيه2. قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الآية: 29 [28] أخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} قال: ارتفع3. قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} الآية: 30 [29] أسند الطبري من طريق ابن سابط4 مرفوعا قال: "الخليفة آدم،   1 الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلّس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا، يعني قومه الذين حدّثوا وخطبوا بالبصرة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/165. 2 فتح الباري 6/321. أخرجه ابن جرير رقم519 حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شُميل، قال: أخبرنا أبو عامر، عن الحسن - نحوه. ولفظه "لا رذل فيها" مكان "لا رداءة فيها". 3 فتح الباري 13/405. أخرجه ابن جرير رقم588 حُدِّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس - فذكره من قوله، ولم يذكر "أبا العالية". وأخرجه ابن أبي حاتم سورة البقرة، رقم309 حدثنا عصام بن الرواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/107 عن أبي العالية، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي. 4 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجُمحي، المكي، تابعي ثقة كثير الإرسال، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عدد من الصحابة، وعنه ليث بن أبي سليم وغيره، مات سنة ثمان عشرة ومائة، روى له الجماعة إلا البخاري. انظر: التهذيب 6/163، والتقريب 1/480. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 والأرض مكة" 1. قوله تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [30] نقل الطبري وغيره عن مجاهد {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} نعظمك2. قوله تعالى: {وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} الآية: 35 [31] ومن طريق مجاهد قال: الرغد الذي لا حساب فيه3.   1 فتح الباري 6/364. أخرجه ابن جرير رقم599 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن ابن سابط - في تفسير قوله {فِي الْأَرْضِ} فيما معناه. ولفظه "قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دُحيت الأرض من مكة، وكانت الملائكة تطوف بالبيت، فهي أول من طاف به، وهي "الأرض" التي قال الله {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ، وأخرجه ابن أبي حاتم سورة البقرة، رقم813 حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، به. وقد نقله عنه ابن كثير 1/100 وقال: وهذا مرسل، وفي سنده ضعف، وفيه مدرك، وهو أن المراد بالأرض مكة، والله أعلم، فإن الظاهر أن المراد بالأرض أعم من ذلك ". وأخرجه ابن جرير رقم603 حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن ابن سابط - نحوه، ولفظه "قال في قوله " {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} " قال: يعنون به بني آدم". 2 فتح الباري 6/366. هكذا أورد البخاري هذا التفسير في قوله {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} ، وكذا ذكره ابن حجر، ثم عزاه للطبري، بينما ورد هذا التفسير لقوله {نُقَدِّسُ لَكَ} ، فأخرج ابن جرير رقم623 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله {وَنُقَدِّسُ لَكَ} قال: "نعظّمك ونكبّرك".، وكذا أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/4-5 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ} قال: نعظمك". 3 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن جرير رقم713، 714 من طريق عيسى، وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. وأخرجه رقم715 من طريق القاسم بن أبي بَزَّة، عنه - مثله. قال أبو عبيدة: الرغد الكثير الذي لا يتعب من ماء أو عيش أو كلأ أن مال، يقال: قد أرغد فلان، إذا أصاب عيشا واسعا كثيرا. انظر: مجاز القرآن 1/38. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 [32] عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: {وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} قال: الرغد سعة المعيشة، أخرجه الطبري1. [33] وأخرج من طريق السدي عن رجاله قال: الرغد الهنيء2. قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} الآية: 37 [34] وصل الطبري بإسناد حسن عن أبي العالية {فَتَلَقَّى آدَمُ} هو قوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} 3.   1 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن جرير رقم716 قال: حُدِّثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به. وإسناده ضعيف، فشيخ الطبري لا يُدرى من هو؟ ثم إن فيه انقطاعا بين الضحاك وابن عباس. 2 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن جرير رقم712 قال: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره بمثله. وإسناده ضعيف من أجل السدي؛ قال ابن حجر: وهو كوفي صدوق لكنه جمع التفسير من طرق منها: عن أبي صالح، عن ابن عباس. وعن مرة بن شراحيل، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة، وغيرهم. وخلط روايات الجميع فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف. ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك. انظر: مقدمة العجاب 1/211-212. ثم إنه أبهم شيوخه في هذه الرواية قائلا "عن رجاله". 3 فتح الباري 6/366. أخرجه ابن جرير رقم779 من طريق آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عنه -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} الآية: 45 [35] عن ابن عباس أنه نعي إليه أخوه قثم1 وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام وهو يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} الآية. أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد حسن2. قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [36] وصل عبد بن حميد عن شبابة بالسند المذكور3 عن مجاهد {عَلَى الْخَاشِعِينَ} على المؤمنين حقا4.   1 هو قُثَم - بضم القاف وفتح المثلثة - ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، صحابي صغير، كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، مات سنة سبع وخمسين. انظر: أسد الغابة 4/373-374 رقم4279، والإصابة 5/320-321 رقم7096. 2 فتح الباري 3/172. أخرجه ابن جرير رقم852 حدثنا محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم قالا: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم - فذكره. وقد حسن إسناده ابن حجر كما في الصلب. وأخرجه سعيد بن منصور رقم231 عن إسماعيل بن إبراهيم بن عليه، به نحوه. وأخرجه ابن الأثير في ترجمة قثم من طريق ابن علية، به. أسد الغابة 4/374. والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره 1/124 برواية ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/163 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب. 3 سند عبد بن حميد المشار إليه تقدم برقم 14. وانظر تغليق التعليق 4/172. 4 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم859، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم494 كلاهما من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. وعلقه ابن كثير 1/125 عنه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/164 وعزاه إلى عبد بن حميد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 [37] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال في قوله: {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} قال: يعني الخائفين1. [38] ومن طريق مقاتل بن حيان2 قال: يعني به المتواضعين3. قوله تعالى: {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} الآية: 48 [39] روى ابن أبي حاتم من طريق السدي {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} قال: يعني لا تغني نفس مؤمنة عن نفس كافرة من المنفعة شيئا4.   1 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم857 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم495 كلاهما من طريق آدم بن أبي إياس، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عنه - مثله. وعلقه ابن كثير 1/125 عنه، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/164 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 2 هو مقاتل بن حيان النبطي أبو بسطام البلخي الخراز، ثقة صالح من العباد الصالحين والدعاة إلى الإسلام، صاحب سنة وصدق. حكى أبو الفتح الأزدي أن وكيعا كذبه. ورد عليه الذهبي وقال: "فابن حيان صدوق قوي الحديث، والذي كذبه وكيع فابن سليمان. وكذا رد عليه ابن حجر وقال "أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعا كذبه، وإنما كذب الذي بعده - وهو مقاتل بن سليمان الأزدي -. مات مقاتل قبل الخمسين ومائة. انظر: الجرح والتعديل 8/353، وتهذيب التهذيب 10/248-249، والتقريب 2/272. 3 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم496 قال: قرأت على محمد بن الفضل، ثنا محمد بن علي، ابنا أبو وهب، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، به. علقه عنه ابن كثير 1/125، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/164 ضمن تفسير الآية بطولها، ونسبه إلى البيهقي في الشعب. 4 فتح الباري 8/163. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم503 حدثنا أبو بكر بن أبي موسى الأنصارى، ثنا هارون بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أسباط، عن السدي، عن أبي مالك في الآية - فذكر مثله. وهذا إسناد ضعيف، كما سبق بيانه برقم 33. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/166 موقوفا على السدي، ولم يذكر "عن أبي مالك"، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} الآية: 57 [40] وصل الفريابي عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: المنُّ صمغة، والسلوى الطير1. [41] وكذا قال عبد بن حميد عن شبابة، عن ورقاء2. [42] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: كان المنُّ ينزل على الشجر فيأكلون منه ما شاءوا3. [43] ومن طريق عكرمة قال: كان مثل الرُّب4 الغليظ5.   1 فتح الباري 8/164. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم966، 967، 982، 983، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم557 من طرق، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. ووصله ابن حجر في تغليق التعليق 4/173 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/164. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/173 عن شبابة، عن ورقاء، به. 3 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم556 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به نحوه. وعلقه ابن كثير 1/134 عن علي، عن ابن عباس، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/171 وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 الرُّبُّ: ما يطبخ من التمر، وهو الدبس أيضا. كذا قال ابن الأثير في النهاية 1/181. 5 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم558 عن أبي عبد الله الطهراني، عن حفص ابن عمر العدني، عن الحكم بن أبان، عنه - نحوه. و"حفص بن عمر العدني"، يروي عن "الحكم بن أبان"، ضعيف. انظر: تهذيب التهذيب 1/353، والتقريب 1/188. وذكره ابن كثير 1/134 تعليقا عن عكرمة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/171 إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 [44] ومن طريق السدي قال: كان مثل الترنجبيل1 2. [45] ومن طريق سعيد بن بشير3 عن قتادة قال: كان المن يسقط عليهم سقوط الثلج أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل4.   1 في الدر المنثور "الترنجبين"، قال الزبيدي: التُرنجبين بالضم هو المنُّ المذكور في القرآن. والمن كل طل ينزل من السماء على شجر أو حجر ويحلو وينعقد عسلا ... كالشيرخشت والترنجبين، والسلوى طائر. انظر: تاج العروس - فصل الميم، من باب النون - 9/350، وفي غريب القرآن لابن قتيبة ص 49 "الطرنجبين" بالطاء بدل التاء. 2 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم559 وابن جرير رقم973 كلاهما من طريق أسباط، عنه - نحوه مطولا. وعلقه عنه ابن كثير 1/134. وذكره السيوطي في الدر المثور 1/171 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. وعنده "الترنجبين" بدل "الزنجبيل". 3 سعيد بن بشير الأزدي أو البصري، يروي عن قتادة وغيره، وعنه الوليد بن مسلم وغيره، ضعيف، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات، مات سنة تسع وستين ومائة. انظر: الجرح والتعديل 4/6، والتهذيب 4/8، والتقريب 1/292. 4 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم560 عن أبي زرعة، عن صفوان، عن الوليد، عن سعيد بن بشير، به نحوه. وإسناده ضعيف من أجل "سعيد بن بشير"، لكن الأثر ورد بطريق صحيحة، فقد أخرج عبد الرزاق 1/46 ومن طريقه ابن جرير رقم968 عن معمر، عن قتادة - مختصرا. ولفظه "كان المنّ يسقط عليهم مثل الثلج". وقال ابن حجر - بعدما أورها -: "هذه الأقوال كلها لا تنافي فيها". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 [46] ومن طريق وهب بن منبه 1 قال: المن خبز الرقاق 2. قوله تعالى: {وَالسَّلْوَى} [47] وروى ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: السلوى طائر يشبه السماني3. [48] ومن طريق وهب بن منبه قال: هو السماني4. [49] وعنه قال: هو طير سمين مثل الحمام5.   1 وهب بن منبّه بن كامل اليماني، أبو عبد الله الأبناوي، ثقة، مات سنة بضع عشرة. أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه ففي التفسير. التقريب 2/339. 2 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم561 عن أبي عبد الله الطهراني، عن إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، عنه - نحوه. صحح إسناده المحقق. وأخرجه ابن جرير رقم972 عن المثنى، عن إسحاق، عن إسماعيل بن عبد الكريم، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/171 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم564 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. علقه عنه ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/171 لابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم565 من طريق سفيان - وهو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار، عنه - نحوه مطولا. وهذا إسناد صحيح إلى وهب. وانظر تفسير ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/172 لسفيان بن عيينة وابن أبي حاتم. 5 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن جرير رقم984 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد قال: سمعت وهبا - وسئل: ما السلوى؟ فذكر مثله. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم567 عن أبي عبد الله الطهراني، عن إسماعيل بن عبد الكريم، به. وإسناده صحيح تقدم برقم 46. علقه عنه ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/172 لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 [50] ومن طريق عكرمة قال: طير أكبر من العصفور1. قوله تعالى: {وَفُومِهَا} الآية: 61 [51] أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما: أن الفوم الحنطة2. [52] حكى الفراء في معاني القرآن عن عطاء 3 وقتادة قال: الفوم كل   1 فتح الباري 8/164. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم568 عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني، عن حفص بن عمر، عن الحكم بن أبان، عنه - نحوه. ولفظه "وأما السلوى فطير كطير يكون باطنه أكبر من العصفور أو نحو ذلك". و"حفص بن عمر العدني" متفق على ضعفه، وقد تقدم برقم 43. علقه عنه ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/171 لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/162. أما أثر ابن عباس فأخرجه ابن جرير رقم1073 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، به. وأخرجه رقم1074 من طريق الضحاك، ورقم1076 من طريق نافع بن أبي نعيم، عنه، به. وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم1064 من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. وأخرج رقم1063 من طريق سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء ومجاهد قوله {وَفُومِهَا} قالا: خبزها. وأما غيرهما فقد أخرج ابن جرير عن كل من عطاء، وقتادة، والحسن، وأبي مالك، والسدي، وابن زيد مسندة عنهم. وانظر: تفسير ابن كثير 1/144-145. 3 هو عطاء بن أبي رباح، القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال. قال يحيى القطان: مرسلات مجاهد أحب إلينا من مرسلات عطاء بكثير كان عطاء يأخذ من كل ضرب. وقال أحمد: ليس في المرسل أضعف من مرسل الحسن وعطاء كانا يأخذان من كل أحد. مات سنة أربع وعشرة ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الميزان 2/70، والتقريب 2/22. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 حب يختبز1. [53] وحكى ابن جرير أن في قراءة ابن مسعود "الثوم" بالمثلثة2. [54] وبه فسره سعيد بن جبير وغيره3.   1 فتح الباري 8/162. أما أثر عطاء فقد أخرجه ابن جرير رقم1063، 1071 من طريق سفيان وحجاج كلاهما، عن ابن جريج، عن عطاء - نحوه، ولفظهما "وفومها: خبزها"، في رواية حجاج قال عقبه "قالها مجاهد". وأما أثر قتادة فأخرجه أيضا ابن جرير رقم1066 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه وعن الحسن، به. وأخرجه رقم1065 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه وعن الحسن - مثله. وعلقه ابن كثير 1/145 عنهما. 2 فتح الباري 8/162. وقد حكى ابن جرير القراءة المذكورة، ولم يسندها قائلا: "وذُكر أن ذلك قراءة عبد الله ابن مسعود، ثم قال: فإن كان محفوظا فإنه من الحروف المبدلة، كقولهم: وقعوا في عاثور شرّ وعافور شرّ ... انظر تفسير الطبري 2/130، وتفسير ابن كثير 1/144. وعزى السيوطي في الدر المنثور 1/177 هذه القراءة لسعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف. هذا وقد أخرجه سعيد بن منصور رقم191 قال: نا سفيان - وهو ابن عيينة - وسئل عنه، فقال: كما يقرأ عبد الله "وثومها". وسنده معضل بين ابن عيينة وابن مسعود. وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 56 من طريق مسكين بن بُكَير، عن هارون ابن موسى قال: في قراءة ابن مسعود: من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها. وهو أيضا معضل بين هارون وابن مسعود. وأخرجه من الطريق نفسه عن هارون قال: حدثنا صاحب لنا، عن أبي رَوْق، عن إبراهيم التيمي، عن ابن عباس قال: قراءتي قراءة زيد، وأنا آخذ ببضعة عشر حرفا من قراءة ابن مسعود، هذا أحدها: من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها. وهذا أيضا ضعيف؛ لأن فيه راو لم يسم. 3 فتح الباري 8/162. أسند ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم619 عن الحسن - مثله، ثم قال: وروي عن سعيد بن جبير والربيع والضحاك نحو ذلك. وعلقه عنه ابن كثير 1/144. وانظر التعليق على ما قبله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} الآية:62 [55] وصل ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية "الصابئين" فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور1. [56] وروى ابن مردويه بإسناد حسن عن ابن عباس قال: الصائبون ليس لهم كتاب2. قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} الآية: 63 [57] وصل عبد بالسند المذكور3 عن مجاهد {بِقُوَّةٍ} يعمل بما فيه4.   1 فتح الباري 1/454. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة، رقم643 حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، به. 2 فتح الباري 1/454. لم أقف على إسناده، وله شاهد فيما أخرج عبد الرزاق في تفسيره 1/47 عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد في قوله {وَالصَّابِئِينَ} قال: الصابئون قوم بين اليهود والمجوس ليس له دين. وأثر مجاهد هذا ذكره ابن كثير ثم قال: وكذا رواه ابن أبي نجيح، عنه، وروي عن عطاء وسعيد بن جبير نحو ذلك. ثم رجّح هذا القول. انظر: تفسير القرآن العظيم 1/148. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/183 عن مجاهد قال: سئل ابن عباس عن الصابئين؟ فقال: هو قوم بين اليهود والنصارى والمجوس، لا تحل ذبائحهم ولا مناكحهم، وقد عزاه إلى عبد الرزاق، هذا ولم أجده في تفسيره. 3 يقصد "عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد". 4 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم661 من طريق ورقاء، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 [58] وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق أبي العالية قال: القوة الطاعة1. [59] ومن طريق قتادة والسدي قال: القوة الجد والاجتهاد2. قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} الآية: 66 [60] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} أي عقوبة لما خلا من ذنوبهم {وَمَا خَلْفَهَا} أي عبرة لمن بقي بعدهم من الناس3. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الآية: 67 [61] وقصة البقرة أوردها آدم بن أبي إياس في تفسيره قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ   1 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم660 حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عنه - مثله. وأخرجه ابن جرير رقم1128 عن المثنى، عن آدم، به. وعلق عنه ابن كثير 1/150. 2 فتح الباري 8/161. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم1129 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم662 كلاهما من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عنه - نحوه. ولفظه "قال: القوة: الجد". وأما أثر السدي فأخرجه ابن جرير رقم1130 من طريق أسباط، عنه - نحوه. ولفظه "بقوة يعني بجد واجتهاد". 3 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم682، 686 من طريق آدم، عن أبي جعفر الرازي، به. وذكره ابن كثير 1/153 عنه معلقا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} قال: كان رجل من بني إسرائيل، غنيا ولم يكن له ولد، وكان له قريب وارث، فقتله ليرثه، ثم ألقاه على مجمع الطريق، وأتى موسى فقال: إن قريبي قُتل وأُتي إليّ أمر عظيم، وإني لا أجد أحدا يبيّن لي قاتله غيرك يا نبي الله، فنادى موسى في الناس: من كان عنده علم من هذا فليبينه، فلم يكن عندهم علم، فأوحى الله إليه: قل لهم فليذبحوا بقرة، فعجبوا وقالوا: كيف نطلب معرفة من قتل هذا القتيل فنؤمر بذبح بقرة؟ وكان ما قصه الله تعالى قال: {إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ} يعني لا هرمة ولا صغيرة {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} أي نصف بين البكر والهرمة {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا} أي صاف {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} أي تعجبهم {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ} الآية {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ} - أي لم يذلها العمل – {تُثِيرُ الْأَرْضَ} يعني ليست بذلول فتثير الأرض {وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ} يقول: ولا تعمل في الحرث {مُسَلَّمَةٌ} أي من العيوب {لا شِيَةَ فِيهَا} - أي لا بياض – {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} قال: ولو أن القوم حين أمروا بذبح بقرة استضوا أي بقرة كانت لأجزأت عنهم، ولكنهم شددوا فشدد عليهم، ولولا أنهم استثنوا فقالوا: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} لما اهتدوا إليها أبدا، فبلغنا أنهم لم يجدوها إلا عند عجوز، فأغلت عليهم في الثمن، فقال لهم موسى: أنتم شددتم على أنفسكم فأعطوها ما سألت، فذبحوها، فأخذوا عظما منها فضربوا به القتيل فعاش فسمى لهم قاتله، ثم مات مكانه فأخذ قاتله، وهو قريبه الذي كان يريد أن يرثه فقتله الله على أسوأ عمله1.   1 فتح الباري 6/440. أخرجه ابن جرير رقم1173 حدثني قال: حدثنا آدم، به. ونقله ابن كثير 1/154 عن آدم بن أبي إياس في تفسيره، به سندا ومتنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 [62] وأخرج ابن جرير هذه القصة مطولا من طريق العوفي1 عن ابن عباس2. [63] ومن طريق السدي كذلك3. [64] وأخرجها هو وابن أبي حاتم وعبد بن حميد بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين 4 عن عبيدة بن عمرو السلماني 5 أحد كبار التابعين6.   1 هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، أبو الحسن، ضعيف، يدلس، ويخطئ كثيرا، رمي بالتشيع. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. وقال الذهبي: تابعي شهير ضعيف. مات سنة إحدى عشرة ومائة. انظر: الجرح والتعديل 6/383، وميزان الاعتدال 3/476 رقم5667 والتهذيب 7/200-202 والتقريب 2/24. 2 فتح الباري 6/440. أخرجه ابن جرير رقم1299 من طريق العوفي، به نحو رواية أبي العالية. وفيه أن الذين قتله بنو أخيه. 3 فتح الباري 6/440. أخرجه ابن جرير رقم1174 حدثني موسى قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكره بنحو رواية أبي العالية. وفيه "أن الرجل المقتول كانت له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج. فخطب إليه ابن أخيه ابنته، فأبى أن يزوجه إياها، فغضب الفتى وقال: والله لأقتلن عمي، ولآخذنّ ماله، ولأنكحنّ ابنته، ولآكلنّ ديته! فذكر القصة بتمامها. 4 محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة، البصري، ثقة ثبت عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، مات سنة عشر ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/169. 5 عَبيدة بن عمرو السلماني، المرادي، أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير، مخضرم، أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يلقه، روى عن علي وغيره من الصحابة، ثقة ثبت، مات في حدود السبعين، أخرج له الستة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/78، والتقريب 1/547. 6 فتح الباري 6/440. أخرجه عبد بن حميد فيما ذكره ابن كثير 1/154، وابن جرير رقم1172، وابن أبي حاتم رقم695 من طرق عن محمد بن سيرين، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} الآية: 80 [65] وقد أخرج الطبري من طريق عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا إليها قوم آخرون - يعنون محمداً وأصحابه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رءوسهم، "بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم فيها أحد"، فأنزل الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} الآية1. [66] وأخرج الطبري أيضا من وجه آخر عن عكرمة قال: اجتمعت يهود تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن تصيبنا النار" فذكر نحوه وزاد "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذبتم، بل أنتم خالدون مخلدون، لا نخلفكم فيها أبدا إن شاء الله تعالى"، فنزل القرآن تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم2. [67] ومن طريق ابن إسحاق3   1 فتح الباري 10/246. أخرجه ابن جرير رقم1406 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حفص ابن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. 2 فتح الباري 10/246. أخرجه ابن جرير رقم1407 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. وليس فيه قوله "فنزل القرآن تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم". 3 هو محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر، المطلبي مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي. رأى أنس ابن مالك وابن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وروى عن أبيه وعميه عبد الرحمن وموسى والأعرج ونافع مولى ابن عمر والزهري وخلق كثير. اختلفت أقوال علماء الجرح والتعديل فيه، فقال الذهبي: وهو صالح الحديث، ما له عندي ذنب إلا ما قد حشا في السيرة من الأشياء المنكرة المنقطعة والأشعار المكذوبة. وقال أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث. وقال ابن معين: ثقة، وليس بحجة. وقال ابن المديني: حديثه عندي صحيح. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يدلّس، ورمي بالتشيع والقدر. مات سنة خمسين ومائة. ويقال بعدها. انظر ترجمته في الجرح والتعديل 7/191، وميزان الاعتدال 4/388، رقم7197، والتهذيب 9/34، والتقريب 2/144. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 عن سيف بن سليمان1 عن مجاهد عن ابن عباس "إن اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار، وإنما هي سبعة أيام فنزلت" وهذا سند حسن2.   1 في الفتح "سيف بن سليم" وهو تصحيف، فهو"سيف بن سليمان"، ويقال ابن أبي سليمان المخزومي مولاهم، أبو سليمان المكي، روى عن مجاهد وغيره، ثقة ثبت رمي بالقدر، مات بعد الخمسين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/258، والتقريب 1/344. 2 فتح الباري 10/246. لم أجد هذه الرواية في تفسير الطبري، مع أن ابن حجر عطفها على التي قبلها مما يفهم أنه عزاها إليه. هذا وقد نقلها ابن كثير 1/169 عن ابن إسحاق، حيث قال: قال محمد ابن أسحاق: عن سيف بن سليمان، عن مجاهد، به مثله. وابن إسحاق مدلّس، وقد عنعن. وذكرها السيوطي في في أسباب النزول ص 20-21 وقال: أخرجها الطبراني في الكبير وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور 1/207 أيضا، ونسبها إلى ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والواحدي. هذا وقد أخرجها كل من ابن جرير رقم1410، وابن أبي حاتم سورة الفاتحة والبقرة، رقم818، والواحدي ص 35 كلهم من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس - نحوه. وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد في أوائل السورة رقم11. ثم وجدتها عند الطبراني في الكبير من الطريق المذكوة هنا، فقد أخرجها برقم 1116 حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن سيف بن سليمان، عن مجاهد، عن ابن عباس - فذكر مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/317 بهذا اللفظ، ولم يعزه لأحد، ولم يتكلم عليه بشيء، وهذا خلاف عادته. هذا وقد حسن ابن حجر إسناده كما سبق في الصلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 [68] ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم1 حدثني أبي زيد ابن أسلم2 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود: "أنشدكم الله مَن أهل النار الذين ذكرهم الله في التوراة؟ " قالوا: إن الله غضب علينا غضبة فنمكث في النار أربعين يوما ثم نخرج فتخلفوننا فيها، فقال: "كذبتم، والله لا نخلفكم فيها أبدا"، فنزل القرآن تصديقا له. وهذان خبران مرسلان يقوي أحدهما الآخر، ويستفاد منهما تعيين مقدار الأيام المعدودة المذكورة في الآية3. قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 89 [69] وروى ابن إسحاق في السيرة النبوية عن عاصم بن عمر بن قتادة 4 عن أشياخ لهم قالوا: فينا وفي اليهود نزلت، وذلك أنا كنا قد علوناهم في الجاهلية فكانوا يقولون: إن نبيا سيبعث قد أظل زمانه فنقتلكم معه، فلما   1 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي ولاء المدني، رجل صالح عابد لكنه ضعيف في الحديث بالاتفاق. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/233، والميزان 3/278 رقم4868، والتهذيب 6/161، والتقريب 1/480. 2 زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، أو أبو أسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يرسل، مات سنة ست وثلاثين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/272. 3 فتح الباري 10/246. أخرجه ابن جرير رقم1409 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، به. وإسناده ضعيف، ثم إنه مرسل. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/207 وعزاه لابن جرير فقط. 4 هو عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري، أبو عمر المدني، ثقة، عالم بالمغازي، من الرابعة، مات بعد العشرين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/385. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 بعث الله نبيه واتبعناه كفروا به، فنزلت1. [70] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس مطولا2. [71] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {يَسْتَفْتِحُونَ} يستنصرون3. [72] ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: أي يستظهرون4.   1 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 2/573 ومن طريق ابن جرير رقم1519 قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، به نحوه مطولا. علق عليه الشيخ أحمد شاكر قائلا: هذا له حكم الحديث المرفوع، لأنه حكاية عن وقائع في عهد النبوة، كانت سببا لنزول الآية، تشير الآية إليها، الراجح أن يكون موصولا؛ لأن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري المدني: تابعي ثقة، وهو يحكي عن "أشياخ لهم"، فهم آله من الأنصار. وعلى هذا رجحنا اتصاله. اهـ قوله. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/215-216 ونسبه لابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وأبي نعيم، والبيهقي كلاهما في الدلائل. 2 فتح الباري 8/162. أخرجه الحاكم 2/263 من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - فذكره مطولا. ولفظه "قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود خيبر، فعاذت بهذا الدعاء "اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن نخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم " قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء، فهزموا غطفان، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به، فأنزل الله وقد كانوا يستفتحون بك يا محمد على الكافرين. قال الحاكم: أدت الضرورة إلى إخراجه في التفسير، وهو غريب من حديثه، وعقبه الذهبي قائلا: لا ضرورة في ذلك، فعبد الملك متروك هالك. 3 فتح الباري 8/162. إسناده ضعيف، أخرجه ابن جرير رقم1522 من طريق عطية العوفي، عنه مطولا. ولفظه "يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب، يعني بذلك أهل الكتاب، فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ورأوه من غيرهم، كفروا به وحسدوه. 4 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن جرير رقم1532 حدثت عن المنجاب قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، به مطولا. وفيه بشر بن عمارة ضعيف، ثم إن الضحاك لم يلق ابن عباس فهو ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 قوله تعالى: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} الآية: 90 [73] وصل عبد بن حميد من طريق قتادة {فَبَاءُوا} فانقلبوا1. قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ} الآية: 97 [74] وصل الطبري من طريق عاصم 2 عن عكرمة قال: جبريل: عبد الله، وميكائيل: عبيد الله3، إيل الله4. [75] ومن وجه آخر عن عكرمة "جبر" عبد، و"ميك" عبد 5 و"إيل" الله6.   1 فتح الباري 8/162. وعلقه البخاري عنه. قال ابن حجر في تغليق التعليق 4/172 قال عبد الرزاق في تفسيره: ثنا معمر، عن قتادة بهذا. اهـ. ولم يشر إلى رواية عبد بن حميد، كما لم يشر في الفتح إلى رواية عبد الرزاق هذه، ولم أجدها في تفسيره، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/178 ونسبه إلى عبد بن حميد. 2 هو عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، مات بعد سنة أربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/38، والتقريب 1/384. 3 في الفتح "عبد الله"، والتصحيح من تفسير الطبري. ويأتي ما يدل عليه عن علي بن الحسين برقم 78. 4 فتح الباري 8/165. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم1624 حدثنا الحسين بن يزيد الضحاك، قال: حدثنا إسحاق بن منصور - هو السلوليّ - قال: حدثنا قيس - هو ابن الربيع -، عن عاصم، به مثله. 5 عند الطبري "وميكا" بالألف، وعلق عليه المحقق قائلا: لعله "وميكا" قال: "عبيد" بالتصغير، كما سلف آنفا. أهـ. 6 فتح الباري 8/165. أخرجه ابن جرير رقم1628 عن ابن وكيع، عن أبيه، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة - نحوه. وهذا إسناده ضعيف؛ ففيه ابن وكيع ضعيف، وخصيف صدوق سيئ الحفظ. التقريب 1/224. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 [76] ومن طريق يزيد النحوي1، عن عكرمة عن ابن عباس نحو الأول، وزاد: وكل اسم فيه "إيل" فهو الله2. [77] ومن طريق عبد الله بن الحارث البصري - أحد التابعين - 3 قال: إيل الله بالعبرانية4. [78] ومن طريق علي بن الحسين 5 قال: اسم جبريل عبد الله وميكائيل عبيد الله - يعني بالتصغير - وإسرافيل عبد الرحمن، وكل اسم فيه إيل فهو معبد لله6.   1 يزيد بن أبي سعيد النحوي، أبو الحسن، القرشي مولاهم، المروزي، ثقة عابد، قتل ظلما سنة إحدى وثلاثين ومائة. التقريب 2/365. 2 فتح الباري 8/165. أخرجه ابن جرير رقم1621 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، به. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري، ضعيف. 3 الأنصاري، أبو الوليد، ثقة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، سمع من عدد من الصحابة، يروى عنه المنهال بن عمرو وغيره. أخرج له الجماعة. انظر: الجرح والتعديل 5/31، والتهذيب 5/158-159، والتقريب 1/408. 4 فتح الباري 8/165. أخرجه ابن جرير 1623 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث - مثله. وابن حميد شيخ الطبري ضعيف. 5 علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه. مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/268-270، والتقريب 2/35. 6 فتح الباري 8/165. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} الآية:102 [79] وأخرج1 بسند صحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: انطلقت الشياطين في الأيام التي ابتلي فيها سليمان، فكتبت كتبا فيها سحر وكفر، ثم دفنتها تحت كرسيه ثم أخرجوها بعده فقرأوها على الناس2. [80] وأخرج الطبري وغيره عن السدي: إن سليمان كان جمع كتب السحر والكهانة فدفنها تحت كرسيه، فلم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي، فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين يعرفون الأمر جاءهم شيطان في صورة إنسان فقال لليهود: هل أدلكم على كنز لا نظير له؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي، فحفروا - وهو متنح عنهم - فوجدوا تلك الكتب، فقال لهم: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن بهذا، ففشا فيهم أن سليمان كان ساحرا، فلما نزل القرآن بذكر سليمان في   = أخرجه ابن جرير رقم1625 حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقري، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن علي بن حسين - نحوه. وهذا إسناد ضعيف لأجل "الحسين بن عمرو العنقري"؛ فهو ضعيف، قال أبو زرعة: كان لايصدق. انظر: الجرح والتعديل 3/61-62. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم382 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد ابن عمرو بن عطاء، قال: قال لي علي بن الحسين - فذكره. ومحمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/225 ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ في العظمة عن علي بن حسين. 1 أي الطبري؛ فإنه معطوف على سبق من التصريح به. 2 فتح الباري 10/224. أخرجه ابن جرير رقم1654 حدثني سَلْم بن جُنادة السوائي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الأنبياء أنكرت اليهود ذلك، وقالوا إنما كان ساحرا، فنزلت هذه الآية1. [81] ومن طريق سعيد بن جبير بسند صحيح نحوه2. [82] ومن طريق عمران بن الحارث 3 عن ابن عباس موصولا بمعناه4.   1 فتح الباري 10/223. أخرجه ابن جرير رقم1646 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - نحوه. وفي أوله السبب الذي عمد سليمان عليه السلام إلى ذلك، ففيه "كانت الشياطين تصعد إلى السماء، فتقعد منها مقاعد للسمع، فيستمعون من كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيث أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس، فيجدونه كما قالوا، حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم فأدخلوا فيه غيره، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة. فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب، وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب، فجعلها في صندوق ... إلخ. وذكره ابن كثير 1/194 عن السدي تعليقا، ولم يعلق عليه بشيء. 2 فتح الباري 10/223. أخرجه ابن جرير رقم1659 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر ابن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، ولفظه "قال: كان سليمان يَتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر، فيأخذه فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته. فلم تقدر الشياطين أن يَصلوا إليه، فدنت إلى الإنس فقالوا لهم: أترديدون العلم الذي كان سليمان يسخّر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم، قالوا: فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه. فاستثارته الإنس فاستخرجوه فعملوا به. فقال أهل الحجاز: كان سليمان يعمل بهذا، وهذا سحر! فأنزل الله جل ثناؤه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم براءة سليمان. فقال: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} الآية، فأنزل الله براءة سليمان على لسان نبيه عليه السلام. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري، ضعيف، هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده، كما في الصلب. والأثر ذكره ابن كثير 1/195 عن سعيد بن جبير تعليقا، ولم يعلق عليه بشيء. 3 عمران بن الحارث السلمي، أبو الحكم الكوفي، ثقة. أخرج له مسلم والنسائي. التقريب 2/82. 4 فتح الباري 10/223. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 [83] وأخرج من طريق الربيع بن أنس نحوه ولكن قال: إن الشياطين هي التي كتبت كتب السحر ودفنتها تحت كرسيه، ثم لما مات سليمان استخرجته وقالوا: هذا العلم الذي كان سليمان يكتمه الناس1. [84] وأخرجه من طريق محمد بن إسحاق، وزاد: أنهم نقشوا خاتما   = أخرجه ابن جرير رقم1662 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمران بن الحارث - فذكره، ولفظه " قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ جاءه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أَيّهِ؟ قال: من الكوفة. قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن عليّا خارج إليهم. ففزع فقال: ما تقول لا أبا لك لو شعرنا ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه، أما إني أحدثكم من ذلك أنه كانت الشياطين يسترقون السمع من السماء فيأتي أحدهم بكلمة حقّ قد سمعها، فإذا حدث منه صدق كذب معها سبعين كذبة، قال: فيشربها قلوب الناس فأطلع الله عليها سليمانَ فدفنها تحت كرسيه. فلما توفي سليمان بن داود قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممَنّع الذي لا كنز مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر. فتناسخها الأمم، حتى بقاياهم ما يتحدّث به أهل العراق. فأنزل الله عذر سليمان: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} ". وأخرجه الحاكم 2/265 عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، به. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص "صحيح". 1 فتح الباري 10/223. أخرجه ابن جرير رقم1647 قال: حُدِّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع - فذكره، ولفظه "قال في قوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} قالوا: إن اليهود سألوا محمداً صلى الله عليه وسلم زمانا عن أمور من التوراة، لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوا عنه، فيخصمهم، فلما رأوا ذلك قالوا: هذا أعلم بما أنزل إلينا منّا! وأنهم سألوه عن السحر وخاصموه به، فأنزل الله جل وعز: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} . وإن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر" فذكره بنحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 على نقش خاتم سليمان وختموا به الكتاب وكتبوا عنوانه "هذا ما كتب آصف بن برخياء الصديق الملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم" ثم دفنوه، فذكر نحو ما تقدم1.   1 فتح الباري 10/223. أخرجه ابن جرير رقم1650 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق - فذكره. ولفظه " قال: عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان بن داود عليه السلام، فكتبوا أصناف السحر: من كان يحبّ أن يبلغ كذا وكذا، فليفعل كذا وكذا. حتى إذا صنعوا أصناف السحر، جعلوه في كتاب، ثم ختموا عليه بخاتم على نقش خاتم سليمان، وكتبوا في عنوانه: "هذا ما كتب آصف بن برخيا الصدّيق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم". ثم دفنوه تحت كرسيه، فاستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حين أحدثوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: ما كان سليمان بن داود إلا بهذا. فأفشوا السحر في الناس وتعلموه وعلموه، فليس في أحد أكثر منه في يهود. فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نزل عليه من الله سليمان بن داود وعدّه فيمن عدّه من المرسلين، قال من كان بالمدينة من يهود: ألا تعجبون لمحمد صلى الله عليه وسلم يزعم أن سليمان بن داود كان نبيّا والله ما كان إلا ساحرا فأنزل الله في ذلك من قولهم على محمد صلى الله عليه وسلم: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} . قال: كان حين ذهب ملك سليمان ارتدّ فِئَامٌ من الجنّ والإنس واتبعوا الشهوات. فلما رجع الله إلى سليمان ملكه، قام الناس على الدين كما كانوا. وإن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه. وتوفي سليمان حِدْثان ذلك، فظهرت الجنّ والإنس على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منا. فأخذوا به فجعلوه دينا، فأنزل الله: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} وهي المعازف واللعب وكلّ شيء يصدّ عن ذكر الله". ونقله ابن كثير 1/195 عن ابن إسحاق، به. وفي إسناده "ابن حميد"، شيخ الطبري، ضعيف، ثم إنه مرسل، فابن إسحاق لم يشهد التنزيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 [85] وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس نحو ما تقدم عن السدي، ولكن قال: إنهم لما وجدوا الكتب قالوا: هذا مما أنزل الله على سليمان فأخفاه منا1. قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} الآية: 102 [86] أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في قوله: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أي: باعوا2.   1 فتح الباري 10/223-224. في تفسير الطبري ذكر هذا الإثر كجزء من رواية ابن إسحاق - كما سبق في الحاشية السابقة -، أما ابن كثير فذكره مستقلا، وقال: "وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} الآية: وكان حين ذهب ملك سليمان ... " وساق الخبر كما ذكرت في الحاشية السابقة. والعوفي هو عطية ضعيف وقد تقدم برقم 71. وانظر: تفسير ابن كثير 1/193. هذا وقد أشار إلى ذلك محقق تفسير الطبري الشيخ محمود محمد شاكر، وقال "فلست أدري أفي نسخ الطبري سقط، أم هذه جزء من رواية الطبري عن ابن إسحاق من حديث ابن عباس". 2 فتح الباري 8/162. هكذا فسره أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/48، وذكره البخاري في ترجمة الباب. أخرجه ابن جرير رقم1716 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقتم1037 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به. ولفظهما "يعني: اليهود يقول: بئس ما باعوا به أنفسهم". قلت: وهو كذلك؛ لأن سياق الآيات فيهم، حيث يقول جل ثناءه {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [101-102] . والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/251 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا} الآية: 104 [87] وروى ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور 1 عن الحسن قال: الراعن السخري من القول، نهاهم الله أن يسخروا من محمد صلى الله عليه وسلم2. [88] وقد فسر مجاهد: لا تقولوا اسمع منا ونسمع منك3. [89] وعن عطاء 4: كانت لغة تقولها الأنصار، فنهوا عنها5.   1 عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري، يروي عن الحسن وغيره، ضعيف تغير بآخره، وفي أحاديثه نكارة، وكان مدلسا وقدريا داعية للقدر. وكان قاضيا بالبصرة. انظر: الجرح والتعديل 6/86، والتهذيب 5/90-91، والتقريب 1/393. 2 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1048 حدثنا الحسن بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار، ثنا سرور بن المغيرة، عن عباد بن منصور، به نحوه. وهذا إسناد ضعيف لحال "عباد بن منصور". وفي البخاري راعنا من الرعونة، إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا راعنا، قال ابن حجر: هذا على قراءة من نون. وهي قراءة الحسن البصري وأبي حيوة، ووجهه أنها صفة لمصدر محذوف أي: لا تقولوا قولا راعنا. أي قولا ذا رعونة انتهى. وقد رد ابن جرير 2/466 قراءة الحسن هذه واعتبرها قراءة مخالفة لقراءة المسلمين، وأنه لا يجوز لأحد أن يقرأ بها لشذوذها وخروجها من قراءة المتقدمين والمتأخرين، وخلافها ما جاءت به الحجة من المسلمين. انظر: زاد المسير 1/126، والبحر المحيط 1/338. 3 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن جرير رقم1726 من طريق عيسى، عن ابن نجيح، عنه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/253 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 4 هو ابن أبي رباح. 5 فتح الباري 8/162-163. أخرجه ابن جرير رقم1734 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1046 كلاهما من طريق عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي - عن عطاء، به. وأخرجه ابن جرير رقم1733 من طريق عبد الرزاق، عن عطاء - نحوه. وذكره ابن كثير 1/214 عن عطاء تعليقا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/253 وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير، والنحاس في ناسخه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 [90] وعن السدي قال: كان رجل يهودي يقال له رفاعة بن زيد1 يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له: ارعني سمعك واسمع غير مسمع، فكان المسلمون يحسبون أن في ذلك تفخيما للنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولون ذلك فنهوا عنه2. [91] وروى أبو نعيم في "الدلائل" بسند ضعيف جداً عن ابن عباس قال: راعنا بلسان اليهود السب القبيح، فسمع سعد بن معاذ ناسا من اليهود خاطبوا بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لئن سمعتها من أحد منكم لأضربن عنقه"3.   1 هو رفاعة بن زيد بن التابوت من يهود بني قريظة، وقال ابن إسحاق وابن جرير: هو من بني قينقاع، أحد عظماء اليهود. وهو الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هبت عليه الريح وهو قافل من غزوة بني المصطلق فاشتد عليه حتى أشفق المسلمون منها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاتخافوا؛ فإنما هبّت لموت عظيم من عظماء الكفار"، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد رفاعة بن زيد بن التابوت مات ذلك اليوم الذي هبت فيه الريح. وكان رفاعة هذا من الذين أظهر الإسلام نفاقا. انظر: سيرة ابن هشام ص 544، 557، 594، 603، 1116، وتفسير الطبري 2/462، وتفسير ابن أبي حاتم سورتا الفاتحة والبقرة، ص 320 الحاشية. 2 فتح الباري 8/163. أخرجه ابن جرير رقم1738، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1056 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي - نحوه. وذكره ابن إسحاق في السيرة نحوه من غير إسناد سيرة ابن هشام 2/594 و3/1115-1116. وذكره ابن كثير 1/214 عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/253 وعزاه ولابن جرير وابن المنذر. 3 فتح الباري 8/163. لم يقع لي هذه الرواية في دلائل النبوة لأبي نعيم المطبوع، فالموجود منه إنما هو منتخب من دلائل النبوة، وأن أصل دلائل النبوة المطول مفقود، ولكن الحافظ ابن حجر قد كفانا البحث عن إسناده، فقد بين أن إسناده ضعيف جداً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} الآية: 106 [92] روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {بِخَيْرٍ مِنْهَا} أي في المنفعة والرفق والرفعة1. [93] أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "خطبنا عمر فقال: إن الله يقول {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} أي: نؤخرها"2. [94] كان سعيد بن المسيب3 يقرأها {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}   1 فتح الباري 8/158. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1074، وابن جرير رقم1771 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. وأورده ابن كثير 1/217، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/255 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات. 2 فتح الباري 8/167. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1070 حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي، حدثنا خلف، حدثنا الخفاف، عن إسماعيل بن مسلم، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وهذا إسناد ضعيف؛ لأن "إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق البصري" متفق على ضعفه، وتوهين روايته في الحديث، بل له أحاديث مناكير. قال ابن حجر: ضعيف الحديث. انظر: ميزان الاعتدال 1/248 رقم945، والتقريب 1/74. والأثر نقله ابن كثير 1/216 عن ابن أبي حاتم بسنده ومتنه. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/255 ولم ينسبه إلا إلى ابن أبي حاتم. 3 سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه. مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: 1/74-777، والتقريب 1/305-306. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 فأنكر عليه سعد بن أبي وقاص1، واستدل بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} ، وكانت قراءة سعد {أَوْ تَنسَاهَا} 2. [95] وروى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: ربما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل ونسيه بالنهار فنزلت3.   1 هو سعد بن مالك بن وُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري، أبو إسحاق، صحابي جليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة، مات بالقيق سنة خمس وخمسين على المشهور. انظر: أسد الغابة 2/452، رقم2038، والتقريب 1/290. 2 فتح الباري 8/167. أخرجه عبد الرزاق 1/55 ومن طريقه ابن جرير رقم1755، 1756 وسعيد بن منصور رقم208 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1066 والحاكم 2/242 كلهم من طريق يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة - نحوه. ولفظه - كما عند ابن جرير - قال القاسم: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: {ما ننسخ من ءاية أو تَنْسَهَا} ، قلت له: فإن سعيد بن المسيب يقرؤها: {أو تُنسها} ، قال: فقال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب! قال الله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} [الأعلى:6] ، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف:24] . وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلت: وفي هذا نظر؛ فإن القاسم هو عبد الله بن ربيعة، وربما نسب إلى جده، ليس من رجال الشيخين، أخرج أبو داود في الناسخ والنسائي، قال ابن حجر "مقبول "، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 8/287، والتقريب 2/117. والأثر ذكره ابن كثير 1/216، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/255 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد الرزاق في تفسيره وأبي داود في ناسخه وابنه في المصاحف والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم. 3 فتح الباري 8/167. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1065 حدثنا أبي، ثنا ابن نفيل، ثنا محمد بن الزبير الحراني، عن الحجاج الجزري، عن عكرمة، به نحوه. وهذا إسناد ضعيف، فمحمد بن الزبير الحراني يكنى أبا بشر لين الحديث. الجرح والتعديل 7/259. وأما شيخه الحجاج بن تميم الجزري فضعيف. انظر: التقريب 1/152. والحديث ذكره ابن كثير 1/216 عن ابن أبي حاتم بسنده ومتنه. وهو في الدر المنثور 1/254 وقد نسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن عدي وابن عساكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} الآية: 124 [96] أخرج عبد الرزاق في تفسيره والطبري من طريقه بسند صحيح عن طاوس1 عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قال: ابتلاه الله بالطهارة، خمس في الرأس، وخمس في الجسد2. قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} الآية: 125 [97] روى عبد بن حميد بإسناد جيد عن مجاهد في قوله: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً} قال يحجون ثم يعودون3 4   1 طاوس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن، الحميري مولاهم، الفارسي، ويقال اسمه ذكوان، وطاوس لقب، ثقة فقيه، فاضل، مات سنة ست ومائة، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 1/377. 2 فتح الباري 10/337. أخرجه عبد الرزاق 1/57، ومن طريقه الطبري رقم1910 قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، به. وتمامه قال: "في الرأس: قصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسِّواك، وفَرْق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحَلق العانة، والخِتان، ونَتْف الإبط، وغَسل أثر الغائط والبول بالماء ". وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في سبق. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/273 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - والبيهقي في سننه. قال ابن حجر عقبه: وصحّ عن ابن عباس أن الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن هي خصال الفطرة ومنهن الختان. 3 قوله {مَثَابَةً} أي مرجعا للحجاج والعمار يتفرقون عنه، ثم يعودون إليه. كذا فسره ابن حجر. 4 لم أجده بهذا اللفظ إلا عند السيوطي في الدر المنثور 1/289 ولفظه "عن مجاهد في = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 [98] عن عطاء 1 {مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ} قال: عرفة وغيرها من المناسك؛ لأنه قام فيها ودعا2. [99] وقال مجاهد: المراد بمقام إبراهيم الحرم كله3. [100] وعن النخعي 4 الحرم كله5.   = قوله: {مَثَابَةً لِلنَّاسِ} قال: يأتون إليه لا يقضون منه وطرا أبدا، يحجون ثم يعودون. وقد عزاه إلى سفيان بن عيينة وعبد الرواق وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان. وقد أخرج عبد الرزاق 1/58، وابن جرير الأرقام 1963-1965 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "يثوبون إليه، لا يقضون منه وطراً". وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم3995 من طريق آدم، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "لا يقضون منه وطراً". اهـ. قلت: فهذه ألفاظ متقاربة، قريبة المعنى. والله أعلم. 1 هو ابن أبي رباح. 2 فتح الباري 3/440. أخرجه ابن جرير 1993 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. ولفظه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} قال: لأني قد جعلته إماما فمقامه عرفة، والمزدلفة، والجمار. 3 فتح الباري 1/499. أخرجه ابن جرير رقم1998 عن حماد بن زيد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في الآية قال: الحرم كله مقام إبراهيم. 4 إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة، إلا أنه يرسل كثيراً، مات سنة ست وتسعين، وهو ابن خمسين أو نحوها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/155-156، والتقريب 1/46. 5 فتح الباري 3/440. لم أهتد إلى من أخرجه، وانظر ما قبله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 [101] وكذا رواه الكلبي1 عن أبي صالح2 عن ابن عباس3. قوله تعالى: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} الآية: 128 [102] قال عبد بن حميد حدثنا يزيد بن هارون4 حدثنا سليمان التيمي5 عن أبي مجلز6 قال: "لما فرغ إبراهيم من البيت أتاه جبريل فأراه الطواف بالبيت سبعا، قال وأحسبه وبين الصفا والمروة، ثم أتى به عرفة فقال: أعرفت؟ قال: نعم، قال: فمن ثم سميت عرفات. ثم أتى به جمعا   1 هو محمد بن السائب الكلبي، أبو النضر الكفي المفسر النسابة الأخباري. قال البخاري: أبو النضر الكلبي تركه يحيى وابن مهدي. ثم قال البخاري: قال علي: حدثنا يحيى بن سفيان، قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب. وقال أحمد بن زبير: قلت لأحمد بن حنبل: يحلّ النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 5/2 رقم7574. 2 اسمه باذام - بالذال المعجمة - ويقال: آخره نون، أبو صالح، مولى أم هانئ، ضعيف مدلس، أخرج له الأربعة. التقريب 1/93. 3 فتح الباري 3/440. إسناده ضعيف؛ لأن الكلبي متروك، وأبو صالح ضعيف. وأخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1207 من طريق عبد الله بن عيسى، ثنا داود بن أبي هند، عن مجاهد، عن ابن عباس - مثله. وهذا أيضا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن عيسى. 4 يزيد بن هارون بن زاذان، السلمي مولاهم، أبو خالد الواسطي، ثقة متقن، عابد، مات سنة ست ومائتين، وقد قارب التسعين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/372. 5 سليمان بن بلال التيمي مولاهم، أبو محمد وأبو أيوب المدني، ثقة، مات سنة سبع وسبعين ومائة، أخرج له الجماعة. التقريب 1/322. 6 اسمه لاحق بن حميد بن سعيد السّدوسي البصري، أبو مِجْلَز مشهور بكنيته، ثقة من التابعين، روى عنه سليمان التيمي وغيره، مات سنة ست وقيل تسع ومائة، وقيل قبل ذلك. أخرج له الجماعة. انظر: الجرح والتعديل 9/124، وتهذيب التهذيب 11/171-172، والتقريب 2/340. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 فقال: ههنا يجمع الناس الصلاة. ثم أتى به منى فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات فقال: ارمه بها وكبّر مع كل حصاة1. قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ} الآية: 138 [103] وصل عبد بن حميد من طريق منصور2 عن مجاهد قال: قوله: {صِبْغَةَ اللَّهِ} أي دين الله3. [104] ومن طريق ابن أبي نجيح عنه قال: {صِبْغَةَ اللَّهِ} أي فطرة الله4. [105] ومن طريق قتادة قال: إن اليهود تصبغ أبناءها تهودا، وكذلك النصارى، وإن صبغة الله الإسلام، وهو دين الله الذي بعث به نوحا ومن   1 فتح الباري 3/440. إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات. وروي نحوه عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور رقم220 من طريق خُصيف، عن مجاهد. ونحوه عن قتادة. انظر: تفسير ابن كثير 1/267-268. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/332 ونسبه إلى ابن أبي شيبة. 2 هو منصرو بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب الكوفي، روى عن مجاهد وغيره، وعنه جرير بن عبد الحميد وغيره، ثقة ثبت، وكا لا يدلس، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/277-278، والتقريب 2/277. 3 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم2119، 2120 من طريق سفيان وابن أبي نجيح، كلاهما، عن مجاهد - مثله. وبه فسره الضحاك عن ابن عباس، وأبو العالية، وعكرمة، وإبراهيم، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، وعطية العوفي، والربيع بن أنس، والسدي. انظر: تفسير ابن كثير 1/272. 4 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم2126 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/340 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 كان بعده1. قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} الآية: 143 [106] وذكر في كتاب خلق أفعال العباد عقب حديث أبي سعيد في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} هم الطائفة المذكورة في حديث: "لا تزال طائفة من أمتي" 2. قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} الآية: 144 [107] أخرج الطبري وغيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: "لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة - واليهود أكثر أهلها - يستقبلون بيت المقدس، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان   1 فتح الباري 8/161. أخرجه ابن جرير رقم2113 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عنه - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/340 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. 2 فتح الباري 13/293. أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، ص 59 حدثنا إسحاق، حدثنا أبو أسامة، قال الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب، فتسأل أمته هل بلغلكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير، فيقال: من شهودك؟ فيقول: فيقول: محمد وأمته، فيجاء بكم فيشهدون" ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} . قال أبو عبد الله - أي البخاري نفسه -: هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم". وحديث أبي سعيد المشار إليه أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير، باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} رقم4487 بسنده عن أبي سعيد مرفوعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 يدعو وينظر إلى السماء، فنزلت"1. [108] ومن طريق مجاهد قال: إنما كان يحب أن يتحول إلى الكعبة لأن اليهود قالوا: يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا، فنزلت2. قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} الآية: 157 [109] وصل الحاكم في المستدرك من طريق جرير3 عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر4 قال: نِعم العِدْلان ونعم العلاوة5 {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ   1 فتح الباري 1/502. أخرجه ابن جرير رقم2236 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وفيه "ستة عشر شهرا " بدل "سبعة عشر شهرا"، وفي البخاري رقم399 من حديث البراء ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا". 2 فتح الباري 1/502. أخرجه ابن جرير رقم2234 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به. وفي إسناده الحسين - وهو سنيد - ضعيف، ويأتي برقم 193. 3 هو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي القاضي، روى عن منصور بن المعتمر وغيره، وعنه إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما، ثقة، مات سنة ثمان وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/65-66، التقريب 1/127. 4 عمر بن الخطاب بن نُفَيل القرشي العدوي، أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين، مشهور، جمّ المناقب، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. وولي الخلافة عشر سنين ونصفا. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/137، رقم3830، والإصابة 4/484، رقم5752، والتقريب 2/54. 5 العِدْلان: العِدل - بالكسر - نصف الحمل، يكون على أحد جنبي البعير. والعلاوة: ما توضع بين العدبين، وهي زيادة في الحمل، ذكر ذلك ابن كثير، وقال: وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا. انظر: القاموس ص: 928 باب اللام، فصل العين مادة "عدل" وص: 1182 باب الواو والياء، فصل العين مادة "علو" وتفسير ابن كثير 1/285. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ، {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} نعم العدلان، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} نعم العلاوة. وهكذا أخرجه البيهقي عن الحاكم1. [110] وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره من وجه آخر عن منصور   1 فتح الباري 3/172. أخرجه الحاكم 2/270 ومن طريقه البيهقي في سننه 4/65 وفي شعب الإيمان رقم1587 قال: حدثني علي بن عيسى الحيري، ثنا مسدد بن قطن، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أعلم خلافا بين أئمتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيام عمر رضي الله عنه، وإنما اختلفوا في سماعه منه. وقد صحّح ابن حجر إسناده في تغليق التعليق 2/470. قلت: ورواية ابن المسيب عن عمر مرسلة كما روى ابن أبي حاتم عن أبيه وغيره. وقال يحيى بن معين: سعيد بن المسيب قد رأى عمر وكان صغيرا .... ولم يثبت له سماع من عمر. إلا أنه من المتفق عليه - كما قال ابن حجر - أن مرسلاته أصح المراسيل، لا لذاتها، بل بالنظر إلى قرائن أخرى. قال الحاكم: "وأصحها - كما قال ابن معين - مراسيل ابن المسيب؛ لأنه من أولاد الصحابة، وأدرك العشرة، وفقيه أهل الحجاز، ومفتيهم وأول الفقهاء السبعة الذين يعتد مالك بإجماعهم كإجماع كافة الناس. وقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله، فوجدوها بأسانيد صحيحة، وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره .... ". انظر: المراسيل ص 64، رقم الترجمة 112، وقواعد التحديث ص 141-142. والأثر أخرجه أيضا سعيد بن منصور رقم233 عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب - فذكره. ولم يذكر "سعيد بن المسيب" فهو منقطع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 من طريق نعيم بن أبي هند1 عن عمر نحوه2. قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية: 158 [111] روى الطبراني وابن أبي حاتم في التفسير بإسناد حسن من حديث ابن عباس قال: قالت الأنصار: إن السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية3.   1 نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي، ثقة رمي بالنصب. قال أبو حاتم الرازي: قيل لسفيان الثوري: ما لَكَ لم تسمع من نعيم بن أبي هند؟ قال: كان يتناول عليا رضي الله عنه. مات سنة عشر ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/417-418، والتقريب 2/306. 2 فتح الباري 3/172. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 2/470 من رواية نعيم بن أبي هند، عن عمر، به. وقال ابن حجر عقبه: وهو منقطع. وأخرجه - أي عبد بن حميد كما في المصدر السابق - عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 3/500. أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم1743 حدثنا موسى بن زكريا، ثنا عمر بن يحيى الأيلي، نا حفص بن جميع، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قال الطبراني: لم يروه عن سماك إلا حفص، تفرد به عمر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/251 رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف. وفي رواية سماك عن عكرمة خاصة فيها اضطراب. انظر: التقريب 1/332، والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/385 ولم ينسبه إلا إلى الطبراني في الأوسط. هذا ولم أره في تفسير ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وهذا مما سقط من طبعته؛ فإن الحافظ ابن حجر قد صرّح أنه في تفسير ابن أبي حاتم، فيستبعد جداً أن يصرح به إلا أن يكون موجوداً فيه، ثم إني قد وقفت على أكثر من موضع قد سقط من هذا التفسير في طبعته، فلا أدري هل السقط كان من أصل المخطوط أو من الطابع. هذا وقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره رقم1430، 1431 من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة نحو هذا. وأثر عائشة هذا مجرج في الصحيحين كما تأتي الإشارة إلى ذلك في الذي بعده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 [112] وفي "كتاب مكة" لعمر بن شبة بإسناد قوي عن مجاهد قال: قالت الأنصار: إن السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية، فنزلت1. [113] ومن طريق الكلبي قال: كان الناس أول ما أسلموا كرهوا الطواف بينهما؛ لأنه كان على كل واحد منهما صنم فنزلت2. [114] روى الفاكهي وإسماعيل القاضي في الأحكام بإسناد صحيح، عن الشعبي3 قال: كان صنم بالصفا يُدعى أساف ووثن المروة يدعى نائلة،   1 فتح الباري 3/501. أخرجه سعيد بن منصور رقم235 عن إسماعيل بن إبراهيم، وابن جرير رقم2343، 2344 من طريق ابن علية وعيسى بن ميمون الجرشي، ثلاثتهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - مثله أو نحوه. وهو مرسل، وله شاهد من حديث عائشة أخرجه الشيخان من طريق الزهري، عن عروة، عنها - نحوه. البخاري: كتاب الحج، باب وجوب الصفا والمروة، رقم1643. ومسلم: كتاب الحج، باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، رقم1277. وأثر مجاهد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/385 ونسبه إلى سعيد بن منصور، وعبد ابن حميد، وابن جرير. 2 فتح الباري 3/501. ضعيف، بل ساقط؛ فإن الكلبي ضعيف متروك، ولكن ورد ذلك بطرق صحيحة عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما. انظر السابق والذي قبله. 3 الشعبي هو عامر بن شراحيل أبو عمر الكوفي، روى عن عدد من الصحابة والتابعين، منهم علي وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وآخرون. وعنه أبو إسحاق السبيعي ومغيرة وسماك بن حرب وآخرون. قال منصور الغداني عن الشعبي: أدركت خمسمائة من الصحابة. والشعبي ثقة مشهور فقيه فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. مات بعد المائة وله نحو من ثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 5/57-60 والتقريب 1/387. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 فكان أهل الجاهلية يسعون بينهما، فلما جاء الإسلام رمي بهما، وقالوا: إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من أجل أوثانهم، فأمسكوا عن السعي بينهما، قال: فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية1. [115] وذكر الواحدي في "أسبابه" عن ابن عباس نحو هذا، وزاد فيه "يزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا" والباقي نحوه2. [116] وروى الفاكهي بإسناد صحيح إلى أبي مجلز نحوه3. قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} الآية: 163 [117] أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد 4 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:   1 فتح الباري 3/500. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 2/241، رقم1438 وابن جرير رقم2336 كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، به. والحديث ضعيف مع صحة إسناده؛ لأنه مرسل. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/385 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. 2 فتح الباري 3/501. ذكره الواحدي في أسباب النزول ص 47-48 من غير إسناد قال، قال عمر بن الحسين أنه سأل ابن عباس - فذكره بنحوه. 3 فتح الباري 3/501. أخرج الفاكهي في أخبار مكة 2/240، رقم1436 حدثنا حسين بن حسن، قال: أنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز. ولفظه قال "كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة فقال المسلمون إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} . 4 أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، تكنى أم سلمة، ويقال: أم عامر، صحابية. وهي ابنة عمة معاذ بن جبل. قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاطها. روى عنها شهر بن حوشب ومجاهد وغيرهما. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/16، رقم6717، والإصابة 8/21، رقم10816، والتقريب 2/589. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وفاتحة سورة آل عمران {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي وحسنه الترمذي1. قوله تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} الآية: 166 [118] وصل عبد بن حميد والطبري وابن أبي حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال: المودة2. [119] وكذا أخرجه عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد3. [120] وللطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: تقطعت بهم المنازل4.   1 فتح الباري 11/224. أخرجه الترمذي رقم3478، وابن ماجه رقم3855 كلاهما من طريقين، عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد القدّاح، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2764. 2 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2423، وابن أبي حاتم رقم1493 كلاهما من طريق أبي عاصم، أنبأ عيسى يعني ابن ميمون، عن قيس يعني ابن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وانظر: تغليق التعليق 5/181. 3 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2420 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد – {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال: المودة. 4 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2427 من طريق العوفي، به مثله. والعوفي هو عطية، ضعيف وقد تقدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 [121] ومن طريق الربيع بن أنس مثله1. [122] وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الربيع عن أبي العالية قال يعني أسباب الندامة2. [123] وللطبري من طريق ابن جريج 3 عن ابن عباس قال: الأسباب الأرحام، وهذا منقطع4. [124] ولابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال: تقطعت بهم الأرحام، وتفرقت بهم المنازل في النار5.   1 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2428 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن سعد، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال: الأسباب: المنازل. انظر التعليق على ما تقدم برقم 21. 2 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1496 حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، به. 3 هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الأموي مولاهم، المكي، ثقة، فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل، مات سنة خمسين ومائة أو بعدها. انظر ترجمته في: التقريب 1/520. 4 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2429 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، وقال ابن عباس - فذكره. وإسناده منقطع كما بين ذلك ابن حجر. ثم إن فيه الحسين وهو سنيد، ضعيف. 5 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1495 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا هانئ بن سعيد يعني: النخعي، أبو أبي بكير، عن جويبر، عن الضحاك، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 [125] وأخرج عبد بن حميد والطبري وابن أبي حاتم من طريق عبيد المكتب1 عن مجاهد قال: تواصُلهم في الدنيا2. [126] وللطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: تواصل كان بينهم بالمودة في الدنيا3. [127] وله من طريق سعيد4 ولعبد5 من طريق شيبان كلاهما عن قتادة قال: الأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها، ويتحابون فصارت عداوة يوم القيامة6.   1 هو عبيد بن مهران، الكوفي، المكتّب، روى عن أبي الطفيل ومجاهد والشعبي وغيرهم، وعنه السفيان وجرير وشريك وغيرهم. ثقة. قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 7/68، والتقريب 1/545. 2 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2418 حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عبيد المكتب، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1493 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. 3 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2422 حدثني القاسم، قال: حدثني الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، به. وفيه الحسين وهو سنيد ضعيف. 4 هو ابن أبي عَروبة، مهران اليشكري، مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة حافظ، له تصانيف، لكنه كثير التدليس، مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر: التقريب 1/302. 5 هو ابن حميد. 6 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2424 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 [128] وللطبري من طريق معمر1 عن قتادة قال: هو الوُصُل الذي كان بينهم في الدنيا2. [129] ولعبد من طريق السدي عن أبي صالح قال: الأعمال3. [130] وهو عند الطبري عن السدي من قوله4. قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} الآية: 168 [131] وروى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}   1 هو معمر بن راشد، الأزدي مولاهم، أو عُروة البصري، نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عُروة شيئا، وكذا فيما حدث به بالبصرة. مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/266. 2 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2425 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1498 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن السدي، عن أبي صالح، به. 4 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2430 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي -: أما {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} فالأعمال. وقد ذكره ابن أبي حاتم عقب الرواية السابقة قائلا: وروي عن السدي نحوه ذلك. قال الطبري: الأسباب جمع سبب وهو كل ما يتسبب به إلى طلبته وحاجته، فيقال للحبل سبب؛ لأنه يتوصل به إلى الحاجة التي يتعلق به إليها، وللطريق سبب للتسبب بركوبه إلى مالا يدرك إلا بقطعه، وللمصاهرة سبب للحرمة، وللوسيلة سبب للوصول بها إلى الحاجة، وكذلك كل ما كان به إدراك الطلبة فهو سبب لإدراكها. وقال الراغب: السبب: الحبل الذي يُصْعَد به النخل وجمعه أسباب، وسمي كل ما يتوصل به إلى شيء سببا، وسمي العمامة والخمار والثوب الطويل سببا تشبيها بالحبل في الطول. انظر: تفسير الطبري 3/292، والمفردات ص 220 مادة "سبب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 نزغات الشيطان1. [132] ومن طريق مجاهد {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} خطاه2. [133] ومن طريق القاسم بن الوليد 3: قلت لقتادة فقال: كل معصية الله فهي من خطوات الشيطان4. [134] وروى سعيد بن منصور عن أبي مجلز قال: {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} النذور في المعاصي5.   1 فتح الباري 8/163. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1506 حدثني أبو عبد الله الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. وهذا إسناد ضعيف لأجل حفص بن عمر العدني، وقد تقد الكلام عليه برقم 43. علقه عنه ابن كثير 1/292. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/403 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/163. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1505 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وأخرجه ابن جرير رقم2440 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، به مثله. وعلقه عنه ابن كثير 1/292. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/403 وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. 3 هو القاسم بن الوليد الهمداني، أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، يروي عن قتادة وغيره، ويروي عنه حسين بن علي الجعفي وغيره، وثقه ابن معين والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف، قال ابن حجر: صدوق يُغرِب. مات سنة إحدى وأربعين ومائة. انظر: الجرح والتعديل 7/122، والتهذيب 8/305-306، والتقريب 2/121. 4 فتح الباري 8/163. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1508 حدثنا أبي، ثنا ثابت بن محمد الزاهد، ثنا حسين الجعفي، عن القاسم بن الوليد الهمداني، به مثله. 5 فتح الباري 8/163. قال ابن حجر: كذا قال، واللفظ أعم من ذلك، فمِنْ في كلامه مقدرة. أخرجه سعيد بن منصور رقم242 عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز - مثله. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه ابن جرير رقم2444 من طريق جرير، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/404 وعزاه لعبد بن حميد وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} الآية: 172 [135] أخرج مسلم عن أبي هريرة 1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الله طيّب لا يقبل إلا طيّبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} [المؤمنون:51] وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} " الحديث2. قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} الآية 177 [136] روى عبد الرزاق وغيره من طريق مجاهد أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم   1 أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال. أشهرها أنه عبد الرحمن بن صخر. مات سنة بضع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/313، رقم6326، والإصابة 7/348، رقم10680، والتقريب 2/484. 2 فتح الباري 9/518. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1015-65 - في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها - من حديث فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مثله. وذكره ابن كثير 1/294 برواية الإمام أحمد بهذا الإسناد، ثم أشار إلى رواية مسلم. قال ابن حجر - عقب ذكره له -: "وهو من رواية فضيل بن مرزوق، وقد قال الترمذي إنه تفرد به، وهو ممن انفرد مسلم بالاحتجاج به دون البخاري، وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يهم كثيرا ولا يحتج به، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: كان يخطئ على الثقات، وقال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه. ثم قال ابن حجر: فكأن الحديث لما لم يكن على شرط البخاري اقتصر على إيراده في الترجمة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 عن الإيمان، فتلا عليه {لَيْسَ الْبِرَّ} إلى آخرها، ورجاله ثقات1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} الآية: 178 [137] قيل: نزلت في حيّين من العرب كان لأحدهما طول على الآخر في الشرف فكانوا يتزوجون من نسائهم بغير مهر وإذا قتل منهم عبد قتلوا به حراً أو امرأة قتلوا بها رجلا، أخرجه الطبري عن الشعبي2.   1 فتح الباري 2/51. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11/128، رقم20110 عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان - فذكره. قال ابن حجر كما في الصلب "ورجاله ثقات". وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1539 حدثنا أبي، ثنا عبيد بن هشام الحلبي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عامر بن شفي، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن أبي ذر، به. قلت: وإن كان رجاله ثقات لكنه منقطع؛ فإن مجاهداً لم يدرك أبا ذر. فقد نبه على ذلك ابن كثير 1/296 إذ ذكره برواية ابن أبي حاتم ثم قال: "وهذا منقطع؛ فإن مجاهداً لم يدرك أبا ذر؛ فإنه مات قديما، ثم ذكر رواية أخرى موقوفة على أبي ذر، وقال: وهذا أيضا منقطع، والله أعلم، ثم قال: وأما الكلام على تفسير هذه الآية فإن الله تعالى لما أمر المؤمنين بالتوجه إلى بيت المقدس، ثم حوَّلهم إلى الكعبة، شق ذلك على نفوس طائفة من أهل أهل الكتاب وبعض المسلمين، فأنزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك، وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره، والتوجه حيثما وجّه، واتباع ما شرع، فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل، وليس في لزوم التوجه إلى جهة من المشرق إلى المغرب برّ ولا طاعة، إن لم يكن عن أمر الله وشرعه، ولهذا قال: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} - الآية، كما قال في الأضاحي والهدايا {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} ". اهـ. 2 فتح الباري 12/209-210. أخرجه ابن جرير رقم2558 حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو الوليد - وحدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج - قالا: حدثنا حماد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي - نحوه. ولفظه "قال في قوله: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} ، قال: نزلت في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلتا قتال عُميِّمَّة، فقالوا: نقتل بعبدنا فلان بن فلان، وبفلانة فلان بن فلان، فأنزل الله: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً} الآية: 182 [138] عن عطاء {جَنَفاً} : مَيلا، رواه الطبري عنه بإسناد صحيح1. قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} الآية: 185 [139] وقد أخرج أبو عبيد من طريق داود بن أبي هند2 قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} أم كان ينزل عليه في سائر السنة؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ما أنزل الله فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء3. قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} الآية: 187 [140] روى أحمد وأبو داود والحاكم من طريق   1 فتح الباري 5/357. أخرجه ابن جرير الأرقام 2704-2706 من طرق عن عبد الملك، عن عطاء - مثله. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما سبق. 2 داود بن أبي هند، القُشيري مولاهم، أبو بكر أبو أبو محمد، البصري، ثقة متقن، كان يهم بآخره، مات سنة أربعين ومائة، وقيل قبلها. أخرج له البخاري في التعاليق، ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/177، والتقريب 1/235. 3 فتح الباري 9/45. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره، رقم17-56، ص 223 حدثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/458 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن الضريس عن داود بن أبي هند، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 عبد الرحمن بن أبي ليلى1، عن معاذ بن جبل2 قال: أحيل3 الصيام ثلاثة أحوال، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء. ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} فذكر الحديث إلى أن قال "وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلا من الأنصار صلى العشاء، ثم نام فأصبح مجهودا، وكان عمر أصاب من النساء بعد ما نام فأنزل الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 4.   1 عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني، ثم الكوفي، ثقة. اختلف في سماعه من عمر، روى عن معاذ بن جبل وغيره، وعنه عمرو بن مرة وغيره. مات بوقعة الجماجم سنة ست وثمانين، وقيل غرق. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/234، والتقريب 1/496. 2 معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، من أعيان الصحابة. شهد بدرا وما بعدها. وكان إليه المنتهى في العلم بالأحاكم والقرآن. مات بالشام سنة ثمان عشرة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/187، رقم4960، والإصابة 6/107، رقم8055، والتقريب 2/255. 3 في الفتح في طبعاته وفي النسخة الخطية "أحل" والتصحيح من مصادر التخريج، ومعنى "أحيل الصيام ثلاثة أحوال" أنه غُيّر ثلاث تغييرات أو حوّل ثلاث تحويلات. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/463 مادة "حول". 4 فتح الباري 8/182. قال ابن حجر: وهذا الحديث مشهور عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، لكنه لم يسمع من معاذ، وقد جاء عنه فيه "حدثنا أصحاب محمد"، .... فكأنه سمعه من غير معاذ أيضا. اهـ. والحديث أخرجه الإمام أحمد 5/246-247 وأبو داود في سننه كتاب الصلاة، باب كيف الأذان رقم507 وابن أبي حاتم رقم1673 والحاكم 2/274 كلهم من طريق المسعودي، قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به نحوه مطولا ومختصرا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 [141] أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب ابن مالك1، عن أبيه2 قال: "كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمر عنده، فأراد امرأته، فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ووقع عليها. وصنع كعب بن مالك مثل ذلك، فنزلت3.   1 عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي - بفتح اللام، نسبة إلى "بني سلمة" بكسرها - تابعي ثقة، كان قائد أبيه حين عمي، أخرج له الشيخان وغيرهما. انظر ترجمته في: التقريب 1/442. 2 هو كعب بن مالك بن أبي كعب، الأنصاري، السلمي المدني، صحابي مشهور، وهو أحد الثلاثة الذين خلّفوا، مات في خلافة عليّ. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/461-462 رقم4484 والإصابة 5/456-458 رقم7448 والتقريب 2/135. 3 فتح الباري 8/182. أخرجه ابن جرير رقم2941 وابن أبي حاتم رقم1677 كلاهما من طريق ابن لهيعة قال: حدثني موسى بن جبير مولى بني سلمة: أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه - نحوه. وذكره ابن كثير 1/318 عن الطبري، ثم قال: وهكذا روي عن مجاهد، وعطاء، وعكرمة، والسدي، وقتادة وغيرهم في سبب نزول هذا الآية في عمر بن الخطاب ومن صنع كما صنع، في صرمة بن قيس، فأباح الجماع والطعام والشراب في جميع الليل رحمة ورخصة ورفقا. وقال ابن حجر - عقبها: و"من طريق أصحاب مجاهد وعطاء وعكرمة وغير واحد من غيرهم كالسدي وقتادة وثابت نحو هذا الحديث، لكن لم يزد واحد منهم في القصة على تسمية عمر إلا في حديث كعب بن مالك، والله أعلم". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/475-476 ونسبه إلى أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند حسن. قال الشيخ أحمد شاكر: "وإنما حسن إسناده، من أجل ابن لهيعة - فيما أرجح - وعندي أنه إسناد صحيح. وقال: ابن لهيعة مختلف فيه كثيرا، والتحقيق أنه ثقة صحيح الحديث!!! تفسير الطبري 3/497 الحاشية. قلت: والتحقيق الذي عليه علماء الجرح والتعديل فيه أنه حافظ اختلط بعد احتراق كتبه وذلك قبل وفاته بأربع سنين سنة تسع وستين أو سبعين ومائة، فأدخل في حديثه مناكير كثيرة. وقبل ذلك كان يدلس عن قوم ضعفاء عن قوم رآهم ثقات. وقد سبر العلماء أحاديثه فقبلوا منها من رواية العبادلة عنه؛ لأنهم كانوا يتبعون أصوله، وقبل أن يحصل له الاختلاط والاحتراق. وردوا ما سوى ذلك إلا في الاعتبارات والمتابعات. انظر: الجرح والتعديل 5/145 والمجروحين 2/11 والميزان 3/189، رقم4530 والتهذيب 5/327 والتقريب 1/444. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 [142] وروى ابن جرير من طريق ابن عباس نحوه1. قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} الآية: 187 [143] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} يعني طاعة الله2. قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} الآية: 189 [144] أخرج عبد بن حميد بإسناد صحيح عن الحسن3 قال: كان الرجل في الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيُحبس عن ذلك، فلا يأتي بيتا من قبل بابه حتى يأتي الذي كان همّ به4.   1 فتح الباري 8/182. أخرجه ابن جرير رقم2940 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - نحو حديث كعب بن مالك. 2 فتح الباري 6/4. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم1693 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 هو البصري. 4 فتح الباري 3/622. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/493 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وفيه أنه قاله في تفسير هذه الآية. قال ابن حجر: فجعل ذلك من باب الطيرة، وغيره جعل ذلك بسبب الإحرام. فتح الباري 3/622. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 [145] وعن محمد بن كعب القرظي1 قال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فنزلت. وأخرجه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف2. [146] وعن مجاهد قال: كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم ثقب كوة في ظهر بيته فدخل منها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ومعه رجل من المشركون فدخل من الباب، وذهب المشرك ليدخل من الكوة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما شأنك؟ " فقال: إني أحمسي3، فقال: "وأنا أحمسي". فنزلت". أخرجه الطبري4.   1 محمد بن كعب بن سليم بن أسد، أبو حمزة القُرَظي، المدني، وكان قد نزل الكوفة مدة، ثقة عالم، ولد سنة أربعين على الصحيح، ووهم من قال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت من بني قريظة. مات محمد سنة عشرين، وقيل قبل ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 2/203. 2 فتح الباري 3/622. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1713 قال: ذُكر عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة الربذي قال: سمعت محمد بن كعب القرظي - فذكره. وإسناده ضعيف كما بين ابن حجر. وإنما كان سبب تحّرجهم في ذلك الإحرام كما في البخاري وغيره. انظر ما بعده. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/493 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 الحُمس جمع أحمس، وهم قريش، وخزاعة لنزولها مكة ومجاورتها قريشا، وكل من ولدت قريش من العرب وكنانة، وجَديلة قيس - وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس عيلان -، وبنو عامر بن صعصعة، وكل من نزل مكة من قبائي العرب. سُمّوا حمسا؛ لأنهم تحّمسوا في دينهم أي تشدّدوا. والحماسة: الشجاعة، كانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة، ويقولون: نحن أهل الله فلا يخرج من الحرم، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون. انظر: سيرة ابن هشام 1/216-221، وتفسير الطبري رقم3840، والنهاية في غريب الحديث والأثر 1/440. 4 فتح الباري 3/622. أخرجه ابن جرير رقم3081 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عنه نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 [147] وأخرج ابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما من طريق عمار ابن رُزيق1 عن الأعمش2 عن أبي سفيان3 عن جابر4 قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار   1 ورد في الفتح والمستدرك وغيرهما بتقديم الزاء مصحفا، وعمار هو ابن رُزَيق - بتقديم الراء، مصغراً - الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي، روى عن الأعمش وغيره، وعنه أبو الجواب الأحوص بن جواب وغيره. قال ابن حجر: لا بأس به، مات سنة تسع وخمسين، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 7/350، والتقريب 2/47. 2 اسمه سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ، عارف بالقراءة، ورع، لكنه يدلّس، مات سنة سبع وأربعين ومائة، أو ثمان، وكان مولده أول إحدى وستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/195-197، والتقريب 1/331. 3 اسمه طلحة بن نافع الواسطي، أبو سفيان، الإسكاف، نزل مكة، روى عن جابر ابن عبد الله وغيره، وعنه الأعمش وغيره. وهو راويته. قال النسائي وابن عدي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب: صدوق من الرابعة. وروى له البخاري مقرونا بغيره. في العلل الكبير لعلي بن المديني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وقال فيها: أبو سفيان يكتب حديثه وليس بالقوي. قال أبو حاتم عن شعبة: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث. قال ابن حجر: لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر وأظنها التي عناها شيخه علي بن المديني منها حديثان في الأشربة قرنه بأبي صالح وفي الفضائل حديث اهتز العرش كذلك والرابع في تفسير سورة الجمعة قرنه بسالم بن أبي الجعد. وقال أبو بكر البزار هو في نفسه ثقة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/24، والتقريب 1/380. 4 جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، الأنصاري، صحابي ابن صحابي، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/392، رقم647، والإصابة 1/546، رقم1028، والتقريب 1/122. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب. فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان فخرج من بابه، فخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري1، فقالوا: يا رسول الله، إن قطبة رجل فاجر؛ فإنه خرج معك من الباب. فقال: "ما حملك على ذلك؟ " فقال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت، قال: "إني أحمسي"، قال: فإن ديني دينك، فأنزل الله الآية2.   1 هو قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري، يُكنى أبا زيد، ذكروه فيمن شهد بدرا والعقبة والمشاهد، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح. وقال أبو حاتم: له صحبة، توفي في خلافة عمر، وقيل: في خلافة عثمان. انظر ترجمته في: الإصابة 5/338 رقم7133. 2 فتح الباري 3/621. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1710 عن أحمد بن منصور الرمادي، والحاكم 1/483 من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، قالا: حدثنا أبو الجواب، عن عمار بن زريق، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي. قال ابن حجر - عقب ذكره -: "وهذا الإسناد وإن كان على شرط مسلم لكن اختلف في وصله على الأعمش عن أبي سفيان، فرواه عبد بن حميد عنه فلم يذكر جابراً، أخرجه تقي وأبو الشيخ في تفسيريهما من طريقه. وكذا سماه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس. وكذا ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره ". فتح الباري 3/621. وقد سبق في ترجمة أبي سفيان قول ابن المديني وشعبة إن أبا سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، كما سبق قول ابن حجر أنه يظن أنها الأربعة الأحاديث التي أخرج له البخاري. وقد أخرجه أيضا أبو الشيخ في تفسيره كما في الإصابة 5/338 عن أبي يحيى الرازي، عن سهل بن عثمان، عن عبيدة بن حميدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان - مرسلا ولم يذكر جابرا. قال أبو الشيخ: رواه غيره عن سهل بن عثمان، فذكر في السند جابرا - يعني وصله -. والحديث ذكره ابن كثير 1/327 ونسبه إلى ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/491 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 [148] وبين الزهري1 السبب في صنيعهم ذلك فقال: كان ناس من الأنصار إذا أهلّوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء، فكان الرجل إذ أهل فبدت له حاجة في بيته لم يدخل من الباب من أجل السقف أن يحول بينه وبين السماء2. [149] أخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق داود بن أبي هند، عن قيس بن حبتر النهشلي3 قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، ولكن من قبل ظهره، وكانت الحُمُس تفعله، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس" فذكر القصة وهذا مرسل4.   1 هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. أخرج له الجماعة. التقريب 2/207. 2 فتح الباري 3/622. أخرجه ابن جرير رقم3082 حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري - فذكره بنحو حديث جابر. وفيه أن ذلك وقع زمن الحديبية بالعمرة، وفي آخره "فأنزل الله تعالى ذكره {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} . وهذا مرسل؛ فإن الزهري لم يحضر الواقعة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/491 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 3 في الفتح "قيس بن جبير" وهو تصحيف، وكذا وقع التصحيف في الإصابة 2/406 وفي الدر المنثور 1/492. و"قيس بن حبتر - بفتح الحاء المهملة والتاء المثناة بينهما باء موحدة ساكنة - هوالنهشلي التميمي، تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما. انظر ترجمته في: التهذيب 8/348، والتقريب 2/128. 4 فتح الباري 3/621. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} الآية: 195 [150] أخرج مسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أسلم أبي عمران1 قال: كنا بالقسطنطينية، فخرج صف عطيم من الروم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، ثم رجع مقبلا، فصاح الناس: سبحان الله، ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب 2: أيها الناس، إنكم تؤولون هذه الآية على هذا التأويل،   = أخرجه ابن جرير رقم3077 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر ابن سليمان، قال: سمعت داود - وهو ابن أبي هند، به نحوه. وهذا إسناد مرسل؛ فإنه عن تابعي مرفوعا، فهو ضعيف. كما نبّه على ذلك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد كما في الإصابة 2/406 من طريق قيس بن حبتر، به. وقال ابن حجر: في هذا المرسل نظر؛ لأن رفاعة بن تابوت معدود في المنافقين، وهو الذي هبّت الريح العظيمة لموته. وقد ترجم ابن حجر في الإصابة - في القسم الأول - 2/406 رقم2667 لرفاعة ابن تابوت هذا، ونسبه إلى الأنصار، وقال: إن الذي هبت الريح لموته رفاعة بن تابوت آخر غير هذا. وقد تقدمت ترجمت رفاعة هذا برقم 90 عند قوله تعالى: {لا تَقُولُوا رَاعِنَا} . والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/492 ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير. 1 في الفتح في طبعاته "أسلم بن عمران"، وقد وقع كذلك عند الطيالسي، وأسباب النزول للواحدي، وفي النسخة الخطية من الفتح "أسلم بن أبي عمران" والصواب ما أثبت؛ فهو أسلم بن يزيد أبو عمران التُّجيبي المصري، يروي عن أبي أيوب وغيره، وعنه يزيد بن أبي حبيب وغيره، ثقة، من الثالثة، أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 1/323، والتقريب 1/64. 2 اسمه خالد بن زيد بن كُليب الأنصاري، أبو أيوب، مشهور بكنيته، من كبار الصحابة، شهد بدرا ونزل النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة عليه، مات غازيا بالروم، سنة خمسين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/199، رقم2168، والإصابة 2/199، رقم2168، والتقريب 1/213. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار: إنا لما أعزّ الله دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سراً: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله هذه الأية، فكانت التهلكة الإقامة التي أردناها1. [151] وصح عن ابن عباس وجماعة من التابعين نحو ذلك في تأويل الآية2.   1 فتح الباري 8/185. هكذا عزاه ابن حجر لمسلم، وهو سبق قلم منه رحمه الله فإنه لم يخرجه كما يتبين ذلك عند التخريج. والحديث صحيح أخرجه النسائي في تفسيره رقم48، 49 وأبو داود في الجهاد، باب في قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} رقم2512 والترمذي في التفسير، باب "ومن سورة البقرة" رقم2972 - وقال حديث حسن صحيح غريب - وابن جرير رقم3179 والطيالسي رقم599 وابن حبان في صحيحه ج 11/رقم4711 والحاكم 2/84، 275 والواحدي في الأسباب ص 54 كلهم من طرق عن حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، به نحوه. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي. قلت: وإنما هو صحيح، وليس على شرطهما؛ لأن أسلم أبا عمران ليس من رجالهما كما بين الحافظ نفسه في التقريب. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي داود والترمذي والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه. 2 فتح الباري 8/185. أما أثر ابن عباس فأخرجه ابن جرير رقم3149 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن جبير عنه. ولفظه {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله. وذكره ابن كثير 1/332 معلقا عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، به. وهذا القول هو الذي رجحه ابن حجر معللا ذلك لتصدير الآية بذكر النفقة، فهو المعتمد في نزولها، وأما قصرها عليه ففيه نظر؛ لأن العبرة بعموم اللفظ أهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 [152] وروى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم أنها كانت نزلت في ناس كانوا يغزون بغير نفقة1. [153] ومن طريق الضحاك بن أبي جبيرة 2: "كان الأنصار يتصدقون، فأصابهم سنة فأمسكوا، فنزلت3. [154] وروى ابن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف4   1 فتح الباري 8/185. قال ابن حجر: فيلزم على قوله اختلاف المأمورين، فالذين قيل لهم: "أنفقوا - وأحسنوا" أصحاب الأموال، والذين قيل لهم {وَلا تُلْقُوا} الغزاة بغير نفقة، ولا يخفى ما فيه. اهـ. والأثر أخرجه ابن أبي حاتم رقم1745 حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أخبرني ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن زيد بن أسلم - نحوه مطولا. قال ابن أبي حاتم: وروي عن القاسم بن محمد، نحو ذلك. وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري، ثقة، وعبد الله بن عياش قال عنه ابن حجر: صدوق يغلط، أخرج له مسلم في الشواهد. التقريب 1/439. وأخرج ابن جرير رقم3166 حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم. 2 الضحاك بن أبي جبيرة، وقيل أبو جبيرة بن الضحاك، قال ابن حبان له صحبة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/45، رقم2550، والإصابة 3/383، رقم4180 و7/54، رقم9683. 3 فتح الباري 8/185. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1750 حدثنا أبي، ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير والبغوي في معجمه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن قانع والطبراني عن الضحاك بن أبي جبيرة. 4 مدرك بن عوف البجلي كوفي، روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عنه قيس بن أبي حازم. كذا روى ابن أبي حاتم عن أبيه. وسكت عنه. ذكره في الجرح والتعديل 8/327. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 قال: إني لعند عمر، فقلت: إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال عمر: كذبوا، لكنه اشترى الآخرة بالدنيا1. [155] أخرج ابن جرير وابن المنذر وغيرهما بإسناد صحيح عن أبي إسحاق2 قال: قلت للبراء3: أرأيت قول الله عز وجل: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} هو الرجل يحمل على الكتيبة فيها ألف؟ قال: لا، ولكنه الرجل يذنب فيلقي بيده فيقول: لا توبة لي4.   1 فتح الباري 8/185. لم أجده عند ابن جرير، ولم يذكره السيوطي في الدر المنثور، وهذا وقد حكم عليه ابن حجر بالصحة، كما في سبق. 2 هو السَّبِيعي - بفتح المهملة وكسر الموحدة -، اسمه عمرو بن عبد الله الهمداني، ثقة عابد مكثر. ما سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك. التقريب 2/73. 3 البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري، الأوسي، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، أُستصغر يوم بدر، مات سنة اثنتين وسبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/362، رقم389، والإصابة 1/411، رقم618، والتقريب 1/94. 4 فتح الباري 8/185. أخرجه ابن جرير الأرقام 3167، 3169، 3170، 3171 من طريق أبي الأحوص، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وغيرهم، عن أبي إسحاق، به نحوه. وأخرجه الحاكم 2/275-276 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى وكيع، وسفيان بن عيينة، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم - وصححه - والبيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 [156] وعن النعمان بن بشير1 نحوه2. [157] وأخرج أحمد من طريق أبي بكر - وهو ابن عياش -3 عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى قد بعث محمداً فقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء:84] فإنما ذلك في النفقة4.   1 النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري، الخزرجي، له ولأبويه صحبة، سكن الشام، ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة خمس وستين وله أربع وستون سنة أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/310، رقم5237، والإصابة 6/346، رقم8749، والتقريب 2/303. 2 فتح الباري 8/185. والأثر ذكره ابن كثير 1/332 تعليقا عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير. وقال: رواه ابن مردويه. ولفظه: قال في قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} أن يذنب الرجل الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} . وقد أخرجه الواحدي في الأسباب ص 54، والبيهقي في الشعب رقم7092 كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، به نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/320 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجالهما رجال الصحيح. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/501 ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والطبراني، واليبهقي في الشعب. 3 أبو بكر بن عيّاش بن سالم الأسدي، الكوفي المقرئ، الحناط، مشهور بكنيته، ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح. مات سنة أربع وتسعين ومائة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين، وقد قارب المائة، روايته في مقدمة مسلم، وأخرج له الأربعة. التقريب 2/399. 4 فتح الباري 8/185. علق عليه ابن حجر قائلا: "فإن كان محفوظا فلعل للبراء فيه جوابين، والأول - إشارة إلى التي قلبلها - من رواية الثوري وإسرائيل وأبي الأحوص ونحوهم - وكل منهم أتقن من أبي بكر، فكيف مع اجتماعهم وانفراده. والأثر أخرجه الإمام أحمد 4/281 وابن جرير رقم3168 كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش، به نحوه. وعلقه ابن كثير 1/332 عن أبي بكر بن عياش، به. وقال رواه ابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} الآية: 196 [158] وصل ابن خزيمة والدارقطني والحاكم من طريق ابن جريج، أخبرني نافع1، أن ابن عمر2 كان يقول: ليس من خلق الله أحد إلا عليه حجة وعمرة واجبتان من استطاع سبيلا، فمن زاد شيئا فهو خير وتطوع3. [159] وقال سعيد بن أبي عروبة في المناسك عن أيوب4 عن نافع عن ابن عمر قال: الحج والعمرة فريضتان5.   1 نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه، مشهور، مات سنة سبع عشرة ومائة، أو بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 2/296. 2 هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد، وهو أحد المكثرين من الصحابة، والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعا للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو التي تليها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/336، رقم3082، والإصابة 4/155، رقم4852، والتقريب 1/435. 3 فتح الباري 3/597. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ "ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة". والأثر أخرجه ابن خزيمة 4/356 رقم3066 والحاكم 1/471 من طريق ابن جريج، به. قال الحاكم هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/504 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والحاكم - وصححه -. 4 أيوب بن أبي تميمة، كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله خمس وستون. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/348، والتقريب 1/89. 5 فتح الباري 3/597. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 [160] وصل الشافعي وسعيد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة1 عن عمرو بن دينار سمعت طاوسا يقول سمعت ابن عباس يقول: والله إنها لقرينتها2 في كتاب الله {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} 3. قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} الآية: 196 [161] وصل الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة قال: كل شيء في القرآن "أو أو" فليختر أي الكفارات شاء، فإذا كان {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فالأول الأول4. [162] وقد أخرج أبو نعيم في المستخرج من طريق بشر بن المفضل5   1 سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد، الكوفي، ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، إلا أنه تغير بآخره، وكان ربما دلّس، لكن عن ثقات، وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار، مات في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، وله إحدى وتسعون سنة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/312. 2 والضمير في قوله "لقرينتها" للفريضة، وكان أصل الكلام أن يقول لقرينته؛ لأن المراد الحج. 3 فتح الباري 3/597-598. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الشافعي في الأم كتاب الحج، باب هل تجب العمرة وجوب الحج 2/113، وسعيد بن منصور كما في تغليق التعليق 3/118، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 3/117-118 بسنده إلى ابن عيينة، به. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/504 ونسبه إلى سفيان بن عيينة والشافعي في الأم والبيهقي. 4 فتح الباري 11/594. أخرجه ابن جرير رقم3386 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا داود - وهو ابن أبي هند، به. 5 بشر بن المفضل بن لاحق، الرَّقاشي، أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد، مات سنة ست أو سبع وثمانين بعد المائة. أخرج له الجماعة. التقربت 1/101. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 عن ابن عون1 عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة2 قال "فيَّ نزلت هذه الآية، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم " فذكره3. [163] وصل سفيان الثوري في تفسيره عن ليث بن أبي سليم4 عن مجاهد عن ابن عباس قال: كل شيء في القرآن "أو" نحو قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} فهو فيه مخير، وما كان {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فهو على الولاء أي على الترتيب، وليث ضعيف5. [164] وقد جاء عن مجاهد من قوله بسند صحيح عند الطبري وغيره6.   1 هو عبد الله بن عون بن أرْطبان، أبو عون البصري، ثقة ثبت فاضل، مات سنة خمسين ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/303، والتقريب 1/439. 2 كعب بن عُجْرة الأنصاري، أبو محمد، صحابي مشهور، مات بعد الخمسين، وله نيف وسبعون. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/454، رقم4471، والإصابة 5/447، رقم7434، والتقريب 2/135. 3 فتح الباري 11/595. أخرج ابن جرير رقم3342 من طريق يزيد بن زريع، قال: حدثنا عبد الله بن عون، به نحوه. وأصله في البخاري برقم 6708 من وجه آخر عن ابن عون، بدون قوله "فيَّ نزلت هذه الآية". وقال ابن حجر: "وفي رواية معتمر بن سليمان عن ابن عون عند الإسماعيلي "نزلت فيَّ هذه الآية {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} قال: فرآني النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدن". 4 ليث بن أبي سليم، ضعيف. قال ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا، فلم يتميز حديثه فترك. التقريب 2/138. 5 فتح الباري 11/594. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 5/205-206 بسنده إلى سفيان الثوري، به. وأخرج ابن جرير رقم3379 من طريق سفيان، عن ليث، به نحوه. 6 فتح الباري 11/594. أخرجه ابن جرير رقم3378 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سيف ابن سليمان، عن مجاهد - فذكر نحوه. ولفظه "قال: كل شيء في القرآن "أو" "أو"، فهو بالخيار، مثل الجراب فيه الخيط الأبيض والأسود، فأيهما خرج أخذته". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 [165] وصل الطبري من طريق ابن جريج قال: قال عطاء: ما كان في القرآن "أو أو" فلصاحبه أن يختار أيَّه شاء، قال ابن جريج: وقال لي عمرو بن دينار نحوه، وسنده صحيح1. [166] وقد أخرجه ابن عيينة في تفسيره عن ابن جريج عن عطاء قال: كل شيء في القرآن "أو" فصاحبه بالخيار، وسنده صحيح أيضا2. قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} الآية: 197 [167] وصل الطبري والدارقطني من طريق ورقاء عن عبد الله ابن دينار3 عن ابن عمر قال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة4.   1 فتح الباري 11/594. أخرجه ابن جرير رقم3383 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 2 فتح الباري 11/594. تقدم تخريجه في الذي قبله. 3 عبد الله بن دينار، العدوي مولاهم، أبوعبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر، ثقة، مات سنة سبع وعشرين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/413. 4 فتح الباري 3/420. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم3533 والدارقطني في سننه 2/226 رقم46 كلاهما من طريق ورقاء، به. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في اللصلب. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/524 ونسبه إلى وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم - وصححه - واليهقي في سننه من طرق عن ابن عمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 [168] وروى البيهقي من طريق عبد الله بن نمير1 عن عبيد الله بن عمر2، عن نافع، عن ابن عمر مثله. والإسنادان صحيحان3. قوله تعالى: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} الآية: 197 [169] روى ابن أبي شيبة4 من طريق مقسم5 عن ابن عباس قال: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} : تماري صاحبك حتى تغضبه6.   1 عبد الله بن نمير - بنون مصغرا - الهمداني، أبو هشام الكوفي، ثقة، صاحب حديث، من أهل السنة، مات سنة تسع وتسعين، وله أربع وثمانون. أخرج له الجماعة. التقريب 1/457. 2 عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمري، المدني، أبو عثمان، ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة منها، مات سنة بضع وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/537. 3 فتح الباري 3/420. أخرجه الحاكم 2/276 ومن طريقه البيهقي 4/342 - في الحج، باب بيان أشهر الحج -، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان،، ثنا عبد الله بن نمير، به مثله. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وصحح إسناده ابن حجر أيضا كما في سبق. وأخرجه سعيد بن منصور رقم331 عن إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به. وأخرجه ابن جرير رقم3532 وابن حجر في تغليق التعليق 3/58-59 من طريق حماد، عن عبيد الله بن عمر، به مثله. 4 في الفتح في طبعاته "ابن أبي نسيبة"، ولعله "ابن أبي شيبة" كما أثبت، تصحّف إلى "ابن أبي نسيبة " كما يتضح ذلك عند التخريج، وقد نسبه السيوطي في الدر المنثور فيمن نسبه إلى ابن أبي شيبة أيضا. 5 مِقسم بن بُجُرة، أبو القاسم، مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له مولى ابن عباس، للزومه له، صدوق، وكان يرسل، مات سنة إحدى ومائة، وماله في البخاري سوى حديث واحد، وأخرج له أصحاب السنن الأربعة. التقريب 2/273. 6 فتح الباري 3/435. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 [170] وكذا أخرجه عن ابن عمر مثله1. [171] ومن طريق عكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن يسار2 وغيرهم نحو قول ابن عباس3.   = أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الحج، باب في قوله تعالى: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ} ، عن سفيان ابن عيينة، عن خصيف، عن مقسم، به. وأخرجه ابن جرير رقم3672 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عيينة، عن خصيف، عن مقسم، به مثله. وأخرجه رقم3693 من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن خصيف، به. وأخرجه رقم3671 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن التميمي، قال: سألت ابن عباس عن الجدال - فذكر مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1831 من طريق سفيان، عن خصيف، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/528 ونسبه إلى وكيع وسفيان بن عيينة والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طرق عن ابن عباس في الآية. 1 فتح الباري 3/435. أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3295 حدثنا محمد بن يحيى بن سهل، ثنا يزيد بن حكيم، ثنا يحيى بن السكن، ثنا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر - نحوه. ولفظه " {وَلا جِدَالَ} المراء". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/320 وفيه يحيى بن بن السكن وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/528 ونسبه إلى ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط. ويشهد له ما قبله. 2 عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد المدني، مولى ميمونة، ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 2/23. 3 فتح الباري 3/435. أما أثر عكرمة فأخرجه ابن جرير رقم3689 عن ابن وكيع، قال: حدثني أبي، عن النضر بن عربي، عن عكرمة، به. وأما أثر النخعي فأخرجه ابن جرير أيضا رقم3684، 3686 من طريق شعبة، ومن طريق خالد، كلاهما عن المغيرة، عن إبراهيم النخعي - نحوه. وأما أثر عطاء فأخرجه ابن جرير رقم3685 عن المثنى قال: حدثنا المعلى قال: حدثنا عبد العزيز، عن موسى بن عقبة، قال: سمعت عطاء بن يسار يحدث - فذكر نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 [172] وأخرج من طريق عبد العزيز بن رفيع1 عن مجاهد قال: قوله: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} قال: قد استقام أمر الحج2. [173] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قد صار الحج في ذي الحجة لا شهر ينسأ ولا شك في الحج، لأن أهل الجاهلية كانوا يحجون في غير ذي الحجة3. قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} الآية: 198 [174] روى الطبري بإسناد صحيح عن أيوب4، عن عكرمة قال: كانت تقرأ هذه الآية: " {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} في مواسم الحج"5.   1 عبد العزيز بن رُفيع - بفاء مصغراً - الأسدي، أبو عبد الملك المكي نزيل الكوفة، ثقة. مات سنة ثلاث ومائة. وقيل بعدها. وقد جاوز السبعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التقريب 1/509. 2 فتح الباري 3/435. أخرجه ابن جرير رقم3704 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، به نحوه. 3 فتح الباري 3/435. أخرج ابن جرير الأرقام 3705-3706 و3708-3713 من طرق عن ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/530 ونسبه إلى سفيان بن عيينة وابن أبي شيبة. 4 هو السختياني. 5 فتح الباري 3/595. نسب أبو حيان هذه القراءة إلى ابن مسعود وابن عباس وابن الزبير، وهي قراءة شاذة. قال أبو حيان: والأولى جعل هذا تفسيراً؛ لأنه مخالف لسواد المصحف الذي أجمعت عليه الأمة. البحر المحيط 1/94. والرواية أخرجها ابن جرير رقم3766 حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا أيوب، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 [175] أخرج الحاكم في "المستدرك" من طريق عطاء عن عبيد بن عمير1، عن ابن عباس إن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج، فخافوا البيع وهم حرم، فأنزل الله تعالى: لا {2 جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} ، في مواسم الحج". قال3: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرأها في المصحف4. [176] ولأبي داود وإسحاق بن راهويه من طريق مجاهد عن ابن عباس: كانوا لا يتجرون بمنى، فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات، وقرأ هذه الآية5.   1 عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قاله مسلم، وعدّه غيره في كبار التابعين، وكان قاص أهل مكة، روى عن ابن عباس وغيره، وعنه عطاء وغيره. مجمع على ثقته. مات سنة ثمان وستين قاله ابن حبان في الثقات. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/65، والتقريب 1/544. 2 كذا ورد في الأثر، ولفظ الآية "ليس عليكم". 3 القائل هو عطاء. 4 فتح الباري 3/594. أخرجه الحاكم 1/449 حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم ابن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن عطاء بن أبي رباح، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأصله في البخاري من طريق ابن جريج قال عمرو بن دينار قال ابن عباس رضي الله عنهما ولفظه "كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج". صحيح البخاري، كتاب الحج، باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية. 5 فتح الباري 3/594. أخرجه أبو داود رقم1731 - في المناسك، باب التجارة في الحج - حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، به. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم1523. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 [177] وأخرجه إسحاق في مسنده من هذا الوجه1 بلفظ "كانوا يمنعون البيع والتجارة في أيام الموسم يقولون: إنها أيام ذكر فنزلت2. [178] وله3 من وجه آخر عن مجاهد، عن ابن عباس: كانوا يكرهون أن يدخلوا في حجهم التجارة حتى نزلت {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} 4.   1 أي طريق يزيد بن أبي زياد عن عبيد بن عمير. 2 فتح الباري 3/594. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده مسند ابن عباس ح 133 - ق 279/ب أخبرنا الملائي - وهو أبو نعيم الفضل بن دكين - حدثنا يونس، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير 2/184 من طريق المثنى بن إبراهيم، عن أبي نعيم - هو الملائي، به مثله. إلا أنه زاد بعد الآية قوله "فحجوا ". وفي إسناده "يزيد بن أبي زياد" مختلف فيه، قال ابن حجر: ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا، وقد روى له مسلم إلا أن رواية مسلم عنه كانت مقرونة. انظر: التهذيب 11/287، والتقريب 2/265. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/400 وعزاه إلى وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير. 3 أي لإسحاق بن راهويه في مسنده. 4 فتح الباري 3/594-595. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ح 132-ق 297/أ - مسند ابن عباس - أخبرنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وأخرجه أبو داود رقم1731 - في الحج، باب التجارة في الحج - من طريق يوسف ابن موسى، عن جرير، به نحوه. وإسناده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/325. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} الآية:201 [179] عن الحسن: "الحسنة" هي العلم والعبادة في الدنيا، أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح1. [180] وعنه بسند ضعيف: الرزق الطيب والعلم النافع، وفي الآخرة الجنة2. [181] وتفسير الحسنة في الآخرة بالجنة نقله ابن أبي حاتم أيضا عن السدي ومجاهد وإسماعيل بن أبي خالد3 ومقاتل بن حيان4.   1 فتح الباري 11/192. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1879 حدثنا أبو زرعة، ينا أبو الأحوص محمد بن حيان، أخبرني عباد بن العوام، أخبرني هشام، عن الحسن، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في سبق. 2 فتح الباري 11/192. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1880 حدثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن رجل، عن الحسن - بلفظ "الرزق الطيب والعلم النافع في الدنيا "، ولم يذكر "وفي الآخرة الجنة "، وأخرج هذا الجزء الأخير رقم1884 بالسند المذكور قبله - أعني طريق عباد بن العوام، عن هشام -. والإسناد الأول ضعيف؛ لأن فيه راويا مبهما. 3 إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البَجَلي، ثقة ثبت، مات سنة ست وأربعين ومائة. التقريب 1/68. 4 فتح الباري 11/192. ذكر ذلك ابن أبي حاتم عقب روية الحسن من طريق عباد بن العوام عن هشام، والتي سبقت الإشارة إليها في الذي قبله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 [182] وعن ابن الزبير1: يعملون في دنياهم لدنياهم وآخرتهم2. [183] وعن قتادة هي العافية في الدنيا والآخرة3. [184] وعن محمد بن كعب القرظي الزوجة الصالحة من الحسنات4. [185] ونحوه عن يزيد بن أبي مالك5 6. [186] وأخرج ابن المنذر من طريق سفيان الثوري7 قال: الحسنة في   1 هو عبد الله بن الزبير بن العوّام، القرشي الأسدي، أبو بكر وأبو خُبيب، هاجرت أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي حامل به. فكان أول مولود في الإسلام بالمدينة، فحنكه النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها في فيه، ثم حنّكه بها، فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء دخل جوفه، وولي الخلافة تسع سنين، قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/241، رقم2949، والإصابة 4/78، رقم4700، والتقريب 1/415. 2 فتح الباري 11/192. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر في الفتح. 3 فتح الباري 11/192. أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرزاق رقم1881، 1885 أنبأ معمر، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 11/192. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1882 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، أخبرني عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن كعب القرظي، به. 5 يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، الدمشقي القاضي، صدوق، ربما وهم، مات سنة ثلاثين ومائة أو بعدها، وله أكثر من سبعين سنة. التقريب 2/368. 6 فتح الباري 11/192. ذكره ابن أبي حاتم عقب رواية محمد بن كعب القرظي من غير إسناد بصيغة التمريض قائلا "وروي عن يزيد ابن مالك نحو ذلك ". 7 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجة، وكان ربما دلّس، مات سنة إحدى وستين ومائة، وله أربع وستون. التقريب 1/311. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 الدنيا الرزق الطيب والعلم وفي الآخرة الجنة1. [187] ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر2 قال: الحسنة في الدنيا المنى3. [188] ومن طريق السدي قال: المال4. [189] ونقل الثعلبي عن السدي ومقاتل: حسنة الدنيا الرزق الحلال الواسع والعمل الصالح، وحسنة الآخرة المغفرة والثواب5.   1 فتح الباري 11/192. أخرجه سفيان الثوري في تفسيره 96: 92 ص 25 عن رجل عن الحسن، به. وزاد بعد قوله "والعمل" النافع في الدنيا، ولفظه "قال الرزق الطيب والعمل النافع في الدنيا، وفي الآخرة حسنة "إلى الجنة ". وإسناده ضعيف لجهالة راوٍ فيه. 2 سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر، أو أبو عبد الله، المدني، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتا عابدا فاضلا،، كان يُشبّه بأبيه في الهدي والسمت، مات في آخر سنة ست ومائة على الصحيح، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/378، والتقريب 1/280. 3 فتح الباري 11/192. ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/561 عن سالم، لكن بلفظ "الثناء" بدل "المنى"، ونسبه إلى ابن المنذر فقط. 4 فتح الباري 11/192. أخرجه ابن جرير رقم3883 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. ولفظه "قال: هؤلاء المؤمنون، أما حسنة الدنيا فالمال، وأما حسنة الآخرة فالجنة ". 5 فتح الباري 11/192. لم أجده في تفسيره عنهما، وإنما وجدته عن سفيان الثوري، فأخرجه عن أبي محمد المخلدي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، قال: ثنا يوسف بن عبد الله، قال: ثنا ابن وهب، قال: سمعت سفيان الثوري يحدث بها في هذه الآية قال: في الدنيا حسنة: الرزق الطيب والعمل والعلم. تفسير الثعلبي ل 74 /أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 [190] وعن عطية1: حسنة الدنيا العلم والعمل به، وحسنة الآخرة تيسير الحساب ودخول الجنة2. [191] وبسنده عن عوف قال: من آتاه الله الإسلام والقرآن والأهل والمال والولد فقد آتاه في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة3. [192] ونقل الثعلبي عن علي4 أنها في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء، وعذاب النار المرأة السوء5.   1 هو العوفي. 2 فتح الباري 11/192. ذكره الثعلبي في تفسيره ل 73/أعنه بدون إسناده. 3 فتح الباري 11/192. أخرجه الثعلبي ل73/ب أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوي بقراءتي عليه، قال: ثنا موسى بن محمد ابن علي، قال: ثنا الحسين بن علويه القطان، قال: ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا المسيب، قال: ثنا عوف في هذه الآية - فذكره. 4 هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة، من السابقين الأولين، وهو أول من أسلم من الصبيان، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، مات في رمضان سنة أربعين، وله ثلاث وستون سنة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/87، رقم3789، والإصابة 4/464، رقم5704، والتقريب 2/39. 5 فتح الباري 11/192. ذكره الثعلبي في تفسيره ل73/أعن علي بدون إسناده، وكذا ذكره القرطبي 2/286 عنه بغير إسناد وبصيغة التمريض قائلا "فَرُوِي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " وذكره، ثم عقبه قائلا "قلت: وهذا فيه بُعْد، ولا يصح عن عليّ، لأن النار حقيقة في النار المحرقة، وعبارة المرأة عن النار تجوّز. اهـ. قلت: والصواب في ذلك أن الحسنة في الدنيا تشمل كلّ خير دنيويّ، وأما في الآخرة، فلا شك أنها الجنة، لأن من لم ينلها يومئذ فقد حُرم جميع الحسنات. وهذا الذي رجّحه ابن جرير وابن كثير أيضا، فقد قال ابن كثير: فالحسنة في الدنيا تشمل كلّ مطلوب = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 قوله تعالى: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} الآية: 204 [193] وصل الطبري من طريق ابن جريج1 قلت لعطاء في قوله: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} قال: "الحرث" الزرع، "والنسل": من الناس والأنعام2.   = دنيويّ، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنئ، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسن في الدنيا. وأما الحسن في الآخرة: فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام. اهـ. انظر: تفسير ابن كثير 1/355-356، وتفسير القرطبي 2/286. 1 وقد تصحّف "ابن جريج " إلى "ابن جرير" في طبعات فتح الباري، ووقع على الصواب في النسخة الخطية. 2 فتح الباري 8/188. أخرجه ابن جرير رقم3995 من طريق الحسين بن داود، عن حجاج، عن ابن جريج - بنحوه. وهذا سند يتكرر عند ابن جرير كثيرا، وفيه "الحسين بن داود المِصيصي المحتسب"، وهو المشهور بـ "سنيد"، من حفاظ الحديث، وله تفسير مشهور. قال عنه ابن حجر في التقريب 1/335: ضعيف مع إمامته ومعرفته، لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: رأيت سنيداً عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب الجامع لابن جريج: أخبرت عن الزهري وأخبرت عن صفوان بن سليم وغير ذلك، قال: فجعل سنيد يقول لحجاج: يا أبا محمد قل: "ابن جريج عن الزهري" و"ابن جريج عن صفوان بن سليم"، قال: فكان يقول له هكذا، قال: ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج، وذمّه على ذلك، قال أبي: وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة كان ابن جريج لا يبالي عن من أخذها. قال الخلال: وروي أن حجاجا كان هذا منه في وقت تغيره، ويرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد. مات سنيد سنة ست وعشرين بعد المائتين. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/326، والتهذيب 4/214-215، والتقريب 1/335، وفتح الباري 8/253. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 [194] رواه ابن أبي حاتم وغيره عن العوفي عن ابن عباس1. قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} الآية: 219 [195] وصل عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد بسند صحيح عن الحسن البصري "العفو" الفضل، ولا لوم على الكفاف2. [196] وأخرج عبد بن حميد أيضا من وجه آخر عن الحسن قال "أن لا تجهد مالك ثم تقعد تسأل الناس" 3. [197] وقد أخرج ابن أبي حاتم من مرسل يحيى بن أبي كثير بسند صحيح إليه أنه "بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: إن لنا أرقاء وأهلين، فما ننفق من أموالنا؟ فنزلت"4. [198] وقد جاء عن ابن عباس وجماعة أن المراد بالعفو ما فضل عن   1 أخرجه ابن أبي حاتم رقم1934 من طريق العوفي، عن ابن عباس - نحوه. والعوفي ضعيف وقد تقدم. 2 فتح الباري 9/497. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/480 حدثنا عبد الله بن موسى، وأبو الوليد، عن يزيد بن إبراهيم، عن الحسن، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات الزهد كما في تغليق التعليق 4/480 ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا يزيد، عن الحسن، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب. 3 فتح الباري 9/498. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 1/373 حدثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن الحسن، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/607 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 4 فتح الباري 9/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2068 حدثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى - وهو ابن أبي كثير، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 الأهل، أخرجه ابن أبي حاتم أيضا1. [199] ومن طريق مجاهد قال: العفو الصدقة المفروضة2. [200] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "العفو" ما لا يتبين في المال، وكان هذا قبل أن تفرض الصدقة3. الآية:220: قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [201] وقد روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: لما نزلت: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152] كانوا لا يخالطونهم في مطعم ولا غيره، فاشتد عليهم، فأنزل الله الرخصة {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} 4.   1 فتح الباري 9/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2069 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن عمر المكتب، وعقبة بن خالد عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، به. وقال ابن أبي حاتم عقبه: وروي عن عبد الله بن عمر ومجاهد وعطاء والحسن وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والقاسم وسالم وسعيد بن جبير وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك. 2 فتح الباري 9/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2072 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح قال: كان مجاهد يقول: - فذكره. 3 فتح الباري 9/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2073 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 5/395. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 1/89 عن معمر، عن قتادة - نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 [202] وروى الثوري في تفسيره عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير "أن سبب نزول الآية المذكورة: لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} 1 عزلوا أموالهم عن أموالهم، فنزلت: {قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} قال: فخلطوا أموالهم بأموالهم"2. [203] وقد وصله عطاء بن السائب3 بذكر ابن عباس فيه، أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له وصححه الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} – {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه، فشق ذلك عليهم، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك   1 من الآية 10 من سورة النساء. 2 فتح الباري 5/395. أخرجه الثوري في تفسيره 203: 29: 24 - في سورة النساء - عن سالم الأفطس، به. 3 هو عطاء بن السائب، أبو محمد، ويقال أبو السائب، الثقفي الكوفي، صدوق اختلط. مات سنة ست وثلاثين ومائة. أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة رجل صالح، وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديما فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما سفيان وشعبة، وسمع منه حديثا جرير وخالد وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها. وقال ابن حجر - بعد أن نقل أقوال الأئمة فيه - "فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم. انظر ترجمته في: التهذيب 7/183، والتقريب 2/22. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 فنزلت {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} الآية"1. [204] ورواه النسائي من وجه آخر عن عطاء بن السائب موصولا أيضا وزاد فيه "وأحل لهم خلطهم "2. [205] وروى عبد بن حميد من طريق السدي عمن حدثه عن ابن عباس قال "المخالطة أن تشرب من لبنه ويشرب من لبنك وتأكل من قصعته ويأكل من قصعتك {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} من يتعمد أكل مال اليتيم ومن يتجنبه3. قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ} الآية: 220 [206] أخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 5/395. أخرجه أبو داود في سننه في الوصايا، باب مخالطة اليتيم في الطعام، رقم2871 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 3/359 وعزاه إلى أبي داود. 2 فتح الباري 5/395. أخرجه النسائي في سننه في الوصايا، باب ما للوصي من مال اليتيم إذا قام عليه، رقم3670 أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عمران بن عيينة قال حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. ولفظه قال: "في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} قال كان يكون في حجر الرجل اليتيم فيعزل له طعامه وشرابه وآنيته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله عز وجل {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} في الدين فأحل لهم خلطتهم". 3 فتح الباري 5/395. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2082 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/613 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 {لاعْنَتَكُمْ} : لأحرجكم وضيَّق عليكم، ولكنه وسَّع ويسَّر فقال: {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] يقول: يأكل الفقير إذا ولي مال اليتيم بقدر قيامه على ماله ومنفعته ما لم يسرف أن ينذر1. [207] وأخرج ابن المنذر من طريق سعيد بن جبير قال في قوله: {لاعْنَتَكُمْ} : لأحرجكم2. الآية: 222: قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [208] روى مسلم وأبو داود من حديث أنس 3 أن اليهود كانوا اذا حاضت المرأة أخرجوها من البيت، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت الآية، فقال: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح"، فأنكرت اليهود ذلك، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله ألا نجامعهن في الحيض؟ يعني خلافا لليهود، فلم يؤذن في ذلك4.   1 فتح الباري 5/394. أخرجه ابن جرير رقم4204 حدثني علي بن داود، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، به إلى نهاية آية النساء، ولم يذكر ما بعدها. 2 فتح الباري 5/394. لم أقف عليه مسندا، وقد سبق في الذي قبله عن ابن عباس مثله. 3 أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خدمه عشر سنين. عُمِّر طويلا، وقد توفي سنة بضع وتسعين وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/294، رقم258، والتقريب 1/84. 4 فتح الباري 1/399. أخرجه الإمام أحمد 3/132 ومسلم في صحيحه رقم302-16 - في الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد -، وأبو داود - في الطهارة، باب في مؤاكلة الحائض ومجامعتها، رقم258 - كلهم من حديث أنس - نحوه. وذكره ابن كثير 1/377-378 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية مسلم، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/618 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والبيهقي في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} الآية: 223 [209] روى أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس1 قال: إن ابن عمر وهم والله يغفر له، إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب، فكانوا يأخذون بكثير من فعلهم، وكان أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، فأخذ ذلك الأنصار عنهم، وكان هذا الحي من قريش يتلذذون بنسائهم مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار، فذهب يفعل فيها ذلك فامتنعت، فشَرِيَ2 أمرهما حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} مقبلات ومدبرات ومستلقيات، في الفرج3.   1 سقطت كلمة "ابن" من الفتح، وهذا في الأغلب خطأ مطبعي. 2 في الفتح "فسري" بالسين المهملة، وهو خطأ قد يكون من النسّاخ أو من الطباعة، والصحيح بالشين المعجمة كما في السنن، و"شَرِيَ" بكسر الراء مثل "رَضِيَ" ومعناه: ارتفع وعظم وتفاقم. انظر: النهاية 2/468-469. 3 فتح الباري 8/191. أخرجه أبو داود رقم2164 - في النكاح، باب في جامع النكاح - حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ، حدثني محمد - يعني ابن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد - عنه. وأخرجه الحاكم 2/279 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق سمع أبان بن صالح، عن مجاهد - نحوه. وسكت عنه الحاكم، وذكر الذهبي أنه على شرط مسلم. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 ............................................................................................   = وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/629-630 ونسبه إلى ابن راهويه والدارمي وأبي داود وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه. وأحسن منه ما صحّ توهيم من فهم عن ابن عمر، وأما ما روي عنه فإنه يحمل على أنه يأتيها في قبلها من دبرها، وذلك لما روى النسائي عن علي بن عثمان النفيلي، عن سعيد ابن عيسى، عن الفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل، عن كعب بن علقمة، عن أبي النضر، أنه أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر: إنه قد أكْثِرَ عليك القول، إنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن، قال: كذبوا عليّ، ولكن سأحدثك كيف كان الأمر: إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده، حتى بلغ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . فقال: يا نافع، هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت: لا، قال: إنا كنا معشر قريش نَجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهن مثل ما كنا نريد فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود، إنما يُؤتَين على جنوبهن، فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . نقله ابن كثير ففي تفسيره 1/384 وقال: وهذا إسناد صحيح. هذا ولم أهتد إليه في "المجتنى" ولا في "التفسير". وقد علق محققو تفسير ابن كثير قائلين: لم نجد فيما طبع من سنن النسائي الأحاديث التي تتناول هذه الآية. وروى الدارمي في مسنده 1/260 - في الطهارة، باب من أتى امرأته في دبرها - حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن الحارث بن يعقوب، عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال: قلت لابن عمر: ما تقول في الجوارى، أنُحَمَضُ لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدُّبر، فقال: وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟ قال ابن كثير 1/388 وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك، فكل ما ورد عنه مما يحمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم. وقد أورد ابن كثير عن ابن مسعود وأبي الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله ابن عمرو بن العاص أثارا في تحريم ذلك، ثم قال: وهو الثابت بلا شك عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه. انظر: تفسير ابن كثير 1/383-389. وقد نقل ابن عطية عن ابن عمر القول بإباحية الوطئ في الدبر، ثم قال وروي عنه خلافه، وتكفير من فعله، ثم قال: وهذا هو اللائق به ... إلى أن قال "ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه، والله المرشد لا رب غيره. المحرر الوجيز 2/183-184. وقال ابن القيم - بعد أن أورد عددا من الروايات التي ذكرت هنا والتي لم تذكر -: قال "ومن ها هنا نشأ الغلط على من نُقل عنه الإباحة: من السلف والأئمة، فإنهم أباحوا: أن يكون الدبر طريقا إلى الوطء في الفرج، فيطأ من الدبر، لا في الدبر، فاشتبه على السامع: مَن نفى، أو لم يظن بينهما فرقا، فهذا الذي أباحه السلف والأئمة. فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه ". انظر: الطب النبوي ص 204-205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 [210] أخرجه أحمد والترمذي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال: "جاء عمر فقال: يا رسول الله هلكت: حَوَّلْتُ رَحْلِي البارحة1، فأنزلت هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة "2. [211] وروى الخطيب في "الرواة عن مالك" من طريق إسرائيل   1 قوله "حولت رحلي البارحة" قال ابن الأثير: كنى برحله عن زوجته، أراد به غِشْيانها في قبلها من جهة ظهرها؛ لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رَحْله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرَّحل الذي تركب عليه الإبل وهو الكور. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 2/209 2 فتح الباري 8/191. أخرجه الإمام أحمد 1/297 والترمذي رقم2980 - في التفسير، باب "ومن سورة البقرة" - وابن جرير رقم4347 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه بنحوه. قال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه النسائي في التفسير رقم60 وأبو يعلى رقم2736 وابن أبي حاتم رقم2134 وابن حبان الإحسان رقم4202 والطبراني ج 12/رقم12317 والبيهقي 7/198 والواحدي في أسباب النزول ص 68 والبغوي في التفسير 1/259 كلهم من طريق يونس بن محمد المؤدب عن يعقوب القمي، به. وذكره ابن كثير 1/382 عن الإمام أحمد. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/629 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق والضياء في المختارة. والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2381 وقال: حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 ابن روح1 قال: سألت مالكا2 عن ذلك فقال: ما أنتم قوم عرب؟ هل يكون الحرث إلا موضع الزرع 3؟ [212] أخرج أسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره عن النضر ابن شميل4 عن ابن عون، عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى قوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: أتدرون فيما أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن5.   1 لم أقف على ترجمة له، وفي تفسير ابن كثير 1/389 "إسماعيل بن روح". 2 مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله، المدني، إمام دار الهجرة، رأس المتقين وكبير المثبتين، حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر. مات سنة تسع وسبعين ومائة. التقريب 2/223. 3 فتح الباري 8/190. أخرجه أبو بكر بن زياد النيسابوري فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 1/389 حدثني إسماعيل بن حصن، حدثني إسماعيل بن روح، به. وزاد في آخره "لا تعدوا الفرج، قلت: يا أبا عبد الله، إنهم يقولون: إنك تقول ذلك؟ قال: يكذبون عليّ، يكذبون عليّ. قال ابن كثير: فهذا هو الثابت عنه، وهو قول أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة، وهو قول سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعكرمة، وطاوس، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعروة بن الزبير، ومجاهد بن جبر، والحسن وغيرهم من السلف: أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار، ومنهم من يطلق على فاعله الكفر، وهو مذهب جمهور العلماء، وقد حكي في هذا شيء عن بعض فقهاء المدينة، حتى حكوه عن الإمام مالك، وفي صحته نظر. انتهى كلامه رحمه الله. 4 النضر بن شَميّل، المازني، أبو الحسن النحوي، نزيل مرو، ثقة ثبت، مات سنة أربع ومائتين، وله اثنتان وثمانون سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/390، والتقريب 2/301. 5 فتح الباري 8/190. أخرجه ابن جرير رقم4326 من طريق هُشيم، قال: أخبرنا ابن عون، به. وأصل هذه الرواية أخرجها البخاري عن إسحاق بالإسناد المذكور، مبهمة. ولفظه "حتى انتهى إلى مكان قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا ثم مضى". هذا وقد أورد السيوطي في الدر 1/635-636 رواية المتن ونسبه إلى كل من إسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره والبخاري وابن جرير، مع أن لفظ البخاري ليس فيه قوله "إيتان النساء في أدبارهن" كما سبق بيانه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 [213] وهكذا أورده ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية1 عن ابن عون مثله2. [214] ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي3 عن ابن عون نحوه4.   1 هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري المعروف بابن عليّة، ثقة حافظ. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/65-66. 2 فتح الباري 8/190. أخرجه ابن جرير رقم4326 م حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية، حدثنا ابن عون، عن نافع - فذكره، ولفظه "قال: قرأت ذات يوم {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، فقال ابن عمر: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا! قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". ونقله ابن كثير 1/383 برواية الطبري سندا ومتنا. هذا وقد كان سقط هذا الحديث من تفسير الطبري، ثم أثبته المحقق فيه إستنادا إلى ما نقله ابن كثير وابن حجر، وقد أشار - أي المحقق - إلى ذلك في الحاشية. 3 إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، أبو إبراهيم البصري، ترجمه البخاري في الكبير، فلم يذكر فيه جرحا. وذكره ابن حبان في الثقات، وفي التقريب: "ليّن الحديث". مات سنة أربع وتسعين ومائة. أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 1/1/342 والثقات لابن حبان 8/94، والتهذيب 1/345، والتقريب 1/66. 4 فتح الباري 8/190. أخرجه ابن جرير رقم4327 حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم قال: حدثنا أبو عمر الضرير، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس، عن ابن عون، عن نافع - فذكره، ولفظه "قال: كنت أمسك على ابن عمر المصحف، إذ تلا هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، فقال: أن يأتيها في دبرها ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 [215] وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" عن معاذ1، عن ابن عون فأبهمه فقال: في كذا وكذا2. [216] ووقع في "الجمع بين الصحيحين" للحميدي عن ابن عمر {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: يأتيها في الفرج3.   1 هو معاذ بن معاذ بن نصر بن حسّان العنبري، أبو المثنى البصري القاضي، ثقة متقن، مات سنة ست وتسعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/175-177، والتقريب 2/257. 2 فتح الباري 8/190. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام، رقم9-25، ص 97 حدثنا معاذ، عن ابن عون، عن نافع - فذكره. ولفظه "قال: كان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه، قال: فدخل يوما، فقال: امسك عليَّ سورة البقرة، فأمسكتها عليه، فلما أتى على مكان منها، قال: أتدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: في كذا وكذا، ثم مضى في قراءته". 3 فتح الباري 8/189. الأثر أخرجه البخاري رقم4527 بسنده من طريق عبد الصمد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر بدون قوله "الفرج". قال ابن حجر: قوله "يأتيها في الفرج" هكذا وقع في جميع النسخ - أي نسخ البخاري - لم يذكر ما بعد الظرف وهو المجرور، ووقع في "الجمع بين الصحيحين" يأتيها في الفرج وهو من عنده بحسب ما فهمه. وقال - أي ابن حجر - ثم وقفت على سلفه فيه وهو البرقاني فرأيت في نسخة الصنعاني "زاد البرقاني يعني الفرج"، ثم قال - أي ابن حجر أيضا - وليس مطابقا لما في نفس الرواية عن ابن عمر لما سأذكره " اهـ. والأثر أخرجه ابن جرير رقم4331 عن أبي قلابة، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثني أبي، عن أيوب، به. ولفظه "قال: في الدبر". هذا وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 1/636 بلفظ ابن جرير، ونسبه إليه وإلى البخاري معا مع أن لفظ البخاري لم يذكر فيه ما بعد الظرف وهو المجرور كما سبق بيانه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 [217] وأما رواية عبد الصمد فأخرجها ابن جرير في التفسير عن أبي قلابة الرقاشي1 عن عبد الصمد بن عبد الوارث2، حدثني أبي3، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر فذكره بلفظ "يأتيها في الدبر"4. [218] وأما رواية محمد بن يحيى بن سعيد القطان فوصلها الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي بكر الأعين5 عن محمد بن يحيى المذكور6، عن   1 اسمه عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو قلابة الرقاشي، روى عن عبد الصمد ابن بن الوارث وغيره، وروى عنه الأئمة، منهم ابن خزيمة، وابن جرير، وابن ماجه وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب "صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد"، مات سنة ست وسبعين ومائتين، وله ست وثمانون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/371، والتقريب 1/522. 2 عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، العنبري مولاهم، التَنُّوري، أبو سهل البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وثقه ابن سعد والحاكم وابن قانع. وفي التقريب "صدوق، ثبت في شعبة"، مات سنة سبع ومائتين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/291-292، والتقريب 1/507. 3 هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، العنبري، مولاهم، أبو عبيدة، التنوري، البصري، روى عن أيوب السختياني وغيره، وعنه ابنه عبد الصمد وغيره، ثقة ثبت، مات سنة ثمان ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/391، والتقريب 1/527. 4 فتح الباري 8/190. تقدم تخريجه في الذي قبله. وقد أخرجه ابن جرير، به سندا ومتنا. وإسناده صحيح. وأصله في البخاري رقم4527 عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الصمد، عن أيوب، به بلفظ " يأتيها في " هكذا ولم يذكر المجرور. قال ابن حجر: هكذا وقع في جميع النسخ - أي نسخ البخاري - لم يذكر ما بعد الظرف وهو المجرور. وانظر: تغليق التعليق 4/180-181. 5 اسمه محمد بن أبي عتّاب البغدادي، أبو بكر الأعين، روى عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب: صدوق، مات سنة أربعين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/298، والتقريب 2/189. 6 محمد بن يحيى بن سعيد بن القطان، أبو صالح البصري ولد العالم الشهير، ثقة وثقه ابن حبان، مات سنة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 9/450، والتقريب 2/217. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 أبيه1، عن عبيد الله2، عن نافع، عن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} رخصة في إتيان الدبر، قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا يحيى بن سعيد، تفرد به ابنه محمد3. [219] أخرج الدارقطني في "غرائب مالك" من طريق عبد العزيز الدراوردي4، عن مالك وعبيد الله بن عمر بن حفص وابن أبي ذئب5   1 يحيى بن سعيد بن فرّوخ التميمي، أبو سعيد القطّان البصري، ثقة متقن حافظ، إمام قدوة، مات سنة ثمان وتسعين، وله ثمان وسبعون. أخرج له الجماعة. التقريب 2/348. 2 هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. 3 فتح الباري 8/190. أخرجه الطبراني كما في مجمع البحرين رقم3297 عن علي بن سعيد، ثنا محمد ابن أبي عتاب أبو بكر الأعين، به. قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا يحيى ابن سعيد، تفرد به ابنه محمد بن يحيى. وتعقبه ابن حجر قائلا: ولم يتفرد به يحيى بن سعيد، فقد رواه عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر أيضا ..... وروى هذا الحديث عن نافع أيضا جماعة غير من ذكرنا، ورواياتهم بذلك ثابتة عند ابن مردويه في تفسيره وفي فوائد الأصبهانيين لأبي الشيخ وتاريخ نيسابور للحاكم وغرائب مالك للدارقطني وغيرها. اهـ قوله. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/322 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد بن بشير هو حافظ، وقال فيه الدارقطني ليس بذاك، وبقية رجاله ثقات. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/636 ونسبه إلى الحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في الأوسط والحاكم وأبي نعيم في المستخرج. وقد صحح إسناده السيوطي. 4 عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي، أبو محمد الجهني، مولاهم، المدني، صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر، مات سنة ست، أو سبع وثمانين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/512. 5 اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، أبو الحارث المدني، ثقة فقيه فاضل، مات سنة ثمان وخمسين ومائة، وقيل سنة تسع. أخرج له الجماعة. التقريب 2/184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 ثلاثتهم عن نافع نحو رواية ابن عون عنه، ولفظه "نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها، فأعظم الناس ذلك فنزلت، قال: فقلت له من دبرها في قبلها، فقال: لا إلاّ في دبرها"1. [220] وتابع نافعا على ذلك زيد بن أسلم عن ابن عمر، ورايته عند النسائي بإسناد صحيح2. [221] أخرج أبو يعلى وابن مردويه وابن جرير والطحاوي من طريق   1 فتح الباري 8/190. أورده السيوطي في الدر المنثور 1/636 وقال: أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق أبي بشر الدولابي، نبأنا أبو الحرث أحمد بن سعيد، نبأنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني، حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بالسند المذكور عن نافع قال: قال لي ابن عمر: أمسك عليّ المصحف يا نافع، فقرأ حتى أتى على {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال لي: أتدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال: نزلت في رجل من الأنصار ... إلخ. 2 فتح الباري 8/190. لم أجده في تفسير النسائي ولا في سننه، ولكن الحافظ ابن كثير نقل في تفسيره 1/383 عن النسائي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر. ولفظه "أن رجلا أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجدا شديدا، فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ". ثم نقل ابن كثير عقبه عن أبي حاتم الرازي قوله: لو كان هذا عند زيد بن أسلم، عن ابن عمر لما أولع الناس بنافع. ثم قال - أي ابن كثير -: وهذا تعليل منه لهذا الحديث. هذا وقد علق محققو تفسير ابن كثير عليه قائلين: لم نجد فيما طبع من سنن النسائي الأحاديث التي تتناول هذه الآية. والأثر أخرجه أيضا ابن جرير رقم4333 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم - كمثل رواية النسائي سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/636 ونسبه إلى النسائي وابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري1 "أن رجلا أصاب امرأته في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه وقالوا: نعيّرها، فأنزل الله عز وجل هذه الآية2. [222] وعلقه النسائي عن هشام بن سعد3 عن زيد4.   1 اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري، أبو سعيد الخدري، مشهور بكنيته، له ولأبيه صحبة، أُستصغر بأحد، ثم شهد ما بعدها، وروى الكثير، ومات بالمدينة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/451، رقم2036، والتقريب 1/289. 2 فتح الباري 8/191. أخرجه أبو يعلى رقم1103 حدثنا الحارث بن سريج، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به. وزكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/323 وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه الحارث ابن سريج القفال وهو ضعيف كذاب. قلت: لكنه تابعه متابع فأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/40 حدثنا أحمد ابن داود، قال: أخبرنا يعقوب بن حميد، قال: ثنا عبد بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه ابن جرير رقم4334 عن يونس، عن عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار - بنحوه مرسلا، لم يذكر أبا سعيد، فهو مرسل ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/637 وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهويه وابن مردويه، وقد حسن إسناده - أي السيوطي -. 3 في الفتح "هشام بن سعيد"، والصواب "هشام بن سعد " كما يعرف من تخريج الحديث السابق، ولأنه هو الذي يروي عن زيد بن أسلم، قال الآجري عن أبي داود "هشام ابن سعد" أثبت الناس في زيد بن أسلم، فهشام بن سعد هو المدني أبو عباد أو أبو سعد القرشي مولاهم، روى عن زيد بن أسلم ونافع مولى ابن عمر وعمرو بن شعيب وغيرهم، وعنه الليث والثوري ووكيع وغيرهم، قال ابن حجر: صدوق له أوهام. انظر ترجمته في: التهذيب 11/37، والتقريب 2/318. 4 فتح الباري 8/191. لم أقف عليها عند النسائي، وانظر أيضا التعليق على رواية ابن عمر من طريق زيد بن أسلم، عنه المتقدم برقم 215. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} الآية: 224 [223] وقد أخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ولفظه "لا تجعل الله عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير، ولكن كفِّر واصنع الخير1. [224] وعن سعيد بن جبير: هو أن يحلف أن لايصل رحمه مثلا فيقال له صل، فيقول: قد حلفت2. [225] عن زيد بن أسلم: لا تكثروا الحلف بالله وإن كنتم بررة3.   1 فتح الباري 11/558. أخرجه ابن جرير رقم4360 حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به. ونقله ابن كثير في تفسيره 1/390 برواية الطبري، ثم قال: وهكذا قال مسروق، والشعبي، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وطاوس، وسعيد بن جبير، وعطاء، وعكرمة، ومكحول، والزهري، والحسن، وقتادة، ومقاتل بن حيان، والربيع بن أنس، والضحاك، وعطاء الخراساني، والسدي. ثم قال - أي ابن كثير - ويؤيد ما قاله هؤلاء ما ثبت في الصحيحين البخاري، رقم5518، ومسلم، رقم1649-9 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيتُ الذي هو خير وتحلّلتها ". وساق عن عبد الرحمن بن سمرة وأبي هريرة حديثين آخرين في هذا المعنى. 2 فتح الباري 11/558. أخرجه ابن جرير رقم4355 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير - نحوه. قال ابن حجر عقبه: "وعلى هذا فمعنى أن تبروا كراهة أن تبروا فينبغي أن يأتي الذي هو خير ويكفر". 3 فتح الباري 11/558. لم أقف عليه مسندا. وقال ابن حجر: وفائدة ذلك: إثبات الهيبة في القلوب، ويشير إليه قوله {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} الآية: 225 [226] قال زيد بن أسلم في قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} قال: هو كقول الرجل: إن فعلت كذا فأنا كافر، قال: لا يؤاخذه الله حتى يعقد به قلبه1. قوله تعالى: {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الآية: 226 [227] وأخرج الطبري عن إبراهيم النخعي قال: الفئ الرجوع باللسان2. [228] ومثله عن أبي قلابة3. [229] وعن سعيد بن المسيب والحسن وعكرمة: الفئ الرجوع بالقلب واللسان لمن به مانع عن الجماع، وفي غيره بالجماع4.   1 فتح الباري 1/70. أخرجه ابن جرير رقم4461 حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الكريم، قال: حدثنا إسماعيل بن مرزوق، قال حدثني يحيى بن أيوب، أن زيد بن أسلم كان يقول في قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} - فذكره. 2 فتح الباري 9/426. أخرجه ابن جرير رقم4541 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن منصور وحماد، عن إبراهيم، به. 3 فتح الباري 9/426. أخرجه ابن جرير رقم4544 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة. ولفظه "قال: إن فاء في نفسه أجزأه، يقول: قد فاء ". 4 فتح الباري 9/426. أما أثر الحسن وعكرمة فأخرج ابن جرير رقم4525، 4534 حدثنا محمد بن يحيى وحدثنا ابن بشار قالا: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن وعكرمة أنهما - نحوه. وأما أثر سعيد بن المسيب فأخرجه ابن جرير أيضا رقم4539 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس، قال: قال ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب - فذكر بمعناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 [230] ومن طريق أصحاب ابن مسعود منهم علقمة1 مثله2. [231] ومن طريق الحكم3 عن مقسم عن ابن عباس: الفئ الجماع4. [232] وعن مسروق5 وسعيد بن جبير والشعبي مثله، والأسانيد   1 علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الكوفي، ثقة ثبت فقيه، عابد، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم، وهو من أشهر رواة ابن مسعود، وأعرفهم به، وأعلمهم بعلمه، مات بعد الستين وقيل بعد السبعين. انظر ترجمته في: التهذيب 7/244، والتقريب 2/31. 2 فتح الباري 9/426. أما أثر علقمة فأخرجه ابن جرير رقم4532 حدثنا عمران، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عامر، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة - نحوه. 3 هو الحكم بن عُتَيبة، أبو محمد الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه، إلا أنه ربما دلّس، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، أو بعدها، وله نيف وستون سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/372، والتقريب 1/192. 4 فتح الباري 9/426. أخرجه ابن جرير الأرقام من 4509 إلى 4512 من طرق عن عن الحكم بن عتيبة، به مثله. وقد رجّح الطبري هذا القول، واستدل له إلى أن قال "غير أنه إذا حيل بينه وبين الفئ - الذي هو جماع - بعذر، فغير جائز أن يكون تاركا جماعها على الحقيقة، لأن المرء إنما يكون تاركا ماله إلى فعله وتركه سبيل. فأما من لم يكن له إلى فعل أمر سبيل، فغير كائن تاركه، فإذا كان ذلك كذلك، فإحداث العزم في نفسه على جماعها مجزئ عنه في حال العذر حتى يجد السبيل إلى جماعها. وإن أبدى ذلك بلسانه وأشهد على نفسه في تلك الحال بالأوبة والفيء، كان أعجب إليّ. ا. هـ كلامه رحمه الله. انظر: تفسير الطبري 4/373-374. 5 هو مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، الكوفي، ثقة فقيه عابد، مخضرم، مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين. انظر ترجمته في: التهذيب 10/100، والتقريب 2/242. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 بكل ذلك عنهم قوية1. قوله تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} الآية: 228 [233] وقد روى الطبري بإسناد صحيح عن الزهري قال: بلغنا أن المراد بما خلق الله في أرحامهن: الحمل أو الحيض، فلا يحل لهن أن يكتمن ذلك، لتنقضي العدة ولا يملك الزوج الرجعة إذا كانت له2. [234] وروى أيضا بإسناد حسن عن ابن عمر قال: "لا يحل لها إن   1 فتح الباري 9/426. أخرجه ابن جرير رقم4513، 4514 من طريق سفيان وشعبة، كلاهما عن حصين، عن الشعبي، عن مسروق، قال: الفئ الجماع. وأخرج ابن جرير رقم4521 حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد، عن حماد وإياس، عن الشعبي - قال أحدهما: عن مسروق، قال: الفئ الجماع، وقال الآخر: عن الشعبي: الفئ الجماع. وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير رقم4519 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن سعيد بن جبير قال: الفئ الجماع، لا عذر له إلا أن يجامع وإن كان في سجن أو سفر. وأخرج رقم4517، 4518 من طريقين عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير قال: الفئ الجماع. فائدة: قال ابن حجر: قال الطبري: اختلافهم في هذه من اختلافهم في تعريف الإيلاء، فمن خصه بترك الجماع قال: لا يفئ إلا بفعل الجماع، ومن قال: الإيلاء الحلف على ترك كلامها أو على أن يغيظها أو يسوءها أو نحو ذلك لم يشترط في الفئ الجماع، بل رجوعه بفعل ما حلف أن لا يفعله. فتح الباري 9/426. وانظر تفسير الطبري 4/472. 2 فتح الباري 1/424-425. أخرجه ابن جرير رقم4727 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 كانت حائضا أن تكتم حيضا، ولا إن كانت حاملا أن تكتم حملها"1. [235] وعن مجاهد "لا تقول إني حائض وليست بحائض، ولا لست بحائض وهي حائض" وكذا في الجبل2. قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} الآية: 229 [236] وصل عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج أخبرني ابن طاوس3 وقلت له: ما كان أبوك يقول في الفداء؟ قال: كان يقول ما قال الله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} ولم يكن يقول قول السفهاء: لا يحل حتى تقول لا أغتسل لك من جنابة، ولكنه يقول "إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله" فيما افترض لكل واحد منهما على صاحبه في العشرة والصحبة "4.   1 فتح الباري 1/425. أخرجه ابن جرير رقم4734 حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا الأشعث، عن نافع، عن ابن عمر، به. 2 فتح الباري 1/425. أخرجه ابن جرير رقم4739 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، أبو محمد، ثقة فاضل عابد، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب 1/424. 4 فتح الباري 9/397. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 6/496 - في الطلاق، باب ما يحل من الفداء - عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/109 - في الطلاق، ما قالوا في الرجل متى يطيب له أن يخلع امرأته - حدثنا ابن عُلية، عن ابن جريج - فذكره نحوه. ولفظه "قال: كان طاوس يقول: يحل الفداء ما قال الله {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} ولم يكن يقول قول السفهاء، حتى تقول: لا أغتسل لك من جنابة ... إلخ. وقد سقط من المطبوع قوله "أخبرني ابن طاوس وقلت له: ما كان أبوك يقول في الفداء ". ويعرف من هذا أن نسخ الحافظ ابن حجر أتقن من النسخ التي بين أيدينا وأكمل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 [237] وأخرج ابن أبي شيبة عن وكيع1 عن يزيد بن إبراهيم2 عن الحسن في قوله: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} قال: ذلك في الخلع إذا قالت: لا أغتسل لك من جنابة3. [238] روى ابن أبي شيبة من طريق القاسم4 أنه سئل عن قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} قال فيما افترض عليهما في العشرة والصحبة5. قوله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} الآية: 230 [239] أخرج مقاتل بن حيان في تفسيره ومن طريقه ابن شاهين في   1 هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي، ثقة حافظ عابد، مات سنة في سنة ست أو سبع وتسعين ومائة، وله سبعون سنة. التقريب 2/331. 2 يزيد بن إبراهيم التستري، أبو سعيد البصري التميمي مولاهم، روى عن الحسن وابن سيرين وابن أبي مليكة وعطاء وقتادة وغيرهم، وعنه وكيع وغيره، ثقة ثبت إلا في روايته عن قتادة، ففيها لين. مات سنة ثلاث وستين ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 11/272، والتقريب 2/361. 3 فتح الباري 9/398. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/108 عن وكيع، عن الحسن، به. ولم يذكر في إسناده "يزيد بن إبراهيم". 4 القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن، روى عنه ابن أبي مليكة وغيره، ثقة، من كبار التابعين، أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه. مات سنة ست ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 8/299-301، والتقريب 2/120. 5 فتح الباري 9/398. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/109 نا ابن علية، عن محمد بن إسحاق قال: سئل القاسم بن محمد - فذكره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 "الصحابة" ثم أبو موسى في قوله تعالى: {فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} قال "نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضرية1 كانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك2 - وهو ابن عمها - فطلقها طلاقا بائنا فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، ثم طلقها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنه طلقني قبل أن يمسني أفأرجع إلى ابن عمي زوجي الأول؟ قال: "لا" الحديث3. قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} الآية: 232 [240] روى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:   1 عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضرية، صحابية ورد ذكرها في هذه القصة. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 2/283 و7/190، والإصابة 2/408 و8/236. 2 هو رِفاعة بن سِمْوال، وقيل: رفاعة بن رفاعة القرظي، من بني قريظة، صحابي، وهو خال صفية بنت حييّبن أخطب أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أمها برة بنت سموال. وهو الذي طلق امرأته ثلاثا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير، وطلقها قبل أن يدخل بها - على ما وردت قصته كما هي هنا -. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/273، رقم1690، والإصابة 2/408، رقم2675. 3 فتح الباري 9/465. ذكره ابن حجر في الإصابة 2/409 في ترجمة رفاعة، وقال: روى ابن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيّان - فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/677-678 ونسبه إلى ابن المنذر عن مقاتل بن حيان. وأصل هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها بدون ذكر نزول الآية. ولفظه "قالت عائشة: دخلت امرأة رفاعة القرظي - وأنا وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن رفاعة طلقني البتة، وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني، وإنما عنده مثل الهُدْبَة، وأخذت هدبة من جلبابها، وخالد بن سعيد بن العاص بالباب لم يؤذن له، فقال: يا أبا بكر، ألا تنهى هذه عما تجهر به بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى تذوق عُسَيْلته ويذوق عسيلتك". انظر: البخاري رقم5317، ومسلم رقم1433-112 ومسند أحمد 6/34 واللفظ له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 هي في الرجل يطلق امرأته فتقضي عدتها، فيبدو له أن يراجعها وتريد المرأة ذلك، فتمنعه وليها1. [241] وقع في تفسير الطبري من حديث ابن عباس أنها نزلت في ولي النكاح أن يضار وليّته فيمنعها من النكاح2. [242] ووقع في رواية مبارك بن فضالة3 عن الحسن عند أبي مسلم الكجي "قال الحسن: علم الله حاجة الرجل إلى امرأته وحاجة المرأة إلى زوجها، فأنزل الله هذه الآية4. قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} إلى قوله: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الآية: 233 [243] وأخرج الطبري عن ابن عباس أن إرضاع الحولين مختص لمن   1 فتح الباري 8/192. أخرجه ابن جرير رقم4940 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه بنحوه. وعلقه ابن كثير 1/415 عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/685 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وذكره ابن كثير 1/451 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. ثم قال: وكذا قال مسروق، وإبراهيم النخعي، والزهري، والضحاك أنها نزلت في ذلك، ثم قال: وهذا الذي قالوه ظاهر من الآية، كما جاء في الحديث "لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها " [أخرجه ابن ماجه، رقم1882] . صححه الشيخ الألباني دون الجملة الأخيرة. انظر: إراوء الغليل 6/248. 2 فتح الباري 9/186. انظر ما قبله. 3 مبارك بن فَضَالة - بفتح الفاء وتخفيف المعجمة -، أبو فضالة البصري، روى عن الحسن البصري وهشام ابن عروة وحميد الطويل وغيرهم، قال بهز أنا مبارك أنه جالس الحسن ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة. صدوق يدلس ويسوّي، مات سنة ست وستين ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 10/27، والتقريب 2/227. 4 فتح الباري 9/187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 وضعت لستة أشهر، فمهما وضعت لأكثر من ستة أشهر نقص من مدة الحولين تمسكا بقوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً} [الأحقاف:15] ، وسنده صحيح، إلا أنه اختلف في وصله أو وقفه على عكرمة1. [244] وصل ابن وهب في جامعه عن يونس2 قال: قال ابن شهاب: نهى الله تعالى أن تضار والدة بولدها، وذلك أن تقول الوالدة: لستُ مرضعته، وهي أمثل له غذاء وأشفق عليه وأرفق به من غيرها، فليس لها أن تأبى بعد أن يعطيها من نفسه ما جعل الله عليه، وليس للمولود له أن يضارّ بولده والدته فيمنعها أن ترضعه ضرارا لها إلى غيرها، فلا جناح عليهما أن يسترضعا عن طيب نفس الوالد والولدة، فإن أرادا فصالا عن تراض3. [245] وأخرجه ابن جرير من طريق عقيل4 عن ابن شهاب نحوه، وفيه   1 فتح الباري 9/504-505. قال ابن حجر عقبه: وتعقب بمن زاد حملها على ثلاثين شهرا فإنه يلزم إسقاط مدة الرضاعة ولا قائل به، والصحيح أنها محمولة على الغالب. وقد أخرجه ابن جرير رقم4950 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا داود، عن عكرمه، عن ابن عباس - نحوه. وقال ابن حجر عقبه إيراده: "وسنده صحيح، إلا أنه اختلف في وصله أو وقفه على عكرمة". 2 هو يونس بن يزيد بن أبي النجاد، الأيلي، أبو يزيد مولى آل أبي سفيان، ثقة، إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا، وفي غير الزهري خطأ، مات ستة تسع وخمسين بعد المائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/386. 3 فتح الباري 9/505. وصله ابن حجر في تغليق التعليق 4/480-481 وقال: هكذا رويناه في الجامع لابن وهب عن يونس. كما نقل العيني في عمدة القارئ 21/18 عن ابن وهب، به. 4 هو عُقَيل - بالضم - ابن خالد بن عَقيل - بالفتح - الأبلي أبو خالد الأموي، مولاهم، روى عن ابن شهاب وغيره، وعنه الليث بن سعد ونافع بن يزيد وغيرهما. ثقة ثبت. قال ابن معين: أثبت من روى عن الزهري مالك ثم معمر ثم عقيل. سكن المدينة ثم الشام ثم مصر، مات سنة أربع وأربعين ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/228، والتقريب 2/29. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 "الوالدات أحق برضاع أولادهن، وليس لوالدة أن تضارّ ولدها فتأبى رضاعه وهي تعطى عليه ما يعطى غيرها، وليس للمولود له أن ينزع ولده منها ضرارا لها، وهي تقبل من الأجر ما يعطى غيرها، فإن أرادا فصال الولد عن تراض منهما وتشاور دون الحولين فلا بأس"1. [246] عن ابن عباس "فصاله" فطامه، أخرجه الطبري عنه وعن السدي وغيرهما2. [247] وعن ابن عباس أن الحولين لغاية الإرضاع وأن لا رضاع بعدهما، أخرجه الطبري أيضا، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين الزهري وابن عباس3. [248] ثم أخرج بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: ماكان من   1 فتح الباري 9/505. أخرجه ابن جرير رقم4981، 5036 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب - وسئل عن قول الله تعالى ذكره {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} إلى {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} - فذكره بنحوه. 2 فتح الباري 9/505. أخرجه ابن جرير رقم5052 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه نحوه. وأما عن السدي فأخرجه رقم5044 من طريق أسباط، عنه نحوه. 3 فتح الباري 9/505. أخرجه ابن جرير رقم4956 من طريق آدم، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، قال حدثنا الزهري، عن ابن عباس وابن عمر - نحوه. وأخرجه رقم4957 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، قال كان ابن عمر وابن عباس يقولان: لا رضاع بعد الحولين. قال ابن حجر عقبه: "ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين الزهري وابن عباس ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 رضاعة بعد الحولين فلا رضاع1. [249] وعن ابن عباس أيضا بسند صحيح مثله2. [250] ثم أسند عن قتادة قال: كان إرضاعها الحولين فرضا، ثم خفف بقوله تعالى: {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} 3. قوله تعالى: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} الآية: 233 [251] قال ابن عباس {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} : عليه أن لا يضار4. [252] وبه قال الشعبي ومجاهد5.   1 فتح الباري 9/505. أخرجه ابن جرير رقم4958 حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا حفص، عن الشيباني، عن أبي الضحى، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، به. وأخرجه رقم4961 حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، أنه يحدث عن عبد الله - نحوه. 2 فتح الباري 9/505. أخرجه ابن جرير رقم4963 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عمرو ابن دينار، عن ابن عباس. ولفظه "أنه قال: لا رضاع بعد فصال السنتين". وأخرجه رقم4962 من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عنه. ولفظه "ليس يحرِّم من الرضاع بعد التمام، إنما يحرِّم ما أنبت اللحم وأنشأ العظم ". 3 فتح الباري 9/505. أخرجه ابن جرير رقم4965 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 9/514. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2291 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص، عن أشعث، عن الشعبي، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/690 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي. 5 فتح الباري 9/514. نقل عنهما ابن أبي حاتم من غيره إسناد حيث قال عقب رواية ابن عباس الذي قبل هذا، قال: وروي عن مجاهد في أحد قوليه والشعبي والضحاك نحو ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 قوله تعالى: {لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} الآية: 235 [253] وصل عبد بن حميد من طريق عمران بن حدير1 عن الحسن {لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} قال: الزنا2. [254] وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: هو الفاحشة3. [255] قال قتادة قوله: {سِرّاً} أي لا تأخذ عهدها في عدتها أن لا تتزوج غيره. وأخرجه إسماعيل القاضي في "الأحكام" وقال: هذا أحسن من قول من فسره بالزنا، لأن ما قبل الكلام وما بعده لا يدل عليه4. قوله تعالى: {وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} الآية:235 [256] وصل الطبري من طريق عطاء الخراساني5 عن ابن عباس في   1 عمران بن حُدَير - مصغرا - السدّي، أبو عبيدة، البصري، ثقة، مات سنة تسع وأربعين. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. التقريب 2/82. 2 فتح الباري 9/180. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/414 عن روح، عن عمران، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق - في الموضع نفسه - بسنده إلى وكيع، عن عمران بن حدير، به. 3 فتح الباري 9/180. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/95 حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، به. 4 فتح الباري 9/180. 5 هو عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني، صدوق يهم كثيراً، ويرسل ويدلّس، مات سنة خمس وثلاثين ومائة. التقريب 2/23. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 قوله تعالى: {وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} يقول: حتى تنقضي العدة1. قوله تعالى: {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} الآية: 236 [257] روى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} أي تنكحوهن2. قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} الآية: 238 [258] عن ابن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا"، أو قال: "حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا" 3.   1 فتح الباري 9/180. أخرجه ابن جرير رقم5185 حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، به. وإسناده ضعيف؛ فإن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس، ثم في إسناده "الحسين" وهو سنيد، ضعيف مع إمامته كما تقدم في ترجمته برقم 193. 2 فتح الباري 8/272. هكذا عزاه ابن حجر من طريق عكرمة، ولكنه في تفسيره من طريق علي بن أبي طلحة، فقد أخرجه رقم2346 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} قال: المس: النكاح. 3 فتح الباري 8/195. أشار إليه عند شرح حديث علي الذي أخرجه البخاري رقم4533 بقوله "ولمسلم عن ابن مسعود نحو حديث علي"، ولفظ حديث علي قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: "حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم - أو أجوافهم - ناراً". والحديث أخرجه مسلم في المساجد، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصرة، رقم628-206 بسنده بهذا اللفظ. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/724 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، والترمذي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 [259] روى أحمد والترمذي من حديث سمرة1 رفعه قال: "صلاة الوسطى صلاة العصر" 2. [260] وروى ابن جرير من حديث أبي هريرة رفعه "الصلاة الوسطى صلاة العصر" 3. [261] ومن طريق كهيل بن حرملة4 سئل أبو هريرة عن الصلاة   1 سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، حليف الأنصار، صحابي مشهور، له أحاديث، مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/554، رقم2242، والإصابة 3/150، رقم3488، والتقريب 1/333. 2 فتح الباري 8/195. أخرجه الإمام أحمد 5/22 والترمذي في التفسير، باب ومن "سورة البقرة" رقم2983 وابن جرير رقم5438، 5439 من طرق، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم238. والحديث ذكره ابن كثير 1/430 برواية الإمام أحمد. كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/725 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي. 3 فتح الباري 8/195. أخرجه ابن جرير رقم5432 حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثني عبد الوهاب بن عطاء، عن التيمي، عن أبي صالح، عنه - مرفوعا. وهذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات. وقد صحح المحقق الشيخ محمود محمد شاكر إسناده. وذكره ابن كثير 1/430 عن ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/726 ونسبه إلى ابن جرير واليهقي. 4 كهيل بن حرملة النميري، تابعي ثقة، سمع أبا هريرة، وروى عنه خالد سبلان. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/173، والثقات 5/341. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 الوسطى فقال: اختلفنا فيها ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفينا أبو هاشم بن عتبة1 فقال: أنا أعلم لكم، فقال فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاة العصر2. [262] ومن طريق عبد العزيز بن مروان3 أنه أرسل إلى رجل فقال:   1 أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا سفيان العبشمي. اختلف في اسمه، فقيل مِهْشَم، وقيل خالد، وقيل اسمه كنيته. أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان. روى عنه أبو هريرة. انظر ترجمته في: الإصابة 7/346 رقم10670. 2 فتح الباري 8/195. الحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 7/346 في ترجمة أبي هاشم بن عتبة، وقال أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والبغوي، والحاكم أبو أحمد. قلت: ونسبته إلى السنن ليس بصحيح. وقد بين ذلك الشيخ محمود محمد شاكر أيضا. ثم إن ذكر الهيثمي له في مجمع الزوائد، يؤكد على أنه ليس في السنن. والله أعلم. وقد أخرجه ابن جرير رقم5436 حدثني المثنى، قال: حدثنا سليمان بن أحمد الجرشي الواسطي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني صدقة بن خالد، قال: حدثني خالد بن دهقان، خالد بن سبلان عنه، به. وسليمان بن أحمد الحرشي الشامي، ضعيف، بل رماه بعضهم بالكذب، انظر: الجرح والتعديل 4/101. لكنه لم ينفرد بهذا الحديث، فقد أخرجه الحاكم 3/638 من طريق العباس بن والوليد بن مزيد، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن خالد بن دهقان، به. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار رقم391 من طريق هشام بن عمّار، ثنا صدقة يعني ابن خالد، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/314 وقال: رواه الطبراني في الكبير، والبزار ... ورجاله موثقون. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/726 ونسبه إلى ابن سعد، والبزار، وابن جرير، الطبراني، والبغوي في معجمه. 3 هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو الأصبغ، أخو الخليفة عبد الملك، وهو والد عمر، أمّره أبوه على على مصر، فأقام بها أكثر من عشرين سنة، وكان صدوقا، مات بعد الثمانين ومائة. أخرج له أبو داود. التقريب 1/512. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الوسطى؟ فقال أرسلني أبو بكر وعمر أسأله وأنا غلام صغير فقال: هي العصر1. [263] ومن حديث أبي مالك الأشعري2 رفعه: "الصلاة الوسطى صلاة العصر" 3.   1 فتح الباري 8/195. هكذا أورده من طريق عبد العزيز بن مروان، لكن الرواي له - كما في الطبري - ليس عبد العزيز، وإنما هو إبراهيم بن يزيد الدمشقي، كما يأتي بيانه عند التخريج. أخرجه ابن جرير رقم5442 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد السلام، عن سالم مولى أبي نصير، قال: حدثني إبراهيم بن يزيد الدمشقي، قال: كنت جالسا عند عبد العزيز بن مروان، فقال: يا فلان، إذهب إلى فلان - فذكره بنحوه بأطول مما ذكره ابن حجر. قال المحقق الشيخ محمود شاكر: هذا إسناد مجهول - عندي على الأقل - فلست أدري من "عبد السلام" شيخ أبي أحمد، و"سالم مولى أبي نصير" لم أجده كذلك ... ". أما الرجل الذي حدث بهذا الحديث فليس هو الذي أرسل إليه، بل لم يرسل عبد العزيز أحدا، كما في رواية الطبري، وإنما قال لشخص كان عنده: يا فلان، إذهب إلى فلان، فقل له: أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الوسطى؟ فقال رجل جالس أرسلني أبو بكر وعمر .... إلخ. وهذا الرجل الجالس عند عبد العزيز بن مروان الذي حدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون صحابيا. والله أعلم. والحديث نقله ابن كثير 1/431 عن ابن جرير، وقال: "غريب". وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/726 ونسبه إلى الطبري. 2 صحابي، اختلف في اسمه، فقيل: اسمه عبيد، وقيل: عبد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه شريح بن عبيد الحضرمي وغيره. مات في طاعون عموان، سنة ثمان عشرة، أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/267، رقم6218، والتهذيب 12/239، والتقريب 2/468. 3 فتح الباري 8/195. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 [264] وروى الترمذي وابن حبان من حديث ابن مسعود مثله1. [265] وروى ابن جرير من طريق هشام بن عروة2، عن أبيه3 قال: "كان في مصحف عائشة: حافظوا على الصلوات الصلاة الوسطى   = أخرجه ابن جرير رقم5445 حدثني محمد بن عوف الطائي، قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عنه، به. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/138 - ضمن حديث - وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وذكره ابن كثير 1/431 برواية ابن جرير، ثم قال: إسناده لا بأس به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/727 ونسبه إلى ابن جرير والطبراني. هذا وقول ابن كثير رحمه الله "إسناده لا بأس به" فيه نظر؛ لأن "محمد بن إسماعيل بن عياش" ضعفوه. قال ابن حجر: عابوا عليه أنه حدّث عن أبيه بغير سماع. وقال الشيخ محمود شاكر: ومثل هذا جريء على الحديث، لا يوثق براويته. انظر: التقريب 2/145، وتفسير الطبري رقم5445 الحاشية. 1 فتح الباري 8/195. أخرجه الترمذي في الصلاة، باب ماجاء في الصلاة الوسطى أنه صلاة العصر، رقم181، وفي تفسير القرآن، باب "ومن سورة البقرة" رقم2985 من حديث طلحة ابن مصرف، عن زُبيد، عن مرة، عنه - مثله. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان رقم1746 من طريق الجراح بن مخلد، عمرو ابن عاصم، عن همام، عن قتادة، عنه - مثله. وذكره ابن كثير 1/431 عن الترمذي، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/721 ونسبه إلى ابن أبي شيبة، والترمذي، وابن حبان. وقد تقدم عن ابن مسعود نحوه مطولا، انظر رقم 253. 2 هشام بن عروة بن الزبير بن العوّام الأسدي، ثقة فقيه، ربما دلّس، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائة، وله سبع وثمانون سنة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/319. 3 عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور، مات سنة أربع وتسعين على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة عمر الفاروق. أخرج له الجماعة. التقريب 2/19. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 وهي صلاة العصر"1. [266] وروى ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس قال "شغل الأحزاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فقال: "شغلونا عن الصلاة الوسطى" 2 [267] وأخرج أحمد من حديث أم سلمة3 وأبي أيوب وأبي سعيد   1 فتح الباري 8/195. أخرجه ابن جرير رقم5397 عن المثنى، قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا حماد - وهو ابن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، به. ونقله ابن كثير 1/432 عن ابن جرير سندا ومتنا. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/727 ونسبه لابن جرير. 2 فتح الباري 8/195. أخرجه ابن جرير رقم5435 عن المثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد - وهو ابن عبد الله الواسطي - عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم - وهو ابن بجرة، به. وأخرج رقم5434 من وجه آخر عن خالد بن عبد الله، به بنحوه. وابن أبي ليلى، قال عنه في التقريب 2/181 صدوق سيء الحفظ جداً. لكنه لم ينفرد به، فقد أخرج ابن جرير رقم5433 من حديث عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس نحوه. وقد صحح إسناده المحقق الشيخ محمود محمد شاكر. وفي الإسناد علة أخرى، هو أن الحكم لم يسمع من مقسم إلاّ خمسة أحاديث، كما في التهذيب 2/373 عن أحمد، وقد عينها، وليس هذا منها، فعلى هذا فهو منقطع. وقد أشار إلى ذلك الشيخ محمود شاكر، ثم قال: وجدته عند الطحاوي في معاني الآثار 1/103 من طريق محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى - وهو محمد والد عمران - عن الحكم، عن مقسم وسعيد ابن جبير، عن ابن عباس. وقال - أي محمود شاكر - هذا إسناد صحيح جيد متصل. قلت: وهكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/725 من طريق مقسم، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن جرير، وابن المنذر، والطبراني. 3 أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة، سنة أربع وقيل ثلاث، وعاشت بعد ذلك ستين سنة، ماتت سنة اثنتين وستين على الأصح. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/329، رقم7472، والإصابة 8/404، رقم12065، والتقريب 617. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 وزيد بن ثابت1 وأبي هريرة وابن عباس من قولهم أنها صلاة العصر2. [268] روى الترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش3 قال: "قلنا لعبيدة، سل عليا عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها الصبح، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" 4.   1 زيد بن ثابت بن الضحاك بن لوذان الأنصاري البخاري، أبو سعيد وأبو خارجة، صحابي مشهور، كان من كتاب الوحي، قال مسروق: كان من الراسخين في العلم. مات سنة خمس، أو ثمان وأربعين، وقيل بعد الخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/346، رقم1824، والإصابة 2/490، رقم2887، والتقريب 1/272. 2 فتح الباري 8/196. هكذا ساق جميعها على نسق واحد. أما عن أبي هريرة وابن عباس فقد تقدم روايات عنهما بهذا المعنى. وأما عن أم سلمة، فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/725 عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "شغلونا عن الصلاة الوسطى - صلاة العصر - ملأ الله أجوافهم وقلوبهم ناراً". قال السيوطي: أخرجه الطبراني بسند صحيح. فقد أخرجه الطبراني في الكبير ج 23/رقم793 من طريق عبد الرحيم، عن مسلم الملائي عن القاسم بن مخيمرة، عن أم سلمة - مرفوعا مثله. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/313 وفيه مسلم بن الملائي الأعور وهو ضعيف. وأما عن أبي سعيد فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/728 عنه قال: الصلاة الوسطى العصر. ونسبه إلى ابن المنذر والطحاوي. وأما عن زيد بن ثابت فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/728 أيضا عنه قال: الصلاة الوسطى صلاة العصر. 3 زرّ بن حُبَيش بن حُباشة، الأسدي، الكوفي، أبو مريم، ثقة جليل، مخضرم، مات سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/277، والتقريب 1/259. 4 فتح الباري 8/196. قال ابن حجر: وهذه الرواية تدفع دعوى من زعم أن قوله "صلاة العصر" مدرج من تفسير بعض لرواة، وهي نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأن شبهة من = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 [269] روى مسلم عن البراء بن عازب "نزل حافظوا على الصلوات وصلاة العصر، فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخت فنزلت "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر، فقال: أخبرتك كيف نزلت"1. [270] وروى ابن جرير من طريق عوف الأعرابي2، عن أبي رجاء   = قال إنها الصبح قوية، لكن كونه العصر هو المعتمد. اهـ. هذا ولم أجده عند الترمذي ولا النسائي بهذا اللفظ وبهذا الإسناد، ولكن أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 1/576 - باب صلاة الوسطى - عن الثوري، عن عاصم، عن زر بن حبيش، به بهذا اللفظ. وأخرج ابن ماجه رقم684 في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر، وأبو يعلى رقم390، 621 وابن حبان الإحسان رقم1745 كلهم من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر - بنحوه. وأخرج أحمد 1/150 من طريق شعبة، عن جابر، عن عاصم، به. وليس عندهم قول علي "كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول". وأما الذي وجدته عند الترمذي رقم2984 والنسائي 473 فليس من رواية عاصم، عن زر، وإنما هو من رواية أبي حسان الأعرج، عن عبيدة السلماني، عن علي. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 1/724 ونسبه إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي. 1 فتح الباري 8/196. أخرجه مسلم 630-208 في المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، من حديث الفضيل بن مرزوق، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازب - بنحوه. ولفظه: قال البراء: "قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله، والله أعلم". قال مسلم عقبه: ورواه الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن الأسود ابن قيس، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازب قال: قرأناها مع النبي صلى الله عليه وسلم زمانا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/723 ونسبه إلى عبد بن حميد ومسلم وأبي داود في ناسخه وابن جرير والبيهقي. 2 هو عوف بن أبي جَميلة، الأعرابي العبدي، البصري، ثقة، رمي بالقدر والتشيع، مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة، وله ست وثمانون. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/148، والتقريب 2/78. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 العطاردي1 قال: "صليت خلف ابن عباس الصبح، فقنت فيها ورفع يديه، ثم قال: هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا أن نقوم فيها قانتين2. [271] وأخرجه أيضا من وجه آخر عنه وعن ابن عمرو من طريق أبي العالية "صليت خلف عبد الله بن قيس3 بالبصرة في زمن عمر صلاة الغداة فقلت لهم: ما الصلاة الوسطى؟ قالوا: هي هذه الصلاة4.   1 اسمه عمران بن ملحان، أبو رجاء العطاردي، تابعي قديم مخضرم، ثقة، عُمّر طويلا أزيد من 120 سنة، أخرج له الجماعة. مات سنة خمس ومائة. انظر: التقريب 2/85. 2 فتح الباري 8/196. أخرجه ابن جرير الأرقام5475-5477 من طرق، عن عوف الأعرابي، به. وأخرجه رقم5478 من طريق عبد الوهاب - وهو ابن عبد المجيد الثقفي -، عن عوف، عن أبي المنهال، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي رجاء - نحوه. وهذا إسناد صحيح كما بين ذلك المحقق. ذكره ابن كثير 1/427 عن ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/718 ونسبه إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن الأنباري في المصاحف، وعبد ابن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي في سننه. 3 عبد الله بن قيس هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. 4 فتح الباري 8/196. أخرجه ابن جرير رقم5480 عن محمد بن عيسى الدامغاني، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا الربيع بن أنس، عن أبي العالية بنحوه. ولفظه "فقلت لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبي .... إلخ. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/719 ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن الأنباري. قال ابن حجر: وهو قول أبي أمامة وأنس وجابر وأبي العالية وعبيد بن عمير وعطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم، نقله ابن أبي حاتم عنهم، وهو أحد قولي ابن عمر وابن عباس، ونقله مالك والترمذي عنهما، ونقله مالك بلاغا عن علي، والمعروف عنه خلافه. فتح الباري 8/196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 [272] أخرج أبو داود من حديث زيد بن ثابت قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم تكن صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} الآية1. [273] وجاء عن أبي سعيد، وعائشة 2 القول بأنها الظهر. أخرجه ابن المنذر وغيره3.   1 فتح الباري 8/196. أخرجه أبو داود رقم411 في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، وابن جرير رقم5459 كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عمرو بن أبي حكيم، قال سمعت الزبرقان يحدث، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن ثابت، به. وقد صحح إسناده محقق تفسير الطبري الشيخ محمود محمد شاكر. وأخرجه الإمام أحمد 5/183 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وذكره ابن كثير 1/428 عن رواية المسند، ثم أشار إلى رواية أبي داود. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/720 ونسبه إلى أحمد والبخاري في تاريخه، وأبي داود، وابن جرير، والطحاوي، والروياني، وأبي يعلى، والطبراني، والبيهقي. 2 هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقا، ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 7/186، رقم7093، والإصابة 8/231، رقم11461، والتقريب 2/606. 3 فتح الباري 8/196. أما رواية أبي سعيد فأخرجها ابن جرير رقم5451 من طريق ابن شريح وابن لهيعة، قالا: حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد، أن سعيد بن المسيب حدثه أنه كان قاعدا هو وعروة بن الزبير وإبراهيم طلحة، فقال سعيد بن المسيب سمعت أبا سعيد الخدري - فذكره في حديث طويل. وقد صحح إسناده المحقق. أشار إليه ابن كثير 1/429. هذا وقد مضى برقم262 عن أبي سعيد بإسناد صحيح أنها العصر. والله أعلم. وأما أثر عائشة فأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 1/577-578 - باب صلاة الوسطى - عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحش، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: أرسل زيد بن ثابت مولاه حرملة إلى عائشة يسألها عن الصلاة الوسطى، قالت: هي الظهر، قالت: فكان زيد يقول: هي الظهر، فلا أدري أعنها أخذه أو عن غيرها. ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/721 ونسبه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وأشار إليه ابن كثير 1/429. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 [274] وروى مالك في "الموطأ" عن زيد بن ثابت الجزم بأنها الظهر1. [275] وروى الطيالسي من طريق زُهرة بن معبد 2 قال: "كنا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى، فقال: هي الظهر"3. [276] ورواه أحمد من وجه آخر وزاد "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم، فنزلت "4.   1 فتح الباري 8/196. أخرجه الإمام مالك رقم27 - في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى - عن داود ابن الحصين، عن ابن يربوع المخزومي، عن زيد، به. وأخرج ابن جرير الأرقام 5446-5449 بأسانيد صحيحة عنه، به. وقد تقدم في الرواية السابقة قول حرملة "فكان زيد يقول هي الظهر .... ". والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/721 ونسبه إلى مالك، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر. 2 زُهرة - بضم أوله - ابن معبد بن عبد الله بن هشام القرشي التيمي، أبو عقيل المدني، نزيل مصر، ثقة عابد، مات سنة سبع وعشرين ومائة، ويقال خمس وثلاثين. التقريب 1/263. 3 فتح الباري 8/196. أخرجه الطيالسي رقم628، وابن أبي حاتم رقم2373 كلاهما من طريق ابن أبي ذئب، عن الزبرقان، عن زهرة بن معبد، به. وزاد في آخره "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها بالهجير". وهذا إسناد صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/720 ونسبه إلى الطيالسي، وابن أبي شيبة في المصنف، والبخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، وأبي يعلى، والروياني، والضياء المقدسي في المختارة، والبيهقي. 4 فتح الباري 8/196. أخرجه الإمام أحمد 5/206 عن يزيد - هو ابن هارون - عن ابن أبي ذئب، عن الزبرقان، عن أسامة ابن زيد - فذكره بنحوه في حديث طويل. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/720 ونسبه إلى أحمد، وابن منيع، والنسائي، وابن جرير، والشاشي، والضياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 [277] نقل ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس قال: "صلاة الوسطى هي المغرب1. [278] وبه قال قبيصة بن ذؤيب2، أخرجه ابن جرير3.   1 فتح الباري 8/196. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2375 عن أبيه، عن أبي الجُماهر، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عمه، عن ابن عباس - مثله. وذكره ابن كثير 1/433 عن ابن أبي حاتم، وقال - أي ابن كثير - وفي إسناده نظر. هذا وقد حسن ابن حجر إسناده كما في الصلب!. قلت: وفي تحسينه نظر؛ فكيف يحسن إسناده، وفيه سعيد بن بشير وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته برقم 45، فلعله التبس عليه بسعيد بن أبي عروبة، فكلاهما يرويان عن عن قتادة كما هو معروف. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/729 ونسبه إلى ابن أبي حاتم. 2 قبيصة بن ذؤيب هو ابن حلحلة الجزاعي، تابعي كبير ثقة، من علماء هذا الأمة وفقهائها، قال ابن حجر: له رؤية، مات سنة بضع وثمانين. انظر ترجمته في: التقريب 2/122. 3 فتح الباري 8/196. أخرجه ابن جرير رقم5471 عن أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد السلام، عن إسحاق بن أبي فروة، عن رجل، عن قبيصة بن ذئيب - فذكره. ولفظه "قال: الصلاة الوسطى: صلاة المغرب، ألا ترى أنها ليست بأقلها، ولا أكثرها، ولا تقصر في السفر، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤخرها عن وقتها، ولم يعجلها". قلت: وهذا استنباط منه، ولكنه يخالف ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها العصر. هذا إن ثبت. ولكنه لم يثبت، فلا ينسب إليه، فالقول لا ينسب لعالم إلا إن ثبت عنه. فإن هذا إسناد ضعيف، بل منهار. فإسحاق هو ابن عبد الله بن أبي فروة المدني ضعيف جداً، وقد كذّبه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: لا يحل الرواية عن إسحاق بن أبي فروة. انظر ترجمته في: الضعفاء الكبير 1/102، رقم119. ثم رواه إسحاق - على ضعفه - عن رجل مبهم، فزاده ضعفا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 [279] أخرج ابن أبي حاتم أيضا بإسناد حسن عن نافع قال: سئل ابن عمر فقال: هي كلهن، فحافظوا عليهن1. [280] روى ابن جرير بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا وشبّك بين أصابعه2.   1 فتح الباري 8/196. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2376 م وابن جرير رقم5490 كلاهما عن يونس ابن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني هشام بن سعد، عن نافع، به مثله أو نحوه. وقد صحّح إسناده الشيخ محمود محمد شاكر. قال ابن حجر: إنه آخر ما صححه ابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/197. أخرجه ابن جرير رقم5492 عن محمد بن بشار وابن المثنى قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب - فذكره. قال المحقق الشيخ محمود محمد شاكر: "إسناده صحيح جداً". وقد ذكره ابن كثير 1/434 عن ابن جرير، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/718 ونسبه إلى ابن جرير فقط. هذا وقد اختلف السلف والخلف في الصلاة الوسطى، أي الصلاة هي؟ - فقيل: إنها صلاة الظهر. وممن روي عنهم القول بذلك زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وعائشة، وهو قول عروة بن الزبير، وعبد الله بن شداد ابن الهاد، وراية عن أبي حنيفة. - ومنهم من قال: هي وسطى باعتبار أنها لا تقصر، وهي بين صلاتين رباعيتين مقصورتين، وترد المغرب. - وقيل لأنها بين صلاتي ليل جهريتين، وصلاتي نهار سريتين. - وقيل: إنها صلاة العصر. وهو قول الجمهور. قال الترمذي فيما ذكره ابن كثير 1/429 والبغوي معالم التنزيل 1/288 هو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم. وقال ابن عطية: هو قول جمهور الناس. وهو مذهب أحمد، والشافعي، وهو الصحيح عن أبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد. واختاره ابن حبيب المالكي. انظر: المحرر الوجيز 2/234. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 ............................................................................................   = وهذا الذي رجحه ابن كثير وساق عدداً من الروايات عن جمع من الصحابة، ثم قال: فهذه النصوص في المسألة لا تحتمل شيئا. ويؤكد ذلك الأمر بالمحافظة عليها، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله " متفق عليه: البخاري رقم552، ومسلم رقم626-201 وفي الصحيح أيضا عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم؛ فإنه من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله", رواه البخاري، برقم553. وانظر: تفسير ابن كثير 1/431. (1) - وقال بعضهم: هي إحدى الصلوات الخمس لا بعينها. أبهمها الله تعالى تحريضا للعباد على المحافظة على أداء جميعها كما أخفى ليلة القدر في شهر رمضان، وساعة إجابة الدعوة يوم الجمعة، وأخفى الاسم الأعظم في الأسماء ليحافظوا على جميعا. ذكر هذا القول البغوي 1/289 ونسبه إلى البعض، ولم يبين. - وحكى القرطبي في التفسير 3/210-213 عشرة أقوال في المراد بالصلاة الوسطى. وذكر ابن حجر الفتح 8/195-197 عشرين قولا فيها. ومن هنا تبين لنا أنه ما مِن صلاة إلاّ وقد قيل إنها الصلاة الوسطى، وهذا اختلاف تضاد، فينبغي الرجوع إلى الترجيح، فمن خلال دراسة هذه المرويات ترجح لدي - والعلم عند الله - أن المراد بالصلاة الوسطى صلاة العصر؛ وذلك لأمور: أولا: أنه لا يمكن أن تكون الصلاة الوسطى إلاّ إحدى الصلوات الخمس بعينها، فلا يمكن أن تكون هي كلها أو جميعا. ثانيا: أن حديث يوم الأخزاب، وشغل المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن أداء صلاة العصر يومئذ - وفيه قوله صلى الله عليه وسلم "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" - نص في محل الخلاف. والحديث رواه مسلم من حديث ابن مسعود، ورواه هو والبخاري من حديث علي، وهو مروي عن جماعة من الصحابة غيرهما؛ فما في الصحيح أصحّ من غيره. على أن في بعض طرق هذا الحديث عن علي قال: "كنا نرى أنها الصبح، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" - وقد تقدم برقم 263 -. قال ابن حجر الفتح 8/196 وهذه الرواية تدفع دعوى من زعم أن قوله "صلاة العصر" مدرج من تفسير بعض الرواة، وهي نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأن شبهة من قال: إنها الصبح قوية، لكن كونها العصر هو المعتمد. أهـ كلامه رحمه الله. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 ..............................................................................................   = ثالثا: ما روى مسلم عن البراء بن عازب {حَافِظُوا عَلَى اْلصَّلَوَاتِ وَصلَواتِ واْلعصْرِ} فقرأناه ما شاء الله، ثم نسخت فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر، فقال: قد أخبرتك كيف نزلت" - تقدم برقم 269. قال الحافظ ابن حجر: وهذا الحديث أقوى شبهة لمن زعم أنها غير العصر، فإنه يشعر بأنها أبهمت بعدما عينت، كذا قاله القرطبي. ثم رد عليه بقوله "وفي دعوى أنها عينت ثم أبهمت من حديث البراء نظر، بل وفيه أنها عينت ثم وصفت، ولهذا قال الرجل: فهي إذن العصر، ولم ينكر عليه البراء. ثم قال: وجواب البراء يشعر بالتوقف، ولكن يدفع هذا الاحتمال التصريح بها في حديث علي المتقدم. رابعا: أن أدلة من قال إنها غير العصر يرجع إلى ثلاثة أنواع: 1- تنصيص بعض الصحابة وهو معارض بمثله ممن قال منهم أنها العصر، ويترجح قول العصر بالنص الصريح المرفوع. وإذا اختلف الصحابة لم يكن قول بعضهم حجة على غيره، فتبقى حجة المرفوع قائمة. 2- معارضة المرفوع بورود التأكيد على فعل غيرها كالحث على مواظبة على الصبح والعشاء، وهو معارض بما هو أقوى منه وهو الوعيد الشديد الوارد في ترك صلاة العصر، فعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم "بكروا بصلاة العصر يوم الغيم؛ فإنه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " وفي رواية "فقد كفر " - أخرجه أحمد 5/361 وابن ماجه رقم694، وقد تقدمت الإشارة إليه برقم 253 - وإسناده صحيح. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من فاتته العصر فكأنما وُتر أهله وماله". متفق عليه وقد تقدمت الإشارة إليه برقم 253. 3- ما جاء عن عائشة وحفصة من قراءة "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر". انظر فتح الباري 8/198 وقد نقلها ابن حجر عن شيخه الحافظ صلاح الدين العلائي. خامسا: القول بأنها صلاة العصر هو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم، وهو مذهب الجمهور، وهو الذي رجحه ابن كثير وساق عدداً من الروايات عن جمع من الصحابة، ثم قال: فهذه النصوص في المسألة لا تحتمل شيئا. انظر: تفسير ابن كثير 1/431. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 [281] روى مسلم وأحمد من طريق أبي يونس1، عن عائشة أنها أمرته أن يكتب لها مصحفا، فلما بلغت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} قال: فأملت عليّ وصلاة العصر قالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم2. [282] وروى مالك عن عمرو بن رافع3 قال: كنت أكتب مصحف لحفصة، فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني، فأملت عليّ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر4.   1 أبو يونس مولى عائشة رضي الله عنها، ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 12/310، والتقريب 2/492. 2 فتح الباري 8/197. وهذه قراءة شاذة، لا يجوز القراءة بها على أنها قرآن، وهي قراءة تفسيرية، أصلها - كما تقدم في حديث البراء برقم 269 - أنها نزلت أولا "والعصر" ثم نزلت ثانيا بدلها "والصلاة الوسطى"، فجمع الراوي بينهما. وكذا ما ستأتي من الروايات كلها تخرج على أنها تفسيرية، ولا تثبت قرءانيتها؛ لأن هذه القراءة تخالف سواد المصحف، فلا يجوز القراءة بها على أنها قرآن، وإن صحت أسانيدها. والحديث أخرجه مسلم رقم629-207 - في المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر - بسنده، عن أبي يونس مولى عائشة - نحوه. وهو في المسند 6/73، وقد نقله ابن كثير 1/432 عن أحمد. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/722 وزاد نسبته إلى مالك، عبد ابن حميد، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن أبي داود، وابن الأنباري في المصاحف، والبيهقي في سننه. 3 عمرو بن رافع مولى عمر، تابعي، ورى عن حفصة، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، قال ابن حجر: مقبول. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/232، الثقات 5/178، والتهذيب 8/29-30، والتقريب 2/69. 4 فتح الباري 8/197. أخرجه مالك في الموطأ 1/139 - في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى - عن زيد ابن أسلم، عن عمرو بن رافع، به. وهذا إسناد صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/722 ونسبه إلى مالك، وأبي عبيد، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، وابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف، والبيهقي في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 [283] وأخرجه ابن جرير من وجه آخر حسن عن عمرو بن رافع1. [284] وروى ابن المنذر من طريق عبد الله بن رافع2 "أمرتني أم سلمة أن أكتب لها مصحفا" فذكر مثل حديث عمرو بن رافع سواء3. [285] ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر أن حفصة أمرت إنسانا أن يكتب لها مصحفا نحوه4.   1 فتح الباري 8/197. أخرجه ابن جرير رقم5465 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم المصري، قال: حدثنا أبي وشعيب، عن الليث، قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، عن زيد، به نحوه. والأثر ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/323 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. 2 في الفتح "عبيد الله" - بالتصغير - ابن رافع، وهو خطأ، إما من ناسخ أو طابع، والصواب "عبد الله بن رافع، هو المخزومي، أبو رافع المدني، مولى أم سلمة أم المؤمنين عتاقة، تابعي ثقة، أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التقريب 1/413. 3 فتح الباري 8/197. أخرجه ابن جرير رقم5398 عن أبي كريب قال: حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، قال: حدثني عبد ابن رافع مولى أم سلمة، به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/182 عن داود بن قيس، ولكن بلفظ "وصلاة العصر" يزيادة الواو. وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 87-88 من طريق ابن قانع، ووكيع، وسفيان ثلاثتهم، عن داود بن قيس، به. وفي الطريقين الأولين بإثبات الواو، وفي الثالث بحذفها. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/723 ونسبه إلى وكيع، وابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي داود في المصاحف، وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/197. أخرجه ابن جرير رقم5461 وابن أبي داود في المصاحف ص 85 كلاهما عن محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله ابن يزيد الأزدي، عن سالم بن عبد الله، به. وهذا إسناد صحيح. وذكره ابن كثير 1/432 عن الطبري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 [286] ومن طريق نافع أن حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا فذكر مثله، وزاد "كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها" قال: نافع: فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو1. [287] روى أبو عبيد بإسناد صحيح عن أبي بن كعب 2 أنه كان يقرأها حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر بغير واو3.   1 فتح الباري 8/197. أخرجه ابن جرير رقم5462 عن ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، به. وذكره ابن كثير 1/432 عن ابن جرير. وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 86 عن محمد بن بشار، عن عبد الوهاب الثقفي، به. وإسناده صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/728 ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي. ولم يذكر قول نافع في آخره. 2 أبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو المنذر، سيد القراء، ويكنى أبا الطفيل أيضا. من فضلاء الصحابة، وفي الحديث عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة:1] ، قال: وسمّاني؟ قال: "نعم"، فبكى. [رواه البخاري في مناقب أبي، رقم3809 وغيره] . اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا، وقيل سنة تسع عشرة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/168-1171 رقم34، والإصابة 1/180 رقم32، والتقريب 1/48. 3 فتح الباري 8/197. نسب أبو حيان هذه القراءة إلى أبيّ وابن عباس وعبيد بن عمير، على البدل. انظر: البحر المحيط 2/240. والرواية قد أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن، باب الزوائد من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن، 16-50، ص166 حدثنا ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن عبد الملك ابن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، به. وأوردها السيوطي في الدر المنثور 1/727 ونسبها إلى أبي عبيد في فضائله، وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} الآية: 238 [288] عن ابن مسعود {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أي مطيعين، أخرجه ابن أبي حاتم بإسناد صحيح1. [289] ونقله أيضا عن ابن عباس وجماعة من التابعين2. [290] وذكر من وجه آخر عن ابن عباس قال: قانتين أي مصلين3. [291] وعن مجاهد قال: من القنوت الركوع، والخشوع، وطول القيام، وغض البصر وخفض الجناح، والرهبة لله4.   1 فتح الباري 8/198. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2378 حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله - نحوه. ولفظه "قال: القانت: الذي يطيع الله ورسوله". 2 قال ابن أبي حاتم عقب رواية عبد الله بن مسعود: وروي عن عبد الله بن عباس، ومجاهد، وعطاء، والحسن، وقتادة، والضحاك، وسعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة، وجابر بن زيد، ومقاتل بن حيان، وطاووس نحو ذلك. 3 فتح الباري 8/198. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2379 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أسباط، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عباس، به. و"عطية" هو العوفي، ضعيف. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/731 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 4 فتح الباري 8/198-199. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2381 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس والمحاربي، عن ليث، عن مجاهد، به. وزاد في آخره "كان العلماء إذا قام أحدثن إلى الصلاة يهاب الرحمن أن يشد بصره أو يقلب العصى أو يلتفت في الصلاة أو يحدث نفسه من أمر الدنيا. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} الآية: 239 [292] وفي تفسير الطبري بسند صحيح عن مجاهد {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} إذا وقع الخوف فليصل الرجل على كل جهة قائما أو راكبا1. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} الآية: 243 [293] وأخرج عبد الرزاق في تفسيره والطبري من طريق الحسن في   = قال ابن أبي حاتم: والسياق لابن إدريس، وفي حديث المحاربي زيادة: أو يعبث بشيء. وأخرجه سعيد بن منصور رقم406، وابن جرير الأرقام 5528-5531، ومحمد ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة 1/188 رقم138، والأصبهاني في الترغيب 2/765 رقم1867 كلهم من طرق، عن ليث، به مثله ونحوه. ومداره على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. قال ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا، فلم يتميز حديثه فترك. التقريب 2/138. وأودره السيوطي في الدر المنثور 1/731 ونسبه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والأصبهاني في الترغيب، والبيهقي في شعب الإيمان. وقد أخرج البخاري - في التفسير، باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} ، رقم 4534 - عن زيد بن أسلم قال: كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فأمرنا بالسكوت. قال ابن حجر: وهو أصح ما دل عليه في أن المراد بالقنوت في الآية السكوت، ثم قال: والمراد به السكوت عن كلام الناس لا مطلق الصمت، لأن الصلاة لا صمت فيها بل جميعها قرآن وذكر، والله أعلم. أهـ. فتح الباري 8/199. 1 فتح الباري 2/432. أخرجه ابن جرير رقم5541 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} قال: فروا من الطاعون {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} 1. قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} الآية: 255 [294] أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} قال: السنة: النعاس2. قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [295] وصل سفيان الثوري في تفسيره في رواية أبي حذيفة، عن سعيد بن جبير بإسناد صحيح في قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: عِلمه3. [296] وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من وجه آخر، عن   1 فتح الباري 10/183-184. أخرجه ابن جرير رقم5610 من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عن الحسن، به. وهو في تفسير عبد الرزاق 1/97 عن معمر، عن قتادة. 2 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن جرير رقم5769 وابن أبي حاتم رقم2576 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/16 ونسبه إلى آدم بن أبي إياس، وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات. 3 فتح الباري 8/199. وذكره البخاري عنه تعليقا. ولكن الراجح في تفسير الكرسي ما ثبت عن ابن عباس وأبي موسى - كما سيأتي برقم 299 و300 - أن الكرسي موضع القدمين. والأثر أخرجه سفيان وهو الثوري في تفسيره رقم125: 45، ص 31 عن جعفر، عن سعيد بن جبير - مثله. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/185 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن جعفر، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 سعيد بن جبير فزاد فيه "عن ابن عباس"1. [297] وأخرجه العقيلي من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم2. [298] وهو عند الطبراني في "كتاب السنة" من هذا الوجه مرفوعا3. [299] وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس: أن الكرسي موضع القدمين4.   1 فتح الباري 8/199. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/186 عن عمرو بن عون، عن هشيم، عن مُطَرّف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم2599 عن أبي سعيد الأشج، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن مطرف بن طريف، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/16 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات. 2 فتح الباري 8/199. أخرجه شجاع بن مخلد في تفسيره فيما ذكره ابن كثير 1/457 أخبرنا أبو عاصم، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله قال: كرسيه موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل. وأخرجه ابن مردويه كما ذكره ابن كثير أيضا من طريق شجاع بن مخلد الفلاس، به. ونقله أيضا عن العقيلي في ترجمة شجاع بن مخلد، بهذا الإسناد. هذا ولم أجد في الضعفاء الكبير ترجمة لشجاع هذا. والله أعلم. ثم قال ابن كثير: وهو غلط - يعني رفع الحديث - كما ذكره في البداية والنهاية 1/13 وقال: والصواب أنه موقوف على ابن عباس. 3 فتح الباري 8/199. قال ابن حجر هذ التفسير غريب، وكذا رويناه في "فوائد أبي الحسن علي بن عمر الحربي" مرفوعا، والموقوف أشبه. ثم نقل عن العقيلي قوله: إن رفعه خطأ. 4 فتح الباري 8/199. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 [300] وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن أبي موسى1 مثله2. [301] وأخرجا - ابن أبي حاتم وابن المنذر - عن السدي: أن الكرسي بين يدي العرش3.   = أخرجه ابن أبي حاتم رقم2601 حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - مثله. وأخرجه وكيع في تفسيره فيما ذكره ابن كثير 1/457 عن سفيان، عن عمار الدهني، به. وزاد "والعرش لا يقدر أحد قدره". وأخرجه الحاكم 2/282 من طريق أبي عاصم، عن سفيان، به. وقال: صحيح على شر الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/326 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم216، 217 من وجهين آخرين عن عمار الدهني، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/2/17 وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والخطيب، البيهقي. 1 اسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضَّار، أبو موسى الأشعري، صحابي مشهور، أمّره عمر ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفّين، مات سنة خمسين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/364، رقم3137، والإصابة 4/181، رقم4916، والتقريب 1/441. 2 فتح الباري 8/199. أخرجه ابن جرير رقم5789 وابن مندة في الرد على الجهمية ص 46 وأبو الشيخ في العظمة رقم245 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 509 كلهم من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى، به. وكلهم زادوا في آخره "له أطيط كأطيط الرحل". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/17 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ واليهقي في الأسماء والصفات. 3 فتح الباري 8/199. قال ابن حجر: وليس ذلك مغايرا لما قبله، والله أعلم. اهـ. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2603 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي - مثله. وأخرجه ابن جرير رقم5790 من طريق السدي، به. وذكره ابن كثير 1/457 تعليقا عن السدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/18 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 [302] وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" 1. [303] وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه2. [304] أخرج الطبري والبيهقي من طريق السدي عن أبي مالك3 في   1 فتح الباري 13/411. أخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم361 من طرق عن إبراهيم بن هشام ابن يحيى بن يحيى الغساني، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر - في حديث طويل. قال المحقق الشيخ شعيب الأرنؤط "إسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، قال أبو حاتم: كذاب، كما في الجرح والتعديل 2/142، 143 وقال الذهبي: متروك، وكذبه أبو زرعة كما في ميزان الإعتدال 1/72. وله طريق أخرى أخرجها ابن جرير رقم5794 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، حدثني أبي، عن أبي ذر - نحوه. وقد ساقها الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/175 وقال: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكني أظن أنه منقطع. وقد ساق طرق أخرى له، ثم قال: وجملة القول: إن الحديث بهذه الطرق صحيح. 2 فتح الباري 13/411. أخرجه سعيد بن منصور رقم425 حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد. ولفظه "قال: "ما السماوات والأرض في الكرسي، إلا بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة". وقد صحّح ابن حجر إسناده كما سلف. 3 اسمه غزوان أبو مالك الغفاري، الكوفي، مشهور بكنيته، تابعي معروف، ثقة، وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة، وذكره ابن حجر في القسم الرابع في الإصابة، وقال: هو تابعي. روى عنه سلمة بن كهيل وإسماعيل السدي وحصين بن عبد الرحمن وإسماعيل بن سميع. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/268، رقم6219، والإصابة 7/330، رقم10615، والتهذيب 8/220، والتقريب 2/105. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: إن الصخرة التي الأرض السابعة عليها وهي منتهى الخلق، على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل أحد منهم أربعة أوجه: وجه إنسان وأسد وثور ونسر، فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات، رؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش1.   1 فتح الباري 13/411. أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة ص 70، 142 عن أبيه، عن رجل، عن إسرائيل، عن السدي، به نحوه. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم195-6 بأسانيده عن السدي، به بنحوه. وفيه "رؤوسهم تحت العرش" بدل "تحت الكرسي"، وزاد في آخره "والله عز وجل على الكرسي". وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 509 بسنده عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به نحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم2602 من طريق عبيد الله بن موسى، به عن أبي مالك مختصرا بلفظ "الكرسي تحت الأرض". وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/18 وعزاه إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ في العظمة والبيهقي. قلت: وهذا الأثر فيما يبدو من الإسرائيليات، وهو مخالف لما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يصح - فيما أعلم - أن هناك كرسيين، أحدهما تحت العرش - كما في هذا الأثر -، والآخر موضوع على العرش. والله تعالى أعلم. هذا وقد أشار إليه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/176، رقم109 - عند الكلام على حديث "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة " الحديث - وقال "إنه لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث، كما في بعض الروايات أنه موضع القدمين، وأن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، وأنه يحمله أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه ... إلخ، فهذا كله لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضه أشد ضعفا من بعض. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 قوله تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} [305] أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} يقول: لا يثقله1. [306] وذكر مثله عن جماعة من التابعين2. قوله تعالى: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} الآية: 259 [307] ذكر ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} قال: ليس فيها أحد3. قوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} الآية: 259 [308] أخرج ابن أبي حاتم من وجهين عن ابن عباس في قوله: {لَمْ   1 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن جرير رقم5799 وابن أبي حاتم رقم2606 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/19 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ} أي لا يثقله، تقول آدني هذا الأمر أثقلني، وتقول: ما أداك فهو لي آئد أي ما أثقلك فهو لي مثقل. انظر: مجاز القرآن 1/78. 2 فتح الباري 8/200. قال ابن أبي حاتم: وروي عن أبي العالية والضحاك ومكحول والسدي والربيع بن أنس والحسن وقتادة: قالوا: لا يثقل عليه حفظهما. تفسير القرآن العظيم 2/392. 3 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2646 حدثنا محمد بن يحيى، أنبا العباس بن الوليد، ثنا يزيد ابن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/30 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 يَتَسَنَّهْ} قال: لم يتغير1. [309] وعن السدي مثله قال: لم يحمض التين والعنب ولم يختمر العصير بل هما حلوان كما هما2. قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} الآية: 259 [310] أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في قوله: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} يقول: نخرجها، قال: فبعث الله ريحا فحملت عظامه من كل مكان ذهب به الطير والسباع فاجتمعت، فركب بعضها في بعض وهو ينظر، فصار عظما كله لا لحم له ولا دم3.   1 فتح الباري 8/200. وهكذا فسره البخاري في ترجمة الباب. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2664 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة، عن النضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس - مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/326 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قلت: هكذا قال، وإلا فالنضر بن عربي ليس من رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم2665 حدثنا أبو زرعة منجاب بن الحارث، أبنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس - مثله مطولا. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/30 وعزاه لأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طرق عن ابن عباس. 2 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2666 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي - نحوه. وأخرجه ابن جرير رقم5923 عن موسى بن هارون، قال حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، به. والسدي ضعيف. 3 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2680 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا أسباط، عن السدي نحوه. وأخرجه ابن جرير رقم5934 من طريق أسباط، به نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} الآية: 260 [311] أخرج الطبري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم من طريق عبد العزيز الماجشون1 عن محمد بن المنكدر2 عن ابن عباس قال "أرجى آية في القرآن هذه الآية {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} الآية، قال ابن عباس: هذا لما يعرض في الصدور ويسوس به الشيطان، فرضي الله من إبراهيم عليه السلام بأن قال: "بلى" 3. [312] ومن طريق معمر عن قتادة عن ابن عباس نحوه4. [313] ومن طريق علي بن زيد 5 عن سعيد بن المسيب عن ابن   1 هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، الماجِشون، المدني، نزيل بغداد، مولى آل الهُدَير، روى عن محمد بن المنكدر وغيره، ثقة فقيه، مصنف، مات سنة أربع وستين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/306، والتقريب 1/510. 2 هو محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهُدَير، التيمي، المدني، روى عن ابن عباس وغيره، وعنه عبد العزيز الماجشون وغيره، ثقة فاضل، مات سنة ثلاثين ومائة أو بعدها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/417-419، والتقريب 2/210. 3 فتح الباري 6/411. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2694، والحاكم 1/60 كلاهما من طريق عبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون، عن محمد بن المنكدر، به. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي فقال: "فيه انقطاع". قال المحقق محمود محمد شاكر - بعد أن نقل تصحيح الحاكم وتعقيب الذهبي - "وكأن علة انقطاعه أن عبد العزيز بن أبي سلمة لم يدرك محمد بن المنكدر، فإنه مات سنة 130 هـ. تفسير الطبري 5/490 الحاشية. قلت: وقد سبق في ترجمة الماجشون وابن المنكدر أن الأول يروي عن الثاني. 4 فتح الباري 6/411. أخرجه عبد الرزاق 1/106 عن معمر، به. ولفظه " قال: ما في القرآن آية أرجى في نفسي منها - أي قوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} -". 5 وقع عند الطبري "زيد بن علي" كما يأتي في التخريج، وهو تصحيف بالقلب، وإنما هو علي بن زيد بن جدعان. وهو يروي عن سعيد بن المسيب، وعنه شعبة. انظر: تهذيب الكمال 11/69 و 12/483. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 عباس نحوه1. [314] روى ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج "سألت عطاء عن هذه الآية قال: دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال ذلك"2. [315] وروى الطبري من طريق حجاج3 عن ابن جريج قال "بلغني أن إبراهيم أتى على جيفة حمار عليه السباع والطير فعجب، وقال: رب لقد علمت لتجمعنها، ولكن رب أرني كيف تحيي الموتى"4.   1 فتح الباري 6/411. أخرجه ابن جرير رقم5971 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت زيد بن علي يحدث عن رجل، عن سعيد بن المسيب، به. ولفظه "قال: اتَّعد عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو أن يجتمعا، قال: ونحن يومئذٍ شببة، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آية في كتاب الله أرجى لهذه الأمة؟ فقال عبد الله بن عمرو {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر:53] ، حتى ختم الآية، فقال ابن عباس: أما إن كنت تقول إنها، وإن أرجى منها لهذه الأمة قول إبرهيم صلى الله عليه وسلم {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ". وإسناده ضعيف؛ ففيه راو مبهم. وقال ابن حجر عقبه: وهذه طرق يشد بعضها بعضا، وإلى ذلك جنح عطاء. اهـ. 2 فتح الباري 6/411-412. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2690 قال: ذكر الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن جرير رقم5972 من طريق سنيد، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، به. 3 هو حجاج بن محمد المِصِّيصي الأعور، أبو محمد الترمذي الأصل، نزل بغداد ثم المصيصة، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، مات ببغداد سنة ست ومائتين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/154. 4 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن جرير رقم5965 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، به نحوه. وهذا مرسل، ثم إنه من رواية سنيد، فقد تقدم أنه ضعيف مع إمامته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 [316] روى الطبري وابن أبي حاتم من طريق السدي قال "لما اتخذ الله إبراهيم خليلا استأذنه ملك الموت أن يبشره فأذن له " فذكر قصة معه في كيفية قبض روح الكافر والمؤمن، قال: "فقام إبراهيم يدعو ربه: رب أرني كيف تحيي الموتى حتى أعلم أني خليلك"1.   1 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن جرير رقم5968، وابن أبي حاتم رقم2689 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به مطولا. ولفظه - كما عند الطبري -: "قال: لما اتخذ الله إبراهيم خليلاً سأل ملك الموت ربه أن يأذن له أن يبشر إبراهيم بذلك، فأذن له، فأتى إبراهيم وليس في البيت فدخل داره، وكان إبراهيم أغير الناس، إن خرج أغلق الباب، فلما جاء وجد في داره رجلاً، فثار إليه ليأخذه، قال: من أذن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت: أذن لي ربّ هذه الدار، قال إبراهيم: صدقت! وعرف أنه ملك الموت، قال: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت جئتك أبشرك بأن الله قد اتخذك خليلاً. فحمد الله وقال: يا ملك الموت أرني الصورة التي تقبض فيها أنفاس الكفار. قال: يا إبراهيم لا تطيق ذلك. قال: بلى. قال: فأعرِضْ! فأعرض إبراهيم ثم نظر إليه، فإذا هو برجل أسود تنال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار، ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل أسود يخرج من فيه ومسامعه لهب النار. فغشي على إبراهيم، ثم أفاق وقد تحوّل ملك الموت في الصورة الأولى، فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الكافر عند الموت من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين! قال: فأعرِضْ! فأعرض إبراهيم ثم التفت، فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبه ريحا، في ثياب بيض، فقال: يا ملك الموت لو لم يكن للمؤمن عند ربه من قرّة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه. فانطلق ملك الموت، وقام إبراهيم يدعو ربه يقول: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} حتى أعلم أني خليلك {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} بأني خليلك، يقول تصدق، {قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} بِخُلولتك".اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 [317] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي العوام عن أبي سعيد قال "ليطمئن قلبي بالخلة"1. [318] ومن طريق قيس بن مسلم2 عن سعيد بن جبير قال "ليطمئن قلبي أني خليلك"3. [319] ومن طريق الضحاك عن ابن عباس "لأعلم أنك أجبت دعائي"4. [320] ومن طريق علي بن أبي طلحة عنه "لأعلم أنك تجيبني إذا دعوتك"5. [321] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان6 عن عكرمة   1 فتح الباري 6/412. لم أجده في النسخة المطبوعة من تفسيره. ولا وقفت على ذكر له عند غير ابن حجر. 2 قيس بن مسلم الجَدلي، أبو عمرو الكوفي، روة عن سعيد بن جبير وغيره، وعنه سفيان الثوري وغيره. ثقة، رمي بالإرجاء. مات سنة عشرين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7103، التهذيب 8/361، والتقريب 2/130. 3 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2697 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، به بلفظ " {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} قال: ليوقن". 4 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2696 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب، ابنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به. 5 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2696 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وزاد في آخره "وتعطيني إذا سألتك". 6 الحكم بن أبان العدني أبو عيسى، روى عن عكرمة وطاووس وشهربن حوشب وغيرهم، وعنه حفص بن عمر العدني وابن جريج ومعمر وابن عيينة وغيرهم، صدوق عابد، وله أوهام، مات سنة أربع وخمسين بعد المائة. أخرج له البخاري في جزء القراءة وأصحاب السنن الأربعة في سننهم. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/113 وتهذيب التهذيب 1/190. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 قال: المراد "ليطمئن قلبي" أنهم يعلمون أنك تحيي الموتى1. قوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [322] روى ابن جرير بسنده الصحيح إلى سعيد2 قال: قوله: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أي يزداد يقيني3. [323] وعن مجاهد قال: لأزداد إيمانا إلى إيماني4. قوله تعالى: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [324] أخرج ابن أبي حاتم من وجهين عن ابن عباس في قوله: {فَصُرْهُنَّ} قال: قطعهن5.   1 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2700 حدثنا محمد بن حماد الطهراني، أنا حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، به. 2 هو ابن جبير. 3 فتح الباري 2/47. أخرجه ابن جرير رقم5982 حدثني المثنى، قال: حدثنا محمد بن كثير البصري، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو الهيثم، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه 5983 من طريق الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الهيثم، به نحوه. 4 فتح الباري 2/47. أخرجه ابن جرير رقم5984 حدثنا صالح بن مسمار، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا خلف ابن خليفة، قال: حدثنا ليث بن أبي سليم، عن مجاهد وإبراهيم - مثله. وليث ضعيف. انظر رقم 163. 5 فتح الباري 8/201. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2706 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس - مثله. وأخرجه رقم2707، 2708 من طريق أبي داود وابن أبي زائدة، كلاهم عن شعبة، أخبرني أبو جمرة، سمعت ابن عباس يقول - فذكر نحوه. وأخرجه ابن جرير رقم5996 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/35 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واليهقي في الشعب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 [325] ومن جماعة من التابعين1. [326] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: "صرهن" أي أوثقهن ثم اذبحهن2. قوله تعالى: {كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً} الآية: 264 [327] روى الطبري من طريق سعيد، عن قتادة في هذه الآية قال: "هذا مثل ضربه الله الأعمال الكفار يوم القيامة، يقول: لا يقدر على شيء مما كسبوا يومئذ كما ترك هذا المطر الصفاة نقيا ليس عليه شيء3.   1 فتح الباري 8/201. قال ابن أبي حاتم - عقب رواية ابن أبي زائدة -: وروى عن أبي مالك وسعيد بن جبير ووهب بن منبه وأبي الأسود الدؤلي وعكرمة والحسن والسدي نحو ذلك. 2 فتح الباري 8/201. أخرجه ابن جرير رقم6010 وابن أبي حاتم رقم2709 كلاهما من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس - نحوه. والعوفي ضعيف. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/35 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عوفي، عنه. 3 فتح الباري 3/277. أخرجه ابن جرير رقم6040 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/45 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 [328] ومن طريق أسباط1، عن السدي نحوه2. [329] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {فَتَرَكَهُ صَلْداً} أي ليس عليه شيء3. [330] وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: فتركه يابسا لا ينبت شيئا4. قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} الآية: 265 [331] وصل عبد - بن حميد عن روح بن عبادة5، عن عثمان ابن غياث6 سمعت عكرمة قال في قوله: {وَابِلٌ} قال: وابل مطر شديد،   1 أسباط بن نصر الهمداني، أبو يوسف، ويقال أبو نصر، صدوق، كثير الخطأ، يُغْرِب. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/185، والتقريب 1/53. 2 فتح الباري 3/277. أخرجه ابن جرير رقم6042 حدثني موسى قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، به نحوه. 3 فتح الباري 3/277 و8/200. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم6062 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/45 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2749 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحرث، أبنا بشر عن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/45 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 5 روح بن عُبادة بن العَلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري، ثقة فاضل، له تصانيف، مات سنة خمس أو سبع ومائتين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/253، والتقريب 1/253. 6 عثمان بن غياث، الرّاسبي، أو الزهراني، البصري، ثقة، رمي بالإرجاء، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 7/133، والتقريب 2/13. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 والطل الندى، وهذا مثل عمل المؤمن1. قوله تعالى: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} الآية: 266 [332] روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الإعصار ريح فيها سموم شديدة2. [333] وروى الطبري عن السدي قال: الإعصار الريح، والنار السموم3. [334] وعن الضحاك قال: الإعصار ريح فيها برد شديد4. [335] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق معمر قال: كان الحسن   1 فتح الباري 3/277 و8/200. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/186-187 بهذا الإسناد. 2 فتح الباري 8/200. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2781 حدثنا أبي، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس - نحوه. وأخرجه الحاكم 2/283 من طريقين عن قبيصة، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. أخرجه ابن جرير رقم6105 عن محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا يوسف بن خالد السمتي، قال: حدثنا نافع بن مالك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/49 ونسبه للفريابي وعبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم. 3 فتح الباري 6/301. أخرجه ابن جرير رقم6114 حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 6/301. أخرجه ابن جرير رقم6117 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك، به. وفيه جويبر وهو واهٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 يقول: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} يقول: صر برد1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} الآية: 267 [336] روى شعبة2 عن الحكم، عن مجاهد في هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} قال: من التجارة الحلال. أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق آدم3 عنه4. [337] أخرج الطبري من طريق هُشَيم5، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد من {طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} قال: من التجارة، {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} قال: من الثمار6.   1 فتح الباري 6/301. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2780 من طريق عبد الرزاق، أنبأ معمر، به. 2 شعبة بن الحجاج بن الورد العَتَكي مولاهم، أبو بسطام الواسطي، ثم البصري، ثقة، حافظ متقن، كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتّش بالعراق عن الرجال، وذبّ عن السنة، وكان عابدا، مات سنة ستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/297، والتقريب 1/351. 3 هو آدم بن أبي إياس العسقلاني، ثقة عابد، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. التقريب 1/30. 4 فتح الباري 3/307. أخرجه ابن جرير رقم6124 قال: عن المثنى، وابن أبي حاتم رقم2794 عن أبيه، كلاهما عن آدم، به مثله. 5 هُشَيم بن بَشير، أبو معاوية الواسطي، ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، مات سنة ثلاث وثمانين، وقد قارب الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/53، والتقريب 2/320. 6 فتح الباري 3/307. أخرجه ابن جرير رقم6134 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال حدثنا هشيم، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 [338] ومن طريق أبي بكر الهذلي1، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو2، عن علي قال في قوله: {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} قال: يعني الحب والثمر وكل شيء عليه زكاة3. قوله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [339] أخرج الترمذي من حديث البراء قال "كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي بالقِنْو4 فيعلقه في المسجد؛ وكان بعض من لا يرغب في الخير يأتي بالقنو من الحَشَف5 والشِّيْص6 فيعلقه، فنزلت هذه الآية {وَلا تَيَمَّمُوا   1 اسمه سُلمى بن عبد الله بن سلمى، وقيل رَوْح، روى عن ابن سيرين والشعبي وعكرمة وأبي الزبير وقتادة وغيرهم، قال ابن حجر: أخباري متروك الحديث. مات سنة سبع وستين ومائة. أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 12/47-49، والتقريب 2/401. 2 عَبيدة بن عمرو السلماني، المرادي، أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير، مخضرم، ثقة ثبت، كان شريح إذا أشكل عليه شيء سأله، مات سنة بضع وسبعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/78، والتقريب 1/547. 3 فتح الباري 3/307. أخرجه ابن جرير رقم6131 حدثني عصام بن روّاد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، به مثله. وفيه أبو بكر الهذلي وهو متروك كما سبق في ترجمته آنفا. 4 القِنْو: العِذْق بما فيه من الرّطب. والجمع أقناء، وقنوان. وفي التنزيل العزيز {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [الأنعام:99] . المعجم الوسيط ص 764، مادة "ق ن و". 5 الحَشَف - بالتحريك - أردأ التمر، أو الضعيف لا نوى له، أو اليابس الفاسد. ويقال: "أحشفا وسوء كيلة" لمن يجمع خصلتين مكروهتين. انظر: القاموس المحيط ص720، باب الفاء، فصل الحاء، مادة "حشف". 6 الشِّيْص: تمر لم يتم نضجه لسوء تأبيره أو لفساد آخر. المعجم الوسيط ص 503، مادة "ش ي ص". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} فكنا بعد ذلك يجيء الرجل بصالح ما عنده1. [340] ولأبي داود من حديث سهل بن حنيف 2 "فكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ثم يخرجونها في الصدقة، فنزلت هذه الآية3. قوله تعالى: {لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} الآية: 273 [341] روى أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان   1 فتح الباري 9/518. أخرجه الترمذي رقم2987 - في التفسير، باب ومن سورة البقرة - حدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك، عن البراء - بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقد صحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2389. وأخرجه ابن ماجه رقم1822 - في الزكاة، باب النهي أن يخرج في الصدقة شرّ ماله - من طريق أسباط ابن نصر، عن السدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء - نحوه. قال البوصيري في الزوائد رقم655 هذا إسناده صحيح رجاله ثقات. 2 سهل بن حُنيف بن واهب الأنصاري الأوسي، صحابي، من أهل بدر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن ثابت، وعنه ابناه أبو أمامة أسعد وعبد الله وغيرهما. واستخلفه عليّ على البصرة، ومات في خلافته. انظر ترجمته في: الإصابة 3/165، رقم3540، وتهذيب التهذيب 4/220، والتقريب 1/336. 3 فتح الباري 9/518. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2802 حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه - فذكره. ولفظه "قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر: العرجون ولون الحُبَيق، وكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ... الحديث. وأخرجه أبو داود رقم1607 - في الزكاة، باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة - من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، به نحوه. وليس فيه ذكر لنزول الآية، ثم أشار أبو داود إلى الطريق التي أخرج منها أبو داود قائلا: "وأسنده أيضا أبو الوليد عن سليمان بن كثير عن الزهري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد1، عن أبيه مرفوعا "من سأل وله قيمة أوقية 2 فقد ألحف". وفي رواية ابن خزيمة "فهو ملحف" 3. [342] ولأحمد من حديث عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد رفعه "من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا" 4.   1 عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، سعد بن مالك، الأنصاري الخزرجي، روى عن أبيه وغيره، وعنه عمارة بن غزية وغيره، ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة اثنتي عشرة ومائة، وله سبع وسبعون. انظر ترجمته في: التهذيب 6/166، والتقريب 1/481. 2 ويأتي في حديث عبد الله بن عمرو برقم الفظ "أربعون درهما، والأوقية أربعون درهما كما قال مالك وغيره. وعند ابن أبي حاتم في آخره "والوقية: أربعون درهما". 3 فتح الباري 8/203. أخرجه الإمام أحمد 3/7، 9 وأبو داود رقم1628 - في الزكاة، باب من يعطى من الصقة وحد الغني -، والنسائي رقم2595 - في الزكاة، باب من الملحف -، وابن أبي حاتم رقم2877، وابن خزيمة رقم2447 - في جماع أبواب صدقة التطوع، باب ذكر الغني تكون المسألة معه إلحافا -، وابن حبان الإحسان رقم3390 - في الزكاة، ذكر السبب الذي به يصير السائل ملحفا - كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، به مثله ونحوه. وهذا إسناد صحيح، صححه كل من الشيخ الألباني الصحيحة 4/297 والدكتور/ محمد مصطفى الأعظمي صحيح ابن خزيمة 4/100 الحاشية والشيخ/ شعيب الأرناؤوط الإحسان 8/185 الحاشية. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/97 ونسبه لأحمد والطبراني وأبي داود والنسائي. 4 فتح الباري 8/203. أخرجه أحمد 4/36 عن وكيع، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء ابن يسار، به. وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين غيرالرجل من بني أسد، وهو صحابي كما ورد التصريح بذلك في رواية مالك وأبي داود والنسائي - كما يأتي -، وجهالة الصحابي لا تضر. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/91 ونسبه لمالك وأحمد وأبي داود والنسائي. وأخرجه مالك 2/999 ومن طريقه أبو داود رقم1627 والنسائي رقم2596 عن زيد بن أسلم، به بنحوه. ولفظه قال الأسدي: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله لنا شيئا نأكله .... الحديث. قال مالك: والأوقية أربعون درهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 [343] ولأحمد والنسائي من حديث عمروبن شعيب1 عن أبيه2 عن جده3 رفعه "من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف" 4. قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً} الآية: 274 [344] عن قتادة وغيره أنها نزلت في قوم أنفقوا في سبيل الله من غير   1 عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن العاص، روى عن أبيه وجلّ روايته عنه، وطاوس وسليمان بن يسار ومجاهد وعطاء والزهري وجماعة، وعنه عطاء وعمرو بن دينار وهشام ابن عروة وقتادة وغيرهم، صدوق. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 8/43-48 والتقريب 2/72. 2 شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، صدوق، ثبت، ثبت سماعة من جده. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 4/311-312 والتقريب 1/353. 3 المراد به الجد الأعلى لعمرو، وهو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي، أحد السابقين المكثرين من الصحابة، أحد العباد له الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/345، رقم3092، والإصابة 4/165، رقم4865، والتقريب 1/436. 4 فتح الباري 8/203. أخرجه النسائي رقم2594 - في الزكاة، باب من الملحف - أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أنبأنا يحيى بن آدم، عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه ابن خزيمة رقم2448 والبيهقي 7/24 وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 1/481 كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وزاد ابن كثير نسبته إلى النسائي. هذا وقد زاد ابن حجر نسبته لأحمد، ولم أهتد إليه بعد البحث والتقصي، ولم ينسبه ابن كثير إلا للنسائي وابن مردويه، كما لم يخرجه الشيخ الألباني في الصحيحة إلا من النسائي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 إسراف ولا تقتير. ذكره الطبري وغيره1. [345] عن أبي أمامة2 أنها نزلت في أصحاب الخيل الذين يربطون في سبيل الله أخرجه ابن أبي حاتم3. [346] وعند عبد الرزاق بإسناد فيه ضعف إلى ابن عباس أنها نزلت في علي ابن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحد وفي العلانية واحدا4، ذكره الكلبي في تفسيره عن أبي صالح،   1 فتح الباري 3/289. أخرج ابن جرير رقم6233 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال، ثنا سعيد، عن قتادة في الآية قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول - فذكره بنحوه في حديث طويل. وهذا مرسل مع صحة إسناده. 2 اسمه صُدَيّ بن عجلان أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور، سكن الشام، ومات بها، سنة ست وثمانين. انظر ترجمته في: الإصابة 3/339، رقم4079، والتقريب 1/366. 3 فتح الباري 3/289. ذكره ابن أبي حاتم عقب رواية أسندها عن ابن عباس قائلا: وروي عن أبي أمامة وسعيد ابن المسيب ومكحول نحو ذلك. أما رواية ابن عباس المسندة فأخرجها عن أبي سعيد الأشج، ثنا زيد بن حباب، ثنا عبد الرحمن بن شريح، حدثني قيس بن الحجاج، حدثني حنش الصنعاني، قال: سمعت ابن عباس في قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً} قال: هم الذين يعلفون الخيل في سبيل الله. انظر: تفسير القرآن العظيم 2/543. هذا وقد أخرج الواحدي في الأسباب ص78 من طريق ابن أبي حاتم، حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى الدمشقي، عن عجلان ابن سهل الباهلي، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه فذكر نحوه. ولفظه "من ارتبط فرسا في سبيل الله لم يرتبطه رياء ولا سمعة كان من الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/100 بهذا اللفظ ونسبه إلى ابن عساكر فقط. 4 فتح الباري 3/289. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 عن ابن عباس أيضا، وزاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أما إن ذلك لك1. قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} الآية: 275 [347] روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال "آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا"2.   = أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/108 ومن طريقه الواحدي في الوسيط 1/392 وفي الأسباب ص 78 قال: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس - مذكر مثله. وقد ضعّفه ابن حجر كما في الصلب. قلت: والعلة فيه "عبد الوهاب بن مجاهد بن جبرالمكي"، لم يسمع من أبيه. قال ابن حجر: متروك، وكذبه الثوري. أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/69-70، والميزان رقم4324، والتهذيب 6/400-401، والتقريب 1/528. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/100-101 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس. 1 فتح الباري 3/289. ذكره الواحدي في الأسباب ص 78-79 وفي الوسيط 1/391-392 عن الكلبي بغير إسناد. والكلبي متروك. 2 فتح الباري 8/203. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2889 حدثنا علي بن الحسين، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أبي، عن أبيه، ثنا الأشعث بن إسحاق بن سعد الأشعري، عن جعفر بن المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - مثله. وزاد في آخره "يخنق". وأخرجه ابن جرير رقم6242 من طريق جرير، عن أشعث، بهذا الإسناد إلا أنه لم يذكر "ابن عباس". وعلقه ابن كثير 1/482 عن ابن عباس، وقال رواه ابن أبي حاتم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/102 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 [348] ومن طريق ابن عبد الله بن مسعود، عن أبيه "أنه كان يقرأ إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة"1. قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} الآية: 276 [349] أخرج أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه "إن الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قلة" 2. قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} الآية: 284 [350] أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: لما نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} اشتد ذلك على الصحابة، فذكر   1 فتح الباري 8/203. أخرجه ابن أبي حاتم رقم2887 حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا أبو اليمان وأبو المغيرة، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي مريم، ثنا ضمرة بن حبيب، عن ابن عبد الله ابن مسعود، به. وذكره ابن كثير 1/482 عن ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/104 ونسبه لأبي عبيد وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/204. أخرجه أحمد 1/395 ومن طريقه الحاكم 2/37 عن حجاج، حدثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن ابن مسعود - مثله. وهذا إسناد صحيح، ورجاله رجال الصحيح ما عدا شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيء الحفظ، لكن توبع، فقد أخرج ابن ماجه رقم2279 والطبراني في الكبير رقم10539 والحاكم 2/27 و4/317-318 من طريق إسرئيل، عن الركين، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره ابن جرير رقم6252 عن ابن مسعود من غير إسناد. وذكره ابن كثير 1/487. كما ذكره السيوطي في الدر 2/106 ونسبه لأحمد وابن ماجه وابن جرير والحاكم - وصححه - والبيهقي في شعب الإيمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 الحديث في شكواهم ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم لهم: "تريدون أن تقولوا مثل ما قال أهل الكتاب: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا"، فقالوها فنزلت {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخر السورة" وفيه في قوله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: "نعم". وفيها "فلما فعلوا نسخها الله، فأنزل الله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} إلى آخر السورة، ولم يذكر قصة ابن عمر1. [351] وروى أحمد من طريق مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} فبكى، فقال قلوبنا ليست بأيدينا، فقال: قولوا سمعنا وأطعنا، فقالوا، فنسختها2 هذه   1 فتح الباري 8/206. أخرجه مسلم بسنده عنه بطوله. الصحيح: كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، رقم199-125. وذكره ابن كثير 1/501-502 برواية أحمد ومسلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/127 وزاد نسبته لأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 أي أزالت ما تضمنته من الشدة وبينت أنه وإن وقعت المحاسبة به لكنها لا تقع المؤاخذة به. أشار إلى ذلك الطبري فرارا من إثبات دخول النسخ في الأخبار. وأجيب بأنه وإن كان خبرا لكنه يتضمن حكما، ومهما كان من الأخبار يتضمن الأحكام أمكن دخول النسخ فيه كسائر الأحكام، وإنما الذي لا يدخله النسخ من الأخبار ماكان خبرا محضا لا يتضمن حكما كالأخبار عما مضى من أحاديث الأمم ونحو ذلك. ويحتمل أن يكون المراد بالنسخ في الحديث التخصيص؛ فإن المتقدمين يطلقون لفظ النسخ عليه كثيراً. انظر: تفسير الطبري 6/118-119، وفتح الباري 8/207. فائدة: قال ابن حجر: المراد بالمحاسبة في قوله {يُحَاسِبْكُمْ} بما يخفي الإنسان ما يصمم عليه ويشرع فيه دون ما يخطر له ولا يستمر عليه. والله أعلم. أهـ. الفتح 8/207. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 الآية: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} 1. [352] وأصله عند مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دون قصة ابن عمر. وفيه قال: "قد فعلت"2.   1 فتح الباري 8/206. أخرجه أحمد 1/332 ومن طريقه ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص 229 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، به. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/113-114 ومن طريقه ابن جرير رقم6461 عن جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج، به. فبهذا تبين أن لعبد الرزاق في هذا شيخين - معمر وجعفر بن سليمان - وكلاهما حدثه به عن حميد الأعرج. والحديث ذكره ابن كثير 1/502-503 مع طرق أخرى له، وقال: فهذه طرق صحيحة عن ابن عباس. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/127-128 وزاد نسبته لابن المنذر. 2 فتح الباري 8/206 و11/552. والحديث ذكره ابن كثير 1/502 عند تفسير هذه الآية بنصه عن الإمام أحمد والإمام مسلم. ولفظه "قال: لما نزلت هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: سمعنا وأطعنا وسَلَّمنا"، فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} إلى قوله: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} . ثم قال ابن كثير: "وهكذا رواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب وإسحاق ابن إبراهيم، ثلاثتهم عن وكيع، به. وزاد: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: قد فعلت {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال: قد فعلت {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: قد فعلت {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا} قال: قد فعلت. اهـ. هذا وقد أخرجه مسلم رقم200-126 - في الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق - بسنده عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/127 ونسبه لأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 [353] وأخرج الطبري بإسناد صحيح عن الزهري أنه سمع سعيد ابن مرجانة1 يقول: كنت عند ابن عمر فتلا هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} فقال: والله لئن واخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر وما فعل حين تلاها، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون حين نزلت مثل ما وجد، فأنزل الله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} 2. قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} الآية: 286 [354] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} أي عهدا3.   1 سعيد بن مَرْجانة، وهو ابن عبد الله على الصحيح، ومرجانة أمه، أبو عثمان الحجازي، ثقة فاضل، مات قبل المائة بثلاث سنين. التقريب 1/304. 2 فتح الباري 8/206. أخرجه ابن جرير رقم6459 عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، به. وأخرجه الطبراني في الكبير ج 10/رقم10769، 10770 والبيهقي في شعب الإيمان رقم329 من طرق عن ابن شهاب، به نحوه. وذكره ابن كثير 1/502 عن ابن جرير. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/128 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وأبي داود في ناسخه. 3 فتح الباري 8/207. وذكره البخاري عنه تعليقا. الإصر: عقد الشيء وحبسُه بقهره، يقال: أصرته فهو مأصور. والمأصَر والمأصِر محبَس السفينة. وقوله تعالى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} قيل: ثقلا. والإصر العهد المؤكَّد الذي يثبِّط ناقضه عن الثواب والخيرات. انظر: المفردات ص 18-19. وقال ابن حجر: وأصل الإصر الشيء الثقيل، ويطلق على الشديد. وتفسيره بالعهد تفسير باللازم؛ لأن الوفاء بالعهد شديد. فتح الباري 8/207. أخرجه ابن جرير رقم6515 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/135 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 [355] وروى الطبري من طريق ابن جريج في قوله: {إِصْراً} قال: عهدا لا نطيق القيام به1.   1 فتح الباري 8/207. أخرجه ابن جرير رقم6517 عن القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال حدثني حجاج، عن ابن جريج، به. ولفظه "عهدا لا نطيفه ولا نستطيع القيام به". وفي إسناده الحسين وهو سنيد ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/135 ونسبه لابن جرير فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 سورة آل عمران قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} الآية: 6 [356] وقد أخرج الطبري من طريق السدي في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} قال عن مرة الهمذاني عن ابن مسعود - وذكر أسانيد أخرى - قالوا: إذا وقعت النطفة في الرحم طارت في الجسد أربعين يوما، ثم تكون علقة أربعين يوما، ثم تكون مضغة أربعين يوما. فإذا أراد الله أن يخلقها، بعث ملكا فصورها كما يؤمر1. قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} الآية: 7 [357] أخرج عبد بن حميد بالإسناد الذي ذكرته قريبا إلى مجاهد، قال في قوله تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} قال: ما فيه من الحلال والحرام: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} وما سوى ذلك من متشابه يصدق بعضه بعضا، هو مثل قوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة:26] ، ومثل قوله: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى   1 فتح الباري 11/485. أخرجه ابن جرير رقم6569 حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - نحوه. وهذا إسناد ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [يونس:100] ، ومثل قوله: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد:17] 1. قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} الآية:7 [358] وصل عبد بن حميد بهذا الإسناد كذلك عن مجاهد: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} قال: شك: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} المشتبهات، الباب الذي ضلوا منه وبه هلكوا2. قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [359] وصل عبد بن حميد من الطريق المذكور عن مجاهد في قوله {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} يعلمون تأويله و {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} الآية3.   1 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/190 ثنا روح، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه آدم في تفسيره المنسوب إلى مجاهد ص 121-122 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بنحوه. وأخرجه ابن جرير رقم6585 من طريق عيسى وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/145 ونسبه إلى عبد بن حميد والفريابي. 2 فتح الباري 8/209-210. وذكره البخاري عنه تعليقا، بدون الزيادة التي في آخره "الباب الذي ضلوا منه وبه هلكوا". أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/190 بالإسناد السابق ذكره. وأخرج آدم في تفسير ص 122 أوله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/147-148 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 3 فتح الباري 8/210. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في الموضع السابق بالإسناد المذكور قريبا. وأخرجه آدم في تفسيره ص 122 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. كما أخرجه ابن جرير رقم6634 بهذا الإسناد، وأخرجه رقم6633 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 [360] ومن طريق قتادة قال: "قال الراسخون كما يسمعون آمنا به كل من عند ربنا: المتشابه والمحكم، فآمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه فأصابوا1. [361] وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} 2. قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} - إلى قوله - {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} الآية: 12 [362] روى ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر3 جمع يهود في سوق بني قينقاع فقال: "يا   1 فتح الباري 8/210. أخرجه ابن جرير رقم6644 من طريق يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة - نحوه مختصراً، ولفظه "آمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه". 2 فتح الباري 8/210. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/116 ومن طريقه ابن جرير رقم6627 أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عنه، به. وهذا إسناد صحيح، و"ابن طاوس" اسمه عبد الله، ثقة فاضل عابد. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب. وقال - أي: ابن حجر -: والذي ذهب إليه مجاهد من تفسير الآية يقتضي أن تكون الواو في "الراسخون" عاطفة على معمول الاستثناء، وهذا يدل على أن الواو للاستئناف؛ لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها القراءة، لكن أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن، فيقدم كلامه في ذلك على من دونه، ثم قال: ويؤيد ذلك أن الآية دلت على ذم متبعي المتشابه لوصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة. انظر: فتح الباري 8/210. 3 بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء، وبهذا المكان كانت الوقعة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة. وهي اليوم مدينة بدأت تظهر فيها معالم الحضارة. وتبعد عن المدينة 155 كيلا وعن مكة 310 أكيال، وتبعد عن سيف البحر قرابة 45 كيلا، وبها اليوم مدارس ومساجد وجامع كبير. وقد وقفت عليها. انظر: معجم البلدان 1/425، رقم1527، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، ص 41. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا يوم بدر، فقالوا: إنهم كانوا لا يعرفون القتال، ولو قاتلنا لعرفت أنّا الرجال، فأنزل الله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} - إلى قوله – {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} 1. قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} الآية: 13 [363] روى الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} قال: الأخرى كفار قريش2. قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} الآية: 14 [364] روى الثوري في تفسيره في رواية أبي حذيفة عنه بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} المطَهَّمَة3 الحسان4.   1 فتح الباري 7/332. أخرجه ابن جرير رقم6666 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس - نحوه. انظر رقم 11 الحاشية وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/158 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير والبيهقي في الدلائل. 2 فتح الباري 8/257. أخرجه ابن جرير رقم6675 و6676 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد ابن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، مثله وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/158-169 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم. انظر ما قبله. 3 المُطَهَّمَة: السمينة الفاحشة السمن. انظر: القاموس باب الميم، فصل الطاء، ص1022. 4 فتح الباري 8/208. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه سفيان الثوري في تفسيره رقم138: 2: 27، ص 34 عن حبيب بن أبي ثابت، عنه، مثله. وأخرجه عبد الرزاق 1/117 ومن طريقه ابن جرير رقم6739 ومن وجهين آخرين رقم6738، 6742 عن الثوري بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/188 بسنده إلى الثوري به. وأخرجه ابن جرير رقم6740، 6741 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، به. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/163 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 [365] وصل الثوري في رواية أبي حذيفة عنه عن ابن جبير: المسومة: الراعية1 2. [366] ووصل الطبري من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى3 مثله4. [367] وأورد مثله عن ابن عباس من طريق العوفي عنه5.   1 في تفسير الثوري "الراتعة"، يقال: رتعت الماشية في المكان، إذا أكلت وشربت ما شاءت في خصب وسعة. انظر: القاموس باب العين، فصل الراء، ص 648. 2 فتح الباري 8/208. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الثوري في تفسيره رقم139: 3: 28 عن حبيب بن أبي ثابت، عنه بلفظ "الراتعة". وأخرجه ابن جرير الأرقام 6729-6732 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. 3 عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، الخزاعي مولاهم الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، روى عنه الأجلج الكندي وأسلم المنقري وسلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر وطلحة بن عمرو القناد وغيرهم. وقال ابن حجر: مقبول علق له البخاري - في هذا الموضع - وأخرج له أبو داود والنسائي. انظر ترجمته في: الثقات 7/9، والتهذيب 5/254، والتقريب 1/427. 4 فتح الباري 8/208-209. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم6733 عن ابن وكيع، عن أبيه، عن طلحة القناد، عنه، مثله. وإسناده ضعيف من أجل ابن وكيع، واسمه سفيان، كان أبوه إماما حجة، وكان هو رجلا صالحا، ولكن ورّاقه أفسد عليه حديثه، وأدخل عليه ما ليس من روايته، ونصحه العلماء أن يدعه فلم يفعل، فمن أجل ذلك تركوه. انظر: المجروحين 1/355. 5 فتح الباري 8/209. أخرجه ابن جرير رقم6734 من طريق العوفي، به. والعوفي ضعيف تقدم. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/162 ونسبه إلى ابن جرير فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 قوله تعالى: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} الآية: 27 [368] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قال: الناس الأحياء من النطف الميتة والنطف الميتة من الناس الأحياء1. قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} الآية: 31 [369] أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال: كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فأنزل الله هذه الآية2. [370] وذكر الكلبي في تفسيره عن ابن عباس أنها نزلت حين قال اليهود {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة:18] 3.   1 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/189 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وزاد في آخره "والأنعام". وأخرجه آدم في تفسيره ص 124 من طريق ورقاء، به نحوه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/173 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 10/558. أخرجه ابن جرير رقم6848 عن محمد بن سنان، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم379 عن الحسن بن أحمد، قالا: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عناد بن منصور، عن الحسن، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/178 ونسبه إليهما عن عباد بن منصور بلفظ الطبري. والصواب عن عباد بن منصور عن الحسن كما في المصدرين المخرجين عنهما. 3 فتح الباري 10/558. إسناده هالك، فالكلبي ضعيف متروك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 [371] وفي تفسير محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير1: نزلت في نصارى نجران، قالوا: إنما نعبد المسيح حبا لله وتعظيما له2. [372] وفي تفسير الضحاك عن ابن عباس أنها نزلت في قريش، قالوا: إنما نعبد الأصنام حبا لله لتقربنا إليه زلفى فنزلت3. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} الآية:33 [373] وقد ثبت عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} قال: محمد من آل إبراهيم4. [374] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: "وآل عمران": المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين   1 هو محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي، المدني، روى عنه ابن إسحاق وغيره. ثقة. مات سنة بضع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/81، والتقريب 2/150. 2 فتح الباري 10/558. أخرجه ابن جرير رقم6849 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، به. في إسناده "ابن حميد " شيخ الطبري ضعيف، و"محمد بن إسحاق"، مدلّس لم يصرّح بالسماع. 3 فتح الباري 10/558. ضعيف؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس. 4 فتح الباري 11/162. لم أقف عليه مسنداً، ولكن قول ابن حجر "وقد ثبت عن ابن عباس" يدل على صحة هذا التفسير عن ابن عباس. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 وآل محمد صلى الله عليه وسلم1. قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً} الآية: 39 [375] وصل الثوري في تفسيره عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير {وَحَصُوراً} قال: لايأتي النساء2. [376] وقد نقل الطبري عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد في قوله: {وَحَصُوراً} : لا يأتي النساء3.   1 فتح الباري 6/469. أخرجه ابن أبي حاتم آل عمران، رقم392 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/179-180 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وأخرجه ابن جرير رقم6851 من طريق عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية، به. 2 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا. أصل الحصر: الحبس والمنع، يقال لمن لا يأتي النساء أعم من أن يكون ذلك بطبعه كالعنين أو بمجاهدة نفسه، وهو الممدوح والمراد في وصف يحيى عليه السلام. انظر: المفردات للراغب ص120 مادة "حصر" والشفا للقاضي عياض 1/116، وفتح الباري 8/209، وتفسير ابن كثير 1/30-31. والأثر أخرجه سفيان الثوري في تفسيره رقم144: 8: 11، ص 35، ومن طريقه الطبري رقم6985 عن عطاء بن السائب، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/190 ونسبه لابن أبي شيبة وأحمد في الزهد. 3 فتح الباري 4/4. أما أثر سعيد بن جبير فقد سبق تخريجه في الذي قبله، وأما عن عطاء فلم أجده عند الطبري، وإنما عنه عن سعيد كما في الأثر السابق. وأما أثر مجاهد فأخرجه رقم6988 حدثني عبد الرحمن بن الأسود، قال: حدثنا محمد بن ربيعة، قال: حدثنا النضر بن عربي، عن مجاهد، به. وأخرجه رقم6989 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} الآية: 41 [377] وقد وصل عبد بن حميد والطبري وغيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الإبكار أول الفجر، والعشي ميل الشمس إلى أن تغيب1. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} الآية: 45 [378] وصل سفيان الثوري في تفسيره رواية أبي حذيفة موسى ابن مسعود عنه عن منصور عن إبراهيم هو النخعي قال: المسيح الصديق2. قوله تعالى: {وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} الآية: 46 [379] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} قال: الكهل الحليم3.   1 فتح الباري 6/326. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/506، وابن جرير رقم7025 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 6/472. أخرجه الثوري في تفسيره 149: 13: 18 عن منصور، به. قال الطبري: مراد إبراهيم بذلك أن الله مسحه فطهره من الذنوب، فهو فعيل بمعنى مفعول، قال ابن حجر: وهذا بخلاف تسمية الدجال المسيح فإنه فيعل بمعنى فاعل. انظر: تفسير الطبري 6/414، وفتح الباري 6/472. 3 فتح الباري 6/472. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/35، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم569 كلاهما من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه، ابن جرير رقم7075 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، به. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/199 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 قوله تعالى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} الآية: 49 [380] وصل الفريابي عن مجاهد: الأكمه من يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل1. [381] وروى عبد بن حميد من طريق سعيد عن قتادة: كنا نتحدث أن الأكمه الذي يولد وهو مضموم العين2. [382] ومن طريق عكرمة: الأكمه الأعمى3.   1 فتح الباري 6/472. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/35 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير رقم7088، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم598 كلاهما من طريق عيسى يعني ابن ميمون بن دابة، عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/215 ونسبه إلى أبي عبيد والفريابي وعبد بن حميد والطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد. 2 فتح الباري 6/473. أخرجه ابن جرير رقم7090 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به. ولفظه "مغموم العينين"، وقد علق المحقق في الحاشية قائلا "كان في المطبوعة "مضموم العينين"، وتوشك أن تكون في المخطوطة: "مغموم العينين"، ثم قال: وأنا أرجح أنها الصواب، فلذلك أثبتها على قرائي للخط. اهـ. هذا وقد رجّح الطبري قول قتادة هذا، ونقل عنه ابن حجر أيضا، فقال: "الأشبه بتفسير الآية قول قتادة؛ لأن علاج مثل ذلك لا يدعيه أحد، والآية سيقت لبيان معجزة عيسى عليه السلام، فالأشبه أن يحمل المراد عليها ويكون أبلغ في إثبات المعجزة والله أعلم". انظر: تفسير الطبري 6/49، وفتح الباري 6/473. 3 فتح الباري 6/473. هكذا في الفتح بلفظ "الأكمه الأعمى" معزواً لعكرمة، ولم أجده عنه، ولكن الذي ورد عنه - كما ذكر السيوطي وغيره - أنه قال "الأكمه الأعمش"، فقد أخرج ابن جرير رقم7097، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم599 كلاهما من طريق حفص ابن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} قال: الأعمش. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/215 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري. وأما تفسير "الأكمه" بالأعمى فقد أخرج ابن جرير عن السدي وابن عباس وقتادة والحسن على ما يأتي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 [383] وكذا رواه الطبري عن السدي1. [384] وعن ابن عباس أيضا2. [385] وعن الحسن ونحوهم3. قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآية: 64 [386] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس في قوله: {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} قال: أي عدل4. [387] وأخرج الطبري عن قتادة مثله5.   1 فتح الباري 6/473. أخرجه ابن جرير رقم7093 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} ، هو الأعمى. 2 فتح الباري 6/473. أخرجه ابن جرير رقم7094 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: الأعمى. 3 فتح الباري 6/473. أخرجه ابن جرير رقم7096 حدثني محمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد بن منصور، عن الحسن في قوله {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} قال: الأعمى. 4 فتح الباري 8/216. أخرجه ابن جرير رقم7198 من طريق إسحاق، وابن أبي حاتم رقم696 آل عمران من طريق أحمد بن عبد الرحمن، قالا: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، به. قلت: وهذا إسناد حسن. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/234 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 5 فتح الباري 8/216. أخرجه ابن جرير رقم7197 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. وإسناده صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/234 ونسبه لابن جرير وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 [388] وأخرج عن أبي العالية أن المراد بالكملة "لا إله إلا الله"1. قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} الآية: 68 [389] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} : وهم المؤمنون2. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً} الآية: 77 [390] ذكر الطبري من طريق عكرمة أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا وحلفوا أنه من عند الله3.   1 فتح الباري 8/216. أخرجه ابن جرير رقم7199 وابن أبي حاتم رقم693 كلاهما من طريق عبد الله ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. وإسناده حسن. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/235 ونسبه إليهما. وقد رجح ابن حجر هذا التفسير وأيده قائلا: وعلى ذلك يدل سياق الآية الذي تضمنه قوله {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً} فإن جميع ذلك داخل تحت كلمة الحق وهي: "لاإله الا الله"، ثم قال: والكلمة على هذا بمعنى الكلام، وذلك سائغ في اللغة. انظر: فتح الباري 8/216. 2 فتح الباري 6/469. أخرجه ابن أبي حاتم آل عمران، رقم732 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/239 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/213. أخرجه ابن جرير رقم7278 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عنه نحوه مختصرا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/245-246 مختصرا، ونسبه إلى ابن جرير فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} الآية: 86 [391] وقد أخرج النسائي وصححه ابن حبان عن ابن عباس "كان رجل من الأنصار أسلم ثم ندم وأرسل إلى قومه فقالوا: يا رسول الله، هل له من توبة؟ فنزلت: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} - إلى قوله -: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} فأسلم1. قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} الآية: 96 [392] أخرج إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وغيرهما بإسناد صحيح عن علي قال "كانت البيوت قبله، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله "2.   1 فتح الباري 12/268-269. أخرجه الإمام أحمد 1/247، والنسائي في التفسير رقم85، وابن جرير رقم7362، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم914، 924 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم4477، والحاكم 2/142 كلهم من طرق عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. والحديث إسناده حسن. وقد صححه الحاكم، وأقّره الذهبي. 2 فتح الباري 6/408. أخرجه ابن أبي حاتم رقم962 حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا شريك، عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن علي، به. ونقله ابن كثير 2/64 برواية ابن أبي حاتم. هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده كما سلف. قلت: وفيه نظر؛ فإن مجالداً هو بن سعيد الهمداني، أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي، وقد تغيّر في آخر عمره. كما في التقريب 2/229 لابن حجر تفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} الآية: 100 [393] قال عكرمة نزلت في شاس بن قيس اليهودي، دسّ على الأنصار من ذكرهم بالحروب التي كانت بينهم فتمادوا يقتتلون، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم فعرفوا أنها من الشيطان فعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا سامعين مطيعين، فنزلت، أخرجه إسحاق في تفسيره مطولا1. [394] وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس موصولا2.   1 فتح الباري 12/269. أخرجه عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وإسحاق بن راهويه في تفسيره كما نقل عنهم ابن حجر في العجاب 2/724 والواحدي في أسباب النزول ص99 من طرق عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة. ولفظه قال: "كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم، فجلس يهودي مجلساً فيه نفر من الأوس والخزرج فأشد شعراً قاله أحد الحيّين في حروبهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الآخرون: قد قال شاعرنا يوم كذا كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعة كما كانت فنادى هؤلاء يا للأوس، ونادى هؤلاء يا للخزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فرفع صوته يقرؤها، فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون له، فلما فرغ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضاً وجثوا يبكون ". هذا ولم يقع لي في تفسير ابن أبي حاتم رواية عكرمة هذه، وإنما أخرج عن مجاهد وابن عباس نحوه. انظر: تفسير ابن أبي حاتم، سورة آل عمران ص 437-439. 2 فتح الباري 12/269. أخرج الطبراني في الكبير ج12/رقم12666،12667 من طريقين، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس. ولفظه "قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} الآية كلها والآيتان بعدها إلى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} الآية: 110 [395] وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق السدي قال: قال عمر: لو شاء الله لقال أنتم خير أمة فكنا كلنا، ولكن قال: "كنتم"، فهي خاصة لأصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم، وهذا منقطع1. [396] وروى عبد الرزاق وأحمد والنسائي والحاكم من حديث ابن عباس بإسناد جيد قال: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم"2.   1 فتح الباري 8/225. أخرجه ابن جرير رقم7608 وابن أبي حاتم رقم3970 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به. قلت: إسناده ضعيف؛ لأنه من طريق السدي، وفيه علة أخرى، وهي انقطاع السند؛ فإن السدي - المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة - لم يلق من الصحابة إلا أنس بن مالك. انظر: العجاب في بيان الأسباب لابن حجر 1/212، وفتح الباري 8/225. فالصحيح في تفسير هذه الآية أنها عامة في جميع هذه الأمة كما بين ذلك الحافظ ابن كثير وغيره حيث قال: والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي خياراً {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143] . انظر: تفسير ابن كثير 2/77. والأثر قد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/293 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/225. ثم قال ابن حجر: وهذا أخص من الذي قبله. أخرجه عبد الرزاق 1/130 وأحمد 1/273، 319، 324، 354 والنسائي رقم92 وابن جرير رقم7611 وابن أبي حاتم رقم1157 آل عمران والحاكم 2/294 - وصححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي - كلهم من طرق عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عنه، به. قلت: وهذا إسناد جيد، وقد جوّده ابن حجر كما في سبق، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/330 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. كما صححه الشيخ أحمد شاكر في تفسير الطبري. وأخرجه ابن جرير رقم7607 من طريق ابن عطية، عن قيس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/293 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، والفريابي، وابن المنذر والطبراني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 [397] وللطبري1 من طريق ابن جريج عن عكرمة قال: نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل2. [398] وروى الطبري من طريق مجاهد قال: معناه على الشرط المذكور: تأمرون بالمعروف ... إلخ3. [399] وجاء في سبب هذا الحديث ما أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: كان من قبلكم لا يأمن في بلاد هذا ولا هذا في بلاد هذا، فلما كنتم أنتم أمن فيكم الأحمر والأسود4.   1 تصحف إلى "الطبراني" في النسخة المطبوعة من الفتح، ووقع على الصواب في النسخة الخطية. 2 فتح الباري 8/225. ثم قال ابن حجر: وهذا موقوف، فيه انقطاع، وهو أخص مما قبله. أخرجه ابن جرير رقم7609 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال عكرمة - فذكره. و"سنيد" ضعيف، ثم إنه موقوف على عكرمة، وفيه انقطاع. 3 فتح الباري 8/225. قال ابن حجر: وهذا أعم وهو نحو الأول. أخرجه ابن جرير رقم7614 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/294 وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/225. هكذا عزاه ابن حجر للطبري وابن أبي حاتم، ولم أجده عند الطبري. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1162 آل عمران عن أبيه، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحارث، حدثنا علي ابن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عنه، به. وإسناده حسن، والقاسم بن محمد بن الحارث قال عنه أبو حاتم "صدوق" الجرح والتعديل 7/120، وبقية رجاله ثقات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 [400] ومن وجه آخر عنه قال: لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس مثل هذه الأمة1. [401] وعن أبي بن كعب قال: لم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة، أخرجه الطبري بإسناد حسن عنه2. [402] عن بهز بن حكيم3 عن أبيه4 عن جده5 "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: "أنتم متممون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله " وهو حديث حسن صحيح أخرجه   1 فتح الباري 8/225. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1171 آل عمران عن أبيه، أنبأ مالك بن إسماعيل، ثنا زهير، ثنا خصيف، عن عكرمة، به. قلت: "خصيف" صدوق، سيء الحفظ كما في التقريب 1/224 وباقي رجاله ثقات. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/295 ولم يعزه إلا لابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/225. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1168 آل عمران من طريق عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية، عنه، به. قلت: وهذا إسناد حسن، وقد تقدم. وأما الطبري فأخرجه رقم7618 بإسناد ضعيف لإبهامه شيخه موقوفا على الربيع. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/294 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، ثقة. وثقه ابن معين وابن المديني وغيرهما. انظر: الجرح والتعديل 2/430. 4 هو حكيم بن معاوية، تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن حبان. ورى عن أبيه وغيره، وعنه ابنه بهز وغيره. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/207، والتهذيب 2/387-388، والتقريب 1/194. 5 هو معاوية بن حيدة، صحابي، قال ابن سعد: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وصحبه، وسأله عن أشياء. انظر ترجمته في: الإصابة 6/118-119 رقم8083. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 الترمذي وحسنه وابن ماجه والحاكم وصححه1. [403] وله شاهد مرسل عن قتادة عند الطبري رجاله ثقات2. [404] وفي حديث علي عند أحمد بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وجعلت أمتي خير الأمم" 3.   1 فتح الباري 8/225. أخرجه ابن جرير رقم873 - عند قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:47]- من طريقين - طريق ابن علية، عن بهز، وطريق معمر بن راشد عن بهز، ثم أخرجه هنا في هذا الموضع رقم7621، 7622 بهذين الإسنادين منفصلين. وأخرجه الترمذي رقم3001 والحاكم 4/84 كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 2/78 وقال: وهو حديث مشهور وقد حسنه الترمذي. قال ابن حجر - كما في الصلب - هو حديث حسن صحيح. 2 فتح الباري 8/225. أخرجه ابن جرير رقم7623 عن بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. ولفظه " قال قتادة: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة، نحن آخرها وخيرها". وإسناده صحيح إلا أنه مرسل. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/294 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 3 فتح الباري 8/225. هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام أحمد 1/98 عن عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير، عن عبد الله - يعني ابن محمد بن عقيل - عن محمد بن علي - وهو ابن الحنفية - أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء"، فقلنا: يا رسول الله، ما هو؟ قال: "نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم". قلت: إسناده حسن، ورجاله رجال الشيخين ما عدا عبد الله بن عقيل، فصدوق سيء الحفظ. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/265-266 وقال: "رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيء الحفظ قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل. قلت - القائل الهيثمي - فالحديث حسن والله أعلم". اهـ. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/294 ونسبه لأحمد، وقال: إسناده حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 [405] أخرج ابن أبي حاتم والطبراني من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "أتت قريش اليهود فقالوا: أيما جاء به موسى؟ قالوا: العصا ويده" الحديث، إلى أن قال: "فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا الصفا ذهبا، فنزلت هذه الآية " ورجاله ثقات، إلا الحماني؛ فإنه تكلم فيه، وقد خالفه الحسن بن موسى فرواه عن يعقوب عن جعفر عن سعيد مرسلا وهو أشبه1. قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - إلى قوله -: {أَمَنَةً نُعَاساً} الآية: 121 [406] وروى ابن أبي حاتم من طريق المسور بن مخرمة2 قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف أخبرني عن قصتكم يوم أحد3، قال: اقرأ العشرين   1 فتح الباري 8/235. ثم قال ابن حجر: وعلى تقدير كونه محفوظا وصله ففيه إشكال من جهة أن هذه السورة مدنية وقريش من أهل مكة، ثم قال: قلت: ويحتمل أن يكون سؤالهم لذلك بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولا سيما في زمن الهدنة. فتح الباري 8/245. 2 المسور بن مَخْرَمة بن نوفل بن أُهَيْب بن عبد مناف بن زهرة، الزهري، أبو عبد الرحمن، له ولأبيه صحبة، مات سنة أربع وستين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/170، رقم4926، والإصابة 6/93، رقم8011. 3 أحد: اسم الجبل الذي كانت عنده عزوة أحد، وهو جبل أحمر، يقع في الجهة الشمالية من المدينة، وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وسبعون من الصحابة. انظر: معجم البلدان 1/135. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 ومائة1 من آل عمران تجدها {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - إلى قوله -: {أَمَنَةً نُعَاساً} 2. [407] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال "غدا نبي الله من أهله يوم أحد يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال3. [408] ومن طريق مجاهد والسدي وغيرهما نحوه4. [409] ومن طريق الحسن أن ذلك كان يوم الأحزاب5.   1 في تفسير ابن أبي حاتم "اقرأ بعد العشرين ومائة"، وهو أولى؛ لأنها الآية الحادي والعشرين بعد المائة، ثم قال إلى قوله: {أَمَنَةً نُعَاساً} ، وهي الآية الرابعة والخمسين بعد المائة. 2 فتح الباري 7/347. أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1327 حدثنا الفضل بن شاذان، ثنا يحيى ابن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن جعفر المخزومي، عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة - نحوه. ولفظه "اقرأ بعد العشرين ومائة"، وفي آخره زيادة "قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين ". وإسناده حسن. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 103 من طريق أبي القاسم البغوي، عن يحيى بن عبد الحميد، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/302 ونسبه إلى أبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم عن المسور بن مخرمة، به مطولا. وانظر: لباب النقول ص 56-57. 3 فتح الباري 7/347. أخرجه ابن جرير رقم7709 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به. 4 فتح الباري 7/347. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم7708 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه بفظ "قال: مشى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على رجليه يبوئ المؤمنين". وأما أثر السدي فأخرجه رقم7712 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد ابن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي بلفظ " {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} قال: هذا يوم أحد". 5 فتح الباري 7/347. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 قوله تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} الآية: 124 [410] روى ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى الشعبي " أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر يمد المشركين، فأنزل الله تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} الآية، قال: فلم يمد كرز المشركين ولم يمد المسلمين بالخمسة "1.   = أخرجه ابن جرير رقم7714 حدثني محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: عباد، عن الحسن. ولفظه "في قوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} ، قال: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، غدا يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال يوم الأحزاب". وهذا إسناد حسن. و"محمد بن سنان القزاز" شيخ الطبري، مختلف فيه حتى اتهمه بعضهم بالكذب. قال ابن حجر: إن كان عمدة من كذّبه كونه ادعى سماع هذا الحديث من ابن عبادة فهو جرح لين لعله استجاز روايته عنه بالوجادة، وقال مسلمة في الصلة: محمد بن سنان القزاز يكنى أبا الحسن بصري ثقة. التهذيب 9/183. وقال الأستاذ أحمد شاكر: محمد بن سنان القزاز شيخ الطبري تكلموا فيه من أجل حديث واحد: والحق أنه لا بأس به كما قال الدارقطني. انظر: تفسير الطبري 1/144 في الهامش. وأخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1317 من طريق موسى بن محكم، ثنا أبو بكر الحنفي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/303 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 1 فتح الباري 7/285. أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1350 حدثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وُهَيب - هو ابن خالد بن عجلان الباهلي - عن داود - هو ابن أبي هند - عن عامر - هو الشعبي، به. وذكره ابن كثير 1/401 برواية ابن أبي حاتم. وأخرجه ابن جرير رقم7743، 7746 من طريق بشر بن المفضل وابن علية كلاهما عن داود، به نحوه. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الصلب. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/308 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 [411] ومن طريق سعيد عن قتادة قال "أمد الله المسلمين بخمسة آلاف من الملائكة"1. [412] وعن الربيع بن أنس قال "أمد الله المسلمين يوم بدر بألف، ثم زادهم فصاروا ثلاثة آلاف، ثم زادهم فصاروا خمسة آلاف"2. قوله تعالى: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} الآية: 125 [413] وصل الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة في قوله: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قال: فورهم3 ذلك كان يوم أحد غضبوا ليوم بدر بما لقوا4 5. [414] وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن عكرمة في قوله: {مِنْ   1 فتح الباري 7/285. أخرجه ابن جرير رقم7754 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. وفي أوله زيادة مثل رواية الربيع الآتي برقم 412. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/308 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 7/285. أخرجه ابن أبي حاتم رقم1351 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، به. وهذا إسناد حسن. 3 أصل الفور العجلة والسرعة، ومنه فارت القدر، ويعبر به عن الغضب؛ لأن الغضبان يسارع إلى البطش. فتح الباري 8/209. 4 أي يأتيكم كفار قريش وتُبَّاعهم يوم أحد من غضبهم الذي غضبوه لِقَبْلاهم الذين قتلوا يوم بدر بها. انظر: تفسير الطبري 7/183. 5 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم7771 حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود، به. وأروده السيوطي في الدر المنثور 2/309 ونسبه إلى ابن جرير فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 فَوْرِهِمْ هَذَا} قال: من وجوههم هذا1. [415] عن عكرمة ومجاهد {فَوْرِهِمْ} : غضبهم2. [416] وروي عن ابن عباس3. [417] وقال الحسن وقتادة والسدي: معناه من وجههم4.   1 فتح الباري 8/209. أخرجه ابن جرير رقم7763 حدثا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن عثمان بن غياث، عنه - مثله. ولفظه "وجههم" بدل "وجوههم". وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/309 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 2 فتح الباري 7/286. أما عن عكرمة فقد تقدم 413 عنه نحوه. وأما عن مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم7774 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، قال مجاهد {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قال: من غضبهم هذا. 3 فتح الباري 7/286. لم أجده عن ابن عباس، ولكن أخرج ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1356 من طريق العوفي، عن ابن عباس {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يقول: من سفرهم هذا، ويقال: بل هو من غضبهم هذا. قلت: ويبدوا - والله أعلم - أن قوله "ويقال" أي عن غير ابن عباس؛ فقد صرح بذلك في رواية الطبري، فقد أخرجه رقم7769 من طريق عطية العوفي أيضا، عن ابن عباس، به. ولفظه "ويقال - يعني عن غير ابن عباس - بل هو من غضبهم هذا ". 4 فتح الباري 7/286. أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير رقم7766 حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عباد، عن الحسن في قوله {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} : من وجههم هذا. وأما أثر قتادة فأخرجه أيضا ابن جرير رقم7764 من طريق يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يقول: من وجههم هذا. وأخرجه أيضا رقم7765 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة - مثله. وأما أثر السدي فأخرجه أيضا ابن جرير رقم7768 من طريق أسباط، عنه - مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} الآية: 128 [418] وصل مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت1 عن أنس"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد وهو يَسْلُت2 الدم عن وجهه: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وأدموا وجهه؟ فأنزل الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية"3. [419] عند أحمد ومسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال: كيف يُفْلِح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية4.   1 ثابت بن أسلم البُنَاني، أبو محمد البصري، روى عن أنس وابن الزبير وغيرهما. ثقة عابد، مات سنة بضع وعشرين ومائة، وله ست وثمانون. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/3، والتقريب 1/115. 2 يَسْلُت: أي يمسح. انظر: النهاية 2/388 مادة "سلت". 3 فتح الباري 7/366. علقه البخاري عن ثابت، عن أنس. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1791-104 من طريق حماد، به. 4 فتح الباري 8/227. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1791-104 - في الجهاد والسير، باب غزوة أحد - بسنده عن أنس بن مالك - نحوه. وانظر مسند الإمام أحمد 3/99، 179، 206، 253، 288. هذا وقد علقه البخاري في المغازي، في غزوة أحد، باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الفتح 7/365 قائلا: قال حميد وثابت عن أنس "شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} . والحديث ذكره ابن كثير 2/97 كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/311-312 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل. قال ابن حجر: وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم دعا على نفر من قريش فنزلت ... الحديث. أخرجه البخاري رقم4559 - وهو أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين، بعد هذه الحادثة، في صلاته، فنزلت الآية في الأمرين معاً، فيما وقع له من الأمر المذكور، وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم، وذلك كله في أحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 [420] وصل أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد عن أنس قال: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: كيف يفلح قوم شجّوا نبيهم؟ فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} 1. [421] وقال ابن إسحاق في المغازي "حدثني حميد الطويل عن أنس قال: كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشج وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل الله الآية2.   1 فتح الباري 7/365 و6/521 وعزاه لمسلم أيضا. وعلقه البخاري عن حميد، وثابت، عن أنس. أخرجه الإمام أحمد 3/99،178،179،210،206 وابن أبي حاتم في سورة آل عمران، رقم1388، والترمذي رقم3002، 3003، والنسائي في التفسير رقم97 من طرق عن حميد، عن أنس، به. وهذا إسناد صحيح، ورجاله رجال الشيخين، إلا أن حميد مدلس وقد عنعن، وقال ابن عدي: وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلا مقدار ما ذكر، وسمع الباقي من ثابت عنه، فأكثر ما في بابه أن بعض ما رواه عن أنس يدلسه وقد سمعه من ثابت، وقال الحافظ العلائي: فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلَّسة فقد تبين الواسطة فيها وهو ثقة يحتج به. انظر: التهذيب 3/35-36، وإتحاف المهرة 1/603. وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 7/365-366. أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 3/859 - في غزوة أحد، ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد - قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، به. وأخرجه ابن جرير رقم7805 من طريق بشر بن المفضل، قال: حدثنا حميد، به مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 [422] ولأحمد من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة، فنزلت، قال: وهداهم الله للإسلام1. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} الآية: 135 [423] أخرج أحمد والأربعة وصححه ابن حبان من حديث علي ابن أبي طالب قال: حدثني أبو بكر الصديق وصدق أبو بكر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له"، ثم تلا: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} الآية2.   1 فتح الباري 8/226. أخرجه الإمام أحمد 2/104 والترمذي رقم3005 - في التفسير، باب ومن سورة آل عمران - وابن جرير رقم7818 وابن أبي حاتم رقم1392 آل عمران كلهم من طريق خالد بن الحارث، عن محمد بن عجلان، به نحوه، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح يُستغرب من هذا الوجه من حديث نافع عن ابن عمر. قلت: وإسناده حسن، ورجاله ثقات إلا محمد بن عجلان في روايته عن نافع اضطراب - كما سبق في ترجمته - ولكن له متابعة، أخرجها أحمد 2/118 عن هارون بن معروف المروزي، عن عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، عن نافع، به بنحوه. وقد صحح الشيخ أحمد شاكر - في المسند رقم5997 - وقال: وهو متابعة صحيحة لرواية ابن عجلان عن نافع، التي استغربها الترمذي، فكانت غير غريبة بهذه المتابعة الصحيحة. والحديث ذكره ابن كثير 2/96 برواية أحمد، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/212-213 ونسبه إلى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 11/98-99. أخرجه الإمام أحمد 1/2، والترمذي رقم3006 - في التفسير، باب ومن سورة آل عمران -، والنسائي في التفسير رقم98، وفي عمل اليوم والليلة ص 138 - باب ما يفعل مَن بكى بذنب وما يقول -، وابن ماجه رقم1395 - في إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في أن الصلاة كفّارة -، وابن جرير رقم7853، 7854، وابن حبان رقم623 كلهم من طرق عن علي بن ربيعة الوالبي، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي رضي الله عنه بنحوه. والحديث إسناده حسن، وقد حسنه الترمذي، والشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2404. بينهما صحّحه ابن حبان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 قوله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} . [424] وللترمذي عن أبي بكر الصديق مرفوعا "ما أَصَرَّ من استغفر، وان عاد في اليوم سبعين مرة"،1. [425] عند أحمد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قال: "ويل للمصرين   1 فتح الباري 1/112. أخرجه أبو داود رقم1514 - في الصلاة، باب في الاستغفار، والترمذي رقم3559 - في الدعوات، باب 107 -، وأبو يعلى في مسنده رقم137، وابن جرير رقم7863، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1459 كلهم من طريق عبد الحميد الحماني، عن عثمان بن واقد، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر الصديق، عن أبي بكر، به مرفوعا. وقد سقط من إسناده عند ابن أبي حاتم "أبو بكر". قلت: وإسناده ضعيف لجهالة مولى أبي بكر، ومع هذا فقد حسّنه الحافظ ابن كثير قائلا "وقول علي بن المديني والترمذي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك، فالظاهر إنما لأجل جهالة مولى أبي بكر، ولكن جهالة مثله لا تضر، لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر، فهو حديث حسن، والله أعلم ". اهـ قوله! كما حسّنه ابن حجر كما يأتي في الذي بعده. هذا وقد ضعف الأئمة هذا الحديث. قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي نُصَيرة، وليس إسناده بالقوي. وقد نوّه الطبري إلى تضعيفه إذ أورده بصيغة التمريض قائلا: وقد رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - فذكر الحديث، وبعد هذا أورد إسناده. كما ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي 712 وقال: ضعيف. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/329 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي داود والترمذي وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون"، وإسناد كل منهما حسن1 2. [426] وقال مجاهد وغيره: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي يعلمون أن من تاب تاب الله عليه ثم لا يستغفرون3. قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} الآية: 139 [427] وأخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله: {وَلا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا4. [428] ومن طريق الزهري قال "كثر في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم نصيب، فاشتد حزنهم، فعزاهم   1 يشير إلى هذه الرواية، والتي قبلها عن أبي بكر. 2 فتح الباري 1/112. أخرجه الإمام أحمد 2/165 حدثنا يزيد، أخبرنا حَرِيز، حدثنا حِبّان الشرعبي، عن عبد الله بن عمرو ابن العاص - مرفوعا. وفي أوله "ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر الله لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين ... " الحديث. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم380 من طريق محمد بن عثمان القرشي، قال حدثنا حريز، به. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/194 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير حبان بن زيد الشرعبي، ووثقه ابن حبان، ورواه الطبراني كذلك. ونقله ابن كثير 2/106 برواية المسند، وقال: تفرد به أحمد رحمه الله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/328 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو. 3 فتح الباري 1/112. أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1468 حدثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه. 4 فتح الباري 7/347. أخرجه ابن جرير رقم7887، 7888 من طريق عيسى وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 الله أحسن تعزية1. [429] ومن طريق قتادة نحوه قال " فعزّاهم وحثّهم على قتال عدوهم، ونهاهم عن العجز"2. [430] ومن طريق ابن جريج قال في قوله: {وَلا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا في أمر عدوكم {وَلا تَحْزَنُوا} في أنفسكم فإنكم أنتم الأعلون. قال: والسبب فيها أنهم لما تفرقوا ثم رجعوا إلى الشعب قالوا: ما فعل فلان ما فعل فلان؟ فنعى بعضهم بعضا، وتحدثوا بينهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل، فكانوا في همّ وحزن، فبينما هم كذلك، إذ علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم، فثاب نفر من المسلمين رماة قصدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله، وعلا المسلمون الجبل والتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم3. [431] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد   1 فتح الباري 7/347. أخرجه ابن جرير رقم7884 حدثنا المثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري - نحوه. ولفظه "قال: كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح، حتى خلص إلى كل امرىء منهم اليأس، فأنزل الله عز وجل القرآن، فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} ". 2 فتح الباري 7/347. أخرجه ابن جرير رقم7885 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. 3 فتح الباري 7/347-348. أخرجه ابن جرير رقم7890 حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج - بنحوه. والحسين هو سنيد وقد ضُعِّف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 يريد أن يعلو الجبل عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا يعلون علينا"، فأنزل الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} 1. قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} الآية: 140 [432] أخرج ابن أبي حاتم من مرسل عكرمة قال "لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال: الحرب سجال فذكر القصة قال فأنزل الله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} 2.   1 فتح الباري 7/348. أخرجه ابن جرير رقم7892 من طريق عطية العوفي، به. والعوفي ضعيف. 2 فتح الباري 7/352. أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1507 حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة - فذكره مطولا. ولفظه "قال: وندم المسلمون كيف خلّوا بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل، وجمع أبو سفيان جمعه، وكان من أمرهم مما كان، فلما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمد ألا تخرج؟ الحرب سجال يوم لنا ويوم لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجيبوا، لأصحابه، وقولوا: لاسواء، لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار". قال أبو سفيان: عزى لنا ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". قال أبو سفيان: اعل هبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلى وأجل". فقال أبو سفيان: موعدنا وموعدكم بدر الصغرى. ونام المسلون وبهم الكلوم. قال عكرمة: ففيهم نزلت {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} الآية: 152 [433] أخرج الطبري من طريق السدي وغيره أن المراد بالوعد قوله صلى الله عليه وسلم للرماة "إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم" 1. [434] ومن طريق قتادة ومجاهد في قوله: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} أي تقتلونهم2.   1 فتح الباري 7/348. أخرج الطبري رقم8004 حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - قصة الرماة في غزوة أحد، ولم يذكر فيه اللفظ الوارد هنا، إلا أن الطبري فسر الوعد بقوله صلى الله عليه وسلم للرماة "إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم"، ثم أورد تحته الرواية المذكورة. ولفظه "لما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين بأُحد، أمر الرماة، فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين، وقال: "لا تبرحوا مَكانكم إن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنّا لن نزال غالِبين ما ثَبَتّم مكانَكم" وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير، ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمد، إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة، أو يعجلني بسيفه إلى النار؟ فقام إليه عليّ بن أبي طالب، فقال: والذي نفسي بيده، لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة! فضربه عليّ، فقطع رجله فسقط، فانكشفت عورته، فقال: أنشدك الله والرحم يا ابن عم! فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال لعليّ أصحابه: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه. ثم شدّ الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود على المشركين، فهزماهم، وحمل النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهزموا أبا سفيان، فلما رأى ذلك خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين حمل، فرمته الرماة، فانقمع فلما نظر الرماة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه، بادروا الغنيمة، فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق عامتهم، فلحقوا بالعسكر فلما رأى خالد قلة الرماة، صاح في خيله، ثم حمل فقتل الرماة، ثم حمل على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فلما رأى المشركون أن خيلهم تقاتل، تنادوا، فشدّوا على المسلمين، فهزموهم وقتلوهم". 2 فتح الباري 7/348. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم8013 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. ولفظه قال: " {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} أي قتلا بإذنه". وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير أيضا برقم 8014 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 قوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [435] قال السدي عن عبد خير 1 قال: قال عبد الله بن مسعود "ما كنت أرى أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية يوم أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} 2. قوله تعالى: {فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} الآية: 153 [436] روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال "كان الغم الأول حين سمعوا الصوت أن محمداً قد قتل، والثاني لما انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصعدوا   1 هو عبد خير بن يزيد الهمداني، أبو عمارة الكوفي، تابعي ثقة، أدرك الجاهلية، وروى عن أبي بكر، وابن مسعود وغيرهما. أخرج له الأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/113، والتقريب 1/470. 2 فتح الباري 7/348. أخرجه ابن جرير رقم8035 حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. وأخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1649 من طريق أسباط، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/330-331 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وأحمد في حديث طويل تقدم في وقعة أحد، ورجال الطبراني ثقات. وذكره ابن كثير 2/117 عن السدي تعليقا. كما ذكره ابن حجر في المطالب العالية 3/314، رقم3567 ونسبه إلى أبي بكر بن أبي شيبة. وكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/349 ونسبه إلى أحمد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي بسند قال - أي السيوطي - عنه إنه صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 في الجبل فتذكروا قتل من قتل منهم فاغتموا1. [437] وروى الطبري من طريق السدي نحوه لكن قال "الغم الأول ما فاتهم من الغنيمة والثاني ما أصابهم من الجراح " وزاد قال "لما صعدوا أقبل أبو سفيان بالخيل حتى أشرف عليهم، فنسوا ما كانوا من الحزن على من قتل منهم، واشتغلوا بدفع المشركين "2.   1 فتح الباري 7/364. أخرجه ابن جرير رقم8060 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1667 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به نحوه. إسناده صحيح، لكنه مرسل، فإن مجاهداً لم يشهد الواقعة. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/351 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 7/364. أخرجه ابن جرير رقم8064 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي. ولفظه "قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة، فلما رأوه، وضع رجل سهما في قوسه، فأراد أن يرميه، فقال: " أنا رَسُولُ اللهِ" ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أن في أصحابه من يمتنع. فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا. فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم فلما نظروا إليه، نسوا ذلك الذي كانوا عليه، وهمّهم أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس لهم أنْ يَعْلُونا، اللهُمّ إن تُقتل هذه العِصابةُ لا تُعْبد" ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم، فقال أبو سفيان يومئذٍ: اعل هبل! حنظلة بحنظلة، ويوم بيوم بدر. وقتلوا يومئذٍ حنظلة بن الراهب وكان جنبا فغسلته الملائكة، وكان حنظلة بن أبي سفيان قُتل يوم بدر قال أبو سفيان: لنا العزّى، ولا عزّى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: "قل الله مولانا ولا مولى لكم". فقال أبو سفيان: فيكم محمد؟ قالوا: نعم، قال: أما إنها قد كانت فيكم مثلة، ما أمرت بها، ولا نهيت عنها، ولا سرّتني، ولا ساءتني فذكر الله إشراف أبي سفيان عليهم، فقال: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ} الغمّ الأوّل: ما فاتهم من الغنيمة والفتح والغمّ الثاني: إشراف العدوّ عليهم، لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة، ولا ما أصابكم من القتل حين تذكرون، فشغلهم أبو سفيان". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 قوله تعالى: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ} [438] ومن طريق سعيد عن قتادة نحوه وزاد "وقوله: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} أي: من الغنيمة، {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} أي: من الجراح وقتل إخوانكم1. قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الآية: 159 [439] ووقع في الأدب من رواية طاوس عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} قال: في بعض الأمر2.   1 فتح الباري 7/364. أخرجه ابن جرير رقم8059 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. ولفظه "قال: {فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} ، كانوا تحدَّثوا يومئذ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أصيب، وكان الغم الآخر قتل أصحابهم والجراحات التي أصابتهم. قال: وذكر لنا أنه قتل يومئذ سبعون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة وستون رجلا من الأنصار، وأربعة من المهاجرين، وقوله {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} يقول: ما فاتكم من غنيمة القوم، {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} في أنفسكم من القتل والجراحات". وهو أيضا مرسل مع صحة إسناده. 2 فتح الباري 13/341. قال ابن حجر: قيل وهذا تفسير لا تلاوة. وقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم257 حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمر بن حبيب، عن عمرو بن دينار، قال: قرأ ابن عباس: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} . وأخرجه سعيد بن منصور رقم535 قال: نا سفيان، عن رجل، عن عمرو ابن دينار، به. والرجل المبهم هو عمر بن حبيب كما سبق عند البخاري في الأدب المفرد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/359 ونسبه إلى سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن المنذر، وقد حسن إسناده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية: 165 [440] ووقع عند مسلم من طريق ابن عباس عن عمر في قصة بدر قال "فلما كان يوم أحد قتل منهم سبعون وفرّوا، وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وهُشِمَت البيضةُ على رأسه وسال الدم على وجهه. فأنزل الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية1.   1 فتح الباري 7/366. هكذا عزاه ابن حجر لمسلم، ولم أجده عنده بهذا السياق. وقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 2/137 عن أبيه، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا قُراد أبو نوح، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سماك الحنفي أبو زميل، حدثني ابن عباس، حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم أحد من العام المقبل، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، فرّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه - فذكر الحديث نحوه. هذا ولم أجد هذه الرواية في تفسير ابن أبي حاتم. وأخرجه الإمام أحمد 1/30، 33 من حديث قراد أبي نوح، به بأطول منه. وهذا إسناد حسن، ورجاله رجال الصحيح. هذا وقد أخرج مسلم رقم1763-58 هذا الحديث من طريق ابن المبارك، وعمر ابن يونس، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به بسياق آخر، وليس فيه ذكر لنزول آية آل عمران، وكذا لم يذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف هذه الآية في هذا الحديث. والله تعالى أعلم. انظر: تحفة الأشراف رقم10496، 8/43. ثم وقفت على نقل ابن حجر لهذا الحديث في كتابه العجاب 2/781-782 عن الإمام أحمد وأبي بكر بن أبي شيبة في مسنديهما بالسياق المذكور هنا سنداً ومتنا، وقال في آخره "وأصل الحديث في صحيح مسلم من هذا الوجه، وأوله: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين! الحديث بطوله، وفيه "فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر في الأسرى، وفيه: أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة، وأنزل الله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال:67] . فلم يذكر هنا آية آل عمران. والله تعالى أعلم بالصواب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً} الآية: 169 [441] أخرج مسلم من طريق مسروق قال "سألنا عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات قال: أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا: "إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها" الحديث1. قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} الآية: 172 [442] وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال "لما رجع المشركون عن أحد قالوا: لا محمداً قتلتم، ولا الكواعب2 ردفتم، بئسما صنعتم، فارجعوا، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد3، فبلغ المشركون فقالوا: نرجع من قابل، فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية.   1 فتح الباري 7/348. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1887-121 - في الإمارة، باب في بيان أن أرواح الشهداء في الجنة - من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مُرّة، عن مسروق، به نحوه. وذكره ابن كثير 2/140 برواية الإمام مسلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/373 ونسبه إلى عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد ابن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق، به. 2 الكواعب: جمع الكاعب، وهي المرأة حين يبدو ثديها للنهود، ويقال الكَعاب - بالفتح - أيضا. انظر: النهاية في غريب الحديث 4/179. 3 حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة. إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في طلب المشركين. انظر: معجم البلدان 2/301. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 [443] أخرجه النسائي وابن مردويه، ورجاله رجال الصحيح إلا أن المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه ابن عباس1. [444] ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره2. قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} الآية: 173 [445] أخرج ابن مردويه عن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فنزلت هذه الآية3.   1 فتح الباري 8/228. أخرجه النسائي في التفسير رقم103 وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 2/143 كلاهما من حديث محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/124 عن ابن عباس، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/385-386 ونسبه إلى النسائي وابن أبي حاتم والطبراني من طريق عكرمة عن ابن عباس، ثم صحّح إسناده. 2 فتح الباري 8/229. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4510 حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة - فذكره. 3 فتح الباري 8/229. أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 2/147 حدثنا محمد بن معمر، حدثنا إبراهيم ابن موسى الثوري، أخبرنا عبد الرحيم بن محمد بن زياد السكري، أنبأنا أبو بن عياش، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/389 ونسبه إلى ابن مردويه والخطيب. وكذا ذكره في الإتقان 3/45 ونسبه إلى ابن مردويه. وله شاهد من حديث ابن عباس - أخرجه البخاري رقم4563 - قال: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية: 179-181 [446] فقد روى الترمذي من حديث جابر أن الله لما كلم والد جابر وتمنى أن يرجع إلى الدنيا ثم قال "يا رب بلغ من ورائي، فأنزل الله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية1. قوله تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية: 180 [447] وروى أحمد والترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق أبي وائل عن عبد الله مرفوعا "لا يمنع عبد زكاة ماله إلا جعل الله له شجاعا أقرع يطوق في عنقه" ثم قرأ مصداقه في كتاب الله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 2.   1 فتح الباري 6/31. أخرجه الترمذي رقم3010 - في التفسير، باب ومن سورة آل عمران - حدثنا يحيى ابن حبيب بن عربي، حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة ابن خِراش، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول - فذكره نحوه مطولا، ولفظه "قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا جابر مالي أراك منكسرا؟ " قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال: "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "ما كلمّ الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كِفاحا، فقال: يا عبدي تمنّ عليّ أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون"، قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً} الآية. 2 فتح الباري 8/230. وهناك أقوال أخرى في تأويل هذه الآية، فقيل: إنها نزلت في اليهود الذين سئلوا أن يخبروا بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم، فبخلوا بذلك وكتموه، قاله ابن جريج، واختاره الزجاج. وقيل إنها نزلت في الذين يبخلون أن يؤدوا زكاة أموالهم، وهو قول ابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس في رواية أبي صالح والشعبي ومجاهد، وفي رواية السدي في آخرين. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 [448] روى عبد الرزاق وسعيد بن منصور من طريق إبراهيم النخعي بإسناد جيد في هذه الآية {سَيُطَوَّقُونَ} قال: بطوق من النار1. قوله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً} الآية: 186 [449] ذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك أنها نزلت في كعب بن الأشرف فيما كان يهجو به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الشعر2.   = وقيل: إنها نزلت فيمن يبخل بالنفقة في الجهاد. وقيل: على العيال وذي الرحم والمحتاج. انظر: زاد المسير 1/512. والقول الأول هو الراجح، وهو الذي دل عليه هذا الحديث وحديث البخاري رقم4565 عن أبي هريرة نحوه. أما الحديث فأخرجه الإمام أحمد 1/377 والترمذي رقم3012 والنسائي في التفسير رقم104 وابن ماجه رقم1784 وابن جرير رقم8289 وابن خزيمة رقم2256 والبيهقي 4/81 كلهم من طريق ابن عيينة، عن جامع - وهو ابن أبي راشد الصيرفي - عن أبي وائل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقد صحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2410. وقد ذكره ابن كثير 2/152 برواية الإمام أحمد، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 2/394 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه. 1 فتح الباري 8/230. أخرجه عبد الرزاق 1/141 ومن طريقه ابن جرير رقم8290 عن الثوري، عن منصور، عنه، به. وأخرجه سعيد بن منصور رقم551 وابن جرير رقم8296 كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به. وأخرجه ابن جرير رقم8294 من وجه آخر عن منصور، به. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/395 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/231. هكذا ذكره عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، ولم أجده عند عبد الرزاق عنه، وإنما وجدته موقوفا على الزهرير. انظر: تفسير عبد الرزاق 1/142. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/401 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري، ثم قال - أي السيوطي - وأخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مثله. اهـ. هذا وقد أخرجه ابن جرير رقم8317، وابن أبي حاتم رقم4619 كلاهما من طريق عبد الرزاق، به موقوفا على الزهري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 [450] وروى ابن أبي حاتم وابن المنذر بإسناد حسن عن ابن عباس أنها نزلت فيما كان بين أبي بكر وبين في قوله: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} - تعالى الله عن قوله -، فغضب أبو بكر فنزلت1. قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} إلى قوله: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} الآيتان: 187، 188 [451] وروى عبد الرزاق من طريق سعيد بن جبير في قوله: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} قال: محمد، وفي قوله: {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} قال: بكتمانهم محمداً، وفي قوله: {أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} قال: قولهم نحن على دين إبراهيم2.   1 فتح الباري 8/231. أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ص 592 ومن طريقه كل من ابن جرير رقم8300 وابن أبي حاتم رقم4617 قال: حدثنا محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، عن ابن عباس - فذكر القصة مطولا. وقد ذكره ابن كثير 2/153 برواية ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/396 وزاد نسبته لابن المنذر. انظر رقم 11 الحاشية. 2 فتح الباري 8/235. أخرجه عبد الرزاق 1/141 ومن طريقه ابن جرير رقم8322 عن الثوري، عن أبي الجحاف، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/402 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} الآية: 199 [452] روى ابن أبي حاتم في التفسير من طريق ثابت 1، والدارقطني في الأفراد والبزار من طريق حميد2 كلاهما عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى على النجاشي قال بعض أصحابه صلى على علج3 من الحبشة، فنزلت: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} الآية4. [453] وله شاهد في معجم الطبراني الكبير من حديث وحشي بن حرب5.   1 ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري، روى عن أنس وغيره، وعنه حماد بن سلمة وغيره، ثقة عابد. مات سنة سبع وعشرين بعد المائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/3-4، والتقريب 1/115. 2 حميد بن أبي حميد الطويل، روى عن أنس بن مالك وغيره، وعنه حماد بن سلمة وغيره. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو الذي يقال له حميد بن أبي داود وكان يدلس، سمع من أنس ثمانية عشر حديثا وسمع من ثابت البناني فدلسّ عنه. وقال الحافظ العلائي - فيما نقله عنه ابن حجر وأقره -: فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسّة فقد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة يحتج له. انظر: التهذيب 3/34-36 والتقريب 1/202. 3 العلج - بالكسر - الرجل من كفّار العجم. انظر: القاموس المحيط ص183 باب الجيم، فصل العين. 4 فتح الباري 3/188. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4682 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم ابن أبي بزة المكي مؤذن مسجد الكعبة، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، به نحوه. 5 فتح الباري 3/188. أخرجه الطبراني في الكبير ج22/رقم361 حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا هوبر ابن معاذ، ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، ثنا وحشي بن حرب بن وحشي. ابن حرب، عن أبيه، عن جده. ولفظه قال: "لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه " فقال رجل: يا رسول الله كيف نصلي عليه وقد مات في كفره؟ قال: "ألا تسمعون إلى قول الله عز وجل: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} إلى آخر الآية". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/42 وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 [454] وآخر عنده في الأوسط من حديث أبي سعيد، وزاد فيه "أن الذي طعن بذلك فيه كان منافقا"1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} الآية: 200 [455] عن الحسن البصري وقتادة {اصْبِرُوا} على طاعة الله {وَصَابِرُوا} أعداء الله في الجهاد {وَرَابِطُوا} في سبيل الله2.   1 فتح الباري 3/188. أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن خنيس الدمياطي، ثنا أبو أسلم محمد بن مخلد الرعيني، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري نحوه. ولفظه "قال: لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفاة النجاشي، قال: اخرجوا، فصلوا على أخ لكم لم تروه قط، فخرجنا، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وصففنا خلفه، فصلى، وصلينا، فلما انصرفنا قال المنافقون: انظروا إلى هذا، خرج، فصلى على علج نصراني، لم يره قط، فأنزل الله {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} إلى آخر الآية. انظر: مجمع البحرين رقم1302 باب الصلاة على الغائب، و3926 باب مناقب النجاشي. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/41-42 وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد - كذا في مجمع الزوائد، والصواب عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - وهو ضعيف. قلت: وفيه أيضا أبو أسلم محمد بن مخلد وهو متروك. انظر: الميزان 5/157 رقم8151. 2 فتح الباري 6/85. أما أثر الحسن البصري فأخرجه ابن جرير رقم8386 حدثنا المثنى، قال: حدثنا سويد ابن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن. ولفظه "قال: أمرهم أن يصبروا على دينهم، ولا يَدَعوه لشدة ولا رخاء ولا سرّاء ولا ضرّاء، وأمرهم أن يُصابروا الكفار، وأن يُرابطوا المشركين". وأما أثر قتادة فأخرجه رقم8387 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قال: أي اصبروا على طاعة الله، وصابروا أهل الضلالة، ورابطوا في سبيل الله". وأخرجه رقم8388 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عنه - نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 [456] وعن محمد بن كعب القرظي: اصبروا على الطاعة وصابروا لانتظار الوعد ورابطوا العدو واتقوا الله فيما بينكم1. [457] وعن زيد بن أسلم: اصبروا على الجهاد، وصابروا العدو، ورابطوا الخيل2. [458] وفي الموطأ عن أبي هريرة مرفوعا "وانتظار الصلاة فذلك الرباط" 3.   1 فتح الباري 6/85-86. أخرجه ابن جرير رقم8391 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن محمد بن كعب القرظي - نحوه. و"أبو صخر"، صدوق يهم، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: التقريب 1/202. 2 فتح الباري 6/86. أخرجه ابن جرير رقم8392 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا جعفر ابن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم - نحوه. ولفظه "ورابطوا على عدوكم" بدل "ورابطوا الخيل". 3 فتح الباري 6/86. أخرجه الإمام مالك في الموطأ 1/161 - كتاب قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة - مرفوعا. ولفظه "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط. فذلكم الرباط. فذلكم الرباط ". وأخرجه مسلم في صحيحه رقم251-41 - في الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره - بسنده عن أبي هريرة، به مرفوعا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/417 ونسبه إلى مالك والشافعي وعبد الرزاق وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 [459] وهو في السنن عن أبي سعيد1. [460] وفي المستدرك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن الآية نزلت في ذلك2.   1 فتح الباري 6/86. لم أجده في السنن من حديث أبي سعيد، وإنما وجدته من حديث أبي هريرة. انظر ما قبله، وانظر أيضا تفسير ابن كثير 2/170-171. 2 فتح الباري 6/86. أخرجه الحاكم 2/301 من طريق سعيد بن منصور، ثنا ابن المبارك، أنبأ مصعب ابن ثابت، حدثني داود بن صالح، قال: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن - فذكره. ولفظه "قال: يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} ؟ قال: قلت: لا، قال: يا ابن أخي إني سمعت أبا هريرة يقول: لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير 2/171، به مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 سورة النساء قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} الآية:1 [461] قال ابن عباس: أي اتقوا الأرحام وصلوها، أخرجه ابن أبي حاتم عنه1. قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} الآية: 2 [462] وصل ابن أبي حاتم عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً} قال: إثما عظيما2. [463] ووصله الطبري من طريق مجاهد والسدي والحسن وقتادة مثله3.   1 فتح الباري 6/527. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4726 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/246. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4740 حدثنا أبي، ثنا نثر بن علي الجهضمي، ثنا عبيد يعني ابن عقيل، ثنا مسلمة بن علقمة، قال سمعت داود يعني ابن أبي هند، به مثله. 3 فتح الباري 8/246. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم8448، 8449 من طريقين، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. وأما أثر السدي فأخرجه رقم8451 من طريق أسباط، عنه. وأما أثر الحسن فأخرجه رقم8455 من طريق يحيى بن سعيد، عن قرة بن خالد، عنه. وأما أثر قتادة فأخرجه رقم8452 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية: 3 [464] عن مجاهد قال في معنى قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} أي إذا كنتم تخافون أن لا تعدلوا في مال اليتامى فتحرجتم أن لا تلهوها، فتحرجوا من الزنا، وانكحوا ما طاب لكم من النساء، أخرجه الطبري1. قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [465] وصل سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قال: أن لا تميلوا2. [466] ورويناه في "فوائد أبي بكر الآجري" بإسناد آخر صحيح إلى   1 فتح الباري 8/240. أخرجه ابن جرير رقم8475، 8476 من طريق عيسى وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه. وهذا إسناد صحيح. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/428 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/246. أخرجه سعيد بن منصور كما في تغليق التعليق 4/194 حدثنا زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير رقم8500، 8501 من وجهين آخرين - من طريق علي بن أبي طلحة، ومن طريق عطية العوفي - كلاهما عن ابن عباس - يه. هذا ولم أجده في سنن سعيد بن منصور، وقد يكون سقط من النسخة التي بين أيدينا، وورد فيه عن إبراهيم النخعي وعكرمة وعامر الشعبي - مثله. انظر: سنن سعيد بن منصور 3/1144-1146. وأخرج ابن أبي حاتم رقم4761 من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال: ألا تجورو. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث خطأ، والصحيح عن عائشة موقوف. وقال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس، وعائشة، ومجاهد، وعكرمة، والحسن وأبي مالك، وأبي رزين، والنخعي، والشعبي، والضحاك، وعطاء الخراساني، وقتادة، والسدي، ومقاتل بن حيان أنهم قالوا: ألا تميلوا. وانظر: تفسير ابن كثير 2/185. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 الشعبي عن ابن عباس1. [467] ووصله الطبري من طريق الحسن ومجاهد وعكرمة والنخعي والسدي وقتادة وغيرهم مثله2. [468] وجاء مثله مرفوعا صححه ابن حبان من حديث عائشة3.   1 فتح الباري 8/246. أخرجه سعيد بن منصور رقم558 وابن أبي شيبة في المصنف 4/361 كلاهما من طريقين عن بيان، عن الشعبي، عن ابن عباس - بلفظ علي بن أبي طلحة. وفي رواية سعيد بن منصور قال: أراه قال عن ابن عباس - هكذا بالشك -. وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 8/246. أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير رقم8486 حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، به. وأما أثر مجاهد فأخرجه رقم8488 من طريق ابن أبي نجيح، ورقم8487 من طريق القاسم بن أبي بزة كلاهما عن مجاهد، به. وأما أثر عكرمة فأخرجه رقم8490 من طريق داود بن أبي هند، ورقم8491 من طريق حريت، عن عكرمة، به. وأما أثر إبراهيم النخعي فأخرجه رقم8492، 8493 من طريقين عن مغيرة، عن إبراهيم، به. وأما أثر السدي فأخرجه رقم8499 من طريق أسباط بن نصر، عنه - مثله. وأما أثر قتادة فأخرجه رقم8496 من طريق يزيد، عن سعيد، ورقم8497 من طريق عبد الرزاق عن معمر، كلاهما عن قتادة - مثله. 3 فتح الباري 8/246. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4761 حدثنا محمد بن عوف الحمصي، وعلان بن المغيرة المصري قالا: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم يعني دحيماً، ثنا محمد بن شعيب، عن عمر بن محمد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قال: ألا تجوروا. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث خطأ، الصحيح عن عائشة موقوف، ثم قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس، وعائشة، ومجاهد وعكرمة والحسن وأبي مالك وأبي رزين والنخعي والشعبي والضحاك وعطاء الخراساني وقتادة والسدي ومقاتل بن حيان أنهم قالوا: ألا تميلوا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/430 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 [469] وروى ابن المنذر عن الشافعي: {أَلَّا تَعُولُوا} أن لا يكثروا عيالكم1. [470] وقد جاء عن زيد بن أسلم نحو ما قال الشافعي، أسنده الدارقطني2. قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} الآية:4 [471] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} قال: النحلة المهر3.   1 فتح الباري 8/246. ذكر ابن كثير 2/184 هذا القول وبين أنه مرجوح، فقال: وقوله {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قال بعضهم: أدنى أن لا تكثر عائلتكم، قاله زيد بن أسلم وسفيان بن عيينة والشافعي - رحمهم الله - وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} أي: فقراً {فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة:28] ، ثم استشهد له ببيت شعر، ثم قال: والعرب تقول: عال الرجل يعيل عَيلة: إذا افتقر، وقال: ولكن في هذا التفسير ها هنا نظر؛ فإنه كما يخشى كثرة العائلة من تعداد الحرائر، كذلك يخشى من تعداد السراري أيضا، وقال أيضا: والصحيح قول الجمهور {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أي: لا تجوروا، يقال: عال في الحكم إذا قسط وظلم وجار. اهـ. 2 فتح الباري 8/246. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4763 قرئ على يونس بن عبد الأعلى، أنبأ ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم في قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} - فذكر نحوه. ولفظه "يقول: ذلك أدنى ألا يكثر من تعولوا". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/430 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 فتح الباري 8/246. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم8507، وابن أبي حاتم رقم4770 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/431 ونسبه إليهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 [472] وروى الطبري عن قتادة قال: نحلة أي فريضة1. [473] ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم2 قال: النحلة في كلام العرب الواجب3، قال: ليس ينبغي لأحد أن ينكح إلا بصداق4. [474] أسند الطبري إلى سيار5 عن أبي صالح6 قال: إن المخاطب   1 فتح الباري 8/246. أخرجه ابن جرير رقم8506 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عنه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/431 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 2 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي ولاء المدني، رجل صالح عابد لكنه ضعيف في الحديث بالاتفاق. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/233، والميزان 3/278 رقم4868، والتهذيب 6/161، والتقريب 1/480. 3 قال ابن الأثير: النُّحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق، يقال نَحَله يَنْحَله نُحْلا بالضم. والنِّحْلة بالكسر: العطية. انظر: النهاية 5/29. وفي حديث النعمان بن بشير "نحلني أبي غلاما فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأشهده، فقال: "أكلّ ولدك نحلت ... ؟ " الحديث مسند أحمد 4/269،271،273. هذا وقد ردّ ابن حجر هذا التفسير قائلا: والنحلة في كلام العرب العطية لا كما قال ابن زيد. اهـ. 4 فتح الباري 8/246. أخرجه ابن جرير رقم8509 عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن زيد يقول - فذكره. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/431 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 5 هو سيار أبو الحكم العنزي الواسطي ويقال البصري، روى عنه هشيم وغيره. ثقة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/256، والتقريب 1/343. 6 هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، أدرك بعض الصحابة وروى عنهم. مات سنة إحدى ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/189-190، والتقريب 1/238. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 بذلك أولياء النساء، كان الرجل إذا زوّج امرأة أخذ صداقها دونها فنهوا عن ذلك1. قوله تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} الآية: 5 [475] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "قواما" قوامكم من معايشكم2. [476] ووصله الطبري من هذا الوجه بلفظ: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} يعني قوامكم من معايشكم، يقول لا تعمد إلى مالك الذي جعله الله لك معيشة فتعطيه امرأتك ونحوها3.   1 فتح الباري 8/246. أخرجه ابن جرير رقم8510 حدثني المثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا هشيم، عن سيار، به. وفي آخره "ونزلت {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} ". وأخرجه سعيد بن منصور رقم559 عن هشيم، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/431 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. هذا وقد اختار الطبري قول ابن عباس القائل بأن المراد بالصدُقات المهر، وأن الخطاب موجه إلى أزواج النساء، أن يؤتوهن صدُقاتهن؛ لأنه قال في أول الآية {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} ولم يقل "فأنكحوا". انظر: تفسير الطبري 7/554. 2 فتح الباري 8/237. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم4791 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به بأطول منه سياقا. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/432 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر، وانظر: تغليق التعليق 4/193. 3 فتح الباري 8/237. أخرجه ابن جرير رقم8560 عن المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/432 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} الآية: 6 [477] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يعني يأكل مال اليتيم ويبادر إلى أن يبلغ فيحول بينه وبين ماله1. [478] أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن الجارود وابن أبي حاتم من طريق حسين المكتب 2 عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عندي يتيما له مال، وليس عندي شيء، أفآكل من ماله؟ قال: "بالمعروف" وإسناده قوي3. [479] وذكر الطبري من طريق السدي "أخبرني من سمع ابن عباس يقول في قوله: {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قال: بأطراف أصابعه4.   1 فتح الباري 8/241. أخرجه ابن جرير رقم8590 من طرق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وأروده السيوطي في الدر المنثور 2/435 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 هو حسين بن ذكوان المعلم المكتب العوذي البصري، روى عن عمرو بن شعيب وغيره، قال ابن حجر: ثقة، ربما وهم. مات سنة خمس وأربعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/52، والتهذيب 2/293، والتقريب 1/175-176. 3 فتح الباري 8/241. أخرجه الإمام أحمد 2/186، 215 وأبو داود رقم2872 والنسائي في سننه رقم3668 وابن ماجه رقم2718 وابن أبي حاتم رقم4824 من طرق عن حسين المعلم المكتب، به نحوه. وقد قوى ابن حجر إسناده كما في الأعلى. والحديث ذكره ابن كثير 2/189 برواية ابن أبي حاتم. كما أورده السيوطي في الدر المنثور 2/437 وزاد نسبته إلى النحاس في ناسخه. 4 فتح الباري 8/241. أخرجه ابن جرير رقم8621، 8622 من طريقين عن سفيان، عن السدي، قال: أخبرني من سمع ابن عباس يقول - فذكره. السدي ضعيف، ثم في إسناده راوٍ مجهول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 [480] ومن طريق عكرمة "يأكل ولا يكتسي"1. [481] ومن طريق إبراهيم النخعي "يأكل ما سد الجوعة ووارى العورة2. [482] وقال الحسن بن حي 3: يأكل وصى الأب بالمعروف، وأما قيم الحاكم فله أجرة فلا يأكل شيئا4. [483] وأغرب ربيعة 5 فقال: المراد الولي بما يصنع باليتيم إن كان غنيا وسع عليه، وإن كان فقيرا أنفق عليه بقدره، وهذا أبعد الأقوال كلها6.   1 فتح الباري 8/241. أخرجه ابن جرير رقم8624 حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة، عن عمارة، عنه - نحوه. 2 فتح الباري 8/241. أخرجه ابن جرير الأرقام 8626، 8627، 8628 من طرق عن مغيرة، عن إبراهيم النخعي - نحوه. قلت: و"مغيرة" هو ابن مقسم ثقة متقن، لكنه يدلسّ، لا سيما عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح بالسماع. وذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين، وهم: من أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثم إلا بما صرحوا فيه بالسماع. لذا إسناده يكون ضعيف. انظر: طبقات المدلسين ص 112 رقم107. 3 هو الحسن بن صالح بن صالح بن حي الهمداني الثوري، قال البخاري: يقال حي لقب، ثقة، فقيه، عابد، رمي بالتشيع، ما سنة تسع وستين ومائة، وكان مولده سنة مائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/248-251، والتقريب 1/167. 4 فتح الباري 8/241. 5 ربيعة بن أبي عبد الرحمن، التيمي مولاهم، أبو عثمان المدني، المعروف بـ ربيعة الرأي، واسم أبيه فرّوخ، ثقة فقيه مشهور، مات سنة ست وثلاثين ومائة - على الصحيح -، وقيل سنة ثلاث ومائة، وقال الباجي: سنة اثنتين وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/247. 6 فتح الباري 8/241-242. أخرج ابن أبي حاتم رقم4835 أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب، حدثني نافع بن أبي نعيم القارئ، قال: سألت يحيى بن سعيد، وربيعة عن قول الله {فَلْيَأْكُلْ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 [484] وصل ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالت: أنزل الله ذلك في والي مال اليتيم يقوم عليه بما يصلحه إن كان محتاجا أن يأكل منه1. قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [485] في تفسير الطبري عن السدي {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} أي شهيدا 2. قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً} الآية: 8 [486] وعند الحاكم من طريق عمرو بن أبي قيس3 عن الشيباني4   = بِالْمَعْرُوفِ} - فذكر نحوه. ولفظه "قالا: ذلك في اليتيم إن كان فقيرا أنفق عليه بقدر فقره، ولم يكن للولي منه شيء. وأورد السيوطي في الدر المنثور 2/438 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن أبي حاتم. وقد ذكره ابن كثير 2/190 وعقبة قائلا: "وهذا بعيد من السياق؛ لأنه قال: {وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ} يعني: من الأولياء {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً} أي منهم {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أي: بالتي هي أحسن، كما قال في الآية الأخرى {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} أي: لا تقربوه إلا مصلحين له، وإن احتجتم إليه أكلتم منه بالمعروف" اهـ. وقال ابن حجر - كما في الأعلى -: وهذا أبعد الأقوال كلها. 1 فتح الباري 13/151. وعلقه البخاري بلفظ "وقالت عائشة: يأكل الوصي بقدر عمالته". أخرجه ابن أبي شيبة 6/382، رقم1427 حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام ابن عروة، به. 2 فتح الباري 5/392. أخرجه ابن جرير رقم8654 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. 3 عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق كوفي نزل الري، روى عنه عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي وغيره. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. أخرج له البخاري في التعاليق والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/82، والتقريب 2/77. 4 هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي، روى عن عكرمة وغيره، ثقة. مات في حدود الأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/172-173، والتقريب 1/325. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال: ترضخ لهم وإن كان في المال تقصير اعتذر إليهم1. [487] أخرج عبد الرزاق بإسناد صحيح عن القاسم بن محمد 2 "أن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي بكر قسم ميراث أبيه عبد الرحمن في حياة عائشة، فلم يدع في الدار ذا قرابة ولا مسكينا إلاّ أعطاه من ميراث أبيه" وتلا الآية "قال القاسم: فذكرته لابن عباس فقال: ما أصاب، ليس ذلك له، إنما ذلك إلى الوصي، وإنما ذلك في العصبة، أي ندب للميت أن يوصي لهم3.   1 فتح الباري 8/242. أخرجه الحاكم 2/303 أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا حامد بن محمود، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير رقم8701 من طريق عنبسة، عن الشيباني، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/440 ونسبه إلى ابن أبي داود في ناسخه وابن جرير والحاكم. 2 القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن، روى عنه ابن أبي مليكة وغيره، ثقة، من كبار التابعين، أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه. مات سنة ست ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 8/299-301، والتقريب 2/120. 3 فتح الباري 8/242. أخرجه عبد الرزاق 1/149 ومن طريقه ابن جرير رقم8682 عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة أن أسماء ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر والقاسم بن محمد أخبراه - فذكره. وأخرجه ابن جرير رقم8681 من طريق ابن المبارك، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، به نحوه. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/441 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وأبي داود في ناسخه وابن أبي حاتم والبيهقي وابن أبي مليكة. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 [488] وعن ابن سيرين1 وطائفة: المراد بقوله: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} اصنعوا لهم طعاما يأكلونه، وأنها على العموم في مال المحجور وغيره،   = فائدة: اختلف أهل التأويل في هذه الآية هل هي منسوخة أم أنها محكمة: فقد صحّ عن ابن عباس فيما رواه البخاري في الوصايا رقم2759 عنه قال: إن ناسا يزعمون أنه هذه الآية نسخت، لا والله ما نسخت، ولكنها مما تهاون الناس به، هما واليان وال يرث وذاك الذي يرزق، ووال لا يرث فذاك الذي يقول بالمعروف، يقول: لا أملك لك أن أعطيك ". وهو الذي صح عن ابن عباس، وهو المعتمد. وجاءت عنه روايات من أوجه ضعيفة عند ابن أبي حاتم وابن مردويه أنها منسوخة، نسختها آية الميراث، وصحّ ذلك عن سعيد بن المسيب، وهو قول القاسم بن محمد وعكرمة وغير واحد، وبه قال الأئمة الأربعة وأصحابهم. وجاء عن ابن عباس قول آخر - وهو هذا الأثر - وهذا لا ينافي ما صحّ عنه من أن الآية محكمة وليست بمنسوخة. وقيل معنى الآية: وإذا حضر قسمة الميراث قرابة الميت ممن لا يرث واليتامى والمساكين فإن نفوسهم تتشوف إلى أخذ شيء منه، ولا سيما إن كان جزيلا، فأمر الله سبحانه أن يرضخ لهم بشيء على سبيل البر والإحسان. واختلف من قال بذلك هل الأمر فيه على الندب أو الوجوب؟ فقال مجاهد وطائفة: هي على الوجوب فعلى الوارث أن يعطي هذه الأصناف ما طابت به نفسه. أخرجه ابن جرير رقم8661، 8662،8670 من طرق عن ابن أبي نجيح عنه. وهو قول ابن حزم. وقال آخرون: أطعموهم، وأن ذلك على سبيل الاستحباب، وهو المعتمد؛ لأنه لو كان على الوجوب لاقتضى استحقاقا في التركة ومشاركة في الميراث بجهة مجهولة فيفضي إلى التنازع والتقاطع. انظر: تفسير الطبري 8/7-18، وتفسير ابن أبي حاتم 3/874-876، ونواسخ القرآن لابن الجوزي ص 253-257، وفتح الباري 8/242، وتفسير القرطبي 5/33-34، وتفسير ابن كثير 2/191-193. 1 هو محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة، البصري، ثقة ثبت عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، مات سنة عشر ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/169. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 والله أعلم1. قوله تعالى: {وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} الآية: 9 [489] أخرج الطبري من وجه آخر عن السدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {قَوْلاً سَدِيداً} قال: القول السديد أن يقول لمن حضره الموت: قدم لنفسك واترك لولدك2. قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ... } الآية:11 [490] أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من طريق   1 فتح الباري 8/243. لم أجده، وقريب منه ما أخرجه ابن أبي حاتم رقم4859 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن علية، عن يونس، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة في قوله: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} قال: ولي عبيدة وصية فأمر بشاة، فذبحت، فأطعم أصحاب هذه الآية وقال: لولا هذه الآية لكان هذا من مالي. ونقله عنه ابن كثير 2/192. 2 فتح الباري 11/300. لم أجده عند الطبري من طريق السدي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وإنما من طريق السدي من قوله، فأخرجه رقم8711 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ - نحوه. ولفظه " {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} الرجل يحضره الموت، فيحضره القوم عند الوصية، فلا ينبغي لهم أن يقولوا له: أوص بمالك كله وقدم لنفسك، فإن الله سيرزق عيالك، ولا يتركوه يوصي بماله كله، يقول للذين حضروا: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ} فيقول كما يخاف أحدكم على عياله لو مات - إذ يتركهم صغاراً ضعافاً لا شيء لهم - الضيعة بعده، فليخف ذلك على عيال أخيه المسلم، فيقول له القول السديد". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك في أحد، وأن عمهما أخذ مالهما. قال: "يقضي الله في ذلك"، فنزلت آية الميراث، فأرسل إلى عمهما فقال: "أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن فما بقي فهو لك" 1. [491] روى الطبري عن ابن عباس أنها لما نزلت قالوا: يا رسول الله أنعطي الجارية الصغيرة نصف الميراث وهي لا تركب الفرس ولا تدافع العدو؟ قال: وكانوا في الجاهلية لا يعطون الميراث إلا لمن قاتل القوم2. قوله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} الآية: 15 [492] روى مسلم وأصحاب السنن من حديث عبادة بن الصامت "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر   1 فتح الباري 8/244 و12/4. أخرجه الإمام أحمد 3/352 وأبو داود رقم2891 والترمذي رقم2092 وابن ماجه رقم2720 والحاكم 4/333-334 كلهم من طرق عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن محمد ابن عقيل. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد حسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم1701. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 2/445 وزاد نسبته إلى ابن سعد وابن أبي شيبة ومسدد والطيالسي وابن أبي عمر وابن منيع وابن أبي أسامة وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي. 2 فتح الباري 8/245. أخرجه ابن جرير رقم8726 من طريق عطية العوفي عنه نحوه مطولا. والعوفي ضعيف، تقدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب 1 جلد مائة 2 والرجم" 3. [493] وصل عبد بن حميد عن ابن عباس بإسناد صحيح {لَهُنَّ سَبِيلاً} يعني الرجم للثيب والجلد للبكر4.   1 قوله "البكر بالبكر ... والثيب بالثيب"، ليس على سبيل الاشتراك، بل حد البكر الجلد والتغريب سواء زنى ببكر أو بثيب، وحد الثيب الرجم، سواء زنى بثيب أم ببكر، فهو تشبيه بالتقييد الذي يخرج على الغالب. انظر: شرح النووي على مسلم 11/203. 2 هذا الحكم - أعني جلد الزاني المحصن قبل الرجم - مختلف فيه: فذهب الإمام أحمد وإسحاق وداود وابن المنذر إلى أن الزاني المحصن يجلد ثم يرجم. وقال الجمهور وهي رواية عن أحمد أيضا: لا يجمع بينهما، وقالوا إن هذا الحديث منسوخ، والناسخ له ما ثيت في قصة ماعز أن النبي صلى الله عليه وسلم رجمه ولم يذكر الجلد، وكذلك في قصة الغامدية والجهنية واليهوديين لم يذكر الجلد مع الرجم. قال الشافعي: فدلّت السنة على أن الجلد ثابت على البكر وساقط عن الثيب. والدليل على أن قصة ماعز متراخية عن هذا الحديث - أعني حديث عبادة - أن حديث عبادة ناسخ لما شرع أولا من حبس الزاني في البيوت، فنسخ الحبس بالجلد وزيد للثيب الرجم. انظر: سنن الترمذي 4/33 وتفسير الطبري 8/80-81، وأحكام القرآن لابن العربي 1/359، وتفسير ابن كثير 2/205، وفتح الباري 12/119. 3 فتح الباري 8/238 و12/157. اختلف أهل التأويل في هذه الآية، هل هي محكمة أم منسوخة. فقيل: هي محكمة وهذا الحديث مفسر لها، وقيل: بل هي منسوخة بالآية التي في أول سورة النور {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [الآية:2] . وقيل: إن آية النور في البكرين، وهذه الآية في الثيبين. انظر: نواسخ القرآن ص 262-265، وشرح النووي على مسلم 11/201. أما الحديث فأخرجه مسلم في صحيحه رقم1690-12 - في الحدود، باب حد الزنى - بسنده عن عبادة بن الصامت، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/457 ونسبه إلى عبد الرزاق والشافعي والطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأصحاب السنن الأربعة وابن الجارود والطحاوي وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وابن حبان. 4 فتح الباري 8/238. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/193 حدثني عمرو بن عوف، ثنا هشيم، عن عوف حدثني محمد، عن ابن عباس - نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 [494] وقد روى الطبري من حديث ابن عباس قال: فلما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا حبس بعد سورة النساء" 1. [495] وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: كن يحبسن في البيوت إن ماتت ماتت وإن عاشت عاشت، لما نزل: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} حتى نزلت: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2] 2.   1 فتح الباري 8/238. أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم12033 والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/96-97 والبيهقي في سننه 6/162 كلهم من حديث عبد الله بن لهيعة، عن أخيه عيسى بن لهيعة، عن عكرمة عن ابن عباس، به. قال البيهقي: قال الدارقطني: لم يسنده غير ابن لهيعة عن أخيه وهما ضعيفان. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/5 رواه الطبراني وفيه عيسى بن لهيعة وهو ضعيف. اهـ. فالحديث ضعيف من أجلهما. وقد ذكره ابن كثير 2/205 برواية الطبراني، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/457 ونسبه إلى الطبراني والبيهقي. 2 فتح الباري 12/157-158. أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم11134 حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا قيس بن الربيع، عن مسلم - هو الأعور -، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/5 وقال: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. ولكنه توبع تابعه محمد بن زكريا، فقد أخرجه النحاس في ناسخه 2/165-166 رقم335 من طريق أبي شريح محمد بن زكريا مقرونا بابن أبي مريم، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا ابن أبي حاتم رقم4977 من طريق جرير، عن مسلم الأعور، به مختصراً. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/455 ونسبه إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبزار والطبراني من طريق مجاهد عن ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} الآية: 19 [496] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} لا تقهروهن {لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} يعني الرجل تكون له المرأة وهو كاره لصحبتها ولها عليه مهر، فيضرها لتفتدي1. [497] وأسند عن السدي والضحاك نحوه2. [498] وعن مجاهد أن المخاطب بذلك أولياء المرأة كالعضل المذكور في سورة البقرة3 4.   1 فتح الباري 8/245. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا. أخرجه ابن جرير رقم8884، وابن أبي حاتم رقم5037 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/245. أما أثر السدي فأخرجه ابن جرير رقم8888 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي. ولفظه {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} أما "تعضلوهن"، فيقول: تضارّوهن ليفتدين منكم". وأما أثر الضحاك فأخرجه ابن جرير رقم8889 قال: حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} قال: العضل: أن يكره الرجل امرأته، فيضربها حتى يفتدي منه، قال: الله تبارك وتعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} . 3 يشير إلى قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} [الآية:232] . 4 فتح الباري 8/245 - 246. أخرجه ابن جرير رقم8890، 8891 من طريق عيسى وشبل عن ابن أبي نجيح، عنه مثله. هذا وقد ضعّف الطبري هذا القول ورجّح قول ابن عباس ومن معه، وهو أن المخاطب بذلك الزوج وليس الولي، مبينا بأن الولي ليس ممن آتاها شيئا حتى يذهب ببعضه بالافتداء منه. انظر: تفسير الطبري 8/113-114. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 [449] روى الطبري من طريق ابن جريج عن عكرمة أنها نزلت في قصة خاصة قال: نزلت في كُبَيشة بنت معن بن عاصم من الأوس 1 وكانت تحت أبي قيس بن الأسلت 2، فتوفي عنها، فجنح عليها ابنه، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله، لا أنا ورثت زوجي، ولا تركت فأنكح، فنزلت هذه الآية 3. [500] وبإسناد حسن عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: "لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته، وكان ذلك لهم في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية4.   1 ترجم لها ابن الأثير في أسد الغابة 7/243 رقم7246. 2 ترجمته في أسد الغابة 6/250 رقم6186، والإصابة 7/277 رقم10434. 3 فتح الباري 8/247. أخرجه ابن جرير رقم8873 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، به. وإسناده ضعيف لأجل الحسين، وهو سنيد. وأخرجه ابن الأثير في ترجمة كُبيشة بنت معن أسد الغابة 6/251، 7/243 من حديث ابن جريج، به. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/463 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/247. أخرجه ابن جرير رقم8870 حدثنا أحمد بن محمد الطوسي، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن صالح، قال: حدثني محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، عن أبيه، به. وقد حسّن ابن حجر إسناده كما في الأعلى. وأخرجه النسائي في التفسير رقم115 وابن مردويه كما في تفسير ابن كثبر 2/206-207 من طريق علي بن المنذر الطريقي عن محمد بن فضيل، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/462 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 [501] وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "كان الرجل إذا مات وترك امرأة ألقى عليها حميمه ثوبا فمنعها من الناس، فإن كانت جميلة تروجها وإن كانت دميمة 1 حبسها حتى تموت ويرثها2. [502] وروى الطبري أيضا من طريق الحسن والسدي وغيرهما "كان الرجل يرث امرأة ذي قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه الصداق". [503] وزاد السدي "إن سبق الوارث فألقى عليها ثوبه كان أحق بها، وإن سبقت هي إلى أهلها فهي أحق بنفسها" 3. قوله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} الآية: 20 أخرج عبد الرزاق من طريق أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر: لا تغالوا في مهور النساء، فقالت امرأة: ليس ذلك لك يا عمر، إن الله يقول: "وآتيتم إحداهن قنطارا من ذهب"، قال: وكذلك هي في قراءة   1 دميمة: أي قبيحة، والدّمامة - بالفتح - القصر والقبح. انظر: النهاية 2/134. 2 فتح الباري 8/247. أخرجه ابن جرير رقم8882 حدثني المثنى، حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/462 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/247. أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير رقم8871 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى ابن واضح، عن الحسين ابن واقد، عن يزيد النحوي، عن الحسن وعكرمة قالا، فذكر نحوه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/462 عن عكرمة، ولكنه نسبه إلى أبي داود فقط. وأما أثر السدي فأخرجه رقم8877 عن محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكر نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 ابن مسعود، فقال عمر: امرأة خاصمت عمر فخصمته1. [505] وأخرجه الزبير بن بكار من وجه آخر منقطع "فقال عمر: امرأة أصابت ورجل أخطأ "2. [506] وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن مسروق عن عمر فذكره متصلا مطولا3.   1 فتح الباري 9/204. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم10420 - في النكاح، باب غلاء الصداق - ومن طريقه ابن المنذر فيما ذكره ابن كثير 2/213 عن قيس بن ربيع، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/466 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر، عن أبي عبد الرحمن السلمي، به. 2 فتح الباري 9/204. أخرجه الزبير بن بكار فيما ذكره ابن كثير 2/213 حدثني عمي مصعب بن عبد الله، عن جدي، قال: قال عمر بن الخطاب - فذكر نحو رواية أبي عبد الرحمن. وإسناده منقطع، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى، وابن كثير أيضا. 3 فتح الباري 9/204. أخرجه أبو يعلى فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 2/212-213 حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الرحمن، عن المجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق. ولفظه "قال: ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أيها الناس، ما إكثاركم في صُدُق النساء. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإنما الصّدُقات فيما بينهم أربعمائة درهم، فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها. فلا أعرفنّ ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم. قال: ثم نزل، فاعترضته امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين، نهيتَ الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم، قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} الآية؟ قال: فقال: اللهم غفراً، كل الناس أفقه من عمر. ثم رجع فركب المنبر فقال: إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب. قال أبو يعلى: وأظنه قال: فمن طابت نفسه فليفعل". قال ابن كثير - عقبه -: إسناده جيد قوي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/466 ونسبه إلى سعيد بن منصور وأبي يعلى - بسند جيد - عن مسروق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 قوله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} الآية: 21 [507] روى ابن أبي حاتم من طريق بكر بن عبد الله المزني1 عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} قال: الإفضاء الجماع2. قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ} الآية: 23 [508] أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وغيرهما من طريق إبراهيم بن عبيد3   1 بكر بن عبد الله بن عمرو المزني أبو عبد الله البصري، روى عن ابن عباس وغيره، وعنه عاصم الأحول وغيره. تابعي ثقة ثبت جليل، مات سنة ست ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/424، والتقريب 1/106. 2 فتح الباري 8/272. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5066 حدثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن بكر بن عبد الله المزني، به. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم10826 عن الثوري، به. وأخرجه ابن جرير رقم8916 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عاصم، به. ونقله ابن حجر في تغليق التعليق 4/202-203 برواية ابن أبي حاتم، لكن وقع في الإسناد تصحيف بقلب "مقاتل بن محمد" إلى "محمد بن مقاتل". ومقاتل بن محمد هو النصراباذي الرازي، روى عن وكيع وغيره، وعنه أبو حاتم وغيره. ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/355. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/467 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزُرقي، الأنصاري، قال أبو زرعة: مدني أنصاري ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب "صدوق" أخرج له مسلم. انظر ترجمته في: التهذيب 1/125، والتقريب 1/39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 عن مالك بن أوس1 قال: كانت عندي امرأة قد ولدت لي، فماتت فوجدت عليها، فلقيت علي بن أبي طالب فقال لي: مالك؟ فأخبرته، فقال: ألها ابنة؟ يعني من غيرك، قلت: نعم، قال: كانت في حجرك؟ قلت: لا، هي في الطائف2، قال: فانكحها، قلت: فأين قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ} قال: إنها لم تكن في حجرك3. [509] وهو عند ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق إبراهيم بن عبيد ابن رفاعة، وإبراهيم ثقة تابعي معروف، وأبوه وجده صحابيان، والأثر صحيح عن علي4.   1 مالك بن أوس بن الحدثان بن سعد بن يربوع البصري أبو سعيد المدني، مختلف في صحبته، قال ابن حجر: له رؤية، وذكره في الإصابة في القسم الأول. روى عن عمر وعثمان وعلي وغيرهم. مات سنة اثنتين وتسعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الإصابة 5/525، رقم7611، والتهذيب 10/9. 2 الطائف مدينة في السفوح الشرقية لسراة الحجاز، شرق مكة مع مَيْل يسير إلى الجنوب على 99 كيلا، يصلها بمكة طريقان. وترتفع عن سطح البحر 1630 متراً، وهي مصيف مثالي. انظر: معجم معالم الحجاز 5/219. 3 فتح الباري 9/158. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم10833 - في النكاح، باب {وَرَبَائِبُكُمُ} - عن ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، به. 4 فتح الباري 9/158. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5087 حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا هشام - يعني ابن يوسف - عن ابن جريج، حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، به. وفي آخره "وإنما ذلك إذا كانت في حجرك". ونقله ابن كثير في تفسيره 2/219-220 ثم قال: هذا إسناد قوي ثابت إلى علي بن أبي طالب، على شرط مسلم، وهو قول غريب جداً، ثم قال: وإلى هذا ذهب داود بن علي الظاهري وأصحابه، وحكاه أبو القاسم الرافعي عن مالك رحمه الله، واختاره ابن حزم. وقال - أي ابن كثير - وحكى لي شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي أنه عرض هذا على الشيخ الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله فاستشكله، وتوقف في ذلك، والله أعلم. اهـ. كلام الحافظ ابن كثير – رحمه الله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/474 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي حاتم بسند قال عنه: صحيح، عن مالك بن أوس بن الحدثان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 قوله تعالى: {اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [510] روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} قال: الدخول النكاح1. قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية:24 [511] وصل إسماعيل القاضي في كتاب "أحكام القرآن" بإسناد صحيح من طريق سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أنه قال في قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ} ذوات الأزواج الحرائر {إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فإذا هو لا يرى بما مَلَكَ اليمين بأساً أن يتزع الرجلُ الجارية من عبده فيطأها2. [512] وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق أخرى عن التيمي بلفظ "ذوات البعول" وكان يقول: بيعها طلاقها3.   1 فتح الباري 8/272. والمراد بالنكاح هنا الجماع، وليس المراد مجرد العقد، هكذا قال ابن جرير أيضا. والأثر أخرجه ابن أبي حاتم رقم5091 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. ونقله عنه ابن حجر في تغليق التعليق 4/202. وأخرجه ابن جرير رقم8958 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. 2 فتح الباري 9/154. أخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" كما في تغليق التعليق 4/399 ثنا مسدد، ثنا معتمر بن سليمان، سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز، به. 3 فتح الباري 9/154. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 4/266 - في النكاح، باب في قوله {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} - ثنا يحيى ابن سعيد، عن التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس، به. وأخرجه إسماعيل القاضي كما في تغليق التعليق 4/399 ثنا مسدد، ثنا يحيى، عن التيميّ، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 [513] وصل الفريابي وعبد بن حميد بإسناد صحيح عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} : لا يحل له أن يتزوج فوق أربع نسوة، فما زاد منهن فهن عليه حرام كأمه وابنته وأخته، وأخرجه البيهقي1. قوله تعالى: {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} الآية:25 [514] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} 2: زواني {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} 3: أخلاء4.   1 فتح الباري 9/154. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/400 حدثني ابن أبي رزمة، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/480 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/150 - في النكاح، باب عدد ما يحل من الحرائر والإماء -، أنا أبو عبد الله الحافظ وغيره، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو عامر، عن إسرائيل، به نحوه. ولفظه "فإن فعل فهي عليه مثل أمه وأخته". 2 المسافحات جمع مسافحة، مأخوذ من السفاح وهو من أسماء الزنا، مأخوذ من سَفَحْتُ الماء إذا صببته. انظر: النهاية 2/371، وفتح الباري 12/162. 3 الأخدان: جمع خدن بكسر أوله وسكون ثانيه وهو الخدين والمراد به الصاحب، قال الراغب: وأكثر ما يستعمل فيمن يصاحب غيره بشهوة، يقال: خِدْن المرأة وخدينها. انظر: المفردات ص 144 مادة "خدن"، وفتح الباري 12/162. 4 فتح الباري 12/162. أخرجه ابن جرير رقم9074، وابن أبي حاتم رقم5152، 5155 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 قوله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} [515] عن ابن عباس وطائفة: إحصانها التزويج1. قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} الآية: 29 [516] وصل أبو داود والحاكم من طريق يحيى بن أيوب2 عن يزيد ابن أبي حبيب3 عن عمران بن أبي أنس4 عن عبد الرحمن بن جبير5 عن   1 فتح الباري 12/161. أخرجه ابن جرير رقم9101 من طريق سنيد، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأخرج رقم9100 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه قال: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} يعني: إذا تروجن حرّا. وأخرجه رقم9102 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن عكرمة، أن ابن عباس كان يقرأ {فَإِذَا أُحْصِنَّ} يقول: تزوّجن. سنيد وابن وكيع ضعيفان، لكنهما توبعا كما رأيت. 2 يحيى بن أيوب الغافقي، أبو العباس المصري، روى عن يزيد بن أبي حبيب وغيره، وعنه جرير بن حازم وغيره، صدوق ربما أخطأ، مات سنة ثمان وستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/163-165، والتقريب 2/343. 3 يزيد بن أبي حبيب المصري، أبو رجاء، روى عن عمران بن أبي أنس وغيره، وعنه يحيى بن أيوب المصري وغيره. ثقة فقيه، وكان يرسل، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وقد قارب الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/278، والتقريب 2/363. 4 عمران بن أبي أنس القرشي، العامري، المدني، نزيل الإسكندرية، روى عن عبد الرحمن ابن جبير وغيره. وعنه يزيد بن أبي حبيب وغيره. ثقة، مات سنة سبع عشرة ومائة بالمدينة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/109، والتقريب 2/82. 5 عبد الرحمن بن جُبير، المصري المؤذن، العامري، ورى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عقبة بن عامر وأبي الدرداء، وعن عمرو بن العاص وقيل بينهما أبو قيس وغيرهم. وعنه عمران بن أبي أنس وغيره. ثقة عارف بالفرائض، مات سنة سبع وتسعين، وقيل بعدها، أخرج له مسلم وأصحاب السنن إلا ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 6/140، والتقريب 1/475. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 عمرو بن العاص قال: "احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت أن أغتسل فأهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ " فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا"1. قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} الآية: 31 [517] روي عن ابن عباس أن الكبيرة كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب، أخرجه ابن أبي حاتم بسند لا بأس به، إلا أن فيه انقطاعا2. [518] وجاء نحو هذا عن الحسن البصري3.   1 فتح الباري 1/454. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه أبو داود رقم334 - في الطهارة، باب إذا خاف الجنب البرد أيتيمم -، والحاكم 1/177 كلاهما من طريق وهب بن جرير بن حازم، قال: أخبرنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب، به. وأخرجه أيضا أبو داود رقم335، والحاكم 1/177 من طريق ابن لهيعة وعمرو ابن الحارث، عن يزيد ابن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وقال فيه: "عن عبد الرحمن ابن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص - وذكره الحديث نحوه. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم323. 2 فتح الباري 10/410. لم أجده عند ابن أبي حاتم بهذا اللفظ، ولكن أخرجه ابن جرير رقم9212 بسند صحيح قال: حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/499 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 3 فتح الباري 10/410. ذكره ابن أبي حاتم من غير إسناد، عقب رواية ابن عباس السابقة من طريق عكرمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 [519] وأخرج من وجه آخر متصل لا بأس برجاله أيضا عن ابن عباس قال: كل ما توعد الله عليه بالنار كبيرة1. قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} الآية: 33 [520] أخرج عبد الرزاق عن معمر في قوله: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: الموالي الأولياء، الأب والأخ والابن وغيرهم من العصبة، وأخرجه إسماعيل القاضي في "الأحكام" من طريق محمد بن ثور2 عن معمر3. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [521] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كان الرجل يعاقد الرجل، فإذا مات ورثه الآخر، فأنزل الله عز وجل: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ   1 فتح الباري 10/410. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5215 حدثنا علي بن حرب الموصلي، ثنا ابن فضيل، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. 2 محمد بن ثور الصنعاني أبو عبد الله العابد، روى عن معمر وابن جرير وعوف الأعرابي ويحيى بن العلاء الرازي، وروى عنه فضيل بن عياض وعبد الرزاق، ومحمد بن عبد الأعلى وغيرهم. ثقة، مات سنة تسعين ومائة تقريبا. أخرج له أبو داود والنسائي. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 9/76 والتقريب 2/149. 3 فتح الباري 8/248. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/176 ومن طريقه ابن جرير رقم9263 عن معمر عن قتادة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً} [الأحزاب:6] يقول: إلا أن توصوا لأوليائكم الذين عاقدتم1. [522] وأسند الطبري عن غير ابن عباس قال: كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك2. [523] ومن طريق سعيد بن جبير قال: كان الرجل يعاقد الرجل فيرثه، وعاقد أبو بكر مولى فورثه3.   1 فتح الباري 8/249. أخرجه ابن جرير رقم9268 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. وزاد في آخره "فهو لهم جائز من ثلث مال الميت، وذلك هو المعروف". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/509 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/249. والغير المشار إليه هنا عكرمة والحسن البصري، فقد أخرج ابن جرير رقم9266 من طريق يحيى بن واضح، عن الحسن بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن، مثله. وفي آخره "فنسخ الله ذلك في الأنفال فقال {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال:75] . ثم وجدت هذا عن ابن عباس أيضا، فقد أخرج أبو داود رقم2921 - في الفرائض، باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، حدثني علي ابن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك الأنفال، فقال: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} . ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم2535 وقال: حسن صحيح. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/510 عن عكرمة عن ابن عباس، ونسبه إلى أبي داود وابن جرير وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/249. أخرجه ابن جرير رقم9267 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه سعيد بن منصور رقم625 عن هشيم، عن أبي بشر، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/510 ونسبه إلى سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 [524] ومن طريق قتادة: كان الرجل يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول: دمي دمك وترثني وأرثك، فلما جاء الإسلام أمروا أن يؤتوهم نصيبهم من الميراث وهو السدس، ثم نسخ بالميراث فقال: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى} ، ومن طرق شتى عن جماعة من العلماء كذلك، وهذا هو المعتمد1. [525] وقد وقع في رواية العوفي عن ابن عباس قال: كان الرجل في الجاهلية يلحق به الرجل فيكون تابعه، فإذا مات الرجل صار لأقاربه الميراث، وبقي تابعه ليس له شيء، فنزلت: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} فكانوا يعطونه من ميراثه، ثم نزلت: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ   1 فتح الباري 8/249. قال ابن حجر: "ويحتمل أن يكون النسخ وقع مرتين: الأولى حيث كان المعاقد يرث وحده دون العصبة فنزلت {وَلِكُلٍّ} وهي {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} فصاروا جميعا يرثون، وعلى هذا يتنزل حديث ابن عباس، ثم نسخ ذلك آية الأحزاب وخص الميراث بالعصبة وبقي للمعاقد النصر والإرفاد ونحوهما، وعلى هذا يتنزل بقية الآثار، وقد تعرض له ابن عباس في حديثه أيضا، لكن لم يذكر الناسخ الثاني، ولا بد منه، والله أعلم ". فتح الباري 8/249. والأثر أخرجه ابن جرير رقم9269 حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. وأخرجه عبد الرزاق 1/157 عن معمر، عنه، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/510 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فنسخ ذلك1. قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} الآية: 35 [526] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {شِقَاقَ} : تفاسد2. قوله تعالى: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} الآية: 36 [527] أخرج الطبري بسند حسن عن ابن عباس: الجار القريب من بينهما قرابة والجار الجنب بخلافه3. [528] وأخرج الطبري أيضا عن نوف البكالي4 أحد التابعين: الجار   1 فتح الباري 12/30. أخرجه ابن جرير رقم9274 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. قال ابن حجر - عقبه -: "والعوفي ضعيف، والذي في البخاري هو الصحيح المعتمد ". قلت: يقصد به ما رواه البخاري رقم6747 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس في {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصاريَّ المهاجريُّ دون ذوي رحمه للإخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: نسختها {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} . 2 فتح الباري 8/265. أخرجه ابن جرير رقم9418، وابن أبي حاتم رقم5280 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/524 مطولا، ونسبه إليهما وإلى ابن المنذر والبيهقي. 3 فتح الباري 10/441. أخرجه ابن جرير رقم9437، 9447 من طريق معاوية، عن علي، عن ابن عباس، به مفرقا. 4 هو نَوْف بن فَضَالة الحميري البِكَالي، أبو يزيد، ويقال أبو رشيد ويقال أبو رشدين ويقال أبو عمرو شامي وهو ابن امرأة كعب الأحبار، روى عن علي وأبي أيوب وثوبان وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار، وعنه أبو إسحاق الهمداني وشهر بن حوشب وسعيد بن جبير وغيرهم. ذكره البخاري في الأوسط في فصل من مات بين التسعين إلى المائة، وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر في التقريب "مستور". انظر ترجمته في: التهذيب 10/436، والتقريب 2/309. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 القريب المسلم والجار الجنب غيره1. قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً} الآية: 43 [529] روى الطبري من طريق قتادة قال: الصعيد الأرض التي ليس فيها شجر ولا بنات2. [530] ومن طريق عمرو بن قيس3 قال: الصعيد التراب4. [531] ومن طريق ابن زيد قال: الصعيد الأرض المستوية5.   1 فتح الباري 10/441. أخرجه ابن جرير رقم9446، 9456 حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف الشامي، به مفرقا، قال في الجار الجنب "اليهودي والنصراني". وقد ردّه ابن جرير قائلا: وهذا أيضا مما لا معنى له. 2 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9644 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/551 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 3 هو عمرو بن قيس الملائي، أبو عبد الله الكوفي، ثقة متقن، عابد. مات سنة بضع وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/81082، والتقريب 2/77. 4 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9646 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الحكم بن بشير، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي، به. وإسناده حسن، والحكم بن بشير صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر التهذيب 2/365، والتقريب 1/190. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/551 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 5 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9645 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 [532] وروى عبد الرزاق من طريق ابن عباس: "الصعيد الطيب" الحرث1. قوله تعالى: {آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} الآية: 47 [533] أسند الطبري عن قتادة: المراد أن تعود الأوجه في الأقفية2. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} الآية: 51 [534] وصل ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه قال: سألت جابر ابن عبد الله عن الطواغيت التي يتحاكمون إليها؟ فقال: إن في جهينة3 واحداً، وفي أسلم4 واحداً، وفي هلال5 واحداً، وفي كل حي واحداً، وهم   1 فتح الباري 8/252. لم أجده، ولم يذكر في تفسير عبد الرزاق. قال الطبري: والصواب أن الصعيد وجه الأرض المستوية الخالية من النبات والغُروس والبناء. انظر: جامع البيان 8/408. 2 فتح الباري 8/251. أخرج عبد الرزاق 1/163 ومن طريقه ابن جرير رقم9716 قال: أخبرنا معمر، عن قتادة - نحوه. ولفظه "قال: نحوِّل وجوههم قِبَل ظهورهم ". 3 قبيلة من قضاعة، واسمه زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحف بن قضاعة، نزلت الكوفة وبها محله، وبعضهم نزل البصرة. انظر: الأنساب 2/134، وفتح الباري 8/8. 4 قبيلة تنسب إلى أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو، وهما أخوان: خزاعة وأسلم، ومنهم أبو برزة الأسلمي. انظر: الأنساب 1/151-152. 5 هلال: قبيلة ينتسبون إلى هلال بن عامر بن صعصعة، منهم ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين وجماعة من الصحابة وغيره. انظر: فتح الباري 8/252. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 كهّان تنزل عليهم الشياطين1. [535] وصل عبد بن حميد في تفسيره ومسدد في مسنده وعبد الرحمن ابن رُسْتَة2 في كتاب الإيمان كلهم من طريق أبي إسحاق عن حسان بن فائد3 عن عمر قال: الجبت السحر والطاغوت الشيطان، وإسناده قوي4. [536] وروى الطبري عن مجاهد مثل قول عمر، وزاد "والطاغوت   1 فتح الباري 8/252. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/195 قال: ثنا أبي، ثنا الحسن بن الصّبّاح، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني إبراهيم بن عقيل، عن أبيه عقيل بن معقل، عن وهب بن منبه، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/582-583 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 2 هو عبد الرحمن بن عمر بن بن يزيد بن كثير الزهري، أبو الحسن الأصبهاني، لقبه رُسْتَة، ثقة، له غرائب وتصانيف، من صغار العاشرة، مات سنة خمسين بعد المائتين، وله اثنان وسبعون سنة. أخرج له ماجه. انظر ترجمته في التهذيب 6/213، والتقريب 1/492. 3 هو حسّان بن فائد - بالفاء - العَبْسي الكوفي، يروي عن عمر، روى عنه أبو إسحاق السبيعي فقط. قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/233، والتهذيب 2/220. 4 فتح الباري 8/252. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/196 ومسدد في مسنده الكبير كما في تغليق التعليق 4/196 وابن جرير رقم9766 وابن أبي حاتم رقم5449 كلهم من طرق عن شعبة، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن حجر بسنده إلى عبد الرحمن بن عمر رستة، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن جرير رقم9767 من طريق سفيان، به. وأخرجه سعيد بن منصور رقم649 عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به نحوه. وقد قوّى ابن حجر إسناده كما في الأعلى، وقال: وقد وقع التصريح بسماع أبي إسحاق له من حسان، وسماع حسان من عمر في رواية رستة. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/564 وزاد نسبته إلى الفريابي وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه1. [537] ومن طريق سعيد بن جبير وأبي العالية قالا: الجبت الساحر، والطاغوت الكاهن2. [538] وصل عبد بن حميد بإسناد صحيح عن عكرمة قال: الجبت بلسان الحبشة شيطان والطاغوت الكاهن3. [539] ومن طريق قتادة مثله بغير ذكر الحبشة قال: كنا نتحدث أن الجبت الشيطان والطاغوت الكاهن4.   1 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9770 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وزاد في آخره "وهو صاحب أمرهم". 2 فتح الباري 8/252. أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير رقم9773 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير - نحوه في تفسير الآية. ولفظه "الجبت الساحر بلسان الحبشة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/565 ونسبه إلى ابن جرير فقط. وأما أثر أبي العالية فأخرجه رقم9775 حدثنا ابن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى، قال: حدثنا داود، عن أبي العالية،، به. ولكنه عكس، فقال: "الطاغوت: الساحر، والجبت الكاهن". وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/565 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 3 فتح الباري 8/252. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/196 ثنا أبو الدليد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن عكرمة، به. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/564 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 4 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9777 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/565 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 [540] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: الجبت الأصنام، والطواغيت الذين كانوا يعبرون عن الأصنام بالكذب، قال: وزعم رجال أن الجبت الكاهن، والطاغوت رجل من اليهود يُدعَى كعب بن الأشرف1. [541] ومن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: الجبت حييّ بن أخطب، والطاغوت كعب بن الأشرف2. [542] أخرج الطبري بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير قال: الجبت الساحر بلسان الحبشة والطاغوت الكاهن3. قوله تعالى: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً} الآية: 55 [543] أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً} أي وقودا4.   1 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9765 من طريق العوفي، عنه، به. والعوفي ضعيف تقدم. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/564 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9782 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وأروده السيوطي في الدر المنثور 2/564 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/252. أخرجه ابن جرير رقم9773 حدثنا ابن بشار، قال: حدثن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/565 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 4 فتح الباري 8/251. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5489 حدثنا أبو بكر بن أبي موسى الكوفي، ثنا هارون ابن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أسباط، عن السدي، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} الآية: 58 [544] عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: نزلت في الولاة1. [545] وعن ابن عباس هي عامة في جميع الأمانات2. [546] ساق البيهقي في الأسماء والصفات حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود بسند قوي على شرط مسلم من رواية أبي يونس "عن أبي هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقروها" يعني قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} - إلى قوله تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} ويضع إصبعيه، قال أبو يونس وضع أبو هريرة إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه3.   1 فتح الباري 5/55. هكذا نسبه ابن حجر إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ولم يعزه إلى مصدر، فقد أخرجه ابن جرير رقم9839 حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن أبي مكين، عن زيد بن أسلم - فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/571 ونسبه إلى ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم نحوه. 2 فتح الباري 5/55. لم أجد من ذكره بهذا اللفظ غير ابن حجر، فقد ذكر ابن كثير 2/298 قال سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى عن رجل عن ابن عباس قوله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قال هي مبهمة للبروالفاجر. ثم ذكر ابن كثير أن المشهور أن هذه الآية نزلت في شأن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، صاحب الكعبة المعظمة، الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم، لما أخذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة يوم الفتح، ثم رده عليه. وقال - أي ابن كثير -: "وسواء كانت نزلت في ذلك أولا، فحكمها عام، ولهذا قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: هي للبر والفاجر، أي: هي أمر لكل أحد. اهـ. تفسير القرآن العظيم 2/300. 3 فتح الباري 13/373. أخرجه أبو داود في سننه رقم4728 - في السنة، باب في الجهمية - حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي، قالا: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حرملة - يعني ابن عمران - حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، به. قال البيهقي: وأراد بهذه الإشارة تحقيق إثبات السمع والبصر لله ببيان محلهما من الإنسان، يريد أن له سمعا وبصرا لا أن المراد به العلم، فلو كان كذلك لأشار إلى القلب؛ لأنه محل العلم، ولم يرد بذلك الجارحة، فإن الله تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين. الأسماء والصفات ص: 179. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية:59 [547] وقع عند أحمد وأبي يعلى والطبراني من حديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال: "ألستم تعلمون أن مَنْ أطاعني فقد أطاع الله وأن مِنْ طاعة الله طاعتي"، قالوا: بلى نشهد، قال: "فإن مِنْ طاعتي أن تطيعوا أمراءكم" وفي لفظ "أئمتكم" 1. [548] قال ابن عيينة: سألت زيد بن أسلم عنها ولم يكن بالمدينة أحد يفسر القرآن بعد محمد بن كعب مثله فقال: اقرأ ما قبلها تعرف، فقرأت: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} الآية فقال: هذه في الولاة2.   1 فتح الباري 13/112. أخرجه أحمد 2/93، وأبو يعلى رقم5450، والطبراني في الكبير ج12/ رقم13238، وابن حبان الإحسان، رقم2109 كلهم من طريق عقبة بن أبي الصهباء، قال: سمعت سالما، قال: حدثني ابن عمر، به نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/70 وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير، روجاله ثقات. قال ابن حجر: وفي الحديث وجوب طاعة ولاة الأمور وهي مقيدة بغير الأمر بالمعصية. 2 فتح الباري 13/111. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 قوله تعالى: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [549] عن أبي هريرة قال: هم الأمراء، أخرجه الطبري بإسناد صحيح1. [550] وأخرج عن ميمون بن مهران2 وغيره نحوه3. [551] وعن جابر بن عبد الله قال: هم أهل العلم والخير4.   1 فتح الباري 8/254. أخرجه ابن جرير رقم9856 حدثني أبو السائب سلم بن جنادة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. وعلق عليه المحقق الشيخ محمود محمد شاكر قائلا: هذا موقوف على أبي هريرة، وإسناده صحيح، ومعناه صحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/574 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. هذا وقد رجّحه ابن جرير قائلا: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعة وللمسلمين مصلحة. انظر: جامع البيان 8/502. 2 ميمون بن مهران الجزري، أبو أيوب من أهل الكوفة، ثم نزل الرقة، ولي الجزية لعمر ابن عبد العزيز، ثقة فقيه، يرسل. مات سنة سبع عشرة بعد المائة. أخرج له الجماعة إلا البخاري، فأخرج له في الأدب المفرد. انظر: التقريب 2/292. 3 فتح الباري 8/254. أخرجه ابن جرير رقم9859 عن ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، قال: سأل مسلمةُ ميمونَ بن مهران عن قوله {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال: أصحاب السرايا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/574 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 4 فتح الباري 8/254. أخرجه ابن جرير رقم9862 حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن علي ابن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله - نحوه. قلت: سفيان بن وكيع - شيخ الطبري - ضعيف وقد تقدم. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/575 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 [552] وعن مجاهد وعطاء والحسن وأبي العالية: هم العلماء1. [553] ومن وجه آخر أصح منه عن مجاهد قال: هم الصحابة2. [554] وعن عكرمة قال: أبو بكر وعمر3. [555] وقد روى الطبري أن هذه الآية نزلت في قصة جرت لعمار ابن ياسر مع خالد بن الوليد، وكان خالد أميراً فأجار عمار رجلا بغير أمره فتخاصما، فنزلت4.   1 فتح الباري 8/254. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم9868 من طريق سفيان، عن حصين، عنه. وأخرج رقم9865 من طريق ابن أبي نجيح - عنه نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/575 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. وأما أثر عطاء فأخرجه رقم9869 عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن عطاء بن السائب - فذكر نحوه. وأما أثر الحسن فأخرجه رقم9871 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه، بهذا اللفظ. وأما أثر أبي العالية فأخرجه رقم9873 من طريق ابن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عنه - فذكره نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/575 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير. 2 فتح الباري 8/254. أخرجه ابن جرير رقم9874 عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/575 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. 3 فتح الباري 8/254. أخرجه ابن جرير رقم9875 عن أحمد بن عمرو البصري قال: حدثنا حفص بن عمر العدني، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. حفص بن عمر العدني ضعيف تقدم برقم43. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/575 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر. 4 فتح الباري 8/254. ولم يعزه إلى القائل، وهو من قول السدي. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الآية: 60-65 [556] روى إسحاق بن راهويه في تفسيره بإسناد صحيح عن الشعبي قال: "كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فدعا اليهودي المنافق إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة، ودعا المنافق اليهودي إلى حكامهم1؛ لأنه علم أنهم يأخذونها، فأنزل الله هذه الآيات إلى قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 2.   = فقد أخرجه ابن جرير رقم9861 عن محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكره مطولا. وهذا مرسل، والسدي ضعيف. وذكره ابن كثير 2/303 بروية ابن جرير، ثم قال: وهكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق عن السدي مرسلا، ورواه ابن مردويه من رواية الحكم ابن ظهير عن السدي، عن أبي صالح، عن ابن عباس فذكره بنحوه، والله أعلم. اهـ. قلت: وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ، ضعيف. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/573-574 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي مرسلا. قال ابن حجر: "ورجح الشافعي الأول واحتج له بأن قريشا كانوا لا يعرفون الإمارة ولا ينقادون إلى أمير، فأمروا بالطاعة لمن ولي الأمر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم "من أطاع أميري فقد أطاعني" متفق عليه. واختار الطبري حملها على العموم وإن نزلت في سبب خاص، والله أعلم. 1 قال ابن حجر: "وروى الطبري بإسناد صحيح عن ابن عباس "أن حاكم اليهود يومئذ كان أبا برزة الأسلمي قبل أن يسلم ويصحب. وروى بإسناد آخر صحيح إلى مجاهد أنه كعب بن الأشرف ". فتح الباري 5/37. وانظر تفسير الطبري 8/523. 2 فتح الباري 5/37. أخرجه ابن جرير رقم9891 حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا داود، عن عامر - نحوه. وأخرجه رقم9892، 9893 من وجهين آخرين عن داود، به مطولا نحوه. وهو مرسل مع صحة إسناده. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/580 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 [557] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه1. [558] وقد روى الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس قال: "نزلت هذه الآية في رجل من المنافقين كان بينه وبين يهودي خصومة، فقال اليهودي: انطلق بنا إلى محمد، وقال المنافق: بل نأتي كعب بن الأشرف" فذكر القصة، وفيه أن عمر قتل المنافق وأن ذلك سبب نزول هذه الآيات وتسمية عمر "الفاروق"2. قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية: 65 [559] أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عبد العزيز3 عن   1 فتح الباري 5/37. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5548 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، ولفظ "قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} قال: تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود، فقال المنافق: اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف، وقال اليهودي: اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. إسناده صحيح، لكنه موقوف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/582 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 5/37-38. أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 133 من طريق الكلبي، به نحوه. والكلبي متروك. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/582 ونسبه إلى الثعلبي. قال ابن حجر: وهذا الإسناد وإن كان ضعيفا لكن تقوى بطريق مجاهد، ولا يضره الاختلاف لإمكان التعدد. 3 سعيد بن عبد العزيز التنوخي أبو محمد ويقال أبو عبد العزيز الدمشقي، روى عن الزهري وغيره، وعنه أبو حيوة وغيره، ثقة، إمام، سوّاه أحمد بالأوزاعي، وقدّمه أبو مُسهِر، ولكنه اختلط في آخر عمره. مات سنة سبع وستين ومائة، وقيل بعدها، وله بضع وسبعون. أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/42-43، التهذيب 4/53، والتقريب 1/301. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية قال: "نزلت في الزبير بن العوام وحاطب ابن أبي بلتعة اختصما في ماء" الحديث، وإسناده قوي مع إرساله؛ فإن كان سعيد بن المسيب سمعه من الزبير فيكون موصولا1. قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} الآية: 83 [560] وقد وقع عند مسلم من حديث عمر في سبب نزولها "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هجر نساءه وشاع أنه طلقهن وأن عمر جاءه فقال: أطلقت نساءك؟ قال: "لا"، قال: فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه فنزلت هذه الآية، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر2.   1 فتح الباري 5/35-36. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5559 حدثنا أبي، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبو حيوة، ثنا سعيد بن عبد العزيز، به. وفي آخره "فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقى الأعلى ثم الأسفل ". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/584 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري رقم2359، 2360 - في المساقاة - من طريق الزهري عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، ولكن فيه "أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير" ولم يسمه. 2 فتح الباري 8/257. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1479-30 - في الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن - بسنده في حديث طويل، وهذا آخره وبعده "وأنزل الله آية التخيير". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/600 ونسبه إلى عبد بن حميد ومسلم وابن أبي حاتم. هذا وتأتي في محله - في سورة الأحزاب - أحاديث عن التخيير هذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 [561] وصل ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {أَذَاعُوا بِهِ} أي أفشوه1. قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} الآية: 85 [562] قال الحسن وقتادة: الكفل الوزر والإثم2. قوله تعالى: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} الآية: 86 [563] وثبت عن ابن عباس أنه قال: من سلم عليك فرد عليه ولو كان مجوسيا3. [564] وبه قال الشعبي4. [565] وقتادة5.   1 فتح الباري 8/257. أخرجه ابن جرير رقم9993 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، عن ابن جريج، عن ابن عباس - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/600 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. 2 فتح الباري 10/452. أخرج ابن جرير رقم10120 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: الكفل هو الإثم. 3 فتح الباري 11/42. أخرجه ابن جرير رقم10039 حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وزاد في آخره "فإن الله يقول: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ". وأخرجه ابن أبي حاتم رقم5729 حدثنا علي بن حرب الموصلي، ثنا حميد ابن عبد الرحمن الرؤاسي، به. 4 فتح الباري 11/42. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. 5 فتح الباري 11/42. أخرجه ابن جرير الأرقام 10040-10042 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عنه قال في قوله {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} يقول: حيوا بأحسن منها، أي على المسلمين، {أَوْ رُدُّوهَا} : أي على أهل الكتاب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 [566] وقال عطاء: الآية مخصوصة بالمسلمين فلا يرد السلام على الكافر مطلقا1. قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الآية: 88 [567] وصل الطبري من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} قال: بدّدهم2. [568] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أوقعهم3.   1 فتح الباري 11/42. أخرجه ابن جرير رقم10034 من طريق الحسين - وهو سنيد -، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء - نحوه. ولفظ "قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} قال: في أهل الإسلام". وأخرجه رقم10035 حدثني المثنى، قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن ابن جريج فيما قرئ عليه، عن عطاء - مثله. 2 فتح الباري 8/256. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم10061 عن القاسم، حدثني الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، به نحوه. ولفظه "ردّهم". هذا وقد سقط من الإسناد شيخ الطبري وهو القاسم، فإن هذا من الأسانيد المتكررة عنده، ثم إن ابن حجر نقل الرواية نفسها في تغليق التعليق 4/197 وثبت فيه "حدثنا القاسم". ولفظه كما هو في الأعلى "بدّدهم". و"الركس" معناه قلب الشيء على رأسه وردّ أوله إلى آخره، يقال: أركسه فرُكِس وارتكس في أمره، ومعنى الآية: أي أنه ردّهم إلى كفرهم. انظر: المفردات ص 202 مادة "ركس". 3 فتح الباري 8/256. أخرجه ابن جرير رقم10062 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 [569] ومن طريق قتادة قال: أهلكهم1. [570] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم عن ابن سعد ابن معاذ 2 قال: نزلت هذه الآية في الأنصار، خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من لي بمن يؤذيني؟ " فذكر منازعة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير ومحمد بن مسلمة، قال: فأنزل الله هذه الآية 3.   1 فتح الباري 8/256. أخرجه ابن جرير رقم10063 عن القاسم، حدثنا الحسين، قال: حدثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة، به. وأخرجه رقم10064 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه بلفظ "أهلكهم بما عملوا". قال ابن حجر: وهو تفسير باللازم؛ لأن الركس الرجوع، فكأنه ردهم إلى حكمهم الأول. 2 في الفتح "عن أبي سعيد بن معاذ"، والتصحيح من سنن سعيد بن منصور وتفسير ابن أبي حاتم. ولسعد بن معاذ ابنان هما: عبد الله وعمرو؛ ولم يُصرح في أي مرجع أيهما هو، وفي أية حال هما صحابيان ذكرهما الحافظ ابن حجر في القسم الأول من الإصابة 4/97، 524 رقم4732، 5857 وقال في ترجمة عمرو "وسعد مات بعد أن حكم في بني قريظة سنة أربع أو خمس، قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين أو ست، ومهما كان سنّ عمرو عند موت أبيه، فهو زيادة على ذلك، فلذلك ذكرته في هذا القسم، والله أعلم". اهـ. 3 فتح الباري 7/356. أخرجه سعيد بن منصور رقم663 نا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، به نحوه. وأخرجه وابن أبي حاتم رقم5740 من طريق يحيى بن أبي الخصيب، ثنا عبد العزيز بن محمد، به. ولفظه "قال: ويجمع في بيته من يؤذيني، فقام سعد بن معاذ فقال: إن كان منا قتلناه يا رسول الله، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك، فقام سعد بن عبادة فقال: ما بك طاعة رسول الله يا ابن معاذ، ولكن عرفت ما هو منك، فقام أسيد بن حضير فقال: يا ابن عبادة، إنك منافق تحب المنافقين، فقام محمد ابن مسلمة فقال: اسكتوا أيها الناس؛ فإن فينا رسول الله، فهو يأمر فينفذ لأمره، فأنزل الله {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} ". قلت: وفي إسناده زيد بن أسلم معروف بالإرسال، ولم يصرح بالسماع من ابن سعد بن معاذ. هذا وقد ذكره الحافظ ابن كثير 2/327 عن زيد بن أسلم مرسلا، ثم قال: وهذا غريب. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/609 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم، به. قلت: وقد صحّ هذا الحديث من غير هذا الوجه - كما سيأتي في سورة النور في قصة الإفك - برقم1872، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 [571] أخرج أحمد من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه "أن قوما أتوا المدينة فأسلموا، فأصابهم الوباء فرجعوا، واستقبلهم ناس من الصحابة فأخبروهم، فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لا، فنزلت1. [572] وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سلمة مرسلا2.   1 فتح الباري 7/356. أخرجه الإمام أحمد 1/192 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه - بنحوه مطولا. وفي إسناده محمد بن إسحاق، وهو مدلّس، ولم يصرح بالسماع. ثم إن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه - كما تقدم في ترجمته -. ولكنه توبع عند ابن أبي حاتم - كما يأتي في الذي بعده، إلا أنه أيضا مرسل. 2 فتح الباري 7/356. أخرجه رقم5742 من طريق إسماعيل بن عبيد الله بن أبي سفيان، أن ابن شهاب حدّثه، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن - فذكر الحديث نحوه. هكذا أرسله ولم يذكر "عبد الرحمن بن عوف" في الإسناد. قلت: والصحيح في سبب نزولها ما أخرجه البخاري رقم4050، وغيره من حديث زيد بن ثابت، قال: "لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة أحد، رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة تقول نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الحديث. وهذا الذي رجّحه ابن حجر، بينما رجّح إمام المفسرين أبو جعفر ابن جرير الطبري القول الثاني القائل بأنها نزلت في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم كانوا ارتدوا عن الإسلام بعد إسلامهم من أهل مكة. ولهذا قال ابن حجر - بعد ترجيحه لما دلت عليه رواية البخاري -: "ويحتمل أن تكون نزلت في الأمرين جميعا ". انظر: تفسير الطبري 9/13، وفتح الباري 7/356. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} الآية: 90 [573] وفي رواية الحسن عن سراقة قال: فبلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي، فأتيته فقلت: أحب أن توادع قومي، فإن أسلم قومك أسلموا، وإلا أمنت منهم، ففعل ذلك، قال: ففيهم نزلت {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} الآية1. قوله تعالى: {جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} [574] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 7/242. الحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/613 ونسبه إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل عن الحسن، به مطولا. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه رقم18461 - في المغازي، ما قالوا في مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وقدوم من قدم -، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 2/327 كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، به مطولا. ولفظه "أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال: لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد وأسلم من حولهم، قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج، فأتيته فقلت: أنشدك النعمة، فقالوا: صه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه، ما تريد"؟ قال: بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإسلام، وإن لم يسلموا لم تخشن قلوب قومك عليهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد بن الوليد فقال: "اذهب معه فافعل ما يريد" فصالحهم خالد على ألا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، فأنزل الله {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} ". وزاد في المصنف عند ابن أبي شيبة 14/232، والسيوطي في الدر المنثور 2/613 "حتى بلغ {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم". وزاد ابن أبي شيبة في روايته "قال الحسن: فالذين حصرت صدورهم بنو مدلج، فمن وصل إلى بني مدلج من غيرهم كان في مثل عهدهم". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 في قوله: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} قال: ضاقت1. [575] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد أنها نزلت في هلال ابن عويمر الأسلمي، وكان بينه وبين المسلمين عهد، وقصده ناس من قومه فكره أن يقاتل المسلمين وكره أن يقاتل قومه2. قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} الآية: 92 [576] ذكر ابن إسحاق في السيرة سبب نزولها عن عبد الرحمن ابن الحارث بن عبد الله بن عياش - بتحتانية وشين معجمة - أي ابن ربيعة المخزومي 3 قال: "قال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق4: نزلت هذه الآية في جدك عياش بن أبي ربيعة والحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي وكان يؤذيهم بمكة وهو كافر، فلما هاجر المسلمون أسلم الحارث وأقبل مهاجراً حتى إذا كان بظاهر الحرة لقيه عياش بن أبي ربيعة فظنه على شركه   1 فتح الباري 8/356. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/197 عن أبيه، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/256. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5760 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه مختصرا. وليس عنده "وكان بينه وبين المسلمين عهد، وقصده ناس من قومه". والباقي نحوه. 3 عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، أبو الحارث المدني، صدوق له أوهام، مات سنة ثلاث وأربعين، وله ثلاث وستون سنة. سئل يحيى بن معين عنه فقال: صالح. انظر ترجمته في الجرح والتعديل 5/224، والتقريب 1/476. 4 القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي، ثقة، أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه، مات سنة ست ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر: التقريب 2/120. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 فعلاه بالسيف حتى قتله، فنزلت1، روى هذه القصة أبو يعلى من طريق حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن ابن القاسم2 عن أبيه فذكرها مرسلة أيضا، وزاد في السند "عبد الرحمن ابن القاسم"3. [577] وأخرج ابن أبي حاتم في التفسير من طريق سعيد بن جبير أن عياش بن أبي ربيعة حلف ليقتلن الحارث بن يزيد إن ظفر به، فذكر نحوه4. [578] ومن طريق مجاهد نحوه، لكن لم يسم الحارث، وفي سياقه ما يدل على أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم ثم خرج فقتله عياش بن أبي ربيعة5.   1 فتح الباري 12/212. لم أقف عليه مسنداً، وهو مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. 2 عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، التيمي، أبو محمد المدني، ثقة جليل، قال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه، مات سنة ست وعشرين ومائة، وقيل بعدها. أخرج له الجماعة. التقريب 1/495. 3 فتح الباري 12/212. 4 فتح الباري 12/212. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5782 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، به. وفيه "وكان الحارث يومئذ مشركا، وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش، فلقيه بالمدينة فقتله وكان قتله ذلك خطأ". 5 فتح الباري 12/212. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5781 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - فذكره. ولفظه "قال قوله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً} عياش بن أبي ربيعة قتل رجلا مؤمن كان يعذبه هو وأبو جهل وهو أخوه لأمه في أبتاع النبي صلى الله عليه وسلم، وعياش يحسب أن ذاك الرجل كافر كما هو، وكان عياش هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا، جاءه أبو جهل وهو أخوه لأمه، فقال: إن أمك تناشدك رحمها وحقها أن ترجع إليها، وهي أسماء بنت مخرمة، فأقبل معه فربطه أبو جهل، حتى قدم به مكة، فلما رآه الكفار زادهم كفراً وافتتاناً، فقالوا: إن أبا جهل ليقدر من محمد على ما يشاء ويأخذ أصحابه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} الآية: 93 [579] أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} قال: نزلت في مقيس بن ضبابة، وكان أسلم هو وأخوه هشام، فقتل هشاما رجل من الأنصار غِيْلة1 فلم يُعرف، فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يأمرهم أن يدفعوا إلى مقيس دية أخيه ففعلوا، فأخذ الدية وقتل الرسول ولحق بمكة مرتداً، فنزلت فيه. وهو ممن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح2. [580] وأخرج إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" بسند حسن أن هذه الآية لما نزلت قال المهاجرون والأنصار وجبت، حتى نزل {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 3 4.   1 أي في خُفية واغتيال، وغِيْلة: فِعْلة من الاغتيال، وهو أن يُخدع ويُقتَل في موضع لا يراه فيه أحد. النهاية 3/403 مادة "غيل". 2 فتح الباري 8/258. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5816 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء ابن دينار، عن سعيد بن جبير - نحوه مطولا. وليس فيه "وهو ممن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح"، وفي آخره "وروي عن عكرمة أنه قال: له توبة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/623 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وانظر التعليق على رقم 141، وما سيأتي برقم 590. 3 الآية 48 من هذه السورة. 4 فتح الباري 12/188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية: 94 [581] وصل البزار والدارقطني في "الأفراد" والطبراني في "الكبير"، من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدمي عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فأهوى إليه المقداد فقتله، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا مقداد، قتلت رجلا قال لا إله إلا الله، كيف لك بلا إله إلاّ الله غدا؟ ". وأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمقداد: "كان رجلا مؤمنا يخفي إيمانه مع كفار قوم، فأظهر إيمانه فقتلته، فكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة من قبل"، قال الدارقطني: تفرد به حبيب وتفرد به أبو بكر عنه1.   1 فتح الباري 8/258، 12/190. أورده ابن حجر في التفسيرمختصرا، وفي الديات بأطول منه، وسقته بسياق واحد. وذكره البخاري في "الديات" عنه تعليقا مختصرا، ولفظه "وقال حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للمقداد: "إذا كان رجل ممن يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهره فقلته ... " الحديث. والحديث أخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم2202 والطبراني في الكبير ج12/رقم12379 كلاهما من طريق جعفر بن سلمة الوراق، ثنا أبو بكر بن علي ابن مقدم، ثنا حبيب بن أبي عمرة، به نحوه. قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس، ولا له عنه إلا هذا الطريق. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/11-12 وقال: رواه البزار وإسناده جيد. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/633 ونسبه إلى البزار والدارقطني في الإفراد والطبراني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 [582] وقد تابع أبا بكر سفيان الثوري، لكنه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عنه. ولفظ وكيع بسنده عن سعيد بن جبير "خرج المقداد بن الأسود في سرية" فذكر الحديث مختصرا إلى قوله "فنزلت"1. [583] وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك2. [584] روى ابن إسحاق في "المغازي"، وأخرجه أحمد من طريقه عن عبد الله ابن أبي حدرد الأسلمي3 قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلم بن جثّامة، فمر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا، فحمل عليه محلم فقتله، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم   1 فتح الباري 12/191. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/124-125، رقم8989 و 12/377، رقم14050 حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير - مرسلا. وأخرجه ابن جرير رقم10224 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، به مرسلا أيضا، ولفظه " قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} قال: خرج المقداد بن الأسود في سرية، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فمرّوا برجل في غنيمة له، فقال: إني مسلم، فقتله المقداد، فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال: الغنيمة". وابن وكيع - شيخ الطبري - وإن كان ضعيفا إلا أنه تابعه ابن أبي شيبة في روايته عن وكيع كما رأيت. 2 فتح الباري 12/191. لم أهتد إليه في تفسير الطبري. 3 عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلمي، واسم أبي حدرد سلامة بن عُمير. له صحبة، يكنى أبا محمد، وأول مشاهده الحديبية وخيبر وما بعدها. توفي سنة إحدى وسبعين زمن مصعب بن الزبير. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/211-212، رقم2890، والإصابة 4/48، رقم4640. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 وأخبرناه الخبر نزل القرآن" فذكر هذه الآية1. [585] وأخرجها ابن إسحاق من طريق ابن عمر أتم سياقا من هذا، وزاد أنه كان بين عامر ومحلم عداوة في الجاهلية2. [586] وفي رواية سماك3 عن عكرمة عن ابن عباس عند أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه "مر رجل من بني سليم بنفر من الصحابة وهو يسوق غنما له فسلم عليهم، وقالوا: ما سلم علينا إلا ليتعوذ منا، فعمدوا له فقتلوه، وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت4.   1 فتح الباري 8/259. أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام 4/1483 ومن طريقه كل من ابن أبي شيبة في مصنفه 14/547،رقم18859، والإمام أحمد 6/11 وابن جرير رقم10212 قال - أي ابن إسحاق - حدثني يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن القعقاع بن عبد الله ابن أبي حَدْرَد، عن أبيه عبد الله بن حدرد - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/633 وزاد نسبته إلى ابن سعد وابن أبي شيبة والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل. 2 فتح الباري 8/259. قال ابن حجر: وهذه عندي قصة أخرى، ولا مانع أن تنزل الآية في الأمرين معا. أما هذا الحديث فأخرجه ابن جرير رقم10211 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر - فذكره مطولا نحو رواية عبد الله بن أبي حدرد. وفيه "وكانت بينهم حِنّة في الجاهلية" - أي حقد -. وقد ذكره ابن كثير 2/338 برواية ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/633 مختصرا، ونسبه إلى ابن جرير أيضا. 3 سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي، أبو المغيرة، صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره، فكان ربما يلقن. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. التقريب 1/332. 4 فتح الباري 8/258. أخرجه أحمد 1/229، 272 والترمذي رقم3030 وابن جرير رقم10217 والحاكم 2/235 كلهم من طرق عن إسرائيل، عن سماك، به. قال الترمذي: حديث حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 [587] روى الثعلبي من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، أن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك، وأن اسم القاتل أسامة بن زيد، وأن اسم أمير السرية غالب بن فضالة الليثي، وأن قوم مرداس لما أنهزموا بقي هو وحده وكان ألجأ غنمه بجبل، فلما لحقوه قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقتله أسامة بن زيد، فلما رجعوا نزلت الآية1. [588] وكذا أخرج الطبري من طريق السدي نحوه2. [589] وأخرجه عبد بن حميد من طريق قتادة نحوه، وفي آخره "لأن تحية المسلمين السلام بها يتعارفون3.   = قلت: رواية سماك عن عكرمة خاصة فيها اضطراب كما سبق، لكنه توبع عليه، فقد أخرج الشيخان البخاري: 4591، ومسلم: 3025 وغيرهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} قال: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} . فالحديث حسن لغيره. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2426. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/632 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة والطبراني وعبد بن حميد وابن المنذر. 1 فتح الباري 8/258. ضعيف الإسناد؛ فإن الكلبي ضعيف بل متروك، وكذا أبو صالح ضعيف. 2 فتح الباري 8/258-259. أخرجه ابن جرير رقم10221 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكره مطولا نحو رواية الكلبي. 3 فتح الباري 8/258، 259. ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/634 عن قتادة، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. ولفظه "قال قتادة في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} قال: هذا الحديث في شأن مرداس، رجل من غطفان، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا عليهم غالب الليثي إلى أهل فدك، وبه ناس من غطفان، وكان مرداس منهم، ففر أصحابه فقال مرداس: إني مؤمن وإني غير متبعكم. فصبّحته الخيل غدوة، فلما لقوه سلم عيلهم مرداس، فتلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه، وأخذوا ما كان معه من متاع، فأنزل الله في شأنه {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} لأن تحية المسلمين السلام، بها يتعارفون، وبها يحيي بعضهم بعضا". وقد أخرجه ابن جرير رقم10220 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 [590] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: "أنزلت هذه الآية: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ} في مرداس"1. قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} الآية:95 [591] وقد أخرج الترمذي من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني عبد الكريم2 سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن ابن عباس أنه قال: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} عن بدر والخارجون إلى بدر، لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش3   1 فتح الباري 8/259. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5828 حدثنا إبراهيم بن عتيق الدمشقي، ثنا مروان يعني ابن محمد الطاطري، ثنا ابن لهيعة، حدثني أبو الزبير، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/634 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقد حسنه ابن حجر قائلا: وهذا شاهد حسن. فتح الباري 8/259. 2 عبد الكريم بن مالك الجزري، أبو سعيد مولى بني أمية، وهو الخضري، ثقة، مات سنة سبع وعشرين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/516. 3 وقع في رواية الطبري "أبو أحمد بن جحش"، وجزم ابن حجر بأنه هو الصواب. وقال: فإن عبد الله أخوه، وأما هو فاسمه "عبد" بغير إضافة، وهو مشهور بكنيته. اهـ. وعبد الله بن جحش لم يكن أعمى، وقد شهد بدرا، وقتل يوم أحد. ومترجم في أسد الغابة 3/194 رقم2858 والإصابة 4/31 رقم4601، وأخوه "أبو أحمد" مترجم أيضا في أسد الغابة 6/5، رقم5669 والإصابة 7/5 رقم9509 وفيهما "وكان أبو أحمد ضريرا، يطوف بمكة أعلاها وأسفلها بغير قائد، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان ابن حرب، وشهد بدراً والمشاهد. وانظر: تفسير الطبري 9/92 الحاشية. وهما أخوان لأم المؤمنين زينب بنت جحش. وأمهم أُميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 وابن أم مكتوم الأعميان: يا رسول الله هل لنا رخصة؟ فنزلت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} . فهؤلاء القاعدون غبر أولي الضرر: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ} على القاعدين من المؤمنين غبر أولي الضرر1. [592] وفي حديث الفَلَتان بن عاصم2 في هذه القصة "قال: فقال   1 فتح الباري 8/262. أخرجه الترمذي رقم3032 عن شيخه الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا الحجاج بن محمد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. وأخرجه ابن جرير رقم10242 من طريق الحسين - وهو سنيد - عن حجاج، به مثله بدون قوله "فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر ... "إلخ. وقد بين ابن حجر أن هذا القدر - أعني من قوله "فهؤلاء القاعدون ... " - مدرج في الخبر من كلام ابن جريج. والحديث ذكره ابن كثير 2/341 برواية الترمذي، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 2/641 وزاد نسبته إلى النسائي وابن المنذر والبيهقي في سننه. هذا وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري رقم4595 مختصرا، ولفظه "لايستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إلى بدر". 2 الفَلَتَان - بفتح الفاء واللام وبمثناة فوقانية - ابن عاصم الجرمي، صحابي. قال البخاري وابن أبي حاتم وابن السكن وابن حبان: له صحبة، قال البغوي: سكن المدينة، وقال ابن حبان: عداده في الكوفيين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/351 رقم4242، والإصابة 5/288-289 رقم7021. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 الأعمى: ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا له إنه يوحى إليه، فخاف أن ينزل في أمره شيء، فجعل يقول: أتوب إلى الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب: "اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ، أخرجه البزار والطبراني وصححه ابن حبان1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} الآية:97 [593] وفي رواية عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عند ابن المنذر والطبري "كان قوم من أهل مكة قد أسلموا وكانوا يخفون الإسلام، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر، فأصيب بعضهم ببعض، فقال المسلمون: هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت2. فكتبوا بها إلى من بقي بمكة   1 فتح الباري 8/261. أخرجه أبو يعلى رقم1583 والبزار كشف الأستار، رقم2203 والطبراني في الكبير ج18/رقم856 وابن حبان الإحسان، رقم4712 كلهم من طريق إبراهيم بن الحجاج، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، قال: حدثني أبي، عن خالي الفلتان بن عاصم، به نحوه. وأوله "قال: كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه ذاب بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وبصره قلبه لما جاء من الله، فلما فرغ قال لكاتب: " اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" الآية، فقام الأعمى فقال: ما ذنبنا؟ الحديث. والحديث إسناده صحيح، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/273 و 7/12 وقال: رواه أبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أبي يعلى ثقات، كما قوّى الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده في تعليقه على الإحسان 11/11. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/641-642 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد. وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب، عند البخاري رقم4593 وغيره. ولفظه " قال: لما نزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} . 2 أي هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} الآية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 منهم وأنهم لا عذر لهم، فخرجوا فلحقهم المشركون ففتنوهم فرجعوا فنزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت:10] فكتب إليهم المسلمون بذلك فحزنوا، فنزلت: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} الآية [النحل:110] ، فكتبوا إليهم بذلك، فخرجوا فلحقوهم، فنجا من نجا وقتل من قتل1. قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً} الآية: 100 [594] وروى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله: {مُرَاغَماً} قال: متحولا2. [595] وكذا أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس3.   1 فتح الباري 8/263. أخرجه ابن جرير رقم10260 وابن أبي حاتم رقم5863 قالا: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا محمد بن شريك المكي، عن عمرو بن دينار، به. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. وقد نقله ابن كثير 2/342-343 برواية ابن أبي حاتم، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/646 وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه. 2 فتح الباري 8/256. أخرجه عبد الرزاق 1/169 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير رقم10299 من وجه آخر عن معمر، به. 3 فتح الباري 8/256. أخرجه ابن جرير رقم10296 وابن أبي حاتم رقم5878 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/650 وزاد نسبته إلى ابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [596] وقد روى الطبري من طريق سعيد بن جبير والسدي وغيرهما أن الآية نزلت في رجل كان مسلما مقيما بمكة، فلما سمع قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} 1 قال لأهله وهو مريض أخرجوني إلى جهة المدينة فأخرجوه فمات في الطريق، فنزلت2. قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 101 [597] وقد سأل يعلى بن أمية الصحابي3 عمر بن الخطاب عن قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فذكر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:   1 من الآية 97 من السورة نفسها. 2 فتح الباري 6/18. أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير رقم10282 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير - نحوه. وسمىّ ذلك الرجل المسلم بأنه "رجل من خزاعة يقال له ضمرة ابن العيص" أو "العيص بن ضمرة بن زنباع". قال ابن حجر: واسمه ضمرة على الصحيح. انظر: الفتح 6/18. وأما أثر السدي فأخرجه رقم10290 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد ابن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - بنحوه. وفيه تسمية ذلك الرجل المسلم بأنه "ضمرة بن جندب الضمري". 3 يعلى بن أمية بن أبي عُبيدة بن همّام التميمي، حليف قريش، صحابي مشهور، مات سنة بضع وأربعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/486، رقم5647، والتقريب 2/377. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته"، أخرجه مسلم1. قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ... وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً} الآية:102 [598] وروى أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث أبي عياش الزرقي2 قال "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعُسْفان3 فصلى بنا الظهر وعلى المشركين يومئذ خالد ابن الوليد، فقالوا: لقد أصبنا منهم غفلة، ثم قال: إن لهم صلاة بعد هذه هي أحب إليهم من أموالهم وأبنائهم، فنزلت صلاة الخوف بين الظهر والعصر، فصلى بنا العصر ففرقنا فرقتين" الحديث4.   1 فتح الباري 2/430. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم686-4 - أول صلاة المسافرين وقصرها - بسنده إلى يعلى بن أمية، به. وفيه أنه تلا هذه الآية، فقال: أقد أمن الناس؟ فقال عمر: عجبت مما عجبت منه! فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ... الحديث. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/655 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الجارود وابن خزيمة والطحاوي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان كلهم عن يعلى بن أمية. 2 أبو عيّاش الزُّرقي الأنصاري، اسمه زيد بن الصامت، ويقال ابن النعمان، ويقال اسمه عبيد بن معاوية، وقيل عبد الرحمن بن معاوية بن الصامت. صحابي شهد أحداً وما بعدها، ويقال إنه عاش إلى خلافة معاوية. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/229، رقم6144، والإصابة 7/245، رقم10315، والتقريب 2/458. 3 عُسْفَان - بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وآخره نون - فُعْلان، وهي بلدة على 80 كيلا من مكة شمالا على الجادة إلى المدينة، وهي مجمع ثلاث طرق مُزَفّتة: طريق إلى المدينة وقبيله إلى مكة، وآخر إلى جدة. وهي منهلة من مناهل الطريق، وهي حدّ تهامة. انظر: معجم البلدان 4/137، رقم8395، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص 208. 4 فتح الباري 7/423. أخرجه الإمام أحمد 4/60، وأبو داود رقم1236 - في الصلاة، باب صلاة الخوف -، والنسائي 3/176-177، رقم1550 - في صلاة الخوف -، = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 [599] عند الطيالسي وغيره "أن المشركين قالوا: دعوهم فإن لهم صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم، قال فنزل جبريل فأخبره، فصلى بأصحابه العصر، وصفهم صفين" فذكر صفة صلاة الخوف1. [600] وقد أخرج مسلم من طريق زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال "غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلونا قتالا شديدا، فلما أن صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة واحدة لأفظعناهم، فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال وقالوا: ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد" فذكر الحديث2.   = وابن جرير رقم10378، وابن حبان الإحسان، رقم2876، والحاكم 1/337-338 كلهم من طرق عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي، به. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 7/245 في ترجمة أبي عياش باختصار، ونسبه إلى أبي داود والنسائي، ثم قال: وسنده جيد. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/659 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدراقطني والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي عياش الزرقي. 1 فتح الباري 7/423. أخرجه أبو داود الطيالسي رقم1347 حدثنا ورقاء، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي، به. وفيه أنه قال "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر فقال المشركون: إن لهم صلاة بعد هذا أحب إليهم من أبنائهم وأموالهم وأنفسهم، يعنون صلاة العصر، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر فأخبره ونزلت هذه الآية {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} الآية، فحضرت العصر فصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه صفين وعليهم السلاح ... الحديث. 2 فتح الباري 7/423. أخرجه مسلم في صحيحه رقم84-308 - في صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الخوف - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، به. فذكره صفة صلاة الخوف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/665 نحوه، ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق أبي الزبير عن جابر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} الآية: 103 [601] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {مَوْقُوتاً} قال: مفروضا1. [602] عن مجاهد {مَوْقُوتاً} قال: مفروضا2. قوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً} الآية: 117 [603] وعن الحسن البصري: لم يكن حي من أحياء العرب إلا ولهم صنم يعبدونه يسمى أنثى بني فلان3.   1 فتح الباري 8/256. أخرجه ابن أبي حاتم رقم5917 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/6، 9 وعزاه إلى ابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 2/3. أخرجه ابن جرير رقم10390 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/667 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. 3 فتح الباري 8/257. أخرجه سعيد بن منصور رقم688 عن نوح بن قيس الحُدّاني، عن أبي رجاء محمد ابن سيف، عن الحسن، به. وزاد في آخره، فأنزل الله عز وجل {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً} . وأخرجه ابن جرير رقم10438 و10439 من طريق يزيد بن هارون ومسلم بن إبراهيم، كلاهما عن نوح بن قيس، به. وهو مرسل مع صحة إسناده. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/687 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 [604] وفي رواية عبد الله بن أحمد في مسند أبيه عن أبي بن كعب في هذه الآية قال: "مع كل صنم جنية " ورواته ثقات. ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي حاتم1. [605] وروى ابن أبي حاتم من طريق قتادة في قوله: {مَرِيداً} قال: متمردا على2 معصية الله3. قوله تعالى: {فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} الآية: 119 [606] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم4.   1 فتح الباري 8/257. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه المسند 5/135 عن هدبة بن عبد الوهاب، ومحمود بن غيلان، قالا: ثنا الفضل بن موسى، أنا حسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، به. وقال ابن حجر - كما في الأعلى -: ورواته ثقات. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم5970 حدثنا أبي، عم محمود بن غيلان، به مثله. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/686 وعزاه لعبد الله في الزوائد وابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في المختارة. 2 ومعناه: استمر على معصية الله، يقال: مَرَدَ على الشيء: أي مَرَنَ واستمرّ. انظر: القاموس باب الدال، فصل الميم، ص 288. 3 فتح الباري 8/257. أخرجه ابن جرير رقم10443 وابن أبي حاتم رقم5977 كلاهما من طريق يزيد ابن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة - مثله. وزاد ابن أبي حاتم "لعنه الله". والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/688 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/257. أخرجه عبد الرزاق 1/173 بهذا الإسناد. وزاد في أوله "التبكيك في البحيرة والسائبة" وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/688 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} الآية: 123 [607] ولمسلم من طريق محمد بن قيس بن مخرمة1 عن أبي هريرة "لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قاربوا وسددوا، ففي كل ما يُصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها" 2. [608] وأخرج أحمد وصححه ابن حبان من طريق عبيد بن عمير عن عائشة "أن رجلا تلا هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} فقال: إنا لنجزى بكل ما عملناه؟ هلكنا إذاً، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "نعم يُجْزَى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يُؤذِيه" 3. [609] وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان أيضا من حديث أبي بكر   1 محمد بن قيس بن مَخرمة، ابن المطلب المطلبي، يقال له رؤية، ذكره ابن حجر في القسم الثاني من الإصابة 6/201، رقم8330، وقد وثقه أبو داود وغيره. وانظر: التقريب 2/202. 2 فتح الباري 10/104. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم2574 - في البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك - بسنده إلى محمد بن قيس بن مخرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/697 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه. 3 فتح الباري 10/104. أخرجه الإمام أحمد 6/65-66 من طريق هارون بن معروف، وابن حبان الإحسان، رقم2923 من طريق حرملة بن يحيى، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن يزيد بن أبي يزيد حدثه، عن عُبيد بن عمير، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/15 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 الصديق أنه قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} ؟ فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تحزن؟ " قال: قلت: بلى، قال: "هو ما تجزون به" 1. قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} الآية: 127 [610] وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: كان لجابر بنت عم دميمة، ولها مال ورثته عن أبيها، وكان جابر يرغب عن نكاحها، ولا ينكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت2. قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [611] عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} قال: نزلت في الغنية والمعدمة3.   1 فتح الباري 10/104. أخرجه أحمد 1/11 وابن جرير الأرقام 10524-10527، وأبو يعلى الأرقام 98-101 والحاكم 3/74-75 وابن حبان الإحسان، رقم2910 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زُهير الثقفي، عن أبي بكر الصديق، به. وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. و"أبو بكر بن أبي زهير الثقفي من صغار التابعين لم يسمع من أبي بكر الصديق، فسنده منقطع، ولكن له شواهد. وانظرتفسير ابن كثير 2/370. 2 فتح الباري 8/265. أخرجه ابن جرير رقم10552 من طريق أسباط، عن السدي - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/708 ولم ينسبه إلا إلى ابن جرير. 3 فتح الباري 8/240. ولم يعزه إلى أحد. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} الآية: 128 [612] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً} قال: يعني البغض1. [613] وعن علي: نزلت في المرأة تكون عند الرجل تكره مفارقته، فيصطلحان على أن يجيئها كل ثلاثة أيام أو أربعة2.   = ولم أجده بهذا اللفظ، وعند ابن جرير عنه، نحوه؛ فقد أخرجه رقم10543 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرني الحجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع سعيد بن جبير يقول - فذكر تفسير الآية مطولا، وفي آخره قال: "وكان الولي إذا كانت المرأة ذات جمال ومال رغب فيها ونكحها واستأثر بها، وإذا لم تكن ذات جمال ومال أنكحها ولم يَنْكِحها". قال ابن حجر: والمروي هنا عن عائشة - يريد رواية البخاري عن عروة في الباب - أوضح في أن الآية الأولى - وهي قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} - نزلت في الغنية، وهذه الآية نزلت في المعدمة. ولفظه "عن عروة أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} فقالت: يا ابن أختي، هذه اليتيمة تكون في حجر وليّها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليُّها أن يتزوجها بغير أن يُقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يُعطيها غيرُه، فنُهوا عن أن يَنكحوهنّ إلا أن يُقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق، فأُمِروا أن يَنكِحوا ما طاب لهم من النساء سواهن .... قالت عائشة: وقول الله في آية أخرى {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال، قالت: فنهوا أن ينكحوا عن من رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إذا كنّ قليلات المال والجمال". 1 فتح الباري 8/265. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6039 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/266. ولم يعزه ابن حجر إلى أحد. لم أجده بهذا اللفظ. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 2/711 عن علي بن أبي طالب نحوه، ولفظه "أنه سئل عن هذه الآية فقال: هو الرجل عنده امرأتان، فتكون إحداهما قد عجزت أو تكون دميمة فيريد فراقها، فتصالحه على أن يكون عندها ليلة وعند الأخرى ليالي ولا يفارقها، فما طابت به نفسها فلا بأس به، فإن رجعت سوّى بينهما. وقد نسبه السيوطي إلى الطيالسي وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي. وقد أخرج ابن جرير الأرقام 10575-10578 من طرق عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي - نحو ما ذكره السيوطي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 [614] وروى الحاكم من طريق ابن المسيب عن رافع بن خديج "أنه كانت تحته امرأة، فتزوج عليه شابة، فآثر البكر عليها، فنازعته فطلقها ثم قال لها إن شئت راجعتك وصبرت، فقالت: راجعني، فراجعها، ثم لم تصبر فطلقها، قال: فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله أنزل فيه هذه الآية1. [615] وروى الترمذي من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! لا تطلقني، واجعل يومي لعائشة ففعل، ونزلت هذه الآية" وقال: حسن غريب2.   1 فتح الباري 8/266. أخرجه عبد الرزاق 1/175 ومن طريقه كل من ابن جرير رقم10600 والحاكم 2/308-309 عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار، به بنحوه. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/711 وزاد نسبته إلى مالك وعبد بن حميد وابن المنذر. 2 فتح الباري 8/266. أخرجه أبو داود الطيالسي رقم2683 والترمذي رقم3040 وابن جرير رقم10608 والطبراني في الكبير ج11/رقم11746 كلهم من طريق سماك، به نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سننن الترمذي رقم2434. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/710 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والبيهقي في سننه. قلت: وقد تقدم القول بأن في رواية سماك، عن عكرمة فيها اضطرابا. ولكن للحديث شاهد في الصحيحين من حديث عائشة بدون ذكر الآية. ولفظه "قالت: لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة". أخرجاه من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عنها البخاري، في النكاح، باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها، وكيف يقسم ذلك، رقم 5213، ومسلم، في الرضاع، باب جواز هبة نوبتها لضرتها، رقم1463-47. وعند ابن سعد في الطبقات 8/53 من حديث الواقدي، عن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، به نحوه، وفيه "وفي ذلك نزلت {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً} الآية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 [616] روى أبو داود عن أحمد بن يونس1 عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد2 عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم " الحديث، وفيه "ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! يومي لعائشة، فقبل ذلك منها، ففيها وأشباهها نزلت: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً} الآية3.   1 هو أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس الكوفي التميمي اليربوعي، وقد ينسب إلى جده، روى عن الثوري وابن عيينة وابن أبي الزناد وخلق، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والباقون. ثقة حافظ، مات سنة سبع وعشرين بعد المائتين، وهو ابن أربع وتسعين سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/44، والتقريب 1/19. 2 عبد الرحمن بن أبي الزناد، عبد الله بن ذكوان، المدني، مولى قريش، صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيها، مات سنة أربع وسبعين، وله أربع وسبعون سنة. انظر: التقريب 1/479-480. 3 فتح الباري 9/313. أخرجه أبو داود رقم2135 - في النكاح، باب في القسم بين النساء - حدثنا أحمد ابن يونس، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. وأخرجه الحاكم 2/186 من طريق أحمد بن يونس، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم1868 وقال: "حسن صحيح". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/710 ونسبه إلى ابن سعد وأبي داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 قوله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} [617] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} قال: هواه في الشيء يحرص عليه1. قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} الآية: 129 [618] وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا} الآية، قال: في الحب والجماع2. [619] وعن عبيدة بن عمرو السلماني 3 مثله4. قوله تعالى: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [260] وصل ابن أبي حاتم بإسناد صحيح من طريق يزيد النحوي عن   1 فتح الباري 8/265. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم10625 وابن أبي حاتم رقم6051 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/712 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي. 2 فتح الباري 9/313. أخرجه البيهقي 7/298، وابن جرير رقم10636 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي - مثله. 3 عبيدة بن عمرو السلماني المرادي أو عمرو الكوفي، تابعي كبير، أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يلقه. وروى عن علي وابن مسعود وابن الزبير. روى عنه محمد ابن سيرين وغيره. ثقة ثبت، كان شريح إذا أشكل عليه شيء سأله، والصحيح أنه مات قبل سنة سبعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/78، والتقريب 1/547. 4 فتح الباري 9/313. أخرجه ابن جرير الأرقام 10627-10630 و10632، 10633 من طرق عن محمد ابن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السلماني، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} : قال لا هي أيِّم1 ولا ذات زوج2. قوله تعالى: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} الآية:135 [621] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} قال: تلووا ألسنتكم بشهادة أو تعرضوا عنها3. [622] ومن طريق العوفي عن ابن عباس في قوله في هذه الآية قال: تلوي لسانك بغير الحق وهي، اللَّجاجة، فلا تقيم الشهادة على وجهها، و"الإعراض" عنها الترك4. [623] وعن مجاهد من طرق حاصلها أنه فسّر اللي بالتحريف، والإعراض بالترك5.   1 الأيم - بفتح الهمزة وتشديد التحتانية - هي التي لا زوج لها. فتح الباري 8/265. 2 فتح الباري 8/265. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6063 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، أنبأ الحسين بن واقد، أنبأ يزيد النحوي، به. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره في تغليق التعليق 4/199 برواية ابن أبي حاتم، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/713 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/256 و5/262. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم10684 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/714 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي. 4 فتح الباري 5/263. أخرجه ابن جرير رقم10685 من طريق عطية العوفي، عنه، به. 5 فتح الباري 5/263. أخرجه ابن جرير الأرقام 10686-10688 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه - بمعناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 [624] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أن تدخل في شهادتك ما يبطلها أو تعرض عنها فلا تشهدها1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} الآية: 137 [625] فسر ابن عباس فيما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عنه، بأن المراد من مات منهم على ذلك2. قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} الآية: 145 [626] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الدرك الأسفل: النار3. قوله تعالى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} الآية:148 [627] روى الطبري من طريق السدي قال في قوله: {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} أي فانتصر بمثل ما ظُلم به، فليس عليه ملام4.   1 فتح الباري 8/256. أخرجه عبد الرزاق 1/176 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 12/273. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6114 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس. ولفظه "في قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً} قال: تموا على كفرهم حتى ماتوا". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/717 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 فتح الباري 8/266. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم10744 وابن أبي حاتم رقم6155 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/722 ونسبه إليهما. 4 فتح الباري 5/99. أخرجه ابن جرير رقم10762 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. ولفظه "فليس عليه جناح" بدل "فليس عليه ملام". قال ابن حجر: وفي الباب حديث أخرجه النسائي وابن ماجه بإسناد حسن من طريق التيمي عن عروة عن عائشة قالت: دخلت على زينب بنت جحش فسبتني، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فأبت، فقال لي: سبيها، فسببتها حتى جف ريقها في فمها، فرأيت وجهه يتهلل. فتح الباري 5/99. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 [628] وعن مجاهد {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} فانتصر، فإن له أن يجهر بالسوء1. [629] وعنه نزلت في رجل نزل بقوم فلم يُضَيِّفوه، فرخص له أن يقول فيهم2. [630] وعن ابن عباس المراد بالجهر من القول الدعاء، فرخص للمظلوم أن يدعو على من ظلمه3. قوله تعالى: {أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ} الآية: 149 [631] أخرج الطبري من طريق السدي في قوله {أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ} أي عن ظلم4.   1 فتح الباري 5/99. أخرجه ابن جرير رقم10756 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه رقم10757 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، مثله. 2 فتح الباري 5/99. أخرجه ابن جرير الأرقام 10758-10761 من طرق عن مجاهد - نحوه. ونزولها في واقعة عين لا يمنع حملها على عمومها، كما أوضح ذلك ابن حجر. انظر: فتح الباري 5/99. 3 فتح الباري 5/99. أخرجه ابن جرير 10749 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه، به. 4 فتح الباري 5/100. لم أجده في تفسير الطبري، ولا وجدت من ذكره غير ابن حجر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 [632] وعن الحسن: رخص له إذا سبه أحد أن يسبه1. قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية:159 [633] رواه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد صحيح {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي إلا ليؤمن بعيسى قبل موت عيسى2. [634] ومن طريق أبي رجاء عن الحسن قال: قبل موت عيسى: والله إنه الآن لحي ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون3. قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} الآية: 171 [635] في تفسير عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: "كلمته" كن فكان4.   1 فتح الباري 5/100. لم أجده في تفسير الطبري، ولا في غيره. 2 فتح الباري 6/492. أخرجه ابن جرير رقم10794 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، به. وصحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وأخرجه رقم10795 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، به. وابن وكيع ضعيف، لكنه توبع عليه في رواية ابن بشار عن عبد الرحمن كما رأيت. 3 فتح الباري 6/492. أخرجه ابن جرير رقم10798 حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، به. 4 فتح الباري 6/474. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/177 به سنداً ومتناً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 قوله تعالى: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ} الآية: 172 [636] وقد وصل ابن أبي حاتم بإسناد صحيح من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ} قال: يستكبر1 2. [637] وأسند الطبري عن قتادة قال: يحتشم3. قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ ... } الآية:176 [638] أخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر الصديق قال: الكلالة من لم يرثه أب ولا ابن4.   1 "يستنكف": وهو استفعال من النكف، وهو الأنفة، يقال: نكفتُ من كذا واستنكفتُ منه: أنفتُ، والمراد دفع ذلك عنه، وأصله من نكفتُ الشيء نحّيته، ومنه نكفت الدمع بالإصبع إذا منعته من الجري على الخدّ. انظر: المفردات ص 596 مادة "نكف"، ومعاني القرآن للزجاج 2/136، وفتح الباري 8/237. 2 فتح الباري 8/237. قال ابن حجر: وهو عجيب؛ فإن في الآية عطف الاستكبار على الاستنكاف فالظاهر أنه غيره، ويمكن أن يحمل على التوكيد. والأثر أخرجه ابن أبي حاتم رقم6317 حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنبأ هشام ابن يوسف، عن ابن جريج، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 3 فتح الباري 8/237. أخرجه ابن جرير رقم10856 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - مثله. 4 فتح الباري 8/268. قال ابن حجر: وهو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. هذا ولم أجده عند ابن أبي شيبة في مصنفه بهذا اللفظ، فقد أخرج 11/415، رقم1146 عن أبي معاوية، عن عاصم، عن الشعبي، قال: قال أبو بكر: رأيت في الكلالة رأيا، فإن يك صوابا فمن الله، وإن يك خطأ فمن قِبَلِي والشيطان؛ الكلالة ما عدا الولد والوالد. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 2/756 عن أبي بكر الصديق نحوه، ولفظه "قال: من مات ليس له ولد ولا والد فورثته كلالة، فضج منه علي ثم رجع إلى قوله" وقد نسبه السيوطي إلى عبد بن حميد فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 [639] وروى عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عمرو ابن شرحبيل قال: ما رأيتهم إلا تواطئوا على ذلك1، وهذا إسناد صحيح2. [640] وعن عطاء: الكلالة هي المال3. [641] ولكثرة الاختلاف فيها صح عن عمر أنه قال: لم أقل في الكلالة شيئا4. [642] وفي النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر قال: "اشتكيت، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أوصي لأخواتي بالثلث؟ قال: "أحسن"، قلت: بالشطر، قال: "أحسن". ثم خرج ثم دخل علي فقال: "لا أراك تموت من وجعك هذا، إن الله أنزل وبين ما لأخواتك وهو الثلثان"، فكان جابر يقول: نزلت هذه الآية فيّ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} 5.   1 أي أن الكلالة من لا ولد له ولا والد. 2 فتح الباري 8/268. أخرجه عبد الرزاق 1/177 به سندا ومتنا. وقد صحح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/756 ولم ينسبه إلاّ إلى عبد الرزاق. 3 فتح الباري 8/268. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. 4 فتح الباري 8/268. 5 فتح الباري 8/268 و12/4. قال ابن حجر: وهذه قصة أخرى لجابر غير التي تقدمت في أول تفسير سورة النساء فيما يظهر لي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/755 ونسبه إلى ابن سعد والنسائي وابن جرير والبيهقي في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 [643] وعن ابن عباس قال: لا ترث الأخت إلا إذا لم تكن بنت، لقوله تعالى: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ} 1. [644] أخرج البيهقي بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص: استفتوا عن ميراث غيرهم من الإخوة فنزلت2. [645] وقد أخرج أبو داود في "المراسيل" من وجه آخر عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن "جاء رجل فقال: يا رسول الله، ما الكلالة؟ قال: من لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلالة"3. [646] ووقع في صحيح مسلم عن عمر أنه خطب ثم قال "إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة، وما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما راجعته في الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري فقال: ألا يكفيك آية الصيف التي   1 فتح الباري 8/268. ولم يعزه إلى أحد. 2 فتح الباري 12/4. 3 فتح الباري 12/26. أخرجه أبو داود في "المراسيل" - 58 باب الكلالة - عن حسين بن علي الأسود، عن يحيى ابن آدم، عن عمارة بن رزيق، عن عمرو بن عبد الله بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، بهذا. وأخرجه الحاكم 4/336 من طريق يحيى ابن عبد الحميد الحماني، ثنا يحيى بن آدم، بهذا الإسناد موصولا عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: الحماني ضعيف. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/754 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي داود في المراسيل والبيهقي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ثم نسبه إلى الحاكم موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 في آخر سورة النساء1.   1 فتح الباري 12/26. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1617-9 - في الفرائض، باب ميراث الكلالة -، بسنده إلى معدان بن أبي طلحة قال: إن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة. الحديث. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/754 ونسبه إلى مالك ومسلم وابن جرير والبيهقي عن عمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 سورة المائدة قوله تعالى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} الآية: 3 [647] وصل ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله: {النُّصُبِ} قال: أنصاب يذبحون عليها1.   1 فتح الباري 8/277. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/204 ثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج بن محمد، أخبرني ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء، به مثله. وعطاء هو الخراساني ولم يسمع من ابن عباس، لذا فهو منقطع. قال ابن حجر في معرض بيان حال مَنْ نقل عنه التفسير من التابعين ومن بعدهم: "والذين اشتهر عنهم القول في ذلك - أي التفسير - من التابعين أصحاب ابن عباس، وفيهم ثقات وضعفاء، فذكر من الثقات "ومن طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، ثم قال: لكن فيما يتعلق بالبقرة وآل عمران، وما عدا ذلك يكون عطاء هو الخراساني، وهو لم يسمع من ابن عباس، فيكون منقطعا، إلا إن صرح ابن جريج بأنه عطاء بن أبي رباح " انظر: مقدمة العجاب 1/208-209. هذا ولم أجد في تفسير ابن أبي حاتم بهذا اللفظ، فقد أخرجه عند قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ} [الآية:90] بالسند نفسه بلفظ "الأنصاب حجارة كانوا يذبحون لها". و"النُّصُب" واحد الأنصاب، وهي الحجارة التي كانوا يعبدونها"، كذا قال أبو عبيدة. وقال ابن قتيبة: هي حجارة أوصنم كانوا ينصبونها ويذبحون عندها، فينصب عليها دماء الذبائح. والأنصاب أيضا نَصْب - بفتح أوله ثم سكون - وهي الأصنام. ورجّح الطبري بأن النصب هي الأوثان من الحجارة، كان المشركون يقربون لها، وليست بأصنام. وأخرج عدة روايات تدلّ على هذا المعنى. انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/152 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 140-141، وجامع البيان 9/508. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 قوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ} [648] وصل ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس {بِالْأَزْلامِ} القداح يقتسمون بها في الأمور1. [649] وروى الطبري من طريق سعيد بن جبير قال: الأزلام حصى بيض2. [650] ومن طريق مجاهد قال: حجارة مكتوب عليها3.   1 فتح الباري 8/277. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6754 حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج بن محمد، أنا ابن جريج وعثمان بن عطاء، عن عطاء، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/204 به سندا ومتنا. قال ابن أبي حاتم: وروي عن الحسن ومجاهد وعطاء وإبراهيم ومقاتل بن حيان نحو ذلك. وقد صحّح إسناده الشيخ بدر الدين العيني في عمدة القارئ 18/208 قائلا: ورواه أبو محمد ابن أبي حاتم بسند صحيح نحوه!. قلت: وفي تصحيحه نظر؛ فكيف يكون صحيحا مع ما في إسناده من الانقطاع بين عطاء وابن عباس. ولعله ظن أن المراد بعطاء هو ابن أبي رباح. وانظر التعليق على ما قبله. فائدة: قال ابن جرير: كانوا في الجاهلية يعمدون إلى ثلاثة سهام، على أحدها مكتوب "افعل" وعلى الثاني "لا تفعل" والثالث "غُفُل". وقال الفراء: كان على الواحد "أمرني ربي" وعلى الثاني "نهاني ربي" وعلى الثالث "غُفُل"، فإذا أراد أحدهم الأمر أخرج واحداً، فإن طلع الآمر فعل، أو الناهي ترك، أو الغفل أعاد. انظر: معاني القرآن للفراء 1/301، وجامع البيان 9/510. 2 فتح الباري 8/277. أخرجه ابن جرير رقم11059 عن ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن شريك، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، به. وزاد "كانوا يضربون بها". قلت: وإسناده ضعيف لضعف شيخ الطبري "ابن وكيع". 3 فتح الباري 8/277. أخرجه ابن جرير رقم11061 عن ابن وكيع، قال حدثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وزاد " يسمونها القداح". قلت: وإسناده ضعيف كسابقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 [651] وعنه كانوا يضربون بها لكل سفر وغزو وتجارة1. قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} الآية: 3 [652] أخرج الطبري بسند فيه ابن لهيعة عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت يوم الاثنين2. [653] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس أن اليوم المذكور ليس بمعلوم3.   1 فتح الباري 8/277. قال ابن حجر: وهذا محمول على غير التي كانت في الكعبة. والذي تحصل من كلام أهل النقل أن الأزلام كانت عندهم على ثلاثة أنحاء: أحدها لكل واحد، وهي ثلاثة كما تقدم. وثانيها للأحكام، وهي التي عند الكعبة، وكان عند كل كاهن وحاكم للعرب مثل ذلك. وثالثها قداح الميسر. انظر فتح الباري 8/277. والأثر أخرجه ابن جرير رقم11062 عن محمد بن عمرو، حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه رقم11063 من طريق شبل عن ابن أبي نجيح، به مثله. 2 فتح الباري 8/281. أخرجه ابن جرير رقم11109 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا محمد ابن حرب، قال حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش، عن ابن عباس - فذكره في حديث طويل. وقد ذكره ابن كثير 3/25 وقال: إنه أثر غريب، وإسناده ضعيف. ثم قال: ولعل ابن عباس أراد أنها نزلت يوم عيدين اثنين كما تقدم - يعني به ما ورد عن ابن عباس أنه قال "إنها نزلت في يوم عيدين اثنين: يوم عيد، ويوم جمعة" أخرجه الطبري برقم11098 - فاشتبه على الراوي، والله أعلم. اهـ. 3 فتح الباري 8/271. أخرجه ابن جرير رقم11113 حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس - نحوه. وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 [654] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَخْمَصَةٍ} قال: مجاعة1. [655] عند الترمذي من حديث ابن عباس" أن يهوديا سأله عن ذلك اليوم فقال: "نزلت في يوم عيدين، يوم جمعة ويوم عرفة"2. قوله تعالى: {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ} [656] نقل الطبري عن ابن عباس وغيره {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ} معناه: غير متعمد لإثم3. قوله تعالى: {مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} الآية: 4 [657] وأخرج سعيد بن منصور من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا أرسلت كلبك المعلم فسميت فأكل فلا تأكل، وإذا أكل قبل أن   1 فتح الباري 8/269. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/200-201 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. 2 فتح الباري 1/105. أخرجه الترمذي رقم3044 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة المائدة - حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار - فذكره. ولفظه "قال: قرأ ابن عباس {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه علينا لاتخذنا يومها عيداً، قال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيد في يوم جمعة ويوم عرفة". 3 فتح الباري 5/357. أخرجه ابن جرير رقم11119 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/20 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 يأتي صاحبه فليس بعالم لقول الله عز وجل: {مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} وينبغي إذا فعل ذلك أن يضربه حتى يدع ذلك الخُلُق1. قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} الآية: 5 [658] وصل البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} قال: ذبائحهم2. قوله تعالى: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} الآية: 6 [659] روى إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} قال: هو الجماع3. [660] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير بإسناد صحيح4.   1 فتح الباري 9/610. هكذا عزاه ابن حجر لسعيد بن منصور، مع أني لم أجده عنده في كتاب التفسير، ولعله في كتاب الصيد. والله أعلم. والأثر أخرجه ابن جرير رقم11162 حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أبو المعلى، عن سعيد بن جبير، به. 2 فتح الباري 9/637. أخرجه ابن جرير رقم11247، والبيهقي في سننه 9/282 كلاهما من طريق عبد الله ابن صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/24 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه. 3 فتح الباري 8/272. أخرجه إسماعيل القاضي كما في تغليق التعليق 4/203 عن مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/272. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/202 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} قال: هو الجماع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 [661] وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابن عباس قال: هو الجماع، ولكن الله يُعِفُّ1 ويُكْنِي2. [662] وروى عبد بن حميد من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: الملامسة والمباشرة والإفضاء والرفث والغشيان والجماع كله النكاح، ولكن الله يُكْنِي3. [663] وروى عبد الرزاق من طريق بكر بن عبد الله المزني قال: قال ابن عباس: إن الله حيي كريم يكني عما شاء، الدخول والتغشي والإفضاء والمباشرة والرفث واللمس: الجماع، إلا أن الله حيي كريم يكني بما شاء عما شاء. وإسناده صحيح4.   1 وقع في الفتح "يعفو"، والتصحيح من تفسير عبد الرزاق، وهو الأليق به هنا. 2 فتح الباري 8/272. أخرجه عبد الرزاق 1/184-185 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/272. أخرجه إسماعيل القاضي كما في تغليق التعليق 4/203 وابن المنذر فيما ذكره العيني في عمدة القارئ 18/200 كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، به نحوه. وذكر السيوطي في الدر المنثور 3/30-31 نحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 4 فتح الباري 9/158 و8/272. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه في النكاح، باب {وَرَبَائِبُكُمُ} 6/277، رقم10826 عن الثوري، عن عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عباس - نحوه. وأخرجه إسماعيل القاضي كما في تغليق التعليق 4/203 حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً} [664] روى الطبراني من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير1 عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى، فسقطت أيضا عقدي حتى حبس الناس على التماسه، فقال لي أبو بكر: يا بنية في كل سفر تكونين عناء وبلاء على الناس؟ فأنزل الله عز وجل الرخصة في تيمم، فقال أبو بكر: إنك لمباركة، ثلاثا. وفي إسناده محمد بن حميد الرازي، وفيه مقال2. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} الآية: 11 [665] ذكر موسى بن عقبة في المغازي قال: كانت النضير قد دسوا   1 عباد بن بن عبد الله بن الزبير بن العوّام، كان قاضي مكة زمن أبيه، وخليفته إذا حجّ، ثقة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/392. 2 فتح الباري 1/435. أخرجه الطبراني في الكبير ج 23/رقم159 حدثنا القاسم بن عباد الخطابي، ثنا محمد ابن حميد الرازي، ثنا سلمة بن الفضل وإبراهيم بن المختار، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، به نحوه. قال ابن حجر: "وفي إسناده محمد ابن حميد الرازي، وفيه مقال". قلت: وللحديث متابعة جيدة أخرجها البخاري رقم4608 بسنده عن عائشة قالت: سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل، فثنى رأسه في حجري راقداً، فأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال: حبستِ الناس في قلادة، فبي الموتُ لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني، وقد أوجعني، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ، وحضرت الصبح، فالتُمِسَ الماءُ فلم يوجد، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} إلى آخر الآية، فقال أسيد بن الحضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر، ما أنتم إلا بركة لهم". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 إلى قريش وحضوهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلّوهم على العورة، ثم ذكر مجيء النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرجلين وطلبه أن يعينوه في ديتهما، وهمّهم بالغدر به صلى الله عليه وسلم، قال: وفي ذلك نزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} الآية1. قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} الآية: 13 [666] عن قتادة في قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} قال: بنقضهم، أخرجه الطبري من طريقه2. ق وله تعالى: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} الآية: 14 [667] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد في قوله: {فَأَغْرَيْنَا} قال: ألقينا3.   1 فتح الباري 7/332. هذه الواقعة أخرجها ابن جرير رقم11557 من طريق محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر - فذكره بنحوه. وهذا مرسل، ثم إن ابن إسحاق مدلّس ولم يصرح بالتحديث. 2 فتح الباري 8/268. أخرجه ابن جرير رقم11584 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. وكذا قال أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/157 قال: والعرب تستعمل "ما" في كلامهم توكيدا، فإن كان الذي قبلها يجر أو يرفع أو ينصب عمل فيما بعدها. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/41 ونسبه إلى ابن جرير فقط. 3 فتح الباري 8/269. أخرجه آدم في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص190 نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - مثله، وزاد في آخره "يعني بين اليهود والنصارى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 قوله تعالى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} الآية:21 [668] عن ابن إسحاق: كتب لكم أي وهب لكم، أخرجه الطبري1. [669] وأخرج من طريق السدي أن معناه أمر2. قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً} الآية: 27 [670] وذكر السدي في تفسيره عن مشايخه بأسانيده أن سبب قتل قابيل لأخيه هابيل، أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن من ولده بأنثى الآخر، وأن أخت قابيل كانت أحسن من أخت هابيل، فأراد قابيل أن يستأثر أخته فمنعه آدم، فلما ألحّ عليه، أمرهما أن يقرّبا قربانا، فقرّب قابيل حزمة من زرع، وكان صاحب زرع، وقرّب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب مواشي، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل دون قابيل، وكان ذلك سبب الشر بينهما3.   1 فتح الباري 8/269. أخرجه ابن جرير رقم11653 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد ابن إسحاق، به. 2 فتح الباري 8/269. أخرجه ابن جرير رقم11654 حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. قال الطبري: والمراد أنه قدرها لسكنى بني إسرائيل في الجملة، فلا يرد كون المخاطبين بذلك لم يسكنوها؛ لأن المراد جنسهم، بل قد سكنها بعض أولئك كيوشع وهو ممن خوطب بذلك قطعا. انظر: جامع البيان 10/169، ونقله عنه ابن حجر في الفتح 8/269. 3 فتح الباري 6/369. أخرجه ابن جرير رقم11715 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي فيما ذكر، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه. والسدي ضعيف وقد تقدم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/54 - 55 عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة، ونسبه إلى ابن جرير فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ} الآية: 29 [671] روى الطبري من طريق مجاهد قال: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ} أن تكون عليك خطيئتك ودمي1. قوله تعالى: {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} الآية: 32 [672] أخرج الطبري عن الحسن ومجاهد وقتادة "قتل الناس جميعا، وأحيا الناس جميعا" معناه تغليظ الوزر والتعظيم في قتل المؤمن، ولفظ الحسن "إن قاتل النفس الواحد يصير إلى النار كما لو قتل الناس جميعا2.   1 فتح الباري 8/269. أخرجه ابن جرير رقم11733 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وزاد في آخره "تبوء بهما جميعا". 2 فتح الباري 12/192. هكذا جمع ابن حجر قول الثلاثة وساقها بسياق واحد، ثم قال ولفظ الحسن "إن قاتل النفس الواحد يصير إلى النار كما لو قتل الناس جميعا "، مع أن هذا القول لم يخرج الطبري عن الحسن، وإنما عن مجاهد. فأخرجه الأرقام11774-11778 من طريق خصيف وغيره عنه، بهذا اللفظ. نعم وقد أخرج - أي الطبري - عن الحسن وقتادة ما دلّ عليه اللفظ الأول، فأخرج رقم11799 من طريق عبد الرزاق، عن معمر قال: تلا قتادة {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} قال: عظم والله أمرها، وعظم والله وِزْرها! وأخرج رقم11801 من طريق سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سعيد ابن زيد، قال: سمعت خالداً أبا الفضل قال: سمعت الحسن تلا هذه الآية {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ} إلى قوله {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} ثم قال: عظَّم والله في الوزر كما تسمعون، ورغَّب والله في الأجر كما تسمعون! إذا ظننت، يا ابن آدم أنك لو قتلت الناس جميعا، فإن لك من عملك ما تفوز به من النار!! كذبتك والله نفسك، وكذبك الشيطان". هذا وقد اختار الطبري هذا القول ورجّحه. انظر: تفسير الطبري 10/240-241. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 [673] أخرج الطبري عن زيد بن أسلم: يجب عليه من القود بقتله المؤمن مثل ما يجب عليه لو قتل الناس جميعا؛ لأنه لا يكون عليه غير قتله واحدة فجميعهم1. [674] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَمَنْ أَحْيَاهَا} يعني من حرّم قتلها إلا بحق حَيِيَ الناس منه جميعا2. قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية: 33 أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة حديث العُرَنِيِّيْن 3 وفي آخره قال: "بلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية4.   1 فتح الباري 12/192. أخرجه ابن جرير رقم11787 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} فذكر نحوه، ثم قال: كان أبي يقول ذلك. 2 فتح الباري 8/270. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم11781، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/201 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. 3 العُرَنِيِّيْن: نسبة إلى عُرَينة، حي من قضاعة من القحطانية، وهي قبيلة من بَجِيلة. وعُرَينة وادٍ بين عرفات ومنى. الأنساب للسمعاني 4/182، ومعجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة 2/776. 4 فتح الباري 12/109. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 [676] ووقع مثله في حديث أبي هريرة1. [677] وأخرج الطبري من طريق روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس في آخر قصة العُرَنِيّين قال: فذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} 2.   = وهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فقال بعضهم: هذه الآية ناسخة لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله في أمر العرنيين من التمثيل بهم، وسمل أعينهم، وتركهم حتى ماتوا. فممن قال هذا محمد بن سيرين. وقال آخرون: بل ذلك حكم ثابت في نظرائهم أبداً. انظر للمزيد: الناسخ والمنسوخ للنحاس 2/274-278، وتفسير الطبري 10/252-253، وتفسير القرطبي 6/98-99. أما هذا الأثر فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه باب المحاربة 10/106-107، رقم18538 عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك. ولفظه قال: "أن نفراً من عكل وعرينة تكلموا في الإسلام فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه أنهم كانوا أهل ضرع، ولم يكونوا أهل ريف، فاجتووا المدينة وشكوا حمّاها فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذود، وأمر لهم براع، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة، كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم وساقوا الذود، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث الطلب في طلبهم، فأتي بهم، فسمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم، وتُركوا بناحية الحرة يقضموا حجارتها حتى ماتوا. قال قتادة: فبلغنا أن هذه الآية أنزلت فيهم {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية كلها". 1 فتح الباري 12/109. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 10/107، رقم18541 عن إبراهيم، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة. ولفظه قال: "قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رجال من بني فزارة قد ماتوا هزلاً، فأمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه، يشربوا منها حتى صحّوا، ثم غدوا على لقاحه فرسقوها، فطُلبوا فأُتِيَ بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. قال أبو هريرة فنزلت فيهم هذه الآية {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ، قال: فترك النبي صلى الله عليه وسلم سمل الأعين بعد". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/67 ونسبه إلى عبد الرزاق فقط. 2 فتح الباري 12/110. أخرجه ابن جرير رقم11808 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن أنس - فذكره قصة العرنيين. ولفظه قال: "إن رهطا من عُكل وعُرَينة أتوا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله أنا أهل ضَرْع ولم نكن أهل ريف، وإنا استوخمنا المدينة. فأمر لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بَذوْد وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها. فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الذود، وكفروا بعد إسلامهم. فأتِيَ بهم النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرّة حتى ماتوا. فذكر لنا - الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 [678] وأخرج نحوه من وجه آخر عن أنس1. [679] وأخرج الإسماعيلي هناك من طريق مروان بن معاوية عن معاوية بن أبي العباس عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال: هم من عُكَل2 3. [680] وصل ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير والحسن: المحاربة لله الكفر به4.   1 فتح الباري 12/110. أخرجه ابن جرير رقم11816، 11854 حدثنا عليّ بن سهل، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس بن مالك يسأله عن هذه الآية - فذكر نحوه. ولفظه "فكتب إليه أنس يخبره أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر العرنيين، وهم من بجيلة. قال أنس: فارتدوا عن الإسلام، وقتلوا الراعي، وساقوا الإبل، وأخافوا السبيل، وأصابوا الفرْج الحرام". 2 عُكَل: قبيلة من الرباب تُسْتحمق، يقولون لمن يستحمقمونه عُكَلِي. وهي بطن من طابخة، من العدنانية، وعكل اسم امرأة حضنت بني عو بن وائل بن عبد مناة بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مضر، فغلبت عليهم وسموا باسمها. انظر: معجم البلدان 4/161، رقم8505، والأنساب 2/396، والقاموس ص 932. 3 فتح الباري 12/110. ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/66-67 ونسبه إلى الحافظ عبد الغني في إيضاح الإشكال من طريق أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. 4 فتح الباري 8/274. وعلقه البخاري في ترجمة الباب ولم ينسبه لقائل. أخرجه ابن أبي حاتم كما في عمدة القارئ 18/203 حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى ابن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال: يعني بالمحاربة الكفر بعد الإسلام. وابن لهيعة ضعيف. وانظر التعليق على رقم 141. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} الآية: 41 [681] عند الطبري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ناشده قال "يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون أنك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك "وقال في آخر الحديث "ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ونزلت فيه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} الآية1.   1 فتح الباري 12/169. هذا جزء من حديث طويل رواه أبو هريرة، وأخرجه الطبري رقم11921 من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الزهري، قال: سمعت رجلا من مزينة يحدث، عن سعيد ابن المسيب، أن أبا هريرة حدثهم - فذكر الحديث بطوله. ولفظه قال: " إن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدارس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة من يهود قد أحصنت. فقالوا: انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فاسألوه كيف الحكم فيهما، وولُّوه الحكم عليهما، فإن عمل فيهما بعملكم من التحميم، وهو الجلد بحبل من ليف مطليّ بقارٍ، ثم يُسوّد وجوههما، ثم يُحملان على حمارين وتحوّل وجوههما من قِبَل دبر الحمار، فاتبعوه، فإنما هو ملك. وإن هو حكم فيهما بالرجم فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلُبكموه. فأتوه فقالوا: يا محمد هذا الرجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت، فاحكم فيهما، فقد وليّناك الحكم فيهما، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى أحبارهم في بيت المدارس، فقال: "يا مَعْشَرَ اليَهُودِ أخْرِجُوا إليّ أعْلَمَكُم " فأخرجوا إليه عبد الله بن صُورِيا الأعور. وقد روي بعض بني قريظة أنهم أخرجوا إليه يومئذٍ مع ابن صوريا أبا ياسر بن أخطب ووهب بن يهودا، فقالوا: هؤلاء علماؤنا فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حصل أمرهم، إلى أن قالوا لابن صوريا: هذا أعلم من بقي بالتوراة. فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان غلاما شابا من أحدثهم سناً، فألظّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة، يقول: "يا ابْنَ صُورِيا أنْشُدُك الله وأذكرك أيادِيه عِنْدَ بني إسْرائيل، هل تَعْلَمُ أنّ الله حَكَمَ فيمَنْ زَنَى بَعْدَ إحْصَانِهِ بالرّجْمِ في التّوْرَاة؟ " فقال: اللهمّ نعم! أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعلمون أنكّ نبيّ مرسل، ولكنهم يحسدونَك. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما فرُجما عند باب مسجده في بني عثمان بن غالب بن النجار. ثم كفر بعد ذلك ابن صُوريا، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} ". وإسناده ضعيف، ففيه راوٍ لم يسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 قوله تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} الآية: 42 [682] وأخرج أبو داود من طريق علي بن صالح بن حي1 عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان قريظة والنضير، وكان النضير أشرف من قريظة، فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلا من قريظة يُودى بمائة وسق من التمر، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجل من النضير رجلا من قريظة، فقالوا: ادفعوا لنا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم، فأتوه، فنزلت {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} والقسط: النفس بالنفس، ثم نزلت: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} 2.   1 علي بن صالح بن صالح بن حيّ الهمداني، أبو محمد، الكوفي، ثقة عابد، روى عن أبيه وأبي إسحاق السبيعي وسلمة بن كهيل وسماك بن حرب وغيرهم، وعنه عبيد الله بن موسى وغيره، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: التهذيب 7/292، والتقريب 2/38. 2 فتح الباري 12/210. أخرجه أبو داود في سننه رقم4494 - في الديات، باب النفس بالنفس -، والنسائي في سننه رقم4746 - في القسامة -، وابن أبي حاتم رقم6391، والحاكم 4/366-367 كلهم من طريق عبيد الله بن موسى، عن علي بن صالح، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير رقم11975 من طريق عبيد الله بن موسى، به مثله، دون قوله "والقسط: النفس بالنفس إلخ ". وصحّحه الشيخ الألباني في سنن أبي داود رقم3740. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/83 ونسبه إلى ابن أبي شيبة، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} الآية: 48 [683] أورد ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} قال: القرآن أمين على كل كتاب كان قبله1. [684] وروى عبد بن حميد من طريق أَرْبِدة التميمي2 عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} قال: مؤتمنا عليه3. [685] وساق البيهقي من طريق مجاهد قال: المهيمن الشاهد4.   1 فتح الباري 8/269 و13/366. وعزاه إلى البيهقي أيضا. أخرجه ابن جرير رقم12114 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/201-202 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن عليّ بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/95 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي. 2 أَرْبِدة - بسكون الراء بعدها موحدة مكسورة - ويقال: أربد التميمي المفسر، تابعي كوفي أصله من البصرة. روى عن ابن عباس، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو. وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. وذكره ابن أبي حاتم، وسكت عنه. وقال ابن حجر: صدوق. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 2/345، والتهذيب 1/173، والتقريب 1/50. 3 فتح الباري 8/269 و13/366. وعزاه إلى البيهقي أيضا. أخرجه عبد بن حميد كما في عمدة القارئ 18/197 حدثنا سليمان بن دواد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت التميمي، سمعت ابن عباس - فذكره. وأخرجه ابن جرير الأرقام 12102-12113 من طرق عن أبي إسحاق، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/95 ونسبه إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. 4 فتح الباري 13/366. أخرجه ابن جرير رقم12106 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به. وفي إسناده الحسين وهو سنيد ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/95 ونسبه إلى آدم بن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} - إلى قوله – {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} الآية:51 [686] وروى ابن إسحاق في المغازي عن أبيه1 عن عبادة بن الوليد2 عن عبادة ابن الصامت3 قال "لما حاربت بنو قينقاع قام بأمرهم عبد الله ابن أبي، فمشى عبادة بن الصامت، وكان له من حلفهم مثل الذي لعبد الله ابن أبي، فتبرأ عبادة منهم. قال: فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} - إلى قوله – {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} وكان عبد الله بن أبي لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنّ عليهم قال: يامحمد، إنهم منعوني من الأسود والأحمر، وإنّي امرؤ أخشى   1 هو إسحاق بن يسار المدني المطلبي، والد محمد صاحب المغازي، ثقة. روى له أبو داود في المراسيل. انظر ترجمته في: التهذيب 1/225، والتقريب 1/62. 2 عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، أبو الصامت المدني، ويقال له: عبد الله. روى عن أبيه وجده وعائشة وجابر بن عبد الله وغيرهم، وعنه ابن إسحاق وغيره. ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 5/100، والتقريب 1/396. 3 عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد المدني، أحد النقباء، صحابي بدري مشهور، قال ابن سعد: مات بالرملة من أرض الشام سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنهما. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى 7/387، أسد الغابة 3/158، رقم2791، والإصابة 3/505، رقم4515. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 الدوائر، فوهبهم له1. [687] وعند البيهقي من طريق عياض الأشعري2 عن أبي موسى أنه استكتب نصرانيا فانتهره عمر، وقرأ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} الآية. فقال أبو موسى: والله ما توليته، وإنما كان يكتب، فقال: أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب، لا تدنهم إذ أقصاهم الله، ولا تأتمنهم إذ خوّنهم الله، ولا تُعِزّهم بعد أن ذلّهم الله3.   1 فتح الباري 7/332. أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 2/810-811 ومن طريقه ابن جرير رقم12158، والبيهقي في الدلائل 3/174-175 قال: حدثني أبي إسحاق ابن يسار، عن عُبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت - قال: لما حاربت بنو قينقاع - فذكره بنحوه، ولم يقل "عن عبادة بن الصامت". وأخرجه ابن أبي حاتم رقم6506 بهذا الإسناد، وقال: "عن عبادة بن الوليد، عن عبادة بن الصامت". وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/98 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبادة ابن الوليد، أن عبادة بن الصامت قال - فذكره. 2 عياض بن عمرو الأشعري، قال ابن حبان له صحبة، وقال البغوي: يُشك في صحبته، وجزم أبو حاتم بأن حديثه مرسل، وأنه رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فيكون حديثه مرسلا. قال ابن حجر: صحابي له حديث. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/314، رقم4158، والإصابة 4/629، رقم6154، والتقريب 2/96. 3 فتح الباري 13/184. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6510 من طريق عمرو بن أبي قيس، والبيهقي في شعب الإيمان رقم9384 من طريق أسباط، كلاهما عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/100 بنحوه، وعزاه لابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} الآية: 67 [688] أخرج ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال "كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم شجرة وأظلها، فنزل تحت شجرة، فجاء رجل، فأخذ سيفه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ قال: الله. فأنزل الله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وهذا إسناد حسن1. [689] أخرج الترمذي من طريق عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} 2.   1 فتح الباري 6/98. أخرجه ابن حبان في صحيحه فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 3/146 من طريق مؤمل ابن إسماعيل، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/146 من طريق آدم، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/119 ونسبه إلى ابن حبان وابن مردويه. كما ذكره السيوطي في أسباب النزول ص 94-95 ونسبه إلى ابن حبان في صحيحه. هذا ولم أهتد إليه في صحيح ابن حبان، إلا أني وجدت فيه قصة الرجل الذي سلّ السيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله. انظر الإحسان 7/136-139. وحديث جابر هذا أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. انظر: البخاري كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر ومسلم، كتاب الفضائل، باب توكله على الله. 2 فتح الباري 13/219. أخرجه الترمذي رقم3046 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة المائدة - حدثنا عبد بن حميد، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحارث بن عبيد، عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق، به. وزاد في آخره "فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال لهم: "يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله". قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس، ولم يذكروا فيه عن عائشة". وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2440. وذكره ابن كثير 3/144 برواية ابن أبي حاتم، ثم أشار إلى رواية الترمذي وابن جرير والحاكم وسعيد بن منصور له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 [690] وأخرج الطبراني في الصغير من حديث أبي سعيد "كان العباس فيمن يحرس النبي صلى الله عليه وسلم، فلما نزلت هذه الآية ترك"1. قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} الآية: 68 [691] وقد روى ابن أبي حاتم أن الآية نزلت في سبب خاص، فأخرج بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال "جاء مالك ابن الصيف وجماعة من الأحبار فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملكة إبراهيم وتؤمن بما في التوراة وتشهد أنها حق؟ قال: بلى، ولكنكم كتمتم منها ما أمرتم ببيانه، فأنا أبرأ مما أحدثتموه. قالوا: فإنا نتمسك بما في أيدينا من الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا بما جئت به، فأنزل الله هذه الآية2.   1 فتح الباري 13/219. أخرجه الطبراني في الصغير الروض الداني 1/255، رقم418، وعنه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/144 قال: حدثنا حمد بن محمد بن حمد أبو نصر الكاتب البغدادي، حدثنا كردوس بن محمد الواسطي، حدثنا معلى بن عبد الرحمن، عن فضيل ابن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، به. قال الطبراني: لم يروه عن فضيل إلا المعلى، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد. اهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/20 وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، في إسناده "معلى بن عبد الرحمن"، متهم بالوضع. انظر: التقريب 2/265. 2 فتح الباري 8/269. أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام 1/602-603 ومن طريقه كل من ابن جرير رقم12284 وابن أبي حاتم رقم6618 حدثني محمد أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، به بنحوه. وقد حسن ابن حجر إسناده كما في الأعلى. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/120-121 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} الآية: 87 [692] في الترمذي محسنا من حديث ابن عباس "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إذا أكلت من هذا اللحم انتشرت، وإني حرمت عليَّ اللحم فنزلت"1. [693] وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في ناس قالوا: "نترك شهوات الدنيا ونسيح في الأرض" الحديث2.   1 فتح الباري 8/276. أخرجه الترمذي رقم3054 - في التفسير، باب "ومن سورة المائدة" -، وابن جرير رقم12350، وابن أبي حاتم رقم6687 كلهم من طريق أبي عاصم النبيل، حدثنا عثمان بن سعد، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس - نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلا، ليس فيه عن ابن عباس، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلا. صحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2441. والحديث ذكره ابن كثير 3/160 برواية ابن أبي حاتم، ثم أشار إلى تخريج الترمذي وابن جرير له. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/139 ونسبه إلى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل والطبراني وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/276. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6689 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. ولفظه "قال: نزلت هذه الآية في رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا نقطع مذاكيرنا ونترك شهوات الدنيا ونسيح في الأرض كما يفعل الرهبان. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فذكر لهم ذلك، فقالوا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي فهو مني ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني ". وذكره ابن كثير 3/160 برواية ابن أبي حاتم. وأخرجه ابن جرير رقم12346 من طريق علي بن أبي طلحة، به نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 [694] وعند ابن مردويه من طريق الحسن العرني 1 "كان علي في أناس ممن أرادوا أن يحرموا الشهوات، فنزلت الآية في المائدة2. [695] أخرج يزيد بن هارون في كتاب النكاح ومن طريقه البيهقي بسند صحيح عن يوسف بن ماهك3 "أن أعرابيا أتى ابن عباس فقال: إني جعلت امرأتي حراما، قال: ليست عليك بحرام. قال: أرأيت قول الله تعالى {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ} الآية؟ فقال ابن عباس: إن إسرائيل كان به عرق النسا فجعل على نفسه إن شفاه الله أن لا يأكل العروق من كل شيء، وليست بحرام يعني على هذه الأمة4. [696] أخرج الثوري في جامعه وابن المنذر من طريقه بسند صحيح عن ابن مسعود أنه جيء عنده بطعام فتنحى رجل فقال: إني حرمته أن لا آكله،   1 في الفتح "العدني" - بالدال المهملة - وهو تصحيف، وهو الحسن بن الحسين العرني الكوفي، روى عن شريك والمعلى بن عرفان وكادح بن جعفر، روى عنه ابنه الحسين وأحمد بن عثمان بن حكيم الأزدي. قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه فقال: لم يكن بصدوق عندهم، كان من رؤساء الشيعة. انظر: الجرح والتعديل 3/6. 2 فتح الباري 9/104. ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/143 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. والأثر ضعيف لما تقدم من حال الحسن العرني، فإنه متهم كما نقل عن أبي حاتم الرازي. والله أعلم. 3 يوسف بن مَاهِك بن بُهْزاد الفارسي، المكي مولى قريش، ثقة، مات سنة ست ومائة، وقيل قبل ذلك. انظر ترجمته في: التهذيب 11/370، والتقريب 2/382. 4 فتح الباري 9/372-373. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/351 عن أبي عبد الله الحافط - وهو الحاكم - أنا أبو العباس محمد ابن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 فقال: ادن فكل وكفر عن يمينك، ثم تلا هذه الآية إلى قوله: {وَلا تَعْتَدُوا} 1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الآية: 90، 93 [697] وقد أخرج أحمد ومسلم في سبب نزول هذه الآية عن سعد ابن أبي وقاص قال: صنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا الخمر قبل أن تحرم حتى سكرنا، فتفاخرنا، إلى أن قال: فنزلت: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} - إلى قوله -: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} 2. [698] وأخرج النسائي والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس أنه لما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من الأنصار شربوا، فلما ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أن صحوا جعل الرجل يرى في وجهه ورأسه الأثر فيقول: صنع هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فيقول: والله لو كان بي رحيما ما صنع بي هذا، حتى وقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل هذه   1 فتح الباري 11/575. أخرجه الثوري كما في تفسير ابن كثير 3/161، ومن طريقه ابن أبي حاتم رقم6691 عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: كنا عند عبد الله ابن مسعود - فذكر هـ. وأخرجه الحاكم 2/313-314 من طريق إسحاق بن راهويه، عن جرير، عن منصور، به. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 2 فتح الباري 8/278. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1748-43، 44 - في فضائل الصحابة، باب في فضائل سعد - بسنده عن سعد - نحوه مطولا. وهو في المسند 1/181، 186. وقد ذكره ابن كثير 3/176 برواية البيهقي مختصراً، ثم أشار إلى رواية مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} - إلى قوله -: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال: فقال ناس من المتكلفين1: هي رجس، وهي في بطن فلان وقد قتل يوم أحد، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} - إلى -: {الْمُحْسِنِينَ} إلى آخرها2. [699] وروى أصحاب السنن من طريق أبي ميسرة عن عمر أنه قال:   1 قال ابن حجر: روى البزار من حديث جابر أن الذين قالوا ذلك كانوا من اليهود. فتح الباري 8/278. قلت: وحديث جابر هذا أخرجه البزار في مسنده كما في تفسير ابن كثير 3/177 حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله يقول - فذكره. ولفظه "اصطبح ناس الخمر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قتلوا شهداء يوم أحد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قتلوا وهي في بطونهم، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} . قال البزار: وهذا إسناد صحيح. وقال ابن كثير بعد أن نقل قول البزار هذا "وهو كما قال، ولكن في سياقه غرابة". وأصل هذا الحديث في البخاري رقم4618 ولكن لم يذكر فيه قول اليهود ولا ذكر نزول الآية، ولفظه "قال جابر: صبحّ ناس غذاة أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعاً، وذلك قبل تحريمها". 2 فتح الباري 10/31 و8/279. أخرجه النسائي في تفسيره رقم171 وابن جرير رقم12522 والطبراني في الكبير رقم12459 والحاكم 4/141-142 والبيهقي في سننه 8/285-286 كلهم من طريق ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - نحوه. سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: صحيح على شرط مسلم. ونقل السيوطي عن الحاكم تصحيحه. كما صحح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/21 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وذكره ابن كثير 3/176 برواية البيهقي ثم أشار إلى رواية النسائي. وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/158-159 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في البقرة: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [الآية:219] فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في النساء: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [الآية:43] فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في المائدة: {فَاجْتَنِبُوهُ - إلى قوله -: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فقال عمر: انتهينا انتهينا، وصححه علي بن المديني والترمذي1. [700] وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة نحوه دون قصة عمر، لكن قال عند نزول آية البقرة "فقال الناس: ما حرّم علينا، فكانوا يشربون، حتى أم رجل أصحابه في المغرب فخلط في قراءته فنزلت الآية التي في النساء، فكانوا يشربون ولا يقرب الرجل الصلاة حتى يفيق، ثم نزلت آية المائدة فقالوا: يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم وكانوا يشربونها، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو حرّم عليهم لتركوه كما تركتموه" 2.   1 فتح الباري 8/279. أخرجه أحمد 1/53 وأبو داود رقم3670 والترمذي رقم3049 والنسائي رقم5555 وابن جرير رقم12512 والحاكم 2/278 كلهم من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر - نحوه. قال ابن حجر: صححه علي بن المديني والترمذي، وأشار إلى تصحيحهما الحافظ ابن كثير أيضا، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2443. هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/605 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ والضياء في المختارة وأبي يعلى والبيهقي والنحاس في الناسخ والمنسوخ. 2 فتح الباري 8/279-280. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 [701] وفي مسند الطيالسي من حديث ابن عمر نحوه، وقال "في الآية الأولى قيل حرّمت الخمر، فقالوا: دعنا يا رسول الله ننتفع بها، وفي الثانية فقيل حرمت الخمر، فقالوا: لا إنا لا نشربها قرب الصلاة، وقال في الثالثة فقالوا: يا رسول الله حرمت الخمر1. [702] وأخرج الطبراني وابن مردويه وصححه الحاكم من طريق   = أخرجه أحمد 2/351-352 حدثنا سُرَيج يعني ابن النعمان، حدثنا أبو معشر، عن أبي وهب مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، به. وأوله "قال: حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} إلى آخر الآية، فقال الناس: ما حرّم علينا ... الحديث. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/54 وقال: رواه أحمد، وأبو وهب مولى أبي هريرة لم يجرحه أحد ولم يوثقه، وأبو نجيح ضعيف لسوء حفظه، وقد وثقه غير واحد، وسريج ثقة. قلت: و"أبو معشر" اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي، - وليس أبو نجيح كما ذكر الهيثمي -. وللحديث شواهد تقدمت، فهو بهذه الشواهد ترتفع إلى درجة الحسن لغيره. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 3/157 ونسبه إلى أحمد فقط. 1 فتح الباري 8/280. أخرجه الطيالسي في مسنده رقم1957 حدثنا محمد بن أبي حميد، عن أبي توبة المصري، قال: سمعت ابن عمر يقول - فذكره. ولفظه "نزلت في الخمر ثلاث آيات، فأول شيء نزل {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} الآية [البقرة:219] ، فقيل: حرمت الخمر، فقيل يا رسول الله، دعنا ننتفع بها كما قال الله عز وجل، فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء:43] فقيل حرمت، فقالوا: لا يا رسول الله، إنا لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّمت الخمر ... الحديث. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/158-159 ونسبه إلى الطيالسي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 طلحة بن مُصَرِّف1 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزل تحريم الخمر مشى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض فقالوا: حرمت الخمر وجعلت عدلا للشرك2. قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا} الآية: 93 [703] وصل النسائي والطحاوي من طريق يحيى بن فليح3 عن ثور4 عن عكرمة عن ابن عباس مطولا ولفظه "إن الشُّرَّاب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنعال والعصا حتى توفي، فكانوا في خلافة أبي بكر   1 طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب اليامي، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الكوفي، روى عن أنس وعبد الله بن أبي أوفى وقرة بن شراحيل وخيثمة بن عبد الرحمن وسعيد ابن جبير ومجاهد وغيرهم، ثقة قارئ، فاضل، مات سنة ثلاث عشرة ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/23، والتقريب 1/389-380. 2 فتح الباري 10/31. قيل يشير إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية، فإن الأنصاب والأزلام من عمل المشركين بتزيين الشيطان، فنسب العمل إليه. قاله ابن حجر في الفتح 10/310. والأثر أخرجه الحاكم 4/144، والطبراني في الكبير ج 12/رقم12399 كلاهما من طريق الحسن ابن عمرو الفقيمي عن طلحة بن مصرف، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/55 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 3 يحيى بن فليح: ترجم له ابن حجر في اللسان 6/273 وقال: قال ابن حزم: مجهول، وقال مرة: ليس بالقوي. ولم يعقب عليه ابن حجر بشيء. 4 هو ثور بن زيد الديلي مولاهم المدني، روى عن أبي الزناد وعكرمة والحسن بن البصري، ثقة، مات سنة خمس وثلاثين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/29، والتقريب 1/120. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أكثر منهم، فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حدا، فتوخى نحو ماكانوا يضربون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فجلدهم أربعين حتى توفي، ثم كان عمر فجلدهم كذلك حتى أتي برجل " فذكر قصة وأنه تأول قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} وأن ابن عباس ناظره في ذلك واحتج ببقية الآية، وهو قوله تعالى: {إِذَا مَا اتَّقَوْا} والذي يرتكب ما حرّمه الله ليس بمتق، فقال عمر: ما ترون؟ فقال عليّ، فذكره وزاد بعد قوله: "وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فجلده ثمانين"1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} الآية: 95 [704] قيل السبب في نزول هذه الآية أن أبا اليَسْر قتل حمار وحش وهو محرم في عمرة الحديبية2   1 فتح الباري 12/69. أخرجه النسائي في الكبري 3/252، رقم5288، والحاكم 4/375، والبيهقي في السنن 8/320، 321 كلهم من حديث يحيى بن فليح أبي المغيرة الخزاعي، ثنا ثور ابن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس - بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي. قلت: وقد عرفت من ترجمة يحيى بن فليح أنه مجهول، فكيف يصحّ إسناده؟ هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/161 ونسبه إلى أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه. 2 الحُدَيبية: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء مشددة أو هي مخففة، قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها أصحابه بيعة الرضوان، وتقع على بعد 22 كيلا غرب مكة على طريق جدة القديم، وهو خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى. انظر: معجم البلدان 2/265، رقم3558، ومعجم المعالم الجغرافية ص 94. وعمرة الحديبية هي تلك العمرة التي أحرم النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية شهر ذي القعدة سنة ست للهجرة، خرج صلى الله عليه وسلم معتمراً لا يريد حربا وساق معه الهدي، فلما سمعت به قريش خرجوا إلى ذي طوى يعاهدون الله لا يدخلها عليهم أبداً. ثم جرى هناك الصلح بينه وبين سهيل بن عمرو. وأحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من إحرامه. انظر: سيرة ابن هشام 3/1133-1134. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 فنزلت، حكاه مقاتل في تفسيره1. قوله تعالى: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [705] أخرج الطبري بإسناد صحيح إلى عبد الله بن عبيد بن عمير2 قال: قال ابن عباس: الهدي شاة، فقيل له في ذلك، فقال: أنا أقرأ عليكم من كتاب الله ما تقودون به، ما في الظبي؟ قالوا: شاة، قال: فإن الله تعالى يقول: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} 3. قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} الآية: 96 [706] وصل الطبري من طريق أبي بكر بن حفص 4 عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} قال: طعامه ميتته5.   1 فتح الباري 4/21. لم أقف عليه مسنداً. 2 عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي، ثقة، استشهد غازيا سنة ثلاث عشرة. أخرج له مسلم والأربعة. التقريب 1/431. 3 فتح الباري 3/535. لم أهتد إليه في تفسير الطبري. 4 اسمه عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري أبو بكر المدني، مشهور بكنيته، ثقة، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/165، والتقريب 1/409. 5 فتح الباري 9/615. أخرجه ابن جرير رقم12697 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 [707] وأخرج عبد الرزاق من وجه آخر عن ابن عباس وذكر صيد البحر: لا تأكل منه طافيا. في سنده الأجلج وهو لين1. [708] وصل عبد الرزاق في التفسير عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: صيد الأنهار وقلات السيل أصيد بحر هو؟ قال: نعم، ثم تلا: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً} [فاطر:12] 2. قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ} الآية: 97 [709] وقد روى ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية فقال: لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة3. [710] وعن عطاء قال: {قِيَاماً لِلنَّاسِ} لو تركوه عاما لم ينظروا أن يهلكوا4.   1 فتح الباري 9/615. 2 فتح الباري 9/616. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 4/453، رقم8422 - في المناسك، باب صيد الأنهار - عن ابن جريج، به. 3 فتح الباري 3/455. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6857 عن أبيه، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، ثنا حماد، عن حميد، عن الحسن - مثله. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/202 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 3/455. لم أقف على من أسنده، وقد عطف ابن حجر على الرواية السابقة بالواو مما يوحي أنه عزاه لابن أبي حاتم، ولكن لم أجده فيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية:101 [711] روى الطبري من طريق أبي صالح عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان محمارّ وجهه حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟ 1 قال: "في النار". فقام آخر فقال: "من أبي؟ " فقال: "حذافة". فقام عمر - فذكر كلامه وزاد فيه - وبالقرآن إماما، قال: فسكن غضبه ونزلت هذه الآية2. [712] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الكريم عن عكرمة قال: نزلت في الذي سأل عن أبيه3. [713] وعن سعيد بن جبير في الذين سألوا عن البحيرة وغيرها4. [714] وعن مقسم فيما سأل الأمم أنبياءها عن الآيات5.   1 وقع في الفتح "أين أنا"، والتصحيح من تفسير الطبري وتفسير ابن كثير. 2 فتح الباري 8/281. أخرجه ابن جرير رقم12802 حدثنا الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا قيس، عن أبي حصين، عن أبي صالح، به. وكلام عمر المشار إليه في الحديث "فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما، إنا يا رسول الله، حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله يعلم مَن آباؤنا" - الحديث. والحديث نقله ابن كثير 3/199 عن الطبري، وقال: إسناده جيد، كما جوّده ابن حجر. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/205-206 ونسبه إلى ابن جرير والفريابي وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/282. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6879 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا كثير بن هشام، ثنا فرات ابن سلمان، عن عبد الكريم، به نحوه. 4 فتح الباري 8/282. ذكره ابن أبي حاتم عقب رواية عكرمة المتقدم من غير إسناد. 5 فتح الباري 8/282. هذا أيضا ذكره عقب رواية عكرمة المتقدم من غير إسناد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 [715] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطية قال "نهوا أن يسألوا مثل ما سأل النصارى من المائدة فأصبحوا بها كافرين1. [716] روى الترمذي من حديث علي قال "لما نزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فقال: "لا، ولو قلت نعم لوجبت". فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا} 2.   1 فتح الباري 8/282. أخرجه ابن أبي حاتم رقم6881 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس - بنحوه. والعوفي ضعيف. هذا وقد نقل ابن حجر عن الماوردي ترجيحه له، ثم قال: "وكأنه من حيث المعنى، لوقوع قصة المائدة في السورة بعد ذلك، واستبعد نزولها في قصة من سأل عن أبيه أو عن الحج كل عام، قال ابن حجر: وهو إغفال منه لما في الصحيح ". 2 فتح الباري 8/282. أخرجه الإمام أحمد 1/113 والترمذي رقم814 و3055 وابن ماجه رقم2884 والحاكم 2/293-294 كلهم من طريق منصور بن وردان الأسدي، حدثنا علي ابن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البَخْتَري، عن علي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث علي. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: مخول رافضي وعبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد. قلت: وفيه علة أخرى وهي الانقطاع؛ فأبو البختري - واسمه سعيد بن فيروز - لم يدرك عليا، كما بين ذلك البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم رقم الترجمة 115، والجرح والتعديل 4/54، وتهذيب التهذيب 4/65، والتقريب 1/303. وقد ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم134 و584 وقال: ضعيف. والحديث ذكره ابن كثير 3/200 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية الترمذي وابن ماجه، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/207 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 [717] وقد روى أحمد من حديث أبي هريرة والطبري من حديث أبي أمامة نحو حديث علي هذا1. [718] وكذا أخرجه من وجه ضعيف ومن آخر منقطع عن ابن عباس2. [719] أخرج الطبري وسعيد بن منصور من طريق خُصَيف3 عن   1 فتح الباري 8/282. أما حديث أبي هريرة فأخرجه الإمام أحمد 2/508 حدثنا يزيد، أنا الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد ابن زياد، عن أبي هريرة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض عليكم الحج فحجوا ... فذكر الحديث نحوه. ولكن ليس فيه ذكر لنزول الآية. نعم أخرجه ابن جرير رقم12804 من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة - فذكر نحو حديث محمد بن زياد، وفيه "فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حتى ختم الآية. و"إبراهيم بن مسلم الهجري" هذا ضعيف، لكنه متابع، كما يشهد له ما قبله وما بعده. وهو حديث أبي أمامة فأخرجه ابن جرير رقم12807 حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري، قال: حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر، حدثنا أبو مطيع معاوية ابن يحيى، عن صفوان بن عمر، حدثني سليم بن عامر، قال: سمعت أبا أمامة يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال: "كتب عليكم الحج" - فذكر نحوه بأطول منه سياقا. وقد نقله ابن كثير في تفسيره 3/201 وقال: في إسناده ضعف. 2 فتح الباري 8/282. أخرج ابن جرير رقم12808 من طريق عطية العوفي عن ابن عباس - بنحو حديث أبي أمامة، وفيه أن السائل رجل من بني أسد. والعوفي ضعيف. وأخرج رقم12809 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - نحوه. 3 خُصيف - بالصاد المهملة مصغرا، ابن عبد الرحمن الجزري، أبو عون، روى عن عطاء وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم، صدوق، سيء الحفظ، خلط بآخره، ورمي بالإرجاء، مات سنة سبع وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/123-124، والتقريب 1/224. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 مجاهد عن ابن عباس: أن المراد بالأشياء البحيرة والوصيلة والسائبة والحام. قال1 فكان عكرمة يقول: إنهم كانوا يسألون عن الآيات، فنهوا عن ذلك. قال: والمراد بالآيات نحو سؤال قريش أن يجعل الصفا لهم ذهبا، وسؤال اليهود أن ينزل عليهم كتابا من السماء ونحو ذلك2. [720] ذكر مسلم من رواية محمد بن زياد3 عن أبي هريرة "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا"، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم"، ثم قال: "ذروني ما تركتكم" الحديث4. وأخرجه الدارقطني مختصرا وزاد فيه فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ   1 القائل هو خصيف. 2 فتح الباري 8/282. أخرجه سعيد بن منصور رقم839، وأخرجه ابن جرير رقم12811 كلاهما من حديث عتاب بن بشير، عن خُصيف، به نحوه، بدون الزيادة من قوله "والمراد بالآيات نحو سؤال قريش " إلى آخره. وسنده ضعيف لما تقدم من حال خصيف كما أن رواية عتاب عنه منكرة هكذا قال الإمام أحمد. انظر: تهذيب التهذيب 7/84. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/208 وعزاه لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه. 3 محمد بن زياد القرشي الجُمَحي مولاهم، أبو الحارث المدني، نزيل البصرة، روى عن أبي هريرة وغيره، وعنه الربيع بن مسلم وغيره، ثقة ثبت، ربما دلس. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/149، والتقريب 2/162. 4 فتح الباري 13/260. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1337-412 - في الحج، باب فرض الحج مرة في العمر - حدثني زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد بن زياد، به. وليس فيه ذكر لنزول الآية. وأصله في صحيح البخاري رقم7288 من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بدون ذكر السبب، وبدون ذكر نزول الآية. ولفظه " قال صلى الله عليه وسلم: "دعوني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} 1. [721] وله شاهد عن ابن عباس عند الطبري في التفسير، فيه "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم، فاتركوني ما تركتكم" الحديث وفيه "فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية2. [722] وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: لما نزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ} الآية، كنا قد اتقينا أن نسأله صلى الله عليه وسلم فأتينا أعرابيا فرشوناه بردا وقلنا: سل النبي صلى الله عليه وسلم3.   1 فتح الباري 13/260. أخرجه الدارقطني 2/181، وابن خزيمة في صحيحه رقم2508، وابن حبان الإحسان، رقم3704 كلهم من طريق الربيع بن مسلم، قال: حدثني محمد بن زياد، به. وعندهم جميعا ذكر نزول الآية. 2 فتح الباري 13/260. أخرجه ابن جرير رقم12808 من طريق عطية العوفي، عنه، به. والعوفي ضعيف. وأخرج رقم12809 نحوه من طريق علي بن أبي طلحة، عنه. 3 فتح الباري 13/266. أخرجه الإمام أحمد 5/266 والطبراني في الكبير ج8/رقم7867 من طريق أبي المغيرة، عن معاوية ابن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم مولى بني يزيد، عن أبي أمامة - بنحوه مطولا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/204-205 وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير - وعند ابن ماجه طرف منه - وإسناد الطبراني أصح؛ لأن في إسناد أحمد علي بن يزيد، وهو ضعيف جداً، وهو عند الطبراني من طرق في بعضها الحجاج ابن أرطأة، وهو مدلس صدوق يكتب حديثه، وليس ممن يتعمد الكذب، والله أعلم. أهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 [723] نقل ابن عبد البر عن رواية مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته "لا يسألني أحد عن شيء إلا أخبرته، ولو سألني عن أبيه"، فقام عبد الله ابن حذافة، وذكر فيه عتاب أمه له وجوابه، وذكر فيه "فقام رجل فسأل عن الحج، فذكره، وفيه فقام سعد مولى شيبة فقال: من أنا يا رسول الله؟ قال: أنت سعد بن سالم مولى شيبة، فيه فقام رجل من بني أسد فقال: أين أنا؟ قال في النار. فذكر قصة عمر قال: فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ} الآية، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال1.   1 فتح الباري 13/270. هذا مجموع من عدة أحاديث أخرجها مسلم، وساقها ابن عبد البر - كما نقل عنه ابن حجر - بسياق واحد. فأخرج رقم2359-134 - في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس بن مالك، ولفظه "قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء. فخطب فقال: "عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"، قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه، قال: غطوّا رءوسهم، ولهم حنين، قال: فقام عمر، فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، قال: فقام ذاك الرجل فقال: من أبي؟ قال: "أبوك فلان"، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ". وأخرج رقم2359-137 من حديث أنس أيضا، ولفظه قال: "أن الناس سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال: "سلوني لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم" فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر قال أنس فجعلت ألتفت يمينا وشمالا فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي فأنشأ رجل من المسجد كان يلاحى فيدعى لغير أبيه فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: "أبوك حذافة" ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا عائذا بالله من سوء الفتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم أر كاليوم قط في الخير والشر إني صورت لي الجنة والنار فرأيتهما دون هذا الحائط". وأخرجه رقم2360-138 من حديث أبي موسى قال: "قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ} الآية: 103 [724] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: البحيرة من الإبل كانت الناقة إذا نتجت خمس بطون، فإن كان الخامس ذكرا كان للرجال دون النساء، وإن كانت أنثى بتكت أذنها ثم أرسلت فلم يخزوا لها وبراً ولم يشربواً لها لبناً ولم يركبوا لها ظهراً، وإن تكن ميتة فهم فيه شركاء: الرجال والنساء1. [725] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: السائبة كانوا يسيبون بعض إبلهم فلا تمنع حوضا أن تشرب فيه2. [726] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الوصيلة الشاة كانت إذا ولدت سبعة فإن كان السابع ذكرا ذبح وأكل وإن كان أنثى تركت وإن كان ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فترك ولم يذبح3.   = أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس: "سلوني عم شئتم" فقال رجل: مَنْ أبي؟ قال: "أبوك حذافة"، فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك سالم مولى شيبة" فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله وفي رواية أبي كريب قال: من أبي يا رسول الله قال: "أبوك سالم مولى شيبة". وأصله في البخاري رقم7295 من حديث أنس بن مالك مختصراً، ولفظه قال: "قال رجل يا نبي الله، من أبي؟ قال: "أبوك فلان"، ونزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ} الآية". 1 فتح الباري 8/284. أخرجه عبد الرزاق 1/197-198 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/284. أخرجه عبد الرزاق 1/197-198 به سندا ومتنا مع الأثر السابق في سياق واحد. 3 فتح الباري 8/284. أخرجه عبد الرزاق 1/197-198 به سندا ومتنا مع الأثرين السابقين في سياق واحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 [727] أخرج ابن مردويه من طريق خالد بن حميد المهري1 عن ابن الهاد - وهو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي - 2 عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رأيت عمرو ابن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار"، وكان أول من سيّب السوائب، والسائبة التي كانت تسيب فلا يحمل عليها شيء، والبحيرة التي يمنع درّها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس. والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تنثي ثانيا، فكانوا يسمونها للطواغيت3. قوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً} الآية: 107 [728] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة "فإن عثر على أنهما استحقا إثما: إن اطلع منهما على خيانة"4.   1 خالد بن حميد المَهْر أبو حميد الإسكندراني، ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: لا بأس به. مات سنة تسع وستين بعد المائة. أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وابن ماجه في التفسير. انظر ترجمته في: التهذيب 3/73، والتقريب 1/212. 2 يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، أبو عبد الله المدني، ثقة مكثر. مات سنة تسع وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: والتقريب 2/367. 3 فتح الباري 8/285. قال ابن حجر عقبه: وأخرجه أبو عوانة وابن أبي عاصم في "الأوائل" والبيهقي والطبراني من طرق عن الليث عن ابن الهاد بالمرفوع فقط. ثم عقبه قائلا: وظهر أن في رواية خالد بن حميد إدراجا، وأن التفسير من كلام سعيد بن المسيب، والله أعلم. والحديث أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/408 ثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن عصم، ثنا أبو حفص عمر بن حفص الوصابيّ، ثنا محمد بن حميد، ثنا خالد بن حميد المهري، به. 4 فتح الباري 5/410. أخرجه ابن جرير رقم19262 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به. وزاد في آخره "أنهما كذبا أو كتما". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 [729] وعن ابن عباس "أن الآية نزلت فيمن مات مسافرا وليس عنده أحد من المسلمين، فإن اتهما استحلفا، أخرجه الطبري بإسناد رجاله ثقات1. قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} الآية: 111 [730] وصل ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: سمي الحواريين لبياض ثيابهم، وإنهم كانوا صيادين، وإسناده صحيح إليه2. [731] وأخرج عن الضحاك أن الحواري هو الغسال بالنبطية، لكنهم يجعلون الحاء هاء3. [732] وعن قتادة: الحواري هو الذي يصلح للخلافة4. [733] وعنه: هو الوزير5.   1 فتح الباري 5/412. أخرجه ابن جرير رقم12946، 12947 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه - نحوه. 2 فتح الباري 7/80. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7006 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي عثمان النهدي عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عنه، به. 3 فتح الباري 7/80. أخرج ابن أبي حاتم رقم7008 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثن الوليد بن القاسم، عن جويبر، عن الضحاك - نحوه. ولم يذكر فيه قوله "هو الغسال"، وإنما قال: "مرّ عيسى عليه الصلاة والسلام بقوم ضالين فدعاهم فأجابوه قال: فلذلك سمّاهم الحواريين، قال: وبالنبطية هواري، وبالعربية المجور". وفي إسناده جويبر وهو ضعيف. 4 فتح الباري 7/80. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7009 حدثنا أبي، ثنا ابن الطباع، ثنا إسماعيل بن علية، عن روح بن القاسم، عن قتادة - نحوه. ولفظه "قال: الحواريون هم الزمق تصلح لهم الخلافة". 5 فتح الباري 7/80. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7010 من طريق عبد الرزاق، قال: معمر، قال قتادة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 [734] وعن ابن عيينة: هو الناصر، أخرجه الترمذي وغيره عنه1. [735] وعند الزبير بن بكار من طريق مسلمة بن عبد الله بن عروة2 مثله3. [736] وقال الزبير عن محمد بن سلام: سألت يونس بن حبيب عن الحواري: قال: الخالص4. [737] وعن ابن الكلبي: الحواري الخليل5.   1 فتح الباري 7/80. ذكره الترمذي في جامعه 5/604 - في المناقب، باب 24 - عقب حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حواريا وإن حواريّ الزبير بن العوام". 2 مسلمة بن عبد الله بن عروة بن الزبير، روى عن زيد بن أبي عتاب، عن أبي سلمة، روى عنه محمد بن عمر. قال ابن أبي حاتم: خط عليه أبي وقال: هذا هو الواقدي. انظر: الجرح والتعديل 8/270. 3 فتح الباري 7/80. ضعيف الإسناد، فإن مسلمة بن عبد الله بن عروة قد ضعّفه أبو حاتم كما تقدم في ترجمته. 4 فتح الباري 7/80. 5 فتح الباري 7/80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 سورة الأنعام قوله تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} الآية:2 [738] أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي في قوله: {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} أي تشكون1. قوله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} الآية: 9 [739] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} يقول: لشبهنا عليهم2. قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} الآية: 19 [740] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/290. أخرجه ابن جرير رقم13071 حدثني محمد بن الحسين، قال: أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، به. وأخرجه ابن أبي حاتم 7102 عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأزدي ثنا أحمد ابن مفضل، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/249 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن السديّ. 2 فتح الباري 8/287. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم13089 وابن أبي حاتم رقم7132 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/209 برواية ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/251 ونسبه إليهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 في قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} يعني أهل مكة، وقوله: {وَمَنْ بَلَغَ} قال: ومن بلغه هذا القرآن من الناس فهو له نذير1. قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} الآية: 23 [741] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} قال: معذرتهم2. [742] وقال معمر عن قتادة: {فِتْنَتُهُمْ} مقالتهم، قال3: وسمعت من يقول: معذرتهم، أخرجه عبد الرزاق4. [743] وأخرج عبد بن حميد، عن يونس5، عن شيبان عن قتادة في   1 فتح الباري 8/287. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم13125 وابن أبي حاتم رقم7161،7163 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/256 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات. 2 فتح الباري 8/287. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/208-209 وعمدة القاري 18/219 عن أبيه، حدثنا إبراهيم ابن موسى، أنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به. وقد سقطت هذه الرواية من تفسير ابن أبي حاتم - طبعة مكتبة الباز التجارية -. وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/258 ونسبه إليه وإلى ابن جرير. وأخرجه ابن جرير رقم13135 من طريق سنيد، ثني حجاج، عن ابن جريج، به بلفظ {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} قال: قولهم. وسنيد ضعيف. 3 القائل هو معمر: 4 فتح الباري 8/287. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/206 ومن طريق ابن جرير رقم13124 عن معمر، به سندا ومتنا. 5 يونس بن محمد بن مسلم البغدادي أبو محمد، الحافظ المؤدب، ثقة ثبت، مات سنة سبع ومئتين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 11/394 والتقريب 2/386. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} قال: معذرتهم1. قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} الآية: 25 [744] وقال معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} قال: يسمعون بآذانهم ولا يعون منها شيئا كمثل البهيمة تسمع القول ولا تدري ما يقال لها2. قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} الآية: 26 [745] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} قال: يتباعدون3.   1 فتح الباري 8/287. هذا إسناد صحيح. وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله بإسناد آخر. فأخرجه 13138 عن ابن بشار وابن المثنى كلا هما عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، به. وأخرجه 13139 من طريق يزيد النحوي عن سعيد ابن أبي عروبة عنه نحوه. 2 فتح الباري 8/288. ولم يعزه إلى مصدر. وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/208-209 ومن طريقه ابن جرير رقم13152 وابن أبي حاتم رقم7192 عن معمر، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/259 ونسبه إلى هؤلاء. 3 فتح الباري 8/287. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/209 عن أبيه، قال: حدثنا إبراهيم، حدثنا هشام، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن جرير رقم13160 من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/260 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق علي عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 [746] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة1. [747] وأخرجه من وجه آخر عن ابن عباس: نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتباعد عما جاء به. وصحّحه الحاكم من هذا الوجه2.   1 فتح الباري 8/287. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/205، به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير رقم13168 من طريق محمد بن ثور عن معمر عنه نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/261 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 8/287. ورد في تفسير هذه الآية قولان: هذا أحدهما - وهو من كان من المشركين ينهى أن يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم ويتباعد عما جاء به من الحق. والثاني: أن المراد أنهم ينهون الناس عن اتباع الحق، وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد للقرآن، ولا يتركون أحدا ينتفع. وهذا القول الثاني هو الذي رجحه الطبري 11/315 وابن كثير 3/242. وهو الذي صح عن ابن عباس فيما رواه ابن جرير رقم31360 من طريق علي ابن أبي طلحة عنه. وبه قال: محمد بن الحنفية ومجاهد وقتادة والضحاك وغير واحد. انظر تفسير ابن كثير 3/242. وأما هذا الأثر فقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/206، ومن طريق البيهقي في دلائل النبوة 2/340 وابن جرير رقم13170، 13171، 13172 من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس يقول - فذكره. وأخرجه سعيد ابن منصور في سننه رقم874 عن حماد بن شعيب عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس - فذكره. فالإسناد بهذا ضعيف لإبهام الواسطة بين حبيب وابن عباس. على أنه اختلف على حبيب بن أبي ثابت في هذا الحديث، فرواه حماد بن شعيب وسفيان الثوري وأبو محمد الأسدي ثلاثتهم عن حبيب، عمن سمع ابن عباس. وخالفهم قيس بن الربيع فلم يذكر واسطة بين حبيب وابن عباس، وإنما قال: عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس وكذا خالفهم حمزة بن حبيب فجعل الواسطة سعيد بن جبير ولذا فالإسناد مضطرب. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ} الآية: 35 [748] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {نَفَقاً} سربا1. قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} الآية: 46 [749] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {يَصْدِفُونَ} أي يعرضون عنها2. قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} الآية:59 [750] روى الطبري عن السدي قال: مفاتح الغيب خزائن الغيب3.   = والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/260 وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه. أما رواية حمزة بن حبيب، فأخرجها الحاكم 2/315 ومن طريق البيهقي في دلائل النبوة 2/340-341 من طريق علي بن حمشاد العدل - شيخ الحاكم - ثنا محمد بن منده الأصبهاني، ثنا بكر بن بكار، ثنا حمزة بن حبيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس - فذكر نحوه. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على التصحيح دون أن يذكر على أنه على شرط الشيخين. قلت: وقد ذهل الذهبي رحمه الله عن تعقب الحاكم، فإن بكر بن بكار ضعيف، ضعفه ابن معين وابن أبي حاتم والنسائي وغيرهم، وكذا الراوي عنه محمد بن منده ضعيف جدا. قال ابن أبي حاتم "لم يكن عندي بصدوق". انظر: الجرح والتعديل 2/382-383 و8/107 وميزان الاعتدال 1/343 رقم1274. 1 فتح الباري 8/266. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7245 حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/266 ونسبه إلى الطستي فقط. 2 فتح الباري 8/290. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/206-207، به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/291. أخرجه الطبري رقم13305 وابن أبي حاتم رقم7368 كلا هما من طريق أسباط عن السدي به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/277 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 [751] وروى الطبري من طريق ابن مسعود قال: أعطي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء إلاّ مفاتح الغيب1. قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} الآية: 65 [752] ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان2 رفعه: " إن الله زوى 3 لي مشارق الأرض ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها" الحديث وفيه "وإني سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة   1 فتح الباري 8/291 عزاه إلى الطبري. أخرجه ابن جرير رقم13306 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن مسعر، عن عمرو ابن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن ابن مسعود، به. وذكره السيوطي في الدر 3/278 ونسبه إليه وإلى ابن مردويه وفي إسناده ابن وكيع وهو ضعيف، لكنه متابع عليه. فقد أخرجه الإمام أحمد 1/445 عن وكيع بهذا الإسناد نحوه. فهذا إسناد حسن، وقد أورده ابن كثير 6/356 بهذا الإسناد وقال: "وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن ولم يخرجوه". وأخرجه أحمد 1/386، 438 وأبو يعلى رقم5153 من طرق عن عمر بن مرة، به نحوه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/532 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/266 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح. كما صحح إسناده كل من الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ محمود شاكر انظر: مسند أحمد، رقم3659 شاكر، الحاشية وتفسير الطبري 11/402 الحاشية. 2 ثَوبان بن بُجْدُد، وقيل ابن جحدر الهاشمي، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، صحبه ولازمه، ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/480، رقم624، والإصابة 1/527، رقم969. 3 زوي لي: أي جمعها وقبضها حتى يراها جميعا. انظر النهاية 2/320. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 عامة 1 وأن لا يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم، وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم يستبيح بَيْضَتهم 2 حتى يكون بعضهم يهلك بعضا" 3. [753] وأخرج الطبري من حديث شداد4 نحوه بإسناد صحيح5.   1 بسنة عامة: أي قحط يعمهم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام. انظر النهاية 2/413 وشرح النووي على مسلم 18/231. 2 بيضتهم: أي مجتمعهم وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم أي عدوا يستأصلهم ويهلكهم جميعا. انظر النهاية 1/172. 3 فتح الباري 8/293. أخرجه الأمام مسلم في صحيحه رقم2889-19 بسنده عن ثوبان نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/285-286 بأطول منه سياقا. وقد ساقه بلفظ الحاكم، ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة والبزار وابن حبان والحاكم - وصححه - وابن مردويه. قال النووي: وهذا الحديث فيه معجزات ظاهرة وقعت كلها بحمد الله، كما أخبر به صلى الله عليه وسلم ..... وفيه إشارة إلى أن ملك هذه الأمة يكون معظم امتداده في جهتي المشرق والمغرب، وهكذا وقع، وأما في جهتي الجنوب والشمال فقليل بالنسبة إلى المشرق والمغرب شرح مسلم على النووي 18/230-231 4 شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري، أبو يعلى، وهو ابن أخي حسان بن ثابت، صحابي، مات بالشام قبل الستين أو بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/613، رقم2393، والإصابة 3/258، رقم3866، والتقريب 1/347. 5 فتح الباري 8/293. أخرجه ابن جرير رقم13368 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرجي، عن شداد، به مرفوعا. قال ابن حجر: إسناده صحيح، وذكره ابن كثير 3/268 برواية الإمام أحمد، وقال: ليس في شيء في الكتب الستة، وإسناده جيد قوي. وذكره الهيتمي في مجمع الزوائد 7/224 وقال: رواه أحمد والبزار. ورجال أحمد رجال الصحيح. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/288-289 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 [754] روى الطبري1 من مرسل الحسن2 قال: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} الآية سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فهبط جبريل فقال: فقال "يا محمد إنك سألت ربك أربعا فأعطاك اثنتين ومنعك اثنتين: أن يأتيهم عذاب من فوقهم أو من تحت أرجلهم فيستأصل كما استأصل الأمم الذين كذبوا أنبياءهم، ولكنه يلبسهم شيعا ويذيق بأسهم بأس بعض" وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتاب والتصديق بالأنبياء3. [755] روى ابن مردويه من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعا، فرفع عنهم ثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين. دعوت الله أن يرفع عنهم الرجم من السماء والخسف من الأرض، وأن لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الخسف   1 في النسخة الخطية من الفتح وفي طبعاته "الطبراني"، وهو خطأ، ولعله من الناسخ، والصواب كما أثبت، لما سيأتي بيان ذلك عند التخريج. 2 هو البصري. 3 فتح الباري 8/293. ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/289-290 عن الحسن مرسلا بأطول منه سياقا، وعزاه إلى ابن جرير الطبري فقط. هذا وقد أخرجه ابن جرير رقم13375 عن القاسم، قال: حدثنا الحسين، حدثني حجاج عن أبي بكر عن الحسن نحوه. وإسناده ضعيف لضعف الحسين وهو سنيد، ثم إنه مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 والرجم، وأبى أن يرفع عنهم الأخريين1. [756] عن ابن عباس عن ابن مردويه مرفوعا "سألت ربي لأمتي أربعا فأعطاني اثنتين ومنعني اثنتين: سألته أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض فرفعهما". الحديث2. [757] عن سعيد بن أبي وقاص عند مسلم مرفوعا: "سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" 3. [758] وعند الطبري من حديث جابر بن سمرة4 لكن بلفظ " أن لا   1 فتح الباري 8/292. أخرجه ابن مردويه فيما نقل عنه ابن كثير 3/269 حدثنا محمد ابن أحمد بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد ابن عاصم، حدثنا أبو الدرداء المروزي، حدثنا إسحاق بن عبد الله ابن كيسان، حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس - فذكره، وفيه " الغرق " بدل "الخسف". و"إسحاق بن عبد الله بن كيسان" ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عنه، وذكره الذهبي وقال: لينه أبو أحمد الحاكم. انظر الجرح والتعديل 2/228 وميزان الاعتدال 1/194 ولسان الميزان 1/365. وعبد الله بن كيسان هو أبو مجاهد المروزي، قال اابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث. انظر: الجرح والتعديل 5/143. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/284 ولم ينسبه إلا لابن مردويه. 2 فتح الباري 8/293. انظر ما قبله، وفيه "الخسف" بدل "الغرق". 3 فتح الباري 8/293. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2890-20،21 من حديث عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه - نحوه. وذكره ابن كثير في تفسيره 3/265-266 برواية أحمد ومسلم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/285 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وأبي الشيخ وابن مردويه وابن خزيمة وابن حبان. 4 جابر بن سَمرة بن جُنَادة السُّوائي، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة ومات بها، بعد سنة سبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/488، رقم638، والإصابة 1/542، رقم1020، والتقريب 1/122. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 يهلكوا جوعا" 1. [759] وعند الترمذي وابن مردويه من حديث خباب2 نحوه وفيه "وأن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا" 3.   1 فتح الباري 8/293. هكذا نسبه إلى الطبري، ولم أجده عنده ولعله الطبراني، فأخرجه ج1/رقم179 - في مسند علي - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو حذيفة الثعلبي عن زياد بن علاقة عن جابر بن سمرة السوائي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: - فذكره. وفيه "يا رب لا تهلك أمتي جوعا ... " الحديث. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/225 وفيه أبو حذيفة الثعلبي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن كثير 3/269 برواية الطبراني هذه. 2 خبّاب بن الأرَت، أبو عبد الله، من السابقين إلى الإسلام، وكان يعذب في الله، وشهد بدراً، ثم نزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/147، رقم1407، والإصابة 2/221، رقم2215، والتقريب 1/222. 3 فتح الباري 8/293. أخرجه الترمذي في الفتن رقم2175 حدثنا محمد بن بشار، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن خباب بن الأرت عن أبيه - فذكره نحوه. قال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح. وإسناده صحيح. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي 1767. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/210 وأحمد 5/108-109 والنسائي في سننه رقم1638 وابن حبان في صحيحه رقم7236 كلهم من حديث الزهري، به. وأخرجه ابن جرير رقم13370 من حديث الزهري مرسلا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/287-288 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 [760] وكذا في حديث نافع بن خالد الخزاعي1 عن أبيه2 عند الطبراني3. [761] وعند أحمد من حديث أبي بصرة - بالباء والصاد المهملة - 4 نحوه لكن قال بدل خصلة الإهلاك "أن لا يجمعهم على ضلالة" 5.   1 نافع بن خالد الخزاعي، روى عن أبيه، روى عنه أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق، ترجم له البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وترجم له ابن حجر في الميزان 6/145 وأخطأ فيه حيث قال: قال ابن أبي حاتم عن أبيه في ترجمة خالد هو ونافع ابنه مجهولان. اهـ. فهذا سهو منه رحمه الله؛ فإن الذي قال ذلك عنه ابن أبي حاتم خالد آخر، ترجم له ابن أبي حاتم عقب ترجمة خالد الخزاعي. هذا وقد نبّه الشيخ محمود محمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري على ذلك. انظر: التاريخ الكبير 4/2/85، والجرح والتعديل 3/362، وتفسير الطبري 11/424. 2 خالد الخزاعي، والد نافع، صحابي كان من أصحاب الشجرة، وحديثه في الكوفيين. انظر: الجرح والتعديل 3/362، والإصابة 2/220، رقم2214. 3 فتح الباري 8/293. أخرجه ابن جرير رقم13367 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/268 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي عن نافع بن خالد، به نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/226 وقال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح غير نافع بن خالد، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد ورواه البزار. وذكره ابن حجر في الإصابة في ترجمة خالد الخزاعي 2/221 رقم الترجمة 2214 وقال: وهذا خبر رجال ثقات. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/288 ونسبه لابن جرير وابن مردويه. 4 هو جميل بن بَصرة الغفاري، وقيل بصرة بن أبي بصرة، صحابي سكن مصر. انظر: أسد الغابة 1/553، رقم780. 5 فتح الباري 8/293. أخرجه الأمام أحمد 6/396 حدثنا يونس - وهو ابن محمد المؤدب - حدثنا ليث - وهو ابن سعد - عن أبي وهب الخولان رجل قد سماه عن أبي بصرة الغفاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره. وأخرجه الطبراني ج2/رقم2171 من حديث الليث، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/224-225 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه راوٍ لم يسم. وذكره ابن كثير 3/269 ورواية الإمام أحمد، وقال: لم يخرجه أحد من أصحاب كتب السنة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/286 وزاد نسبته إلى ابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 [762] وكذا للطبري من مرسل الحسن1. [763] وعند ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر، عن السدي قال: {يَلْبِسَكُمْ} يخلطكم الالتباس2. [764] وللطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {شِيَعاً} قال: الأهواء المختلفة3. [765] ووقع عند ابن مردويه من حديث أبي بن كعب قال في قوله تعالى: {عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: الرجم، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: الخسف4. [766] وقد روى أحمد والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} إلى آخرها   1 فتح الباري 8/293. أخرجه الطبري رقم13373 حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية، عن يونس، عن الحسن - فذكر نحو حديث سعد بن أبي وقاص. 2 فتح الباري 8/291. وهكذا فسره البخاري في ترجمة الباب. 3 فتح الباري 8/291-292. أخرجه ابن جرير رقم13356 وابن أبي حاتم رقم7412 كلا هما من طريق معاوية ابن صالح عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/283 ونسبه إليه وإلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/292. لم أقف على من أسنده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 فقال: "أما أنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد" 1. [767] روى أحمد والطبري من حديث أبي بن كعب في هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} الآية قال: هن أربع، وكلهن واقع لا محالة، فمضت اثنتان بعد وفاة نبيهم بخمس وعشرين سنة ألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض، وبقيت اثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم2.   1 فتح الباري 8/292. أخرجه الإمام أحمد 1/171 والترمذي رقم3066 وابن أبي حاتم في تفسيره تفسير سورة الأنعام، رقم349 كلهم من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن راشد ابن سعد عن سعد ابن أبي وقاص، به. وهذا إسناد ضعيف، لضعف أبي بكر بن أبي مريم ثم إنه منقطع، فإن رواية راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسلة كما قال أبو زرعة. انظر: التقريب 2 398 والمراسيل لابن أبي حاتم رقم84 ترجمة راشد بن سعد. قال الترمذي كما في تفسير ابن كثير 3/265 هذا حديث غريب وفي النسخ المطبوعة في السنن حسن غريب. كما ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم592. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 284 وزاد نسبته غلى نعيم بن حماد في الفتن وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/292. أخرجه الإمام أحمد 8/134-135 أخرجه ابن جرير رقم13380 كلاهم من طريق وكيع، عن أبي جعفر الرازي عن الربيع، عن أبي العالية عنه نحوه. وهذا إسناد صحيح، فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/24 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، كما صحح إسناده محقق تفسير الطبري: محمود محمد شاكر. إلاّ أنه معلل بأن أبي بن كعب لم يدرك سنة خمس وعشرين من الوفاة النبوية، ولهذا قال: ابن حجر وغيره: فكأن حديثه انتهى عند قوله: "لا محالة"، والباقي من كلام بعض الرواة. انظر فتح الباري 8/292 وتفسير الطبري 11/433 الحاشية. والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره 3/270 ونسبه إلى أحمد وابن أبي حاتم، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/284 وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وأبي نعيم في الحلية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 [768] ولابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة رفعه " سألت ربي لأمتي أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة: سألته أن لا يكفر أمتي حملة فأعطانيها، وسألته أن لا يُظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" 1. [769] وللطبري2 في طريق السدي مرسلا نحوه3. [770] روى ابن أبي حاتم من طريق السدي عن شيوخه: أن المراد بالعذاب من فوق: الرجم، ومن تحت: الخسف4.   1 فتح الباري 8/293. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7415 عن أبي سعيد ابن يحيى بن سعيد القطان، عن عمرو ابن محمد العنقري حدثنا أسباط، عن السدي، عن أبي المنهال، عن أبي هريرة، به مرفوعاً. وأخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/269-270 من هذا الطريق. وإسناده ضعيف، لأنه من طريق السدي، وله شواهد تقدمت. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/289 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. 2 في الفتح الطبراني، ولعله خطأ مطبعي، والمثبت هو الصواب، كما يتبين عند التخريج. 3 فتح الباري 8/292. أخرجه ابن جرير رقم13374 حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عنه - نحوه. ولفظه "قال السدي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني سألت ربي خصالا، فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة: سألته أن لا تكفر أمتي صفقة واحدة، فأعطانيها، وسألته أن لا يُظهر عليهم عدوا من غيرهم، فأعطانيها. وسألته أن لا يعذبهم بما عذّب به الأمم من قبلهم، فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها". قلت: وفيه السدي وهو ضعيف، ثم إنه مرسل أيضا. 4 فتح الباري 8/292. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7402 و7409 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن السدي، عن أبي مالك، به مفرقا. وهو ضعيف كسابقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 [771] وأخرج من طريق ابن عباس أن المراد بالفوق أئمة السوء وبالتحت خدم السوء1. قوله تعالى: {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ} الآية: 70 [772] روى معمر، عن قتادة في قوله تعالى: {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ} قال: تحبس. قال قتادة وقال الحسن: أي تسلم أي إلى الهلال. أخرجه عبد الرزاق2. [773] وصل إلى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ} يعني أن تُفْضَح3.   1 فتح الباري 8/292.. أخرجه ابن جرير رقم13349 وابن أبي حاتم رقم7400، 7407 كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا ابن وهب، سمعت خلاد بن سليمان يقول: سمعت عامر بن عبد الرحمن يقول: إن ابن عباس كان يقول في هذه الآية. فذكره. وذكره ابن كثير 3/271 برواية ابن أبي حاتم. ورجال إسناده ثقات إلاّ عامر بن عبد الرحمن. وقد ذكره البخاري وابن أبي حاتم في ترجمة خلاد، وذكرا أنه سمع منه. وقال: محقق تفسير الطبري محمد ومحمد شاكر - بعد أن نقل ما ذكراه -: ولكني لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع، وهذا عجيب، وكذا قال الهيثمي: لم أجد من ترجمه. انظر: التاريخ الكبير 2/1/172 والجرح والتعديل 3/365 وتفسير الطبري 11/418 الحاشية ومجمع الزوائد 4/127. 2 فتح الباري 8/290. أخرجه ابن جرير رقم13412 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة - مثله. وأما قول الحسن فأخرجه أيضا ابن جرير 13407 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن، به. ولم يذكر عنده قتاده بين الحسن ومعمر. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم7454 من طريق عبد الرزاق، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/295 عن قتادة، ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/287. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم13414 وابن أبي حاتم رقم7453 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح - عن علي، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/209 برواية ابن أبي حاتم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/294 ونسبه إليهما وإلى ابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 [774] روى عبد بن حميد من طريق مجاهد {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ} أي تُسْلَم1. [775] ومن طريق قتادة: تحبس2. [776] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا} يعني فُضِحُوا3. [777] روى معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا} أي لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل، أخرجه عبدا لرزاق وغيره4.   1 فتح الباري 8/287. أخرجه ابن جرير رقم13408، 1349 من طريقين عن ابن أبي نجيح عنه - مثله. 2 فتح الباري 8/287. أخرجه ابن جرير رقم13411، 13412 من طريق محمد بن ثور وعبد الرزاق كلاهما عن معمر عنه - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/295 مطولا، ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وانظر رقم 767. 3 فتح الباري 8/287. وذكره البخاري عنه تعليقا ولكنه أورده من الفعل الرباعي "أفضحوا". قال ابن حجر: وهي لغة، يقال: فُضِحَ واُفْضِحَ. والأثر أخرجه ابن جرير رقم13420، وابن أبي حاتم رقم7458 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/294 وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/290. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/212، به سندا ومتنا. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم7455 من طريق عبد الرزاق، به مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 قوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ} الآية: 71 [778] عن قتادة في قوله تعالى: {اسْتَهْوَتْهُ} أي أضلته، أخرجه عبد الرزاق1. قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} الآية: 74 [779] حكى الطبري من طريق ضعيفة عن مجاهد أن آزر اسم الصنم2. قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} الآية: 82 [780] عند ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر، عن السدي {يَلْبِسُوا} يخلطوا3. [781] عند ابن مردويه من طريق عيسى بن يونس 4 عن الأعمش مختصرا ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}   1 فتح الباري 8/290. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/212 عن معمر عنه مثله. 2 فتح الباري 8/499. أخرجه ابن جرير رقم13438 من طريق الثوري، قال: أخبرني رجل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه. وأخرجه رقم13439 عن ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. والإسنادان ضعيفان، أما الأول ففيه راو لم يسم، وأما الثاني ففيه "ابن وكيع" شيخ الطبري ضعيف. هذا وقد وصفه ابن حجر عقب ذكره بالشذوذ. 3 فتح الباري 8/291. لم يقع لي في تفسير ابن أبي حاتم. 4 عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أخو إسرائيل، كوفي نزل الشام مرابطا، ثقة مأمون، مات سنة سبع وثمانين ومائة. وقيل سنة إحدى وتسعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/212، والتقريب 2/103. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 قال: بشرك1. [782] ومن طريق أبي أحمد الزبيري 2 عن سفيان الثوري عن الأعمش مثله سواء3. [783] وقد أخرجه الطبري من طريق منصور عن إبراهيم في قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قال: لم يخلطوه بشرك، هكذا أورده موقوفا على إبراهيم4. [784] ومن وجه آخر عن علقمة مثله5. [785] وأخرج من طريق الأسود بن هلال6 عن أبي بكر الصديق   1 فتح الباري 12/265. هذا مرسل، وقد جاء من غير طريق عيسى بن يونس عن الأعمش، عند غير ابن مردويه موصولا. انظر ما بعده. 2 اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدي، أبو أحمد الزبيري الكوفي، ثقة ثبت، إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري. مات سنة ثلاث ومائتين. أخرج له الجماعة. التقريب 2/176. 3 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن أبي حاتم رقم7543 حدثنا عمر بن شبة النميري، ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قال: "بشرك". 4 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13482 حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل، عن منصور، به. 5 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13481 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، به. 6 الأسود بن هلال المحاربي أبو سلام الكوفي، مخضرم، له إدراك، هاجر زمن عمر، لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه، وروى عن عمر ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وابن مسعود، ثقة جليل، مات سنة أربع وثمانين. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 1/1/449، والجرح والتعديل 2/292، والتهذيب 1/299، والتقريب 1/77. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 مثله موقوفا عليه1. [786] وعن عمر أنه قرأ هذه الآية ففزع، فسأل أبي بن كعب فقال: إنما هو ولم يلبسوا إيمانهم بشرك2. [787] ومن طريق زيد بن صُوحَان3 أنه قال لسلمان: آية قد بلغت   1 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13484 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا جرير وابن إدريس، عن الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال، به موقوفا. وإسناده ضعيف؛ فإن "الأسود بن هلال" لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه، فهو منقطع، وفيه أيضا "ابن وكيع" شيخ الطبري ضعيف. وأخرجه ابن جرير رقم13485 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر - مثله. وهذا أيضا مرسل؛ فإن أبا إسحاق وهو السبيعي مدلسّ، وقد ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه. انظر: التهذيب 8/56. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/308 ونسبه للفريابي، وابن أبي شيبة، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن جرير، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه. 2 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13496 حدثنا هناد، قال: حدثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن أبي عثمان عمرو بن سالم، قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية - فذكره. وأخرجه رقم13497 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أسباط، عن محمد بن مطرف، عن ابن سالم، به. 3 زيد بن صُوحَان بن حُجُر بن الحارث العبدي. صحابي نزل الكوفة، وكان يكنى أبا عائشة فمن شدة حبه لسمان الفارسي اكتنى أبا سلمان. قال ابن سعد: كان قليل الحديث. قطعت يده يوم جلولاء، ثم قتل يوم الجمل. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/363، رقم1848، والإصابة 2/504، رقم2917، وتعجيل المفعة 1/559، رقم352. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 مني كل مبلغ، فذكرها، فقال سلمان: هو الشرك، فَسُرَّ زيد بذلك1. [788] وأورد من طرق جماعة من الصحابة ومن التابعين مثل ذلك2. [789] ثم أورد عن عكرمة قولا آخر أنها خاصة بمن لم يهاجر3. [790] ومن وجه آخر عن علي أنه قال: هذه الآية لإبراهيم خاصة، ليست لهذه الأمة، وسندهما ضعيف4، ورواه الحاكم في "المستدرك"، وفيه أنه قرأ هذه الآية - فذكر نحوه5.   1 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13486 حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن أبي الأشعر العبدي، عن أبيه، أن زيد بن صوحان سأل سلمان - فذكره. 2 فتح الباري 12/265. أخرج ابن جرير عن ابن مسعود وإبراهيم النخعي وعلقمة وحذيفة وابن عباس وغيرهم. انظر تفسير الطبري 11/494-502. 3 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13512 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا يحيى بن يمان وحميد ابن عبد الرحمن، عن قيس بن الربيع، عن سماك، عن عكرمة. ولفظه " {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قال: هي لمن هاجر إلى المدينة". 4 فتح الباري 12/265. أخرجه ابن جرير رقم13511 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا يحيى بن يمان وحميد ابن عبد الرحمن، عن قيس بن الربيع، عن زياد بن علاقة، عن زياد بن حرملة، عن علي، به. وقد ضعّفه ابن حجر كما في الأعلى، وقال المحقق الشيخ محمود محمد شاكر: "والخبر ضعيف، لجهالة "زياد بن حرملة"، حتى يعرف من هو"؟ فلم أجد له ذكراً في شيء من الكتب". وصوّب الطبري القول الأول وأنها على العموم لجميع المؤمنين. انظر: تفسير الطبري 11/503. 5 فتح الباري 6/395. أخرجه الحاكم 2/316 أخبرنا أبو بكر الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن زياد بن علاقة، عن زياد بن حرملة، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقرأ هذه الآية - فذكره. وزاد في آخره "وليست في هذه الأمة". وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 قوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} الآية: 83 [791] وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال: بالعلم1. قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} الآية:93 [792] روى الطبري2 وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} قال: هذا عند الموت، والبسط الضرب، يضربون وجوههم وأدبارهم3. قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} الآية: 94 [793] وللترمذي والحاكم من طريق عثمان بن عبد الرحمن القرظي4 "قرأت عائشة: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}   1 فتح الباري 1/141. ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/310 ونسبه إلى أبي الشيخ من طريق مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم. 2 في الفتح الطبراني لعل الصواب الطبري كما أثبت. 3 فتح الباري 3/233 و 8/288 وذكر البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم13563 وابن أبي حاتم رقم7635 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. وعند الطبري زاد في آخره "يضربون وجوههم وأدبارهم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/321 ونسبه إليهما وإلى ابن المنذر. 4 لم أجد ترجمته، قال الشيخ محمود محمد شاكر - في تعليقه على تفسير الطبري - ما نصه: "وأما "القرظي"، فقد بينه الحاكم في المستدرك في إسناده وأنه "عثمان بن عبد الرحمن القرظي"، ولكنه مع هذا البيان، لم يزل مجهولا؛ فإني لم أجد له ترجمة ولا ذكراً في شيء من الكتب". اهـ. انظر: تفسير الطبري 11/545 الحاشية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 فقالت: واسوأتاه، الرجال والنساء يحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض؟ فقال: "لكل امرئ"، الآية وزاد: لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال، شغل بعضهم عن بعض"1. قوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} الآية: 96 [794] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} يعني بالإصباح ضوء الشمس بالنهار، وضوء القمر   1 فتح الباري 11/387. هكذا عزاه ابن حجر إلى الترمذي والحاكم، ولم أجده عند الترمذي، ولعل هذه النسبة سبق منه رحمه الله؛ إذ أن الراوي عن عائشة "عثمان بن عبد الرحمن القرظي"، ليس من رجال الكتب الستة، ولم يترجم له في التهذيب أيضا. بل قال الشيخ محمود محمد شاكر - كما سبق قريبا -: لم أجد له ترجمة ولا ذكرا في شيء من الكتب. هذا وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم7639، والحاكم 4/565 كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، أنه سمع عثمان بن عبد الرحمن القرظي - فذكره. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق عليه الذهبي فقال: "صحيح، فيه انقطاع". قال الشيخ محمود محمد شاكر: وانقطاع هذا الإسناد هو فيما أرجح، أن "عثمان بن عبد الرحمن القرظي" لم يسمع من عائشة. انظر: تفسير الطبري 11/545 الحاشية. وأخرجه ابن جرير رقم13570 بهذا الإسناد، لكن قال: "أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، قال أخبرني عمرو " فذكره. وعلق عليه المحقق قائلا: "عندي أنه زيادة من الناسخ، لأن عبد الله بن وهب يروي مباشرة عن "عمرو بن الحارث"، كما يروي عن "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "، ولما كثر إسناد أبي جعفر "حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال قال ابن زيد"، أسرع قلم الناسخ بإثبات " ابن زيد" مقحما في هذا الإسناد، كما دلّ عليه إسناد الحاكم ". اهـ. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/323 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 بالليل1. [795] وأخرج الطبري عن مجاهد في قوله: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} قال: إضاءة الصبح2. [796] وقد أخرج الطبري من طريق الضحاك: الإصباح خالق النور، نور النهار3. قوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً} [797] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً} قال: يدوران في حساب.4 قوله تعالى: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} الآية: 98 [798] قال معمر عن قتادة في قوله: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} قال:   1 فتح الباري 12/361. أخرجه ابن جرير رقم13599 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/325 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 12/361. أخرجه ابن جرير رقم13601 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، قال: حدثنا عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي برة، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/325 بلفظ "إضاءة الفجر"، ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 3 فتح الباري 12/361. أخرجه ابن جرير رقم13603 قال: حُدِّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول - فذكره. 4 فتح الباري 8/289 أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/214 ومن طريق ابن أبي حاتم رقم7678، به سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/326 ونسبه إليه وإلى عبد بن حميد وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 مستقر في الرحم ومستودع في الصلب، أخرجه عبد الرزاق1. [799] وأخرج سعيد بن منصور من حديث ابن عباس مثله بإسناد صحيح، وصححه الحاكم2. [800] أخرج عبد بن حميد من حديث محمد بن الحنفية 3: مستقر في صلب الأب ومستودع في رحم الأم4. [801] وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال: مستقرها في الدنيا ومستودعها في الآخرة5.   1 فتح الباري 8/289. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/214 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/289 أخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم892 عن هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه. ولفظه "قال: المستودع ما في الصلب، والمستقر ما في الرحم، مما هو حي ومما قد مات. وهشيم مدلس، وقد عنعن، لكنه صرح بالسماع - في روايتي ابن جرير والحاكم الآتيتين فأخرجه ابن جرير رقم13621 من طريق عمرو بن عون، كلاهما عن هشيم قال: أخبرنا أبو بشر، به. وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/331-332 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 3 هو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو القاسم بن الحنفية، المدني، ثقة عالم، مات بعد الثمانين. التقريب 2/192. 4 فتح الباري 8/289. وهكذا فسره البخاري. لم أقف على إسناده، والصواب - والله أعلم - أن معنى الآية "مستقر في الرحم ومستودع في الصلب" كما فسر قتادة وابن عباس. 5 فتح الباري 8/289. أخرجه عبد الرزاق 2/215 عن ابن عيينة عن إسماعيل ابن أبي خالد عن إبراهيم قال: قال ابن مسعود - فذكره. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم7684، 7695 من طريق عبد الرزاق، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/332 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 [802] وللطبراني من حديثه: المستقر الرحم والمستودع الأرض1. قوله تعالى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} الآية: 111 [803] روى ابن جرير عن مجاهد قال: {قُبُلاً} أي أفواجًا2.   1 فتح الباري 8/289. أخرجه الطبراني في الكبير ج9/رقم9016 حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا قيس ابن الربيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن إبراهيم عنه مثله، مع زيادة في آخره "التي يموت فيها ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/24 وقال رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وله طريق أخرى صحيحة أخرجها سعيد بن منصور رقم895 ومن طريق الطبراني ج9/رقم9017 ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن إبراهيم قال: قال عبد الله، ولفظه: "مستودعها في الدنيا ومستقرها في الرحم " وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/24 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن إبراهيم لم يدرك ابن مسعود. وإبراهيم هو النخعي، ثقة، إلا أنه يرسل كثيرا ولم يلق أحدا من الصحابة، إلا عائشة، ولم يسمع منها شيئا، وأدرك أنسا ولم يسمع منه،. رواه ابن أبي حاتم عن أبيه. ونقل ابن حجر في التهذيب عن العلائي قوله " هو مكثر في الإرسال، وجماعة في الأئمة صححوا مراسيله، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود " انظر: المراسيل لابن أبي حاتم رقم الترجمة 1 وتهذيب التهذيب 1/155-156 والتقريب 1/46. وعلى هذا مراسيل النخعي عن ابن مسعود صحيحة على أنه قد وصله كما قال البيهقي وغيره. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/332 ونسبه إلى الفريابي وسعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني عن ابن مسعود، ولفظه "المستودع المكان الذي تموت فيه" بدل "والمستودع الأرض".وهو بمعناه وإن اختلف اللفظ. 2 فتح الباري 8/296 قال ابن جرير: أي حشرنا عليهم كل شيء قبيلة صنفا صنفا وجماعة جماعة، فيكون القبل جمع قبيل الذي هو جمع قبيلة، فيكون القبل جمع الجمع. جامع البيان 12/48-49. والأثر أخرجه ابن جرير رقم13760 عن القاسم، حدثنا الحسين، قال: حدثني الحجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد - فذكره. وإسناده ضعيف، لأن فيه إرسال ابن جريج، و"الحسين" - وهو سنيد - ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 [804] وقد روى ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه عن ابن عباس في قوله: {كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} أي: معاينة1. قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} الآية:121 [805] أخرج أبو داود وابن ماجه والطبري بسند صحيح عن ابن عباس في قوله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} قال "كانوا يقولون: ما ذكر عليه اسم الله فلا تأكلوه، وما لم يذكر عليه اسم الله فكلوه، قال الله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} " 2. [806] وأخرج أبو داود والطبري أيضا من وجه آخر عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/296. أخرجه ابن جرير رقم13757 وابن أبي حاتم رقم7783 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. 2 فتح الباري 9/624. أخرجه أبو داود رقم2818 - في الأضاحي، باب في ذبائح أهل الكتاب -، وابن ماجه رقم3173 - في الذبائح، باب التسمية عند الذبح -، وابن جرير رقم13822 كلهم من طريق إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/348 بنحوه، ونسبه إلى الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي داود وابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس. وصححه ابن حجر كما في الأعلى، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم2444. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 قال "جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتله الله؟ فنزلت: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} إلى آخر الآية1. [807] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه وساق إلى قوله: {لَمُشْرِكُونَ} إن أطعتموهم فيما نهيتكم عنه2. [808] ومن طريق معمر عن قتادة في هذه الآية {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ   1 فتح الباري 9/624. أخرجه أبو داود رقم2819، وابن جرير رقم13825 كلاهما من طريق عمران ابن عيينة، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/346-347 وعزاه لأبي داود والترمذي - وحسنه - والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 3/320-321 وقال: وهذا الحديث فيه نظر من وجوه ثلاثة: أحدها: أن اليهود لا يرون إباحة الميتة حتى يجادلوا. الثاني: أن الآية من الأنعام، وهي مكية. الثالث: أن هذا الحديث رواه الترمذي عن محمد بن موسى الحرشي، عن زياد بن عبد الله البكائي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ورواه الترمذي بلفظ "أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره وقال: حسن غريب. ورُوي عن سعيد بن جبير مرسلا. والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم2445. 2 فتح الباري 9/624. أخرجه ابن جرير رقم13815 حدثنا المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. ولفظه "قوله {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ} قال: قالوا: يا محمد، أمّا ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأمّا ما قتل ربُّكم فتحرِّمونه! فأنزل الله {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ، وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه، إنكم إذاً لمشركون". وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 3/349 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} قال جادلهم المشركون في الذبيحة فذكر نحوه1. [809] ومن طريق أسباط عن السدي نحوه2. [810] ومن طريق ابن جريج قلت: لعطاء: ما قوله: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} ؟ قال: يأمركم بذكر اسمه على الطعام والشراب والذبح، قلت: فما قوله: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} ؟ قال: ينهى عن ذبائح كانت في الجاهلية على الأوثان3. قوله تعالى: {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ} الآية: 128 [811] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {اسْتَكْثَرْتُمْ} أضللتم كثيرًا4.   1 فتح الباري 9/624. أخرجه ابن جرير رقم13819 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، به. فذكره نحوه رواية ابن عباس. 2 فتح الباري 9/624. أخرجه ابن جرير رقم13821 حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي. ولفظه: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} ، إن المشركين قالوا للمسلمين: كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضاة الله، وما ذبح الله فلا تأكلونه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه؟ فقال الله: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} فأكلتم الميتتة {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ". 3 فتح الباري 9/624. أخرجه ابن جرير رقم13826 حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: قلت لعطاء - فذكره بمثله. وزاد في آخره "كانت تذبحها العرب وقريش". 4 فتح الباري 8/288. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم13885 وابن أبي حاتم رقم7890 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. ولفظهما "أضللتم منهم كثيرا". وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/210 برواية ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/357 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً} الآية: 136 [812] وصل إلى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً} الآية قال: جعلوا لله من ثمراتهم وما لهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا، فإن سقط من ثمرة ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه، وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله لقطوه1. [813] روى عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كانوا يسمون لله جزءا من الحرث ولشركائهم جزءا، فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا: الله غني عن هذا، وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه2.   1 فتح الباري 8/288. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا. أخرجه ابن جرير رقم13900 وابن أبي حاتم رقم7911 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح عن علي، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق4/210 برواية ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/362 ونسبه إليهما وإلى ابن المنذر والبيهقي في سننه. 2 فتح الباري 8/288. أخرجه ابن جرير رقم13902، 13903 من طريق عيسى وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح عنه - نحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم7914 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وزادا في آخره "والأنعام التي سموا لله البحيرة والسائبة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/363 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} الآية: 141 [814] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء1 عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ} قال: ما يعرش من الكَرْم، {وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} : مالا يعرش2. قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [815] قال ابن عباس {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} : هي الواجبة3. [816] أخرجه ابن جرير عن أنس4. [817] وقال ابن عمر: هو شيء سوى الزكاة، أخرجه ابن مردويه5.   1 هو الخراساني. 2 فتح الباري 8/287. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم13958 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثني حجاج عن ابن جريج، به. وزاد في آخره "من الكرم". وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/367 ونسبه إلى أبي الشيخ فقط. في وإسناده سنيد ضعيف، فإن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس، ففيه انقطاع. 3 فتح الباري 3/351. أخرجه ابن جرير رقم13971 من طريق علي بن أبي طلحة عنه - نحوه. ولفظه "قال: يعني بحقه: زكاته المفروضة يوم يكال أو يُعلم كيله". 4 فتح الباري 3/351. أخرجه ابن جرير رقم13963 حدثنا عمرو، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا يزيد بن درهم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول - فذكره. ولفظه "الزكاة المفروضة". 5 فتح الباري 3/351. ذكره ابن كثير في تفسيره 3/342 تعليقا عن الأشعث عن محمد ابن سيرين ونافع عن ابن عمر. ولفظه قال: "في قوله {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} قال: كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة". ثم قال ابن كثير: رواه ابن مردويه. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 3/185 حدثنا عبد الرحيم، عن أشعث، به نحوه. ولفظه "من حضرك يومئذ أن تعطيه القبضات وليس بزكاة ". وأخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ 2/327، رقم477، والطبري رقم14001 كلاهما من طريق أشعث، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/368 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر والنحاس وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه والبيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 [818] وبه قال عطاء وغيره1. قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً} الآية: 142 [819] وصل ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {حَمُولَةً وَفَرْشاً} : فأما "الحمولة" فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه2. [820] قال معمر عن قتادة عن الحسن " الحمولة" ما حمل عليه منها، و"الفرش" حواشيها يعني صغارها. قال: قتادة وكان غير الحسن يقول 3: "الحمولة" الإبل والبقر و"الفرش" الغنم. أخرجه عبد الرزاق4. [821] عن ابن مسعود: "الحمولة" ما حمل من الإبل. والفرش الصغار، أخرجه الطبري والحاكم وصححه5.   1 فتح الباري 3/351. أخرجه ابن جرير رقم13989 من طريق ابن المبارك عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء ابن أبي رباح في قوله {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} قال: يعطى من حصاده يومئذ ما تيسر، وليس بالزكاة. 2 فتح الباري 8/287. أخرجه ابن جرير رقم14058 وابن أبي حاتم رقم7972، كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/209 برواية ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/370 وزاد نسبته إلى ابن المنذر. 3 قال ابن حجر: أحسبه ذكره عن عكرمة. 4 فتح الباري 8/287. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/219-220 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/287. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 قوله تعالى: {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} الآية: 143 [822] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} يعني هل تشتمل إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا1؟ قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} الآية: 145 [823] في رواية ابن مردويه وصححه الحاكم من طريق محمد   = أخرجه ابن جرير رقم14047 عن ابن وكيع عن أبيه عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عنه نحوه. قلت: ابن وكيع شيخ الطبري ضعيف، لكنه توبع عليه عند ابن أبي حاتم والحاكم. فقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم7970، 7974 حدثنا أبو سعيد الأشجع ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان، به مثله. وأخرجه الحاكم 2/317 قال: أخبر أبو بكر الشافعي، ثنا إسحاق ابن الحسن ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني ج 9/رقم9018 من طريق الفريابي، ثنا سفيان، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/25 رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/370 وزاد نسبته إلي الفريابي وعبد بن حميد وأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 1 فتح الباري 8/295. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم14075 وابن أبي حاتم رقم7993 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/210 برواية ابن أبي حاتم، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/371 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 ابن شريك1 عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء2 عن ابن عباس قال "كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا، فبعث الله نبيه وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه، فما أحل فيه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو. وتلا هذه الآية {قُلْ لا أَجِدُ} إلى آخرها "3. [824] وقد أخرجه أحمد مطولا من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال "ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله، ماتت فلانة، فقال: "فلولا أخذتم مسكها" 4، فقالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت؟ فقال: "إنما قال الله {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ   1 محمد بن شريك المكي أبو عثمان، روى عن عمرو بن دينار وغيره، ثقة، مات سنة ثمان وستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/197، والتقريب 2/170. 2 اسمه جابر بن زيد أبو الشعثاء الأزدي، مشهور بكنيته، روى عن ابن عباس وغيره، وعنه عمرو بن دينار وغيره. ثقة فقيه، مات سنة ثلاث وتسعين، ويقال مائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/34، والتقريب 1/122. 3 فتح الباري 9/655. أخرجه أبو بكر بن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/347، والحاكم 4/115 قالا: حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود رقم355 - في الأطعمة، باب ما لم يذكر تحريمه -، وابن أبي حاتم رقم8000 كلاهما من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين، به. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم3225. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/372 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ. 4 مَسكها: وهو جلد الدابة. انظر: القاموس باب الكاف، فصل الميم، ص857، والنهاية 4/331. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 يَكُونَ مَيْتَةً} الآية، وإنكم لا تطعمونه، إن تدبغوه تنتفعوا به، قال: فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته فاتخذت منه قربة. الحديث1. قوله تعالى: {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} الآية: 146 [825] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: البعير والنعامة2. [826] وروى من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.3 [827] روى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} هو الذي ليس بمنفرج الأصابع، يعني ليس بمشقوق الأصابع، منها الإبل والنعام، وإسناده حسن4.   1 فتح الباري 9/659-660. أخرجه الإمام أحمد 1/327-328 حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/373 ونسبه إلى أحمد والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. قلت: لم يخرج البخاري بهذا السياق، وبهذا الإسناد، وإنما أخرج رقم6686 طرفا منه من حديث الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس عن سودة زرج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ماتت لنا شاة فدبغنا مَسكها، ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا. 2 فتح الباري 8/295. أخرجه ابن جرير رقم14092 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/377 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه. 3 فتح الباري 8/295. أخرجه ابن جرير رقم14096، 14097 من طريق عيسى وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 8/295. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8033 أبو سعيد بن يحيى ابن سعيد القطان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير، به. وقد حسن إسناده ابن حجر كما في الأعلى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 [828] وأخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير مثله مفرقا وليس فيه ابن عباس1. [829] ومن طريق قتادة قال: البعير والنعامة وأشباهه من الطير والحيوانات والحيتان2. [830] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الحوايا3 هو المعبر4.   1 فتح الباري 8/295. أخرجه ابن جرير رقم14094 عن ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن عطاء، عن سعيد، ولفظه {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} قال: هو الذي ليس بمنفرج الأصابع. وأخرجه رقم14095 عن علي بن الحسين الأزدي، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير. ولفظه "قال: كل شيء متفرق الأصابع منه الديك". 2 أخرجه ابن جرير رقم14098 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - فذكر نحوه، وليس فيه "والحيوانات". وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/377 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 3 الحوايا جمع، واحدها حاوية، وحاوية، وحوية، وهو ما تَحَوَى من البطن فاجتمع واستدار، وهي بنات اللبن، وهي المباعر، وتسمن المرابض، وفيها الأمعاء. كذا قال الطبري. قال: ومعنى الكلام: ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحوما، إلا ما حملت ظهورهما، أو ما حملت الحوايا. انظر: تفسير الطبري 12/203. 4 فتح الباري 8/295. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم14109 وابن أبي حاتم رقم7037 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/378 ونسبه إليهما وإلى ابن المنذر والبيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 [831] وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله1. [832] وقال سعيد بن جبير قال: الحوايا المباعر، أخرجه ابن جرير2. قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} الآية:151 [833] عن قتادة في قوله: {مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} قال: المراد سر الفواحش وعلانيتها، رواه ابن جرير عنه3. [834] عن ابن عباس قال: كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسا في السر ويستقبحونه في العلانية، فحرم الله الزنا في السر والعلانية، رواه ابن جرير عنه4. [835] عن سعيد بن جبير ومجاهد "ما ظهر" نكاح الأمهات، "وما بطن" الزنا، رواه الطبري5.   1 فتح الباري 8/295. أخرجه عبد الرزاق 2/221 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/295. أخرجه ابن جرير رقم14113 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عطاء، عن سعيد بن جبير - مثله. وأخرجه رقم14114 عن ابن وكيع، عن يحيى ابن آدم، عن شريك، عن عطاء، به. وقد تقدم أن "ابن وكيع" ضعيف. 3 فتح الباري 8/302. أخرجه ابن جرير رقم14143 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عنه مثله. وأخرجه رقم14144 من طريق محمد بن ثور عن معمر عن قتادة نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/383 ونسبه لعبد بن حميد وأبي الشيخ. 4 فتح الباري 8/302. أخرجه ابن جرير رقم14142 وابن أبي حاتم رقم8066 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة عنه مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/383 وزاد نسبته إلى بن المنذر وابن مردويه. 5 فتح الباري 8/302. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} الآية: 158 [836] ثبت في صحيح مسلم من طريق أبي حازم1 عن أبي هريرة رفعه "ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض" 2. [837] وأخرج أحمد والدارمي وعبد بن حميد في تفسيره كلهم من طريق أبي هند عن معاوية رفعه "لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" 3.   = هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، ولم أجده عنده. وقد أخرج ابن أبي حاتم رقم8067 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله. ثم قال ابن أبي حاتم: وروى عن سعيد بن جبير نحو ذلك ولم يذكر إسناده. أما أثر مجاهد فقد أخرجه ابن جرير رقم14145 عن ابن وكيع، قال: ثنا أبي عن أبيه، عن خصيف، عن مجاهد {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} قال: ما ظهر: جمع بين الأختين، وتزويج الرجل امرأة أبيه من بعده، وما بطن: الزنا. قلت: وإسناده ضعيف، من أجل ابن وكيع وخصيف. 1 هو سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي، روى عن مولاته عزة الأشجعية وابن عمر وأبي هريرة والحسن والحسين وابن الزبير وغيرهم، عنه الأعمش ومنصور وأبو مالك الأشجعي وغيرهم. ثقة، مات على رأس المائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/123، والتقريب 1/315. 2 فتح الباري 11/353 و13/91-92 وعزاه للترمذي أيضا. أخرجه مسلم في صحيحه رقم158-249 - في الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان - بسنده عن أبي حازم، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/389 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد ابن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي. 3 فتح الباري 11/355. أخرجه الإمام أحمد 4/99 حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا جرير بن عثمان، قال: = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 [838] وأسند الطبري عن ابن مسعود أن المراد بالبعض إحدى ثلاث هذه أو خروج الدابة أو الدجال1.   = ثنا عبد الرحمن ابن أبي عوف الجرشي، عن أبي هند البجلي، عن معاوية بن أبي سفيان، به. وأخرجه أحمد في مسند عبد الرحمن بن عوف 1/192 بسند آخر حسن عن معاوية وعبد الرحمن وعبد الله ابن عمرو بن العاص - مرفوعا. ولفظه "قال: حدثنا الحكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم ابن زرعة عن شريح بن عبيد يردّه إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل" فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله ابن عمرو بن العاص إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الهجرة خصلتان إحداهما أن تهجر السيئات والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا. طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكُفِيَ الناس العمل". وبهذا اللفظ أورده ابن كثير في تفسيره 3/371 عند تفسير هذه الآية. 1 فتح الباري 11/353. أخرجه ابن جرير رقم14244 من طريق المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قال عبد الله - وهو ابن مسعود - نحوه. ولفظه "قال: التوبة معروضة على ابن آدم إن قبلها، ما لم تخرج إحدى ثلاث: ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو الدابة ن أو فتح يأجوج ومأجوج". والمسعودي ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 سورة الأعراف قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} الآية: 22 [839] وروى الطبري عن مجاهد في قوله: {يَخْصِفَانِ} قال: يرقعان كهيئة الثوب، وتقول العرب خصفت النعل أي خرزتها1. قوله تعالى: {يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً} الآية: 26 [840] عن ابن عباس في قوله: {وَرِيشاً} قال: مالاً2. [841] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَرِيشاً} قال: المال3. قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} الآية: 27 [842] وروى الطبري عن مجاهد في قوله: {وَقَبِيلُهُ} قال: الجن   1 فتح الباري 6/366. أخرجه ابن جرير رقم14401 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه رقم14400 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، به نحوه. 2 فتح الباري 8/298. أخرجه ابن جرير رقم14428، وابن أبي حاتم في تفسيره رقم8331 كلا هما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عبا س، به. 3 فتح الباري 6/365. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8331 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 والشياطين1. قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} الآية: 31 [843] أخرج مسلم من حديث ابن عباس قال: "كانت المرأة تطوف بالبيت عريانة " الحديث وفيه فنزلت {خُذُوا زِينَتَكُمْ} 2. [844] ووقع في تفسير طاوس قال في قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ} قال: الثياب. وصله البيهقي3. [845] ونحوه عن مجاهد4.   1 فتح الباري 6/366. أخرجه ابن جرير رقم14460 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 1/465. أخرجه مسلم في صحيحه رقم3028-25 - في التفسير - بسنده عن ابن عباس، به وتمامه "فتقول: من يُعِيرُني تِطوافا؟ - أي ثوبا تلبسه تطوف به - تجعله على فرجها، وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحلُّه فنزلت هذه الآية. 3 فتح الباري 1/465. أخرجه ابن جرير رقم14520 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن طاوس - مثله. وأخرجه ابن جرير رقم14511 حدثني عمرو، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء - نحوه. 4 فتح الباري 1/465. أخرجه ابن جرير الأرقام 14514-14517 من طرق عن مجاهد - نحوه. وفي بعض ألفاظه "ما يواري عورتك، ولو عباءة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} الآية: 32 [846] وقد أخرج الطبراني1 من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال "كانت قريش تطوف بالبيت عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} الآية، وسنده صحيح2. [847] وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بأسانيد جياد عن أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وغيرهما نحوه3. [848] وكذا عن إبراهيم النخعي والسدي والزهري وقتادة وغيرهم أنها نزلت في طواف المشركين بالبيت وهم عراة4.   1 في الفتح "الطبري"، والصواب "الطبراني" كما أثبت، والتصحيحف وقع إما من الناسخ أو الطابع؛ إذ أني لم أجد هذه الرواية في تفسير الطبري، كما أن السيوطي عزاه إلى الطبراني - كما سيأتي عند التخريج. 2 فتح الباري 10/253. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8391، والطبراني في الكبير ج 12/رقم12324 كلاهما من طريق يحيى الحماني، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/26 وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. وقد تابعه عامر بن إبراهيم عند ابن أبي حاتم، فأخرجه رقم8390 أخبرنا محمد بن عامر ابن إبراهيم الأصبهاني، ثنا عامر بن إبراهيم، عن يعقوب، عن جعفر، به نحوه، بدون قوله "يصفرون ويصفقون". هذا وقد صحح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. والأثر ذكره ابن كثير 3/404 برواية الطبراني، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/446 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه. 3 فتح الباري 10/253. هذا التفسير إنما ورد عنهم في تفسير الآية السابقة أعني قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} . انظر أثر ابن عباس المتقدم برقم 843. 4 فتح الباري 10/253. لم أجد عنهم القول في تفسير هذه الآية، وإنما التي قبلها، انظر تفسير ابن كثير 3/402 فقد نقل عنهم هذا التفسير في تفسير قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 [849] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كثير 1 عن طاوس في هذه الآية قال: "لم يأمرهم بالحرير والديباج ولكن كانوا إذا طاف أحدهم وعليه ثيابه ضرب وانتزعت منه " يعني فنزلت "2. قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} الآية: 40 [850] قال مجاهد في قوله: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} هو حبل السفينة3. قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} الآية: 54 [851] وأخرج الثعلبي من وجه آخر عن الأوزاعي أنه سئل عن قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فقال: هو كما وصف نفسه4. قوله تعالى: {وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً} الآية: 58 [852] أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: {لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً} قال: النكد الشيء القليل الذي لا ينفع5.   1 عبد الله بن كثير الدّاري المكي، أحد الأئمة، صدوق، مات سنة عشرين ومائة. التقريب 1/442. 2 فتح الباري 10/253. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8393 من طريق ابن جريج، أخبرني ابن كثير، عن طاوس، به. وزاد في آخره "وإذا طاف عريانا وضع ثيابه وجدها ". 3 فتح الباري 8/686. أخرجه ابن جرير رقم14646 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - بلفظ "حبل السفينة في سمّ الخياط". 4 فتح الباري 13/406. 5 فتح الباري 6/296. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8620 أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إليَّ، ثنا أحمد بن مفضل، ثنا أسباط، عن السدي، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 [853] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هذا مثل ضرب للكفار كالبلد السبخة المالحة التي لا تخرج منها البركة1. قوله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} الآية: 69 [854] ذكر ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال في قوله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} يقول: فضيلة2. قوله تعالى: {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} الآية: 134 [855] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير قال: أمر موسى بني إسرائيل أن يذبح كل رجل منهم كبشا، ثم ليخضب كفه في دمه، ثم ليضرب به على بابه، ففعلوا، فسألهم القبط عن ذلك فقالوا: إن الله سيبعث عليكم عذابا وإنما تنجو منه بهذه العلامة، فأصبحوا وقد مات من قوم فرعون سبعون ألفا، فقال فرعون عند ذلك لموسى {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا   1 فتح الباري 6/296. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8619 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري8/199-200. هذه الرواية فيها تشويش من جهة أن ابن حجر أوردها في سورة البقرة، ولكن أورد فيها آية الأعراف هذه، أما ابن أبي حاتم فلم يوردها في الأعراف، وإنما أوردها في البقرة، فقد أخرجها رقم2458 حدثنا علي بن الحسين، ثنا الهيثم بن يمان، ثنا رجل سماه، عن السدي، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور في البقرة 1/754 ونسبه إلى ابن أبي حاتم من طريق السدي، به. والأثر ضعيف؛ لأنه من طريق السدي، ثم إن الراوي عن السدي مجهول أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} الآية، فدعا فكشف عنهم. وهذا مرسل جيد الإسناد1. قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} الآية: 139 [856] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} قال: خُسْران2. قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} الآية: 143 [857] عن ابن عباس في قوله: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} قال: أعطني، وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه3. [858] أخرج ابن جرير من طريق السدي قال: لما كلم الله موسى أحب أن ينظر إليه قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} 4.   1 فتح الباري 10/183. لم أجده عند الطبري مع أن ابن حجر عزاه إليه وإلى ابن أبي حاتم، وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم8890 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر ابن محمد، عن سعيد بن جبير، به نحوه. 2 فتح الباري 6/439. أخرجه ابن جرير رقم15061، وابن أبي حاتم رقم8908 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري8/302. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم1507 وابن أبي حاتم رقم8931 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح عن علي ابن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري8/302 أخرجه ابن جرير رقم15073 من طريق أسباط، عنه نحوه مطولا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} [859] ووقع عند ابن مردويه موفوعا "إن الجبل ساخ 1 في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة"، وسنده واه2. [860] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أنس بن مالك3 رفعه: "لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة: حِراء 4   1 أي غاص في الأرض وغاب فيها. انظر: النهاية 2/416. 2 فتح الباري 6/430. هذا جزء من حديث رواه أنس بن مالك، أورده السيوطي في الدر المنثور 3/545 ونسبه إلى أحمد وعبد ابن حميد والترمذي - وصححه - وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وأبي الشيخ والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك. ولفظه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} قال "هكذا، وأشار بأصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر، وفي لفظ: على المفصل الأعلى من الخنصر، "فساخ الجبل {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} وفي لفظ: " فساخ الجبل في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة". هذا وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد 3/125 والترمذي رقم3074 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الأعراف -، والطبري رقم15087 و15088 وابن أبي حاتم رقم8940 وابن عدي في الكامل 2/677 والحاكم 2/320-321 كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس - نحوه مرفوعا، دون قوله "فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. كما صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2458. قلت: وقد قال ابن حجر - عقب إيراده كما في الأعلى - وسنده واهٍ، فلعله يعني الطريق التي روى ابن مردويه بهذا اللفظ وبهذه الزيادة، مع أنني لم أقف على إسناد ابن مردويه حتى يتضح الأمر. والله أعلم. 3 في الفتح "أبي مالك"، وهو خطأ، والتصحيح من تفسير ابن أبي حاتم والدر المنثور. 4 حِرَاء: بالكسر والتخفيف والمدّ، جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال، وهو معروف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الوحي يتعبد في غار من هذا الجبل، وفيه أتاه جبريل عليه السلام لأول مرة. انظر: معجم البلدان 2/269، رقم3576. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 وثور1 وثبير2، وثلاثة بالمدينة: أحد ورَضْوَى3 ووَرِقَان4، وهذا غريب مع إرساله5. قوله تعالى: {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ} الآية: 160 [861] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 ثَوْر: بلفظ الثور فحل البقر، اسم جبل بمكة فيها الغار المذكور في القرآن – {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة:40]- الذي اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجراً، ويقع في جنوب مكة على طريق اليمن. انظر: معجم البلدان 2/101، رقم2851. 2 ثَبِيْر: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء، من أعظم جبال مكة، بينها وبين عرفة. سمي ثبير برجل من هُذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به. واسم الرجل ثبير. معجم البلدان 2/85، رقم2769. 3 رَضْوَى: بفتح أوله وسكون ثانيه، وهو جبل بالمدينة، وقيل هو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل، ميامنه طريق مكة ومياسره طريق البريراء لمن كان مصعداً إلى مكة. انظر: معجم البلدان 3/58، رقم5519. 4 وَرِقَان: بالفتح ثم بالكسر والقاف وآخره نون، وهو جبل أسود بين العَرْج والرويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم. وهو جبل عظيم كأعظم ما يكون من الجبال. انظر: معجم البلدان 5/428، رقم12480. 5 فتح الباري 6/430. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8939 حدثنا عمر شيبة، ثنا الأزدي محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، حدثني عبد العزيز بن عمران، عن معاوية بن عبد الله، عن الجلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس ابن مالك - مرفوعا. وذكره ابن كثير 3/468 وقال: غريب بل منكر. وقال ابن حجر - كما في الأعلى - غريب مع إرساله. وقد نقله السيوطي في اللآلي المصنوعة 1/23-24 عن ابن الجوزي، ثم قال: قال ابن حبان: موضوع، وعبد العزيز متروك، يروي المناكير عن المشاهير. ثم عقبه - أي السيوطي - قائلا: في الحكم بوضعه نظر، والأرجح عدمه، فقد أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه في تفاسيرهم من طريق عبد العزيز بن عمران، به. وعبد العزيز يروي له الترمذي ولم يتهم بكذب. اهـ. وانظر: الموضوعات لابن الجوزي 1/121-122. هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/545 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 {انْبَجَسَتْ مِنْهُ} : انفجرت1. قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} الآية: 161 [862] روى الحاكم من طريق السدي عن مرة عن ابن مسعود قال: قالوا هطي سمقا، وهي بالعربية. حنطة حمراء قوية فيها شعرة سوداء2. [863] قال: عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} قال الحسن: أي أحطط عنا خطايانا3. [864] عن ابن عباس وغيره قال: قيل لهم قولوا مغفرة، رواه   1 فتح الباري 6/430. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8381 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري8/304. أخرجه الحاكم 2/321 أخبرنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العدل، ثنا أحمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، به نحوه مطولا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/173 في سورة البقرة، ونسبه إلى ابن جرير والطبراني وأبي الشيخ والحاكم. تنبيه: قال ابن حجر معلقا على هذه الرواية: ويستنبط منه أي الأقوال المنصوصة إذا تعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى: وليست هذه مسأ لة الرواية بالمعنى بل هي متفرعة عنها، وينبغي أن يكون ذلك قيدا في الجواز، أعني يزاد في الشرط أن لا يقع التعبد بلفظه ولا بد منه، ومن أطلق وكلامه محمول عليه أحد. 3 فتح الباري 8/304. أخرجه عبد الرزاق في سورة البقرة 1/47 به سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/173 وزاد نسبته إلى وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر. قال ابن حجر: وهذا يليق بقراءة من قرأ {حِطَّةٌ} بالنصب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 ابن أبي حاتم1. قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} الآية: 163 [865] قال قتادة: إن أصحاب السبت كانوا من أهل أَيلة 2 وأنهم لما تحيلوا على صيد السمك بأن نصبوا الشباك يوم السبت ثم صادوها يوم الأحد فأنكر عليهم قوم ونهوهم فأغلظوا لهم، فقالت طائفة أخرى دعوهم واعتزلوا بنا عنهم، فأصبحوا يوما فلم يروا الذين اعتدوا أبوابهم فأمروا رجلا أن يصعد على سلم فأشرف عليهم فرآهم قد صاروا قردة، فدخلوا عليهم فجعلوا يلوذون بهم، فيقولون الذين نهوهم: ألم نقل لكم، ألم   1 فتح الباري 8/304. أخرجه ابن أبي حاتم في البقرة والأعراف رقم584، 8408 حدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى بن سعيد القطان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - مثله. وإسناده حسن. وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان صدوق، أخرج له ابن ماجة، انظر: التقريب 1/25 والمنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، الكوفي، صدوق، ربما وهم، أخرج له البخاري والأربعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10 /283-284 والتقريب 2/278. وباقي رجاله ثقات. ثم نقل ابن أبي حاتم عن عطاء، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس نحو ذلك، من غير إسناد. وأخرجه ابن جرير رقم1012 من طريق سفيان عن الأعمش، به نحوه. وأخرجه الحاكم /262 من طريق سفيان عن الأعمش، به نحوه. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 2 أَيْلَة: بالفتح، مدينة على ساحل بحر القُلْزُم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، وقال أبو زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير، وهي مدينة لليهود الذين حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير، وقال غيره: هي بين الفسطاط ومكة على شاطئ بحر القلزم تعدّ في بلاد الشام. وقيل سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام. انظر: معجم البلدان 1/347، رقم1196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 ننهكم؟ فيشيرون برءوسهم1. [866] وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس "أنهم لم يعيشوا إلا قليلا وهلكوا"2. [867] وروى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس "صار شبابهم قردة وشيوخهم خنازير"3. قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} الآية: 171 [868] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} : رفعنا4. قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} الآية: 175 [869] وروى ابن مردويه بإسناد قوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} قال: نزلت في أمية بن أبي الصلت5.   1 فتح الباري 6/453. 2 فتح الباري 6/453. 3 فتح الباري 6/453. أخرجه ابن جرير رقم15295 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. والعوفي ضعيف تقدم. 4 فتح الباري 6/430. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8516 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 7/154. أخرجه النسائي في التفسير رقم212 و214، وابن جرير الأرقام:15402-15404 و15406، وابن أبي حاتم رقم8542 كلهم من طرق عن نافع، عن عبد الله بن عمرو، به. وأخرجه عبد الرزاق 1/243 من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمرو، به. وهو عند الطبري رقم15405 و15407 عن حبيب ابن أبي ثابت، عن رجل عن عبد الله بن عمرو. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/28 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. هذا وقد قوّى ابن حجر إسناد ابن مردويه كما هو أعلاه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/609 ونسبه إلى عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} الآية: 199 [870] رواه الطبري مرسلا1 وابن مردويه موصولا2 من حديث جابر وغيره3 "لما نزلت {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} سأل جبريل فقال: لاأعلم حتى أسأله ثم رجع فقال: إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطى من   1 أما المرسل فأخرجه ابن جرير رقم15547 حدثني الحسن بن الزبرقان النخعي قال: لما نزلت هذه الآية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} فذكره بنحوه. والرجل الذي لم يسم في هذا الخبر هو "أمي ابن ربيعة". فقد أخرجه ابن جرير رقم15548 حدثني يونس، قال: أخبرنا سفيان عن أميّ قال: لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} فذكر نحوه. وأميّ هو أميّ بن ربيعة المرادي الصيرفي، سمع الشعبي وعطاء، وطاوس، روى عن سفيان بن عيينة وشريك. ثقة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 2/347، والتهذيب 1/323، والتقريب 1/83. وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا الخبر رواه أميّ بن ربيعة عن الشعبي، كما يظهر ذلك من روايات الخبر في ابن كثير 3/536، والدر المنثور 3/628. 2 وأما الموصول فأخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف 1/477 قال: أخبرني حسين بن علي النيسابوري فيما أجازه لي، حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى الأنطاكي، حدثنا إبراهيم بن محمد المديني، حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون عن محمد ابن المنكر، عن جابر، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/628 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. 3 أما الغير المشار إليه فهو قيس بن سعد بن عبادة وأنس كما يتضح ذلك من كلام العراقي الذي سيأتي إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 حرمك، وتعفو عمن ظلمك1. [871] روى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {خُذِ الْعَفْوَ} يعني خذ ما عفا لك من أموالهم أي ما فضل، وكان ذلك قبل فرض الزكاة2. [872] وبذلك قال السدي وزاد نسختها آية الزكاة3. [873] وبنحوه قال الضحاك4.   1 فتح الباري 8/306. وأما حديث قيس فأخرجه ابن مردويه أيضا فيما ذكره الزيلعي أيضا 1/477 قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ابن نيخاب الطيبي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبد الله بن داود المزيني، حدثنا عبادة بن مسلم عن العلاء ابن بدر عن قيس بن سعد بن عبادة - نحوه. ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/628 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. قلت: وهذان إسنادان قد حسنهما الحافظ العراقي قائلا. رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث جابر وقيس ابن سعد بن عبادة وانس بأسانيد حسان. انظر: إتحاف السادة المتقين 7/318. وأما حديث أنس فلم أجده بهذا السياق. وإنما الذي وجدته بلفظ آخر. فقد أخرجه ابن مردويه فيما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/620 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} . 2 فتح الباري 8/305-306. أخرجه ابن جرير رقم15543 وابن أبي حاتم سورة الأعراف رقم1511 كلا هما من طريق معا وية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. 3 فتح الباري 8/305-306 أخرجه ابن جرير رقم15544 من طريق أسباط عن السدي، به. 4 فتح الباري 8/305-306 أخرج ابن جرير رقم15545 قال: حُدِّثتُ عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول - فذكر نحوه. قلت: إسناده ضعيف؛ فإن شيخ الطبري لم يسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 [874] وعطاء1. [875] عن عروة بن زبير قال: العرف المعروف. وصله عبد الرزاق من طريق هشام بن عروة عن أبيه2. [876] وكذا أخرجه الطبري من طريق السدي3. [877] وقتادة4. [878] وروى من أوجه أخرى أنها نزلت في بلعام الإسرائيلي، وهو المشهور5.   1 فتح الباري 8/305-306 لم أقف على تخريج له. 2 فتح الباري 8/305. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/254 عن معمر عن هشام بن عروة، به مثله. 3 فتح الباري 8/305. أخرجه ابن جرير رقم15550 من طريق أسباط عن السدي مثله. 4 فتح الباري 8/305 أخرجه ابن جرير رقم15551 عن بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة مثله. 5 فتح الباري 7/154. روي هذا عن ابن عباس، فقد أخرج ابن جرير رقم15387 من طريق حصين، عمران بن الحارث، عن ابن عباس. وأخرجه رقم15399 من طريق مغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس. وأخرجه رقم15390 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس بلفظ "هو رجل من مدينة الجبارين يقال له: بلعم". والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/608 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 سورة الأنفال قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية: 1 [879] روى أبو داود والنسائي وابن حبان من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنع كذا فله كذا، الحديث فنزلت {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} 1. [880] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: "الأنفال: المغانم"، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة ليس لأحد فيها شيء2.   1 فتح الباري8/306. أخرجه أبو داود رقم2737، 2738 والنسائي في التفسير رقم217 والطبري رقم15651، 15652 والبيهقي في سننه 6/291-292 وفي دلائل النبوة 3/135 والحاكم 2/131-132 وابن حبان رقم5093 الإحسان وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/548-549 وتغليق التعليق 4/215 كلهم من طرق عن داود، به نحوه. وإسناده صحيح، وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وتمامه "فتسارع شبان الرجال، وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم، جاءوا يطلبون الذي جعل لهم فقال الشيوخ: لاتستأثروا علينا، فإنا كنا ردءًا لكم لو انكشفتم انكشفتم إلينا، فسارعوا فأنزل الله تعالى، فذكر الآية. وقال: فقسم الغنائم بينهم بالسوية". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/6 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 8/306. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم15667 وابن أبي حاتم رقم8754 كلاهما من طريق معاوية عن علي، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} الآية: 5 [881] وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي أيوب قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبي سفيان، فهل لكم أن تخرجوا إليها، لعل الله يغنمناها"؟ قلنا: نعم، فخرجنا. فلما سرنا يوما أو يومين قال: "قد أخبروا خبرنا، فاستعدوا للقتال"، فقلنا: لا والله مالنا طاقة بقتال القوم، فأعاده، فقال له المقداد: لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى، ولكن نقول: إنا معكما مقاتلون. قال: "فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد". فأنزل الله تعالى {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} 1. [882] وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن عمرو بن علقمة ابن وقاص2 عن أبيه3   1 فتح الباري 7/288. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8805، حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا زيد ابن الحباب، ثنا ابن لهيعة، ثنا يزيد بن أبي حبيب، أن أسلم أبا عمران حدثه قال: سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول - فذكره. وأخرجه ابن جرير رقم15727، 15728 والبيهقي في الدلائل 3/37 والطبراني في الكبير ج 4/رقم4056 وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 3/555 كلهم من طرق عن ابن لهيعة، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/76-77 وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/14-15 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري. 2 محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، الليثي المدني، روى عن أبيه وغيره، صدوق له أوهام، مات سنة خمس وأربعين على الصحيح، روى له البخاري مقرونا بغيره ومسلم في المتابعات. انظر ترجمته في: التهذيب 9/333، والتقريب 2/196. 3 هو عمرو بن علقمة بن وقّاص الليثي، المدني، روى عن أبيه، وعنه ابنه محمد، ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التقريب: مقبول. انظر ترجمته في: التهذيب 8/70، والتقريب 2/75. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 عن جده 1 نحوه لكن فيه أن سعد بن معاذ هو الذي قال ما قال المقداد2. قوله تعالى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} الآية: 7 [883] وروى الطبري3 وأبو نعيم في "الدلائل" من طريق علي   1 هو علقمة بن وقّاص، الليثي المدني، ثقة ثبت، قال ابن حجر: أخطأ من زعم أن له صحبة، قال: وقيل: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عمر وابن عمر وغيرهما، وروى عنه ابناه عبد الله وعمرو والزهري وغيرهم، مات في خلافة عبد الملك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/247، والتقريب 2/31. 2 فتح الباري 7/288. قال ابن حجر: والمحفوظ أن الكلام المذكور للمقداد، كما في رواية البخاري - رقم3952 -، وأن سعد بن معاذ إنما قال "لو سرت بنا حتى تبلغ برك الغماد لسرنا معك". والحديث أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 3/555 من حديث محمد بن عمرو ابن علقمة بن أبي وقاص الليثي، عن أبيه، عن جده. ولفظه "قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: "كيف ترون؟ " فقال أبو بكر: يا رسول الله! بلغنا أنهم بمكان كذا وكذا، قال: ثم خطب الناس فقال: "كيف ترون؟ " فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب الناس فقال: "كيف ترون؟ " فقال سعد بن معاذ يا رسول الله، إيانا تريد؟ فو الذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له، فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فنزل القرآن على قول سعد {أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} الآيات". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/355-356 رقم 18507 قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرو الليثي، عن جده. ولم يقل "عن أبيه". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/15 ونسبه إلى ابن أبي شيبة، وابن مردويه. 3 في الفتح "الطبراني"، ولعله الطبري، فقد أخرجه ابن جرير الطبري بلفظه كما يأتي، كما أني لم أجده عند الطبراني في معاجمه الثلاثة. ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد أيضا. ثم لما ذكره السيوطي في الدر المنثور، لم يعزه إلى الطبراني. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال "أقبلت عير لأهل مكة من الشام، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يريدها، فبلغ ذلك أهل مكة، فأسرعوا إليها، وسبقت العير المسلمين، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين، وكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم وأيسر شوكة وأحضر1 مغنما من أن يلقوا النفير، فلما فاتهم العير نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين بدرا فوقع القتال"2. قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية: 9 [884] في مسلم من طريق أبي زميل - بالزاي مصغرا واسمه سماك ابن الوليد - عن ابن عباس قال: حدثني عمر، لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر، فاستقبل القبلة، ثم مدّ يديه، فلم يزل يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه" الحديث. وفيه "فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه فقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية، فأمده الله بالملائكة" 3.   1 في الفتح "أخص"، والتصحيح من تفسير الطبري. 2 فتح الباري 7/286. أخرجه ابن جرير رقم15723 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/26-27 - مع روايات أخرى أخرجها ابن جرير أيضا من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس. 3 فتح الباري 7/288، 289. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1763-58 بسنده عن أبي زميل، به مطولا. وأصله في البخاري رقم3953 من طريق عكرمة عن ابن عباس، أرسله ولم يذكر في الإسناد = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} الآية: 22 [885] أخرج ابن جرير من طريق شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهدعن ابن عباس: {الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} نفر من بني عبد الدار، لايتبعون الحق1. [886] ومن طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {لا يَعْقِلُونَ} لايتبعون الحق، قال مجاهد: قال ابن عباس: هم نفر من بني عبد الدار2.   = "عمر بن الخطاب". ولم يذكر فيه نزول الآية، ولفظه "قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك. اللهم إن شئت لم تُعبَد"، فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبك، فخرج وهو يقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ". قال ابن حجر هذا - يعني رواية البخاري - من مراسيل الصحابة؛ فإن ابن عباس لم يحضر ذلك، ولعله أخذه عن عمر أو عن أبي بكر. ثم استدل على هذا القول برواية مسلم هذه. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 3/558-559 برواية الإمام أحمد، ثم قال: ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طرق، عن عكرمة بن عمار، به. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/28-29 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبي داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي عوانة وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل. 1 فتح الباري8/307. أخرجه ابن جرير رقم15860 عن المثني قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل، به. 2 فتح الباري8/307. أخرجه ابن جرير رقم15861 من طريق إسحاق قال: حدثنا عبد الله، عن ورقاء، به. وأصله في البخاري رقم4646 عن شيخه محمد بن يوسف حدثنا ورقاء، به مختصرا، ولفظه {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} قال: هم نفر من بني عبد الدار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} الآية: 30 [887] وذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية، قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه على ذلك، فبات علِيٌّ على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني ينتظرونه حتى يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه، فلما أصبحوا ورأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال"1.   1 فتح الباري 7/236 و8/307 ونسبه إلى الطبراني أيضا. أخرجه أحمد 1/384 والطبراني ج11/رقم12155 كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم مولى ابن عباس، عن ابن عباس، به. وقد حسّن إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/30 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عثمان ابن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: وعثمان هذا ليس عثمان بن عمرو الجزري، وإنما هو عثمان المشاهد - نبّه على ذلك الشيخ شعيب الأرناؤوط - روى عن مقسم، روى عنه معمر والنعمان بن راشد، وقال الإمام أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان الجزري فقال: لاأعلم روى عنه غير معمر والنعمان. انظر: الجرح والتعديل 6/174 ومسند الإمام أحمد 5/301-302 الحاشية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الآية: 33 [888] عن الضحاك وأبي مالك في قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} قالا: ال. مراد من كان بين أظهرهم حينئذ من المؤمنين1. [889] رواه ابن أبي حا تم من طريق علي بن أبي طلحة عنه، عن ابن عباس أن معنى قوله: {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} أي من سبق له من الله أنه سيؤمن2. قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً} الآية: 35 [890] وقد قال الفريابي: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً} قال: إدخالهم أصابعهم في أفواههم، {وَتَصْدِيَةً} الصغير، يخلطون على محمد صلاته، وصله   1 فتح الباري8/309 أما أثر الضحاك فأخرجه ابن جرير رقم15995 من طريق سلمة بن نبيط عنه نحوه. وأخرجه رقم15996 من طريق جويبر نحوه. وذكره السيو طي في الدر المنثور 4/59 بنحوه ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير والنحاس وأبي الشيخ. وأما أثر أبي مالك فأخرجه رقم15991 حدثني يعقوب قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، عن أبي مالك - فذكر نحوه. وأخرجه رقم15992 حدثني المثنى قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم عن حصين عنه نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور4/57 ونسبه إليه وإلى عبد بن حميد. 2 فتح الباري8/309 أخرجه ابن جرير رقم16012 وابن أبي حاتم رقم9754 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح عن علي، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/59 وزاد نسبته إلى بن المنذر والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عنه1. قوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} الآية: 46 [891] وصل عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة: الريح الحرب2. قوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} الآية: 52 [892] وصل الفريابي من طريق مجاهد {دَأْبِ} : حال3. قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} الآية: 60 [893] عند مسلم من حديث عقبة بن عامر4 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} "ألا إن القوة الرمي"، ثلاثا5.   1 فتح الباري8/306. وذكره في تغليق التعليق 4/216 أيضا بهذا الإسناد. أخرجه ابن جرير رقم16037،16038 من طريق عيسى ومن طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم9042، 9046 من طريق ورقاء، به مثله مفرقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/62 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 6/163. أخرجه عبد الرزاق 1/2/360 عن معمر، به. 3 فتح الباري 6/372. أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/9 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. ولفظه "في قوله {كَدَأْبِ} قال: مثل فعل". 4 عقبة بن عامر الجهني، صحابي، وكان من أصحاب معاوية بن أبي سفيان، وولي له مصر وسكنها، وتوفي بها سنة ثمان وخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/51، رقم3711، والإصابة 4/429، رقم5617. 5 فتح الباري 6/91. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1917-167 بسنده عن عقبة بن عامر، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/83 ونسبه إلى أحمد ومسلم وأبي داود وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في كتاب فضل الرمي والبيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} الآية: 67 [894] وعن مجاهد: الإثخان القتل1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ} الآية: 70 [895] عند أبي نعيم في "الأوائل" بإسناد حسن من حديث ابن عباس "كان فداء كل واحد أربعين أوقية، فجعل على العباس مائة أوقية، وعلى عقيل ثمانين، فقال له العباس: أللقرابة صنعت هذا؟ قال: فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ} الآية، فقال العباس: وددت لو كنت أخذت مني أضعافها لقوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ} 2.   1 فتح الباري 6/152. لم يعزه ابن حجر لأحد، وقد أخرجه ابن جرير رقم16288 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا ابن فضيل، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/109 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وفي إسناده "ابن وكيع" شيخ الطبري ضعيف. 2 فتح الباري 7/322. أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم410 من طريق محمد بن حميد، ثنا جرير، عن شعيب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقد حسّن إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/112 ونسبه إلى أبي نعيم في الدلائل فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 قوله تعالى: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} الآية: 75 [896] وصل سعيد بن منصور من طريق حكيم بن عقال1 قال: أُتِيَ شريح في امرأة تركت ابني عمها أحدهما زوجها والآخر أخوها لأمها، فجعل للزوج النصف، والباقي للأخ من الأم، فأتوا عليا فذكروا له ذلك، فأرسل إلى شريح، فقال: ما قضيت أبكتاب الله أو سنة من رسول الله؟ فقال: بكتاب الله، قال: أين؟ قال: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} قال: فهل قال للزوج النصف وللأخ ما بقي، ثم أعطىُ الزوج النصف، والأخ من الأم السدس، ثم قسم ما بقي بينهما2.   1 في فتح الباري "حكيم بن غفال " وهو تصحيف، وحكيم هو ابن عقال القرشي، ذكره ابن حبان في الثقات 4/161 وقال: يروي عن ابن عمر، روى عنه قتادة. سمع حكيمُ عثمانَ. وله ترجمة في التاريخ الكبير 2/1/13 ولم يذكر فيه البخاري جرحا ولا تعديلا. 2 فتح الباري 12/27. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب ولاية العصبة، باب ما جاء في ابني عم أحدهما أخ لأم، رقم130 ص 83 نا هشيم، قال: أنا أوس بن ثابت الأنصاري، عن حكيم ابن عقال، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 5/222 برواية سعيد بن منصور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 سورة التوبة [897] روى ابن عباس عن عثمان1 أنهم لما جمعوا القرآن شكّوا هل براءة والأنفال واحدة أوثنتان، ففصلوا بينهما بسطر لاكتابة فيه ولم يكتبوا فيه البسملة. أخرجه أحمد والحاكم وبعض أصحاب السنن2.   1 عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموى، يجتمع نسبه بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في "عبد مناف". أمير المؤمنين، ذو النورين، أحد السابقين الأوّلين، والخلفاء الأربعة، والعشرة المبشّرة، استشهد في ذي الحجة، بعد عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتى عشرة سنة، عمره ثمانون. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/578، رقم3589، والإصابة 4/377، رقم5464، والتقريب 2/12. 2 فتح الباري 8/314. أخرجه الإمام أحمد 1/57، 69 وأبو داود في سننه 786، 787 والترمذي 3086 والنسائي في السنن الكبرى 8007 وابن أبي داود في المصاحف ص 39، 40 وابن حبان رقم43 والحاكم 2/221، 330 والبيهقي في السنن 2/42 وفي الدلائل 7/152-153 كلهم من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي عن ابن عباس بنحوه. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: وفيه نظر؛ فإن الشيخين لم يخرجا ليزيد الفارسي، ثم هو في عداد المجهولين كما يأتي، فكيف يصح حديثه؟! والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/119 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر والنماس في ناسخه أبي الشيخ. ولفظ هذا الحديث - كما في المسند - قال يزيد: قال لنا ابن عباس قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمد تم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى برائة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتمو ها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 ............................................................................................   = قال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده يقول: "ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وينزل عليه الآيات، فيقول: " ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، وظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم. ووضعتها في السبع الطوال. 1 وفي إسناد هذا الحديث "يزيد الفارسي"، لم يرو عنه هذا الحديث غير عوف ابن أبي جميلة، وهو - أعني يزيد - في عداد المجهولين. قال ابن حجر: هو غير يزيد ابن هرمز الذي خرّج له مسلم التقريب 2/372. وقد انفرد بروايته. قال البخاري في التاريخ الكبير 8/367 قال لي علي - يعني ابن المديني - قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -: يزيد الفارس هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء. وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم399 فهذا يزيد الفارس الذي انفرد بروايته هذا الحديث يكاد يكون مجهولا حتى شبهه على مثل ابن مهدي. وأحمد والبخاري أن يكون هوابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في " الضعفاء " فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيل في معرفة سور القرآن الثابتة بالتداثر القطعي قراءة وسماعا وكتابة في المصاحف، وفيه تشكيل في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه في ذلك، فلا علينا إذا قلنا: إنه حديث لا أصل له، تطبيقا للقواعد الصحيحة التي لاخلاف فيها بين أئمة الحديث. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند 1/462 - بعد أن نقل أقوال الأئمة المحققين في نقدهم لهذا الحديث - قال: فلا عبرة بعد هذا كله في هذا الموضوع بتحسين الترمذي، ولا بتصحيح الحاكم، ولا بموافقة الذهبي، وإنما العبرة للحجة والدليل، والحمد لله على التوفيق اهـ. هذا وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني أيضا في ضعيف سنن الترمذي رقم599. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/44 برواية الترمذي ثم نسبه إلى أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان والحاكم، ولم يعلق عليه بشئ، وهذا خلاق عادته رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} الآيات 1-10 [898] وقع في حديث علي1 عند أحمد: لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال: "أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب"، فرجع أبو بكر2 فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ فقال: "لا، إلا أنه لن يؤدي - ولكن جبريل قال: لا يؤدي - عنك الا أنت أو رجل منك" 3. [899] وقع في حديث مقسم عن ابن عباس عند الترمذي "أن النبي صلى الله عليه وسلم   1 في الفتح "يعلى" وهو خطأ ظاهر، ولعله في الناسخ أو من الطباعة، والصواب ما أثبته، فالحديث رواه عبد الله بن أحمد في الزوائد في مسند علي، ثم إن قوله فيه "ثم دعاني" يؤكد هذا الخطأ. فإن الذي دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو علي. 2 نقل ابن حجر عن العماد بن كثير قوله: ليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره بل المراد رجع من حجته. وقال ابن حجر: قلت: لامانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة. 3 فتح الباري 8/320. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 1/151 قال: حدثنا محمد بن سليمان لُوَين، حدثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي - فذكر نحوه. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/48 وقال: هذا إسناد فيه ضعف. وقال في البداية والنهاية 5/34 ضعيف الإسناد وفي متنه فيه نكارة. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/122 ونسبه إلى عبد الله بن أحمد في الزوائد وأبي الشيخ وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 بعث أبا بكر" الحديث وفيه "فقام عليّ أيام التشريق فنادى: ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض لأربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولايطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة الاّ مؤمن، فكان علي ينادي بها، فإذا به قام أبو هريرة فنادى بها"1. [900] روى سعيد بن منصور والترمذي والنسائي والطبري من طريق أبي إسحاق عن زيد بن يثيع2 قال: سألت عليا بأي شيء بعثت؟ قال: بأنه لا يدخل الجنة الاّ نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم مع مشرك في الحج بعد عامهم هذا، ومن كان له عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر3.   1 فتح الباري8/320 أخرجه الترمذي رقم3091، في التفسير، باب ومن سورة التوبة حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عتبة عن مقسم، به نحو. وأخرج ابن أبي حاتم رقم9215 عن أحمد بن منصور الرمادي، ثنا سعيد بن سليمان، به نحوه مطولا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه عن حديث ابن عباس. وذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2468 وقال: صحيح الإسناد. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/124 ونسبه إلى الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. 2 هو زيد بن يُثَيْع - بضم التحتانية بعدها مثلثة ثم تحتانية ساكنة ثم مهملة - يقال: أُثيع، بهمزة بدلالياء، الهمداني، الكوفي، ثقة مخضرم. روى عن أبي بكر الصديق وعلي وحذيفة وأبي ذر، وعنه أبو إسحاق السبيعي. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 3/369 والتقريب 1/277. 3 فتح الباري 8/319. أخرجه سعيد بن منصور رقم1005 وأحمد 1/79 والحميدي في مسنده رقم48 ومن طريق الحاكم 3/52 ومن طريق الحاكم البيهقي في الدلائل 5/297 والترمذي = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 [901] روى أحمد والنسائي من طريق محرر بن أبي هريرة1 عن أبيه قال: كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ببراءة، فكنا ننادي أن لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أربعة أشهر، فإذا مضت فإن الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يحج بعد العام مشرك، فكنت أنادي حتى صحل صوتي2.   = 871، 872 في الحج وفي تفسير القرآن 3092 وأبو يعلى 452 والبيهقي 9/207 كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 691، 2469. قلت: رجاله رجال الشيخين غير زيد بن يثيع، وهو ثقة، كما تقدم قريبا في ترجمته. وأخرجه الطبري رقم16373 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبيهقي 9/206-207 من طريق زهير بن معاوية، ثلثتهم عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الحاكم 4/178 من طريقين عن محمد بن غالب، عن أبي حذيفة، عن سفيان هو الثوري، عن أبي إسحاق، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/125 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر والنحاس وابن مردويه. 1 محرر بن أبي هريرة الدوسي، المدني، روى عن أبيه وعمر بن الخطاب وابن عمر وجماعة، وعنه ابن مسلم والزهري والشعبي وعطاء وعكرمة وآخرون. قال ابن حجر: مقبول، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. أخرج له النسائي وابن ماجة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10/50-51 والتقريب 2/231 2 فتح الباري 8/321. أخرجه أحمد 2/299 والنسائي في سننه في مناسك الحج باب قوله عزوجل {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} رقم2958 من طرق عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة، به وأصله في الصحيحين من وجه آخر عن أبي هريرة نحوه. انظر: صحيح البخاري رقم369، 4657، وصحيح مسلم رقم1347 والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/123 وزاد نسبته الى ابن المنذر وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 [902] روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في قوله: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} قال: لما كان زمن خيبر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة1، ثم أمّر أبا بكر الصديق على تلك الحجة، قال الزهري: وكان أبو هريرة يحدث أن أبا بكر أمّره أن يؤذن ببراءة، ثم أتبع النبي صلى الله عليه وسلم عليا ... الحديث2. [903] روى الطبري من طريق عبيد بن سليمان3 سمعت الضحاك   1 منزل بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزله النبي صلى الله عليه وسلم وقسم بها غنائم هوازن في مرجعه من غزوة حنين، وأحرم منه بالعمرة، وكان ذلك سنة ثمان. انظر: معجم البلدان 2/165، رقم3142. 2 فتح الباري 8/322. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/265 به سندا ومتنا. ونقله عنه ابن كثير في تفسيره 4/47، ثم قال: وهذا السياق فيه غرابة من جهة أن أمير الحج كان سنة عمرة الجعرانة إنما هو عتّاب بن أسيد، فأما أبو بكر إنما كان أميرا سنة تسع. ونقله ابن حجر ثم قال: ويمكن رفع الإشكال بأن المراد بقوله "ثم أمّر أبا بكر يعني بعد أن رجع إلى المدينة، وطوى ذكر من ولي الحج سنة ثمان؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من العمرة إلى الجعرانة فأصبح بها توجه هو ومن معه إلى المدينة، إلى أن جاء أوان الحج، فأمر أبا بكر، وذلك سنة تسع. وليس المراد أنه أمر أبا بكر أن يحج في السنة التي كانت فيها عمرة الجعرانة. اهـ. فتح الباري 8/322. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/123 بنحوه، ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 في الفتح "عبيدة بن سليمان" وهو تصحيف، وعبيد بن سليمان هو الباهلي، مولاهم، كوفي سكن مَرْو، روى عن الضحاك بن مزاحم، عنه أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا بأس به وهو أحب إليّ من جويبر، وذكره ابن حبان في الثقات. روى ابن عدي بسنده عن ابن معين قال: جويبر أحب إليّ من عبيد ابن سليمان، ذكر ذلك في ترجمة الضحاك بن مزاحم. انظر ترجمته في: التهذيب 7/62، والتقريب 1/543. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم فنزلت براءة فنبذ إلى كل أحد عهده وأجلهم أربعة أشهر، ومن لاعهد له فأجله انقضاء الأشهر الحرم1. [904] ومن طريق السدي نحوه2. قوله تعالى: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} الآية:3 [905] عن مجاهد: الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد3. [906] عن الثوري: أيام الحج تسمى يوم الحج الأكبر كما يقال يوم الفتح4. [907] عن الحسن: سمي يوم الحج الأكبر بذلك لاتفاق حج جميع الملل فيه5.   1 فتح الباري 8/319. أخرجه الطبري رقم16359 قال: حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ قال: حدثنا عبيدة ابن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله - فذكره بنحوه. قلت: وهذا مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. 2 فتح الباري8/319 أخرجه الطبري رقم16361 حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكر نحو أثر الضحاك. 3 فتح الباري8/321 أخرجه ابن جرير رقم1646 حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا أبو بكر النهشلي، عن حماد، عن مجاهد - مثله. 4 فتح الباري8/321 أخرجه ابن جرير رقم16457 حدثني الحارث قال: حدثنا أبو عبيد قال: كان سفيان يقول - فذكر نحوه. 5 فتح الباري8/321 أخرج ابن جرير رقم16459 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن - فذكره بنحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 [908] وفي رواية الترمذي من حديث علي مرفوعا وموقوفا "يوم الحج الأكبر يوم النحر" 1.   1 فتح الباري 8/321. أما المرفوع فأخرجه الترمذي في سننه كتاب الحج، باب ما جاء في يوم الحج الأكبر رقم957 وفي التفسير، باب ومن سورة التوبة رقم3088 من طريق محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: "يوم النحر". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/127 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وأما الموقوف فأخرجه عقب الأول برقم 958، 3089 من طريق سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق، به موقوفا. قال: الترمذي: ولم يرفعه، وهذا أصح من الحديث الأول، ورواية ابن عيينة موقوفا، أصح من رواية محمد ابن إسحاق مرفوعا، هكذا روى غير واحد من الحفاظ عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفا. وقد روى شعبة عن أبي إسحاق قال: عن عبد الله بن مُرة، عن الحارث عن علي موقوفا. وكلا الحديثين صححهما الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم765-970، 971 والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/127 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وأبي الشيخ. واختار هذا القول ابن جرير الطبري، ونقل عنه الحافظ وابن كثير وارتضاه. وهذا الذي يدل عليه حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري كتاب الجزية، باب كيف ينبذ إلى أهل العهد رقم3177 عنه. قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى " وفيه " ويوم الحج الأكبر يوم النحر، وإنما قيل " الأكبر " من أجل قول الناس "الحج الأصغر " فنبذ أبوبكر إلى الناس في ذلك العام، الحديث. وهذا الأخير مدرج في قول أبي هريرة ففي كتاب التفسير رقم4657 فكان حميد - الراوي عن أبي هريرة - يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة. وأخرج البخاري في الحج، باب الخطبة أيام المنى، رقم1742 تعليقا: وقال هشام ابن الغار، أخبرني نافع عن ابن عمر وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج وقال: أتدرون أي يوم هذا؟ وقال: هذا يوم الحج الأكبر. الحديث وصله ابن جرير رقم16447 حدثنا سهل ابن محمد السجبستاني قال: حدثنا أبو جابرالحرمي قال: حدثنا هشام بن الغاز الجرشي، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 [909] روى ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "كا نوا يجعلون عاما شهرا وعاما شهرين" يعني يحجون في شهر واحد مرتين في سنتين، ثم يحجون في الثالث في شهر آخر غيره، قال: فلا يقع الحج في أيام الحج إلا في خمس وعشرين سنة، فلما كان حج أبي بكر وافق ذلك العام شهر الحج فسماه الله الحج الأكبر1. [910] روى الطبري من طريق أبي جحيفة2 وغيره: أن يوم الحج الأكبر يوم عرفة3.   1 فتح الباري 8/322. لم أقف عليه مسندا، هذا ورواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قد صححها أئمة الحديث، ويحتجون بهذه السلسلة. قال الإمام البخاري: رأيت أحمد بن حنبل وعلي ابن المدني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، قال البخاري: من الناس بعد هم؟! هذا وقد حقق الشيخ أحمد شاكر صحة رواية عمرو بن شعيب تحقيقا جيدا في تعليقه على سنن الترمذي 2/141-142 فليراجع كلامه هناك، فإنه نفيس. وانظر أيضا تهذيب التهذيب 8/43-48. هذا ويشترط العلماء لقبول روايته أن يكون الإسناد إلى عمرو صحيحا، والحقيقة أن هذا الشرط معتبر في جميع الرواة لايختص به عمرو. ولهذا يبقى الحكم على هذا الحديث متوقفا حتى يعلم با قي الإسناد. والله أعلم. 2 أبو جحيفة هو وهب بن عبد الله السّوائي، مشهور بكنيته، ويقال له وهب الخير. صحابي معروف، وكان من صغار الصحابة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم، ولكنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وقد صحب عليا وكان يحبه ويثق إليه، ويسميه وهب الخير، وجعله علي على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها. توفي في إمارة بشر بن مروان بالبصرة سنة إثنتين وسبعين أو أربع وسبعين. روى له الجماعة. أنظر ترجمته في: أسد الغابة 6/47-48 والتقريب 2/338. 3 فتح الباري 8/321. أخرجه عبد الرزاق 1/2/267 ومن طريق ابن جرير رقم16373 عن معمر، عن أبي إسحاق، قال سألت أبا جحيفة عن يوم الحج الأكبر، فذكر نحوه. وفيه أنه سأله أمِنْ عندك، أو من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: كل ذلك. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/128 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 [911] ومن طريق سعيد بن جبير أنه النحر1. قوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} الآية: 2 [912] روى الطبري من طريق ابن إسحاق قال: هم صنفان، صنف كان له عهد دون أربعة أشهر فأمهل إلى تمام أربعة أشهر، وصنف كانت له مدة عهد بغير أجل فقصرت على أربعة أشهر2.   1 فتح الباري 8/321. أخرجه ابن جرير رقم16415 حدثنا أبي الشوارب قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا سليمان الشيباني قال: سمعت سعيد بن جبير يقول - فذكره. وذكره السيوطي في الدرالنثور 4/128 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط. وقد رجح الطبري هذا القول قائلا "وأولى الأقوال في ذلك بالصحة عندنا: قول من قال {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} يوم النحر، لتظاهر الأخبار عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عليا نادى بما أرسله به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النحر. ثم قال - أي الطبري - هذا مع الأخبار التي ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر: "أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر". اهـ. 2 فتح الباري 8/319. أخرجه ابن جرير رقم16356 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق - فذكره نحوه في سياق مطول. ولفظه "قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه أميرا على الحاجّ من سنة تسع ليقيم للناس حجهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم. فخرج أبو بكر ومن معه من المسلمين، ونزلت سورة براءة في نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينه وبينهم: أن لا يصدّ عن البيت أحد جاءه، وأن لا يخاف أحد في الشهر الحرام. وكان ذلك عهدا عامّا بينه وبين الناس من أهل الشرك، وكانت بين ذلك عهود بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبائل من العرب خصائص إلى أجل مسمى، فنزلت فيه وفيمن تخلف عنه من المنافقين في تبوك وفي قول من قال منهم، فكشف الله فيها سرائر أقوام كانوا يستخفون بغير ما يظهرون، منهم من سمي لنا، ومنهم من لم يسمّ لنا، فقال: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي لأهل العهد العام من أهل الشرك من العرب، {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} إلى قوله {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} أي بعد هذه الحجة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 [913] روى الطبري من طريق معمر عن الزهري قال: كان أول الأربعة أشهر عند نزول براءة في شوال، فكان آخرها آخر المحرم1. قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية: 5 [914] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن الأربعة أشهر أجل من كان له عهد مؤقت بقدرها أو يزيد عليها، وأما من ليس له عهد فانقضاؤه إلى سلخ المحرم لقوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} 2. قوله تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً} الآية: 10 [915] عن مجاهد: الإلّ: الله3. قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} الآية: 12 [916] روى الطبري من طريق السدي قال: المراد بأئمة الكفر كفار   1 فتح الباري8/319 أخرجه ابن جرير رقم16366 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري - فذكره بنحوه. 2 فتح الباري 8/319. أخرجه ابن جرير رقم16357 من طريق معاوية بن صالح عن علي، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/125-126 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 6/267. أخرجه ابن جرير رقم16499 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وابن وكيع - شيخ الطبري ضعيف، وقد أخرجه من طريق أخرى. فقد أخرج رقم16501 عن محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثني محمد بن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. ولفظه قال: "لا يرقبون الله ولا غيره". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 قريش1. [917] ومن طريق الضحاك قال: أئمة الكفر رؤوس المشركين من أهل مكة2. [918] روى الطبري من طريق حبيب بن حسان عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقرأ هذه الآية {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد. [919] ومن طريق الأعمش عن زيد بن وهب نحوه3. [920] روى الطبري من طريق عمار بن ياسر4 وغيره في قوله {إِنَّهُمْ   1 فتح الباري 8/323. أخرجه ابن جرير رقم16524 من طريق سنيد قال: حدثني الحجاج قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. وفي إسناده سنيد والسدي ضعيفان. 2 فتح الباري 8/323. أخرجه ابن جرير 16525 قال: حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: سمعت الضحاك يقول - فذكره. 3 فتح الباري 8/323. أخرجه ابن جرير رقم16528 حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا حبيب بن حسان، به مثله. وأخرجه رقم16527 حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، به نحوه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/136 عن حذيفة ونسبه الى ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. قال ابن حجر: والمراد بكونهم لم يقاتلوا أن قاتلهم لم يقع لدرم وقوع الشرط، لأن لفظ الآية {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا} فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا. 4 عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة العنيس أبو اليقضان مولى بني مخزوم. صحابي جليل، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ممن عذّب في الله. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن حذيفة بن اليمان، وعنه ابنه محمد وابن عباس وأبو وائل وصله بن زقر وآخرون. قتل عمار مع علي بصفين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ودفن هناك بصفين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/122-128 وتهذيب التهذيب 7/357-359. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 لا أَيْمَانَ لَهُمْ} أي لاعهد لهم1. قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} الآيات: 28-29 [921] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون، فلما حرم الله على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عنهم من التجارة، فنزلت {وَإِنْ خِفْتُمْ} الآية، ثم أحل في الآية الأخرى "الجزية" الحديث. أخرجه الطبراني وابن مردويه من رواية شعيب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عنه2.   1 فتح الباري 8/323. أخرجه ابن جرير رقم16533 حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمان قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة ابن زفر، عن عمار بن ياسر، به. وله شاهد عن حذيفة أخرجه ابن جرير رقم16534 من وجه آخر عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/137 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 8/317. لم أهتد إليه عند الطبراني، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/167 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم10031 والبيهقي في سننه 9/185 كلاهما من طريق أبي اليمان، عن شعيب، به نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 قوله تعالى: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 30 [922] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي يشبهون1. قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} الآية: 36 [923] ذكرالطبري في سبب ذلك من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي مالك: كانوا يجعلون السنة ثلاثة عشر شهرا2. [924] وقع في حديث ابن عمر عند ابن مردويه "إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض"3.   1 فتح الباري 8/316. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم10048 من طريق معاوية عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/325. أخرجه ابن جرير رقم16715 حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمران بن عيينة عن حصين، به مثله. وزاد "فيجعلون المحرَّم صفراً، فيستحلُّون فيه الحرمات، فأنزل الله {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ". وفيه ابن وكيع وهو ضعيف. 3 فتح الباري 8/324. أخرجه ابن مردويه فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 4/87 من حديث موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا مثله في حديث طويل. والحديث أخرجه ابن أبي حاتم رقم10096 من طريق مكي ابن إبراهيم ثنا موسى ابن عبيدة، به. وأخرج ابن جرير رقم16684 من وجه آخر عن موسى بن عبيدة حدثني صدقة بن يسار عن ابن عمر، به نحوه. هذا وقد ضعف ابن حجر إسناده في تخريجه على الكشاف 2/269 وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/183 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. وللحديث شاهد من حديث أبي بكرة متفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السما وات والأرض، السنة إثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم" الحديث. البخاري رقم4662، مسلم رقم1679. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} الآية: 40 [925] ووقع في مغازي عروة بن الزبير في قصة الهجرة قال: "وأتى المشركون على الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلعوا فوقه، وسمع أبو بكر أصواتهم فأقبل عليه الهم والخوف، فعند ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه السكينة، وفي ذلك يقول الله عز وجل {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} الآية1. قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} الآية: 40 [926] وروى الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} قال: "على أبي بكر"2.   1 فتح الباري 7/11. أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/478 عن أبي عبد الله الحافظ، أن أبا جعفر البغدادي أخبرهم، قال: حدثنا أبو علانة: محمد بن عمرو بن خاله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير - فذكر نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/198 ونسبه إلى أبي نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل. قلت: وهو مرسل، ولكن له شاهد من حديث أبي بكر، أخرجه الإمام أحمد 1/4 بإسناد صحيح على شرط الشيخين، عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما". 2 فتح الباري 7/9-10. هذا أحد القولين في تفسيرها. والقول الثاني أن الذي نزلت عليه السكينة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أشهر القولين كما قال ابن كثير. انظر: تفسير القرآن العظيم 4/96. قال القرطبي: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} فيه قولان: أحدهما: على النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني: على أبي بكر: ثم نقل عن ابن العربي: قال علماؤنا وهو الأقوى، لأنه خاف على النبي صلى الله عليه وسلم من القوم، فأنزل الله سكينته عليه بتأمين النبي صلى الله عليه وسلم، فسكن جأشه = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} الآية: 41 [927] وقد روى الطبري من رواية أبي الضحى قال "أول ما نزل من براءة {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} وقد فهم بعض الصحابة من هذا الأمر العموم فلم يكونوا يتخلفون عن الغزو حتى مات منهم أبو أيوب الأنصاري والمقداد ابن الأسود وغيرهم"1. [928] وأخرج الطبري عن الحسن البصري وعكرمة أنها منسوخة بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} 2 3.   = وذهب رَوْعه وحصل الأمن. انظر: تفسير القرطبي 8/95. هذا ولم أهتد إليه في المستدرك، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/207 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس. وقد أخرجه ابن أبي حاتم سورة التوبة، رقم1096، والبيهقي في الدلائل 2/482 كلاهما من طريق علي بن مجاهد، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وزادا في آخره "لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة معه. قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن "علي بن مجاهد هو ابن مسلم القاضي، الكابلي، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/43 "متروك ". وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 4/96 عن ابن عباس تعليقا بصيغة التمريض قائلا: "وقيل: على أبي بكر، ورُوي عن ابن عباس وغيره، قالوا: لأن الرسول لم تزل معه سكينته. وتعقبه قائلا: وهذا لا ينافي تجدد سكينته خاصة بتلك الحال، ولهذا قال: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} أي الملائكة. اهـ. 1 فتح الباري 6/38. أخرجه ابن جرير رقم16758 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، به. وفي هذا الإسناد "ابن وكيع" شيخ الطبري ضعيف. 2 الآية 122 من هذه السورة. 3 فتح الباري 6/38. هكذا عزاه إلى الطبري عن الحسن وعكرمة، ولم أجده عنده عنهما، قال ابن حجر - عقب ذكره -: "والذي يظهر أنها مخصوصة وليست بمنسوخة والله أعلم". هذا وقد أخرج ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص 366 من طريق الإمام أحمد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس - مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 [929] روى ابن سعد والحاكم وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس "أن أبا طلحة1 قرأ {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} فقال: استنفرنا الله شيوخا وشبانا، جهزوني، فقال له بنوه: نحن نغزو عنك، فأبى فجهزوه، فغزا في البحر فمات، فدفنوه بعد سبعة أيام ولم يتغير2. قوله تعالى: {وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} الآية: 49 [930] أخرج الطبري من طريق سعيد3 عن قتادة في قوله: {وَلا تَفْتِنِّي} قال: لاتؤثمني، {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} : ألا في الإثم سقطوا4.   1 هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري، وهو زوج أم سُليم بنت مِلحان أم أنس ابن مالك، من كبار الصحابة، شهد بدرا وما بعدها، مشهور بكنيته. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/361، رقم1843، والإصابة 2/502، رقم2912، والتقريب 2/275. 2 فتح الباري 6/42. أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/507، وأبو يعلى في مسنده رقم3413 وابن أبي حاتم سورة التوبة، رقم1107، والطبراني في الكبير ج 5/رقم4683، والحاكم 3/353 كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وعلي بن زيد، عن أنس بن مالك، به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم7184 بهذا الإسناد دون ذكر علي ابن زيد. وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/315-316 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/209 ونسبه إلى ابن سعد وابن أبي عمر العدني في مسنده وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ والحاكم - وصححه - وابن مردويه عن أنس بن مالك. 3 سعيد هو ابن أبي عروبة. 4 فتح الباري 8/314. أخرجه ابن جرير في تفسيره رقم16791 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة مثله. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/215 ونسبه إلى ابن المنذر وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 قوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} الآية: 52 [931] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} فتحا أو شهادة1. قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية: 58 [932] عنٍ ابن مسعود قال "لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلا يقول: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، قال فنزلت {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} أخرجه ابن مردويه2. قوله تعالى: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ} الآية: 60 [933] عن مجاهد {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ} قال: يتألفهم بالعطية. وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه3.   1 فتح الباري 8/227-228. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم16796 وابن أبي حاتم رقم10317 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح عن علي، به نحوه. 2 فتح الباري 12/298. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/220 ولم ينسبه إلا إلى ابن مردويه. وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري رقم4335 عن ابن مسعود بدون ذكر نزول الآية، وفي آخره "فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتغير وجهه ثم قال: رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر". وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه البخاري أيضا رقم6933 وفيه "قال: فنزلت فيه" فذكر هذه الآية، وفيه أيضا التصريح بقائل ذلك وأنه "ذو الخويصرة التميمي". 3 فتح الباري 8/330. أخرجه الفريابي كما في التغليق التعليق 4/218 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بهذا. قال: المؤلفة قلوبهم: ناس كان يتألفهم بالعطية. وانظر: تفسير آدم المسمى بتفسير مجاهد ص 282 وعمدة القاري 18/270. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} الآية:61 [934] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} يعني أنه يسمع من كل أحد، قال الله: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} يعني يصدق بالله1. قوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ} الآية: 66 [935] عن محمد بن كعب في قوله: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ} قال: هو رجل واحد2. قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} الآية: 74 [936] وقع في رواية الإسماعيلي ... من رواية محمد بن فيلح عن موسى بن عقبة "قال ابن شهاب سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب: لئن كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير، فقال زيد:   1 فتح الباري8/316. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا أخرجه ابن جرير في تفسيره رقم16900، وابن أبي حاتم في تفسيره رقم10304 كلا هما من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/227 ونسبه إليهما وإلى بن المنذر وابن مردويه. 2 فتح الباري 12/158. أخرجه ابن جرير رقم16920 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا زيد بن حبان، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، به. وفيه ابن وكيع شيخ الطبري ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 قد والله صدق، ولأنت شر من الحمار، ورفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحده القائل، فأنزل الله على رسوله {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا} الآية. فكان مما أنزل الله في هذه الآية تصديقا لزيد. انتهى. وهذا مرسل جيد1. قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية: 79 [937] روى البزار من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن2 عن أبيه3 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا"، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله! عندي أربعة آلاف، ألفين أقرضهما ربي، وألفين أمسكتهما لعيالي، فقال: "بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت"، قال: وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر" الحديث. قال: البزار: لم يسنده إلا طالوت ابن عباد عن أبي عوانة4   1 فتح الباري 8/651. 2 عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قاضي المدينة روى عن أبيه وإسحاق بن يحيى ابن طلحة، وعنه ابن عمه سعد ابن إبراهيم ومسعر وهشيم وموسى بن يعقوب وأبو عوانة. قال: ابن حجر: صدوق يخطئ. أخرج له البخاري في التعاليق والأربعة. قتل بالشام سنة اثنتين وثلاثين بعد الما ئة. انظر ترخمته في: تهذيب التهذيب 7/401 والتقريب 2/56. 3 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قيل إسمه عبد الله وقيل إسماعيل وقيل إسمه كنيته، روى عن أبيه وعثمان ابن عفان وطلحة وأبي هريرة وخلق من الصحابة والتابعين وروى عنه ابنه عمر وعروة بن الزبير والزهري وغيرهم. ثقة مكثر، مات سنة أربع وتسعين، وكان مولده سنة بضع وعشرين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 12/127 والتقريب 2/430. 4 أبو عوانة اسمه وضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزار مشهور بكنيته، ثقة ثبت، مات سنة خمس أو ست وسبعين بعد المائة. انظر ترخمته في: تهذيب التهذيب 11/103 والتقريب 2/331. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 عن عمر، قال: وحدثناه أبو كامل1 عن أبي عوانة فلم يذكر أبا هريرة فيه، وكذلك أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن أبي عوانة، وأخرج ابن أبي حاتم والطبري وابن مردويه من طريق أخرى عن أبي عوانة مرسلا. وذكره ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد2. [938] أخرج الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير ومن طريق سعيد3 عن قتادة وابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان4 عن عكرمة قال: "وحث   1 أبو كامل اسمه فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري، أبو كامل، ثقة حافظ، مات سنة سبع وثلاثين بعد الما ئتين. روى عنه البخاري تعليقا ومسلم وأبو داود والبزار وغيرهم. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 8/261 والتقريب 2/112. 2 فتح الباري 8/332. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2216 حدثنا طالوت بن عباد، ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولم نسمع أحداً أسنده من حديث عمر بن أبي سلمة، الاّ طالوت. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/35 وقال: رواه البزار من طريقين إحداهما متصلة عن أبي هريرة. والأخرى عن أبي سلمة مرسلة، ... وفيه عمر بن أبي سلمة والثقه العجلي وأبو خيثمة وابن حبان، وضعفه شعبة وغيره، وبقية رجالهما ثقات. وأما المرسل فأخرجه ابن جرير رقم17010 من طريق حجاج بن المنهال الأنماطي، وابن أبي حاتم رقم10508 من طريق أبي سلمة ومسدد ثلاثتهم عن أبي عوانة، ثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلا. وانظر ما ذكره ابن إسحاق بغير إسناد في سيرة ابن هشام 4/1404. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/127 برواية البزار وابن إسحاق. وكما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/249 ونسبه إلى البزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه. 3 سعيد هو ابن أبي عروبة. 4 الحكم بن أبان العدني أبو عيسى، روى عن عكرمة وطاووس وشهربن حوشب وغيرهم، وعنه حفص بن عمر العدني وابن جريج ومعمر وابن عيينة وغيرهم، صدوق عابد، وله أوهام، مات سنة أربع وخمسين بعد الما ئة. أخرج له البخاري في جزء القراءة وأصحاب السنن الأربعة في سننهم. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/113 وتهذيب التهذيب 1/190. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة - يعني في غزوة تبوك - فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله! مالي ثمانية آلاف، جئتك بنصفها وأمسكت نصفها، فقال: "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت"، وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر" الحديث1. [939] وكذا أخرجه الطبري من طريق العوفي2 عن ابن عباس نحوه3. [940] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب بمعناه4.   1 فتح الباري 8/332. حديث يحيى بن أبي كثير أخرجه ابن جرير رقم17017 عن المثنى قال: حدثنا محمد ابن رجاء أبو سهل العباداني قال: حدثنا عامر بن يساف اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي - فذكر نحوه مطولا. قال المحقق: "محمد بن رجاء أبو سهل العباداني" لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع. وأما حديث قتادة فأخرجه ابن جرير رقم17008 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة - فذكره بنحوه. وهذا إسناد صحيح مع أرساله. وأما حديث عكرمة فأخرجه ابن أبي حاتم رقم10500 حدثنا أبو عبد الله محمد ابن حماد الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن عبان، به نحوه. 2 العوفي اسمه عطية ضعيف تقدم. 3 فتح الباري 8/332. أخرجه ابن جرير رقم17004 من طريق عطية العوفي عنه مطولا، وإسناده ضعيف لأنه من طريق العوفي. 4 فتح الباري 8/332. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17003 من طريق معاوية عن علي، به نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 [941] وعند عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعمائة أوقية من ذهب فقال: إن لي ثمانمائة أوقية من ذهب، الحديث1. [942] وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فقال: "ثمانية آلاف دينار"2. [943] ومثله لابن أبي حاتم من طريق مجاهد3. [944] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره قال: ثمانية آلاف درهم4. [945] ولابن مردويه من طريق أبي سعيد فجاء عبد الرحمن بن عوف بصدقته، وجاء المطوعون من المؤمنين. الحدبث5.   1 فتح الباري 8/332. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10509 حدثنا محمد بن عمار ثنا عبد الرحمن الدشتكي، أنبأ أبو جعفر الرازي عن الربيع - فذكر نحوه من قوله. فهذا مرسل. وانظر التعليق على رقم 21. 2 فتح الباري 8/332. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/283 بهذا السند وفيه " قال: تصدق عبد الرحمن ابن عوف بشطر ماله، وكان ماله ثمانية آلاف دينار، فتصدق بأربعة آلاف ... الحديث. وهذا أيضا مرسل، وإسناده صحيح. 3 فتح الباري 8/332. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10507 حدثنا أبي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا حجاج ابن محمد عن ابن جريج عن مجاهد - فذكره بنحوه. 4 فتح الباري 8/332. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10504 حدثنا أبي ثنا عيسى بن يونس الرملي ثنا مؤمل عن حماد بن سلمة، به نحوه. ولكن لفظه في المطبوعة " فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف، فقال: يا رسول الله، هذه صدقة ... الحديث 5 فتح الباري 8/332. وأما حديث أبي سعيد الخدري، فلم أجد من أخرجه مسندا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/249 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 [946] روى عبد حميد من طريق عكرمة قال: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} هو رفاعة بن سهل. ووقع عند ابن أبي حاتم رفاعة بن سعد1. [947] ذكر عبد بن حميد والطبري وابن منده من طريق سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة قال في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} قال: جاء رجل من الأنصار يقال له الحبحاب أبو عقيل فقال: يا نبي الله بت أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع، فأما صاع فأمسكته لأهلي وأما صاع فها هو ذا، فقال المنافقون: إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فنزلت2. [948] وهذا مرسل، ووصله الطبراني والبارودي والطبري من طريق موسى بن عبيدة3 عن خالد بن يسار4   1 فتح الباري 8/331. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10503 حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، أنبأ الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/252 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وفي إسناده حفص بن عمر هو العدني ضعيف، وقد تقدم في التعليق على رقم 43. 2 فتح الباري 8/331. مرسل قتادة أخرجه ابن جرير رقم17008 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا ثنا سعيد، به نحوه. وإسناده صحيح مع إرساله. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/250 ونسبه إلى أبي نعيم في المعرفة فقط. 3 موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي أبو عبد العزيز المدني، قال ابن حجر: ضعيف، ولا سيما في عبد الله بن دينار، مات سنة ثلاث وخمسين بعد المائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/151-152 وتهذيب التهذيب 10/318-321 والتقريب 2/282. 4 خالد بن يسار روى عن جابر وأبي هريرة، وروى عنه شعيب بن الحجاب. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو مجهول. وقال الهيثمي لم أجده منه وثقه ولا جرحه. انظر ترجمته في التاريخ الكبير 2/1/169 والجرح والتعديل 3/362 ومجمع الزوائد 7/36. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 عن ابن أبي عقيل1 عن أبيه2 بهذا، ولكن لم يسموه3. قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية: 80 [949] روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: لما نزلت {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} قال النبي صلى الله عليه وسلم قد خيرّني ربي، فوالله لأزيدنّ على السبعين4. [950] وأخرجه الطبري من طريق مجاهد مثله5.   1 ابن أبي عقيل، واسمه رضى بن أبي عقيل، ترجم له البخاري وابن أبي حاتم، قالا: روى عن أبيه، وروى عنه محمد بن فضيل، ولم يذكرا فيه جرحاً. انظر: التاريخ الكبير 2/1/313، والجرح والتعديل 3/523. 2 حجاب أبو عقيل الأنصاري: هوالذي لمزه المنافقون لما جاء بصاع من تمر صدقة، كما في هذا الحديث، فأنزل الله هذه الآية. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/667، رقم1028. 3 فتح الباري 8/331. وأما الموصول فقد أخرجه ابن جرير رقم17014 عن ابن وكيع قال: ثنا زيد بن حبان، عن موسى بن عبيدة، به نحوه. وابن وكيع ضعيف. وأخرجه الطبراني في الكبير ج 4/رقم3598 من طريق أبي كريب، ثنا زيد بن الحباب، حدثني خالد بن يسار، به. ولم يذكر عنده " موسى بن عبيدة " بين زيد بن حباب وخالد ابن يسار. بينما ذكره ابن حجر - كما في الأعلى - معزوا إلى الطبراني ايضا. فلعله سقط من السند في النسخة المطبوعة - والله أعلم. هذا وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/35-36 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات الاّ أن خالد بن يسار لم أجد من وثّقه ولاجرّحه. 4 فتح الباري 8/335. أخرجه ابن جرير رقم17031، 17032 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، ومن طريق سعيد كلاهما عن قتادة - مثله. وزاد في آخره "فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ... } [المنافقون:6] . 5 فتح الباري 8/335. أخرجه ابن جرير الأرقام17025،17026،17027،17028 من طرق عن ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد مثله أو نحوه. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/254 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 [951] والطبري أيضا وابن أبي حاتم من طريق هشام ابن عروة عن أبيه مثله1. قوله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} الآية:84 [952] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في هذه القصة قال: فأنزل الله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} قال: فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "وما يغني عنه قميصي من الله، وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه" 2. قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} الآية: 96 [953] أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد أنها نزلت   1 فتح الباري 8/335. أخرجه ابن جرير رقم17023 عن ابن وكيع وابن أبي حاتم رقم10500 عن هارون ابن إسحاق، قالا: حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، به نحوه. وابن وكيع ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/253-254 ونسبه إليهما. قال ابن حجر بعد ما أوردها: وهذه طرق وإن كانت مراسيل فإن بعضها يعضد بعضا. 2 فتح الباري 8/336. أخرجه ابن جرير رقم17058 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - فذكره مطولا. وهذا إسناد صحيح، لكنه مرسل، وله شواهد صحيحة، تقدمت. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/259 ونسبه إلى أبي الشيخ فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 في المنافقين1. قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} الآية: 101 [954] وروى الطبري وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط أيضا من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: "اخرج يا فلان فإنك منافق" فذكر الحديث، وفيه "ففضح الله المنافقين، فهذا العذاب الأول، والعذاب الثاني عذاب القبر" 2. [955] ومن طريق محمد بن ثور عن معمر عن الحسن {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} قال: عذاب الدنيا وعذاب القبر3. [956] وعن محمد بن إسحاق قال: "بلغني" فذكر نحوه4.   1 فتح الباري 8/340. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10208 حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/265-266 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري3/233. أخرجه ابن جرير رقم17122 وابن أبي حاتم رقم10303 كلا هما من طريق حسين ابن عمرو العنقري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أسباط عن السدي، به فذكره مطولا. والأثر ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/36-37 وقال: رواه الطبراني في الأوسط. وفيه الحسين بن عمرو ابن محمد العنقري، وهو ضعيف. 3 فتح الباري 3/233. أخرجه ابن جرير رقم17131 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 1/2/286 عن معمر عن الحسن مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/144 عن الحسن تعليقا. 4 فتح الباري 3/233. أخرجه ابن جرير رقم17135 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق. ولفظه " {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} قال: العذاب الذي وعدهم مرتين، فيما بلغني، غمُّهم بما هم فيه من أمر الإسلام، وما يدخل عليهم من غيظ ذلك غير حِسْبة، ثم عذابهم في القبر إذا صاروا إليه، ثم العذاب العظيم الذين يردّون إليه، عذاب الآخرة والخلد فيه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 قوله تعالى: {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} الآية: 103 [957] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} قال: الزكاة طاعة الله والإخلاص1. [958] روى ابن أبي حاتم وغيره بإسناد صحيح عن السدي في قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} قال: ادع لهم2. قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} الآية: 108 [959] وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: "هو مسجدكم هذا" 3.   1 فتح الباري 8/316. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم10303 من طريق معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة، به مثله. 2 فتح الباري 3/361. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10305 حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات عن اسباط عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/281 ونسبه الى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 3 فتح الباري 7/245. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1398-514 بسنده عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/286-287 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبي الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 [960] ولأحمد والترمذي من وجه آخر عن أبي سعيد "اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال: "هو هذا، وفي ذلك - يعني مسجد قباء - خير كثير" 1. [961] ولأحمد عن سهل بن سعد2 نحوه3. [962] وأخرجه من وجه آخر عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب مرفوعا4.   1 فتح الباري 7/245. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/23 ثنا يحيى عن أنيس بن أبي يحيى، قال: حدثني أبي قال: سمعت أبا سعيد، به. وذكره ابن كثير 4/153 برواية الإمام أحمد. وانظر ما قبله. 2 هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي، أبو العباس، له ولأبيه صحبة، مشهور، مات سنة ثمان وثمانين. وقيل بعدها، وقد جاوز المائة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/575، رقم2294، والإصابة 3/167، رقم3546، والتقريب 1/336. 3 فتح الباري 7/245. أخرجه الإمام أحمد 5/331 حدثنا وكيع، حدثنا ربيعة بن عثمان التيمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد الساعدي. ولفظه "قال: اختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه، فقال: "هو مسجدي هذا ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/13 وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجالهما رجال الصحيح. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/152 برواية الإمام أحمد ثم قال: تفرد به أحمد. 4 فتح الباري 7/245. قال ابن حجر - بعد ما أورد هذه الروايات -: "والحق أن كلا منهما أسس على التقوى، وجوابه صلى الله عليه وسلم بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء، والله أعلم". اهـ. والحديث أخرجه الإمام أحمد 5/116 حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد، عن أبي بن كعب - مرفوعا. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/13 وقال: رواه أحمد وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/152 برواية الإمام أحمد ثم قال: تفرد به أحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 قوله تعالى: {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [963] وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "نزلت {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} في أهل قباء1. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} الآية: 111 [964] وفي مرسل محمد بن كعب "قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال: "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم". قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة". قالوا: ربح البيع، لا نُقِيل ولا نستقيل2 فنزل {إِنَّ   1 فتح الباري 7/245. أخرجه أبو داود رقم44 - في الطهارة، باب في الاستنجاء بالماء -، والترمذي رقم3100 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة التوبة -، وابن ماجه 357 - في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء - قالوا: حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. وزادوا في آخره "قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية فيهم". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم34. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/288-289 وزاد نسبته إلى أبي الشيخ وابن مردويه. 2 يقال: أقاله يُقِيله إقالة، وتقايلا: إذا فسخا البيع، وعاد المبيعُ إلى مالكه والثمنُ إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما، وتكون الإقالة في البيعة والعهد. واستقاله: أي طلب إليه أن يُقيله. انظر: النهاية 4/134 مادة "قيل". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 اللَّهَ اشْتَرَى} الآية1. قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية: 113 [965] وروى الطبري من طريق شبل عن عمرو بن دينار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي"، فقال أصحابه: لنستغفرن لآبائنا كما استغفر نبينا لعمه، فنزلت2. [966] وقد أخرج الحاكم وابن أبي حاتم من طريق أيوب بن هانئ3،   1 فتح الباري 6/4. لم يعزه ابن حجر لأحد، والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/294 ولم ينسبه إلا إلى ابن جرير. هذا وقد أخرجه ابن جرير رقم17270 حدثنا الحارث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال عبد الله ابن رواحة - فذكر مثله. قلت: وإسناده مرسل، فإن محمد بن كعب القرظي تابعي، لم يشهد الواقعة، ولم يصرح بتحمل الرواية عن الصحابي. 2 فتح الباري 8/508. قال ابن حجر: وهذا فيه إشكال، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقا. والحديث أخرجه ابن جرير رقم17327 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن عمرو بن دينار، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/300 ونسبه إلى ابن جرير فقط. قلت: وهو مرسل مع صحة إسناده. هذا وقد صحّ أن هذه الآية نزلت في قصة أبي طالب لما همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له حين توفي على الشرك، أخرجه البخاري رقم4772 من طريق سعيد بن المسيب، عن أبيه. 3 أيوب بن هانئ الكوفي، روى عن مسروق بن الأجدع، وعنه ابن جريج. قال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال ابن معين: ضعيف. وقال ابن عدي: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال عنه ابن حجر: صدوق فيه لين. انظر ترجمته في: التهذيب 1/362، والتقريب 1/91. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 عن مسروق، عن ابن مسعود قال "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى، فبكينا لبكائه، فقال: "إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي، واستأذنت ربي في الدعاء لها، فلم يأذن لي، فأنزل عليّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} 1. [967] وفي رواية الطبري من طريق فضيل بن مرزوق2 عن عطية "لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت3.   1 فتح الباري 8/508. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10051، والحاكم في المستدرك 2/336، والواحدي في أسباب النزول ص 215 كلهم من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود - نحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، هكذا بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة فيه مختصراً. وتعقبه الذهبي قائلا: أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/302-303 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. وللحديث شاهد من حديث بريدة، أخرجه أحمد 5/355 بسند صحيح نحوه، ولم يذكر فيه نزول الآية. قال ابن حجر: وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية. انظر: فتح الباري 8/508. 2 فضيل بن مرزوق الأغر، الرقاشي، الكوفي، أبو عبد الرحمن، روى عن أبي إسحاق السبيعي وعطية العوفي والأعمش وغيرهم، قال عنه ابن حجر: "صدوق يهم، ورمي بالتشيع"، مات في حدود سنة ستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/268، والتقريب 2/113. 3 فتح الباري 8/508. أخرجه ابن جرير رقم17329 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: ثنا فضيل، عن عطية، به. قلت: وعطية هو العوفي ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 [968] وللطبراني من طريق عبد الله بن كيسان1 عن عكرمة عن ابن عباس نحو حديث ابن مسعود وفيه "لما هبط من ثنية عسفان" وفيه نزول الآية في ذلك2. [969] أخرج أحمد من طريق أبي إسحاق، عن أبي الخليل3، عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لوالديه وهما مشركان، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية4.   1 عبد الله بن كيسان أبو مجاهد المروزي، روى عن عكرمة، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث. انظر: الجرح والتعديل 5/143. 2 فتح الباري 8/508. أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم12049 حدثنا محمد بن علي المروزي، حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب، ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس - فذكره مطولا. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 4/159 برواية الطبراني هذه، ثم قال: وهذا حديث غريب وسياق عجيب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/120 وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة. ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم. قلت: وعبد الله بن كيسان ضعيف، وابنه إسحاق، ليّنه الحاكم. انظر التعليق على رقم 750. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/302 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه. قال ابن حجر - بعد إيراد هذه الطرق -: فهذه طرق يعضد بعضها بعضا، وفيها دلالة على تأخر نزول الآية عن وفاة أبي طالب. 3 هو عبد الله بن الخليل، أو ابن أبي الخليل الحضرمي، أبو الخليل الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن عباس وزيد بن أرقم، وعنه أبو إسحاق السبيعي وعامر الشعبي والأعمش وإسماعيل بن رجاء، ذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب "مقبول". انظر ترجمته في: التهذيب 5/174، والتقريب 1/412. 4 فتح الباري 8/508. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 [970] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال المؤمنون ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه؟ فنزلت1. [971] ومن طريق قتادة قال: "ذكرلنا أن رجلا " فذكر نحوه2. قوله تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} الآية: 114 [972] أخرج الطبري من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} قال: كان ذلك في الحياة   = أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/99، 130-131، والترمذي في سننه رقم3101 - في تفسير سورة التوبة -، والنسائي في سننه رقم2036 - في الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين -، وأبو يعلى في مسنده رقم335، 619، وابن جرير في تفسيره رقم17334، وابن أبي حاتم في تفسير سورة التوبة رقم1700، والحاكم 2/335 والضياء في المختارة رقم585 كلهم من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الخليل، عن علي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. كما حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي رقم1925. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/300 وزاد نسبته إلى الطيالسي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. 1 فتح الباري 8/508. أخرجه ابن جرير رقم17349 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قلت: وهذا مرسل مع صحة إسناده. 2 فتح الباري 8/508. أخرجه ابن جرير رقم17333 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية، ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني، ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى والله لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه"، قال: فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} ". وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/301 ونسبه إلى ابن جرير فقط. قلت: وهذا مرسل مع صحة إسناده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 الدنيا لما مات آزر مشركا، وإسناده صحيح1. [973] وفي رواية "فلما مات لم يستغفر له"2. [974] ومن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس نحوه قال: استغفر له ما كان حيا، فلما مات أمسك3. [975] وأورده أيضا من طريق مجاهد وقتادة وعمرو بن دينار نحو ذلك4. [976] وأخرج الطبري من طريق عبد الملك بن أبي سليمان5   1 فتح الباري 8/500. أخرجه ابن جرير رقم17343 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب، به نحوه. ولفظه "ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات، فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرأ منه". 2 فتح الباري 8/500. أخرجه ابن جرير رقم17345 حدثني الحارث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ولفظه "لم يزل إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات، فلما مات لم يستغفر له ". 3 فتح الباري 8/500. أخرجه ابن جرير رقم17346 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، به. 4 فتح الباري 8/500. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير الأرقام 17347-17350 من طرق عن مجاهد - نحوه. وأما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 17354 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه " {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ} قال: لما مات على شركه تبرأ منه". وأما أثر عمرو بن دينار فأخرجه ابن جرير أيضا رقم17352 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن عمرو بن دينار. ولفظه " {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} قال: موته وهو كافر ". 5 هو عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، روى عن سعيد بن جبير وغيره، وعنه حفص بن غياث وغيره. صدوق له أوهام. انظر ترجمته في: التهذيب 6/352، والتقريب 1/519. هذا وقد وقع في رواية الطبري مصحفا إلى "عبد الله بن سليمان". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 سمعت سعيد بن جبير يقول: إن إبراهيم يقول يوم القيامة: ربّ والدي، ربّ والدي، فإذا كان الثالثة أخذ بيده فيلتفت إليه وهو ضِبعان1 فتبرأ منه2. [977] ومن طريق عبيد بن عمير قال: يقول إبراهيم لأبيه إني كنت آمرك في الدنيا وتعصيني، ولست تاركك اليوم فخذ بحقوي، فيأخذ بضبعيه، فيمسخ ضبعا، فإذا رآه إبراهيم مسخ تبرأ منه3. قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [978] وصل وكيع في تفسيره من طريق أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: الأواه الرحيم بلسان الحبشة4.   1 الضِبعان - بكسر فسكون - ذكر الضباع، لا يكون بالألف والنون إلا للمذكر، والأنثى "الضبع" - بفتح فضم -، ويقال للذكر أيضا "ضبع". انظر: القاموس المحيط باب العين، فصل الضاد، ص 666. 2 فتح الباري 8/501. أخرجه ابن جرير رقم17359 حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: سمعت سعيد بن جبير، به. 3 فتح الباري 8/501. أخرجه ابن جرير رقم17360 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن عبيدة بن عمير، به في أثر طويل - في أوله حديث الصراط -. وقال ابن حجر - عقب ذكر القولين -: "ويمكن الجمع بين القولين بأنه تبرأ منه لما مات مشركا فترك الاستغفار له، لكن لما رآه يوم القيامة أدركته الرأفة والرقة فسأل فيه، فلما رآه مسخ يئس منه حينئذ فتبرأ منه أبديا". 4 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/13 بسنده إلى وكيع، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن جرير رقم17389 من طريق أبي خيثمة زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق الهمداني، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/306 ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 [979] وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن مسعود بإسناد حسن قال: الأواه الرحيم، ولم يقل بلسان الحبشة1. [980] ومن طريق عبد الله بن شداد2 أحد كبار التابعين قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: "الخاشع المتضرع في الدعاء" 3.   1 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10063 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن الحكم عن يحيى بن الجزار أن أبا العبيدين سأل عبد الله عن الأواه؟ - فذكره. وقد حسّن ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. وأخرجه ابن جرير الأرقام 17370-17378 من طرق عن أبي العبيدين، به. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/290، وابن جرير رقم17385 كلاهما من طريق عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/305-306 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ عن أبي العبيدين قال: سألت عبد الله بن مسعود، فذكره. 2 عبد الله بن شداد بن الهاد اللّيْثي أبو الوليد المدني، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا. ثقة روى له الجماعة. قال الميموني: سئل أحمد: أسمع عبد الله بن شداد من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: لا، وكانت وفاته سنة إحدى أو اثنتين وثمانين للهجرة. اهـ. انظر الجرح والتعديل 5/80 وأسد الغابة 3/276 رقم3006 وتهذيب التهذيب 5/222، والتقريب 1/422. 3 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10062 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، أنبأ عبد الله ابن المبارك، أنبأ عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله ابن شداد، به. وذكر في آخره "قال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} ". وأخرجه ابن جرير رقم17417 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن عبد الحميد بن بهرام، به. قلت: وهو مرسل؛ فإن عبد الله بن شداد هو ابن الهاد تابعي، وقد تقدمت ترجمته. وشهر بن حوشب كثير الإرسال والأوهام. انظر التقريب 1/355. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/305 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 [981] ومن طريق ابن عباس قال: الأواه الموقن1. [982] ومن طريق مجاهد قال: الأواه الحفيظ، الرجل يذنب الذنب سرا ثم يتوب منه سرا2. [983] ومن وجه آخر عن مجاهد قال: الأواه المنيب الفقيه الموفق3. [984] ومن طريق الشعبي قال: الأواه المُسَبِّح4. [985] ومن طريق كعب الأحبار5 في قوله "أوّاه" قال: كان إذا ذكر   1 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10064 حدثنا أبي، ثنا أبو نعيم، ثنا حسن بن صالح، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير رقم17392 من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن حسن، عن مسلم، به. وأخرجه الأرقام 17390-17391 و17398 من وجهين آخرين، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/306 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/306 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مجاهد، عن ابن عباس. 2 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10071 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا طلحة بن سنان، عن ليث، عن صاحب له، عن مجاهد، به. وإسناده ضعيف؛ ففيه ليث وهو ابن أبي سليم ضعيف، وفيه أيضا راوٍ لم يسم. 3 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10068 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا طلحة بن سنان، عن ليث، عن مجاهد بلفظ "الأواه: المنيب ". قلت: وإسناده ضعيف، ففيه ليث ضعيف. 4 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10072 حدثنا علي بن الحسين، ثنا شعيب بن سلمة الأنصاري، ثنا إبراهيم ابن عيينة، أنبأنا زكريا عن الشعبي، به. 5 هو كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر وصهيب وعائشة. وعنه أبو هريرة وابن عباس وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن رباح الأنصاري وغيرهم. ثقة مخضرم، كان من أهل اليمن فسكن الشام، مات في خلافة عثمان، وقد زاد على المائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/393، والتقريب 2/135. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 النار قال أوّاه من عذاب الله1.   1 فتح الباري 6/389. أخرجه ابن جرير الأرقام 17412-17414 من طرق عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/305 ونسبه إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن كعب رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 سورة يونس قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} الآية: 10 [986] روى الطبري من طريق الثوري قال في قوله: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا} قال: إذا أرادوا الشيء قالوا: اللهم فيأتيهم ما دعوا به1. [987] ومن طريق ابن جريج قال: أخبرت، فذكر نحوه، وسياقه أتم2. قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ} الآية: 11 [988] وصل الفريابي وعبد بن حميد وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ} هو قول الإنسان لولده إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والعنه، وقوله: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ   1 فتح الباري 8/346. أخرجه ابن جرير رقم17565 حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبيد الله االأشجعي قال: سمعت سفيان يقول - فذكره بمثله. 2 فتح الباري 8/346. أخرجه ابن جرير رقم17563 حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرت أن قوله {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} فذكره، ولفظه قال: إذا مر بهم الطير فيشتهونه، قالوا: سبحانك اللهم، وذلك دعواهم، فيأتيهم الملك بما اشتهوا، فيسلم عليهم، فيردون عليه، فذلك قوله {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} قال: فإذا أكلوا حمدوا الله ربهم، فذلك قوله {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/346 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 أَجَلُهُمْ} أي لأهلك من دعي عليه ولأماته1. [989] ورواه الطبري بلفظ مختصر قال: فلو يعجل الله لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب في الخير لأهلكهم2. [990] ومن طريق قتادة قال: هو دعاء الإنسان على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له3. قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} الآية: 24 [991] وصل ابن جرير عن ابن جريج عن عطاء4 عن ابن عباس في قوله: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} قال: اختلط فنبت بالماء كل لون {مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ} كالحنطة والشعير وسائر   1 فتح الباري 8/346. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه القريابي كما في تغليق التعليق 4/222 ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، به مثله. وأخرج ابن جرير رقم17574 من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/346 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 8/346. أخرجه ابن جرير رقم17573 حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجبح عن مجاهد - فذكره. 3 فتح الباري 8/346. أخرجه ابن جرير رقم17576 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عنه مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/346 ونسبه إلى الن جرير وابن أبي حاتم. 4 هو عطاء الخراساني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 الحبوب الأرض1. قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} الآية: 26 [992] أخرج مسلم والترمذي وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب2 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إن لكم عند الله وعدا، فيقولون: ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه"، ثم قرأ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال الترمذي: إنما أسنده حماد بن سلمة ورواه سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى3.   1 فتح الباري8/345-346. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا. أخرجه ابن جرير رقم17598 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، به مثله. وهذ إسناد ضعيف، فإن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس فيكون منقطعا، ثم إنه من رواية سنيد - وهوالحسين - وقد ضُعِّف. وله طريق أخرى. فقد أخرج ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/221 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، به. وأشار إلى ذلك العيني في عمدة القاري 18/283 قائلا: وأسنده أيضا ابن أبي حاتم من حديث علي بن أبي طلحة عنه. هذا ولم أجد هذه الرواية في النسخة المطبوعة من تفسيره ولعلها سقطت، فإن هناك سقطا كبيرا في هذه الطبعة وقفت على بعضها وهي مدونة عندي. والأثر ذكره السيوطي في الدرالمنثور 4/354 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. 2 صهيب بن سنان بن مالك، أبو يحيى الرومي، أصله من النّمر، وإنما قيل له: الرومي، لأن الروم سبوه صغيراً، ويقال: كان اسمه عبد الملك، وصهيب لقب، صحابي شهير، مات بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي، وقيل قبل ذلك. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/38، رقم2538، والإصابة 3/364، رقم4124، والتقريب 1/370. 3 فتح الباري 8/347 و13/432. ونسبه أيضا إلى النسائي وابن خزيمة وابن حبان. أخرجه مسلم في صحيحه في الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، رقم297، 298 والترمذي في التفسير، باب ومن سورة يونس، رقم3105 كلاهما من طريق حماد بن سلمة، به. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/199 برواية أحمد ثم أشار إلى رواية مسلم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/356-357 ونسبه إلى الطيالسي وهناد وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والدارقطني في الرؤية وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب مرفوعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 [993] وكذا قال معمر، أخرجه عبد الرزاق عنه1. [994] وحماد بن زيد عن ثابت أخرجه الطبري2. [995] وأخرجه أيضا من طريق أبي موسى الأشعري نحوه موقوفا عليه3. [996] ومن طريق كعب بن عجرة مرفوعا قال: الزيادة النظر إلى   1 فتح الباري 8/347. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/294 عن معمر عن قتادة بلفظ " الحسنى: الجنة، والزيادة - فيما بلغنا - النظر إلى وجه الله. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/359 ونسبه إلى أبي الشيخ فقط. 2 فتح الباري 8/347. أخرجه ابن جرير رقم17619، و17622 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت البناني عن عبد الرحمن ابن ألي ليلى من قوله، ولم يذكر: عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/359 ونسبه إلى ابن جرير والدارقطني. 3 فتح الباري 8/347. أخرجه ابن جرير رقم17616، 17617 من طريق أبي بكر الهذلي قال: سمعت أبا تميمة الهجمي، يحدث عن أبي موسى الأشعري - فذكره بنحو حديث صهيب موقوفا عليه. وفي هذا الإسناد أبو بكر الهذلي ضعيف بمرة، قال ابن حجر: متروك الحديث. التقريب 2/401. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/385 ونسبه إلى هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والدارقطني واللا لكائي والبيهقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 وجه الرب. ولكن في إسناده ضعف1. [997] ومن حديث حذيفة موقوفا مثله2. [998] ومن طريق أبي إسحاق3 عن عامر بن سعد4 عن أبي بكر الصديق مثله. وصله قيس بن الربيع5،   1 فتح الباري 8/347. أخرجه ابن جرير رقم17631 حدثنا ابن حميد قال: ثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جريح، عن عطاء - وهو الخراساني - عن كعب بن عجرة مرفوعا مثله. وإسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر كما في الأعلى، وقال الشيخ محمود شاكر: فهذا خبر ضعيف الإسناد، لضعف "إبراهيم المختار" ولأنه من مرسل عطاء عن كعب بن عجرة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/357 ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه واللا لكائي في السنة والبيهقي في كتاب الرؤية. وأخرجه اللا لكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 3/456-457 رقم781 من طريق ابن حميد، به. 2 فتح الباري 8/347. أخرجه ابن جرير رقم17614 حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نذير عن حذيفة موقوفا مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/358 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابي الشيخ والدارقطني واللالكائي والآجري والبيهقي. 3 هو السبيعي. 4 عامر بن سعد البجلي الكوفي، روى عن أبي مسعود الأنصاري وأبي قتادة وأبي هريرة وجرير بن عبد الله البجلي وقرظة بن كعب وجابر بن سمرة والبراء بن عازب وثابت ابن رواحة وأرسل عن أبي بكر الصديق. روى عنه أبو إسحاق السبيعي والعيزار بن حريث وإبراهيم بن عامر الجمحي. ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التقريب "مقبول". انظر ترجمته في: التهذيب 5/57، والتقريب 1/387. 5 قيس بن الربيع الأسدي، أبو محمد الكوفي، روى عن أبي إسحاق السبيعي وغيره، صدوق تغيّر لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به، مات سنة بضع وستين. انظر ترجمته في: التهذيب 8/350، والتقريب 2/128. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 وإسرائيل عنه1. ووقفه سفيان2 وشعبة3 وشريك4 على عامر بن سعد. وأخرج عبد بن حميد رواية حذيفة ورواية أبي بكر من طريق إسرائيل أيضا5.   1 أما رواية قيس بن الربيع فأخرجه ابن جرير أيضا رقم17611 حدثنا سفيان قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن قيس عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران عن أبي بكر، به. وسعيد بن نمران الناعطي، روى عن أبي بكر الصديق، روى عنه عامر بن سعد البجلي، قال البخاري " سمع أبا بكر " ولكن ابن حجر ترجم له في لسان الميزان 3/46 وقال: مجهول. وكذلك قال الذهبي في الميزان رقم3286. قال الشيخ محمد محمود شاكر: فأخشى أن يكون ذلك تجاوزا من الذهبي وابن حجر، وأنهما عنيا بقولهما "مجهول" أن حال روايته وسماعه من أبي بكر هو المجهول، وهو مذكور مترجم ..... إ لخ. إلى أن قال: ومهما يكن من أمر، فهذا خبر في إسناده نظر. انظر: التاريخ الكبير 2/1/473، والجرح والتعديل 4/68 وتفسير الطبري 15/63 الحاشية. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/358 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وأبي الشيخ والدارقطني وابن منده في الرد على الجهيمة وابن مردويه واللا لكائي وا لآجري والبيهقي كلاهما في الرؤية. وأما رواية إسرائيل فأخرجه ابن جرير رقم17610 حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وهذا إسناد ضعيف، لأن رواية عامر بن سعد عن أبي بكر مرسلة كما تقدم في ترجمته. 2 وأما رواية سفيان الموقوفة فأخرجها ابن جرير رقم17612 حدثنا ابن بشر قال: حدثنا عبد الرحمن قال: سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد - فذكره من قوله موقوفا عليه. 3 وأما رواية شعبة فأخرجها ابن جرير رقم17613 حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد قال: في هذه الآية فذكره. 4 وأما رواية شريك فأخرجها ابن جرير رقم17628 من طريق، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد موقوفا عليه. 5 فتح الباري 8/347. وانظر ما تقدم برقم 997 و998. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 [999] أخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: الحسنى هي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الرحمن1. [1000] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الحسنى الجنة، والزيادة فيما بلغنا النظر إلى وجه الله2. [1001] ولسعيد بن منصور من طريق عبد الرحمن بن سابط3 مثله موقوفا أيضا4. [1002] ولعبد بن حميد عن الحسن مثله5.   1 فتح الباري 8/347. أخرجه ابن جرير رقم17629 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، به. 2 فتح الباري 8/347. أخرجه عبد الرزاق 1/2/294 به سندا ومتنا. 3 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجُمحي، المكي، تابعي ثقة كثير الإرسال، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عدد من الصحابة، وعنه ليث بن أبي سليم وغيره، مات سنة ثمان عشرة ومائة، روى له الجماعة إلا البخاري. انظر: التهذيب 6/163، والتقريب 1/480. 4 فتح الباري 8/347. أخرجه سعيد بن منصور رقم1059 عن جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سُليم، عن عبد الرحمن بن سابط. ولفظه "قال: الزيادة: النظر إلى وجه ربهم عز وجل". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 13/429 رقم16815 وابن جرير رقم17632 وابن أبي حاتم رقم10339 كلهم من طريق جرير، به. فهذا إسناد ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم. قال عنه ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا فلم يتميز حديثه فترك التقريب 2/138. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/359 وعزاه لابن جرير والدارقطني. 5 فتح الباري 8/347. لم أجده مسنداً، وقد ذكر ابن أبي حاتم عقب حديث أبي موسى الأشعري الموقوف عليه المتقدم ذكره برقم 994 عددا من الصحابة والتابعين - ذكر منهم الحسن وعكرمة - وقال: وري عنهم: أن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل. وهو الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم - كما تقدم - في تأويل الآية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 [1003] وله عن عكرمة قال {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} قالوا: لا إله إلا الله {الْحُسْنَى} الجنة، وزيادة النظر إلى وجه الله الكريم1. [1004] وصل الفريابي وعبد بن حميد وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} مثلها حسنى {وَزِيَادَةٌ} : مغفرة ورضوان2. [1005] وجاء في تفسير الزيادة أقوال أخر، منها: قول علقمة والحسن إن الزيادة التضعيف3.   1 فتح الباري 8/347. لم أجده مسندا، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 4/358 من طريق عكرمة عن ابن عباس {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} قال: قول لا إله إلا الله، و {الْحُسْنَى} الجنة، و"الزيادة: "النظر إلى وجهه الكريم" ونسبه إلى ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. وذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/127 وقال: أخرجه ابن مردويه عن الحكم بن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا. قلت: وله شواهد صحيحة تقدمت. 2 فتح الباري 8/347. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/222 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير رقم17640 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/359-360 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/347. أما أثر علقمة فأخرجه ابن جرير رقم17638 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن علقمة بن قيس - فذكره نحوه. ولفظه " {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال: قلت: هذه الحسنى، فما الزيادة؟ قال: ألم تر أن الله يقول {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} "؟ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 [1006] ومنها قول علي إن "الزيادة" غرفة من لؤلؤة واحدة، لها أربعة أبواب، أخرجهما الطبري1.   = والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/360 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وأما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير رقم17639 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان الحسن يقول في هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} - فذكره نحوه. ولفظه "قال: الزيادة بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف". وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/360 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وسنده صحيح إلى الحسن. قلت: وقد تقدم برقم1001 عن الحسن نفسه أنه فسّر الزيادة بالنظر إلى وجه الرحمن، وهو لا ينافي هذا التفسير؛ فقد أخرج سعيد بن منصور - ها هنا - رقم1061 عن سفيان أنه قال: ليس في تفسير القرآن اختلاف، إنما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا. اهـ. فهذا يشعر أن هذا الاختلاف من اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. وهذا الذي رجحه الطبري أيضا؛ فقال - بعد ما أخرج هذه الروايات -: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تبارك وتعالى وعد المحسنين من عباده على إحسانهم الحسنى أن يجزيهم على طاعتهم إياه الجنة، وأن تبيض وجوههم، ووعدهم مع الحسنى الزيادة عليها، ومن الزيادة على إدخالهم الجنة أن يكرمهم بالنظر إليه، وأن يعطيهم غرفا من لآلئ، وأن يزيدهم غفرانا ورضوانا. كل ذلك من زيادات عطاء الله إياهم على الحسنى التي جعلها الله لأهل جناته، وعمّ ربنا جلّ ثناؤه يقوله {وَزِيَادَةٌ} : الزيادات على الحسنى، فلم يخصص منها شيئا دون شيء، وغير مستنكر من فضل الله أن يجمع ذلك له، بل ذلك كله مجموع لهم إن شاء الله. فأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يعمّ كما عمّه عز وجل. اهـ. انظر: جامع البيان 15/71. 1 فتح الباري 8/347. أخرج سعيد بن منصور رقم1058، وابن جرير الأرقام 17634، 17635، 17636 من طرق عن منصور، عن الحكم، عن علي - مثله أو نحوه. والحكم هو ابن عتيبة الكندي، ثقة ولكن الثابت سماعه من التابعين، كما بين ذلك الشيخ محمدمحمود شاكر فإنه ولد سنة 50هـ ومات سنة 113 هـ، وعلي رضي الله عنه مات سنة 40 هـ قبل ولادة الحكم. ولذا فالحديث ضعيف لإرساله عن علي. وانظر ترجمة الحكم ابن عتيبة في: المراسيل لابن أبي حاتم رقم60 ص 45، وتهذيب التهذيب 2/372-373 والتقريب 1/192. وانظر أيضا التعليق على سابقه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/358 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في الرؤية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 قوله تعالى: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} الآية: 78 [1007] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن عن مجاهد قال: الكبرياء الملك1. قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} الآية: 89 [1008] روى ابن مردويه من حديث أنس في قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} قال: وكان موسى داعيا وهارون مؤمّنا2. قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} الآية:92 [1009] أخرج عبد الرزاق عن ابن التيمي3 عن أبيه4 عن أبي السليل5   1 فتح الباري 8/347. وذكره البخاري عنه تعليقا. قال الفراء: قوله {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} لأن النبي إذا صدق صارت مقاليد أمته وملكهم إليه. انظر: معاني القرآن 1/475. والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/224 وآدم في تفسيره تفسير مجاهد ص 295 وابن جرير رقم17766 كلهم من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/381 بلفظ "العظمة والملك والسلطان" ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 2/263-264. لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر عقبه: "إن الحديث في الأصل لم يصح، ولو صحّ فإطلاق كون هارون داعيا إنما هو للتغليب". فتح الباري 2/264. هذا وقد روي عن ابن عباس وعكرمة وابن زيد وأبي العالية والربيع بن أنس ومحمد ابن كعب وأبي صالح مثله. انظر: تفسير الطبري 15/186-187. 3 ابن تيمي هو المعتمر بن سليمان. 4 إسمه سليمان. 5 اسمه ضُريب بن نُقير، أبو السَّلِيل، القيسي، الجُريرى، ثقة، أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/410، والتقريب 1/374. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 عن قيس بن عباد1 أو غيره قال: قال بنو إسرائيل لم يمت فرعون، فأخرجه الله إليهم ينظرون إليه كالثور الأحمر، وهذا موقوف رجاله ثقات2. [1010] وعن معمر عن قتادة قال: لما أغرق الله فرعون لم يصدق طا ئفة من الناس بذلك، فأخرجه الله ليكون لهم عظة وآية3. [1011] وروى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف من قوم فرعون: ما غرق فرعون وقومه، ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون، فأوحى الله إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا، فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا، فهو قوله: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} 4. [1012] وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد   1 قيس بن عُبَاد، الضُّبَعي، أبو عبد الله، البصري، ثقة، مخضرم، قدم المدينة في خلافة عمر، قال ابن حجر: ووهم من عدَّه في الصحابة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/357، والتقريب 2/129. 2 فتح الباري 8/348 أخرجه ابن جرير رقم17877 من طريق عبد الرزاق، به. ورجاله ثقات، إلا أنه موقوف. وأخرجه رقم17868 عن محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به نحوه. 3 فتح الباري 8/348. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/297، به سندا ومتنا. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/388 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/348. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10568 عن أبيه قال: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به مثله. وهذا إسناد ضعيف، وفيه انقطاع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 {بِبَدَنِكَ} قال: بجسدك1. [1013] ومن طريق أبي صخر المدني 2 قال: البدن الدرع الذي كان عليه3.   1 فتح الباري 8/348. اخرجه ابن أبي حاتم رقم10569 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/388 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبي الشيخ عنه نحوه. 2 أبو صخر المدني: اسمه حميد بن زياد أبو صخر، ابن أبي المخارق الخراط المدني، رأى سهل بن سعد، وروى عن جماعة من التابعين، روى عنه المفضل وغيره. قال أحمد ويحيى ليس به بأس، وقال ابن حجر: صدوق يهم. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/222 وتهذيب التهذيب 3/36-37 والتقريب 1/202. 3 فتح الباري 8/348. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10571 حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا سعيد ابن أبي مريم، ثنا مفضل بن فضالة، حدثني أبو صخر - فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/388 ونسبه إلىابن أبي حاتم وأبي الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 سورة هود قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} الآية: 5 [1014] وصل الطبري من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} قال: شك وامتراء في الحق ليستخفوا من الله إن استطاعوا1. [1015] ومن طريق معمر عن قتادة قال: أخفي ما يكون الإنسان في نفسه شيئا وتغطى بثوبه، والله مع ذلك يعلم ما يسرون وما يعلنون2. [1016] ومن طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} الشرك في الله وعمل السيئات يستغشى بثيابه ويستكن من الله، والله يراه ويعلم مايسر وما يعلن3.   1 فتح الباري 8/349 وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير الأرقام 17941-17944 من طريق عيسى وشبل وورقاء كلهم عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه رقم17945 من طريق ابن جريج عن مجاهد نحوه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/400 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 8/349 أخرجه ابن جرير رقم17949 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/400-401 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 3 فتح الباري 8/349. أخرجه ابن جرير رقم17953 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال: أخبرت عن عكرمة: عن ابن عباس - فذكره. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم10657 عن أبيه، ثنا محمد بن عبد الأعلى، به مخنصرا. وإسناده ضعيف؛ فإن فيه راويا لم يسم. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/400 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 [1017] ومن طريق عبد الله بن شداد {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} أنها نزلت في المنا فقين، كان أحدهم إذا مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثنى رأسه وطأ طأ رأسه وتغش بثوبه لئلا يراه، أسنده الطبري من طرق عنه1. قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} الآية: 7 [1018] أخرج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} قال هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السماء، وعرشه من ياقوتة حمراء. وهذا مرسل2. قوله تعالى: {لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} الآية: 22 [1019] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/349. أخرجه ابن جرير رقم17938 حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة، عن حصين، عن عبد الله بن شداد - نحوه. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم1078 وابن جرير رقم17939، 17940 وابن أبي حاتم رقم10659 كلهم من طريق هشيم، قال: أخبرنا حصين، به. والحديث إسناده صحيح إلى عبد الله بن شداد، لكنه مرسل، لأنه كان صغيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا - كما سبق بيان ذلك في ترجمته -. وقال ابن حجر عقب ذكره: وهو بعيد؛ فإن الآية مكية. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/400 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبي الشيخ. 2 فتح الباري 13/405 و415. أخرجه عبد الرزاق 1/2/301 به، بدون الزيادة التي في آخره، وهي قوله "وعرشه من ياقوتة حمراء". وبلفظ عبد الرزاق أخرجه الطبري رقم17979 من طريق محمد ابن ثور، عن معمر، عن قتادة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 في قوله: {لا جَرَمَ} 1 أي بلى أن الله يعلم2. قوله تعالى: {بَادِيَ الرَّأْيِ} الآية: 27 [1020] وصل ابن أبي حاتم عن عطاء عن ابن عباس {بَادِيَ الرَّأْيِ} قال: ما ظهر لنا3. قوله تعالى: {فَلا تَبْتَئِسْ} الآية: 36 [1021] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {فَلا تَبْتَئِسْ} قال: لا تحزن4. [1022] ومن طريق قتادة وغير واحد نحوه5.   1 وردت الآية في الفتح هكذا "لا جرم أن الله قال"، وهو خطأ ظاهر ولعله مطبعي. ثم إن هذا التفسير الذي أورده لائق بآية سورة النحل، وهو قوله {لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [الأية 23] . 2 فتح الباري 8/349. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10795 من طريق معاوية بن صالح عن علي، به مختصرا بلفظ "يقول: بلى". ومعنى "جرم" أي كسب الذنب ثم كثر استعماله في موضع "لا بد" كقولهم: لا جرم أنك ذاهب، وفي موضع "حقا" كقولك لاجرم لتقومن. انظر: المفردات مادة: جرم ص92 وتفسير الطبري 9/483 - 485 و10 /95 و15/288-289. 3 فتح الباري 6/372. قال ابن حجر: أي أول النظر قبل التأمل. والأثر أخرج ابن أبي حاتم رقم10815 أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قرءة، أخبرني محمد بن شعيب، أخبرني عثمان بن عطاء، عن أبيه، به. 4 فتح الباري 8/349. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم18121، 18122 من طريق عيسى وشبل وورقاء كلهم عن ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/349. أخرجه ابن جرير رقم18124 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. وأخرج رقم18123 من طريق عطية العوفي عن ابن عباس مثله. والعوفي ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} الآية: 40 [1023] وصل ابن جرير من طريق أبي إسحاق الشيباني عن عكرمة في قوله: {وَفَارَ التَّنُّورُ} قال: وجه الأرض1. [1024] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَفَارَ التَّنُّورُ} نبع الماء2. قوله تعالى: {قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} الآية: 43 [1025] فسر عكرمة فيما أخرج الطبري من طريق الحكم بن أبان عنه {عَاصِمَ} مانع3. قوله تعالى: {أَقْلِعِي} الآية: 44 [1026] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَقْلِعِي} أمسكي4.   1 فتح الباري 6/372. أخرجه ابن جرير رقم18145، 18146 من طرق عن ابن إدريس، قال: أخبرنا الشيباني، به. 2 فتح الباري 6/372. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10854 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 11/502. هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، ولم أجده في تفسيره. 4 فتح الباري 6/372. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10910 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به بلفظ "اسكني". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 قوله تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} الآية: 44 [1027] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد "الجودي": جبل بالجزيرة تشامخت الجبال يوم الغرق، وتواضع هو لله فلم يغرق وأرسيت عليه سفينة نوح1. قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} الآية: 71 [1028] وقد روى الطبري وغيره عن ابن عباس وغيره أن قوله تعالى: في قصة إبراهيم {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} أي حاضت2. قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً} الآية: 77 [1029] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً} يقول: ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه3.   1 فتح الباري 6/372. أخرجه ابن أبي حاتم رقم10915 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 1/400. هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، مع أني لم أجد هذه الرواية في تفسيره، ثم إن السيوطي لما ذكره في الدر المنثور 4/451 نسبها إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، ولم ينسبه إلى الطبري. فلعل هذه النسبة سهو من الحافظ ابن حجر رحمه الله إلا أن يكون أخرجها في كتاب آخر غير التفسير - وما أظن كذلك - أو تكون هذه الرواية سقطت من تفسيره من النسخة الموجودة بين أيدينا. والله أعلم بالصواب. هذا وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم11021 حدثنا يزداد بن عمر الهمذاني، ثنا العلا ابن عبد الملك بن أبي سويه، ثنا عبد الصمد بن علي الهاشمي، عن أبيه، عن جده يعني ابن عباس - فذكره. 3 فتح الباري 8/350. وذكره البخاري عنه تعليقا. قال ابن حجر: ويلزم منه اختلاف الضميرين، وأكثر المفسرين على اتحاد هما. والأثر أخرجه ابن جرير رقم18350 وابن أبي حاتم رقم11053، 11055 كلا هما من طريق معاوية بن صالح عن علي، به مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 [1030] وصل ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال: ساءه مكانهم لما رأى بهم من الجمال1. قوله تعالى: {وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} الآية: 77 [1031] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} قال: شديد2. [1032] وأخرجه الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة وغيرهما مثله3. قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} الآية: 78 [1033] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {يُهْرَعُونَ} مسرعين4.   1 فتح الباري 8/350. 2 فتح الباري 8/348. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11056 من طريق معاوية بن صالح عن علي، به. 3 فتح الباري 8/348. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم18356 حدثنا أبو حذيفة حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عنه مثله. وأما أثر قتادة فأخرجه رقم18357 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عنه مثله. وأخرجه رقم18359 من طريق محمد بن ثور عن معمر عنه مثله. وأما الغير فهو ابن عباس، فقد أخرج رقم18360 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عنه مثله. وهذا الأخير ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/455 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 4 فتح الباري 8/379. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/233 من طريق أبي صالح، عن معاوية، عن علي، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} الآية: 81 [1034] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} قال بسواد1. [1035] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بطائفة من الليل2. قوله تعالى: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} الآية: 87 [1036] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي المليح3 عن الحسن البصري {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} قال: يستهزئون به4. قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} الآية: 88 [1037] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} قال: أرجع5.   1 فتح الباري 8/350. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11083 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/350. أخرجه عبد الرزاق 1/2/309 به سندا ومتنا. 3 أبو المليح بن أسامة الهذلي، مختلف في اسمه، وهو ثقة، مات سنة ثمان وتسعين، وقيل ثمان ومائة، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/268، والتقريب 2/476. 4 فتح الباري 6/450. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/27 حدثنا المنذر بن شاذان، ثنا زكريا بن عدي، عن أبي المليح، عن الحسن، به. هذا وقد وقع تحريف في هذا الإسناد في النسخة المطبوعة من تفسير ابن أبي حاتم، فقد تحرف "الحسن" إلى ميمون بن مهران، وهذا تصحيف عجيب. 5 فتح الباري 8/350-351. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/226 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} الآية:106 [1038] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: زفير وشهيق: صوت شديد وصوت ضعيف1. [1039] ومن طريق أبي العالية قال: الزفير في الحلق والشهيق في الصدر2. [1040] ومن طريق قتادة قال: هو كصوت الحمار أوله زفير وآخره شهيق3. قوله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} الآية: 113 [1041] روى عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} لا ترضوا أعما لهم4.   1 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير رقم18567، وابن أبي حاتم رقم11224، 11226 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير رقم18568، 18569 من طريقين عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. وانظر التعليق على رقم 21. 3 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير رقم18570 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة - بلفظ "صوت الكافر في النار صوت الحمار"، والباقي مثله. 4 فتح الباري 8/354. أخرجه ابن جرير رقم18603، 18604، 18605 من طرق عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية مثله. وانظر التعليق على رقم 21. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ} الآية: 114 [1042] في رواية معمر قال قتادة: طرفي النهار الصبح والعصر، وزلفا من الليل المغرب والعشاء1. [1043] أخرج أحمد وعبد بن حميد وغيرهما من حديث أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت حدا فأقمه علي فسكت عنه ثلاثا، فأقيمت الصلاة فدعا الرجل فقال: "أرأيت حين خرجت في بيتك ألست قد توضأت فأحسبت الوضوء؟ " قال: بلى، قال: "ثم شهدت الصلاة معنا؟ " قال: نعم، قال: "فإن الله قد غفر لك"، وتلا هذه الآية2. [1044] عند عبد الرزاق عن معمر عن سليمان التيمي بإسناده "ضرب رجل على كفل امرأة" الحديث وفيه أنه أتى أبا بكر وعمر أيضا وقال فيها" فكل من سأله عن كفارة ذلك قال: أمعزية هي؟ قال: نعم، قال لاأدري حتى أنزل فذكر بقية الحديث3.   1 فتح الباري 8/355. أخرجه عبد الرزاق 1/2/314 عن معمر، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 8/356 قال ابن حجر: هي قصة أخرى، ظاهر سياقها أنها متأخرة عن نزول الآية ولعل الرجل ظن أن كل خطيئة فيها حد، فأطلق على ما فعل حدا، والله أعلم. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في التوبة، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} رقم2765-45 بسنده عن أبي أمامة نحوه. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/482 ونسبه إلى أحمد ومسلم وأبي داود والنسائي وابن خزيمة وابن جرير والطبراني وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/356، 357. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/313 عن معمر عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود في قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} - فذكره. ولفظه "ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أبا بكر وعمر" الحديث بنحوه. وأصله عند البجاري في التفسير، باب {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} رقم4687 من طريق يزيد بن زريع حدثنا سليمان التيمي، به نحوه. ولفظه " أن رجلان أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} قال الرجل: أَلِيَ هذه؟ قال: "لمن عمل بها من أمتي". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 [1045] عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود1 عن ابن مسعود " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله. إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها، فافعل بي ما شئت" الحديث2. [1046] وللطبري من طريق الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: جاء فلان ابن معتب الأنصاري فقال: يا رسول الله دخلت على امرأة فنلت منها ماينال الرجل من أهله إلا أني لم أجامعها" الحديث3.   1 هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، ثقة مكثر فقيه، مات سنة أربع أو خمس وسبعين. التقريب 1/77. 2 فتح الباري 8/356. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم2763-42 - في التوبة، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} -، وأبو داود في الحدود باب في الرجل يصيب من المرأة دون الجماع فيتوب قبل أن يأخذه الإمام رقم4468 والترمذي في التفسير، باب ومن سورة هود رقم3112 كاهم من طريق سماك بن حرب، عن إبراهيم، به نحوه. ولفظه - كما عند مسلم - فقال له عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك، قال: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فقام الرجل فانطلق. فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه، وتلا عليه هذه الآية {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} فقال رجل من القوم: يا نبي الله، هذا له خاصة؟ قال: "بل للناس كافة". 3 فتح الباري 8/356. أخرجه ابن جرير رقم18675 حدثني أبو السائب قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، به، وتمامه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبُه، حتى نزلت هذه الآية: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} الآية، فدعاه فقرأها عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 [1047] وأخرج ابن أبي خيثمة لكن قال: إن رجلا من الأنصار يقال له معتب1. [1048] وقد جاء أن اسمه كعب بن عمرو وهو أبو اليسر - بفتح التحتانية والمهملة - الأنصاري أخرجه الترمذي والنسائي والبزار من طريق موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو أنه أتته امرأة وزوجها قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث، فقالت له: بعني تمرا بدرهم، قال: فقلت لها - وأعجبتني - إن في البيت تمرا أطيب من هذا، فانطلق بها معه فعمزها وقبلها فرغ، فخرج فلقي أبا بكر فأخبره، فقال: تب ولا تعد، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم" الحديث2. [1049] وفي رواية أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فنزلت3.   1 فتح الباري 8/365 2 فتح الباري 8/365 أخرجه الترمذي في التفسير، باب ومن سورة هود، رقم3115 والنسائي في التفسير، رقم268 وابن جرير 18684، 18685 من طرق عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، به نحوه. وتمامه - كما عند الترمذي - فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "أخلفت غاريا في سبيل الله في أهله بمثل هذا"، حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار؟ قال: وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحى الله إليه {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ} إلى قوله {ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} قال أبو اليسر: فأتيته فقرأها علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحابه: يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: "بل للناس عامة". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2489 وقال: حسن. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/482 ونسبه إلى الترمذي والبزار وابن جرير وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/356. ورد في حديث أنس وأبي أمامة عند مسلم رقم2764، 2765 أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزلت الآية، من غير تحديد للصلاة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 [1050] وفي رواية ابن مردويه من طريق أبي بريدة عن أبيه "جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة وكانت حسناء جميلة فلما نظر إليها أعجبته" فذكر نحوه، ولم يسم الرجل ولا المرأة ولا زوجها1. [1051] ذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي - أحد الضعفاء - في تفسيره عن ابن عباس، وأخرجه الثعلبي وغيره من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس "أن نبهان التمار2 أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها ثم ندم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إياك أن تكون امرأة غاز في سبيل الله"، فذهب يبكي ويصوم ويقوم، فأنزل الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} الآية3، فأخبره، فحمدالله وقال: يا رسول الله هذه توبتي قبلت، فكيف لي بأن يتقبل شكري؟ فنزلت {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الآية"4.   1 فتح الباري 8/356. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/483 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. 2 فتح الباري 8/356. نبهان التمار أبو مقبل هكذا ذكره ابن الأثير، ولم يذكر ترجمة له، ثم أورد هذا الحديث، وكذا ابن حجر، وذكره في القسم الأول. أسد الغابة 5/392، رقم5196، الإصابة رقم8698. 3 آل عمران الآية 135. 4 فتح الباري 8/356 ذكره ابن حجر في أسد الغابة في ترجمة نبهان التمار 6/329-330 رقم8698 برواية مقاتل بن سليمان في تفسيره، عن الضحاك عن ابن عباس. ثم قال: وهكذا أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس مطولا. قال ابن حجر: ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس وعبد الغني وموسى هالكان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 [1052] أخرج ابن منده من طريق الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس في قوله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} قال: نزلت في عمرو بن غزية1 وكان يبيع التمر، فأتته امرأة تبتاع تمرا فأعجبته، الحديث. والكلبي ضعيف2.   1 هو عمرو بن غزية - بغين معجمة مفتوحة ثم زاى مكسورة تحتانية ثقيلة ابن عمرو بن ثعلبة ابن خنساء بن مبذول الأنصاري يقال إنه شهد العقبة وبدرا. 2 فتح الباري 8/456. أخرجه الكلبي في تفسيره كما ذكر ابن حجر في الإصابة 4/553، في ترجمة عمرو ابن غزية رقم5941 عن أبي صالح عن ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 المجلد الثاني (تابع) الروايات التفسيرية في فتح الباري - سورة يوسف ... سورة يوسف قوله تعالى: {هَيْتَ لَكَ} الآية: 23. [1053] وصل عبد بن حميد من طريق عكرمة قال: {هَيْتَ لَكَ} بالحورانية هلمَّ 1. [1054] وأخرج من وجه آخر عن عكرمة قال: هُيِّئت لك يعني بضم الهاء وتشديد التحتانية بعدها أخرى مهموزة 2. [1055] وأخرج ابن مردويه من طريق مسروق، عن عبد الله قال: "أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم "هيت لك يعني هلم لك" 3.   1 فتح الباري 8/364. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/229 ثنا جعفر بن عون، عن النضر ابن عربي، عن عكرمة - نحوه. ولفظه "هيت لك: قال: هلم لك، قال: هي بلسان الحوارانية. قال الحافظ: وقال الجمهور: هي عربية معناها الحث على الإقبال. والله أعلم. اهـ. وقال أبو عبيدة في قوله: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} أي هلمّ، قال: وأنشدني أبو عمرو بن العلاء: إن العراق وأهله ... عنق إليك فهيت هيتا انظر: مجاز القرآن 1/305. 2 فتح الباري 8/364. قرأ نافع وابن ذكوان: {هَيْتَ لَكَ} بكسر الهاء وياء ساكنة بعدها، مع فتح التاء. وقرأ هشام مثلها إلا أنه جعل موضع الياء همزة ساكنة {هِئْتَ لَكَ} . وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع ضم التاء {هَيْتُ لَكَ} . وقرأ الباقون مثلة إلا أنهم فتحوا التاء {هَيْتَ لَكَ} . انظر: كتاب السبعة ص347، والتذكرة في القراءات الثمان 2/379. 3 فتح الباري 8/364. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 [1056] وعند عبد الرزاق من وجه آخر عن عكرمة قال: معناها تهيأت لك 1. [1057] وعن قتادة قال: يقول بعضهم هلمّ لك 2. [1058] وصل الطبري وأبوالشيخ من طريق سعيد بن جبير {هَيْتَ لَكَ} قال: تعاله 3. [1059] أخرج عبد الرزاق عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: إني سمعت القرأة فسمعتهم متقاربين، فاقرءوا كما عُلِّمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول الرجل: هلمّ وتعال، ثم قرأ {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} فقلت: إن ناسا يقرءونها {هَيْتُ لَكَ} قال: لا، لأن أقرأها كما علمت أحب إليّ 4.   1 فتح الباري 8/364. أخرجه عبد الرزاق 1/2/320 قال معمر، قال قتادة، قال عكرمة - مثله. 2 فتح الباري 8/364. أخرجه عبد الرزاق 1/2/320 عن معمر، عن قتادة - مثله. 3 فتح الباري 8/364. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم18966 قال: [حدثنا سفيان بن وكيع، ... ] قال: حدثني أبي، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير - مثله. وأخرجه أبو الشيخ كما في تغليق التعليق 4/230 من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن إسرائيل، به. تنبيه: ما بين المعكوفتين في الإسناد السالف كمّلته من تغليق التعليق، وفي طبعتي تفسيرالطبري مكانه فيه بياض. 4 فتح الباري 8/364. أخرجه عبد الرزاق 1/2/320 ومن طريقه ابن جرير رقم18998 به نحوه. وأصله في البخاري رقم4692 بلفظ "قال: هَيتَ لك، قال: وإنما نقرأها كما عُلَّمناها. مثواه: مقامه. وألفيا: وجدا. ألفوا آباءهم. ألفينا". وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/519 بنحوه، ونسبه إلى عبد الرزاق والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 [1060] وكذا أخرجه ابن مردويه من طريق شيبان وزائدة عن الأعمش نحوه 1. [1061] وعن السدي أنها لغة قبطية معناها هلمّ لك 2. [1062] وعن الحسن أنها بالسريانية كذلك 3. [1063] وقال أبو زيد الأنصاري 4 هي بالعبرانية، وأصلها هيت لج أي تعاله فعربت 5.   1 فتح الباري 8/364. انظر ما قبله. 2 فتح الباري 8/364. أخرجه ابن جرير رقم18975 من طريق أسباط، عن السدي - مثله. 3 فتح الباري 8/364. أخرج ابن جري رقم19876 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن عمرو، عن الحسن - نحوه. ولفظه "قال: كلمية بالسريانية، أي عليك". 4 أبو زيد الأنصاري هذا لم يتبين لي من هو؟ إذ أن هناك راويين عرفا بهذه الكنية، أحدهما عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري، صحابي نزل البصرة، مشهور بكنيته. والآخر هو سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصاري النحوي البصري، قال عنه ابن حجر صدوق له أوهام. مات سنة أربع عشرة بعد المائتين على الصحيح. وهذا حفيد لأبي زيد الأنصاري الصحابي. ومع هذا غالب الظن أنه أبو زيد الأنصاري النحوي، إذ أنه تحدث عن مسألة لغوية. انظر في ترجمة الأول: أسد الغابة 6/123، رقم5924، والإصابة 7/133، رقم9957، والتقريب 2/65، وفي ترجمة الآخر: التقريب 1/291، والتهذيب 4/4. 5 فتح الباري 8/364. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 قوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} الآية:30 [1064] روى عبد بن حميد من طريق قرة عن الحسن قال: الشغف - يعني بالمعجمة - أن يكون قذف في بطنها حبه، والشعف - يعني بالمهملة - أن يكون مشغوفا بها 1. [1065] وحكى الطبري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن الشعف بالعين المهملة البغض، والمعجمة الحب 2. قوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} الآية: 31 [1066] وصل ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن يمان 3 عن فضيل ابن عياض 4، عن حصين 5، عن مجاهد، عن ابن عباس {مُتَّكَأً} الأترج   1 فتح الباري 8/360. أخرج ابن جرير رقم19149 حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن فرة، عن الحسن - نحوه. ولفظه "قال قد بطن بها حبا". وأخرج الأرقام: 19146-18151 من طرق عن الحسن نحوه. 2 فتح الباري 8/360. أخرجه ابن جرير رقم19163 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فدكره. هذا وقد غلطه الطبري قائلا: وهذا الذي قاله ابن زيد لا معنى له؛ لأن "الشعف" بالعين المهملة بمعنى عموم الحب، أشهر من أن يجهله ذو علم بكلامهم تفسير الطبري 16/68. 3 يحيى بن يمان العجلي الكوفي، صدوق عابد، يخطئ كثيراً، وقد تغيّر، مات سنة تسع وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/267، والتقريب 2/361. 4 فضيل بن عياض بن مسعود التيمي، أبو علي، الزاهد المشهود، أصله من خراسان، وسكن مكة، ثقة عابد إمام، مات سنة سبع وثمانين ومائة، قيل قبلها. انظر ترجمته في: التهذيب 8/264، والتقريب 2/113. 5 حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل، الكوفي ابن عمّ منصور بن المعتمر، روى عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعكرمة وغيرهم، وعنه شعبة والثوري وزائدة وفضيل بن عياض وغيرهم. ثقة تغير حفظه في الآخر، مات سنة ست وثلاثين ومائة، وله ثلاث وتسعون سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/328، والتقريب 1/182. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 بالحبشية 1. [1067] روينا في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى عنه عن فضيل عن حصين، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} قال: أترج 2. [1068] ورويناه في تفسير ابن مردويه من هذا الوجه فزاد فيه "عن مجاهد، عن ابن عباس" 3. ومن طريقه أخرجه الحافظ الضياء في المختارة 4. [1069] وقد روى عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} قال: طعاما 5.   1 فتح الباري 8/358. وعلقه البخاري عن فضيل به. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/227 ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عثمان، ثنا يحيى بن يمان، عن فضيل بن عياض، به. قلت: وفي المطبوع من تفسيره رقم11534 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، به. 2 فتح الباري 8/358. انظر الذي بعده. 3 أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/227 قال: قرأت على فاطمة بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة، أنا الضياء محمد بن عبد الواحد الحافظ، أنا أبو بكر التميمي، أنا محمد بن رجاء، أنا أبو الحسن الذكواني، أنا أحمد بن موسى الحافظ - وهو ابن مردويه - ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا فضيل، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس - مثله. 4 فتح الباري 8/358. انظر ما قبله. 5 فتح الباري 8/358. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/322 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 [1070] روينا في تفسير ابن عيينة رواية سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عنه، عن رجل، عن مجاهد "متكأ" كل شيء قطع بالسكين 1. [1071] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد: المتكأ بالتثقيل الطعام وبالتخفيف الأترج 2. [1072] روى عبد بن حميد من طريق عوف الأعرابي حديث ابن عباس أنه كان يقرأها "متكا" مخففة ويقول: هو الأترج 3. [1073] وقد روى عبد بن حميد عن طريق منصور، عن مجاهد قال: من قرأها مثقلة قال الطعام، ومن قرأها مخففة قال الأترج 4.   1 فتح الباري 8/358. وعلقه البخاري عن ابن عيينة، عن رجل، عن مجاهد، به. أخرجه ابن حجر في تغليق التعلق 4/228 من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا سفيان بن عيينة، به مثله. قلت: وفيه من لم يسم، لذا فهو ضعيف. 2 فتح الباري 8/358. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11539 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/359. أخرجه ابن جرير رقم19175 حدثني المثنى، ثال: حدثنا عمرو بن عون، قال: ثنا هشيم، عن عوف، قال: حُدِّثت عن ابن عباس - فذكر مثله. وهذا إسناد ضعيف لجهالة من الراوي عن ابن عباس. 4 فتح الباري 8/359. أخرجه ابن جرير رقم19180 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ} الآية: 36 [1074] أخرج الطبري عن ابن مسعود قال: لم يريا شيئا وإنما تحالما 1 ليجربا، وفي سنده ضعف 2. [1075] وأخرج الحاكم بسند صحيح عن ابن مسعود نحوه وزاد: فلما ذكر لهما التأويل قالا إنما كنا نلعب، قال: "قضي الأمر" الآية 3. [1076] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة أن الساقي قال ليوسف: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حبة فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فعصرتهن ثم سقيت الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثا ثم تخرج فتسقيه أي على عادتك 4.   1 في الفتح "تحاكما"، والتصحيح من تفسير الطبري. ومعنى "تحالم" أي تظاهر بالحلم. انظر: القاموس باب الميم، فصل الحاء، ص 988. 2 فتح الباري 12/381. أخرجه ابن جرير رقم19270 حدثنا ابن وكيع، وابن حميد قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن عبد الله، به. قلت:"ابن وكيع" و"ابن حميد" كلاهما ضعيفان، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/540 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 3 فتح الباري 12/381. أخرجه الحاكم 2/346 من طريق سفيان، عن عمارة بن القعقاع الضبي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود رضي اللع عنه - نحوه. وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، ولم يذكره الذهبي في التلخيص. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. 4 فتح الباري 12/382. عزاه ابن حجر لابن أبي حاتم، ولم أجده في تفسيره، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/539 ونسبه إلى ابن جرير فقط. وقد أخرجه ابن جرير الطبري رقم19277 قال: حُدِّثت عن المسيب بن شريك، عن أبي حمزة، عن عكرمه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 قوله تعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} الآية: 44 [1077] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} قال: أخلاط أحلام 1. [1078] ولأبي يعلى من حديث ابن عباس في قوله: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} قال: هي الأحلام الكاذبة 2. قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} الآية: 45 [1079] أخرج الطبري بسند جيد عن ابن عباس {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} قال: بعد قرن 3. [1080] ومن طريق سماك عن عكرمة قال: بعد حقبة من الدهر 4.   1 فتح الباري 8/360. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/324 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/360. أخرجه أبو يعلى رقم2667 من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عنه، به. وإسناده ضعيف جداً، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/42 - باب سورة يوسف -، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن السائب الكلبي، وهو متروك. وذكره ابن حجر في المطالب العالية رقم3654 وعزاه إلى أبي يعلى. هذا وقد ورد عن ابن عباس بسند صحيح - من طريق علي بن أبي طلحة عنه - أخرجه ابن جرير رقم19332 قال: قوله: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} يقول: مشتبهة. 3 فتح الباري 12/381. هكذا عزاه للطبري، ولم أجده عنده. 4 فتح الباري 12/381. أخرجه ابن جرير رقم19353 حدثني المثنى، قال: حدثنا الحماني، قال: حدثنا شريك، عن سماك، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/544 ونسبه إلى ابن جرير فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 [1081] وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير "بعد سنين" 1. قوله تعالى: {إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ} الآية: 48 [1082] أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {تُحْصِنُونَ} : تخزنون - بخاء معجمة ثم زاي ونونين من الخزن - 2. قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} الآية: 49 [1083] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} يقول: الأعناب والدهن 3. قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} الآية: 50 [1084] أخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن   1 فتح الباري 12/381. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11655 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/544 ونسبه أيضا إلى ابن أبي حاتم. وانظر التعليق على رقم 141، 579، 590. 2 فتح الباري 12/382. أخرجه ابن أبي حاتم رقم111675 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 12/382. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11679 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/546 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 عكرمة رفعه "لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره، حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما أجبت حتى أشترط أن يخرجوني، ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول - يعني ليخرج إلى الملك - فقال: ارجع إلى ربك، ولو كنت مكانه ولبثت ما لبث لأسرعت الإجابة ولبادرت الباب ولما ابتغيت العذر"، وهذا مرسل 1. [1085] وقد وصله الطبري من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي - بضم المعجمة والزاي - عن عمرو بن دينار بذكر ابن عباس فيه فذكره وزاد "ولولا الكلمة التي قالها لما لبث في السجن ما لبث" 2.   1 فتح الباري 12/382. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/323، ومن طريقه ابن جرير 19403 عن عمرو بن دينار، به. وإسناده ضعيف؛ فإنه مرسل. وبهذا السند أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم11686. 2 فتح الباري 12/382-383. هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، ولم أجده في تفسيره، بينما ذكره ابن حجر نفسه في الكافي الشاف 2/78 بهامش الكشاف وقال: وصل إسحاق من رواية إبراهيم ابن يزيد الخوزي عن عمرو بن دينار، عن عكرمة عن ابن عباس، وأخرجه الطبراني وابن مردويه من طريق إسحاق " اهـ. وكذا ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/167-168 وقال: رواه إسحاق بن راهويه في مسنده: أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي، ثنا إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث. ثم قال: ومن طريق ابن راهويه، رواه الطبراني في معجمه بسنده ومتنه، وبالسند المذكور رواه ابن مردويه في تفسيره. اهـ. قلت: ومما تقدم يرجّح أن عزوه إلى الطبري سهو من الحافظ ابن حجر رحمه الله. والله تعالى أعلم بالصواب، مع العلم أن السيوطي رحمه الله ساقه في الدر المنثور برواية ابن عباس ثم عزاه للفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طرق، فقد تقدم أن ابن أبي حاتم أيضا إنما أخرجه رواية عكرمة المرسلة. والله تعالى أعلم بالصواب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 قوله تعالى: {كَيْلَ بَعِيرٍ} الآية: 65 [1086] وروى الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله: {كَيْلَ بَعِيرٍ} أي كيل حمار 1. [1087] ذكر مقاتل عن الزبور البعير كل ما يحمل بالعبرانية 2. قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} الآية: 68 [1088] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: {لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} قال: عامل بما علم 3. قوله تعالى: {جَعَلَ السِّقَايَةَ} الآية: 70 [1089] وروى عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة في قوله: {جَعَلَ السِّقَايَةَ} قال: إناء الملك الذي يشرب به 4. قوله تعالى: {نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} الآية: 72 [1090] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، عن   1 فتح الباري 8/360. أخرج ابن جرير رقم19477 من طريق القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال: قال مجاهد: "كيل بعير" حمل حمار. قال: وهي لغة، قال القاسم: يعني مجاهد أن "الحمار" يقال له في بعض اللغات "بعير". وبهذا السياق ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/556 ونسبه لأبي عبيد وابن جرير وابن المنذر. 2 فتح الباري 8/360. 3 فتح الباري 8/359. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11777 حدثنا أبي، قال: ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، ثنا سفيان بن عيينة، به مثله. 4 فتح الباري 8/361. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/325 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 سعيد بن جبير {صُوَاعَ الْمَلِكِ} مكوك1 الفارسي الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب الأعاجم به 2. [1091] وروى ابن منده في "غرائب شعبة" وابن مردويه من طريق عمرو ابن مرزوق، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} قال: كان كهيئة المكوك من فضة يشربون فيه، وقد كان للعباس مثله في الجاهلية 3. [1092] وكذا أخرجه أحمد وابن أبي شيبة عن محمد بن جعفر، عن شعبة. وإسناده صحيح 4. قوله تعالى: {تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} الآية: 85 [1093] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {تَفْتَأُ}   1 المكوك: اسم للمكيال، ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد. ويجمع على مكاكي. وفي الحديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بمكوك، ويغتسل بخمسة مكاكيك" وفي رواية "بخمسة مكاكي"، أراد بالمكوك المدّ. أخرجه مسلم كتاب الحيض، رقم325-50. 2 فتح الباري 8/359. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11803 حدثنا أبي، قال: حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، به نحوه. وأخرجه ابن جرير رقم19530 من طريق الحجاج بن المنهال، عن أبي بشر، به. 3 فتح الباري 8/359. أخرج ابن جرير رقم19525 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به نحوه. ورقم19526 من طريق ابن وكيع، عن أبيه، عن شعبة، به نحوه. ورقم19532 من طريق يحيى بن عباد، عن شعبة - بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/559 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبي الشيخ وابن منده في غرائب شعبة، وابن مردويه والضياء. 4 فتح الباري 8/359. انظر ما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 أي لا تفتر عن حبه1. قوله تعالى: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} الآية: 87 [1094] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن بشير عن قتادة {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} أي من رحمة الله"2. قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} الآية: 88 [1095] وروى عبد الرزاق عن قتادة في قوله: {مُزْجَاةٍ} قال: يسيرة3. [1096] ولسعيد بن منصور عن عكرمة في قوله: {مُزْجَاةٍ} قال: قليلة4. [1097] وروى عبد الرزاق بإسناد حسن عن ابن عباس وسئل عن قوله: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} قال: رثة 5 المتاع، خلق الحبل   1 فتح الباري 8/361. أخرجه ابن جرير الأرقام 19675-19678 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. 2 فتح الباري 6/420. أخرجه ابن أبي حاتم رقم11911 حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، أنا سعيد ابن بشير، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/575 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 3 فتح الباري 8/361. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/328 عن معمر، عنه - مثله. 4 فتح الباري 8/361. أخرجه سعيد بن منصور رقم1139 قال: نا أبو الأحوص، قال: نا سعيد بن مسروق، عن عكرمة - مثله. وهذا إسناد صحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/576 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وأبي الشيخ. 5 الرِّثة - بكسر الراء - وهي الخَلَق الخسيس البالي من كل شيء. انظر: النهاية 2/195. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 والغرارة 1 والشيء 2 3. قوله تعالى: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} الآية: 94 [1098] رووى ابن أبي حاتم من طريق أبي سنان عن عبد الله ابن أبي الهذيل، عن ابن عباس في قوله: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} أي تسفهون 4. وكذا أخرجه عبد الرزاق5. [1099] وأخرج أيضا عن معمر، عن قتادة مثله 6.   1 الغِرَارَة: واحدة الغرائر التي للتِّبْن، وقيل هي الجوالق، والجوالق وعاء من الأوعية. انظر: لسان العرب 5/18 باب الراء، فصل الغين و 10/36 باب القاف، فصل الجيم. 2 في الفتح "رثة الحبل والغرارة والشن"، والتصحيح من تفسير عبد الرزاق. 3 فتح الباري 8/361. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/328 عن ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس وسئل - فدكره. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه كل من ابن جرير رقم19744 وابن أبي حاتم رقم11919. وأخرجه سعيد بن منصور رقم1141 عن سفيان بن عيينة، به نحوه. ولفظه "خلق الغرارة، والجرين والحبل والشيء". وأخرجه ابن جرير رقم19743 من طريق سفيان بن وكيع، عن سفيان بن عيينة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/575 وغزاه لسعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. 4 فتح الباري 8/359-360. وذكر البخاري عنه تعليقا بلفظ "تجهّلون". أخرجه ابن أبي حاتم رقم11966 حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري، ثنا مؤمل، ثنا إسرائيل، ثنا أبو سنان، به مثله. 5 فتح الباري 8/360. أخرجه ابن جرير رقم19818، 19819 من طريق ابن عيينة وأبي سنان كلاهما عن ابن أبي الهذيل، به مثله. 6 فتح الباري 8/360. أخرجه عبد الرزاق 1/2/328 عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} قال: لولا أن تسفهون تهرمون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 [1100] وأخرجه ابن مردويه من طريق ابن أبي الهذيل أيضا أتم منه قال في قوله: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} قال لما خرجت العير هاجت ريح فأتت يعقوب بريح يوسف فقال: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} قال: لولا أن تسفهون، قال: فوجد ريحه من مسيرة ثلاثة أيام 1. قوله تعالى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} الآية: 100 [1101] وقد أخرج ابن جرير بسند صحيح عن قتادة في قوله: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} قال: كانت تحية مَن قبلكم، فأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة 2.   1 فتح الباري 8/360. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/581 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه - نحوه. ولفظه "مسيرة ثمانية أيام" بدل "ثلاثة أيام". وكذا أخرجه ابن جرير رقم19812 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: سمعت ابن عباس يقول {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} قال: لما خرجت العير هاجت ريح فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف، فقال: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} قال: فوجد ريحه من مسيرة ثمان ليال. وأخرج الأرقام: 19801-19811 من طرق عن ابن أبي الهذيل بنحوه. وأخرج ابن أبي حاتم رقم11961 من طريق ضرار بن مرة، عن ابن أبي الهذيل، عن ابن عباس بلفظ "ثمان ليال". قلت: وبهذا يترجح أنه وقع خطأ فيها، وأن لفظ ابن مردويه أيضا "مسيرة ثمان ليال". والله أعلم. 2 فتح الباري 12/376. أخرجه ابن جرير رقم19901 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 [1102] وفي لفظ "وكانت تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض" 1. [1103] ومن طريق ابن إسحاق والثوري وابن جريج وغيرهم نحو ذلك 2. قوله تعالى: {وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} [1104] أخرج الطبري والحاكم والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن سلمان الفارسي قال "كان بين رؤيا يوسف وعبارتها أربعون عاما 3.   1 فتح الباري 12/376. أخرجه ابن جرير رقم19902 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 12/376. أما رواية ابن إسحاق فأخرجها الطبري رقم1990 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، ولفظه "وكانت تلك تحية الملوك في ذلك الزمان ". وفي إسناده ابن حميد شيخ الطبري ضعيف. وأما أثر الثوري فأخرجه الطبري رقم19903 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو إسحاق، قال: قال سفيان، ولفظه " {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} قال: كانت تحية فيهم". وأما أثر ابن جريج فأخرجه ابن جرير أيضا رقم19904 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، ولفظه " {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} أبواه وإخوته، كانت تلك تحيتهم، كما يصنع ناس اليوم". قال الطبري: أرادوا أن ذلك كان بينهم لا على وجه العبادة بل الإكرام. التفسير 16/270. 3 فتح الباري 12/377. أخرجه ابن جرير الأرقام 19917-19920، والحاكم 4/396، والبيهقي في شعب الإيمان رقم4780 من طرق عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، به. سكت عنه الحاكم، ورمز الذهبي في التلخيص بأنه على شرطهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 [1105] وذكر البيهقي له شاهدا عن عبد الله بن شداد وزاد "وإليها ينتهي أمد الرؤيا" 1. قوله تعالى: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} الآية: 101 [1106] قال قتادة: لم يتمن الموت أحد إلا يوسف حين تكاملت عليه النعم وجمع له الشمل اشتاق إلى لقاء الله، أخرجه الطبري 2 بسند صحيح عنه 3. [1107] وقال غيره: بل مراده توفني مسلما عند حضور أجلي، كذا أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك بن مزاحم 4. قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} الآية: 107 [1108] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {غَاشِيَةٌ مِنْ   1 فتح الباري 12/377. أخرجه ابن جرير رقم19916، والبيهقي في شعب الإيمان رقم4781 كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي سنان، عن عبد الله بن شداد، به. ولفظهما "أقصى الرؤيا" بدل "أمد الرؤيا". 2 في الفتح الطبراني، ولعله "الطبري" كما أثبت، وقد تصحف إلى الطبراني؛ إذ أني لم أجده في معاجمه الثلاثة. وكما يأتي بيان ذلك في التخريج. 3 فتح الباري 10/130. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/591 ونسبه إلى أحمد في الزهد وابن جرير الطبري وابن أبي حاتم عن قتادة. هذا وقد أخرجه ابن جرير رقم19943 حدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة - بنحوه. 4 فتح الباري 10/130. أخرج ابن أبي حاتم رقم12014 حدثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيب، ثنا أبو معاذ الفضل بن خالد، عن عبيد بن سليمان، عن الضحاك، بلفظ " {تَوَفَّنِي مُسْلِماً} قال: على طاعتك". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 عَذَابِ اللَّهِ} أي وقيعة تغشاهم 1. [1109] وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ولو لبثت ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبت؛ إذ جاءه الرسول فقال ارجع ربك فسئله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم" 2. قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} الآية:110 [1110] روى ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري قال: جاء رجل إلى القاسم بن محمد فقال له: إن محمد بن كعب القرظي   1 فتح الباري 8/361. أخرجه عبد الرزاق 1/2/329 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/361. أشار إليه عند شرح حديث ابن عمر الذي أخرجه البخاري برقم 4688 بقوله "وأخرج الحاكم مثله من حديث أبي هريرة". والحديث أخرجه الحاكم 2/346-347 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا - مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على حديث الزهري، عن سعيد وأبي عبيد، عن أبي هريرة "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف فقط". قلت: وهو كما قال، فقد أخرج البخاري تعليقا حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ". صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب من انتسب إل آبائه في الإسلام وفي الجاهلية. هذا وقد أخرج البخاري برقم 3383 حديث أبي هريرة موصولا بسياق آخر، ولفظ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم لله"، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله"، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فعن معادن العرب تسألونني؟ الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". هذا وقد وافق الذهبي على تصحيح الحاكم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 يقرأ {كُذِبُوا} بالتخفيف، فقال: أخبره عني أني سمعت عائشة تقول: {كُذِبُوا} ثقلة أي كذّبتهم أتباعهم 1. [1111] روى الطبري بأسانيد متنوعة من طريق عمران بن الحارث وسعيد ابن جبير وأبي الضحى وعلي بن أبي طلحة والعوفي كلهم عن ابن عباس في هذه الآية: أيس الرسل من إيمان قومهم، وظن قومهم أن الرسل كَذَبُوا 2. [1112] وقد روى الطبري أن سعيد بن جبير سئل عن هذه الآية   1 فتح الباري 8/368. قوله: {كُذِبُوا} قرئ بضم الكاف وتخفيف الذال، وهي قراءة أبي وعلي وابن مسعود وابن عباس ومجاهد وطلحة والأعمش والكوفيون. وقرئ بفتح الكاف وتخفيف الذال أيضا، قرأ بها ابن عباس ومجاهد والضحاك، أي وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذكوا فيما قالوا عن الله من العذاب، والظن على بابه. وقرئ بضم الكاف وتشديد الذال، وهي قراءة الحسن وقتادة ومحمد بن كعب وأبو رجاء وابن أبي مليكة والأعرج وعائشة. انظر: الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ص 199، والبحر المحيط 5/354-355. أما الرواية فقد أخرجها ابن أبي حاتم رقم12063 أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن قلاق، عن يحيى بن سعيد، به مثله. 2 فتح الباري 8/368. أما طريق عمران بن الحارث فأخرجه الطبري الأرقام 19992-19998 من طرق عن حصين، عنه، به. وأما طريق سعيد بن جبير فأخرجه رقم19991 عن ابن وكيع، قال: حدثنا عمران بن عيينة، عن عطاء، عنه، به. وفيه ابن وكيع ضعيف. وأما طريق أبي الضحى فأخرجه رقم19990 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عنه، به. وأما طريق علي بن أبي طلحة فأخرجه رقم 20001 من طريق معاويه بن صالح، عنه، به. وأما طريق العوفي فأخرجه رقم20002 من طريقه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 فقال: يئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل كذبوا. فقال الضحاك بن مزاحم لما سمعه: لو رحلت إلى اليمن في هذه الكلمة لكان قليلا1! [1113] وعن مسلم بن يسار أنه سأل سعيد بن جبير فقال آية بلغت مني كل مبلغ، فقرأ هذه الآية بالتخفيف، قال في هذا الموت أن تظن الرسل ذلك، فأجابه بنحو ذلك، فقال: فَرّجتَ عنّي فرّج الله عنك، وقام إليه فاعتنقه2. [1114] عند النسائي من طريق أخرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {قَدْ كُذِبُوا} قال: استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبُوهم. وإسناده حسن 3.   1 فتح الباري 8/369. قال ابن حجر: فهذا سعيد بن جبير وهو من أكابر أصحاب ابن عباس العارفين بكلامه حمل الآية على التأويل، جاء ذلك من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس نفسه - فذكر رواية النسائي الآتي - ثم قال: فليكن هو المعتمد في تأويل ما جاء عن ابن عباس في ذلك، وهو أعلم بمراد نفسه من غيره. أخرجه الطبري رقم2008 حدثني المثنى، قال: حدثنا عارم أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثني إبراهيم بن أبي حُرّة الجزريّ، قال سأل فتى من قريش سعيد بن جبير - فذكر نحوه. وإسناده صحيح. والفتى المذكور هو مسلم بن يسار، كما يظهر من الأثر التالي. والأثر قد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/597 نسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. 2 فتح الباري 8/369. أخرجه ابن جرير رقم20009 حدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج، حدثنا ربيعة ابن كلثوم، قال: حدثني أبي، أن مسلم بن يسار سأل سعيد بن جبير - فذكر نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/597 ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ. 3 فتح الباري 8/369. أخرجه النسائي في التفسير رقم277 أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا وهب بن جرير، نا أبي، عن كلثوم بن جَبْر، عن سعيد بن جبير، به مثله. وإسناده حسن. وانظر ماتقدم برقم 1110 عن ابن عباس بطرق متنوعة نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 [1115] وروى الطبري من طريق تميم بن حذلم 1 سمعت ابن مسعود يقول في هذه الآية: استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظن قومهم حين أبطأ الأمر أن الرسل كَذَبُوهم2. [1116] ومن طريق عبد الله بن الحارث: استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظن القوم أنهم قد كذبوا فيما جاءوهم به3. [1117] روى الطبري من طريق ابن جريج في قوله: {قَدْ كُذِبُوا} خفيفة أي أُخْلِفُوا 4.   1 تميم بن حذلم الضبي، من أصحاب ابن مسعود. ثقة، قليل الحديث، روى عنه جحش ابن زياد الضبي، روى له الجماعة. مات سنة مائة. انظر: التهذيب 1/449-450 والتقريب 1/113. 2 فتح الباري 8/369. أخرجه ابن جرير رقم 20018 حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد ابن فضيل، عن جحش بن زياد الضبي، عن تميم بن حذلم، به مثله. 3 فتح الباري 8/369. أخرجه ابن جرير رقم20016 حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عبد الوهاب ابن عطاء، عن سعيد - هو ابن أبي عروبة، عن أبي المتوكل، عن أيوب بن أبي صفوان، عن عبد الله بن الحارث - مثله. قال المحقق "أبو المتوكل" أو "التوكل" فلا أدري ما هو، ومن يكون على التحقيق، و"أيوب بن أبي صفوان" ويقال "أيوب بن صفوان"، في ترجمته خلط كبير؛ فهو خبر مشكل إسناده كما ترى، ولا حيلة لنا فيه، حتى نجد شيئا يهدي إلى الصواب فيه. اهـ. 4 فتح الباري 8/369. قال ابن حجر: إذا قرّرنا أن الضمير في "قد كذبوا" للمرسل إليهم، لم يضر هذا التفسير، أي ظن المرسل إليه أن الرسل أُخْلِفوا ما وُعِدوا به. والله أعلم. اهـ. والأثر أخرجه ابن جرير رقم20024 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قرأ {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} خفيفة، = كانوا بشرا. وتلا ابن عباس {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214] . قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: ذهب بها إلى أنهم ضعفوا فظنوا أنهم أُخْلِفُوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 [1118] روى الطبري من طريق سعيد عن قتادة أن المراد بالظن هنا اليقين 1.   1 فتح الباري 8/369. أخرج ابن جرير رقم20033 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن - وهو قول قتادة - فذكر نحوه. ولفظه "حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظنوا أنهم قد كُذِّبوا، أي: استيقنوا أنه لا خير عند قومهم ولا إيمان، جاءهم نصرنا". وأخرج رقم20034 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 سورة الرعد قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} الآية: 4 [1119] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} قال: طيبها عذبها، وخبيثها السبّاخ 1. [1120] وعند الطبري من وجه آخر عن مجاهد: القطع المتجاورات العَذِية والسَّبَخة 2 والماللح والطيّب 3. [1121] ومن طريق أبي سنان عن ابن عباس مثله 4.   1 فتح الباري 8/374. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/230 ثنا ورقاء، ثنا ابن أبي نجيح، به مثله. 2 "العذية" - بفتح العين وسكون الذال، وفتح الياء بغير تشديد ـ، و"العذاة" أيضا: وهي الأرض الطيبة التربة البعيدة من المياه والسباخ. و"السبخة" - بفتح السين والباء، وبفتح وكسر الباء - وهي الأرض المالحة التي تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنيت إلا بعض الشجر. انظر: النهاية 3/200 مادة "ع ذ ا "، و 2/333 مادة "س ب خ". 3 فتح الباري 8/374. أخرجه ابن جرير رقم20067 حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد - مثله. وليث ضعيف. 4 فتح الباري 8/374. أخرجه ابن جرير رقم20070 حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، به نحوه. ولفظه "قال: العذية والسبخة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 [1122] ومن وجه آخر منقطع عن ابن عباس مثله وزاد: تنبت هذه، وهذه إلى جنبها لا تنبت 1. [1123] ومن طريق أخرى متصلة عن ابن عباس قال: تكون هذه حلوة وهذه حامضة، وتسقى بماء واحد، وهن متجاورات 2. قوله تعالى: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} الآية: 4 [1124] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد: في قوله: {صِنْوَانٌ} النخلتان أو أكثر في أصل واحد، {وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} وحدها {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} قال: بماء السماء، كصالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد 3. [1125] وروى الطبري من طريق سعيد بن جبير في قوله: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} مجتمع وغير مجتمع 4.   1 فتح الباري 8/374. أخرجه ابن جرير رقم20072 حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين - وهو سنيد - قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، به. وفيه انقطاع بين ابن جريج وابن عباس، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى، وسنيد ضعيف. 2 فتح الباري 8/374. أخرجه ابن جرير رقم20081 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عنه مثله. و"أحمد بن إسحاق": هو ابن عيسى الأهوازي، و"أبو أحمد": هو محمد بن عبد الله ابن الزبير، الزبيري 3 فتح الباري 8/374. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/230-231 ثنا ورقاء، ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/374. أخرجه ابن جرير رقم20097 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عنه - مثله. وفيه ابن حميد شيخ الطبري ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 [1126] وعن سعيد بن منصور عن البراء بن عازب قا: الصنوان أن يكون أصلها واحد ورؤوسها متفرقة، وغير الصنوان أن تكون النخلة منفردة ليس عندها شيء 1. قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ} الآية: 6 [1127] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {الْمَثُلاتُ} قال: الأمثال 2. [1128] ومن طريق معمر عن قتادة قال: المثلات العقوبات 3. [1129] ومن طريق زيد بن أسلم: المثلات ما مثل الله به من الأمم من العذاب 4. قوله تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الآية: 7 [1130] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/374. أخرج ابن جرير الأرقام 20087-20093 و20098 من طرق، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب - نحوه. 2 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير الأرقام 20132-20134 من طريق ورقاء، وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، به مثله. 3 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير رقم20131 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، به مثله. 4 فتح الباري 8/371. أخرج ابن جرير رقم20135 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في الآية - فذكره بنحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 في قوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} أي داع 1. [1131] ومن طريق قتادة مثله 2. [1132] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: الهادي الله 3. [1133] ومن طريق أبي العالية قال: الهادي القائد 4. [1134] ومن طريق مجاهد وقتادة أيضا: الهادي نبي 5. [1135] ومن طريق عكرمة وأبي الضحى ومجاهد أيضا قال: الهادي محمد 6.   1 فتح الباري 8/375. أخرجه ابن جرير رقم20162 من طريق معاوية بن صالح، عن عليّ، به مثله. 2 فتح الباري 8/375. أخرجه ابن جرير رقم20138 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/376. أخرجه ابن جرير رقم20146 من طريق العوفي، عنه - نحوه. ولفظه "يقول: أنت يا محمد منذر، وأنا هادي كل قوم". وإسناده ضعيف. 4 فتح الباري 8/376. أخرجه ابن جرير رقم20159 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية - نحوه. ولفظه "قال: الهادي: القائد، القائد: الإمام، والإمام العمل". 5 فتح الباري 8/376. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير الأرقام 20148-20154 من طرق عنه - مثله. وأما أثر قتادة فأخرجه رقم20155 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد ابن ثور، عن معمر، عنه - مثله. 6 فتح الباري 8/376. أخرج ابن جرير رقم20139، 20140 من طريق وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان، عن السدي، عن عكرمة ومنصور، عن أبي الضحى - مثله. وأخرج رقم20141 من طريق عبد العزيز، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة - مثله. أما أثر مجاهد فلم أجده، ولم يذكره الطبري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 [1136] وأخرج الطبري بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: "أنا المنذر، وأومأ إلى عليّ وقال: أنت الهادي، بك يهتدي المهتدون بعدي 1. [1137] وأخرج ابن أبي حاتم وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند وابن مردويه من طريق السدي عن عبد خير عن علي قال: الهادي رجل من   1 فتح الباري 8/376. أخرجه ابن جرير رقم20161 حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا الحسن ابن الحسين الأنصاري، قال: حدثنا معاذ بن مسلم بيّاع الهرويّ، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، به مثله. وقد استغربه الحافظ مع تحسينه لإسناده، وعقبه قائلا: فإن ثبت هذا فالمراد بالقوم أخص من الذي قبله أي بني هاشم مثلا. أقول: لم يثبت هذا؛ فإن في إسناده "الحسن بن الحسين الأنصاري، العُرني"، قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، كان من رؤساء الشيعة، وقال ابن حبان: يأتي عن الأثبات بالملزقات، ويروي المقلوبات والمناكير، ولا تقوم به الحجة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/6، وميزان الاعتدال 2/6 رقم1828. و"معاذ بن مسلم" مجهول، هكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. انظر: الجرح والتعديل 8/248. وقد ذكر الذهبي هذا الخبر في ترجمة "الحسن بن الحسين الأنصاري"، وقال: معاذ نكرة، فلعل الآفة منه. وقال الشيخ محمود محمد شاكر بعد أن نقل كلام الذهبي هذا "أقول: بل الآفة من كليهما: الحسن بن الحسين، ومعاذ بن مسلم". أقول: وهو كما قال؛ لأن الأول منهما - أعني الحسن بن الحسين لم يكن صدوقا كما قال أبو حاتم وكان من رؤساء الشيعة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 بني هاشم. قال بعض رواته: هو علي 1. قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} الآية: 8 [1138] وروى عبد بن حميد من طريق أبي بشر عن مجاهد في قوله: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} قال: إذا حاضت المرأة وهي حامل كان نقصانا من الولد، فإن زادت على تسعة أشهر كان تماما لما نقص من ولدها 2. [1139] ثم روى من طريق منصور عن الحسن قال: الغيض ما دون تسعة أشهر، والزيادة ما زادت عليها يعني في الوضع 3. قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} الآية: 8 [1140] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة أي جعل لهم أجلا معلوما 4.   1 فتح الباري 8/376. قال ابن حجر: وكأنه أخذه من الحديث الذي قبله. وفي إسناد كل منهما بعض الشيعة. ولو كان ذلك ثابتا ما تخالفت رواته. اهـ قوله. 2 فتح الباري 8/375. أخرج ابن جرير الأرقام 20166-20168 و20177 من طرق، عن أبي بشر، عن مجاهد - نحوه. 3 فتح الباري 8/375. أخرج ابن جرير رقم20190 من طريق منصور، عن الحسن - فذكر أوله فقط. 4 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير رقم20201 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} الآية: 11 [1141] وروى الطبري بإسناد حسن عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدره خلوا عنه 1. [1142] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} يقول: بإذن الله، فالمعقبات هن من أمر الله وهي الملائكة 2. [1143] ومن طريق سعيد بن جبير قال: حفظهم إياه بأمر الله 3. [1144] ومن طريق إبراهيم النخعي قال: يحفظونه من الجن 4.   1 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20216 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس - مثله. وفي إسناده ابن وكيع، وهو ضعيف. هذا وقد حسنه ابن حجر كما في الأعلى. وأخرجه رقم20217 عن الحارث، حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا إسرائيل، به نحوه. 2 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20231 من طريق معاوية بن صالح، عن عليّ، به مثله. 3 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20232 حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير - نحوه. ولفظه "قال: الملائكة الحفظة، وحفظهم إياه من أمر الله". وفي الإسناد ابن حميد وهو ضعيف. 4 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20244 حدثني أبو هريرة الضبعي قال: حدثنا أبو داود - وهو الطيالسي - قال: حدثنا ورقاء، عن منصور، عن طلحة، عن إبراهيم - مثله. و"أبو هريرة الضبعي" ثقة، وطلحة هو ابن مصرّف ثقة أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 [1145] ومن طريق كعب الأحبار قال: لولا أن الله وكَّل بكم ملائكة يذبّون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم لتُخُطِّفتم 1. [1146] وأخرج الطبري من طريق كنانة العدوي 2 أن عثمان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد الملائكة الموكّلة بالآدمي فقال: لكل آدمي عشرة بالليل وعشرة بالنهار، واحد عن يمينه وآخر عن شماله، واثنان من بين يديه ومن خلفه، واثنان على جنبيه وآخر قابض على ناصيته، فإن تواضع رفعه وإن تكبر وضعه، واثنان على شفتيه ليس يحفظان عليه إلا الصلاة على محمد والعاشر يحرسه من الحيّة أن تدخل فاه يعني إذا نام 3.   1 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20246 حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن يزيد بن شريح، عن كعب الأحبار - نحوه. 2 هو كنانة بن نعيم العدوي أبو بكر الصديق، تابعي ثقة، لم يذكر أنه أدرك عثمان بن عفان أو روى عنه. انظر ترجمته في: التهذيب 8/403 والتقريب 2/137 وتفسير الطبري 16/ 371 الحاشية. 3 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20211 حدثني المثنى، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد السلام ابن صالح القشيري، قال: حدثنا علي بن جرير، عن حماد بن سلمة، عن عبد الحميد ابن جعفر، عن كنانة العدوي، به نحوه بأطول منه سياقا. وعلق عليه المحقق الشيخ محمود محمد شاكر قائلا: هذا إسناد مشكل منكر، "إبراهيم ابن عبد السلام بن صالح القشيري"، لم نجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال، و"علي ابن جرير" لا يُدرى من هو أيضا. فهذا حديث فيه نكارة وضعف شديد، وانفرد بروايته أبو جعفر الطبري عن المثنى. اهـ. قلت: وفيه علة أخرى، وهي الانقطاع؛ فإنه لم يذكر أن كنانة أدرك عثمان أو روى عنه كما سبق في ترجمته. وقال ابن كثير 4/360: وقد روى الإمام أبو جعفر بن جرير ها هنا حديثا غريبا جدا، فذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 [1147] أخرج ابن جرير بإسناد صحيح عن ابن عباس في قوله {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ} قال: ذلك مَلِك من مُلوك الدنيا له حرس ومن دونه حرس 1. [1148] ومن طريق عكرمة في قوله: {مُعَقِّبَاتٌ} قال: المراكب 2. قوله تعالى: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} الآية: 12 [1149] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد في قوله {السَّحَابَ الثِّقَالَ} الذي فيه الماء 3. قوله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} الآية: 13 [1150] وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} قال شديد القوة 4. ومثله عن قتادة 5.   1 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20226 حدثنا أبو هاشم الرفاعي، قال: حدثنا ابن يمان قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - مثله. 2 فتح الباري 8/372. أخرجه ابن جرير رقم20229 حدثني الحارث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا عمر بن نافع، قال: سمعت عكرمة يقول - فذكر نحوه. ولفظه "قال: المواكب من بين يديه ومن خلفه". وفيه "عمر بن نافع الثقفي"، وهو ضعيف. انظر: التقريب 2/63. 3 فتح الباري 8/374. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/231 ثنا ورقاء، ثنا ابن أبي نجيح، عنه - مثله. 4 فتح الباري 8/372. أخرج ابن جرير رقم20274 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد - مثله. 5 فتح الباري 8/372. أخرج ابن جرير رقم20275 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. ولفظه "وهو شديد المحال"، أي القوة والحيلة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 [1152] ونحوه عن السدي 1. [1153] وفي رواية عن مجاهد: شديد الانتقام 2. [1154] وروى النسائي في سبب نزولها من طريق علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس قال: "بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل من فراعنة العرب يدعوه - الحديث وفيه - فأرسل الله صاعقة فذهبت بِقَحْف رأسه، فأنزل الله هذه الآية 3.   1 فتح الباري 8/372. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/628 عنه. ولفظه "شديد الحول والقوة"، ونسبه إلى أبي الشيخ فقط. 2 فتح الباري 8/372. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/627 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 فتح الباري 8/372. أخرجه النسائي في التفسير رقم279 عن عمرو بن منصور، نا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثني عليّ بن أبي سارة، به نحوه. ولفظه "قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم مرة رجلا إلى رجل من فراعنة العرب أن "ادعه ليّ" قال: يا رسول الله إنه أعتى من ذلك، قال: "اذهب إليه فادعه"، قال: فأتاه فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك. قال: أرسول الله؟ وما الله؟ أمن ذهب هو؟ أم من فضة هو؟ أمن نحاس هو؟ فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرتك أنه أعتى من ذلك، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، قال: "فارجع إليه فادعه"، فرجع فأعاد عليه المقالة الأولى، فردّ عليه مثل الجواب، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "ارجع إليه فادعه"، فرجع إليه، فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حيال رأسه، فرعدت؛ ووقعت منها صاعقة .... الحديث نحوه. وأخرجه ابن جرير رقم20270 والطبراني في الأوسط رقم2623 والواحدي في أسباب النزول ص222 والعقيلي في الضعفاء 3/232-233 وأبو يعلى في مسنده رقم3342 كلهم من حديث علي بن أبي سارة، عن ثابت، به. و"علي بن أبي سارة" تقدم أنه ضعيف. ولكن تابعه "ديلم بن غزوان". فقد أخرجه أبو يعلى رقم3341 والبزار رقم2221 كشف الأستار والبيهقي في = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 [1155] وأخرجه البزار من طريق أخرى عن ثابت1 والطبراني من حديث ابن عباس مطولا 2.   = الدلائل 6/283 وابن أبي عاصم في السنة رقم692 كلهم من طريق ديلم بن غزوان، عن ثابت، عن أنس، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/45 وقال: ونسبه إلى أبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وقال: رجال البزار رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة، وفي رجال أبي يعلى والطبراني عليّ بن أبي سارة وهو ضعيف. اهـ. وأبو يعلى أخرجه من طريقين: طريق ابن أبي سارة وطريق ديلم بن غزوان كما رأيت. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/625 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه، عن أنس، به. 1 كشف الأستار رقم2221 وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 8/372. لم أجده عند الطبراني عن ابن عباس بهذا السياق، ولكن بسياق آخر، ولم يقل فيه: وما الله؟ أمن ذهب هو؟ أم من فضة هو؟ أمن نحاس هو؟. فقد أخرج ج 10/رقم10760 من حديث إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني عبد العزيز ابن عمران، حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما، عن عطاء ابن يسار، عن ابن عباس - فذكر قصة "أربد بن قيس بن جزي بن خالد بن جعفر بن كلاب" و"عامر بن الطفيل بن مالك" وقدومهما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولتهما الغدر به صلى الله عليه وسلم، وفي آخره "فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله عز وجل على "أربد" صاعقة، فقتله، وخرج "عامر" حتى إذا كان بالحر، ثم أرسل الله عليه قرحة، فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول، فجعل يمس قرحته في حلقه، ويقول: غدة كغدة الجمل في بيت سلولية يرغب أن يموت في بيتها، ثم ركب فرسه فأركضه حتى مات عليه راجعا، فأنزل الله عز وجل فيهما {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ} إلى قوله: {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} قال: المعقبات من أمر الله يحفظون محمداً، ثم ذكر أربد وما قبله به قال: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً} إلى قوله: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} . ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/44-45 وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ... وفي إسناديهما عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف. ثم وجدته عند الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/185 قال: رواه الثعلبي في تفسيره، من حديث محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة، وهما عامدان يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر القصة بطولها، وفيها اللفظ المذكور. والكلبي متروك متهم بالكذب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 قوله تعالى: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ} الآية: 14 [1156] وصل ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ} الآية قال: مَثَلُ المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره كمثل العطشان الذي ينظر إلى ظل خياله في الماء من بعيد، وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر عليه 1. [1157] روى الطبري أيضا من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال: مثل الأوثان التي تعبد من دون الله كمثل رجل، قد بلغه العطش حتى كربه الموت، وكفاه في الماء قد وضعهما لايبلغان فاه. يقول الله لا يستجيب له الأوثان ولا تنفعه حتى تبلغ كفّا هذا فاه، وما هما ببالغتين فاه أبدا 2. [1158] ومن طريق أبي أيوب عن علي قال: كالرجل العطشان يمد يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه وما هو بمرتفع 3.   1 فتح الباري 8/371. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير رقم20294 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير رقم20295 من طريق العوفي، عن ابن عباس - مثله. والعوفي ضعيف. 3 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير رقم20286 حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال: حدثنا سيف، عن أبي روق، عن أبي أيوب، به نحوه. قال المحقق: إسناده هالك منكر. سيف هو سيف ابن عمر الضبي الأخباري، صاحب الفتوح، ضعيف ساقط الحديث، ليس بشيء. اهـ. انظر: تفسير الطبري 16/392، 400. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 [1159] ومن طريق سعيد عن قتادة: الذي يدعو من دون الله إلها لا يستجيب بشيء أبدا من نفع أو ضر حتى يأتيه الموت، مثله كمثل الذي بسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه، ولا يصل ذلك إليه فيموت عطشا 1. [1160] ومن طريق معمر عن قتادة نحو ولكن قال: وليس الماء ببالغ فاه ما دام باسطا كفيه لا يقبضهما 2. [1161] وصل الفريابي والطبري من طرق عن مجاهد في قوله: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدا 3. قوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ} الآية: 17 [1162] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد في قوله: {زَبَداً رَابِياً} قال: الزبد السيل. وفي قوله: {زَبَدٌ مِثْلُهُ} قال: خبث الحلية والحديد 4. [1163] وأخرج الطبري من وجهين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في   1 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير رقم20293 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، به نحوه. 2 فتح الباري 8/371. أخرجه ابن جرير رقم20297 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، به نحوه. 3 فتح الباري 8/374. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي بالسند المذكور آنفا. وأخرجه ابن جرير رقم20287، 20289، 20290، 20291 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. 4 فتح الباري 8/374. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي بالسند المذكور آنفا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 قوله: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} قال: بمثلها {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً} قال: الزبد السيل {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ} قال: خبث الحديد والحلية، وهما مثلان للحق والباطل 1. [1164] وأخرجه من طريقين عن ابن عباس نحوه 2. [1165] ومن طريق سعيد عن قتادة في قوله: {بِقَدَرِهَا} قال: الصغير بصغره والكبير بكبره. وفي قوله: {رَابِياً} أي عاليا. وفي قوله: {ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ} الذهب والفضة. وفي قوله: {أَوْ مَتَاعٍ} الحديد والصفر الذي ينتفع به. و"الجفاء" ما يتعلق بالشجر، وهي ثلاثة أمثال ضربها الله في مثل واحد. يقول: كما اضمحل هذا الزبد فصار لا ينتفع به كذلك يضمحل الباطل عن أهله، وكما مكث هذا الماء في الأرض فأمرعت 3 وأخرجت نباتها، كذلك يبقى الحق لأهله. ونظيره بقاء خالص الذهب والفضة إذا دخل النار وذهب خبثه وبقي صفره، كذلك يبقى الحق لأهله ويذهب الباطل 4.   1 فتح الباري 8/374. أخرج ابن جرير الأرقام 20316-20318 من طريق ورقاء، وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله ونحوه. 2 فتح الباري 8/374. أخرج ابن جرير رقم20311 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه - نحوه. وأخرج رقم20312 من طريق العوفي، عنه - نحوه مطولا. قلت: الإسناد الأول صحيح، والثاني ضعيف. 3 يقال: أمرع المكان والوادي، وأمرع القوم: أي أصابوا الكلأ فأخصبوا. انظر: القاموس باب العين، فصل الميم، مادة "مرع"، ص 687، والمعجم الوسيط مادة "مرع"، ص 864. 4 فتح الباري 8/374. أخرجه ابن جرير رقم20319 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} الآية: 30 [1166] وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح في قوله: {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} قال: توبتي 1. قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} الآية:31 [1167] وروى الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة وغيرهما {أَفَلَمْ يَيْأَسِ} أي أفلم يعلم 2. [1168] وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرؤها "أفلم يتبين" ويقول: كتبها الكاتب وهو ناعس 3.   1 فتح الباري 8/373. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/651 عن مجاهد، ولم ينسبه إلا إلى ابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/373. أخرج الطبري رقم20416 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - مثله. وأخرج رقم20415 عن بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة - بلفظ "ألم يتبين". وأخرج رقم20414 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد - بلفظ "أفلم يتبين". وليث ضعيف. 3 فتح الباري 8/373. أخرجه ابن جرير رقم20410 حدثنا أحمد بن يوسف - التغلبي الأحول، قال: حدثنا القاسم - وهو ابن سلام، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن هارون، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخريّت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس - مثله. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/653 ونسبه إلى ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف. هذا خبر رجاله كلهم ثقات، بل كل رجاله رجال الصحيحين - كما قال ابن حجر والشيخ محمود محمد شاكر، سوى أبي عبيد القاسم بن سلام أبي عبيد، فهو إمام ثقة صدوق، فإسناده صحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 ................................................ (1)   1 وعلى صحة هذا الخبر فإنه يتعارض مع ما وعد الله به وأخبر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن هذا القرآن محفوظ إلى أن يرفع قرب قيام الساعة. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... وَلَيُسْرَى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية " الحديث. [أخرجه ابن ماجه، رقم4049، والحاكم 4/473 عن حذيفة مرفوعا في حديث طويل. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، كما صححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم87] . وما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيداً لإقامة الساعة على شرار الخلق، الذين لا يعرفون شيئا من الإسلام البتة. ومعروف أن القرآن الكريم حفظ في الصدور في عهد الصحابة من قبل عدد بلغ حد التواتر، وذلك قبل حفظه في السطور، فكيف يخفى هذا على أولئك الحفظة، حتى يبقى ثابتا بين دفتي المصحف الإمام. كما أن أبا عمرو البصرى كان يقرأ بقراءة زيد بن ثابت من طريق سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة مولى ابن عباس، والمعروف أن ابن عباس تلقى القراءة عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما. [انظر: غاية النهاية في طبقات القراء 1/296، 305، 515 و2/41] . فلا يعقل أن يقرأ ابن عباس عباس بخلاف قراءة زيد، لذا أقول فلا تحمل قرءاته هذه إلا أن تكون تفسيرية، ثم إنها قراءة آحادية لا يحكم بقرآنيتها ولا تقف أمام القراءة المتواترة السبعية الصحيحة. والله الموفق. وقال ابن حجر: فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أن قال: وهي والله فرية ما فيها مرية. وتبعه جماعة بعده، والله المستعان ... إلى أن قال - القائل ابن حجر -: وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد، لكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس من دأب أهل التحصيل، فلينظر في تأويله بما يليق به. فتح الباري 8/373. وقال الشيخ محمود محمد شاكر في تعليقه على رواية الطبري: "ومع صحة إسناده لم أجد أحداً من أصحاب الدواوين الكبار، كأحمد في مسنده، أو الحاكم في المستدرك، ولا أحداً ممن نقل عن الدواوين الكبار، كالهيثمي في مجمع الزوائد، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس، أو علي بن أبي طالب، كما جاء في الخبر الذي قبله، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير، لما بلغ تفسير هذه الآية، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس، وأغفل هذا الخبر إغفالا على = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 [1169] ومن طريق ابن جريج قال: زعم ابن كثير وغيره أنها القراءة الأولى 1. قوله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} الآية: 31 [1170] أخرج الطبري بإسناد حسن عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} قال: سريّة، أو تحل قريبا من دارهم، قال: أنت يا محمد حتى يأتي وعد الله، فتح مكة 2. [1171] ومن طريق مجاهد وغيره نحوه 3. قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} الآية: 39 [1172] عن أبي صالح في قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}   = غير عادته، وأكبر ظني أن ابن كثير عرف صحة إسناده، ولكنه أنكر ظاهر معناه إنكاراً حمله على السكوت عنه، وكان خليقاً أن يذكره ويصفه بالغرابة أو النكارة، ولكنه لم يفعل، لأنه فيما أظن قد تحير في صحة إسناده، مع نكارة ما يدل عليه ظاهر لفظه. وزاد هذا الظاهر نكارة عنده، ما قاله المفسرون قبله في هذا الخبر عن ابن عباس، حين رووه غير مسند بألفاظ غير هذه الألفاظ ". تفسير الطبري 16/453 الحاشية. 1 فتح الباري 8/373. أخرجه ابن جرير رقم30411 حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، فذكره، ولفظه "قال: في القراءة الأولى، زعم ابن كثير وغيره "أفلم يتبين". 2 فتح الباري 8/373. أخرجه ابن جرير رقم20418 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود - وهو الطيالسي ـ، قال: حدثنا المسعودي، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عنه - مثله. وأخرجه رقم20419، 20420 من وجهين آخرين، عن المسعودي، به نحوه. 3 فتح الباري 8/373. أخرج ابن جرير رقم20424 عن الحسن بن محمد، قال: حدثنا شبابة، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه. وأخرج رقم20431 من طريق يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 قال: تكتب الملائكة كل ما يتلفظ به الإنسان ثم يثبت الله من ذلك ماله وما عليه ويمحو ماعدا ذلك 1. قوله تعالى: {لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} الآية: 41 [1173] وروى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم في قوله: {لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} أي لا يتعقب أحد حكمه فيرده 2.   1 فتح الباري 11/309. قال ابن حجر - عقبه -: هذا لو ثبت كان نصا في ذلك، ولكنه من رواية الكلبي وهو ضعيف جدا. 2 فتح الباري 8/374. لم أجده مسندا، وهو تفسير واضح المعنى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 سورة إبراهيم قوله تعالى: {وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً} الآية: 3 [1174] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً} قال: تلتمسون لها الزيغ 1. قوله تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الآية: 6 [1175] وصل الطبري من طريق الحميدي 2 عن ابن عيينة {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} أياديَ الله عندكم وأيامه 3، وكذا رويناه في تفسير ابن عيينة رواية سعيد بن عبد الرحمن عنه 4. [1176] وأخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والنسائي، وكذا   1 فتح الباري 8/376. هكذا وردت بتاء المخاطبة، وهي في المصحف بالياء. وذكره البخاري عنه تعليقا. ولم يذكره الحافظ في التغليق. 2 هو عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الحميدي المكي، أبو بكر، ثقة حافظ فقيه، أجل أصحاب ابن عيينة، مات سنة تسع عشرة بعد المائتين. قال الحاكم: كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره. التقريب 1/415. 3 أخرجه ابن جرير رقم20582 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير - وهو الحميدي - عن ابن عيينة - مثله. 4 فتح الباري 8/376. ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/232 عن ابن عيينة. ولفظه "قال: اذكروا أيادي الله عليكم، وأيام الله". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 ذكره ابن أبي حاتم من طريق ابن عباس عن أبي بن كعب قال: إن الله أوحى إلى موسى وذكّرهم بأيام الله، قال: نعم الله 1. [1177] وأخرجه عبد الرزاق من حديث ابن عباس بإسناد صحيح فلم يقل عن أبي بن كعب 2. قوله تعالى: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} الآية: 9 [1178] وقد روى عبد بن حميد من طريق أبي الأحوص عن عبد الله قال: عضوا على أصابعهم 3. وصححه الحاكم، وإسناده صحيح 4.   1 فتح الباري 8/376. أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند المسند 5/122 حدثنا أبو عبد الله العنبري، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا محمد بن أبان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به نحوه موقوفا. وذكره ابن كثير 4/398 وقال: وهو الأشبه. وأخرجه عبد الله بن أحمد المسند 5/122 ابن جرير رقم20579 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 4/398 كلهم من حديث محمد بن أبان، به مرفوعا. ومحمد بن أبان ضعيف. وله طريق أخرى صحيحة؛ فقد أخرجه النسائي في التفسير رقم280 من حديث زيد بن أنيسة، عن أبي إسحاق، به مرفوعا نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/6 وعزاه للنسائي، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان. 2 فتح الباري 8/376. 3 فتح الباري 8/377. أخرجه ابن جرير رقم20597 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء البصري، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله - مثله. وأخرجه الأرقام 20594-20596 و20598 من طرق عن أبي إسحاق، به نحوه. ذكره ابن كثير 4/401 عن سفيان الثوري، وإسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه. واختاره الطبري، ووجهه بقوله تعالى عن المنافقين: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ} [آل عمران:119] ، قال: فهذا هو الكلام المعروف والمعنى المفهوم من "رد اليد إلى الفم". تفسير الطبري 16/536. 4 المستدرك 2/350 من طريق إسرائيل، عن أبي الأحوص، به. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وصححه ابن حجر كما في الأعلى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 قوله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} الآية: 16 [1179] وصل الفريابي بسنده إلى مجاهد في قوله: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} قال: قيح ودم 1. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} الآيتان:24- 25. [1180] وعند الترمذي والنسائي وابن حبان من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} قال: "هي النخلة"، تفرد برفعه حماد بن سلمة 2. [1181] وللحاكم من حديث أنس "الشجرة الطيبة" النخلة، و"الشجرة الخبيثة" الحنظلة 3.   1 فتح الباري 8/376. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/232 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/232 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 1/147. أخرجه الترمذي في جامعه رقم3119 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة إبراهيم - حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك - مرفوعا نحوه. وأخرجه النسائي في التفسير رقم282 من طريق النضر بن شميل، وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم475 من طريق غسان ابن الربيع، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه أبو يعلى رقم4165، وابن جرير 13/205 والحاكم 2/352 كلهم من حديث حماد بن سلمة، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/22 وزاد نسبه إلى البزار وابن أبي حاتم وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/378. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 [1182] وقد أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف في قوله: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} قال: هي شجرة جوز الهند لا تتعطل من ثمرة تحمل كل شهر 1.   = أخرجه الحاكم 2/352 أخبرنا الحسين بن أيوب، ثنا أبو يحيى بن أبي مرة، ثنا العلاء ابن عبد الجبار، ثنا حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك - فذكر أوله. ولفظه "قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقرأ {مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} قال: "هي النخلة". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وبهذا اللفظ أخرجه النسائي في التفسير رقم282، وابن جرير رقم20678 من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به مرفوعا. وأخرجه الترمذي رقم3119 - في التفسير، باب "ومن سورة إبراهيم"، وأبو يعلى في مسنده رقم4165 وابن حبان في صحيحه الإحسان رقم475 من طرق عن حماد ابن سلمة، به مرفوعا، بجزأيه. وأشار الترمذي عقبه إلى رواية شعيب بن الحبحاب، عن أبيه، عن أنس بمعناه موقوفا، وقال: هذا الموقوف أصحّ. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/22 ونسبه إلى الترمذي والنسائي والبزار وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وابن مردويه. وأورده الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم605 وقال: ضعيف مرفوعا. قلت: وورد في حديث صحيح، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم فسّر الشجرة الطيبة بأنها النخلة. الحديث أخرجه الشيخان البخاري: كتاب التفسير، باب "كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، رقم4698، ومسلم: كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب مثل المؤمن النخلة، رقم 2811. 1 فتح الباري 8/378. أخرجه ابن مردويه فيما ذكره العيني في عمدة القارئ 19/5 من حديث فروة بن السائب، عن ميمون بن مهران، عنه - مثله. وهو ضعيف كما ذكر الحافظ كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/25 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وانظر التعليق على التي قبلها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ} الآية: 26 [1183] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة {اجْتُثَّتْ} استؤصلت1. [1184] ومن طريق العوفي عن ابن عباس: ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة بمثل الكافر، يقول: الكافر لا يقبل عمله، ولا يصعد؛ فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع في السماء2. قوله تعالى: {مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [1185] ومن طريق الضحاك قال في قوله: {مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} أي مالها أصل ولا فرع ولا ثمرة ولا منفعة، كذلك الكافر ليس يعمل خيرا ولا يقول خيرا، ولم يجعل الله فيه بركة ولا منفعة 3. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} الآية: 28 [1186] روى الطبري عن ابن عباس أنه سأل عمر عن هذه الآية فقال:   1 فتح الباري 8/377. الذي وجدته عند الطبري ليس من طريق سعيد، عن قتادة، وإنما من طريق معمر، عنه. فقد أخرج رقم20749 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة "اجتثت من فوق الأرض" قال: استوصلت من فوق الأرض. 2 فتح الباري 8/377. أخرجه ابن جرير رقم20750 من طريق العوفي، به نحوه. 3 فتح الباري 8/377. أخرجه ابن جرير رقم20757 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول: - فذكر مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 من هم؟ قال: هم الأفجران من بني مخزوم وبني أمية أخوالي وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين1. [1187] ومن طريق علي قال: هم الأفجران بنوا أمية وبنو المغيرة، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين2 وهو عند عبد الرزاق أيضا3 والنسائي 4 وصححه الحاكم5.   1 فتح الباري 8/378. أخرجه ابن جرير 13/219 حدثني المثنى، قال: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن عمروبن مرة، قال: قال ابن عباس لعمر رضي الله عنه فذكر مثله. قلت: في هذا الإسناد إرسال "عمرو بن مرة"؛ فإنه لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أبي أوفى. كذا قال أبو حاتم. وقال ابن حجر - في ترجمته -: أرسل عن عبد الله بن عباس. انظر: المراسيل ص 122، رقم259. والتهذيب 8/90. تنبيه: إلى هنا انتهى الجزء المحقق من تفسير الطبري؛ فما بعده اعتمدت فيها، على الطبعة الحلبية. 2 أخرجه ابن جرير 13/220 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان وشريك، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، عن علي - مثله. وأخرجه - في المكان السابق - من طريق شعبة وسفيان، عن أبي إسحاق بهذا الإسناد مختصرا. ولفظه "الأفجران من قريش". وأخرجه الحاكم 2/352 من طريق الفريابي، ثنا سفيان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: و"عمرو ذو مرّ" هو الهمداني، كوفي سمع عليا رضي الله عنه، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، كذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه، وسكت عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. انظر: الجرح والتعديل 6/232. 3 أخرجه في تفسيره 1/2/342 عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا، قال: من {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} ؟ قال: الأفجران، وقال: قريش أو قال: أهل مكة، بنو مخزوم، وبنو أمية وكفيتهم يوم بدر. 4 أخرجه في تفسيره رقم287 من طريق شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، به نحوه. ولفظه "هم: كفار قريش يوم بدر". 5 فتح الباري 8/378. أخرجه في مستدركه 2/352 من طريق أبي نعيم، ثنا بسام الصيرفي، ثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة، به نحوه. وانظر ما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 [1188] عند الطبراني من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال: البوار الهلاك 1. [1189] ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: قد فسّرها الله تعالى فقال: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا} 2. قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ} الآية: 31 [1190] وروى الطبري من طرق قتادة قال: علم الله أن في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالّون بها في الدنيا، فمن كان يخالل الله فليدم عليه وإلا فسينقطع ذلك عنه 3. قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} الآية: 34 [1191] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا   1 فتح الباري 7/303. أخرجه ابن جرير 13/223 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. وفيه سنيد وقد ضُعِّف. 2 فتح الباري 7/303. أخرجه ابن جرير 13/223 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/43 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد. 3 فتح الباري 8/376. أخرجه ابن جرير 13/224-235 حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عنه - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/43 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 سَأَلْتُمُوهُ} قال: رغبتهم إليه فيه 1. قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ} الآية: 43 [1192] وصل الفريابي عن مجاهد "مهطعين: مديمي النظر 2. [1193] عن مجاهد "مقنعي رءوسهم" رافعي رؤوسهم، أخرجه الفريابي من طريقه 3. قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} الآية: 48 [1194] أخرج مسلم عن عائشة أنها "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} أين يكون الناس حينئذ؟ قال: "على الصراط" 4.   1 فتح الباري 8/376. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/2332 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - مثله. 2 فتح الباري 5/95. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/331 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرج ابن جرير 13/237 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/50 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 5/65. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/330 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 13/239 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 11/376. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2791-29 - في صفات المنافقين وأحكامهم، باب في البعث والنشور - من طريق علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/56 ونسبه إلى أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم عن عائشة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 [1195] وفي رواية الترمذي "على جسر جهنم" 1. [1196] ولأحمد من طريق ابن عباس عن عائشة "على متن جهنم" 2. [1197] وأخرج مسلم أيضا من حديث ثوبان مرفوعا "يكونون في الظلمة دون الجسر" 3. [1198] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبري في تفاسيرهم والبيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} الآية قال: تبدل الأرض أرضا   1 فتح الباري 11/376. لم أجد في رواية الترمذي بهذا اللفظ، وإنما وجدت باللفظ المذكور في رواية مسلم، وهو "على الصراط"، فقد أخرجه رقم3121 من طريق سفيان، عن داود بن بي هند، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وروي من غير هذا الوجه عن عائشة. هذا وقد أخرج الإمام أحمد 6/117 من حديث حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر:67] ، فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: "هم على جسر جهنم". اهـ. مع أن هذا الحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 5/437 باللفظ الذي ذكره ابن حجر هنا - في الذي يليه - بلفظ "هم على متن جهنم". والله أعلم. 2 فتح الباري 11/376. سبق تخريجه في الذي قبله. 3 فتح الباري 11/376. أخرجه مسلم في صحيحه رقم315-34 - في الحيض، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما - بسنده عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود ... فذكره مطولا وفيه أنه سأل فيما سأل: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر " الحديث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة، ورجاله رجال الصحيح، وهو موقوف 1. [1199] وأخرجه البيهقي من وجه آخر مرفوعا، وقال: الموفوف أصح 2. [1200] وأخرجه الطبري والحاكم من طريق عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود بلفظ: أرض بيضاء كأنها سبيكة فضة ورجاله موثقون أيضا 3.   1 فتح الباري 11/375. أخرجه ابن جرير 13/249-250 من أوجه، وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 4/438 كلاهما من طريق شعبة، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، به نحوه. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم598 من وجه آخر عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/344 عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون - فذكره من قوله ولم يذكر في الإسناد "عبد الله بن مسعود ". 2 فتح الباري 11/375. لم أهتد إليه عند البيهقي، ولكن أخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم3431، والطبراني في الكبير ج 10/رقم10323 كلاهما من طريق سهل بن حماد أبي عتاب، ثنا جرير بن أيوب، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره بنحو الموقوف. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد مرفوعا إلا جرير، وليس بالقوي، ثم ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/348 وقال: رواه البزار وفيه جرير ابن أيوب، وهو مجمع على ضعفه. 3 فتح الباري 11/375. أخرجه ابن جرير 13/250، والطبراني في الكبير ج 9/رقم9001 كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، به. وفيه أن عبد الله تلا هذه الآية، ثم قال: يجاء بأرض بيضاء ... إلخ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/48 وعزاه إلى الطبراني في. الكبير، ثم قال: وإسناده جيد. وقال ابن حجر - كما في الأعلى - "ورجاله موثوقون ". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/57 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ في العظمة والحاكم - وصححه - والبيهقي في البعث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 [1201] ولأحمد من حديث أبي أيوب: أرض كالفضة البيضاء، قيل فأين الخلق يومئذ؟ قال: هم أضياف الله لن يعجزهم ما لديه 1. [1202] وللطبري من طريق سنان بن سعد عن أنس مرفوعا: "يبدلها الله بأرض من فضة لم يعمل عليها الخطايا" 2. [1203] وعن علي موقوفا نحوه 3.   1 فتح الباري 11/375. لم أجده عند أحمد في مسنده، وقد أخرجه ابن جرير 13/253-254 حدثني محمد ابن عوف، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا سعيد بن ثوبان الكلاعي، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود، وقال: أرأيت إذ يقول الله في كتابه {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فأين الخلق عند ذلك؟ قال - فذكره. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 4/438 من حديث أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، به. وإسناده ضعيف، لضعف ابن أبي مريم. انظر التعليق على رقم 761. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/58 ونسبه إلى أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الدلائل. 2 فتح الباري 11/375. كذا عزاه ابن حجر إلى الطبري عن أنس مرفوعا، ولكني وجدت عنده موقوفا فقط، فقد أخرجه 13/250، 251 حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس - موقوفا نحوه. وابن لهيعة ضعيف. 3 فتح الباري 11/375. أخرجه ابن جرير 13/251 من طريق شعبة، قال: سمعت المغيرة بن مالك يحدث، عن المجاشع أو المجاشعي، شك أبو موسى، عمن سمع عليا - فذكره. ولفظه "يقول في هذه الآية {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قال: الأرض من فضة، والجنة من ذهب". والإسناد فيه راوٍ لم يسم، لذا فهو ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 [1204] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: أرض كأنها فضة والسماوات كذلك 1. [1205] وعن علي: والسماوات من ذهب 2. [1206] وعند عبد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال: بلغنا أن هذه الأرض يعني أرض الدنيا تطوى وإلى جنبها أخرى يحشر الناس منها إليها 3. [1207] وفي حديث الصور الطويل: تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويسطحها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه الأرض المبدلة في مثل موضعهم من الأولى ماكان في بطنها كان في بطنها وما كان على ظهرها كان عليها 4. [1208] ووقع في تفسير الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قال: يزاد فيها وينقص منها ويذهب   1 فتح الباري 11/375. أخرجه ابن جرير 13/250 من طرق عن ابن أبي نجيح، ومن طريق ابن جريج كلاهما عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 11/375. لم أجد عنه بهذا اللفظ، ولكن سبق قريبا عنه بلفظ "والجنة من ذهب". 3 فتح الباري 11/375-376. لم أقف على إسناده، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/58 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 4 فتح الباري 11/376. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وتمد مد الأديم العكاظي1. [1209] وفي تفسير الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب: تصير السماوات جنانا ويصير مكان البحر نارا 2.   1 فتح الباري 11/376. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/57 ونسبه إلى البيهقي في البعث والنشور فقط. 2 فتح الباري 11/376. أخرجه ابن جرير 13/252 حدثنا علي بن سهل، قال: ثنا حجاج بن محمد، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، به. وزاد في آخره "وتبدل الأرض غيرها ". وانظر التعليق على هذا الإسناد برقم 21. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/58 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 سورة الحجر قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الآية: 9 [1210] وصل ابن المنذر عن مجاهد {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قال: عندنا، ومن طريق ابن أبي نجيح عنه 1. قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ} الآية: 10 [1211] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ} يقول: أمم الأولين 2. قوله تعالى: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} الآية: 15 [1212] ومن طريق مجاهد 3. [1213] والضحاك قوله: {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} قال سدت 4.   1 فتح الباري 8/380. وذكره البخاري عنه تعليقا. قال الحافظ: وهو في بعض نسخ الصحيح، ولم يذكره في تغليق التعليق. 2 فتح الباري 8/379. أخرجه ابن جرير 14/8 من طريق عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 3 فتح الباري 8/380. أخرجه ابن جرير 14/12 من من طرق عن ورقاء وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. 4 فتح الباري 8/380. أخرجه ابن جرير 14/12 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول - فذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 [1214] ومن طريق قتادة قال: سحرت 1. [1215] ومن وجه آخر عن قتادة قال: سُكّرت بالتشديد سدّت والتخفيف سُحِرت انتهى 2. قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} الآية: 19 [1216] وقد وصل ابن أبي حاتم عن ابن عباس {مَوْزُونٍ} معلوم 3. [1217] ووصل الفريابي بالإسناد المذكور عن مجاهد في قوله: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} قال: بقدر مقدور 4.   1 فتح الباري 8/380. أخرجه ابن جرير 14/12 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عنه، به. 2 فتح الباري 8/380. أخرجه ابن جرير 14/12 حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن ابن أبي حماد، قال: ثنا شيبان، عنه - مثله. هذا وقد قرأ ابن كثير {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} بتخفيف الكاف، وقرأ الباقون بشديدها. وقال ابن حجر: وهما قراءتان مشهورتان، فقرأها بالتشديد الجمهور، وابن كثير، بالتخفيف، وعن الزهري بالتخفيف، لكن بناها للفاعل. انظر: التذكرة في القراءات الثمان 2/395، وتفسير الطبري 14/12، والمغني في توجيه القراءات العشر المتواترة 2/307-38. 3 فتح الباري 8/497. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/274 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 4 فتح الباري 8/497. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} الآية: 22 [1218] أخرج الطبري من طريق قوي عن ابن مسعود قال "يرسل الله الرياح فتحمل الماء فتلقح السحاب، وتمر به فتدر كما تدر اللقحة، ثم تمطر 1. قوله تعالى: {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} الآية: 26 [1219] وروى الطبري عن ابن عباس: المسنون المنتن 2. [1220] ورواه عن مجاهد 3. قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} الآية: 41 [1221] وصل الطبري من طرق عن مجاهد {صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} :   1 فتح الباري 6/301. أخرجه ابن جرير 14/20 حدثني أبو كريب، قال: ثنا المحاربي، عن الأعمش، عن المنهال، عن قيس بن السكن، عن عبد الله بن مسعود، به. ومن طريق أبي معاوية وأسباط بن محمد، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني في الكبير ج9/رقم9080 حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى الحماني، ثنا المحاربي وأبو عوانة، عن الأعمش، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/48 وقال: رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. قلت: وهو متابع عند الطبري كما رأيت. هذا وقد قوّى ابن حجر طريق الطبري كما هو أعلاه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/72 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود. 2 فتح الباري 6/364. أخرجه ابن جرير 14/29 من طريق مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وعطية العوفي كلهم عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 6/364. أخرجه ابن جرير 14/29 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه، لا يعرِّج1 على شيء2. [1222] ومن طريق قتادة ومحمد بن سيرين وغيرهما أنهم قرأوا {علَيٌّ} بالتنوين على أنه صفة للصراط أي رفيع3. قوله تعالى: {لا تَوْجَلْ} الآية: 53 [1223] روى ابن أبي حاتم عن عكرمة {لا تَوْجَلْ} : لا تخف 4.   1 في الفتح "لا يعرض"، والتصحيح من تفسير الطبري، وتغليق التعليق. 2 فتح الباري 8/379. أخرجه ابن جرير 14/33 من طريق عيسى، وورقاء، وشبل كلهم عن ابن أبي نجيح، به مثله. وأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/233 عن ورقاء، به. 3 فتح الباري 8/379. أما قراءة قتادة فأخرجه ابن جرير 14/34 حدثنا بشر، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} أي رفيع مستقيم. قال بشر: قال يزيد، قال سعيد: هكذا نقرؤها نحن وقتادة. وأما عن ابن سيرين فأخرجه - الموضع نفسه - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي حماد، قال: ثني جعفر البصري، عن ابن سيرين أنه كان يقرأ: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} يعني: رفيع. أما غيرهما فهو قيس بن عباد، فقد أخرج - الموضع نفسه - عن الحسن بن محمد، قال: ثنا عبد الوهاب، عن هارون، عن أبي العوّام، عن قتادة، عن قيس بن عباد {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} يقول: رفيع. وهذه قراءة شاذة، قرأ بها أبو رجاء وابن سيرين وقيس بن عبادة وقتادة والضحاك ويعقوب وابن شرف ومجاهد وحميد وعمروبن ميمون وعمارة بن أبي حفصة. انظر: المحتسب لابن جني 2/3، وتفسير الطبري 14/34. 4 فتح الباري 6/411. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/88 ولم ينسبه إلا إلى ابن أبي حاتم. وهذا الجزء من تفسير ابن أبي حاتم لم يعثر عليه - حسب علمي - إلى الآن. ثم إن هذا التفسير ظاهر المعنى. قال الراغب: الوجل استشعار الخوف، يقال: وَجِل يَوْجَل وَجَلا فهو وَجِلٌ. انظر: المفردات ص 513. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} الآية: 62 [1224] وصل ابن أبي حاتم أيضا من الوجه المذكور 1 في قوله: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} قال: أنكرهم لوط 2. قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} الآية: 72 [1225] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَعْمَهُونَ} قال: لعيشك 3. قوله تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} الآية: 79 [1226] وروى الطبري من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} قال: بطريق معلم 4. [1227] ومن رواية سعيد عن قتادة قال: طريق واضح 5.   1 يشير إلى الذي قبله، وهو طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. 2 فتح الباري 8/379. انظر ما قبله. 3 فتح الباري 8/379. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/233 من طريق أبي صالح، عن معاوية ابن صالح، عن عليّ، به. وأخرجه ابن جرير 14/44 من هذا الطريق - مثله. وذكره ابن كثير 4/460 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/89 ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/379. أخرجه ابن جرير 14/49 من طريق عيسى وورقاء وشبل كلهم عن ابن أبي نجيح، به مثله. 5 فتح الباري 8/379. لم أجد عند الطبري من طريق سعيد، وإنما من طريق معمر. وقد سبق مثله في سورة إبراهيم أيضا، انظر رقم1226؛ فقد أخرجه 14/49 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} قال: طريق واضح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي} الآية: 87 [1228] وللطبري عن سعيد المقبري 1، عن أبي هريرة رفعه "الركعة التي لا يقرأ فيها كالخداج". قال: فقلت لأبي هريرة: فإن لم يكن معي إلا أم القرآن؟ قال: هي حسبك، هي أم الكتاب، وهي أم القرآن، وهي السبع المثاني 2. [1229] في تفسير ابن أبي حاتم عن أبي هريرة مرفوعا: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُعْطِيْتُمُوه"، أي هو الذي أعطيتموه 3. [1230] وقد روى الطبري بإسنادين جيدين عن عمر ثم عن علي قال: "السبع المثاني فاتحة الكتاب" زاد عن عمر "تثنى في كل ركعة" 4.   1 هو سعيد بن أبي سعيد كيسان، المقبري، أبو سعد المدني، تابعي ثقة، تغير قبل موته بأرع سنين، ما في حدود العشرين بعد المائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/34-35، والتقريب 1/297. 2 فتح الباري 8/381. أخرجه ابن جرير 14/58-59 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن نمير، عن إبراهيم بن الفضل المدني، عن المقبري، به مثله. وإسناده ضعيف؛ لأجل "إبراهيم بن الفضل"؛ فإنه متروك. انظر: التقريب 1/41. 3 فتح الباري 8/382. لم أعثر على إسناده، وفي البخاري رقم4704 من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، بدون "الذي أعطيتموه". 4 فتح الباري 8/382. أثر عمر أخرجه 14/54 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن علية، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل منا يقال له جابر أو جويبر، عن عمر - بنحوه مطولا. وأخرجه - الموضع السابق نفسه - قال: حدثني طُليق بن محمد الواسطي، قال: أخبرنا يزيد، عن الجريري، به نحوه. وأما أثر علي فأخرجه - الموضع السايق نفسه - من طريق الحسن بن صالح وسفيان، كلاهما عن السدي، عن عبد خبر، عن عليّ - مثله. وقد جوّد الحافظ الإسنادين كما في الأعلى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 [1231] وبإسناد منقطع عن ابن مسعود مثله 1. [1232] وبإسناد حسن عن ابن عباس أنه قرأ الفاتحة ثم قال: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي} قال: هي فاتحة الكتاب، وبسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة 2. [1233] ومن طريق جماعة من التابعين: السبع المثاني هي فاتحة الكتاب3. [1234] ومن طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب. قلت للربيع: إنهم يقولون إنها السبع الطوال، قال: لقد أنزلت هذه الآية وما نزل من الطوال شيء 4.   1 فتح الباري 8/382. أخرجه ابن جرير 14/55 من طرق عن محمد بن سيرين، عن ابن مسعود - مثله. قال الحافظ: إسناده منقطع كما في الأعلى. 2 فتح الباري 8/382. أخرجه ابن جرير 14/55 حدثني سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثني أبي، قال: ثنا ابن جريج، قال: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - نحوه. وقد حسّن ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 3 فتح الباري 8/382. أخرجه ابن جرير 14/55-56 من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وأبي مليكة، وشهر بن حوشب، والحسن البصري، ومجاهد، وقتادة - مثله. 4 فتح الباري 8/382. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 [1235] وهذا الذي أشار إليه هو قول آخر مشهور في السبع الطوال، وقد أسنده النسائي والطبري والحاكم عن ابن عباس بإسناد قوي، أن المراد بالسبع المثاني السبع الطوال 1.   = أخرجه ابن جرير 14/56 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر الرازي، به نحوه. والحسين هو سنيد وقد ضَعِّف. وله شاهد في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: "ما منعك أن تأتيني؟ "، فقلت: كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24] ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد"، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". وآخر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم". انظر: صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} فتح الباري 8/381. قال الحافظ ابن كثير 4/465 بعد أن نقل هذين الحديثين: فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم، ثم قال: ولكن لا ينافي وصف غيرها من السبع الطُوَل بذلك، لما فيها من هذه الصفة، كما لا ينافي وصف القرآن بكامله بذلك أيضا، كما قال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ} [الزمر:23] ، فهو مثاني من وجه، ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم أيضا، كما أنه عليه السلام لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فأشار إلى مسجده، والآية نزلت في مسجد قُباء، فلا تنافي، فإن ذكر الشيء لا ينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة، والله أعلم ". اهـ. 1 فتح الباري 8/382. أخرج النسائي في التفسير رقم296 من طريق شريك وإسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والأعراف، والأنعام، والمائدة. قال شريك: السبع الطوال. وأخرج ابن جرير 14/52 من طرق عن ابن عباس قال: هنّ السبع الطوال. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/95 وزاد نسبته إلى البيهقي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 [1236] وفي لفظ للطبري: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف، قال الراوي: وذكر السابعة فنسيتها1. [1237] وفي رواية صحيحة عن ابن أبي حاتم عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس2. [1238] وعند الحاكم أنها الكهف، وزاد: قيل له: ما المثاني؟ قال: تثنى فيهن القصص3. [1239] ومثله عن سعيد بن جبير عند 4 سعيد بن منصور 5.   1 فتح الباري 8/382. وأخرجه ابن جرير 14/52 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عنه في قوله {سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف. قال إسرائيل: وذكر السابعة فنسيتها. وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 8/382. رواية سعيد بن جبير أخرجها ابن جرير أيضا 14/52 من طريق شعبة، عن أبي بشر، عنه في الآية. ولفظه "قال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، فيهن الفرائض والحدود". وانظر: تفسير ابن كثير 4/464. 3 فتح الباري 8/382. أخرجه الحاكم 2/355 من حديث عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 4 في الفتح في طبعاته "عن"، والصواب "عند" كما أثبت. 5 فتح الباري 8/382. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 146/أومن طريقه ابن جرير 14/53 حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به. ولفظه "في قوله {سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي} قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس. قال: قلت: ما المثاني؟ قال: يثنى فيهنّ القضاء والقصص". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 [1240] وروى الطبري أيضا من طريق خُصيف، عن زياد بن أبي مريم 1 قال في قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي} قال: مُرْ وانْهَ وبَشِّرْ وأَنْذِر واضْرِبْ الأمثال واعدُدِ النعم والأنباء 2. قوله تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} الآية: 90 [1241] روى الطبري عن زيد بن أسلم أن المراد بقوله: {الْمُقْتَسِمِينَ} قوم صالح الذين تقاسموا على هلاكه 3. قوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} الآية: 91 [1242] روى الطبري من طريق الضحاك قال في قوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} أي جعلوه أعضاء كأعضاء الجزور 4. [1243] روى الطبري من طريق قتادة قال: عضين عَضَهُوه 5   1 زياد بن أبي مريم الجزري، قال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 3/330-331 والتقريب 1/270. 2 فتح الباري 8/382. أخرجه ابن جرير 14/57 حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيد الشهيدي، قال: ثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، به نحوه. وخصيف صدوق، سيء الحفظ، خلط بآخره. 3 فتح الباري 8/383. أخرج ابن جرير 14/63 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه ولم يذكر "زيد بن أسلم"، ولعل ابن زيد روى عن أبيه. 4 فتح الباري 8/382. أخرج ابن جريره 14/62 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك - فذكر نحوه. وأخرج - الموضع السابق - من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس - مثله. وإسناده ضعيف، وفيه انقطاع. 5 أي فرّقوه فرقا، وعضون جمعٌ ومن هذا الأصل العُضو والعِضو، والتعضية: تجزئة الأعضاء. انظر: المفردات ص 338، مادة "عضه"، والقاموس ص 1125، باب الهاء، فصل العين، مادة " ع ض هـ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 وبَهَتُوه 1. [1244] ومن طريق عكرمة قال: العضة السحر بلسان قريش، تقول: الساحرة العاضهة، أخرجه ابن أبي حاتم 2. [1245] وروى ابن أبي حاتم أيضا من طريق عطاء مثل قول الضحاك ولفظه: عَضُّوا القرآن أعظاء، فقال بعضهم ساحر، وقال آخر مجنون، وقال آخر كاهن، فذلك العضين 3. [1246] ومن طريق مجاهد مثله وزاد: وقالوا أساطير الأولين 4. [1247] ومن طريق السدي قال: قسموا القرآن واستهزءوا به فقالوا: ذكر محمد البعوض والذباب والنمل والعنكبوت، فقال بعضهم أنا صاحب البعوض وقال آخر أنا صاحب النمل وقال آخر أنا صاحب العنكبوت، وكان المستهزئون خمسة: الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب   1 فتح الباري 8/382-383. أخرجه ابن جرير 14/66 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عنه - مثله. 2 فتح الباري 8/383. أخرجه ابن جرير 14/66 بالإسناد السابق عن قتادة قال: كان عكرمة يقول - فذكر نحوه. 3 فتح الباري 8/383. أخرجه ابن جرير 14/64 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا طلحة، عن عطاء - نحوه. 4 فتح الباري 8/383. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/99 بنحوه عن مجاهد، ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر. ولفظه "قال: هم رهط من قريش، عضهّوا كتاب الله، فزعم بعضهم أنه سحر، وزعم بعضهم أنه كهانة، وزعم بعضهم أنه أساطير الأولين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 632 والعاصي بن وائل والحارث بن قيس والوليد بن المغيرة 1. [1248] ومن طريق عكرمة وغيره في عد المستهزئين مثله 2. [1249] ومن طريق الربيع بن أنس مثله وزاد بيان كيفية هلاكهم في ليلة واحدة 3. قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} الآية: 99 [1250] وصل الفريابي وعبد بن حميد وغيرهما من طريق طارق ابن عبد الرحمن 4 عن سالم بن أبي الجعد 5 في قوله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} قال: اليقين: الموت 6.   1 فتح الباري 8/383. 2 فتح الباري 8/383. أخرج ابن جرير 14/62 من طريق شعبة، عن سماك، عن عكرمة - نحوه مختصرا. ولفظه "قال: كانوا يستهزءون، يقول هذا: لي سورة البقرة، ويقول هذا: لي سورة آل عمران. 3 فتح الباري 8/383. 4 طارق بن عبد الرحمن البجلي الأحمسي الكوفي، صدوق له أوهام، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/485، والتهذيب 5/5، والتقريب 1/376. 5 سالم بن أبي الجعد رافع، الغطفاني الأشجعي مولاهم، الكوفي، ثقة، وكان يرسل كثيراً، مات سنة سبع أن ثمان وتسعين ومائة. وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/373، والتقريب 1/379. 6 فتح الباري 8/383. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/234 عن سفيان الثوري، عن طارق، به. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق أيضا عن عمر بن سعد، عن الثوري، به. وأخرجه الطبري 14/74 من طريق الثوري، به، لكنه قال: سالم بن عبد الله. وسالم كثير الإرسال كما تقدم في ترجمته آنفاً، لكنه توبع كما في رواية مجاهد الآتية من طريق ابن أبي نجيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 [1251] وأخرجه الطبري من طرق عن مجاهد 1. [1252] وقتادة وغيرهما مثله 2. [1253] وأخرج النسائي حديث بعجة 3 عن أبي هريرة رفعه "خير ما عاش الناس به رجل ممسك بعنان فرسه" الحديث، وفي آخره "حتى يأتيه اليقين، ليس هو من الناس إلا في خير" 4.   1 فتح الباري 8/383-384. أخرجه ابن جرير 14/74 من طرق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/383 - 384. أخرجه ابن جرير 14/74 من طريق سعيد ومعمر، عن قتادة، به. 3 هو بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، تابعي ثقة، ولأبيه صحبة، روى عن أبيه وعن أبي هريرة، وعنه أبوحازم المدني، مات على رأس المائة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/415، والتقريب 1/105. 4 فتح الباري 8/384 أخرجه النسائي في التفسير رقم297 أنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب، عن أبي حازم، عن بعجة بن بدر الجهني، به. ولفظه "خير ما عاش الناس له رجل يمسك بعنان فرسه في سبيل الله، كلّما سمع هيعة أو فزعة، طار على متن فرسه، فالتمس الموت في مظانّه، أو رجل في شعبة من هذه الشعاب، أو في بطن واد من هذه الأودية، في غُنيمة له يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد الله، حتى يأتيه اليقين .... " الحديث. الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط، رقم1889-125، 126، 127 من حديث أبي حازم به. قال الحافظ: هذا شاهد جيد لقول سالم، ومنه قوله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر:46،47] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 سورة النحل قوله تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} الآية: 5 [1254] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} قال: الثياب 1. [1255] ومن طريق مجاهد قال: لباس ينسج 2. [1256] ومن طريق قتادة مثله 3. قوله تعالى: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} الآية: 7 [1257] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} قال: المشقة عليكم 4. [1258] ومن طريق سعيد عن قتادة {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} إلا بجهد   1 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/79 عن المثنى وعلي بن داود قالا: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. 2 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/79 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. 3 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/79 من طريق سعيد، عنه - نحوه. ولفظه "لباس ومنفعة وبلغة". 4 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/80 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 الأنفس 1. قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} الآية: 9 [1259] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} قال: البيان 2. [1260] ومن طريق العوفي عن ابن عباس مثله وزاد: البيان بيان الضلالة والهدى 3. قوله تعالى: {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} الآية: 10 [1261] روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} قال: ترعون فيه أنعامكم 4. [1262] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: تسيمون أي ترعون 5.   1 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/80 من طريق يزيد، عن سعيد، به. 2 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/84 حدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. 3 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/84 من طريق العوفي، به. وهو ضعيف كما سبق. 4 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/86 من طريق العوفي، به. والعوفي ضعيف. 5 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/86 حدثني علي بن داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 [1263] ومن طريق عكرمة مولى ابن عباس مثله 1. قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} الآية: 15 [1264] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} قال: تكفأ بكم 2. [1265] وروى الطبري من حديث عليّ بإسناد حسن موقوفا قال: لما خلق الله الأرض قمصت، قال فأرسى الله فيها الجبال 3. [1266] وهو عند أحمد والترمذي من حديث أنس مرفوعا 4. قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ} الآية: 25 [1267] قال مجاهد في قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ   1 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/86 حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي، قال: ثنا قرة بن عيسى، عن النضر بن عربي، عن عكرمة - مثله. 2 فتح الباري 8/384. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/235 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. 3 فتح الباري 8/384-385. أخرجه ابن جرير 14/90 حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حبيب، عن علي - نحوه. وذكره ابن كثير 4/481-482 عن الطبري. 4 فتح الباري 8/385. أخرجه الإمام أحمد 3/124 والترمذي رقم3369 كلاهما من حديث يزيد بن هارون، حدثنا العوّام ابن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عنه مرفوعا - نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. والحديث ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم668 وقال: ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ} قال: حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم شيئا 1. [1268] وأخرج عن الربيع بن أنس أنه فسر الآية المذكورة بحديث "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا"، ذكره مرسلا بغير سند 2. قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ} الآية: 46 [1269] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فِي تَقَلُّبِهِمْ} في اختلافهم 3. [1270] ومن طريق سعيد عن قتادة {فِي تَقَلُّبِهِمْ} يقول: في أسفارهم 4.   1 فتح الباري 13/302. أخرجه ابن جرير 14/95 من طريق ورقاء وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه من طريق ابن جريج عن مجاهد - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/126 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 13/302. أما أثر الربيع بن أنس فأخرجه ابن جرير 14/96 حدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/126 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس. وأما حديث "من دعا إلى هدى ... " فقد أخرجه مسلم في صحيحه رقم2674 - في العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة - من حديث أبي هريرة مرفوعا، من غير ذكر للآية. 3 فتح الباري 8/384. أخرجه ابن جرير 14/112 حدثني المثنى وعلي بن داود قالا: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 4 فتح الباري 8/384. أخرجه ابن جرير ذ4/112 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال، ثنا سعيد، به مثله. وأخرج من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} الآية: 47 [1271] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} قال: على تنقص 1. [1272] وروى بإسناد فيه مجهول عن عمر أنه سأل عن ذلك فلم يُجَبْ، فقال عمر: ما أرى إلا أنه على ما ينتقصون من معاصي الله، قال: فخرج رجل فلقي أعرابيا فقال: ما فعل فلان؟ قال: تخوفته - أي تنقصته - فرجع فأخبر عمر، فأعجبه 2. [1273] وروى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {عَلَى تَخَوُّفٍ} قال: على تنقص من أعمالهم 3. قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} الآية:61 [1274] أخرج الطبراني في "الصغير" بسند ضعيف عن أبي الدرداء   1 فتح الباري 8/385-386. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 14/114 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. 2 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/113 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن المسعودي، عن إبراهيم بن عامر بن مسعود، عن رجل، عن عمر - فذكره بنحوه. وفي آخره، قال عمر لما أخبره "قدّر الله ذلك". سنده ضعيف، ففيه من لم يسم، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى. 3 فتح الباري 8/386. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/134 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وفيه انقطاع؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس؛ فهو ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 قال "ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من وصل رحمه أنسئ له في أجله، فقال: إنه ليس زيادة في عمره، قال الله تعالى {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} الآية، ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده 1. [1275] وله في "الكبير" من حديث أبي مشجعة الجهني 2 رفعه "إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر ذرية صالحة" الحديث 3. قوله تعالى: {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} الآية: 62 [1276] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {لا   1 فتح الباري 10/416. هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبراني في "الصغير"، كما عزاه إليه الهيثمي في مجمع الزوائد - كما يأتي - ولكن لم أجده فيه - وإنما وجدته في الأوسط رقم34: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ابن نجدة، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء - مرفوعا نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/156 وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وليس في إسناده متروك، ولكنهم ضُعِّفوا. كما ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى. قلت: و"سليمان بن عطاء" هو ابن قيس، قال عنه ابن حجر في التقريب 1/328 "منكر الحديث ". وقال ابن عدي والعقيلي: في حديثه بعض المناكير. انظر: الكامل 3/1134، والضعفاء الكبير 2/134. 2 أبو مشجعة بن رِبعي، الجهني، تابعي، روى عن عمر بن الخطاب وشهد خطبته بالجابية وروى عن عثمان وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وأبي زميل الجهني، وعنه ابن أخيه مسلمة بن عبد الله الجهني. وفي التقريب "مقبول، من الثانية"، أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 12/257-258، والتقريب 2/473. 3 فتح الباري 10/416. لم أهتد إليه في الكبير، وقد أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 4/497-498 و8/160 وابن عدي في الكامل 3/1134، والعقيلي في الضعفاء الكبير 2/134 كلهم من طريق سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا نحوه. وإسناده ضعيف - كما سبق بيان ذلك في الذي قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} قال: مَنْسِيّون 1. [1277] ومن طريق سعيد بن جبير قال: {مُفْرَطُونَ} أي متركون في النار منسيّون فيها 2. [1278] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: مُعْجَلُون 3. قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً} الآية: 67 [1279] وأخرج الطبري من طريق أبي رزين أحد كبار التابعين 4 قال: نزلت هذه الآية {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً} قبل تحريم الخمر 5.   1 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/128 من طريق عيسى وشبل وورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، به مثله. وأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/235 عن ورقاء، به. 2 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/127 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا بهز بن أسد، عن شعبة، قال: أخبرني أبو بشر، عنه - مثله. وأخرجه - الموضع السابق نفسه - من طريق هشيم، عن حصين عنه - مثله. 3 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/128 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. قال الطبري: ذهب أصحاب هذا القول في ذلك إلى قول العرب "أفرطنا فلانا في طلب الماء إذا قدّموه لإصلاح الدلاء والأرشية، وتسوية ما يحتاجون إليه عند ورودهم عليه، فهو مُفْرَط ... ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض" أي متقدمكم إليه وسابقكم "حتى تردوه". اهـ. [متفق عليه من حديث جندب البخاري: رقم6589، ومسلم: رقم2289-25] . 4 اسمه مسعود بن مالك، أبو رَزِين الأسدي الكوفي، روى عن معاذ بن جبل وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم، وعنه ابنه عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد ومغيرة بن مقسم وغيرهم. ثقة فاضل، مات سنة خمس وثمانين. انظر ترجمته في: التهذيب 10/106-108، والتقريب 2/234. 5 فتح الباري 10/79. أخرجه ابن جرير 14/135 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن أبي رزين - نحوه. قلت: وهذا مرسل، ثم إن فيه "ابن حميد" شيخ الطبري، وليس بمرضي، انظر 1071. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 641 [1280] وصل الطبري بأسانيد من طريق عمرو بن سفيان 1 عن ابن عباس: السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما أحلّ، وإسناده صحيح 2، وهو عند أبي داود في "الناسخ" 3 وصححه الحاكم 4. [1281] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الرزق الحسن: الحلال، السَّكر: الحرام 5. [1282] ومن طريق سعيد جبير 6.   1 عمرو بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، روى عن أبيه وابن عباس وابن عمر، وروى عنه الأسود بن قيس. ذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب "مقبول". انظر ترجمته في: التهذيب 8/36-37، والتقريب 2/71. 2 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/134 من طرق عن الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان، به مثله. 3 أخرجه من حديث زهير بن معاوية، عن الأسود بن قيس، به. انظر: تغليق التعليق 4/237. 4 فتح الباري 8/387. أخرجه 2/355 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن الأسود بن فيس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/297 من طريق البيهقي، به سنداً ومتناً. هذا وقد تصحّف "عمرو بن سفيان" إلى "عمرو بن سليم"، في المستدرك؛ فقد ذكر ابن حجر في التهذيب في ترجمة "عمرو بن سفيان" أن الحاكم أخرج هذا الحديث من رواية "عمرو بن سفيان" هذا. 5 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/135 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - مثله. 6 فتح الباري 8/387. أخرجه النسائي في "المجتنى" من السنن 8/295، رقم5577 - في تأويل قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً} - وابن جرير 14/135 كلاهما من حديث سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير - مثله. وفي آخره "أن ذلك كان قبل تحريم الخمر". قال ابن حجر: وهو كذلك؛ لأن سورة النحل مكية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 [1283] ومجاهد مثله، وزاد أن ذلك كان قبل تحريم الخمر 1. [1284] ومن طريق قتادة: السَّكر خمر الأعاجم 2. [1285] ومن طريق الشعبي وقيل له في قوله: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} أهو هذا الذي تصنع النبط؟ قال: لا، هذا خمر، وإنما السَّكر نقيع الزبيب، والرزق الحسن التمر والعنب 3. قوله تعالى: {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً} الآية: 69 [1286] روى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {سُبُلَ رَبِّكِ   1 فتح الباري 8/387. أخرجه 14/136 من طرق عن ابن أبي نجيح عنه - مثله. والزيادة التي ذكرها ابن حجر - أعني قوله: إن ذلك كان قبل تحريم الخمر - إنما ذكر في أثر مجاهد، دون أثر ابن جبير. 2 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/136 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه - نحوه. وأخرجه - الموضع السابق - من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عنه - نحوه. ولفظه - كما في رواية سعيد - "أما السكر: فخمور هذه الأعاجم، وأما الرزق الحسن: فما تنتبذون، وما تخللِّون، وما تأكلون، ونزلت هذه الأية ولم تحرّم الخمر يومئذ، وإنما جاء تحريمها بعد ذلك في سورة المائدة". ونحوه في رواية معمر أيضا. 3 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/137 حدثني داود الواسطي، قال: ثنا أبو أسامة، قال أبو روق، ثني قال: قلت للشعبي - فذكر نحوه. واختار الطبري هذا القول وانتصر له. جامع البيان 14/138. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 ذُلُلاً} لا يتوعَّر عليها مكان سلكته1. [1287] ومن طرق قتادة في قوله تعالى: {ذُلُلاً} أي مطيعة2. قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} الآية: 70 [1288] روى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: أرذل العمر هو الخرف 3 4. [1289] وروى ابن مردويه من حديث أنس أنه مائة سنة 5. قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} الآية: 72 [1290] وصل الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} قال: الولد وولد الولد، وإسناده صحيح 6.   1 فتح الباري 8/385. ذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 14/140 من طريق عيسى وورقاء عن ابن أبي نجيح، به مثله. 2 فتح الباري 8/385. أخرجه ابن جرير 14/140 حدثنا بشر، ثنا ثزيد، قال: ثنا سعيد، عنه - مثله. وأخرجه - الموضع السابق نفسه - من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عنه - مثله. 3 أي فساد العقل من الكبر. لسان العرب 9/62. 4 فتح الباري 8/388. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/146 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 5 فتح الباري 8/388. ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/147 عنه فيما معناه مطولا، ونسبه إلى ابن مردويه. وليس فيه التنصيص على المائة سنة، ولكن يفهم من فحواه أنه المائة. والله أعلم. 6 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/146 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد، قال: شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به مثله. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 644 [1291] وفيه عن ابن عباس قول آخر أخرجه من طريق العوفي عنه قال: هم بنو امرأة الرجل 1. [1292] وفيه عنه قول ثالث، أخرجه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الحفدة الأصهار 2. [1293] ومن طريق عكرمة عن ابن عباس قال: الأختان 3 4. [1294] وأخرج هذا الأخير عن ابن مسعود بإسناد صحيح 5، وصححه الحاكم 6.   1 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/146 من طريق العوفي، به. 2 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/144 حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. 3 أي أختان الرجل على بناته أي أزواجهن، وهم الأصهار. انظر: تفسير الطبري 14/143. 4 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/144 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حفص، عن أشعث، عن عكرمة، به. قلت: ابن وكيع ضعيف. 5 أخرجه ابن جرير 14/143، 144 من طرق عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عنه - مثله. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. 6 فتح الباري 8/386. المستدرك 2/355 من طريق أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرو، عن زر، به. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: إنما هو على شرط مسلم؛ لأن أبان لم يخرج له البخاري، وإنما أخرج له مسلم والأربعة. انظر: التهذيب 1/81، والتقريب 1/30. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 [1295] ومن طريق أبي الضحى وإبراهيم وسعيد بن جبير وغيرهم مثله 1. [1296] وفيه قول رابع عن ابن عباس أخرجه الطبري من طريق أبي حمزة 2 عنه قال: من أعانك فقد حفدك 3. [1297] ومن طريق عكرمة قال: الحفدة الخُدّام 4. [1298] ومن طريق الحسن قال: الحفدة البنون وبنو البنين، ومن أعانك من أهل أو خادم فقد حفدك 5.   1 فتح الباري 8/386. أما عن أبي الضحى فأخرجه ابن جرير 14/143-144 من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، عن الأعمش، عنه - مثله. وأما عن إبراهيم فأخرجه 14/144 عن ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا هشيم، عن المغيرة، عنه - مثله. وأما عن ابن جبير فأخرجه 14/144 عن أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عنه - مثله. 2 اسمه ثابت بن أبي صفية الثمالي، أبو حمزة الأزدي، كوفي، ضعيف رافضي، مات في خلافة أبي جعفر. انظر ترجمته في: التهذيب 2/7، والتقريب 1/116. 3 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/144 حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيب الأسدي، عن أبي حمزة، به مثله. وهذا إسناد ضعيف لحال أبي حمزة الأزدي. 4 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/144 حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عنه - مثله. ورواية سماك عن عكرمة خاصة فيها اضطراب. 5 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/145 حدثني محمد بن خالد، قال: ثني سلمة، عن أبي هلال، عنه - مثله. قال ابن حجر: وهذا أجمع الأقوال، وبه تجتمع، وأشار إلى ذلك الطبري أيضا. انظر: جامع البيان 14/147. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً} الآية: 81 [1299] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله: {أَكْنَاناً} قال: غيرانا من الجبال يسكن فيها 1. قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} [1300] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} قال القطن والكتان {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} قال: دروع من حديد 2. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} الآية:90 [1301] أخرج البخاري في "الأدب المفرد" من طريق أبي الضحى قال: "قال شتير بن شكل 3 لمسروق: حدث يا أبا عائشة وأصدقك. قال: هل سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ما في القرآن آية أجمع لحلال وحرام وأمر ونهي من هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} ؟ قال: نعم" وسنده صحيح 4.   1 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/155 من طريق يزيد، عن سعيد، به. 2 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/155 من طريق يزيد، عن سعيد، به. 3 شتير - مصغراً - ابن شَكَل العبسي، الكوفي، يقال إنه أدرك الجاهلية، ثقة. أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم والأربعة. التقريب 1/347. 4 فتح الباري 10/479. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 قوله تعالى: {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} الآية: 91 [1302] أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} أي شهيدا في العهد 1. [1303] وأخرج عن مجاهد قال: يعنى وكيلا 2. قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً} الآية:92 [1304] وصل ابن أبي حاتم عن أبيه 3 عن ابن أبي عمر العدني4،   = أخرجه البخاري في الأدب المفرد - باب الظلم ظلمات - رقم رقم489 حدثنا سليمان ابن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي الضحى - بنحوه. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وصحّحه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم 376. وأخرجه ابن جرير 14/163 من طريقين عن منصور بن النعمان، عن عامر الشعبي، عن شتير بن شكل، قال: سمعت عبد الله يقول: إن أجمع آية في القرآن لخير أو لشر، آية في سورة النحل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} الآية. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/160 ونسبه إلى سعيد بن منصور البخاري في الأدب، ومحمد بن نصر في الصلاة، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم - وصححه - والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه. 1 فتح الباري 11/559. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/161 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 2 فتح الباري 11/559. أخرجه ابن جرير 14/165 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به. و"الحسين" هو سنيد، ضعيف. 3 هو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي، والد ابن أبي حاتم، أحد الحفاظ. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. التقريب 2/143. 4 في الفتح "عن أبي عمر العدني"، والمثبت هو الصواب، واسمه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أبو عبد الله، روى عن ابن عيينة وقد لازمه، وفضيل بن عياض والدراوردي وعبد الرزاق وغيرهم. وعنه مسلم والترمذي وابن ماجه وأبو حاتم وآخرون. وفي التقريب صدوق، ووصفه ابن حجر في التهذيب بالحافظ. وقال أبو حاتم "كان رجلا صالحا وكان به غفلة ". انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/124، والتهذيب 9/457، والتقريب 2/218. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 والطبري من طريق الحميدي كلاهما عن ابن عيينة، عن صدقة1، عن السدي {أَنْكَاثاً} قال: كانت بمكة امرأة تسمى خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته2. [1305] وروى الطبري من طريق ابن جريج عن عبد الله بن كثير3 مثل صدقة المذكور4. [1306] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: هو مثل ضربه الله تعالى لمن   1 قال ابن أبي حاتم: هو صدقة بن عبد الله بن كثير المكي القارئ أبو الهذيل، صاحب حروف مجاهد، روى عن السدي، روى عنه سفيان بن عيينة. سمعت أبي يقول ذلك. الجرح والتعديل 4/433. وفي التاريخ الكبير للبخاري 2/2/294 صدقة أبو الهذيل - ولم ينسبه، روى عن السدي قوله، روى عنه ابن عيينة. وذكره ابن حبان في الثقات 6/467. أخرج له البخاري تعليقا. وانظر ما كتبه ابن حجر في الفتح 8/387 في تحقيق ذلك. 2 فتح الباري 8/387. ذكره البخاري تعليقا عن ابن عيينة عن صدقة. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/237 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 14/166 عن المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير - وهو الحميدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/162 ونسبه ألى ابن جرير وابن أبي حاتم. 3 عبد الله بن كثير الدّاري المكي، أحد الأئمة، صدوق، مات سنة عشرين ومائة. التقريب 1/442. 4 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/166 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. والحسين هو سنيد ضعيف. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/163 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 نكث عهده 1. [1307] وروى ابن مردويه بإسناد ضعيف عن ابن عباس أنها نزلت في أم زفر 2، أخرجه في التفسير من طريق عطاء بن أبي رباح، عنه، فقال في روايته "إنّ بي هذه المؤتة يعني الجنون" وزاد في روايته وكذا ابن منده أنها كانت تجمع الصوف والشعر والليف، فإذا اجتمعت لها كُبَّةٌ 3 عظيمة نقظتها، فنزلت فيها {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} الآية"، وقد تقدم في سورة النحل أنها امرأة أخرى 4.   1 فتح الباري 8/387. أخرجه ابن جرير 14/166 من طريق يزيد، عن سعيد، به. 2 فتح الباري 8/387. 3 الكُبَّة - بضم الكاف وفتحه - الثقل، يقال ألقى عليه كُبَّته أي ثقله، والكبة من الغزل ما جُمع منه على شكل كرة أو أسطوانة. والمراد هنا الملتف من الشعر. انظر: المعجم الوسيط ص 772. 4 فتح الباري 10/115. يشير بذلك إلى ما ورد برقم 1304 واسمها "خرقاء". وأما هذا الأثر فقد بين ابن حجر أن إسناده ضعيف، كما في الصلب. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 5/162 بطوله، ونسبه إلى ابن مردويه فقط. ولفظه "قال عطاء: قال لي ابن عباس: يا عطاء، ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فأراني حبشية صفراء، فقال: "هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن بي هذه الموتة - يعني الجنون - فادع الله أن يعافيني. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئت دعوت الله فعافاك؛ وإن شئت صبرت واحتسبت ولك الجنة "، فاختارت الصبر والجنة" قال: وهذه المجنونة سعيدة الأسدية، وكانت تجمع الشعر واللفيف فنزلت هذه الآية {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} الآية. وقد أخرج ابن عبد البر في الاستيعاب 4/1938 من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم أنه سمع طاوسا يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ، ولم يخرج شيطانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يعيبها في الدنيا ولها في الآخرة خير. قال ابن جريج وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك المرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة. قلت: وأصل هذا الحديث في البخاري رقم5652 من طريق عطاء، وليس فيه أن هذه الآية نزلت فيها. وفيه أنها قالت: أصبر، ثم قالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. انتهى لفظ البخاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} الآية: 92 [1308] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: {دَخَلاً} خيانة 1. قوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} الآية: 94 [1309] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {دَخَلا} قال: خيانة وغدرا 2. [1310] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير قال: يعني مكرا وخديعة 3. قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} الآية: 102 [1311] أخرج ابن أبي حاتم بإسناد رجاله ثقات عن عبد الله بن مسعود   1 فتح الباري 8/386. أخرجه ابن جرير 14/167 من طريق يزيد، عن سعيد، به نحوه. ولفظه "خيانة وغدرا بينكم". 2 فتح الباري 11/556. أخرجه عبد الرزاق في التفسير 1/2/359 عن معمر، به. وأخرجه ابن جرير 14/167 من طريق أبي ثور، عن معمر، ومن طريق سعيد كلاهما عن قتادة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/163 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة. 3 فتح الباري 11/556. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/163 عن سعيد بن جبير في سياق مطول، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 {رُوحُ الْقُدُسِ} جبريل {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 193] 1. [1312] وروى الطبري من طريق محمد بن كعب القرظي قال: روح القدس جبريل 2. [1313] روى الضحاك عن ابن عباس قال: روح القدس الاسم الذي كان عيسى يحيى به الموتى، أخرجه ابن أبي حاتم وإسناده ضعيف 3.   1 فتح الباري 8/384. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم890 - عند تفسير قوله تعالى: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة:87]- حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، ثنا أبو الزعراء قال: قال عبد الله: روح القدس جبريل. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/213 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. قال ابن كثير 1/175 والدليل على أن روح القدس هو جبريل كما نص عليه ابن مسعود في تفسير هذه الآية، وتابعه على ذلك محمد بن كعب القرظي، وإسماعيل بن أبي خالد، والسدي، والربيع بن أنس، وعطية العوفي، وقتادة مع قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء:193،194] ، ثم أورد حديث البخاري - الذي رواه تعليقا - عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسان بن ثابت منبرا في المسجد، فكان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أيد حسان بروح القدس كما نافح عن نبيك". 2 فتح الباري 8/384. أخرجه ابن جرير 14/177 حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا جعفر بن عون العمري، عن موسى بن عبيدة الرّبذي، عنه - مثله. 3 فتح الباري 8/384. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة، رقم892 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن أبي روق، عن الضحاك، به مثله. وقد ضعّفه ابن حجر كما في الأعلى. وقال المحقق: في إسناده ضعف وانقطاع. وقد ذكره ابن كثير 1/176 عن ابن أبي حاتم سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/213 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} الآية: 106 [1314] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} قال: أخبر الله أن من كفر بعد إيمانه فعليه غضب من الله، وأما من أكره بلسانه وخالصه بالإيمان لينجو بذلك من عدوه فلا حرج عليه، إن الله إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم 1. قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} الآية: 120 [1315] وصل الفريابي وعبد الرزاق وأبو عبيد الله في "المواعظ" والحاكم كلهم من طريق الشعبي عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: "قرئت عنده هذه الآية {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} فقال ابن مسعود: إن معاذا كان أمة قانتا لله، فسئل عن ذلك فقال: هل تدرون ما الأمة؟ الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله" 2.   1 فتح الباري 12/313. أخرجه ابن جرير 14/182 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/171 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق علي عن ابن عباس. 2 فتح الباري 8/387. وعلقه البخاري عن ابن مسعود بلفظ "الأمة معلّم الخير، القانت: المطيع". أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/238 والحاكم 2/358 من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن فراس، عن الشعبي، به. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن حجر تغليق التعليق 4/237 بسنده إلى الفريابي، به. وأخرجه أبو عبيد في "المواعظ" كما في تغليق التعليق 4/238 عن عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، به. قال ابن حجر: وإسناده صحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} الآية: 124 [1316] روى الطبري بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} قال: أرادوا الجمعة فأخطؤوا، وأخذوا السبت مكانه 1. [1317] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي "إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا: يا موسى إن الله لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعله لنا، فجعل عليهم2. قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} الآية: 126 [1318] وروى البزار والطبراني بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة قد مثل به قال: "رحمة الله عليك، لقد كنت   1 فتح الباري 2/355. لم أجده عند الطبري عن مجاهد بهذا السياق، وإنما أخرج 14/193 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - بلفظه. وعنده من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ " {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} اتبعوه وتركوا الجمعة "، نعم وقد أخرج عبد الرزاق في تفسيره 1/2/362 عن معمر قال: أخبرني من سمع مجاهداً يقول في قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ} قال: أرادوا الجمعة، فأخذوا السبت مكانه". ولكن في إسناده من لم يسم، فهو ضعيف. 2 فتح الباري 2/355. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/177 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. قال ابن حجر: وليس ذلك بعجيب من مخالفتهم كما وقع لهم في قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} وغيره ذلك، وكيف لا وهم القائلون "سمعنا وعصينا". انتهى كلامه. فتح الباري 2/355. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 654 وصولا للرحم، فعولا للخير، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى". ثم حلف وهو بمكانه لأمثلنّ بسبعين منهم، فنزل القرآن {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} الآية 1. [1319] وعند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني من حديث أبيّ ابن كعب قال "مثل المشركون بقتلى المسلمين، فقال الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنزيدنّ عليهم، فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل: لا قريش بعد اليوم، فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفوا عن القوم" 2.   1 فتح الباري 7/371. أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/13-14، والبزار كشف الأستار، رقم1795، والطبراني في الكبير ج 3/رقم2937، والحاكم 3/197 والبيهقي في الدلائل 3/288 كلهم من طريق صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة - نحوه. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: صالح واهٍ سمعه منه خالد بن خداش. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/533 برواية البزرا، ثم قال: وهذا إسناد فيه ضعف، لأن صالحا - هو ابن بشير المري - ضعيف عند الأئمة، وقال البخاري: هو منكر الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/122 وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه صالح بن بشير المزني هو ضعيف. كما ضعّف ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/179 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. 2 فتح الباري 7/371-372. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5/135، وعنه الطبراني في الكبير ج3/رقم2938 ثنا سعيد بن أحمد الجرمي، ثنا أبو تميلة، ثنا عيسى بن عبيد الكندي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، به. وأخرجه الترمذي رقم3129 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة النحل، والنسائي في تفسيره رقم299، وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم487، والحاكم 2/359، والبيهقي في الدلائل 3/289 كلهم من طريق الربيع بن أنس، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2501 وقال: حسن صحيح الإسناد. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/178-179 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 [1320] وعند ابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس نحو حديث أبي هريرة باختصار، وقال في آخره فقال: "بل نصبر يا رب" 1.   1 فتح الباري 7/372. أخرجه البيهقي في الدلائل 3/288، والواحدي في أسباب النزول ص 233 كلاهما من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا قيس، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، به. والحماني ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/179 ونسبه إلى ابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس. وقال ابن حجر - عقب إيراد هذه الطرق ـ: وهذه طرق يقوي بعضها بعضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 سورة الإسراء قوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} الآية: 3 [1321] وقد صحّح ابن حبان من حديث سلمان الفارسي "كان نوح إذا طعم أو لبس حمد الله، فسمي عبدا شكورا" 1. [1322] وله شاهد عند ابن مردويه من حديث معاذ بن أنس 2 3.   1 فتح الباري 8/396. أخرجه ابن جرير 15/19 والحاكم 2/360 والبيهقي في شعب الإيمان رقم4471 كلهم من حديث سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان موقوفا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. أخرجه ابن جرير 15/19 من طريق المعتمر بن سليمان قال: ثني سفيان الثوري، قال: ثني أيوب، عن أبي عثمان النهدي، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/236-237 ونسبه إلى الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان. 2 معاذ بن أنس الجهني، صحابي كان بمصر والشام، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي الدرداء وكعب الأحبار. روى عنه ابنه سهل بن معاذ، ولم يرو عنه غيره، وهو ليّن الحديث إلا أن أحاديثه حسان في الفضائل والرغائب. انظر ترجمة معاذ في: أسد الغابة 5/186، رقم4957، والإصابة 6/107، رقم8054، والتقريب 2/255. 3 فتح الباري 8/396. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/237-238 ولفظه "عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إنما سمى الله نوحا عبدا شكورا؛ لأنه كان إذا أمسى وأصبح قال: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون". ولم ينسبه إلا إلى ابن مردويه. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 [1323] وآخر من حديث أبي فاطمة 1 2. قوله تعالى: {فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ} الآية: 5 [1324] أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ} أي فمشوا 3.   1 أبو فاطمة الليثي، أو الأزدي، الدّوسي، صحابي سكن الشام ومصر، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن حجر: وفرّق أبو أحمد الحاكم بين الليثي والأزدي وهو الأظهر، والله أعلم. اهـ. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/236-237، والإصابة 7/264-265، والتقريب 2/462. 2 فتح الباري 8/396. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/236 ولفظه: "عن أبي فاطمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان نوح عليه السلام لا يحمل شيئا صغيرا ولا كبيرا إلا قال: بسم الله والحمد لله، فسماه الله عبدا شكورا". ولم ينسبه إلا إلى ابن مردويه. وانظر ما تقدم برقم 1319 و 1320. وأخرج ابن أبي الدنيا في الشكر رقم202 من طريق ابن المبارك، عن شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} قال: لم يأكل شيئا قط إلا حمد الله عليه، ولم يشرب شرابا قط إلا حمد الله عليه ولم يمش مشيا قط إلا حمد الله عليه، ولا يبطش يشيء قط إلا حمد الله عليه، فأثنى الله عليه {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} . وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم4472 من وجه آخر عن ابن أبي نجيح، به. وأخرج ابن أبي الدنيا رقم203، والبيهقي في شعب الإيمان رقم4473 من طريق ابن المبارك، والإمام أحمد في الزهد رقم281 من طريق حاتم بن إسماعيل كلاهما عن هشام بن سعد، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: فذكر نحو رواية مجاهد. 3 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/27 حدثني علي بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/244 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} الآية: 6 [1325] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} أي عددا 1. [1326] ومن طريق أسباط عن السدي مثله 2. ق وله تعالى: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} الآية: 7 [1327] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} قال: ليدمروا ما غلبوا عليه تدميرا 3. قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} الآية: 8 [1328] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {حَصِيراً} أي سجنا 4.   1 فتح الباري 8/390. أخرجه ابن جرير 15/30 من طريق يزيد، عن سعيد، به. وزاد "وذلك في زمن داود". وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/244 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/390. أخرجه ابن جرير 15/31 حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، به مثله. 3 فتح الباري 6/439. لم يقع لي عند الطبري من طريق سعيد، وإنما من طريق أبي ثور عن معمر، فقد أخرجه 15/36 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة. ولفظه: " {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} قال: يدمّروا ما علوا تدميراً ... ". 4 فتح الباري 8/393. أخرجه ابن جرير 15/45 حدثنا عليّ بن داود، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/245 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 [1329] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} قال: محبسا 1. قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} الآية: 16 [1330] أسند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قال: سلطنا شرارها 2. [1331] وقرأ أبو عثمان النهدي {أَمَرْنَا} بتشديد الميم بمعنى الإمارة 3. [1332] أسند الطبري عن ابن عباس: أمرنا مترفيها بالطاعة فعصوا 4. [1333] وعن سعيد بن جبير مثله 5.   1 فتح الباري 8/390. وذكره البخاري تعليقا بلفظ: "محبسا محصرا". 2 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/55 حدثنا علي بن داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وزاد "فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب، وهو قوله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا} [الأنعام: 123] . 3 فتح الباري 8/394. أسنده الطبري 15/55 حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا هشيم، عن عوف، عن أبي عثمان النهدي، به. بمعنى الإمارة. وهذه القراءة شاذة. انظر: تفسير الطبري 15/57. 4 فتح الباري 8/395. أخرجه ابن جرير 15/55 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه، به. 5 فتح الباري 8/395. أخرجه ابن جرير 15/55 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا شريك، عن سلمة أو غيره، عنه، به. والحسين هو سنيد ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} الآية: 23 [1334] عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} قال: "ووصى" التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه 1.   1 فتح الباري 8/373. أخرجه سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن أيمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. سنن سعيد منصور - كتاب التفسير، الجزء الثاني ل 148 /ب. وقد جوّد إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وأخرج أحمد بن منيع فيما ذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة رقم180 - كتاب التفسير - حدثنا حسين بن محمد، ثنا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس - نحوه. قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، "فرات بن السائب" ضعفه أحمد ابن حنبل وابن معين وابن حبان والدارقطني وغيرهم، وقال البخاري: منكر الحديث. وأخرج ابن جرير في تفسيره 15/62 قال: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن عيسى، قال: ثنا نصير ابن أبي الأشعث، قال: ثني ابن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، قال: أعطاني ابن عباس رضي الله عنهما مصحفا، فقال: هذا على قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه. قال أبو كريب: قال يحيى: رأيت المصحف عند نصير فيه "ووصّى ربك" يعني: "وقضى ربك". هذه القراءة شاذة لمخالفتها سواد المصحف الإمام، ولمخالفتها قراءة الجمهور الذين قرؤوا بـ "وقضى". وقرئ أيضا "وقضاء ربك" مصدر قضى، وهي أيضا قراءة شاذة. انظر: البحر المحيط لأبي حيان 6/25. وهذه رواية منكرة، فإن القرآن الكريم قد تكفل الله بحفظه، فهو محفوظ بحفظه تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فمن لوازم حفظه أنه مصون من التحريف والتبديل. هذا وقد أثار جماعة من أعداء الإسلام من المستشرقين ومن حذا حذوهم شبهات من مثل هذه الروايات، فهذا المستشرق "نولديكة" زعم أن ما دلّ عليه هذه الرواية خطأ وقع أثناء تدوين القرآن، وهو ناتج عن سيلان الحبر الزائد من الكاتب على الورقة. ويكفيك في الرد على هذا الزعم بأن القرآن - مما هو مسلّم به - حفظ في الصدور قبل تفريغه في السطور. انظر: كتاب "آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره" 2/569-571، وانظر أيضا رقم 1168 من سورة الرعد. والله المستعان وهو الهادي إلى صراط مستقيم. هذا والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/257 من طريق سعيد بن جبير، ونسبه إلى الفريابي وسعيد ابن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 [1335] ومن طريق الضحاك أنه قرأ {وَوَصَّى} وقال: ألصقت الواو بالصاد فصارت قافا فقرئت {وَقَضَى} 1. [1336] وتفسير {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا} بمعنى وصى منقول من مصحف أبي بن كعب، أخرجه الطبري 2. [1337] وأخرجه أيضا من طريق قتادة قال: هي في مصحف ابن مسعود " {وَوَصَّى} " 3. [1338] ومن طريق مجاهد في قوله: {وَقَضَى} قال: وأوصى 4.   1 فتح الباري 8/389. وقد عزاه للطبري؛ لأنه عطف على ما ذكر قبله. أخرجه ابن جرير 15/63 قال: حدثني الحارث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الضحاك بن مزاحم - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/258 ونسبه إلى أبي عبيد وابن جرير وابن المنذر. وانظر التعليق على الذي قبله. 2 فتح الباري 8/389. أخرجه ابن جرير 15/62 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن عيسى، قال: ثنا نصير ابن أبي الأشعث، قال: ثني ابن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه - نحوه. ولفظه "قال: أعطاني ابن عباس مصحفا، فقال: هذا على قراءة أبيّ بن كعب، قال أبو كريب: قال يحيى: رأيت المصحف عند نصير، فيه وَوَصّى ربُّك يعني: وقضى ربك. وذكر السيوطي في الدر المنثور 5/258 عن الأعمش، عن ابن مسعود نحوه، وعزاه للطبراني. 3 فتح الباري 8/389. أخرجه ابن جرير 15/62 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عنه - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/258 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/389. أخرجه ابن جرير 15/62 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه - مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 [1339] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس {وَقَضَى رَبُّكَ} قال: أمر ربك 1. [1340] ومن طريق الحسن وقتادة مثله 2. [1341] وروى ابن أبي حاتم من طريق ضمرة 3 عن الثوري قال: معناه أمر؛ ولو قضى لمضى، يعني لو حكم 4. قوله تعالى: {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} الآية: 26 [1342] وصل الطبري من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في   1 فتح الباري 8/389. ذكره البخاري في ترجمة الباب من غير عزو. أخرجه ابن جرير 15/62 حدثني علي بن داود، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/258 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. 2 فتح الباري 8/389. أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير 15/62 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: ثنا زكريا ابن سلام، قال جاء رجل إلى الحسن - فذكره في قصة. وأما أثر قتادة فأخرجه الطبري أيضا - الموضع السابق نفسه - من طريق يزيد، عن سعيد، عنه. 3 هو ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله الرملي، أصله دمشقي، وثقه الإمام أحمد، قال ابن حجر: صدوق يهم قليلا، روى عن الثوري وغيره. مات سنة اثنتين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/467، والتهذيب 4/403، والتقريب 1/374. 4 فتح الباري 8/389. لفظ "قضى" جاء في كتاب العزيز على عدة معان، أوصلها بعضهم إلى خمسة عشر وجها، نقلها ابن حجر عن إسماعيل بن أحمد النيسابوري في "كتاب الوجوه والنظائر"، ومن ذلك "قضى" بمعنى: أمر، ومنه هذه الآية، ومنه أيضا قوله {إِذَا قَضَى أَمْراً} . قال الراغب: القضا فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكل منهما على وجهين: إلهي وبشري، فمن القول الإلهي قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} أي أمر بذلك ... انظر: المفردات ص: 406، وفتح الباري 8/389. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 663 قوله: {وَلا تُبَذِّرْ} لا تنفق في الباطل، والتبذير السرف في غير حق 1. [1343] ومن طريق عكرمة قال: المبذّر المنفق في غير حق 2. [1344] ومن طرق متعددة عن أبي العُبَيْدَين - وهو بلفظ التصغير والتثنية - 3 عن ابن مسعود مثله، وزاد في بعضها "كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن التبذير النفقة في غير حق" 4. قوله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} الآية:28 [1345] وصل الطبري من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ} قال: ابتغاء رزق 5.   1 فتح الباري 8/394. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/74 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، به. 2 فتح الباري 8/394. أخرج ابن جرير 15/73 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عباد، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس - مثله. 3 واسمه معاوية بن سَبْرة، السُّوَائي، كان ضرير البصر، روى عن ابن مسعود، وعنه أبو إسحاق السبيعي، ومسلم البطين ويحيى بن الجزار وسلمة بن كهيل. ثقة، مات سنة ثمان وتسعين. انظر ترجمته في: التهذيب 10/186، والتقريب 2/259. 4 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/73 من طريق أبي إسحاق ومسلم البطين ويحيى بن الجزار وسلمة بن كهيل وحارثة بن مُضَرِّب كلهم عن أبي العبيدين، به مثله. والزيادة التي ذكرت هنا أخرجها عن أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا أبو الحوءَب، عن عمار ابن زُريق، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضَرِّب، عن أبي العبيدين، عنه - فذكرها. 5 فتح الباري 8/394. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/75 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 [1346] ومن طريق عكرمة مثله 1. [1347] ولابن أبي حاتم من طريق إبراهيم النخعي في قوله: {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ} قال: فضلا 2. قوله تعالى: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً} [1348] وروى الطبري من طريق إبراهيم النخعي في قوله: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً} أي ليّنا تَعِدُهم 3. [1349] ومن طريق عكرمة قال: عِدْهم عِدَة حسنة 4 [1350] وروى ابن أبي حاتم من طريق محمد بن أبي موسى 5 عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً} قال: العدة 6.   1 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/75 حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا عمارة، عن عكرمة، به. وأخرجه من طريق ابن جريج - بالإسناد الذي قبله - عنه، به. 2 فتح الباري 8/394. 3 فتح الباري 8/390، وفيه "لصام تعدهم"، وعلق عليه الطابع "في هامش طبعة بولاق: كذا في النسخ، ولعل فيه تحريفا ". قلت: وهو كذلك. والصحيح ما ذكرت من مصدر التخريج. أخرجه ابن جرير 15/74-75 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم - مثله. 4 فتح الباري 8/390. أخرجه ابن جرير 15/75 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه - مثله، وزاد "إذا كان ذلك، إذا جاءنا ذلك فعلنا أعطيناكم، فهو القول الميسور". 5 محمد بن أبي موسى، روى عن ابن عباس، وعنه أبو سعد البقال. ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: مستور. انظر ترجمته في: التهذيب 9/426 والتقريب 2/212. 6 فتح الباري 8/390. قال ابن كثير 5/66 هكذا فسّر قوله {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً} بالوعد، مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغير واحد. اهـ. وانظر ما تقدم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 [1351] ومن طريق السدي قال تقول نعم وكرامة، وليس عندنا اليوم1. [1352] ومن طريق الحسن: تقول سيكون إن شاء الله تعالى2. قوله تعالى: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً} الآية: 31 [1353] أسند الطبري عن مجاهد في قوله: {خِطْئاً} قال: خطيئة3. قوله تعالى: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً} ، وقوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} الآية: 33 و44 [1354] وصل ابن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: كل سلطان في القرآن فهو حجة، وهذا على شرط الصحيح 4. [1355] وروى الفريابي بإسناد آخر عن ابن عباس وزاد "وكل تسبيح في القرآن فهو صلاة 5.   1 فتح الباري 8/390. 2 فتح الباري 8/390. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/275 بنحوه، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/390. أخرجه ابن جرير 15/80 من طريق عيسى وورقاء كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. 4 فتح الباري 8/391. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن حجر بسنده إلى ابن عيينة، به سندا ومتنا. انظر: تغليق التعليق 4/238. 5 فتح الباري 8/391. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/239 ثنا قيس، عن عمار الدهني، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس. ولفظه "قال: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة وكل سلطان في القرآن فهو عذر وحجّة". تنبيه: تصحّف "عمار الدهني" إلى "عمار الذهبي" في تغليق التعليق في المطبوعة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 666 قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} الآية: 36 [1356] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَلا تَقْفُ} لا تقل 1. [1357] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع 2. قوله تعالى: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً} الآية: 39 [1358] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَدْحُوراً} مطرودا 3. قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً} الآية: 49 [1359] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً} قال: ترابا 4.   1 فتح الباري 13/282. وذكره البخاري في ترجمة الباب. أخرجه ابن جرير 15/86 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 13/282. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/378 به سنداً ومتناً. وأخرجه ابن جرير 15/86 من طريق سعيد، ومن طريق محمد بن ثور، عن معمر، كلاهما عن قتادة، به. 3 فتح الباري 6/340. أخرجه ابن جرير 15/90 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/390. أخرجه ابن جرير 15/97 من طريق عيسى وورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 قوله تعالى: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} الآية: 51 [1360] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} قال: يهزّون 1. [1361] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: يحركونها استهزاء 2. [1362] ومن طريق ابن جريج عن عطاء 3 عن ابن عباس نحوه 4. [1363] ومن طريق سعيد عن قتادة مثله 5. [1364] وروى سعيد بن منصور من طريق محمد بن كعب في قوله: {فَسَيُنْغِضُونَ} قال: يحرّكون 6.   1 فتح الباري 8/388. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/100 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال، ثني معاوية، عن عليّ، به مثله. 2 فتح الباري 8/388. أخرجه ابن جرير 15/100 من طريق العوفي، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/300 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 هو الخراساني. 4 فتح الباري 8/388. أخرجه ابن جرير 15/100 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. ولفظه "قال: يحركون رءوسهم يستهزءون ويقولون متى هو". 5 فتح الباري 8/388. أخرجه ابن جرير 15/100 من طريق يزيد، عن سعيد، به. ولفظه: "أي يحركون رءوسهم تكذيبا واستهزاء". 6 فتح الباري 8/388. أخرجه سعيد بن منصور في سننه الجزء الثاني، كتاب التفسير، ل 149/أقال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 668 قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} الآية: 56 [1365] أخرج الطبري عن ابن مسعود قال "كان قبائل العرب يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم الجن، ويقولون: هم بنات الله، فنزلت هذه الآية1. [1366] وأخرج سعيد بن منصور من طريق أخرى ضعيفة عن ابن عباس أن المراد مَن كان يعبد الملائكة والمسيح وعزيرا2. [1367] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} إلى آخر الآية. قال: كان أهل الشرك يقولون نعبد الملائكة وهم الذين يدعون3.   1 فتح الباري 8/397. أخرجه ابن جرير 15/105 حدثني الحسين بن علي بن الصدائي، قال: ثنا يحيى ابن السكن، قال: أخبرنا أبو العوّام قال: أخبرنا قتادة، عن عبد الله بن معبد الزِّمّاني، عن عبد الله ابن مسعود - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/305 ونسبه إلى ابن جرير فقط. قال ابن حجر: فإن ثبت هذا فهو محمول على أنها نزلت في الفريقين - أي فيهم وفي الذين ذكر في رواية البخاري في الباب، وهي أنه كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن، فأسلم الجن، وتمسك هؤلاء بدينهم ـ، ثم قال - أي ابن حجر - وإلا فالسياق يدل على أنهم قبل الإسلام كانوا راضين بعبادتهم، وليست هذه من صفات الملائكة. اهـ. 2 فتح الباري 8/397. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل149/أحدثنا هشيم، قال: حدثنا مغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس - نحوه. ولفظه "قال: هو عزير وعيسى بن مريم والشمس والقمر". 3 فتح الباري 8/398. أخرجه ابن جرير 15/104 من طريق العوفي، به. ولفظه "نعبد الملائكة وعزيرا، وهم الذين يدعون، يعني الملائكة والمسيح وعزيرا". وانظر ما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 669 قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآية: 57 [1368] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الوسيلة القربة 1. [1369] وأخرجه الطبري من طريق أخرى عن قتادة مثله 2. [1370] ومن طريق ابن عباس أيضا 3. قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} الآية: 60 [1371] عند سعيد بن منصور من طريق أبي مالك قال: هو ما أري في طريقه إلى بيت المقدس 4. [1372] روى ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال: أري أنه دخل مكة هو وأصحابه، فلما ردّه المشركون كان لبعض الناس بذلك فتنة 5.   1 فتح الباري 8/397. في تفسيره 1/2/379، ولفظه " {الْوَسِيلَةَ} القربة والزلفة". 2 فتح الباري 8/397. أخرجه ابن جرير 15/106 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عنه - مثله. 3 فتح الباري 8/397. أخرجه ابن جرير 15/106 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس - فذكر مثله. 4 فتح الباري 8/398. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 149/أحدثنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن أبي مالك، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/309 ونسبه إلى سعيد بن منصور فقط. 5 فتح الباري 8/398. أخرجه ابن جرير 15/112 من طريق العوفي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 [1373] وجاء فيه قول آخر، روى ابن مردويه من حديث الحسين ابن علي 1 رفعه "إني أريت كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا، فقيل: هي دنيا تنالهم، ونزلت هذه الآية" 2. [1374] وأخرجه ابن أبي حاتم من حديث عمرو بن العاص 3. [1375] ومن حديث يعلى بن مرة 4.   1 الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، أبو عبد الله ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم، وشِبْهُه من الصدر إلى ما أسفل منه، وهو سيّد شباب أهل الجنة، أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/24، رقم1173، والإصابة 2/67، رقم1729. 2 فتح الباري 8/398. أخرج الترمذي رقم3350 - في التفسير، باب "ومن سورة القدر" - وابن جرير 30/260 والحاكم 3/170-171 والبيهقي في الدلائل 2/509-510 كلهم من حديث القاسم بن الفضل الحدّاني، عن يوسف بن سعد، عن الحسن بن علي - نحوه مرفوعا. ولكن عندهم جميعا "فنزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر:1] ، و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:1-3] . قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل ... ويوسف بن سعد رجل مجهول. وصحح الحاكم إسناده، وقال الذهبي: روى عن يوسف نوح بن قيس أيضا، وما علمت أن أحدا تكلم فيه، والقاسم وثقوه، رواه عنه أبو داود والتبوذكي وما أدري آفته من أين. والحديث ذكره ابن كثير 8/462 وقال: ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جدا، قال شيخنا الإمام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي: هو حديث منكر. اهـ. ثم أورد ابن كثير عدة وجوه تؤكد ضعف هذا الحديث ونكارته. وقال ابن حجر: عقب هذه الأحاديث: وأسانيد الكل ضعيفة. 3 فتح الباري 8/398. انظر ما قبله. وقد حكم ابن حجر على هذه الروايات كلها بأن أسانيد الكل ضعيفة. 4 فتح الباري 8/398. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/309 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريت بني أمية على منابر الأرض. وسيتملكون، فتجدونهم أرباب سوء" واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك، فأنزل الله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} . وانظر ما تقدم من التعليق على حديث الحسين بن علي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 [1376] ومن مرسل ابن المسيب نحوه 1. قوله تعالى: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} الآية: 60 [1377] ذكر ابن أبي حاتم من بضعة عشر نفسا من التابعين أن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم 2. [1378] ثم روى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو أن الشجرة الملعونة: الحكم بن أبي العاص وولده 3.   1 فتح الباري 8/398. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/310 ولفظه: "قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه "إنما هي دنيا أعطوها"، فقرت عينه، وهي قوله: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} يعني بلاء للناس". ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر. هذا وقد أخرجه البيهقي في الدلائل 5/509 من طريق سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب - نحوه. ولفظه "على منبره". قلت: علي بن زيد بن جدعان ضعيف، ثم إنه مرسل. قال ابن حجر: عقبه: وأسانيد الكل ضعيفة. 2 فتح الباري 8/399. وهكذا فسر ابن عباس في رواية البخاري رقم4716 الشجرة الملعونة في القرآن بشجرة الزقوم. وفي رواية الإمام أحمد 1/374 لما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، وخوّفهم بها، فقال أبو جهل لعنه الله: هاتوا لنا تمرا وزبدا، وجعل يأكل هذا بهذا، ويقول: تزقّموا، فلا نعلم الزقوم غير هذا. وانظر: تفسير ابن كثير 5/90. 3 فتح الباري 8/399. قال ابن حجر عقبه: وإسناده ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 672 [1379] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال المشركون يخبرنا محمد أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر، فكان ذلك فتنة لهم 1. قوله تعالى: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً} الآية: 62 [1380] وروى سعيد بن منصور من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {لَأَحْتَنِكَنَّ} قال: لأحتوين، قال: يعني شبه الزناق 2. قوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً} الآية: 63 [1381] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَوْفُوراً} قال: وافرا 3. قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ} الآية: 64 [1382] وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد في قوله: {وَاسْتَفْزِزْ} قال: استنزل 4.   1 فتح الباري 8/399. أخرجه في تفسيره 1/2/381 بهذا اللفظ. وزاد "ولاتدع منه شيئا" بعد قوله "والنار تأكل الشجر". 2 فتح الباري 8/391. أخرجه ابن جرير 15/117 من طريق عيسى وورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه من طريق ابن جريج، عنه - مثله. 3 فتح الباري 8/393. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/117 من طريق عيسى وورقاء كلاهما عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 8/390. لم أقف على من ذكره بهذا اللفظ، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/312 بلفظ "استنزل من استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل" ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وأخرج سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 149/أحدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد. ولفظه قال في قوله {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} بالغناء". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 قوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ} الآية: 66 [1383] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "يزجي الفلك" يجري الفلك 1. [1384] ومن طريق سعيد عن قتادة "يزجي الفلك" أي يسيرها في البحر 2. قوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} الآية: 68 [1385] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} قال حجارة من السماء 3. [1386] ومن طريق السدي قال: راميا يرميكم بحجارة 4. [1387] روى الطبري عن ابن جريج في قوله: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ   1 فتح الباري 8/394. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/122 حدثني علي بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال، ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/394. وهذا ليس من طريق سعيد، وإنما من طريق محمد بن ثور، عن معمر؛ فقد أخرجه 15/122 حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - فذكر مثله. وقد تكرر مثل هذا فيما تقدم، انظر 1325. 3 فتح الباري 8/391. أخرجه ابن جرير 15/123 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/314 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/391. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 674 حَاصِباً} قال: مطر الحجارة 1. قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ} الآية: 69 [1388] وروى ابن أبي حاتم من طريق شعبة عن قتادة {تَارَةً أُخْرَى} قال: مرة أخرى 2. [1389] وروى الطبري من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس: القاصف التي تغرق، هكذا ذكره منقطعا 3. قوله تعالى: {ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} [1390] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} أي: ثائرا 4 5.   1 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 15/123 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. وزاد في آخره "إذا خرجتم من البحر". 2 فتح الباري 8/391. أخرج ابن جرير 15/124 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه - مثله. 3 فتح الباري 6/300. أخرجه ابن جرير 15/125 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس - فذكره. وإسناده ضعيف؛ فإنه من طريق سنيد وهو الحسين، ثم إنه منقطع وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى. 4 وهو اسم فاعل من الثأر، يقال لكل طالب بثأر وغيره تبيع وتابع. انظر: الفتح 8/394. 5 فتح الباري 8/393-394. وفيه خطأ في الآية "ثم لا تجد لك" هكذا، وقد صحّحتها. وبهذا اللفظ علقه البخاري عنه. أخرجه ابن جرير 15/125 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 [1391] ومن طريق سعيد عن قتادة أي لا تخاف أن تتبع بشيء من ذلك 1. [1392] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {تَبِيعاً} قال: نصيرا 2. قوله تعالى: {إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} الآية: 75 [1393] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {ضِعْفَ الْحَيَاةِ} قال: عذابها، {وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} قال: عذاب الآخرة 3. [1394] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ضعف عذاب الدنيا والآخرة 4. [1395] ومن طريق سعيد عن قتادة مثله 5.   1 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/125 من طريق يزيد، عن سعيد، به. ولفظه "أي لا نخاف أن نتبع" بإضافة الفعلين إلى ضمير النون المتكلم". 2 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/125 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به مثله. 3 فتح الباري 8/393. أخرجه ابن جرير 15/131 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، به مثله. 4 فتح الباري 8/393. هكذا عزاه ابن حجر للطبري من طريق علي بن أبي طلحة، وهو ليس كذلك، وإنما هو من طريق العوفي. فقد أخرجه 15/131 من طريقه بهذا اللفظ. 5 فتح الباري 8/393. أخرجه ابن جرير 15/131 من طريق يزيد، عن سعيد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 676 قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} الآية: 78 [1396] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} قال: صلاة الفجر، يجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار 1. [1397] ومن طريق العوفي عن ابن عباس نحوه 2. [1398] وفي الترمذي والنسائي بإسناد صحيح عن أبي هريرة في قوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} قال: "تشهده ملائكة الليل والنهار" 3. [1399] وروى ابن مردويه من حديث أبي الدرداء نحوه 4.   1 فتح الباري 8/399. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ "صلاة الفجر". وهكذا أخرج ابن جرير 15/140 مختصرا من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه. وأخرج بكامله من طريق سنيد عن حجاج عن ابن جريج عنه. وكذا 15/141 عن ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عنه مطولا. 2 فتح الباري 8/399. أخرجه ابن جرير 15/140 من طريق العوفي، عنه بلفظ "يعني صلاة الصبح". 3 فتح الباري 2/36. هكذا أورده ابن حجر عن أبي هريرة موقوفا عليه، وقد جاء عنه مرفوعا أيضا، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/474، والترمذي في جامعه رقم3135 - في تفسير سورة بني إسرائيل - وابن ماجه في سننه رقم670 - في الصلاة، باب وقت صلاة الفجر ـ، والنسائي في التفسير رقم313، والحاكم 1/211 كلهم من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - مرفوعا. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كما صحح إسناده الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2507. 4 فتح الباري 2/36. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/323 ونسبه إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء. ولفظه "قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 677 [1400] روى ابن خزيمة في صحيحه وأبو العباس السراج جميعا عن يوسف بن موسى 1 عن جرير عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر، فتصعد ملائكة الليل وتبيت ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل، فيسألهم ربهم: كيف تركتم عبادي" الحديث 2.   = {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} قال: " يشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار". هذا وقد أخرجه ابن جرير 15/139 من طريق آدم، قال: ثنا الليث بن سعد عن زيادة ابن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء - مرفوعا في حديث طويل أوله "إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل ... " الحديث، ثم ذكر حديث النزول، وذكر هذا بمثل لفظ السيوطي. وذكره ابن كثير في تفسيره 5/100 وقال تفرد به زيادة. وأخرجه البزار كما في مختصر زوائد البزار، رقم2218 من طريق عبد الله بن كثير، ثني الليث بن سعد، ثني زيادة بن محمد عن محمد كعب، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/157-158: وفيه زيادة بن محمد الأنصاري وهو منكر الحديث. 1 يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، نزيل الريّ ثم بغداد، روى عن جرير بن عبد الحميد وغيره، عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وعدة. صدوق، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 11/374، والتقريب 2/373. 2 فتح الباري 2/36. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه رقم321 - في الصلاة، باب ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر جميعا ... - أخبرنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا يوسف بن موسى، به نحوه. وأخرجه 322 من طريق أبي عوانة، عن سليمان - وهو الأعمش - عن أبي صالح، عن أبي هريرة - باللفظ المذكور. قال ابن حجر - عقب ذكره -: وهذه الرواية تزيل الإشكال وتغني عن كثير من الاحتمالات المتقدمة، فهي المعتمدة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 [1401] روى أبو نعيم في "كتاب الصلاة" له من طريق الأسود بن يزيد النخعي1 قال: يلتقي الحارسان - أي ملائكة الليل وملائكة النهار - عند صلاة الصبح فيسلم بعضهم على بعض، فتصعد ملائكة الليل وتلبث ملائكة النهار 2. قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} الآية: 79 [1402] ووقع في صحيح ابن حبان من حديث كعب بن مالك مرفوعا "يبعث الله الناس، أكون أنا وأمتي على تل، فيكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول: فذلك المقام المحمود" 3. [1403] أخرج مسلم من طريق يزيد الفقير 4 قال: خرجنا في عصابة   1 الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، أبو عمرو أو أبو عبد الرحمن، مخضرم، ثقة مكثر فقيه، مات سنة أربع أو خمس وسبعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/299، والتقريب 1/77. 2 فتح الباري 2/36. لم أقف عليه مسنداً، وله شواهد تقدمت. 3 فتح الباري 2/95 و11/426. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/456 وابن جرير 15/147 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم6479 والطبراني في الكبير ج19/رقم142 والحاكم 2/353 - وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي - كلهم من طرق عن الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك - مرفوعا نحوه. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/54 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ثم أورده في 10/380 ونسبه للطبراني في الكبير والأوسط، وقال: وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح. 4 هو يزيد بن صهيب الكوفي، أبو عثمان، المعروف بالفقير، قيل له ذلك؛ لأنه كان يشكو فقار ظهره، ثقة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/295، والتقريب 2/366. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 679 نريد أن نحجّ ثم نخرج على الناس 1، فمررنا بالمدينة فإذا رجل 2 يحدث وإذا هو قد ذكر الجهنميين، فقلت له: ما هذا الذي تحدّثون به، والله يقول: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران:192] و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة:20] قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: أسمعت بمقام محمد الذي يبعثه الله؟ قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار بعد أن يكونوا فيها. ثم نعت وضع الصراط ومرّ الناس عليه، قال: فرجعنا وقلنا: أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله ما خرج منا غير رجل واحد3 4. [1404] أخرج الطبري من حديث سلمان قال "فيشفعه الله في أمته فهو المقام المحمود" 5. [1405] ومن طريق رشدين بن كريب 6   1 أي مظهرين مذهب الخوارج وندعو إليه ونحث عليه. 2 وقد صرح به عند مسلم بأنه "جابر بن عبد الله"، وفيه أنه كان يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3 معناه رجعنا من حجنا ولم نتعرض لرأي الخوارج بل كففنا عنه وتُبْنا منه، إلا رجلا منا، فإنه لم يوافقنا في الانكفاف عنه. 4 فتح الباري 11/426. أخرجه مسلم في صحيحه رقم191-320 - في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها - بسنده عن إلى يزيد الفقير - بنحوه. وأوله "قال: كُنتُ قد شغفني رأي من رأي الخوارج" - وهو أنهم يرون أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار، ولا يخرج منها من دخلها -. 5 فتح الباري 11/426. أخرجه ابن جرير 15/144 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان، به. والحسين هو سنيد ضعيف. 6 رشدين بن كُرَيب بن أبي مسلم، الهاشمي مولاهم، أبو كريب المدني، رأى ابن عمر وروى عن أبيه وعلي ابن عبد الله بن عباس. وعنه عيسى بن يونس وغيره. ضعيف، ضعّفه ابن المديني وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. أخرج له الترمذي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 3/241، والتقريب 1/251. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 680 عن أبيه 1 عن ابن عباس "المقام المحمود الشفاعة" 2. [1406] ومن طريق داود بن يزيد الأودي 3 عن أبيه 4 عن أبي هريرة في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} قال: سئل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هي الشفاعة" 5. [1407] ومن طريق يزيد بن زريع 6 عن قتادة "ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أول شافع، وكان أهل العلم يقولون إنه المقام المحمود 7.   1 هو كريب بن أبي سليم الهاشمي، مولاهم، المدني، أبو رشدين، مولى ابن عباس، أدرك عثمان وروى عن مولاه ابن عباس وأمه أم الفضل وأختها ميمونة بنت الحارث وعائشة وأم سلمة وأما هانئ بنت أبي طالب وغيرهم. وعنه ابناه محمد ورشدين وسليمان بن يسار وغيرهم. ثقة، مات سنة ثمان وتسعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/388، والتقريب 2/134. 2 فتح الباري 11/426. أخرجه ابن جرير 15/144 حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد الرقي، قال: ثنا عيسى ابن يونس، عن رشدين بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، به. 3 هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، الزعافري، أبو يزيد الكوفي، الأعرج، ضعيف. انظر: التقريب 1/235. 4 هو يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي، أبو داود، مقبول. التقريب 2/368. 5 فتح الباري 11/426. أخرجه ابن جرير 15/145 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن داود بن يزيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، به مرفوعا. وفي إسناده "داود بن يزيد الأودي" ضعيف. 6 يزيد بن زُرَيْع، البصري، أبو معاوية، ثقة ثبت، مات سنة اثنتين وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 2/364. 7 فتح الباري 11/426. أخرجه ابن جرير 15/145 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} ، وقد ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون نبيا عبدا، أو ملكا نبيا، فأومأ إليه جبريل عليه السلام: أن تواضع، فاختار نبي الله أن يكون عبداً نبيا، فأعطي به نبي الله ثنتين: إنه أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وكان أهل العلم يرون أنه المقام المحمود الذي قال الله تبارك وتعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} شفاعة يوم القيامة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 [1408] ومن حديث أبن مسعود رفعه: "إني لأقوم يوم القيامة المقام المحمود إذا جيء بكم حفاة عراة" وفيه "ثم يكسوني ربي حلة فألبسها فأقوم عن يمين العرش مقاما لا يقومه أحد يغبطني به الأولون والآخرون" 1. [1409] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: المقام المحمود الشفاعة 2. [1410] ومن طريق الحسن البصري مثله 3. [1411] وعند ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاص: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال: "هو الشفاعة" 4.   1 فتح الباري 11/426. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/398-399 وابن جرير 15/146 والحاكم 2/364-365 ثلاثتهم من طريق عثمان بن عمير، عن أبي وائل، عن ابن مسعود - مرفوعا نحوه. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي قائلا: "لا والله، فعثمان ضعفه الدارقطني والباقون ثقات". وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/365 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف. كما ضعفه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم3787. 2 فتح الباري 11/426. أخرجه ابن جرير 15/144 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 11/426. أخرجه ابن جرير 15/144 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن، به. 4 فتح الباري 11/427. أخرجه ابن مردويه كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 2/285، والكافي الشاف بذيل الكشاف 2/687 من حديث محمد بن الحسن عن أبي حنيفة، عن عبد العزيز ابن رفيع، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/325 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 [1412] أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن أبي هلال أحد صغار التابعين 1 أنه بلغه أن المقام المحمود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل، فيغبطه لمقامه ذلك أهل الجمع 2. [1413] ومن طريق علي بن الحسين بن علي: أخبرني رجل من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تمد الأرض مدّ الأديم" الحديث وفيه "ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض. قال: فذلك المقام المحمود" 3.   1 سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، يقال أصله من المدينة. روى عن جابر وأنس مرسلا وزيد بن أسلم. صدوق، قال ابن حجر: لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفاً. مات سنة تسع وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/83-84، والتقريب 1/307. 2 فتح الباري 8/400 و11/427. قال ابن حجر: ورجاله ثقات، لكنه مرسل. 3 فتح الباري 8/400. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/325 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق علي بن حسين - قال أخبرني رجل من أهل العلم - فذكره هكذا مرسلا. هذا وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/387 وابن جرير 15/146 كلاهما من حديث معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه مرسلا. قال ابن حجر - عقب رواية المتن ـ: ورجاله ثقات، وهو صحيح إن كان الرجل صحابيا. قلت: وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث أن الرجل المجهول صحابي. فقد أخرج الحاكم 4/570 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين، عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تمد الأرض يوم القيامة مد العظمة الرحمن، ثم لا يكون لبشر من بني آدم موضع قدميه، ثم ادعي أول الناس " الحديث، فيه "ثم يؤذن لي في الشفاعة، فأقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض، فذلك المقام المحمود". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان رقم303 من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح ابن كيسان، عن الزهري، عن علي بن الحسين: قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "تمد الأرض يوم القيامة لعظمة الرحمن جلّ ثناؤه" - الحديث بنحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 683 [1414] في النسائي ومصنف عبد الرزاق ومعجم الطبراني من حديث حذيفة رفعه قال: "يجمع الناس في صعيد واحد، فيقال: يا محمد، فأقول: لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدى من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك تباركت وتعاليت سبحانك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك" زاد عبد الرزاق "سبحانك رب البيت" فذلك قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} قال ابن مندة في كتاب الإيمان: هذا حديث مجمع على صحة إسناده وثقة رواته. وصححه الحاكم1.   1 فتح الباري 8/399-400 و11/437. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم414، ص 55 وعبد الرزاق في تفسيره 1/2/387، وابن أبي شيبة في مصنفه 11/484، رقم11793، وابن أبي عاصم في كتاب السنة رقم789، والبزار في مسنده رقم3462 كشف الأستار، والنسائي في تفسيره رقم314، وابن جرير 15/144، وابن مندة في الإيمان 2/872-873، والحاكم في مستدركه 2/363، وأبو نعيم في الحلية 1/278 - في ترجمة حذيفة - كلهم من طرق عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، به موقوفا. وقد صححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وهو وإن كان موقوفا فله حكم الرفع؛ فمثله لا يقال بالرأي. قال ابن مندة - كما نقل عنه ابن حجر - هذا إسناد مجمع على صحته وقبول روايته. كما صحّح ابن حجر والشيخ الألباني إسناده. انظر: فتح الباري 8/399، وظلال الجنة في تخريج السنة ص 353. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/325 ونسبه إلى ابن أبي شيبة والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه، وأبي نعيم في الحلية، وابن مردويه والبيهقي في البعث والخطيب في المتفق والمفترق، عن حذيفة موقوفا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 [1415] قال الطبري: وقال ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {مَقَاماً مَحْمُوداً} : يجلسه معه على عرشه، وأخرجه عبد بن حميد وغيره عن مجاهد 1. قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً} الآية: 80 [1416] جاء عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم أذن له في الهجرة إلى المدينة بقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً} ، أخرجه الترمذي وصححه هو والحاكم 2.   1 فتح الباري 8/400 و11/426. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/328 ونسبه إلى ابن جرير. وقد أخرجه ابن جرير 15/145 قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد في الآية قال: يجلسه معه على عرشه. وعقبه ابن جرير قائلا: وأولى القولين في ذلك بالصواب ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن المقام المحمود، فقال: "هي الشفاعة". ثم قال: وهذا وإن كان هو الصحيح، فإن ما قاله مجاهد، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر. وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك. انظر: تفسير الطبري 15/147-148. ونقل ابن حجر عن ابن عطية قال: هو كذلك إذا حمل على ما يليق به. ثم قال: وبالغ الواحدي في ردّ هذا القول، وأما النقاش فنقل عن أبي داود صاحب السنن أنه قال: من أنكر هذا فهو متهم. وقال أيضا: وقد جاء عن ابن مسعود عند الثعلبي وعن ابن عباس عند أبي الشيخ وعن عبد الله بن سلام قال: إن محمدا [صلى الله عليه وسلم] يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب. قال: يحتمل أن تكون الإضافة إضافة تشريف، وعلى ذلك يحمل ما جاء عن مجاهد وغيره. اهـ. انظر: فتح الباري 11/426-427. وحديث ابن عباس الذي ذكره ابن حجر أخرجه ابن جرير 15/148 مطولا. 2 فتح الباري 7/227. أخرجه الترمذي رقم3139 حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس - بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن جرير 15/148 حدثنا ابن وكيع وابن حميد، قالا: ثنا جرير، عن قابوس ابن أبي ظبيان، عن أبيه، به. وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور 5/328 إلى أحمد والترمذي - وصححه - وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل والضياء في المختارة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} الآية:81 [1417] روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} أي ذاهبا 1. [1418] ومن طريق سعيد عن قتادة {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} أي هلك 2. قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} الآية: 84 [1419] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {عَلَى شَاكِلَتِهِ} قال على ناحيته 3. [1420] وعن مجاهد قال: الشاكلة الطريقة أو الناحية 4. [1421] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: على طبيعته   1 فتح الباري 8/400. أخرجه ابن جرير 15/152 من طريق معاوية، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/400. أخرج ابن جرير 15/152 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة - نحوه. ولفظه "هلك الباطل وهو الشيطان". 3 فتح الباري 8/393. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/154 حدثنا عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به مثله. 4 فتح الباري 1/136. أخرجه ابن جرير 15/154 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 686 وعلى حدته 1. [1422] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: يقول على ناحيته وعلى ما ينوي 2. [1423] وتفسير الشاكلة بالنية صح عن الحسن البصري ومعاوية ابن قرة المزني 3 وقتادة أخرجه عبد بن حميد والطبري عنهم 4. قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ} الآية: 85 [1424] روى الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل،   1 فتح الباري 8/393. وليس هو من طريق ابن أبي نجيح، وإنما من طريق ابن جريج؛ فقد أخرجه 15/154 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه - مثله. وأخرج من طريق ابن أبي نجيح بلفظ "على ناحيته". 2 فتح الباري 8/393. أخرجه ابن جرير 15/154 من طريقه يزيد، عن سعيد، به مثله. 3 معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، روى عن أبيه وأنس ومعقل بن يسار وعدة، وعنه خليد بن جعفر وشعبة وسماك بن حرب وغيرهم. ثقة عالم، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن ست وسبعين سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/378، والتهذيب 10/195، والتقريب 2/261. 4 فتح الباري 1/136 فسره البخاري في ترجمة الباب. لم يخرج الطبري روايات هؤلاء جميعا، وإنما أخرج رواية قتادة فقط، فقد أخرج 15/154 من طريق يزيد ابن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه " {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} يقول: على ناحيته وعلى ما ينوي". وأما رواية الحسن فقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/330 بلفظ "على نيته"، ونسبه إلى هناد وابن المنذر. وأما رواية معاوية بن قرة المزني فلم أقف على من ذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} ، فلما سمعوها قالوا: أوتينا علما كثيرا: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فنزلت {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية [الكهف:109] . ورجاله رجال مسلم. قال الترمذي: حسن صحيح 1. [1425] وهو عند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس نحوه 2. [1426] روى ابن إسحاق في تفسيره بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: الروح من الله، وخلق من خلق الله، وصور كبني آدم، لا ينزل ملك إلا ومعه واحد من الروح 3.   1 فتح الباري 8/401، 404. أخرجه الترمذي رقم3150 - في التفسير، باب "ومن سورة بني إسرائيل" - حدثنا قتيبة، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، به. وأخرجه أحمد 1/255 والنسائي في تفسيره رقم334 وابن حبان في صحيحه رقم99 الإحسان وأبو الشيخ في العظمة رقم403 والحاكم 2/531 والبيهقي في الدلائل 2/46 كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به. وهو حديث صحيح، صحّحه كل من الترمذي والحاكم، ووافقه الذهبي، وابن حجر كما في الأعلى، وأحمد شاكر في المسند رقم2309، والشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2510. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/331 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل. 2 فتح الباري 8/401. ذكره في السيرة 1/320 من غير إسناد نحوه. 3 فتح الباري 8/402. أورده السيوطي في الدر المنثور 5/109، 332 وعزاه في الأول إلى آدم بن أبي إياس وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. عزاه في الثاني إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ. والأثر أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 367 من طريق آدم بن أبي إياس، نا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس - نحوه. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم404 من طريق هشيم، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، به نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 688 [1427] أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه القصة أنهم قالوا عن الروح: وكيف يعذب الروح الذي في الجسد، وإنما الروح من الله؟ فنزلت الآية 1. قوله تعالى: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً} الآية: 92 [1428] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة {قَبِيلاً} أي جندا تعاينهم معاينة 2. قوله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} الآية: 93 [1429] قال عبد بن حميد 3 حدثنا هاشم بن القاسم 4 عن شعبة   1 فتح الباري 8/403. أخرجه ابن جرير 15/156 من طريق العوفي، به نحوه مطولا. وفي آخره "فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقالوا: من جاءك بهذا؟ قال: "جبريل". قالوا: والله ما قاله لك إلا عدو لنا. فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ} [البقرة:97] . وله شواهد تقدمت. 2 فتح الباري 8/393. أخرجه ابن جرير 15/162 من طريق يزيد، عن سعيد، به. 3 في الفتح "عبد الله بن حميد، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب؛ فلا يوجد في الرواة عن هاشم بن القاسم - حسب ما اطلعت - من اسمه "عبد الله بن حميد". هذا وقد وقع على الصواب في تغليق التعليق 4/308 "قال عبد بن حميد: ثنا هاشم بن القاسم، عن شعبة". 4 هو هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي أبو النضر البغدادي الحافظ، روى عن شعبة وغيره، عنه عبد بن حميد وغيره، ثقة ثبت، أخرج له الجماعة، مات سنة خمس أو سبع ومائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 11/18-19، والتقريب 2/314. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 عن الحكم عن مجاهد قال: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيتها في قراءة عبد الله أي ابن مسعود "أو يكون لك بيت من ذهب"1. قوله تعالى: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} الآية: 97 [1430] أخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {كُلَّمَا خَبَتْ} قال: طفئت 2. [1431] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: سكنت 3. قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ} الآية: 100 [1432] وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: {خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ} أي خشية أن ينفقوا فيفتقروا 4.   1 فتح الباري 8/568. ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/308 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 15/163 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/340 ونسبه إلى أبي عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبي نعيم في الحلية كلهم عن مجاهد. 2 فتح الباري 6/332. ساق الطبري إسناده إلى مجاهد فلم يذكر نص الرواية. انظر: التفسير 15/168. 3 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 15/168 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/393. قال الطبري: "يقول تعالى ذكره لنبيه: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: لو أنتم أيها الناس تملكون خزائن أملاك ربي من الأموال - وعني بالرحمة في هذا الموضع: المال – {إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ} يقول: إذن لبخلتم به، فلم تجودوا بها على غيركم، خشية من الإنفاق والإقتار". التفسير 15/170. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 قوله تعالى: {مَثْبُوراً} الآية: 102 [1433] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَثْبُوراً} قال: ملعونا 1. [1434] ومن وجه آخر عن سعيد بن جبير عنه مثله 2. [1435] ومن طريق العوفي عنه قال: مغلوبا 3. [1436] ومن طريق الضحاك مثله 4. [1437] ومن طريق مجاهد قال: هالكا 5. [1438] ومن طريق قتادة قال: مهلكا 6.   1 فتح الباري 8/394. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/175 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، به مثله. 2 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/175 حدثنا عبد الله بن عبد الله الكلابي، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، قال: ثنا عمر بن عبد الله، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عنه - مثله. 3 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/175 من طريق العوفي، به. 4 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/175 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: فذكره. 5 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/176 من طريق عيسى وورقاء كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. وأخرجه من طريق ابن جريج، عنه مثله. 6 فتح الباري 8/394. أخرجه عبد الرزاق 1/2/391 ومن طريقه ابن جرير 15/176 عن معمر، عنه مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 [1439] ومن طريق عطية قال: مغيرا مبدلا 1. [1440] ومن طريق ابن زيد بن أسلم قال: مخبولا لا عقل له 2. قوله تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} الآية: 106 [1441] أخرج النسائي وأبو عبيد والحاكم من وجه آخر عن ابن عباس قال: "أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} الآية 3. [1442] وصل ابن جرير 4 من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/176 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبد الله بن موسى، عن عيسى بن موسى، عن عطية، بلفظ "مبدلا". 2 فتح الباري 8/394. أخرجه ابن جرير 15/176 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - نحوه. 3 فتح الباري 9/4. أخرجه النسائي في تفسيره رقم392، وأبو عبيد في فضائل القرآن باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره، رقم16-56، ص 222، وابن جرير 15/178 والحاكم 2/222 كلهم من طريق يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في الإتقان 1/117 من هذا الوجه. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/533، رقم10236 عن عباد بن العوام، عن داود، به. وأخرجه رقم10239 عن معاوية بن هشام، قال: حدثنا عمار ابن زريق، عن الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - نحوه. 4 في الفتح ابن جريج، ولعل الصواب "ابن جرير"، وقد ذكره العيني أيضا وقال: أخرجه ابن جرير من طريق علي ابن أبي طلحة، عنه. اهـ. انظر: عمدة القارئ 20/53. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 692 {فَرَقْنَاهُ} قال: فصلناه1. [1443] وعند أبي عبيد من طريق مجاهد أن رجلا سأله عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ورجل قرأ البقرة فقط قيامهما واحد ركوعهما واحد وسجودهما واحد، فقال: الذي قرأ البقرة فقط أفضل. ثم تلا {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} 2. قوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً} الآية: 107 [1444] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} قال: للوجوه3. [1445] وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله4. [1446] وعن معمر عن الحسن للّحى 5.   1 فتح الباري 9/89. أخرجه ابن جرير 15/178 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 9/89. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والترتيل والتدبر، رقم9-17، ص 75 حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عُبيد المُكتِب، قال: قلت لمجاهد - فذكره. 3 فتح الباري 8/394. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/180 حدثنا علي بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 4 فتح الباري 8/394. في تفسيره 1/2/392 سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/394. أخرجه عبد الرزاق - في الموضع السابق نفسه -. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} الآية: 110 [1447] أخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس أن المشركين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: "يا الله يا رحمن"، فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين فنزلت1. [1448] وأخرج عن عائشة بسند آخر نحوه 2. قوله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} الآية: 110 [1449] للطبري عن سعيد بن جبير "فقالوا له لا تجهر فتؤذي آلهتنا فنهجو إلهك" 3.   1 فتح الباري 13/360. لم أقف على إسناده، لكن الحافظ ابن حجر قد حكم عليه بالضعف كما هو أعلاه، هذا وأورد السيوطي في الدر المنثور 5/348 عن ابن عباس نحوه، ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه. ولفظه "قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم، فدعا الله فقال في دعائه: "يا الله ... يا رحمن ... " فقال المشركون: انظروا إلى هذا الصابئ، ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين. فأنزل الله {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الآية". هذا وقد أخرج ابن جرير 15/182 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس - فذكر نحوه. 2 فتح الباري 13/360. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/347 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه، ولفظه "قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعاء فجعل يقول: يا الله ... يا رحمن ... فسمعه أهل مكة فأقبلوا عليه، فأنزل الله {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الآية. وانظر ما قبله. 3 فتح الباري 8/405. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 694 [1450] ومن طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرق عنه أصحابه، وإذا خفض صوته لم يسمعه من يريد أن يسمع قراءته، فنزلت"1. [1451] وقد أخرج الطبري وابن خزيمة والعمري والحاكم من طريق حفص بن غياث 2 عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في التشهد 3.   = أخرجه ابن جرير 15/186 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد - نحوه. وقد أخرج البخاري رقم4722 من طريقه، عن ابن عباس في الآية بلفظ "قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سبّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسّبوا القرآن {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك؛ فلا تسمعهم {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} . وقد رجّح الطبري هذا القول. ونقل عنه ابن حجر وقال: ولكن يحتمل الجمع بين هذا القول، وبين ما ورد أنها نزلت في الدعاء داخل الصلاة. واستدل لهذا الجمع بما أخرجه ابن مردويه من حديث أبي هريرة الآتي برقم 1455. 1 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/185 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس، ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثني داود ابن الحصين، به نحوه. 2 حفص بن غياث بن طَلْق بن معاوية النخعي، أبو عمر الكوفي القاضي، روى عن هشام ابن عروة والأعمش والثوري وغيرهم، ثقة فقيه، تغير حفظه قليلا في الآخر، مات سنة أربع أو خمس وتسعين، وقد قارب الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/357، والتقريب 1/189. 3 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/187 وابن خزيمة في صحيحه رقم707 - في الصلاة، باب إخفاء التشهد وترك الجهر به -، والحاكم 1/230 كلهم من طريق حفص بن غياث، به. وسكت عنه الحاكم. وقد صحّح إسناده الدكتور الأعظمي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/351 ونسبه إلى الطبري والحاكم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 695 [1452] ومن طريق عبد الله بن شداد قال: كان أعرابي من بني تميم إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم ارزقنا مالا وولدا" فنزلت هذه الآية1. [1453] أسند الطبري عن عطاء قال: يقول قوم إنها في الصلاة، وقوم إنها في الدعاء2. [1454] أخرج الطبري من طريق أشعث بن سوار3 عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت في الدعاء4. [1455] ومن وجه آخر عن ابن عباس مثله 5.   1 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا سفيان، عن ابن عياش العامري، عن عبد الله بن شداد، به نحوه. ولفظه "اللهم ارزقنا إبلا وولدا". وله شاهد عند البخاري رقم4723 عن عائشة قالت: أنزل ذلك في الدعاء. 2 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/186 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء - مثله. 3 أشعث بن سوار الكندي النجار الكوفي مولى ثقيف، قاضي الأهواز، روى عن الحسن البصري والشعبي وعكرمة وغيرهم، وعنه شعبة والثوري ويزيد بن هارون وغيرهم. ضعيف ضعّفه النسائي والدارقطني وغيرهما. مات سنة ست وثلاثين ومائة. أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم في المتابعات، والترمذي والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 1/308، والتقريب 1/79. 4 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/183 حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا عباد بن العوّام، عن أشعث بن سوار، به نحوه. ولفظه " قال: كانوا يجهرون بالدعاء؛ فلما نزلت هذه الآية أُمِروا أن لا يجهروا، ولا يخافتوا ". والإسناد ضعيف لحال "أشعث بن سوار" كما سبق بيان حاله في ترجمته. 5 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/184 من طريق العوفي عنه نحوه. ولفظه " {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} الآية قال: في الدعاء والمسألة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 [1456] ومن طريق عطاء ومجاهد وسعيد ومكحول1 مثله 2. [1457] روى ابن مردويه من حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء، فنزلت 3. [1458] روى سعيد بن منصور من طريق صحابي لم يسم رفعه في هذه الآية "لا ترفع صوتك في دعائك؛ فتذكر ذنوبك فتعير بها" 4.   1 ويسمى "مكحول الشامي"، أبو عبد الله، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن أبي بن كعب وثوبان وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وغيرهم، وعنه الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر والحجاج بن أرطأة وغيرهم. ثقة كثير الإرسال. مات سنة بضع عشرة ومائة. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/258، والتقريب 2/273. 2 فتح الباري 8/405. أما أثر عطاء فأخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال:، ثنا سفيان، عمن ذكره، عن عطاء، به. وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 15/184 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وأما أثر سعيد - وهو ابن جبير - فأخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا ابن بشار، قال: يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: ثني قيس بن مسلم، عنه، به. وأما أثر مكحول فأخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى، عن الأوزاعي، عنه، به. 3 فتح الباري 8/406. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/351 ونسبه إلى محمد بن نصر وابن مردويه. 4 فتح الباري 8/406. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل150/ب قال: حدثنا عبد الله ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، أن شيخا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/351 ونسبه إلى سعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن مردويه، عن دراج أبي السمح: أن شيخا من الأنصار من. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. فذكره بنحوه. والحديث أخرجه البخاري في الكبير 2/1/256 قال: قال أصبغ، عن ابن وهب، قال: حدثنا عمرو، عن دراج أن شيخا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكره. هذا وقد ذكره العيني في عمدة القاري 19/35 برواية ابن مردويه، وقال: سنده صحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 [1459] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي لا تصل مراءاة للناس، {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} أي لا تتركها مخافة منهم 1. [1460] ومن طرق عن الحسن البصري نحوه 2. قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} الآية: 111 [1461] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} قال: لم يحالف أحدا 3.   1 فتح الباري 8/406. أخرجه ابن جرير 15/187 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/406. أخرجه ابن جرير 15/187 من طريق سعيد عن قتادة، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر، ومن طريق هشيم عن عوف، ومن طريق سفيان، عن منصور، كلهم عن الحسن - نحوه. 3 فتح الباري 8/391. أخرجه ابن جرير 15/189 من طريق عيسى وورقاء عن ابن أبي نجيح، به مثله. وزاد "ولا يبتغي نصر أحد". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 سورة الكهف قوله تعالى: {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} الآية: 6 [1462] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} أي قاتل نفسك 1. قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} الآية:9 [1463] وقد روى عبد بن حميد بإسناد صحيح عن ابن عباس قصة أصحاب الكهف مطولة غير مرفوعة، وملخص ما ذكر أن ابن عباس غزا مع معاوية الصائفة، فمروا بالكهف الذي ذكره الله تعالى في القرآن، فقال معاوية: أريد أن أكشف عنهم، فمنعه ابن عباس، فصمّم وبعث ناسا؛ فبعث الله ريحا فأخرجتهم، قال: فبلغ ابن عباس فقال: إنهم في مملكة جبّار يعبد الأوثان، فلما رأوا ذلك خرجوا منها فجمعهم الله على غير ميعاد فأخذ بعضهم على بعضهم العهود والمواثيق، فجاء أهاليهم يطلبونهم ففقدوهم، فأخبروا الملك، فأمر بكتابة أسمائهم في لوح من رصاص، وجعله في خزانته. فدخل الفتية الكهف، فضرب الله على آذانهم فناموا، فأرسل الله من يقلّبهم وحوّل الشمس عنهم، فلو طلعت عليهم لأحرقتهم، ولولا   1 فتح الباري 8/406. أخرجه في تفسيره 1/2/396 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض. ثم ذهب ذلك الملك وجاء آخر فكسر الأوثان وعبد الله وعدل، فبعث الله أصحاب الكهف، فأرسلوا واحدا منهم يأتيهم بما يأكلون، فدخل المدينة مستخفيا، فرأى هيئة وناسا أنكرهم لطول المدة، فدفع درهما إلى خبّاز، فاستنكر ضربه وهمّ بأن يرفعه إلى الملك. فقال أتخوفني بالملك وأبي دهقانه؟ 1 فقال: من أبوك؟ قال: فلان. فلم يعرفه، فاجتمع الناس، فرفعوه إلى الملك، فسأله فقال: عليّ باللوح، وكان قد سمع به، فسمّى أصحابه، فعرفهم من اللوح، فكبّر الناس وانطلقوا إلى الكهف. وسبق الفتى لأن لا يخافوا من الجيش، فلما دخل عليهم عمى الله على الملك ومن معه المكان، فلم يدر أين يذهب الفتى، فاتفق رأيهم على أن يبنوا عليهم مسجدا، فجعلوا يستغفرون لهم ويدعون لهم، وصله عبد بن حميد من طريق يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مطولا، وإسناده على شرط البخاري 2.   1 الدهقان - بكسر الدال وضمها -: رئيس القرية ومقدَّم الثُّنَّاء وأصحاب الزراعة، وهو معرَّب، ونونه أصلية، وقيل زائدة. انظر: النهاية 2/145. 2 فتح الباري 8/407 و 6/504. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ " {الرَّقِيمِ} لوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا". أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 244-246 ثنا عيسى ابن الجنيد، ثنا يزيد بن هارون، أنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، به مطولا. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في المصدر السابق - عن أبيه، ثنا عمرو بن عوف، ثنا يزيد بن هارون، به. قال ابن حجر عقبه: هذا إسناد صحيح، قد رواه عن سفيان بن حسين أيضا هشيم وغيره، وسفيان بن حسين ثقة، حجة في غير الزهري، وإنما ضعفه من ضعفه في حديث الزهري؛ لأنه لم يضبطه عنه. أهـ. انظر: تغليق التعليق 4/246. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 [1464] وروى عبد الرزاق من طريق عكرمة قال: كان أصحاب الكهف أولاد ملوك اعتزلوا قومهم في الكهف فاختلفوا في بعث الروح، فقال قائل يبعثان، وقال قائل: تبعث الروح فقط وأما الجسد فتأكله الأرض، فأماتهم الله ثم أحياهم، فذكر القصة 1.   1 فتح الباري 8/407. أخرجه ابن جرير 15/216 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن عكرمة - فذكر القصة مطولا. ولفظه "قال: كان أصحاب الكهف أبناء ملوك الروم، رزقهم الله الإسلام، فتعوّذوا بدينهم، واعتزلوا قومهم، حتى انتهوا إلى الكهف، فضرب الله على سمعهم، فلبثوا دهرا طويلاً، حتى هَلكت أمتهم، وجاءت أمّة مسلمة، وكان ملكهم مسلما، فاختلفوا في الروح والجسد، فقال قائل: يبعث الروح والجسد جميعا وقال قائل: يُبعث الروح، فأما الجسد فتأكله الأرض، فلا يكون شيئا فشقّ على ملكهم اختلافهم، فانطلق فلبس المُسُوح، وجلس على الرّماد، ثم دعا الله تعالى فقال: أي ربّ، قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث لهم آية تبين لهم، فبعث الله أصحاب الكهف، فبعثوا أحدهم يشتري لهم طعاما، فدخل السوق، فجعل يُنكر الوجوه، ويعرف الطرق، ويرى الإيمان بالمدينة ظاهرا، فانطلق وهو مستخف حتى أتى رجلاً يشتري منه طعاما فلما نظر الرجل إلى الوَرِق أنكرها، قال: حسبت أنه قال: كأنها أخفاف الرّبَع، يعني الإبل الصغار، فقال له الفتى: أليس ملككم فلانا؟ قال: بل ملكنا فلان فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك، فسأله، فأخبره الفتى خبر أصحابه، فبعث الملك في الناس، فجمعهم، فقال: إنكم قد اختلفتم في الروح والجسد، وإن الله قد بعث لكم آية، فهذا رجل من قوم فلان، يعني ملكهم الذي مضى، فقال الفتى: انطلقوا بي إلى أصحابي فركب الملك، وركب معه الناس حتى انتهوا إلى الكهف فقال الفتى دعوني أدخل إلى أصحابي، فلما أبصرهم ضُرِب على أذنه وعلى آذانهم فلما استبطؤوه دخل الملك، ودخل الناس معه، فإذا أجساد لا ينكرون منها شيئا غير أنها لا أرواح فيها، فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم. قال قتادة: وعن ابن عباس، كان قد غزا مع حبيب ابن مسلمة، فمرّوا بالكهف، فإذا فيه عظام، فقال رجل: هذه عظام أصحاب الكهف، فقال ابن عباس: لقد ذهبت عظامهم منذ أكثر من ثلاث مئة سنة". والقصة ذكرها السيوطي في الدر المنثور 5/367 ونسبها إلى عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عكرمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 [1465] عن الضحاك {الْكَهْفِ} الفتح في الجبل، أخرجه ابن أبي اتم عنه1. [1466] وفي تفسير ابن مردويه عن ابن عباس: أصحاب الكهف أعوان المهدي، وسنده ضعيف2. [1467] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الرقيم الكتاب3. [1468] وقد روى ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قال: ما كنت أعرف الرقيم، ثم سألت عنه، فقيل لي: هي القرية التي خرجوا منها. وإسناده ضعيف4.   1 فتح الباري 6/503. لم أقف عليه، ومعناه صحيح. وقال الراغب: الكهف الغار في الجبل وجمعه: كُهوف. المفردات ص:442. 2 فتح الباري 6/503. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/370 ونسبه إلى ابن مردويه فقط، هذا ولم أقف على إسناده، وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 3 فتح الباري 6/504. أخرجه ابن جرير 15/198 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/407. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/397، ومن طريقه ابن جرير في تفسيره 15/198، وإسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره سورة الكهف، رقم6 كلهم من حديث الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه: "قال ابن عباس في قوله تعالى: {الرَّقِيمِ} قال: يزعم كعب أنها القرية. هذا وإن هذا التفسير يخالف ما في الصحيح، فقد تقدمت الإشارة في الرواية رقم 1461 إلى ما روى البخاري في صحيحه تعليقا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ " {الرَّقِيمِ} لوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 [1469] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة ومن طريق عطية العوفي: الرقيم الوادي الذي فيه الكهف1. [1470] وأخرج الطبري أيضا من طريق ابن عباس عن كعب الأحبار قال: هو اسم القرية2. [1471] وروى ابن أبي حاتم من طريق أنس بن مالك ومن طريق سعيد بن جبير أن الرقيم اسم الكلب. قوله تعالى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} الآية: 12 [1472] روى عبد بن حميد من طريق مجاهد في قوله {أَمَداً} قال عددا4.   1 فتح الباري 6/504. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 15/198 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه. ولفظه "قال: كنا نحدث أن الرقيم: الوادي الذي فيه أصحاب الكهف ". وأما عن عطية فأخرجه ابن جرير 15/198 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، عن عطية قال: الرقيم: واد. وأخرج من طريق عطية، عن ابن عباس قال: الرقيم: واد بين عُسفان وأيلة دون فلسطين. 2 فتح الباري 6/504. أخرجه ابن جرير 15/198 من طريق الثوري، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس. ولفظه " قال: يزعم كعب أن الرقيم: القرية. ومن طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله. 3 فتح الباري 6/504. لم أقف عليهما مسندين. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/362 عن أنس بن مالك قال: {الرَّقِيمِ} الكلب، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 4 فتح الباري 8/407. أخرجه ابن جرير 15/206 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 703 قوله تعالى: {قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} الآية: 14 [1473] وروى الطبري عن سعيد عن قتادة في قوله: {شَطَطاً} قال: كذبا 1. قوله تعالى: {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} الآية: 17 [1474] وصل الفريابي عن مجاهد {تَقْرِضُهُمْ} تتركهم 2. [1475] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة نحوه 3. قوله تعالى: {الْوَصِيدِ} الآية: 18 [1476] أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {الْوَصِيدِ} الفناء 4. قوله تعالى: {أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً} الآية: 19 [1477] وروى سعيد بن منصور من طريق عطاء بن السائب عن   1 فتح الباري 6/504. أخرجه ابن جرير 15/208 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 8/406. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 243 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 3 فتح الباري 8/406. أخرجه في تفسيره 1/2/400. ولفظه "تدعهم ذات الشمال". 4 فتح الباري 6/504. لم أجد في تفسير الطبري من طريق سعيد عن ابن عباس، وإنما من طريق علي بن أبي طلحة، عنه. نعم أخرج 15/214 عن محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} قال: بالفِناء. ولم يذكر في الإسناد "ابن عباس". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 704 سعيد بن جبير عن ابن عباس: أحلُّ ذبيحةً، وكانوا يذبحون للطواغيت1. [1478] وروى عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله {أَزْكَى طَعَاماً} قال: خير طعاما2. [1479] وروى الطبري عن سعيد بن جبير أحلّ3. قوله تعالى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} الآية: 22 [1480] قال عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله {رَجْماً بِالْغَيْبِ} قال: قذفا بالظن 4. قوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} الآية:23-24 [1481] أخرج ابن إسحاق في سؤال من سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة أصحاب الكهف: غدا أجيبكم، فتأخر الوحي فنزلت {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي   1 فتح الباري 8/407. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 150/ ب حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، به. وهذا إسناد ضعيف؛ فإن خالد بن عبد الله هو الطحان الواسطي إنما سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط. انظر رقم 203. 2 فتح الباري 6/504. أخرجه عبد الرزاق 1/2/400 به سنداً ومتناً. وزاد في آخره "يعني أجوده". 3 فتح الباري 6/504. أخرجه ابن جرير 15/223 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، به. ومن طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، مثله. وقد رجّح الطبري هذا القول. 4 فتح الباري 6/504 و 8/408. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/400 به سنداً ومتناً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 705 فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فقال إن شاء الله1. قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} الآية: 28 [1482] وعن ابن جريج: نزلت في عيينه بن حصن بن حيفة بن بدر الفزاري قبل أن يسلم 2. قوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [1483] وصل الطبري من طريق داود بن أبي هند في قوله {فُرُطاً} قال: ندامة3. [1484] وللطبري عن مجاهد قال: ضياعا4.   1 فتح الباري 11/603. ذكر ابن كثير في تفسيره 5/132-33 قال "وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة، قال: حدثني شيخ من أهل مصر، قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره قصة اجتماع اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم وسؤالهم عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح. وتأخر الوحي عنه ثم نزول جبريل عليه السلام بسورة أصحاب الكهف. كما أورد السيوطي في الدر المنثور 5/376-377 عن مجاهد هذه القصة، وفيه "فأنزل الله هذه الآية ". وقد عزاه السيوطي إلى ابن المنذر. 2 فتح الباري 8/408. أخرجه ابن جرير 15/235 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج. ولفظه "قال: أخبرت أن عيينة بن حصن قال للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم: لقد آذاني ريح سلمان الفارسي، فاجعل لنا مجلسا منك لا يجامعوننا فيه، واجعل لهم مجلسا لا نجامعهم فيه، فنزلت الآية ". 3 فتح الباري 8/408. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 15/236 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا عباد بن راشد، عن داود، به. 4 فتح الباري 8/408. أخرجه ابن جرير 15/236 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 [1485] وعن السدي قال: إهلاكا 1. قوله تعالى: {نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} الآية: 29 [1486] وروى الطبري من طريق ابن عباس بإسناد منقطع قال: سرادقها حائط من نار2. قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} الآية: 33 [1487] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} : لم تنقص3. [1488] وكذا الطبري من طريق سعيد عن قتادة4. قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} الآية: 34 [1489] وصل الفريابي عن مجاهد {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} قال: ذهب   1 فتح الباري 8/408. لم يرو الطبري عن السدي من قوله، وإنما عن خباب من طريق السدي، فقد أخرجه 15/237 من طريق أسباط، عن السدي، عن أبي سعيد الأزدي، عن أبي الكنود، عن خباب {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} قال: هلاكا. 2 فتح الباري 8/408. أخرجه ابن جرير 15/239 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، فذكره. وفيه انقطاع بين ابن جريج وابن عباس وقد أشار ابن حجر إلى ذلك. 3 فتح الباري 8/407. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/243-244 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام، عن ابن جريج، به مثله. 4 فتح الباري 8/407. أخرجه ابن جرير 15/245 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 707 وفضة 1. [1490] وأخرج الفراء من وجه آخر عن مجاهد قال: ما كان في القرآن ثمر بالضم فهو المال، وما كان بالفتح فهو النبات 2. [1491] أخرج الطبري من طريق أبي سفيان المعمري 3 عن معمر عن قتادة قال: الثمر المال كله، وكل مال إذا اجتمع فهو ثُمُر إذا كان من لون الثمرة وغيرها من المال كله 4. [1492] وروى ابن المنذر من وجه آخر عن قتادة قال: قرأ ابن عباس {ثَمَرٌ} يعني بفتحتين وقال: يريد أنواع المال 5.   1 فتح الباري 8/406. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/243 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/406. أخرجه الفراء في معاني القرآن 2/144 قال: وحدثني المعلى بن هلال الجعفي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قوله {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} اختلفت القرّاء في قوله {ثَمَرٌ} فقرأ عامة قرّاء الحجاز والعراق {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} - بضم التاء والميم -، وقرأ آخرون {وَكَانَ لَهُ ثَمَر} بفتحتين، وقرئ {ثُمْر} بضم فسكون، كما قرئ {ثَمْر} بفتحة فسكون. انظر: البحر المحيط 6/125، والسبعة لابن مجاهد ص390، والمحتسب لابن جني 6/476، وتفسير الطبري 15/245. 3 هو محمد بن حميد اليشكري، أبو سفيان المعمري، نزيل بغداد، روى عن معمر وغيره، ثقة. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/115، والتقريب 2/156. 4 فتح الباري 8/406. أخرجه ابن جرير 15/245 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، به مثله. 5 فتح الباري 8/406. أخرجه ابن جرير 15/245 حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثني حجاج، عن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 708 قوله تعالى: {هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} الآية: 45 [1493] ذكر إسماعيل بن أبي زياد في تفسيره عن ابن عباس {هَشِيماً} متغيرا، و {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} أي تفرقه 1. قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} الآية: 52 [1494] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} أي مهلكا 2. قوله تعالى: {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً} الآية: 58 [1495] وصل الفريابي عن مجاهد {مَوْئِلاً} مَحْرِزا 3.   1 فتح الباري 6/295. ضعيف، قال في الفتح 6/295 "لم أره عنه من طريق موصولة ". و"إسماعيل بن أبي زياد" هو الشامي، واسم أبيه "مسلم"، قاضي الموصل، شيخ ضعيف جمع تفسيراً كبيراً، فيه الصحيح والسقيم، متروك كذّبوه، وهو في عصر أتباع التابعين. وقد كان يعلّم ولد المهدي، وشحن كتابه في "التفسير" بأحاديث مسندة يرويها عن شيوخه، ثور بن يزيد، ويونس الأبلي، لا يتابع عليها. ونقل الذهبي عن الدارقطني قال: هو إسماعيل بن مسلم، متروك يضع الحديث. انظر: الميزان 1/230-231، رقم881، 884، والتقريب 1/69، وطبقات المفسرين للداودي 1/108، والعجاب في بيان الأسباب - المقدمة - 1/213. 2 فتح الباري 10/443. أخرجه ابن جرير 15/264 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 8/407. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/247 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 709 [1496] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {مَوْئِلاً} قال: ملجأ1. قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} الآية: 60 [1497] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: بحر فارس والروم2. [1498] وعن الربيع بن أنس مثله، أخرجه عبد بن حميد3. [1499] وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: هما الكُرّ والرَّسُّ حيث يصبان في البحر 4. [1500] وقال محمد بن كعب القرظي: مجمع البحرين بطنجة5. [1501] وعن أبي بن كعب قال: بإفريقية. أخرجهما ابن أبي حاتم،   1 فتح الباري 8/407. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/405 بهذا السند بلفظ "منجيا". 2 فتح الباري 8/410. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/405 به، مثله. 3 فتح الباري 8/410. لم أقف على إسناده، وانظر ما قبله. 4 فتح الباري 8/410. قال ابن عطية: مجمع البحرين ذراع في أرض فارس من وراء أذربيجان يخرج من البحر المحيط من شماليه إلى جنوبيه مما يلي بر الشام. انظر: المحرر الوجيز 10/421. 5 فتح الباري 8/410. أخرجه ابن جرير 15/271 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن الضريس، قال: ثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 لكن السند إلى أبي بن كعب ضعيف 1. [1502] وأغرب من ذلك ما نقله القرطبي عن ابن عباس قال: المراد بمجمع البحرين اجتماع موسى والخضر؛ لأنهما بحرا علم 2. قوله تعالى: {أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} [1503] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الحقب الزمان 3. [1504] وعن ابن عباس: الحقب الدهر 4. [1505] وعن سعيد بن جبير: الحقب الحين، أخرجهما ابن المنذر 5. [1506] وجاء تقديره عن غيرهم، فروى ابن المنذر عن عبد الله   1 فتح الباري 8/410. لم أقف على إسناده، لكن ابن حجر قد حكم عليه بالضعف كما في الأعلى. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/423 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب. 2 فتح الباري 8/410. حكاه القرطبي عن ابن عباس، ثم علق عليه قائلا: وهذا قول ضعيف، لا يصح؛ فإن الأمر بيِّن من الأحاديث أنه إنما وُسم له بحر ماء. انظر: تفسير القرطبي 11/8. وقال ابن حجر: وهذا غير ثابت ولا يقتضيه اللفظ، وإنما يحسن أن يذكر في مناسبة اجتماعهما بهذا المكان المخصوص، كما قال السهيلي: اجتمع البحران بمجمع البحرين. أهـ. فتح الباري 8/410. قلت: ولم يبين الله سبحانه وتعالى أي البحرين هما، ولا جاءنا خبر صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان ذلك، وعدم معرفة ذلك لا يضرنا شيئا؛ فإن معرفة ذلك وعدمه لا يترتب عليه أمر ديني. 3 فتح الباري 8/410. أخرجه في تفسيره 1/2/405، مثله. 4 فتح الباري 8/410. أخرجه ابن جرير 15/272 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 8/410. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 ابن عمرو بن العاص أنه ثمانون سنة 1. [1507] وروى عبد بن حميد عن مجاهد أنه سبعون 2. قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً} الآية: 63 [1508] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة قال: عجب موسى أن تسرب حوت مملح في مكتل 3. قوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} الآيتان: 64-65 [1509] وروى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: انجاب الماء عن مسلك الحوت فصار كوة، فدخلها موسى على أثر الحوت فإذا هو بالخضر 4. [1510] وروى ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: فرجع موسى حتى أتى الصخرة فوجد الحوت، فجعل موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء ويتبع الحوت، وجعل الحوت لا يمس شيئا من البحر إلا   1 فتح الباري 8/410. أخرجه ابن جرير 15/272 حُدِّثت عن هشيم، قال: ثنا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله ابن عمرو، به. وفي سنده شيخ الطبري مبهم. 2 فتح الباري 8/410. لم أجده بهذا اللفظ، وأخرج ابن جرير 15/272 من طريق ابن جريج، وابن أبي نجيح كلاهما عن مجاهد بلفظ "سبعين خريفا ". 3 فتح الباري 8/416. أخرج ابن جرير 15/275 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، نحوه. ولفظه قال في الآية "فكان موسى لما اتخذ سبيله في البحر عجبا، يعجب من سرب الحوت. 4 فتح الباري 1/168 و 8/417. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 يبس حتى يصير صخرة، فجعل موسى يعجب من ذلك حتى انتهى إلى جزيرة في البحر فلقي الخضر 1. [1511] ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال: بلغنا عن ابن عباس أن موسى دعا ربه ومعه ماء في سقاء يصب منه في البحر، فيصير حجرا فيأخذ فيه، حتى انتهى إلى صخر فصعدها وهو يتشوف هو يرى الرجا، ثم رآه 2. قوله تعالى: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} الآية:70 [1512] وعند ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: قال الخضر لموسى: إن عجلت علي في ثلاث فذلك حين أفارقك 3. قوله تعالى: {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} الآية: 71 [1513] أخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} قال: منكرا 4. [1514] وروى ابن أبي حاتم من طريق خالد بن قيس 5 عن قتادة في   1 فتح الباري 8/417. ضعيف الإسناد، لأنه من طريق عطية العوفي فهو ضعيف. 2 فتح الباري 8/417. ضعيف لانقطاعه. 3 فتح الباري 8/419. 4 فتح الباري 8/419. أخرجه ابن جرير 15/284 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/425 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 5 خالد بن قيس بن رباح الأزدي الحُدَّاني البصري، روى عن عطاء وعمرو بن دينار وقتادة وغيرهم، صدوق يُغرب. أخرج له مسلم وأبو داود في سننه وفي الناسخ والمنسوخ والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 3/97، والتقريب 1/217. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 قوله: {إِمْراً} قال: عجبا 1. [1515] ومن طريق أبي صخر في قوله {إِمْراً} قال عظيما 2. [1516] وفي رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم "إن موسى لما رأى ذلك امتلأ غضبا وشدّ ثيابه وقال: أردت إهلاكهم، ستعلم أنك أول هالك. فقال له يوشع: ألا تذكر العهد؟ فأقبل عليه الخضر فقال: ألم أقل لك؟ فأدرك موسى الحلم فقال: لا تؤاخذني. وأن الخضر لما خلصوا قال لصاحب السفينة: إنما أردت الخير، فحمدوا رأيه، وأصلحها الله على يده" 3. قوله تعالى: {قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} الآية: 73 [1517] وروى الفراء من وجه آخر عن أبي بن كعب قال: لم ينس موسى، ولكنه من معاريض الكلام، وإسناده ضعيف 4.   1 فتح الباري 8/419. أخرج ابن جرير 15/284 من طريق سعيد، عن قتادة، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/425 ونسبه إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن قتادة. 2 فتح الباري 8/419. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/425 عنه، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وأبو صخر المدني: اسمه حميد بن زياد أبو صخر، رأى سهل بن سعد، وروى عن جماعة من التابعين، روى عنه المفضل وغيره. قال أحمد ويحيى ليس به بأس، وقال ابن حجر: صدوق يهم. تقدم برقم 1013. 3 فتح الباري 8/419. 4 فتح الباري 8/419. أخرجه الفراء في معاني القرآن 2/155 حدثني يحيى بن المهلب، عن رجل، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، به. وقد أخرجه ابن جرير 15/285 قال: حُدِّثت عن يحيى بن زياد، قال: ثني يحيى ابن المهلب، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن أبي بن كعب الأنصاري - فذكر مثله. وإسناده ضعيف كما نبّه على ذلك ابن حجر أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 714 قوله تعالى: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} الآية: 76 [1518] وروى ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس مرفوعا قال: الأولى نسيان والثانية عذر والثالثة فراق 1. قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} الآية:81 [1519] وللنسائي من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فأبدلهما ربهما خيرا منه زكاة قال: أبدلهما جارية فولدت نبيا من الأنبياء 2. [1520] وللطبري من طريق عمرو بن قيس نحوه 3.   1 فتح الباري 8/419. لم أقف على إسناده، وأوله في الصحيحين من حديث أبي بن كعب مرفوعا في حديث طويل بلفظ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت الأولى من موسى نسيانا"، وفي رواية عنه مرفوعا "كانت الأولى نسيانا والوسطى والثالثة عمداً". البخاري - كتاب التفسير، باب "وإذ قال موسى لفتاه"، رقم4725 و 4726، وصحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام، رقم:2380-171، 172. 2 فتح الباري 8/421. لم أقف عليه عند النسائي، ولا عند غيره. 3 فتح الباري 8/421. أخرجه ابن جرير 16/3 حدثني يعقوب، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا المبارك بن سعيد، قال: ثنا عمرو بن قيس في الآية قال: بلغني أنها جارية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 715 [1521] ولابن المنذر من طريق بسطام بن جميل 1 قال: أبدلهما مكان الغلام جارية ولدت نبيين 2. [1522] ولعبد بن حميد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة: ولدت جارية 3. [1523] ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال: ولدت جارية فولدت نبيا، وهو الذي كان بعد موسى فقالوا له: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، واسم هذا النبي شمعون، واسم أمه حنة 4. [1524] وعند ابن مردويه من حديث أبي بن كعب أنها ولدت غلاما، لكن إسناده ضعيف 5. [1525] وأخرجه ابن المنذر بإسناد حسن عن عكرمة عن ابن عباس نحوه 6. قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} الآية: 83 [1526] وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا   1 بِسْطَام بن جميل، شامي، عن التابعين. قال الأزدي: ليس حديثه بشيء. انظر: الميزان 1/309، رقم1169. 2 فتح الباري 8/421. ضعيف الإسناد؛ ففيه بسطام بن جميل، ليس حديثه بشيء. 3 فتح الباري 8/421. لم أقف على إسناده، والحكم بن أبان صدوق له أوهام، وقد تقدم برقم 321. 4 فتح الباري 8/421. السدي ضعيف، وقد تقدم برقم 5. 5 فتح الباري 8/421. إسناده ضعيف كما نبه على ذلك ابن حجر. 6 فتح الباري 8/421. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 716 أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا" 1. [1527] قال الزبير في أوائل "كتاب النسب" حدثنا إبراهيم بن المنذر2 عن عبد العزيز بن عمران3 عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال4 عن القاسم بن أبي بزة 5 عن أبي الطفيل سمعت ابن الكوّاء يقول لعلي   1 فتح الباري 6/383. أخرجه الحاكم 2/14 من طريق عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - مرفوعا. وأخرجه 2/450 من طريق آدم ابن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/435 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه. 2 إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي، روى عن مالك وابن عيينة وعبد العزيز بن عمران وغيرهم. صدوق، مات سنة ست وثلاثين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 1/145، والتقريب 1/43-44. 3 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، الأعرج، يعرف بابن أبي ثابت، روى عن هشام بن سعد وغيره، وعنه إبراهيم ابن المنذر وغيره. متروك، احترقت كتبه فحدث من حفظه، فاشتد غلطه، وكان عارفا بالأنساب، قال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير. مات سنة سبع وتسعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/312، والتقريب 1/511. 4 سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، قيل: مدني الأصل، روى عن جابر وأنس مرسلا وزيد بن أسلم وربيعة والقاسم بن أبي بزة وغيرهم، وعنه سعيد المقبري وهو أكبر منه والحارث وهشام بن سعد وغيرهم. قال العجلي: ثقة، ووثقه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم، انظر ترجمته في: التهذيب 4/83، والتقريب 1/307. 5 القاسم بن أبي بزة، المكي أبو عبد الله المخزومي مولاهم، قيل أصله من همدان. روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم، وعنه سعيد بن أبي هلال وفطر بن خليفة وعمرو بن دينار وابن جريج وشعبة وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس عشرة ومائة. وقيل قبله. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/122، والتهذيب 8/278، والتقريب 2/115. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 ابن أبي طالب: أخبرني ما كان ذو القرنين؟ قال: كان رجلا أحب الله فأحبه، بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه ضربة مات منها، ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها، ثم بعثه الله فسمي ذو القرنين، وعبد العزيز ضعيف، ولكنه توبع على أبي الطفيل 1. [1528] أخرجه سفيان بن عيينة في جامعه عن ابن أبي حسين 2 عن أبي الطفيل نحوه، وزاد: وناصح لله فناصحه. وفيه " لم يكن نبيا ولا ملكا". وسنده صحيح سمعناه في الأحاديث المختارة للحافظ الضياء 3. [1529] وأخرج الزبير بن بكار من طريق سليمان بن أسيد 4 عن ابن شهاب قال: إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن   1 فتح الباري 6/383. وفي إسناده "عبد العزيز بن عمران" ضيعف، لكنه توبع كما أشار أعلاه وكما سيأتي برقم 1528. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/435-436 ونسبه إلى ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه. 2 هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل المكي، النوفلي، روى عن أبي الطفيل ونافع بن جبير بن مطعم وعطاء وعكرمة ومجاهد وآخرين. وعنه ابن جريج وابن إسحاق والليث ومالك والسفيانان وغيرهم. ثقة، عالم بالمناسك، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/256، والتقريب 1/428. 3 فتح الباري 6/383. أخرجه الضياء المقدسي في المختارة رقم555 وابن عبد الحكم في فتوح مصر 1/39-40 - ذكر بناء الاسكندرية - كلاهما من طريق ابن عيينة، بهذا السند. تنبيه: وفي هذا الحديث إشكال، لأن قوله "لم يكن نبيا" مغاير لقوله "بعثه الله إلى قومه"، وقد أجاب ابن حجر عن ذلك بأن يحمل البعث على غير رسالة النبوة. فتح الباري 6/383. 4 سليمان بن أسيد بن عبد الله بن أسيد بن الأخنس بن شريق الأخنسي أبو داود، ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال روى عن هشام بن عروة، روى عنه إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري. الجرح والتعديل 4/101. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 الشمس من مطلعها 1. قوله تعالى: {السَّدَّيْنِ} الآية: 93 [1530] روى ابن أبي حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعا في قصة ذي القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس، ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شيء فبنى السدين، وفي إسناده ضعف 2. قوله تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} الآية: 94 [1531] وجاء في صفتهم ما أخرجه ابن عدي وابن أبي حاتم والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه من حديث حذيفة رفعه قال "يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح"، "لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه، ويأكلون من مات منهم"، وهو من رواية يحيى بن سعيد العطار 3 عن محمد بن إسحاق 4 عن الأعمش، والعطار ضعيف جداً،   1 فتح الباري 6/383. أخرجه عبد ابن عبد الحكم في فتوح مصر 1/40 - ذكر بناء الاسكندرية - حدثنا أحمد ابن محمد، عن عبد العزيز بن عمران، عن سليمان بن أسيد، عن ابن شهاب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/439 عن ابن شهاب، ونسبه إلى ابن عبد الحكم في فتوح مصر. 2 فتح الباري 6/385. 3 يحيى بن سعيد العطار الحمصي، ترجم له ابن عدي، وروى بسنده عن عثمان قال: قلت ليحيى بن معين: يحيى بن سعيد العطار الحمصي؟ قال: ليس بشيء، سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: يحيى بن سعيد العطار منكر الحديث. وقال أبو داود: جائز الحديث، وقال ابن خزيمة: لا يحتج به، وقال ابن عدي: بيِّن الضعف. انظر ترجمته في: الكامل لابن عدي 7/2650، وميزان الاعتدال 6/53، رقم9519. 4 محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي، روى عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة وجعفر بن برقان والأعمش أحاديث مناكير بالأسانيد التي يرويها. قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: كذّاب، وقال الدارقطني: يضع الحديث. انظر ترجمته في: الميزان 4/396، رقم7202، والكامل 6/2176. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 719 ومحمد بن إسحاق قال ابن عدي ليس هو صاحب المغازي، بل هو العكاشي، قال والحديث موضوع، وقال ابن أبي حاتم منكر1. [1532] لكن لبعضه شاهد صحيح، أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه "إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية" 2. [1533] وللنسائي من رواية عمرو بن أوس3 عن أبيه4 رفعه "إن   1 فتح الباري 6/386 و 13/106. أخرجه ابن عدي في الكامل 6/2177 والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم4513 وابن الجوزي في الموضوعات 1/206 من طريق ابن عدي كلهم من طريق يحيى بن سعيد العطار عن محمد بن إسحاق عن الأعمش، عن حديفة، به. قال ابن عدي: هذا حديث منكر موضوع، ومحمد بن إسحاق هذا ليس هو صاحب المغازي، وإنما هو محمد ابن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي قال يحيى ابن معين: كذاب، وقال الدارقطني: يضع الحديث. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 5/457-458 مطولا ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عدي وابن عساكر وابن النجار. 2 فتح الباري 13/106. أخرجه ابن حبان رقم6828 أخبرنا أبو عروبة، قال: حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود، به. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. 3 هو عمرو بن أوس بن أبي أوس، الثقفي الطائي، تابعي كبير، وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: وقد وَهِم من ذكره في الصحابة، مات بعد التسعين من الهجرة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/6-7، والتقريب 2/66. 4 اسمه أوس بن أبي أوس الثقفي، صحابي سكن دمشق، توفي سنة تسع وخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/312، رقم287، والتقريب 1/85. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاءوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعداً" 1. [1534] وأخرج الحاكم وابن مردويه من طريق عبد الله بن عمرو "أن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاثة أمم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعداً" 2. [1535] وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن عبد الله بن سلام 3 مثله 4.   1 فتح الباري 13/106. أخرجه النسائي في تفسيره رقم354 أنا داود، نا سهل بن حماد، نا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن عمرو بن أوس، عن أبيه، عن جده مرفوعا. وابن عمرو بن أوس ضعيف كما ستأتي ترجمته قريبا برقم 1546. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى النسائي وابن مردويه. 2 فتح الباري 13/106-107. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم2282 ومن طريقه الطبراني كما في اللآلي المصنوعة 1/58-59 حدثنا المغيرة بن مسلم، ثنا أبو إسحاق، عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وأخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم4512 من طريق زياد بن خيثمة، حدثني أبو إسحاق، به نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/9 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث وابن مردويه وابن عساكر. 3 عبد الله بن سلام - بالتخفيف - الإسرائيلي، أبو يوسف، حليف بني الخزرج، صحابي مشهور، قيل كان اسمه الحصين فسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/265، رقم2986، والإصابة 4/102، رقم4743، والتقريب 1/422. 4 فتح الباري 13/107. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي شيبة. ولفظه "قال: ما مات رجل من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرية لصلبه فصاعداً". وقد أخرجه ابن جرير 17/88 - في سورة الأنبياء - حدثنا محمد بن عمارة، قال: ثنا عبد الله ابن موسى، قال: أخبرنا زكريا، عن عامر، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله ابن سلام، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 [1536] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عمرو قال "الجن والإنس عشرة أجزاء، فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزء سائر الناس"1. [1537] ومن طريق شريح بن عبيد 2 عن كعب قال: هم ثلاثة أصناف، صنف أجسادهم كالأرز 3، وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى 4. [1538] وأخرج أيضا هو 5 والحاكم من طريق أبي الجوزاء 6 عن   1 فتح الباري 13/107. لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. 2 شريح بن عبيد بن شريح، الحضرمي الحمصي، روى عن ثوبان وأبي الدرداء وأبي أمامة وجماعة. وروى عن سعد بن أبي وقاص والصعب بن جثامة وأبي ذر الغفاري وكعب الأحبار ولم يدركهم. وروى عنه معاوية بن صالح وغيره. ثقة، وكان يرسل كثيراً. مات بعد المائة. أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 4/288، والتقريب 1/349. 3 بفتح الهمزة وسكون الراء ثم زاي، هو شجر كبار جداً. كذا قال ابن حجر. فتح الباري 13/107. 4 فتح الباري 13/107. أخرجه ابن جرير 16/22 حدثني بحر بن نصر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني معاوية، عن أبي الزاهرية وشريح بن عبيد، به. ولم يذكر في إسناده كعبا. قلت: وقد تقدم في ترجمة شريح أن روايته عن كعب الأحبار مرسلة، لكنه - هنا - مقرون بأبي الزاهرية واسمه حُدَير بن كُرَيب. 5 أي ابن أبي حاتم، فإنه معطوف على ما تقدم قبل رواية. 6 اسمه أوس بن عبد الله الربعي، أبو الجوزاء، بصري، يرسل كثيراً، روى عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وغيرهم. وعنه عمرو بن مالك وغيره. ثقة، مات سنة ثلاث وثمانين، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/335، والتقريب 1/86. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 722 ابن عباس: يأجوج ومأجوج شبراً شبراً وشبرين شبرين وأطولهم ثلاثة أشبار 1، وهو من ولد آدم 2. [1539] ومن طريق أبي هريرة رفعه "وُلِد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم، وولد لحام القبط والبربر والسودان، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالية "، وفي سنده ضعف 3. [1540] ومن رواية سعيد بن بشير عن قتادة قال: يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، بنى ذو القرنين السد على إحدى وعشرين، وكانت منهم قبيلة غائبة في الغزو وهم الأتراك، فبقوا دون السد 4. [1541] وأخرج ابن مردويه من طريق السدي قال: الترك سرية من سرايا يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فبنى السد فبقوا خارجا 5.   1 الشِّبْر: ما بين طرفي الخنصر والإبهام بالتفريج المعتاد، وجمعه أشبار. انظر: المعجم الوسيط ص470. 2 فتح الباري 13/107. أخرجه الحاكم 4/527 حدثنا علي بن حمشاد العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عمرو بن مالك البكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، به. وسكت عنه الحاكم والذهبي. 3 فتح الباري 13/107. لم أقف عليه مسنداً، وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما في الأعلى. 4 فتح الباري 13/107. إسناده ضعيف كسابقه؛ ففيه سعيد بن بشير، يروي عن قتادة وغيره، ضعيف، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات، وقد تقدم ترجمته برقم 45. 5 فتح الباري 13/107. وهذا أيضا ضعيف؛ فإنه من طريق السدي. انظر ترجمته برقم 5. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 [1542] وقد جاء في خبر مرفوع "إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم" وهو فيما أخرجه الترمذي وحسنه وابن حبان والحاكم وصححاه من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه في السد " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غداً، فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غداً إن شاء الله واستثنى، قال: فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس" الحديث. أخرجه الترمذي والحاكم من رواية أبي عوانة وعبد بن حميد من رواية حماد بن سلمة وابن حبان من رواية سليمان التيمي كلهم عن قتادة، ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة مدلس. وقد رواه بعضهم عنه فأدخل بينهما واسطة أخرجه ابن مردويه، لكن وقع التصريح في رواية سليمان التيمي عن قتادة بأن أبا رافع حدثه وهو في صحيح ابن حبان. وأخرجه ابن ماجه من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال "حدث أبو رافع" 1.   1 فتح الباري 13/108-109. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/510 وابن ماجه في سننه رقم4080 - في الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج - وابن جرير 16/21 ثلاثتهم من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، ثنا أبو رافع، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه. وأخرج الترمذي رقم3153 - في التفسير، باب ومن سورة الكهف - والحاكم 4/488 كلاهما من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن أبي رافع، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم6829 الإحسان من طريق المعتمر = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 [1543] وله طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه عبد بن حميد من طريق عاصم عن أبي صالح عنه، لكنه موقوف 1.   = ابن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، أن أبا رافع حدثه عن أبي هريرة، فذكره. والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2520. وقال ابن كثير في تفسيره 5/194 وهذا إسناد جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية - أي قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} [الآية 97]- يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته. ولكن هذا وقد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا قليل، فيقولون: غدا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غداً نفتح، ويلهمون أن يقولوا "إن شاء الله" فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه - قال - وهذا متَّجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه. والله أعلم. أهـ كلامه. هذا وقد نقل الشيخ شعيب الأرنؤوط مقالة ابن كثير هذه في تعليقه على صحيح ابن حبان، وأيَّده قائلا: ومما يؤكد ما قاله ابن كثير أن الوهم من بعض الرواة ما رواه مسلم بن الحجاج في كتابه "التمييز" ص 128: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا مروان الدمشقي، عن الليث بن سعد، حدثني بكير بن الأشج، قال: قال لنا بسر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثنا عن كعب الأحبار، ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن كثير في البداية 8/109 عن مسلم، وقال بإثره: وفي رواية: يجعل ما قاله كعب الأحبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، فاتقوا الله وتحفظوا من الحديث. وانظر: سير أعلام النبلاء 2/606. ثم قال - أي شعيب الأرنؤوط - وقد وهم الشيخ ناصر الألباني في تصحيح هذا الحديث ورده على ابن كثير. أهـ. 1 فتح الباري 13/109. انظر التعليق السايق. وعاصم هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، روى عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل، وأبي صالح السمان وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وهما من أقرانه وعطاء ابن أبي رباح وهو أكبر منه وشعبة والسفيانان وغيرهم. صدوق، له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، مات سنة ثمان وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/35، والتقريب 1/383، وأما أبو صالح فهو ذكوان تقدم برقم 474. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 725 [1544] وقد أخرج عبد بن حميد من طريق كعب الأحبار نحو حديث أبي هريرة وقال فيه "فإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم نأتي إن شاء الله غدا فنفرغ منه" 1. [1545] وأخرج ابن مردويه من حديث حذيفة نحو حديث أبي هريرة وفيه: "فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس حتى يسلم رجل منهم حين يريد الله أن يبلغ أمره فيقول المؤمن غدا نفتحه إن شاء الله، فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتح" الحديث، وسنده ضعيف جداً 2.   1 فتح الباري 13/109. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/461 عن كعب، ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولفظه "قال: إن يأجوج ومأجوج ينقرون السد بمناقرهم، حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا: نرجع إليه غداً فنفرغ منه، فيرجعون إليه وقد عاد كما كان، فيرجعون فهم كذلك، وإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم يقولون: نأتي إن شاء الله غداً، فنفرغ منه، فيأتونه وهو كما هو فيخرقونه فيخرجون، فيأتي أولهم على البحيرة فيشربون ما كان فيها من ماء، ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من الطين، ويأتي آخرهم عليها فيقولون: قد كان ههنا ماء. فيرمون بسهامهم نحو السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء، فيدعون عليهم عيسى ابن مريم فيقول: اللهم لاطاقة لنا بهم ولا يد، فاكفناهم بما شئت، فيبعث الله عليهم دوداً يقال له النغف، فيأخذهم في أقفائهم فيقتلهم حتى تنتن الأرض من ريحهم، ثم يبعث الله عليهم طيراً فتنقل أبدانهم إلى البحر، ويرسل الله إليهم السماء أربعين يوما فينبت الأرض، حتى إن الرمان لتشبع أهل البيت". هذا وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/28-29 قال: أنا معمر، عن رجل، عن حميد ابن هلال، عن أبي بن الصيف، قال: قال كعب، فذكره بنحوه. وفي إسناده من لم يُسَمّ. 2 فتح الباري 13/109. لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر - كما في الأعلى - "سنده ضعيف جداً"، وانظر التعليق على ما سبق برقم 1542. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 726 [1546] وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن عمرو ابن أوس 1 عن جده رفعه "إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا وشجر يلقحون ما شاءوا" الحديث 2. [1547] أخرج مسلم من حديث النواس بن سمعان 3 بعد ذكر الدجال وقتله على يد عيسى قال: "ثم يأتيه قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر عيسى نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار، فيرغب عيسى نبي الله وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم النغف 4 - بفتح النون   1 ابن عمرو بن أوس، يقال اسمه عبد الرحمن، لا يعرف حاله، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل. ولم يرو عنه غير النعمان بن سالم. انظر: التقريب 2/494. وجده أوس ابن أبي أوس الثقفي صحابي تقدم برقم 1533. 2 فتح الباري 13/109. أخرجه النسائي في تفسيره رقم354 من حديث شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، عن جده - مرفوعا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى النسائي وابن مردويه. هذا وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم 2028. 3 النواس بن سمعان بن خالد الكلابي أو الأنصاري، صحابي مشهور، سكن الشام. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/345، رقم5314، والإصابة 6/377، رقم8845، والتقريب 2/308. 4 النَّغَف - بالتحريك - دودٌ يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها: نَغَفَة. انظر: النهاية 5/87. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 والغين المعجمة ثم فاء - في رقابهم فيصبحون فرسى، - بفتح الفاء وسكون الراء بعدها مهملة مقصور - كموت نفس واحدة؛ ثم يهبط عيسى نبي الله وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأ زهمهم 1 ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون تحتها، فبينماهم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، فيبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة". وفي رواية لمسلم أيضا "فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بِنُشَّابِهم 2 إلى السماء، فيردها الله عليهم مخضوبة دماء" 3. [1548] وأخرج الحاكم من طريق أبي حازم عن أبي هريرة نحوه في قصة يأجوج ومأجوج وسنده صحيح 4.   1 الزَّهَم بالتحريك، مصدر زَهِمتْ يدُه من رائحة اللحم. والزُّهمة بالضم: الرّيح المنتنة. أراد أن الأرض تُنْتن من جيفهم. انظر: النهاية 2/323. 2 النُّشّاب: النبل، واحدته: نُشَّابة، ويجمع أيضا على نشاشيب. انظر: القاموس باب الباء، فصل النون، مادة "ن ش ب" ص 127، والمعجم الوسيط مادة "ن ش ب، ص 921. 3 فتح الباري 13/109-110. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2137-110 - في الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه - بسنديه عن النواس بن سمعان - مرفوعا مطولا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/675-676 ونسبه إلى أحمد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن النواس بن سمعان. 4 فتح الباري 13/110. تقدم نحوه من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 728 قوله تعالى: {نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً} الآية: 94 [1549] روى ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {خَرْجاً} قال أجرا عظيما 1. [1550] وصل ابن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج، قال: "كيف رأيته؟ " قال: مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء، قال: "قد رأيته" 2. [1551] ورواه الطبراني من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن رجلين عن أبي بكرة 3 "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال" فذكر نحوه وزاد فيه   1 فتح الباري 6/385. أخرجه ابن جرير 16/22 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 6/386. أخرجه ابن حجر بسنده إلى ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد ابن أبي عروبة، به. وقال - أي ابن حجر - عقبه "هذا إسناد صحيح إلى قتادة، فإن كان سمعه من هذا الرجل، فهو حديث صحيح؛ لأن عدم معرفة اسم الصحابي لا تضر عند الجمهور، لأن كلهم عدول، ولكن قد اختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن أبي عروبة، عنه هكذا، ورواه عن قتادة، عن رجلين، عن أبي بكرة الثقفي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني قد رأيته يعني السد، فقال: "كيف؟ " قال: كالبرد المحبر، فقال: "قد رأيته". رواه ابن مردويه في تفسيره عن الطبراني عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، عن أبي الجماهير بهذا. ورواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن، عن شيخ له، عن سعيد بن بصير، عن قتادة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره مرسلا. ورواه مسلمة بن علي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، ومسلمة ضعيف وليس هذا من حديث أنس. والله أعلم". أهـ. 3 واسمه: نُفَيع بن الحارث بن كلدة، من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم، أسلم بالطائف، ثم نزل البصرة، ومات بها، سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/35، رقم5738، والتقريب 2/306. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 729 زيادة منكرة وهي "والذي نفسي بيده لقد رأيته ليلة أسري بي لبنة من ذهب ولبنة من فضة" 1. [1552] وأخرجه البزار من طريق يوسف بن أبي مريم الحنفي عن أبي بكرة ورجل رأى السد فساقه مطولا 2. قوله تعالى: {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} الآية: 96 [1553] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} قال: بين الجبلين 3.   1 فتح الباري 6/386. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين، ومن طريقه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 2/312-313 حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا أبو الجماهر، حدثنا سعيد بن بشير، به. سعيد بن بشير ضعيف. وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 6/386. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2089 من طريق يوسف بن أبي مريم الحنفي، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/137 رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك، تركه أبو زرعة وأبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويغرب، وفيه من لم أعرفه. قلت: ولعله يقصد "يوسف بن أبي مريم الحنفي"؛ فإني لم أجد له ترجمة حسب ما بحثت، إلا ما ذكره ابن أبي حاتم قال: يوسف بن أبي مريم، روى عن ... ، روى عنه ... سمعت أبي يقول ذلك. انظر: الجرح والتعديل 9/232. والله أعلم. هذا وقد حسّن ابن حجر إسناد البزار. انظر: تغليق التعليق 4/13. ولعله حسّنه بالطرق والمتابعات. 3 فتح الباري 6/385. أخرجه ابن جرير 16/25، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/11 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 730 قوله تعالى: {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} [1554] روى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} قال: صفرا 1. [1555] وصل ابن أبي حاتم بإسناد صحيح إلى عكرمة عن ابن عباس قال {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} قال: النحاس 2. [1556] ومن طريق السدي قال: القطر النحاس المذاب، وبناه لهم بالحديد والنحاس 3. [1557] ومن طريق وهب بن منبه قال: شرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل له عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر من صفر النحاس وحمرته وسواد الحديد 4. قوله تعالى: {وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} الآية: 101 [1558] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} أي   1 فتح الباري 6/385. أخرج ابن جرير 16/26 حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} يعني النحاس. والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي ضعيف. 2 فتح الباري 6/385. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/11 ثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الله ابن معاوية، ثنا ثابت بن يزيد أبو زيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. 3 فتح الباري 6/385. لم أقف عليه مسنداً، ويشهد له ما قبله. 4 فتح الباري 6/385. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 731 لا يعقلون 1. قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} الآية: 103 [1559] ولابن مردويه من طريق القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عن علي في هذه الآية قال: أظن أن بعضهم الحرورية 2، وأصله عند عبد الرزاق بلفظ: قام ابن الكواء إلى علي فقال: ما الأخسرين أعمالا؟ قال: ويلك، منهم أهل حروراء 3. [1560] وللحاكم من وجه آخر عن أبي الطفيل 4 قال: قال علي: منهم أصحاب النهروان 5.   1 فتح الباري 8/407. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/ 247 قال: أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 الحرورية: نسبة إلى حروراء، قرية بظاهر الكوفة، وقيل موضع على ميلين منها. نزل بها الخوارج الذين خالفوا عليّا حين جرى أمر الحكمين على إثر وقعة الصفين، ونسبوا إليها. فيقال: لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري؛ لأن أول فرقة منهم خرجوا على عليّ بهذه البلدة فاشتهروا بالنسبة إليها، وهم فرق كثيرة، لكن من أصولهم المتفق عليها بينهم: الأخذ بما دلّ عليه القرآن وردّ ما زاد عليه من الحديث مطلقا. انظر: الأنساب 2/207، والملل والنحل 1/172، وفتح الباري 1/422. 3 فتح الباري 8/425. أخرجه عبد الرزاق 1/2/413 عن الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، به. قال ابن حجر: وليس هو ببعيد؛ لأن اللفظ يتناوله وإن كان السبب مخصوصا. فتح الباري 8/425. 4 اسمه عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي، أبو الطفيل، وربما سمّي عمراً، ولد عام أحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم، وعُمِّر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/143، رقم2747، والتقريب 1/389. 5 فتح الباري 8/425. قال ابن حجر: وذلك قبل أن يخرجوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 732 [1561] وقد روى ابن مردويه من طريق أبي عون عن مصعب 1 قال: نظر رجل من الخوارج 2 إلى سعد فقال: هذا من أئمة الكفر، فقال له سعد: كذبت، أنا قاتلت أئمة الكفر. فقال له آخر: هذا من الأخسرين أعمالا، فقال له سعد: كذبت، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم. الآية 3. قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية: 109 [1562] جاء في سبب نزولها ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس في قصة سؤال اليهود عن الروح ونزول قوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء:85] قالوا كيف وقد أوتينا التوراة فنزلت {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية 4.   1 هو مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو زرارة المدني، ثقة، مات سنة ثلاث ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/145، والتقريب 2/251. 2 الخوارج فرقة تدعو بالتبرئة من عثمان وعلي، وكان أول ظهورهم حين جرى أمر الحكمين بعد الصفين، وكانوا قبل ذلك علي. ومن أهم معتقداتهم أنهم يكفّرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقا واجبا. انظر: الملل والنحل 1/170-172. 3 فتح الباري 8/426. لم أقف عليه مسنداً. هذا وقد نقل ابن حجر هنا عن ابن الجوزي قال: وجه خسرانهم أنهم تعبدوا على غير أصل، فابتدعوا، فخسروا الأعمار والأعمال. 4 فتح الباري 13/445. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/255 والترمذي في جامعه رقم3140 - في تفسير سورة بني إسرائيل - والنسائي في تفسيره رقم334 وابن حبان في صحيحه رقم99 وأبو الشيخ في العظمة رقم403 والحاكم 2/531 والبيهقي في الدلائل 2/46 كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. قال الترمذي: حديث صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. كما صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم2309 وصححه أيضا الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2510. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/331 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 733 [1563] فأخرج عبد الرزاق في تفسيره من طريق أبي الجوزاء قال: لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما، والبحر مداداً لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل أن تنفد كلمات الله1. [1564] وعن معمر عن قتادة أن المشركين قالوا في هذا القرآن يوشك أن ينفد فنزلت2. [1565] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة نحوه، وفيه "فأنزل الله: لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر مداداً لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحار قبل أن تنفد3.   1 فتح الباري 13/445. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/413-414 أنا جعفر بن سليمان، قال: أخبرني عمرو بن مالك، قال: سمعت أبا الجوزاء يقول، فذكره. 2 فتح الباري 13/445. أخرجه عبد الرزاق 2/106 في سورة لقمان عن معمر، عن قتادة به. وفيه فنزلت {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [الآية:27] . 3 فتح الباري 13/445. أخرجه ابن جرير 21/81 - في سورة لقمان - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 734 سورة مريم قوله تعالى: {كهيعص} الآية: 1 [1566] روى الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "الكاف من كريم، والهاء من هادي، والياء من حكيم، والعين من عليم، الصاد من صادق" 1. [1567] ومن وجه آخر عن سعيد نحوه لكن قال: يمين بدل حكيم، وعزيز بدل عليم 2.   1 فتح الباري 8/427. أخرجه الحاكم 2/371-372 حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ يعقوب بن يوسف القزويني، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد بن جبير، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه عبد الرزاق 2/3 ومن طريقه النحاس في معاني القرآن 4/307 وآدم ابن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 383 ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات ص94 كلهم من طرق عن عطاء بن السائب، به. وأخرج ابن جرير 16/42 من طريق عطاء، عن سعيد قال: كاف من كريم. ولم يذكر في الإسناد "ابن عباس". وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 5/478 ونسبه إلى عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات. 2 فتح الباري 8/427. أخرج الحاكم 2/372 من طريق شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - فذكر نحوه. ولفظه "قوله عز وجل: {كهيعص} قال: كاف من هاد أمين عزيز صادق". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 735 [1568] وللطبري من وجه آخر عن سعيد نحوه، لكن قال: الكاف من كبير 1. [1569] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {كهيعص} قسم، أقسم الله به، وهو من أسمائه 2. [1570] ومن طريق فاطمة بنت علي 3 قالت: كان علي يقول: يا "كهيعص" اغفر لي 4. [1571] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هي اسم من أسماء القرآن 5.   1 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/41 من طرق عن حصين، عن إسماعيل بن راشد، عن سعيد ابن جبير، مثله. وفي بعضها "عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس". 2 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/44 حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به مثله. 3 فاطمة بنت علي بن أبي طالب، روت عن أبيها وقيل لم تسمع منه، وعن أخيها ابن الحنفية وعن أسماء بنت عميس، ثقة، ماتت سنة سبع عشرة ومائة، وقد جاوزت الثمانين. انظر ترجمتها في: التهذيب 12/470، والتقريب 2/609. 4 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/44 حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سالم بن قتيبة، عن أبي بكر الهُذلي، عن عاتكة، عن فاطمة ابنة علي، مثله. 5 فتح الباري 8/427. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/3 به سندا ومتنا. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير 16/45. هذا وقد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور، فمنهم من قال: هي مما استأثر الله بعلمه، فردوا علمها إلى الله، ولم يفسروها. ومنهم من فسّرها، واختلف هؤلاء في معناها، فمن قائل: إنما هي أسماء السور، ومن قائل: هي اسم من أسماء الله تعالى، ومن قائل: هي من أسماء القرآن. ورجّح الطبري 1/220 القول بأن كل حرف من هذه الحروف يحوي معان كثيرة لا على معنى واحد. راجع: تفسير الطبري 1/205-223، وتفسير ابن كثير 1/56-57. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ} الآيتان: 5-6 [1572] وأخرج الطبري من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله تعالى: حكاية عن زكريا {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ} قال: العصبة 1. [1573] وفي قوله {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي} قال: يرث مالي ويرث من آل يعقوب النبوة 2. [1574] ومن طريق قتادة عن الحسن نحوه لكن لم يذكر المال 3. [1575] ومن طريق مبارك بن فضالة عن الحسن رفعه مرسلا "رحم الله زكريا ما كان عليه من يرث ماله" 4.   1 فتح الباري 12/8. أخرجه ابن جرير 16/46 حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي صالح، به. وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ضعيف. 2 فتح الباري 12/8. أخرجه ابن جرير 16/47، 48 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، به. وانظر ما قبله. 3 فتح الباري 12/8. أخرجه ابن جرير 16/48 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن الحسن. ولفظه "قال: نبوته وعلمه". 4 فتح الباري 12/8. أخرجه ابن جرير 16/48 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن مبارك، عن الحسن، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 قوله تعالى: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} الآية: 7 [1576] ومن طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} قال: لم يسم يحيى قبله غيره، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1. قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} الآية: 8 [1577] وروى الطبري بإسناد صحيح عن ابن عباس قال "ما أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عتيا أو عسيا 2.   1 فتح الباري 6/468. أخرجه الحاكم 2/372 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله ابن موسى، أنبأ إسرائيل، عن سماك بن حرب، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/33 حدثنا إسرائيل، عن سماك، به. 2 فتح الباري 6/468. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/249 عن سُريج بن النعمان، وابن جرير 16/51 من طريق يعقوب، قالا: حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. وأخرجه أحمد 1/257-258 عن عثمان، عن جرير، عن حصين، به. وأخرجه الحاكم في مستدركه 2/244 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/158 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم2246، 2332 وقال: شك ابن عباس بين التاء والسين، لا بين ضم العين وكسرها، وقد ثبت في المستدرك النص على أنهما كليهما بالضم، ولكن كتب فيه "جثيا" بدل "عسيا" وهو خطأ مطبعي ظاهر، واللغتان معروفتان بالتاء والسين، والقراء الأربعة عشر قرؤوا "عتيا" بالتاء لا غير، ولكن حمزة والكسائي والأعمش وحفص يكسرون العين، والباقون يضمونها. أما قراءتها "عسيا" بالسين، فهي قراءة شاذة. قال أبو حيان في البحر 6/175 و"عن عبد الله ومجاهد "عسيا" بضم السين مكسورة، وحكاها الداني عن ابن عباس، وحكاها الزمخشري في الكشاف 3/6 عن أبي ومجاهد، يقال: عتا العود وعسا: لبس". أهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 قوله تعالى: {ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} الآية: 10 [1578] عن عبد الرحمن بن زيد أسلم قال في قوله {ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} وأنت صحيح، فحبس لسانه فكان لا يستطيع أن يتكلم وهو يقرأ التوراة ويسبح ولا يستطيع أن يكلم الناس، أخرجه ابن أبي حاتم عنه 1. [1579] وأخرج من طريق أبي عبد الرحمن السلمي 2 قال: اعتقل لسانه من غير مرض 3. قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً} الآية: 16 [1580] وقد روى الطبري من طريق السدي قال: أصاب مريم حيض فخرجت من المسجد فأقامت شرقي المحراب 4.   1 فتح الباري 6/468. أخرجه ابن جرير 16/52 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/483 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 2 اسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي، المقرئ، مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، مات بعد السبعين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/408. 3 فتح الباري 6/468. لم أجده عن أبي عبد الرحمن، ولكن أخرج ابن جرير 16/52 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس، مثله. 4 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/59 من طريق أسباط، عن السدي، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 قوله تعالى: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً} الآية: 18 [1581] وصل عبد بن حميد من طريق عاصم قال: قرأ أبو وائل {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً} قال: لقد علمت مريم أن التقي ذو نُهْيَة 1. قوله تعالى: {مَكَاناً قَصِيّاً} الآية: 22 [1582] أخرج الطبري عن مجاهد {قَصِيّاً} قال: قاصيا 2. قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} الآية: 23 [1583] وصل ابن جرير من طريق ابن جريج أخبرني عطاء عن ابن عباس في قوله {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} أي لم أخلق ولم أكن شيئا 3. [1584] وقال السدي: النسي الحقير 4.   1 فتح الباري 6/479. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/37 ثنا هاشم بن القاسم، عن المسعودي، عن عاصم، به. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/37 ثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، ثنا مسعر، عن عاصم، به. 2 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/63 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/66 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء الخراساني، به. 4 فتح الباري 6/479. أخرج ابن جرير 16/66 من طريق أسباط، عن السدي قال: "نسيا": نُسي ذكري، ومنسيا: تقول: نسي أثري، فلا يرى لي أثر ولا عين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 [1585] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال في قوله: {وَكُنْتُ نَسْياً} أي شيئا لا يذكر 1. قوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} الآية: 24 [1586] أورد الحاكم في المستدرك وابن أبي حاتم من طريق الثوري والطبري من طريق شعبة كلاهما عن أبي إسحاق عن البراء {سَرِيّاً} : نهر صغير بالسُّريانية 2. [1587] وأخرجه ابن مردويه من طريق آدم عن إسرائيل به، لكن لم يقل بالسريانية وإنما قال البراء: السري الجدول وهو النهر الصغير 3. [1588] وروى الطبري من طريق حصين عن عمرو بن ميمون 4   1 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/66 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به بلفظ "شيئا لا يعرف ولا يذكر". 2 فتح الباري 6/479. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 16/69 من طريق شعبة، وعبد الرزاق في تفسيره 2/6-7 والحاكم في المستدرك 2/373 من طريق الثوري كلاهما عن أبي إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في تغليق التعليق 4/38 حدثنا أبو عمرو، ثنا محمد ابن عبد الوهاب، ثنا آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، به. وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 386 عن إسرائيل، به. 4 عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله ويقال أبو يحيى الكوفي، أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي ذر وغيرهم، وعنه سعيد ابن جبير والربيع بن خثيم وأبو إسحاق السبيعي وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم. ثقة عابد، نزل الكوفة، مات سنة أربع وسبعين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: التهذيب 8/96، والتقريب 2/80. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 741 قال: السري الجدول1. [1589] ومن طريق الحسن البصري قال: السري هو عيسى، وهذا شاذ 2. [1590] وقد روى ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر مرفوعا: "السري في هذه الآية نهر أخرجه الله لمريم لتشرب منه" 3. قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} الآية: 26 [1591] وقد ثبت من حديث أبي بن كعب وأنس بن مالك أن معنى قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} أي صمتا، أخرجه الطبراني وغيره 4.   1 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/69 حدثنا يعقوب وأبو كريب، قالا: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عمرو بن ميمون، به. 2 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/70 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، به. وإسناده صحيح، ولكنه شاذ كما قال ابن حجر. 3 فتح الباري 6/479 - 480. أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/رقم13303 حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى ابن عبد الله البابُلتي، حدثنا أيوب بن نَهيك، سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكر مثله. وقال ابن كثير في تفسيره 5/219 "وهذا حديث غريب جداً من هذا الوجه، وأيوب بن نهيك هذا الحبلي، قال فيه أبو حاتم الرازي: ضعيف، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي متروك الحديث ". أهـ. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/58 وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. قلت: وله شاهد من حديث البراء بن عازب تقدم قريبا. 4 فتح الباري 9/440. أما حديث أنس بن مالك فأخرجه ابن جرير 16/74 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: سمعت أنس بن مالك في هذه الآية {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} صمتا. وأما حديث أبي بن كعب فلم أقف عليه، وقال السيوطي في الدر المنثور 5/506 "وأخرج ابن الأنباري، عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} صمتا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} الآية: 27 [1592] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَرِيّاً} عظيما 1. [1593] ومن طريق سعيد عن قتادة كذلك 2. قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} الآية: 29 [1594] أخرج ابن أبي حاتم من طريق ميمون بن مهران قال: لما قالوا لمريم {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} إلخ أشارت إلى عيسى أن كلموه، فقالوا: تأمرنا أن نكلم من هو في المهد زيادة على ما جاءت به من الداهية 3. قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} الآية: 38 [1595] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} يقول: الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره،   1 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/76 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 16/77 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} قال: عظيما. 3 فتح الباري 9/440. ذكره ابن كثير في تفسيره 5/222 عنه تعليقا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 وهم اليوم لا يسمعون، ولا يبصرون {فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 1. [1596] وعند عبد الرزاق عن قتادة {فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} يعني يوم القيامة 2. [1597] زاد الطبري من وجه آخر عن قتادة: سمعوا حين لا ينفعهم السمع، وأبصروا حين لا ينفعهم البصر 3. قوله تعالى: {لَأَرْجُمَنَّكَ} الآية: 46 [1598] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس {لَأَرْجُمَنَّكَ} لأشتمنك 4. [1599] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: الرجم الكلام 5.   1 فتح الباري 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/248 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به مثله. وهكذا فسره ابن كثير 5/227. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/511 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/427. أخرجه عبد الرزاق 2/8 عن معمر، عن قتادة، مثله، لكن عند قوله {يَوْمَ يَأْتُونَنَا} . 3 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/86 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه، مثله. 4 فتح الباري 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/248 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/513 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 5 فتح الباري 8/427. قال الطبري: {لَأَرْجُمَنَّكَ} يقول: لأرجمنك بالكلام وذلك السبّ، والقول القبيح. التفسير 16/90. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 744 قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} الآية: 47 [1600] عن ابن عباس {حَفِيّاً} لطيفا، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه 1. قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} الآية: 57 [1601] وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة فحمله بين جناحيه ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت فقال له أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس؟ قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب، أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه، فذلك قوله تعالى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} 2. قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} الآية:58 [1602] أسند الطبري عن عمر أنه قرأ هذه الآية {وَبُكِيّاً} فسجد ثم قال: ويحك هذا السجود فأين البكاء؟ 3.   1 فتح الباري 6/468. أخرجه ابن جرير 16/92 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 6/375. أخرجه ابن جرير 16/96 حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير ابن حازم، عن سليمان الأعمش، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر - فذكر نحوه. قال ابن حجر - عقبه ـ: وهذا من الإسرائيليات، والله أعلم بصحة ذلك. 3 فتح الباري 8/428. أخرجه ابن جرير 16/98 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قرأ عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد، فذكره. ولم يقل قرأ هذه الآية. قال ابن حجر: كذا قال، وكلام عمر يحتمل أن يريد الجماعة أيضا. أي: أين القوم البكي؟ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 745 قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} الآية: 59 [1603] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} قال: خسرانا 1. [1604] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود 2 عن أبيه في هذه الآية قال: الغي واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم، أخرجه الحاكم والطبري أيضا 3. [1605] ومن طريق عبد الله بن عمرو بن العاص مثله 4.   1 فتح الباري 6/332 و 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 16/100 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، ويقال: اسمه عامر، روى عن أبيه ولم يسمع منه وعن أبي موسى الأشعري وكعب بن عجرة وعائشة والبراء بن عازب وغيرهم. وعنه إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي ومجاهد بن جبر وغيرهم. ثقة، مات بعد سنة ثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/65، والتقريب 2/448. 3 فتح الباري 6/332-333 و 8/427. أخرجه ابن جرير 16/100 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، نحوه. ولفظه "نهر في جهنم" بدل "واد في جهنم". وإسناده منقطع؛ فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه الحاكم 2/374 من طريق إبراهيم بن الحسين، ثنا شعبة، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 5/240 تعليقا عن سفيان الثوري وشعبة ومحمد بن إسحاق ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، به. 4 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/100 حدثنا محمد بن بشار، قال، ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، مثله، بدون قوله "بعيد القعر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 [1606] ومن طريق أبي أمامة مرفوعا مثله وأتم منه 1. قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} الآية: 64 [1607] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} الآخرة، {وَمَا خَلْفَنَا} الدنيا، {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} ما بين النفختين 2. [1608] روى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: أبطأ جبريل في النزول أربعين يوما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما نزلت حتى اشتقت إليك، قال: أنا كنت أشوق إليك، ولكني مأمور، وأوحى الله إلى جبريل قل له {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} 3.   1 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/100 حدثني عباس بن أبي طالب، قال: ثنا محمد بن زياد بن رزان، قال: ثنا شرقي بن قطامي، عن لقمان بن عامر الخزاعي، عن أبي أمامة - مرفوعا. ولفظه "قال لقمان: جئت أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي، فقلت: حدِّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فدعا بطعام، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها خمسين خريفا، ثم تنتهي إلى غي وأثام"، قال: قلت: وما غيّ وما أثام؟ قال: "بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار، وهما اللتان ذكر الله في كتابه {أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} ، وقوله في الفرقان {وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} [الآية 68] . 2 فتح الباري 8/429. أخرجه عبد الرزاق 2/19 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/429. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/244 من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة - مرسلا هكذا. قال ابن كثير عقبه: وهو غريب. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/530 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 [1609] وروى الطبري من طريق العوفي وابن مردويه من طريق سماك بن حرب عن سعيد بن جبير كلاهما عن ابن عباس قال: احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم 1. [1610] وروى ابن مردويه في سبب ذلك من طريق زياد النميري 2 عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال: "ما أدري حتى أسأل"، فنزل جبريل وكان قد أبطأ عليه " الحديث 3. [1611] وعند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس "إن قريشا لما سألوا عن أصحاب الكهف فمكث النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، فلما نزل جبريل قال: له: أبطأت" فذكره 4.   1 فتح الباري 8/429. أخرجه ابن جرير 16/103 من طريق العوفي عن ابن عباس، به. وتمامه "فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن، فأتاه جبريل فقال: يا محمد {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} . أهـ. والعوفي ضعيف. 2 زياد بن عبد الله النميري البصري، روى عن أنس، ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء، وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لاتشبه حديث الثقات تركه ابن معين. أهـ. أخرج له الترمذي. انظر ترجمته في: التهذيب 3/365-366 والتقريب 1/269. 3 فتح الباري 8/429. وذكره الحافظ في موافقة الخُبر الخَبر 1/10 وقال: وفي إسناده زياد النميري، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 530 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وتمامه "فقال: لقد أبطأت عليّ حتى ظننت أن بربي عليّ موجدة! فقال: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} . 4 فتح الباري 8/429. ذكره ابن إسحاق في السيرة سيرة ابن هشام 1/313 من غير إسناد نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 748 قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} الآية: 64 [1612] أخرج البزار، وقال: سنده صالح، وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء رفعه "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته؛ فإن الله لم يكن ينسى شيئا، ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} 1. قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} الآية: 65 [1613] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} يقول: هل تعلم له مثلا أو شبها، وأسنده البيهقي عن ابن عباس 2.   1 فتح الباري 13/266. أخرجه البزار في مسنده كشف الأستار، رقم123، 2231 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/245 والحاكم في مستدركه 2/375 والبيهقي في الكبرى 10/12 كلهم من طرق عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن أبي الدرداء - مرفوعا مثله. قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ... وإسناده صالح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/176 و 7/58 وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن ورجاله موثوقون. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/531 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والطبراني وابن مردويه. 2 فتح الباري 6/468 و 13/356. أخرجه ابن جرير 16/106، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 280، وفي الاعتقاد ص45، وابن مردويه في التفسير كما في تغليق التعليق 4/36 من طرق عن امعاوية بن صالح ن عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/531 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية: 71 [1614] ففي حديث حفصة أنها لما سمعت "لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية" قالت: أليس الله يقول {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فأجيبت بقوله {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} الآية 1. قوله تعالى: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} الآية: 73 [1615] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} قال: مجلسا 2. قوله تعالى: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} الآية: 74 [1616] ولابن أبي حاتم من طريق أبي ظبيان 3 عن ابن عباس قال: الأثاث المتاع، والرئي المنظر 4.   1 فتح الباري 1/ 197. أخرجه أحمد 6/285 ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر - امرأة زيد بن حارثة - عن حفصة، نحوه. وأخرجه 6/362 من وجه آخر عن الأعمش، بهذا الإسناد عن أم مبشر، به من حديثها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة - فذكر الحديث مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 5/250 عن أحمد بهذين الإسنادين. 2 فتح الباري 8/428. أخرجه عبد الرزاق 2/11 به. 3 اسمه حصين بن جندب بن الحارث الجنبي - نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن - أبو ظبيان الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وغيرهم، وعنه ابنه قابوس وأبو إسحاق السبيعي وسلمة بن كهيل والأعمش وغيرهم. ثقة، مات سنة تسعين، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/327، والتقريب 1/182. 4 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/248 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، به. وأخرجه ابن جرير 16/117 من طريق سفيان، عن الأعمش، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 750 [1617] ومن طريق رزين قال: الثياب 1. [1618] ومن طريق الحسن البصري قال: الصور 2. [1619] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَثَاثاً} مالا 3. [1620] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} قال: أكثر أموالا وأحسن صورا 4. [1621] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَرِئْياً} منظرا 5. قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} الآية: 75 [1622] وصل الفريابي عن مجاهد {فَلْيَمْدُدْ} فليدعه 6   1 فتح الباري 8/427. 2 فتح الباري 8/427. انظر ما يأتي برقم 1620. 3 فتح الباري 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/249 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به مثله. 4 فتح الباري 8/427. أخرجه عبد الرزاق 2/11 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/117 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 6 قال ابن حجر: أي يمهله إلى مدة، وهو لفظ الأمر والمراد به الإخبار. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 751 الله في طغيانه"1. [1623] وروى ابن أبي حاتم من طريق حبيب بن أبي ثابت2 قال: في حرف أبي بن كعب "قل من كان في الضلالة فإن الله يزيده ضلالة"3. قوله تعالى: {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} الآية: 83 [1624] عند عبد الرزاق عن قتادة في قوله {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} قال: تزعجهم إزعاجا في معاصى الله 4. [1625] وعند ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "تغريهم إغراء"5. [1626] ومن طريق السدي: تطغيهم طغيانا 6. قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} الآية: 85 [1627] وأخرج الطبري عن علي في تفسير هذه الآية فقال: أما والله   1 فتح الباري 8/428. وذكره البخاري عنه تعليقا بلفظ "فليدعه". أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/250 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 حبيب بن أبي ثابت: قيس، ويقال: هند بن دينار الأسدي، مولاهم، أبو يحيى الكوفي، ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، مات سنة تسع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/148. 3 فتح الباري 8/428. 4 فتح الباري 8/427. أخرجه عبد الرزاق 2/12 ومن طريقه ابن جرير 16/125 قال: أنا معمر، عن قتادة في قوله {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} قال: تزعجهم إزعاجا في معاصى الله. 5 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن جرير 16/125 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 6 فتح الباري 8/427. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 752 ما يحشرون على أرجلهم ولا يساقون سوقا، ولكن يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثله، عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة 1. قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} الآية: 86 [1628] روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} قال: عطاشا 2.   1 فتح الباري 11/381. أخرجه ابن جرير 16/126 حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا ابن فضيل، عن عبد الرحمن ابن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، به موقوفا. قلت: وفيه إسناده "عبد الرحمن بن إسحاق" ضعيف - كما سيأتي ـ. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 13/119، رقم15861 وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند 1/155 وابن أبي ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/259 والحاكم في مستدركه 2/377 وأبو نعيم في صفة الجنة 2/134، رقم281 كلهم من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي قائلا: بل عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم، ولا لخاله النعمان وضعفوه. كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/58 وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف. قلت: ونسبته إلى أحمد وهم من الهيثمي رحمه الله، إذ هو من زيادات ابنه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/539 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في البعث. هذا ولبعضه شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الشيخان عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا ". البخاري: رقم6522، ومسلم: رقم2861. 2 فتح الباري 6/332 و 8/427. أخرجه ابن جرير 16/127 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 753 [1629] ومن طريق مجاهد قال: منقطعة أعناقهم من الظمأ 1. قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} الآية: 89 [1630] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِدّاً} قولا عظيما 2. [1631] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِدّاً} عوجا 3. قوله تعالى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً} الآية: 90 [1632] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {هَدّاً} قال: هدما 4. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} الآية:96 [1633] أخرج أحمد والطبراني في "الأوسط" عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم   1 فتح الباري 6/332. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/541 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 2 فتح الباري 13/181 و 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/249 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. 3 فتح الباري 8/427. أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/249 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "عظيما". 4 فتح الباري 8/431. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 251 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن عليّ، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 754 "إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال كذلك حتى يقول: يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي غلبت عليه ... فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، وتقوله حملة العرش" وفيه "ثم يهبط إلى الأرض"، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} الحديث1. قوله تعالى: {قَوْماً لُدّاً} الآية: 97 [1634] في تفسير عبد بن حميد من طريق معمر عن قتادة في قوله تعالى {قَوْماً لُدّاً} قال جُدُلا بالباطل2. [1635] ومن طريق مجاهد {لُدّاً} قال: "لا يستقيمون"3. [1636] وأسند ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن   1 فتح الباري 10/462. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/279 عن محمد بن بكر، والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم4976 من طريق محبوب بن الحسن، كلاهما عن ميمون بن عجلان الثقفي، عن محمد بن عباد المخزومي، عن ثوبان - مرفوعا نحوه مطولا. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/275 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. قلت: و"ميمون بن عجلان"، قال عنه ابن حجر: لا أعرف له حديثا، ثم ذكر له هذا الحديث، وقال: وميمون هذا أظنه عطاء بن عجلان أحد الضعفاء، كأن بعض الرواة دلّس اسمه وهذا من عجيب التدليس. انظر: لسان الميزان 6/141. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/545 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. 2 فتح الباري 13/181. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/14 عن معمر عن قتادة، به. 3 فتح الباري 13/181. أخرجه ابن جرير 16/133 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/546 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وقال ابن حجر: وهذا نحو قوله: {عِوَجاً} . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 755 أبي صالح في قوله {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً} قال "عُوْجا عن الحق" 1. [1637] وقد أسند ابن أبي حاتم عن الحسن أنه قال "اللّد: الخصم" 2. [1638] وعن محمد بن كعب قال "الألدّ: الكذاب" 3. [1639] وعن مجاهد أنه قال "لُدَّا" عُوْجاً 4. قوله تعالى: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} الآية: 98 [1640] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {رِكْزاً} صوتا 5. [1641] وعند عبد الرزاق عن قتادة مثله 6.   1 فتح الباري 13/181. أخرجه الثوري فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 5/265 عن إسماعيل - وهو السدي - عن أبي صالح، مثله. السيدي ضعيف، وأبو صالح اسمه باذام مولى أم هانئ ضعيف أيضاً. 2 فتح الباري 13/181. لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر: وكأنه تفسير باللازم لأن مَن اعوجّ عن الحق كان كأنه لم يسمع. 3 فتح الباري 13/181. لم أقف عليه مسندا، وقال ابن حجر: وكأنه أراد أن من يكثر المخاصمة يقع في الكذب كثيرا. 4 فتح الباري 13/181. لم أقف على إسناده، وقد تقدم برقم 1635 عنه بمعناه بلفظ "لا يستقيمون"؛ فالأعوج لا يستقيم. 5 فتح الباري 8/427. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/249 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، به. قال الطبري: الركز في كلام العرب الصوت الخفي 16/135. 6 فتح الباري 8/427. أخرجه عبد الرزاق 2/14 ومن طريقه ابن جرير 16/134 عن معمر، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 756 سورة طه قوله تعالى: {طه} الآية: 1 [1642] وصل ابن أبي حاتم من رواية حصين بن عبد الرحمن عن عكرمة في قوله {طه} أي طه يا رجل 1. [1643] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {طه} : قال: هو كقولك يا محمد بالحبشية 2. [1644] وصل الطبري من طريق قرة بن خالد 3 عن الضحاك ابن مزاحم في قوله {طه} قال: يا رجل بالنبطية 4.   1 فتح الباري 8/432. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 251 ثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن حصين، به، مثله. 2 فتح الباري 8/432. أخرجه الحاكم 2/378 أخبرني محمد بن إسحاق الصفار، ثنا أحمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة، أنبأ عمر بن أبي زائدة قال: سمعت عكرمة، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 3 هو قرة بن خالد السدوسي، أبو خالد ويقال أبو محمد البصري، ثقة ثبت متقن، روى عن الضحاك وغيره، وروى عنه أبو عاصم وغيره، مات سنة خمس وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/130-131، والتهذيب 8/332-333، والتقريب 2/125. 4 فتح الباري 8/432. أخرجه ابن جرير 16/136 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، عن قرة ابن خالد، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 757 [1645] وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر قال: قال رجل من بني مازن 1 ما يخفى علي من القرآن شيء، فقال له الضحاك: ما {طه} ؟ قال: اسم من أسماء الله تعالى، قال: إنما هو بالنبطية يا رجل 2. [1646] روينا في الجعديات للبغوي، وفي مصنف ابن أبي شيبة من طريق سالم الأفطس 3 عن سعيد بن جبير مثل قول الضحاك 4. [1647] وزاد الحارث في مسنده من هذا الوجه فيه ابن عباس 5.   1 مازن قبيلة من تميم، وهم قبائل وبطون، منهم الأعشى المازني الشاعر، بصري له صحبة. انظر: الأنساب 5/163-164، واللباب في تهذيب الأنساب 3/145. 2 فتح الباري 8/432. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/551 عن قرة بن خالد، عن الضحاك به، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وانظر ما قبله. قال ابن حجر: وقد قيل إن "طه" من أسماء السور كما قيل في غيرها من الحروف المقطعة. فتح الباري 8/432. 3 سالم بن عجلان الأفطس، الأموى مولاهم، أبو محمد الحرّاني، ثقة رُمِي بالإرجاء، قتل صبراً سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب 1/281. 4 فتح الباري 8/432. أخرجه البغوي في "الجعديات" 2/117، رقم2187 ثنا علي، ثنا شريك، عن سالم - هو الأفطس - عن سعيد. ولفظه " قال في قوله: {طه} : يا رجل، وهي بالنبطية. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/471-472 حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سالم، به مثله. 5 فتح الباري 8/432. أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث 2/726 رقم718 حدثنا أبو عبد الرحمن الأسود بن عامر شاذان، ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد، عن ابن عباس. ولفظه قال في قوله: {طه} ، أي طه يا رجل، وهي بالنبطية. قال شاذان: وربما قال شريك "طه"، يا رجل. وإسناده صحيح. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/253 بسنده إلى الحارث بن أبي أسامة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 758 [1648] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وعن قتادة قالا في قوله {طه} قال: يا رجل 1. [1649] وعند عبد بن حميد عن الحسن وعطاء مثله 2. [1650] ومن طريق الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع أخرى، فأنزل الله تعالى: {طه} ، طأ الأرض 3. [1651] ولابن مردويه من حديث علي نحوه بزيادة أن ذلك لطول قيام الليل 4.   1 فتح الباري 8/432. أخرجه عبد الرزاق 2/15 به سندا ومتنا. ومن طريقه أخرجه ابن جرير 16/136. 2 فتح الباري 8/432. أما أثر الحسن فقد تقدم عنه مسندا، وأما أثر عطاء فلم أقف عليه مسندا، ولا وقفت على من ذكره غير ابن حجر. 3 فتح الباري 8/432. أخرجه القاضي عياض في الشفا 1/56 بسنده إلى عبد بن حميد قال: حدثنا هاشم القاسم، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، مثله. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 549-550، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/432. أخرجه ابن مردويه في تفسيره فيما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/348 حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا شعيب ابن واقد الصفال، حدثنا قيس بن الربيع، عن فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية، عن عليّ، فذكره. ولفظه "قال: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم {الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً} [المزمل:1] ، فقام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلا ويضع أخرى، فهبط عليه جبريل فقال له: {طه} طأ الأرض بقدميك يا محمد {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 759 [1652] جاء عن ابن الكلبي أنه لو قيل لِعَكِي 1 يا رجل لم يجب حتى يقال له: طه 2. قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الآية: 5 [1653] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {اسْتَوَى} علا على العرش 3. [1654] وقد نقل أبو إسماعيل الهروي في كتاب الفاروق بسنده إلى داود بن علي بن خلف قال: كنا عند أبي عبد الله بن الأعرابي يعني محمد ابن زياد اللغوي فقال له رجل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال: هو على العرش كما أخبر، قال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى، فقال: اسكت، لا يقال استولى على الشيء إلا أن يكون له مضاد 4. [1655] ومن طريق محمد بن أحمد بن النضر الأزدي 5 سمعت   1 عَكِّي - بفتح العين المهملة وتشديد الكاف المكسورة - نسبة إلى عكّ، وهي قبيلة يقال لها: عكّ ابن عدنان أخو معد بن عدنان، حالفوا اليمن، ونزلوا في الأشعريين، وهم على نسبهم. كانت موطنهم في نواحي زبيد، وقطنوا مدينة الكوراد، وغيرها من مدن اليمن التهامية. انظر: الأنساب للسمعاني 4/225، ومعجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة 2/802. 2 فتح الباري 8/432. أخرجه البيهقي في الدلائل 1/158-159 من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في الآية - ذكر نحوه. وإسناده هالك. وذكر السيوطي في الدر المنثور 5/ 551 عن أبي صالح، به. ونسبه إلى البيهقي في الدلائل. 3 فتح الباري 13/405. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/345 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 13/406. 5 لم يتبين لي من هو؟ إلا أن ابن حبان ذكر في الثقات 9/152-153 "محمد بن أحمد ابن النضر ابن ابنة معاوية بن عمر، كنيته أبو عمر، يروي عن معاوية بن عمرو، كتب عنه أصحابنا"، وقد يكون هو الأزدي الذي هنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 760 ابن الأعرابي يقول أرادني أحمد بن أبي داود أن أجد له في لغة العرب {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى فقلت: والله ما أصبت هذا 1. [1656] ونقل محيي السنة البغوي في تفسيره عن ابن عباس وأكثر المفسرين أن معناه ارتفع 2. [1657] وأخرج أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة من طريق الحسن البصري عن أمه 3 عن أم سلمة أنها قالت: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر" 4. [1658] ومن طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سئل كيف استوى على العرش؟ فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، وعلى الله الرسالة، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم" 5.   1 فتح الباري 13/406. 2 فتح الباري 13/406. نقله في تفسيره 1/78 - في سورة البقرة عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [الآية:29]- من غير إسناد. 3 اسمها خيرة، مولاة أم سلمة، مقبولة، أخرج لها مسلم والأربعة. التقريب 2/596. 4 فتح الباري 13/406. أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/397 أخبرنا عبد الله ابن محمد بن أحمد، قال: ثنا عبد الصمد بن علي، قال: حدثني محمد بن عمر بن كبيشة - أبو يحيى النهدي - قال: حدثنا أبو كنانة محمد بن أشرس الأنصاري، قال: ثنا أبو عمير الحنفي، عن قرة بن خالد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به. قال ابن تيميمة - بعد ذكر قول مالك في الاستواء - "وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفا ومرفوعا، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه ". مجموع فتاوى 5/365. 5 فتح الباري 13/406. أخرجه اللالكائي 2/398 أخبرنا عبد الله بن أحمد بن القاسم بن سينك النهاوندي، = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 761 [1659] وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق مالك فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه، فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كما وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وما أراك إلا صاحب بدعة أخرجوه 1. [1660] ومن طريق يحيى بن يحيى 2 عن مالك نحو المنقول عن أم سلمة لكن قال فيه "والإقرار به واجب، والسؤال عنه بدعة" 3.   = قال: ثنا أبو بكر أحمد بن محمود بن يحيى - داود النهاوندي بنهاوند سنة ثنتي عشرة وثلثمائة - قال: ثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن آدم، عن ابن عيينة، قال: سئل ربيعة، فذكره. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 408-409 أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنا أبو الشيخ، ثنا محمد بن أحمد ابن معدان، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا موسى بن خاقان، ثنا عبد الله بن صالح بن مسلم، قال: سئل ربيعة الرأي - فذكر نحوه. وقال ابن تيمية - بعد ذكر قول مالك "ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك ". مجموع فتاوى 5/365. 1 فتح الباري 13/406-407. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 408 أخبرنا أبو عبد الله، أخبرني أحمد بن محمد ابن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، حدثنا أبو الربيع بن أخي رشدين بن سعد، قال: سمعت عبد الله بن وهب، به. 2 يحيى بن يحيى بن بُكير بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكرياء النيسابوري، روى عن مالك وسليمان بن بلال والحمادين وخلق، وعنه البخاري ومسلم وغيرهما. ثقة ثبت إمام، مات سنة ست وعشرين على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 11/259، والتقريب 2/360. 3 فتح الباري 13/407. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 408 بسنده إلى أبي الشيخ ابن حيان، قال: ثنا أبو جعفر بن زيرك البزي، سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري يقول سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك ابن أنس، فذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 762 قوله تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} الآية: 7 [1661] ساق البيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} قال: يعلم ما أسر العبد في نفسه وما أخفى عنه مما سيفعله قبل أن يفعله 1. [1662] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: يعلم السر الذي في نفسك ويعلم ما ستعمل غدا 2. قوله تعالى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً} الآية:10 [1663] وصل ابن عيينة من طريق عكرمة عن ابن عباس {بِقَبَسٍ} قال: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون 3 قوله تعالى: {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً} الآية: 12 [1664] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن   1 فتح الباري 13/362. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 122 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 13/362. 3 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 254-255 عن أبي سعيد، عن عكرمة، به نحوه. ولفظه " قال ابن عباس: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فلما رأى النار قال: لعلي آتيكم منها بقيس أو أجد على النار هدى أهتدي به الطريق، فإن لم أجد أحدا يهدي آتيكم بنار تستدفئون بها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 763 ابن عباس: "المقدس: المبارك، طوى: اسم الوادي 1. [1665] وروى هو والطبري من وجه آخر عن ابن عباس أنه سمي "طوى" لأن موسى طواه ليلا 2. [1666] وعن سعيد بن جبير قال: قيل له طوى أي طأ الأرض حافيا 3. [1667] وروى الطبري عن مجاهد مثله 4. [1668] وعن عكرمة أي طأ الوادي 5. [1669] ومن وجه آخر عن ابن عباس كذلك 6. [16670] وروى ابن أبي حاتم من طريق مبشر بن عبيد 7 والطبري من   1 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/145، 146 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. 2 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/145 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/146 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن سعيد بن جبير، بنحوه. وزاد في آخره "كما تدخل الكعبة حافيا، يقول: من بركة الوادي ". 4 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/146 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. 5 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/146 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا الحسن، عن يزيد، عن عكرمة، مثله. 6 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/146 حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا صالح ابن إسحاق، عن جعفر بن برقان، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله. 7 مبشر بن عبيد الحمصي، أبو حفص، كوفي الأصل، متروك، ورماه أحمد بالوضع، له في ابن ماجه حديث واحد. انظر ترجمته في: التهذيب 10/30، والتقريب 2/228. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 764 طريق الحسن قال: قيل له: طوى لأنه قدس مرتين 1. قوله تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} الآية: 21 [1671] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} يقول: حالتها الأولى، ورواه ابن جرير كذلك 2. [1672] ومن طريق مجاهد وقتادة "سيرتها" هيئتها 3. قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} الآية: 27 [1673] وروى الطبري من طريق السدي قال: لما تحرك موسى أخذته آسية امرأة فرعون ترقصه ثم ناولته لفرعون، فأخذ موسى بلحيته فنتفها، فاستدعى فرعون الذبّاحين، فقالت آسية إنه صبي لا يعقل، فوضعت له جمراً وياقوتاً، وقالت إن أخذ الياقوت فاذبحه وإن أخذ الجمرة فاعرف أنه لا يعقل، فجاء جبريل فطرح في يده جمرة فطرحها في فيه   1 فتح الباري 6/424. أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير 16/144 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال الحسن، فذكره. وأما أثر مبشر بن عبيد فلم أقف عليه مسندا. وهو - أي مبشر - متروك. 2 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/157 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 6/424. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 16/157 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وأما أثر قتادة فأخرجه أيضا ابن جرير 16/157 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 765 فاحترق لسانه فصارت في لسانه عقدة من يومئذ 1. [1674] ومن طريق مجاهد وسعيد بن جبير نحو ذلك 2. قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} الآية: 31 [1675] أورد أبو عبيدة بإسناد لين عن ابن عباس في قوله {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} قال: ظهري 3. قوله تعالى: {فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} الآية: 39 [1676] وصل ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي {الْيَمِّ} البحر 4. قوله تعالى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} الآية: 40 [1677] وروى النسائي في الحديث الطويل الذي يقال له حديث الفتون   1 فتح الباري 6/425. أخرجه ابن جرير 16/159 من طريق أسباط، عن السدي، نحوه. 2 فتح الباري 6/425. أما أثر مجاهد فأخرجه 16/159 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه. ولفظه "قال: عجمة الجمرة نار أدخلها في فيه، عن أمر امرأة فرعون تردّ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ بلحيته ". وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه أيضا ابن جرير 16/159 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه نحوه أثر مجاهد، وزاد في آخره "فقال - أي فرعون - هذا عدوّ لي، فقالت له: إنه لا يعقل". 3 فتح الباري 6/425. أخرج ابن جرير 16/160 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله. 4 فتح الباري 8/434. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرج ابن جرير 16/161 حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 766 عن ابن عباس قال: "لما توجه موسى لميقات ربه خطب هارون بني إسرائيل فقال: إنكم خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم ودائع وعواري، وأنا أرى أن تحفر حفيرة وتلقي فيها ما كان عندكم من متاعهم فنحرقه. وكان السامري من قوم يعبدون البقر وكان من جيران بني إسرائيل، فاحتمل معهم فرأى أثرا فأخذ منه قبضة، فمر بهارون فقال له: ألا تلقي ما في يدك؟ فقال: لا ألقيها حتى تدعو الله أن يكون ما أريد، فدعا له فألقاها فقال: أريد أن يكون عجلا له جوف يخور. قال ابن عباس: "ليس له روح، كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه، فكان الصوت من ذلك، فتفرق بنو إسرائيل عند ذلك فرقا" الحديث بطوله 1.   1 فتح الباري 8/433. أخرجه النسائي في تفسيره رقم346 أنا عبد الله بن محمد، نا يزيد بن هارون، أنا أصبغ ابن زيد، نا القاسم بن أبي أيوب، أخبرني، سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل لموسى عليه السلام {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} ، فذكره بطوله قريبا من عشرين صفحة. وقال - أي النسائي - في آخره: رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصَدَقَ ذلك عندي أن معاوية سمع ابن عباس حدّث هذا الحديث، فأنكر عليه أن يكون الفرعوني الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل، فقال: كيف يُفشِي عليه ولم يكن علم به، ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر ذلك، فغضب ابن عباس فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري، فقال له: يا أبا إسحاق هل تذكر يوما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون؟ الإسرائيلي أفشى عليه أم الفرعوني؟ قال: إنما أفشى عليه الفرعوني ما سمع من الإسرائيلي شهد على ذلك وحضره. ونقله ابن كثير في تفسيره 5/279-286 بطوله. وقال: وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنه مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره، والله أعلم. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزّي يقول ذلك أيضا. أهـ. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 767 قوله تعالى: {عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} الآية: 40 [1678] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {عَلَى قَدَرٍ} : موعد 1. [1679] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} أي على ميقات 2. قوله تعالى: {وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} الآية: 42 [1680] وصل عبد بن حميد من طريق قتادة {وَلا تَنِيَا} قال: لا تضعفا 3. [1681] ومن طريق أخرى ضعيفة عن مجاهد عن ابن عباس 4.   = وأخرجه أيضا أحمد بن منيع في مسنده كما في إتحاف الخيرة رقم196 وأبو يعلى في مسنده رقم2618 وابن جرير 16/164-167 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/286 كلهم من طرق عن يزيد بن هارون، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/59-69 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن يزيد والقاسم بن أبي أيوب وهما ثقتان. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 569-579 ونسبه إلى ابن أبي عمر العدني في مسنده، وعبد بن حميد والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. 1 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/256 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 6/427. أخرجه ابن جرير 16/167 من طريق عطية العوفي، به نحوه. والعوفي ضعيف. 3 فتح الباري 8/434. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه عبد الرزاق 2/17 أنا معمر، عن قتادة، مثله. 4 فتح الباري 8/434. لم أجده، وقد أخرج ابن جرير 16/169 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 768 [1682] وروى الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لا تَنِيَا} لا تبطئا 1. [1683] وصل الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد {لا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} : لا تضعفا 2. قوله تعالى: {مَكَاناً سُوَىً} الآية: 58 [1684] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {مَكَاناً سُوَىً} : منتصف بينهم 3. قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} الآية: 61 [1685] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَيُسْحِتَكُمْ} فيهلككم 4.   1 فتح الباري 6/427 و 8/434. أخرجه ابن جرير 16/168 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 6/427 و 8/434. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/257 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/256 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/425. أخرجه ابن جرير 16/178 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وهذا القول قاله موسى للسحرة لما جاء بهم فرعون، يقول: لا تختلقوا على الله كذبا، ولا تقولوه "فيسحتكم بعذاب" أي يستأصلكم بهلاك فيبيدكم. انظر: تفسير الطبري 16/178. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 769 [1686] وروى من طريق قتادة في قوله {فَيُسْحِتَكُمْ} أي يستأصلكم 1. قوله تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً} الآية: 77 [1687] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً} أي يابسا 2. قوله تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} الآية: 81 [1688] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} قال: يعني شقي، وكذا أخرجه الطبري 3. قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} الآية: 87 [1689] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} يقول: بأمرنا 4.   1 فتح الباري 6/425. أخرجه ابن جرير 16/178 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، ومن طريق عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن قتادة، به. 2 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/256 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/424 و 8/434. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 16/194، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 256 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/197 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 770 [1690] ومن طريق سعيد عن قتادة "بملكنا أي بطاقتنا " 1. [1691] وكذا قال السدي 2. [1692] ومن طريق ابن زيد بهوانا 3. قوله تعالى: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} الآية: 87 [1693] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} أي الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، وهي الأثقال أي الأوزار 4. [1694] وروى الطبري من طريق ابن زيد قال: الأوزار الأثقال وهي الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، وليس المراد بها الذنوب 5. [1695] ومن طريق قتادة قال: كان الله وقت لموسى ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر، فلما مضت الثلاثون قال السامري لبني إسرائيل: إنما أصابكم   1 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/198 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/198 من طريق أسباط، عن السدي، به. 3 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/198 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به. 4 فتح الباري 6/427 و 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/253 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 فتح الباري 6/427. أخرجه ابن جرير 16/199 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 771 الذي أصابكم عقوبة بالحلي الذي كان معكم، وكانوا قد استعاروا ذلك من آل فرعون فساروا وهي معهم فقذفوها إلى السامري فصورها صورة بقرة، وكان قد صرّ1 في ثوبه قبضة من أثر حافر فرس جبريل فقذفها مع الحلي في النار فأخرج عجلا يخور 2. [1696] وروى الحاكم من حديث علي قال: عمد السامري إلى ما قدر عليه من الحلي فضربه عجلا، ثم ألقى القبضة في جوفه، فإذا هو عجل له خوار" الحديث، وفيه: "فعمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد على شفير الماء، فما شرب من ذلك أحد ممن كان عبد العجل إلا اصفر وجهه 3. قوله تعالى: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} الآية: 87 [1697] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {أَلْقَى السَّامِرِيُّ} أي صنع 4.   1 أي شدّ، يقال: صرّ الناقة يصُر صرا، أي شدّ ضرعها بالصرار لئلا يرضعها ولدها. وصرّ الدّراهم: أي وضعها في الصُّرّة وشدّها. انظر: القاموس المحيط باب الراء، فصل الصاد، ص 382 والمعجم الوسيط ص 512 مادة "ص ر ر". 2 فتح الباري 6/427. أخرجه ابن جرير 16/200 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه. 3 فتح الباري 8/433. أخرجه الحاكم 2/379 حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن عمارة بن عمرو السلولي وأبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، به نحوه مطولا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 4 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 772 قوله تعالى: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} الآية: 88 [1698] وصل الفريابي عن مجاهد {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} : هم يقولونه أخطأ الرب ألا يرجع إليهم قولا في العجل 1. [1699] وروى الطبري من طريق السدي قال: لما خرج العجل فخار قال لهم السامري: هذا إلهكم وإله موسى، فنسي أي فنسى موسى وضل 2. [1700] ومن طريق قتادة نحوه قال: نسي موسى ربه 3. [1701] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس "فنسي" أي السامري نسي ما كان عليه من الإسلام 4. قوله تعالى: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} الآية: 89 [1702] وصل الفريابي عن مجاهد: "أن لا يرجع إليهم قولا" قال: العجل 5.   1 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/427. أخرجه ابن جرير 16/200 حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه في سياق مطول. 3 فتح الباري 6/427. أخرجه ابن جرير 16/201 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، نحوه. ولفظه: "يقول: قال السامري: موسى نسي ربه عندكم". 4 فتح الباري 6/427. أخرجه ابن جرير 16/201 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد ابن إسحاق، عن حكيم ابن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "ترك ما كان عليه" بدل "نسي ما كان عليه". 5 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 773 قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ} الآية: 95 [1703] روى الطبري من طريق السدي في قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ} قال: ما لك يا سامري 1. قوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا} الآية: 96 [1704] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا} قال: ألقيتها 2. قوله تعالى: {لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} الآية: 7 [1705] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} يقول: لنذرينه في البحر 3. قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} الآية: 104 [1706] في رواية للطبري عن سعيد بن جبير "أوفاهم عقلا" 4.   1 فتح الباري 6/426. أخرجه ابن جرير 16/204 من طريق أسباط، عن السدي، به. 2 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/426. أخرجه ابن جرير 16/209 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/433. أخرجه الطبري 16/211 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر - وهو ابن أبي المغيرة القمي الكوفي ـ، عن سعيد بن جبير في قوله {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} أوفاهم عقلا. وقد تصحف "سعيد" إلى "شعبة" في نسخة تفسير الطبري التي بين أيدينا؛ فإن هذا الإسناد مما يتكرر كثيراً، وخصوصا في تفسير يحيى بن اليمان: يرويه عن جعفر بن أبي المغيرة القمي الكوفي، عن سعيد بن جبير الكوفي، وليس عن "شعبة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 774 [1707] وفي أخرى عنه "أعلمهم في أنفسهم" 1. قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} الآيتان: 105-106 [1708] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: القاع الصفصف: الأرض المستوية 2. قوله تعالى: {فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} الآية: 108 [1709] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {هَمْساً} قال: حس الأقدام 3. [1710] وعن قتادة قال: {هَمْساً} صوت الأقدام، أخرجه عبد الرزاق 4.   1 فتح الباري 8/433. ذكرها السيوطي في الدر المنثور 5/ 598 عن سعيد بن جبير بهذا اللفظ، ونسبها إلى ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/433. أخرجه عبد الرزاق 2/20 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا. هكذا عزاه للطبري، وليس عنده بهذا اللفظ؛ فقد أخرج 16/215 عن محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "همسا قال: خفض الصوت". وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/254 وقال: هو بمعناه في الهمس. 4 فتح الباري 8/433. ليس عنده في تفسيره عن قتادة بهذا اللفظ، وإنما عن الثوري. انظر 2/19. وأخرج ابن جرير 16/215 من طريق سعيد، عن قتادة بلفظ "وقع أقدام القوم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 775 [1711] وعن عكرمة قال: وطء الأقدام، أخرجه عبد بن حميد 1. قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} الآية: 111 [1712] أخرج ابن المنذر من طريق مجاهد {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} خضعت 2. [1713] وأخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال "قوله {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} أي ذلت 3. قوله تعالى: {فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً} الآية: 112 [1714] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً} قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيآته ولا يهضم فينقص من حسناته 4. [1715] وعن قتادة عند عبد بن حميد مثله 5.   1 فتح الباري 8/433. أخرج ابن جرير 16/214 حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال: أخبرنا شريك، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عكرمة، مثله. 2 فتح الباري 5/394. أخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 403 نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "خشعت الوجوه". وأخرجه ابن جرير 16/216 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "خشعت". ومن طريق ابن جريج، عنه، مثله. 3 فتح الباري 5/394. أخرجه ابن جرير 16/216 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 255 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، به نحوه. 5 فتح الباري 8/433. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/19 عن معمر، عن قتادة، مثله. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 601 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 776 [1716] وصل ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس {عِوَجاً} واديا {وَلا أَمْتاً} رابية 1. قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} الآية: 119 [1717] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: لا يصيبك فيها عطش ولا حر 2. قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} الآية:124 [1718] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {ضَنْكاً} الشقاء 3.   1 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 255 بالسند المذكور قبله، مثله. قال أبو عبيدة - العوج بكسر أوله -: ما اعوج من المسائل والأودية، والأمت: الانثناء، يقال: مد حبله حتى ما ترك فيه أمتا: أي استرخاء، وملأسقاءه حتى ما ترك فيها أمتا: أي انثناءً. أهـ. مجاز القرآن 2/292. 2 فتح الباري 6/426. أخرجه ابن جرير 16/223 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 8/433. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 256 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، به مثله. وأخرجه ابن جرير 16/226 من طريق معاوية، به. قال الراغب: {مَعِيشَةً ضَنْكاً} أي ضيِّقا، وقد ضَنُك عيشُه. المفردات ص 299 مادة "ضنك". ويقال إنها كلمة فارسية معناها الضيق، وأصلها "التنك" - بمثناة فوقانية - بدل الضاد فعربت. ذكره ابن حجر. قلت: وتستعمل هذه الكلمة - أي "التنك" - بكلف نثقلة - بمعنى الضيق في لغتهم إلى الآن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 777 [1719] وللطبري عن عكرمة مثله 1. [1720] ومن طريق قيس بن أبي حازم 2 في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: رزقا في معصية 3. [1721] وصحّح ابن حبان من حديث أبي هريرة مرفوعا في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: "عذاب القبر"، أورده من وجهين مطولا ومختصرا 4.   1 فتح الباري 8/433. لم أجد عند الطبري عن عكرمة بهذا اللفظ. وأورد السيوطي في الدر المنثور 5/ 609 عن عكرمة في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: الضنك. وعند الطبري 16/226 من طريق يزيد النحوي، عن عكرمة في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: هي المعيشة التي أوسع الله عليه من الحرام. 2 هو قيس بن أبي حازم البجلي، أبو عبد الله الكوفي، مخضرم، أدرك الجاهلية، ورحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقبض وهو في الطريق، وأبوه له صحبة. ويقال إن لقيس رؤية ولم يثبت، ثقة، وهو الذي يقال إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة، وروى عنه إسماعيل ابن أبي خالد وغيره، مات بعد التسعين، أو قبلها، وقد جاوز المائة وتغير. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/346، والتقريب 2/127. 3 فتح الباري 8/433. أخرجه ابن جرير 16/226 حدثني داود بن سليمان بن يزيد المكتب من أهل البصرة، قال: ثنا عمرو بن جرير البجلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، مثله. 4 فتح الباري 8/433. أما المطول فأخرجه ابن حبان الإحسان رقم3113 أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الواحد ابن غياث، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد بن عمرو يحدث عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت إذا وضع في قبره .... الحديث. وفي آخره "ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} . وأخرجه ابن جرير 13/215-216، والحاكم 1/379-380 و 380-381 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 778 [1722] وأخرجه سعيد بن منصور والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري موقوفا ومرفوعا 1. [1723] والطبراني من حديث ابن مسعود 2. قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} الآية: 125 [1724] وصل الفريابي من طريق مجاهد {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} عن   = الهيثمي في مجمع الزوائد 3/54-55 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وأما المختصر فأخرجه ابن حبان الإحسان رقم3119 أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - مرفوعا مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/317 عن أبي زرعة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، به مثلة. قال ابن كثير: إسناد جيد. وقد رجح الطبري هذا التفسير مستندا إلى قوله في آخر الآيات {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} ، قال: فكان معلوما بذلك أن المعيشة الضنك التي جعل الله لهم قبل عذاب الآخرة. ثم قال: وهذا العذاب ليس في الحياة الدنيا أيضا؛ فإن هناك كثيرا ممن أعرض عن ذكر الله من الكفار أوسع معيشة من كثير من المقبلين على ذكر الله، فبقي أن ذلك في البرزخ. انظر: جامع البيان 16/228. 1 فتح الباري 8/433. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 154/ ب حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد الخدري، به. وأخرجه الحاكم 2/381 من طريق حماد بن سلمة عن أبي حازم المدني، عن النعمان ابن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معيشة ضنكا قال: "عذاب القبر". وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي. 2 فتح الباري 8/433. أخرجه الطبراني في الكبير ج 9/ رقم9143 حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن أبيه المخارق بن سليم، عن عبد الله. ولفظه "فإن له معيشة ضنكا قال: عذاب القبر. وأخرجه ابن جرير 16/228 من طريق أبي عميس، عن عبد الله بن مخارق، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 779 حجتي {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} في الدنيا 1. قوله تعالى: {يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى} الآية:128 [1725] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى} قال: لأولي التقى 2. [1726] ومن طريق سعيد عن قتادة "لأولي النهى": لأولي الورع 3.   1 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. وأخرجه ابن جرير 16/229 من طرق عن ابن أبي نجيح - عنه مثله أو نحوه. قال ابن كثير 5/317 ويحتمل أن يكون المراد أنه يحشر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة، كما قال تعالى {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} [الإسراء:97] . وهذا الذي رجحه الطبري 16/229 أيضا قائلا: والصواب من القول في ذلك ما قال الله تعالى ذكره، وهو أنه يحشر أعمى عن الحجة ورؤية الشيء، كما أخبر جل ثناؤه، فعمّ ولم يخصّص. 2 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/231 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/231 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 780 سورة الأنبياء قوله تعالى: {لا تَرْكُضُوا} الآية: 13 [1727] وأخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله {لا تَرْكُضُوا} أي لا تفروا 1. قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} الآية: 13 [1728] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} قال: تفهمون 2. [1729] ولابن المنذر من وجه آخر عنه "تفقهون" 3. قوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} الآية: 19 [1730] روى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {وَلا   1 فتح الباري 6/420. أخرجه ابن جرير 17/8 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/437. أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 258 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بفظ "تفقهون". وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 618 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولفظه "تتفهمون". 3 فتح الباري 8/437. انظر ما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 781 يَسْتَحْسِرُونَ} قال: لا يَعْيَون 1. قوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} الآية: 28 [1731] وصل الفريابي من طريق مجاهد {ارْتَضَى} قال: رضي عنه 2. قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} الآية: 30 [1732] عن قتادة قال: كل شيء حي فمن الماء خلق، أخرجه الطبري عنه 3. [1733] وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن المراد بالماء النطفة 4. [1734] وروى أحمد من طريق أبي ميمونة 5 عن أبي هريرة: قلت يا   1 فتح الباري 8/436. أخرجه ابن جرير 17/12 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 2/23 ومن طريقه ابن جرير 17/12 عن معمر، عنه مثله أيضا. 2 فتح الباري 8/437. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 بالسند المذكور قريبا بهذا اللفظ. 3 فتح الباري 5/29. أخرجه ابن جرير 17/20 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 5/29. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 388 من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية. ولفظه "في قوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} قال: نطفة الرجل". وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/626 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات. 5 أبو ميمونة الفارسي، المدني، الأبار، قيل اسمه سليم، أو سليمان، أو سلمى، وقيل أسامة، روى عن معاوية وأبي هريرة وسمرة بن جندب، وعنه يحيى بن أبي كثير وقتادة وهلال بن أبي ميمونة وأبو النضر. ثقة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/277، والتقريب 2/479. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 782 رسول الله أخبرني عن كل شيء، قال: كل شيء خلق من الماء، إسناده صحيح 1. قوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} الآية: 33 [1735] وصل ابن عيينة عن عمرو 2 عن الحسن في قوله {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} مثل فلكة المغزل 3. [1736] وصل وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يَسْبَحُونَ} قال: يدورون حوله 4. [1737] ومن طريق مجاهد {فِي فَلَكٍ} كهيئة حديدة الرحى {يَسْبَحُونَ} يجرون 5.   1 فتح الباري 5/29. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/295 حدثنا يزيد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، به نحوه مطولا. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/333 من طريق سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن أبي ميمونة، به. وأخرجه الحاكم 4160 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي. وقد صحح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. 2 وهو ابن دينار. 3 فتح الباري 8/436. أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 257 به سندا ومتنا. وزاد في آخره "تدور". 4 فتح الباري 8/436. هذا من تمام ماعلقه البخاري عن الحسن، وقد عزاه ابن حجر إلى ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة عنه. ولم أجد من ذكره عن ابن عباس غيره. 5 فتح الباري 8/436. أخرجه ابن جرير 17/22 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. قال الفراء: قال "يسبحون"؛ لأن السباحة من أفعال الآدميين فذكرت بالنون مثل {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف:4] ، 2/201. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 783 قوله تعالى: {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} الآية: 43 [1738] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} قال: يُمنَعون 1. [1739] ومن وجه آخر منقطع عن ابن عباس "يمنعون" قال: ينصرون 2. [1740] وهو قول مجاهد رواه الطبري 3. قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} الآية: 52 [1741] وصل الفريابي من طريق مجاهد {التَّمَاثِيلُ} قال: الأصنام 4.   1 فتح الباري 8/436. وذكره البخاري عنه تعليقا. أورده السيوطي في الدر المنثور 5/632 بهذا اللفظ، ونسبه لابن جرير وابن المنذر. وقد أخرج ابن جرير 17/31 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به بلفظ "يُجْأرُون". 2 فتح الباري 8/436. أخرجه ابن جرير 17/30-31 من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس - فذكر مثله. وفيه انقطاع بين ابن جريج وابن عباس، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى. 3 فتح الباري 8/436. أخرجه ابن جرير 17/30 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "لا ينصرون". 4 فتح الباري 8/437. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 بالسند المذكور قريبا، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 784 قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} الآية: 58 [1742] وصل الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} أي قطعا 1. قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} الآية: 78 [1743] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {نَفَشَتْ} قال: رعت ليلا 2. [1744] وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن مسروق قال: كان حرثهم عنبا نفشت فيه الغنم أي رعت ليلا، فقضى داود بالغنم لهم، فمروا على سليمان فأخبروه الخبر فقال سليمان: لا، ولكن أقضي بينهم أن يأخذوا الغنم فيكون لهم لبنها وصوفها ومنفعتها ويقوم هؤلاء على   1 فتح الباري 8/435. أخرجه ابن جرير 17/38 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله. 2 فتح الباري 8/436. أجرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/258 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به. وليس فيه "ليلا". وكذا أخرجه ابن جرير 17/53 من طريق سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج، به بدون "ليلا". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 647 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. نعم، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/ 647 أن الطستي أخرج في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {نَفَشَتْ} فقال: النفش: الرعي بالليل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد: بدلن بعد النفش الوجيفا ... وبعد طول الحزن الصريفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 785 حرثهم، حتى إذا عاد كما كان ردوا عليهم غنمهم 1. [1745] وأخرجه الطبري من وجه آخر لين فقال فيه: عن مسروق عن ابن مسعود 2. [1746] وأخرجه ابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود وسنده حسن 3. [1747] وعن معمر عن قتادة: قضى داود أن يأخذوا الغنم، ففهمها الله سليمان فقال: خذوا الغنم فلكم ما خرج من رسلها وأولادها وصوفها إلى الحول 4. [1748] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث، فحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها   1 فتح الباري 13/148. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/26-27 أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن مسروق، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/645 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 13/148. لم أقف عليه في تفسير الطبري. 3 فتح الباري 13/148. أخرجه البيهقي في سننه 1/118 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود. وأخرجه ابن جرير 17/51 والحاكم 2/588 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/645 ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه والحاكم واليهقي في سننه. 4 فتح الباري 13/148. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/25 - 26 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 786 لأهل الحرث وعليهم رعايتها ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون كهيئة يوم أكل، ثم يدفع لأهله ويأخذون غنمهم 1. [1749] وروينا بعضه في تفسير ابن أبي حاتم وفي المجالسة لأبي بكر الدينوري وفي أمالي الصولي جميعا يزيد بعضهم على بعض من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل قال: دخلنا مع الحسن على إياس بن معاوية حين استقضى قال فبكى إياس وقال: يا أبا سعيد - يعني الحسن البصري المذكور - يقولون: القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال مع الهوى فهو في النار؛ ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. 2 فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ سليمان ما يرد على من قال هذا، وقرأ {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} قال: فحمد سليمان لصوابه ولم يذم داود لخطئه. ثم قال: إن الله أخذ على الحكام عهداً بأن لا يشتروا به ثمنا ولا يتبعوا فيه الهوى ولا يخشوا فيه أحداً، ثم تلا {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً} [ص: 26] إلى آخر الآية 3.   1 فتح الباري 13/148. أخرجه ابن جرير 17/52 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/646 ونسبه إلى ابن جرير وعبد الرزاق. 2 هذا الذي أشار إليه إياس حديث أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من حديث بريدة، لكن عندهم الثالث قضى بغير علم. انظر: سنن أبي داود رقم5373، والمعجم الكبير ج 2/ رقم1154، 1156. 3 فتح الباري 13/147. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 787 قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} الآية: 80 [1750] روى عبد الرزق عن معمر عن قتادة: اللبوس الدروع كانت صفائح، وأول من سردها وحلَّقها داود 1. قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} الآيتان: 83-84 [1751] أخرج ابن أبي حاتم وابن جريج وصححه ابن حبان والحاكم من طريق نافع بن يزيد 2 عن عقيل عن الزهري عن أنس "إن أيوب عليه السلام ابتلي فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه فكانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء، فذكره الآخر لأيوب، يعنى فحزن ودعا الله حينئذ فرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه، فأوحى الله إليه أن اركض برجلك، فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا، فجاءت امرأته فلم تعرفه، فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو؛ وكان له أَنْدَرَان 3 أحدهما للقمح، والآخر للشعير،   1 فتح الباري 8/437. أخرجه عبد الرزاق 2/27 عن معمر عنه، مثله، بدون قوله "اللبوس الدروع". وأخرجه ابن جرير 17/55 من طريق ابن ثور، عن معمر، عنه، مثله أيضا. 2 نافع بن يزيد الكَلاعي، أبو يزيد المصري، روى عن يزيد بن عبد الله بن الهاد وهشام بن عروة وعقيل بن خالد الأيلي وغيرهم. ثقة عابد، مات سنة ثمان وستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/367 - 368، والتقريب 2/296. 3 الأَنْدَر: البَيْدَر، وهو الموضع الذي يُداس فيه الطعام بلغة الشام. انظر: النهاية في غريب الحديث 1/74. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 788 فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض، وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض" 1. [1752] وروى ابن أبي حاتم نحوه من حديث ابن عباس وفيه "فكساه الله حلة من حلل الجنة، فجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: يا عبد الله، هل أبصرت المبتلى الذي كان هنا، فلعل الذئاب ذهبت به؟ فقال: ويحك أنا هو" 2. [1753] وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير نحو حديث أنس، وفي آخره "قال فسجد وقال: وعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني فكشف عنه" 3.   1 فتح الباري 6/421. أخرجه البزار في مسنده كشف الأستار، رقم2357 وأبو يعلى في مسنده رقم3617 وابن جرير في تفسيره 23/167 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم2898 والحاكم 2/581-582 وأبو نعيم في الحلية 3/374-375 كلهم من طرق عن نافع بن يزيد، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا عقيل ولا عنه إلا نافع، ورواه عن نافع غير واحد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: ورواته متفق على عدالتهم، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/211 وقال: رواه أبو يعلى والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح. وقال ابن كثير: رفع هذا الحديث غريب جداً. وذكره أيضا في البداية والنهاية 1/223 وقال: وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفا. وقال ابن حجر - عقبه - وهو أصح شيء ورد في قصته. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/659-660 وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا وابن مردويه. 2 فتح الباري 6/421. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 6/421. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 789 [1754] وروى ابن أبي حاتم من طريق الحسن أن إبليس أتى امرأته فقال لها: إن أكل أيوب ولم يسم عوفي فعرضت ذلك على أيوب فحلف ليضربنها مائة، فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيها مائة شمراخ فيضربها ضربة واحدة 1. قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} الآية: 84 [1755] وعن الضحاك عن ابن عباس "رد الله على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا 2. قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} الآية: 87 [1756] وقد روى قصته السدي في تفسيره عن ابن مسعود وغيره "إن   = أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير. ولفظه "قال: كان لأيوب عليه السلام أخوان، فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما للآخر: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم مكان جائع، فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط، وأنا أعلم مكان عار، فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم بعزتك، ثم خرّ ساجداً، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه ". والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/654 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد ابن عمير. 1 فتح الباري 6/421. 2 فتح الباري 6/421. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/660 ونسبه إلى ابن مردويه وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، به في سياق مطول. وإسناده ضعيف؛ لأن فيه جويبراً فهو ضعيف، ثم إنه منقطع بين الضحاك وابن عباس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 790 الله بعث يونس إلى أهل نينوي وهي من أرض الموصل فكذبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين، وخرج عنهم مغاضبا لهم، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت بهم، فاقترعوا فيمن يطرحونه فوقعت عليه ثلاثا، فالتقمه الحوت" 1. [1757] وروى ابن حاتم من طريق عمرو بن ميمون عن ابن مسعود بإسناد صحيح إليه ونحو ذلك وفيه " وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب قد وقع عليهم، وكان في شريعتهم من كذب قتل، فانطلق مغاضبا حتى ركب سفينة - وقال فيه - فقال لهم يونس أن معهم عبدا آبقا من ربه وأنها لا تسير حتى تلقوه، قالوا: لا نلقيك يا نبي الله أبدا، قال: فاقترعوا فخرج عليه ثلاث مرات، فألقوه فالتقمه الحوت فبلغ به قرار الأرض، فسمع تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت" الآية 2. [1758] وروى البزار وابن جرير من طريق عبد الله بن رافع 3 عن أبي هريرة رفعه: "لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة. قال: ذاك عبدي يونس، فشفعوا له، فأمر الحوت فقذفته في الساحل - قال ابن مسعود - كهيئة الفرخ   1 فتح الباري 6/452. لم أقف على إسناده، ولكن تقدم برقم 5 الكلام على أسانيد السدي، والتفسير الذي جمعه عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما، فليراجع هناك. 2 فتح الباري 6/452. لم أقف على إسناده، ولكن الحافظ ابن حجر قد حكم على إسناده بالصحة كما في الأعلى. 3 في الفتح "عبد الله بن نافع"، وهو تصحيف، والتصحيح من تفسير الطبري وكشف الأستار. وقد سبق ترجمة عبد الله بن رافع برقم 284. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 791 ليس عليه ريش" 1. قوله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} إلى قوله {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الآية: 87-88 [1759] عن سعد بن أبي وقاص رفعه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له "، أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وفي لفظ للحاكم " فقال رجل: أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تسمع إلى قول الله تعالى {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} 2.   1 فتح الباري 6/452. أخرجه ابن جرير 17/81 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق عمن حدثه، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وإسناده ضعيف؛ فإن "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف، ثم إن ابن إسحاق لم يصرح باسم شيخه. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم2254 قال: حدثنا بعض أصحابنا، ثنا عبد الله بن سعيد أو غيره، عن يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة مرفوعا. وهو أيضا كسابقه، فشيخ البزار لم يسم. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/101 وقال: رواه البزار عن بعض أصحابه، ولم يسمه، وفيه ابن إسحاق وهو مدلّس، وبقية رجاله رجال الصحيح. 2 فتح الباري 11/147. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/170 والترمذي رقم2505 - في الدعوات، باب 82 - والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم656 والحاكم 1/505، والبيهقي في شعب الإيمان رقم620 كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1462 كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2785. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/668 وزاد نسبته إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 792 قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} الآية: 92 [1760] قال قتادة في هذه الآية {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} قال: دينكم، أخرجه الطبري وابن المنذر من طريقه 1. قوله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} الآية: 93 [1761] وروى الطبري من طريق زيد بن أسلم {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ} قال: اختلفوا في الدين 2. قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} الآية: 95 [1762] في تفسير أبي جعفر الطبري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم جميعا من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:   1 فتح الباري 8/436. هكذا عزاه ابن حجر لقتادة، والصحيح - فيما يبدو أنه لابن عباس، إذ أنه معطوف على ما علقه عنه البخاري. ثم إنه في تفسير الطبري أيضا عن ابن عباس؛ فقد أخرجه 17/85 عن علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} يقول: دينكم دين واحد. نعم، وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم فيما ذكره السيوطي 5/672 عن قتادة، مثله. إلا أن هذه الرواية لم يخرجها ابن جرير. والله أعلم. 2 فتح الباري 8/437. أخرجه ابن جرير 17/85 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 793 {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} قال: وجب، وفي وقوله {أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} أي لا يتوب منهم تائب 1. [1763] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حرم عزم 2. [1464] ومن طريق عطاء عن عكرمة: وحرم وجب بالحبشية 3. قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} الآية: 96 قال عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قال: من كل أكمة 4.   1 فتح الباري 11/503. أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره سورة الأنبياء، رقم358 وابن جرير في تفسيره 17/86 عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن داود بن أبي هند، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/672 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه. 2 فتح الباري 11/503. أخرجه ابن جرير 17/86 من طريق شعبة وابن علية، عن أبي المعلى، عن سعيد ابن جبير، به. 3 فتح الباري 11/503. أخرج ابن أبي حاتم فيما نقل عنه السيوطي في المهذب ص 82 قال: ذكر الحسن بن محمد ابن الصباح، حدثنا حجاج بن أبي جريج، أخبرني عطاء أن عكرمة قال: "وحرام" وجب بالحبشية. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/673 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 4 فتح الباري 6/386. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/27 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 794 [1766] وعند عبد بن حميد من حديث أبي سعيد رفعه "يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض، وتنحاز منهم المسلمون فيظهرون على أهل الأرض؛ فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم فيهز آخر حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم، فيقولون قد قتلنا أهل السماء، فبينماهم كذلك إذ بعث الله عليهم دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا " 1. قوله تعالى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} الآية: 98 [1767] وصل ابن أبي حاتم من طريق عبد الملك بن أبجر 2 سمعت عكرمة {حَصَبُ جَهَنَّمَ} : حطب بالحبشية 3.   1 فتح الباري 13/110. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/77 وأبو يعلى في مسنده رقم1144، 1351 وابن ماجه في سننه رقم4079 - في الفتن، باب فتنة الدجال ... ـ، وابن جرير 16/21 و 17/90 وابن حبان في صحيحه رقم6830 الإحسان والحاكم 2/245 و 4/489 كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1439 "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/673-674 مطولا، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. 2 هو عبد الملك بن حيّان، ابن أبجر، الكوفي. روى عن عكرمة وغيره، وعنه سفيان الثوري وغيره. ثقة، عابد. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. هذا وقد تصحف "ابن أبجر" إلى "ابن الحر" في تفسير الطبري. انظر ترجمته في: التهذيب 6/351، والتقريب 1/519. 3 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 17/94 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان عن ابن أبجر، عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/680 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. وأخرج ابن أبي حاتم فيما نقل عنه السيوطي في المهذب ص 83 حدثنا ابن محمد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي، حدثنا عبد الله بن موسى، عن المنهال بن خليفة الطائي، عن سلمة، عن تمام الشقري، عن ابن عباس في قوله: {حَصَبُ} قال: حطب جهنم بالزنجية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 795 [1768] وروى الطبري عن مجاهد مثله لكن لم يقل بالحبشية 1. [1769] وروى الطبري عن الضحاك قال في قوله {حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال: تحصب بهم جهنم وهو الرمي يقول يرمى بهم فيها 2. قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الآية: 104 [1770] وصل الفريابي من طريق مجاهد {السِّجِلِّ} الصحيفة 3. [1771] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {كَطَيِّ السِّجِلِّ} يقول كطي الصحيفة على الكتاب 4.   1 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 17/94 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال: حطبها. 2 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 17/94 حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ، فذكره. وكأن الطبري يشير إلى تضعيف الرواية بقوله "حُدِّثت". 3 فتح الباري 8/437. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 4 فتح الباري 8/437. أخرجه ابن جرير 17/100 حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. قال الطبري معناه: كطي السجل على ما فيه من الكتاب. وقيل على بمعنى من، أي من أجل الكتاب؛ لأن الصحيفة تطوى حسناته لما فيها من الكتابة. انظر: فتح الباري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 796 [1772] وجاء عن ابن عباس أن السجل كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود والنسائي والطبري من طريق عمرو بن مالك 1 عن أبي الجوزاء عن ابن عباس بهذا. وعند ابن مردويه السجل: الرجل بلسان الحبش 2. [1773] وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن مردويه، وأورده ابن منده وأبو نعيم من طريق ابن نمير عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له سجل، وأخرجه ابن مردويه من هذا الوجه 3.   1 عمرو بن مالك النكري أبو يحيى ويقال أبو مالك البصري، روى عن أبيه وأبي الجوزاء، روى عنه ابنه يحيى ونوح بن قيس ومهدي بن ميمون ويزيد بن كعب العوذي وعباد بن عباد وغيرهم. صدوق له أوهام. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة تسع وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/84، والتقريب 2/77. 2 فتح الباري 8/437. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/259 أيضا. أخرجه أبو داود في سننه رقم2935 - في الخراج والإمارة والفيء، باب في اتخاذ الكاتب - ومن طريقه البيهقي في سننه 10/126 والنسائي في تفسيره رقم355 وابن جرير 17/100 كلهم من حديث نوح بن قيس، عن يزيد بن كعب، عن عمرو ابن مالك، به. والحديث ذكره الذهبي في ترجمة يزيد بن كعب العوذي، وقال: لا يُدرى من ذا أصلا، رواه عن عمرو بن مالك النُّكري. انفرد عنه نوح بن قيس الحدّاني. انظر: الميزان 6/112 رقم الترجمة 9743. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 684 ونسبه إلى أبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مندة في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه. 3 فتح الباري 8/437. والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 3/28 رقم الترجمة 3101 في ترجمة سجل، = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 797 [1774] وعند ابن المنذر من طريق السدي قال: السجل الملك 1. [1775] وعند الطبري من وجه آخر عن ابن عباس مثله 2.   = وزاد في آخره "فأنزل الله عز وجل: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ، قال: لا، السجل هو الرجل، ثم قال - أي ابن حجر - زاد ابن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية. والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه 8/175 من حديث حمدان بن سعيد، عن عبد الله بن نمير، به نحوه. و"حمدان بن سعيد" قال عنه الذهبي في الميزان 2/125 رقم الترجمة 2286 أتى بخبر كذب عن عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر ... فذكره، وتعقبه ابن حجر في اللسان 2/356 قائلا: "وهذا المتن لا يجوز أن يطلق عليه الكذب، فقد رواه النسائي في التفسير وأبو داود في السنن من طريق أخرى عن ابن عباس، وأما هذه الطريق فتفرد بها حمدان، لكن لم أر من ضعفه قبل المؤلف" - أي الذهبي -.وقد نقل ابن حجر عن الثعلبي والسهيلي أنهما أنكرا أن يكون السجل اسم الكاتب بأنه لايعرف في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه من اسمه السجل، قال السهيلي: ولا وجد إلا في هذا الخبر. قال ابن حجر وهو حصر مردود. ثم ذكر هذا الحديث. هذا وقد جمع ابن حجر في الإصابة 3/28-29 طرق هذا الحديث، ثم قال: فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع، نعم ورد ما يخالفه، فأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أن السجل ملَك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث حجات، فذكر قصة في أقوال الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة:30] . وزاد النقاش في تفسيره أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس. أهـ. 1 فتح الباري 8/437. أخرج ابن جرير 17/100 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت السدي يقول في قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال: السجل: ملك. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي. ولفظه "السجل ملك موكل بالصحف، فإذا مات دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة". 2 فتح الباري 8/437. لم يذكر عند الطبري عن ابن عباس، وإنما أخرج من حديث ابن عمر مثله. انظر 17/99. والذي روي عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة - كما سبق - أن السجل الصحيفة، ومن طرق أخرى أنه اسم كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم، أو هو الرجل بلسان الحبش. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 798 [1776] وعند عبد بن حميد من طريق عطية مثله 1. [1777] وبإسناد ضعيف عن علي مثله 2. [1778] وعند الطبري من حديث ابن عمر بعض معناه 3.   1 فتح الباري 8/437. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683 ولفظه "السجل: اسم ملك". ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 2 فتح الباري 8/437. ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683. ولفظه "عن علي في قوله: {كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال: ملك. ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 3 فتح الباري 8/437. أخرجه ابن جرير 17/99 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أبو الوفاء الأشجعي، عن أبيه، عن ابن عمر في الآية. ولفظه "قال: السجل: مَلَك، فإذا صعد بالاستغفار قال: اكتبها نورا ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 799 سورة الحج قوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} الآية: 1 [1779] أخرج الترمذي من وجهين عن الحسن البصري عن عمران ابن حصين 1 قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرفع صوته بهاتين الآيتين: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} - إلى - {شَدِيدٌ} ، فحث أصحابه المطي، فقال: "هل تدرون أي يوم ذاك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "ذاك يوم ينادي الله آدم" فذكر نحو حديث أبي سعيد 2، وصححه وكذا الحاكم، وهذا سياق قتادة عن الحسن من رواية هشام   1 عمران بن حصين بن عُبيد بن خَلف الخزاعي، أبو نُجَيد، صحابي أسلم عام خيبر وصحب، وكان فاضلا، وقضى، مات سنة اثنتين وخمسين بالبصرة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/269، رقم4048، والإصابة 4/584، رقم6024، التقريب 2/82. 2 وحديث أبي سعيد أخرجه البخاري رقم 6530 ولفظه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} " فشقّ ذلك على الناس حتى تغيّرت وجوههم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد، أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" - فكبرنا ثم قال – "ثلث أهل الجنة" - فكبرنا ثم قال – "شطر أهل الجنة" فكبرنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 800 الدستوائي 1 عنه 2. [1780] ورواه معمر عن قتادة فقال عن أنس، أخرجه الحاكم أيضا 3. [1781] وأخرجه البزار والحاكم أيضا من طريق هلال بن خبّاب 4 عن عكرمة عن ابن عباس قال: "تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم قال: "هل   1 هشام بن أبي عبد اللن سَنْبر، أبو بكر الدستوائي، ثقة ثبت، وقد رمي بالقدر، مات سنة أربع وخمسين ومائة. وله ثمان وسبعون سنة، أخرج له الجماعة. التقريب 2/319. 2 فتح الباري 11/389. أخرجه الإمام أحمد 4/435، والترمذي رقم3169 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحج - والنسائي في التفسير رقم360 وابن جرير 17/111 كلهم من حديث يحيى بن سعيد، عن هشام بن أبي عبد الله، حدثنا قتادة، عن الحسن، به. وأخرجه الحاكم 1/28 و 2/233، 385 و 4/567 من حديث سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وغيرهما، عن قتادة، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بطوله، والذي عندي أنهما تحرجا من ذلك خشية الإرسال، وقد سمع الحسن من عمران ابن الحصين. وفي مكان آخر قال: أكثر أئمتنا من المتقدمين على أن الحسن قد سمع من عمران. وقال أيضا: أكثر أئمة البصرة على أن الحسن قد سمع من عمران، غير أن الشيخين لم يخرجاه. وقد وافق الذهبي على تصحيحه. والحسن هو الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة فاضل مشهور وكان يرسل كثيراً ويدلس، على أنه قد اختلف في سماعه من عمران. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم، رقم54، وتقريب التهذيب 1/165. 3 فتح الباري 11/389. أخرجه الحاكم 4/566 من طريق عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته، فذكره بنحو حديث عمران بن حصين المتقدم. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 4 هلال بن خبّاب العبدي مولاهم، أبو العلاء البصري، نزيل المدائن، روى عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم، صدوق تغيّر بآخره، مات سنة أربع وأربعين ومائة. أخرج أصحاب السنن. انظر ترجمته في: التهذيب 11/68، والتقريب 2/323. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 801 تدرون ... ؟ " فذكر نحوه 1. قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} الآية: 2 [1782] روى ابن المنذر من طريق الضحاك قال في قوله {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} أي تسلو من شدة خوف ذلك اليوم 2. قوله تعالى: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} الآية: 5 [1783] روى الطبري من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود قال: إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكا فقال: يا رب مخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال غير مخلقة مجّها الرحم دما، وإن قال مخلقة قال: يا رب فما صفة هذه النطفة؟ فذكر الحديث. وإسناده صحيح، وهو موقوف لفظا مرفوعا حكما 3.   1 فتح الباري 11/389-390. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2235، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/387 والحاكم 4/568 كلهم من حديث سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا هلال بن خباب، به نحوه حديث أبي سعيد الذي تقدم قريبا في الهامش. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. 2 فتح الباري 8/441. 3 فتح الباري 1/ 419. أخرجه ابن جرير 17/117 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، به. وتمامه "أذكر أم أنثى ما رزقها ما أجلها، أشقي أو سعيد؟ قال: فيقال له: انطلق إلى أم الكتاب، فاستنسخ منه صفة هذه النطفة. قال: فينطلق الملك، فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي على آخر صفتها ". وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/391 من حديث داود بن أبي هند، به. والحديث قد صحح إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/10 ونسبه إلى ابن جرير. قلت: وأصله في الصحيحين من حديث الأعمش، عن زيد بن وهب عن ابن مسعود بسياق آخر، ولفظه "قال ابن مسعود: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، يكتب عمله وأجله ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح ". انظر: صحيح البخاري: رقم6594، وصحيح مسلم، رقم: 2643. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 802 قوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} الآية: 9 [1784] وصل ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ثَانِيَ عِطْفِهِ} قال: مستكبرا في نفسه 1. [1785] ومن طريق قتادة قال: لاوى عنقه 2. [1786] ومن طريق السدي {ثَانِيَ عِطْفِهِ} أي معرض من العظمة 3. [1787] ومن طريق أبي صخر المدني قال: كان محمد بن كعب يقول: هو الرجل يقول: هذا شيء ثنيت عليه رجلي، فالعطف هو الرجل، قال أبو صخر: والعرب تقول العطف العنق 4.   1 فتح الباري 8/441 و 10/490. أخرجه ابن جرير 17/121 حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 10/490. أخرجه عبد الرزاق 2/33 ومن طريقه ابن جرير 17/121 عن معمر، عن قتادة، به. وأخرجه ابن جرير 17/121 من طريق ابن ثور عن معمر عن قتادة، به. 3 فتح الباري 10/490. لم أقف عليه، ولعله من طريق أسباط، وهو نحو تفسير ابن عباس وقتادة. 4 فتح الباري 10/490. لم أقف على إسناده. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 803 [1788] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد أنها نزلت في النضر بن الحارث 1. [1789] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قوله تعالى {ثَانِيَ عِطْفِهِ} قال رقبته 2. قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} الآية: 11 [1790] أخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} قال: على شك 3. [1791] أخرج ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن أبي المغيرة 4 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم   1 فتح الباري 10/490. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/12 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 2 فتح الباري 10/490. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 5/95 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 8/442. أخرجه ابن جرير 17/123 من طرق عن ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/14 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. قال أبو عبيدة: كل شاك في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم. انظر: مجاز القرآن 2/46. 4 جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي، روى عن سعيد بن جبير وعكرمة وشهر بن حوشب وغيرهم، وعنه ابنه الخطاب وحسان بن علي العنزي ومطرف بن طريف ويعقوب بن عبد الله القمي وعدة. صدوق يهم، وذكره ابن حبان في الثقات، ونقل ابن حبان في الثقات عن أحمد بن حنبل توثيقه. وقال ابن مندة ليس بالقوي في سعيد بن جبير. انظر ترجمته في: التهذيب 2/92، والتقريب 1/133. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 804 فيسلمون فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام خصب وغيث وولاد حسن قالوا: إن ديننا هذا لصالح، فتمسكوا به، وإن وجدوا عام جدب وقحط وولاد سوء، قالوا: ما في ديننا هذا خير 1. [1792] زاد العوفي عن ابن عباس "وصح جسمه، رضي واطمأن، وقال: ما أصبت في ديني إلا خيرا، وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال والله ما أصبت على دينك هذا إلا شرا، وذلك الفتنة " أخرجه ابن أبي حاتم 2. [1793] ولابن المنذر من طريق الحسن البصري: كان الرجل يقدم المدينة مهاجرا، فإن صحّ جسمه، قال: لنعم الدين هذا، فإن سقم جسمه وحبست عنه الصدقة وأصابته الحاجة قال: والله ليس الدين هذا، ما زلت أتعرف النقصان في جسمي وحالي 3.   1 فتح الباري 8/443. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/13 ونسبه إلى ابن أبي حاتم، وزاد في آخره "فأنزل الله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} . وقد صحّح السيوطي إسناده. 2 فتح الباري 8/443. أخرجه ابن جرير 17/122-123 من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه. وأوله قال: "الفتنة: البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه، ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما رضي به، واطمأن إليه". قال ابن كثير 5/396 بعدما نقله عن العوفي عن ابن عباس -: وهكذا ذكر قتادة، والضحاك، وابن جريج، وغير واحد من السلف، في تفسير هذه الآية. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/13-14 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/443. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/14 عنه بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 805 [1794] وروى ابن مردويه من حديث أبي سعيد بإسناد ضعيف أنها نزلت في رجل من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده، فتشاءم بالإسلام فقال: لم أصب في ديني خيرا 1. قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ} الآية: 15 [1795] وصل عبد بن حميد من طريق أبي إسحاق عن التميمي 2 عن ابن عباس: "من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب بحبل إلى سماء بيته، فليختنق به" 3.   1 فتح الباري 8/443. أخرجه ابن مردويه فيما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 379 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا الحكم بن معبد الخزاعي، حدثنا محمد بن علي بن حارث، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا محمد بن عبد الله، عن عطية، عن أبي سعيد، نحوه. وفي آخره "فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أقلني، فقال:"إن الإسلام لا يقال "، فقال: إني لم أصب من هذا الدين خيراً، ذهب بصري ومالي وولدي، فقال:" يا يهودي، الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة" فنزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} ". قلت: وعطية هو العوفي ضعيف. وذكره الواحدي في أسباب النزول ص 254 قال: روى عطية عن أبي سعيد، فذكره. كما ذكره ابن حجر في الكافي الشاف 3/137 بذيل الكشاف وقال: أخرجه ابن مردويه من رواية عطية عن أبي سعيد. قلت: وقريب منه ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن جابر، ولكن فيه أن الذي طلب الإقالة إنما هو أعرابي، ولفظه "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموما فقال: أقلني، فأبى - ثلاث مرار - فقال: "المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيّبُها". [البخاري: رقم1883، ومسلم: رقم1383] . 2 هو أَرْبِدة التميمي المفسر، تقدم برقم 684. 3 فتح الباري 8/441. وذكره البخاري عنه تعليقا بلفظ "بسبب: بحبل إلى سقف البيت". = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 806 قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية: 19 [1796] أخرج الطبري من طريق محمد بن مُحَبَّب1، عن سفيان2، عن منصور، عن هلال بن يساف3 قال: نزلت هذه الآية في الذين تبارزوا يوم بدر4.   = أخرجه ابن جرير 17/126-127 من طريق إسرائيل، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 260 والحاكم 386 من طريق سفيان، كلاهما - أعني إسرائيل وسفيان - عن أبي إسحاق، عن التميمي، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير 5/397 عن ابن عباس، وقال: وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وأبو الجوزاء وقتادة وغيرهم. ثم قال: وقول ابن عباس وأصحابه أولى وأظهر في المعنى، وأبلغ في التهكم؛ فإن المعنى: من ظن أن الله ليس بناصر محمداً وكتابه ودينه، فليذهب فليقتل نفسه، إن كان ذلك غائظه، فإن الله ناصره لا محالة، قال تعالى {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر:51-52] . والأثر ذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور 6/15 وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - وابن مردويه. 1 محمد بن مُحَبَّب - بموحدتين - وزن محمد، القرشي، أبو همام الدلاّل البصري، روى عن الثوري وغيره، وعنه بندار محمد بن بشار وغيره، ثقة. أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. انظر: التهذيب 9/379، والتقريب 2/204. 2 هو الثوري. 3 هلال بن يساف - بكسر التحتانية -، ويقال "إساف"، الأشجعي مولاهم، الكوفي، تابعي ثقة، يروي عنه منصور بن المعتمر وغيره. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر: التهذيب 11/76 - 77، والتقريب 2/325. 4 فتح الباري 8/444. أخرجه ابن جرير 17/131 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مجيب، به. وله شاهد - عند البخاري رقم4743 - من حديث أبي ذر رضي الله عنه. ولفظه " أنه كان يقسم فيها قسما: إن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر"، وآخر عن عليّ في المغازي برقم 3967 نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 807 [1797] وقد روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب والمسلمين 1. [1798] ومن طريق الحسن قال: هم الكفار والمؤمنون 2. [1799] ومن طريق مجاهد: هو اختصام المؤمن والكافر في البعث 3. قوله تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الآية: 24 [1800] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} قال: ألهموا 4.   1 فتح الباري 8/444. أخرجه ابن جرير 17/132 من طريق العوفي عن ابن عباس. ولفظه "قال: هم أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله وأقدم منكم كتابا، ونبينا قبل نبيكم. وقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وآمنا بنبيكم، وبما أنزل الله من كتاب، فأنتم تعرفون كتابنا ونبينا، ثم تركتموه وكفرتم به حسدا، وكان ذلك خصومتهم في ربهم ". 2 فتح الباري 8/444. أخرجه ابن جرير 17/132 من طريق الحسين - وهو سنيد - عن حجاج، قال: ثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابر، عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح وأبي قزعة، عنه، به. 3 فتح الباري 8/444. أخرجه ابن جرير 17/132 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. واختار الطبري هذه الأقوال في تعميم الآية قال: ولا يخالف المروي عن علي وأبي ذر؛ لأن الذين تبارزوا ببدر كانوا فريقين مؤمنين وكفار، إلا أن الآية إذا نزلت في سبب من الأسباب لا يمتنع أن تكون عامة في نظير ذلك السبب. انظر: جامع البيان 17/133. 4 فتح الباري 8/441. أخرجه ابن جرير 17/136 حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 808 [1801] وروى ابن المنذر من طريق سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد في قوله {إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} قال: القرآن. وفي قوله {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} : الإسلام 1. قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الآية: 25 [1802] ذكر السدي في تفسيره عن مرة عن ابن مسعود أنه يستثنى من عدم مؤاخذة من وقع منه الهم بالمعصية ما يقع في الحرم المكي ولو لم يصمم لقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} 2. قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الآية: 26 [1803] وروى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما كان زمن الطوفان رفع البيت، وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون   1 فتح الباري 8/441. ذكره البخاري عنه تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/24 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 11/328. لم أجده بهذا اللفظ، وقريب منه ما أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/407 حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن السدي، أنه سمع مُرة يحدث عن عبد الله - يعني ابن مسعود - في قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} قال: لو أن رجلا أراد فيه بإلحاد بظلم، وهو بعدن أبين، أذاقه الله من العذاب الأليم". قال ابن كثير: وهذا من خصوصية الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر، إذا كان عازما عليه، وإن لم يوقعه. ثم استدل بحديث ابن مسعود هذا. وقال القرطبي: ذهب قوم من أهل التأويل منهم الضحاك وابن زيد إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يعاقب على ما ينويه من المعاصي بمكة وإن لم يعمله، وقد روي نحو ذلك عن ابن مسعود وابن عمر، فذكر هذا الحديث. ثم قال: وهذا صحيح. وقال أيضا: ومن نوى سيئة ولم يعملها لم يحاسب عليها إلا في مكة، هذا قول ابن مسعود وجماعة من الصحابة وغيرهم. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 12/24، 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 809 مكانه حتى بوأه الله لإبراهيم وأعلمه مكانه 1. [1804] وفي حديث علي عند الطبري والحاكم "رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلّمه فقال: يا إبراهيم اِبْنِ على ظلي - أو على قدري - ولا تزد ولا تنقص، وذلك حين يقول الله {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الآية 2. قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} الآية: 28 [1805] وقد وصل عبد بن حميد من طريق عمرو بن دينار عن ابن عباس "الأيام المعدودات: أيام التشريق، والأيام المعلومات أيام العشر" 3. [1806] وروى ابن مردويه من طريق أبي بشر 4 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "الأيام المعلومات التي قبل يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة، والمعدودات أيام التشريق " إسناده صحيح 5.   1 فتح الباري 6/402. لم أقف على إسناده. 2 فتح الباري 6/406. 3 فتح الباري 2/458. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 2/377 حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به. 4 اسمه جعفر بن إياس أبو يشر الواسطي، ثقة، مِن أثبت الناس في سعيد بن جبير. انظر ترجمته في: التهذيب 2/71، والتقريب 1/129. 5 فتح الباري 2/458. قال ابن حجر: وظاهره إدخال يوم العيد في أيام التشريق، واستدل لذلك بالأثر الذي بعد هذا. لم أقف على إسناده، إلا أن ابن حجر صحّح إسناده كما هو أعلاه، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/38 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر، ولفظه "قبل يوم التروية بيوم" والباقي مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 810 [1807] وقد روى ابن أبي شيبة من وجه آخر عن ابن عباس "أن المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده" 1. قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} الآية: 34 [1808] أسند ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {الْمُخْبِتِينَ} المطمئنين، وكذا هو عند ابن المنذر من هذا الوجه 2. [1809] ومن وجه آخر عن مجاهد قال: المصلين 3. [1810] ومن طريق الضحاك قال: المتواضعين 4. قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} الآية: 39 [1811] وأخرج هو والترمذي وصححه الحاكم من طريق سعيد بن جبير   1 فتح الباري 2/458. 2 فتح الباري 8/438. أخرجه ابن جرير 17/161 من طريق سفيان وغيره، عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/48 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. قال ابن حجر: المخبت من الإخبات؛ وأصله الخبت بفتح أوله وهو المطمئن من الأرض. 3 فتح الباري 8/438. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. 4 فتح الباري 8/438. ذكره ابن كثير في تفسيره 5/421 عن الضحاك تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/49 وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم. وورد مثله عن قتادة، فيما أخرجه عبد الرزاق 2/38 عن معمر، عنه، وعن مجاهد من طريق الثوري، عن ابن أبي نجيح عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 811 عن ابن عباس قال "لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، ليهلكن، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} الآية. قال ابن عباس: فهي أول آية نزلت في القتال 1. [1812] وقال الزهري: أول آية نزلت في القتال كما أخبرني عروة عن عائشة {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} أخرجه النسائي، وإسناده صحيح 2. قوله تعالى: {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} الآية: 45 [1813] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} قال: بالقصة يعني الجص 3.   1 فتح الباري 7/280. أخرجه أحمد 1/216 والترمذي رقم3171 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحج - وقال هذا حديث حسن، والنسائي في التفسير رقم365 وابن جرير 17/172 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم4710 والحاكم 2/66 - وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي - كلهم من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1865، كما صحح إسناده الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2535. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/57 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجه والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. 2 فتح الباري 7/280. أخرجه النسائي في التفسير رقم366 أخبرني زكريا بن يحيى، نا محمد بن يحيى، نا محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة، نا سلمويه أبو صالح، أنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. 3 فتح الباري 8/440. أخرجه ابن جرير 17/181 حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. قال ابن حجر: والقصة - بفتح القاف وتشديد الصاد هو الجص - بكسر الجيم وتشديد المهملة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 812 [1814] ومن طريق عكرمة قال: المشيد المجصّص، قال: الجص في المدينة يسمى الشيد 1. [1815] ومن طريق قتادة قال: كان أهله شيّدوه وحصّنوه 2. قوله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية: 52 [1816] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - مقطعا - {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} : إذا حّدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته 3. [1817] وقد أخرج ابن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة   1 فتح الباري 8/440. أخرجه ابن جرير 17/181 حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب، عنه، به. 2 فتح الباري 8/440. أخرجه ابن جرير 17/181 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عنه مثله. وزاد " فهلكوا وتركوه". ومن طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه، مثله. ومعنى "قصر مشيد" أي مبني بالشِّيد، والشيد كل ما طُلِي به البناء من جصّ ونحوه، وقيل: هو المنيف المرتفع، وقيل: الشديد المنيع الحصين. قال ابن كثير: وكل هذه الأقوال متقاربة، ولا منافاة بينها. انظر: المفردات ص 270، وتفسير ابن كثير 5/435. قال ابن حجر: وقصة القصر المشيد ذكر أهل الأخبار أنه من بناء شداد بن عاد، فصار معطلا بعد العمران لا يستطيع أحد أن يدنو منه على أميال مما يسمع فيه من أصوات الجن المنكرة. 3 فتح الباري 8/438. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 17/190 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مقطعا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 813 "والنجم"، فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:19-20] ألقى الشيطان على لسانه "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"، فقال المشركون ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فنزلت هذه الآية 1. [1818] وأخرجه البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد 2 عن شعبة فقال في إسناده "عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فيما أحسب، ثم ساق الحديث. وقال البزار: لا يروى متصلا إلا بهذا الإسناد، تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور، قال: وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، انتهى قال ابن حجر: والكلبي متروك ولا يعتمد عليه 3.   1 فتح الباري 8/439. أخرجه ابن جرير 17/188-189 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، به عن سعيد بن جبير نحوه مرسلا. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 256-257 من طريق سهل العسكري، قال: أخبرني يحيى - وهو القطان - عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير - مرسلا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/65-66 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. وقد صحّح السيوطي إسناده. 2 أمية بن خالد بن الأسود القيسي، أبو عبد الله البصري، روى عن شعبة وغيره، صدوق، مات سنة مائتين، أو إحدى ومائتين. أخرج له مسلم، والأربعة إلا ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 1/324، والتقريب 1/83. 3 فتح الباري 8/439. أخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار رقم2263 وابن مردويه في تفسيره فيما ذكر الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/394 كلاهما من حديث يوسف بن حماد، ثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير - في رواية البزار قال: فيما أحسب، وفي رواية ابن مردويه قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس - فذكر نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12450 عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن حمد كلاهما عن يوسف بن حماد، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/118 "رواه البزار والطبراني ... ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ". وزاد ابن حجر في الكافي الشاف المطبوع بذيل الكشاف 3/164 نسبته للطبري. ولم أجده عنده، فلعله سهو منه رحمه الله، وقد نبّه على ذلك الشيخ الألباني قائلا: وعزوه للطبري سهو؛ فإنها ليست في تفسيره فيما علمت، إلا إن كان يعني غير التفسير من كتبه، وما أظن يريد ذلك ... نصب المجانيق ص 5. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/65 ونسبه إلى البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند قال - أي السيوطي - رجاله ثقات، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 814 [1719] وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدي 1. [1820] وذكره ابن إسحاق في السيرة مطولا وأسندها عن محمد ابن كعب 2. [1821] وكذلك موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب الزهري 3.   1 فتح الباري 8/439. أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ 2/528 من حديث الواقدي، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله. ولفظه " فسجد المشركون كلهم، إلا الوليد بن المغيرة، فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى وجهه، .... حتى نزل جبريل، فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا فقال له ما جئتك به، وأنزل الله {كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [الإسراء:74-75] . والواقدي ضعيف. 2 فتح الباري 8/439. لم يورد ابن هشام قصة الغرانيق في روايته عن ابن إسحاق. وقد أخرج هذه الرواية ابن جرير 17/ 187 من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد المدني، عن محمد ابن كعب القرظي مطولا. و"ابن إسحاق" مدلس، وقد عنعن. 3 فتح الباري 8/439. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/439 من طريق محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فذكره. ونسبه ابن كثير 5/440 إلى موسى بن عقبة في مغازيه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/66-67 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقال - أي السيوطي - وأخرجه البيهقي في الدلائل، عن موسى بن عقبة، ولم يذكر ابن شهاب. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/66 وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير من طريق قيس، عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 815 [1822] وكذا ذكره أبو معشر في السيرة له عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس، وأورده من طريقه الطبري 1. [1823] وأورده ابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي 2. [1824] ورواه ابن مردويه من طريق عباد بن صهيب 3، عن يحيى بن كثير 4، عن الكلبي، عن أبي صالح، وأبي بكر الهذلي، وأيوب، عن عكرمة، وسليمان التيمي، عمن حدثه ثلاثتهم، عن ابن عباس 5.   1 فتح الباري 8/439. أخرجه ابن جرير 17/186-187 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: ثنا حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - فذكرا نحوه. و"أبو معشر" اسمه نجيح بن عبد الرحمن السدي، ضعيف، كما قال الحافظ في التقريب 2/289. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/67 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن جرير. 2 فتح الباري 8/439. أشار إليه ابن كثير 5/439 عقب رواية أبي بشر، قائلا: "ثم رواه ابن أبي حاتم، عن أبي العالية، وعن السدي، مرسلا ... ". كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/69 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 عباد بن صهيب البصري، أحد المتروكين، هكذا قال الذهبي. وقال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك، وقال ابن حبان: كان قدريا داعية، ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع. انظر: الميزان 3/81، رقم الترجمة 4122. 4 يحيى بن كثير، أبو النضر، صاحب البصري، روى عن الكلبي وغيره، ضعيف، أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: الميزان 6/77، رقم9608، وتهذيب الكمال 31/502، وتهذيب التهذيب 11/234، والتقريب 2/356. 5 فتح الباري 8/439. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 816 [1825] وأوردها الطبري أيضا من طريق العوفي عن ابن عباس 1. ومعناهم كلهم في ذلك واحد، وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا، مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين. [1826] أحدهما: ما أخرجه الطبري من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 2، فذكر نحوه 3.   = ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/66 بهذه الطرق الثلاثة، ونسبه إلى ابن مردويه. وقد ذكره الشيخ الألباني أيضا في نصب المجانيق ص 17 بهذه الطرق الثلاثة، وقال: وهذه طرق ثلاث عن ابن عباس وكلها ضعيفة. أما الطريق الأولى: ففيها الكلبي وهو كذاب، وأما الطريق الثانية: ففيها من لم يسم، وأما الطريق الثالثة: ففيها أبو بكر الهذلي، قال الحافظ في التقريب 2/401: " أخباري متروك الحديث"، لكن قد قرن فيها بأبوب، والظاهر أنه السختياني، فلا بد أن يكون في الطريق إليه من لا يحتج به؛ لأن الحافظ قال في الفتح بعد أن ساقه من الطرق الثلاث: "وكلها ضعيف أو منقطع ". وقد ذكر - أي ابن حجر - ما يفيد أن ابن مردويه أخرجها من طريق عباد بن صهيب، وهو أحد المتروكين، كما قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان". أهـ كلام الشيخ الألباني. 1 فتح الباري 8/439. أخرجه ابن جرير 17/189 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، فذكره. 2 أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني، قيل اسمه محمد، وقيل المغيرة، وقيل أبو بكر اسمه، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل اسمه كنيته، ثقة فقيه عابد، مات سنة أربع وتسعين، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في: التهذيب 12/34، والتقريب 2/398. 3 فتح الباري 8/439. أخرجه ابن جرير 17/189 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، فذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 817 [1827] والثاني: ما أخرجه أيضا من طريق المعتمر بن سليمان 1 وحماد بن سلمة فرّقهما، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية 2.   1 المعتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري، يلقب بالطفيل، ثقة، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقد جاوز الثمانين، أخرج له الجماعة. التقريب 2/263. 2 فتح الباري 8/439. أما طريق المعتمر فأخرجها 17/188 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت داود، به. وأما طريق حماد بن سلمة فأخرجها 17/188 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، به. قال ابن حجر - بعد أن ذكر أن هذه الطرق وأنها إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا - قال "وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله "ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"؛ فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره؛ لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه، وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته. ثم ذكر - أي ابن حجر - مسالك العلماء في توجيه ذلك، فقال: فقيل جرى ذلك على لسانه حين أصابته سنة وهو لا يشعر، فلما علم بذلك أحكم الله آياته. وهذا أخرجه الطبري عن قتادة. قال وردّه عياض.. وقيل: إن الشيطان ألجأه إلى أن قال ذلك بغير اختياره. قال: وردّه ابن العربي ... وقيل إن المشركين كانوا إذا ذكروا آلهتم وصفوهم بذلك، فعلق ذلك بحفظه صلى الله عليه وسلم فجرى على لسانه لما ذكرهم سهوا. قال: وقد ردّ ذلك عياض ... وقيل لعله قالها توبيخا للكفار. ونقل عن عياض قال: وهذا جائز ... وقيل إنه لما وصل إلى قوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} خشي المشركون أن يأتي بعدها بشيء يذم آلهتم به، فبادروا إلى ذلك الكلام فخلطوه في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم على عادتهم في قولهم {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت:26] ، ونسب ذلك للشيطان لكونه الحامل لهم على ذلك، أو المراد بالشيطان شيطان الإنس. وقيل: المراد بالغرانيق العلى الملائكة، وكان الكفار يقولون: الملائكة بنات الله ويعبدونها، فسيق ذكر الكل ليردّ عليهم بقوله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} [النجم:21] ، = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 818 قوله تعالى: {يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} الآية: 72 [1828] وقال عبد بن حميد أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {يَكَادُونَ} أي كفار قريش {يَسْطُونَ} أي يبطشون بالذين يتلون القرآن 1.   = فلما سمعه المشركون حملوه على الجميع، وقالوا: قد عظم آلهتنا، ورضوا بذلك، فنسخ الله تلك الكلمتين وأحكم آياته وقيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتّل القرآن، فارتصده الشيطان في سكتة من الكتاب، ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته، بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها. قال - أي ابن حجر -: وهذا أحسن الوجوه، ثم أيده بتفسير ابن عباس {تَمَنَّى} بتلا، وباستحسان ابن العربي لهذا التأويل. أقول بعد هذا: إن هذه القصة لا تصح سنداً - كما صرح ابن حجر فيما تقدم من كلامه، وإن كان يرى أن كثرة الطرق تدل على أن لها أصلا. وقد بين الشيخ الألباني ضعف هذه الطرق، وبين بطلاق القصة سنداً ومتنا. ثم إن هذه القصة تعارض النصوص القرآنية الصريحة في كون الشيطان لا سبيل له على أولياء الله وأصفيائه {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر:42] {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل:99] ، وأولاهم النبي صلى الله عليه وسلم. فهي تعارض صريح القرآن في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في إخباره بالوحي وفيما يبلغه من شرع الله، وأن الشيطان لا سبيل له عليه صلى الله عليه وسلم في ذلك {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] ، {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء:221-222] ، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] . هذا وقد ضعّف ابن حجر نفسه طرق هذا الحديث عقب إيرادها قائلا: "وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا، مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين". فذكر الروايتين المتقدمتين برقم 1826 و 1827، وهما أيضا مرسلان كما بيّن الحافظ نفسه، والمرسل من أنواع الضعيف كما هو معلوم. والله تعالى أعلم. 1 فتح الباري 8/440-441. أخرجه ابن جرير 17/202 من طرق عن ابن أبي نجيح، به نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 819 [1829] وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يَسْطُونَ} فقال: يبطشون 1.   1 فتح الباري 8/441. أخرجه ابن جرير 17/202 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 820 سورة المؤمنون قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} الآيتان: 1 - 2 [1830] وأخرج ابن أبي شيبة من رواية هشام بن حسان 1، عن محمد بن سيرين "كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} فأقبلوا على صلاتهم ونظروا أمامهم، وكانوا يستحبون أن لا يجاوز بصر أحدهم موضع سجوده" 2.   1 هشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد الله البصري، روى عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين وعكرمة وغيرهم. ثقة، مِن أثبت الناس في ابن سيرين، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/32، والتقريب 2/318. 2 فتح الباري 2/234. أخرجه ابن جرير 18/2 من طريق هارون بن المغيرة، عن أبي جعفر، عن الحجاج الصواف، عن ابن سيرين، نحوه. وأخرجه البيهقي في السنن 2/283 من طريق يونس ابن بكير عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين - مرسلا، ثم أخرجه من طريق محمد ابن يونس، ثنا سعيد أبو زيد الأنصاري عن أبي عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة - موصولا، وقال: والصحيح هو المرسل، وقد ضعفه الشيخ الألباني في إرواء الغليل 2/71-72 وقال: والصحيح أنه مرسل. هذا ولم أقف عليه في مصنف ابن أبي شيبة بهذا السياق. ولكنه أخرج 2/240 حدثنا هشيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ينظر إلى الشيء في الصلاة، فيرفع بصره حتى نزلت آية إن لم تكن هذه فلا أدري ما هي {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 821 [1831] ووصله الحاكم بذكر أبي هريرة فيه، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال في آخره "فطأطأ رأسه " 1. قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} الآية: 10 [1832] وقع عند ابن ماجه أيضا وأحمد بسند صحيح عن أبي هريرة بلفظ "ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله، وذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} 2. قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية: 12 [1833] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {مِنْ سُلالَةٍ}   1 فتح الباري 2/234. أخرجه الحاكم 2/393 والبيهقي في سننه 2/283 من طريق أبي شعيب الحراني، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن علية، عن يعقوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة - مرفوعا. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} فطأطأ رأسه". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، لولا خلاف فغيه على محمد، فقد قيل عنه مرسلا، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: الصحيح مرسل. 2 فتح الباري 11/442. أخرجه ابن ماجه في سننه رقم4341 - في الزهد، باب صفة الجنة - وابن جرير 18/5، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/459 كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - مرفوعا مثله. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1553 وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور رقم266 من طريق أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي هريرة - مرفوعا. لم يذكر في إسناده "أبو صالح". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/90 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 822 استل آدم من طين وخلقت ذريته من ماء مهين 1. قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} الآية: 17 [1834] أخرج الطبري من طريق زيد بن أسلم {سَبْعَ طَرَائِقَ} سبع سماوات 2. قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} الآية: 36 [1835] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} بعيد بعيد 3. [1836] وروى عبد بن حميد عن سعيد عن قتادة قال: تباعد ذلك في أنفسهم 4.   1 فتح الباري 8/445-446. أخرجه عبد الرزاق 2/44 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/12 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله. 3 فتح الباري 8/445. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 18/20، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/263 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 4 فتح الباري 8/445. وهذا إسناد صحيح، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/98 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وزاد في آخره " يعني البعث بعد الموت". وأخرجه عبد الرزاق 2/45 ومن طريقه ابن جرير 18/20 عن معمر، عنه مختصرا بلفظ " يعني البعث ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 823 قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} الآية: 41 [1837] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {غُثَاءً} قال: هو الشيء البالي 1. قوله تعالى: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} الآية: 60 [1838] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال: يعملون خائفين 2. [1839] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال: خائفة 3. [1840] وللطبري من طريق يزيد النحوي عن عكرمة مثله 4. [1841] وفي الباب عن عائشة قالت: يا رسول الله، في قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} ، أهو الرجل يزني ويسرق وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: "لا، بل هو الرجل يصوم ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله"، أخرجه الترمذي   1 فتح الباري 8/446. أخرجه عبد الرزاق 2/45 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/33 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 3 فتح الباري 8/445. أخرجه عبد الرزاق 2/46 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/32 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 824 وأحمد وابن ماجه وصححه الحاكم 1. قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} الآية: 61 [1842] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لَهَا سَابِقُونَ} سبقت لهم السعادة 2. قوله تعالى: {عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ} الآية: 66 [1843] وصل الطبري من طريق مجاهد {تَنْكِصُونَ} تستأخرون 3. قوله تعالى: {عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} الآية: 74 [1844] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/445. أخرجه الإمام أحمد 6/159، 205 والترمذي رقم3175 - في التفسير، باب "ومن سورة المؤمنون" - وابن ماجه رقم4198 - في الزهد، باب التوفي على العمل - وابن جرير 18/34 وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 5/474 والحاكم 2/393-394 - وصحّحه ووافقه الذهبي - كلهم من طرق عن مالك ابن مِغْوَل، عن عبد الرحمن بن سعيد ابن وهب الهمداني، عن عائشة، نحوه. وصحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2537. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/105 وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين، وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. 2 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/34 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 3 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/38 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. ومن طريق ابن جريج، عنه أيضا، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 825 {لَنَاكِبُونَ} لعادلون 1. قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الآية: 96 [1845] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله وخضع له عدوهم كأنه ولي حميم 2. [1846] ومن طريق عبد الكريم الجزري عن مجاهد {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} : السلام 3. قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} الآية: 101 [1847] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/44 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "عن الحق عادلون". وأخرجه من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس باللفظ المذكور في الأعلى. 2 فتح الباري 8/561. هكذا عزاه للطبري، ولم أجده فيه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/303 عن أبيه، عن أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/303 بسنده إلى عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. 3 فتح الباري 8/561. أخرجه ابن جرير 18/51 من طريق ابن ثور، ومن طريق عبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 826 أن نفي المساءلة عند النفخة الأولى، وإثباتها بعد النفخة الثانية 1. [1848] أخرج الطبري من طريق زاذان 2 قال: أتيت ابن مسعود فقال: يؤخذ بيد العبد يوم القيامة فينادى: ألا إن هذا فلان ابن فلان، فمن كان له حق قبله فليأت، قال: فتود المرأة يومئذ أن يثبت لها حق على أبيها أو ابنها أو أخيها أو زوجها، فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون 3. [1849] ومن طريق أخرى قال "لا يسأل أحد يومئذ بنسب شيئا ولا يتساءلون به ولا يمتّ برحم 4. [1850] وقد جاء في تفسير آخر أن نفي المساءلة عند تشاغلهم بالصعق والمحاسبة والجواز على الصراط، وإثباتها فيما عدا ذلك، وهذا   1 فتح الباري 8/558. أخرجه ابن جرير 18/54 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه قال: "فذلك حين ينفخ في الصور، فلا حيّ يبقى إلا الله {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:27] فذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية". 2 زاذان، أبو عمر الكندي البزاز، ويكنى أبا عبد الله أيضاً، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وسلمان وحذيفة وأبي هريرة وعائشة وابن عمر وغيرهم، صدوق، يرسل، وفيه شيعية، مات سنة اثنتين وثمانين. انظر ترجمته في: التهذيب 3/261، والتقريب 1/256. 3 فتح الباري 8/558. أخرجه ابن جرير 18/54 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن فضيل، عن هارون بن أبي وكيع، قال: سمعت زاذان يقول: أتيت ابن مسعود، وقد اجتمع الناس إليه في داره - فذكر الحديث نحوه. وأخرجه 18/54-55 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنترة، عن زاذان، به نحوه. 4 فتح الباري 8/558. أخرجه ابن جرير 18/55 قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج - فذكر مثله. وفيه "الحسين" وهو "سنيد" ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 827 منقول عن السدي أخرجه الطبري 1. قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} الآية: 104 [1851] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَالِحُونَ} عابسون 2. [1852] ومن طريق أبي الأحوص 3 عن ابن مسعود قال: مثل كلوح الرأس النضيخ، وكثر عن ثغره 4. [1853] وأخرجه الحاكم وصححه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا "تشويه النار فتقلص 5 شفته العليا وتسترخي السفلى" 6.   1 فتح الباري 8/558. لم يذكر في تفسير الطبري في هذا الموضع، ولم أهتد إليه في موضع آخر إلى الآن. 2 فتح الباري 8/445. أخرجه ابن جرير 18/56 حدثني علي، قال: ثني عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 3 اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الأحوص الكوفي، مشهور بكنيته، روى عن أبيه وله صحبة وعن علي وابن مسعود وأبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وغيرهم. ثقة، قتل في ولاية الحجاج على العراق. انظر ترجمته في: التهذيب 8/150، والتقريب 2/90. 4 فتح الباري 8/445. لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 18/56 من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله في قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} قال: ألم تر إلى الرأس المشيط قد بدت أسنانه، وقلصت شفتاه. ومن طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه. 5 قلص الشيء: أي ارتفع. انظر: النهاية 4/100. 6 فتح الباري 8/445. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 828 قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} الآية: 113 [1854] أخرج الفريابي من طريق مجاهد {فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} : الملائكة 1. [1855] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {الْعَادِّينَ}   = أخرجه أحمد 3/88، والترمذي رقم2587، 3176 - وقال: حسن صحيح غريب - وأبو يعلى رقم1367، والحاكم 2/246، 395 - وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي ـ، وأبو نعيم في الحلية 8/182 كلهم من حديث عبد الله ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد أبي شجاع، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا نحوه في تفسير هذه الآية. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/118 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة النار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم483 و 621. قلت: والعلة فيه "أبو السمح وهو دراج، متكلم فيه، والجمهور على تضعيفه وتوهين حديثه، بل وصف الإمام أحمد والنسائي حديثه بالنكارة. وقال الدارقطني متروك، وضعف الإمام أحمد وأبو داود أحاديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقال ابن عدي: عامة الأحاديث التي أمليتها عن دراج مما لا يتابع عليها. ثم ذكر بعضا منها. وذهب الحافظ يحيى بن معين وابن حبان إلى توثيقه، وفيما قالا نظر. وقال ابن حجر في التقريب: صدوق في حديثه، عن أبي الهيثم ضعيف، وفي قوله هذا نظر؛ لأنه يخالف ما قاله أحمد وأبو داود وابن عدي سابقا. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/441، والميزان 2/214، رقم2667، والتهذيب 3/180، والتقريب 1/235. وانظر أيضا: المستدرك 2/246. 1 فتح الباري 8/445. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 18/63 وابن أبي حاتم رقم14064 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. وأخرجه ابن جرير 18/63 من طريق ابن جريج، عنه، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/122 وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 829 قال: الحُسَّاب - أي بضم أوله والتشديد - 1.   1 فتح الباري 8/445. أخرجه عبد الرزاق 2/49 ومن طريقه ابن جرير 18/63 به سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/121 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 830 سورة النور [1856] لي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَفَرَضْنَاهَا} يقول: بيناها 1. قوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ} الآية: 2 [1857] نقل ابن أبي شيبة بأسانيده عن مجاهد أدناها رجل 2. [1858] وعن عطاء اثنان 3. [1859] وعن الزهري ثلاثة 4.   1 فتح الباري 8/447. أخرجه ابن جرير 18/66 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 12/158. أخرج ابن جرير 18/69 من طرق، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: طائفة: رجل. 3 فتح الباري 12/158. أخرجه ابن جرير 18/69 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن أبي نجيح، في قوله {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال: قال عطاء، فذكره. نقل عنه القرطبي، ثم قال - أي القرطبي - هو مشهور قول مالك، فرآها موضع شهادة. تفسير القرطبي 12/111. 4 فتح الباري 12/158. أخرجه ابن جرير 18/70 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، قال: الطائفة: الثلاثة فصاعداً. نقل القرطبي عنه، ويقول: لأنه أقلّ الجمع. تفسير القرطبي 12/111. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 831 قوله تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} الآية: 3 [1860] أخرج الفاكهي من طريق القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر "إن امرأة كانت يقال لها أم مهزول تسافح في الجاهلية، فأراد بعض الصحابة أن يتزوجها فنزلت {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} 1.   1 فتح الباري 9/185. للعلماء في المراد بالنكاح في هذه الآية قولان: الوطء أو العقد. وفي الآية قرينة تمنع كون المراد به العقد، وهي ذكر المشرك والمشركة؛ فإن الزاني المسلم لا يحل له نكاح المشركة، وكذلك الزانية المسلمة لا يحل لها نكاح المشرك، لقوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} [البقرة:221] ، ولقول {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [سورة الممتحنة:10] . وهو اختيار ابن جرير أيضا. انظر: جامع البيان 18/75، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 12/112، وتفسير ابن كثير 6/8. كما اختلفوا في النهي عن نكاح الزانية، فقيل: هو للتنزيه أو التحريم، وقيل: إن ذلك منسوخ بقوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} [النور:32] . وهو قول ابن المسيب والشافعي. والحديث يقوي قول من يرى أن الآية محكمة لم تنسخ، وأن تحريم زواج الأعفّاء من المسلمين بالزواني، والزناة بالعفيفات ما زال باقيا ما لم تصح التوبة منهما. وقد نقل ابن كثير عن الإمام أحمد قال: لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت صحّ العقد عليها وإلا فلا، وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح، حتى يتوب توبة صحيحة، لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} . انظر: نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 404-405، وتفسير ابن كثير 6/7، 8، 11، ومسند الإمام أحمد بتحقيق: الشيخ الأرناؤط 11/18 الحاشية. والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/159، 225، والنسائي في تفسيره رقم379، وابن جرير 18/71، وابن أبي حاتم في تفسيره رقم14140 والحاكم 2/193 - 194 والبيهقي في سننه 7/153 كلهم من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحضرمي، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرو، نحوه. وقد ضعفه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1502، 6480 وقال: = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 832 [1861] ومن طريق مجاهد في هذه الآية قال: هن بغايا، كن في الجاهلية معلومات لهن رايات يعرفن بها 1. [1862] ومن طريق عاصم بن المنذر 2 عن عروة بن الزبير مثله وزاد "كرايات البيطار" 3. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} الآية: 4 [1863] أخرج ابن مردويه من طريق الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى "أن عاصم بن عدي لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} قال: يا رسول الله،   = الحضرمي: شيخ مجهول، يروي عنه سليمان التيمي وحده وهو شخص مجهول، وليس هو الحضرمي بن لاحق. ونقل عن ابن حبان القول: لا أدري من هو ولا ابن من هو، وقال: إن البخاري فرق بينه وبين الحضرمي بن لاحق فترجم لكل منهما ترجمة مستقلة متتالية. أهـ. وانظر ترجمة الحضرمي في: الكامل 2/859، وتهذيب التهذيب 2/340. هذا وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وكذا الهيثمي في مجمع الزوائد 7/77 قال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، ورجال أحمد ثقات. أهـ! وقد علمت - مما تقدم - أن الحضرمي مجهول. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/128 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وأبي داود في ناسخه. 1 فتح الباري 9/185. أخرج ابن جرير 18/73 من طريق محمد بن ثور، وعبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 2 عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني، روى عن جدته أسماء بنت أبي بكر وعميه عبد الله وعروة ابني الزبير وغيرهم. صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 5/50، والتقريب 1/386. 3 فتح الباري 9/185. له شواهد تقدمت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 833 أين لأحدنا أربعة شهداء؟ فابتلي به في بنت أخيه"، وفي سنده مع إرساله ضعف 1. [1864] أخرج الطبري من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} نزلت في هلال بن أمية، فذكره مختصرا، فكأن ابن جريج أشار إلى بيان الاختلاف في الذي نزل ذلك فيه 2. [1865] وصل ابن مردويه عن ابن عباس قال "لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} قال سعد بن عبادة: إن أنا رأيت لكاع يفجر بها رجل" فذكر القصة وفيه "فوالله ما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية، فذكر قصة 3.   1 فتح الباري 9/448. لم أهتد إلى إسناده، إلا أن الحافظ ابن حجر قد حكم عليه بالضعف، كما في الأعلى، ثم إنه مرسل. هذا وقد جاء عن عاصم بن عدي موصولا نحوه، فقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره رقم 14161 من طريق أبي محصن حصين بن ثمير، عن الشعبي، عن عاصم بن عدي، ولفظه قال - أي عاصم - "لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} قلت: يا رسول الله إلى أن يأتي الرجل بأربعة شهداء قد خرج الرجل؟ فلم ألبث إلا أياما فإذا ابن عم لي معه امرأته ومعها ابن وهي تقول: منك، هو يقول: ليس مني، فنزلت آية اللعان، قال عاصم: فأنا أول من تكلم وأول من ابتلي به". هذا وأصله في الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي قال: أن عويمراً أتى عاصم بن عدي - وكان سيد بني عجلان ـ، وفيه أنه طلب من عاصم أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فسأله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة. ثم سأله عويمر نفسه، فنزل القرآن. انظر صحيح البخاري، رقم4745، وصحيح مسلم، رقم1492. 2 فتح الباري 9/453. أخرجه ابن جرير 18/85 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. وزاد: والذي رميت به شريك بن سحماء، والذي استفتى عاصم بن عديّ". 3 فتح الباري 9/455. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم2667، ص 347-348 والإمام أحمد في. مسنده 1/238 - 239 كلاهما من حديث عباد بن منصور، قال: ثنا عكرمة، عن ابن عباس، نحوه مطولا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4331 و 5/14 - 15 وقال: رواه أبو يعلى وأحمد، ومداره على عباد بن مصنور وهو ضعيف. ثم أورده في 7/77 وقال: رواه أحمد وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف، وقد وثق. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/133-135 بطوله، ونسبه إلى أحمد وعبد الرزاق والطيالسي وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 834 [1866] وفي حديث ابن عباس عند أحمد واللفظ له وأبي داود والحاكم "لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} الآية، قال سعد بن عبادة: أهكذا أنزلت؟ فلو وجدت لكاع متفخذها رجل لم يكن لي أن أحركه ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء؟ فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟ " قالوا: يا رسول الله، لا تالله فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعيد: والله إني لأعلم يا رسول الله أنها لحق وأنها من عند الله، ولكني عجبت، أخرجه أبو داود والطبري من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس 1.   1 فتح الباري 9/321 و 8/450. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/238-239، وأبو داود رقم2256 - في الطلاق، باب في اللعان -، وأبو يعلى في مسنده رقم2741، وابن جرير 18/82-93، والواحدي في أسباب النزول ص 262-263، من طرق عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، به مطولا. قلت: وفي هذا الإسناد "عباد بن عباد" فيه ضعف من جهة حفظه، فقد أخرجه البخاري رقم4747 بنحوه مختصراً وبدون محاورة سعد بن عبادة، من طريق هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس. والحديث ذكره ابن كثير 5/57-58 برواية أحمد، وأشار إلى رواية أبي داود، ثم قال: ولهذا الحديث شواهد كثيرة في الصحاح وغيرها من وجوه كثيرة. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/133-135 وعزاه لأحمد وعبد الرزاق والطيالسي وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 835 [1867] وعند الطبري من طريق أيوب عن عكرمة مرسلا، فيه نحوه، وزاد "فلم يلبثوا أن جاء ابن عم له فرمى امرأته " الحديث 1. [1868] وأخرج الطبري من طريق الشعبي مرسلا قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآية قال عاصم بن عدي: إن أنا رأيت فتكلمت جلدت، وإن سكت سكت على غيظ " الحديث 2.   1 فتح الباري 8/450. أخرجه ابن جرير 18/82 حدثني يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن علية، قال: ثنا أيوب، عن عكرمة - مرسلا. ولفظه "قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} قال سعد بن عبادة: والله إن أنا رأيت لَكَاعِ متفخذَها رجل فقلت بما رأيت إن في ظهري لثمانين إلى ما أجمع أربعة؟ قد ذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، ألا تَسْمَعونَ إلى ما يَقولُ سَيّدُكُمْ؟ ". قالوا: يا رسول الله لا تَلُمْه وذكروا من غَيرته فما تزوّج امرأة قطّ إلا بكرا، ولا طلق امرأة قطّ فرجع فيها أحد منا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنّ اللهَ يَأبَى إلاّ ذَاكَ" فقال: لا والله، لا يَجْعَل في ظهري ثمانين أبدا، لقد نظرت حتى أيقنت، ولقد استسمعت حتى استشفيت قال: فأنزل الله القرآن باللّعان، فقيل له: احلف فحلف، قال: "قِفُوهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ، فإنّها مُوجِبَةٌ". فقال: لا يُدْخله الله النار بهذا أبدا، كما درأ عنه جلد ثمانين، لقد نظرت حتى أيقنت، ولقد استسمعت حتى استشفيت فحلف ثم قيل: احلفي فحلفت ثم قال: "قِقُوهَا عِنْدَ الخَامِسَةِ، فإنّها مُوجِبَةٌ". فقيل لها: إنها مُوجِبة، فتلكأت ساعة، ثم قالت: لا أُخْزِي قومي، فحلفت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ جاءَتْ بِهِ كَذَا وكَذَا فَهُوَ لِزَوْجِها، وَإنْ جاءَتْ بِهِ كَذَا وكَذَا فَهُوَ للّذِي قِيلَ فيهِ ما قيلَ". قال: فجاءت به غلاما كأنه جمل أورق، فكان بعد أميرا بمصر، لا يُعرف نَسَبُه، أو لا يُدْرَى من أبوه". وهذا مرسل، وسبق في الذي قبله موصولا. 2 فتح الباري 8/450. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 836 [1869] وروى البزار من طريق زيد بن يثيع1 عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟ قال: كنت فاعلا به شرا. قال: فأنت يا عمر؟ قال: كنت أقول: لعن الله الأبعد، قال: فنزلت 2. [1870] وفي حديث أنس عند أبي يعلى قال: أول لعان كان في   = أخرجه ابن جرير 18/84 حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، عن داود، عن عامر الشعبي. ولفظه "قال: لما أنزل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} قال عاصم ابن عديّ: إن أنا رأيت فتكلّمت جُلدت ثمانين، وإن أنا سكت سكت على الغيظ قال: فكأنّ ذلك شقّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأنزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} قال: فما لبثوا إلاّ جمعة، حتى كان بين رجل من قومه وبين امرأته، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما". وهذا مرسل، وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره سورة النور، رقم89 من وجه آخر موصولا، قال: حدثنا العباس بن يزيد العبيدي، ثنا أبو محصن حصين بن ثمير، عن الشعبي، عن عاصم بن عدي قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} قلت: يا رسول الله - فذكر نحوه. 1 زيد بن يُثَيع - بضم التحتانية - وقد تبدل همزة، بعدها مثلة، ثم تحتانية ساكنة، ثم مهملة، ثقة مخضرم. التقريب 1/277. 2 فتح الباري 8/450. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2237 حدثنا إسحاق بن الضيف، ثنا النضر بن شميل، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد بن يثيع، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/77 وقال: "رواه البزار، ورجاله ثقات. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/138 ونسبه إلى البزار فقط. وأرسله زيد بن يثيع عند عبد الرزاق في مصنفه ج 7/رقم12364 عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ... الحديث، فلم يذكر "حذيفة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 837 الإسلام أن شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته " الحديث 1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الآية: 11 [1871] أخرج البزار عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا، أقرع بين نسائه، فأصاب عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق، فلما كان في جوف الليل، انطلقت عائشة لحاجة، فانحلت قلادتها، فذهبت في طلبها، وكان مسطح يتيما لأبي بكر، وفي عياله، فلما رجعت عائشة لم   1 فتح الباري 8/450. أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم2824 حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي، حدثنا مخلد ابن الحسين، حدثنا هشام، عن ابن سيرين، عن أنس، به مطولا. ولفظه "قال: لأول لعان كان في الإسلام أن شريك ابن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته، فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعة شهود، وإلا فحد في ظهرك" فقال: يا رسول الله، إن الله يعلم إني لصادق، ولينزلن الله عليك ما يبرىء به ظهري من الجلد، فأنزل الله آية اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} إلى آخر الآية، قال: فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اشهد بالله إنك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا" فشهد بذلك أربع شهادات، ثم قال له في الخامسة "ولعنة الله عليك إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا" ففعل، ثم دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قومي فاشهدي بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنا" فشهدت بذلك أربع شهادات، ثم قال لها في الخامسة: "وغضب الله عليك إن كان من الصادقين فيما رماك به من الزنا" قال: فلما كانت الرابعة أو الخامسة، سكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على القول، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقال: "انظروا فإن جاءت به جعداً حمش الساقين، فهو لشريك بن سحماء، وإن جاءت به أبيض سبطا قصير العينين، فهو لهلال بن أمية" فجاءت به جعداً حمش الساقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا ما نزل فيهما من كتاب الله لكان لي ولها شأن". والحديث أورده ابن كثير في تفسيره 6/17 برواية أبي يعلى. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/137-138 ونسبه إلى أبي يعلى وابن مردويه. وأصله في صحيح مسلم رقم1496 - في اللعان - من طريق عبد الأعلى، عن هشام عن ابن سيرين، به مختصراً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 838 تر العسكر، قال: وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف عن الناس، فيصيب القدح والجراب، والإداوة، - أحسبه قال:، فيحمله، قال: فنظر فإذا عائشة، فغطي - أحسبه قال: وجهه عنها، ثم أدنى بعيره منها، قال: فانتهى إلى العسكر، فقالوا قولا - أو قالوا فيه - قال: ثم ذكر الحديث حتى انتهى، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء، فيقوم على الباب فيقول: "كيف تيكم؟ " حتى جاء يوما، فقال: "أبشري يا عائشة! فقد أنزل الله عذرك"، فقالت: بحمد الله لا بحمدك، قال: وأنزل في ذلك عشر آيات: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} قال: فحدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطحا، وحمنة، وحسان 1. [1872] وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهم، فسافر بعائشة بنت أبي بكر، وكان لها هودج 2، وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه. فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة، فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا، وجاء الذين   1 أورد ابن حجر بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى البزار فتح الباري 8/457-479، وذكرت الحديث بلفظ البزار. هذا وقد أخرجه البزار رقم2663 كشف الأستار حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن معمر - واللفظ لمحمد بن معمر - قالا: ثنا عمرو بن خليفة البكرواني، ثنا محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بهذا السياق. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/233 "رواه البزار، وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات". وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/146 ونسبه إلى البزار وابن مردويه. 2 الهودج: أداة ذات قُبَّة توضع على ظهر الجمل لتركب فيها النساء. انظر: القاموس المحيط ص191 باب الجيم، فصل الهاء، والمعجم الوسيط ص976 مادة "هـ د ج". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 839 يحملون الهودج فحملوه ولا يعلمون إلا أنها فيه، فساروا، وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا، فجلست مكانها. فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن المعطل، وكان لا يقرب النساء، فتقرب منها، وكان معه بعير له، فلما رآها حملها، وقد كان يراها قبل الحجاب، وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه عائشة. وأكثروا القول، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه حتى اعتزلها، واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره، فقال: يا رسول الله، دعها لعل الله أن يحدث لك فيها، فقال علي بن أبي طالب: النساء كثير، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم عليها. وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء فعثرت أم مسطح، فقالت: تعس مسطح، فقالت عائشة: بئس ما قلت، تقولين هذا لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إنك لا تدرين ما يقولون، وأخبرتها الخبر، فسقطت عائشة مغشيا عليها. ثم نزل القرآن بعذرها في سورة النور {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} حتى بلغ {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ونزل {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إلى قوله {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . وكان أبو بكر يعطي مسطحا ويبره ويصله، وكان ممن أكثر على عائشة، فحلف أبو بكر أن لا يعطيه شيئا، فنزلت هذه الآية {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} . فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويبشرها، فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله، فقالت: لا بحمدك ولا بحمد صاحبك 1.   1 وهذا الحديث أيضا أورد ابن حجر بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه فتح الباري 8/457-479، وذكرته بلفظ الطبراني. هذا وقد أخرجه الطبراني في الكبير ج 23/ رقم162 حدثنا سلمنة بن إبراهيم ابن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سلمة بن كهيل، عن الحسن العربي، عن ابن عباس. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/239-240: وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 840 [1873] وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه أثلاثا، فمن أصابته القرعة أخرج بهن معه. فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى، فلما غزا بني المصطلق أقرع بينهن، فأصابت القرعة عائشة وأم سلمة 1، فأخرج بهما معه. فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها. وكانت عائشة تريد قضاء حاجة، فلما أنزلوا إبلهم، قالت عائشة: فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي، قالت: فنزلت من الهودج، فأخذت ماء في السطل ولم يعلموا بنزولي، فأتيت خربة وانقطعت قلادتي فاحتسبت في رجعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا أني في الهودج لم أنزل 2. قالت عائشة: فرجعت ولم أر أحدا، قالت: فاتبعتهم حتى أعييت، فقلت في نفسي إن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي، قالت: فقمت على بعض الطريق، فمرّ بي صفوان بن المعطل السلمي 3، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فجعله،   1 قال ابن حجر: وهو ضعيف، ولم يقع لأم سلمة في تلك الغزوة ذكر. فتح الباري 8/458. 2 قال ابن حجر: وهذا شاذ منكر 8/458. 3 وهذا السياق ليس بصحيح، ويخالف ما في الصحيح من أنها أقامت في منزلها إلى أن أصبحت. وقد نبه على ذلك ابن حجر 8/461. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 841 فكان إذا رحل الناس أقام يصلي ثم اتبعهم، فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه. قالت عائشة: فلما مرّ بي ظن أني رجل فقال: يا نومان قم؛ فإن الناس قد مضوا، قالت: فقلت: إني لست رجلا أنا عائشة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم أناخ بعيره، فعقل يديه ثم ولّى عني، فقال: يا أمة قومي فاركبي، فإذا ركبت فائذنيني، قالت: فركبت، فجاء حتى حل العقال، ثم بعث حمله، فأخذ بخطام الجمل. فقال ابن عمر: فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله ابن أبي بن سلول المنافق: فجر بها ورب الكعبة، وأعانه على ذلك جماعة حسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة وحمنة، وشاع ذلك في العسكر، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا، حتى رجعوا إلى المدينة، وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول هذا الحديث في المدينة، واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت عائشة: فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب، فحملت معي السطل وفيه ماء، فوقع السطل منها، فقالت: تعس مسطح، قالت لها عائشة: سبحان الله تتعسين رجلا من أهل بدر وهو ابنك. قالت لها أم مسطح: إنه سال بك السيل وأنت لا تدرين وأخبرتها الخبر. قالت: فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلص ما كان بي ولم أبعد المذهب. قالت عائشة: وقد كنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة، ولم أدر من أي شيء هي؟ فلما حدثتني أم مسطح فعلمت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذاك، فلما أخبرتني أم مسطح قالت عائشة: فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 842 رسول الله، أتأذن لي أن أذهب إلى أهلي؟ قال: "اذهبي"، فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر قال لها أبو بكر: ما لك؟ قالت: أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته، قال لها أبو بكر: فأخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم فآويك! أنا والله لا آويك، حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويها. فقال لها أبو بكر: والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط، فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام؟ فبكت عائشة وأم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن، وبكى معهم أهل الدار. وبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال: "أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني"؟ فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه فقال: يا رسول الله، أنا أعذرك منه، إن يك من الأوس أتيتك برأسه، وإن يك من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه، فقام سعد بن عبادة فقال: كذبت والله ما تقدر على قتله، إنما طلبتنا بدخول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية، فقال هذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج، فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا، فقام أسيد بن حضير فقال: فيم الكلام؟ هذا رسول الله يأمرنا بأمره فنفعله عن رغم أنف من رغم. ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر، فصعد إليه أبو عبيدة بن الجراح فاحتضنه، فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا، ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} 1 بالسيف إلى آخر الآيات، فصاح الناس: رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام   1 الآية 9، من سورة الحجرات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 843 بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا. ونزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر، وانتظر الوحي في عائشة، وبعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير امرءا لم يعد عليا وأسامة بعد موت أبيه زيد، فقال لعلي: "ما تقول في عائشة؟ فقد أهمني ما قال الناس فيها" فقال له: يا رسول الله قد قال الناس وقد حل لك طلاقها، وقال لأسامة: "ما تقول أنت"؟ قال: سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم في هذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، فقال لبريرة: "ما تقولين يا بريرة"؟ قالت: والله يا رسول الله، ما علمت على أهلك إلا خيرا، إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها، وإن كان شيء من هذا ليخبرنك الله. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبي بكر، فدخل عليها فقال لها" يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى استغفر الله لك، قالت: والله لا أستغفر الله منه أبدا، إن كنت فعلته فلا غفر الله لي، وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف - وذهب اسم يعقوب من الأسف – {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86] فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمها إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم نعسة، فقال أبو بكر لعائشة: قومي فاحتضني رسول الله، فقالت: لا والله لا أدنو منه، فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلى الله عليه وسلم، فسري عنه وهو يبتسم فقال: "عائشة، قد أنزل الله عذرك" قالت: بحمد الله لا بحمدك، فتلا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النور إلى الموضع الذي انتهى خبرها وعذرها وبراءتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قومي إلى البيت" فقامت. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من البراءة لعائشة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 844 وبعث إلى عبد الله ابن أبي المنافق، فجيء به فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين، وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش فضُرِبوا ضربا وجيعا ووجيء في رقابهم. قال ابن عمر: إنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم حدين؛ لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدّان. فبعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة، فقال: أخبرني عنك وأنت ابن خالتي، ما حملك على ما قلت في عائشة؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي، وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها، وأما عبد الله بن أبي فمنافق. وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت، ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا. والله إنك لرجل لا وصلتك بدرهم أبدا ولا عطفت عليك بخير أبدا، ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله. فنزل القرآن {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية، فلما قال {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} بكى أبو بكر فقال: أما إذ نزل القرآن بأمري فيك لأضاعفنّ لك النفقة وقد غفرت لك، فإن الله أمرني أن أغفر لك، وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه، فنزل القرآن {الْخَبِيثَاتُ} يعني امرأة عبد الله {لِلْخَبِيثِينَ} يعني عبد الله {وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} يعني عبد الله لامرأته {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} يعني عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم {وَالطَّيِّبُونَ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {لِلطَّيِّبَاتِ} يعني لعائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم {أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} إلى آخر الآيات 1.   1 وهذا الحديث أيضا أورد ابن حجر بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه فتح الباري 8/457-480، وذكرته بلفظ الطبراني. وقد أخرجه الطبراني ج23/رقم164 حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا سعدان ابن زكريا الدورقي، قال: ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/240-243: رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/147-150 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 845 [1874] وأورده ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير مرسلا بإسناد واهٍ، في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انطلق غازيا، وانطلق معه بعائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ رفيق يقال له صفوان بن المعطل من بني سليم، وكان إذا سار النبي صلى الله عليه وسلم ليلا مكث صفوان في مكانه حتى يصبح، فإن سقط من المسلمين شيء من متاعهم حمله إلى المعسكر، فعرفه، فإذا جاء صاحبه دفعه إليه. وإن عائشة لما نودي بالرحيل ذات ليلة ركبت الرحل، فدخلت هودجها، ثم ذكرت حليل لها كانت نسيته في المنزل، فنزلت لتأخذه، ولم يشعر بها صاحب البعير، فانبعث، فسار مع المعسكر، فلما وجدت عائشة حليها فإذا البعير قد ذهب، فأخذت تمشي على إثر المعسكر، وهي تبكي، وأصبح صفوان بن المعطل في المنزل، ثم سار على إثر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بعائشة قد غطت وجهها وهي تبكي، فقال صفوان: من هذه ثم نزل عن بعيره، فحملها على بعيره، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ففقدوا عائشة ولم يجدوها، ومكثوا ما شاء الله، إذ جاء صفوان قد حملها على بعيره، فقذفها عبد الله بن أبي المنافق، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش الأسدية، فقال عبد الله بن أبي المنافق: ما برئت عائشة من صفوان، وما برئ صفوان منها، وخاض الناس في ذلك، وقال بعضهم: قد كان كذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 846 وكذا، وقال بعضهم: كذا، وعرض بالقوم، وبعضهم أعجبه ذلك، فنزلت ثماني عشرة آية متواليات بتكذيب من قذف عائشة، وببراءتها ويؤدب فيها المؤمنين فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ} 1. [1875] وأورده الحاكم في الإكليل من رواية مقاتل بن حيان مرسلا، وفيه "فيحمله فيتقدم به فيعرفه في أصحابه"، وفيه أيضا "أنه ركب معها مردفا لها" 2، وفيه أيضا "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول أهل الإفك وكان شديد الغيرة قال: لا تدخل عائشة رحلي، فخرجت تبكي حتى أتت أباها، فقال: أنا أحق أن أخرجك، فانطلقت تجول لا يؤويها أحد حتى أنزل الله عذرها" 3، وفيه أيضا "فنزلت ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا} - إلى قوله – {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} 4. قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [1876] وعند الطبري من طريق هشام بن عروة "وكان الذي تولّى كبره عبد الله بن أبيّ ومسطح وحمنة وحسان، وكان كبر ذلك من قبل   1 وهذا المرسل أيضا أورد ابن حجر فتح الباري 8/457-477 بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى ابن أبي حاتم، وذكرته بلفظه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم14207 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير. قال ابن حجر: إسناده واهٍ. 2 قال ابن حجر: والذي في الصحيح هو الصحيح. فتح الباري 8/479. 3 قال ابن حجر: وإنما ذكرته مع ظهور نكارته لإيراد الحاكم له في الإكليل وتبعه بعض من تأخر غير متأمل، لما فيه من النكارة والمخالفة للحديث الصحيح من عدة أوجه، فهو باطل. فتح الباري 8/464-465. 4 فتح الباري 8/463، 464، 465. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 847 عبد الله بن أبي 1. [1877] في رواية عبد الرزاق عن الزهري قال: قال لي الوليد ابن عبد الملك: الذي تولى كبره منهم علي، قلت: لا، ولكن حدثني سعيد ابن المسيب وعروة وعلقمة وعبيد الله كلهم عن عائشة قال: الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، قال: فما كان جرمه 2؟   1 فتح الباري 8/479. أخرجه ابن جرير 18/89 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، نحوه. ولم تذكر "حمنة" في هذه الرواية. وأخرج ابن جرير 18/86 عن عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبان العطار، قال: ثنا هشام ابن عروة، عن عروة، أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: كتبت إليّ تسألني في الذين جاءوا بالإفك، فذكرهم ما عدا عبد الله بن أبي - وفيهم حمنة بنت جحش. قلت: والذي دلت عليه الأحاديث الصحاح - وهو الذي رجحه الإمام الطبري أيضا - أن الذي تولى كبره من عصبة الإفك عبد الله بن أبي المنافق، وهو الذي بدأ بذكر الإفك، وقد أخرج البخاري في صحيحه - كتاب المغازي، باب حديث الإفك، رقم 4142 - عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة؟ قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك - أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث - أن عائشة رضي الله عنها قالت لهما: كان عليّ مسلما في شأنها، فراجعوه فلم يرجع، وقيل: مسلما بلا شك فيه، وعليه وكان في أصل العتيق كذلك. وعند غيره بلفظ "قالت عائشة: الذي تولى كبره عبد الله بن أبي". أهـ. ثم خاض في ذلك عصبة سمي منهم: مسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، وحسان ابن ثابت، أخرج البخاري رقم4757 من حديث هشام بن عروة، عن أبيه - في حديث طويل -، وفيه "وكانت عائشة تقول: أما زينب ابنة جحش فعصمها الله بدينها فلم يقل إلا خيرا، وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك. وكان الذي يتكلم فيه مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي - وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره منهم - هو وحمنة" الحديث. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام حدّ القذف عليهم كلهم. وانظر: تفسير الطبري 18/89. 2 فتح الباري 7/437. أصله في البخاري رقم4142 من وجه آخر عن معمر، عن الزهري، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 848 [1878] وفي ترجمة الزهري عن "حلية أبي نعيم" من طريق ابن عيينة عن الزهري "كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلا هذه الآية {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فقال: نزلت في علي بن أبي طالب. قال الزهري: أصلح الله الأمير، ليس الأمر كذلك، أخبرني عروة عن عائشة. قال: وكيف أخبرك؟ قلت: أخبرني عروة عن عائشة أنها نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول" 1. [1879] ولابن مردويه من وجه آخر عن الزهري "كنت عند الوليد ابن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيا، فلما بلغ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} - حتى بلغ - {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} جلس ثم قال: يا أبا بكر من تولّى كبره منهم؟ أليس علي بن أبي طالب؟ قال: فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت لا لقد خشيت أن ألقى منه شرا، ولئن قلت نعم لقد جئت بأمر عظيم، قلت في نفسي: لقد عوّدني الله على الصدق خيرا، قلت: لا، قال فضرب بقضيبه على السرير ثم قال: فمن فمن؟ حتى ردّد ذلك مرارا، قلت: لكن عبد الله بن أبي"، وفيه "قالت عائشة: أن عليا أساء في شأني والله يغفر له" 2. [1880] أخرج يعقوب بن شيبة في مسنده عن الحسن بن علي الحلواني 3   1 فتح الباري 7/437. أخرجه أبو نعيم في الحلية 3/369 حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا إسماعيل بن موسى السعدي، ثنا ابن عيينة، عن الزهري، به. 2 فتح الباري 7/437. ساقه السيوطي في الدر المنثور 6/157 بهذا الإسناد معزواً ليعقوب بن شبة في مسنده. 3 الحسن بن علي بن محمد الهذلي، أبو علي الخلاّل الحلواني، نزيل مكة، ثقة حافظ، له تصانيف، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 2/263، والتقريب 1/168. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 849 عن الشافعي قال: حدثنا عمي قال "دخل سليمان بن يسار1 على هشام بن عبد الملك فقال له: يا سليمان الذي تولى كبره من هو؟ قال: عبد الله بن أبي. قال: كذبت، هو علي. قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول. فدخل الزهري فقال: يا ابن شهاب، من الذي تولى كبره؟ قال ابن أبي. قال: كذبت هو علي، فقال: أنا أكذب لا أبا لك، والله لو نادى مناد من السماء: إن الله أحل الكذب ما كذبت، حدثني عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة: أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي 2. قوله تعالى: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} الآية: 12 [1881] وروى الطبري أيضا من طريق ابن إسحاق حدثني أبي 3 عن بعض رجال بني النجار أن أبا أيوب قالت له أم أيوب 4: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟   1 سليمان بن يسار الهلالي، المدني، مولى ميمونة بنت الحارث، وهو أخو عطاء بن يسار، ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة، مات بعد المائة، وقيل قبلها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/149، والتهذيب 4/199-201، والتقريب 1/331. 2 فتح الباري 7/437. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/157 ونسبه إلى يعقوب بن شبة في مسنده، به سنداً ومتناً. 3 هو إسحاق بن يسار المدني، والد محمد بن إسحاق صاحب المغازي، رأى معاوية وروى عن الحسن بن علي وعروة بن الزبير والمغيرة بن عبد الرحمن وغيرهم. ثقة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/225، والتقريب 1/62. 4 أم أيوب الأنصارية، زوج أبي أيوب الصحابي المشهور، هي بنت قيس بن سعد، وكان أبوها خال زوجها. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/291، رقم7372، والإصابة 8/362، رقم11904، والتقريب 2/619. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 850 قالت: لا والله، قال: فعائشة والله خير منك، قالت: فنزل القرآن {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الآية 1. [1882] وللحاكم من طريق أفلح مولى أبي أيوب 2، عن أبي أيوب نحوه 3. [1883] وله من طريق أخرى قال: قالت أم الطفيل 4 لأبي بن كعب، فذكر نحوه 5.   1 فتح الباري 8/470. أخرجه ابن جرير 18/96 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، به. وانظر سيرة ابن هشام 3/302. قلت: محمد بن إسحاق مدلّس وقد صرح هنا بالتحديث عن أبيه، لكنه لم يصرح بأسماء شيوخ أبيه. هذا وقد أدرك إسحاق بن يسار - والد محمد - بعض الصحابة. قال المزي رأى معاوية بن أبي سفيان وكثير بن الصلت، وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل. انظر: تهذيب الكمال 2/495. 2 أفلح، مولى أبي أيوب الأنصاري، أبو عبد الرحمن، وقيل أبو كثير، مخضرم، ثقة، مات سنة ثلاث وستين. التقريب 1/83. 3 فتح الباري 8/470. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/159 ونسبه إلى الواحدي وابن عساكر والحاكم. ولم أهتد إلى موضعه عند الحاكم. وقد أخرجه الواقدي فيما ذكره ابن كثير 6/27 قال: حدثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أفلح مولى أبي أيوب: أن أم أيوب قالت لأبي أيوب، فذكره نحو ما ذكر ابن إسحاق. 4 أم الطفيل، امرأة أبي بن كعب، صحابية، روى عنها محمد بن أبي بن كعب وعمارة اابن عامر، وبُسر بن سعيد. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/344، رقم7506، والإصابة 8/424، رقم12120. 5 فتح الباري 8/470. الذي يظهر من السياق أنه عزاه للحاكم، وذلك بالعطف على ما قبله، ولكني لم أهتد إليه عنه، وقد أشار إليه ابن كثير 6/27 - عقب رواية الواقدي من طريق أفلح - بقوله "ويقال: إنما قالها أبي بن كعب". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 851 قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} الآية: 15 [1884] وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} قال: يرويه بعضكم عن بعض 1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} الآية: 19 [1885] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} تظهر يتحدث به 2. [1886] ومن طريق سعيد بن جبير في قوله {أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} يعني أن تفشو وتظهر، والفاحشة: الزنا 3. قوله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية: 22 [1887] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا يَأْتَلِ} يقول: لا يقسم 4.   1 فتح الباري 8/482. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/264-265 بسنده إلى الفريابي، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وقال - أي ابن حجر - هكذا ذكره الفريابي في تفسيره. 2 فتح الباري 8/489. أخرجه ابن أبي حاتم رقم14245 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحبه. 3 فتح الباري 8/489. أخرجه ابن أبي حاتم رقم14246 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير، به. 4 فتح الباري 8/489. أخرجه ابن أبي حاتم رقم14269 حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي صلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 852 [1888] في تفسير الثعلبي نقلا عن ابن جريج قال: حدثت أنها نزلت في أبي بكر الصديق حين حلف أن لا ينفق على مسطح لخوضه في الإفك 1. قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} الآية: 27 [1889] وأخرج الطبري من طريق مجاهد {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} تتنحنحوا أو 2 تتنخموا 3. [1890] ومن طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود "كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس يتكلم ويرفع صوته" 4.   1 فتح الباري 11/518. أما كون هذه الآية نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا ينفق على مسطح لخوضه في الإفك فقد ثبت من أوجه متعددة، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم4750 من حديث عائشة رضي الله عنها في حديث قصة الإفك الطويل، وفيه "قالت: فلما أنزل الله براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} " الحديث. 2 "أو" هكذا في الفتح، أما في الطبري والدر المنثور فبالعطف بالواو. 3 فتح الباري 11/ 8. أخرجه ابن جرير 18/111 من طريق ابن أبي نجيح، وابن جريج وغيرهما، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/172 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد. 4 فتح الباري 11/ 8. هكذا عطف ابن حجر على الذي قبله، للعزو إلى الطبري، مع أني لم أجده في تفسيره، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/173 ولم ينسبه إلا إلى ابن أبي حاتم. هذا وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم14343 حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا عبد الله بن نمير، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 853 [1891] وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف من حديث أبي أيوب قال: قلت: يا رسول الله، هذا السلام، فما الاستئناس؟ قال: "يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت" 1. [1892] وأخرج الطبري من طريق قتادة قال: الاستئناس هو الاستئذان ثلاثا، فالأولى ليسمع، والثانية ليتأهبوا له، والثالثة إن شاءوا أذنوا له وإن شاءوا ردّوا 2.   1 فتح الباري 11/8. أخرجه ابن أبي حاتم رقم14348 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن واصل بن السائب، حدثني أبو سورة ابن أخي أبي أيوب عن أبي أيوب، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 8/419 وابن ماجه رقم3707 - في الأدب، باب الاستئذان - وابن أبي حاتم في تفسيره سورة النور، رقم313 من حديث عبد الرحيم ابن سليمان، عن واصل بن السائب، به. قال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1292 "في إسناده أبو سورة، قال فيه البخاري: منكر الحديث ويروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها". وذكره ابن كثير في تفسيره 6/41 وقال: هذا حديث غريب. وقد ضعّف إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/171-172 ونسبه إلى ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. 2 فتح الباري 11/ 8. هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم أجده في تفسيره، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/174 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان. هذا وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم14347 حدثنا أبي، ثنا عبدة بن سليمان، أنبأ المبارك، أنبأ محمد بن يسار، عن قتادة، به. وقال ابن حجر: والاستئناس في اللغة طلب الايناس وهو من الأُنس بالضم ضد الوحشة. وانظر: القاموس المحيط باب السين، فصل الألف، مادة "أن س"، ص478، ولسان العرب 6/14. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 854 [1893] أخرج سعيد بن منصور والطبري والبيهقي في الشعب بسند صحيح أن ابن عباس كان يقرأ "حتى تستأذنوا "، ويقول: أخطأ الكاتب. وكان يقرأ على قراءة أبيّ بن كعب 1.   1 فتح الباري 11/8. أخرجه ابن جرير 18/110 من طريق معاذ بن سليمان وهشيم، كلاهما عن جعفر بن إياس، عن سعيد، عن ابن عباس، به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم8801، 8802 من طريق سعيد بن منصور، قال: نا أبو عوانة وهشيم، كلاهما عن أبي بشر - وهو جعفر بن إياس، به. وأخرج البيهقي رقم8803، 8804 من طرق عن ابن عباس نحوه. قال البيهقي بعد هذه الروايات: وهذا الذي رواه شعبة واختلف عليه في إسناده، ورواه أبو بشر واختلف عليه في إسناده من أخبار الآحاد. ورواية إبراهيم عن ابن مسعود منقطعة. والقراءة العامة ثبت نقلها بالتواتر فهي أولى ويحتمل أن تكون ذلك القراءة الأولى ثم صارت القراءة إلى ما عليه العامة ونحن لا نزعم أن شيئا مما وقع عليه الإجماع أو نقل متواتراً أنه خطأ وكيف يجوز أن يقال ذلك وله وجه يصح وإليه ذهبت العامة. وقال ابن حجر: وأجيب بأن ابن عباس بناها على قراءته التي تلقاها عن أبيّ بن كعب، وأما اتفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خط المصحف الذي وقع الاتفاق على عدم الخروج عما يوافقه، وكان قراءة أبي من الأحرف التي تركت القراءة بها كما تقدم تقريره في فضائل القرآن. ثم نقل قول البيهقي، يعني ولم يطلع ابن عباس على ذلك. انظر: فتح الباري 11/8-9. قلت: وقد تقدم نحو هذا في سورة الرعد برقم 1168، وفي سورة الإسراء برقم 1332 فانظر التعليق على ذلك. والقراءة المتواترة الصحيحة فيها هي "حتى تستأنسوا "، وقد صحّ الإجماع على ذلك، فلذا لا يجوز خلافها، وإطلاق الخطأ على الكاتب في لفظ أجمع الصحابة عليه وأخذوه بالتلقي قول لا يصح، وإنما يحمل ما روي عن ابن عباس أنها قراءة تفسيرية. فقد صح عن ابن عباس فيما أخرجه ابن أبي حاتم رقم14344 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه في قوله: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} يقول: حتى تستأذنوا". وانظر: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره 2/566-567. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 855 [1894] ومن طريق مغيرة بن مقسم1 عن إبراهيم النخعي قال: في مصحف ابن مسعود "حتى تستأذنوا" 2. [1895] وأخرج سعيد بن منصور من طريق مغيرة عن إبراهيم في مصحف عبد الله "حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا " 3. [1896] وأخرجه إسماعيل بن إسحاق في "أحكام القرآن" عن ابن عباس واستشكله 4. قوله تعالى: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} الآية: 30 [1897] وصل ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن زريع عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة في قوله {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} قال: عمّا لا يحلّ لهم 5.   1 المغيرة بن مِقْسَم الضبي مولاهم، أبو هشام الكوفي، الأعمى، ثقة متقن، إلا أنه كان يدلّس ولا سيما عن إبراهيم. مات سنة ست وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/241، والتقريب 2/270. 2 فتح الباري 11/8. أخرجه ابن جرير 18/110 حدثنا القاسم، قال: قال: ثنا الحسين، قال: ثني هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، به. 3 فتح الباري 11/8-9. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 158/ ب حدثنا هشيم، قال: حدثنا مغيرة، عن إبراهيم، به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم8800 من طريق أحمد بن نجدة، قال: أنا مغيرة، عن إبراهيم، به. 4 فتح الباري 11/8. 5 فتح الباري 11/9. أخرجه ابن أبي حاتم رقم14381 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} الآية: 31 [1898] ولابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم 1 عن صفية 2، ولفظه "ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار: أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان3. [1899] وأخرج الحاكم من طريق زيد بن الحباب 4 عن إبراهيم بن نافع 5   1 عبد الله بن عثمان بن خثيم - مصغرا - القاري المكي، أبو عثمان، صدوق، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/275، والتقريب 1/432. 2 صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدريّة، لها رؤية وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي البخاري التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم. أخرج لها الجماعة. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/170، رقم7066، والإصابة 8/213، رقم11410، والتقريب 2/603. 3 فتح الباري 8/490. أخرجه ابن أبي حاتم رقم14406 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثني الزبجي بن خالد، حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، به نحوه. 4 زيد بن الحباب أبو الحسين اللعكلي، أصله من خراسان، وكان بالكوفة، ورحل في الحديث فأكثر منه، وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري، مات سنة ثلاث ومائتين. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/347، والتقريب 1/273. 5 إبراهيم بن نافع المخزومي، المكي، ثقة حافظ، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/152، والتقريب 1/45. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 857 بلفظ "أخذ نساء الأنصار" 1. قوله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [1900] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ} قال: الذي يريد الطعام، ولا يريد النساء 2. [1901] ومن وجه آخر عنه قال: الذين لا يهمهم إلا بطونهم ولا يخافون على النساء، وفي قوله {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} قال: لم يدروا ما هي من الصغر قبل الحلم 3.   1 فتح الباري 8/490. أخرجه الحاكم 2/397 أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الزاهد ببغداد، ثنا يحيى ابن جعفر بن الزبير، قال: ثنا زيد بن الحباب، ثنا إبراهيم بن نافع، قال: سمعت الحسن بن مسلم يحدث عن صفية بن شيبة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها - فذكرت نحو رواية عبد الله بن خثيم. ولفظها: "قالت: لما نزلت هذه الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} أخذ نساء الأنصار أزرهن فشققنه من نحو الحواشي فاختمرن به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: وفي البخاري رقم4759 عن أبي نعيم - شيخ البخاري - عن إبراهيم بن نافع، بهذا الإسناد، بلفظ "لما نزلت هذه الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} أخذن أزرهن" - نسب الفعل إلى الضمير والباقي مثله. قال ابن حجر: ويمكن الجمع بين الروايتين بأن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك. 2 فتح الباري 8/448. أخرجه ابن جرير 18/122 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/448. أخرجه ابن جرير 18/122، 124 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به مفرقا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 858 [1902] وصل عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء 1. [1903] وصل الطبري من طريق شعبة، عن مغيرة، عن الشعبي {أُولِي الْأِرْبَةِ} قال: من ليس له أرب 2. [1904] ومن وجه آخر عنه قال: الذي لم يبلغ أربه أن يطلع على عورة النساء 3. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} الآية: 33 [1905] وروى ابن إسحاق عن خاله عبد الله بن صَبيح 4، عن أبيه 5 قال: "كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى، فسألته الكتابة فأبى،   1 فتح الباري 8/447. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/57-58 به سنداً ومتنا. 2 فتح الباري 8/447. أخرجه ابن جرير 18/123 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، به. وزاد في آخره "في النساء". 3 فتح الباري 8/447. أخرجه ابن جرير 18/122 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، به. وزاد في أوله "قال: مِن تبع الرجل وحشمه". و"ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف. 4 عبد الله بن صبيح مولى بني ليث، روى عن أبيه، قاله ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد ترجم له ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. انظر: الجرح والتعديل 5/85. 5 صُبيح، مولى حويطب بن عبد العزى، قال ابن السكن وابن حبان: يقال له صحبة. وقال البخاري في تاريخه: عبد الله بن صبيح عن أبيه: كنت مملوكا لحويطب - هو خال محمد ابن إسحاق - انتهى. وروى ابن السكن والبارودي من طريق ابن إسحاق عن خاله عبد الله ابن صبيح، عن أبيه - فذكر الحديث المذكور هنا، وفيه أنه قال: "ففيَّ أنزلت {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} ، قال ابن السكن: لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/6،رقم2480، والإصابة 3/328، رقم4057. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 859 فنزلت {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} الآية1. قوله تعالى: {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً} [1906] وصل إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" قال: حدثنا علي بن المديني2: حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج: قلت لعطاء: أواجب علي إذا علمت له مالا أن أكاتبه، قال: ما أراه إلا واجبا3. قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} الآية: 35 [1907] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: المشكاة موضع الفتيلة4.   1 فتح الباري 5/185. أخرجه ابن السكن والبارودي فيما نقل عنهما ابن حجر في الإصابة 3/328 من طريق ابن إسحاق، عن خاله عبد الله بن صبيح، عن أبيه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/189 ونسبه إلى ابن السكن في معرفة الصحابة عن عبد الله بن صبيح، عن أبيه. 2 هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن ابن المديني البصري، ثقة ثبت إمام، أعلم أهل عصره بالحديث، وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عنده، وقال فيه شيخه ابن عيينة: كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلمه مني، وقال النسائي: كأن الله خلقه للحديث. مات سنة أربع وثلاثين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 7/306، والتقريب 2/39-40. 3 فتح الباري 5/185-186. وعلقه البخاري عن روح، به. ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 3/348 برواية إسماعيل القاضي، به سنداً ومتنا. وأخرجه ابن جرير 18/126 من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، قال: قلت لعطاء - فذكر مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 6/55-56 برواية البخاري المعلقة، ثم عقبه برواية عبد الرزاق. 4 فتح الباري 8/447. أخرجه ابن جرير 18/137 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/197 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي عن ابن عباس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 [1908] وصل ابن شاهين من طريق سعد بن عياض الثُّمَالي 1 قال: المشكاة الكوَّة بلسان الحبشة 2. [1909] وقد روى الطبري من طريق كعب الأحبار قال: المشكاة الكوة 3. [1910] وأخرج الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله   1 سعد بن عياض الثُّمالي - بضم المثلثة وتخفيف الميم - نسبة إلى ثمالة قبيلة من الأزد، تابعي، وزعم بعضهم أن له صحبة ولم يثبت، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن ابن مسعود، وعنه أبو إسحاق السبيعي. ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: صدوق. له في السنن حديث واحد. وله ذكر في صحيح البخاري تعليقا في تفسير النور - وهذا موضعه ـ. قال ابن سعد: كان قليل الحديث. مات غازيا بأرض الروم. انظر ترجمته في: التهذيب 3/416، والتقريب 1/289. 2 فتح الباري 8/447. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/264 بسنده إلى جعفر السراج، أنا أبو الحسن القزويني، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم - هو الإسماعيلي، ثنا عمر بن محمد - ولعله عمر ابن أحمد بن شاهين -، ثنا محمد بن إسماعيل الحساني، ثنا وكيع، ثنا أبي وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، بهذا. وفي الفتح قال ابن حجر: ووقع لنا بعلو في فوائد جعفر السراج. أهـ. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/200 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط. 3 فتح الباري 8/447. والكوة: - بضم الكاف وبفتحها وتشديد الواو - وهي الطاقة للضوء. قاله ابن حجر. فتح الباري 8/447. والأثر أخرجه ابن جرير 18/137 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص، عن شمر، عن كعب الأحبار، به فيما أجابه على طلب ابن عباس منه تفسير هذه الآية. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 861 {كَمِشْكَاةٍ} قال: يعني الكوة 1. قوله تعالى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} الآية: 43 [1911] روى الطبري من طريق ابن عباس في قوله {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} يقول: ضوء برقه2. [1912] ومن طريق قتادة قال: لمعان البرق 3. قوله تعالى: {يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} الآية: 49 [1913] وروى الطبري من طريق مجاهد في قوله {يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} قال: سراعا4. قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً} الآية: 63 [1914] وصل الطبري من طريق مجاهد {لِوَاذاً} قال: خلافا 5.   1 فتح الباري 8/447. أخرجه الحاكم 2/397 أخبرنا أبو عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 2 فتح الباري 8/446. أخرجه ابن جرير 18/154 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عنه، به. 3 فتح الباري 8/446. أخرجه ابن جرير 18/154 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه، به. 4 فتح الباري 8/447. أخرجه ابن جرير 18/156حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه، به. 5 فتح الباري 8/447. أخرجه ابن جرير 18/178 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 862 سورة الفرقان قوله تعالى: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً} الآية: 13 [1915] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {ثُبُوراً} قال: ويلا 1. قوله تعالى: {وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} الآية: 21 [1916] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} قال: طغوا 2. قوله تعالى: {هَبَاءً مَنْثُوراً} الآية: 23 [1917] وصل ابن جرير من طريق ابن جريج عن عطاء 3 عن ابن عباس {هَبَاءً مَنْثُوراً} ما يسفي به الريح ويَبُثُّه 4. [1918] ولابن أبي حاتم من طريق الحسن البصري نحوه، وزاد "لو   1 فتح الباري 8/491. أخرجه ابن جرير 18/187، وابن أبي حاتم رقم15009 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/491. 3 هو الخراساني. 4 فتح الباري 8/490. أخرجه ابن جرير 19/4 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 863 ذهب أحدكم يقبض عليه لم يستطع" 1. [1919] ومن طريق الحارث عن علي في قوله {هَبَاءً مَنْثُوراً} قال: ما ينثر من الكوة 2. قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} الآية: 34 [1920] في حديث أبي هريرة عند البزار "يحشر الناس على ثلاثة أصناف: صنف على الدواب، وصنف على أقدامهم، وصنف على وجوههم"، قيل: فكيف يمشون على وجوههم " الحديث 3.   1 فتح الباري 8/490. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15072 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن. ولفظه "الشعاء في كوة أحدكم لو ذهب يقبض عليه لم يستطع". وأخرجه عبد الرزاق 2/67 عن معمر، عن الحسن بلفظ " قال: أما رأيت يدخل البيت من الشمس يدخله من الكوة فهو الهباء ". 2 فتح الباري 8/490. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15069 حدثني أبي، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارثبه. 3 فتح الباري 8/492. وتمام الحديث كما في الدر المنثور 5/341 "قال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك"، وقد عزاه السيوطي لأبي داود والترمذي - وحسنه - وابن جرير وابن مردويه واليهقي في البعث. والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي رقم2566، ص 334 وأحمد 2/354، 363 والترمذي رقم3142 - في التفسير، باب "ومن سورة بني إسرائيل"، والبيهقي في شعب الإيمان 1/318 بعد رقم359 كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة - مرفوعا. وأخرجه ابن جرير 19/12 من وجه آخر، عن علي بن زيد بن جدعان، به مثله. و"ابن زيد" ضعيف، لكن الحديث له شاهد في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة! " البخاري: رقم4760، ومسلم: رقم2809. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 864 قوله تعالى: {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} الآية: 38 [1921] أورد ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الرس البئر 1. [1922] ومن طريق سفيان عن رجل عن عكرمة قال: أصحاب الرس رسوا نبيهم في بئر 2. [1923] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: حُدِّثنا أن أصحاب الرس كانوا باليمامة 3   1 فتح الباري 8/491. لم أجده من طريق ابن أبي نجيح؛ فقد أخرجه ابن جرير 19/14 عن محمد بن عمارة، وابن أبي حاتم رقم15174 عن أبي سعيد الأشج، كلاهما عن عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، مثله. 2 فتح الباري 8/491. إسناده ضعيف؛ ففيه من لم يسم. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15175 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن يمان، عن سفيان، به. والمبهم فيه قد سمي عند ابن جرير؛ فقد أخرجه 19/14 عن ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي بكر، عن عكرمة، مثله. وأبو بكر هذا - فيما يبدو ليـ هو الهذلي، واسمه سُلمى بن عبد الله، وقيل: رَوْح، روى عن عكرمة وغيره، وعنه ابن عيينة وغيره. قال ابن حجر: أخباري متروك الحديث. تقدم برقم 332. انظر: التهذيب 12/47-48 التقريب 2/401. 3 فتح الباري 8/491. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/256 بلفظ "قال قتادة: حُدِّثنا أن أصحاب الرس كانوا أهل فلج باليمامة، وآبار كانوا عليها"، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. أخرجه ابن جرير 19/14 من طريق ابن وهب، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: قال قتادة. ولفظه "الرس قرية من اليمامة يقال لها الفلج". وأخرجه ابن أبي حاتم رقم15176 من طريق يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة بلفظ " {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} حدثني أن أصحاب الرس كانوا أهل فلج وآبار كانوا عليها". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 865 [1924] ومن طريق شبيب 1 عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} قال: بئر بأذربيجان 2. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} الآية: 45 [1925] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَدَّ الظِّلَّ} ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس3. [1926] وعند عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة مثله 4. [1927] وصل ابن أبي حاتم من الوجه المذكور {سَاكِناً} دائما 5.   1 شبيب بن بشر البجلي الكوفي، روى عن أنس وعكرمة، صدوق يخطئ. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ كثيرا. أخرج له ابن ماجه والترمذي. انظر ترجمته في: التهذيب 4/269، والتقريب 1/346. 2 فتح الباري 8/491. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15173 حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، حدثني أبي، أنبأ شبيب بن بشير، به مثله. 3 فتح الباري 8/491. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15210 حدثني أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طحلة، به. 4 فتح الباري 8/491. أخرجه عبد الرزاق 2/70 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/491. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15216 بالسند المذكور قريبا، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 866 [1928] {عَلَيْهِ دَلِيلاً} طلوع الشمس، وصل ابن أبي حاتم كذلك 1. قوله تعالى: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} الآية: 53 [1929] وروى ابن أبي حاتم عن السدي قال: العذب الفرات الحلو 2. [1930] أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة: الأجاج المر 3. قوله تعالى: {بُرُوجاً} الآية: 61 [1931] روى الطبري من طريق مجاهد قال: البروج الكواكب 4. [1932] ومن طريق أبي صالح قال: هي النجوم الكبار 5. [1933] وروى عبد بن حميد من طريق يحيى بن رافع قال: هي قصور في السماء 6.   1 فتح الباري 8/491. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15221 بالسند المذكور قريبا عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 5/29. 3 فتح الباري 5/29. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15262 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، به. وأخرجه عبد الرزاق 2/70 عن معمر، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 6/299. أخرجه ابن جرير 19/29 من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 فتح الباري 6/299. أخرجه ابن جرير 19/29 حدثني ابن المثنى، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، به. وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ضعيف. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/269 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. وهذا القول رجّحه ابن كثير في تفسيره 6/129. 6 فتح الباري 6/299. أخرجه ابن جرير 19/29 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثني أبو معاوية، قال: ثني إسماعيل، عن يحيى بن رافع، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/269 ونسبه إلى هناد وعبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 867 [1934] ومن طريق قتادة قال: هي قصور على أبواب السماء فيها الحرس 1. قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} الآية: 62 [1935] {خِلْفَةً} من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار أو فاته بالنهار أدركه بالليل، وصله ابن أبي حاتم أيضا كذلك2. [1936] وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الحسن نحوه3. قوله تعالى: {يَلْقَ أَثَاماً} الآية: 68 [1937] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {يَلْقَ أَثَاماً} قال: نكالا، قال: ويقال إنه واد في النار 4. [1938] أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو وعكرمة وغيرهما: إنه واد في النار 5.   1 فتح الباري 6/299. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/269 ولم ينسبه إلا إلى عبد بن حميد. 2 فتح الباري 8/491. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15323 من طريق أبي صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 8/491. أخرجه عبد الرزاق 2/71 به عنه نحوه. 4 فتح الباري 8/493. أخرجه عبد الرزاق 2/71 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/493. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15407 حدثنا أبي، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، ثنا قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمر، مثله. قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير في إحدى الروايات وعكرمة مثل ذلك. ثم أخرج رقم15408، 15410 من طريقين عن سعيد بن بشير، عن قتادة، نحوه. ورقم15409 من طريق يريد النحوي عن عكرمة، نحوه كذلك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 868 [1939] روى أحمد والطبري من طريق يحيى الجابر 1 والنسائي وابن ماجه من طريق عمّار الدُّهني 2 كلاهما عن سالم بن أبي الجعد قال: كنت عند ابن عباس بعد ما كف بصره، فأتاه رجل فقال: ما ترى في رجل قتل مؤمنا متعمدا؟ قال: جزاؤه جهنم خالدا فيها، وساق الآية إلى {عَظِيماً} قال: لقد نزلت في آخر ما نزل، وما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أفرأيت إن تاب وآمن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى؟ قال: وأنى له التوبة والهدى" ولفظ يحيى الجابر، والآخر نحوه 3.   1 هو يحيى بن عبد الله بن بن الحارث الجابر، ويقال المُجَبِّر التيمي الكوفي، روى عن سالم ابن أبي الجعد وغيره، وعنه السفيانان وغيرهما. ضعّفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد وابن عدي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، قال ابن حجر في التقريب "ليّن الحديث". أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 11/209، والتقريب 2/351. 2 تصحّف في الفتح إلى "الذهبي". هو عمار بن معاوية الدُّهني، أبو معاوية البَجَلي الكوفي، صدوق يتشيع، روى عن سالم بن أبي الجعد وغيره، وعنه السفيانان وغيرهما. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/355-356، والتقريب 2/48. 3 فتح الباري 8/496. أخرجه أحمد 1/240 من طريق شعبة، وابن جرير رقم10188 من طريق جرير، كلاهما عن يحيى الجابر، به نحوه. وقد صححه كل من الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ. محمود محمد شاكر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 869 ............................................................................................................   (1) وأخرجه النسائي في سننه رقم3999 - في تحريم الدية، باب تعظيم الدم - عن قتيبة، وابن ماجه رقم2621 - في الديات، باب هل لقاتل مؤمن توبة -، عن محمد بن الصباح، كلاهما، عن سفيان ابن عيينة، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، به. فالحديث صحيح بهذه الطرق. قال ابن كثير 2/333 وقد روي هذا عن ابن عباس من طرق كثيرة. وقد صحّحه الشيخ الألباني أيضا في صحيح سنن ابن ماجه رقم2122. وقول ابن عباس بأن المؤمن إذا قتل مؤمنا متعمدا لا توبة له مشهور عنه؛ فقد روى البخاري رقم4590 عن سعيد بن جبير قال: آية اختلف فيها أهل الكوفة، فرحلت إلى ابن عباس فسألته عنها، فقال: نزلت هذه الآية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء:93] هي آخر ما نزل، وما نسخها شيء. وعند النسائي رقم390 عنه قال: سألت ابن عباس هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ قال: لا، وقرأت عليه الآية التي في الفرقان {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} قال: هذه آية مكية نسختها آية مدنية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} ، نقله القرطبي في تفسيره 5/214. هذا وقد حمل جمهور السلف وجميع أهل السنة ما ورد من ذلك على التغليظ، وصححوا توبة القاتل كغيره، وقالوا: إن له توبة فيما بينه وبين ربه عز وجل، فإن تاب وأناب وخشع وخضع، وعمل عملا صالحا، بدّل الله سيئاته حسنات، وعوّض المقتول من ظلامته وأرضاه عن طلابته. وقالوا: معنى قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} أي إن شاء الله أن يجازيه تمسكا بقوله تعالى: في سورة النساء [الآية 48] أيضا {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} . ومن الحجة في ذلك حديث الإسرائيلي الذي قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم أتى تمام المائة فقال له: لا توبة، فقتله فأكمل به مائة، ثم جاء آخر فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة" الحديث [أخرجه مسلم - رقم2766- من حديث أبي سعيد الخدري] ، وفي الحديث أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى ذرة من إيمان أخرجه البخاري: رقم44 وإذا ثبت ذلك لمن قبل من غير هذه الأمة فمثله لهم أولى لما خفّف الله عنهم من الأثقال التي كانت على من قبلهم. انظر: فتح الباري 8/496، وتفسير ابن كثير 2/334-335، وتفسير القرطبي 5/213. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 870 (1) [1940] أخرج أحمد والنسائي من طريق أبي إدريس الخولاني 2 عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا الرجل يموت كافرا، والرجل يقتل مؤمنا متعمدا" 3. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} الآية:74 [1941] وصل سعيد بن منصور: حدثنا جرير بن حازم 4، سمعت الحسن وسأله رجل عن قوله {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا} : ما القرة، أفي الدنيا أم   2 اسمه عائذ الله بن عبد الله، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وسمع من كبار الصحابة، روى عن معاوية وغيره، وعنه أبو عون الأنصاري وغيره. ومات سنة ثمانين، قال سعيد ابن عبد العزيز: كان عالم الشام بعد أبي الدرداء. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/74، والتقريب 1/390. 3 فتح الباري 8/496. أخرجه أحمد 4/99 والنسائي في سننه رقم3984 - في تحريم الدم ـ، والحاكم 4/351 كلهم من حديث صفوان بن عسى، حدثنا ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن أبي إدريس، به مثله. صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. كما صحّحه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم511.وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا، مثله. أخرجه أبو داود رقم4270 وابن حبان رقم5980 الإحسان والحاكم 4/351. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وانظر التعليق على ما قبله. 4 جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي، أبو النضر البصري، والد وهب، ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه، مات سنة سبعين بعد ما اختلط، لكن لم يحدّث في حال اختلاطه. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/60، والتقريب 1/127. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 871 في الآخرة؟ قال: بل في الدنيا، هي والله أن يرى العبد من ولده طاعة الله، وما شيء أقر لعين المؤمن أن يرى حميمه في طاعة الله 1، وأخرجه عبد الله ابن المبارك في "كتاب البر والصلة"، عن حزم القطعي 2، عن الحسن، وسمي الرجل السائل كثير بن زياد 3. قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [1942] أخرج الفريابي والطبري وغيرهما من طريق مجاهد بسند صحيح {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} قال: أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا 4. [1943] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريقه بسند صحيح أيضا، قال يقول: اجعلنا أئمة في التقوى حتى نأتم بمن كان قبلنا ويأتم بنا من بعدنا 5. [1944] وللطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المعنى "اجعلنا أئمة التقوى لأهله يقتدون بنا" لفظ   1 أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 161/ أبه سندا ومتنا. 2 حَزْم بن أبي حزم القُطَعي، أبو عبد الله البصري، صدوق يهم، مات سنة خمس وسبعين. التقريب 1/160. 3 فتح الباري 8/491. 4 فتح الباري 13/251. أخرجه ابن جرير 19/53 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. قال ابن حجر: ورجّح الطبري أنهم سألوا أن يكونوا للمتقين أئمة ولم يسألوا أن يجعل المتقين لهم أئمة. انظر: تفسير الطبري 19/53-54، وفتح الباري 13/251. 5 فتح الباري 13/251. أخرج ابن أبي حاتم رقم15488 حدثنا محمد بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 872 الطبري 1. [1945] وفي رواية ابن أبي حاتم "اجعلنا أئمة هدى ليهتدي بنا ولا تجعلنا أئمة ضلالة، لأنه قال تعالى لأهل السعادة {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} وقال لأهل الشقاوة {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} 2. [1946] ونقله ابن أبي حاتم أيضا عن أبي صالح وعبد الله بن شوذب 3 4. [1947] ورواه ابن أبي حاتم عن عكرمة وسعيد بن جبير 5.   1 فتح الباري 13/251. أخرجه ابن جرير 19/53 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 13/251. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15487 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 3 عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، سكن البصرة ثم الشام، صدوق عابد، مات سنة ست أو سبع وخمسين. التقريب 1/423. 4 فتح الباري 13/251. نقل ذلك ابن أبي حاتم من غير إسناد عقب رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قائلا "وروي عن أبي صالح، وعبد الله بن شوذب نحو ذلك ". انظر: تفسير ابن أبي حاتم 8/2742. 5 فتح الباري 13/251. أما رواية عكرمة فأخرجه ابن أبي حاتم رقم15490 حدثنا أبي، ثنا محمد بن سعيد بن الوليد الخزاعي، ثنا وكيع، عن النضر بن عربي، عن عكرمة. ولفظه "في قوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} قال: مثالا". وأما رواية سعيد بن جبير فأخرجه أيضا ابن أبي حاتم رقم15491 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثني عبد الله بن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير. ولفظه "في قول الله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} يعني اجعلنا أئمة في الخير نعبدك، فأخبر بثوابهم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 873 [1948] وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن قتادة في قوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} أي قادة في الخير ودعاة هدى يؤتم بنا في الخير 1. [1949] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي: ليس المراد أن تؤم الناس، وإنما أرادوا اجعلنا أئمة لهم في الحلال والحرام يقتدون بنا فيه 2. [1950] ومن طريق جعفر بن محمد 3 معناه اجعلني رضا، فإذا قلتُ صدَّقوني وقبلوا مني 4. قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} الآية: 77 [1951] وقد وصل ابن جريرمن قول ابن عباس قال في قوله تعالى:   1 فتح الباري 13/251. ذكره السيوطي في الدر 6/285 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير، مع أني لم أجده في تفسير الطبري. 2 فتح الباري 13/251. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15492 حدثنا علي بن الحسين، ثنا يحيى بن أيوب الزاهد، قال: سمعت أبا حفص الأبار يقول للسدي، فذكره. 3 هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبو عبد الله، المعروف بالصادق، روى عن أبيه وغيره، وعنه شعبة والسفيان ومالك وابن جريج وغيرهم. قال ابن حجر: صدوق فقيه إمام، وقال إسحاق بن راهويه: قلت للشافعي: كيف جعفر بن محمد عندك؟ فقال: ثقة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ثقة لا يسأل عن مثله. مات سنة ثمان وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/88، والتقريب 1/132. 4 فتح الباري 13/251. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15493 حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، ثنا سعيد بن خثيم، عن القاسم بن الأرقم، قال: قلت لجعفر بن محمد يقول الرجل في الصلاة: اللهم اجعلني للمتقين إماما، قال: نعم وتدري ما ذاك؟ قال: قلت: لا، قال، فذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 874 {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} قال: يقول لولا إيمانكم، أخبرالله الكفار أنه لا يعبؤ بهم، ولولا إيمان المؤمنين لم يعبؤبهم أيضا 1.   1 فتح الباري 1/ 49 و 8/490-491. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصراً. أخرجه ابن جرير 19/55 وابن أبي حاتم رقم15505 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 875 سورة الشعراء قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} الآية: 36 [1952] وصل ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} قال: أخره وأخاه 1. قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} الآية: 54 [1953] أورد الفريابي وغيره عن مجاهد أنه قال في قوله {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} قال: هم يومئذ ستمائة ألف، ولا يحصى عدد أصحاب فرعون 2. [1954] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل بني عشرين سنة فصاعدا 3.   1 فتح الباري 8/525. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8790، 15606 حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، مثله. 2 فتح الباري 8/498. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/272، 273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 19/76 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/498. لم أجده في تفسيره، وقد أخرج ابن جرير 19/75 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن سعيد الجرير، عن أبي السليل، عن قيس بن عباد، مثله ضمن قصة نجاة موسى عليه السلام وغرق فرعون. وقيس بن عباد قال عنه "وكان من أكثر الناس أو أحدث الناس عن بني إسرائيل ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 876 [1955] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي 1 إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: كانوا ستمائة وسبعين ألفا 2. [1956] ومن طريق ابن إسحاق عن عمرو بن ميمون مثله 3. قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الآية: 63 [1957] وصل ابن أبي حاتم من طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَالطَّوْدِ} قال: كالجبل على نشز من الأرض 4. [1958] ووصله الفريابي من طريق مجاهد 5. قوله تعالى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} الآية: 119 [1959] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد   1 في الفتح "ابن إسحاق"، وهو تصحيف. وأبو إسحاق هو السبيعي، روى عن أبي عبيدة ابن مسعود. 2 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن جرير 19/75 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. 3 فتح الباري 8/498. لم أقف على إسناده، وعمرو بن ميمون ثقة مخضرم. تقدم برقم 1588. 4 فتح الباري 8/497. أخرجه ابن جرير 19/80، وابن أبي حاتم رقم15674 كلاهما من طريق معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به مختصراً بلفظ"يقول: كالجبل". وقد نقل ابن حجر في تغليق التعليق 4/273 عن الطبري، ولكن ذكره بلفظ المتن. 5 فتح الباري 8/497. لم أقف على إسناده، وغالب الظن أنه من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 877 قال: {الْمَشْحُونِ} المملوء 1. [1960] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: المشحون المرقر 2. قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} الآية: 128 [1961] وصل الفريابي عن روقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ} قال بكل فج {آيَةً تَعْبَثُونَ} بنيانا 3. [1962] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {بِكُلِّ رِيعٍ} أي بكل طريق 4. قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} الآية: 129 [1963] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: المصانع القصور والحصون 5.   1 فتح الباري 6/451. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15793 والفريابي كما في تغليق التعليق 4/28 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/451. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15792 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 8/497. قال ابن حجر: وقيل كانوا ينتدون في الأسفار بالنجوم، ثم اتخذوا أعلاما في أماكن مرتفعة ليهتدوا بها، وكانوا في غنية عنها بالنجوم، فاتخذوا البنيان عبثا. فتح الباري 8/497. أما الأثر فأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/272، به سنداً ومتناً. 4 فتح الباري 8/498. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/74 به سنداً ومتناً. 5 فتح الباري 8/498. وقد نقل ابن حجر عن عبد الرزاق أنه قال: المصانع عندنا بلغة اليمن القصور العادية. أما الأثر فأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/75 به سنداً ومتناً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 878 [1964] ولابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: المصانع القصور المشيدة 1. [1965] ومن وجه آخر قال: المصانع بروج الحمام 2. [1966] وصل ابن أبي طلحة عن ابن عباس {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} : كأنكم 3. قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} الآية: 137 [1967] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} يقول دين الأولين 4. [1968] وفيه قول آخر، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن علقمة في قوله {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} قال: اختلاق الأولين 5.   1 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15812 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15813 حدثنا أبي، ثنا الحماني، ثنا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/497. أخرجه ابن جرير 19/96 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15827 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به مثله. 5 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15828 حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا مسدد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، به مثله. وأخرجه ابن جرير 19/98 من طريق ابن علية، عن داود، به مثله. وأخرج 19/97 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال ثنا داود، بهذا الإسناد - عن ابن مسعود، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/313 عن علقمة، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 879 [1969] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كذبهم 1. [1970] ومن طريق قتادة قال: سيرتهم 2. قوله تعالى: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} الآية: 148 [1971] وصل الفريابي عن مجاهد {هَضِيمٌ} يتهشم هشيما 3. [1972] وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد "الطلعة إذا مستها تناثرت4. [1973] ومن طريق عكرمة قال: الهضيم الرطب اللين 5.   1 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 19/97 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. 2 فتح الباري 8/512. أخرج عبد الرزاق 2/75 ومن طريقه ابن جرير 19/97 عن معمر، عن قتادة نحوه. ولفظه "يقول: هكذا خِلقة الأولين، وهكذا كانوا يحيون ويموتون". 3 فتح الباري 8/497. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/272 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم15852 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، به. 4 فتح الباري 8/497. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15853 حدثنا الحسين بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن عبد الله، أنبأ حجاج، قال ابن جريج، عن مجاهد، نحوه. 5 فتح الباري 8/497. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15844 حدثنا أبي، ثنا الحسن، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 880 قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} الآية: 149 [1974] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والكلبي في قوله {فَارِهِينَ} قال: معجبين بصنعكم 1. [1975] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: آمنين 2. [1976] ومن طريق مجاهد قال: شرهين 3. [1977] ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح وعن عبد الله بن شداد قال: أحدهما: حاذ قين، وقال الآخر: جبارين 4. قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} الآية: 153 [1978] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} أي من المسحورين 5.   1 فتح الباري 8/498. أخرجه عبد الرزاق 2/75 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15861 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15858 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15857 حدثنا أبي، ثنا علي الطنافسي، ثنا عثمان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، به. 5 فتح الباري 8/497. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وقال الفراء: المعنى أنك تأكل الطعام والشراب وتسحر به فأنت بشر مثلنا لا تفضلنا في شيء. انظر: معاني القرآن 2/282. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 881 قوله تعالى: {وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} الآية:183 [1979] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة {وَلا تَعْثَوْا} أي لا تسيروا {فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} 1. قوله تعالى: {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} الآية: 184 [1980] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} قال: خلق الأولين2. [1981] ومن طريق مجاهد قال {وَالْجِبِلَّةَ} الخلق3. [1982] ولابن أبي حاتم من طريق ابن أبي عمر4 عن سفيان مثل   1 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15913 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن جرير 19/108، وابن أبي حاتم رقم15916 كلاهما من طريق معاوية، عن علي، به. 3 فتح الباري 8/498. أخرجه ابن جرير 19/109 وابن أبي حاتم رقم15916 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أبو عبد الله الحافظ، نزيل مكة، روى عن أبيه وسفيان بن عيينة وفضيل ابن عياض وغيرهم، وعنه مسلم والترمذي وابن ماجه وأبو حاتم الرازي وغيرهم. صدوق صنّف المسند، مات سنة ثلاث وأربعين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/457، والتقريب 2/218. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 882 قول ابن عباس، ثم قرأ {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً} [يس:62] 1. قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} الآية: 189 [1983] وصل الفريابي عن مجاهد {يَوْمِ الظُّلَّةِ} إظلال العذاب إياهم 2. قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} الآية: 214 [1984] وقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله فقال: "يا بني هاشم، اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة " فذكر حديثا طويلا 3.   1 فتح الباري 8/499. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15919 حدثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، به. 2 فتح الباري 8/497. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/502. أخرجه الطبراني في الكبير ج 8/رقم7890 من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة - مطولا، ولفظه "قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم، فأجلسهم على الباب، وجمع نساءه وأهله، فأجلسهم في البيت، ثم اطلع عليهم فقال: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم وافتكوا أنفسكم من الله، فإني لا أملك لكم من الله شيئا " ثم أقبل على أهل بيته فقال: "يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم فإني لا أطلب لكم من الله شيئا ولا أغني " فبكت عائشة = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 883 [1985] وقد روى ابن مردويه من حديث عدي بن حاتم "أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} يعني قومه 1.   = وقالت: يا حبي وهل يكون ذلك يوم ولا تغني عنا شيئا؟ قال: "نعم في ثلاث مواطن يقول الله عز وجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآيتين فعند ذلك لا أغني لكم من الله شيئا، وعند النور، من شاء الله أتم له نوره، ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها، فلا أملك لكم من الله شيئا، ولا أغني لكم من الله شيئا، وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء ليكبه في النار"، قالت عائشة: أي حبي قد علمنا الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه الشيء فترجح أحدهما وتخف الأخرى، وقد علمنا ما النور وما الظلمة فما الصراط؟ فقال "طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه وهو مثل حد الموسى، والملائكة صافين يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان، وهم يقولون ربِّ سلِّم سلِّم، واقتد بهم هواء فمن شاء الله سلَّمهم، ومن شاء الله ليكبه فيها". وأخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف 2/477 من حديث علي بن يزيد، عن القاسم، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/88-89 وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه علي ابن يزيد الألهاني وهو متروك. وقال ابن حجر - عقب ذكره -: "فهذا إن ثبت دلّ على تعدد القصة؛ لأن الأولى - إشارة إلى ما وقع في رواية البخاري - وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا، ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة ..... ثم قال: فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى .... ، ويحمل قوله "لما نزلت ... جمع " أي بعد ذلك، لا أن الجمع وقع على الفور، ولعله كان نزل أولا {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فجمع قريشا فعمّ ثم خصّ ... ثم نزل ثانيا {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} فخصّ بذلك بني هاشم ونساءه والله أعلم" أهـ. ففي قول الحافظ "فهذا إن ثبت" ما يشير إلى أنه لم يثبت عنده، وقد سبق أن في إسناده متروكا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/327 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه. 1 فتح الباري 5/382. لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/325 ولم ينسبه إلا لابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 884 قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} الآية: 219 [1986] وصل الفريابي كذلك عن مجاهد {فِي السَّاجِدِينَ} المصلين1. قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} الآيات: 224-227 [1987] وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - إلى قوله – {مَا لا يَفْعَلُونَ} قال: فنسخ من ذلك واستثنى فقال {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} إلى آخر السورة2. [1988] وأخرج ابن أبي شيبة - من طريق مرسلة - قال: لما نزلت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله، أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، فقال: "اقرأوا ما بعدها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أنتم {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} أنتم 3".   1 فتح الباري 8/497. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 10/539. أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم871 - باب من كره الغالب عليه الشعر ـ، وأبو داود في سننه رقم5016 - في الأدب، باب ما جا في الشعر - كلاهما من طريق علي بن الحسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، به. وقد حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم 4194. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/335 ونسبه إلى البخاري في الأدب المفرد وأبي داود في ناسخه. 3 فتح الباري 10/539. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 885 قوله تعالى: {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} الآية: 225 [1989] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فِي كُلِّ وَادٍ} قال: في كل لغو، وفي قوله {يَهِيمُونَ} قال: يخوضون 1.   = هذا المرسل رواه أبوحسن سالم البراد مولى تميم الداري - أحد الثقات التابعين -، فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ج 8/ رقم6102، وابن جرير 19/130 وابن أبي حاتم سورة الشعراء، رقم598 كلهم من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي الحسن سالم البراد، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/334 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد. وقال ابن كثير في تفسيره 6/186 - بعد ذكر هذا المرسل وما في معناه - "هكذا قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وزيد بن أسلم وغير واحد أن هذا استثناء مما تقدم، ولا شك أنه استثناء، ولكن هذه السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر. ثم قال: ولم يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها، والله أعلم ". ثم عقبه بقوله "ولكن هذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، حتى يدخل فيه من كان متلبسا من شعراء الجاهلية بذم الإسلام وأهله، ثم تاب وأناب ورجع وأقلع وعمل صالحا وذكر الله كثيراً في مقابلة ما تقدم من الكلام السيء، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وامتدح الإسلام وأهله في مقابلة ما كذب بذمه ". 1 فتح الباري 10/539. أخرجه ابن جرير 19/128، وابن أبي حاتم رقم16060 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 886 سورة النمل قوله تعالى: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} الآية: 19 [1990] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَوْزِعْنِي} قال: اجعلني 1. قوله تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} الآية: 23 [1991] وصل الطبري من طريق ابن جريج عن عطاء 2 عن ابن عباس في قوله {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} قال: سرير كريم حسن الصنعة، قال: وكان من ذهب وقوائمه من جوهر ولؤلؤ 3. [1992] ولابن أبي حاتم من طريق زهير بن محمد 4 قال: حسن   1 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 19/143 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 هو الخراساني. 3 فتح الباري 8/504. وذكره البخاري عنه تعليقا نحوه. أخرجه ابن جرير 19/148 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به مثله. 4 زهير بن محمد التميمي، أبو المنذر، الخراساني، سكن الشام ثم الحجاز. رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري: عن أحمد: كان زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدثّ بالشام من حفظه، فكثر غلطه، مات سنة اثنتين وستين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/301-302، والتقريب 1/ 264. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 887 الصنعة غالي الثمن سرير من ذهب وصفحتاه مرمول بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعا في أربعين 1. قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْخَبْءَ} الآية: 25 [1993] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال {يُخْرِجُ الْخَبْءَ} يعلم كل خفية في السماوات والأرض 2. [1994] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الخبء السر 3. [1995] ولابن أبي حاتم من طريق عكرمة مثله 4. [1996] ومن طريق مجاهد قال: الغيث 5.   1 فتح الباري 8/504. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16264 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمدـ مثله. 2 فتح الباري 8/504. هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم يذكر عنده في تفسير هذه الآية. وإنما أخرجه ابن أبي حاتم رقم16268 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وكذلك ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/352 ولم يعزه إلا لابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/504. أخرجه عبد الرزاق 2/81 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/504. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16269 حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة - في الآية - قال: الخبء السر. 5 فتح الباري 8/504. أخرجه ابن جرير 19/150 وابن أبي حاتم رقم16271 من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 888 [1997] ومن طريق سعيد بن المسيب قال: الماء1. قوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} الآية: 37 [1998] وأخرج الطبري من طريق إسماعيل بن أبي خالد {لا قِبَلَ} قال: لا طاقة2. قوله تعالى: {قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} الآية: 38 [1999] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} طائعين3. [2000] ومن طريق ابن جريج أي مقرين بدين الإسلام4.   1 فتح الباري 8/504. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16272 حدثنا أبي، ثنا محمد بن أبي صفوان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد الحميد بن عمرو بن سعيد، عن أبي يزيد التيمي، عن سعيد بن المسيب، مثله. 2 فتح الباري 8/504. أخرج ابن جرير 19/158 حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} قال: لا طاقة لهم بها. 3 فتح الباري 8/504. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 19/161 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. وقد رجحّ ابن جرير هذا، واستدل له قائلا: إن المرأة لم تأت سليمان إذ أتته مسلمة، وإنما أسلمت بعد مقدمها عليه وبعد محاورة جرت بينهما ومساءلة. 4 فتح الباري 8/505 أخرجه ابن جرير 19/161 حدثنا القاسم، قال ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 889 قوله تعالى: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} الآية: 41 [2001] وصل الطبري من طريق مجاهد {نَكِّرُوا} قال: غيروا 1. [2002] ومن طريق قتادة وغيره نحوه 2. [2003] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر صحيح عن مجاهد قال: أمر بالعرش فغير ما كان أحمر جعل أخضر وما كان أخضر جعل أصفر، غير كل شيء عن حاله 3. [2004] ومن طريق عكرمة قال: زيدوا فيه وانقصوا 4. قوله تعالى: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا} الآية: 42 [2005] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} يقوله سليمان5.   1 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 19/166 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. 2 فتح الباري 8/505. أخرجه ابن جرير 19/165 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة، مثله. 3 فتح الباري 8/505. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16410 حدثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام، عن سفيان ابن حسين، عن الحكم، عن مجاهد، مثله. 4 فتح الباري 8/505. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16413 حدثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعد، عن عكرمة، مثله. 5 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 19/167 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. قال ابن حجر: ونقل الواحدي أنه من قول بلقيس قالته مقرة بصحة نبوة سليمان، قال ابن حجر: والأول هو المعتمد. أهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 890 قوله تعالى: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} الآية: 44 [2006] وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: {الصَّرْحَ} بركة من ماء ضرب عيلها سليمان قوارير ألبسها، قال: وكانت هلباء شعراء1 2. [2007] ومن وجه آخر عن مجاهد: كشفت بلقيس عن ساقيها فإذا هما شعراوين، فأمر سليمان بالنورة 3 فصنعت4. [2008] ومن طريق عكرمة نحوه قال: فكان أول من صنعت له النورة 5.   1 الهلباء: الطويلة الشعر. انظر: القاموس ص 133 2 فتح الباري 8/505. أخرجه ابن جرير 19/169 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. وزاد "قدمها كحافر الحمار، وكانت أمها جنية". 3 النورة - بضم فسكون -: حجر يحرق، يحلق به شعر العانة. انظر: المعجم الوسيط ص962. 4 فتح الباري 8/505. أخرج ابن أبي حاتم رقم16441 من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا الحسين بن علي، عن زائدة، حدثني عطاء بن السائب، ثنا مجاهد، عن ابن عباس - فذكر نحوه. 5 فتح الباري 8/505. أخرجه ابن جرير 19/169-170 حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص - هو ابن غياث -، عن عمران ابن سليمان، عن عكرمة وأبي صالح قالا، فذكره. ولفظهما "لما تزوّج سليمان بلقيس قالت له: لم تمسني حديدة قطّ، قال سليمان للشياطين: انظروا ما يُذهب الشعر؟ قالوا: النورة، فكان أول من صنع النورة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 891 [2009] وصله ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس 1. [2010] وأخرج الطبري من طريق وهب بن منبه قال: أمر سليمان الشياطين فعملت له الصرح من زجاج كأنه الماء بياضا، ثم أرسل الماء تحته، ووضع سريره فيه، فجلس عليه. وعكفت عليه الطير والجن والإنس، ليريها ملكا هو أعز من ملكها، فلما رأت ذلك بلقيس حسبته لجة وكشفت عن ساقيها لتخوضه 2. [2011] ومن طريق محمد بن كعب قال: سجن سليمان فيه دواب البحر الحيتان والضفادع، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها، فإذا هي أحسن الناس ساقا وقدما، فأمرها سليمان فاستترت 3.   1 فتح الباري 8/505. لم أجده، وأخرج ابن أبي حاتم رقم16437 من طريق سويد بن سعيد، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه" {وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} فإذا فيها الشعر، فعند ذلك أمر بصنعة النورة، فصنعت، فقيل لها {إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . 2 فتح الباري 8/504. أخرجه ابن جرير 19/168 من طريق ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه، فذكره مطولا. وهذا ضعيف؛ فقد روى ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ولم يسمهم، ثم إنه مما روى وهب من الإسرائيليات. وقد ذكره ابن كثير 6/205 عن محمد بن إسحاق به بهذا السياق، ولم يعلق عليه بشيء. 3 فتح الباري 8/504. أخرجه ابن جرير 19/169 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي - فذكر نحوه مطولا. وأوله "قال: قالت الجنّ لسليمان تزهِّده في بلقيس: إن رجلها رجل حمار، وإن أمها كانت من الجنّ، فأمر سليمان بالصرح، فعمل، فسجن فيه دواب البحر ... إلخ. و"أبو معشر" ضعيف، تقدم، فهذا مثل الذي قبله من الإسرائيليات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 892 قوله تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} الآية: 49 [2012] أخرج الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} قال تحالفوا على هلاكه فلم يصولا إليه حتى هلكوا جميعا 1. قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} الآية: 72 [2013] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} اقترب لكم2. قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} الآية: 88 [2014] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {جَامِدَةً} قائمة 3.   1 فتح الباري 8/383. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/234 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به نحوه بأطول من هذا. ولفظه "في قوله: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} من قوم صالح {تَقَاسَمُوا} تحالفوا على هلاكه، فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين". 2 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 20/9 حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 3 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 20/21 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 893 سورة القصص قوله تعالى: {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الآيات: 3-9 [2015] ذكر السدي في تفسيره بأسانيده أن بدء أمر موسى أن فرعون رأى كأن نارا أقبلت من بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميع القبط إلا دور بني إسرائيل، فلما استيقظ جمع الكهنة والسحرة، فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء يكون خراب مصر على يده، فأمر بقتل الغلمان، فلما ولد موسى أوحى الله إلى أمه أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، قالوا فكانت ترضعه، فإذا خافت عليه جعلته في تابوت وألقته في البحر وجعلت الحبل عندها، فنسيت الحبل يوما فجرى به النيل حتى وقف على باب فرعون فالتقطه الجواري فأحضروه عند امرأته، ففتحت التابوت فرأته فأعجبها، فاستوهبته من فرعون فوهبه لها، فربته حتى كان أمره ما كان1. قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً} الآية: 10 [2016] وصل سعيد بن عبد الرحمن المخزومي في تفسير ابن عيينة   1 فتح الباري 6/422-423. أخرجه ابن جرير 20/27 حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه. وانظر رقم 5 في الكلام على أسانيد السدي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/389-390 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 894 من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً} قال: من كل إلا من ذكر موسى1. [2017] وأخرج الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه2. [2018] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَارِغاً} لا تذكر إلا موسى " 3. [2019] ومن طريق مجاهد وقتادة نحوه4. [2020] ومن طريق الحسن البصري "أصبح فارغا من العهد الذي عهد إليها أنه سيرد عليها"5. قوله تعالى: {لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} الآية: 10 [2021] رووى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لولا أن ربطنا   1 فتح الباري 6/424. أخرجه المخزومي كما في تغليق التعليق 4/23 عن ابن عيينة، عن أبي سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 20/35 من طريق سفيان، عن الأعمش، عن حسان أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، به. 3 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 20/36 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 20/36 من طريق يزيد، عن سعيد، عن قتادة، به. وأما أثر مجاهد فأخرجه 20/35 من طريق الأعمش، عنه، به. 5 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 20/36 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر بن عبد الله، قال: ثني الحسن، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 895 على قلبها بالإيمان1. قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} الآية: 11 [2022] وصل ابن أبي حاتم من طريق القاسم بن أبي أيوب 2 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال في قوله {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} قصي أثره 3. [2023] عن مجاهد والسدي وغيرهما {قُصِّيهِ} : اتبعي أثره، أخرجه الطبري4. قوله تعالى: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} الآية: 11 [2024] روى الطبري من طريق مجاهد في قوله {عَنْ جُنُبٍ}   1 فتح الباري 8/407. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/88 به سنداً ومتناً. 2 وقع في الفتح "القاسم بن أبي بزة" وهو تصحيف، فالقاسم بن أبي أيوب هو ابن بهرام الأسدي الواسطي الأعرج، روى عن سعيد بن جبير، وعنه أصبغ بن زيد الوراق الجهني وغيره. ثقة. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. انظر ترجمته في: التهذيب 8/278، والتقريب 2/115. 3 فتح الباري 8/509. أخرجه ابن جرير 20/39 عن العباس بن الوليد، وابن أبي حاتم رقم16722 عن محمد بن عبد الله ابن أبي الثلج، قالا: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أصبغ بن زيد الوراق، ثنا القاسم بن أبي أيوب، به مثله. وزاد "واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي ابني أم أكلته الدواب، ونسيت ماكان الله وعدها فيه". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/395 ونسبه إلى الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه -. 4 فتح الباري 6/426. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 20/38 من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج، عنه، به. وأما أثر السدي فأخرجه ابن جرير 20/39 من طريق أسباط، عنه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 896 قال: عن بعد1. [2025] وفي حديث الفتون الطويل عن ابن عباس: الجنب أن يسمو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد وهو إلى جنبه لم يشعر2. قوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ} الآية: 28 [2026] عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل: "أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وأكملهما" أخرجه الحاكم3.   1 فتح الباري 6/426. أخرجه ابن جرير 20/39 من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/426-427. قال ابن حجر وهو أصح ما ورد في قصة موسى، وقد أخرجه النسائي وأبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس قدر ثلاث ورقات، وهو في تفسير طه عنده وعند ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه وغيرهم ممن خرج التفسير المسند. فتح الباري 6/427. وحديث الفتون الطويل أخرجه أحمد بن منيع في مسنده إتحاف الخيرة، رقم196، والنسائي في تفسيره رقم346، وأبو يعلى في مسنده رقم2618 وابن جرير 16/164-167، وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 5/286 كلهم من طرق عن يزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد الجهني، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/59-69 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، غير أصبع بن يزد، والقاسم بن أيوب وهما ثقتان. وأخرجه ابن جرير 20/38 - في هذا الموضع - بالإسناد نفسه بهذا اللفظ. 3 فتح الباري 5/291. أخرجه الحاكم 2/407 حدثني بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد ابن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: حفص واهٍ. قلت: وقد توبع عند الطبري 20/68، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/241 كلاهما من طريق الحميدي، عن سفيان بن عيينة، حدثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب، عن الحكم بن أبان، به. وقد أخرجه البخاري رقم 2684 عن ابن عباس موقوفا عليه مثله. وقال ابن حجر - عند شرحه له - "وهو في حكم المرفوع لأن ابن عباس كان لا يعتمد على أهل الكتاب ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 897 [2027] وفي حديث جابر "أوفاهما" أخرجه الطبراني في الأوسط1. [2028] وفي حديث أبي سعيد "أتمهما وأطيبهما عشر سنين" 2. قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي} الآية: 34 [2029] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {رِدْءاً} : كي يصدقني3. [2030] وروى الطبري من طريق السدي قال: كيما يصدقني4.   1 فتح الباري 5/291. أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3598 حدثنا موسى بن سهل، ثنا هشام بن عمار، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى، قال: "أوفاهما". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/207 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف. قلت: قال محقق مجمع البحرين عبد القدوس: شيخ الطبراني ثقة معروف، والحديث حسن الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/410 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. 2 فتح الباري 5/291. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/409-410 في حديث طويل، ونسبه إلى ابن مردويه من طريق علي بن عاصم، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن ميكائيل، عن الرفيع، عن إسرافيل عن رب العزة والجلال. وعلي بن عاصم ضعيف، وقد نقل ابن عدي عن النسائي قال: علي بن عاصم متروك الحديث. انظر: تهذيب التهذيب 7/302-305. وللحديث شواهد تقدمت. 3 فتح الباري 6/425. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16097 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 6/425. أخرجه ابن جرير 20/75 من طريق أسباط، عن السدي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 898 [2031] ومن طريق مجاهد وقتادة ردءا أي عونا1. قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} الآية: 51 [2032] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في قوله {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} قال: بينا لهم القول2. قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} الآية:52 [2033] وروى الطبراني بإسناد صحيح عن علي بن رفاعة القرظي3 قال: خرج عشرة من أهل الكتاب - منهم أبي رفاعة - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا به فأوذوا، فنرلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} الآيات4.   1 فتح الباري 6/425. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 20/74 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وأما أثر قتادة فأخرجه 20/75 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه، به. 2 فتح الباري 8/509. أخرجه ابن أبي حاتم رقم16971 حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي، مثله. 3 علي بن رفاعة القرظي، ويقال علي بن عبد الله بن رفاعة، حليف الأنصار، له صحبة، وذكره ابن حجر في الإصابة في القسم الأول. روى عنه يحيى بن جعدة وغيره. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 6/275، وأسد الغابة 4/86، رقم3786، والإصابة 4/463، رقم5701. 4 فتح الباري 1/ 191. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 6/275، وابن جرير 20/89، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/185، وابن الأثير في أسد الغابة 4/86 كلهم من عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن علي ابن رفاعة، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/422 ونسبه إلى البخاري في تاريخه وابن المنذر عن علي بن رفاعة رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 899 قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ} الآية: 54 [2034] في الطبراني من حديث رفاعة القرظي قال: نزلت هذه الآيات فيّ وفي من آمن معي1. [2035] في تفسير الطبري وغيره عن قتادة أنها نزلت في عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي2. قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية: 56 [2036] ولأحمد من طريق أبي حازم عن أبي هريرة في قصة أبي طالب قال فأنزل الله {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} 3.   1 فتح الباري 1/ 191. أخرج ابن جرير 20/88 حدثني بشر بن آدم، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا حماد ابن سلمة، قال: ثنا عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظي، نحوه. 2 فتح الباري 1/ 191. أخرجه ابن جرير 20/89 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه. قلت: وهو مرسل مع صحة إسناده. 3 فتح الباري 7/195. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/434 حدثنا يحيى، عن يزيد بن كيسان، قال: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة"، قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك. فأنزل الله عز وجل {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} . وإسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم في صحيحه 25-42 - في الإيمان - من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 900 قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً} الآية: 59 [2037] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً} وأم القرى مكة1. [2038] ومن وجه آخر عن قتادة عن الحسن في قوله {فِي أُمِّهَا} قال: في أوائلها2. قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} الآية: 66 [2039] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} قال: الحجج3. قوله تعالى: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} الآية: 76 [2040] أورد ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} يقول: تثقل4.   1 فتح الباري 8/509. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17019 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، مثله. 2 فتح الباري 8/509. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17018 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشير، عن الحسن - فذكر مثله. ولم يذكر في الإسناد "قتادة". 3 فتح الباري 8/505-506. أخرجه ابن جرير 20/99 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 4 فتح الباري 6/448. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17089 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 901 قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [2041] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْفَرِحِينَ} المرحين1. قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} الآية: 81 [2042] وقد أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: كان موسى يقول لبني إسرائيل: إن الله يأمركم بكذا حتى دخل عليهم في أموالهم فشق ذلك على قارون فقال لبني إسرائيل: إن موسى يقول: من زنى رجم، فتعالوا نجعل لبغي شيئا حتى تقول إن موسى فعل بها فيرجم فنستريح منه، ففعلوا ذلك، فلما خطبهم موسى قالوا له: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أنا، فقالوا: فقد زنيت، فجزع. فأرسلوا إلى المرأة، فلما جاءت عظم عليها موسى، وسألها بالذي فلق البحر لبني إسرائيل إلا صدقت، فأقرت بالحق، فخر موسى ساجدا يبكي، فأوحى الله إليه: إني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت، فأمرها فخسفت بقارون ومن معه2.   1 فتح الباري 6/448 و 8/509. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17104 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. 2 فتح الباري 6/448-449. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17156 حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا محضر، ثنا الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بنحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 902 قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} الآية: 82 [2043] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} أي أولا يعلم أن الله1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} الآية: 85 [2044] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان ابن عباس يكتم تفسير هذه الآية، وقال عبد الرزاق قال: معمر: وأما الحسن والزهري فقالا: هو يوم القيامة2. [2045] وروى الطبري عن ابن عباس قال: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى الجنة، وإسناده ضعيف3. [2046] ومن وجه آخر قال: "إلى الموت"، وأخرجه ابن أبي حاتم وإسناده لا بأس به4.   1 فتح الباري 8/509. أخرجه عبد الرزاق 2/94 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/510. أخرجه عبد الرزاق 2/94 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن جرير 20/124 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله. وفيه راوٍ لم يسمّ، وقد نبه ابن حجر على ضعفه كما في الأعلى. 4 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن جرير 20/125 حدثنا إسحاق بن وهب الواسطي، وابن أبي حاتم رقم17199 حدثنا أحمد بن سنان، قالا: ثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله. قال ابن حجر - كما في الأعلى - وإسناده لا بأس به. قال ابن أبي حاتم - عقبه - وروي عن أبي سعيد الخدري وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد مثل ذلك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 903 [2047] ومن طريق مجاهد قال "يحييك يوم القيامة"1. [2048] ومن وجه آخر عنه "إلى مكة"2. [2049] وروى أبو يعلى من طريق أبي جعفر محمد بن علي3 قال: سألت أبا سعيد عن هذه الآية فقال: معاده آخرته، وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف4.   1 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17201 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 2 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17204 حدثنا أبي، ثنا بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، مثله. قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس ويحيى بن الجزار، وسعيد بن جبير وعطية، والضحاك نحو ذلك. 3 محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، روى عن أبي سعيد الخدري وغيره، تابعي ثقة فاضل. أخرج له الستة. قال البرقي: ولد سنة ست وخمسين، وقال ابن سعد: مات سنة ثماني عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وعلى هذا يكون مولده سنة خمس وأربعين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/311-313، والتقريب 2/192. 4 فتح الباري 8/510. أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم1131 حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا كثير بن قاروندا، عن أبي جعفر محمد بن علي، مثله. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/91 رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. وذكره ابن حجر في المطالب العالية رقم3697 وعزاه لأبي يعلى، ونقل الشيخ الأعظمي عن البوصيري قال: رواته ثقات. وقول الحافظ: "وفي إسناده جابر الجعفي" سهو منه رحمه الله؛ فليس في إسناده كما تبين من التجريج. وقد روي عن أبي سعيد نحوه بإسناد ضعيف، أخرجه ابن جرير 20/124 عن ابن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن حبان، سمعت أبا جعفر، عن ابن عباس، عن أبي سعيد الخدري، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 904 قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} الآية: 88 [2050] وصل ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن مجاهد في قوله {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} قال: إلا ما أريد به وجهه1.   1 فتح الباري 8/505. ذكره البخاري في ترجمة الباب قائلا: "ويقال ". أخرجه ابن أبي حاتم رقم17214 حدثنا الحسن بن عرفة،، ثنا عمار بن محمد، عن أبي سعيد، عن خصيف، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 905 سورة العنكبوت قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} الآية: 4 [2051] أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} أي يعجزونا1. قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الآية: 8 [2052] وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: حلفت أم سعد: لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه. قالت: زعمتَ أن الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، فنزلت {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} 2 3.   1 فتح الباري 8/536. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17151 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 20/130 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. 2 وقعت في الرواية انتقال من آية إلى آية. قال ابن حجر: كذا وقع عنده، وفيه انتقال من آية إلى آية، فإن في آية العنكبوت {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} - إلى – {مَرْجِعُكُمْ} والمذكور عنده بعد قوله: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى} إلخ إنما هو في لقمان. وقد وقع عند الترمذي إلى قوله: {حُسْناً} الآية فقط. أهـ. 3 فتح الباري 10/400. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1748 - في الفضائل، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - بسنده عن سعد بن أبي وقاص، نحوه في حديث طويل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 906 قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} الآية 13 [2053] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال: من دعا قوما إلى ضلالة فعليه مثل أوزارهم1. [2054] ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة قال {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أي أوزارهم {وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} أوزار من أضلوا2. قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} الآية: 22 [2055] وقد أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح، عن عبد الله بن الزبير {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} يعني مثبطين3.   1 فتح الباري 8/510. أخرجه عبد الرزاق 2/96 به سندا ومتنا. وزاد "من غير أن ينقص من أوزاهم شيء". وهو مثل قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل:25] . وفي الحديث "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" [أخرجه الإمام أحمد 2/397 من حديث أبي هريرة مرفوعا، وإسناده صحيح] . 2 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن أبي حاتم رقم 17187، 17188 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، قال: سمعت سعيد، عنه، مثله. 3 فتح الباري 8/536. فسره البخاري في ترجمة الباب بلفظ "أي بفائتين"، وأشار ابن حجر إلى رواية ابن أبي حاتم. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17230 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية، ثنا هشام ابن عروة، عن وهب ابن كنعان، عن ابن الزبير، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 907 قوله تعالى: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} الآية: 38 [2056] وصل ابن أبي حاتم من طريق شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} ضللة 1. [2057] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: معجبين بضلالتهم2. [2058] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة قال: كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها3. قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} الآية: 64 [2059] وللطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {لَهِيَ الْحَيَوَانُ} قال: لا موت فيها 4.   1 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17305 أخبرنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن شبل، به بلفظ "في الضلال". 2 فتح الباري 8/510. أخرجه عبد الرزاق 2/97 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17306 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، قال: سمعت سعيداً، عنه، مثله. 4 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن جرير 21/13 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 908 سورة الروم قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ} الآية: 10 [2060] وللطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ} أي الذين كفروا جزاؤهم العذاب1. [2061] وصل الفريابي عن مجاهد {السُّوأَى} الإساءة، جزاء المسيئين2. قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} الآية: 15 [2062] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} أي ينعّمون 3.   1 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 21/25 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/512. وذكره البخاري عنه تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/485 وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة. 3 فتح الباري 8/511. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 279 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 21/28 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 909 [2063] ولابن أبي حاتم والطبري من طريق يحيى بن أبي كثير قال: لذة السماع1. [2064] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يُحْبَرُونَ} قال: يُكرمون2. قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} الآية: 27 [2065] وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس بإسناد صحيح في قوله {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أيسر3. [2066] وصل الطبري من طريق منذر الثوري4 عن   1 فتح الباري 8/511. أخرجه ابن جرير 21/28 والبيهقي في البعث والنشور رقم419 ص 211 من طرق عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، نحوه. وأخرجه ابن جرير 21/28 من طريق عامر بن يساف، عن يحيىبن أبي كثير، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/486 وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والخطيب في تاريخه. وذكره ابن كثير 6/313 عن يحيى، والذي قبله عن مجاهد، ثم قال: والحبرة أعم من هذا كله. 2 فتح الباري 8/511. أخرجه ابن جرير 21/27 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 3 فتح الباري 6/287. أخرجه ابن جرير 21/36 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 4 المنذر بن يعلى الثوري أبو يعلى الكوفي، روى عن محمد بن علي بن أبي طالب والربيع ابن خثيم وسعيد بن جبير وغيرهم، وعنه ابنه الربيع والأعمش وغيرهما. متفق على توثيقه. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/270، والتقريب 2/275، وفتح الباري 11/306. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 910 الربيع بن خُثَيم1: كل عليه هيّن2. [2067] وروى الطبري من طريق قتادة وأظنه عن الحسن بلفظ "وإعادته أهون عليه من بدئه، وكل على الله هيّن3. [2068] وكذا قال مجاهد فيما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره4. قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية: 27 [2069] أسند البيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى {وَلَهُ الْمَثَلُ   1 الربيع بن خُثَيم بن عائذ بن عبد الله بن موهب الثوري أبو يزيد الكوفي. ثقة عابد مخضرم، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وعن ابن مسعود وغيره، وعنه ابنه عبد الله ومنذر الثوري والشعبي وهلال بن يساف وإبراهيم النخعي وبكر بن ماعز وغيرهم. روى الإمام أحمد في الزهد عن ابن مسعود أنه كان يقول للربيع: والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك. مات سنة إحدى وقيل ثلاث وستين. أخرج له الشيخان وغيرهما. انظر ترجمته في: التهذيب 3/210، والتقريب 1/244. 2 فتح الباري 6/287. أخرجه ابن جرير 21/36 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار، عن سفيان، عمن ذكره عن منذر الثوري، به بلفظ "ما شيء عليه بعزيز ". وإسناده ضعيف، ففيه راو لم يسم، ثم إن شيخ الطبري ضعيف. 3 فتح الباري 6/287. أخرجه ابن جرير 21/36 من طريق يزيد، عن سعيد، عن قتادة، به. وليس فيه "عن الحسن". 4 فتح الباري 6/287. أخرجه ابن جرير 21/36 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ " {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} قال: الإعادة عليه من البداءة، والبدائة عليه هيّن". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 911 الْأَعْلَى} يقول ليس كمثله شيء1. قوله تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية: 28 [2070] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: هذا مثل ضربه الله لمن عدل به شيئا من خلقه يقول: أكان أحد منكم مشاركا مملوكه في فراشه وزوجته؟ وكذلك لا يرضى الله أن يعدل به أحد من خلقه2. [2071] وصل الطبري من طريق ابن جريج عن عطاء3 عن ابن عباس في هذه الآية قال: هي في الآلهة، وفيه يقول: تخافون أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا4. [2072] ومن طريق أبي مجلز قال: أن مملوكك لا تخاف أن يقاسمك مالك، وليس له ذلك، كذلك الله لا شريك له5.   1 فتح الباري 13/356. أخرجه ابن جرير 21/38 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 355 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 21/38 حدثنا بشر، قال: يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 2/102 عن معمر، عنه، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/494 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 هو الخراساني. 4 فتح الباري 8/511. أخرجه ابن جرير 21/39 قال: حُدِّثت عن حجاج، عن ابن جريج، به مثله. وفي إسناده انقطاع. قال ابن حجر: والضمير في قوله "فيه" لله تعالى، أي أن المثل لله وللأصنام، فالله المالك والأصنام مملوكة والمملوك لايساوي المالك. 5 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 21/39 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت عمران قال، قال أبو مجلز - فذكر مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 912 قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الآية: 30 [2073] وصل الطبري من طريق عكرمة: الفطرة الإسلام1. قوله تعالى: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [2074] أخرج الطبري من طريق إبراهيم النخعي في قوله {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} قال: لدين الله2. [2075] ومن طرق عن مجاهد وعكرمة وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك مثله3. [2076] وفيه قول آخر: أخرجه الطبري من طرق عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/513. أخرجه ابن جرير 21/41 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا زيد بن حباب، عن حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، مثله. 2 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 21/41 حدثني ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن مسعر وسفيان، عن قيس بن مسلم، عن إبراهيم البخعي، مثله. وأخرجه 21/41 من وجه آخر عن جعفر الرازي، عن مغيرة، عن إبراهيم، به. 3 فتح الباري 8/512. أما أثرمجاهد فأخرجه ابن جرير 21/41 من طرق عن ابن أبي نجيح وليث، عنه. وأما أثر عكرمة فأخرجه من طريق النضر بن عربي، عنه. وأما أثر قتادة فأخرجه من طريق يزيد، عن سعيد، عنه. وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه من طريق ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عنه. وأما أثر الضحاك فأخرجه من طريق جويبر، عنه. وقد ذكر جميعا السيوطي في الدر المنثور 6/493 وعزاها إلى الطبري. وأما أثر مجاهد فزاد نسبته إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 913 وعكرمة ومجاهد قال: الإخصاء1 2. قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} الآية: 39 [2077] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} قال: يعطي ماله يبتغي أفضل منه3. [2078] وقال عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي روّاد4 عن الضحاك في هذه الآية قال: هذا هو الربا الحلال، يهدي الشيء ليثاب أفضل منه، ذاك لا له ولا عليه5. [2079] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبد العزيز، وزاد:   1 هو رضَ عروق الخصيتين، أو سل الخصيتين ونزعهما، ويفعل ذلك في البهائم لقصد السمن وزيادة اللحم. انظر: المعجم الوسيط ص239. 2 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 21/41-42 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن رجل سأل ابن عباس عن خصاء البهائم فكرهه، وقال: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} . وأخرج من طريق ابن عيينة، عن حميد الأعرج، قال: قال عكرمة: الإخصاء. وأخرج من طريق حفص بن غياث، عن ليث، عن مجاهد قال: الإخصاء. 3 فتح الباري 8/511. أخرجه ابن جرير 21/42 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. 4 عبد العزيز بن أبي روّاد - بفتح الراء وتشديد الواو -، أبو عبد الرحمن مولى الأزد، روى عن عطاء والضحاك وغيرهما، وعنه عبد الرزاق ووكيع وغيرهما، وثقه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وأبو حاتم. قال ابن حجر في التقريب: صدوق عابد، ربما وهم، ورمي بالإرجاء، مات سنة تسع وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/394، والتهذيب 6/301-302، والتقريب 1/509. 5 فتح الباري 8/511. أخرجه عبد الرزاق 2/104 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 914 ونُهِيَ النبي صلى الله عليه وسلم عنه خاصة1. [2080] ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن إبراهيم قال: هذا في الجاهلية كان يعطي الرجل قرابته المال يكثر به ماله2. [2081] ومن طريق محمد بن كعب القرظي قال: هو الرجل يعطي الآخر الشيء ليكافئه به ويزاد عليه، {فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} 3. [2082] ومن طريق الشعبي قال: هو الرجل يلصق بالرجل يخدمه، ويسافر معه، فيجعل له ربح بعض ما يتجر فيه، وإنما أعطاه التماس عونه، ولم يرد به وجه الله4. قوله تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} الآية: 44 [2083] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله   1 فتح الباري 8/511. أخرج ابن جرير 21/47 عن ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي روّاد، عن الضحاك، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/495-496 والذي قبله في سياق واحد، ونسبه إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك، واستدل بقوله: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6] . وانظر تفسير الطبري 29/148-149. 2 فتح الباري 8/511. أخرجه ابن جرير 21/47 عن عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، به مثله. 3 فتح الباري 8/511. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/496 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 4 فتح الباري 8/511. أخرجه ابن جرير 21/47 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، ومحمد بن فضيل، عن زكريا، عن عامر الشعبي، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 915 {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} قال: يسوون المضاجع1. قوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} الآية: 48 [2084] وصل الفريابي أيضا بالإسناد المذكور عن مجاهد قال {الْوَدْقَ} المطر2.   1 فتح الباري 8/511. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 279 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 21/52 من طريق ورقاء، به مثله. 2 فتح الباري 8/511. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 279 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 916 سورة لقمان قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} الآية: 6 [2085] وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن"، الحديث، وفيه "وفيهن أنزل الله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} الآية"، وسنده ضعيف1. [2086] وأخرج الطبراني عن ابن مسعود موقوفا أنه فسر "اللهو" في هذه الآية بالغناء، وفي سنده ضعف أيضا2.   1 فتح الباري 11/91. أخرجه الترمذي في جامعه رقم3195 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة لقمان - حدثنا قتيبة، حدثنا بكر بن مضر عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عن أبي أمامة - مرفوعا نحوه. وقال: هذا حديث غريب، إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف في الحديث. قال: سمعت محمداً يقول: القاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف. وضعفه ابن حجر كما هو أعلاه. هذا وقد ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2553 وقال: حسن. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/504 ونسبه إلى سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبي أمامة. 2 فتح الباري 11/91. لم أجده عند الطبراني، ولعله الطبري؛ فقد أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره 21/61، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يزيد ابن يونس، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري، أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو سئل عن هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} فقال عبد الله: الغناء، والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات. وأخرج 21/61 من طريق صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا حميد الخراط، عن عمار، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء، أنه سأل ابن مسعود عن قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: الغناء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 917 قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} الآية: 12 [2087] وقد روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} قال: التفقه في الدين ولم يكن نبيا1. قوله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} الآية: 18 [2088] وأورد من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} : لا تتكبر عليهم2. [2089] أورد الطبري عن عكرمة {وَلا تُصَعِّرْ} : الإعراض بالوجه3. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية: 34 [2090] وروى ابن مردويه في التفسير من طريق يحيى بن أيوب   1 فتح الباري 6/466. أخرجه ابن جرير 21/67 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وزاد في آخره "ولم يُوْحَ إليه". وذكره ابن كثير 6/338 تعليقا عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. 2 فتح الباري 6/466. أخرجه ابن جرير 21/74 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به بلفظ "ولا تتكبر فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك". 3 فتح الباري 6/466. أخرجه ابن جرير 21/75 حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا أبو مكين، عن عكرمة، به. وأخرجه 21/75 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي مكين، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 918 البجلي1 عن جده أبي زرعة 2 عن أبي هريرة رفعه "خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية3.   1 يحيى بن أيوب بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي، روى عن جده وزياد ابن علاقة والشعبي، وعنه ابن المبارك وأبو أحمد الزبيري ومحمد بن يوسف الفريابي وغيرهم. لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 11/163، والتقريب 2/343. 2 في الفتح "عن جده عن أبي زرعة" فكلمة "عن" زائدة؛ لأن جدّ "يحيى بن أيوب" هو "أبو زرعة". وأبو زرعة هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، رأى عليا وروى عن جده وأبي هريرة ومعاوية وغيرهم. ثقة، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/109، والتقريب 2/424. 3 فتح الباري 2/525. لم أقف على إسناده غير ما ذكر ابن حجره، وأصله في الصحيحين عن أبي هريرة. ولفظه "قال: إن رجلا قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثكم بأشراطها إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كانت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطول رعاة الغنم في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله"، ثم تلا {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} إلى آخر الآية. البخاري: رقم4777، ومسلم: رقم9-5. وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا، أخرجه البخاري برقم 1039 ولفظه "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غذا، وما تدري نفس بأي أرض تموت". وآخر من حديث بريدة أخرجه أحمد 5/353 وغيره، ولفظه "قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/92-93 رجال أحمد رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 919 سورة السجدة قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} الآية: 8 [2091] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} ضعيف1. [2092] وللفريابي من هذا الوجه في قوله {مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} قال: نطفة الرجل2. قوله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} الآية:10 [2093] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} قال: هلكنا3. قوله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} الآية:17 [2094] أخرج مسلم والترمذي من طريق الشعبي سمعت المغيرة ابن شعبة 4 على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم "إن موسى سأل ربه ... ، فذكر   1 فتح الباري 8/515. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 21/95 من طرق عن ابن أبي نجيح - عنه مثله. وزاد "نطفة الرجل". 2 فتح الباري 8/515. انظر ما قبله. 3 فتح الباري 8/515. أخرجه ابن جرير 21/97 من طرق عن ابن أبي نجيح وغيره، عنه، مثله. 4 المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتِّب، الثقفي، صحابي مشهور، أسلم قبل الحديبية، وولي إمرة البصرة، ثم الكوفة. مات سنة خمسين على الصحيح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/238، رقم5071، والإصابة 6/156، رقم8197، والتقريب 2/269. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 920 الحديث بطوله، وفي آخره، "مَن أعظم أهل الجنة منزلة؟ فقال: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، قال: ومصداق ذلك في كتاب الله {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} 1. [2095] زاد ابن مسعود في حديثه "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل" أخرجه ابن أبي حاتم2.   1 فتح الباري 8/516. أخرجه مسلم في صحيحه رقم312-189 - في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ـ، من حديث سفيان بن عيينة، عن مطرف وابن أبجر، عن الشعبي، بهمطولا. 2 فتح الباري 8/516. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/549 ونسبه إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم - وصححه -. ولفظه قال: إنه لمكتوب في التوراة "لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ولا يعلم ملك مقرب، ولا نبي مرسل"، وإنه لفي القرآن {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} . أخرجه الحاكم 2/414 من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله، فذكره بهذا السياق قريبا من لفظه. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير 21/104 من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن عبيدة ابن ربيعة الحارثي، عن عبد الله بن مسعود - فذكر نحوه، ولم يذكر اللفظ الموجود في الأعلى، وهو قوله "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل". وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 7/93 بدون قوله "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل"، وقال: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 921 قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ} الآية:26 [2096] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ} قال: أو لم يبين لهم1. قوله تعالى: {إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} الآية:27 [2097] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن رجل، عن مجاهد، عن ابن عباس {الْجُرُزِ} التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا2. [2098] وذكر الفريابي وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من طريق ابن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عباس كذلك3. [2099] زاد إبراهيم، وعن مجاهد قال: هي أرض أبين4.   1 فتح الباري 8/515. أخرجه ابن جرير 21/113-114 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/515. أخرجه ابن جرير 21/115 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عباس، مثله. ولم يذكر في إسناده "مجاهد". وزاد "إلا ما يأتيها من السيول". وقد أورده ابن حجر في تغليق التعليق 4/280 برواية الطبري فقال في إسناده "حدثنا الحارث، ثنا الحسن ابن موسى، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. فوصله بذكر مجاهد، ولم يذكر الراوي المبهم. 3 فتح الباري 8/515. أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث كما في تغليق التعليق 4/280 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عباس. 4 فتح الباري 8/515. أخرجه إبراهيم كما في تغليق التعليق 4/280 من طريق معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: الجزر أبين. قال ابن حجر: وأنكر ذلك الحربي وقال: أبين مدينة معروفة باليمن، فلعل مجاهداً قال ذلك في وقت لم تكن أبين تنبت فيه شيئا. أهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 922 [2100] وأخرج ابن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله {إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} قال: هي أرض باليمن1.   1 فتح الباري 8/515. أخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره في رواية سعيد بن عبد الرحمن المخزومي كما في تغليق التعليق 4/281 عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير 21/115 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان ابن عيينة، به. وقال أبو عبيدة: الأرض الجرز الغليظة اليابسة التي لم يصبها مطر. مجاز القرآن 2/133. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 923 سورة الأحزاب قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} الآية: 6 [2101] في حديث جابر عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه" 1. قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً} الآية: 6 [2102] وقد أخرج عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة عن ابن جريج قال: قلت لعطاء في هذه الآية {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً} فقال: هو إعطاء المسلم الكافر، بينهم قرابة صلة له2.   1 فتح الباري 12/10. أخرجه أبو داود في سننه رقم2956 - في الخراج والإمارة والفيء، باب في أرزاق الذرية - من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر، بهمرفوعا. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/112، والإمام أحمد في مسنده 3/296 من حديث معمر، به. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم2563. وله شاهد عند البخاري رقم4781 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة. اقرؤوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه". 2 فتح الباري 8/517. أخرجه عبد الرزاق 2/113 قال: أخبرني ابن جريج، قال: قلت لعطاء - فذكر نحوه. وليس في إسناده "عن معمر عن قتادة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 924 قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا} الآية: 9 [2103] وروى ابن مردويه في التفسير من طريق أخرى عن ابن عباس قال "قالت الصبا للشمال: اذهبي بنا ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن الحرائر لا تهب بالليل، فغضب الله عليها فجعلها عقيما". وفي رواية له من هذا الوجه "فكانت الريح التي نصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبا"1. قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} الآية: 10 [2104] وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: عيينة بن حصن {وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} : أبو سفيان بن حرب2. قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} الآية: 23 [2105] وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الحسن في قوله {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} قال: قضى أجله على الوفاء والتصديق3.   1 فتح الباري 7/402. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/385 وأبو الشيخ في العظمة رقم862 كلاهما من حديث أبي سعيد الأشج، عن حفص بن غياث، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. وأخرجه ابن جرير 21/127 من وجه آخر عن داود، عن عكرمة - من قوله، ولم يذكر ابن عباس في الإسناد. وذكر السيوطي في الدر المنثور 6/573 نحوه عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه وأبي الشيخ في العظمة وأبي نعيم في الدلائل. 2 فتح الباري 7/400. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/576 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. 3 فتح الباري 8/518. قال ابن حجر: وهذا مخالف لما قاله غيره. أخرجه عبد الرزاق 2/114 به سندا ومتنا. ولفظه "الصدق" بدل "التصديق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 925 [2106] ثبت عن عائشة "أن طلحة دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه"، أخرجه ابن ماجه والحاكم1. [2107] وعند الحاكم من حديث أبي هريرة: منهم مصعب بن عمير، ومن حديث أبي ذر أيضا2.   1 فتح الباري 8/518. ويمكن أن يجمع بين هذا وبين ما ورد في حق أنس بن النضر - عند البخاري - ومصعب وغيره، بحمل حديث عائشة هذا على المجاز، ويكون "قضى" بمعنى "يقضي". وهكذا جمع ابن حجر. أخرجه الحاكم 2/415-416 من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة، قال: بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك، فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما؟ إن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار، قالت: فمن يومئذ سمي عتيقا، ودخل طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه "، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله "قلت: بل إسحاق متروك، قاله أحمد". وأخرجه ابن ماجه رقم126، 127 - في المقدمة - من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى ابن طلحة، عن معاوية بن أبي سفيان - مرفوعا نحوه. وله شاهد من حديث طلحة نفسه، أخرجه أبو يعلى رقم663، والترمذي رقم3203 كلاهما من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكان لا يجترؤون على مسألته، يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعليّ ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أين السائل عمن قضى نحبه؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال: "هذا ممن قضى نحبه". وإسناده حسن. وقد ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2560 وقال:"حسن صحيح". والحديث صحّحه في سلسلة الأحاديث الصححية رقم125. 2 فتح الباري 8/518. لم أجده من حديث أبي هريرة، أما حديث أبي ذر فقد أخرجه الحاكم 2/200 والبيهقي في دلائل النبوة 3/284-285 كلاهما من حديث محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى ابن محمد بن يحيى الشهيد، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحربي، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن ابن وهيب، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، نحوه. ولفظه "قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، مر على مصعب بن عمير رضي الله عنه مقتولا على طريقه، فقرأ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 926 قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} الآية: 26 [2108] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {صَيَاصِيهِمْ} قصورهم1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ} الآيتان:28-29 [2109] أخرج مسلم من حديث جابر قال "دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث فيه قوله صلى الله عليه وسلم "هن حولي كما ترى يسألنني النفقة" يعني نساءه، وفيه أنه اعتزلهن شهرا ثم نزلت عليه هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} - حتى بلغ – {أَجْراً عَظِيماً} قال: فبدأ بعائشة" الحديث. وفيه "أن عائشة لما قالت "بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة" قالت: يا رسول الله، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت: فقال: "لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني متعنتا وإنما بعثني   1 فتح الباري 8/517. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 282 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 927 معلما ميسرا" 1. [2110] وقد أخرج مسلم أيضا من طريق سماك بن الوليد 2 عن ابن عباس "حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد " الحديث بطوله، وفي آخره "قال: وأنزل الله آية التخيير"3. [2111] روى ابن مردويه من طريق الحسن عن عائشة أنها طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا، فأمر الله نبيه أن يخير نساءه: إما عند الله تردن أم الدنيا؟ 4. قوله تعالى: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} الآية: 33 [2112] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال: كانت المرأة تخرج تتمشى بين الرجال، فذلك تبرج   1 فتح الباري 8/520. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1478-29 - في الطلاق، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنبية -، عن جابر نحوه في حديث طويل. 2 سماك بن الوليد الحنفي، أبو زُميل، اليمامي، ثم الكوفي، ليس به بأس، أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. التقريب 1/332. 3 فتح الباري 8/521. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1479-30 عن زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمّار، عن سماك أبي زُميل، بهفي حديث طويل. الشاهد من الحديث نزول آية التخيير، وهي - كما في هذا الحديث - قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} ، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم:4-5] . 4 فتح الباري 8/522. قال ابن حجر: فإن ثبت هذا وكانت هي السبب في التخيير فلعل البداءة بها لذلك، لكن الحسن لم يسمع من عائشة فهو ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 928 الجاهلية الأولى1. [2113] وعند ابن أبي حاتم من طريق شيبان عن قتادة قال: كانت لهن مشية وتكسر وتغنّج2 إذا خرجن من البيوت فنُهِيْن عن ذلك3. [2114] ومن طريق عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: ماكانت إلا جاهلية واحدة، فقال له ابن عباس: هل سمعت بأولى إلا ولها آخرة؟ 4. [2115] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: تكون جاهلية أخرى5. [2116] ومن وجه آخر عنه قال: كانت الجاهلية الأولى ألف سنة فيما نوح وإدريس، وإسناده قوي6.   1 فتح الباري 8/520. أخرجه عبد الرزاق 2/116 به سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 602 وعزاه لابن سعد وابن أبي حاتم. 2 الغنج في الجارية: تكسّر وتدلُّل. انظر: النهاية 3/389. 3 فتح الباري 8/520. أخرجه ابن جرير 22/4 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 602 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/520. أخرجه ابن جرير 22/5 من طريق ابن وهب، قال: قال ابن زيد - وهو عبد الرحمن - قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن ثور، عن عبد الله بن عباس، نحوه. و"عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم" ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 601 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. 5 فتح الباري 8/520. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 601 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 6 فتح الباري 8/520. وقد قوّى ابن حجر إسناد ابن أبي حاتم إلا أنني لم أقف عليه. وأخرج ابن جرير 22/4 حدثني ابن زهير، قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا داود - يعني ابن أبي الفرات -، قال: ثنا علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله في حديث طويل. وذكره ابن كثير 6/406 عن ابن جرير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 929 [2117] ومن حديث عائشة قالت: الجاهلية الأولى بين نوح وإبراهيم، وإسناده ضعيف1. [2118] ومن طريق عامر - وهو الشعبي - قال: هي ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم2. قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} . [2119] عند مسلم والترمذي من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص 3 قال: قال معاوية لسعد: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه" فذكر الحديث وفيه " وقوله "لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله"، وقوله "لما نزلت {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران:61] دعا عليًا وفاطمة والحسن والحسين فقال:   1 فتح الباري 8/520. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 602 بلفظ "الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام "، وعزاه لابن أبي حاتم فقط. 2 فتح الباري 8/520. أخرجه ابن جرير 22/4 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن زكريا، عن عامر، مثله. وفيه ابن وكيع شيخ الطبري، ضعيف. وقد رجّح ابن جرير القول القائل بأن ذلك عام فيما كان قبل الإسلام، فيدخل في ذلك ما بين آدم وعيسى. انظر: جامع البيان 22/4. 3 عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، روى عن أبيه وعثمان والعباس بن عبد المطلب وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، ثقة، مات سنة أربع ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/56، والتقريب 1/387. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 930 اللهم هؤلاء أهلي1. [2120] عن أم سلمة قالت: لما نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فجللهم بكساء، فقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي " الحديث، أخرجه الترمذي وغيره2. قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} الآية: 34 [2121] وصل ابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} القرآن والسنة، وكذا هو في تفسير عبد الرزاق3.   1 فتح الباري 7/74. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2404-32 - في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه - بسنده إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب - فذكر الحديث. 2 فتح الباري 7/138. أخرجه الترمذي رقم3871 - في المناقب، باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم -، وابن جرير 22/6 من طريقين، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، به نحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم3038. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/604 ونسبه إلى الترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة. 3 فتح الباري 8/520. أخرجه عبد الرزاق 2/116 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/283 بإسناده إلى أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، به. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 283 عن الرمادي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 607 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 931 قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} الآيتان:37-38 [2122] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي "بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوجها زيد بن حارثة مولاه، فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمره بطلاقها. وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيدا1. [2123] وعنده من طريق علي بن زيد، عن علي بن الحسين بن علي قال: أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له: "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال الله: قد أخبرتك أني مزوجكها، وتخفي في نفسك ما الله مبديه2.   1 فتح الباري 8/523. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/616 وعزاه لابن أبي حاتم فقط. 2 فتح الباري 8/523-524. أخرجه ابن جرير 22/13 من حديث سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، به نحوه. ضعفه ابن حجر بعلي بن زيد بن جدعان. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/614-615 ونسبه إلى الحكيم الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 932 [2124] وقد أخرج الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة قالت: لوكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} - يعني بالإسلام - {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} - بالعتق - {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} إلى قوله {قَدَراً مَقْدُوراً} وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا: تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} - إلى قوله - {وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب:5] ، قال الترمذي: روي عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة إلى قوله "لكتم هذه الآية " ولم يذكر ما بعده. قلت - القائل ابن حجر-: وهذا القدر أخرجه مسلم كما قال الترمذي، وأظن الزائد بعده مدرجا في الخبر؛ فإن الراوي له عن داود لم يكن بالحافظ1. قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} الآية [2125] وروى أحمد ومسلم والنسائي ومن طريق سليمان بن المغيرة2   1 فتح الباري 8/524. أخرجه الترمذي رقم3207 - في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب - حدثنا علي ابن حجر، أخبرنا داود بن الزبرقان، عن داود بن أبي هند، به. قال ابن حجر: الراوي له عن داود - وهو داود بن الزبرقان - لم يكن بالحافظ. والحديث ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم628 وقال: ضعيف مقطوع. قلت: حديث عامر الشعبي عن عائشة مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة. انظر: المراسيل رقمالترجمة 290. وأما أول الحديث - إلى قوله "لكتم هذه الآية" - فأخرجه مسلم في صحيحه رقم177-288 من طريق عبد الوهاب، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. 2 سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم، أبو سعيد البصري، روى عن أبيه وثابت البناني والحسن وابن سيرين وغيرهم، وعنه الثوري وشعبة وابن المبارك وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس وستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/193، والتقريب 1/330. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 933 عن ثابت عن أنس قال: "لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: "اذكرها عليّ"، قال: فانطلقت فقلت: يا زينب، أبشري، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك. فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها بغير إذن"1. [2126] أخرج الإسماعيلي من طريق عارم بن الفضل2 عن حماد ابن زيد3 عن ثابت عن أنس: نزلت في زينب بنت جحش {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} الآية؛ وكانت تفخر ... الخ4. [2127] وفي مرسل الشعبي "قالت زينب: يا رسول الله، أنا أعظم   1 فتح الباري 8/524. قال ابن حجر: وهذا أيضا من أبلغ ما وقع في ذلك، وهو أن يكون الذي كان زوجها هو الخاطب، لئلا يظن أحد أن ذلك وقع قهرا بغير رضاه. والحديث أخرجه مسلم في صحيحه رقم1428 - في النكاح، باب زواج زينب بنت جحش ... - عن أنس بن مالك، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 612 ونسبه إلى ابن سعد وأحمد والنسائي وأبي يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. هذا والحديث في صحيح مسلم - كما سبق في التخريج -، ولم ينسبه السيوطي إليه. 2 اسمه محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري المعروف بعارم، روى عن جرير ابن حازم والحمادين وغيرهم، وعنه البخاري ثم روى هو والباقون عنه بواسطة عبد الله ابن محمد المسندي وغيرهم. ثقة ثبت، تغيّر في آخر عمره، مات سنة ثلاث أو أربع وعشرين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/357، والتقريب 2/200. 3 حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري، روى عن ثابت البناني وأنس بن سيرين وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه ابن المبارك وابن عيينة وعارم ابن الفضل وغيرهم، ثقة ثبت فقيه، مات سنة تسع وسبعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/9، والتقريب 1/197. 4 فتح الباري 13/412. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 934 نسائك عليك حقا، أنا خيرهن منكحا وأكرمهن سفيرا وأقربهن رحما، فزوجنيك الرحمن من فوق عرشه، وكان جبريل هو السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك، وليس لك من نسائك قريبة غيري" أخرجه الطبري وأبو القاسم الطحاوي في "كتاب الحجة والتبيان" له1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} الآية: 49 [2128] وروى ابن خزيمة والبيهقي من طريقه من وجه آخر عن سعيد بن جبير "سئل ابن عباس عن الرجل يقول: إذا تزوجت فلانة فهي طالق، قال: ليس بشيء، إنما الطلاق لما ملك، قالوا: فابن مسعود قال: إذا وقت وقتا فهو كما قال، قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، لو كان كما قال لقال الله إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن"2. [2129] وأخرج الحاكم من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما قالها ابن مسعود، وإن يكن قالها فزلة من عالم في الرجل يقول إذا تزوجت فلانة فهي طالق، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} ولم يقل: إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن3.   1 فتح الباري 13/412. أخرجه ابن جرير 22/14 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، نحوه. و"ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف. 2 فتح الباري 9/381. 3 فتح الباري 9/381. أخرجه الحاكم 2/205 من طريق الحسين بن واقد وأبو حمزة كلاهما عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 935 [2130] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق آدم مولى خالد 1 عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس فيمن قال: كل امرأة أتزوجها فهي طالق ليس بشيء، من أجل أن الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} الآية2. [2131] ورواه سعيد بن منصور عن حماد بن شعيب3 عن حبيب ابن أبي ثابت قال "جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال: إني قلت يوم أتزوج فلانة فهي طالق، فقرأ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} قال علي بن الحسين: لا أرى الطلاق إلا بعد نكاح"4. قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} الآية: 50 [2132] وعند ابن أبي حاتم من حديث عائشة: التي وهبت نفسها   1 هو آدم بن سليمان، والد يحيى بن آدم، مولى خالد بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، قال ابن أبي حاتم: روى عن سعيد بن جبير وعطاء ونافع، روى عنه الثوري وشعبة وإسرائيل، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو صالح. الجرح والتعديل 2/268. 2 فتح الباري 9/381. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/432 حدثنا أحمد بن منصور المروزي، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا يونس - يعني ابن أبي إسحاق - سمعت آدم مولى خالد، به. 3 حماد بن شعيب الحماني التميمي أبو شعيب، روى عن أبي الزبير وحبيب بن أبي ثابت ومنصور والأعمش، وعنه حسين الجعفي وموسى بن أعين وأحمد بن يونس وعبد الأعلى ابن حماد. روى ابن أبي حاتم بسنده عن أحمد أنه سئل عن حماد بن شعيب، فقال: لا أدري كيف هو؟ وروى عن يحيى بن معين قال: هو ضعيف. كما ضعّفه أبو زرعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/142. 4 فتح الباري 9/383. لم أقف عليه عند سعيد بن منصور فيما وقفت عليه من سننه، وفي إسناده حماد ابن شعيب ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 936 للنبي صلى الله عليه وسلم هو خولة بنت حكيم1 2، وصلها ابن مردويه في التفسير والبيهقي من طريق منصور أبي بن مزاحم3 عن أبي سعيد المؤدب4، عن هاشم ابن عروة، عن أبيه، عنها5.   1 خَولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، امرأة عثمان بن مظعون، وكان عثمان مات عنها. يقال كنيتها أم شريك، ويقال لها خُويلة - بالتصغير -، وكانت صالحة فاضلة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنها سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب وبشر ابن سعيد، وعروة. وهي من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمتها في الإصابة 8/116-117 رقم11119. 2 فتح الباري 8/525. قال ابن حجر: هذا هو الصحيح. 3 منصور بن أبي مزاحم بشير التركي، أبو نصر البغدادي، روى عن أبي سعيد بن أبي الوضاح وغيره، وعنه أبو حاتم وموسى بن هارون وغيرهما. ثقة. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وهو ابن ثمانين سنة. أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 10/270276-277، والتقريب 2/276. 4 اسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، أبو سعيد المؤدب، مشهور بكنيته، روى عن هشام بن عروة وغيره، وعنه منصور بن أبي مزاحم وغيره. ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث. وقال ابن سعد: مات في خلافة موسى الهادي وكان ثقة. ووثقه أبو زرعة وغيره. قال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم. مات بعد الثمانين ومائة، أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/401، والتقريب 2/208. 5 فتح الباري 9/165. أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في تغليق التعليق 4/ 411، والبيهقي في سننه 7/55 من حديث موسى بن هارون، قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم، به مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/435 حدثنا أبي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 629 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن عائشة. والحديث أخرجه البخاري رقم5113 - في النكاح، باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد - بسنده موقوفا على عروة، ولم يذكر عائشة. ثم أشار البخاري إلى من وصله قائلا: رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد ابن بشر وعبدة بن عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، يزيد بعضهم على بعض. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 937 [2133] ومن طريق الشعبي قال: من الواهبات أم شريك1. [2134] وأخرجه النسائي من طريق عروة2. [2135] ومن طريق قتادة عن ابن عباس قال: التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث. هذا منقطع، وأورده من وجه آخر مرسل وإسناده ضعيف3. [2136] ويعارضه حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس "لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له" أخرجه الطبري وإسناده حسن4.   1 فتح الباري 8/525. أخرج ابن سعد كما في الإصابة 9/419 عن عبيد الله بن موسى، عن سنان، عن فراس، عن الشعبي بلفظ " قال: المرأة التي عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شريك الأنصارية. قال ابن حجر: وهذا مرسل. رجاله ثقات. وري علي بن الحسين بهذا اللفظ. أخرجه بن جرير 22/23 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: ثني الحكم، قال: كتب عبد الملك إلى أهل المدينة يسألهم، قال: فكتب إليه عليّ: "هي امرأة من الأسد يقال لها أمّ شريك، وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ". قلت: و"أمّ شريك" - فيما يقال - كنية خولة بنت حكيم، كما ذكر ابن حجر في ترجمة خولة. 2 فتح الباري 8/525. ذكر ابن حجر في الإصابة 9/419 أن النسائي أخرجها من رواية هشام بن عروة، عن أم شريك، ولكن لم ينسبها. قال ابن حجر: ورجاله ثقات. 3 فتح الباري 8/525. لم أقف عليه مسندا، وقد بين ابن حجر أن إسناده ضعيف، وأنه منقطع، ثم إن هذا يعارض ماصحّ من أنه لم يكن عنده صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له، وميمونة بنت الحارث إنما كانت من أمهات المؤمنين. 4 فتح الباري 8/526. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 938 قوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} الآية: 50 [2137] وروى ابن مردويه من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس أيضا {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} قال: فرض عليهم أن لا نكاح إلا بولي وشاهدين1. قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} الآية: 51 [2138] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {تُرْجِي} تؤخر2.   = والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له، ولم يقبل واحدة منهن، وإن كان مباحا له؛ لأنه راجع إلى إرادته صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا} . انظر فتح الباري 8/526، وتفسير ابن كثير 6/436. والأثر أخرجه ابن جرير 22/23 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، عن عنبسة ابن الأزهر، عن سماك بن حرب، به مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/436 والطبراني في الكبير ج11/رقم11787 من طريق يونس بن بكير، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/255: رواه الطبراني ورجاله ثقات. كما حسّن إسناده ابن حجر كما في الأعلى. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 630 وزاد نسبته إلى ابن مردويه والبيهقي في السنن. 1 فتح الباري 8/526. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 632 في روايتين مستقلتين وعزاهما إلى ابن مردويه فقط، وزاد في رواية ابن عباس "ومهر". وروي نحوه عن قتادة، فقد أخرج ابن جرير 22/23-24 من طريق علي بن الحسين، قال: ثني أبي، عن مطر، عن قتادة في قوله: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} قال: "إن مما فرض الله عليهم أن لا نكاح إلا بولي وشاهدين". وأخرج 22/24 من طريق سعيد، عن قتادة قوله {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} ق ال: "كان مما فرض الله عليهم أن لا تزوج امرأة إلا بولي وصداق عند شاهدي عدل، ولا يحل لهم من النساء إلا أربع، وما ملكت أيمانهم". وسنده صحيح إلى قتادة. 2 فتح الباري 8/525. أخرجه ابن جرير 22/24 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 285 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 939 [2139] أخرج الطبري عن ابن عاس ومجاهد والحسن وقتادة وأبي رزين وغيرهم {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} أي تؤخرهن بغير قسم1 2. [2140] وأخرج الطبري أيضا عن الشعبي في قوله {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} قال: كنّ نساء وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فدخل ببعضهن وأرجأ بعضهن لم ينكحهن3.   1 قال ابن حجر: هناك ثلاثة أقوال في تأويل {تُرْجِي} : أحدها: تطلق وتمسك. وثانيها: تعتزل من شئت منهن بغير طلاق وتقسم لغيرها. ثالثها: تقبل من شئت من الواهبات وترد من شئت. قال ابن حجر: واللفظ محتمل للأقوال الثلاثة. 2 فتح الباري 8/526. نسب ابن حجر هذا القول إلى الجمهور. أما أثر ابن عباس فقد سبق في الذي قبله. وأما أثر مجاهد فأخرجه 22/24 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "تعتزل بغير طلاق من أزواجك من تشاء. وأما أثر الحسن فأخرجه 22/25 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن فذكر نحوه في رواية طويلة. وأما أثر قتادة فأخرجه 22/24 - 25 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه، نحوه. وأما أثر أبي رزين فأخرجه 22/25 من طريق جرير، عن منصور، عنه - مايفهم معناه. ومع هذا كان صلوات الله وسلامه عليه يقسم لهن، كما ورد ذلك عن قتادة والحسن - في أثريهما السابقين - وغيرهما. وانظر: تفسير ابن كثير 6/437. 3 فتح الباري 8/526. قال ابن حجر: وهذا شاذ، والمحفوظ أنه لم يدخل بأحد من الواهبات كما تقدم. هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم أجده عنده بعد البحث، وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 634 وعزاه لابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن. وهذا مما يقوّي الاحتمال أنه ليس في تفسير الطبري. والله أعلم. هذا وقد أخرجه ابن سعد 8/154 - 155 عن وكيع بن الجراح، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، نحوه. وأخرجه البيهقي في سننه 7/55 من طريق يونس بن بكير، عن زكريا بن أبي زائدة، به نحوه. وزاد في آخره "منهن أم شريك". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 940 [2141] وعن قتادة: أطلق له أن يقسم كيف شاء فلم يقسم إلا بالسوية1. قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} الآية: 52 [2142] وقد روى الترمذي والنسائي عن عائشة "ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء"2.   1 فتح الباري 8/526. أخرجه ابن جرير 22/24-25 من طريق سعيد، عنه، نحوه، وقد تقدم. 2 فتح الباري 8/526. اختلف العلماء في تأويل هذه الآية، فجمهور العلماء على أنها منسوخة إما بالسنة، والناسخ لها هذا الحديث، أو أنها منسوخة بآية أخرى، وهي قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} ، يدل على ذلك الحديث الآتي بعده عن أم سلمة. قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: "ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير وغيرهم، أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضاً عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول لله صلى الله عليه وسلم كما تقدم في الآية، فلما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جزاؤهن أن الله تعالى قصره عليهن، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن أو يستبدل بهن أزواجاً غيرهن، ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حرج عليه فيهن، ثم إنه تعالى رفع عنه الحرج في ذلك ونسخ حكم هذه الآية، وأباح له التزوج، ولكن لم يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن". وقال ابن حجر: "اختلف في المنفي في هذه الآية: هل المراد بعد الأوصاف المذكروة، فكان يحل له صنف دون صنف؟ أو بعد النساء الموجودات عند التخيير؟ على قولين: وإلى الأول ذهب أبي بن كعب ومن وافقه أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 941 [2143] وأخرج ابن أبي حاتم عن أم سلمة رضي الله عنها مثله1. قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} الآية: 53 [2144] وقع في رواية مجاهد عن عائشة أخرجه النسائي "كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيسا2   = وإلى الثاني ذهب ابن عباس ومن وافقه وأن ذلك وقع مجازاة لهن على اختيارهن إياه". انظر: تفسير الطبري 22/30، وتفسير القرطبي 14/141، وتفسير ابن كثير 6/438، وفتح الباري 8/526. وأما هذا الحديث فأخرجه الإمام أحمد 6/180، 201 والدارمي 2/154 - باب قول الله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} -، والنسائي في التفسير رقم435، وابن جرير 22/32 والحاكم 2/437، والبيهقي 7/54 كلهم من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، مثله. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرج أحمد 6/41 والترمذي رقم3216 - وحسنه -، والنسائي في المجتبى رقم3204 وابن جرير 22/32 والبيهقي 7/54 كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن عطاء، عن عائشة، به. والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2568 وقال "صحيح الإسناد". وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 637 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبي داود في ناسخه والترمذي - وصححه - والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي من طرق عن عطاء عن عائشة. 1 فتح الباري 8/526. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/438 حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الرحمن ابن عبد الملك ابن شيبة، حدثني عمر بن أبي بكر، حدثني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة. ولفظه "قالت: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحلّ الله له أن يتزوج من النساء ما شاء، إلا ذات محرم، وذلك قول الله عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} ". 2 الحيس: طعام يُتّخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يُجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. انظر: النهاية 1/467. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 942 في قعب1، فمرّ عمر فدعاه فأكل، فأصاب إصبعه إصبعي فقال: حس2 - أو أوه -3 لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزل الحجاب4. [2145] وروى ابن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم، إذ أصابت يد رجل منهم يدها، فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت آية الحجاب5.   1 القعب: قدح ضخم غليظ، جمعه قِعاب وأقعب. لسان العرب 1/683. 2 حِس - بكسر السين والتشديد -: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضّه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. انظر: النهاية 1/385. 3 أوه: كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع، وهي قريب من حسّ في المعنى. انظر: النهاية 1/82. 4 فتح الباري 8/531. قال ابن حجر: ويمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب، فلقربه منها أطلقت نزول الحجاب بهذا السبب، ولا مانع من تعدد الأسباب. أهـ. والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم1053 - باب أكل الرجل مع امرأته -، والنسائي في التفسير رقم439 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/445، وابن مردويه كما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 3/126 كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/96 رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/640-641 ونسبه إلى النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. قلت: وإسناده ضعيف، فإن مجاهدا لم يسمع من عائشة، فهو مرسل. انظر: المراسيل رقم الترجمة 361. وقد نقل الزيلعي عن الدارقطني قال: هذا حديث يرويه مسعر واختلف عنه، فرواه ابن عيينة عنه: عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، عن عائشة، وغيره يرويه عن مسعر، عن موسى، عن مجاهد مرسلا، والصواب المرسل. أهـ-. تخريج أحاديث الكشاف 3/126. وانظر ما بعده. 5 فتح الباري 1/ 249. أخرجه ابن جرير 22/39 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن ليث، عن مجاهد، به. وليث هو ابن أبي سليم ضعيف، وانظر ما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 943 [2146] وقد أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه فقال للرجل: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل"، فقال له عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فنزلت آية الحجاب1. قوله تعالى: {لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} الآية: 55 [2147] أخرج الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة والشعبي أنه قيل لهما: لِمَ لَمْ يذكر العم والخال في هذه الآية؟ فقالا: لأنهما   1 فتح الباري 8/531. أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/ رقم12244 قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة قالا ثنا بشر بن السري، ثنا رباح بن معروف المكي، عن سالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه في حديث طويل. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/70-71 "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه أبو عبيدة بن فضيل بن عياض وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات. قلت: وقد تابعه عليه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، في إسناده الثاني - كما ترى -، وهو صدوق، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وانظر ترجمته في: التهذيب 1/269، والتقريب 1/71. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/640 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 944 ينعتانها لأبنائهما، وكرها لذلك أن تضع خمارها عند عمها أو خالها1. قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الآية: 56 [2148] وقع في حديث أبي مسعود 2 عند مسلم بلفظ "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك3؟   1 فتح الباري 8/532. أخرجه ابن جرير 22/42 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا حجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن داود، عن الشعبي وعكرمة - فذكر مثله. وأخرج ابن المنذر كما في تفسير ابن كثير 6/46 عند آية سورة النور {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} [الأحزاب:31] من حديث ابن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، به نحو هذا الحديث. قال ابن حجر: وحديث عائشة في قصة أفلح يرد عليهما. قلت: وقصة أفلح أخرجها البخاري رقم4796 - في التفسير - عن عائشة أن أفلح أخا أبي القُعَيس - وأبو القُعيس هو زوج أم عائشة من الرضاعة - استأذن عليها، فأبت حتى تستأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت له ذلك، ففيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لها: "ائذني له فإنه عمّك". 2 هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، أبو مسعود المعروف بالبدري؛ لأنه سكن أو نزل ماء بدر. وشهد العقبة ولم يشهد بدراً عند أكثر أهل السير، وقيل شهد بدراً. صحابي جليل، مات قبل الأربعين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/280، رقم6249، والإصابة 7/333، رقم10624. 3 فتح الباري 8/533. أخرجه مسلم في صحيحه رقم405-659 - في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد - بسنده عن أبي مسعود الأنصاري. وفي أخره قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 945 [2149] وروى الترمذي من طريق يزيد بن أبي زياد1 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ} الآية، قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام، فكيف الصلاة2؟ [2150] وقد روى إسماعيل بن إسحاق في كتاب "أحكام القرآن" له بإسناد حسن عن عمر بن عبد العزيز 3 أنه كتب "أما بعد، فإن ناسا من الناس   1 يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي مولاهم، الكوفي، روى عن مولاه عبد الله بن الحارث ابن نوفل وإبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم، إسماعيل بن أبي خالد وعبد العزيز بن مسلم وهشيم وأبو عوانة وغيرهم. ضعيف، كبر فتغيّر، صار يتلقّن، وكان شيعيّا، مات سنة ست وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/287، والتقريب 2/365. 2 فتح الباري 8/533. هكذا عزاه ابن حجر للترمذي من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. ولم أجده عنده من هذه الطريق، وقد أخرجه الترمذي رقم483 - في أبواب الصلاة، باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - من طريق الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة، نحوه. وليس فيه ذكر نزول الآية، ولفظه "قلنا يا رسول الله! هذا السلام عليك قد علمنا، فكيف الصلاة عليك؟ " الحديث. أما الحديث المذكور هنا فقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/449 حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا هشيم بن بشير، عن يزيد بن أبي زياد، حدثنا عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. ولفظه "قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام، فكيف الصلاة عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". وكان عبد الرحمن ابن أبي ليلى يقول: "وعلينا معهم". 3 عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولي إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولي الخلافة بعده، فعدّ مع الخلفاء الراشدين. مات في رجب سنة إحدى ومائة. وله أربعون سنة. التقريب 2/59-60. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 946 التمسوا عمل الدنيا بعمل الآخرة، وإن ناسا من القصاص أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصلاة على النبي، فإذا جاءك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين، ودعاؤهم للمسلمين، ويَدَعوا ماسوى ذلك"1. [2151] ثم أخرج عن ابن عباس بإسناد صحيح قال: لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار2. [2152] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء3. [2153] ومن طريق آدم بن أبي إياس "حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع - هو ابن أنس - بهذا"، وزاد في آخره له4.   1 فتح الباري 8/534. أخرجه القاضي إسماعيل كما في تفسير ابن كثير 6/458 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن برقان، قال: كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فذكره. وقد حسّنه ابن كثير. 2 فتح الباري 8/534. أخرجه ابن أبي شيبة 2/519 والقاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ص69 من طريقين عن عثمان بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه مختصرا، بدون قوله "ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار". ونقله ابن كثير 6/468 عن القاضي إسماعيل. وقد صحّح إسناده الشيخ الألباني في تعليقه على كتاب القاضي إسماعيل ". 3 فتح الباري 8/533. وذكره البخاري عنه تعليقا. وذكره ابن كثير 6/447 تعليقا عن أبي جعفر، به، وقال: رواه ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/646 وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/533. انظر رقم 21 في الكلام على إسناد أبي جعفر الرازي عن الربيع، وانظرما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 947 [2154] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} قال: يُبَرِّكون على النبي، أي يدعون له بالبركة1. [2155] وفي حديث طلحة عند الطبري "أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت الله يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ} الآية فكيف الصلاة عليك2. [2156] وعند ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: صلاة الله مغفرته وصلاة الملائكة الاستغفار3. [2157] وعن ابن عباس أن معنى صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار4. [2158] وقال الضحاك بن مزاحم: صلاة الله رحمته5. [2159] وفي رواية عنه مغفرته، وصلاة الملائكة الدعاء، أخرجهما إسماعيل القاضي عنه6.   1 فتح الباري 8/533. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 22/43 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "يباركون". 2 فتح الباري 11/154. أخرجه ابن جرير 22/43 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا هارون، عن عنبسة، عن عثمان ابن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، به. وتمامه "قال: "قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد". وفي إسناده ابن حميد شيخ الطبري ضعيف. 3 فتح الباري 11/155-156. 4 فتح الباري 11/156. 5 فتح الباري 11/156. 6 فتح الباري 11/156. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 948 قوله تعالى: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} الآية: 60 [2160] وصل الطبري أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لَنُغْرِيَنَّكَ} لنسلطنك عليهم، وكذا قال السدي1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} الآية:69 [2161] وقد روى أحمد بن منيع في مسنده، والطبري وابن أبي حاتم بإسناد قوي عن ابن عباس عن علي قال: "صعد موسى وهارون الجبل، فمات هارون، فقال بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته، كان ألين لنا منك وأشد حبا فآذوه بذلك، فأمر الله الملائكة فحملته فمرت به على مجالس بني إسرائيل2، فعلموا بموته"3.   1 فتح الباري 8/533. أخرجه ابن جرير 22/48 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 في مصادر التخريج زيادة "وتكلّمت الملائكة بموته، حتى عرف بنو إسرائيل أنه قد مات، فبرأه الله من ذلك فانطلقوا به فدفنوه، فلم يطلع على قبره أحد من خلق الله إلا الرخم، فجعله الله أصمّ أبكم". 3 فتح الباري 8/534. أخرجه ابن جرير 22/52، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/474-475، والحاكم 2/579 كلهم من حديث عباد بن العوام، ثنا سفيان بن حصين، ثنا الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقد قوّى إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/666 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. تنبيه: وقد تصحف "سفيان بن حصين " في رواية ابن جرير إلى "سفيان بن حبيب". انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/99. هذا وقد نقل ابن حجر عن الطبري قال: يحتمل أن يكون هذا المراد بالأذى في قوله: {لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} ثم قال - أي ابن حجر - "قلت: وما في الصحيح أصح من هذا، لكن لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر كما تقدم تقريره غير مرة ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 949 [2162] وقد روى أحمد بن منيع في مسنده بإسناد حسن والطحاوي وابن مردويه من حديث علي أن الآية المذكورة نزلت في طعن بني إسرائيل على موسى بسبب هارون لأنه توجه معه إلى زيارة فمات هارون فدفنه موسى، فطعن فيه بعض بني إسرائيل وقالوا: أنت قتلته، فبرأه الله تعالى بأن رفع لهم جسد هارون وهو ميت فخاطبهم بأنه مات. وفي الإسناد ضعف1. قوله تعالى: {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} الآية: 70 [2163] عند الفريابي والطبري وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {قَوْلاً سَدِيداً} قال: سدادا2. [2164] وأخرج أيضا من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال في قوله تعالى {قَوْلاً سَدِيداً} قال: عدلا يعني في منطقه وفي عمله. قال: والسداد الصدق، وكذا أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة3. [2165] ومن طريق مبارك بن فضالة عن الحسن البصري في قوله {قَوْلاً   1 فتح الباري 6/438. انظر ما قبله. 2 فتح الباري 11/300. أخرجه ابن جرير 22/53 حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قال ابن حجر: "والسداد بفتح أوله العدل المعتدل الكافي وبالكسر ما يسد الخلل". فتح الباري 11/300. 3 فتح الباري 11/300. أخرجه ابن جرير 22/53 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 950 سَدِيداً} قال: صدقا1. [2166] وأخرج الطبري من طريق الكلبي مثله2.   1 فتح الباري 11/300. لم أقف على إسناده، وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 11/300. أخرجه ابن جرير 22/53 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عنبسة، عن الكلبي، به. والكلبي ضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 سورة سبأ قوله تعالى: {لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} الآية: 3 [2167] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {لا يَعْزُبُ} قال: لا يغيب1. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} الآية: 5 [2168] وذكر ابن أبي حاتم من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {مُعَاجِزِينَ} قال: مراغمين2. قوله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} الآية: 10 [2169] وصل الفريابي من طريق مجاهد {أَوِّبِي مَعَهُ} : سبّحي معه3. [2170] وعن الضحاك هو بلسان الحبشة4.   1 فتح الباري 8/ 536. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/288 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/536. 3 فتح الباري 6/454. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/29 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 22/65 من طريق ابن أبي نجيح، ومنصور كلاهما عن مجاهد، مثله. 4 فتح الباري 6/454. لم أجده بهذه الزيادة، وقد أخرج ابن جرير 22/66 من طريق جويبر، عن الضحاك في قوله: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} سبحي معه. وأخرج ابن جرير 22/65 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة في قوله تعالى: {أَوِّبِي مَعَهُ} قال: سبحان بلسان الحبشة. وقد ذكره السيوطي في المهذب ص76. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 952 [2171] وقال قتادة: معنى "أوبي" سيري1. قوله تعالى: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} الآية: 11 [2172] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} أي قدر المسامير والحلق2. [2173] وروى إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من طريق مجاهد في قوله {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} : لا تدق المسامير فَيَسْلَس، ولا تغلظه فيفصمها3. قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} الآية: 13 [2174] وصل عبد بن حميد عن مجاهد {مِنْ مَحَارِيبَ} قال: بنيان ما دون القصور4.   1 فتح الباري 6/454. لم أجده، وقد أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/127 من طريق معمر، وابن جرير 22/66 من طريق سعيد كلاهما عنه بلفظ "سبحي". 2 فتح الباري 6/454. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/29 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/454. أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث كما في تغليق التعليق 4/29 ثنا محمد ابن الصباح، أنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 523 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 6/458. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/31 ثنا روح، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 953 [2175] عن مجاهد {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} قال: كانت صورا من نحاس، أخرجه الطبري1. [2176] وقال قتادة: كانت من خشب ومن زجاج، أخرجه عبد الرزاق2. قوله تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} الآية: 13 [2177] وصل عبد بن حميد عن مجاهد {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} كالحياض للإبل3. [2178] ووصل ابن أبي حاتم عن ابن عباس: كالجوبة من الأرض4. قوله تعالى: {مِنْسَأَتَهُ} الآية: 14 [2179] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مِنْسَأَتَهُ} : عصاه5.   1 فتح الباري 10/382. أخرجه ابن جرير 22/70 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 10/382. لم أجده في تفسير عبد الرزاق، وقد أخرج ابن جرير 22/70 من طريق سعيد، عنه بلفظ "من زجاج وشبه". 3 فتح الباري 6/458. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/31 ثنا روح، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/458. أخرجه ابن جرير 22/71 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/31 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 6/458. أخرجه ابن جرير 22/73 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/31 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 954 قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} الآية: 15 [2180] وقع عند الترمذي وحسنه من حديث فروة بن مسيك1 قال: "أنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ، أرض أو امرأة؟ قال: "ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن ستة وتشاءم أربعة" الحديث2. [2181] قال "وفي الباب عن ابن عباس"، قلت - القائل ابن حجر: حديث ابن عباس وفروة صححهما الحاكم3.   1 فروة بن مسيك المرادي، ثم الغطيفي، يكنى أبا عمير، صحابي سكن الكوفة، أصله من اليمن، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر، فأسلم فبعثه على مراد وزَبيد ومَذحِج. واستعمله عمر. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/343، رقم4224، والإصابة 5/281، رقم6996. 2 فتح الباري 8/535. أخرجه الترمذي رقم3222 - في التفسير، باب "ومن سورة سبأ" -، حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد قالوا: أخبرنا أبو أسامة، عن الحسن بن الحكم النخعي، حدثنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مسيك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله في حديث طويل. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. كما ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2574 وقال: حسن صحيح. وأخرجه ابن الأثير في ترجمة فروة بأسانيده إلى الترمذي. وأخرجه الحاكم 2/424 من حديث الحميدي، ثنا فرج ابن سعيد ابن علقمة ابن سعيد بن أبيض بن جمال الماربي، حدثني عم أبي ثابت بن سعيد بن أبيض، عن أبيه، عن فروة بن مسيك مرفوعا. وقد ذكره ابن كثير 6/492 برواية الإمام أحمد وعبد بن حميد، وجوّد إسناده، ثم أشار إلى تخريج ابن جرير. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 686، ونسبه إلى أحمد وعبد ابن حميد والبخاري في تاريخه والترمذي - وحسنه - وابن المنذر والحاكم - وصحّحه - وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/535. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 [2182] وأخرج ابن أبي حاتم في حديث فروة زيادة أنه قال: يا رسول الله إن سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية، وإني أخشى أن يرتدوا فأقاتلهم، قال: ما أمرت فيهم بشيء، فنزلت {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ} الآيات. فقال له رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ فذكره1. قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} الآية: 16 [2183] وصل الفريابي عن مجاهد {سَيْلَ الْعَرِمِ} 2 السد ماء أحمر، أرسله الله في السد، فشقه وهدمه وحفر الوادي، فارتفعتا عن الجنبتين   = أشار إليه الترمذي عقب حديث فروة، والحديث أخرجه الحاكم 2/423 من طريق عبد الله بن عياش القتباني، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن وعلة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ أرجل هو، أو امرأة، أم أرض؟ ... الحديث نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد 1/316 وعبد بن حميد كما في تفسير ابن كثير 6/491 بإسناد فيه ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، به. وقد حسّن ابن كثير إسناده. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/97: "رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجالهما ثقات". 1 فتح الباري 8/535. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/492 حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن توبة بن نمر، عن عبد العزيز بن يحيى أنه أخبره، عن علي بن رباح، قال: حدثني فلان، أن فروة بن مسيك الغطيفي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية ... الحديث. قال ابن كثير: فيه غرابة من حيث ذكر الآية بالمدينة، والسورة مكية كلها، والله أعلم. أهـ. 2 قال أبو حاتم: هو جمع لا واحد له من لفظه. وقال أبو عبيدة: سيل العرم واحدتها عرمة، وهو بناء يحبس به الماء يبنى فيشرف به على الماء في وسط الأرض، ويترك فيه سبيل السفينة، فتلك العرمات واحدتها عرمة. انظر: الفتح 8/537. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 956 وغاب عنهما الماء فيبستا، ولم يكن الماء الأحمر من السد، ولكن كان عذابا أرسل عليهم1. [2184] وصل سعيد بن منصور عن شريك2 عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة - وهو عمرو بن شرحبيل3 - العرم المُسَنَّاة4 بلحن أهل اليمن5. [2185] أخرج ابن أبي حاتم من طريق عثمان بن عطاء 6 عن أبيه   1 فتح الباري 8/536. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/288 بالسند المذكور سابقا، مثله. 2 شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق، يخطئ كثيراً، تغيّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابداً، شديداً على أهل البدع، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة. التقريب 1/351. 3 عمرو بن شرحبيل الهمداني، أبو ميسرة، الكوفي، ثقة عابد مخضرم، مات سنة ثلاث وستين. أخرج له الجماعة ماعد ابن ماجه. انظر: التقريب 2/72. 4 المسناة - بضم الميم وفتح المهملة وتشديد النون، أو بفتح الميم وسكون المهملة، نقل ابن حجر عن ابن التين: أن المراد بها ما يبنى في عرض الوادي ليرتفع السيل، ويفيض على الأرض، قال: وكأنه أخذ من عرامة الماء وهو ذهابه كل مذهب. ونقل عن الفراء: العرم المسناة وهي مسناة كانت تحبس الماء على ثلاثة أبواب منها. فيسيبون من ذلك الماء من الباب الأول، ثم الثاني، ثم الآخر. ولا ينفد حتى يرجع الماء السنة المقبلة. وكانوا أنعم قوم، فلما أعرضوا عن تصديق الرسل وكفروا بثقة الله عليهم تلك المسناة فغرقت أرضهم ودقت الرمل بيوتهم، ومزقوا كل ممزق، حتى صار تمزيقهم عند العرب مثلا يقولون: "تفرقوا أيدي سبأ". أهـ. انظر: فتح الباري 8/536-537. 5 فتح الباري 8/536. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه سعيد بن منصور في سننه ل 165/ ب به سندا ومتنا. ونقله ابن حجر في تغليق التعليق 4/288 برواية سعيد بن منصور. وأخرجه ابن جرير 22/79 من طريق صالح بن زريق، قال: أخبرنا شريك، به. 6 عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، أبو مسعود المقدسي، روى عن أبيه وأبي عمران مولى أم الدرداء وإسحاق بن قبيصة بن ذؤيب وزياد بن أبي سودة، وعنه ابنه محمد وحجاج بن محمد وآخرون. ضعيف، مات سنة خمس وخمسين ومائة، وقيل سنة إحدى وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/126، والتقريب 2/12. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 957 قال: العرم اسم الوادي1. [2186] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "الخمط" الأراك2. [2187] وبه قال: و"الأثل" الطرفاء3. [2187] وبه قال: {الْعَرِمِ} الشديد4. قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} الآية: 17 [2189] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {نُجَازِي} نعاقب5. [2190] ومن طريق طاوس قال: هو المناقشة في الحساب، ومن نوقش الحساب عذب، وهو الكافر لا يغفر له6.   1 فتح الباري 8/537. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/690 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وأخرج ابن جرير 22/79 من طريق سعيد، عن قتادة، ومن طريق العوفي، عن ابن عباس، وعن الضحاك، نحوه. 2 فتح الباري 8/537. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/289 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، حدثني علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 8/537. انظر ما قبله برقم 2186. 4 فتح الباري 8/537. انظر رقم 2186. 5 فتح الباري 8/537. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/288 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 22/83 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 6 فتح الباري 8/537. أخرجه عبد الرزاق 2/129 عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/692 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 958 قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} الآية: 23 [2191] في حديث النواس بن سمعان عند الطبراني مرفوعا "إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع أهل السماء بذلك صعقوا وخروا سجدا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهي به على الملائكة، كلما مرّ بسماء سأله أهله ماذا قال ربنا؟ قال: الحق، فينتهي به حيث أمر " 1. [2192] وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه "إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السماء صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون، ويرون أنه من أمر الساعة". وقرأ {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} الآية. وأصله عند أبي داود وغيره2.   1 فتح الباري 8/538. أخرجه ابن جرير 22/91 وابن خزيمة في التوحيد 1/348 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/504 وأبو الشيخ في العظمة رقم163 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 293 كلهم من حديث نعيم بن حماد، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان - مرفوعا نحوه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/98 رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، وقد وثق وتكلم فيه من لم يسم بغير قادح معين، وبقية رجاله ثقات. وقال ابن أبي حاتم فيما نقله عنه ابن كثير في التفسير 6/504 سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم رحمه الله. 2 فتح الباري 8/538. أخرجه أبو داود رقم4738 - في السنة، باب في القرآن -، وابن خزيمة في التوحيد 1/351، وابن أبي حاتم في الرد على الجهمية كما في فتح الباري 13/456 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 262 كلهم من طريق علي بن الحسين ابن إشكاب عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عنه - مرفوعا نحوه. والحديث صححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم1293. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 959 وقد وصل البيهقي في الأسماء والصفات من طريق أبي معاوية 1 عن الأعمش عن مسلم بن صبيح - وهو أبو الضحى - 2 عن مسروق عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق3. وهكذا أخرجه أحمد عن أبي معاوية ولفظه "إن الله عز وجل إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفاء فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم" قال: ويقولون يا جبريل، ماذا قال ربكم، قال: فيقول الحق، قال: فينادون الحق الحق4.   1 اسمه محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي، روى عن عاصم الأحول والأعمش وداود بن أبي هند وخلق كثير وعنه إبراهيم وابن جريج ويحيى القطان وآخرون. ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يَهِم في حديث غيره، مات سنة خمس وتسعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/120، والتقريب 2/157. 2 مسلم بن صبيح - بالتصغير - الهمداني، أبو الضحى الكوفي العطّار، مشهور بكنيته، ثقة فاضل، مات سنة مائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/245. 3 فتح الباري 13/456. وذكره البخاري عنه تعليقا. نقل ابن حجر عن البيهقي قال: "رواه أحمد بن شريح الرازي وعلي بن إشكاب وعلي بن مسلم ثلاثتهم عن أبي معاوية مرفوعا أخرجه أبو داود في السنن عنهم ولفظه مثله إلا أنه قال: فيقولون: ماذا قال ربك. قال ورواه شعبة عن الأعمش موقوفا، وجاء عنه مرفوعا أيضا وهكذا رواه الحسن بن محمد الزعفراني عن أبي معاوية مرفوعا". 4 فتح الباري 13/456. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 [2193] وعند مسلم والترمذي من طريق علي بن الحسين بن علي عن ابن عباس عن رجال من الأنصار أنهم كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرمي بنجم فاستنار، فقال: "ما كنتم تقولون لهذا إذا رمي به في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول مات عظيم أو يولد عظيم، فقال: "إنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح سماء الدنيا، ثم يقولون لحملة العرش: ماذا قال ربكم " الحديث. وليس عند الترمذي "عن رجال من الأنصار"1. [2194] وعند ابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن مردويه من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " لم تكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع، فكان إذا نزل الوحي سمع الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا، فإذا سمعت الملائكة ذلك خروا سجدا، فلم يرفعوا حتى ينزل، فإذا نزل قالوا: ماذا قال ربكم؟ فإن كان مما يكون في السماء قالوا الحق، وإن كان مما يكون في الأرض من غيث أو موت تكلموا فيه فسمعت الشياطين فينزلون على أوليائهم من الإنس".   1 فتح الباري 8/538. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2229-124 مكرر - في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان -، من طرق عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، به. وفيه "قال ابن عباس: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، وفي رواية، رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار" فلا تضر عدم معرفة هذه الواسطة؛ لأن الصحابة كلهم عدول. وأخرجه الترمذي رقم3224 - في التفسير، باب "ومن سورة سبإ" - من طريق معمر، عن الزهري، به. وليس فيه "عن رجال من الأنصار"، ثم أشار إلى ذلك الترمذي قائلا: وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن رجال من الأنصار ... حدثنا بذلك الحسين بن حُريث. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا الأوزاعي. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 961 وفي لفظ " فيقولون: يكون العام كذا فيسمعه الجن فتحدثه الكهنة. وفي لفظ "ينزل الأمر إلى السماء الدنيا له وقعة كوقع السلسة على الصخرة فيفزع له جميع أهل السماوات " الحديث1. [2195] وعند ابن مردويه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده "لما نزل جبريل بالوحي فزع أهل السماء لانحطاطه، وسمعوا صوت الوحي كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فيقولون: يا جبريل بم أمرت؟ الحديث2. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} الآية: 46 [2196] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} بطاعة الله، {مَثْنَى وَفُرَادَى} واحد واثنين3. قوله تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} الآية: 52 [2197] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} قال:   1 فتح الباري 8/538 و 13/459. أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة رقم177 قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عمي أبو بكر، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/699 مطولا، ونسبه إلى البيهقي وابن أبي شيبة وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل. 2 فتح الباري 13/459. ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/700 ونسبه إلى ابن مردويه من هذا الطريق مرفوعا. 3 فتح الباري 8/537. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 962 الرد {مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} من الآخرة إلى الدنيا1. [2198] وعند الحاكم من طريق التميمي عن ابن عباس في قوله {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} قال: يسألون الرد، وليس بحين رد2. قوله تعالى: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} الآية: 53 [2199] وروى الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله   1 فتح الباري 8/537. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/714-715 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. وقوله: {التَّنَاوُشُ} قرأ عامة قراء المدينة {التَّنَاوُشُ} بغير همز، ومعناه "التناول"، وقرأ عامة قراء الكوفة والبصرة {التَّنَاؤُُشُ} بالهمز بمعنى التنؤش وهو الإبطاء، ومعناهما متقارب. يقال: للقوم في الحرب، إذا دنا بعضهم إلى بعض بالرماح ولم يتلاقوا: قد تناوش القوم. ومعنى الآية: كيف يتناولون الإيمان من مكان بعيد ولم يكونوا يتناولونه عن قريب، وأين لهم التوبة والرجعة وقد بعدت عنهم، فصاروا منها كموضع بعيد أن يتناولوها، وإنما وصف ذلك الموضع بالبعيد؛ لأنهم قالوا ذلك في القيامة، والتوبة المقبولة إنما كانت في الدنيا وقد ذهبت فصارت بعيدا من الآخرة. انظر: جامع البيان 22/109-110، والمفردات للراغب ص 509 مادة "نوش". 2 فتح الباري 8/537. أخرجه الحاكم 2/424 أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميمي، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير 22/110 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ومن طريق عنبسة، عن أبي إسحاق، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/715 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه -. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 963 {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} يقولون هو ساحر هو كاهن هو شاعر1. قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} الآية: 54 [2200] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} من مال أو ولد2. [2201] وصل الفريابي من طريق مجاهد {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} قال: الكفار من قبلهم3.   1 فتح الباري 8/542. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/293 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 2 فتح الباري 8/537. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا. 3 فتح الباري 8/537. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 964 سورة فاطر قوله تعالى: {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الآية: 5 [2202] وصل الفريابي في تفسيره عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: الغرور: الشيطان1. قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} الآية: 10 [2203] وقد وصل الفريابي من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب2. [2204] وأخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسيرها "الكلم الطيب" ذكر الله، و"العمل الصالح" أداء فرائض الله، فمن   1 فتح الباري 11/250. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/163 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 13/416. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 5/347 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قال الفراء: معناه أن العمل الصالح يرفع الكلام الطيب أي يتقبل الكلام الطيب إذا كان معه عمل صالح. انظر: معاني القرآن 2/367. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 965 ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه1. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} الآية: 13 [2205] وقد وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {قِطْمِيرٍ} لفافة النواة2. [2206] وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة عن ابن عباس: القطمير القشر الذي يكون على النواة3. قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} الآية: 18 [2207] عن مجاهد {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} أي مُثَقَّلة بذنوبها4.   1 فتح الباري 13/416. أخرجه ابن جرير 22/121، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 536 كلاهما من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. 2 فتح الباري 8/540. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/290 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. 3 فتح الباري 8/540. أخرجه ابن جرير 22/125 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، بلفظ "الجلد الذي يكون على ظهر النواة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/14 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/540. أخرج ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/290 بالإسناد المذكور قريبا عن مجاهد بلفظ "إلى ذنوب لا تحمل منه شيء". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 966 قوله تعالى: {وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ} الآية: 21 [2208] وقال السدي: المراد بالظل والحرور في الآية الجنة والنار، أخرجه ابن أبي حاتم عنه1. [2209] وروى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال: ما نقص من أحدهما دخل في الآخر يتقاصان ذلك في الساعات2. [2210] ومن طريق قتادة نحوه قال: يولج ليل الصيف في نهاره أي يدخل، ويدخل نهار الشتاء في ليله3. قوله تعالى: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} الآية: 27 [2211] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 6/299. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/17-18 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات - وهي قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} - قال: "وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين وهو الأحياء، وللكافرين وهم الأموات كقوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:122] ، وقال عز وجل: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} [هود:24] فالمؤمن بصير سميع في نور يمشي على صراط مستقيم في الدنيا والآخرة حتى يستقر به الحال في الجنات ذات الظلال والعيون، والكافر أعمى وأصم في ظلمات يمشي لا خروج له منها، بل هو يتيه في غيّه وضلاله في الدنيا والآخرة حتى يفضي به ذلك إلى الحرور والسموم والحميم، وظل من يحموم لا بارد ولا كريم". 2 فتح الباري 6/299. 3 فتح الباري 6/299. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 967 قال: الغرابيب الأسود الشديد السواد1. قوله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} الآية: 37 [2212] نقل الطبري عن مسروق وغيره أن التعمير أربعون سنة2. [2213] وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس: أنه ست وأربعون سنة، وتلا الآية، ورواته رجال الصحيح، إلا ابن خثيم فهو صدوق وفيه ضعف3.   1 فتح الباري 8/540. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/290 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 11/239. أما أثر مسروق فأخرجه جرير 22/141 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عنه. ولفظه "أنه كان يقول: إذا بلغ أحدكم أربعون سنة، فليأخذ حذره من الله". وأما الغير فهو ابن عباس، فقد أخرج 22/141 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا بشر ابن المفضل، قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} : أربعون سنة. 3 فتح الباري 11/239. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/31 ونسبه لابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس. ولم أجده في تفسير ابن جرير بهذا اللفظ، وإنما فيه "أربعون سنة"، وفي رواية "ستون "، فقد أخرج 22/141 من طريق بشر بن المفضل، قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} : أربعون سنة. وأخرج من وجهين آخرين عن ابن خثيم، عن مجاهد، عن ابن عباس في الآية قال: ستون سنة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 968 [2214] وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس قال {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} فقال: نزلت تعييراً لأبناء السبعين، وفي إسناده يحيى ابن ميمون وهو ضعيف1. [2215] أخرج أبو نعيم في "المستخرج" من طريق سعيد بن سليمان2 عن عبد العزيز بن أبي حازم3 عن أبيه4 عن سعيد بن أبي سعيد عن   1 فتح الباري 11/239. لم أقف على إسناده، إلا أن ابن حجر قد حكم على إسناده بالضعف كما في الأعلى، لأن فيه "يحيى بن ميمون". و"يحيى بن ميمون" هذا لعله ابن عطاء القرشي، أبو أيوب التمار البصري، نزيل بغداد، فقد ترجم له ابن حجر في التقريب 2/359 وقال: "متروك"، مات في حدود التسعين. وروي نحوه عن ابن عباس مرفوعا أيضا؛ فقد أخرج ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/539 والطبراني في الكبير ج11/رقم11415 والبيهقي في سننه 3/370 كلهم من طريق محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبي حسين المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين، وهو العمر الذي قال الله: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} ". إلا أنه حديث ضعيف، فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/100 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه إبراهيم بن الفضل المخزومي وهو ضعيف، كما ضعفه ابن كثير عقب ذكره قائلا: وهذا الحديث فيه نظر لحال إبراهيم بن الفضل، والله أعلم. أهـ. 2 سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، مات سنة خمس وعشرين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 4/38، والتقريب 1/298. 3 عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المحاربي مولاهم أبو تمام المدني الفقيه، روى عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه ابن مهدي وابن وهب والقعنبي وعلي بن المديني وغيرهم. صدوق فقيه، مات سنة أربع وثمانين ومائة، وقيل قبل ذلك، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/297، والتقريب 1/508. 4 هو سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المدني، مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، مات في خلافة المنصور، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/126، والتقريب 1/316. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 969 أبي هريرة بلفظ "العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} "1. [2216] وأخرجه ابن مردويه من طريق حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل ابن سعد مثله2. [2217] وأخرج ابن مردويه من طريق أبي معشر3 عن سعيد4 عن   1 فتح الباري 11/239. أخرجه البزار كما في تفسير ابن كثير 6/540 حدثنا هشام بن يونس، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. 2 فتح الباري 11/239. أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف 3/155 حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد، حدثنا عبيد بن الحسن، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - وربما لم يقل عن سهل -. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة ". وقد أخرجه الطبراني في الكبير ج6/رقم5933 والحاكم 2/428 من طريقين عن حماد ابن زيد، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/80-81 "وهو كما قالا" وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/209 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/31 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن سهل بن سعد. قلت: الذي وجدته في البخاري إنما هو من حديث أبي هريرة. انظر: صحيح البخاري، رقم 6419. 3 هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، المدني أبو معشر، وهو مولى بني هاشم، مشهور بكنيته، روى عن سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب القرظي وسعيد بن أبي سعيد المقبري وغيرهم، ضعيف، مات سنة سبعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/374-376، والتقريب 2/298. 4 هو المقبري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970 أبي هريرة بلفظ "من عمر ستين أو سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر"1. [2218] وأخرجه أيضا من طريق معتمر بن سليمان عن معمر عن رجل من غفار يقال له محمد2 عن سعيد عن أبي هريرة بلفظ "من بلغ الستين والسبعين" 3.   1 فتح الباري 11/239. لم أقف على إسناده، إلا أن فيه أبا معشر وهو ضعيف. 2 هو محمد بن معن بن محمد بن معن الغفاري، أبو يونس المدني، ثقة، مات بعد التسعين ومائة، وقد جاوز التسعين. أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه. التقريب 2/209. 3 فتح الباري 11/239. لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر: ومحمد الغفاري هو ابن معن الذي أخرجه البخاري من طريقه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 971 سورة يس قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً} الآية: 9 [2219] وصل ابن أبي حاتم من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً} قال عن الحق1. [2220] ووصله عبد بن حميد من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {سَدّاً} قال: عن الحق وقد يترددون2. قوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} الآية: 12 [2221] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} قال: أعمالهم، وفي قوله {وَآثَارَهُمْ} قال: خُطاهم3.   1 فتح الباري 11/502. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تغليق العليق 5/190 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 11/502. أخرجه ابن جرير 22/152 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. ولفظه "فهم يترددون" بدل "وقد يترددون". 3 فتح الباري 2/140. أخرجه عبد بن حميد في التفسير كما في تغليق التعليق 2/278 ثنا روح، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما أخرجه ابن ماجه برقم 785 وغيره من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: "كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد، فأرادوا أن يقتربوا، فنزلت {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} قال: فثبتوا". قال ابن حجر: وإسناده قوي. فتح الباري 2/140، وعند البخاري برقم 656 عن أنس "أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم، فال: فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعْروا المدينة، فقال: "ألا تحتسبون آثاركم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 972 قوله تعالى: {فَعَزَّزْنَا} الآية: 14 [2222] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَعَزَّزْنَا} قال: فشدّدنا1. قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} الآية: 19 [2223] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {طَائِرُكُمْ} : مصائبكم2. [2224] وللطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال: طائركم: أعمالكم3. قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} الآية: 30 [2225] وصل الفريابي كذلك عن مجاهد {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} وكان   1 فتح الباري 6/467 و 8/540. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/291 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 فتح الباري 6/467. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/33 من طريق أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 8/541. أخرجه ابن جرير 22/157 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، عن كعب، وعن وهب بن منبه، مثله. وهذا إسناد ضعيف؛ لما فيه من الانقطاع بين ابن إسحاق وابن عباس، ثم إن شيخ الطبري وهو ابن حميد ضعيف أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 973 حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل1. قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} الآية: 37 [2226] وصل الفريابي من طريقه أيضا {نَسْلَخُ} نخرج أحدهما من الآخر ويجري كل واحد منهما في فلك2. قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الآية: 38 [2227] روى عبد الرزاق من طريق وهب بن جابر3 عن عبد الله ابن عمرو في هذه الآية قال: مستقرها أن تطلع فيردها ذنوب بني آدم، فإذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها، فتقول: إن السير بعد، وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ، فتحبس ما شاء الله. ثم يقال: اطلعي من حيث غربت، قال: فمن يومئذ إلى يوم القيامة لاينفع نفسا إيمانها4.   1 فتح الباري 8/540. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/291 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 فتح الباري 6/298. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/491، 492 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 في الفتح "وهب عن جابر"، ولعله خطأ مطبعي، والصواب كما أثبت؛ فوهب هو ابن جابر الخَيواني - نسبة إلى خيوان بن زيد -، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص لقيه ببيت المقدس. روى عنه أبو إسحاق الهمداني - وهو السبيعي - وحده. وثقه العجلي وابن حبان، قال ابن حجر: مقبول. انظر ترجمته في: التهذيب 11/141، والتقريب 2/337. 4 فتح الباري 8/542. وقد نقل ابن حجر عن الخطابي قال: وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 974 قوله تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} الآية: 40 [2228] وصل الفريابي في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} قال: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} قال: يطلبان حثيثين1. قوله تعالى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} الآية: 41 [2229] وصل الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد حسن {الْمَشْحُونِ} الموقر 2.   = وأما الأثر فقد أخرجه عبد الرزاق 2/142 ومن طريقه أبو الشيخ في العظمة رقم628 أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/56 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. وهو موقوف، وأبو إسحاق هو السبيعي، وقد اختلط بآخر عمره، إلا أنه توبع من قبل أبي حيان عن أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو - فيما أخرجه أحمد 2/201 والحاكم 4/547 نحوه مرفوعا. وليس فيه ذكر ذنوب بني آدم. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. ولعل عبد الله أخذ هذا التفصيل من كتب الإسرائيليات؛ فإنه قد وجد زاملتين في اليرموك من كتب الأقدمين. ففي رواية أحمد إشارة إلى ذلك - أعني أنه أخذ ذلك من كتب الأوائل -. 1 فتح الباري 6/298. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/491، 492 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/541. أخرجه ابن جرير 23/9 حدثنا الفضل بن الصباح، ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، به مثله. وقد حسن ابن حجر إسناده كما في الأعلى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 975 قوله تعالى: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} الآية: 42 [2230] وصل الفريابي أيضا من طريق مجاهد {مِنْ مِثْلِهِ} من الأنعام1. [2231] وعن ابن عباس قال: المراد "بالمثل" هنا السفن، ورجح لقوله بعد {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ} إذ الغرق لا يكون في الأنعام2. قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} الآية: 51 [2232] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَنْسِلُونَ} يخرجون3. قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} الآية: 55 [2233] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {فَاكِهُونَ} معجبون4.   1 فتح الباري 8/540. أخرجه ابن جرير 23/11 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 فتح الباري 8/540. أخرج ابن جرير 23/10 حدثنا الفضل بن الصباح، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه. ولفظه "قال: تدرون ما {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} ؟ قلنا: لا، قال: هي السفن جُعلت من بعد سفينة نوح على مثلها. وهذا إسناد حسن، وقد حسنه ابن حجر كما سبق قريبا. أما الترجيح الذي ذكره ابن حجر فإنه يوهم أنه معطوف على قول ابن عباس، وليس كذلك وإنما هو ترجيح الطبري. انظر: جامع البيان 23/11. 3 فتح الباري 8/541. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/292 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة - عنه مثله. 4 فتح الباري 8/540. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/291 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، به. وأخرجه ابن جرير 23/19 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 976 قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الآية: 65 [2234] أخرج مسلم من حديث أبي هريرة، في أثناء حديث، وفيه "ثم يلقى الثالث فيقول: يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسولك ويثني ما استطاع، فيقول: الآن نبعث شاهدا عليك، فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه وتنطق جوارحه" 1. قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} الآية: 67 [2235] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} يقول: لأهلكناهم في مساكنهم2. قوله تعالى: {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} الآية: 75 [2236] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {جُنْدٌ   1 فتح الباري 8/558. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/68 ونسبه إلى مسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد وأبي هريرة، وأوله "قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يلقى العبد ربه فيقول الله: أي فل ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي رب، فيقول: أفطنت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني: فيقول: مثل ذلك، ثم يلقى الثالث ... الحديث نحوه. هذا وقد أخرجه مسلم في صحيحه رقم 2968-16 - في الزهد والرقائق - بسنده عن أبي هريرة نحوه ضمن حديث الرؤية. 2 فتح الباري 8/541. أخرجه ابن جرير 23/26 من طريق عطية العوفي، به. والعوفي ضعيف وقد تقدم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 977 مُحْضَرُونَ} عند الحساب1.   1 فتح الباري 6/346 و 8/541. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/514 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 537 عن ورقاء، به. وأخرجه ابن جرير 23/29 من طريقين عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 978 سورة الصافات ... قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} الآية: 12 [2240] وقد روى الطبري وابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن أبي وائل1 عن شريح أنه أنكر قراءة {عَجِبْتَ} بالضم، ويقول إن الله لا يعجب وإنما يعجب من لا يعلم2، قال فذكرته لإبراهيم النخعي فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه، وأن ابن مسعود كان يقرؤها بالضم وهو أعلم منه3.   1 اسمه شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، روى عن عدد من الصحابة والتابعين، وعنه الأعمش وغيره. ثقة. مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/317-318، والتقريب 1/354. 2 صفة العجب في حق الله سبحانه وتعالى قد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي أضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه "لقد عجب الله - عز وجل ـ، أو ضحك - من فلان وفلانة " الحديث. صحيح البخاري، تفسير سورة الحشر، ومسلم، كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف، فمذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتا يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل. 3 فتح الباري 8/365. وهما قراءتان متواتران - أعني قراءة الفتح والضم في قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} - فقرأ عامة قراء الكوفة {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} بضم التاء بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون. وقرأ عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن. انظر: جامع البيان 23/43. هذا ولم تذكر هذه الرواية عند الطبري في هذا الموضع، وقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور 7/82 ونسبها إلى أبي عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح، به. والأثر أخرجه الحاكم 2/430 من طريق إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جرير، عن الأعمش، به مثله. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 980 [2241] روى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال في قوله {بَلْ عَجِبْتَ} الله عجيب1. [2242] ومن طريق أخرى عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أنه قرأ {بَلْ عَجِبْتَ} بالرفع ويقول نظيرها {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد:5] 2. [2243] ومن طريق الضحاك، عن ابن عباس قال: سبحان الله عجيب3. قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} الآية: 19 [2244] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} قال: صيحة4. قوله تعالى: {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} الآية: 28 [2245] وقد وصل الفريابي عن مجاهد {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}   1 فتح الباري 8/365. 2 فتح الباري 8/365-366. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/82 ونسبه إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه. وانظر ما تقدم برقم 2240 من رواية أبي وائل شقيق بن سلمة. 3 فتح الباري 8/366. ضعيف؛ فإن فيه انقطاعا بين الضحاك وابن عباس رضي الله عنه. 4 فتح الباري 11/368. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/179 حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 981 قال الكفار تقوله للشياطين 1. قوله تعالى: {لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} الآية: 47 [2246] روى الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد قال في قوله {لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} غول: وجع البطن، {يُنْزَفُونَ} : لا تذهب عقولهم2. قوله تعالى: {بَيْضٌ مَكْنُونٌ} الآية: 49 [2247] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بَيْضٌ مَكْنُونٌ} اللؤلؤ المكنون3. قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} الآية: 51 [2248] روى الفريابي وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} قال شيطان4.   1 فتح الباري 8/542-543. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/293 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 2 فتح الباري 6/321 و 8/543. أخرجه ابن جرير 23/54، 55 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله مفرقا. 3 فتح الباري 8/543. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/294 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. قال أبو عبيدة: "مكنون" أي مصون، وكل شيء صنته فهو مكنون، وكل شيء أضمرته في نفسك فقد أكنته. انظر: مجاز القرآن 2/170. 4 فتح الباري 6/340 و 8/543. أخرجه ابن جرير 23/58 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 982 قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} الآية: 55 [2249] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} قال: في وسط الجحيم1. [2250] ومن طريق قتادة والحسن مثله2. قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} الآية: 67 [2251] روى الطبري من طريق السدي قال في قوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} الشوب الخلط وهو المزج3. قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} الآية: 70 [2252] وصل الفريابي عن مجاهد {يُهْرَعُونَ} كهيئة الهرولة4. قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} الآية: 94 [2253] وصل عبد بن حميد من طريق شبل عن ابن أبي نجيح   1 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 23/60 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 6/332. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 23/60 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه - قال {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} أي في وسط الجحيم". وأما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير أيضا 23/60 من طريق عبد الرحمن وعبد الصمد، قالا: ثنا عباد بن راشد، عن الحسن في قوله: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} يقول: في وسط الجحيم. 3 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 23/65 من طريق أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 8/543. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/293 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 983 عن مجاهد في قوله {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} قال: الوزيف: النِّسلان1. قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} ... {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} الآيات 91-98 [2254] أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق السدي قال "رجع إبراهيم عليه السلام إلى آلهتهم فإذا هي في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه بعضها إلى جنب بعض، فإذا هم قد جعلوا طعاما بين يدي الأصنام وقالوا: إذا رجعنا وجدنا الآلهة برّكت في طعامنا فأكلنا، فلما نظر إليهم إبراهيم قال {أَلا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ} فأخذ حديدة فبقر كل صنم في حافتيه ثم علق الفأس في الصنم الأكبر ثم خرج، فلما رجعوا جمعوا لإبراهيم الحطب حتى إن المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لأجمعن لإبراهيم حطبا، فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب وأرادوا إحراقه قالت السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا خليلك إبراهيم يحرق؟ قال: ألا أعلم به، وإن دعاكم فأغيثوه. فقال إبراهيم: اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس أحد في الأرض يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل" انتهى2.   1 فتح الباري 6/399 و 8/543. قال ابن حجر: النسلان - بفتحتين - الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السعي. والأثر أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/294 ثنا روح، عن شبل، به مثله. وأخرجه ابن جرير 23/74 من طريقين عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به 2 فتح الباري 6/399. لم أجده بهذا السياق، فقد أخرج الطبري 17/43-44 - في سورة الأنبياء - من طريق أسباط، عن السدي، نحوه. وليس فيه أوله إلى قوله "ثم علق الفأس في الصنم الأكبر ثم خرج". وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/101-102 بسياق الطبري، ونسبه إليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 984 قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} الآيات 102-107 [2255] قيل كان إبراهيم نذر إن رزقه الله من سارة ولدا أن يذبحه قربانا فرأى في المنام أن أوف بنذرك، أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي، قال: فقال إبراهيم لإسحاق انطلق بنا نقرب قربانا وأخذ حبلا وسكينا ثم انطلق به حتى إذا كان بين الجبال قال: يا أبت أين قربانك؟ قال: أنت يا بني، إني أرى في المنام أني أذبحك، الآيات، فقال: اشدد رباطي حتى لا أضطرب وأكفف ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي فتراه سارة فتحزن، وأسرع مرّ السكين على حلقي ليكون أهون عليّ، ففعل ذلك إبراهيم وهو يبكي وأمرَّ السكين على حلقه فلم تحز وضرب الله على حلقه صفيحة من نحاس فكبه على جبينه وجز في قفاه، فذاك قوله {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه وحل عن ابنه1. [2256] جاء عن ابن عباس وهو عند أحمد من طريق أبي الطفيل عنه قال: إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له إبليس عند المسعى فسبقه إبراهيم فذهب به جبريل إلى العقبة فعرض له إبليس فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، وكان على إسماعيل قميص أبيض، وثم تله للجبين فقال: يا أبت إنه ليس لي قميص تكفنني فيه غيره فاخلعه، فنودي من خلفه {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ   1 فتح الباري 12/377-378. قال ابن حجر - عقبه -: هكذا ذكره السدي ولعله أخذه عن بعض أهل الكتاب. والأثر أخرجه ابن جرير 23/78 من طريق أسباط، عن السدي، بنحوه مطولا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 985 قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} ، فالتفت فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين فذبحه1. قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} الآية: 103 [2257] قال الفريابي في تفسيره: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {فَلَمَّا أَسْلَمَا} قال سلما ما أمرا به، وفي قوله {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} قال: وضع وجهه بالأرض قال: لا تذبحني وأنت تنظر في وجهي لئلا ترحمني، فوضع جبهته في الأرض2. [2258] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال {فَلَمَّا أَسْلَمَا} أي سلما لله الأمر3. [2259] ومن طريق أبي صالح قال: اتفقا على أمر واحد4.   1 فتح الباري 12/378. قال ابن حجر عقبه: "وأخرج ابن إسحاق في "المبتدأ" عن ابن عباس نحوه وزاد: فوالذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة، وأخرجه أحمد أيضا عن عثمان بن أبي طلحة قال "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فواريت قرني الكبش حين دخل البيت". والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/297 حدثنا سريج ويونس قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، بنحوه. وإسناده صحيح. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/24 برواية أحمد. 2 فتح الباري 12/379. وهذا إسناد صحيح، وقد أخرجه ابن جرير 23/79، 80 من طرق عن ابن أبي نجيح، بهمفرقا. 3 فتح الباري 12/379. أخرجه ابن جرير 23/79 من طريق أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 12/379. أخرجه ابن جرير 23/79 حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: ثنا ثابت بن محمد؛ وحدثنا ابن بشار، قال: ثنا مسلم بن صالح، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي صالح، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 986 [2260] ومن طريق قتادة: سلم إبراهيم لأمر الله، وسلم إسحاق لأمر إبراهيم1. [2261] وفي لفظ: أما هذا فأسلم نفسه لله، وأما هذا فأسلم ابنه لله2. [2262] ومن طريق أبي عمران الجوني: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} كبّه لوجهه3. قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} الآية: 125 [2263] وصل ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس أنه أبصر رجلا يسوق بقرة فقال: من بعل هذه؟ قال: فدعاه فقال: من أنت؟ قال: من أهل اليمن، قال: هي لغة {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} أي ربا، وصله إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من هذا الوجه مختصرا، إلخ4.   1 فتح الباري 12/379. لم أجده بهذا الفظ عند غير ابن حجر، وبنحوه فسّر ابن كثير في تفسيره 7/24 ثم قال: قاله مجاهد وعكرمة والسدي وقتادة وابن إسحاق وغيرهم. 2 فتح الباري 12/379. أخرجه ابن جرير 23/79 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 12/379. لم أقف على إسناده، وعلقه ابن كثير في تفسيره 7/24 عن ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك وقتادة. وقال الطبري: "وقوله {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} يقول: وصرعه للجبين. التفسير 23/80. 4 فتح الباري 8/543. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/294 ثنا الحسن بن محمد بن شيبة الواسطي، ثنا يزيد، ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، به مثله. وأخرجه إبراهيم الحربي في غريبه كما في تغليق التعليق 4/295 عن إسحاق ابن إسماعيل، عن وكيع، عن شريك، به. ولفظه "عن ابن عباس {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} قال: ربًا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/119 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 987 قوله تعالى: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} الآية: 130 [2264] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} يذكر بخير1. [2265] وصل عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: الياس هو إدريس، ويعقوب هو إسرائيل2. [2266] ووصل جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس به، وإسناده ضعيف3. قوله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} الآية: 141 [2267] عن ابن عباس {فَسَاهَمَ} أقرع، أخرجه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه4.   1 فتح الباري 6/373. هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، وكذا قال تغليق التعليق 4/9 وصل ابن جري رمن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس بهذا. ولم يقع لي في تفسيره في سورة الصافات. 2 فتح الباري 6/373. أخرجه عبد بن حميد في التفسير 4/9 حدثنا أبو نعيم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، عن عبد الله بن مسعود، به. 3 فتح الباري 6/373. أخرجه جويبر بن سعيد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/9 عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس، به. وإسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر كما هو أعلاه. 4 فتح الباري 5/294. أخرجه ابن جرير 23/98 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 988 [2268] وروي عن السدي قال: قوله "فساهم" أي قارع1. [2269] أخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} : فكان من المقروعين2. [2270] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ "فكان من المسهومين" 3. قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} الآية: 142 [2271] وقد أخرج ابن جرير من طريق مجاهد قال {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} من ألام الرجل إذا أتى بما يلام عليه4. قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ} الآية: 145 [2272] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في   1 فتح الباري 5/294. أخرجه ابن جرير 23/98 من طريق أسباط، عن السدي، به. 2 فتح الباري 5/294. أخرجه ابن جرير 23/98 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 5/294. أخرجه ابن جرير 23/98 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 6/451. لم أجد عند ابن جرير بهذا اللفظ، وإنما بلفظ "مذنب"، وكذا علق البخاري بهذا اللفظ، فقد أخرج الطبري 23/99 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله {وَهُوَ مُلِيمٌ} قال: مذنب. نعم وقد فسر الطبري الآية بما ذكره ابن حجر، فقال - أي الطبري - "وقوله: {وَهُوَ مُلِيمٌ} : يقول: وهو مكتسب اللوم، يقال: قد ألام الرجل؛ إذا أتى ما يلام عليه من الأمر وإن لم يُلم. هذا وقد ذكر ابن حجر من قول الطبري أوله، حيث قال عقب إيراد الرواية المذكورة منسوبة إلى مجاهد قال: ثم قال الطبري: المليم هو المكتسب اللوم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 989 قوله تعالى {فَنَبَذْنَاهُ} قال: ألقيناه1. قوله تعالى: {مِنْ يَقْطِينٍ} الآية: 146 [2273] وصل عبد بن حميد من طريق مجاهد {مِنْ يَقْطِينٍ} من غير ذات أصل، ليس لها ساق، الدباء ونحوه2. قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} الآية: 158 [2274] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، فقال أبو بكر: فمن أمهاتهم؟ قالوا: بنات سَرَوات3 الجن، قال الله {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} قال: علمت الجن أنهم سيحضرون للحساب4. قوله تعالى: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} الآيتان: 162-163 [2275] وصل عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن منصور عن   1 فتح الباري 6/479. أخرجه ابن جرير 23/101 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 6/451. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/28، وابن جرير 23/102 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 سَرَوات جمع سرية، أي شريفة. انظر: النهاية في غريب الحديث 2/363، والقاموس ص1165. 4 فتح الباري 6/346. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/514 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 990 مجاهد في قوله تعالى {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} قال: لا يفتنون إلا من كُتِبَتْ عليه الضلالة1. [2276] ووصله أيضا من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظه2. [2277] وأخرجه الطبري من تفسير ابن عباس من رواية علي ابن أبي طلحة عنه بلفظ "لا تضلون أنتم، ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم3. [2278] ومن طريق عمر بن عبد العزيز قال في تفسير هذه الآية "إنكم والآلهة التي تعبدونها لستم بالذي تفتنون عليها إلا من قضيت أنه سيصلى الجحيم4. قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} الآية: 165 [2279] وصل الطبري عن ابن عباس {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} قال:   1 فتح الباري 11/515. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 5/193 حدثني ابن أبي رزمة، عن إسرائيل، به. 2 فتح الباري 11/515. انظر ما قبله. 3 فتح الباري 11/515. أخرجه ابن جرير 23/109 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 11/515. أخرجه ابن جرير 23/110 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن العشرة الذين دخلوا على عمر بن عبد العزيز، وكانوا متكلمين كلهم، فتكلموا، ثم إن عمر بن عبد العزيز تكلم بشيء، فذكره بمثله. قلت: وإسناده ضعيف؛ فإنه لم يسم الذين روى عنهم جعفر، ثم إن شيخ الطبري "ابن حميد" ضعيف أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 991 الملائكة1. [2280] وصل عبد الرزاق من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} : الملائكة2. [2281] وللطبراني عن عائشة مرفوعا "ما في السماء موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو ساجد، فذلك قوله تعالى {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} 3.   1 فتح الباري 8/543. أخرجه ابن جرير 23/112 من طريق عطية العوفي، عنه، مثله. والعوفي ضعيف. 2 فتح الباري 6/307. أخرجه عبد بن حميد كما في التعليق 3/494 عن عبد الرزاق، عن اسرائيل، عن سماك، به. هذا ولم أقف عليه في تفسير عبد الرزاق. 3 فتح الباري 6/307. أخرجه ابن جرير 23/112 حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شفيق المروزي، قال: ثنا أبو معاذ الفضل ابن خالد، قال: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك ابن مزاحم يقول قوله: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} كان مسروق ابن الأجدع يروي عن عائشة أنها قالت: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم - فذكره نحوه. ولفظه "ما في السماء الدنيا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 992 سورة ص قوله تعالى: {ص} الآية:1 [2282] وروى ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {ص} وأشباهها قسم، أقسم الله بها، وهو من أسماء الله1. قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} الآية: 2 [2283] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {فِي عِزَّةٍ} قال: مُعازّين2. [2284] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {فِي عِزَّةٍ} قال: في حمية 3. قوله تعالى: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} الآية: 7 [2285] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/554. أخرجه ابن جرير 23/117 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/295 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. 3 فتح الباري 8/545. أخرجه ابن جرير 23/120 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 993 في قوله {الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} قال: النصرانية1. [2286] وعن السدي نحوه2. [2287] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي3. [2288] وقال قتادة: دينهم الذي هم عليه4. [2289] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد في قوله {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} قال: ملة قريش {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} كذب5. قوله تعالى: {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} الآية: 10 [2290] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْأَسْبَابِ} قال: السماء6.   1 فتح الباري 8/545. أخرجه ابن جرير 23/126 حدثنا علي، قال، ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/545. أخرجه ابن جرير 23/126 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي - مثل قول ابن عباس. 3 فتح الباري 8/545. أخرجه عبد الرزاق 2/160 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/545. أخرجه عبد الرزاق 2/160 عن قتادة، نحوه. ولفظه " هو الدين الذي نحن عليه". 5 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/295 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه، مثله. 6 فتح الباري 8/543. أخرجه ابن جرير 23/129 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 994 [2291] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الْأَسْبَابِ} طرق السماء أبوابها1. [2292] وقال عبد الرز عن معمر عن قتادة {الْأَسْبَابِ} هي أبواب السماء 2. قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} الآية: 11 [2293] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} قال: قريش3. [2294] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم جند المشركين، فجاء تأويلها ببدر4. قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} الآية: 13 [2295] وصل الفريابي عن مجاهد {أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} قال: القرون الماضية5.   1 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/295، 296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 فتح الباري 8/545. أخرجه عبد الرزاق 2/160 به سندا وتنا. 3 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 4 فتح الباري 8/545. أخرجه ابن جرير 23/130 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، مثله. 5 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 995 قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} الآية: 15 [2296] وصل الفريابي عن مجاهد {فَوَاقٍ} قال: رجوع1. [2297] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: ليس لها مثنويّة2. [2298] وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} : يقول: ليس لهم إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا3. قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} الآية: 16 [2299] وصل الفريابي من طريق مجاهد أيضا {قِطَّنَا} قال: عذابنا4. [2300] وقد أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {قِطَّنَا} قال: نصيبنا من العذاب، وهو شبيه قولهم {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الآية، وقول الآخرين {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} 5.   1 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 فتح الباري 8/545. أخرجه عبد الرزاق 2/161 به سندا ومتنا. قال ابن حجر: وهي بمعنى قول مجاهد. 3 فتح الباري 8/545. أخرجه ابن جرير 23/133 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، مثله. 4 فتح الباري 8/545. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 5 فتح الباري 8/545. أخرجه عبد الرزاق 2/161 به سندا ومتنا. وليس عنده "وهو شبيه قولهم ... "إلخ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 996 [2301] وقد أخرج الطبري من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال قوله {قِطَّنَا} أي رزقنا1. [2302] ومن طريق سعيد بن جبير قال: نصيبنا من الجنة2. [2303] ومن طريق السدي نحوه3. قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ} الآية: 17 [2304] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ} قال: القوة4.   1 فتح الباري 8/545 - 546. أخرجه ابن جرير 23/135 حدثني محمد بن عمر بن علي، قال: ثنا أشعث السجستاني، قال: ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، مثله. قلت: وهذا إسناد حسن، محمد بن عمر بن علي: صدوق، وباقي رجاله ثقات. 2 فتح الباري 8/546. أخرجه ابن جرير 23/135 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال، ثنا سفيان، عن ثابت الحدّاد، قال: سمعت سعيد بن جبير، مثله. ومعنى هذا: أنهم سألوا نصيبهم من الدنيا، وسألوا تعجيله لهم في الدنيا. 3 فتح الباري 8/546. أخرجه ابن جرير 23/135 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه. ولفظه "قالوا: أرنا منازلنا في الجنة حتى نتابعك". ثم قال الطبري: وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إنهم سألوا ربهم تعجيل صِكاكهم بحضوظهم من الخير أو الشر الذي وعد الله عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدنيا اشتهزاء بوعيد الله. انظر: جامع البيان 23/135. 4 فتح الباري 8/546. هكذا ذكره ابن حجر من طريق علي بن أبي طلحة، ونسبه إلى الطبري، ولم أجده عنده بهذا الطريق، وإنما أخرجه 23/136 من طريق العوفي، عنه، مثله. وكذا ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/296 أيضا برواية الطريق، وساقه من طريق العوفي. نعم أخرج الطبري - كما يأتي عند قوله {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} - من طريق علي بن أبي طلحة نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 997 [2305] ومن طريق مجاهد قال: القوة في الطاعة1. [2306] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {ذَا الْأَيْدِ} ذا القوة في العبادة2. قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} الآية: 20 [2307] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي بشر عن مجاهد قال: الحكمة الصواب3. [2308] ومن طريق ليث عن مجاهد: "فصل الخطاب" إصابة القضاء وفهمه4. [2309] ومن طريق ابن جريج عن مجاهد قال: "فصل الخطاب" العدل في الحكم وما قال من شيء أنفذه5.   1 فتح الباري 8/546. أخرجه ابن جرير 23/136 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 2 فتح الباري 8/546. أخرجه عبد الرزاق 2/161 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 6/456. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 168/ أحدثنا هشيم، وأبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد، مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/51 عنه تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/154 ونسبه إلى سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد. 4 فتح الباري 6/456. أخرجه ابن جرير 23/139 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/154 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. 5 فتح الباري 6/456. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 998 [2310] أخرج ابن أبي حاتم من طريق بلال بن أبي بردة1 عن أبيه2 عن جده قال "أول من قال أما بعد داود النبي صلى الله عليه وسلم وهو فصل الخطاب3. [2311] وقال الشعبي: فصل الخطاب قوله أما بعد، وذكره ابن جرير بإسناد صحيح عنه مثله4. [2312] وروى ابن أبي حاتم من طريق شريح5 قال: فصل الخطاب   1 بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو عمرو، قاضي البصرة، روى عن أنس فيما قيل، وأبيه أبي بردة وعمه أبي بكر، وعنه قتادة وثابت البناني ومعاوية ابن عبد الكيم الضال وغيرهم. مُقِلّ، مات سنة نيّف وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/439، والتقريب 1/109. 2 هو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قيل اسمه عامر، وقيل الحارث، روى عن أبيه وغيره. وعنه أولاده سعيد وبلال وحفيده أبو بردة يزيد بن عبد الله بن أبي بردة والشعبي وغيرهم. ثقة، مات سنة أبع ومائة. وقيل غير ذلك، وقد جاوز الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/21، والتقريب 2/394. 3 فتح الباري 6/456. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/51 حدثنا عمر بن شبة النمري، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن بلال بن أبي بردة، به. 4 فتح الباري 6/456. أخرجه ابن جرير 23/140 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جابر بن نوح، قال: ثنا إسماعيل، عن الشعبي، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/51 عنه تعليقا. 5 شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي، أبو أمية، مخضرم، وقيل له صحبة، استقضاه عمرعلى الكوفة وأقرّه علي وأقام على القضاء بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة، ثقة. مات قبل الثمانين أو بعدها، وله مائة وثمان سنين أو أكثر. انظر ترجمته في: التهذيب 4/287، والتقريب 1/349. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 999 الشهود والأيمان1. [2313] ومن طريق أبي عبد الرحمن السلمي نحوه2. قوله تعالى: {وَلا تُشْطِطْ} الآية: 22 [2314] روى ابن جرير من طريق قتادة في قوله: {وَلا تُشْطِطْ} أي لا تمل3. [2315] ومن طريق السدي قال: لا تُحِف4. قوله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} الآية: 23 [2316] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن دعا ودعوت كان أكثر مني، وإن بطشت وبطش كان أشد مني5. [2317] ومن طريق قتادة قال: معناه قهرني وظلمني6.   1 فتح الباري 6/456. أخرجه ابن جرير 23/140 من طريق ابن عليّة ومعتمر، عن داود بن أبي هند - قال في رواية ابن علية - نُبِّئت عن شريح، وقال في رواية معتمر "بلغني أن شريحا قال، فذكر نحوه. 2 فتح الباري 6/456. لم أجده، هذا وقد أخرج ابن جرير 23/140 من طريق سفيان، عن أبي حصين، قال: سمعت أبا عبد الرحمن يقول: فصل الخطاب: القضاء. أهـ. والله تعالى أعلم. 3 فتح الباري 6/456. أخرجه ابن جرير 23/142 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 6/456. أخرجه ابن جرير 23/143 من طريق أسباط، عن السدي، به. 5 فتح الباري 6/457. أخرجه ابن جرير 23/144 من طريق العوفي، به. 6 فتح الباري 6/457. أخرجه ابن جرير 23/144 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1000 قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} الآية: 24 [2318] وصل ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَتَنَّاهُ} قال: اختبرناه1. قوله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآية: 26 [2391] قرأت في "كتاب القضاء لأبي علي الكرابيسي أنبأنا الشافعي2 عن عمه هو محمد بن علي3 قال: دخل ابن شهاب على الوليد بن عبد الملك فسأله عن حديث "إن الله إذا استرعى عبداً الخلافة كتب له الحسنات ولم يكتب له السيآت" فقال له: هذا كذب، ثم تلا {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} - إلى قوله - {بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} فقال الوليد: إن الناس ليغروننا عن ديننا4.   1 فتح الباري 6/457. أخرجه ابن جرير 23/146 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطلب ابن عبد مناف القرشي المطلبي أبو عبد الله الشافعي المكي نزيل مصر. رأس الطبقة التاسعة، وهو المجدّد لأمر الدين على رأس المائتين، مات سنة أربع ومائتين، وله أربع وخمسون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/25، والتقريب 2/143. 3 هو محمد بن علي بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ابن عبد مناف المطلبي المكي، روى عن ابن عم أبيه عبد الله بن علي بن السائب والزهري، وعنه الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وقال ثقة، وسبطه إبراهيم بن محمد الشافعي والحسن بن محمد بن أعين ويونس بن محمد المؤدب. انظر ترجمته في: التهذيب 9/315، والتقريب 2/192. 4 فتح الباري 13/113. وفي معناه ما أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/54 حدثنا أبي، حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد حدثنا مروان بن جناح حدثني إبراهيم أبو زرعة - وكان قد قرأ الكتاب - أن الوليد بن عبد الملك قال له: أيحاسب الخليفة، فإنك قد قرأت الكتاب الأول، وقرأت القرآن، وفقهت؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أقول؟ قال: قل في أمان الله، قلت: يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أو داود عليه الصلاة والسلام؟ إن الله - عز وجل - جمع له النبوة والخلافة، ثم توعده في كتابه فقال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ... الآية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1001 قوله تعالى: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} الآية: 30 [2320] وقد أخرج ابن جريج من طريق مجاهد قال: الأواب الرجاع عن الذنوب1. [2321] ومن طريق قتادة قال: المطيع2. [2322] ومن طريق السدي قال: هو المسبِّح3. قوله تعالى: {الصَّافِنَاتُ} الآية: 31 [2323] وصل الفريابي من طريق مجاهد قال: صَفَنَ الفرسُ: رفع إحدى يديه حتى يكون على طرف الحافر4.   1 فتح الباري 6/458. أخرجه ابن جرير 23/136 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/458. أخرجه ابن جرير 23/137، 153 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، بهز 3 فتح الباري 6/458. أخرجه ابن جرير 23/137، 153 من طريق أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 6/459. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1002 قوله تعالى: {الْجِيَادُ} [2324] وصل الفريابي من طريق مجاهد "الجياد" السراع1. [2325] روى ابن جرير من طريق إبراهيم التيمي 2 أنها كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة3. قوله تعالى: {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} الآية: 33 [2326] أخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} : يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حباً لها4. [2327] وروي من طريق الحسن قال: كشف عراقيبها وضرب أعناقها وقال: لا تشغلني عن عبادة ربي مرة أخرى5.   1 فتح الباري 6/459. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، يكنى أبا أسماء الكوفي، العابد، ثقة إلا أنه يرسل ويدلّس، مات سنة اثنتين وتسعين، وله أربعون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/154، والتقريب 1/45-46. 3 فتح الباري 6/459. أخرجه ابن جرير 23/154 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، به. 4 فتح الباري 6/459. أخرجه ابن جرير 23/156 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 6/459. أخرجه ابن جرير 23/156 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن، فذكر نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1003 قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} الآية: 34 [2328] قال الفريابي: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً} قال: شيطانا يقال له آصف، قال له سليمان كيف تفتن الناس؟ قال: أرني خاتمك أخبرك، فأعطاه، فنبذه آصف في البحر فساخ، فذهب ملك سليمان وقعد آصف على كرسيه، ومنعه الله نساء سليمان فلم يقربهن، فأنكرته أم سليمان، وكان سليمان يستطعم ويعرفهم بنفسه فيكذبونه حتى أعطته امرأة حوتا فطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرد الله إليه ملكه، وفر آصف فدخل البحر1. قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} الآية: 35 [2329] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال في قوله: {لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} لا أسلبه كما سلبته أول مرة2. قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} الآية: 36 [2330] روى الفريابي من طريق مجاهد {رُخَاءً} : قال: طيبة3.   1 فتح الباري 6/459. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32، بهسندا ومتنا. وقد نقله ابن كثير في تفسيره 7/59 مع روايات أخرى في هذا المعنى، ثم عقبها قائلا: "وهذه كلها من الإسرائيليات". 2 فتح الباري 8/547. أخرجه ابن جرير 23/159 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، مثله. 3 فتح الباري 6/459. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1004 قوله تعالى: {حَيْثُ أَصَابَ} [2331] وصل الفريابي من طريق مجاهد {حَيْثُ أَصَابَ} : حيث شاء 1. قوله تعالى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} الآية: 38 [2332] روى ابن جرير من طريق السدي قال: مقرنين في الأصفاد: أي يجمع اليدين إلى العنق بالأغلال2. قوله تعالى: {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} الآية: 39 [2333] وصل الفريابي من طريق مجاهد "فامنن" أعط، "بغير حساب" بغير حرج3. قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} الآية: 42 [2334] روى ابن جرير من طريق شعبة عن قتادة في قوله: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} قال: ضرب برجله الأرض فإذا عينان تنبعان فشرب من إحداهما واغتسل من الأخرى4.   1 فتح الباري 6/459. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/459. أخرجه ابن جرير 23/162 من طريق أسباط، عن السدي، به. 3 فتح الباري 6/459. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/420. لم أجده من طريق شعبة، وإنما من طريق من طريق سعيد، فقد أخرج ابن جرير 23/166 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد ن عن قتادة، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1005 قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} الآية: 45 [2335] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} قال: أولي القوة في العبادة والفقه في الدين1. [2336] ومن طريق منصور عن مجاهد قال: {وَالْأَبْصَارِ} العقول2. قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} الآية: 52 [2337] وصل الفريابي عن مجاهد {أَتْرَابٌ} قال: أمثال3. [2338] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أتراب مستويات4.   1 فتح الباري 8/546. أخرجه ابن جرير 23/170 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 2 فتح الباري 8/546. أخرجه ابن جرير 23/170 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عنه، مثله. 3 فتح الباري 8/546. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 4 فتح الباري 8/546. أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره السيوطي في الإتقان 2/6، 33 حدثنا أبي، قال: حدثني أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص 198، 199 من طريق عثمان بن سعيد، ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1006 قوله تعالى: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} الآية: 63 [2339] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد بلفظ أخطأناهم أم هم في النار لا نعلم مكانهم1.   1 فتح الباري 8/546. وعلق البخاري عنه بلفظ "أحطنا بهم". أخرجه ابن جرير 23/181، 182 من طريق ابن أبي نجيح وليث - في أثرين مستقلين - عن مجاهد، نحوه. قال ابن عطية: الزيغ: الميل، والمعنى ليسوا معنا أم هم معنا لكن أبصارنا تميل عنهم فلا تراهم. انظر: المحرر الوجيز 14/48. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1007 سورة الزمر قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} الآية: 7 [2340] أخرج الطبري وغيره بسند رجاله ثقات عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} يعني بعباده الكفار الذين لم يرد الله 1 أن يطهر قلوبهم بقولهم لا إله إلا الله، فأراد عباده المخلصين الذين قال فيهم {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} فحبب إليهم الإيمان وألزمهم كلمة التقوى شهادة أن لا إله إلا الله2. قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً} الآية: 23 [2341] وروى الطبري من طريق السدي في قوله: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً} قال: يشبه بعضه بعضا، ويدل بعضه على بعض3.   1 في الفتح "الذين أراد الله" ولعل هذا خطأ إما من الناسخ أو الطابع. وقد صححت من تفسير الطبري والدر المنثور. 2 فتح الباري 13/450. أخرجه ابن جرير 23/197 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/213 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات. 3 فتح الباري 8/549. أخرجه ابن جرير 23/210 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي - مختصرا، بدون قوله "ويدل بعضه على بعض". وهذا الأخير رواه عن سعيد بن جبير - كما يأتي في الذي بعد هذا ـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1008 [2342] ومن طريق سعيد بن جبير نحوه1. قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية: 24 [2343] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يُجَرّ على وجهه في النار، ويقول هي مثل قوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت:40] 2. قوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} الآية: 28 [2344] وصل الفريابي والطبري عن مجاهد {ذِي عِوَجٍ} أي ليس فيه لبس3. [2345] وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عباس في قوله: {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} قال: ليس بمخلوق4.   1 فتح الباري 8/549. أخرجه ابن جرير 23/210 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير. ولفظه "قال في قوله: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً} : يشبه بعضه بعضا، ويصدّق بعضه بعضا، ويدلّ بعضه على بعض". 2 فتح الباري 8/548. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/297 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. 3 فتح الباري 8/548. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/297 وابن جرير 23/212 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. ولفظهما "غير ذي لبس". 4 فتح الباري 8/548. لم أقف على هذين الإسنادين، وقد بين ابن حجر أنهما ضعيفان، ولكن قد روى غيره بسند صحيح عن ابن عباس نحوه. فقد أخرج الآجري في الشريعة ص77 - باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله عز وجل، وأن كلامه جل وعلا ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر ـ، واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 2/217، رقم355، والبيهقي في الأسماء والصفات ص311 كلهم من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/223 ونسبه إلى الآجري في الشريعة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1009 قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} الآية: 29 [2346] عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: الشكس العسر لا يرضى بالإنصاف، أخرجه الطبري1. قوله تعالى: {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} [2347] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} قال: مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق2. قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} الآية: 33 [2348] قال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور، قلت لمجاهد: يا أبا الحجاج {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يأتون بالقرآن   1 فتح الباري 8/549. وذكره البخاري عنه تعليقا. لم أجده بهذا اللفظ عند الطبري، بل عنده بسياق آخر، فقد أخرجه 23/214 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد في قوله {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} قال: أرأيت الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون كلهم سيء الخلق، ليس منهم واحد إلا تلقاه آخذا بطرف من مال لاستخدامه أسوؤهم، والذي لا يملكه إلا واحد، فإنما هذا مثل ضربه الله لهؤلاء الذين يعبدون الآلهة، وجعلوا لها في أعناقهم حقوقا، فضرب الله مثلا لهم، وللذي يعبده وحده {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} . 2 فتح الباري 8/548. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1010 فيقول هذا الذي أعطيتمونا قد عملنا فما فيه1. [2349] ووصله ابن المبارك في الزهد عن مسعر2 عن منصور عن مجاهد في قوله عز وجل: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يجيئون بالقرآن قد اتبعوه، أو قال: اتبعوا ما فيه3. [2350] وأما قتادة فقال: الذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به المؤمنون، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه4. [2351] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} لا إله إلا الله، {وَصَدَّقَ بِهِ} أي صدّق بالرسول5. [2352] ومن طريق السدي: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق القرآن، والذي صدّق به محمد صلى الله عليه وسلم6.   1 فتح الباري 8/548. أخرجه ابن جرير 24/4 من طريق جرير وعمرو كلاهما عن منصور، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/228-229 نحوه، ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن الضرس وابن جرير وابن المنذر. 2 مِسْعَر بن كِدام الهلالي، أبو سلمة الكوفي، روى عن منصور وغيره، وعنه ابن المبارك وغيره، ثقة ثبت فاضل. مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/102-13، والتقريب 2/243. 3 فتح الباري 8/548. أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 278 به سنداً ومتناً. 4 فتح الباري 8/548. أخرجه عبد الرزاق 2/172 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/548. أخرجه ابن جرير 24/3 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به نحوه. ولفظه: " {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} يقول: من جاء بلا إله إلا الله، {وَصَدَّقَ بِهِ} يعني: رسول". 6 فتح الباري 8/548. قال ابن جرير 24/3 وقال آخرون: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق: القرآن الذي جاء به من عند الله، وصدّق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ذكر من قال ذلك، فأسند: حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي بلفظ "في قوله {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم ". هكذا أورده مختصرا. والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1011 [2353] ومن طريق أسيد بن صفوان1 عن علي: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه2. [2354] وعن أبي العالية: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وصدّق به أبو بكر3. قوله تعالى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} الآية: 36 [2355] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} بالأوثان4. [2356] وقال عبد الرزاق عن معمر: قال لي رجل: "قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:   1 أسيد بن صفوان، ذكره أبو نعيم وابن عبد البر في الصحابة، ونسبه ابن قانع سلما، وأما ابن السكن فقال: ليس بمعروف في الصحابة ولم يقف على نسب ولا غيره، وقد وقع في بعض طرقه: وكان من الصحابة. روى له ابن ماجه في التفسير. أما ابن حجر فقد ترجم له في القسم الأول. وليس له رواية إلا عن علي، تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/238، رقم164، والإصابة 1/232، رقم179، والتهذيب 1/301-302، والتقريب 1/77. 2 فتح الباري 8/548. أخرجه ابن جرير 24/3 حدثني أحمد بن منصور، قال: ثنا أحمد بن مصعد المروزي، قال: ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، به مثله. 3 فتح الباري 8/548. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر، وليس في تفسير الطبري، مع أن العطف على ما قبلها من الروايات يفهم منه أنه عطف على الطبري. كما لم يذكره السيوطي أيضا. 4 فتح الباري 8/548. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1012 لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك، فنزلت: {وَيُخَوِّفُونَكَ} 1. قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} الآية: 45 [2357] وروى الطبري من طريق السدي قال: اشمأزت أي نفرت2. [2358] ومن طريق مجاهد قال: انقبضت3. قوله تعالى: {إِذَا خَوَّلْنَاهُ} الآية: 49 [2359] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِذَا خَوَّلْنَاهُ} قال: أعطيناه4. قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الآية: 53 [2360] في رواية الطبراني عن ابن عباس أن وحشي بن حرب قاتل حمزة 5 قال: لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ   1 فتح الباري 8/548. أخرجه عبد الرزاق 2/173 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/549. أخرجه ابن جرير 24/11 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، مثله. 3 فتح الباري 8/549. أخرجه ابن جرير 24/10 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وزاد "وذلك يوم قرأ عليهم النجم عند باب الكعبة ". 4 فتح الباري 8/548. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 5 وحشي بن حرب الحبشي مولى بني نوفل، وهو قاتل حمزة بن عبد المطلب، قتله يوم أحد، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطائف. وشارك في قتل مسيلمة الكذاب، وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشرّ الناس في الإسلام، وشهد اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/409، رقم5449، والإصابة 6/470، رقم9129. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1013 عَمَلاً صَالِحاً} الآية [الفرقان:70] ، فقال: هذا شرط شديد، فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ} الآية ... الحديث، وفيه "فقال الناس: يا رسول الله، إنا أصبنا ما أصاب وحشي، فقال: "هي للمسلمين عامة" 1. [2361] وروى ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدثني نافع عن ابن عمر   1 فتح الباري 8/550. أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11480 حدثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إسحاق ابن الأركون، ثنا أبين بن سفيان، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره مطولا. ولفظه "قال: ابعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} فقال وحشي: يا محمد هذا شرط شديد، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فقال وحشي: يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال وحشي: هذا فجاء فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله ... الحديث. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/103-104 وقال: وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي. وأصل هذا الحديث مخرج في البخاري، ولكن لم يسم قائل ذلك، ففيه "قال ابن عباس: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفّارة، فنزلت {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} ونزل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} " صحيح البخاري، رقم4810. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1014 عن عمر قال "اتَّعَدْتُ أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص أن نهاجر إلى المدينة، فذكر الحديث في قصتهم ورجوع رفيقه فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، قال: فكتبت بها إلى هشام1. [2362] روى أحمد والطبراني في "الأوسط" من حديث ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما أحب أن لي بهذه الآية الدنيا وما فيها {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت ساعة ثم قال: "ومن أشرك" ثلاث مرات2. قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} الآية: 61 [2363] وروى الطبري من طريق السدي قال: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} أي بفضائلهم3.   1 فتح الباري 8/550. أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 2/496-497 بهذا السند مطولا. وفي آخره "قال عمر بن الخطاب فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاصى، فال: فقال هشام: فلما أتتني جعلت أقرأها بذي طوى، أصعّد بها فيه وأصوّب ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم فهّمنيها، قال: فألقى الله تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول لأنفسنا ويقال فينا، قال: فرجعت إلى بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم. 2 فتح الباري 8/550. أخرجه الإمام أحمد 5/275 والطبراني في الأوسط رقم1911 كلاهما من حديث ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه. ولفظهما - في آخره - "إلا من أشرك"، ثلاث مرات. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/103 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن. وانظر: مجمع البحرين في زوائد المعجمين رقم3385 و3386. 3 فتح الباري 8/549. أخرجه ابن جرير 24/22 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1015 قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} الآية: 67 [2364] وساق البيهقي من طريق أبي يحيى القتات 1 عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قال: "وكلتا يديه يمين" 2. قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} الآية: 68 [2365] عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية من الذين لم يشأ الله أن يصعقوا؟ قال: هم شهداء الله عز وجل، صححه الحاكم ورواته ثقات3.   1 أبو يحيى القتات الكوفي الكناني، مختلف في اسمه، روى عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح وحبيب بن أبي ثابت، عنه الأعمش وإسرائيل والثوري وغيرهم. ليّن الحديث. انظر ترجمته في: التهذيب 2/489، والتقريب 12/303. 2 فتح الباري 13/396. 3 فتح الباري 11/371 و 6/444. أخرجه الحاكم 2/253 حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: ثنا أبو أسامة، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة، بهمرفوعا. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو يعلى كما في تفسير ابن كثير 7/108 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، بهبأطول منه سياقا. قال ابن كثير: رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش، فإنه غير معروف، والله أعلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه كما في فتح الباري 6/444 من طريق زيد بن أسلم، به. والحديث ضعفه الألباني ضعيف الجامع الصغير رقم3218. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/249 ونسبه إلى أبي يعلى والدارقطني في الأفراد وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مرويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1016 [2366] أخرج البيهقي وابن مردويه من حديث أنس بلفظ "فكان ممن استثنى الله ثلاثة: جبريل وميكائيل وملك الموت" الحديث وسنده ضعيف1. [2367] وله طريق أخرى عن أنس ضعيفة أيضا عند الطبري وابن مردويه، وسياقه أتم2.   1 فتح الباري 11/371. لم أجده من حديث أنس مسندا، إلا أن الحافظ ابن حجر قد حكم على إسناده بالضعف كما في الأعلى. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/250-251 مطولا، ونسبه إلى ابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أنس رفعه. وانظر ما يأتي برقم 2367. هذا وقد أخرج البيهقي في البعث والنشور ص 325-334 من حديث أبي هريرة - ضمن حديث الصور الطويل - من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عنه، نحوه. 2 فتح الباري 11/371. أخرجه ابن جرير 24/29 حدثني هارون بن إدريس الأصم، قال: ثنا عبد الرحمن ابن محمد المحاربي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا الفضيل بن عيسى، عن عمه يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، نحوه. ولفظه قال:"قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فقيل: من هؤلاء الذين استثنى الله يا رسول الله؟ قال: "جبرائيل وميكائيل، ومَلك الموت، فإذا قبض أرواح الخلائق قال: يا ملك الموت من بقي؟ وهو أعلم قال: يقول: سبحانك تباركت ربّي ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، بَقِيَ جِبْريلُ وميكائيلُ وَمَلَكُ المَوْتِ قالَ: يَقُولُ يا مَلَك المَوْتِ خُذْ نَفْسَ مِيكائِيلَ قالَ: فَيَقَعُ كالطّوْدِ العَظِيم، قال: ثُمّ يَقُولُ: يا مَلَكَ المَوْتِ مَنْ بَقِي؟ فَيَقُول: سُبْحانَكَ رَبّي يا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، بَقِيَ جِبْريلُ وَمَلَكُ المَوْتِ، قال: فَيَقُولُ: يا مَلَكَ المَوْتِ مُتْ، قالَ: فَيَمُوتُ قالَ: ثُمّ يَقُولُ: يا جِبرِيلُ مَنْ بَقِيَ؟ قالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: سُبْحانَكَ رَبّي يا ذَا الجَلال والإكْرامِ، بَقِي جِبْرِيلُ، وَهُوَ مِنَ اللهِ بالمَكانِ الّذِي هُوَ بِهِ قال: فَيَقُولُ يا جِبْريلُ لا بُدّ مِنْ مَوْتَةٍ قالَ: فَيَقَعُ ساجِدا يَخْفِقُ بِجَناحَيْهِ يَقُولُ: سُبْحانَكَ رَبّي تَبَارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ، أنْتَ الباقي وجِبْريلُ المَيّت الفاني: قال: ويأْخُذُ رُوحَهُ في الحلْقَةِ التي خُلِقَ مِنْها، قالَ: فَيَقَعُ على مِيكائِيلَ أنّ فَضْلَ خَلْقِهِ على خَلْقِ مِيكائِيلَ كَفَضْلِ الطّوْدِ العَظِيمِ عَلى الظّرْبِ مِنَ الظّرابِ". والحديث قد ضعفه ابن حجر كما هو أعلاه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1017 [2368] وأخرج البيهقي من طريق أبي الزعراء1: كنا عند عبد الله ابن مسعود فذكر الدجال إلى أن قال "ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس في بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، قال: فيرسل الله ماء من تحت العرش فينبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري " ورواته ثقات. إلا أنه موقوف2. [2369] وأخرج ابن مردويه من طريق سعد بن الصلت 3 عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا " ما بين النفختين أربعون سنة"، وهو شاذ4.   1 هو عبد الله بن هانئ الكندي الأزدي أبو الزعراء الأكبر الكوفي، روى عن عمر وابن مسعود، عنه ابن أخته سلمة بن كهيل، وذكره ابن حبان في الثقات. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال ابن المديني: عامة روايته عن ابن مسعود ولا أعلم روى عنه إلا سلمة، وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين. أخرج له الترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 6/56، والتقريب 1/458. 2 فتح الباري 11/370. 3 تصحّف في الفتح إلى "سعيد بن الصلت"، والصواب ما أثبته، وسعد بن الصلت هو ابن برد ابن أسلم مولى جرير بن عبد الله البجلي، روى عن الأعمش وغيره. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الذهبي: صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحاً. انظر: الجرح والتعديل 4/86، وسير أعلام النبلاء 9/317. 4 فتح الباري 8/552 و 11/370. لم أقف على إسناده، وقد بين ابن حجر الفتح 11/370 أن إسناده ضعيف، وأنه شاذ. وقد أخرج أبو داود في البعث رقم42، ص 43 من طريق سعد بن الصلت، به، وأخرج ابن منده في كتاب الإيمان 3/773 رقم811، 812 من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/252 وعزاه لأبي داود في البعث وابن مردويه. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينفخ في الصور، والصور كهيئة القرن: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} وبين النفختين أربعون عاما فيمطر الله في تلك الأربعين مطراً فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ... الحديث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1018 [2370] ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة1. [2371] وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت2. [2372] وأخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة، فذكر حديث أبي هريرة منقطعا، ثم قال "قال أصحابه: ما سألناه عن ذلك ولا زادنا عليه، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة" 3. [2373] وأخرج ابن المبارك في "الرقائق" من مرسل الحسن "بين النفختين أربعون سنة: الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت"4.   1 فتح الباري 8/552 و 11/370. لم أقف على إسناده، وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما هو أعلاه. 2 فتح الباري 8/552 و 11/370. لم أقف عليه مسندا، وقال ابن حجر الفتح 11/370 إسناده جيد. وعند البخاري رقم4814 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عنه مرفوعا "ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت. قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: أربعون شهراً؟ قال: أبيت ... الحديث. 3 فتح الباري 11/370. أخرجه ابن جرير 24/32 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، فذكره. ولفظه: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} قال نبي الله: "بين النفختين أربعون"، قال: قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك ... الحديث. 4 فتح الباري 11/370. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/252 ونسبه إلى ابن المبارك فقط. وهو مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1019 سورة المؤمن (غافر) قوله تعالى: {حم} الآية: 1 [2374] وأخرج الطبري من طريق الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "ألم" و"حم" و"ألمص" و"ص" فواتح افتتح بها1. [2375] وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد قال: فواتح السور كلها "ق" و"ص" و"طسم" وغيرها هجاء مقطوع2. [2376] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: "حم" اسم من أسماء القرآن3. قوله تعالى: {ذِي الطَّوْلِ} الآية: 3 [2377] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة   1 فتح الباري 8/554. أخرجه ابن جرير رقم230 - في البقرة - حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن يحيى بن آدم، عن سفيان - وهو الثوري، به مثله. 2 فتح الباري 8/554. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/299 ثنا أبي، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن خصيف، عن مجاهد، به. قال ابن حجر: والإسناد الأول أصح. 3 فتح الباري 8/554. أخرجه عبد الرزاق 2/178 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1020 عن ابن عباس في قوله: {ذِي الطَّوْلِ} قال: ذي السعة والغنى1. [2378] ومن طريق عكرمة قال: ذي المنّ2. [2379] ومن طريق قتادة قال: ذي النعماء3. قوله تعال: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} الآية: 19 [2380] وعند ابن أبي حاتم من طريق ابن عباس في قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال: هو الرجل ينظر إلى المرأة الحسناء تمر به أو يدخل بيتا هي فيه، فإذا فطن له غض بصره، وقد علم الله تعالى أنه يود لو اطلع على فرجها وإن قدر عليها لو زنى بها4.   1 فتح الباري 8/555. أخرجه ابن جرير 24/41 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/271 ونسبه ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات. 2 فتح الباري 8/555. علقه عنه ابن كثير 7/118. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/272 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر فقط. 3 فتح الباري 8/555. أخرجه ابن جرير 24/41 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة - بلفظ "ذي النعم". وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/271 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 4 فتح الباري 11/9. ذكره ابن كثير في تفسيره 7/127 تعليقا عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن أبي حاتم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/282 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم. وقد أخرج سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل170/أحدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال في قوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيُرى أنه يغض بصره عنها، فإذا غفلوا لحظ إليها، وإذا نظروا غض بصره عنها، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه ودّ أن ينظر إلى عورتها". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1021 [2381] ومن طريق مجاهد وقتادة نحوه1. قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ} الآية: 34 [2382] ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ} قال: هو رسول الجن2. قوله تعالى: {أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ} الآية: 41 [2383] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِلَى النَّجَاةِ} قال: إلى الإيمان3. قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا} الآية: 43 [2384] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} يعني الأوثان4.   1 فتح الباري 11/9. ذكر السيوطي في الدر المنثور 7/282 عن مجاهد {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال: نظر العين إلى ما نهي عنه. وقد عزاه لعبد بن حميد وابن المنذر. والأثر أخرجه ابن جرير 23/54 من طرق عن ابن نجيح، عنه، به. وأما عن قتادة فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 7/282 عنه {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال: يعلم همزه وإضمامه بعينه فيما لا يحب الله تعالى. وقد عزاه لعبد بن حميد وأبي الشيخ في العظمة. والأثر أخرجه ابن جرير 23/54 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه، به. 2 فتح الباري 6/345. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. 3 فتح الباري 8/555. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/299 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 4 فتح الباري 8/555. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/299 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1022 قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} الآية: 46 [2385] أخرج ابن مردويه والبيهقي من حديث ابن مسعود رفعه "ما أحسن محسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله، قلنا: يا رسول الله، ما إثابة الكافر؟ قال: "المال والولد والصحة وأشباه ذلك". قلنا: وما إثابته في الآخرة؟ قال: "عذابا دون العذاب"، ثم قرأ: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ، وسنده ضعيف1. قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} الآية: 60 [2386] عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي   1 فتح الباري 11/431-432. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم945، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/138، والبيهقي في الشعب رقم281، والحاكم 2/253 كلهم من طريق زيد ابن أخرم، عن عامر بن مدرك الحارثي، عن عتبة بن يقظان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، مثله. وقال البزار: لا نعلم له إسناداً غير هذا، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله "عتبة واهٍ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/114 وقال: رواه البزار وفيه عتبة بن يقظان وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات، وأشار البيهقي إلى ضعفه بقوله: وفي الإسناد من لا يحتج به. أهـ. وذكره الذهبي في الميزان 3/427 وقال: رواه ابن ماجه في تفسيره عن زيد بن أخزم، حدثنا عامر بن مدرك، حدثنا عتبة ابن يقظان، به. ثم ضعفه بعتبة بن يقظان، وقال: والخبر منكر. كما ضعّفه ابن حجر - كما في الأعلى - ثم قال: - أي ابن حجر - "وعلى تقدير ثبوته فيحتمل أن يكون التخفيف فيما يتعلق بعذاب معاصيه، بخلاف عذاب الكفر". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/292 وزاد نسبته إلى ابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1023 سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} الآية، أخرجه الأربعة وصححه الترمذي والحاكم1. [2387] وروى الطبري من طريق السدي في قوله {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} أي صاغرين2. قوله تعالى: {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} الآية: 72 [2388] وأخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {يُسْجَرُونَ} : توقد بهم النار3.   1 فتح الباري 11/94. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/200، رقم9216، وأحمد في المسند 4/267، 271 والبخاري في الأدب المفرد رقم735، وأبو داود رقم1479 - في الصلاة، باب الدعاء -، وابن ماجه رقم3828 - في الدعاء، باب فضل الدعاء -، والترمذي رقم3247 و3372 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمن، وفي الدعوات، باب ماجاء في فضل الدعاء -، والنسائي في تفسيره رقم484، وابن جرير 24/78، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/142-143، والحاكم 1/490-491 كلهم من طريق ذر ابن عبد الله المرهبي، عن يُسيع الخضرمي، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه - مرفوعا. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2685. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/301 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وابن حبان وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان. 2 فتح الباري 8/555. أخرجه ابن جرير 24/79 حدثنا محمد، ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/301 ونسبه إلى ابن جرير فقط. وهذا إسناد ضعيف، ولكن معناه صحيح؛ قال الراغب: يقال: أدخرتُه فدخر أي أذللته فذلّ. انظر: المفردات ص 166 مادة "دخر". 3 فتح الباري 6/333 و 8/555. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/300 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1024 قوله تعالى: {بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} الآية: 75 [2389] وصل الفريابي عن مجاهد {تَمْرَحُونَ} قال: يبطرون ويأشرون1.   1 فتح الباري 8/555. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/300 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1025 سورة حم السجدة (فصلت) قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} الآية: 8 [2390] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} قال: محسوب1. [2391] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {غَيْرُ مَمْنُونٍ} قال: غير منقوص2. قوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} الآية: 10 [2392] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن الحسن {أَقْوَاتَهَا} قال: أرزاقها3. [2393] قال: وقال قتادة: جبالها وأنهارها ودوابها وثمارها4.   1 فتح الباري 8/559. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/559. أخرجه ابن جرير 24/93 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 3 فتح الباري 8/559. أخرجه عبد الرزاق 2/184 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/559. أخرجه عبد الرزاق 2/184 عن معمر عنه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1026 [2394] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} قال: من المطر1. قوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} الآية:11-12 [2395] وصل الطبري وابن أبي حاتم على شرط البخاري في الصحة، عن طاوس عن ابن عباس، ولفظ الطبري في قوله {أَتَيْنَا} قال أعطيا، وفي قوله {قَالَتَا أَتَيْنَا} قالتا أعطينا2. [2396] وقد روى الطبري من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال الله عز وجل للسماوات أطلعي الشمس والقمر والنجوم، وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك، {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} 3.   1 فتح الباري 8/559. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/556. أخرجه ابن جرير 24/98-99 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُليّة، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن طاوس، به. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري كما قال ابن حجر. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/300 ثنا علي بن المبارك، كتابة، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، به. هذا وقد نقل ابن حجر عن عياض قال: ليس أتى هنا بمعنى أعطى، وإنما هو من الإتيان وهو المجيء بمعنى الانفعال للوجود، بدليل الآية نفسها، وبهذا فسره المفسرون أن معناه جيئا بما خلقت فيكما وأظهراه، قالتا: أجبنا، وروي ذلك عن ابن عباس. وتعقّبه ابن حجر قائلا: وكأنه لما رأى عن ابن عباس أنه فسره بمعنى المجيء نفى أن يثبت عنه أنه فسره بالمعنى الآخر، قال: وهذا عجيب؛ فما المانع أن يكون له في الشيء قولان بل أكثر. أهـ. انظر: فتح الباري 8/556-557. 3 فتح الباري 8/557. أخرجه ابن جرير 24/98 حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن مجاهد، به نحوه. ولفظه - في آخره - "قالتا: أعطينا طائعين". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1027 [2397] أخرج عبد الرزاق من طريق أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس رفعه قال "خلق الله الأرض في يوم الأحد وفي يوم الاثنين، وخلق الجبال وشقق الأنهار وقدر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان" وتلا الآية إلى قوله: {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} قال: "في يوم الخميس ويوم الجمعة" ... الحديث، فهو ضعيف لضعف أبي سعيد وهو البقال1. قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} الآية: 12 [2398] أخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله {فَقَضَاهُنَّ} : خلقهن2. قوله تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [2399] وصل الفريابي من طريق مجاهد {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} مما أمر به وأراده3.   1 فتح الباري 8/558. أخرجه عبد الرزاق 2/210-211 عن معمر عن ابن عيينة عن أبي سعيد، به نحوه. وتمامه "وكان آخر الخلق آدم خُلق في آخر ساعات يوم الجمعة، فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق فقالت اليهود فيه ما قالت، فأنزل الله تكذيبهم: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:38] . وإسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر. 2 فتح الباري 13/405. هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم يقع لي في تفسيره. 3 فتح الباري 8/559. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1028 قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} الآية: 16 [2400] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {رِيحاً صَرْصَراً} باردة {نَحِسَاتٍ} مشئومات1. [2401] وصل الفريابي من طريق مجاهد {نَحِسَاتٍ} قال: مشائيم2. قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} الآية:19 [2402] وأخرج الطبري من طريق السدي في قوله {فَهُمْ يُوزَعُونَ} قال: عليهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم3. قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} الآية: 22 [2403] أخرج الطبري من طريق السدي {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} قال: تستخفون4.   1 فتح الباري 8/559. أخرجه عبد الرزاق 2/184 به سندا ومتنا، وزاد في آخره النكدات. وقال ابن كثير وقوله في أيام نحسات أي: متتابعات. 2 فتح الباري 8/559. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/560. جاء هذا التفسير في تفسير الطبري عن قتادة - بعد أثر السدي بسطر -، ولعل فيه انتقالا من محل إلى محل آخر عند النسخ. فقد أخرج الطبري 24/106 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {فَهُمْ يُوزَعُونَ} قال: عليهم وزعة تردّ أولاهم على أُخراهم. أما عن السدي فجاء عنه بلفظ "يحبس أوّلهم على آخرهم". 4 فتح الباري 8/561. أخرجه ابن جرير 24/108 من طريق أسباط، عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/320 ونسبه إلى ابن جرير عن السدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1029 [2404] ومن طريق مجاهد قال: تتقون1. [2405] ومن طريق شعبة عن قتادة قال: ما كنتم تظنون أن يشهد عليكم إلخ2. قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} الآية: 25 [2406] وقد أخرج الفريابي من طريق مجاهد {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قال: شياطين3. [2407] وروى الطبري عن مجاهد والسدي في قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قال: شياطين4. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} الآية: 30 [2408] أخرج الفريابي من طريق مجاهد في قوله {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ   1 فتح الباري 8/561. أخرجه ابن جرير 24/108 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/561. لم أجده في تفسير الطبري من طريق شعبة، وإنما من طريق سعيد. فقد أخرج 24/108 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} يقول: وما كنتم تظنون {أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} حتى بلغ {كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} . 3 فتح الباري 8/560. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/340. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 24/111 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وأما أثر السدي فأخرجه 24/111 من طريق أسباط، عنه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1030 الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} قال عند الموت1 وكذلك أخرجه الطبري مفرقا في موضعيه2. [2409] ومن طريق السدي قال: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} عند الموت3. [2410] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} وذلك في الآخرة4. قوله تعالى: {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} الآية: 39 [2411] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {اهْتَزَّتْ} بالنبات، {وَرَبَتْ} ارتفعت قبل أن تنبت5. قوله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية:40 [2412] وقال عبد الرزاق: أنبأنا ابن عيينة عن بشر بن تيم6 قال:   1 فتح الباري 8/560. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/560. أخرجه ابن جرير 24/111، 116 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به مفرقا في موضعيه. أعني عند قوله {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قال: شياطين، وعند قوله: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} قال عند الموت. 3 فتح الباري 8/560. أخرجه ابن جرير 24/116 من طريق أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 8/560. أخرجه ابن جرير 24/116 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 8/560. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302-303 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 6 بشر بن تيم، ويقال: بشير بن تيم بن مرة، مكي، روى عن عكرمة، وروى عنه ابن عيينة وابن جريج، ذكره ابن أبي حاتم في باب "بشر" مرة، ثم في باب "بشير" مرة أخرى، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. انظر: الجرح والتعديل 2/352، 372. ووقع في الفتح "بشر بن تميم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1031 نزلت في أبي جهل وعمار بن ياسر، {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} أبو جهل {} عمار1. [2413] وذكر الطبري أنه روي عن ابن عباس بإسناد ضعيف قال: ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمى به فيها، فأول ما يمس وجهه النار2. قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الآية: 40 [2414] وقد وصل عبد بن حميد من طيق سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} قال: هذا وعيد3. [2415] وأخرجه عبد الرزاق من وجهين آخرين عن مجاهد4.   1 فتح الباري 8/548. أخرجه عبد الرزاق 2/188 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/548. ذكره ابن جرير 23/212 من غير إسناد، وقال وهو قول يُذكر عن ابن عباس من وجه كرهت أن أذكره لضعف سنده. 3 فتح الباري 8/561. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/303 ثنا أبو نعيم، وقبيصة، وأبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/561. أما الوجه الأول فأخرجه في تفسيره 2/189 عن معمر، عن رجل، عن مجاهد، مثله. وأما الوجه الثاني فأخرجه 2/189 قال: أنا عمر بن حبيب عن عبد الحميد بن رافع الطهراني، عن فلان بن نافع، عن مجاهد، مثله قال: وعيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1032 قوله تعالى: {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} الآية: 50 [2416] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} أي بعملي أنا محقوق بهذا1.   1 فتح الباري 8/560. أخرجه ابن جرير 25/3 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1033 سورة الشورى قوله تعالى: {يَذْرَأُكُمْ فِيهِ} الآية: 11 [2417] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {يَذْرَأُكُمْ فِيهِ} قال نسلا بعد نسل من الناس والأنعام1. [2418] وروى الطبري من طريق السدي في قوله {يَذْرَأُكُمْ} قال: يخلقكم2. قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} الآية: 13 [2419] وقال أبو العالية في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} قال: وصاهم بالأخلاص في عبادته3. قوله تعالى: {لا حُجَّةَ بَيْنَنَا} الآية: 15 [2420] وصل الفريابي عن مجاهد {لا حُجَّةَ بَيْنَنَا} لا خصومة بيننا وبينكم4.   1 فتح الباري 8/563. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/304 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن جرير 25/11 من طريق أسباط، عن السدي، به. 3 فتح الباري 1/ 11 4 فتح الباري 8/563. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/304 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1034 قوله تعالى: {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} الآية: 16 [2421] وروى الطبري من طريق السدي في قوله {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} قال: هم أهل الكتاب للمسلمين: كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم1. قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الآية: 23 [2422] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع 2، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت - هذه الآية - قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ الحديث، وإسناده واه فيه ضعيف ورافضي، وهو ساقط لمخالفته الحديث الصحيح - حديث الباب3.   1 فتح الباري 8/563. لم أجد هذا الأثر عن السدي، وإنما عن قتادة. فقد أخرج ابن جرير 25/19 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} قال: هم اليهود والنصارى، قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم. ومن طريق سعيد، عن قتادة، نحوه. 2 قيس بن الربيع الأسدي الكوفي أبو محمد، قال أبو حاتم: محله الصدق، وليس بقوي، وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: لا يكتب حديثه، وقيل لأحمد: لم تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيع، وكان كثير الخطأ وله أحاديث منكرة. وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/97، والميزان 4/313. 3 فتح الباري 8/564. وتمامه "قال: علي وفاطمة وأبناهما". قال الزيلعي: ذكر نزول هذه الآية في المدينة بعيد؛ فإنها مكية، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج لعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية، والحق تفسير الآية بما فسر به حبر الأمة ابن عباس، أخرجه البخاري - رقم4818 - من رواية طاوس عنه أنه سئل عن قوله تعالى: { ... إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... } فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد، فقال ابن عباس: عجلت - أي أسرعت في التفسير - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1035 [2423] وفي سبب نزولها قول آخر: ذكر الواحدي عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت تنوبه نوائب وليس بيده شيء، فجمع له الأنصار مالا فقالوا: يا رسول الله إنك ابن أختنا، وقد هدانا الله بك، وتنوبك النوائب وحقوق وليس لك سعة فجمعنا لك من أموالنا ما تستعين به علينا، فنزلت، وهذه من رواية الكلبي ونحوه من الضعفاء1.   = قريش إلا كان لهم فيه قربة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. انتهى. تخريج أحاديث الكشاف 3/235. والحديث أخرجه ابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير 7/189، والطبراني في الكبير رقم12259 وابن مردويه في تفسيريهما كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 3/235 من طريق حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، به. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/168 وقال: رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء، وقد وثقوا. وقال ابن كثير - عقب ذكره - "وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي متخرق، زهو حسين الأشقر ولا يقبل خبره في هذا المحل، وذكر نزول هذه الآية في المدينة بعيد ... فذكر نحوه ما قال الزيلعي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/348 وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، وحكم على إسناده بالضعف. 1 فتح الباري 8/564. أخرج الطبراني في الكبير ج 12/رقم12384 من طريق حسين الأشقر، ثنا نصير بن زياد، عن عثمان أبي اليقظان عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/106 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عثمان بن عمير أبو اليقظان وهو ضعيف. وذكره الواحدي في أسباب النزول ص 312 بغير سند، وقال ابن حجر في الكافي الشاف بذيل الكشاف 4/221 ذكره الثعلبي والواحدي في الأسباب عن ابن عباس بغير سند، ويشبه أن يكون عن الكلبي عن أبي صالح عنه. وروى الطبراني من طريق عثمان بن القطان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأخرجه ابن مردويه عنه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/348 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط وابن مردويه، وحكم على إسناده بالضعف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1036 [2424] وأخرج من طريق مقسم عن ابن عباس أيضا قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنصار شيء فخطب فقال: "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي"، الحديث، وفيه "فجثوا على الركب وقالوا أنفسنا وأموالنا لك فنزلت، وهذا أيضا ضعيف ويبطله أن الآية مكية1. [2425] عن قتادة قال: قال المشركون لعل محمداً يطلب أجراً على ما يتعاطاه، فنزلت2. [2426] وقد روى سعيد بن منصور من طريق الشعبي قال: أكثروا علينا في هذه الآية، فكتبت إلى ابن عباس أسأله عنها فكتب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسط النسب في قريش، لك يكن حي من أحياء قريش إلا ولده، فقال الله: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} تودوني بقرابتي منكم، وتحفظوني في ذلك3.   1 فتح الباري 8/564. أخرجه ابن جرير 25/25، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/189، وابن مرديه كما في تخريج أحاديث الكشاف 3/237 كلهم من طريق عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، نحوه. قال ابن كثير: يزيد بن أبي زياد ضعيف. وقال عنه ابن حجر في التقريب 2/365 ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/35 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعد بن بشير وفيه لين وبقية رجاله وثقوا. 2 فتح الباري 8/564. 3 فتح الباري 8/565. أخرجه الحاكم في المستدرك 2/444 حدثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عمر بن عون، ثنا هشيم، أنبأنا داود، عن الشعبي رحمه الله به. ثم قال الحاكم: قال هشيم، وأخبرني حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه من ذلك. هذا حديث ولم يخرجاه بهذه الزيادة، وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم. أهـ. وكذا قال الذهبي. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/346 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. وفي البخاري نحوه، وقد تقدمت الإشارة إليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1037 [2427] وفيه قول ثالث: أخرج أحمد من طريق مجاهد عن ابن عباس أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} على ما جئتكم به من البينات والهدى إلا أن تقربوا إلى الله بطاعته، وفي إسناده ضعف1. [2428] وثبت عن الحسن البصري نحوه2. قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} الآية: 30 [2429] وأخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفا قال:   1 فتح الباري 8/565. أخرجه الإمام أحمد 1/268 حدثنا حسن بن موسى، حدثنا قزعة - يعني ابن سويد ـ، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، نحوه مرفوعا. وقد ضعفه ابن حجر كما في الأعلى. قلت: والعلة فيه: قزعة بن سويد الباهلي، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/126 "ضعيف". وأخرجه الحاكم 2/443-444 من طريق الحسن بن موسى، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 7/188 برواية الإمام أحمد. 2 فتح الباري 8/565. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/350 عن الحسن في قوله: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم على هذا القرآن أجراً، ولكنه أمرهم أن يتقربوا إلى الله، بطاعته وحب كتابه". ونسبه إلى عبد بن حميد. وقال ابن كثير - عقب رواية مجاهد عن ابن عباس المتقدم - قال: "وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري مثله. وأخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/191 عن معمر عن الحسن قال: إلا أن تودوا إلى الله فيما يقربكم إليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1038 ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا يذنب أحدثه؛ لأن الله يقول {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} ونسيان القرآن من أعظم المصائب1. قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} الآية: 33 [2430] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة {فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} قال: سفن هذا البحر تجري بالريح فإذا أمسكت عنها الريح ركدت2. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} الآية: 39 [2431] روى الطبري من طريق السدي في قوله {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} قال: يعني ممن بغي عليهم من غير أن يعتدوا3. قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} الآية: 40 [2432] وروى ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} قال: إذا شتمك شتمته بمثلها من غير أن تعتدي {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} 4.   1 فتح الباري 9/86. راجع كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد. 2 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن جرير 25/34 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 5/99. أخرجه ابن جرير 25/37 من طريق أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 5/100. أخرجه ابن جرير 25/38 من طريق أسباط، عن السدي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1039 قوله تعالى: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} الآية: 45 [2433] وصل الفريابي عن مجاهد {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ذليل1. [2434] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله2. [2435] ومن طريق قتادة ومن طريق السدي في قوله {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} قال: يسارقون النظر3. قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً} الآية: 50 [2436] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً} قال: لا يُلْقِح4. [2437] ومن طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس {عَقِيماً} قال: لا تلد، وفيه ضعف وانقطاع5.   1 فتح الباري 8/563. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/304 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/563. لم أجده في تفسير الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، وإنما من طريق العوفي. فقد أخرج 25/42 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} ... إلى قوله: {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} يعني بالخفي: الذليل. 3 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن جرير 25/42 من طريق أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن جرير 25/44، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/304 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/363 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 5 فتح الباري 8/563. إسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر - كما في الأعلى. وقد ذكره البخاري عن ابن عباس تعليقا، بصيغة التمريض قائلا "ويذكر عن ابن عباس"، فذكره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1040 قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} الآية: 52 [2438] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} القرآن1. [2439] وروى الطبري من طريق السدي قال في قوله {رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} قال: وحيا2. [2440] ومن طريق قتادة عن الحسن في قوله {رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} قال: رحمة 3.   1 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/304 من طريق أبي صالح، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن جرير 25/46 من طريق أسباط، عن السدي، به. 3 فتح الباري 8/563. أخرجه ابن جرير 25/46 حدثن ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1041 سورة حم الزخرف قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} الآية: 4 [2441] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} قال: في أصل الكتاب وجملته1. قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} الآية: 5 [2442] وصل ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} مشركين، والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه2. [2443] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} أي تكذّبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه؟ 3.   1 فتح الباري 8/569. أخرجه عبد الرزاق 2/194 به سندا متنا. 2 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/49 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد، به نحوه. 3 فتح الباري 8/566. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1042 [2444] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: أفحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به1. قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} الآية: 8 [2445] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} عقوبة الأولين2. [2446] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} قال: سُنَنُهم3. قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} الآية: 13 [2447] وصل الفريابي عن مجاهد {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} يعني الإبل والخيل والبغال والحمير4. [2448] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} قال: مطيقين5.   1 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/49 من طريق عطية العوفي، به. 2 فتح الباري 8/569. أخرجه عبد الرزاق 2/194 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/566-567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/567. قال ابن حجر: وهذا تفسير المراد بالضمير في قوله "له" والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 25/55 من طريق ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/55 حدثني علي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1043 [2449] ومن طريق السدي مثله1. [2450] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} لا في الأيدي ولا في القوة2. قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً} الآية: 15 [2451] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {جُزْءاً} عِدلا3. [2452] وكذا أخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مثله4. قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} الآية: 18 [2453] وصل الفريابي عن مجاهد {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}   1 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/55 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به. 2 فتح الباري 8/566. أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} بلفظ "قال: في العبادة، في القوة. 3 فتح الباري 8/569. أخرجه عبد الرزاق 2/195 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 25/56 من طريق ابن ثور، عن معمر، ومن طريق سعيد كلاهما عن قتادة، به. 4 فتح الباري 8/569. لم يقع لي عند البخاري في خلق أفعال العباد من هذا الطريق، وإنما من طريق آخر، فقد أخرجه ص 45 حدثنا روح بن عبد المؤمن، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا شعبة، عن قتادة، مثله. وأخرجه ابن جرير 25/56 حدثنا بشر، ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/369 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1044 الجواري، يقول: جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون1؟. [2454] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} قال: البنات {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} قال: فما تكلمت المرأة تريد أن تكلم بحجة لها إلا تكلمت بحجة عليها2. قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} الآية: 20 [2455] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} قال: الأوثان، قال الله {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} ما تعلمون قدرة الله على ذلك3. قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} الآية: 22 [2456] روى عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {عَلَى أُمَّةٍ} قال: على ملة4.   1 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/567. أخرجه عبد الرزاق 2/195 به نحوه. 3 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/566. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/305 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 25/60 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1045 [2457] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {عَلَى أُمَّةٍ} أي على دين1. [2458] ومن طريق السدي مثله2. قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} الآية: 28 [2459] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فِي عَقِبِهِ} ولده3. قوله تعالى: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} الآية: 31 [2460] وقد روى عبد بن حميد في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} قال: نزلت في عتبة بن ربيعة وابن عبد ياليل الثقفي4. [2461] ومن طريق قتادة قال: هما الوليد بن المغيرة وعروة ابن مسعود5.   1 فتح الباري 8/566. هكذا عزاه لابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، ولم أجده من طريقه، وإنما أخرجه 25/60 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/60 حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. 3 فتح الباري 8/567. أخرجه ابن جرير 25/63 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. 4 فتح الباري 6/315. أخرجه ابن جرير 25/65 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 فتح الباري 6/315. أخرجه ابن جرير 25/65 من طريق ابن ثور، عن معمر، ومن طريق يزيد، عن سعيد كلاهما عن قتادة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1046 [2462] ورواه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد وقال فيه: يعني كنانة1. [2463] وروى الطبري من طريق السدي قال: هما الوليد بن المغيرة وكنانة ابن عبد بن عمرو بن عمير عظيم أهل الطائف2. قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} الآيتان: 33، 34 [2464] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مقطعا {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال: لولا أن جعل الناس كلهم كفاراً لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة3. [2465] وبه في قوله {سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ} وهي درج4.   1 فتح الباري 6/315. لم أجده، وانظر ما بعده. 2 فتح الباري 6/315. أخرجه ابن جرير 25/66 من طريق أسباط، عن السدي، به. 3 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/68 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/305 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/70 وابن أبي حاتم الموضع السابق كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1047 [2466] وبه في قوله {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً} قال: وسُرُر فضة1. [2467] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: أمة واحدة كفارا2. [2468] وروى الطبري من طريق عوف3 عن الحسن4 في قوله {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال: كفاراً يميلون إلى الدنيا، قال وقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل، فكيف لو فعل5. قوله تعالى: {وَزُخْرُفاً} الآية: 35 [2469] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَزُخْرُفاً} قال: الذهب6. [2470] وعن معمر عن الحسن مثله7.   1 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/70 وابن أبي حاتم الموضع السابق كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/566. أخرجه عبد الرزاق 2/196 به سنداً ومتناً. 3 هو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي، روى عن الحسن البصري وغيره، وعنه هوذة بن خليفة وغيره. ثقة. مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/148-149، والتقريب 2/89. 4 هو البصري. 5 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/70 حدثنا ابن بشار، قال: هوذة بن خليفة، قال:، ثنا عوف، به نحوه. وهذا إسناد حسن لأجل هوذة، قال عنه ابن حجر: صدوق، وبقية رجاله ثقات. 6 فتح الباري 8/568. أخرجه عبد الرزاق 2/196 به سندا ومتنا. 7 فتح الباري 8/568. أخرجه عبد الرزاق 2/196 به سندا ومتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1048 قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} الآية: 36 [2471] وصل ابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر1 عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} قال: يعمى2. [2472] وروى الطبري من طريق السدي قال: {وَمَنْ يَعْشُ} أي يعرض3. [2473] ومن طريق سعيد عن قتادة مثله4. قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} الآية: 53 [2474] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} يمشون معا5.   1 وقع في الفتح "شبيب عن بشر" ولعله تصحيف؛ فإن شبيب بن بشر هو الذي يروي عن عكرمة. انظر: التهذيب 4/269. وانظر رقم 1924. 2 فتح الباري 8/566. أصل العشو: النظر بغير ثبت لعلة في العين، يقال منه: عشا فلان يعشو عشوا وعشوّا إذا ضعف بصره، وأظلمت عينه، كأن عليه غشاوة. وأما إذا ذهب البصر ولم يبصر، فإنه يقال فيه: عَشِيَ فلان يَعْشَى عشى منقوص. قال ابن جرير: فمن تأول كذلك يجب أن تكون قراءته "ومن يَعْشَ" بفتح الشين. انظر: جامع البيان 25/72، 73. هذا ولم أقف على هذا الأثر مسندا، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/378 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، إلا أني لم أجده في تفسير ابن جرير. 3 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/73 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به. 4 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/73 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. 5 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1049 [2475] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: يعني متتابعين1. قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ} الآيتان: 55، 56 [2476] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {فَلَمَّا آسَفُونَا} قال: أغضبونا {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً} قال: إلى النار {وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ} قال: عظة للآخرين2. [2477] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَلَمَّا آسَفُونَا} قال: أسخطونا3. [2478] وقال عبد الرزاق سمعت ابن جريج يقول: {آسَفُونَا} أغضبونا4. [2479] وعن سماك بن الفضل5 عن وهب بن منبه مثله، وأورده في قصة له مع عروة بن محمد السعدي عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن6.   1 فتح الباري 8/567. أخرجه عبد الرزاق 2/197 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/568. أخرجه عبد الرزاق 2/197 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/84 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 4 فتح الباري 8/566. لم أجده في تفسير الطبري، وقد أخرج 2/197 عن معمر عن قتادة، مثله. 5 سماك بن الفضل الخولاني، ثقة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/332، والتقريب 4/206. 6 فتح الباري 8/566. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1050 [2480] وصل الفريابي من طريق مجاهد {سَلَفاً} قال: هم قوم فرعون كفارهم سلفا لكفار أمة محمد1. [2481] وصل الفريابي عن مجاهد {وَمَثَلاً} عبرة لمن بعدهم2. قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} الآية: 57 [2482] وصل الفريابي والطبري عن مجاهد {يَصِدُّونَ} يضجون3. [2483] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس4. [2484] ومن طريق آخر عن ابن عباس5.   = أخرجه عبد الرزاق 25/203-204 عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا} قال: حدثني سماك بن الفضل قال: كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه - فذكر القصة، ولفظه "قال: فأتي بعامل فشُكِيَ فأكثروا عليه فقالوا: فعل وفعل وثبتت عليه البينة، قال: فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا فإذا دماؤه تشخب، وقال: أفي زمان عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا قال: فاستهانها عروة، وكان حليما أيضا فاستلقى على قفاه يضحك، وقال: يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب، فقال وهب: قد غضب خالق الأحلام، إن الله يقول: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} يقول: أغضبونا. 1 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 4 أخرجه ابن جرير 25/87 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 5 أخرجه ابن جرير 25/87 من طريق عطية العوفي، عنه، مثله. وأخرجه من طريق المغيرة الضبي، عن الصعب بن عثمان، عنه، به. وأخرجه من طريق أبي رزين، عنه، مثله أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1051 [2485] ومن طريق سعيد عن قتادة في قوله {يَصِدُّونَ} قال: يضجون1. [2486] وقال عبد الرزاق عن معمر عن عاصم أخبرني زر هو ابن حبيش أن ابن عباس كان يقرؤها {يَصِدُّونَ} يعني بكسر الصاد يقول: يضجون، قال عاصم: وسمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقرأها بضم الصاد2 3. قوله تعالى: {مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} الآية: 60 [2487] أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} يخلف بعضهم بعضا مكان ابن آدم4. قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} الآية: 71 [2488] وروى الطبري من طريق السدي قال: "الأكواب" الأباريق التي لا آذان لها5.   1 فتح الباري 8/567. أخرجه ابن جرير 25/87 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. 2 قال ابن جرير: والصواب في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، ولغتان مشهورتان بمعنى واحد، ولم نجد أهل التأويل فرّقوا بين معنى ذلك إذا قرئ بالضم والكسر. وقال الكسائي: هما لغتان بمعنى. بينما قال غيره: بالكسر معناه يضج وبالضم معناه يعرض. وأنكر بعضهم قراءة الضم. فقد روى الطبري من طريق أبي يحيى عن ابن عباس أنه أنكر على عبيد بن عمير قراءته يصدون بالضم. انظر: جامع البيان 25/86، وفتح الباري 8/567. 3 فتح الباري 8/567. أخرجه عبد الرزاق 2/197-198 به نحوه. ولكن عنده "أخبرني أبو رزين" بدل "أخبرني زر هو ابن حبيش". 4 فتح الباري 8/568. أخرجه عبد الرزاق 2/198 به سنداً ومتناً. 5 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/96-97 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1052 قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} الآية: 79 [2489] وصل الفريابي عن مجاهد {مُبْرِمُونَ} مجمعون1. قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} الآية:80 [2490] ذكر ابن بشكوال في "المبهمات" من طريق تفسير عبد الغني ابن سعيد الثقفي أحد الضعفاء، بإسناده عن ابن عباس قال في تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} قال: جلس رجلان عند الكعبة أحدهما من ثقيف وهو الأخنس ابن شريق، والآخر من قريش وهو الأسود بن عبد يغوث، فذكر الحديث2. قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} الآية: 81 [2491] وصل الفريابي عن مجاهد {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أول المؤمنين بالله   1 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/562. قال ابن حجر - عقب ذكره -: "وفي تنزيل هذا على هذا ما لا يخفى". وله شاهد من حديث محمد بن كعب القرظي، أخرجه ابن جرير 25/100 حدثني عمرو بن سعيد بن يسار القرشيّ، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا عاصم بن محمد العمريّ، عن محمد بن كعب القرظي، ولفظه "قال: بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها، قرشيان وثقفيّ، أو ثقفيان وقرشيّ، فقال واحد من الثلاثة: أترون الله يسمع كلامنا؟ فقال الأوّل: إذا جهرتم سمع، وإذا أسررتم لم يسمع، قال الثاني: إن كان يسمع إذا أعلنتم، فإنه يسمع إذا أسررتم، قال: فنزلت {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1053 فقولوا ما شئتم1. [2492] وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قوله {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} يقول: فأنا أول من عبد الله وحده وكفر بما تقولون2. [2493] وروى الطبري من طريق محمد بن ثور عن معمر بسنده قال: "قل إن كان للرحمن ولد في زعمكم، فأنا أول من عبد الله وحده وكذّبكم"3. [2494] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يقول لم يكن للرحمن ولد4. [2495] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: هذه كلمة في كلام العرب، إن كان للرحمن ولد أي إن ذلك لم يكن5. [2496] ومن طريق زيد بن أسلم قال: هذا معروف من قول العرب:   1 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/567. أخرجه عبد الرزاق 2/203 به نحوه. 3 فتح الباري 8/567-568. أخرجه ابن جرير 25/101 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/101 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 5 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/101 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وزاد في آخره "ولا ينبغي". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1054 إن كان هذا الأمر قط، أي ما كان1. [2497] ومن طريق السدي "إنْ" بمعنى "لو" أي لو كان للرحمن ولد كنتُ أول من عبده بذلك، لكن لا ولد له2. [2498] وأخرج الطبري أيضا عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب: عبد معناه استنكف3. قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} الآية: 88 [2499] وأخرج الطبري من وجهين عن قتادة في قوله {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} قال: هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم4.   1 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/102 حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا عمرو، قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ} - فذكر نحوه. إسناده صحيح، ابن عبد الرحيم شيخ الطبري اسمه أحمد، وقيل محمد بن عبد الله ابن عبد الرحيم، ثقة، روى عن عمرو بن أبي سلمة. أخرج له أبو داود والنسائي. التقريب 2/178 وعمرو بن أبي سلمة أخرج له الجماعة، قال عنه ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب 2/71. 2 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/102 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به. وقد رجحّه الطبري واستدل له 25/103. 3 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/101 به نحوه. ولفظه قال "هذا الانكاف، ما كان للرحمن ولد، نكف الله أن يكون له ولد. ومعنى "نكف الله أن يكون له ولد" أي تنزيهه وتقديسه من ذلك. يقال: نَكِفت من الشيء واستنكفت منه: أي أنِفتُ منه، وأنكفته: أي نزّهته عما يُستنكف. انظر: النهاية في غريب الحديث 5/116. 4 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/106 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وزاد "يشكو قومه إلى ربه ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1055 قوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ} الآية: 89 [2500] أخرج ابن أبي شيبة من طريق عون بن عبد الله1 عن محمد ابن كعب أنه سأل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال: نرد عليهم ولا نبدؤهم، قال عون فقلت له: فكيف تقول أنت؟ قال: ما أرى بأسا أن نبدأهم، قلت لم؟ قال لقوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ} 2.   1 عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد، ثقة عابد. مات قبل سنة عشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8153، والتقريب 2/90. 2 فتح الباري 11/39. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/396 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1056 سورة حم الدخان قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} الآية: 10 [2501] وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة قال: {فَارْتَقِبْ} فانتظر1. [2502] أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق الحارث2 عن علي، قال: "آية الدخان لم تمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وينفخ الكافر حتى ينفد3. [2503] وروى الطبري من حديث ربعي4 عن حذيفة، مرفوعا في   1 فتح الباري 8/571. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا يونس، عن شيبان، به. 2 هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي أبو زهير الكوفي، روى عن علي وغيره. وعنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وجماعة. كذّبه الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف. مات في خلافة ابن الزبير. انظر ترجمته في: التهذيب 2/126، والتقريب 1/141. 3 فتح الباري 8/572. أخرجه عبد الرزاق 2/206 قال: أنا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، به. وفيه "ينقدّ" بدل "ينفد". 4 ربعي بن حِراش، أبو مريم العبسي الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وحذيفة ابن اليمان وغيرهم، وعنه الشعبي ونعيم بن أبي هند ومنصور بن المعتمر وغيرهم. ثقة عابد مخضرم، مات سنة مائة، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/205، والتقريب 1/243. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1057 خروج الآيات والدخان "قال حذيفة: يا رسول الله! وما الدخان؟ فتلا هذه الآية قال: "أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيخرج من منخريه وأذنيه ودبره"، وإسناده ضعيف أيضا1. [2504] وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد نحوه، وإسناده ضعيف أيضا، وأخرجه مرفوعا بإسناد أصلح منه2. [2505] وللطبري من حديث أبي مالك الأشعري رفعه "إن ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة " الحديث3. [2506] ومن حديث ابن عمر نحوه، وإسنادهما ضعيف أيضا4.   1 فتح الباري 8/573. أخرجه ابن جرير 25/114 حدثني عصام بن روّاد بن الجراح، قال: ثني أبي، قال: ثنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: ثنا منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، به نحوه في حديث طويل. وقد ضعف ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 2 فتح الباري 8/573. لم أقف عليهما مسندين. وقد أخرج ابن جرير 25/113 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي سعيد، نحوه. ولفظه "قال: يهيج الدخان بالناس. فأما المؤمن فيأخذه منه كهيئة الزكمة. وأما الكافر فيهيجه حتى يخرج من كل مسمع منه ". 3 فتح الباري 8/573. أخرجه ابن جرير 25/114 حدثني محمد بن عوف، قال: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، قال: ثني أبي قال: ثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري - مرفوعا. وتمامه "ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال". هذا وقد ضعفه ابن حجر - كما يأتي في الذي بعده -. 4 فتح الباري 8/573. أخرجه ابن جرير 25/113 حدثني واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن البيلمان، عن ابن عمر. ولفظه قال: "يخرج الدخان، فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق، حتى يكون كالرأس الحنيذ ". وقد ضعفه ابن حجر كما في الأعلى، وقال - عقب ذكره -: "لكن تضافر هذه الأحاديث يدل على أن لذلك أصلا، ولو ثبت طريق حديث حذيفة لاحتمل أن يكون هو القاص المراد في حديث ابن مسعود". أهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1058 قوله تعالى: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} الآية:20 [2507] وأورد الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {تَرْجُمُونِ} أنه بمعنى الشتم1. [2508] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {تَرْجُمُونِ} قال: بالحجارة2. قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} الآية: 24 [2509] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} قال: طريقا يابسا كهيئته يوم ضربه، يقول: لا تأمره أن يرجع، بل اتركه حتى يدخل آخرهم3، وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن مجاهد   1 فتح الباري 8/570. أخرجه ابن جرير 25/119 من طريق العوفي، به بلفظ "قال: يعني رجم القول". وعقبه - أي ابن جرير - قائلا: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما دلّ عليه ظاهر الكلام، وهو أن موسى عليه السلام استعاذ بالله من أن يرجمه فرعون وقومه، والرجم قد يكون قولا باللسان، وفعلا باليد. والصواب أن يقال: استعاذ موسى بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلى المرجوم أذى ومكروه، شتما كان ذلك باللسان، أو رجما بالحجارة باليد. 2 فتح الباري 8/570. أخرجه عبد الرزاق 2/207 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/570. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1059 في قوله {رَهْواً} 1. [2510] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: عطف موسى ليضرب البحر ليلتئم وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده، فقيل له: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} يقول: كما هو طريقا يابسا {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} 2. قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} الآية: 32 [2511] وصل الفريابي عن مجاهد {عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} فضلناهم على من هم بين ظهريه أي على أهل عصرهم3. قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} الآية: 37 [2512] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قالت عائشة كان تبع رجلا صالحا4. [2513] قال معمر وأخبرني تميم بن عبد الرحمن5 أنه سمع   1 فتح الباري 8/570. أخرج ابن جرير 25/122 من طريق ابن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {رَهْواً} قال: طريقا يبسا. 2 فتح الباري 8/570. أخرجه عبد الرزاق 2/208 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/570. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/570. أخرجه عبد الرزاق 2/208 به سندا ومتنا. 5 ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال: هو صنعاني من أهل اليمن، روى عن عطاء ابن أبي رباح وسعيد بن جبير، روى عنه معمر وعمران أبو الهذيل سمعت أبي يقول ذلك. الجرح والتعديل 2/442-443. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1060 سعيد بن جبير يقول إنه كسا البيت، ونهى عن سبه1. [2514] وقال عبد الرزاق أنبأنا بكار بن عبد الرحمن2 سمعت وهب بن منبه يقول "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب أسعد وهو تبع، قال وهب: وكان على دين إبراهيم3. [2515] وروى أحمد من حديث سهل بن سعد رفعه "لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم" 4.   1 فتح الباري 8/570. أخرجه عبد الرزاق 2/208-209 به سندا ومتنا. 2 بكار بن عبد الرحمن المكي، ترجم له ابن أبي حاتم وسكت عنه، وقال: روى عن عبد الله بن الحر وموسى بن عقبة وهشام بن حسان، روى عنه إبراهيم بن موسى سمعت أبي يقول ذلك. الجرح والتعديل 2/409. 3 فتح الباري 8/570-571. أخرجه عبد الرزاق 2/209 به نحوه. ولفظه "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب تبع قلنا: يا أبا عبد الله وما كان تبع؟ قال: صابئا، قلنا: يا أبا عبد الله، وما الصابئ؟ قال: على دين إبراهيم .... إلخ. 4 فتح الباري 8/571. أخرجه الإمام أحمد 5/340 وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 7/244 والطبراني في الكبير ج 6/ رقم6013 والبغوي في تفسيره 7/234 كلهم من طريق ابن لهيعة، حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، عن سهل بن سعد الساعدي، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/79 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن جابر وهو كذاب. أهـ. وفي التقريب 2/66 ضعيف شيعي. كما ذكره ابن حجر في الكافي الشاف بذيل الكشاف 4/279-280 وعزاه إلى أحمد والطبراني وابن جرير وابن أبي حاتم، وقال: وفيه ابن لهيعة عن عمرو بن جابر وهما ضعيفان، وروى حبيب، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل مثله قال الدارقطني تفرد به حبيب وهو متروك. أهـ. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/415 وعزاه لأحمد والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 4/413 رقم1939 = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1061 [2516] وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل1. [2517] وأما ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا أدري تبعا كان لعينا أم لا "، وأخرجه ابن أبي حاتم والحاكم والدارقطني وقال: تفرد به عبد الرزاق2.   = وقال: سنده ضعيف من أجل الحضرمي فإنه شيعي ضعيف. وقد أخرجه أحمد في مسنده 5/430 من طريق أخرى عن ابن لهيعة به، ولفظه "لا تسبوا ... "، قلت: وهو بهذا اللفظ ثابت، لأن له شواهد، ذكرته من أجلها في الصحيحة برقم 2423. أهـ. قلت: ومن تلك الشواهد التي ذكرها الشيخ الألباني ما أخرجه عبد الرزاق 2/208 ومن طريقه الحاكم 2/450 عن معمر عن الزهري، عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان تبع رجلا صالحا ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال الشيخ الألباني: وهو كما قالا. والذي في تفسير عبد الرزاق "عن معمر، عن قتادة، عن عائشة رضي الله عنها، وجعل قوله ألا ترى ... من قول كعب. 1 فتح الباري 8/571. أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11790، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين رقم3930 حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس - مرفوعا مثله. وأخرجه الخطيب في تاريخه 3/209 من طريق أبي بزه، به. 2 فتح الباري 8/571. قال ابن حجر: "فالجمع بينه وبين ما قبله أنه صلى الله عليه وسلم أُعْلِمَ بحاله بعد أن كان لا يعلمها، فلذلك نُهِيَ عن سبه خشية أن يبادر إلى سبه من سمع الكلام الأول". والحديث أخرجه أبو داود رقم4674 - في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 7/242، والحاكم 2/14، وابن عساكر في تاريخ دمشق كما في تفسير ابن كثير 7/242 كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - مرفوعا بلفظ "ما أدري الحدود طهرة لأهلها أم لا؟ ولا أدري تبع لعينا كان أم لا؟ ولا أدري ذو القرنين نبيا كان أم ملكا؟ " وأخرجه الحاكم 2/450 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، به. وصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1062 قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} الآيات:43-45 [2518] وصل ابن أبي حاتم من طريق مطرف1 عن عطية سئل ابن عباس عن المهل قال: شيء غليظ كدردي الزيت2. [2519] وقال الليث3: المهل ضرب من القطران، إلا أنه رقيق شبيه بالزيت يضرب إلى الصفرة4. [2520] وعند عبد بن حميد عن سعيد بن جبير هو الذي انتهى حره5. [2521] وعند أحمد من حديث أبي سعيد في قوله {كَالْمُهْلِ} قال:   1 مطرف بن طريف الحارثي ويقال الجارفي أبو بكر ويقال أبو عبد الرحمن الكوفي، روى عن الشعبي وأبي إسحاق السبيعي وعطية العوفي، وعنه أبو عوانة وهشيم وأبو جعفر الرازي وغيرهم، ثقة فاضل، مات سنة إحدى وأربعين ومائة، أو بعد ذلك. انظر ترجمته في: التهذيب 10/156، والتقريب 2/253. 2 فتح الباري 8/570. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا علي بن الحسين الهسنجاني، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن مطرف، به. 3 الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث، المصري، ثقة ثبت، فقيه، إمام مشهور، مات في شعبان، سنة خمس وسبعين ومائة. التقريب 2/138. 4 فتح الباري 8/570. ونقل ابن حجر عن الأصمعي قال: " المهل بفتح الميم هو الصديد وما يسيل من الميت، وبالضم هو عكر الزيت، وهو كل شيء يتحات عن الجمر من الرماد ". 5 فتح الباري 8/570. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/387 بلفظ "أشد ما يكون حراً "، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1063 كعكر الزيت إذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه1. قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} الآية: 47 [2522] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} قال: ادفعوه2. قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} الآية: 54 [2523] وصل الفريابي من طريق مجاهد {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} أنكحناهم الحور التي يحار فيها الطرف، يُبان مخ سُوقهنّ من وراء ثيابهن،   1 فتح الباري 8/570. أخرجه الإمام أحمد 3/70-71 وأبو يعلى رقم1375 كلاهما من طريق الحسن بن موسى عن ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا. وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد الزهد رقم316 والترمذي رقم2581، 3322 - في صفة جهنم، باب ما جاء في شراب أهل النار، وفي التفسير، باب "ومن سورة سأل سائل" - وابن جرير 25/132 كلاهما من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن دراج عن أبي الهيثم، به نحوه. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين. وقد تابعه ابن وهب كما سيأتي عند الحاكم وغيره، وكما سبق عند الإمام أحمد عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج. فقد أخرجه ابن جرير 15/239 وابن حبان رقم7473 الإحسان والحاكم 2/501 والبيهقي في البعث والنشور رقم604 كلهم من طرق عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، به نحوه. وقد صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي على التصحيح. بينما ضعّفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم475، 478، 656. والعلة فيه "دراج"؛ فإن روايته عن أبي الهيثم ضعيفة كما في التقريب 1/235. 2 فتح الباري 8/570. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1064 ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرأة من رقة الجلد وصفاء اللون1. قوله تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} الآية: 56 [2523] م-2 أبو بكر القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا سليمان بن عبد الله الدقي، حدثنا مصعب ابن إبراهيم، حدثنا عمران بن الربيع الكوفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: سئل نبي الله صلى الله عليه وسلم: أينام أهل الجنة؟ فقال: "النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون". وهكذا رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره: حدثنا أحمد بن القاسم ابن صدقة المصري، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا عبد الله بن المغيرة، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون" 3.   1 فتح الباري 8/570. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 استدركت بعد الترقيم، لذا رمز لها بالميم. 3 تفسير ابن كثير 7/248. أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري والبزار كشف الأستار رقم3517 من طريق محمد بن يوسف الفريابي كلاهما عن سفيان، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/415 ونسبه إلى الطبراني والبزار، وقال: ورجال البزار رجال الصحيح. والحديث ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم1087 وساق للحديث خمس طرق، وقال: فهذه طرق خمس عن سفيان الثوري، ليس فيها متهم باستثناء الأولى منها - وهي طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة عن سفيان - يدل مجموعها على أن للحديث أصلا أصيلا، لا سيما والطريق الثانية والخامسة، إسنادهما في الصحة كما عرفت. أهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1065 سورة الجاثية قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الآية: 24 [2524] وقد أخرج الطبري عن أبي كريب عن ابن عيينة حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار، هو الذي يميتنا ويحيينا، فقال الله في كتابه {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} الآية، قال: فيسبون الدهر، قال الله تبارك وتعالى: يؤذيني ابن آدم " فذكره1. قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} الآية: 28 [2525] وصل الطبري من طريق مجاهد {جَاثِيَةً} مستوفزين على الركب2.   1 فتح الباري 8/574-575. أخرجه ابن جرير 25/152 به سندا ومتنا. وتمامه "يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقبلّب الليل والنهار". هذا وقد نقل ابن حجر عن القرطبي قال "معناه يخاطبني من القول بما يتأذى من يجوز في حقه التأذي، والله منزه عن أن يصل إليه الأذى، وإنما هذا من التوسع في الكلام". أهـ. 2 فتح الباري 8/574. أخرجه ابن جرير 25/154 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1066 قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ} الآية: 34 [2526] وقد وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ} قال: اليوم نترككم كما تركتم1. [2527] وأخرجه ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أيضا2.   1 فتح الباري 8/574. أخرجه عبد الرزاق 2/214 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/574. أخرجه ابن جرير 25/158 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1067 سورة الأحقاف قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} الآية: 4 [2528] وصل الفريابي في تفسيره عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: أحد يأثر علما1. [2529] وعن أبي عبد الرحمن السلمي {أَوْ أَثَارَةٍ} بمعنى أو خاصة من علم أُوْتِيْتُمُوه وأُوْثِرْتُم به على غيركم2. [2530] وبهذا فسره الحسن وقتادة: قال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: أثرة شيء يستخرجه فيثيره3. [2531] وقال قتادة: أو خاصة من علم4.   1 فتح الباري 11/532. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/197 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/575. حكاه ابن جرير 26/2 عنه من غير إسناد. ثم عقبه قائلا: والقراءة التي لا أستجيز غيرها {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} بالألف، لإجماع قرّاء الأمصار عليها. 3 فتح الباري 8/576. أخرجه عبد الرزاق 2/215 عن معمر عن من سمع الحسن، به. ففيه من لم يسم؛ لذا فهو ضعيف. 4 فتح الباري 8/576. أخرجه عبد الرزاق 2/215 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/2 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1068 [2532] وأخرج الطبري من طريق أبي سلمة عن ابن عباس في قوله {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: خط كانت تخطه العرب في الأرض. وأخرجه أحمد والحاكم وإسناده صحيح1. [2533] ويروى عن ابن عباس: جودة الخط2. قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} الآية: 8 [2534] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {تُفِيضُونَ} تقولون3.   1 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن جرير 26/2 حدثنا بشر بن آدم، قال: ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، بهموقوفا مثله. وأخرجه الحاكم 2/454 من طريق محمد بن كثير العبدي، ثنا سفيان، بهموقوفا بلفظ " قال: هو الخط". وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه الإمام أحمد 1/226 حدثنا يحيى، عن سفيان، به مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ " {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: الخط". 2 فتح الباري 8/576. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/434 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط، والحاكم من طريق الشعبي، عن ابن عباس. أخرجه الحاكم 2/454 والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين رقم282 و3392 من طريق عمرو بن الأزهر العتكي، عن ابن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس - موقوفا. قال الحاكم: هذه الزيادة غريبة في هذا الحديث يعني لفظة "جودة". وقال ابن حجر: وليس بثابت - أي هذه اللفظة -. هذا وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/197 - باب في علم الخط - وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط - أيضا - عن ابن عباس موقوفا، ولم يعلق على الإسناد بشيء. قلت: وهذا عجيب من الحافظ الهيثمي؛ فإن في الإسناد "عمرو بن الأزهر العتكي" فهو متروك، رمي بالكذب، قال أحمد: كان يضع الحديث. انظر: الجرح والتعديل 6/221. 3 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن جرير 26/5 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1069 قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} الآية: 9 [2535] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} ما كنت بأول الرسل1. [2536] وللطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله2. [2537] وللطبري من طري سعيد عن قتادة قال: إن الرسل قد كانت قبلي3. قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الآية: 10 [2538] وروى عبد بن حميد في تفسيره من طريق سعيد بن جبير أن الآية نزلت في ميمون بن يامين4.   1 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/311 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. وأخرجه ابن جرير 26/6 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن جرير 26/6 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن جرير 26/6 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. 4 فتح الباري 7/130. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/439-340 عن سعيد بن جبير ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. ولفظه "قال: جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأس اليهود بالمدينة قد أسلم وقال: يا رسول الله، ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم؛ فإنهم سيرضوني فبعث إليهم، وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليا، فقال لهم: "اختاروا رجلا من أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم"، قالوا: فإنا قد رضينا بميمون بن يامين، فأخرجه إليهم، فقال لهم ميمون أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق، فأبوا أن يصدقوه، فأنزل الله فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الآية". قلت: والمشهور فيه أنه "عبد الله بن سلام". وذكره ابن حجر في الإصابة - في ترجمة ميمون - 6/191 وقال: أخرج عبد بن حميد في تفسيره بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، فذكره. وذكره ابن الأثير في ترجمة ميمون أيضا من غير إسناد. انظر: أسد الغابة 5/273-274. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1070 [2539] وفي تفسير الطبري عن ابن عباس أنها نزلت في ابن سلام وعمير بن وهب بن يامين النضري1. قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} الآية: 17 [2540] والعجب مما أورده الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن أبي بكر2.   1 فتح الباري 7/130. أخرجه ابن جرير 26/10 من طريق العوفي، عن ابن عباس، نحوه. ولم يذكر فيه "وعمير بن وهب بن يامين النضري ". وإسناده ضعيف. وله شاهد من حديث سعد ابن أبي وقاص أخرجه الشيخان عنه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} . البخاري: رقم3812، ومسلم: رقم2483-147. قال ابن كثير في تفسيره 7/262 وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام وغيره، فإن هذه الآية ميكة نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام. قال ابن حجر: ولا مانع أن تكون نزلت في الجميع. فتح الباري 7/130. 2 فتح الباري 8/577. أخرجه ابن جرير 26/19 من طريق العوفي، به. ولفظه "الذي قال هذا ابن لأبي بكر رضي الله عنه " ولم يصرح فيه بذكر اسمه. إسناده ضعيف، وفيه نكارة. وقد تعقبه الزجاج فقال: الصحيح أنها نزلت في الكافر العاق، وإلا فعبد الرحمن قد أسلم فحسن إسلامه وصار من خيار المسلمين، وقد قال الله في هذه الآية {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} إلى آخر الآية فلا يناسب ذلك عبد الرحمن. انظر: فتح الباري 8/577. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1071 [2541] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: نزلت في عبد الله بن أبي بكر الصديق، قال ابن جريج: وقال آخرون: في عبد الرحمن بن أبي بكر1. [2542] ومن طريق أسباط عن السدي قال: نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر، قال لأبويه - وهما أبو بكر وأم رومان - وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم، فكانا يأمرانه بالإسلام فكان يرد عليهما ويكذبهما ويقول: فأين فلان وأين فلان يعني مشايخ قريش ممن قد مات، فأسلم بعد فحسن إسلامه، فنزلت توبته في هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأنعام:132] 2. قوله تعالى: {عَارِضٌ} الآية: 24 [2543] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَارِضٌ} السحاب3.   1 فتح الباري 8/577. في نكارة، قال ابن حجر: والقول في عبد الله كالقول في عبد الرحمن فإنه أيضا أسلم وحسن إسلامه. 2 فتح الباري 8/577. إسناده ضعيف؛ فإنه من طريق أسباط عن السدي. قال ابن حجر: لكن نفي عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادا وأولى بالقبول. ثم قال: وجزم مقاتل في تفسيره أنها نزلت في عبد الرحمن. وأن قوله {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} نزلت في ثلاثة من كفار قريش، والله أعلم. 3 فتح الباري 8/578. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/311 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، عن معاوية، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1072 [2544] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: الريح إذا أثارت سحابا قالوا هذا عارض1.   1 فتح الباري 8/578. أخرجه ابن جرير 26/26 من طريق العوفي، به نحوه. ولفظه "قال: هي الريح إذا أثارت سحابا، {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ، فقال نبيهم: بل ريح فيها عذاب أليم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1073 سورة محمد قوله تعالى: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} الآية: 4 [2545] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} قال: حتى لا يكون شرك، قال: والحرب من كان يقاتله، سماهم حربا1. قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} الآية: 11 [2546] وقد وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} وليهم2. قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} الآية: 15 [2547] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {آسِنٍ} متغير3.   1 فتح الباري 8/579. أخرجه عبد الرزاق 2/221 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/579. أخرجه ابن جرير 26/47 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/581. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/312 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1074 [2548] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: غير منتن1. [2549] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مرسل من رواية أبي معاذ البصري2 أن عليا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا طويلا مرفوعا فيه ذكر الجنة قال - "وأنهار من ماء غير آسن3 "قال "صاف: لا كدر فيه" والله أعلم4. قوله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} الآية: 21 [2550] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أي جد الأمر5. قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الآية: 22 [2551] وأخرج الطبري في تهذيبه من حديث عبد الله بن مغفل6   1 فتح الباري 8/581. أخرجه عبد الرزاق 2/222 به سندا ومتنا. 2 هو سليمان بن أرقم البصري، أبو معاذ، ضعيف. انظر ترجمته في: التهذيب 4/148، والتقريب 1/321. 3 يقال: آسن الماء يأسن إذا تغير ريحه تغيّراً منكراً، وماء آسن. انظر: المفردات ص 18. 4 فتح الباري 8/581. ضعيف لحال أبي معاذ البصري، ثم إنه مرسل. هذا وقد أشار ابن كثير 7/295 إلى هذه الرواية قائلا "وفي حديث مرفوع أورده ابن أبي حاتم {غَيْرِ آسِنٍ} : "يعني الصافي الذي لا كدر فيه ". ولم يسق إسناده. وقد ذكر ابن حجر - كما في الأعلى - أنه مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. والله أعلم. 5 فتح الباري 8/579. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/312 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 6 عبد الله بن مُغَفَّل بن عبيد بن نَهْم، أبو عبد الرحمن المزني، صحابي، بايع تحت الشجرة، ونزل البصرة، مات سنة سبع وخمسين، وقيل بعد ذلك. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/395، رقم3202، والإصابة 4/206، رقم4988، والتقريب 1/453. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1075 قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} قال: هم هذا الحي من قريش، أخذ الله عليهم إن ولّوا الناس أن لا يفسدوا في الأرض ولا يقطّعوا أرحامهم1. قوله تعالى: {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} الآية: 29 [2552] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} قال: أعمالهم، خبثهم والحسد2. قوله تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} الآية: 35 [2553] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَلا تَهِنُوا} فلا تضعفوا3.   1 فتح الباري 8/581. ذكره القرطبي في تفسيره 16/162 عن عبد الله بن مغفل من غير إسناد. هذا وقد أخرج الحاكم 2/254-255 بسنده عن عبد الله بن مغفل باختصار شديد. ولفظه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} . 2 فتح الباري 8/579. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/312 أنا علي بن المبارك، فيما كتب إلي، أنا زيد بن المبارك، ثنا أبو ثور، عن ابن جريج، به، مثله. وزاد "الذي في قلوبهم". 3 فتح الباري 8/579. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/312 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1076 سورة الفتح قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآية: 1 [2554] وقد روى أحمد وأبو داود والحاكم من حديث مجمع ابن جارية1 قال: شهدنا الحديبية، فلما انصرفنا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كراع الغميم2 وقد جمع الناس قرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآية، فقال رجل: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال: "أي والذي نفسي بيده إنه لفتح، ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية" 3.   1 في الفتح "مجمع بن حارثة"، وكذا هو في بعض نسخ الإصابة. وهو مُجَمَّع بن جارية بن عامر ابن مُجَمَّع ابن العطاف الأنصاري، يعد من أهل المدينة، صحابي، قال ابن إسحاق: كان مُجَمَّع غلاما حدثا، قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه من المنافقين ومن أصحاب مسجد الضرار. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/61، رقم4680، والإصابة 5/577، رقم7749. 2 "كراع الغميم" وادٍ بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال جنوبه بستة عشر كيلا على طريق مكة، ويبعد عنها بـ 64 كلم. انظر: معجم البلدان 4/443، ومعجم المعالم الجغرافية ص 263-264. 3 فتح الباري 7/442. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 4/437، رقم18692 والإمام أحمد 3/420، وأبو داود رقم2736 - في الجهاد، باب فيمن أسهم له سهما -، والحاكم 2/131 والبيهقي في الدلائل 4/239 كلهم من طريق مجمع بن يعقوب، قال: سمعت أبي يحدث، عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه، نحوه بأطول منه سياقا. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. هذا وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم587. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/507 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1077 [2555] وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي في قوله {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} قال: صلح الحديبية، وغفر له ما تقدم وما تأخر، وتبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نجيل خيبر، وظهرت الروم على فارس وفرح المسلمون بنصر الله1. [2556] في رواية معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت2. قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ} الآية: 9 [2557] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَتُعَزِّرُوهُ} قال: ينصروه3.   1 فتح الباري 7/442. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 174/ ب حدثنا خالد، عن مغيرة، عن الشعبي بنحوه. ولفظه "قال: نزلت يوم الحديبية فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبايعوا فيها بيعة الرضوان وأطعموا نخيل خيبر وظهرت الروم على فارس وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله وظهور أهل الكتاب على المجوس ". 2 فتح الباري 8/583. لم أقف رواية معتمر هذه، ولكن في صحيح مسلم من طريق آخر، فقد أخرجه رقم1786-97 من طريق سعيد بن عروبة، عن قتادة، به نحوه. ولفظه "أن أنس بن مالك حدثهم قال لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إلى قوله: {فَوْزاً عَظِيماً} مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدي بالحديبية فقال لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا". وأصله في البخاري رقم4834 عن أنس رضي الله عنه بلفظ " {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} قال: الحديبية". 3 فتح الباري 8/582. لم أجده عند عبد الرزاق بهذا اللفظ، وأخرجه ابن جرير 26/74 من طريق سعيد، عن قتادة، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1078 قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً} الآية: 12 [2558] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {بُوراً} هالكين1. قوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} الآية: 20 [2559] وروى يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق في حديث المسور ومروان 2 قالا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة فأعطاه الله فيها خيبر بقوله {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} يعنى خيبر، فقدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم3.   1 فتح الباري 8/581. أخرجه ابن جرير 26/79 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 2 مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أبو عبد الملك الأموي، المدني، ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل بأربع، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصحّ له منه سماع، وروى عن عثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم، وعنه ابنه عبد الملك وعروة بن الزبير ومجاهد وغيرهم. ووَلِيّ الخلافة في آخر سنة أربع وستين، ومات سنة خمس في رمضان، وله ثلاث أو إحدى وستون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/82-83، والتقريب 2/238-239. 3 فتح الباري 7/464. أخرجه البيهقي في الدلائل 4/197 من طريق أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة، به. وفي إسناده "أحمد بن عبد الجبار العطاردي" قال عنه ابن حجر في التقريب 1/19 ضعيف وسماعه للسيرة صحيح. أهـ. وهذه الرواية في السيرة. والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1079 قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} الآية: 24 [2560] وروى مسلم في حديث سلمة بن الأكوع قال "ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى البيعة تحت الشجرة فبايعه أول الناس " فذكر الحديث قال "ثم إن المشركين راسلونا في الصلح حتى مشى بعضنا في بعض، قال فاضطجعت في أصل شجرة فأتاني أربعة من المشركين فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا آل المهاجرين، قال: فاخترطت1 سيفى ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم، ثم جئت بهم أسوقهم، وجاء عمي برجل يقال له مكرز في ناس من المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثنياه"، فعفا عنهم، فأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} 2. [2561] وروى مسلم أيضا من حديث أنس أن رجالا من أهل مكة هبطوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل التنعيم ليقاتلوه، فأخذهم، فعفا عنهم، فأنزل الله الآية3.   1 اخترط السيف: استله. انظر: القاموس ص 598، باب الطاء، فصل الخاء. 2 فتح الباري 7/449. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1807-132 - في الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها - بسنده عن سلمة بن الأكوع، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/532 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد ومسلم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سلمة بن الأكوع. 3 فتح الباري 7/449. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1808 - 133 بسنده عن أنس، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/527 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1080 قوله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} الآية: 26 [2562] وصل عبد بن حميد من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد {كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله1. [2563] وقد جاء مرفوعا من أحاديث جماعة من الصحابة منهم أبي بن كعب وأبو هريرة وابن عباس وسلمة بن الأكوع وابن عمر، أخرجها كلها أبو بكر بن مردويه في تفسيره، وحديث أبيّ عند الترمذي وذكر أنه سأل أبا زرعة عنه فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه2.   1 فتح الباري 11/567. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/202 حدثنا عمر بن سعد وأبو نعيم وقبيصة، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 11/567. أما حديث أبي بن كعب فذكره السيوطي في الدر المنثور 7/536 عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: "لا إله إلا الله". ونسبه إلى الترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن جرير والدارقطني في الأفراد وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. والحديث أخرجه الترمذي في سننه رقم3265 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الفتح -، وعبد الله ابن أحمد في زوائد المسند 5/138، وابن جرير في تفسيره 26/104 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 132 كلهم من طريق الحسن بن قزعة الأنصاري، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا شعبة، عن ثوير، عن أبيه، عن الصفيل ابن أبي بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة، قال: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. هذا وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2603. وأما حديث أبي هريرة فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/536 عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله. ونسبه إلى ابن مردويه فقط. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1081 قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} الآية: 27 [2564] وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في تفسير هذه الآية قال "أرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه دخل مكة هو وأصحابه محلقين، قال: فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه: أين رؤياك؟ فنزلت، وقوله {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} قال:   = والحديث قد أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/326 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 131-132 كلاهما من طريق ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، نحوه مطولا. وأما حديث ابن عباس فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/536-537 عنه {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وهي رأس كل تقوى. ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره 26/105 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 132 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس مثله. وعلقه ابن كثير في تفسيره 7/327 عن ابن طلحة، عن ابن عباس. وأما حديث سلمة بن الأكوع فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/536 عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: "لا إله إلا الله". وأما حديث ابن عمر فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/537، ولفظه "عن علي الأزدي قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنه بين مكة ومنى فسمع الناس يقولون: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال: هي هي، فقلت: ما هي هي؟ قال: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} . ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي. والأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/229، وابن جرير في تفسيره 26/105، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 132 كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد ابن أبي خالد المكي، عن علي الأزدي، مثله. وعند البيهقي "عن شيخ يقال له يزيد أبو خالد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1082 النحر بالحديبية فرجعوا ففتحوا خيبر أي المراد بقوله ذلك النحر، والمراد بالفتح فتح خيبر، قال: ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة1. [2565] وقد أخرج ابن مردويه في التفسير بسند ضعيف عن ابن عباس في هذه الآية قال: تأويل رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء2. قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} الآية: 29 [2566] فقد وصل ابن أبي حاتم من طريق الحكم عن مجاهد {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} السّحْنة3. [2567] وصل علي بن المديني عن جرير عن منصور، عن مجاهد: التواضع4. [2568] ورويناه في "الزهد" لابن المبارك، وفي تفسير عبد بن حميد   1 فتح الباري 12/361-362. أخرجه ابن جرير 26/107 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بهمختصراً. 2 فتح الباري 12/362. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/538 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما هو أعلاه. 3 فتح الباري 8/581. قال ابن حجر: والسحْنة بالسين وسكون الحاء المهملتين هو لين البشرة والنعمة، وقيل الهيئة، وقيل الحال. أما الأثر فأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/313 ثنا أبو سعيد القطان، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن الحكم، به. 4 فتح الباري 8/582. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/313 بسنده إلى علي بن المديني، به بلفظ "هو الخشوع". وبه إلى علي، ثنا سفيان، ثنا حميد هو ابن قيس، عن مجاهد "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" قثال: الخشوع والتواضع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1083 وابن أبي حاتم عن سفيان وزائدة 1 كلاهما عن منصور عن مجاهد قال: هو الخشوع، وزاد في رواية زائدة "قلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر الذي في الوجه، فقال: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون2. قوله تعالى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} الآية: 29 [2569] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} قال: ما يخرج بجنب الحقلة فيتم وينمى3. [2570] وبه في قوله {عَلَى سُوقِهِ} قال: على أصوله4.   1 زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصَّلت الكوفي، روى عن أبي إسحاق السبيعي وعبد الملك ابن عمير وسليمان التيمي وحميد الطويل وغيرهم، وعنه ابن المبارك وابن عيينة وأبو نعيم وجماعة. ثقة ثبت، صاحب سنة. مات سنة ستين ومائة، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: التهذيب 3/264، والتقريب 1/256. 2 فتح الباري 8/582. أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 56 عن سفيان وزائدة، به بلفظ "قال: هو الخشوع". وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/314 بسنده إلى ابن المبارك، به. 3 فتح الباري 8/582. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/314 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 8/582. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/314 بالسند المذكور قريبا، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1084 سورة الحجرات قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية:1 [2571] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {لا تُقَدِّمُوا} لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الله على لسانه، ورويناه في كتاب "ذم الكلام" من هذا الوجه1. [2572] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا فأنزلها الله2. [2573] قال وقال الحسن: هم ناس من المسلمين ذبحوا قبل الصلاة يوم النحر فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة3.   1 فتح الباري 8/589. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/315 بسنده إلى عبد بن حميد قال: أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، مثله. 2 فتح الباري 8/589. أخرجه ابن جرير 26/116 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به بلفظ "ذُكر لنا أ، ناسا كانوا يقولون: لو أنزل في كذا لوضح كذا وكذا، قال: فكره الله عز وجل ذلك، وقدم فيه". 3 فتح الباري 8/589. أخرجه ابن جرير 26/117 بالإسناد السابق - معطوفا عليه - عن الحسن، مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1085 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} الآية: 2 [2574] وقد روى الطبري وابن مردويه من طريق زيد بن الحباب حدثني أبو ثابت بن ثابت بن قيس قال: لما نزلت هذه الآية قعد ثابت يبكي، فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك؟ قال: أتخوف أن تكون هذه الآية نزلت فيَّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تعيش حميدا ... ؟ " الحديث1. [2575] وروى ابن سعد بإسناد صحيح من مرسل عكرمة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآية قال ثابت بن قيس: كنت   1 فتح الباري 6/620. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/549 ونسبه إلى ابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس. وتتمته "وتقتل شهيداً وتدخل الجنة؟ " قال: رضيت ولا أرفع صوتي أبداً على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} الآية". والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره 26/118 حدثني أبو كريب، قال: ثنا زيد ابن حباب، قال: ثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن الشماس، قال: ثني عمي إسماعيل ابن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، قال، فذكره. وأخرجه الطبراني في الكبير ج 2 / رقم1316 من طريق زيد بن الحباب، حدثنا أبو ثابت ابن ثابت بن قيس بن شماس، حدثني أبي ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/324 رواه الطبراني، وأبو ثابت بن قيس بن شماس لم أعرفه ولكنه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس فالظاهر أنه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم. أهـ. وأخرجه الحاكم 3/234 من طريق إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه أن ثابت قيس رضي الله عنه قال: فذكره نحوه. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1086 أرفع صوتي فأنا من أهل النار، فقعد في بيته" فذكر الحديث، وفي آخره "بل هو من أهل الجنة"، فلما كان يوم اليمامة انهزم المسلمون فقال ثابت: أف لهؤلاء ولما يعبدون، وأف لهؤلاء ولما يصنعون، قال ورجل قائم على ... فقتله وقتل"1. [2576] وروى ابن المنذر في تفسيره من طريق عطاء الخراساني قال: حدثتني بنت ثابت بن قيس قالت: لما أنزل الله هذه الآية دخل ثابت بيته فأغلق بابه - فذكر القصة مطولة - وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تعيش حميدا وتموت شهيدا"، وفيها "فلما كان يوم اليمامة ثبت حتى قتل"2. قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} الآية: 3 [2577] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {امْتَحَنَ} أخلص3.   1 فتح الباري 6/621. وهو مرسل مع صحة إسناده، وقد نبه على ذلك ابن حجر كما في الأعلى. 2 فتح الباري 6/621. أخرجه الطبراني في الكبير ج2/رقم1320، والحاكم 3/235 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، عن عطاء الخراساني، عن ابنة ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيها، نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/325 وقال: رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت: سمعت أبي. والله أعلم. أهـ. وذكره البغوي في تفسيره 7/335-336 من غير إسناد. ولبعضه شواهد تقدمت. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/550 مطولا، ونسبه إلى البغوي وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق عن عطاء الخراساني. 3 فتح الباري 8/589. أخرجه الفرابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1087 [2578] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أخلص الله قلوبهم فيما أحب1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية: 4 [2579] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات فقال: يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاك الله عز وجل"، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية2. [2580] وروى الطبري من طريق مجاهد قال: هم أعراب بني تميم3. [2581] ومن طريق أبي إسحاق عن البراء قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن حمدي زين وإن ذميّ شين، فقال: "ذاك الله تبارك وتعالى" 4.   1 فتح الباري 8/589. أخرجه عبد الرزاق 2/231 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/591، 592. أخرجه عبد الرزاق 2/231 به نحوه. وهذا مرسل مع صحة إسناده؛ فإن قتادة لم يحضر التنزيل. ولكن له شواهد صحيحة من حديث البراء وزيد بن أرقم أخرجهما الطبري وغيره. انظر: تفسير الطبري 26/121. 3 فتح الباري 8/592. أخرجه ابن جرير 26/122 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/592. أخرجه ابن جرير 26/121 حدثنا أبو عمار المروزي، والحسن بن الحارث، قالا: ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، به. وهذا إسناد جيد. وقد ذكره ابن كثير 7/349 برواية الطبري هذه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1088 [2582] ومن طريق الحسن نحوه1. [2583] وقد أخرج الطبري والبغوي وابن أبي عاصم في كتبهم في الصحابة من طريق موسى بن عقبة2 عن أبي سلمة قال "حدثني الأقرع ابن حابس التميمي3 أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، اخرج إلينا، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الحديث، وسياقه لابن جرير4.   1 فتح الباري 8/592. أخرجه ابن جرير 26/122 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن. ولفظه "قال: أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته، فقال: يا محمد، يا محمد؛ فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مالك مالك؟ " فقال: تعلم أن مدحي لزين وأن ذمي لشين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاكم الله"، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ". 2 موسى بن عقبة بن أبي عياش، الأسدي، مولى آل الزبير، ثقة فقيه إمام في المغازي، لم يصحّ أن ابن معين ليّنه، مات سنة إحدى وأربعين ومائة، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/154، والتهذيب 10/321، والتقريب 2/286. 3 الأقرع بن حابس بن عِقَال بن محمد التميمي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد تميم بعد فتح مكة، وكان شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وحضر الطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حسن إسلامه. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/264، رقم208، والإصابة 1/252، رقم231. 4 فتح الباري 8/592. وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره 26/122 حدثنا الحسن بن يحيى المقدمي، قال: ثنا عفان، قال: ثنا وُهَيب، قال: ثنا موسى بن عقبة، به نحوه. ولفظه "أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فناداه، فقال: يا محمد إن مدحي زين، وإن شتمي شين؛ فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ويلك ذلك الله"، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية. وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة - في ترجمة الأقرع بن حابس - 1/267 بسنده إلى أبي بكر ابن أبي عاصم، قال: حدثنا عفان، أخبرنا وهيب، به. وأخرجه الإمام أحمد 3/488 حدثنا عفان، حدثنا وهيب، به نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1089 [2584] وأخرج ابن مردويه من طريق طارق بن شهاب1 عن أبي بكر قال: "لما نزلت {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} ، قال أبو بكر: قلت يا رسول الله! آليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار"2. قوله تعالى: {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} الآية: 11 [2585] وصل الفريابي عن مجاهد {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} لا يدعو   1 طارق بن شهاب بن عبد شمس البَجَلي الأحمسي، أبو عبد الله الكوفي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل ولم يسمع منه، وروى عنه مرسلا، وعن الخلفاء الأربعة وغيرهم، وعنه إسماعيل بن أبي خالد والمقداد وسعد وابن مسعود ومخارق الأحمسي وغيرهم، مات سنة اثنتين وثمانين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/68، رقم2594، والإصابة 3/413، رقم4245، والتهذيب 5/4، والتقريب 1/276. 2 فتح الباري 8/591. أخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم2257 وابن عدي في الكامل 2/803 والحاكم 3/74 كلهم من طريق حصين بن عمر، عن مخارق، عن طارق بن شهاب، به، مثله. قال البزار: لا نعلمه يروى متصلا إلا عن أبي بكر، وحصين حدث بأحاديث لم يتابع عليها، ومخارق مشهور، ومن عداه أجلاء. أهـ. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي قائلا: حصين واهٍ. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/111 وقال: رواه البزار وفيه حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك، وقد وثقه العجلي وبقية رجاله رجال الصحيح. أهـ. وذكره ابن كثير 7/346 وقال: حصين بن عمر هذا - وإن كان ضعيفا - لكن قد رويناه من حديث عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة بنحو ذلك، والله أعلم. أهـ. وحديث أبي هريرة الذي أشار إليه ابن كثير أخرجه الحاكم 2/462 حدثنا علي بن عبد الله الحكيمي ببغداد، ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا سعيد بن عامر، عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1090 الرجل بالكفر وهو مسلم1. [2586] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} قال: لا يطعن بعضكم على بعض {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} قال: لا تقل لأخيك المسلم: يا فاسق يا منافق2. [2587] وعن الحسن قال: كان اليهودي يسلم فيقال له يا يهودي، فنهوا عن ذلك3. [2588] وللطبري من طريق عكرمة نحوه4. [2589] وروى أحمد وأبو داود من طريق الشعبي حدثني أبو جبيرة ابن الضحاك قال "فينا نزلت {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله لقبان أو ثلاثة، فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا: إنه يغضب منه، فنزلت"5.   1 فتح الباري 8/589. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/589. أخرجه عبد الرزاق 2/232 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/589. أخرجه عبد الرزاق 2/232 عن معمر، عن الحسن بلفظ "قال: كان اليهودي والنصراني يسلم فيلقب فيقال له: يا يهودي يا نصراني فنهوا عن ذلك". 4 فتح الباري 8/589. أخرج ابن جرير 26/132-133 من طرق عن الحصين وخصيف، عن عكرمة، نحوه. ولفظه "قال في قوله: {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} : هو قول الرجل للرجل: يا فاسق، يا كافر، يا منافق". 5 فتح الباري 8/589. أخرجه الإمام أحمد 4/69، 260 حدثنا إسماعيل، حدثنا داود بن أبي هند، عن = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1091 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الآية: 13 [2590] في صحيح ابن خزيمة وابن حبان وتفسير ابن مردويه من رواية عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال "خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "أما بعد يا أيها الناس، فإن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية1 وفخرها، يا أيها الناس، الناس رجلان مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله"، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} ورجاله ثقات إلا أن ابن مردويه ذكر أن محمد بن المقري راويه عن عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة وهم في قوله موسى بن عقبة وإنما هو "موسى بن عبيدة" وابن عقبة ثقة وابن عبيدة ضعيف، وهو معروف برواية موسى بن عبيدة، كذلك أخرجه ابن أبي حاتم وغيره2.   = الشعبي، به. وأخرجه أبو داود رقم4962 - في الأدب، باب في الألقاب -، حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن داود، به نحوه. والحديث ذكره ابن كثير 7/356 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية أبي داود. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/563 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والبغوي في معجمه وابن حبان والشيرازي في الألقاب والطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/114 وعزاه لأحمد وأبي يعلى، وقال ورجالهما رجال الصحيح. والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم2606. 1 في الفتح "عيبة الجاهلية "، والتصحيح من مصادر التخريج. وعُبِّية الجاهلية: أي فخرها وكبرياؤها. انظر: النهاية 3/169. 2 فتح الباري 6/527. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1092 [2591] أخرج الطبري عن مجاهد {لِتَعَارَفُوا} أي ليعرف بعضكم بعضا بالنسب يقول فلان ابن فلان وفلان ابن فلان1. [2592] عن مجاهد: الشعوب النسب البعيد، والقبائل دون ذلك2. قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً} الآية: 14 [2593] وصل الفريابي عن مجاهد {يَلِتْكُمْ} ينقصكم3.   = أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 4/493-394، رقم18765، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/366، وأبو يعلى في مسنده رقم5761 - باختصار -، وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم3828، والبغوي في تفسيره 7/348، وابن خزيمة في صحيحه رقم2781 - باختصار -، كلهم من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما نحوه. وعند ابن حبان وابن خزيمة "موسى بن عقبة". و"موسى بن عبيدة " هو الربذي، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/286 "ضعيف لا سيما في عبد الله بن دينار "، لكن تابعه "موسى بن عقبة " عند ابن خزيمة وابن حبان، وهو ثقة فقيه إمام في المغازي. انظر: التقريب 2/286. وانظر ما قاله ابن حجر في الأعلى. وأخرجه الترمذي رقم3270 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحجرات -، والبيهقي في شعب الإيمان رقم5130 كلاهما من طريق عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، نحوه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن جعفر يضعف، ضعفه يحيى بن معين وغيره. أهـ. هذا وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2608، كما صححه الشيخ شعيب الأرناؤط في تحقيقه على صحيح ابن حبان. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/579 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن المنذر. 1 فتح الباري 6/527. أخرجه ابن جرير 26/140 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/528. أخرجه ابن جرير 26/139 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/589. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1093 سورة ق قوله تعالى: {ق} الآية: 1 [2594] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {ق} اسم من أسماء القرآن1. [2595] وعن ابن جريج عن مجاهد قال: جبل محيط بالأرض2. قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} الآية: 3 [2596] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج {رَجْعٌ بَعِيدٌ} قال: أنكروا البعث فقالوا من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا3. قوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} الآية: 4 [2597] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} من عظامهم4.   1 فتح الباري 8/593. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/236 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/593. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/236 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 8/593. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/589 ونسبه إلى ابن المنذر فقط. 4 فتح الباري 8/593. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/316 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/149 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1094 [2598] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: ما تأكل الأرض إذا ماتوا1. [2599] وعن جعفر بن سليمان2 عن عوف عن الحسن: أي من أبدانهم3. قوله تعالى: {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} الآية: 5 [2600] وروى الطبري عن ابن عباس في قوله تعالى {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} قال: مختلط4. [2601] ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد قال: ملتبس5.   1 فتح الباري 8/593. أخرجه ابن جرير 26/149 من طريق العوفي، به نحوه. 2 جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، روى عن ابن جريج وعوف الأعرابي ومالك بن دينار وغيرهم، وعنه الثوري وابن مبارك وعبد الرزاق وغيرهم، صدوق زاهد، لكنه كان يتشيع، مات سنة ثمان وسبعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/81، والتقريب 1/131. 3 فتح الباري 8/593. 4 فتح الباري 6/333. أخرج ابن جرير 26/150 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، بلفظ "مختلف". 5 فتح الباري 6/333. أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير 26/150 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن يمان ن عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عنه. وأما أثر مجاهد فأخرجه 26/150 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1095 قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} الآية: 6 [2602] وروى الطبري من طريق مجاهد قال: الفرج الشق1. قوله تعالى: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} الآية: 8 [2603] وصل الفريابي عن مجاهد {تَبْصِرَةً} بصيرة2. [2604] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {تَبْصِرَةً} قال: نعمة من الله عز وجل3. قوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} الآية: 9 [2605] وصل الفريابي عن مجاهد {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} قال: الحنطة4. [2606] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هو البر والشعير5. قوله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} الآية: 10 [2607] وصل الفريابي عن مجاهد {بَاسِقَاتٍ} الطوال6.   1 فتح الباري 8/593. 2 فتح الباري 8/593. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/316 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/593. لم أجد عند عبد الرزاق بهذا اللفظ، فقد أخرج 2/236 عن معمر، عن قتادة بلفظ "تبصرة من الله وذكرى لكل عبد منيب". 4 فتح الباري 8/593. أخرجه ابن جرير 26/152 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 5 فتح الباري 8/593. أخرجه عبد الرزاق 2/236-237 به سنداً ومتناً. 6 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/316 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1096 [2608] وروى الطبري من طريق عبد الله بن شداد قال: بُسوقها طولها في قامة1. [2609] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: يعني طولها2. قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} الآية: 15 [2610] وقد روى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} يقول: أفأعي علينا إنشاؤكم خلقا جديدا فتشكوا في البعث3؟. قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} الآية: 16 [2611] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} قال: من عرق العنق4. قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} الآية: 18 [2612] وصل الفريابي عن مجاهد {رَقِيبٌ عَتِيدٌ} رصد5.   1 فتح الباري 8/594. أخرجه ابن جرير 26/153 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن شدّاد، به. 2 فتح الباري 8/594. أخرجه عبد الرزاق 2/237 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 6/288. أخرجه ابن جرير 26/166 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/593. أخرجه ابن جرير 26/157 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1097 [2613] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يكتب كل ما تكلم به من خير وشر1. [2614] ومن طريق سعيد بن أبي عروبة قال: قال الحسن وقتادة {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ} أي ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه. وكان عكرمة يقول: إنما ذلك في الخير والشر2. قوله تعالى: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} الآية: 21 [2615] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال: سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها بعملها3. [2616] وروي نحوه بإسناد موصول عن عثمان4.   1 فتح الباري 8/594. هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، ولكن لم يقع لي في تفسيره، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 7/377 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/594 و 11/309. أخرجه ابن جرير 26/159 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. 3 فتح الباري 8/594. أخرجه عبد الرزاق 2/237 به سنداً ومتناً. 4 فتح الباري 8/594. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/599 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور وابن عساكر. والحديث أخرجه ابن جرير 26/161 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يحيى بن رافع مولى لثقيف، قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يخطب، فقرأ هذه الآية {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} قال: سائق يسوقها إلى الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت. وأخرجه من طريق حكام، عن إسماعيل، عن أبي عيسى، عن عثمان، مثله. وقد اختار ابن جرير هذا القول، ونقل عنه ابن كثير وأيّده قائلا: هذا هو الظاهر من الآية الكريمة. انظر: تفسير الطبري 26/161، وتفسير ابن كثير 7/379. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1098 [2617] وصل الفريابي عن مجاهد {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} الملكان كاتب وشهيد1. قوله تعالى: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} الآية: 23 [2618] وصل الفريابي عن مجاهد {وَقَالَ قَرِينُهُ} الشيطان الذي قيض له2. [2619] وقال عبد الرزاق عن قتادة نحوه3. قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} الآية: 30 [2620] في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم يلقى فيها " أخرجه أحمد ومسلم، وفيها "حتى يضع رب العزة فيها قدمه، وفيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط   1 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/594. أخرجه عبد الرزاق 2/238 عن معمر، عن قتادة، قال: قرينه الشيطان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1099 قط وعزتك " 1. [2621] وفي حديث أبي بن كعب عند أبي يعلى "وجهنم تسأل المزيد حتى يضع فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط" 2. [2622] وفي حديث أبي سعيد عند أحمد "فيلقى في النار أهلها فتقول هل من مزيد ويلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يأتيها عز وجل فيضع قدمه فيها فينزوي فتقول قدني قدني" 3. [2623] روى الطبري من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} أي هل من مدخل قد امتلأت4؟   1 فتح الباري 8/595. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم2848-38 - في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء - من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهمطولا. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/234 من هذا الطريق. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 7/381 برواية الإمام أحمد. 2 فتح الباري 8/595. أخرجه أبو يعلى في مسنده كما في تفسير ابن كثير 7/382-383 حدثنا عقبة بن مُكْرم، حدثنا يونس، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب - مرفوعا. وأوله "قال: يعرفني الله عز وجل نفسه يوم القيامة، فأسجد سجدة يرضى بها عني ... " الحديث وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/603 ونسبه إلى أبي يعلى، وابن مردويه. 3 فتح الباري 8/595. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/13 حدثنا حسن وروح قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا. وأوله "افتخرت الجنة والنار، فقالت النار: يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف ... " الحديث. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/382 برواية الإمام أحمد، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/602-603 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه. 4 فتح الباري 8/595. هكذا عزاه للطبري، ولم يقع لي في تفسيره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1100 [2624] ومن طريق مجاهد نحوه1. [2625] وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس، وهو ضعيف2. قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} الآية: 35 [2626] ونقل الطبري عن علي وغيره في قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال: هو النظر إلى وجه الله3. قوله تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} الآية: 36 [2627] وصل الفريابي عن مجاهد {فَنَقَّبُوا} ضربوا4. [2628] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} قال: أثّروا5.   1 فتح الباري 8/595. أخرج ابن جرير 26/169 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. ولفظه "قوله {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} قال: وعدها الله ليملأنها، فقال: هلا وفيتكِ؟ قالت: وهل من مَسلك. 2 فتح الباري 8/595. لم أقف على إسناده، وقد بيّن ابن حجر أن إسناده ضعيف. 3 فتح الباري 13/433. لم يقع لي هذه الرواية في تفسير الطبري عند هذه الآية. 4 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 فتح الباري 8/594. أخرجه ابن جرير 26/176 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1101 قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} الآية: 37 [2629] وصل الفريابي عن مجاهد {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} لا يحدث نفسه بغيره1. [2630] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال: هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا2. [2631] قال معمر وقال الحسن: هو منافق استمع ولم ينتفع3. [2632] وصل الفريابي من طريق مجاهد {شَهِيدٌ} شاهد بالقلب4. قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} الآية: 38 [2633] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: قال اليهود إن الله   1 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 2 فتح الباري 8/594. أخرجه عبد الرزاق 2/239 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 8/594. أخرجه عبد الرزاق 2/239 به سنداً ومتناً. 4 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 26/178 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1102 خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت، فأكذبهم الله فقال {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي من إعياء، وأخرجه ابن أبي حاتم1. [2634] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} من نصب، وأخرجه ابن أبي حاتم2. قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} الآية:39 [2635] ولابن مردويه من طريق شعبة عن إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} قال: "قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، وقبل غروبها صلاة العصر" 3.   1 فتح الباري 8/594. أخرجه عبد الرزاق 2/239 به سنداً ومتناً. وأخرجه ابن جرير 26/179 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 8/594 و 6/288. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 26/179 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 2/33. أخرجه الطبراني في الأوسط رقم3399 حدثنا محمد بن نصر الهمداني، ثنا محمد ابن مصفى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا داود بن الزبرقان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، به، مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/115 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/610 عن جرير بن عبد الله مرفوعا. ونسبه إلى الطبراني في الأوسط وابن عساكر. قلت: وأصله في البخاري برقم 554 من طريق مروان بن معاوية عن إسماعيل، به بلفظ "قال جرير: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا"، ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1103 قوله تعالى: {فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} الآية: 40 [2636] وأخرج الطبري من طريق ابن علية1 عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال ابن عباس في قوله {فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} قال: هو التسبيح بعد الصلاة2. [2637] وروى الطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عباس ركعتان بعد المغرب أدبار السجود"، وإسناده ضعيف3. [2638] روى ابن المنذر من طريق أبي تميم الجيشاني 4 قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} : هما ركعتان بعد المغرب5.   1 هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابن عُلَيَّة، ثقة حافظ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/56-66. 2 فتح الباري 8/598. أخرجه ابن جرير 26/182 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/598. أخرجه ابن جرير 26/181 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو فضيل، عن رشدين بن كُريب، عن أبيه، عن ابن عباس، به. 4 هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم، أبو تميم الجَيْشاني، مشهور بكنيته، المصري، أصله من اليمن، ولد هو وأخوه سيف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر زمن عمر، ثقة، مخضرم، مات سنة سبع وسبعين. انظر ترجمته في: التهذيب 5/332، والتقريب 1/44. 5 فتح الباري 8/598. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/611 ونسبه إلى ابن المنذر ومحمد بن نصر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1104 [2639] وأخرجه الطبري من طرق عن علي وعن أبي هريرة وغيرهما مثله1. [2640] وأخرج ابن المنذر عن عمر مثله2. [2641] وأخرج الطبري من طريق كريب بن يزيد3 أنه كان إذا صلى الركعتين بعد الفجر والركعتين بعد المغرب قرأ أدبار النجوم وأدبار السجود، أي بهما4. قوله تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} الآية: 42 [2642] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {يَوْمُ الْخُرُوجِ} يوم يخرجون إلى البعث من القبور5.   1 فتح الباري 8/598. أما عن علي فأخرجه ابن جرير 26/180 من طرق عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، به. ومن طريق ابن جريج، عن مجاهد، عن علي، به. ومن طرق أخرى عنه، به. وأما عن أبي هريرة فأخرجه 26/181 حدثني علي بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد، قال: ثنا علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، به. وأما الغير فأخرج عن الشعبي ومجاهد وإبراهيم وابن عباس والحسن، به. 2 فتح الباري 8/598. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/611 ونسبه إلى ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة. 3 لم أقف على ترجمة له. 4 فتح الباري 8/598. أخرجه ابن جرير 26/181 حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية، قال: ثنا جرير، قال: ثنا حمير بن يزيد الرحبي، عن كريب بن يزيد الرحبي، نحوه. 5 فتح الباري 8/594. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/318 ثنا علي بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، عن ابن ثور، عن ابن جريج، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1105 سورة الذاريات قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً فَالْحَامِلاتِ وِقْراً فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} الآيات: 1-4 [2643] عند الفريابي عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن علي {وَالذَّارِيَاتِ} الرياح1. [2644] وأخرجه ابن عيينة في تفسيره أتم من هذا عن ابن أبي الحسين سمعت أبا الطفيل قال: سمعت ابن الكواء يسأل علي بن أبي طالب عن الذاريات ذروا قال: الرياح، وعن الحاملات وقرا، قال: السحاب، عن الجاريات يسرا، قال: السفن، وعن المقسمات2 أمرا قال: الملائكة "وصححه الحاكم من وجه آخر عن أبي الطفيل3.   1 فتح الباري 8/599. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/318 به سنداً ومتناً. 2 في الفتح "وعن المدبرات"، والتصحيح من مستدرك الحاكم، ومن تغليق التعليق، وهو الذي في الآية أيضا. 3 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن عيينة في التفسير كما في تغليق التعليق 4/318-319 به سندا ومتنا. وأخرجه الحاكم 2/466-467 من حديث بسام بن عبد الله الصيرفي، عن أبي الطفيل، عن علي، نحوه. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي حاتم مختصراً فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/318 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عقبة بن خالد السكّوني، ثنا سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربيعة، أن ابن الكواء سأل عليا ما الذاريات؟ قال: الرياح. قال ابن حجر: وهذا التفسير مشهود عن علي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1106 [2645] وأخرج عن مجاهد وابن عباس مثله1. [2646] وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن أبي الطفيل قال: شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل أنزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل. فقال ابن الكواء وأنا بينه وبين علي وهو خلفي فقال: ما الذاريات ذروا؟ فذكر مثله وقال فيه: ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا "2. [2647] وله شاهد مرفوع أخرجه البزار وابن مردويه بسند لين عن عمر3.   1 فتح الباري 8/599. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 26/188 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} قال: السحاب تحمل المطر. وأما أثر ابن عباس فأخرجه ابن جرير أيضا - في الموضع نفسه - من طريق عطية العوفي، عنه قوله: {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} قال: السحاب، قوله: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} قال: الملائكة. 2 فتح الباري 8/599. أخرجه عبد الرزاق 2/241-242 عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، نحوه مطولا. 3 فتح الباري 8/599. أخرجه البزار كشف الأستار رقم2259 حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا سعيد بن سلام العطار، حدثنا أبوبكر ابن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره. ولفظه "قال: جاء صبيع التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً} قال: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: أخبرني عن {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} قال: هي السحاب. ولولا أني سمعت = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1107 قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} الآية: 7 [2648] وأخرج الفريابي عن الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {الْحُبُكِ} استواؤها وحسنها. ومن طريق سفيان أخرجه الطبري، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء، به، وإسناده صحيح؛ لأن سماع الثوري عن عطاء بن السائب كان قبل الاختلاط1. [2649] والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال "ذات الحبك" أي الخلق الحسن2. [2650] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعد الإسكاف3 عن عكرمة   = رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن {فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً} قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ... الحديث. قال البزار: لا نعلمه مرفوعا من وجه إلا من هذا الوجه، وإنما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب؛ لأنه لين الحديث، وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث، وقد بينا علته إذ لم نحفظه إلا من هذا الوجه. أهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/115-116 وقال: رواه البزار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة، وهو متروك. وأخرجه ابن مردويه في تفسيره فيما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 3/366 من حديث عبد الله بن موسى، عن ابن أبي سبرة، بهسندا ومتنا. 1 فتح الباري 8/601 و 6/294. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/319 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/189 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، به. 2 فتح الباري 6/294 و 8/601. أخرج ابن جرير 26/190 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاويه، عن علي، عن ابن عباس قوله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} قال: ذات الخلق الحسن؛ ويقال: ذات الزينة". 3 سعد بن طريف الإسكاف الحنظلي الكوفي، روى عن عكرمة وغيره، متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضيا. انظر ترجمته في: التهذيب 3/410-411، والتقريب 1/287. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1108 عنه بلفظ "ذات الحبك" أي البهاء والجمال، غير أنها كالبرد المسلسل1. [2651] وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {ذَاتِ الْحُبُكِ} قال: ذات الخَلْق الحسن2. [2652] وللطبري من طريق عوف 3 عن الحسن 4 قال: حبكت بالنجوم، وإسناده حسن5. [2653] ومن طريق عمران بن حُدَير6: سئل عكرمة عن قوله {الْحُبُكِ} قال: ذات الخلق الحسن، ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب قال: ما أحسن ما حبكه7.   1 فتح الباري 6/294. لم أقف عليه مسنداً، وفي إسناده "سعد الإسكاف" وهو متروك. وقد نقل ابن كثير أقوال السلف فيها ثم قال: وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة، شديدة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات، موشحة بالشمس والقمر والكواكب الزاهرات. أهـ. تفسير ابن كثير 7/392. 2 فتح الباري 8/601. أخرجه عبد الرزاق 2/242 به سندا ومتنا. 3 هو الأعرابي. 4 هو البصري. 5 فتح الباري 8/601 و6/294. أخرجه ابن جرير 26/189 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، به بلفظ "حبكت بالخلق الحسن، حبكت بالنجوم". وإسناده حسن. 6 في الفتح "عمران بن جدير" وهو تصحيف لعله من الطابع. وهو عمران بن حُدَير - بالمهملات مصغرا - السدوسي أبو عبيدة البصري، ثقة، مات سنة تسع وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/110-111، والتقريب 2/82. 7 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 26/190 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا عمران ابن حُدَير، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1109 [2654] وروى الطبري عن الضحاك {الْحُبُكِ} الطريق التي ترى في السماء من آثار الغيم1. [2655] وروى الطبري عن عبد الله بن عمرو أن المراد بالسماء هنا السماء السابعة2. قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} الآية: 10 [2656] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} قال: لعن الكذابون3. [2657] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج في قوله {قُتِلَ   1 فتح الباري 6/294. لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 26/190 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} يقول: ذات الزينة، ويقال أيضا: حبكها مثل حبك الرمل، ومثل حبك الدرع، ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح، فنسجته طرايق. 2 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 26/190-191 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود، قالا: ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكالي، عن عبد الله بن عمرو، به. وقد نقله ابن كثير في تفسيره 7/391-392 ثم قال: وكأنه - والله أعلم - أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة، وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع، والله أعلم. أهـ. 3 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن جرير 26/192 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "لعن المرتابون". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1110 الْخَرَّاصُونَ} قال: هي مثل التي في عبس {قُتِلَ الْأِنْسَانُ} [عبس:17] 1. [2658] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} قال: الكذابون2. قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} الآية: 11 [2659] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} قال: في ضلالتهم يتمادون3. قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} الآية: 21 [2660] ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} قال فيما يدخل من طعامكم وما يخرج4. [2661] وأخرج الطبري من طريق محمد بن المرتفع5 عن عبد الله   1 فتح الباري 8/601. 2 فتح الباري 8/599. لم أجده في تفسيره عن قتادة، وإنما ورد عن الحسن، فأخرجه 2/242 عن معمر، عنه، مثله. 3 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 26/192 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 4 فتح الباري 8/599. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/619 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقد نقل ابن حجر عن الفراء قال: "في قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} يعني أيضا آيات، إن أحدكم يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من موضعين، ثم عنفهم فقال: {أَفَلا تُبْصِرُونَ} ؟ "، وقد علقه البخاري في ترجمة الباب. 5 محمد بن المرتفع، ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عن ابن الزبير روى عنه ابن جريج وسفيان بن عيينة وأبو سعيد بن عوذ البراد سمعت أبي يقول ذلك، وروى عن عبد الرحمن، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول محمد بن المرتفع شيخ ثقة روى عنه ابن جريج وابن عيينة. انظر: الجرح والتعديل 8/98. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1111 ابن الزبير في هذه الآية قال: سبيل الغائط والبول1. قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} الآية: 29 [2662] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {صَرَّةٍ} صيحة2. [2663] وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس3. [2664] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أقبلت ترنّ4. قوله تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} الآية: 29 [2665] ولسعيد بن منصور من طريق الأعمش عن مجاهد في قوله {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} قال: ضربت بيدها على جبهتها وقالت: يا ويلتاه5. [2666] وروى الطبري من طريق السدي قال: ضربت وجهها عجبا6.   1 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن جرير 26/204 حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، قال: ثنا أبو أسامة، عن ابن جريج، عن ابن المرتفع، به. 2 فتح الباري 8/600. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/319 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/600. أخرج ابن جرير 26/209 من طريق العوفي عن ابن عباس، مثله. 4 فتح الباري 8/600. أخرجه عبد الرزاق 2/244 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/599. أخرجه سعيد بن منصور في سننه ل 176/ أحدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/620 ونسبه إلى سعيد بن المنصور وابن جرير وابن المنذر. 6 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن جرير 26/209-210 حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1112 [2667] ومن طريق الثوري: وضعت يدها على جبهتها تعجبا1. قوله تعالى: {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} الآية: 29 [2668] أخرج ابن المنذر من طريق الضحاك قال: العقيم التي لا تلد2. [2669] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: العقيم التي لا تنبت3. قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ} الآية: 34 [2670] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {مُسَوَّمَةً} قال: معلمة4. [2671] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {مُسَوَّمَةً} قال: مختومة بلون أبيض وفيه نقطة سوداء وبالعكس5. قوله تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} الآية: 39 [2672] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} من   1 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن جرير 26/210 حدثني ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان الثوري، به. 2 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 26/210 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا سليمان أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن مشاش، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {عَجُوزٌ عَقِيمٌ} : التي لا تلد. 3 فتح الباري 8/601. أخرجه عبد الرزاق 2/244 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/601. لم أقف عليه مسندا، وبه فسره الطبري، ثم استشهد لذلك بالأثر الآتي - من طريق العوفي -. 5 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 27/1 من طريق العوفي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1113 معه لأنهم من قومه1. قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} الآية: 41 [2673] وأخرج الطبري والحاكم من طريق خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: الريح العقيم التي لا تُلقِح شيئا2. قوله تعالى: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} الآية: 42 [2674] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {كَالرَّمِيمِ} الشجر3. [2675] وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "الرميم" الهالك4. قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} الآية: 47 [2676] وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح قال {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال: أن نخلق سماء مثلها5.   1 فتح الباري 8/599. أخرجه عبد الرزاق 2/244 به نحوه. 2 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 27/4 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، به، مثله. وأخرجه الحاكم 2/467 من طريق الأشجعي، عن سفيان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: وفيما قالاه نظر؛ ففي هذا الإسناد "خصيف"، وقد تقدم أنه صدوق سيء الحفظ، وخلط بآخره. لذا فسنده ضعيف. والله أعلم. 3 فتح الباري 8/599. أخرجه عبد الرزاق 2/245 به بلفظ "كرميم الشجر". 4 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن جرير 27/5 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/600. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1114 قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الآية: 49 [2677] وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} قال: الكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإنس1. قوله تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ} الآية: 53 [2678] وروى الطبري من طرق عن قتادة {أَتَوَاصَوْا بِهِ} قال: هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب2؟. قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} الآية: 59 [2679] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} قال: سَجْلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم3. [2680] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله {فَإِنَّ   1 فتح الباري 6/365 و 8/600. لم أجده عند الطبري من هذا الطريق، وإنما وجدته من طريق ابن جريج؛ فقد أخرجه ابن جرير 27/8 و 30/171 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن جريج، قال: قال مجاهد - فذكر مثله. وقال في {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} مثل ذلك. 2 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 27/10 من طريق معمر وسعيد كلاهما عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/600. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/319 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1115 لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً} قال: سبيلا، قال وقال ابن عباس: سجلا1. [2681] من طريق ابن جريج عن عطاء مثله2.   1 فتح الباري 8/600. 2 فتح الباري 8/600. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1116 المجلد الثالث (تابع) الروايات التفسيرية في فتح الباري سورة الطور ... سورة الطور قوله تعالى: {وَالطُّورِ} الآية: 1 [2682] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَالطُّورِ} الجبل بالسريانية 1. [2683] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: قوله {وَالطُّورِ} قال: جبل يقال له الطور2. [2684] وعمن سمع عكرمة مثله 3. قوله تعالى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} الآيتان: 2- 3 [2685] وصل البخاري في كتاب خلق أفعال العباد من طريق سعيد عن قتادة {مَسْطُورٍ} مكتوب4.   1 فتح الباري 8/602. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/320 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/602. أخرجه عبد الرزاق 2/246 عن معمر عن قتادة وعن من سمع عكرمة قولان - فذكر مثله. 3 فتح الباري 8/602. انظر ما قبله. 4 فتح الباري 8/602. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد ص 35 حدثنا روح بن عبد المؤمن، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، به، مثله. وأخرجه ابن جرير 27/16 من طريق بشر، عن قتادة، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1117 [2686] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} قال: صحف ورق، وقوله {مَنْشُورٍ} قال: صحيفة1. قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} الآية: 5 [2687] أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد "السقف المرفوع" قال: السماء2. [2688] ومن طريق قتادة نحوه 3. [2689] ولابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس "السقف المرفوع" العرش 4.   1 فتح الباري 8/602. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/320 بالسند المذكور، به. 2 فتح الباري 6/293. خرجه ابن جرير 27/18 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم547 من طريق محمد بن معمر، حدثنا روح، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 6/293. أخرجه ابن جرير 27/18 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه " {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} قال: سقف السماء ". 4 فتح الباري 6/293-294. أخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم251 حدثنا أحمد بن جعفر الحمال، حدثنا أحمد ابن عبد الرحمن السعدي، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع، به. وقد ذكره ابن كثير 7/405 عنه تعليقا، ثم قال - أي ابن كثير -: يعني أنه سقف لجميع المخلوقات، وله اتجاه، وهو يراد مع غيره كما قاله الجمهور - أي القول السابق بأنه السماء -. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1118 قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} الآية: 6 [2690] وصل إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" والطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {الْمَسْجُورِ} قال: الموقد 1. [2691] وأخرج الطبري من طريق سعيد بن المسيب قال: قال علي لرجل من اليهود أين جهنم؟ قال: البحر، قال: ما أراه إلا صادقا، ثم تلا {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] 2. [2692] وعن زيد بن أسلم قال {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} الموقد {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] أوقدت 3. [2693] ومن طريق شِمْر بن عطية 4 قال {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} التنور والمسجور 5.   1 فتح الباري 8/602. أخرجه إبراهيم الحربي في غريبه كما في تغليق التعليق 4/321 ثنا يحيى بن خلف، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 27/19 من طرق عن ابن نجيح، به. 2 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/18 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد ابن المسيب، به. 3 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/19 حدثني يونس، قال: أخبرني ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فذكره، ولم يذكر في الإسناد "زيد بن أسلم". 4 شِمْر - بكسر أوله وسكون الميم - ابن عطية الأسدي، الكاهلي الكوفي، وثقه ابن سعد والنسائي وابن حبان، قال ابن حجر: صدوق. أخرج له أبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي في اليوم والليلة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/319، والتقريب 1/354. 5 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/19 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص بن حُمَيد عن شمر بن عطية، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1119 [2694] وأخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة {الْمَسْجُورِ} المملوء 1. قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} الآية: 9 [2695] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} قال: مورها تحركها 2. [2696] وأخرج الطبري من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} قال: تدور دورا 3.   1 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/19 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. هذا وقد رجّح الطبري هذا التأويل قائلا: وإن كان الأغلب من معاني السجر الإيقاد، ولكن البحر غير موقد اليوم، والله سبحانه وتعالى قد وصفه بأنه مسجور، فبطل عنه صفة الإيقاد، وصحّت صفة الامتلاء التي عليها اليوم، لأنه كل وقت ممتلئ. انظر: جامع البيان 27/19، 20. ويؤيد ما ذهب إليه، قول الحسن في قوله: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] قال: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة. [ذكره البخاري عنه تعليقا 8/ 601، ووصله ابن حجر في تغليق التعليق 4/321 من طريق سعيد، عن قتادة، عنه، وعزاه إلى الطبري، هذا ولم أهتد إليه في تفسيره. فبين الحسن أن ذلك يقع يوم القيامة، وأما اليوم فالمراد بالمسجور الممتلء. ذكره ابن حجر، ثم قال: ويحتمل أن يطلق عليه ذلك باعتبار ما يئول إليه حاله. أهـ. 2 فتح الباري 8/602. أخرجه عبد الرزاق 2/247 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/21 حدثنا ابن المثنى وعمرو بن مالك، قالا: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه - في الموضع نفسه - حدثنا الحسن بن علي الصدائي، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان بن عيينة، قال: أخبروني عن معاوية بن الضرير، عني، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1120 قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} الآية: 13 [2697] أخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} قال: يُدفعون1. قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} الآية: 21 [2698] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} قال: ما نقصنا الآباء للأبناء2. [2699] وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس بإسناد صحيح {أَلَتْنَاهُمْ} نقصناهم3. [2700] وعن معمر عن قتادة قال: ما ظلمناهم 4. قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الآية: 28 [2701] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْبَرُّ} اللطيف 5.   1 فتح الباري 8/730. أخرجه ابن جرير 27/22 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/589. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315-316 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/602. أخرجه عبد الرزاق 2/247 عن الثوري، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب. 4 فتح الباري 8/602. أخرجه عبد الرزاق 2/248 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/321 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1121 قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} الآية: 30 [2702] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {رَيْبَ الْمَنُونِ} قال: الموت 1. [2703] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله 2. [2704] وأخرج الطبري من طريق مجاهد قال: المنون حوادث الدهر 3. [2705] وذكر ابن إسحاق في السيرة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس: إن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة قال قائل منهم: احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء، فإنما هو واحد منهم، فأنزل الله تعالى {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} 4.   1 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/31 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/602. أخرجه عبد الرزاق 2/248 به بلفظ " {رَيْبَ الْمَنُونِ} قال: هو الموت، قال: يتربص به الموت كما مات شاعر بني فلان وشاعر بني فلان". 3 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/31 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/602-603. أخرجه ابن جرير 27/31 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، به نحوه. وإسناده ضعيف من أجل "محمد بن إسحاق" فإنه مدلس، وقد عنعن، هذا وقد تبين أن هناك واسطة بين ابن إسحاق وابن أبي نجيح مما رواه هو نفسه. فقد أخرجه كما في سيرة ابن هشام 2/503-504 قال: حدثني من لا أتهم من أصحابنا، عن عبد الله ابن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج وغيره ممن لا أتهم، عن عبد الله بن عباس، فذكره في خبر طويل - خبر دار الندوة -، وليس فيه ذكر لنزول الآية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1122 قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا} الآية: 32 [2706] قال زيد بن أسلم {أَحْلامُهُمْ} العقول، ذكره الطبري عنه1. قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} الآية: 44 [2707] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كِسْفاً} قطعا 2. [2708] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة مثله3. [2709] ومن طريق السدي قال: عذابا 4.   1 فتح الباري 8/602. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 27/32 حدثني يونس، قال: أخبرني ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه ضمن كلام طويل. 2 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/35 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 3 فتح الباري 8/602. أخرج الطبري 27/35 حدثنا بشر، قال: يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، مثله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1123 سورة النجم قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} الآية: 1 [2710] أخرج ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {النَّجْمِ} الثريا 1. [2711] روى الطبري من وجه آخر عن مجاهد أن المراد به القرآن إذا نزل. ولابن أبي حاتم بلفظ: النجم نجوم القرآن 2. قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} الآيتان:3-4 [2712] وأخرج البيهقي بسند صحيح عن حسان بن عطية أحد التابعين من ثقات الشاميين 3 "كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما   1 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/40 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. هذا وقد رجّح الطبري هذا التأويل. انظر جامع البيان 27/41. 2 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/40 حدثني زياد بن عبد الله الحساني أبو الخطاب، قال: ثنا مالك بن سعير، قال: ثنا الأعمش، عن مجاهد، به. أما رواية ابن أبي حاتم فلم أقف على من ذكرها. 3 حسان بن عطية المحاربي أبو بكر الدمشقي، روى عن أبي أمامة وعنبسة بن أبي سفيان وخالد بن معدان وسعيد بن المسيب وغيرهم، وعنه الأوزاعي وأبو غسان المدني وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وغيرهم. ثقة فقيه عابد، مات بعد العشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/219، والتقريب 1/162. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1124 ينزل عليه بالقرآن " ويجمع ذلك كله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} الآية 1. قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} الآيتان:5-6 [2713] وصل الفريابي عن مجاهد {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} قوة جبريل 2. [2714] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ذُو مِرَّةٍ} قال: ذو خلق حسن 3. قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} الآية: 9 [2715] وصل الفريابي من طريق مجاهد {قَابَ قَوْسَيْنِ} حيث الوتر من القوس4. [2716] أخرج ابن مردويه بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: "القاب" القدر، و"القوسين" الذراعان 5.   1 فتح الباري 13/291-292. 2 فتح الباري 8/604. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/42 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "ذو منظر حسن". 4 فتح الباري 8/604. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 فتح الباري 8/610. أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12603 من طريق عاصم بن بهدلة، عن زر، عن ابن عباس، مثله. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/117 رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ضعيف وقد يحسن حديثه. وفي التقريب 1/383 صدوق له أوهام، حجة في القراءات وحديثه في الصحيحين مقرون. أهـ. هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده في الفتح كما في الأعلى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1125 [2717] أخرج النسائي والحاكم من طريق عبد الرحمن بن يزيد1 عن عبد الله بن مسعود قال "أبصر نبي الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف2 قد ملأ ما بين السماء والأرض3. [2718] وفي رواية أحمد والترمذي وصححها من طريق عبد الرحمن ابن يزيد عن ابن مسعود: رآى جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض4.   1 عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي، روى عن حذيفة وابن مسعود وغيرهما، وعنه أبو إسحاق السبيعي وغيره. ثقة، مات سنة ثلاث وثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/267-268، والتقريب 1/502. 2 الرفرف: البِساط، أو الستر، وأصله ما كان الديباج رقيقا حسن الصنعة، ثم اشتهر استعماله في الستر، وكل ما فضل من شيء فعُطِف وثُنِيَ فهو رفرف، ويقال رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما. انظر: النهاية لابن الأثير 2/242-2 243، وفتح الباري 8/611. 3 فتح الباري 8/611. أخرجه النسائي في تفسيره رقم561 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، به في تفسير قوله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، وزاد في آخره "ولم يبصر به تبارك وتعالى". وأصله في البخاري رقم4858 من طريق الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود في تفسير الآية - ولفظه "قال: رأى رفرفا أخضر قد سدّ الأفق". 4 فتح الباري 8/611. أخرجه الإمام أحمد 1/394، 418، والنسائي في تفسيره رقم551 والترمذي في جامعه رقم3282 - في التفسير، باب "ومن سورة والنجم" -، وابن جرير 17/30، والحاكم 2/468-469 كلهم من حديث أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد، به. صحّح الحاكم على شرط البخاري، وقال الذهبي: على شرط الشيخين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1126 قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} الآية: 11 [2719] أخرج مسلم من طريق أبي العالية عن ابن عباس في قوله {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قال: رأى ربه بفؤاده مرتين1. [2720] وله من طريق عطاء عن ابن عباس قال: رآه بقلبه2. [2721] وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء أيضا عن ابن عباس قال: لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه، إنما رآه بقلبه3. [2722] عند مسلم من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق في الطريق المذكورة قال مسروق: وكنت متكئا فجلست فقلت: ألم يقل الله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "إنما هو جبريل" 4. [2723] وأخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن داود بهذا الإسناد "فقالت: أنا أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا فقلت: يا رسول الله،   1 فتح الباري 8/608. أخرجه مسلم في صحيحه رقم176- 285 - في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} - بسنده عن أبي العالية، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/423 برواية مسلم. 2 فتح الباري 8/608. أخرجه مسلم في صحيحه رقم176-284 - في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} - بسنده عن عطاء، به. 3 فتح الباري 8/608. لم أقف على إسناده، وانظر ما قبله. 4 فتح الباري 8/607. أخرجه مسلم في صحيحه رقم177-287 - في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: ولقد رآه نزلة أخرى - من طريق داود، به مطولا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1127 هل رأيت ربك؟ فقال: "لا إنما رأيت جبريل منهبطا" 1. [2724] وعند مسلم من حديث أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "نور أنى أراه" 2. [2725] ولأحمد عنه قال:"رأيت نورا" 3. [2726] ولابن خزيمة عنه قال "رآه بقلبه ولم يره بعينه" 4. [2727] روى الخلال في "كتاب السنة" عن المروزي قلت لأحمد إنهم يقولون إن عائشة قالت "من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله" فبأي شيء يدفع قولها؟ قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم "رأيت ربي" قول النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من قولها 5.   1 فتح الباري 8/607. انظر تخريج الحديث السابق، وصحيح مسلم الكتاب، والباب المتقدمين 1/159. 2 فتح الباري 8/608. أخرجه مسلم في صحيحه رقم178-291 - في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: نور أنى أراه - بسنده إلى عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر، به. 3 فتح الباري 8/608. أخرجه مسلم في صحيحه رقم178-292 - في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: "نور أنى أراه"، وفي قوله: "رأيت نورا" - بسنده إلى عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته. فقال: عن أي شيء كنتَ تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألته فقال: " رأيت نورا ". 4 فتح الباري 8/608. انظر رقم 2720 و 2721. 5 فتح الباري 8/608. قال ابن كثير "لا يصح في ذلك - أي في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه بالبصر - شيء عن الصحابة رضي الله عنهم - وقول البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن وعكرمة - فيه نظر، والله أعلم. أهـ. انظر: تفسير ابن كثير 7/424. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1128 [2728] أخرج الترمذي من طريق مجالد1 عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبر كعب حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم، فقال له كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه " هكذا ساقه الترمذي2. [2729] وعند عبد الرزاق من هذا الوجه "فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نقول إن محمداً رأى ربه مرتين، فكبر كعب وقال: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد، فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين 3، قال   1 مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو الكوفي، روى عن الشعبي وغيره، وعنه ابنه إسماعيل وإسماعيل ابن أبي خالد وهو من أقرانه وجرير بن حازم وشعبة والسفيانان وابن المبارك وغيرهم. ليس بالقوي، وقد تغيّر في آخر عمره، وضعّفه النسائي ويحيى بن سعيد وأبو حاتم وغيرهم. مات سنة أربع وأبعين ومائة. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/361، والتهذيب 10/36، والتقريب 2/229. 2 فتح الباري 8/606. وتمامه "بين محمد وموسى، فكلّم موسى مرتين، ورآه محمد مرتين. قال مسروق: فدخلت على عائشة: فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء قفّ له شعري، قلت: رويدا ثم قرأت {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} قالت: أين يُذهَب بك؟ إنما هو جبريل، من أخبرك أن محمداً رأى ربه أو كتم شيئا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [لقمان:34] فقد أعظم الفرية، ولكنه رأى جبريل، لم يره في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في جياد له ستمائة جناح قد سدّ الأفق". الحديث أخرجه الترمذي في جامعه رقم3278 - في التفسير، باب ومن سورة "والنجم" - حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن مجالد، به. وقد ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم646 وقال: "ضعيف الإسناد، ورواه الشيخان البخاري ومسلم مختصرا دون قصة ابن عباس مع كعب". أهـ. والعلة في "مجالد بن سعيد "؛ فهو ضعيف كما سبق في ترجمته آنفا. 3 هكذا في الفتح، وفي تفسير عبد الرزاق "ورآه محمد بقلبه". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1129 مسروق: فدخلت على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ الحديث 1. [2730] وأخرج ابن إسحاق من طريق عبد الله بن أبي سلمة 2 أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس: هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه أن نعم 3. [2731] أخرج الترمذي من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه، قلت: أليس الله يقول {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} ؟ قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره، وقد رأى ربه مرتين4.   1 فتح الباري 8/606. وتمامه "فقالت: إنك لتقول قولا، إنه ليقف منه شعري، قال قلت: رويدا فقرأت عليها {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} حتى {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} فقالت: رويدا أين يُذهَب بك؟ إنما رأى جبريل في صورته، من حدّثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ومن حدثك أنه يعلم الخمس من الغيب فقد كذب {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} إلى آخر السورة. والحديث أخرجه عبد الرزاق 2/252 عن ابن عيينة عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن عبد الله بن الحارث، قال: اجتمع ابن عباس وكعب، فذكره. قال عبد الرزاق في آخره: فذكرت هذا الحديث لمعمر فقال: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس. 2 عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، التيمي مولاهم، ثقة، مات سنة ست ومائة. أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي. التقريب 1/420. 3 فتح الباري 8/608. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/648 وعزاه لابن إسحاق والبيهقي في الأسماء والصفات، وتمامه "فردّ عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه؟ فأرسل إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد". ثم نقل السيوطي عن البيهقي تضعيفه لهذا الحديث. 4 فتح الباري 8/607. قال ابن حجر: وحاصله أن المراد بالآية نفي الإحاطة به عند رؤياه لا نفي أصل رؤياه. أخرجه الترمذي رقم3279 - في التفسير، باب "ومن سورة والنجم" - حدثنا محمد ابن عمرو بن نبهان ابن صفوان البصري الثقفي، حدثنا يحيى بن كثير العنبري أبو غسان، حدثنا سلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم647 وقال: ضعيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1130 [2732] أخرج النسائي بإسناد صحيح وصححه الحاكم أيضا من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد1؟ [2733] وأخرجه ابن خزيمة بلفظ "إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة" الحديث2. [2734] وروى ابن خزيمة بإسناد قوي عن أنس قال: "رأى محمد به" 3. [2735] ولابن مردويه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل 4 عن كعب مثله، قال - يعني الشعبي - فأتى مسروق عائشة فذكر الحديث 5.   1 فتح الباري 8/608. أخرجه النسائي في التفسير رقم559 أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 8/608. أخرجه ابن جرير 27/48 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. أخرجه ابن خزيمة في التوحيد رقم276، 277، وابن أبي عاصم في السنة رقم436 كلاهما من حديث عاصم، به. 3 فتح الباري 8/608. 4 عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد المدني، أمير البصرة، له رؤية، ولأبيه وجده صحبة. قال ابن عبد البر: أجمعوا على توثيقه، مات سنة تسع وتسعين، ويقال: سنة أربع وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/408. 5 فتح الباري 8/606-607. أخرجه ابن جرير 27/51 حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، به نحو رواية مجالد عند الترمذي الذي تقدم برقم 2728. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1131 [2736] عن أنس رفعه "بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل فوكزني بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعدت في أحدهما وقعد جبريل في الأخرى فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلت طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست، فالتفت إلى جبريل كأنه جلس لأجلي وفتح بابا من أبواب السماء فرأيت النور الأعظم وإذا دونه الحجاب وفوقه الدر والياقوت، فأوحى إلى عبده ما أوحى" أخرجه البزار، وقال: تفرد به الحارث بن عمير وكان بصريا مشهورا 1.   1 فتح الباري 8/608. أخرجه البزار رقم58 كشف الأستار من طريق سعيد بن منصور، ثنا الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك - مرفوعا نحوه. قال ابن حجر - بعد ما نقل قول البزار في آخره -: وهو - أي الحارث بن عمير - من رجال البخاري. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/80 وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. تنبيه: ومما تقدم علم أن السلف - رحمهم الله - اختلفوا في إثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه. والمعوّل في هذه المسالة، والذي دلّ عليه مجموع الأدلة، هو مضمون رواية عطاء عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قال: رأى ربه بفؤاده مرتين، وفي رواية: رآه بقلبه [كلاهما في صحيح مسلم، وقد سبقا مع التخريج] . وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس قال: "لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه، وإنما رآه بقلبه". على أن الروايات الواردة عنه رضي الله عنه بعضها مطلق في إثبات الرؤية، وبعضها مقيد برؤية القلب أو الفؤاد - كما سبق آنفا -، فوجب حمل مطلقها على مقيدها كما قال ابن حجر في الفتح 8/608. وقال أيضا: وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده مرتين وعائشة أنكرت الرؤية. فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى ربه، وتارة يقول: رآه محمد. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1132 قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} الآية: 12 [2737] وصل سعيد بن منصور عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم النخعي {أَفَتُمَارُونَهُ} : أفتجادلونه1.   = ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه ... إلى أن قال: وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه ولا يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدلّ، كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه". وقد قال تعالى: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء:1] . ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى، وكذلك قوله: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ولو كان رآه بعينه لكان ذكر ذلك أولى. أهـ. مجموع الفتاوى 6/509، 510. وقال ابن كثير رحمه الله: ومن روى عنه - أي ابن عباس - بالبصر فقد أغرب؛ فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم. وقول البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس والحسن وعكرمة فيه نظر والله أعلم. أهـ. تفسير القرآن العظيم 7/424. وقال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على الصحاوية ص 213: لكن لم يرد نص بأنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه، بل ورد ما يدل على نفي الرؤية، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه"، وفي رواية "رأيت نوراً ". - ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرد حصول العلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالله على الدوام، بل مراد من أثبت له أنه رآه بقلبه أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره. وانظر: الشفا للقاضي عياض 1/257-266، وتفسير الطبري 27/47-48، وتفسير البغوي 7/403-404، وفتح الباري 8/608-609، وتفسير ابن كثير 7/423-428. 1 فتح الباري 8/605. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 176/ ب به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/323 بسنده إلى سعيد بن منصور، به. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/323 عن عمرو بن عون، عن هشيم، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1133 [2738] ووصل الطبري أيضا عن يعقوب بن إبراهيم1 عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يقرأ: {أَفَتمَرُونَهُ} يقول: أفتجحدونه 2. قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} الآية: 17 [2739] وأخرج الطبري من طريق محمد بن كعب القرظي في قوله {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في صورة الملك3. [2740] وروى الطبري من طريق مسلم البطين4 عن ابن عباس في   1 يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن أفلح، العبدي مولاهم، أبو يوسف الدورقي، روى عن هشيم ويحيى القطان وابن علية وغيرهم. وروى عنه الجماعة، ثقة، مات سنة اثنتين وخمسين بعد المائتين، وله ست وتسعون سنة. وكان من الحفّاظ. انظر ترجمته في: التهذيب 11/334، والتقريب 2/374. 2 فتح الباري 8/605. أخرجه ابن جرير 27/50 به سندا ومتنا. قال ابن حجر: فكأن إبراهيم قرأ بهما معا وفسرهما، وقد صرح بذلك سعيد بن منصور في روايته المذكورة عن هشيم. وقد قرأ حمزة والكسائي {أَفَتمَرُونَهُ} بفتح التاء بغير ألف، وقرأ الباقون {أَفَتمَرُونَهُ} بضم التاء وألف. وقال الطبري: والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، وذلك أن المشركين قد جحدوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أراه الله ليلة أُسْرِي به وجادلوا في ذلك، فبأيهما قرأ القارئ فمصيب. انظر: كتاب السبعة لابن مجاهد ص 614-615، وتفسير الطبري 27/50. 3 فتح الباري 8/606. أخرجه ابن جرير 27/57 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي، به. وإسناده ضعيف من أجل موسى بن عبيدة الربذي، وقد تقدم، كما أن ابن حميد شيخ الطبري ضعيف أيضا. 4 هو مسلم بن عمران البطين، ويقال: ابن أبي عمران، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتديل 8/191، والتهذيب 10/121، والتقريب 2/246. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1134 قوله: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} ما ذهب يمينا ولا شمالا {وَمَا طَغَى} ما جاوز ما أمر به1. قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} الآية:19 [2741] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس"كان اللات يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن، فعبدوه"2. [2742] وأخرج الفاكهي من وجه آخر عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت، ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا3. [2743] وأخرج الفاكهي من طريق ابن إسحاق قال: "نصب عمرو ابن لحي مناة على ساحل البحر مما يلي قديد يحجونها ويطوفونها إذا طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفات وفرغوا من منى أتوا مناة فأهلوا لها، فمن أهل لها لم يطف بين الصفا والمروة4.   1 فتح الباري 8/606. أخرجه ابن جرير 27/57 من طريق سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، به. و"مسلم البطين" ثقة لكنه لم يدرك ابن عباس. فالأثر مرسل. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 170. ولكنه روي من طريق أخرى لا غبار عليها، فقد أخرج الحاكم 2/469 من طريق سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله. وصححه الحاكم على شرط البخاري، وقال الذهبي: على شرط الشيخين. 2 فتح الباري 8/612. أصله في البخاري رقم4859 من طريق أبي الأشهب، حدثنا أبو الجوزاء، به بلفظ "كان اللات رجلا يلت سويق الحاج". 3 فتح الباري 8/612. 4 فتح الباري 8/613. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1135 [2744] روى النسائي بإسناد صحيح عن المطلب بن أبي وداعة1 قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فسجد وسجد ومن عنده، وأبيت أن أسجد، ولم يكن يومئذ أسلم "قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدا 2. قوله تعالى: {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} الآية:22 [2745] وصل الفريابي من طريق مجاهد {ضِيزَى} عوجاء 3. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {ضِيزَى} جائرة 4.   1 المطلب بن أبي وداعة، واسم أبي وداعة: الحارث بن صُبيرة بن سُعيد بن سَعد بن سهم ابن عمرو بن هصيص القرشي السهمي، وأمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. أسلم يوم الفتح، ثم نزل الكوفة، ثم تحوّل إلى المدينة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/183، رقم4953، والإصابة 6/104، رقم8046. 2 فتح الباري 8/615. أخرجه الإمام أحمد 3/420، والنسائي في سننه رقم958 - في الافتتاح، باب سجود القرآن، السجود في النجم - كلاهما من طريق معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب ابن أبي وداعة، عن أبيه، به. وقوله "قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدا"، ذكر في رواية أحمد فقط. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى، كما حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي رقم918. هذا وقد ثبت في صحيح البخاري كتاب التفسير، سورة النجم، باب {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} ، رقم4862 من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "النجم"، وسجد معه المسلمون والمشركون والإنس والجن. وانظر ما تقدم في سورة الحج، عند الآية 52. 3 فتح الباري 8/604. "ضِيْزَى" أصله "ضُوزَى"، على وزن " فُعلَى"، وإنما كُسرت الضاد منها مخافة أن تصير الواو وهي من الياء. انظر: جامع البيان 27/60. والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/604. أخرجه عبد الرزاق 2/255 به سندا ومتنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1136 [2747] وأخرج الطبري من وجه ضعيف عن ابن عباس مثله1. قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى} الآية:34 [2748] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَأَكْدَى} اقتطع عطاءه2. [2749] وروى الطبري من هذا الوجه عن مجاهد أن الذي نزلت فيه هو الوليد بن المغيرة 3. [2750] ومن طريق أخرى منقطعة عن ابن عباس أعطى قليلا أي أطاع قليلا ثم انقطع 4. [2751] وأخرج ابن مردويه من وجه لين عن ابن عباس أنها نزلت في الوليد بن المغيرة 5.   1 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/61 من طريق ابن لهيعة، عن ابن عمرة، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 8/604. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/70 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَأَكْدَى} قال: الوليد بن المغيرة: أعطى قليلا وأكدى. 4 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/71 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان الشيباني، عن ثابت، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وإسناده منقطع؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر. وأخرج من طريق العوفي، عنه، مثله. 5 فتح الباري 8/604. لم أقف على إسناده، هذا وقد حكم ابن حجر على إسناده بأنه لين - كما في الأعلى -. وقد تقدم مثله آنفا عن مجاهد بسند صحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1137 [2752] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أعطى قليلا ثم قطع ذلك1. قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} الآية: 37 [2753] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الَّذِي وَفَّى} وفىّ ما فرض عليه 2. [2754] وروى سعيد بن منصور عن عمرو بن أوس 3 قال: وفىّ أي بلغ 4. [2755] وروى ابن المنذر من وجه آخر عن عمرو بن أوس قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} 5. [2756] ومن طريق هذيل بن شرحبيل نحوه 6.   1 فتح الباري 8/604. أخرجه عبد الرزاق 2/254 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/605. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 هو عمرو بن أوس بن أبي أوس، الثقفي الطائي، تابعي كبير، وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: وقد وَهِم من ذكره في الصحابة، مات بعد التسعين من الهجرة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/6-7، والتقريب 2/66. 4 فتح الباري 8/605. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 177/ ب حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، به. 5 فتح الباري 8/605. 6 فتح الباري 8/605. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1138 [2757] وروى الطبري بإسناد ضعيف عن سهل بن معاذ بن أنس 1 عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سمّى الله إبراهيم خليله الذي وفّى؛ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون" 2. [2758] وروى عبد بن حميد بإسناد ضعيف عن أبي أمامة مرفوعا: وفي عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار3. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} الآية: 48 [2759] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَغْنَى وَأَقْنَى} أعطى فأرضى4.   1 سهل بن معاذ بن أنس الجهني، نزيل مصر، روى عن أبيه، وعنه يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد والليث بن سعد وغيرهم، لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، ولكن قال: لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه، وذكره في الضعفاء فقال: منكر الحديث جداً. انظر ترجمته في: التهذيب 4/227، والتقريب 1/337. 2 فتح الباري 8/605. أخرجه ابن جرير 27/73 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا رشدين بن سعد، قال: ثني زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، به نحوه. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى. قلت: والعلة في "رشدين بن سعد" والراوي عنه "زبان بن فائد"؛ فكلاهما ضعيف. 3 فتح الباري 8/605. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/660 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والشيرازي في الألقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبي أمامة مرفوعا. وزاد في آخره "وزعم أنها صلاة الضحى". وقد أخرج ابن جرير 27/73 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا الحسن بن عطية، قال: ثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة. ولفظه " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} قال: "أتدرون ما وفىّ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "وفىّ عمل يومه أربع ركعات في النهار ". 4 فتح الباري 8/606. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/324 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1139 [2760] وأخرج الفريابي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: أقنى قنع1. [2761] ومن طريق أبي رجاء عن الحسن قال: أخدم 2. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} الآية: 49 [2762] وصل الفريابي من طريق مجاهد {رَبُّ الشِّعْرَى} هو مِرزم الجوزاء 3. [2763] وأخرج الطبري من طريق خصيف عن مجاهد قال: الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه 4. [2764] وأخرج الفاكهي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت في خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى، وهو الكوكب   1 فتح الباري 8/606. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/324 ثنا إسرائيل، ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، به. 2 فتح الباري 8/606. أخرجه ابن جرير 27/76 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، به. 3 فتح الباري 8/604. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرج ابن جرير 27/77 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 8/604. أخرجه ابن جرير 27/77 حدثني علي بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن خصيف، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1140 الذي يتبع الجوزاء1. [2765] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له الشعرى 2. [2766] وأخرج الطبري من وجه آخر عن مجاهد قال: النجم الذي رضي الله عنهم يتبع الجوزاء 3. قوله تعالى: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} الآية: 57 [2767] وصل الفريابي من طريق مجاهد {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} اقتربت الساعة 4. قوله تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} الآيتان:59، 61 [2768] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} قال: من هذا القرآن {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} قال:   1 فتح الباري 8/604. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/665 ونسبه إلى الفاكهي فقط. وإسناده ساقط؛ فإن الكلبي متروك، وكذلك الراوي عنه "أبو صالح"، وقد تقدما. 2 فتح الباري 8/604. أخرجه عبد الرزاق 2/254 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/604. لم يقع لي في تفسير الطبري عن مجاهد بهذا اللفظ، وإنما ذكر عن غيره؛ فأخرج 27/77 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} كان حيّ من العرب يعبدون الشعرى هذا النجم الذي رأيتم، قال بشر، قال: يريد النجم الذي يتبع الجوزاء. 4 فتح الباري 8/605. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1141 البرطمة1. قال وقال عكرمة: السامدون: يتغنون بالحميرية 2. [2769] ورواه الطبري من هذا الوجه عن مجاهد قال: كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم غضبا مبرطمين. قال وقال عكرمة هو الغناء بالحميرية 3. [2770] وروى ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح عن عكرمة في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} هو الغناء بالحميرية يقولون: أسمد لنا أي غنّ لنا 4. [2771] وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" وعبد الرزاق من وجهين آخرين عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} قال: الغناء. قال عكرمة وهي بلغة أهل اليمن، إذا أراد اليماني أن يقول تغن قال: اسمد. لفظ عبد الرزاق 5.   1 قال ابن حجر: البرطمة - بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة - الإعراض. فتح الباري 8/605. 2 فتح الباري 8/605. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/605. أخرجه ابن جرير 27/82 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/605. أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/322 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/605. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب لغات القرآن، وأي العرب نزل القرآن بلغته، رقم21-52، ص 205 حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن عكرمة، به. وزاد "وهي يمانية، اسمدي لنا: تغني لنا ". وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/323 بسنده إلى أبي عبيد، به. وأخرجه عبد الرزاق 2/255 وعنه عبد بن حميد فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/323 عن معمر، عن إسماعيل بن شروس، عن عكرمة، به. وأخرجه البزار كشف الأستار رقم2264 حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، عن سفيان، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/119 رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1142 [2772] وأخرجه من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس قال: لاهون1. [2773] ولابن مردويه من طريق محمد بن سوقة2 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} قال: معرضون 3. [2774] وعن معمر عن قتادة قال: غافلون 4.   1 فتح الباري 8/605. أخرجه عبد الرزاق 2/255 عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به. وزاد "معرضون عنه". وأخرج الطبراني من طريق إسرائيل، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/119 رواه الطبراني ورجاله ثقات. 2 محمد بن سُوقة - بضم المهملة - الغَنَوي، أبو بكر الكوفي العابد، روى عن سعيد بن جبير وغيره. ثقة مرضيّ عابد، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/186-187، والتقريب 2/168. 3 فتح الباري 8/605. انظر ما قبله. 4 فتح الباري 8/605. أخرجه عبد الرزاق 2/255 به سندا ومتنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1143 سورة النجم ... الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 سورة اقتربت الساعة "القمر" قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} الآية: 1 [2775] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قال: رأوه منشقا فقالوا: هذا سحر ذاهب 1. [2776] وأخرج ابن مردويه من رواية ابن جريج عن مجاهد قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} يقول: كما شققتُ القمر كذلك أُقيم الساعة 2. [2777] ساق البيهقي من طريق ابن مسعود في هذه الآية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قال: لقد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم3. [2778] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس فذكر الحديث المرفوع، وفي آخره تلا الآية إلى قوله: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} قال: يقول ذاهب 4.   1 فتح الباري 8/615. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 7/184. لم أجد من ذكره غير ابن حجر، ومعناه صحيح. 3 فتح الباري 7/186. 4 فتح الباري 8/615. قال ابن حجر: ومعنى ذاهب أي سيذهب ويبطل، وقيل سائر. والحديث المرفوع المشار إليه هو: "قال أنس - سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم فانشق القمر بمكة مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} يقول: أي ذاهب". والحديث أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/257 بالسند المذكور. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1144 قوله تعالى: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} الآية: 3 [2779] ولابن أبي حاتم من طريق مجاهد {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} قال: يوم القيامة1. [2780] ومن طريق ابن جريج قال: مستقر بأهله 2. قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} الآية: 4 [2781] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} متناهى، قال: هذا القرآن 3. [2782] ومن طريق عمر بن عبد العزيز قال: أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام 4. قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} الآية: 8 [2783] وصل ابن أبي حاتم من طريق شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} قال: هو النسلان 5.   1 فتح الباري 8/616. ذكره ابن كثير 7/450 عنه تعليقا، ولم يعزه لأحد. 2 فتح الباري 8/616. ذكره ابن كثير 7/450 عنه تعليقا، ولم يعزه لأحد. 3 فتح الباري 8/615. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 27/89 من طرق عن ابن نجيح، عنه بلفظ "منتهى ". 4 فتح الباري 8/615-616. 5 فتح الباري 8/616. النسلان - بفتحتين - الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السعي. انظر: فتح الباري 8/543. والأثر أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/327-328 ثنا أبي، ثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي، ثنا القاسم بن يزيد الجرمي، ثنا شريك، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1145 [2784] وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {مُهْطِعِينَ} قال: ناظرين 1. قوله تعالى: {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} الآية: 9 [2785] وصل الفريابي عن مجاهد {وَازْدُجِرَ} قال: استطير جنونا 2. قوله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} الآية: 13 [2786] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {دُسُرٍ} أضلاع السفينة 3. [2787] وروى ابن المنذر وإبراهيم الحربي في "الغريب" من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال: "الألواح": ألواح السفينة، و"الدسر" معاريضها التي تشد بها السفينة 4.   1 فتح الباري 8/616. أخرجه ابن جرير 27/91 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/616. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/616. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 8/616. أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا شُجاع، ثنا هشيم، أنا حصين، به مختصرا، ولفظه " {وَدُسُرٍ} قال: معاريضها ". قال ابن حجر: وهذا إسناد صحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1146 [2788] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَدُسُرٍ} قال: المسامير 1. [2789] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: "الألواح" مقاذيف2 السفينة و"الدسر" دُسِرت بمسامير3. قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} الآية: 14 [2790] وصل الفريابي عن مجاهد {لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} لمن كان كَفَر بالله 4. قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} الآية: 15 [2791] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة على الجودي 5. [2792] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: أبقى الله السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة نظراً، وكم من سفينة بعدها فصارت رمادا 6.   1 فتح الباري 8/616. أخرجه ابن جرير 2793 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 في تفسير عبد الرزاق "معاريض"، و"مقاذيف": جمع مِقذَاف، وهي خشبة في رأسها لوح عريض تُدفع به السفينة. انظر: لسان العرب 9/227 والمعجم الوسيط ص 722. 3 فتح الباري 8/616. أخرجه عبد الرزاق 2/258 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/616. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/618. أخرجه عبد الرزاق 2/258 به سندا ومتنا. 6 فتح الباري 8/618. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/328 ثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، به. ولفظه "ألقى" بدل "أبقى". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1147 قوله تعالى: {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} الآية: 28 [2793] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مُحْتَضَرٌ} يحضرون الماء إذا غابت الناقة 1. قوله تعالى: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} الآية: 29 [2794] وروى ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} تناول فعقر2. قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} الآية: 31 [2795] وروى الطبري من طريق زيد بن أسلم قال: كانت العرب تجعل حظارا على الإبل والمواشي من يبس الشوك، فهو المراد من قوله {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} 3. [2796] وعند ابن أبي حاتم بمعناه عن السدي 4.   1 فتح الباري 8/616. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/616. أخرجه ابن جرير 27/102 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله. 3 فتح الباري 8/616. هكذا عزاه للطبري، ولم يقع لي في تفسيره. وقد ذكره ابن كثير 7/455 تعليقا من قول ابن زيد، ولم يعزه لأحد. 4 فتح الباري 8/616. ذكره ابن كثير 7/455 تعليقا عن السدي. ولفظه "قال: هو المرعى بالصحراء حين يبس وتحرق ونسفته الريح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1148 [2797] وروى الطبري من طريق سعيد بن جبير قال: هو التراب المتناثر من الحائط، ورواه ابن المنذر عنه بلفظ "التراب يسقط من الحائط 1. [2798] وصل ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {الْمُحْتَظِرِ} كحظار من الشجر محترق 2. [2799] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} قال: كرماد 3 محترق 4. قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} الآية: 38 [2800] وعند عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} استقر بهم إلى نار جهنم 5. قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية: 45 وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة أن   1 فتح الباري 8/616. أخرجه ابن جرير 27/103 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/455 وقال: وهذا قول غريب، والأول - أي قول زيد بن أسلم - أقوى. 2 فتح الباري 8/616. وذكره البخاري عنه تعليقا. ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق. 3 في تفسير عبد الرزاق "كرُمام"، والرمام قطعة من الحبل بالية، أو العظام البالية. انظر: القاموس المحيط ص 1006 باب الميم، فصل الراء، والمعجم الوسيط ص 374 مادة "ر م م ". 4 فتح الباري 8/616. أخرجه عبد الرزاق 2/258-259 به سندا ومتنا. 5 فتح الباري 8/616. أخرجه ابن جرير 27/106 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1149 عمر قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} جعلتُ أقوال: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب1 في الدرع وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الآية2. [2802] في رواية أيوب عن عكرمة عن ابن عباس "لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} قال عمر: أي جمع يهزم؟ قال: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدروع ويقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} أخرجه الطبري وابن مردويه3. [2803] وله من حديث أبي هريرة عن عمر "لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله! أي جمع يهزم؟ فذكر نحوه4. قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} الآية: 49 [2804] وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة "جاء مشركو قريش   1 وثب يثب وثوبا: أي نهض وقام. وهو بلغة حمير بمعنى قعد واستقر. انظر: النهاية لابن الأثير 5/150 مادة "وثب". 2 فتح الباري 8/619. أخرجه عبد الرزاق 2/259 عن معمر عن قتادة وعن أيوب عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/681 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عكرمة. 3 فتح الباري 7/289. أخرجه ابن جرير 27/108 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} ... الحديث. ولم يذكر في إسناده "ابن عباس" كما ذكره ابن حجر. هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/682 عن عكرمة عن ابن عباس موصولا، ونسبه إلى ابن جرير! 4 فتح الباري 7/289-290. انظر ما قبله برقم 2801. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1150 يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت" 1.   1 فتح الباري 11/478. أخرجه مسلم في صحيح رقم2656-19 - في القدر، باب "كل شيء بقدر" - بسنده عن أبي هريرة، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/458 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية مسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1151 سورة الرحمن قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} الآية: 5 [2805] وصل الفريابي في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {بِحُسْبَانٍ} كحسبان الرحى1. [2806] وصل عبد بن حميد من طريق أبي مالك وهو الغفاري 2 قال: بحساب ومنازل لا يعدوانها3. [2807] وروى الحربي والطبري عن ابن عباس نحوه بإسناد صحيح4.   1 فتح الباري 6/298. قال ابن حجر: ومراده أنهما يجريان على حسب الحركة الرحوية الدورية وعلى وضعها. والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/492، ومن طريقه ابن جرير 27/116 قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 اسمه غَزْوان، أبو مالك الغفاري، الكوفي، تابعي معروف، ثقة، تقدم برقم 304. 3 فتح الباري 6/298. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/492 حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك، به. وأخرجه ابن جرير 27/115 حدثنا ابن حميد، قال، ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. 4 فتح الباري 6/298. أخرجه إبراهيم الحربي في غريبه كما في تغليق التعليق 3/492، والطبري في تفسيره 27/115 كلاهما من طريق إسرائيل، قال: ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. ولفظ الطبري "بحساب ومنازل يرسلان ". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/691 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - عن ابن عباس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1152 قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} الآية: 6 [2808] فسر ابن عباس وغيره: الشجر ما كان لها ساق، وما لا ساق له يقال له نجم1. قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} الآية: 9 [2809] أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي المغيرة قال "رأى ابن عباس رجلا يزن قد أرجح، فقال: أقم اللسان، كما قال الله تعالى {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} 2. [2810] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} قال: اللسان 3. قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} الآية: 12 [2811] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: "العصف" ورق الزرع الأخضر الذي قطعوا رءوسه فهو يسمى العصف إذا يبس 4. [2812] ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس: العصف أول   1 فتح الباري 2/340. لم يعزه ابن إلى أحد، وقد ذكر الأثر بالعنى. 2 فتح الباري 8/621. أخرجه ابن جرير 27/118 من طريق مروان بن معاوية، عن مغيرة، عن مسلم، عن أبي المغيرة، بنحوه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/692 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/621. 4 فتح الباري 8/621. أخرجه ابن جرير 27/121 من طريق العوفي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1153 ما يخرج الزرع بقلا 1. [2813] ولابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال: العصف البر والشعير 2. [2814] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الريحان حين يستوي الرزع على سوقه ولم يسنبل 3. [2815] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد مفرقا قال: العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق 4. [2816] وصل ابن المنذر من طريق الضحاك بن مزاحم {الْعَصْفِ} التبن 5. [2817] أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله 6.   1 فتح الباري 8/621. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/693 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. هذا ولم أجده عند ابن جرير في تفسيره. 2 فتح الباري 8/621. أخرجه ابن جرير 27/121 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول - فذكر مثله. 3 فتح الباري 8/621. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/693 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. هذا ولم أجده عند ابن جرير في تفسيره. 4 فتح الباري 8/621. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/329 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/621. وذكره البخاري عنه تعليقا، ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق. 6 فتح الباري 8/621. أخرجه ابن جرير 27/121 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1154 [2818] وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله 1. [2819] وصل عبد بن حميد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك قال: {الْعَصْفِ} أول ما ينبت، تسميه النبط هبورا 2. قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} الآية: 13 [2820] وصل الطبري من طريق سهل السراج3 عن الحسن {فَبِأَيِّ آلاءِ} نعمه 4. [2821] وصل ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} يعني الجن والإنس 5.   1 فتح الباري 8/621. أخرجه عبد الرزاق 2/262 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/621. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق4/329 ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي مالك - وهو الغفاري، به. وأخرجه ابن جرير 27/121 حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا عبد الله بن المبارك الخراساني، عن إسماعيل ابن أبي خالد، به دون قوله "تسميه النبط هبوراً". 3 هو سهل بن أبي الصلت، العيشي، البصري، السراج، روى عن الحسن وأيوب وابن سيرين وحميد بن هلال. صدوق، له أفراد، كان القطان لا يرضاه. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 4/224، والتقريب 1/337. 4 فتح الباري 8/623. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن جرير 27/123 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سهل السراج، به. 5 فتح الباري 8/623. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/331 ثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، به نحوه. ولفظه "يقول للجن والإنس بأي نعم الله تكذبان". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1155 قوله تعالى: {خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} الآية: 14 [2822] وصل الفريابي من طريق مجاهد {كَالْفَخَّارِ} كما يصنع الفخار1. قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} الآية: 15 [2823] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} قال: من خالص النار 2. [2824] ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: خلقت الجن من مارج، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت 3. [2825] وصل الفريابي من طريق مجاهد "المارج" اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت4.   1 فتح الباري 8/622. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/333. أخرجه ابن جرير 27/126 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/702 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/694 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 6/333. أخرجه ابن جرير 27/126 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وإسناده منقطع؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس. 4 فتح الباري 8/622. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/329 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1156 قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} الآية: 17 [2826] وصل الفريابي عن مجاهد {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} قال: للشمس في الشتاء مشرق، ومشرق في الصيف، {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} : مغربها في الشتاء والصيف1. [2827] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة، وسعيد ابن منصور من طريق أبي ظبيان كلاهما عن ابن عباس قال: للشمس مطلع في الشتاء ومغرب، ومطلع في الصيف ومغرب2. [2828] وأخرج عبد الرزاق من طريق عكرمة مثله، وزاد قوله: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج:40] لها في كل يوم مشرق ومغرب 3. [2829] ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: {الْمَشْرِقَيْنِ} مشرق الفجر ومشرق الشفق، {الْمَغْرِبَيْنِ} : مغرب الشمس ومغرب الشفق 4. قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} الآية: 19 [2830] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   1 فتح الباري 8/622. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/622. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/695 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولم أجده في تفسير الطبري. 3 فتح الباري 8/622. 4 فتح الباري 8/622. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/695 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. ولفظه "مشرق النجم" بدل "مشرق الفجر". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1157 قال: المراد بالبحرين هنا بحر السماء والأرض يلتقيان كل عام 1. [2831] ومن طريق سعيد بن جبير وابن أبزى مثله 2. [2832] ومن طريق قتادة والحسن قال: هما بحرا فارس والروم 3. قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ} الآية: 20 [2833] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لا يَبْغِيَانِ} لا يختلطان 4. [2834] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس   1 فتح الباري 6/333. لم يقع لي في تفسير الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، وإنما من طريق عطية، فقد أخرج 27/128 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر في السماء والأرض يلتقان كل عام". 2 فتح الباري 6/333. أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير 27/128 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض. وأما أثر ابن أبزى فأخرجه 27/128 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض. 3 فتح الباري 6/333. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 27/128 من طريق سعيد ومن طريق ابن ثور عن معمر، وأما أثر الحسن فأخرجه 27/128 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن زياد مولى مصعب، عن الحسن بلفظ " {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر الروم وبحر فارس واليمن". 4 فتح الباري 8/622. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 27/130 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1158 قال: بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه 1. قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ} الآية: 24 [2835] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الْمُنْشَآتُ} ما رفع قطعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة 2. قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} الآية: 29 [2836] وصل البخاري في التاريخ وابن حبان في الصحيح وابن ماجه وابن أبي عاصم والطبراني عن أبي الدرداء مرفوعا {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} "يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين" 3.   1 فتح الباري 8/622. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/696 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 2 فتح الباري 8/622. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/623. أخرجه ابن ماجه في سننه رقم202 - في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية -، وابن أبي عاصم في السنة رقم301، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/333، وابن حبان في صحيحه رقم689، وأبو الشيخ في العظمة رقم148، والبيهقي فيي شعب الإيمان رقم1101، كلهم من حديث هشام ابن عمار، حدثنا الوزير بن صَبيح، قال: حدثنا يونس بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء - مرفوعا نحوه. قال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم73 هذا إسناد حسن لتقاصر "الوزير" عن درجة الحفظ والإتقان ... "الوزير بن صَبيح" قال عنه أبو حاتم: صالح الحديث، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال ابن حجر في التقريب"مقبول"، وذكره في تغليق التعليق 4/333 وقال: فيه ضعف، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. انظر: التهذيب 11/102، والتقريب 2/330. وفي إسناده "هشام بن عمار" فيه كلام أيضا. قال فيه ابن حجر: صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن، فحديثه القدم أصح. أهـ. التقريب 2/320. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1159 [2837] وأخرجه البيهقي في الشعب من طريق أم الدرداء عن أبي الدرداء موقوفا 1. [2838] وللمرفوع شاهد آخر عن ابن عمر أخرجه البزار 2. [2839] وآخر عن عبد الله بن منيب 3 أخرجه الحسن بن سفيان   = ولكنه توبع، تابعه سليمان بن أحمد الواسطي عن الوزير بن صبيح، به. فقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 7/470 حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، وسليمان بن أحمد الواسطي مقرونا. وتابعه أبو همام الوليد بن شجاع عن الوزير بن صبيح، به. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 17/771 من طريقهما أي هشام والوليد مقرونا. وتابعه صفوان بن صالح الدمشقي عن الوزير بن صبيح، به. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2267. ونظراً لهذه المتابعات صحّح إسناده الشيخ الألباني في تخريج السنة 1/130 فقال - بعد تخريج الحديث -: حديث صحيح، ورجاله موثقون، وفي هشام كلام، لكنه توبع. أهـ. 1 فتح الباري 8/623. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم1102 أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو ابن مطر، قال: أنا جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، ثنا إبراهيم بن هشام، ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء قالت: قال أبو الدرداء في قول الله تبارك وتعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} قال: يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويجيب داعيا، ويرفع قوما، ويضع آخرين. وهكذا علقه البخاري عنه بصيغة الجزم، فجعله من كلام أبي الدرداء. صحيح البخاري مع الفتح 8/620. وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 8/623. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2268 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن الحارث، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولفظه {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} قال: "يغفر ذنبا ويكشف كربا". علق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي قائلا: أهمله الهيثمي في الزوائد، وفي إسناده ابن البيلماني، وهو ضعيف. 3 عبد الله بن منيب الأزدي، ذكروه في الصحابة، ويذكرون في ترجمته هذا الحديث. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/152، وأسد الغابة 3/399، رقم3210، والإصابة 4/211، رقم4999. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1160 والبزار وابن جرير والطبراني1. قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} الآية: 31 [2840] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} قال: هو وعيد من الله لعباده، وليس بالله شغل 2. قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} الآية: 35 [2841] أخرج عبد بن حميد من طريق منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} قال: قطعة من نار حمراء {وَنُحَاسٌ} قال: يذاب الصفر فيصب على رءوسهم 3.   1 فتح الباري 8/623. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2266، وابن جرير 27/135، والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3401 كلهم من حديث عمرو بن بكر السكسكي، قال: حدثني الحارث بن عبدة بن رباح الغساني، عن أبيه عبدة بن رباح، عن منيب بن عبد الله ابن منيب، عن أبيه - مرفوعا. ولفظه "قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} فقلنا: يا رسول الله، وما ذلك الشأن؟ قال: "يغفر ذنبا، ويُفرج كربا، ويرفع أقواما ويضع آخرين ". واللفظ للطبري. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/120 رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبزار، وفيه من لم أعرفهم. وأشار ابن حجر في تغليق التعليق 4/333 إلى هذا الحديث، وقال: إسناده ضعيف. 2 فتح الباري 8/623. أخرجه ابن جرير 27/136 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وزاد في آخره "وهو فارغ". 3 فتح الباري 6/333. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/510 أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1161 قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} الآية: 44 [2842] أخرج الفريابي عن مجاهد {حَمِيمٍ آنٍ} بلغ إناه 1. قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الآية: 46 [2843] أخرج النسائي من رواية محمد بن أبي حرملة2 عن عطاء ابن يسار عن أبي الدرداء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم هو يقصُّ على المنبر يقول: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: "وإن زنى وإن سرق، فأعدت فأعاد" فقال في الثالثة قال: "نعم وأن رغم أنف أبي ادرداء" 3.   1 فتح الباري 8/700. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/365 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 محمد بن أبي حرملة القرشي المدني، مولى ابن حويطب، وقد ينسب إليه، روى عن عطاء ابن يسار وغيره، وعنه إسماعيل بن جعفر، وابن عيينة وغيرهما. ثقة. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 9/96، والتقريب 2/153. 3 فتح الباري 11/267. أخرجه النسائي في تفسيره رقم580 أخبرنا علي بن حُجْر، حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن أبي حرملة، به. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الإمام أحمد 2/357، والطبري في تفسيره 27/146 كلاهما من حديث محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، به. وقال ابن حجر: وقد وقع التصريح بسماع عطاء بن يسار له من أبي الدرداء في رواية ابن أبي حاتم في "التفسير" والطبراني في "المعجم" والبيهقي في "الشعب". فتح الباري 11/267. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/121 وقال: رواه أحمد والطبراني ... ورجال أحمد رجال الصحيح. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور 7/707 لابن أبي شيبة وابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والبزار وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1162 [2844] وصل الفريابي وعبد الرزاق جميعا من طريق منصور عن مجاهد {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} : إذا همّ بمعصية يذكر مقام الله عليه فيتركها1. [2845] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي بكر بن أبي موسى2 عن أبيه - قال حماد لا أعلمه إلا قد رفعه - قال: "جنتان من ذهب للمقربين ومن دونهما جنتان من ورق لأصحاب اليمين"، ورجاله ثقات3. قوله تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} الآية: 48 [2846] وصل الطبري عن مجاهد {أَفْنَانٍ} أغصان 4.   1 فتح الباري 8/622. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/331، وعبد الرزاق 2/265 كلاهما عن سفيان الثوري، عن منصور، به. 2 أبو بكر بن أبي موسى الأشعري، اسمه عمرو، أو عامر، ورى عن أبيه والبراء بن عازب وجابر بن سمرة، وغيرهم، ثقة، مات سنة ست ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/42، والتقريب 2/400. 3 فتح الباري 13/431. أخرجه ابن جرير 27/146 حدثنا علي بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد ابن سلمة، به. وهذا إسناد رجاله ثقات كما بين ذلك ابن حجر كما في الأعلى. وذكره ابن كثير 7/476، ونسب السيوطي في الدر المنثور 7/708 إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه. 4 فتح الباري 6/323. أخرجه ابن جرير 27/148 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن رجل من أهل البصرة، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن مجاهد، ثم إن شيخ الطبري ابن حميد ضعيف أيضا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1163 [2847] وعن الضحاك يعني {أَفْنَانٍ} ألوان من الفاكهة 1. قوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} الآية: 54 [2848] وصل الطبري عن مجاهد {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ما يجتنى من قريب 2. قوله تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} الآية: 56 [2849] وصل الفريابي من طريق مجاهد {قَاصِرَاتُ} قال: لا يبغين غير أزواجهن3. قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ} الآية: 64 [2850] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مُدْهَامَّتَانِ} سوداوان من الري 4.   1 فتح الباري 6/323. أخرجه ابن جرير 27/147 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} ، فذكره. 2 فتح الباري 6/323. وذكره البخاري عنه تعليقا. هذا ولم يقع لي في تفسير الطبري، كما ابن ابن حجر لم يتعرض له في تغليق التعليق مع أنه مما علقه البخاري. 3 فتح الباري 8/624. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/334 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "قصرن أطرافهن عن الرجال، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن". 4 فتح الباري 6/323 و 8/623. أخرجه آدم في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 643 والفريابي كما في تغليق التعليق 3/505 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/331 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، به بلفظ "مسودَّتان". وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/715 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1164 [2851] وعن عطية: كادتا أن تكونا سوداوين من شدة الري وهما خضراوان إلى السواد 1. قوله تعالى: {نَضَّاخَتَانِ} الآية: 66 [2852] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {نَضَّاخَتَانِ} فيَّاضتان 2. قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} الآية: 72 [2853] في رواية ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} : الحور سواد الحدقة 3. [2854] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَقْصُورَاتٌ} محبوسات، قصرن طرفهن وأنفسهن على أزواجهن 4.   1 فتح الباري 6/323. أخرجه ابن جرير 27/155 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطية، بلفظ " {مُدْهَامَّتَانِ} قال: خضراوان من الرأي ". وعطية هو العوفي ضعيف. 2 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/502 حدثنا أبي، قال: ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس، به. وذكره ابن كثير 7/482 تعليقا عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس. 3 فتح الباري 8/624. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/333-334 ثنا الفضل بن يعقوب، ثنا حجاج بن محمد، قال ابن جريج، أخبرني عطاء، به. 4 فتح الباري 8/624. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/334 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "لا يبرحن الخيام". وأخرج ابن جرير 27/159 من طرق عن منصور، وغيره، عن مجاهد، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1165 [2855] وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس {فِي الْخِيَامِ} قال: الخيمة ميل في ميل، والميل ثلث الفرسخ 1. قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} الآية: 76 [2856] وصل عبد بن حميد من طريق ابن جبير قال: العبقري عتاق الزرابي 2. [2857] وكذا رويناه في "صفة الجنة لأبي نعيم" من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير قال في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} قال: الرفرف: رياض الجنة، والعبقري الزرابيُّ 3.   1 فتح الباري 8/625. أخرج ابن جرير 27/161 من طريق أبي داود، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ "قال: الخيمة في الجنة من درّة مجوفة، فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع". وأخرج 27/162 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في قوله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قال ذُكر لنا أن ابن عباس كان يقول: الخيمة درّ مجوّفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف باب من ذهب. وأخرج 27/161 حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياش، عن هشام، عن محمد، عن ابن عباس في قوله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} بلفظ "قال: الخيمة لؤلؤة أربعة فراسخ في أربعة فراسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب". وللأثر شاهد مرفوع، أخرجه البخاري رقم4879، من حديث أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون". 2 فتح الباري 7/46. 3 فتح الباري 7/46. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/63 بسنده إلى أبي نعيم، قال: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1166 سورة الواقعة قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} الآية: 3 [2858] وعن محمد بن كعب {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} : خفضت أقواما كانوا في الدنيا مرتفعين، ورفعت أقواما كانوا في الدنيا منخفضين، وأخرجه سعيد ابن منصور1. [2859] وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} قال: شملت القريب والبعيد، حتى خفضت أقواما في عذاب الله ورفعت أقواما في كرامة الله 2. [2860] وروى ابن أبي حاتم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس نحوه 3.   1 فتح الباري 8/626. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/4 وعزاه لسعيد بن منصور وابن المنذر وأبي الشيخ في العظمة. أخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم181 من طريق عبد الوهاب بن خالد، عن محمد بن الجراح، عن أبي بشر، عن محمد بن كعب، نحوه. وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن الجراح وأبي بشر؛ فالأول مجهول والآخر ضعيف. هذا وقد ذكره ابن كثير 7/489 عن محمد بن كعب تعليقا. 2 فتح الباري 8/626. أخرجه عبد الرزاق 2/269 به سندا ومتنا. ولفظه "أسمعت" بدل "شملت". 3 فتح الباري 8/626. لم أقف على إسناده كاملا، وقد تقدم أن رواية سماك عن عكرمة خاصة فيها اضطراب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1167 [2861] ومن طريق عثمان بن سراقة1 عن خاله عمر بن الخطاب نحوه2. [2862] ومن طريق السدي قال: خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين3. قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً} الآية: 4 [2863] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {رُجَّتِ} قال: زلزلت 4. [2864] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله 5.   1 هو عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي، أبو عبد الله المدني، سبط عمر، أمه زينب بنت عمر ابن الخطاب وكانت أصغر ولد عمر، روى عن جده عمر مرسلا وخالد بن عمر، وجابر بن عبد الله وبسر ابن سعيد، وعنه الزهري وأبو المنيب العتكي وابن أبي ذئب وغيرهم. ثقة، ولي مكة، ومات سنة ثمان عشرة ومائة. أخرج له البخاري وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 7/119، والتقريب 2/11. 2 فتح الباري 8/626. أخرجه ابن جرير 27/166 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد الله - يعني العتكي -، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، مثله موقوفا عليه، ولم يذكر "عن خاله عمر بن الخطاب"، هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8 /4 عن عثمان عن خاله عمر بن الخطاب، وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم معا. 3 فتح الباري 8/626. أخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم182 من طريق أبي هشام، حدثنا يحيى بن يمان، عن حماد بن أبي نصر، عن السدي، مثله. وهذا إسناد ضعيف لأجل أبي هشام الرفاعي فهو ضعيف. وذكره ابن كثير 7/489 تعليقا عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/4 وعزاه لأبي الشيخ فقط. 4 فتح الباري 8/625. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/334 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/625. أخرجه عبد الرزاق 2/269 به قال: "زلزت زلزالا". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1168 قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} الآية: 5 [2865] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَبُسَّتِ} قال: بُسّت كما يُبَسّ السّويق1. [2866] وعند ابن أبي حاتم من طريق منصور عن مجاهد قال: لُتّت لتّا 2. [2867] ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: فُتِّت فتّا 3. قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} الآية: 15 [2868] وروى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك في قوله {مَوْضُونَةٍ} قال: التوضين التشبيك والنسج، يقول وسطها مشبك منسوج 4. [2869] ومن طريق عكرمة في قوله {مَوْضُونَةٍ} قال: مشبكة بالدر والياقوت 5.   1 فتح الباري 8/625. وذكره البخاري عنه تعليقا بلفظ "فُتِّت ولُتّت كما يُلتّ السويق". أخرجه ابن جرير 27/168 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/625. أخرج ابن جرير 27/168 من طرق عن منصور، به نحوه. 3 فتح الباري 8/625. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين الضحاك وابن عباس، ولكن أخرجه ابن جرير بسند صحيح؛ فقد أخرجه 27/168 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، مثله. 4 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 27/173 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} ، فذكره. قلت: وقد لمح ابن جرير إلى تضعيفه بقوله "حُدِّثت". 5 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 27/173 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة، به. وابن حميد شيخ الطبري ضعيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1169 قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} الآية: 18 [2870] وروى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: الكوب الذي دون الإبريق ليس له عروة 1. قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً} الآية: 25 [2871] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {لَغْواً} باطلا، وفي قوله {تَأْثِيماً} قال: كذبا 2. [2872] وقد وصل الفريابي عن مجاهد {لَغْواً} باطلا، {تَأْثِيماً} كذبا 3. قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} الآيتان: 28، 29 [2873] وصل الفريابي والبيهقي عن مجاهد في قوله {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} قال: الموز المتراكم. "والسدر المخضود" الموقر حملا 4.   1 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 27/174 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 8/627. وذكره البخاري تعليقا في ترجمة الباب. أخرجه البيهقي في البعث والنشور ص 214 من طريق عثمان بن سعيد، ثنا عبد الله ابن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/11 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 6/323. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/504-505 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/322. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/503 قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه. وأخرجه ابن جرير 27/180، 182 - مفرقا - من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1170 قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} الآية: 30 [2874] وروى ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال: "الظل الممدود" شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجدّ في ظلها مائة عام من كل نواحيها فيخرج أهل الجنة يتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم اللهو فيرسل الله ريحا فيحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا 1. قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} الآية: 31 [2875] وصل الفريابي عن مجاهد {مَسْكُوبٍ} جارٍ2. قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} الآية: 34 [2876] وصل الفريابي عن مجاهد {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} بعضها فوق بعض3. [2877] وروى ابن حبان والترمذي من حديث أبي سعيد الخدري   1 فتح الباري 6/327. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/6 حدثنا الحسن ابن أبي الربيع، حدثنا أبو عامر العقدي، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قال ابن كثير - عقب ذكره - هذا أثر غريب، وإسناده جيد قوي حسن. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/14 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. 2 فتح الباري 6/323. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/504-505 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/323. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/504-505 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1171 في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: ارتفاعها مسيرة خمسمائة عام 1. قوله تعالى: {عُرُباً أَتْرَاباً} الآية: 37 [2878] وقال ابن عيينة في تفسيره: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {عُرُباً أَتْرَاباً} قال: هي المحببة إلى زوجها، وأخرجه عبد بن حميد والفريابي والطبري وغيرهم من طريق مجاهد وغيره 2. [2879] ورواه الفريابي من وجه آخر عن مجاهد قال: العرب العواشق 3. [2880] وأخرج الطبري نحوه عن أم سلمة مرفوعا 4.   1 فتح الباري 6/323. أخرجه الترمذي رقم2540 - في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة -، ورقم3254 - في تفسير سورة الواقعة -، وابن جرير 17/185، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/8، وابن حبان الإحسان، رقم7405 من طرق عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن دراجا حدثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم648 وقال: ضعيف. 2 فتح الباري 6/323 و 8/626. ساقها ابن حجر في تغليق التعليق 4/334 سندا ومتنا غير أنه قال: هي المتحببة إلى زوجها". وأخرجه ابن جرير 27/188 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به 3 فتح الباري 6/323. أخرجه ابن جرير 27/188 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/323. أخرجه ابن جرير 27/188 حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن الفرج الصدَّفيّ الدِّمياطيّ، عن عمرو بن هاشم، عن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة. ولفظه "قالت: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله: {عُرُباً أَتْرَاباً} قال: "عربا: متعشِّقات متحبِّبات، أترابا: على ميلاد واحد". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1172 [2881] أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ومن طريق ابن بريدة1 قال: هي الشكلة بلغة أهل مكة والمغنوجة بلغة أهل المدينة2. [2882] وروى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم قال: هي الحسنة الكلام 3.   1 في الفتح والدر المنثور"بريدة "، وفي تفسير الطبري "أبو بريدة"، وفي تفسير ابن كثير "عبد الله بن بريدة " وهو الصواب؛ لأن الذي روى عنه هذا الأثر هو "صالح بن حيان القرشي" وهو معروف بالرواية عن "ابن بريدة ". انظر: تهذيب التهذيب 4/338. وابن بريدة هو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، يروي عن أبيه وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وغيرهم، وعنه صالح بن حيان القرشي وبشير بن المهاجر وسهل ابن بشير وثواب بن عتبة ومالك بن مغول ومطر الوراق وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس ومائة، وقيل بل خمس عشرة، وله مائة سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/137-138، والتقريب 1/403-404. 2 فتح الباري 6/322. أما أثر ابن بريدة فأخرجه ابن جرير 27/187 حدثني علي بن الحسن الأزدي، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن أبي إسحاق التيمي، عن صالح بن حيان، عن أبن بريدة، مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/12 تعليقا عن صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، مثله. وفي إسناده "صالح بن حيان القرشي" قال عنه ابن حجر: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. انظر ترجمته في: التهذيب 4/338، والتقريب 1/358. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/17 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وأما أثر عكرمة فأخرجه ابن جرير 27/187 حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد ابن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية {عُرُباً} قال: العرب المغنوجة. 3 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 27/187 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أسامة بن زيد ابن أسلم، عن أبيه، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/12 عنه وعن ابنه عبد الرحمن. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/18 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1173 [2883] ومن طريق جعفر بن محمد عن أبيه1 عن جده مرفوعا "العُرُب كلامهن عربي" وهو ضعيف منقطع2. [2884] وأخرج الطبري من طريق تميم بن حَذْلَم3 في قوله {عُرُباً} قال: العربة الحسنة التبعل، كانت العرب تقول إذا كانت المرأة حسنة التبعل إنها لعربة 4. [2885] ومن طريق عبد الله بن عبيد بن عمير المكي قال: العربة التي تشتهي زوجها، ألا ترى أن الرجل يقول للناقة إنها لعربة 5.   1 هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، وأبوه علي بن الحسين زيد العابدين. 2 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/12 قال: ذكر عن سهل بن عثمان العسكري، حدثنا أبو علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، به مرفوعا. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى، وبين أنه منقطع. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/18 عن جعفر بن محمد عن أبيه، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 في الفتح "حذام"، وهو خطأ مطبعي، وتميم بن حَذْلَم الضبي، أبو سلمة الكوفي، من أصحاب ابن مسعود وأدرك أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ثقة، قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة مائة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/449، والتقريب 1/113. 4 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 27/187 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن عثمان بن بشار، عن تميم بن حذلم، به. وذكره ابن كثير 8/12 تعليقا عن تميم بن حذلم باختصار. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/17 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير. 5 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 27/188 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن عثمان بن الأسود، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، به. وأخرج 27/188 من طريق ابن إدريس، قال: أخبرنا عثمان بن الأسود، به مختصراً. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/17 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1174 قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} الآية: 39 [2886] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {ثُلَّةٌ} قال: أمّة 1. [2887] وعند ابن أبي حاتم من طريق ميمون بن مهران في قوله {ثُلَّةٌ} قال: كثير 2. قوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} الآية: 43 [2888] وصل الفريابي من طريق مجاهد {يَحْمُومٍ} دخان أسود3. [2889] وأخرجه سعيد بن منصور والحاكم من طريق يزيد بن الأصم4 عن ابن عباس مثله5.   1 فتح الباري 8/626. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا شباب، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/626. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/19 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 3 فتح الباري 8/626. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - بلفظ "قال: من دخان جهنم". 4 يزيد بن الأصم بن عبيد بن معاوية البكائي، أبو عوف، كوفي، نزل الرّقة، وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، ويقال: له رؤية، ولا يثبت. روى عن خالته ميمونة بنت الحارث وعائشة وابن عباس وغيرهم، وعنه ابنا أخيه عبيد الله وعبد الله بن الأصم وأبو إسحاق الشيباني وجعفر بن برقان وغيرهم، ثقة، مات سنة ثلاث ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/273-274، والتقريب 2/362. 5 فتح الباري 8/626. أخرجه الحاكم 2/476 من طريق سليمان الشيباني، عن يزيد بن الأصم، به مثله. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير 27/192 من طرق عن الشيباني، به. وأخرجه من طرق أخرى عن ابن عباس نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1175 قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} الآية: 45 [2890] ولابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: منعمين1. قوله تعالى: {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} الآية: 46 [2891] وصل الفريابي من طريق مجاهد {يُصِرُّونَ} قال: يُدمِنون 2. [2892] وعند ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: يقيمون 3. قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} الآية: 64 [2893] أخرج ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة مرفوعا "لا يقل أحدكم زرعت، ولكن ليقل حرثت، ألم تسمع لقول الله تعالى {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} ، ورجاله ثقات، إلا أن مسلم بن أبي مسلم   1 فتح الباري 8/626. أخرجه ابن جرير 27/193 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/626. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/626. أخرج ابن جرير 27/193 من طريق ابن وهب، قال: قال ابن زيد، نحوه. ولفظه قال "لا يتوبون ولا يستغفرون، والإصرار عند العرب على الذنب: الإقامة عليه، وترك الإقلاع عنه". وهكذا فسّره ابن جرير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1176 الجرمي1 قال فيه ابن حبان ربما أخطأ2. [2894] وروى عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي بمثله من قوله غير مرفوع3. قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} الآية: 65 [2895] عن مجاهد {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} أي تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم، أخرجه ابن أبي حاتم 4. [2896] وأخرجه ابن المنذر من طريق الحسن مثله 5. [2897] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة 6.   1 مسلم بن أبي مسلم الجرمي، ثقة. 2 فتح الباري 5/4. أخرجه ابن جرير 27/198 حدثني أحمد بن الوليد القرشي، قال: ثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي، قال: ثنا مخلد بن الحسين، عن هشام - وهو ابن حسان -، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وفيه قائل "ألم تسمع إلى قول الله ... " إنما هو أبو هريرة. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 8/17 برواية الطبري هذه. وأخرجه البزار كما في تفسير ابن كثير 8/17 عن محمد بن عبد الرحيم، عن مسلم الجرمي، به. 3 فتح الباري 5/4. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/17 حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن - من قوله بلفظ "لا تقولوا زرعنا، ولكن قولوا حرثنا". 4 فتح الباري 8/626. أخرج ابن جرير 27/198 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "تعجبون". وابن حميد شيخ الطبري ضعيف. 5 فتح الباري 8/626. أخرج ابن جرير 27/199 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثني ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن بلفظ "تندمون". 6 فتح الباري 8/626. أخرج عبد الرزاق 2/272 عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} قال: تفكهون شبه التندم. وقال مجاهد: تفكهون تعجّبون ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1177 قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} الآية: 66 [2898] وصل ابن أبي حاتم من طريق شعبة عن قتادة {لَمُغْرَمُونَ} لملزمون 1. [2899] وعند الفريابي من طريق مجاهد: مُلْقُون للشرّ 2. قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} الآية: 69 [2900] عن مجاهد وقتادة: المزن السحاب، أخرجه الطبري عنهما 3. قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} الآية: 70 [2901] عن ابن عباس ومجاهد وقتادة {أُجَاجاً} : منصبا، أخرجه الطبري عنهم4. [2902] أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة: الأجاج المر5.   1 فتح الباري 8/626. لم أقف على إسناده، وقد علقه البخاري في ترجمة الباب، ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق. 2 فتح الباري 8/626. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 5/29. أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 27/200 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 27/200 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 5/29. لم يقع لي في تفسير الطبري عن أحد منهم. والله أعلم. 5 فتح الباري 5/29. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15262 - في سورة الفرقان - حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، به. وأخرجه عبد الرزاق 2/70 - في سورة الفرقان أيضا - عن معمر، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1178 قوله تعالى: {وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} الآية: 73 [2903] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {لِلْمُقْوِينَ} للمسافرين1. [2904] ومن طريق قتادة والضحاك مثله2. [2905] ومن طريق مجاهد قال: للمقوين أي المستمتعين المسافر والحاضر3. قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} الآية: 75 [2906] وروى مسلم من طريق أبي زميل عن ابن عباس قال "مطر   1 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 27/201 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/24 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس. 2 فتح الباري 6/332. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 27/202 حدثني ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {لِلْمُقْوِينَ} قال: للمسافرين. وأما أثر الضحاك فأخرجه ابن جرير 27/202 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} قال: للمسافرين. 3 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 27/202 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، به. وأخرج 27/202 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "للمستمتعين الناس أجمعين". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1179 الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذكر نحو حديث زيد بن خالد في الباب1، وفي آخره "فأنزلت هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله {تُكَذِّبُونَ} 2. [2907] قال الفراء حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور عن المنهال بن عمرو3 قال: قرأ عبد الله {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما4. [2908] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} قال: بمنازل النجوم، قال 5: وقال الكلبي: هو القرآن أنزل نجوما. انتهى6.   1 وهو قوله "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحيبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب". [البخاري، رقم 1038] . 2 فتح الباري 2/522-523. وتمامه - كما في صحيح مسلم - "فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر"، قالوا: هذه رحمة الله وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، قال: فنزلت هذه الآية، فذكرها. وقد أخرجه مسلم في صحيحه رقم127-73 - في الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء - من هذه الطريق. 3 المنهال بن عمرو الأسدي، مولاهم، الكوفي، صدوق، ربما وَهِم، أخرج له البخاري والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/283، والتقريب 2/278. 4 فتح الباري 8/627. 5 القائل هو معمر كما يتضح ذلك من رواية عبد الرزاق. 6 فتح الباري 8/627. أخرجه عبد الرزاق 2/273 به سندا ومتنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1180 [2909] ويؤيده ما أخرج النسائي والحاكم من طريق حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزل القرآن جميعا ليلة القدر إلى السماء، ثم فُصِّل، فنزل في السنين، وذلك قوله {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} 1. قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} الآية: 82 [2910] أخرج عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي مرفوعا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال: وتجعلون شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا 2.   1 فتح الباري 8/627. أخرجه النسائي في التفسير رقم585 من طريق أبي عوانة، وابن جرير 27/203، والحاكم 2/477 كلاهما من طريق هشيم، عن حصين، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وفي إسناد ابن جرير زيادة بين حصين وسعيد، وهو "حكيم بن جُبير"، وهو ضعيف جدا. وكذا أخرجه الطبراني في الكبير ج12/رقم12426 من طريق شريك، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/123 رواه الطبراني، وفيه حكيم بن جبير وهو متروك. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/25 وعزاه للنسائي وابن جرير، ومحمد بن نصر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. 2 فتح الباري 2/523. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/108 والترمذي رقم3295 - في تفسير سورة الواقعة - حدثنا أحمد ابن منيع، قالا: حدثنا الحسين بن محمد - وهو المروزي -، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/23 عن أبيه، عن مخول بن إبراهيم النهدي، وابن جرير 27/207-208 عن محمد بن المثنى، عن عبيد الله بن موسى، وعن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير، أربعتهم عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، به مرفوعا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل، ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي نحوه ولم يرفعه. أهـ. والحديث ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم649 وقال: ضعيف الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/29 وزاد نسبته إلى أحمد بن منيع وعبد ابن حميد وابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن مردويه والضياء في المختارة عن علي مرفوعا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1181 [2911] روى سعيد بن منصور عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرأ "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون"، وهذا إسناد صحيح، ومن هذا الوجه أخرجه ابن مردويه في التفسير المسند 1. قوله تعالى: {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} الآية: 86 [2911] م - وصل عبد بن حميد في التفسير من طريق ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} غير محاسبين2. قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} الآية: 89 [2912] قال الفريابي: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {فَرَوْحٌ} قال: جنة {وَرَيْحَانٌ} قال: رزق 3.   1 فتح الباري 2/522. أخرجه ابن جرير 27/208 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، به، ولكن الآية ذكرت فيها كما في المصحف - {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} . وزاد في أوله "قال: ما مُطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافراً، يقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا". مع أن الحافظ ابن كثير نقلها في تفسيره 8/23 برواية الطبري هذه، وفيه "وقرأ ابن عباس وتجعلون شكركم أنكم تكذبون "، وبهذا اللفظ ذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور 8/32 ونسبه إلى ابن جرير. والله تعالى أعلم. ثم قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، كما صحح الحافظ ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 2 فتح الباري 8/156. وصله عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/171: أخبرني شبابة، عن ورقاء، به. 3 فتح الباري 6/322. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/503 به سنداً ومتناً. وأخرج ابن جرير 27/211 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} قال: راحة، وقوله "وريحان" قال: الرزق. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/26 عن مجاهد تعليقا بلفظ "فروح وريحان": جنة ورخاء، "وريحان": ورزق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1182 [2913] وأخرجه البيهقي في الشعب من طريق آدم عن ورقاء بسنده بلفظ {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} قال: الروح جنة ورخاء، والريحان رزق1. قوله تعالى: {فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} الآية: 91 [2914] أخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال: يأتيه الملائكة من قبل الله، سلام لك من أصحاب اليمين: تخبره أنه من أصحاب اليمين2.   1 فتح الباري 6/322. 2 فتح الباري 8/627. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/38 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر، هذا ولم أجده في تفسير الطبري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1183 سورة الحديد قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الآية: 7 [2915] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ} معمرين فيه1. قوله تعالى: {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} الآية: 9 [2916] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} من الضلالة إلى الهدي2. قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية: 16 [2917] عن ابن مسعود: لم يكن بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إلا أربع سنين، أخرجه مسلم من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عمه3.   1 فتح الباري 8/628. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/336 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "معمرين بالرزق". 2 فتح الباري 8/628. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/336 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 8/628. أخرجه مسلم في صحيحه رقم3027-24 - في التفسير، باب في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} - بسنده عن عون بن عبد الله، عن أبيه، أن ابن مسعود قال: فذكره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1184 قوله تعالى: {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} الآية: 25 [2918] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} جُنَّة وسلاح1. قوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} الآية: 28 [2919] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبي موسى الأشعري في قوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} قال: ضعفين بالحبشية أجرين 2.   1 فتح الباري 8/628. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/336 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 10/452. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1185 سورة المجادلة قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} الآية: 1 [2920] وصل أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش عن تميم1 عن عروة عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} 2. [2921] وأخرجه ابن ماجه أيضا من رواية أبي عبيدة بن معن 3 عن الأعمش بلفظ "بتبارك" وسياقه أتم4.   1 هو تميم بن سلمة السلمي الكوفي، روى عنه الأعمش ومنصور وطلحة بن مصرف وغيرهم، ثقة. مات سنة مائة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/450، والتقريب 1/113. 2 فتح الباري 13/373. أخرجه الإمام أحمد 6/46، وابن ماجه رقم188 - في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية - من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. وأخرجه النسائي رقم3460 - في الطلاق، باب الظهار - من حديث جرير عن الأعمش، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 5/339 بسنده إلى جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. ثم قال: هذا حديث صحيح، وتميم وثقه ابن معين وغيره. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي رقم3237، وصحيح سنن ابن ماجه رقم155. 3 هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبيدة المسعودي الكوفي، روى عن الأعمش وأبي إسحاق الشيباني، وعنه ابنه محمد وابن المحاربي وحسين بن ثابت وأحمد بن يحيى الأحول. ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 6/376، والتقريب 1/523. 4 فتح الباري 13/373. أخرجه ابن ماجه رقم2063 - في الطلاق، باب الظهار - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1186 [2922] أخرج النقاش في تفسيره بسند ضعيف إلى الشعبي قال: المرأة التي جادلت في زوجها هي خولة بنت الصامت1 وأمها معاذة أمة عبد الله بن أبي التي نزل فيها {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] 2. قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} الآية: 2 [2923] أخرج سعيد بن منصور من رواية داود بن أبي هند سألت مجاهداً عن الظهار من الأمة فكأنه لم يره شيئا. قلت: أليس الله يقول {مِنْ نِسَائِهِمْ} أفليست من النساء؟ فقال: قال الله تعالى {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} أو ليس العبيد من الرجال؟ أفتجوز شهادة العبيد3؟ قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية: 5 [2924] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {يُحَادُّونَ}   = ثنا محمد بن أبي عبيدة، ثنا أبي، عن الأعمش، به. ولفظه "قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كلَّ شيء. إنيّ لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى عليَّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي تقول: يا رسول الله! أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرت سنّي، وانقطع ولدي، ظاهر منيّ، اللهم إنّي أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} . وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/60 من هذا الطريق. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/70 ونسبه إلى ابن ماجه وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم1678. وانظر ما قبله. 1 قال ابن حجر: وقوله "بنت الصامت" خطأ؛ فإن الصامت والد زوجها، ولعله سقط منه شيء، وتسمية أمها غريب. فتح الباري 13/374. 2 فتح الباري 13/374. إسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر، ثم إنه مرسل. 3 فتح الباري 9/434. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1187 يشاقّون 1. [2925] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {يُحَادُّونَ اللَّهَ} قال: يعادون الله ورسوله2. قوله تعالى: {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآية: 5 [2926] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة: خزوا كما خزي الذين من قبلهم3. [2927] ومن طريق مقاتل بن حيان: أخزوا4. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} الآية: 11 [2928] عن قتادة "كانوا يتنافسون في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأوه مقبلا ضيقوا مجلسهم، فأمرهم الله تعالى أن يوسع بعضهم لبعض5.   1 فتح الباري 8/628. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/337 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/628. أخرجه عبد الرزاق 2/281 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/628. أخرجه ابن جرير 28/11 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. 4 فتح الباري 8/628. انظر ما قبله. 5 فتح الباري 11/62. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/279، وابن جرير 28/17 من طريق ابن ثور، كلاهما عن معمر، عن قتادة، نحوه. وأخرج ابن جرير 28/17 من طريق سعيد، عن قتادة، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1188 [2929] وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيّان قال: نزلت يوم الجمعة أقبل جماعة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر فلم يجدوا مكانا، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم ناسا ممن تأخر إسلامه فأجلسهم في أماكنهم، فشق ذلك عليهم، وتكلم المنافقون في ذلك، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} 1. [2930] وعن الحسن البصري: المراد بذلك مجلس القتال، قال: ومعنى قوله {انْشُزُوا} انهضوا للقتال2. قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} الآية: 11 [2931] وفي صحيح مسلم عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي3 - وكان عامل عمر علي مكة - أنه لقيه بعسفان فقال له: من استخلفت؟ فقال: استخلفت ابن أبزي مولى لنا. فقال عمر: استخلفت مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض. فقال عمر: أما إن نبيكم قد قال: "إن الله   1 فتح الباري 11/62. قلت: إسناده ضعيف، فإنه مرسل، ثم إنه يخالف ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري رقم6270 من رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويَجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا ". فحاشا أن ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ثم يفعله، اللهم ما كان خاصا به صلى الله عليه وسلم. 2 فتح الباري 11/62. أخرج ابن جرير 28/18 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وذكر السيوطي في الدر المنثور 8/82 بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 3 نافع بن عبد الحارث بن خالد الخزاعي، صحابي فتحيّ، وأمّره عمر على مكة فأقام بها إلى أن مات. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/284، رقم5176، والإصابة 6/321، رقم8678، والتقريب 2/295. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1189 قد يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين" 1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} الآية: 12 [2932] أخرج الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان وابن مردويه من طريق علي بن علقمة2 عن عليّ قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} الآية، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "ما ترى؟ دينار"، قلت: لا يطيقونه، قال: "فنصف دينار؟ " قلت: لا يطيقونه، قال: "فكم؟ " قلت: شعيرة، قال: "إنك لزهيد"، فنزلت {أَشْفَقْتُمْ} الآية، قال: فبيّ خفف الله عن هذه الأمة3. [2933] وأخرج ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاص له   1 فتح الباري 1/ 141. أخرجه مسلم في صحيحه رقم817-269 - في صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه - بسنده عن نافع بن عبد الحارث، به. 2 علي بن علقمة الأنماري الكوفي، روى عن علي وابن مسعود، وعنه سالم بن أبي الجعد. مقبول. قال البخاري: في حديثه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات. له عند الترمذي حديث واحد، وهو هذا. وأخرج له النسائي في خصائص علي. انظر ترجمته في: التهذيب 7/319، والتقريب 2/41. 3 فتح الباري 11/81 و 13/340. أخرجه الترمذي رقم3300 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة المجادلة -، عن سفيان بن وكيع، وابن حبان الإحسان، رقم6941 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن يحيى بن آدم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. وأخرجه ابن جرير 28/21 من طرق عن سفيان الثوري، به. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم652 وقال: ضعيف الإسناد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1190 شاهدا1. [2934] وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن عاصم الأحول قال: لما نزلت كان لا يناجي النبي صلى الله عليه وسلم أحد إلا تصدق، فكان أول من ناجاه علي ابن أبي طالب فتصدق بدينار، ونزلت الرخصة {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} الآية، وهذا مرسل رجاله ثقات2.   1 فتح الباري 11/81. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/84 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه بسند قال عنه السيوطي "فيه ضعف" عن سعد بن أبي وقاص، ولفظه "قال نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} فقدمت شعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لزهيد" فنزلت الآية الأخرى {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} ". وقد أخرجه الطبراني في الكبير ج 1/ رقم331 حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي كاتب سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق الهمداني، عن مصعب ابن سعد، عن سعد رضي الله عنه، به في حديث طويل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/125 وقال: رواه الطبراني في حديث طويل ... وفيه "سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره 2 فتح الباري 11/81. ضعيف، لأنه مرسل مع أن رجاله ثقات - كما بين ذلك ابن حجر -، وله شواهد تقدمت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1191 سورة الحشر قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} الآيتان: 1، 2 [2935] وصل عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن عروة "ثم كانت غزوة بني النضير، وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر1، وكانت منازلهم ونخلهم بناحية المدينة، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال لا الحلقة يعني السلاح، فأنزل الله فيهم {سَبَّحَ لِلَّهِ - إلى قوله - لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} وقاتلهم حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام، وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا، وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسباء 2.   1 هذا قول الزهري، والذي عليه أكثر أصحابي المغازي أن غزوة بني النضير وقعت بعد وقعة الرجيع وبئر معونة في سنة أربع للهجرة. انظر: سيرة ابن هشام 3/993، والرحيق المختوم ص 330. 2 فتح الباري 7/330. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 5/357-358، رقم9732 عن معمر، عن الزهري، عن عروة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1192 قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ} الآية: 3 [2936] أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد، عن قتادة {الْجَلاءَ} الإخراج من أرض إلى أرض1. قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية: 5 [2937] وعند الترمذي من حديث ابن عباس "اللينة" النخلة، في أثنا حديث2. [2938] وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة قال: "اللينة" ما دون العجوة 3. [2939] وقال سفيان: هي شديد الصفرة تنشق عن النوى4.   1 فتح الباري 8/629. أخرج ابن جرير 28/31 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به نحوه. ولفظه "خروج الناس من البلد إلى البلد ". وبهذا اللفظ علقه ابن كثير 8/85 عن قتادة. 2 فتح الباري 8/629. أخرجه الترمذي رقم3303 - في التفسير، باب "ومن سورة الحشر" - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا عفان بن مسلم، حدثن حفص بن غياث، حدثنا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، في حديث طويل. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2631 وقال: صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/98 مختصرا، ونسبه إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي شيبة وعبد بن حميد. 3 فتح الباري 8/629. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 180/ ب حدثنا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/98 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. 4 فتح الباري 8/629. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1193 قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} الآية: 7 [2940] وروى عبد الرزاق في حديث عمر الطويل حين دخل عليه عباس وعلي يختصمان قال: قرأ عمر {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} الآية، فقالوا: استوعبت هذه المسلمين1. قوله تعالى: {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} الآية: 9 [2941] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن {حَاجَةً} حسدا 2، ورويناه في الجزء الثامن من "أمالي المحامل" بعلو من طريق أبي رجاء عن الحسن في قوله {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} قال: الحسد3. قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الآية: 9 [2942] وعند ابن مردويه من طريق محارب بن دثار4 عن ابن عمر "أهدى لرجل رأس شاة فقال: إن أخي وعياله أحوج منا إلى هذا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة،   1 فتح الباري 6/269. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/283-284 عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطاب، نحوه مختصراً. 2 لم أجده في تفسير عبد الرزاق. وقد أخرجه عبد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/337 ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، به. 3 فتح الباري 8/632. أخرج ابن جرير 28/42 من طريق شعبة وابن علية كلاهما عن أبي رجاء، به. 4 محارب بن دثار، السدوسي، الكوفي، القاضي، روى عن ابن عمر وغيره، وعنه عطاء بن السائب وأبو سحاق الشيباني والأعمش وغيرهم. ثقة إمام زاهد، مات سنة ست عشرة ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/45، والتقريب 2/230. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1194 فنزلت1. [2943] عن مقاتل بن حيان "الخصاصة" فاقة، أخرجه ابن أبي حاتم من طريقه2.   1 فتح الباري 7/120. أخرجه الحاكم 2/483-484 حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن المغيرة السكري بهمدان، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا عبيد الله بن الوليد، عن محارب بن دثار، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقه الذهبي فقال: "عبيد الله" ضعفوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/107 ونسبه إلى الحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. هذا وقد أخرج البخاري برقم3798 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضم - أو يضيف - هذا؟ " الحديث، وفيه "ضحك الله الليلة - أو عجب - من فعالكما"، فأنزل الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... } الآية". قال ابن حجر: هذا هو الأصح في سبب نزول هذه الآية، ثم أورد هذه الرواية، وقال ويحتمل أن تكون نزلت بسبب ذلك كله. أهـ. فتح الباري 7/120. 2 فتح الباري 8/632. لم أقف عليه مسنداً، وهكذا فسره البخاري في ترجمة الباب، كما فسره به ابن جرير وغيره. انظر: تفسير الطبري 28/42. وفي الحديث عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: "جُهد المُقِلّ، وابدأ بمن تعول". أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/358 بسند صحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1195 سورة الممتحنة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآية: 1 [2944] وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير 1 عن قتادة عن أنس قال: "لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم " فذكر الحديث إلى أن قال "فأنزل الله فيه القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآية2.   1 سعيد بن بشير الأزدي، ضعيف. وقد تقدم، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات. 2 فتح الباري 8/636. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/125-126 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وتمامه "فأطلع الله نبيه على ذلك، فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له: "ما حملك على الذي صنعت؟ " قال: أما والله ما ارتبت في أمر الله، ولا شككت فيه، ولكنه كان لي بها أهل ومال، فأردت مصانعة قريش، وكان حليفا لهم، ولم يكن منهم، فأنزل الله فيه القرآن"، فذكر هذه الآية. وإسناده ضعيف لحال سعيد بن بشير. ولكن صحّت هذه القصة من حديث علي وغيره فيما أخرجه الشيخان وغيرهما من أن هذه الآية نزلت في حاطب انظر: البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، تفسير سورة الممتحنة، باب {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} رقم4890، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بدر، رقم2494-161. وفي هذا قال ابن كثير: كان سبب نزول صدر هذه السورة الكريمة قصة حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أن حاطبا هذا كان رجلا من المهاجرين، وكان من أهل بدر أيضا، وكان له بمكة أولاد ومال، ولم يكن من قريش أنفسهم، بل كان حليفا لعثمان، فلما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة لما نقض أهلها العهد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم، وقال: "اللهم عمِّ عليهم خبرنا". فعمد حاطب هذا فكتب كتابا، وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة، يعلمهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتخذ بذلك عندهم يداً، فأطلع الله رسوله على ذلك، استجابة لدعائه. فبعث في أثر المرأة فأخذ الكتاب منها. أهـ. تفسير القرآن العظيم 8/105. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1196 قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 5 [2945] وصل الفريابي عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} قال: لا تعذبنا بأيديهم، ولا بعذاب من عندك، وزاد في آخره "ما أصابهم مثل هذا، كذا أخرجه عبد بن حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه1. [2946] وللطبري من طريق أخرى عن ورقاء، عن عيسى عن ابن أبي نجيح كذلك2. [2947] وأخرج الحاكم مثل هذا من طريق آدم بن أبي إياس عن ورقاء فزاد فيه ابن عباس وقال: صحيح على شرط مسلم3.   1 فتح الباري 8/633. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/337-338 ثنا ورقاء، به. ولفظه في آخره "فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم مثل هذا ". 2 فتح الباري 8/633. أخرجه ابن جرير 28/64 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، به مثله. قال ابن حجر: فاتفقوا كلهم على أنه موقوف عن مجاهد. 3 فتح الباري 8/633. أخرجه الحاكم 2/485 أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم ابن الحسين، ثنا آدم ابن أبي إياس، به. وفيه قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو على شرط مسلم فحسب كما ذكره ابن حجر - كما في الأعلى-. قال ابن حجر: وما أظن زيادة ابن عباس فيه إلا وهما لاتفاق أصحاب ورقاء على عدم ذكره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1197 [2948] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} لا تسلطهم علينا فيفتنونا1. [2949] وأخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} قال: لا تظهرهم علينا فيفتنونا، يرون أنهم إنما ظهروا علينا بحقهم2. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} الآية: 10 [2950] وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر من النساء: بالله ما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ورسوله 3. [2951] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه وزاد "ولا خرج بك عشق رجل منا، ولا فرار من زوجك"4.   1 فتح الباري 8/633. أخرجه ابن جرير 28/64 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. قال ابن حجر: وهذا بخلاف تفسير مجاهد، وفيه تقوية لما قلته. قلت: وليس تفسيره يخالف تفسير مجاهد، بل هو في معناه؛ فإن قوله "لا تعذبنا بأيديهم" بمعنى "لا تسلطهم علينا فيفتنونا". 2 فتح الباري 8/633. أخرجه ابن جرير 28/64 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. قال ابن حجر: وهذا يشبه تأويل مجاهد. 3 فتح الباري 8/637. أخرجه عبد الرزاق 2/288 به نحوه. وأخرجه ابن جرير 28/68 من طريق أبي ثور، عن معمر، به. وهذا مرسل مع صحة إسناده؛ لأن قتادة لم يخضر الحادث. 4 فتح الباري 8/637. قد تكرر هذا الإسناد كثيراً، وعبد بن حميد إنما يروي فيه عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، فهذا إسناد صحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1198 [2952] وعند ابن مردويه وابن أبي حاتم والطبراني من حديث ابن عباس نحوه، وسنده ضعيف1. [2953] وذكر الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أن المرأة من المشركين كانت إذا غضبت على زوجها قالت: والله لأهاجرن إلى محمد، فنزلت {فَامْتَحِنُوهُنَّ} 2. قوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} الآية: 10 [2954] وصل عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أرأيت   1 فتح الباري 8/637. لعله أشار إلى الرواية التي أوردها السيوطي في الدر المنثور 8/137 وعزاها لابن أبي أسامة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وحسّن - أي السيوطي - أسنادها. ولفظها "عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} أنه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء؟ قال: كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر رضي الله عنه: بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض، وبالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله. واللفظ لابن المنذر كما قال السيوطي. هذا وقد أخرج هذا الأثر البزار كشف الأستار، رقم2272 - تفسير سورة الممتحنة -، وابن جرير 28/67 من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر الأسدي، عن ابن عباس. قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر لم يرو عنه إلا خليفة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/126 وقال: رواه البزار، وفيه قيس بن الربيع، وثقّه شعبة والثوري وضعّفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات. 2 فتح الباري 8/637. أخرجه ابن جرير 28/68 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فذكره. وزاد في آخره "إن كان الغضب أتى بها فردّوها، وإن كان الإسلام أتى بها فلا تردّوها". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1199 اليوم امرأة من أهل الشرك جاءت إلى المسلمين أيعاوض زوجها منها لقوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} ؟ قال: لا، إنما كان ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل العهد1. قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} الآية: 10 [2955] وصل الفريابي من طريق مجاهد {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} أمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بفراق نسائهم كن كوافر بمكة2، وأخرجه الطبري من طريقه أيضا ولفظه "أمر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بطلاق نسائهم كوافر بمكة قعدن مع الكفار" 3. [2956] ولسعيد بن منصور من طريق إبراهيم النخعي قال: نزلت في المرأة من المسلمين تلحق بالمشركين فتكفر فلا يمسك زوجها بعصمتها قد برئ منها. انتهى4. [2957] روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري لما نزلت {وَلا تُمْسِكُوا   1 فتح الباري 9/422. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم12707 - في الطلاق، باب {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} ، به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/633. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/338 عن ورقاء، وعبد بن حميد كما في تغليق التعليق أيضا عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/633. أخرجه ابن جرير 28/72 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، به مثله. وأخرجه البيهقي في السنن 7/171 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، به نحوه. 4 فتح الباري 8/633. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 180/ب حدثنا جرير، عن معن، عن إبراهيم، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1200 بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} فذكر القصة وفيها "فطلق عمر امرأتين كانتا له بمكة"1. [2958] وأخرج ابن أبي حاتم بسند حسن من رواية بني طلحة مسلسلا بهم عن موسى بن طلحة2 عن أبيه قال "لما نزلت هذه الآية {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} طلقت امرأتي أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وطلق عمر قريبة وأم كلثوم بنت جرول" 3. [2959] وقد روى الطبري من طريق سلمة بن الفضل4 عن محمد   1 فتح الباري 9/419. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/288 عن معمر، عن الزهري - مطولا. ولفظه "نزلت عليه وهو في أسفل الحديبية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم على أنه من أتاه منهم فإنه يرده إليهم، فلما جاء النساء نزلت عليه هذه الآية، وأمره أن يرد الصداق على أزواجهن وحكم على المشركين بمثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين أن يردوا الصداق إلى زوجها، قال الله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} قال: فطلّق عمر امرأتين كانتا له بمكة ... إلخ. 2 موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبو عيسى، أو أبو محمد المدني، نزيل الكوفة، ثقة جليل، ويقال إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه وغيره، وعنه ابنه عمران وحفيده سليمان بن عيسى بن موسى وابنا أخيه إسحاق وطلحة ابنا يحيى بن طلحة وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق بن طلحة وابن أخيه موسى بن عبد الله بن إسحاق ابن طلحة وغيرهم. مات سنة ثلاث ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/312، والتقريب 2/284. 3 فتح الباري 9/419. لم أقف على إسناده، وقد حسنه ابن حجر كما في الأعلى. ويشهد له مرسل الزهري الآتي. ورواية بني طلحة قد تكرر كثير في كتب المسندة وهذه السلسلة هي "سليمان بن أيوب ابن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد الله. انظر هذه السلسة مثلا في: تفسير الطبري 21/147، والمختارة للضياء المقدسي 3/19، وتفسير ابن كثير 6/394. 4 سلمة بن الفضل الأبرش، مولى الأنصار، أبو عبد الله الأزرق، قاضي الريّ، روى عن محمد بن إسحاق وغيره، وعنه محمد بن حميد الرازي وغيره، صدوق كثير الخطأ، مات بعد التسعين ومائة. وقد جاوز المائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/135، والتقريب 1/318. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1201 ابن إسحاق قال "قال الزهري: لما نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ} ... إلى قوله {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} طلق عمر قريبة وأم كلثوم وطلق طلحة أروى بنت ربيعة فرق بينهما الإسلام، حتى نزلت {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} ثم تزوجها بعد أن أسلمت خالد بن سعيد ابن العاصي1. قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا} الآية: 10 [2960] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا} قال: من ذهب من أزواج المسلمين إلى الكفار فليعطهم الكفار صدقاتهن وليمسكوهن، ومن ذهب من أزواج الكفار إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكذلك، هذا كله في صلح كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش2. [2961] وعن معمر عن الزهري نحو قول مجاهد، وزاد: وقد انقطع ذلك يوم الفتح فلا يعاوض زوجها منها بشيء 3.   1 فتح الباري 9/419. أخرجه ابن جرير 28/72 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: وقال الزهري، نحوه مطولا. وإسناده ضعيف، ثم إنه مرسل. 2 فتح الباري 9/422. أخرجه ابن جرير 28/73 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 3 فتح الباري 9/422. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم12708 - في الطلاق، باب {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} - عن معمر، عن الزهري، به. ولفظه "قال: إنما كان هذا صلح بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين قريش، يوم الحديبية فقد انقطع ذلك يوم الفتح ولا يعاوض وزجه منها بشيء. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1202 قوله تعالى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} الآية: 11 [2962] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} أي إن أصبتم مغنما من قريش فاعطوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا عوضا1. [2963] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث عن الحسن في قوله تعالى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} قال: نزلت في أم الحكم بنت أبي سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي، ولم ترتد امرأة من قريش غيرها، ثم أسلمت مع ثقيف حين أسلموا 2. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ} الآية: 12 [2964] فقد أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس قال: "لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء فبايعهن أن لا يشركن بالله شيئا، الآية قالت   1 فتح الباري 9/418، 422. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/464 حدثني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. وأخرجه ابن جرير 28/76 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 9/422. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/138 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقال ابن حجر عقب ذكره - فإن ثنت هذا استثنى من الحصر المذكور في حديث الزهري، لأن أم الحكم هي أخت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وقج تقدم في حديث ابن عباس أنها كانت تحت عياض بن غنم، وظاهر سياقه أنها كانت عند نزول قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} مشركة، وأن عياض بن غنم فارقها لذلك فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي، فهذا أصح من رواية الحسن. أهـ. فتح الباري 9/422. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1203 خولة بنت حكيم: يا رسول الله، كان أبي وأخي ماتا في الجاهلية، وإن فلانة أَسْعَدَتْنِي1 وقد مات أخوها" الحديث 2. [2965] وأخرج الترمذي من طريق شهر بن حوشب3 عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد قالت: "قلت يا رسول الله، إن بني فلان أسعدوني على عمي ولا بد من قضائهن، فأبى. قالت: فراجعته مرارا فأذن لي4، ثم لم أنح بعد" 5. [2966] وأخرج أحمد والطبري من طريق مصعب بن نوح6 قال:   1 أسعدتني من الإسعاد، وهو إسعاد النساء في المناحاة، تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النيّاحة. وهو خاص بهذا المعنى، ولا يستعمل إلا في البكاء والمساعدة عليه. وأما المساعدة فعامّة في كل معونة. انظر: النهاية لابن الأثير 2/366، مادة "سعد"، وفتح الباري 8/638. 2 فتح الباري 8/639. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر، وله شواهد تأتي. 3 شهر بن حوشب الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام، مات سنة اثنتي عشرة ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/323، والتقريب 1/355. 4 قال ابن حجر: وظهر من هذا كله أن أقرب الأجوبة أنها كانت مباحة ثم كرهت كراهة تنزيه، ثم تحريم والله أعلم. 5 فتح الباري 8/639. أخرجه الترمذي رقم3307 - في التفسير، باب "ومن سورة الممتحنة" - حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يزيد بن عبد الله الشيباني، قال: سمعت شهر بن حوشب، به. وأوله " قال أم سلمة: قال امرأة من النسوة: ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا تَنُحْن، قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن. كما حسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2635. 6 مصعب بن نوح الأنصاري، ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عنه عمرو بن فرّوخ، سمعت أبي يقول: هو مجهول. وذكره الذهبي باسمه فقط، ولم يذكر شيئا في ترجمته. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر "لكنه - أي ابن حبان - ذكره في الطبقة الثالثة، فقال: يروي المقاطيع، فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة. انظر: الجرح والتعديل 8/308، والميزان 5/247، رقم8573، وتعجيل المنفعة رقم1039. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1204 "أدركت عجوزاً لنا كانت فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فأخذ علينا ولا يَنُحْن، فقالت عجوز: يا نبي الله، إن ناسا كانوا أسعدونا على مصائب أصابتنا، وإنهم قد أصابتهم مصيبة، فأنا أريد أن أسعدهم، قال: "فاذهبي فكافئهم". قالت: فانطلقت فكافأتهم، ثم إنها أتت فبايعته" 1. [2967] وقد أخرج البزار من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال: جاءت فاطمة بنت عتبة - أي ابن ربيعة ابن عبد شمس أخت هند بنت عتبة - تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عليها أن لا تزني، فوضعت يدها على رأسها حياء، فقالت لها عائشة: بايعي أيتها المرأة،   1 فتح الباري 8/639. أخرجه الإمام أحمد 4/55، وابن جرير 28/79 كلاهما من طريق عمرو بن فروخ القتات، قال: حدثنا مصعب بن نوح الأنصاري، به نحوه. وليس في رواية أحمد قوله "فاذهبي فكافئهم"، وإنما هي في رواية الطبري. وقد زادا في آخره "قال: هو المعروف الذي قال الله {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/127 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! قلت: وقد عرفت ما قال علماء الجرح والتعديل في "مصعب بن نوح - فيما تقدم من ترجمته -. ولكن للحديث شواهد تقدمت، وآخر من حديث أم عطية رضي الله عنها، أخرجه البخاري رقم4892 عنها قالت: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا {أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً} ، ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها فقالت: أسعدتني فلانة، فأريد أن أجزيها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلقت ورجعت، فبايعها". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/141 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد وابن سعد وابن مردويه. وقد وجوّد - أي السيوطي - إسناده! الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1205 فوالله ما بايعناه إلا على هذا، قالت: فنعم إذاً 1. قوله تعالى: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} الآية: 12 [2968] وأخرج الطبري من طريق زهير بن محمد2 قال في قوله {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} : لا يخلو الرجل بامرأة 3. [2969] وقد جمع بينهما قتادة: فأخرج الطبري عنه قال "أخذ عليهن أن لا ينحن ولا يحدثن الرجال، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أضيافا وإنا نغيب عن نسائنا، فقال: ليس أولئك عَنَيْتُ" 4. [2970] وللطبري من حديث ابن عباس المتقدم ذكره "إنما أنبئكن بالمعروف الذي لا تعصينني فيه، لا تخلونّ بالرجل وحدانا، ولا تنحن نوح الجاهلية" 5.   1 فتح الباري 13/204. 2 زهير بن محمد التميمي، تقدم ترجمته، ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري: عن أحمد: كان زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدثّ بالشام من حفظه، فكثر غلطه. 3 فتح الباري 8/639-640. أخرجه ابن جرير 28/81 حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا عمرو ابن أبي سلمة، عن زهير، به. وإسناده صحيح إلا ما قيل في زهير بن محمد في رواية الشاميين عنه، فعمرو بن أبي سلمة شامي. ولكن الإمام أحمد يرى - كما سبق في ترجمته - أن الذي يروي عنه الشاميون "زهير" آخر. والله أعلم. 4 فتح الباري 8/640. أخرجه ابن جرير 28/78-79 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} حتى بلغ {فَبَايِعْهُنَّ} قال: ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ عليهن يومئذ النياحة، ولا يتحدثن الرجال ... الخ. وهذا منقطع مع صحة إسناده. 5 فتح الباري 8/640. لم أقف عليه في تفسير الطبري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1206 [2971] ومن طريق أسيد بن أبي أسيد البراد 1 عن امرأة من البايعات قالت "كان فيما أخذ علينا أن لا نعصيه في شيء من المعروف، ولا نخدش وجها، ولا ننشر شعراً، ولا تشق جيبا، ولا ندعو ويلا"2.   1 أسيد بن أبي أسيد البراد، أبو سعيد المديني، صدوق، روى عنه الحجاج بن صفوان وغيره. مات في أول خلافة المنصور. أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/300، والتقريب 1/77. 2 فتح الباري 8/640. أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/128 حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا القعنبي، حدثنا الحجاج بن صفوان، عن أسيد بن أبي أسيد البراد، به. وإسناده حسن. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/142 ونسبه إلى ابن سعد وابن أبي حاتم وابن مردويه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1207 سورة الصف قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} الآية: 4 [2972] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} : مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض1. الآية قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ} الآية: 10 [2973] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير "إن هذه الآية لما نزلت قال المسلمون: لو علمنا هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين، فنزلت {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ} الآية" هكذا ذكره مرسلا 2. [2974] وروى هو والطبري من طريق قتادة قال "لولا أن الله بيّنها   1 فتح الباري 8/641. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/340 ثنا علي بن المبارك في كتابه، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، به. 2 فتح الباري 6/6. لم أقف عليه مسندا، وهو مرسل، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/149 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1208 ودلّ عليها لتلهّف عليها رجال أن يكونوا يعلمونها حتى يطلبوها 1 " 2. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} الآية: 14 [2975] وأخرج الطبري من طريق معمر عن قتادة أن الحواريين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم من قريش، فسمى العشرة المشهوين إلا سعيد بن زيد وحده وحمزة وجعفر بن أبي طالب وعثمان بن مظعون3. [2976] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} قال: من يتبعني 4.   1 في الفتح "حتى يطلبونها"، والصواب إسقاط النون؛ لأنه وقع بعد "حتى". وفي تفسير الطبري "حتى يضنوا بها". 2 فتح الباري 6/6. أخرجه ابن جرير 28/89 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه. 3 فتح الباري 8/641. أخرجه عبد الرزاق 2/290 عن معمر، عن قتادة، به. وأخرجه ابن جرير 28/91 من طريق ابن ثور، عن معمر، به. 4 فتح الباري 8/640. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/340 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1209 سورة الجمعة قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} الآية: 9 [2977] وصل عبد بن حميد في تفسيره عن عطاء بلفظ "إذا نودي بالأذان حرم اللهو والبيع والصناعات كلها والرقاد وأن يأتي الرجل أهله وأن يكتب كتابا" 1. [2978] وفي الموطأ عن مالك أنه سأل ابن شهاب عن هذه الآية فقال: كان عمر يقرؤها "إذا نودي للصلاة فامضوا"، قال مالك: وإنما السعي العمل لقول الله تعالى {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ} [البقرة:205] وقال: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى} [عبس:8] ، قال مالك: وليس السعي الاشتداد. أهـ.2. [2979] روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين قال   1 فتح الباري 2/391. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ "تحرم الصناعات كلها". أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 2/361 حدثنا روح، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: هل من شيء يحرم إذا نُودي بالأولى سوى البيع؟ فقال عطاء - فذكر نحوه. 2 فتح الباري 2/390. الموطأ كتاب الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة، 1/106. وفي البخاري رقم908 عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون عليكم السكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتموا". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1210 "جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة، فقالت الأنصار: إن لليهود يوما يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى كذلك، فهلم فلنجعل يوم نجتمع فيه فنذكر الله تعالى ونصلي ونشكره، فجعلوه يوم العروبة، واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلى بهم يومئذ، وأنزل الله تعالى بعد ذلك {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} الآية 1.   1 فتح الباري 2/355. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/159 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر. قال ابن حجر: وهذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغير واحد، بإسناد حسن، من حديث كعب بن مالك قال "كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد بن زرارة" الحديث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1211 سورة المنافقون قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} الآية: 2 [2980] قال عبد بن حميد: حدثني شبابة عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} قال: يجتنون أنفسهم " 1. [2981] وأخرجه الطبري من وجه آخر عن ابن أبي نجيح {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} قال: يجتنون بها2. قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ} الآية: 5 [2982] في مرسل سعيد بن جبير "وجاء عبد الله بن أبي فجعل يعتذر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "تُبْ"، فجعل يلوي رأسه، فنزلت" 3.   1 فتح الباري 8/646. 2 فتح الباري 8/646. أخرجه ابن جرير 28/106 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، به. وزاد في آخره "قال ذلك بأنهم آمنوا ثم كفراو". 3 فتح الباري 8/648. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/174 مطولا، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. وأوله "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا في السفر لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك نزل منزلا، فقال عبد الله ابن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحل ولم يصل، فذكروا ذلك له فذكر فصة ابن أبي، ونزل القرآن {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} وجاء عبد الله بن أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يعتذر ... الحديث. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1212 [2983] ووقع في مرسل الحسن "فقال قوم لعبد الله بن أبي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك، فجعل يلوي رأسه، فنزلت1. [2984] وكذا أخرج عبد بن حميد من طريق قتادة2. [2985] ومن طريق مجاهد 3. [2986] ومن طريق عكرمة أنها نزلت في عبد الله بن أبيّ 4. قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} الآية: 6 [2987] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال "أنزلت   = وقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/153-154 حدثنا أبي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن سعيد بن جبير، نحوه. وليس فيه اللفظ المذكور هنا. ولفظه "وقيل لعبد الله بن أبي: ائت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستغفر لك، فأنزل الله {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ} . قال ابن كثير: "وهذا إسناد صحيح إلى سعيد بن جبير. وقوله: إن ذلك كان في غزوة تبوك، فيه نظر، بل ليس بجيد؛ فإن عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك، بل رجع بطائفة من الجيش، وإنما المشهور عند أصحاب المغازي والسير أن ذلك كان في غزوة المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق". أهـ. 1 فتح الباري 8/648. لم أجده عن الحسن، وأخرج ابن جرير 28/110 من طريق ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، نحوه. ولفظه "قال له قومه" والباقي مثله. 2 أخرجه ابن جرير 28/110 من طريق سعيد، عنه، نحوه. 3 أخرجه ابن جرير 28/110 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. 4 فتح الباري 8/648. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/174 مطولا، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1213 هذه الآية بعد التي في التوبة {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} 1. قوله تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} الآية: 8 [2988] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عقيل عن الزهري عن عروة ابن الزبير وعمرو بن ثابت أنهما أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزا عزوة المريسيع وهي التي هدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مناة الطاغية التي كانت بين قفا المشلل وبين البحر فاقتتل رجلان فاستعلى المهاجري على الأنصاري، فقال حليف الأنصار: يا معشر الأنصار، فتداعوا إلى أن حجز بينهم، فانكفأ كل منافق إلى عبد الله بن أبي فقالوا: كنت تُرْجَى وتَدفع، فصرت لا تضر ولا تنفع، فقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكر القصة بطولها، وهو مرسل جيد 2.   1 فتح الباري 8/649. أخرجه ابن جرير 28/111 من طريق العوفي به. وتمامه "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة على سبعين مرة، فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ". 2 فتح الباري 8/649. أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسير 8/158 حدثنا محمد بن عزيز الايلي، حدثني سلامة، حدثني عقيل - وهو ابن خالد -، أخبرني محمد بن مسلم - هو الزهري، به مطولا. وتمامه "قال مالك بن الدخْشُم وكان من المنافقين: أو لم أقل لكم لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، فسمع بذلك عمر بن الخطاب، فأقبل يمشي حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس، أضرب عنقه - يريد عمر عبد الله بن أبي - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: "أو قاتله أنت إن أمرتُك بقتله؟ " قال عمر: والله لئن أمرتني بقتله لأضربن عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجلس". فأقبل = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1214 ............................................................................................   = أسيد بن الحضير - وهو أحد الأنصار، ثم أحد بني عبد الأشهل - حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس أضرب عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو قاتله أنت إن أمرتك بقتله؟ ". قال: نعم، والله لئن أمرتي بقتله لأضربن بالسيف تحت قرط أذنيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجلس". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آذنوا بالرحيل". فجهّز الناس، فسار يومه وليلته والغد حتى متع النهار، ثم نزل. ثم هجّر بالناس مثلها، فصبّح بالمدينة في ثلاث سارها من قفا المُشلَّل، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أرسل إلى عمر فدعاه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي عمر، أكنتَ قاتلَه لو أمرتك بقتله؟ ". قال عمر: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لو قتلتَه يومئذ لأرغمتَ أنوف رجال لو أمرتهم اليوم بقتله امتثلوه فيتحدث الناس أني قد وقعت على أصحابي فأقتلهم صبراً". وأنزل الله عز وجل {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ... إلى قوله {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ} ... الآية. قال ابن كثير: وهذا سياق غريب، وفيه أشياء لا توجد إلا فيه. قلت: ومن الأمور الغريبة في هذا السياق: ذكر مالك بن الدُّخْشم بالنفاق، فقد شهد مالك هذا بدراً في قول الجميع، وهو الذي أَسر سُهيل بن عمرو يوم بدر. قال ابن عبد البر: "لا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك". وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرق مسجد ضرار هو ومعن بن عدي. انظر: الاستيعاب رقم الترجمة 2292، وأسد الغابة 5/20، رقم الترجمة 4591، والإصابة 5/534، رقم الترجمة 7640. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1215 سورة التغابن قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} الآية: 9 [2989] وقد وصله الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد قال: التغابن غبن أهل الجنة أهل النار1. [2990] وللطبري من طريق شعبة عن قتادة: يوم التغابن يوم غبن أهل الجنة أهل النار2 3. قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} الآية: 11 [2991] وصل عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي بها وعرف أنها من الله، لكن لم يذكر ابن مسعود4، وكذا أخرجه الفريابي   1 فتح الباري 8/652، 653. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/343 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 قال ابن حجر: أي لكون أهل الجنة بايعوا على الإسلام بالجنة فربحوا وأهل النار امتنعوا من الإسلام فخسروا، فشبهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه. 3 فتح الباري 8/653. هكذا ذكره ابن حجر من طريق شعبة، عن قتادة. ولكن أخرجه ابن جرير 28/122 من طريق سعيد، عن قتادة، به. 4 وعلقه البخاري عن علقمة عن عبد الله. أخرجه عبد الرزاق 2/295 به نحوه. ولكنه ذكر صدر الآية فقط، وهو قوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} . ولم يذكر "ابن مسعود". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1216 عن الثوري، وعبد بن حميد عن عمر بن سعد1 عن الثوري عن الأعمش، والطبري من طرق عن الأعمش2. [2992] نعم أخرجه البرقاني من وجه آخر فقال:"عن علقمة قال: شهدنا عنده - يعني عند عبد الله - عرض المصاحف، فأتى على هذه الآية {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم ويرضى 3. [2993] وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المعنى يهدي قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه 4.   1 عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري - نسبة إلى موضع بالكوفة -، روى عن الثوري وغيره، وعنه أحمد ابن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني وغيرهم. ثقة عابد، مات سنة ثلاث ومائتين. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/397، والتقريب 2/56. 2 فتح الباري 8/652. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/342 ثنا عمر بن سعد، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: في الرجل يصاب المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيسلم، ويرضى. وكذا قال، ليس فيه "عن عبد الله". وكذا أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/342 عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأخرجه ابن جرير 28/123 من طرق عدة، عن الأعمش، به. ولم يذكر "عبد الله". 3 فتح الباري 8/652. رواه البرقاني في مستخرجه على البخاري فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/343 بهذا اللفظ. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/184 عن ابن مسعود بهذا السياق، وعزاه لسعيد بن منصور فقط. 4 فتح الباري 8/652. أخرجه ابن جرير 28/123 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1217 سورة الطلاق قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} الآية: 1 [2994] قال مجاهد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} قال ابن عباس: في قبل عدتهن، أخرجه الطبري بسند صحيح1. [2995] وروى الطبري بسند صحيح عن ابن مسعود في قوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} قال: في الطهر من غير جماع 2.   1 فتح الباري 9/346. أخرجه ابن جرير 28/129 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عباس، فذكره. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. 2 فتح الباري 9/346. ثم قال ابن حجر: وأخرجه - أي الطبري - عن جمع من الصحابة ومن بعدهم كذلك، وهو عند الترمذي أيضا. انظر: تفسير الطبري 28/129-131 فقد أخرج عن ابن عباس وابن عمر وعن جمع من التابعين نحوه. وأخرج الترمذي رقم1175 و 1176 عن ابن عمر بنحوه. وقد صححهما، ثم قال الترمذي: وقد روى هذا من غير وجه عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، أن طلاق السنة، أن يطلقها طاهراً من غير جماع. وقال بعضهم: إن طلقها ثلاثا وهي طاهر، فإنه يكون للسنة أيضا. انظر: سنن الترمذي 3/479. وحديث ابن مسعود أخرجه الطبري 28/129 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/169. ثم أخرج الطبري من طرق عن ابن مسعود، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/190 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1218 قوله تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} الآية: 1 [2996] أخرج مسلم من طريق أبي إسحاق "كنت مع الأسود بن يزيد في المسجد فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة، فأخذ الأسود كفا من حصى فحصبه به وقال: ويلك تحدث بهذا؟ قال عمر: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا تدري لعلها حفظت أم نسيت، قال الله تعالى {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} 1. قوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} الآية: 2 [2997] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال "كان نفر من المهاجرين يطلقون لغير عدة ويراجعون بغير شهود فنزلت 2. قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} الآية: 2 [2998] وأخرج أبو داود بسند صحيح من طريق مجاهد قال "كنت عند ابن عباس، فجاءه رجل فقال: إنه طلق امرأته ثلاثا، فسكت حتى ظننت أنه سيردها إليه فقال: ينطلق أحدكم فيركب الأحموقة ثم يقول:   1 فتح الباري 9/481. قال ابن حجر: قال الدارقطني: قوله في حديث عمر "وسنة نبينا" غير محفوظ والمحفوظ "لا ندع كتاب ربنا". والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1480-46 - في الطلاق، باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها - بسنده إلى أبي إسحاق، به. 2 فتح الباري 9/346. لم أجده، وقد أخرج ابن جرير 28/137 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: إن أراد مراجعتها قبل أن تنقضي عدتها، أشهد رجلين كما قال الله {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} عند الطلاق وعند المراجعة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1219 يا ابن عباس يا ابن عباس، إن الله قال {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} وإنك لم تتق الله فلا أجد لك مخرجا، عصيت ربك وبانت منك امرأتك1. [2999] وأخرج أبو داود له متابعات عن ابن عباس بنحوه2. [3000] وصل الطبراني وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن منذر الثوري3 عن أبيه عن الربيع بن خثيم قال في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ   1 فتح الباري 9/362. أخرجه أبو داود في سننه رقم2197 - في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث -، وابن جرير 28/129 كلاهما من طريق إسماعيل بن علية، أخبرنا أيوب، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد، به. وزاد في آخره "وإن الله قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} في قُبُل عدتهن". وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم1923. 2 فتح الباري 9/362. قال أبو داود روى هذا الحديث حميد الأعرج وغيره عن مجاهد عن ابن عباس، ورواه شعبة عن عمرو ابن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأيوب وابن جريج جميعا عن عكرمة ابن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وابن جريج عن عبد الحميد ابن رافع عن عطاء عن ابن عباس، ورواه الأعمش عن مالك بن الحارث عن ابن عباس، وابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس كلهم قالوا في الطلاق الثلاث أنه أجازها قال وبانت منك نحو حديث إسماعيل عن أيوب عن عبد الله بن كثير. قال أبو داود: وروى حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس إذا قال أنت طالق ثلاثا بفم واحد فهي واحدة ورواه إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة هذا قوله لم يذكر ابن عباس وجعله قول عكرمة. سنن أبي داود 2/260. 3 الربيع بن منذر الثوري، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا، وذكره ابن حبان في الثقات. روى عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، روى عنه زيد بن الحباب وعبد الحميد الحماني وأبو نعيم ومحمد بن الصلت. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 1/2/274، والجرح والتعديل 3/470، وفتح الباري 11/306. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1220 لَهُ مَخْرَجاً} الآية قال: من كل شيء ضاق على الناس 1. قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} الآية: 4 [3001] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يونس عن الزهري قال: الارتياب والله أعلم في المرأة التي تشك في قعودها عن الولد وفي حيضها أتحيض أو لا، وتشك في انقطاع حيضها بعد أن كانت تحيض وتشك في صغرها هل بلغت المحيض أم لا، وتشك في حملها أبلغت أن تحمل أو لا؟ فما ارتبتم فيه في ذلك فالعدة فيه ثلاثة أشهر2.   1 فتح الباري 11/306. أخرجه ابن جرير 28/138 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، به. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/173 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عمر بن سعد، ثنا سفيان، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خثيم. ولم يذكر في الإسناد "الربيع بن المنذر"، وأبوه هو منذر الثوري. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/198 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. 2 فتح الباري 9/470. لم أقف على إسناده. قال ابن حجر: وهذا الذي جزم به الزهري مختلف فيه فيمن انقطع حيضها بعد أن كانت تحيض، فذهب أكثر فقهاء الأمصار إلى أنها تنتظر الحيض إلى أن تدخل في السن الذي لا تحيض فيه مثله فتعتد حينئذ تسعة أشهر. وعن مالك والأوزاعي تربص تسعة أشهر، فإن حاضت وإلا اعتدت ثلاثة. وعن الأوزاعي إن كانت شابة فسنة، وحجة الشافعي والجمهور ظاهر القرآن، فإنه صريح في الحكم للآيسة والصغيرة، وأما التي تحيض ويتأخر حيضها فليست آيسة، لكن لمالك في قوله سلف وهو عمر، فقد صحّ عنه ذلك. وذهب الجمهور إلى أن المعنى في قوله: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} أي في الحكم لا في اليأس. أهـ. فتح الباري 9/470. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1221 [3002] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِنِ ارْتَبْتُمْ} قال: إن لم تعلموا أتحيض أم لا تحيض، فاللائي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر1. [3003] ولابن المنذر من طريق أخرى عن مجاهد "التي كبرت والتي لم تبلغ"2. قوله تعالى: {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} الآية: 4 [3004] وقد أخرج الطبري وابن أبي حاتم بطرق متعددة إلى أبي بن كعب أنه "قال للنبي صلى الله عليه وسلم {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها زوجها؟ قال: "هي للمطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها" 3.   1 فتح الباري 8/653. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/343 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/653. أخرج ابن جرير 28/140 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. ولفظه "قوله: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} إن لم تعلموا التي قعدت عن الحيضة، والتي لم تحض، فعدتهن ثلاثة أشهر". 3 فتح الباري 8/654. أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه 5/116 حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثني المثنى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بن كعب - مرفوعا مثله. ونقله ابن كثير في تفسيره 8/178 وقال: هذا حديث غريب جداً، بل منكر؛ لأن في إسناده "المثنى بن الصباح"، وهو متروك الحديث بمرة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/5 وقال: رواه عبد الله ابن أحمد وفيه المثنى بن الصباح وثقه ابن معين وضعفه الجمهور. وأخرجه ابن جرير 28/143، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/178 كلاهما من حديث ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، به نحوه. وابن لهيعة أيضا ضعيف. وأخرجه ابن جرير 28/143 من حديث ابن عيينة عن عبد الكريم بن أبي المخارق، = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1222 [3005] وقد أخرج أبو داود وابن أبي حاتم من طريق مسروق قال: بلغ ابن مسعود أن عليا يقول تعتد آخر الأجلين، فقال: من شاء لاعنته أن التي في النساء القُصْرَى 1 أنزلت بعد سورة البقرة، ثم قرأ {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} 2.   = عن أبي بن كعب، به. قال ابن كثير: عبد الكريم ضعيف، ولم يدرك أبيّا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/203 ونسبه إلى عبد الله في زوائد المسند وابن مردويه. قال ابن حجر: وهذا المرفوع وإن كان لا يخلو شيء من أسانيده عن مقال لكن كثرة طرقه تشعر بأن له أصلا، يعضده قصة سُبَيْعَة المذكورة. قلت: وقصة سبيعة المذكورة أخرجها الإمام أحمد 4/327، والبخاري ومسلم، وغيرهم البخاري: الطلاق، باب {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} ، الأرقام 5318-5320، ومسلم: الطلاق، باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها، بوضع الحمل، رقم1484-56 عن المسور بن مخرمة وغيره أن سبيعة الأسدية توفي عنها زوجها وهي حامل، فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت، فلما تعلّمت من نفاسها خطبت، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النكاح، فأذن لها أن تنكح، فنكحت. فدلّت الآية والحديث - أعني حديث سبيعة - على أن الحامل تنقضي عدتها بوضع الحمل مباشرة. وفي هذا يقول ابن كثير 8/175: "من كان حاملا فعدتها بوضعه، ولو كان بعد الطلاق أو الموت بفواق ناقة، في قول جمهور العلماء من السلف والخلف، كما هو نصّ هذه الآية، وكما وردت به السنة النبوية". أهـ. 1 يقصد هذه السورة أي الطلاق، قال ابن حجر: وعرف بهذا مراده بسورة النساء القصرى، وهي سورة الطلاق، والمراد بعض كل، فمن البقرة قوله {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} ومن الطلاق هذه الآية وهي قوله {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} . 2 فتح الباري 8/656. أخرجه أبو داود رقم2307 - في الطلاق، باب في عدة الحامل - وابن ماجه رقم2030 - في الطلاق، باب الحامل المتوفى عنها زوجها، إذا وضعت حلّت للأزواج -، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/177 كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، به. وأخرجه ابن جرير 28/142 من حديث سعيد = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1223 قوله تعالى: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} الآية: 9 [3006] وصل عبد بن حميد من طريق مجاهد {وَبَالَ أَمْرِهَا} قال: جزاء أمرها 1. قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} الآية: 12 [3007] روى ابن جرير من طريق شعبة عن عمرو بن مرة 2 عن أبي الضحى عن ابن عباس في هذه الآية {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} قال: في كل أرض مثل إبراهيم، ونحو ما على الأرض من الخلق، هكذا أخرجه مختصرا،   = ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثني ابن شبرمة الكوفي، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، أن عبد الله بن مسعود قال - فذكر بنحوه. وأخرجه ابن جرير 28/143 من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: ذُكر عند ابن مسعود - فذكر نحوه. وأخرجه النسائي في التفسير رقم624، والطبراني في الكبير ج9/ رقم9644 كلاهما من حديث زهير بن معاويه، عن أبي إسحاق، عن الأسود ومسروق وعبيدة عن ابن مسعود، نحوه. وفي البخاري رقم4532، 4910 وغيره من حديث ابن مسعود في قصة سبيعة وفيه: "أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} ". والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/203 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه. 1 فتح الباري 8/653. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/344 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث، المرادي، أبو عبد الله، الكوفي، الأعمى، روى عن سعيد ابن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وغيرهم، وعنه الأوزاعي والثوري وشعبة وغيرهم، ثقة عابد، كان لا يدلّس، ورمي بالإرجاء، مات سنة ثمان عشرة ومائة. وقيل قبلها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/89-90، والتقريب 2/78. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1224 وإسناده صحيح1. [3008] وأخرجه الحاكم والبيهقي من طريق عطاء بن السائب عن أبي الضحى مطولا وأولّه: أي سبع أرضين في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسى ونبي كنبيكم"، قال البيهقي: إسناده صحيح، إلا أنه شاذ بمرة 2. [3009] وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: لو حدثتكم بتفسير هذه الآية لكفرتم وكفركم تكذيبكم به 3.   1 فتح الباري 6/293. أخرجه ابن جرير 28/153 حدثني عمرو بن علي ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، به. ونقل ابن كثير في تفسيره 8/183 عن الطبري. وأخرجه الحاكم 2/493 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. فهذا الأثر وإن صحّ إسناده إلى ابن عباس فلا شك أن متنه لا يخلو من نكارة. وقد أشار البيهقي - كما في الرواية الآتية - إلى ذلك قائلا "وإسناده صحيح إلا أنه شاذ بمرة ". 2 فتح الباري 6/293. أخرجه الحاكم 2/493 أخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبيد بن غنام النخعي، أنبأ علي بن حكيم، ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. ثم قال البيهقي: إسناد هذا عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا، والله أعلم. أهـ. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/183 برواية البيهقي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/211 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الشعب وفي الأسماء والصفات عن أبي الضحى عن ابن عباس. 3 فتح الباري 6/293. أخرجه ابن جرير 28/153 حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، به. ونقله ابن كثير في تفسيره 8/183 عن الطبري. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/210 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن الضريس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1225 [3010] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه وزاد "وهن مكتوبات بعضهن على بعض1.   1 فتح الباري 6/293. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1226 سورة التحريم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ... قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} الآيتان: 1-2 [3011] وقع عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى مسروق قال:"حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة لا يقرب أمته وقال: "هي علي حرام"، فنزلت الكفارة ليمينه، وأمر أن لا يحرم ما أحل الله"1. [3012] وأخرج الضياء في "المختارة" من مسند الهيثم بن كليب ثم من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: "لا تخبري أحداً أن أم إبراهيم عليّ حرام"، قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} 2.   1 فتح الباري 8/657. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ أعن هشيم، نا داود، عن الشعبي، عن مسروق، به. وأخرجه ابن جرير 28/156 من طريق ابن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: قال مسروق - فذكر نحوه. وإسناده مرسل. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/216 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد. 2 فتح الباري 8/657. أخرجه الهيثم بن كليب في مسنده كما في تفسير ابن كثير 8/186 ومن طريقه الضياء في المختارة رقم189 حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، به مثله. قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/216 ونسبه إلى الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر - مرفوعا. ولم يذكر "عن عمر"، ولعل هذا سقط عند النسخ أو الطباعة. والله تعالى أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1227 [3013] وقد روى النسائي من طريق حماد عن ثابت عن أنس هذه القصة مختصرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم يزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} الآية 1. [3014] ووقع في رواية يزيد بن رومان2 عن عائشة عند ابن مردويه وفيه "أن حفصة أهديت لها عكة فيها عسل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها حبسته حتى تلعقه أو تسقيه منها، فقالت عائشة لجارية عندها حبشية يقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة فانظري ما يصنع، فأخبرتها الجارية بشأن العسل، فأرسلت إلى صواحبها فقال: إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير، فقال: "هو عسل، والله لا أطعمه أبدا"، فلما كان يوم حفصة استأذنته أن تأتي أباها، فأذن لها فذهب، فأرسل إلى جاريته مارية فأدخلها بيت حفصة، قالت حفصة: فرجعت فوجدت الباب مغلقا، فخرج ووجهه يقطر   1 فتح الباري 8/657، 9/376. أخرجه النسائي في التفسير رقم627، وفي السنن رقم3959 أخبرني إبراهيم بن يونس ابن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده، ثم قال: وهذا أصحّ طرق هذا السبب. انظر: فتح الباري 9/376. وأخرجه الحاكم 2/493 من طريق محمد بن بكير، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/214 ونسبه إلى النسائي والحاكم وابن مردويه. 2 يزيد بن رُومان المدني، مولى آل الزبير، ثقة، روى عن ابن الزبير وأنس وعبيد الله وسالم ابني عبد الله بن عمر وصالح بن خوات بن جبير وعروة بن الزبير والزهري وهو من أقرانه وأرسل عن أبي هريرة. وعنه هشام ابن عروة وعبيد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر وأبو حازم سلمة بن دينار وغيرهم. مات سنة ثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/284، والتقريب 2/364. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1228 وحفصة تبكي، فعاتبته فقال:" أشهدك أنها على حرام، انظري لا تخبري بهذا امرأة وهي عندك أمانة"، فلما خرج قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشرك؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم أمته، فنزلت"1. [3015] وعند ابن سعد من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه "خرجت حفصة من بيتها يوم عائشة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاريته القبطية بيت حفصة فجاءت فرقبته حتى خرجت الجارية فقالت له "أما أني قد رأيت ما صنعت، قال: "فاكتمي عليَّ وهي حرام"، فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها، فقالت له عائشة: أما يومي فتعرس فيه بالقبطية ويسلم لنسائك سائر أيامهن، فنزلت الآية2.   1 فتح الباري 9/289. لم أجده من حديث عائشة، وقد أخرج الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم2397 من حديث ابن عباس بهذا اللفظ مطولا، فقال: حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن رومان، عن ابن عباس، فذكره. وأوله "قال: كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} فكنت أهابه حتى حججنا معه حجة، فقلت: لئن لم أسأله في هذه الحجة، لا أسأله ... إلخ. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 5/11-13 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه أحمد وغيره. 2 فتح الباري 9/289. أخرجه ابن سعد في الطبقات فيما نقل عنه الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 4/61 أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمر بن عقبة، عن شعبة قال: سمعت ابن عباس يقول، فذكره نحوه. وقد ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 4/61 برواية ابن سعد هذه. هذا ولم أقف على هذه الرواية عند ابن سعد في الطبقات، ولكن أخرج في ترجمة مارية من طريق سويد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن القاسم بن محمد، نحوه. انظر: الطبقات الكبرى 8/213. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1229 [3016] أخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس قال "دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم بيتها فوجدت معه مارية فقال: "لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة، إن أباك يلي هذا الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت إلى عائشة فأخبرتها فقالت له عائشة ذلك، والتمست منه أن يحرم مارية فحرّمها، ثم جاء إلى حفصة فقال: "أمرتك ألا تخبري عائشة فأخبرتها"، فعاتبها على ذلك ولم يعاتبها على أمر الخلافة، فلهذا قال الله تعالى {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} 1.   1 فتح الباري 8/657 و 9/289. أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12640 حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، أنا أبو عوانة، عن أبي سنان، عن الضحاك، به. وليس عنده لفظة "فعاتبته". وتمامه "فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، فإن أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنا رأت النبي صلى الله عليه وسلم يطأ مارية، وأخبرتها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن أبا بكر يلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلي عمر من بعده، فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا؟ قال:"نبأني العليم الخبير"، فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية، فحرّمها، فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} . ونقله ابن كثير في تفسيره 8/192 برواية الطبراني، وقال: إسناده فيه نظر. كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 5/181 وقال: رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، وقد وثقّه ابن حبان، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله ثقات. قال ابن حجر - بعد إيراده لهذه الطرق -: وهذه طرق يقوي بعضها بعضا. هذا وقد أخرج البخاري رقم4912 عن عائشة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها، فواطأتُ أنا وحفصة على أيّتنا دخل عليها فليقل له: أكلتَ مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: "لا، ولكني كنتُ أشرب عسلا عند زينب ابنة جحش، فلن أعود له، وقد حلفتُ لا تخبري بذلك أحداً ". فهذا يخالف ما تقدم، ولذا فقد رجّح ابن كثير هذا السبب، حيث قال: "اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقيل: نزلت في شأن مارية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمّها " ثم أورد جملة من الآثار في ذلك، ثم قال: "والصحيح أن ذلك كان في تحريمه العسل " ثم ذكر هذا الحديث وطرق أخرى له. تفسير القرآن العظيم 8/185، 187. بينما جنح ابن حجر إلى الجمع بين السببين، فقال: فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1230 [3017] وأخرج الطبراني في "الأوسط" وفي "عشرة النساء" وابن مردويه من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك؟ فذكر نحوه، وفي كل منهما ضعف1.   1 فتح الباري 8/657 و 9/289. أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3404، وعنه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/60 قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء، أنا موسى ابن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار، عن عمه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام، به مطولا نحو حديث الضحاك عن ابن عباس الآتي. وتمامه "قال: "فإنها عليّ حرام أن أمسها يا حفصة! واكتمي هذا عليّ"، فخرجت حتى أتت عائشة، فقالت: يا بنت أبي بكر ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ فقالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقلت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وبي تفعل هذا من بين نسائك؟ فكان أول السرور أن حرّمها على نفسه، ثم قال لي: "يا حفصة ألا أبشرك؟ " فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله، فأعلمني أن أباك يلي الأمر بعده، وأن أبي يليه بعد أبيك، وقد استكتمني ذلك، فاكتميه. فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أي من مارية {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي لما كان منك {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} يعني حفصة، {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} يعني عائشة {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} أي بالقرآن، {عَرَّفَ بَعْضَهُ} عرّف حفصة ما أظهرت من أمر مارية {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} عن ما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر، فلم يثر به عليها {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} ثم أقبل عليهما يعاتبهما، فقال {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أبا بكر وعمر = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1231 [3018] أخرج الطبري بسند صحيح عن زيد بن أسلم التابعي الشهير قال "أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم ولده في بيت بعض نسائه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي وعلى فراشي، فجعلها عليه حراما، فقالت: يا رسول الله، كيف تحرم عليك الحلال! فحلف لها بالله لا يصيبها، فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ، قال زيد ابن أسلم: فقول الرجل لامرأته أنت علي حرام لغو، وإنما تلزمه كفارة يمين إن حلف1. [3019] في الطبراني وتفسير ابن مردويه من طريق أبي عامر الخزاز2 عن ابن أبي مليكة3 عن ابن عباس قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند سودة، وفي آخره" فأنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ورواته   = {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} فوعده من الثيبات: آسية بنت مزاحم، امرأة فرعون، وأخت نوح، ومن الأبكار: مريم بنت عمران، وأخت موسى عليه السلام. قال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/129-130 وقال: رواه الطبراني في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عمه، قال الذهبي: مجهول، وخبره ساقط. وأخرجه - أيضا - العقيلي 4/155 في ترجمة موسى بن جعفر هذا، وقال: لا يصح إسناده. 1 فتح الباري 9/376. أخرجه ابن جرير 28/155 حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني ابن أبي مريم، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثني زيد بن أسلم، نحوه. وقد صحح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 2 هو صالح بن رستم المزني مولاهم، أبو عامر الخزاز - بمعجمات -، البصري، روى عن ابن أبي مليكة وغيره، وعنه يحيى القطان وسعيد بن عامر الضبي وأبو نعيم وغيرهم، صدوق، كثير الخطأ، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/342، والتقريب 1/360. 3 هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة - بالتصغير -، ابن عبد الله بن جدعان، التيمي، المدني، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، مات سنة سبع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/431. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1232 موثقون، إلا أن أبا عامر وَهِمَ في قوله سودة 1. [3020] وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "أن رجلا جاءه فقال: إني جعلت امرأتي عليَّ حراما، قال: كذبت، ما هي عليك بحرام، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ثم قال له "عليك رقبة" 2. قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} الآية: 4 [3021] أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن قتادة {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: الأنبياء3.   1 فتح الباري 12/343. أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم11226 حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن أبي عامر الخزاز، حدثني ابن أبي مليكة، به. وتتمته "فيدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا، فقال: إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه "فنزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/130 ورجاله رجال الصحيح. وقال ابن حجر عقبه: ورواته موثقون، إلا أن أبا عامر وهم في قوله سودة. أ. هـ. 2 فتح الباري 9/376. أخرجه النسائي في التفسير رقم629، وفي سننه رقم3420 - في الطلاق، تأويل قوله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أخبرني عبد الله بن عبد الصمد بن علي، نا مخلد، نا سفيان، عن سالم، به. وأخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم12246 والحاكم 2/493-494 وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، والبيهقي في سننه 7/350-351 كلهم من حديث سالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، به. 3 فتح الباري 10/421. أخرجه ابن جرير 28/163 من طريق سعيد ومعمر كلاهما عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1233 [3022] وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: أنهم الصحابة1. [3023] وعن الضحاك: هم خيار المؤمنين، أخرجه ابن أبي حاتم عنه2. [3024] وعن الحسن البصري: هم أبو بكر وعمر وعثمان، أخرجه ابن أبي حاتم عنه3. [3025] وعن ابن مسعود مرفوعا: "أبو بكر وعمر"، أخرجه الطبري 4 وابن مردويه، وسنده ضعيف5.   1 فتح الباري 10/421. ذكره القرطبي في تفسيره 18/124 عن السدي من غير إسناد. 2 فتح الباري 10/421. أخرجه ابن جرير 28/163 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره. وأخرجه 28/163 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك في قوله: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: خيار المؤمنين أبو بكر الصديق وعمر. وابن حميد شيخ الطبري ضعيف، وأما الثاني فكأن الطبري لمح إلى تضعيفه بقوله "حُدِّثت". 3 فتح الباري 10/421. ذكره ابن كثير في تفسيره 8/192 عن الحسن البصري تعليقا، ولم يعزه لأحد. 4 هكذا في الفتح، ولعله الطبراني؛ فإني لم أجده في تفسير الطبري، ثم إن السيوطي لما ذكره عزاه إلى الطبراني - كما يأتي. 5 فتح الباري 10/421-422. أخرجه الطبراني في الكبير ج 10/رقم10477 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسين بن حريث، ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: "صالح المؤمنين أبو بكر وعمر ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/130 وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك. كما ضعف إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/223 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في فضائل الصحابة. هذا وقد اختار الطبري بأن "صالح" اسم جنس كقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} . انظر: تفسير الطبري 28/163. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1234 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} الآية: 6 [3026] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ} قال: أوصوا أهليكم بتقوى الله 1. [3027] وروى الحاكم من طريق ربعي بن حراش عن علي في قوله {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال "علموا أهليكم خيراً "، ورواته ثقات 2. [3028] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصيته " 3. [3029] وعند سعيد بن منصور عن الحسن نحوه 4. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} الآية: 8 [3030] وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة: توبة نصوحة الصادقة الناصحة 5.   1 فتح الباري 8/659. وذكره البخاري عنه تعليقا، وزاد "وأدّبوهم". أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/345 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/659. أخرجه الحاكم 2/494 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، به. صحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال ابن حجر - كما في الأعلى - رواته ثقات. 3 فتح الباري 8/659. أخرجه عبد الرزاق 2/303 به سنداً ومتناً. 4 فتح الباري 8/659. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ ب عن خالد بن عبد الله، عن يونس، عن الحسن، به. 5 فتح الباري 11/104. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/136 ثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1235 [3031] حكى القرطبي عن عمر أن يذنب الذنب ثم لا يرجع، وفي لفظ "ثم لا يعود فيه1. [3032] أخرجه الطبري بسند صحيح عن ابن مسعود مثله 2، وأخرجه أحمد مرفوعا3. [3033] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أن يندم إذا أذنب فيستغفر ثم لا يعود إليه"،   1 فتح الباري 11/104. ذكره القرطبي 18/129 من غير إسناد، عن عدد من الصحابة منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. هذا وقد أخرجه ابن جرير 28/167 من طرق عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب، به. وذكره ابن كثير 8/195-196 برواية الطبري. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/279 عن أبي الأحوص، والحاكم 2/495 من طريق سفيان، كلاهما عن سماك بن حرب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. 2 أخرجه الطبري 28/167 حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله {تَوْبَةً نَصُوحاً} قال: يتوب ثم لا يعود. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وأخرج الطبري أيضا 28/167 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: التوبة النصوح: الرجل يذنب الذنب ثم لا يعود فيه. 3 فتح الباري 11/104. أخرجه الإمام أحمد 1/446 حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التوبة من الذنب: أن يتوب منه، ثم لا يعود فيه ". ذكره ابن كثير برواية أحمد هذه، ثم قال: تفرد به أحمد من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف، والموقوف أصح، والله أعلم. أهـ. تفسير القرآن العظيم 8/196. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/202-203 وقال: رواه أحمد، وإسناده ضعيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1236 وسنده ضعيف جدا 1. [3034] أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري: أن يبغض الذنب ويستغفر منه كلما ذكره2.   1 فتح الباري 11/104. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/196 حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني الوليد بن بكير أبو خياب، عن عبد الله بن محمد العَدَوي، عن أبي سنان البصري، عن أبي قلابة، عن زر بن حبيش، به مرفوعا نحوه في حديث طويل. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 2 فتح الباري 11/104. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/196 حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عباد بن عمرو، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، سمعت الحسن يقول - فذكر نحوه. ولفظه "أن تُبغض الذنب كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1237 سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} الآية: 2 [3035] وذكر مقاتل والكلبي في تفسيرهما في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} قال: خلق الموت في صورة كبش لا يمر على أحد إلا مات، وخلق الحياة على صورة فرس لا يمر على شيء إلا حيي1. قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} الآية: 5 [3036] وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} خلق هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به، وإن ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة: من غرس بنجم كذا كان كذا ومن سافر بنجم كذا كان كذا ولعمري ما من النجوم نجم إلا ويولد به الطويل والقصير والأحمر والأبيض والحسن والدميم، وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر شيء من الغيب2.   1 فتح الباري 11/420. ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/234 عن قتادة في قوله {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} قال: الحياة فرس جبريل عليه السلام، والموت كبش أملح، وقد نسبه إلى ابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 6/295. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/489 ثنا يونس، ثنا شيبان، عن قتادة، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1238 [3037] وذكر ابن دحية في "التنوير" من طريق أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: النجوم كلها معلقة كالقناديل من السماء الدنيا كتعليق القناديل في المساجد1. قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ} الآية: 19 [3038] وروى الفريابي وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى {صَافَّاتٍ} قال: بَسْط أجنحتِهن2. قوله تعالى: {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} الآية: 21 [3029] وصل عبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} قال: كفور 3. قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً} الآية: 22 [3040] عن مجاهد {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً} قال: هذا مثل المؤمن والكافر4.   1 فتح الباري 6/295. 2 فتح الباري 6/348 و 8/661. أخرجه الفريابي، وعبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/346، وابن جرير 29/8 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/661. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/346 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 11/382. أخرج آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 686 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه. ولفظه قال: " {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ} يعني في الضلالة، {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} يعني على الحق المستقيم ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1239 قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} الآية: 30 [3041] وأخرج الفاكهي عن ابن أبي عمر عن سفيان عن ابن الكلبي قال: نزلت هذه الآية {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضرمي وكانت جاهلية، قال الفاكهي: وكانت آبار مكة تغور سراعا 1.   1 فتح الباري 8/661. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 4/105، رقم2441 حدثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن الكلبي، به. وقد ذكره الأزرقي في أخبار مكة 2/222 من غير إسناد، ثم عزا هذا التفسير إلى مجاهد وعطاء وغيرهما من أهل العلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/239 ونسبه إلى ابن المنذر والفاكهي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1240 سورة {نْ وَالْقَلَمِ} قوله تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ} الآية: 1 [3042] أخرج الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا قال: "أول ما خلق الله القلم والحوت، قال: أكتب، قال: ما أكتب؟ قال: كل شيء كائن إلى يوم القيامة"، ثم قرأ {نْ وَالْقَلَمِ} ، فالنون الحوت والقلم القلم"1. قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} الآية: 9 [3043] أخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} قال: تُرَخَّص فَيُرَخَّصون 2.   1 فتح الباري 8/661. أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/ رقم12227 حدثنا أبو حبيب زيد بن المهتدي المروذي، ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، ثنا مومل بن إسماعيل، ثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن عباس، به مرفوعا. قال الطبراني: لم برفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/131 وقال: رواه الطبراني ... ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه ابن جرير 29/15 حدثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن عطاء، به موقوفا على ابن عباس، ولم يرفعه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/240 ونسبه إلى ابن جرير والطبراني وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/662. أخرج ابن جرير 29/21 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، مثله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1241 [3044] ومن طريق عكرمة قال: تكفر فيكفرون1. قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} الآية: 13 [3045] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن "العتل" الفاحش الآثم 2. [3046] وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن غنم3 - وهو مختلف في صحبته - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن "العتل الزنيم" قال: "هو الشديد الخلق المصحح، الأكول الشروب، الواجد للطعام والشراب، الظلوم للناس، الرحيب الجوف" 4.   1 فتح الباري 8/662. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/245 عن عكرمة، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وأخرج ابن جرير 29/21 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله. 2 فتح الباري 8/663. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/308 عن معمر، عن الحسن بلفظ "قال في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} : الفاحش اللئيم الضريبة ". 3 عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، مختلف في صحبته، قال البخاري: له صحبة، وقال ابن يونس: كان ممن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن في السفية. وقد أورد ابن حجر في ترجمته عدداً من الأحاديث التي رواها ابن غنم فيها ما يدل على صبته، ثم قال - أي ابن حجر - فهذه الأحاديث تدل على صحبته. وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين. وقال ابن الأثير: كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولم يَفِد إليه. ولزم معاذ بن جبل منذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى أن مات في خلافة عمر، يعرف بصاحب معاذ لملازمته. وسمع عمر بن الخطاب، وكان أفقه أهل الشام، وهو الذي فقّه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر. توفي سنة ثمان وسبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/482، رقم3376، والإصابة 4/293، رقم5197، والتقريب 1/494. 4 فتح الباري 8/663. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 4/227 ثنا وكيع، ثنا عبد الرحمن، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، به. وأخرجه ابن الأثير في ترجمته في أسد الغابة 3/482- 483 من طريق الإمام أحمد، قال: حدثني عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/131 وقال: رواه أحمد وفيه شهر وثقه جماعة وفيه ضعف وعبد الرحمن بن غنم ليس له صحبة على الصحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1242 [3047] وأخرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمر أنه تلا قوله تعالى {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ - إلى - زَنِيمٍ} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أهل النار كل جعظري جواظ 1 مستكبر" 2. قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} إلى قوله {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} الآية: 17-25 [3048] قال عبد الرزاق عن معمر أخبرني تميم بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير يقول: هي يعني الجنة المذكورة أرض باليمن يقال لها صرفان، بينها وبين صنعاء ستة أميال3.   1 الجعظري - بفتح الجيم والظاء المعجمة بينهما عين مهملة وآخره راء مكسورة، ثم تحتانية ثقيلة - قيل: هو الفظ الغليظ المتكبر، وقيل: الذي لا يمرض، وقيل: الذي يتمدح بما ليس فيه أو عنده. والجواّظ - بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره معجمة - الكثير اللحم المختال في مشيه. وقيل: هو الأكول، وقيل: الفاجر، وقيل: الفظ الغليظ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/276، 316، وفتح الباري 8/663. 2 فتح الباري 8/663. أخرجه الحاكم 2/499 أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا عبد الله بن رباح، ثنا موسى بن علي، قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به مرفوعا. وله شاهد من حديث حارثة بن وهب الخزاعي أخرجه البخاري رقم4918 عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - وفيه - "ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جوّاظ مستكبر". 3 فتح الباري 8/662. أخرجه عبد الرزاق 2/309 به نحوه. وفيه "ضرّوان" بدل "صرفان"، وليس فيه قوله "بينها وبين صنعاء ستتة أميال". وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/251 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1243 [3049] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: كانت الجنة لشيخ، وكان يمسك قوته سنة ويتصدق بالفضل، وكان بنوه ينهونه عن الصدقة، فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: "لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين"، {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} يقول: على جد من أمرهم، قال معمر وقال الحسن: على فاقة1. [3050] وأخرج سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن عكرمة قال: هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة، فذكر نحوه إلى أن قال {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} قال: أمر مجتمع 2. قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} الآية: 20 [3051] أخرج ابن المنذر من طريق شيبان عن قتادة في قوله {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} : كأنها قد صرمت3.   1 فتح الباري 8/661. أخرجه عبد الرزاق 2/309 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/661. وقد قيل في "حرد" إنها اسم الجنة، وقيل اسم قريتهم. انظر: فتح الباري 8/661. هذا وقد أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ ب حدثنا أبو الأحوص، ثنا سماك عن عكرمة، نحوه. ولفظه "في قوله {لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} قال: هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة وكان يطعم المساكين، فمات أبوهم فقال بنوه: والله إن كان أبونا لأحمق يطعم المساكين، فأجمعوا إليهم منها مصبحين ولا يستثنون أن لا يطعموا مسكينا، وغدوا على حرد قادربن ". 3 فتح الباري 8/662. لم أقف عليه مسنداً، ومعنى "الصريم" قيل: الليل الأسود، قاله ابن عباس، لأن الليل يقال له الصريم أي صارت سوداء كالليل لاحتراقها، وقال الثوري والسدي: مثل الزرع إذا حُصد: أي هشيما يبساً. انظر: المفردات للراغب ص 280، وتفسير ابن كثير 8/222. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1244 قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} الآية: 26 [3052] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} : أضللنا مكان جنتنا1. [3053] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: أخطأنا الطريق، ماهذه جنتنا2. قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} الآية: 42 [3054] أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا في قوله {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: "عن نور عظيم، فيخرون له سجداً" 3. [3055] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {يَوْمَ يُكْشَفُ   1 فتح الباري 8/662. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/346 أنا علي بن المبارك، فيما كتب إليَّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 8/662. أخرجه عبد الرزاق 2/309 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 8/664 و13/428. أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم7283، وابن جرير 29/42، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 347-348 كلهم من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به. أورده ابن كثير في تفسيره 7/90 وقال: وفيه رجل مبهم والله أعلم. كما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/131 وقال: رواه أبو يعلى، وفيه روح ابن جناح وثقه دحيم وقال فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات. وقال البيهقي: تفرد به روح بن جناح - وهو شامي - يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها، والله أعلم، وموالي عمر بن عبد العزيز كثيرة. كما ضعفه ابن حجر كما في الأعلى. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/254 ونسبه إلى أبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه وابن عساكر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1245 عَنْ سَاقٍ} قال: عن شدة أمر1. [3056] وعند الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو يوم كرب وشدة 2. [3057] جاء عن ابن عباس في قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: عن شدة من الأمر، والعرب تقول: قامت الحرب على ساق إذا اشتدت، أسنده البيهقي عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن، وزاد: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فاتبعوه من الشعر: قد سنّ أصحابك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب بنا على ساق3. [3058] وأسند البيهقي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال: يريد يوم القيامة4. قوله تعالى: {وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} الآية: 48 [3059] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {مَكْظُومٌ} قال: مغموم5.   1 فتح الباري 8/664. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/310 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/664. أخرجه الحاكم 2/499 حدثنا أبو زكريا العنبري، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، ثنا عبد الله بن المبارك، أنبأ أسامة بن زيد، عن عكرمة عن ابن عباس، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 13/428. 4 فتح الباري 13/428. 5 فتح الباري 6/451 و 8/662. أخرجه ابن جرير 29/45 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1246 سورة الحاقة قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ} الآية: 1 [3060] الحاقة من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك لأنها حقت لكل قوم أعمالهم. قال قتادة، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه1. قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} الآية: 5 [3061] وأخرج الطبري من طريق مجاهد قال {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} : بالذنوب2. قوله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} الآية: 6 [3062] أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عمر، [3063] والطبراني من حديث ابن عباس رفعاه "ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم، فمرت بأهل البادية فحملتهم مواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض، فرآهم الحاضرة فقالوا: هذا عارض   1 فتح الباري 8/664. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/312 به بدون قوله "الحاقة من أسماء يوم القيامة". وأخرج ابن جرير 29/47 من طريق سعيد، عن قتادة في قوله {الْحَاقَّةُ} يعني الساعة. ومن طريق علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله {الْحَاقَّةُ} قال: من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذّره عبادة. 2 فتح الباري 8/665. أخرجه ابن جرير 29/49 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1247 ممطرنا، فألقتهم عليهم فهلكوا جميعا1. قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً} الآية: 7 [3064] وأخرج الطبراني عن ابن مسعود موقوفا بإسناد حسن وصححه الحاكم {حُسُوماً} : متتابعة2. قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [3065] قال وهب بن منبه: كان رأس أحدهم مثل القبة 3. قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ} الآية: 11 [3066] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال {طَغَا} كثر4. [3067] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: بلغنا أنه طغى فوق   1 فتح الباري 6/377. أما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/236 حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس، حدثنا ابن فضيل، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عمر - مرفوعا نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير ج12/رقم13553 من طريق واصل ابن عبد الأعلى، ثنا محمد بن فضيل، به. وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في الكبير ج12/رقم12416 حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا إسماعيل بن زكريا الكوفي، ثنا أبو مالك الجنبي، عن مسلم الملائي، عن مجاهد وسعيد بن جبير، عن ابن عباس - مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/116 وقال: وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف. 2 فتح الباري 8/664. 3 فتح الباري 6/377. 4 فتح الباري 8/665. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/348 من طريق معاوية، عن علي ابن أبي طلحة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1248 كل شيء خمسة عشر ذراعا 1. [3068] روى سعيد بن منصور من طريق السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس في قوله {إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ} قال: طغى على خزانه، فنزل بغير كيل ولا وزن2. قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} الآية: 14 [3069] وأخرج البيهقي في "البعث" من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله تعالى {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} قال: يصيران غبرة في وجوه الكفار 3. قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} الآية: 16 وروى الطبري عن ابن عباس في قوله: {وَاهِيَةٌ} قال:   1 فتح الباري 8/665. أخرجه عبد الرزاق 2/313 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/665. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 183/ أعن الحكم بن ظهر، قال: ثنا السدي، به. وفيه "عن أبي مالك أو أبي صالح" بالشك. ولفظه "طغا الماء على خزانه فنزل ولم ينزل من السماء إلا بمكيال أو ميزان إلا زمن نوح، فإنه طغا على خزانه فنزل بغير كيل ولا وزن ". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/266-267 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر. 3 فتح الباري 11/376. لم أجده في البعث والنشور. وهذا إسناد حسن، انظر مقدمة هذا الكتاب ص27. وقد أخرجه الحاكم 2/500 من طريق الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، به نحوه. وزاد في آخره "لا على وجوه المؤمنين، وذلك قوله عز وجل {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس:40] . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/268 ونسبه إلى الحاكم، والبيهقي في البعث والنشور. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1249 متمزقة ضعيفة 1. قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} الآية: 17 [3071] وروى عبد بن حميد من طريق قتادة في قوله: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي على حافات السماء2. [3072] وروى الطبري عن سعيد بن المسيب مثله3. [3073] وعن سعيد بن جبير: على حافات الدنيا4. [3074] وأخرج عن ابن عباس قال: والملك على حافات السماء حين تنشق5. قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [3075] عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"، أخرجه   1 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 29/57 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 29/58 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثني سعيد، عن قتادة، مثله. 3 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 29/58 حدثني الحارث، قال: ثنا الأشيب، قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد المسيب: الأرجاء حافات السماء. 4 فتح الباري 6/298. لم أجده بهذا اللفظ، وفي الطبري 29/58 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بلفظ "حافات السماء"، وكذا في الدر المنثور 8/269 بهذا اللفظ، ونسبه إلى عبد بن حميد. 5 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 29/57 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1250 أبو داود وابن أبي حاتم من رواية إبراهيم بن طهمان عن محمد بن المنكدر، وإسناده على شرط الصحيح1. قوله تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} الآية: 23 [3076] روى عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال في قوله: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} قال: يتناول منها حيث شاء 2. [3077] وروى ابن أبي حاتم من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن البراء {دَانِيَةٌ} قال: قريبة 3. [3078] ومن طريق قتادة قال: دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك4.   1 فتح الباري 8/665. أخرجه أبو داود رقم4727 - في السنة، باب في الجهمية، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/239 كلاهما من طريق أحمد بن عبد الله النيسابوري، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به مرفوعا. وهذا لفظ أبي داود. ولفظ ابن أبي حاتم "بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام". قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات. 2 فتح الباري 6/321. أخرج ابن جرير 29/61 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول في هذه الآية {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} قال: يتناول الرجل من فواكهها وهو نائم. وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/272 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. وذكره ابن كثير 8/241 بهذا اللفظ أيضا تعليقا عن البراء. 3 فتح الباري 6/321. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 183/ أحدثنا حُدَيج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/272 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم 4 فتح الباري 6/321. أخرجه ابن جرير 29/61 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1251 قوله تعالى: {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} الآية:36 [3079] وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الغسلين صديد أهل النار1. قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الآية: 46 [3080] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْوَتِينَ} : نياط القلب 2. [3081] ووصل ابن أبي حاتم والفريابي والأشجعي والحاكم كلهم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {الْوَتِينَ} : نياط القلب3. [3082] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: {الْوَتِينَ} : حبل القلب 4.   1 فتح الباري 6/331. أخرجه ابن جرير 29/65 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/664. أخرج ابن جرير 29/67 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس بلفظ "عرق القلب. 3 فتح الباري 8/664. أخرجه ابن جرير 29/67، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/347، والحاكم 2/501 كلهم من طرق عن عطاء، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال ابن حجر: وإسناده قوي؛ لأنه من رواية الثوري عن عطاء وسمعه منه قبل الاختلاط. 4 فتح الباري 8/664. أخرجه عبد الرزاق 2/315 به سنداً ومتناً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1252 سورة {سَأَلَ سَائِلٌ} قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} الآية: 4 [3083] وقد أخرج معمر في الجامع عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال معمر: وبلغني عن عكرمة في قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} قال: الدنيا من أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة لا يدري كم مضى ولا كم بقي إلا الله تعالى1. قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} الآية: 13 [3084] وقال عبد الرزاق عن معمر: بلغني أن فصيلته أمه التي أرضعته2.   1 فتح الباري 11/352. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/316 عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/665. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/318 عن معمر، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1253 سورة نوح قوله تعالى: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً} الآية: 11 [3085] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مِدْرَاراً} يتبع بعضه بعضا1. قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} الآية: 13 [3086] وصل سعيد بن منصور وابن أبي حاتم من طريق مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} قال: ما تعرفون لله حق عظمته2. قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} الآية: 14 [3087] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن   1 فتح الباري 8/666-667. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/348 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به. 2 فتح الباري 8/667. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/348-349 حدثنا أبي، ثنا عبد الله ابن محمد بن علي بن نُفيل، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بلفظ "لا تُبالون لله عظمة ". وأخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/349 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - من قوله - قال في قوله {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} : لا تُبالون لله عظمة ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1254 ابن عباس في معنى الأطوار كونه مرة نطفة ومرة علقة إلخ، وأخرج الطبري عن ابن عباس وجماعة نحوه1. [3088] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} : نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلقا آخر2. قو له تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} الآية: 23 [3089] بين الفاكهي عن ابن جريج قال في قوله تعالى {وَدّاً وَلا سُوَاعاً} الآية قال: أوثان كان قوم نوح يعبدونهم3. [3090] في رواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: كانت آلهة تعبدها قوم نوح ثم عبدتها العرب بعد4. [3091] وعن عروة بن الزبير أنهم كانوا أولاد آدم لصلبه، وكان ودا أكبرهم وأبرّهم به5.   1 فتح الباري 6/288. أخرج ابن جرير 29/95 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. 2 فتح الباري 8/666. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/319 عن معمر، عن قتادة. ولفظه "قال: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم خلقا طوراً بعد طور". 3 فتح الباري 8/667. 4 فتح الباري 8/668. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/320 عن معمر، عن قتادة، به. وزاد في آخره "فكان ودّ لكلب بدومة الجندل، وكان سواع لهذيل، وكان يغوث لبني غطيف من مراد بالجوف، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لذي الكلاع من حمير". 5 فتح الباري 8/668. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1255 [3092] وهكذا أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق محمد ابن كعب القرظي قال: كان لآدم خمس بنين فسماهم قال: وكانوا عبادا، فمات رجل منهم فحزنوا عليه، فجاء الشيطان فصوره لهم ثم قال للآخر. إلى آخر القصة، وفيها: فعبدوها حتى بعث الله نوحا1. [3093] وقد أخرج الفاكهي من طريق ابن الكلبي قال: كان لعمرو ابن ربيعة2 رئي من الجن، فأتاه فقال: أجب أبا ثمامة، وادخل بلا ملامة، ثم ائت سيف جدة، تجد بها أصناما معدة، ثم أوردها تهامة ولا تهب، ثم ادع العرب إلى عبادتها بجب. قال: فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها "ودّاً وسواعاً ويغوث ونسراً، وهي الأصنام التي عبدت على عهد نوح وإدريس، ثم إن الطوفان طرحها هناك نسفي عليها الرمل فاستثارها عمرو وخرج بها إلى تهاموة وحضر الموسم فدعا إلى عبادتها، فأجيب3.   1 فتح الباري 8/668. 2 هو عمرو بن لحيّ، وقد نبّه على ذلك ابن حجر عقب الرواية. 3 فتح الباري 8/668. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1256 سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} الآية: 3 [3094] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء وعبد بن حميد من طريق سليمان التيمي كلاهما عن الحسن في قوله تعالى {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} قال: غنى ربنا1. قوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً} الآية: 8 [3095] وقد أخرج الترمذي والطبري من طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " كانت الجن تصعد إلى السماء الدنيا يستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها أضعافا، فالكلمة تكون حقا وأما ما زادوا فيكون باطلا، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك2.   1 فتح الباري 2/333. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 2/335 حدثنا أبو نعيم، وقبيصة، عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن الحسن، به. وأخرج ابن جرير 29/104 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان به، مثله. وأخرج ابن جرير 29/104 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، مثله. 2 فتح الباري 8/671. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1257 [3096] وأخرجه الطبري أيضا وابن مردويه وغيرهما من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير مطولا وأوله "كان للجن مقاعد في السماء يستمعون الوحي" الحديث "فبينما هم كذلك إذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فدحرت الشياطين من السماء، ورموا بالكواكب، فجعل لا يصعد أحد منهم إلا احترق، وفزع أهل الأرض لما رأوا من الكواكب ولم تكن قبل ذلك فقالوا: هلك أهل السماء، وكان أهل الطائف أول من تفطن لذلك فعمدوا إلى أموالهم فسيّبوها وإلى عبيدهم فعتقوها، فقال لهم رجل: ويلكم لا تهلكوا أموالكم، فإن معالمكم من الكواكب التي تهتدون بها لم يسقط منها شيء، فأقلعوا، وقال إبليس: حدث في الأرض حدث، فأتى من كل أرض بتربة فشمها، فقال لتربة تهامة: ههنا حدث الحدث، فصرف إليه نفرا من الجن، فهم الذين استمعوا القرآن"1. [3097] قال وهب بن منبه: كان إبليس يصعد إلى السماوات كلهن يتقلب فيهن كيف شاء لا يمنع منذ أخرج آدم إلى أن رفع عيسى، فحجب   = أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/274، والترمذي رقم3324 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الجن -، والنسائي في التفسير رقم646، والطبراني في الكبير ج12/رقم12431 والبيهقي في دلائل النبوة 2/22-23 كلهم من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2648. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/302 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي - وصححه - والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معاً في دلائل النبوة. 1 فتح الباري 8/671. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/302 من حديث ابن عباس، ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1258 حينئذ من أربع سماوات، فلما بعث نبينا حجب من الثلاث، فصار يسترق السمع هو وجنوده ويقذفون بالكواكب1. [3098] ويؤيده ما روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لم تكن السماء تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد، فلما بعث محمد حرست حرسا شديدا ورجمت الشياطين، فأنكروا ذلك2. [3099] ومن طريق السدي قال: إن السماء لم تكن تحرس إلا أن يكون في الأرض نبي أو دين ظاهر، وكانت الشياطين قد اتخذت مقاعد يسمعون فيها ما يحدث، فلما بعث محمد رجمعوا 3. [3100] وأخرج العقيلي وابن منده وغيرهما وذكره أبو عمر بغير سند من طريق لهب - بفتحتين ويقال بالتصغير - ابن مالك الليثي قال: ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم الكهانة فقلت: نحن أول من عرف حراسة السماء ورجم   1 فتح الباري 8/672. قال ابن حجر: وهذا الخبر يرفع الإشكال ويجمع بين مختلف الأخبار. 2 فتح الباري 8/672-273. 3 فتح الباري 8/673. قال ابن حجر: فإن قيل إذا كان الرمي بها غلظ وشدد بسبب نزول الوحي فهلا انقطع بانقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نشاهدها الآن يرمى بها؟ قال: "فالجواب يؤخذ من حديث الزهري المتقدم، ففيه عند مسلم قالوا: كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمراً أخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون به إلى أوليائهم". فيوخذ من ذلك أن سبب التغليظ والحفظ لم ينقطع لما يتجدد من الحوادث التي تلقى بأمره إلى الملائكة، فإن الشياطين مع شدة التغليظ عليهم في ذلك بعد المبعث لم ينقطع طمعهم في استراق السمع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بما بعده ". فتح الباري 8/673. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1259 الشياطين ومنعهم من استراق السمع عند قذف النجوم، وذلك أنا اجتمعنا عند كاهن لنا يقال له خطر بن مالك - وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتان وستة وثمانون سنة - فقلنا: يا خطر: هل عندك علم من هذه النجوم التي يرمى بها، فإنا فزعنا منها وخفنا سوء عاقبتها؟ الحديث، وفيه: فانقض نجم عظيم من السماء، فصرخ الكاهن رافعا صوته: أصابه أصابه ... خامره عذابه ... أحرفه شهابه الأبيات، وفي الخبر أنه قال أيضا: قد منع السمع عتاة الجان بثاقب يتلف ذي سلطان من أجل مبعوث عظيم الشان وفيه أنه قال: أرى لقومي ما أرى لنفسي ... أن يتبعوا خير نبي الإنس الحديث بطوله، قال أبو عمر: سنده ضعيف جدا، ولولا فيه حكم لما ذكرته لكونه علما من أعلام النبوة والأصول1. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} الآية: 19 [3101] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لِبَداً} قال: أعوانا 2.   1 فتح الباري 8/673. 2 فتح الباري 8/670. أخرجه ابن جرير 29/119 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1260 [3102] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبدت الإنس والجن وحرصوا على أن يطفئوا هذا النور الذي أنزله الله تعالى1.   1 فتح الباري 8/670. أخرجه عبد الرزاق 2/323 به سنداً ومتناً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1261 سورة المزمل قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} الآية: 4 [3103] عند الطبري بسند صحيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ} قال: بعضه إثر بعض على تؤدة 1. [3104] وعن قتادة قال: بينه بيانا 2. قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} الآية: 8 [3105] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَتَبَتَّلْ} أخلص3.   1 فتح الباري 9/89. أخرجه ابن جرير 29/126 حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. 2 فتح الباري 9/89. أخرجه ابن جرير 29/127 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/675 و 9/118. قال ابن حجر: وهو تفسير معنى، وإلا فأصل التبتل الانقطاع، والمعنى انقطع إليه انقطاعا، لكن لما كان حقيقة الانقطاع إلى الله إنما يقع بإخلاص العبادة له فسرها بذلك. فتح الباري 9/118. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/350 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه عبد بن حميد - كما في المصدر السابق - عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 29/132، 133 من طرق، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/349 بسنده إلى محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن منصور، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1262 قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً} الآية: 12 [3106] وصل عبد بن حميد والطبري من طريق الحسن البصري {أَنْكَالاً} قيودا1. قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} الآية: 14 [3107] وصل عبد بن حميد من طريق مجاهد {تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} وهي الزلزلة2. قوله تعالى: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً} [3108] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَثِيباً مَهِيلاً} الرمل السائل3. [3109] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس ولفظه: المهيل إذا أخذت منه شيئا يتبعك آخره، والكثيب الرمل4.   1 فتح الباري 8/675. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/350 ثنا يحيى بن عبد الحميد، عن حفص، عن عمرو، عن الحسن، به. وأخرجه ابن جرير 29/135 حدثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن مبارك، عن الحسن، به. ونقل ابن حجر عن أبي عبيدة قال:" الأنكال واحدها نكل بكسر النون وهو القيد، وهذا هو المشهور، وقيل: النكل الغل". فتح الباري 8/675. 2 فتح الباري 8/690. 3 فتح الباري 8/675. أخرجه ابن جرير 29/136، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/351 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 4 فتح الباري 8/675-676. نقل ابن حجر عن الفراء قال "الكثيب الرمل، والمهيل الذي تحرك أسفله فينهال عليك أعلاه". انظر: معاني القرآن 3/198. والأثر أخرجه الحاكم 2/505-506 أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، عن شبيب بن شيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: شبيب ضعفوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1263 قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} الآية: 16 [3110] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَبِيلاً} قال: شديدا 1. قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} الآية: 18 [3111] وصل عبد بن حميد من وجه آخر عن الحسن البصري في قوله {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} قال: مثقلة به يوم القيامة 2. [3112] ووصل الطبري وابن أبي حاتم من طريقه بلفظ: مثقلة موقرة3. [3113] ولابن أبي حاتم من طريق أخرى عن مجاهد {مُنْفَطِرٌ بِهِ} تنفطر من ثقل ربها تعالى4.   1 فتح الباري 8/676. أخرجه ابن جرير 29/137 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/675. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/350 ثنا مسلم بن قتيبة، عن سهل ابن أبي الصلت، عن الحسن، به. 3 فتح الباري 8/675. أخرجه ابن جرير 29/138 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا أبو رجاء، عن الحسن، به. وأخرج عن أبي حفص الجسري، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا أبو مودود، عن الحسن في قوله {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} قال: مثقلة محزونة يوم القيامة. 4 فتح الباري 8/675. ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/322 عنه نحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1264 سورة المدثر قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} الآية: 4 [3114] أخرج ابن المنذر في سبب نزولها من طريق يزيد بن مرثد1 قال: "ألقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلي جزور فنزلت" 2. [3115] وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن سيرين قال: اغسلها بالماء3.   1 في الفتح "زيد بن مرثد" وهو تصحيف، أغلب الظن أنه من الطابع. و"يزيد بن مرثد" هو أبو عثمان الهمداني الصنعاني، من صنعاء دمشق، تابعي ثقة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وعن عبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذر وغيرهم. أخرج له أبو داود في المراسيل. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 9/288، والتهذيب 11/314-315، والتقريب 2/370. 2 فتح الباري 8/679. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/327 بنحوه، ونسبه إلى ابن المنذر فقط. 3 فتح الباري 8/679. أخرجه ابن جرير 29/146 حدثني عباس بن أبي طالب، قال: ثنا علي بن عبد الله ابن جعفر، عن أحمد ابن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، مثله. وقد رجّح ابن جرير هذا التأويل قائلا: هذا الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس وعكرمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، والله أعلم بمراده من ذلك. أهـ. 29/147. وقد نقل ابن حجر عن الإمام الشافعي قال: "قيل في قوله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} صل في ثياب طاهرة، وقيل غير ذلك، والأول أشبه". انتهى. ثم أيد ابن حجر الشافعي على هذا الترجيح بحديث يزيد بن مرثد المتقدم. وعقّبه قائلا: ويجوز أن يكون المراد جميع ذلك. أهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1265 [3116] وعلى هذا حمله ابن عباس فيما أخرجه ابن أبي حاتم1. [3117] وأخرج من وجه آخر عنه قال: فطهر من الإثم2. [3118] ومن طريق عن قتادة والشعبي نحوه3. [3119] ومن وجه ثالث عن ابن عباس قال: لا تلبسها على غدرة ولا فجرة 4. [3120] ومن طريق طاوس قال: شمر5. [3121] ومن طريق منصور - قال وعن مجاهد مثله - قال: أصلح عملك6.   1 فتح الباري 8/679. لم أقف عليه مسنداً، هذا وقد ذكر ابن كثير في تفسيره 8/288 قال ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: في كلام العرب: نقِيّ الثياب. 2 فتح الباري 8/679. أخرجه ابن جرير 29/146 من طرق عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 8/679. أخرج ابن جرير 29/145 من طريق معمر وسعيد كلاهما عن قتادة، نحوه. 4 فتح الباري 8/679. أخرجه ابن جرير 29/145 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا مصعب بن سلام، عن الأجلح، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. وأخرج من وجه آخر عن الأجلح، عن عكرمة - موقوفا عليه. ولم يذكر ابن عباس. 5 فتح الباري 8/679. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. 6 فتح الباري 8/679. أخرجه ابن جرير 29/146 حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد في قوله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: عملك فأصلح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1266 [3122] وأخرجه سعيد بن منصور أيضا من طريق منصور عن مجاهد1. [3123] وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق منصور عن أبي رزين مثله2. [3124] وأخرج ابن المنذر من طريق الحسن قال: خلقك فحسنه3. قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} الآية: 8 [3125] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: الصور4. [3126] وأخرج البيهقي من طريق أخرى عن ابن عباس في قوله تعالى {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن" الحديث5.   1 فتح الباري 8/679. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 184/ أحدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد بلفظ "وعملك فاصلح". 2 فتح الباري 8/679. أخرجه ابن جرير 29/146 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي رزين في قوله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: عملك فأصلحه، وكان الرجل إذا كان خبيث العمل، قالوا: فلان خبيث الثياب، وإذا كان حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب. وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/326 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. 3 فتح الباري 8/679. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/327 ونسبه إلى ابن المنذر فقط. 4 فتح الباري 11/368. أخرجه ابن جرير 29/151 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 5 فتح الباري 11/368. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1267 قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} الآية: 9 [3127] وصل ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس {عَسِيرٌ} قال: شديد1. قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} الآيتان: 50-51 [3128] وصل سفيان بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: هو ركز الناس، قال سفيان: يعني حِسَّهُم وأصواتهم2.   = وتمامه - كما في الطبري - "وحنَّى جبهته يستمع متى يُؤمر يَنفخ فيه"، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نقول؟ فقال: "تقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا". والحديث أخرجه ابن أبي شيبة 10/352، والإمام أحمد في مسنده 1/326 وابن جرير 29/150-151، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/290 من طريق أسباط بن محمد، حدثنا مطرف، عن عطية العوفي، عن ابن عباس، به. وأخرجه الطبراني ج 12/رقم12670 من طريق أبي عوانة، والحاكم 4/559 من طريق علي بن محمد، كلاهما عن مطرف، به. لكن الآية عند الحاكم {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} . وأخرجه الطبري 29/151 عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه - وهو عطية بن سعد العوفي -، عن ابن عباس، به. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. ومدار هذا الحديث على عطية العوفي، وهو ضعيف. ولكن له شواهد يقويه ويرتفع بها إلى درجة الحسن لغيره، ولهذا ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ثم قال: رُوي من حديث أبي سعيد الخدري وابن عباس وزيد ابن أرقم وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله والبراء بن عازب. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم1079. 1 فتح الباري 8/676. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/351 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي ين أبي طلحة، عن ابن عباس، مثله. 2 فتح الباري 8/676. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/351-352 بسنده إلى سفيان بن عيينة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1268 [3129] وقد وصل عبد بن حميد من طريق هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال: كان أبو هريرة إذا قرأ {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: الأسد، وهذا منقطع بين زيد وأبي هريرة1. [3130] وقد أخرجه من وجهين آخرين عن زيد بن أسلم عن ابن سيلان عن أبي هريرة، وهو متصل2، ومن هذا الوجه أخرجه البزار3. [3131] أخرج ابن جرير من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: "القسورة" الأسد بالعربية، وبالفارسية شير، وبالحبشية قسورة 4.   1 فتح الباري 8/676. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/352 ثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، به. 2 أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/352 ثنا عبد الملك بن عمرو، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة، به. وأخرجه - كما في المصدر السابق - ثنا سليمان بن داود، عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، نحوه. 3 فتح الباري 8/676. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2277 حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة في قول الله تبارك وتعالى {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: الأسد. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/134-135 رواه البزار، ورجاله ثقات. هذا وقد تصحّف "هشام بن سعد" في كشف الأستار إلى "هشام بن يوسف". ومما يؤكد هذا التصحيف أن ابن حجر ذكر أن البزار أخرجه من الوجه الذي أخرجه عبد بن حميد. والله أعلم. 4 فتح الباري 8/676. أخرجه ابن جرير 29/170 حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سلم بن قتيبة، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، به. وفيه زيادة "وبالنبطية: أريا ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1269 [3132] وأخرج الفراء من طريق عكرمة أنه قيل له: القسورة بالحبشية الأسد، فقال: القسورة الرماة، والأسد بالحبشية عنبسة1. [3133] وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس2. [3134] وتفسيره بالرماة أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والحاكم من حديث أبي موسى الأشعري3. [3135] ولسعيد من طريق ابن أبي حمزة قلت لابن عباس: القسورة الأسد؟ قال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب، هم عصب الرجل4.   1 فتح الباري 8/676. أخرجه ابن جرير 29/169 حدثنا هناد بن السري، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، نحوه. 2 فتح الباري 8/676. أخرجه ابن جرير 29/168 حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص بن غياث، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: الرماة. 3 فتح الباري 8/676. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 184/ ب وابن جرير 29/168، والحاكم 2/508 كلهم من حديث الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى، به. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. 4 فتح الباري 8/676. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 184/ ب حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن أبي حمزة، به. وأخرجه ابن جرير 29/168 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة؛ وحدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي حمزة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1270 سورة القيامة قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْأِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} الآية: 5 [3136] وصل الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {بَلْ يُرِيدُ الْأِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} يعني الأمل، يقول: أعمل ثم أتوب1. [3137] ووصله الفريابي والحاكم وابن جبير عن مجاهد قال: يقول: سوف أتوب2. [3138] ولابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هو الكافر يكذب بالحساب ويفجر أمامه، أي يدوم على فجوره بغير توبة 3.   1 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/177 من طريق العوفي، به. وزاد في آخره "قبل يوم القيامة". 2 فتح الباري 8/681. هكذا ذكر ابن حجر عن مجاهد، ثم عزاه للفريابي والحاكم وابن جبير، بينما علقه البخاري عن ابن عباس، ثم إن الحافظ وصله في تغليق التعليق أيضا من طريق ابن عباس. وكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/344 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم عن ابن عباس. فقد أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/355، والحاكم 2/509، والبيهقي في شعب الإيمان رقم7232 كلهم من حديث إسرائيل، قال: ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/178 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "الكافر يكذب بالحساب". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/344 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن جرير، عن ابن عباس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1271 قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} الآية: 9 [3139] وأخرج ابن وهب في "كتاب الأهوال" عن عطاء بن يسار في قوله تعالى {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} قال: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في النار1. [3140] ولابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه موقوفا أيضا2. قوله تعالى: {كَلَّا لا وَزَرَ} الآية: 11 [3141] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَلَّا لا وَزَرَ} قال:"لاحِرْزَ" 3. [3142] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: لا حصن ولا ملجأ"4.   1 فتح الباري 6/300. أخرجه ابن جرير 29/180 عن ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي شيبة الكوفي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار. ولفظه "يقذفان في البحر "، وزاد "فيكون نا الله الكبرى ". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/345 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة 1/83 بلفظ "يقذفان في النار، ونسبه إلى أبي الشيخ. وله شاهد في البخاري رقم3200 من حديث أبي هريرة مرفوعا "الشمس والقمر مكوَّران يوم القيامة ". 2 فتح الباري 6/300. لم أقف عليه مسندا، وانظر ما قبله. 3 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/181 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 4 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/181 من طريق العوفي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1272 [3143] ولابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي سعيد عن ابن مسعود في قوله {لا وَزَرَ} قال: لا حِصْن1. [3144] ومن طريق أبي رجاء عن الحسن قال: كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة، فيقول له صاحبه: الوزر الوزر، أي اقصد الخيل فتحصن به2. قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} الآية: 16 [3145] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن "كان يحرك به لسانه يتذكره، فقيل له: إنا سنحفظه عليك" 3. [3146] وللطبري من طريق الشعبي "كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه4.   1 فتح الباري 8/681. ذكر ابن حجر - كما في الأعلى - أنه من طريق السدي، والسدي ضعيف تقدم مرارا. وقد علقه البخاري عن ابن عباس، مثله في ترجمة الباب. وانظر ما قبله برقم 3143. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/345 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/681. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/345 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وقد أخرجه ابن جرير 29/182 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، به نحوه. 3 فتح الباري 8/682. أخرجه ابن جرير 29/188 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُليّة، قال: ثنا أبو رجاء، به. 4 فتح الباري 8/682. أخرجه ابن جرير 29/187 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ربعي بن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي في هذه الآية، فذكره، وفي آخره "فنزل {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1273 قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} الآية: 17 [3147] وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {جَمْعَهُ} حفظه1. [3148] وأخرج الطبري عن قتادة أن معنى {جَمْعَهُ} تأليفه 2. قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} الآية: 18 [3149] روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قال: "قرأناه " بيناه، "فاتبع" اعمل به، أخرجه ابن أبي حاتم 3. [3150] وعند الطبري من طريق قتادة في قوله {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} : اتبع حلاله واجتنب حرامه4. قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} الآية: 22، 23 [3151] وأخرج الطبري بسند صحيح إلى يزيد النحوي عن عكرمة   1 فتح الباري 8/683. أخرجه عبد الرزاق 2/334 به قال: حفظه وتأليفه. وبهذا اللفظ أخرجه ابن جرير 29/189 من طريق سعيد، ومن طريق ابن ثور، عن معمر، كلاهما عن قتادة. 2 فتح الباري 8/683. انظر ما قبله. 3 فتح الباري 8/682. أخرجه ابن جرير 29/190 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "اعمل به "، ولم يذكر عنده أوله، وهو تفسير"قرأناه" بـ "بيناه"، ولكن ابن حجر ذكره في تغليق التعليق 4/355 عن ابن جرير بهذا الإسناد، وذكره باللفظ المذكور في الأعلى. والله تعالى أعلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/348 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/683. أخرجه ابن جرير 29/190 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1274 في هذه الآية قال: تنظر إلى ربها نظراً "1. [3152] وأخرج عن البخاري عن آدم عن مبارك عن الحسن قال "تنظر إلى الخالق وحُقَّ لها أن تنضر"2. [3153] أخرج عبد بن حميد والترمذي والطبري وغيرهم وصححه الحاكم من طريق ثوير بن أبي فاختة 3 "عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه ربه في كل يوم مرتين"، قال: ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قال: بالبياض والصفاء {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: "تنظر كل يوم في وجه الله"، لفظه الطبري من طريق مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن ثوير4.   1 فتح الباري 13/424-425. أخرجه ابن جرير 29/192 حدثنا محمد بن منصور الطوسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا: ثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، به. قال ابن حجر: وقد أخرج عبد بن حميد عن عكرمة من وجه آخر إنكار الرؤية، ثم قال: ويمكن الجمع بالحمل على غير أهل الجنة. انظر: فتح الباري 13/425. 2 فتح الباري 13/425. أخرجه ابن جرير 29/192 حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: ثنا آدم، به. وزاد في آخره "وهي تنظر إلى الخالق". 3 ثُوَير - مصغرا - ابن أبي فاختة بن سعيد بن علاقة الكوفي أبو الجهم مولى أم هانئ، ضعيف رمي بالرفض، أخرج له الترمذي. قال ابن حجر: لا أعلم أحداً صرح بتوثيقه، بل أطبقوا على تضعيفه، وقال ابن عدي: الضعف على أحاديثه بيّن. انظر ترجمته في: التهذيب 2/32، والتقريب 1/121، وفتح الباري 13/424. 4 فتح الباري 13/424. أخرجه ابن جرير 29/193، والحاكم 2/509-510 كلاهما من طريق إسرائيل ابن يونس، عن ثوير، عن ابن عمر، به مرفوعا مثله. قال الحاكم: ثوير بن أبي فاختة وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع، وتعقبه الذهبي بقوله "بل هو واهي الحديث". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/350 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1275 [3154] وأخرجه عبد عن شبابة عن إسرائيل، ولفظه: لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه ونعيمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله تعالى من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، وكذا أخرجه الترمذي عن عبد، وقال: "غريب، رواه غير واحد عن إسرائيل مرفوعا، ورواه عبد الملك بن أبحر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا، ورواه الثوري عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا أيضا، قال: ولا نعلم أحداً ذكر فيه مجاهداً غير الثوري بالعنعنة" 1. [3155] أخرجه ابن مردويه من أربعة طرق عن إسرئيل عن ثوير قال "سمعت ابن عمر"2. [3156] ومن طريق عبد الملك بن أبحر عن ثوير مرفوعا 3.   1 فتح الباري 13/424. أخرجه الترمذي رقم3330 - في تفسير سورة القيامة - حدثنا عبد بن حميد، أخبرني شبابة، عن إسرائيل، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، قد رواه غير واحد عن إسرائيل مثل هذا مرفوعا ... إلخ. وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم660. وانظر التعليق السابق. 2 فتح الباري 13/424. ضعيف الإسناد، انظر رقم 3154. 3 فتح الباري 13/424. وأخرجه الإمام أحمد 2/13، وأبو يعلى رقم5729 وأبو الشيخ في العظمة رقم604، والحاكم 2/509 وأبو نعيم في الحلية 5/87 من طريق أبي معاوية، حدثنا عبد الملك بن أبجر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر - مرفوعا. ولفظه كما في المسند "إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفى سنة، يَرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/404 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفي أسانيدهم "ثوير بن أبي فاختة" وهو مجمع على ضعفه. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم1985 وقال: ثوير ضعيف كما في التقريب، فلا يصح الحديث لا مرفوعا ولا موقوفا. انظر: رقم 3154. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1276 [3157] وأخرج الطبري من طريق أبي الصهباء1 موقوفا نحو حديث ابن عمر2. [3158] وأخرج - أي عبد بن حميد - بسند صحيح عن مجاهد: ناظرة تنظر الثواب3. [3159] وعن أبي صالح نحوه 4.   1 أبو الصهباء اسمه صهيب البكري البصري ويقال المدني، مولى ابن عباس، روى عن مولاه ابن عباس وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وعنه سعيد بن جبير وأبو معاوية البجلي وطاووس ويحيى بن الجزار وأبو نضرة العبدي. قال ابن حجر: مقبول، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 4/386 والتقريب 1/370. 2 فتح الباري 13/424. أخرجه ابن جرير 29/193 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أشجع، عن أبي الصهباء الموصلي. ولفظه قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلة، من يرى سرره وخدمه ومُلكَه في مسيرة ألف سنة، فيرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أفضلهم منزلة من ينظر إلى وجه الله غدوة وعشية ". 3 فتح الباري 13/425. أخرج ابن جرير 29/192 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد - بلفظ "تنتظر الثواب ". ومن طرق أخرى عن منصور، به. 4 فتح الباري 13/425. أخرجه ابن جرير 29/193 حدثني أبو الخطاب الحساني، قال: ثنا مالك، عن سفيان، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: تنتظر الثواب. هذا وقد أورد الطبري الاختلاف فقال: الأولى عندي بالصواب ما ذكرناه عن الحسن البصري وعكرمة هو ثبوت الرؤية لموافقته الأحاديث الصحيحة، ثم أخرج بسنده حديث ابن عمر المتقدم برقم 3154. انظر: تفسير الطبري 29/193. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1277 [3160] وقد أخرج أبو العباس السراج في تاريخه عن الحسن ابن عبد العزيز الجروي وهو من شيوخ البخاري، سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول: سمعت مالك بن أنس وقيل له: يا أبا عبد الله قول الله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} يقول قوم إلى ثوابه، فقال: كذبوا، فأين هم عن قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} 1. قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} الآية: 36 [3161] وقد وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {سُدىً} هملا2.   1 فتح الباري 13/426. قال ابن كثير: وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله - عز وجل - في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها، لحديث أبي هريرة وأبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين أنا ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا، قال: "فإنكم ترون ربكم كذلك." ثم أورد عددا من الأحاديث الدالة على إثبات رؤية المؤمنين لله في الدار الآخرة. انظر: تفسير ابن كثير 8/304-305. 2 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/200 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1278 سورة {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ} قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} الآية: 2 [3162] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: من الرجل الجلد والعظم، ومن المرأة الشعر والدم1. [3163] ومن طريق الحسن: من نظفة مشجت بدم وهو دم الحيض2. [3164] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمشاج قال: مختلفة الألوان3.   1 فتح الباري 8/684. أخرج أبو الشيخ في العظمة رقم1074 حدثنا حسن بن هارون بن سليمان، حدثنا أحمد الدورقي، حدثنا أبو داود، قال: حدثنا جرحان، قال: سمعت عكرمة - رحمه الله تعالى - يقول في قول الله عز وجل: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} - فذكر نحوه. ولفظه قال: "الظفر والعظم والعصب من الرجل، واللحم والدم والشعر من المرأة". قال المحقق: "جرحان" لم أهتد إلى ترجمته. وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/368 ونسبه إلى أبي الشيخ في العظمة. وأورد أيضا عن ابن عباس نحوه وعزاه لابن مردويه. 2 فتح الباري 8/684. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/358 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في تفسير الآية. 3 فتح الباري 8/684. أخرجه ابن جرير 29/204 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1279 [3165] ومن طريق ابن جريج عن مجاهد قال: أحمر وأسود1. [3166] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة2. [3167] وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال: الأمشاج العروق3. قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} الآية: 7 [3168] وقد أخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله تعالى: {يُوفُونَ   1 فتح الباري 8/684. أخرج ابن جرير 29/205 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} قال: ألوان النطفة، نطفة الرجل بيضاء وحمراء، ونطفة المرأة حمراء وخضراء. 2 فتح الباري 8/684. أخرجه عبد الرزاق 2/336 به سنداً ومتناً. 3 فتح الباري 8/684. أخرجه ابن جرير 29/205 حدثنا أبو كريب وأبو هشام، قالا: ثنا وكيع، ثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن أبيه، عن عبد الله - أي ابن مسعود، به. هذا وقد ورد في معنى الأمشاج أربعة أقوال: أحدها: أنه الأخلاط، أي أن يختلط ماء الرجل بماء المرأة. روى ابن جرير عن الحسن وعكرمة ومجاهد والربيع بن أنس وغيرهم، كما روى عن ابن عباس أيضا. والثاني: أنه اختلاف ألوان النطفة. وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد أيضا. والثالث: أن الأمشاج الأطوار، وهو أن الخلق أول ما يكون نطفة ثم يصيرعلقة، ثم مضغة، ثم عظما، ثم كسي لحما. وهذا قول قتادة. والربع: أنها العروق التي تكون في النطفة. ورد هذا عن ابن مسعود وزيد بن حارثة. وقد اختار ابن جرير القول الأول، واستبعد الأقوال الأخرى. كما ذهب ابن كثير أيضا إلى اختيار هذا القول، حديث لم يذكر غيره. انظر: تفسير الطبري 29/203-205، وتفسير ابن كثير 8/310. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1280 بِالنَّذْرِ} قال: إذا نذروا في طاعة الله1. [3169] وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} قال: كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة، وما افترض عليهم، فسماهم الله أبراراً 2. قوله تعالى: {وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} [3170] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: استطار والله شره حتى ملأ السماء والأرض3. [3171] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مُسْتَطِيراً} قال: فاشيا 4. قوله تعالى: {يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} الآية: 10 [3182] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: القمطرير تقبيض   1 فتح الباري 11/576. أخرجه ابن جرير 29/208 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بلفظ "إذا نذروا في حق الله". 2 فتح الباري 11/579. أخرجه ابن جرير 29/208 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/685. أخرجه ابن جرير 29/209 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به. 4 فتح الباري 8/685. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/370 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. وأخرجه ابن أبي حاتم كما ذكره السيوطي في الإتقان 2/6، 42 ثنا أبي، قال: ثنا أبو صالح، حدثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1281 الوجه، قال معمر وقال يوم الشديد 1. قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً} الآية: 11 [3173] قال الحسن: النضرة في الوجه، والسرور في القلب، رواه عبد بن حميد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن في قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً} فذكره 2. قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} الآية: 13 [3174] روى عبد بن حميد بإسناد صحيح من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال: الأرائك السرر في الحجال3 4. [3175] ومن طريق منصور عن مجاهد نحوه ولم يذكر ابن عباس 5.   1 فتح الباري 8/685. أخرجه عبد الرزاق 2/337 به نحوه. ثم قال عبد الرزاق: قال معمر: وناس يقولون: القمطرير الشديد. أهـ. 2 فتح الباري 6/321. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/499 ثنا هاشم بن القاسم، عن المبارك، عن الحسن، به. وأخرجه ابن جرير 29/213 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، به. 3 الحجلة: موضع يُزَيَّن بالثياب والستور للعروس. القاموس ص 884. 4 فتح الباري 6/321. أخرجه ابن جرير 23/20 - في سورة "يس" - قال: حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حُصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/388 - في سورة "الكهف" - ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 5 فتح الباري 6/321. أخرج ابن جرير 23/20 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا حصين، عن مجاهد، بلفظ ابن عباس. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/389 عن مجاهد بنحوه، ونسبه إلى ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1282 [3176] ومن طريق الحسن ومن طريق عكرمة جميعا أن الأريكة هي الحجلة على السرير1. [3177] وعن ثعلب: الأريكة لا تكون إلا سريرا متخذا في قبة عليه شواره2. قوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} الآية: 14 [3178] وصل سعيد بن منصور عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء في قوله: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} قال: إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاءوا3.   1 فتح الباري 6/321. أخرجه ابن جرير 23/20 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن، وسأله رجل عن الأرائك قال: هي الحجال. أهل اليمن يقولون: أريكة فلان وسمعت عكرمة وسئل عنها فقال: هي الحجال على السُّرُر. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/389 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير. 2 فتح الباري 6/321. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر. 3 فتح الباري 8/685. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 185/ أومن طريقه البيهقي في البعث والنشور رقم313 ثنا شريك، به مثله. وأخرجه الحاكم 2/511، وعنه البيهقي في البعث والنشور رقم312 كلاهما من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به بلفظ "ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاؤوا ". قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/374 وعزاه للفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في البعث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1283 [3179] ومن طريق مجاهد: إن قام ارتفعت وإن قعد تدلّت1. [3180] ومن طريق قتادة: لا يردُّ أيديَهم شوك ولا بعد2. قوله تعالى: {عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} الآية: 18 [3181] وصل سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق مجاهد {سَلْسَبِيلاً} : حديدة الجَرْية 3. [3182] روى عبد بن حميد عن قتادة قال في قوله تعالى: {عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} قال: سلسة لهم يصرفونها حيث شاءوا4. [3183] وقد روى عبد بن حميد أيضا عن مجاهد قال: تجري شبه السيل5.   1 فتح الباري 8/685. أخرجه ابن جرير 29/215 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/374 بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 2 فتح الباري 8/685. أخرجه ابن جرير 29/215 من طريق سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 6/321. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 185/ أعن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، أو غيره، عن مجاهد، به. وقد نقله ابن حجر في تغليق التعليق 3/500 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 29/218 من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 3/500 بسنده إلى ابن عيينة، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/321. أخرجه ابن جرير 29/218 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. 5 فتح الباري 6/321. لم أقف عليه مسنداً، ولم أقف على من ذكره بهذا اللفظ غير ابن حجر، وقد أخرج ابن جرير 29/218 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بلفظ "سلسلة الجرية". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1284 [3184] وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: السلسبيل اسم العين المذكورة1. قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} الآية: 28 [3185] أخرج عبد الرزاق عن معمر بن راشد عن قتادة في قوله {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} قال: خَلْقَهم2. [3186] وكذا أخرجه الطبري من طريق محمد بن ثور عن معمر3.   1 فتح الباري 6/321. لم أقف عليه مسندا، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/317 عنه تعليقا. ونقله ابن جرير من غير إسناد، ونسبه إلى البعض، فقال: وقال بعضهم: لا، بل هو اسم العين، وهو معرفة، ولكنه لما كان رأس آية، وكان مفتوحا، زيدت فيه الألف، كا قال: كانت قواريرا. تفسير ابن جرير 29/219. 2 فتح الباري 8/685. أخرجه عبد الرزاق 2/339 به سنداً ومتناً. وأخرجه ابن جرير 29/226 من طريق سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/685. أخرجه ابن جرير 29/226 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1285 سورة المرسلات قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} الآية: 1 [3187] وأخرج الحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: "المرسلات عرفا: الملائكة أرسلت بالمعروف"1. قوله تعالى: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً} الآية: 27 [3188] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فُرَاتاً} : عذبا2. قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} الآية: 32 [3189] وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن مسعود في قوله: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} قال: ليست كالشجر والجبال، ولكنها   1 فتح الباري 8/686. أخرجه الحاكم 2/511 أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم النيسابوري، ثنا محمد ابن موسى الباشاني، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/381 وعزاه لابن أبي حاتم والحاكم. 2 فتح الباري 8/686. أخرجه ابن جرير 29/238 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1286 مثل المدائن والحصون1. [3190] وأخرج ابن مردويه من طريق قيس بن الربيع، عن عبد الرحمن بن عابس "سمعت ابن عباس كانت العرب تقول في الجاهلية: اقصروا لنا الحطب، فيقطع على قدر الذراع والذراعين2. قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} الآية: 33 [3191] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {جِمَالَتٌ} حبال الجسور3. قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} الآية: 35 [3192] وأخرج عبد بن حميد من طريق علي بن زيد عن أبي الضحى   1 فتح الباري 8/688. أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3410 حدثنا أحمد يعني ابن يحيى الحلواني، ثنا سعيد - يعني ابن سليمان -، عن حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن علقمة، قال: سمعت ابن مسعود يقول في قول الله عز وجل {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ، فذكره. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/135 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حديج ابن معاوية وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات. أهـ. هذا ولم يذكر في مجمع البحرين في طبعته قوله "والجبال"، بينما هو مذكور في مجمع الزوائد، فالظاهر أنه سقط من نسخة مجمع البحرين. 2 فتح الباري 8/688. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/385 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وأصله في البخاري رقم4932 من حديث سفيان، حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس يقول " {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقلّ. فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر". 3 فتح الباري 8/686. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/356 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1287 عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا: يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} وقوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} وقوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وقوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} قال: ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف، تأتي عليهم ساعة لا ينطقون، ثم يؤذن لهم فيختصمون، ثم يكون ما شاء الله يحلفون ويجحدون، فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم، وتؤمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا، وذلك قوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} 1. [3193] وروى ابن مردويه من حديث عبد الله بن الصامت قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أريت قول الله: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} ؟ فقال: إن يوم القيامة له حالات وتارات، في حال لا ينطقون، وفي حال ينطقون 2.   1 فتح الباري 8/686. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/357 حدثني سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/387 وعزاه لعبد بن حميد فقط. إسناده ضعيف؛ فعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف. 2 فتح الباري 8/686. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/386 وعزاه لابن مردويه فقط. وتمامه - كما في الدر المنثور - "وفي حال تعتذرون، لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام، وكل أمة جاثية في ثلاث حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من ماء، لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة، ولا تسمع نفس ذلك القول إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1288 [3194] ولابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة قال: إنه ذو ألوان1. قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} الآية: 48 [3195] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا} قال: صلّوا2.   1 فتح الباري 8/686. لم أقف عليه مسنداً. 2 فتح الباري 8/686. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/356 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1289 سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً} الآية: 13 [3196] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَهَّاجاً} مضيئا1. قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} الآية: 16 [3197] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} قال: ملتفة2. [3198] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} أي مجتمعة3. قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} الآية: 18 [3199] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في   1 فتح الباري 8/689. أخرجه ابن جرير 29/359 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 6/296. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/490 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/7 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 3 فتح الباري 6/296. أخرجه ابن جرير 30/7 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1290 قوله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} قال: زُمُراً زُمُراً1. قوله تعالى: {إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} الآية: 25 [3200] روى الطبري من قول قتادة ومن قول إبراهيم وعطية بن سعد وغيرهم أن المراد بالغسّاق ما سال من أهل النار من الصديد2. [3201] وقيل: من دموعهم، أخرجه من قول عكرمة وغيره3. [3202] وقيل: الغسّاق البارد الذي يحرق ببرده، رواه من قول ابن عباس ومجاهد وأبي العالية4.   1 فتح الباري 8/690. أخرجه ابن أبي حاتم 30/8 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 6/331. أما قول قتادة فأخرجه ابن جرير 30/13 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله {وَغَسَّاقاً} : كنا نحدَّث أن الغسَّاق: ما يسيل من بين جلده ولحمه. وأما قول إبراهيم فأخرجه ابن جرير 30/13 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن أبراهيم، به. وأما قول عطية بن سعد فأخرجه ابن جرير 30/13 حدثنا أبو كريب ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطية بن سعد، به. 3 فتح الباري 6/331. لم أجده من قول عكرمة، وقد أخرج ابن جرير 30/13 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به مثله. وأخرج عن عكرمة بلفظ آخر، فقال 30/13 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: ثنا أبو عمرو، قال: زعم عكرمة أنه حدثهم في قوله {وَغَسَّاقاً} قال: ما يخرج من أبصارهم من القيح والدم. 4 فتح الباري 6/331. أما قول ابن عباس فأخرجه ابن جرير 30/14 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عنه بلفظ " {إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} يقول: الزمهرير". وأما قول مجاهد فأخرجه 30/14 من طريق ابن إدريس وسفيان، كلاهما عن ليث، عنه بلفظ " {إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} قال: الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده". وأما قول أبي العالية فأخرجه ابن جرير 30/14 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية بلفظ "قال: الغساق: الزمهرير". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1291 [3203] وقيل الغسّاق المنتن، رواه الطبري عن عبد الله بن بريدة وقال: إنها بالطَّخارية1. [3204] أخرج الترمذي والحاكم من حديث أبي سعيد مرفوعا "لو أن دلواً من غسّاق يهراق إلى الدنيا لأنتن أهل الدنيا" 2. [3205] وأخرج الطبري من حديث عبد الله بن عمرو3 موقوفا: "الغساق": القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهراق بالمغرب لأنتن أهل المشرق4.   1 فتح الباري 6/331. أخرجه ابن جرير 30/14 حُدِّثت عن المسيب بن شريك، عن صالح بن حيان، عن عبد الله بن بُريدة قال: الغساق: بالطَّخارية: هو المنتن. 2 فتح الباري 6/331. أخرجه ابن المبارك في الزهد في زيادات نعيم بن حماد ص 316، والإمام أحمد في مسنده 3/28، والترمذي في سننه رقم2583 - في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار -، وابن جرير 23/178 و 30/14، والحاكم 2/501 و 4/601-602 والبيهقي في البعث والنشور ص278 كلهم من طريق عمرو ابن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم480، وضعيف الجامع الصغير رقم4803. قلت: في إسناده "دراج أبو السمح " فإنه ضعيف، ولكن له شواهد تتقوى بها، ويرتفع إلى درجة الحسن لغيره. والله أعلم. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 7/69. 3 في الفتح "عبد الله بن عمر"، والمثبت ما في تفسير الطبري. 4 فتح الباري 6/331. أخرجه ابن جرير 30/14 قال: حُدِّثت عن محمد بن حرب، قال: ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي مالك، عن عبد الله بن عمرو، به. وفي إسناده "ابن لهيعة "ضعيف، وانظر ما قبله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1292 قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} الآية: 27 [3206] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {لا يَرْجُونَ حِسَاباً} لا يخافونه1. قوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} الآية: 30 [3207] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي برزة الأسلمي2 مرفوعا والطبري من حديث عبد الله بن عمرو موقوفا "لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} 3.   1 فتح الباري 8/689. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/397 بهذا اللفظ، ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. ثم قال وفي لفظ "لا يبالون، فيصدقون بالبعث". وبهذا اللفظ الأخير ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/359 أيضا، وقال: أخرجه عبد، ثنا شبابة، عن ورقاء، عن أبي نجيح، عن مجاهد، فذكره. وكذا أخرجه ابن جرير 29/16 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 2 اسمه نضلة بن عبيد، أبو برزة الأسلمي، صحابي، مشهور بكنيته، أسلم قبل الفتح، وغزا سبع غزوات، ثم نزل البصرة، وغزا خراسان، ومات بها سنة خمس وستين على الصحيح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/305، رقم5226، والإصابة 6/341، رقم8737، والتقريب 2/303. 3 فتح الباري 6/333. أما حديث أبي برزة المرفوع فأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/331 حدثنا محمد بن محمد ابن مصعب الصوري، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا جَسر ابن فَرقَد، عن الحسن، قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار - فذكر نحوه. ولفظه" قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} ، فقال: "هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل". قال ابن كثير: "جسر بن فرقد" ضعيف الحديث بالكلية. وأما حديث عبد الله بن عمرو المرقوف فأخرجه ابن جرير 30/17 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي أيوب الأزدي، عن عبد الله ابن عمرو، به. وزاد في آخره "فهم في مزيد من العذاب أبداً ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1293 قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} الآية: 33 [3208] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} قال: نواهد1. قوله تعالى: {وَكَأْساً دِهَاقاً} الآية: 34 [3209] وصل عبد بن حميد من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: "الكأس الدهاق" الممتلئة المتتابعة2. قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً} الآية: 36 [3210] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {عَطَاءً حِسَاباً} قال: كثيرا 3. قوله تعالى: {لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} الآية: 37 [3211] أخرج الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله:   1 فتح الباري 6/321 و 8/689. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/501 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. 2 فتح الباري 6/321 و 8/689. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/501 حدثنا هشيم، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 8/689. أخرجه عبد الرزاق 2/343 به سندا ومتنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1294 {لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} قال: كلاما، إلا من قال صوابا قال: حقا في الدنيا وعملٌ به1.   1 فتح الباري 8/689. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/359 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 29/22، 24 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مفرقا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1295 سورة {وَالنَّازِعَاتِ} قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} الآيتان: 6-7 [3212] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الرَّادِفَةُ} : النفخة الأولى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} : النفخة الثانية1. [3213] وعن مجاهد قال: {الرَّاجِفَةُ} : الزلزلة و {الرَّادِفَةُ} : الدكدكة، أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما عنه2. قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} الآية: 10 [3214] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {الْحَافِرَةِ} يقول: الحياة3. قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} الآية: 11 [3215] قال أبو الحسن الأثرم الراوي عن أبي عبيدة: سمعت   1 فتح الباري 8/691 و 11/369. أخرجه ابن جرير 30/31 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 11/369. أخرجه ابن جرير 30/32 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 3 فتح الباري 8/691. أخرجه ابن جرير 30/34 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1296 ابن الكلبي يقول: نخرة ينخر فيها الريح، وناخرة بالية1. قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} الآية: 13 [3216] وصل الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} قال: صيحة 2. قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} الآية: 14 [3217] عن عكرمة {بِالسَّاهِرَةِ} وجه الأرض، أخرجه ابن أبي حاتم عنه3. [3218] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مصعب بن ثابت4   1 فتح الباري 8/690. قوله {نخرة} اختلفت القراء في ذلك، فقرأ عامة قراء المدينة والحجاز والبصرة {نَخِرًةً} بمعنى: بالية، وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة {ناخِرَةً} بألف، بمعنى أنها مجوّفة تنخر. انظر: تفسير الطبري 30/34. ونقل ابن كثير عن ابن عباس من غير إسناد: هو العظم إذا بلي ودخلت الريح فيه. تفسير ابن كثير 8/336. 2 فتح الباري 8/690 و 11/368. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/179 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 30/36-37 من طريق ابن علية وعبد الوارث سعيد كلاهما عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، مثله. ومن طريق أبي محصن، عن حصين، عن عكرمة، به. 4 مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، روى هشام بن عروة ونافع مولى ابن عمر وأبي حازم بن دينار وغيرهم، وعنه ابنه عبد الله وزيد بن أسلم وابن المبارك وبشر بن السري وغيرهم. وهو ليّن الحديث، وكان عابداً، مات سنة سبع وخمسين ومائة، وله ثلاث وسبعون. انظر ترجمته في: التهذيب 10/144، والتقريب 2/251. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1297 عن أبي حازم1 عن سهل بن سعد في قوله: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قال: أرض بيضاء عفراء كالخبزة2. قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} الآية: 17 [3219] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {طَغَى} عصى3. قوله تعالى: {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} الآية: 20 [3220] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} قال: عصاه ويده4. [3221] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله5.   1 هو سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج، الأثور التّمّار، المدني، القاضي، مولى الأسود ابن سفيان، روى عن سهل بن سعد الساعدي وأبي أمامة بن سهل بن حنيف وسعيد ابن المسيب وغيرهم، وعنه الزهري وعبيد الله بن عمر وابن إسحاق ومالك والحمادان والسفيانان ومصعب بن ثابت وغيرهم، ثقة عابد، مات في خلافة المنصور. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/126، والتقريب 1/316. 2 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/337 حدثنا علي بن الحسين، حدثنا خزر بن المبارك الشيخ الصالح، حدثنا بشر بن السري، حدثنا مصعب بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، به. ولفظه "كالخبزة النقي ". 3 فتح الباري 8/690. وذكره البخاري عنه تعليقا. ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق، إلا أن هذا مما تكرر إسناده، وهو "من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد ". 4 فتح الباري 8/690. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/359 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 5 فتح الباري 8/690. أخرجه عبد الرزاق 2/346 به قال: عصاه ويده. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1298 قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} الآية: 28 [3222] عن ابن عباس {رَفَعَ سَمْكَهَا} أي رفع بنيانها، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه1. [3223] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله وزاد "بغير عمد" 2. [3224] ومن طريق قتادة مثله3. قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} الآية: 29 [3225] أخرج عبد بن حميد من طريق قتادة قال قوله: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي أظلم ليلها4. قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} الآية: 30 [3226] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن عباس والسدي وغيرهما: دحاها أي بسطها5.   1 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 30/43 من طريق معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 30/43 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 30/43 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قوله {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} يقول: رفع بناءها فسوّاها ". 4 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 30/44 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، ومن طريق ابن ثور، عن معمر، عنه، به. 5 فتح الباري 6/294. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1299 قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} الآية: 34 [3227] ولابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس: الطامة هي الساعة طمت كل داهية1.   1 فتح الباري 8/691. لم أقف عليه مسندا، وقد أخرج ابن جرير 30/47 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: الطامة من أسماء يوم القيامة عظمه الله، وحذّره عباده. وقال ابن كثير: سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1300 سورة {عَبَسَ} قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} الآيات1-10 [3228] أخرج الترمذي والحاكم من طريق يحيى بن سعيد الأموي1 وابن حبان من طريق عبد الرحيم بن سليمان2 كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت "نزلت في ابن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدني - وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين -3 فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُعرِض عنه ويُقبِل على الآخر فيقول له: "أترى بما أقول بأسا؟ " فيقول: لا فنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} قال الترمذي: حسن غريب، وقد أرسله بعضهم عن عروة لم يذكر عائشة4.   1 يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، الأموى، أبو أيوب الكوفي، نزيل بغداد، لقبه الجمل، صدوق يُغرب، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة أربع وتسعين ومائة. وله ثمانون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/189، والتقريب 2/348. 2 عبد الرحيم بن سليمان الكناني، أبو الطائي، أبو علي الأشل، المروزي، نزيل الكوفة، ثقة له تصانيف، مات سنة سبع وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/504. 3 أورد ابن حجر روايات متعددة في بيان المراد به. فقال: "وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن الذي كان يكلمه أبي بن خلف. وروى سعيد بن منصور من طريق أبي مالك أنه أمية بن خلف. وروى ابن مردويه من حديث عائشة أنه كان يخاطب عتبة وشيبة ابني ربيعة. ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: عتبة وأبو جهل وعياش. ومن وجه آخر عن عائشة: كان في مجلس فيه ناس من وجوه المشركين منهم أبو جهل وعتبة. ثم قال - أي ابن حجر - فهذا يجمع الأقوال ". انظر: فتح الباري 8/692. 4 فتح الباري 8/692. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1301 [3229] أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - أحد الضعفاء - قال "كان يقال لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي لكتم هذا عن نفسه، وذكر قصة ابن أم مكتوم ونزول {عَبَسَ وَتَوَلَّى} . انتهى1. قوله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} الآية: 15 [3230] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} قال: كَتَبَة واحدها سافر، وهي   = أخرجه الترمذي رقم3331 - في التفسير، باب "ومن سورة عبس"-، والحاكم 2/514 كلاهما من حديث سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم535 من طريق عبد الله بن عمر الجُعفي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي - كما في المطبوعة -: حديث غريب، بينما نقل ابن حجر عنه قال: حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة. وصوّب الذهبي كونه مرسلا. بينما ذكره الشيخ الألبابي في صحيح سنن الترمذي رقم2651 وقال: صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/416 ونسبه إلى الترمذي - وحسنه - وابن المنذر وابن حبان والحاكم - وصححه - وابن مردويه، عن عائشة. قلت: والمرسل أخرجه مالك في الموطأ 1/203 - باب ماجاء في القرآن - عن هشام بن عروة، عن أبيه. 1 فتح الباري 13/411. أخرجه ابن جرير 30/52 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه. ولفظه قال "وسألته عن قول الله عز وجل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} قال: جاء ابن أمّ مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائده يُبْصر، وهو لا يبصر، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى قائده يَكُفّ، وابن أمّ مكتوم يدفعه ولا يُبصر قال: حّتى عَبَس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاتبه الله في ذلك، فقال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} ... إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} قال ابن زيد: كان يقال: لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَتَمَ من الوحي شيئا، كتم هذا عن نفسه قال: وكان يتصدّى لهذا الشريفِ في جاهليته، رجاء أن يسلم، وكان عن هذا يتلهّى". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1302 كقوله: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5] قال: كُتُباً1. [3231] وقد ذكر عبد الرزاق من طريق معمر عن قتادة في قوله {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} قال: كَتَبَة 2. قوله تعالى: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} الآية: 23 [3232] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {لَمَّا يَقْضِ} لا يقضي أحد أبدا ما افترض عليه3. قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْباً} الآية: 30 [3233] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: {وَحَدَائِقَ غُلْباً} أي ملتفة4. [3234] وروى ابن أبي حاتم من طريق عاصم بن كليب5 عن   1 فتح الباري 8/693. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/361 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/693. أخرجه عبد الرزاق 2/348 به سندا ومتنا. 3 فتح الباري 8/692. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/360 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 6/296. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/490 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 عاصم بن كليب بن شهاب بن المحنون، الجَرْمي الكوفي، روى عن أبيه وعلقمة بن وائل ابن حجر ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم. صدوق رمي الإرجاء. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/49، والتقريب 1/385. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1303 أبيه1 عن ابن عباس: "الحدائق" ما التفت و"الغُلب" ما غلظ2. [3235] ومن طريق عكرمة عنه: الغلب شجر بالجنة3 لا يحمل يستظل به4. قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} الآية: 31 [3236] وذكر الحميدي أنه جاء عن ثابت عن أنس أن عمر قرأ {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: ما الأب؟ ثم قال: ما كُلّفنا أو قال: ما أُمِرنا بهذا5.   1 كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي، والد عاصم، روى عن أبيه وخاله الفلتان بن عاصم وعمر وعلي وسعد وأبي موسى وأبي هريرة وغيرهم. وثقه أبو زرعة وابن سعد وابن حبان. قال ابن حجر: صدوق، ووهم من ذكره في الصحابة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/400، والتقريب 2/136. 2 فتح الباري 6/296. أخرج ابن جرير 30/58 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال: الحدائق: ما التفّ واجتمع". 3 في الفتح "بالجبل"، والتصحيح من الدر المنثور وتفسير الطبري. 4 فتح الباري 6/296. أخرج ابن جرير 30/58 حدثني محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه " {وَحَدَائِقَ غُلْباً} قال: الشجر يستظل به في الجنة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/421 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر. 5 فتح الباري 13/270-271. أخرج ابن جرير 30/59 حدثنا ابن بشار، حدثنا ابن أبي عديّ، عن حميد، عن أنس، نحوه. ولفظه "قال: قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قال: قد عرفنا الفاكهة، فما الأب؟ قال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف ". وقد ذكره ابن كثير 8/348 برواية الطبري هذه، ثم قال: فهو إسناد صحيح، وقد رواه غير واحد عن أنس، به، وهو محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه، وإلا فهو وكل من قرأ الآية يعلم أنه من نبات الأرض، لقوله: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1304 [3237] وهو عند الإسماعيلي من رواية هشام عن ثابت، وأخرجه من طريق يونس بن عبيد1 عن ثابت بلفظ: أن رجلا سأل عمر بن الخطاب عن قوله: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ما الأب؟ فقال عمر: نُهينا عن التعمق والتكلف2. [3238] وأخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق أبي مسلم الكجي3 عن سليمان بن حرب4 شيخ البخاري فيه، ولفظه عن أنس: "كنا عند عمر وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم قال: مَهْ، نُهينا عن التكلف"5، وقد أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن سليمان بن حرب بهذا السند مثله سواء6. [3239] وأخرجه أيضا عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة بدل   1 يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم أبو عبد الله البصري، روى عن ثابت البناني وغيره، ثقة ثبت فاضل ورع، مات سنة تسع وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/389، والتقريب 2/385. 2 فتح الباري 13/271. انظر ما قبله. وأصله في البخاري رقم7293 بلفظ "قال عمر: نهينا عن التكلف"، بدون ذكر الآية. 3 لم أقف على ترجمة له - حسب ما بحثت -، وقد ذكره ابن حجر في ترجمة "سليمان ابن حرب الأزدي " فيمن روى عنه. انظر: التهذيب 4/157. 4 سليمان بن حرب الأزدي الواشجي، البصري، القاضي بمكة، روى عن شعبة ومحمد ابن طلحة بن مصرف والحمادين ومبارك بن فضالة وغيرهم، وعنه البخاري وأبو داود وغيرهما، ثقة إمام حافظ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين، وله ثمانون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/157، والتقريب 1/322. 5 انظر رقم 3236. 6 فتح الباري 13/271. وسنده - كما في البخاري - "عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أنس". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1305 حماد بن زيد، وقال بعد قوله: فما الأب، ثم قال: يا ابن أم عمر إن هذا لهو التكلف وما عليك أن لا تدري ما الأب1. [3240] وأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق صالح بن كيسان2 عن الزهري عن أنس أنه أخبره أنه سمع عمر يقول: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً} الآية، إلى قوله: {وَأَبّاً} قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رمى عصا كانت في يده ثم قال: هذا لعمر الله التكلف "اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب" 3. [3241] وأخرجه الطبري من وجهين آخرين عن الزهري وقال في آخره "اتبعوا ما بُيِّن لكم في الكتاب" وفي لفظ "ما بُيِّن لكم فعليكم به وما لا فدعوه"4.   1 فتح الباري 13/271. قال ابن حجر: وسليمان بن حرب سمع من الحمادين، لكنه اختص بحماد بن زيد، فإذا أطلق قوله حدثنا حماد فهو ابن زيد وإذا روى عن حماد بن سلمة نسبه. فتح الباري 13/271. وانظر ما قبله. 2 صالح بن كيسان المدني، أبو محمد أبو أبو الحارث، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، رأى ابن عمر وابن الزبير وقال ابن معين: سمع منهما، وروى عن عروة بن الزبير ونافع مولى ابن عمر والزهري وغيرهم، وعنه مالك وابن إسحاق وابن جريج وإبراهيم بن سعد وغيرهم، ثقة، ثبت فقيه، مات بعد سنة ثلاثين ومائة. أو بعد الأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/350، والتقريب 1/362. 3 فتح الباري 13/271. أخرجه الحاكم 2/514، وعنه البيهقي في شعب الإيمان رقم2281 من حديث يزيد ابن هارون، أنا حميد، عن أنس، وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 4 فتح الباري 13/271. أخرجه ابن جرير 30/60-61 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول، فذكره بنحوه الرواية صالح بن كيسان السابق قبله. وفي آخره اللفظ المذكور. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1306 [3242] وأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن ابن زيد "أن رجلا سأل عمر عن {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فلما رآهم عمر يقولون أقبل عليهم بالدرة"1. [3243] ومن وجه آخر عن إبراهيم النخعي قال: قرأ أبو بكر الصديق وفاكهة وأبا فقيل ما الأب؟ فقيل كذا وكذا فقال أبو بكر إن هذا لهو التكلف، أيُّ أرض تقلني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم"، وهذا منقطع بين النخعي والصديق2. [3244] وأخرج أيضا من طريق إبراهيم التيمي "أن أبا بكر سئل عن الأب ما هو فقال: أي سماء تظلني " فذكر مثله، وهو منقطع أيضا لكن أحدهما يقوي الآخر3.   1 فتح الباري 13/271. لم أقف عليه مسنداً، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف كما سبق مرارا، وآخره في أوائل هذه السورة. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/422 هذا الأثر، ولم ينسبه إلا إلى عبد بن حميد. 2 فتح الباري 13/271. فيه انقطاع بين النخعي والصديق، وقد روي موصولا، فقد أخرج ابن عبد البر في كتاب العلم كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/158 من حديث موسى بن هارون الحمال، ثنا يحيى الحماني، ثنا حفص، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم النخعي، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق، فذكره. وفيه "يحيى الحماني" وهو ضعيف. ثم قال ابن عبد البر: ورواه عن أبي بكر أيضا ميمون بن مهران، وعامر الشعبي، وابن أبي مليكة. 3 فتح الباري 13/271. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/512 - في فضائل القرآن -، وعبد بن حميد في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/158 قالا: ثنا محمد بن عبيد، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، به. وفيه انقطاع بين إبراهيم التيمي والصديق. وقد أشار إلى ذلك ابن حجر - كما في الأعلى - ثم قال: لكن أحدهما يقوي الآخر. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/348 برواية أبي عبيد القاسم بن سلام في كتاب "فضائل القرآن": حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا العوام بن حوشب، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1307 [3245] وأخرج الحاكم في تفسير آل عمران من المستدرك من طريق حميد عن أنس قال: قرأ عمر {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال بعضهم كذا وقال بعضهم كذا، فقال عمر: دعونا من هذا، آمنا به، كل من عند ربنا"1. [3246] وأخرج الطبري من طريق موسى بن أنس2 نحوه3. [3247] ومن طريق معاوية بن قرة4، ومن طريق قتادة كلاهما عن   1 فتح الباري 13/271. أخرجه الحاكم 2/290 - في تفسير قوله تعالى: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} - أخبرني الحسن بن علي المروزي، أنبأ أبو الموجه أن أنبأ عبدان، أنبأ عبد الله بن المبارك، أنبأ حميد الطويل، عن أنس، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 2 موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة، روى عن أبيه وابن عمه عمرو ابن عبد الله بن أبي طلحة وعبد الله بن عباس. وعنه ابنه حمزة وعطاء بن أبي رباح وشعبة وآخرون. ثقة، ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/298، والتقريب 2/281. 3 فتح الباري 13/271. أخرجه ابن جرير 30/59 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس. ولفظه "قال: قرأ عمر {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ومعه عصا في يده، فقال: ما الأب، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا، وألقى العصا من يده ". 4 معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، روى عن أبيه وأنس ومعقل بن يسار وعدة، وعنه خليد بن جعفر وشعبة وسماك بن حرب وغيرهم. ثقة عالم، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن ست وسبعين سنة. أخرج له الجماعة. انظر: ترجمته في: الجرح والتعديل 8/378، والتهذيب 10/195، والتقريب 2/261. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1308 أنس كذلك1. [3248] وقد جاء أن ابن عباس فسر "الأب" عند عمر، فأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق سعيد بن جبير قال: كان عمر يدني ابن عباس فذكر نحو القصة الماضية في تفسير {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} 2 وفي آخره وقال تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً} إلى قوله {وَأَبّاً} قال: فالسبعة رزق لبني آدم "والأب" ما تأكل الأنعام، ولم يذكر أن عمر أنكر عليه ذلك 3.   1 فتح الباري 13/271. أخرجه ابن جرير 30/59 حدثني ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس، عمر رضي الله عنه، به. وفيه أنه قال: إن هذا هو التكلف. وأخرجه بهذا الإسناد عن خليد بن جعفر، قال: حدثني قتادة، عن أنس، عن عمر بنحو هذا الحديث كله. 2 يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري رقم4970 - في تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} - بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لِمَ تُدخِل هذا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم. فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رُثيتُ أنه دعاني يومئذ إلا ليُرهم. قال: ما تقولون في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقال بعضهم: أُمِرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: إذا جاء نصر الله والفتح - وذلك علامة أجلك - فسبِّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول". 3 فتح الباري 13/271. لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 30/60 حدثنا أبو كريب وأبو السائب، قالا: ثنا ابن إدريس، قال: ثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبير، نحوه. ولفظه قال: "عدّ ابن عباس، وقال: "الأب": ما أنبتت الأرض للأنعام ". قال ابن جرير: وهذا لفظ حديث أبي كريب، وقال أبو السائب في حديثه: قال: "ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس وتأكل الأنعام ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1309 [3249] وأخرج الطبري بسند صحيح عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: "الأب" ما تنبته الأرض مما تأكله الدواب، ولا يأكله الناس"1. [3250] وأخرج عن عدة من التابعين نحوه2. [3251] ثم أخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بسند صحيح قال "الأب" الثمار الرطبة، وهذا أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ "وفاكهة وأبا" قال: الثمار الرطبة، وكأنه سقط منه واليابسة3. [3252] فقد أخرج أيضا من طريق عكرمة عن ابن عباس بسند حسن "الأب" الحشيش للبهائم4. [3253] وفيه قول آخر أخرجاه من طريق عطاء قال: كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو أب5.   1 فتح الباري 13/271. أخرجه ابن جرير 30/60 حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا عاصم، عن أبيه، عن ابن عباس، به. وأخرج 30/60 حدثنا أبو كريب وأبو السائب ويعقوب قالوا: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت عاصم بن كليب، به نحوه. ولفظه "قال: عدّ سبعا جعل رزقه في سبعة، وجعله من سبعة، وقال في آخر ذلك "الأب": ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس ". 2 فتح الباري 13/271. انظر تفسير الطبري 30/60 فقد أخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وقتادة، نحوه. 3 فتح الباري 13/271. أخرجه ابن جرير 30/61 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 فتح الباري 13/271. لم أقف عليه مسنداً. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا. 5 فتح الباري 13/271. لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/422 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وقال ابن حجر: فعلى هذا فهو من العام بعد الخاص. فتح الباري 13/271. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1310 [3254] ومن طريق الضحاك قال: "الأب" كل شيء أنبتت الأرض سوى الفاكهة1. قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} الآية: 37 [3255] ولابن أبي الدنيا من حديث أنس قال: سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحشر الناس؟ قال: "حفاة عراة". قالت: واسوأتاه، قال: "قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أولا": {لِكُلِّ امْرِئٍ} الآية 2. [3256] وللنسائي والحاكم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة: قلت: يا رسول الله، فكيف بالعورات؟ قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} 3.   1 فتح الباري 13/271. ذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا. 2 فتح الباري 11/387. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/350 حدثنا أبي، حدثنا أزهر بن حاتم، حدثنا الفضل بن موسى، عن عائد بن شريح، عن أنس بن مالك، به نحوه. ولفظه "قال: سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني سائلتك عن حديث فتخبرني أنت به. قال: "إن كان عندي منه علم". قالت: يا نبي الله، كيف يُحشر الرجال؟ قال: "حفاة عراة". ثم انتظرت ساعة فقالت: يا نبي الله، كيف يحشر النساء؟ قال: "كذلك حفاة عراة"، قالت: واسوأتاه من يوم القيامة! قال: "وعن أي ذلك تسألين، إنه قد نزل عليّ آية لا يضرك كان عليك ثياب أولا يكون ". قالت: أية آية هي يا نبي الله؟ قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} ". ويأتي من حديث عائشة نفسها، وله شواهد أخرى من حديث ابن عباس وسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. انظر: سنن ابن ماجه، رقم 4276، وتفسير ابن كثير 8/349-350، والدر المنثور 3/323 و 8/423. 3 فتح الباري 11/387. أخرجه النسائي في التفسير رقم668، والحاكم 4/564 كلاهما من حديث بقية، قال: حدثني محمد بن الوليد الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، به. صححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/423 ونسبه إلى الحاكم وابن مردويه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1311 قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} الآية: 38 [3257] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مُسْفِرَةٌ} مشرقة1. قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} الآيتان: 40، 41 [3258] وأخرج الحاكم من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة:14] قال: يصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين، وذلك قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} 2. قوله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} الآية: 41 [3259] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} قال: تغشاها شدة3.   1 فتح الباري 8/693. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/361 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/692-693. أخرجه الحاكم 2/515 أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا الفضل ابن عبد الجبار، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووفقه الذهبي. 3 فتح الباري 8/692. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/360 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1312 سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [3260] أخرج أحمد والترمذي والطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمر رفعه "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} " لفظ أحمد1. قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} الآية: 1 [3261] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن قال: {كُوِّرَتْ} تُكوّر حتى يذهب ضوؤها 2.   1 فتح الباري 8/695. أخرجه الإمام أحمد 2/27، والترمذي رقم3333 - في تفسير سورة " {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "-، والحاكم 4/576، وأبو نعيم في الحلية 9/231، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/17 كلهم من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن بحير الصنعاني القاص، أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وعندهم زيادة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، وعند البعض قال: "وأحسب أنه قال "سورة هود". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقال ابن حجر - عقب ذكره - "هو حديث جيد". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/426 ونسبه إلى أحمد والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه. 2 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/492 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أبي رجاء، عن الحسن، به. قال ابن حجر: وكأن هذا كان يقوله قبل أن يسمع حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة" أخرجه البخاري رقم3200 / وإلا فمعنى التكوير اللف تقول كورت العمامة تكويرا إذا لففتها، والتكوير أيضا الجمع، تقول: كورته إذا جمعته. أهـ. فتح الباري 6/298. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1313 [3262] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} يقول: أظلمت1. [3263] ومن طريق الربيع بن خُثيم قال: كُوِّرت أي رُمِي بها2. [3264] ومن طريق أبي يحيى عن مجاهد {كُوِّرَتْ} قال: أضمحلت 3. قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} الآية: 2 [3265] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} قال: تناثرت4.   1 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 30/64 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 30/64 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم، به. 3 فتح الباري 6/298. أخرجه ابن جرير 30/64 حدثني محمد بن عمارة، حدثني عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى - هو القتات، به. قال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال {كُوِّرَتْ} كما قال الله جل ثناؤه؛ والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثباب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها، فعلى هذا فالمراد أنها تلف ويرمى بها فيذهب ضوؤها. انظر: تفسير الطبري 30/64-65. 4 فتح الباري 8/694. أخرجه عبد الرزاق 2/350 به سنداً ومتناً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1314 قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} الآية: 6 [3266] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {سُجِّرَتْ} يذهب ماؤها فلا يبقى قطرة1. [3267] وصل الطبري من طريق سعيد عن قتادة عن الحسن في قوله {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} قال: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة 2. [3268] أخرج ابن أبي حاتم من طرق السدي {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي فتحت وسيرت3. قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} الآية: 7 [3269] وصل عبد بن حميد والحاكم وأبو نعيم في "الحلية" وابن مردويه من طريق الثوري وإسرائيل وحماد بن سلمة وشريك كلهم عن سماك ابن حرب سمعت النعمان ابن بشير سمعت عمر يقول في قوله: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة، والرجل يزوج نظيره من أهل النار، ثم قرأ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات:22] .   1 فتح الباري 8/693. أخرجه ابن جرير 30/68 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 2 فتح الباري 8/602، 693. لم أجده في تفسير الطبري، وقد ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/321 برواية الطبري، فقال: قال أبو جعفر الطبري، ثنا بشر، ثنا يزيد، ثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به. 3 فتح الباري 8/693. ذكره ابن كثير في تفسيره 8/355 عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1315 وهذا إسناد متصل صحيح، ولفظ الحاكم: هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة والنار: الفاجر مع الفاجر والصالح مع الصالح1. [3270] وقد رواه الوليد بن أبي ثور2 عن سماك بن حرب فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقصر به فلم يذكر فيه عمر، جعله من مسند النعمان، أخرجه ابن مردويه3.   1 فتح الباري 8/694. أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/361-362 ثنا أبو عمرو هو ابن حكيم، ثنا محمد ابن عبد الوهاب، ثنا آدم، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سماك بن حرب، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/362 بسنده إلى أحمد بن عبد الله - وهو أبو نعميم - قال: ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الزهري، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/362، والحاكم 2/516 كلاهما من حديث الثوري، وإسرائيل جميعا عن سماك، به نحوه. وقد صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرج ابن جرير 30/69 من طريق سفيان وأبي الأحوص والوليد بن أبي ثور، كلهم عن سماك، به نحوه. وهذا الأخير ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث وأبي نعيم في الحلية، كلهم عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب. 2 هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، وقد ينسب لجده، ضعيف، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. التقريب 2/333. 3 فتح الباري 8/694. ضعيف الإسناد، لضعف الوليد بن أبي ثور، وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429-430 عن النعمان ابن بشير مرفوعا، ونسبه إلى ابن مردويه، ولفظه "قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: "هما الرجلان يعملان العمل يدخلان الجنة والنار". والحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/355 حدثنا أبي، حدثنا محمد ابن الصباح البزار، حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن النعمان بن بشير - مرفوعا. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: "الضرباء، كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله، وذلك بأن الله عز وجل يقول {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة:7-10] قال: "هم الضرباء". قال ابن حجر عقب ذكر الحديث "والأول هو المحفوظ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1316 [3271] وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الثوري كذلك1. [3272] وأخرج الفراء من طريق عكرمة قال: يقرن الرجل بقرينه الصالح في الدنيا، ويقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا يقرينه الذي كان يعينه في النار2. قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس الْجَوَارِ الْكُنَّسِِ} الآيتان 15، 16 [3273] وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي ميسرة عمرو ابن شرحبيل3 قال: قال لي ابن مسعود ما الخنس؟ قال: قلت: أظنه بقر الوحش، قال: وأنا أظن ذلك4. [3274] وعن معمر عن الحسن في قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس} قال: هي النجوم تخنس بالنهار، والكنس تسترهن إذا غبن. قال وقال   1 فتح الباري 8/694. لم أقف عليه. وانظر ما قبله. 2 فتح الباري 8/694. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/430 ونسبه إلى الفراء فقط. 3 وقع في الفتح "أبي ميسرة، عن عمرو بن شرحبيل " وهو خطأ لعله من الطابع أو الناسخ، فإن أبا ميسرة اسمه عمرو بن شرحبيل، وقد تقدم ترجمته برقم2. 4 فتح الباري 8/694. أخرجه عبد الرزاق 2/351-352 عن ابن عيينة، قال: أخبرني زكريا، عن إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1317 بعضهم: الكنس الظباء1. [3275] وروى سعيد بن منصور بإسناد حسن عن علي قال: هن الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى2. [3276] ومن طريق مغيرة قال: سئل مجاهد عن هذه الآية فقال: لا أدري، فقال إبراهيم: لم لا تدري؟ قال: سمعنا أنها بقر الوحش، وهؤلاء يروون عن علي أنها النجوم. قال: إنهم يكذبون على عليّ 3. [3277] وأسند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: {الْخُنَّسِ} تخنس في مجراها ترجع، وتكنس تستتر في بيوتها كما تستر الظباء4.   1 فتح الباري 8/694. أخرجه عبد الرزاق 2/352 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/694. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 186/ أحدثنا حُدَيج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن المرادي، عن علي، به. وأخرج ابن جرير 30/74-75 بأسانيد متعددة عن علي بن أبي طالب، بنحوه. 3 فتح الباري 8/694. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 186/ أ-ب ثنا خالد بن عبد الله، عن مغيرة، قال سئل مجاهد عن قوله {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ، فذكره. أخرج ابن جرير 30/76 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، قال سئل مجاهد عن الجواري الكنس - فذكر نحوه. وقال: حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية. فذكر نحوه. 4 فتح الباري 8/694. الكلبي ضعيف، وقد ذكره البخاري في ترجمة الباب تعليقا. هذا ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1318 قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} الآية: 17 [3278] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَسْعَسَ} قال: أدبر1. [3279] وروى أبو الحسن الأثرم بسند له عن عمر قال: إن شهرنا قد عسعس، أي أدبر2. قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} الآية: 24 [3280] وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن إبراهيم النخعي قال: الظنين المتهم، والضنين البخيل3. [3281] وروى ابن أبي حاتم بسند صحيح: كان ابن عباس يقرأ {بِضَنِينٍ} قال: والضنين والظنين سواء، يقول ما هو بكاذب، والظنين المتهم   1 فتح الباري 8/694. أخرجه ابن جرير 30/78 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 2 فتح الباري 8/695. قال كثير من علماء الأصول: إن لفظ "عسعس" تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك. أما هذه الرواية فلم أقف عليه مسنداً، وقد صح هذا التفسير عن ابن عباس - كما في الذي قبله - وغيره من السلف وقد اختار ابن جرير أيضا هذا التفسير لقوله: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} قال: فدلّ بذلك على أن القسم بالليل مدبراً، وبالنهار مقبلا، والعرب تقول: عسعس الليل، وسعسع الليل: إذا أدبر، ولم يبق منه إلا اليسير. وقال ابن حجر: وتمسك من فسره بأقبل بقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} . ثم نقل عن الخليل قال: أقسم بإقبال الليل وإدباره. انظر: تفسير الطبري 30/79، وتفسير ابن كثير 8/360، وفتح الباري 8/695. 3 فتح الباري 8/694. أخرجه عبد الرزاق 2/353 عن ابن التيمي، عن مغيرة، قال إبراهيم، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1319 والضنين البخيل1.   1 فتح الباري 8/694. قرئ قوله تعالى: {بِضَنِينٍ} بالضاد، وبالظاء، فقرأ عامة قرّاء المدينة والكوفة {بِضَنِينٍ} بالضاد، بمعنى: أنه غير بخبل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله، وأنزل إليه من كتابه. وقرأ بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين {بِظَنِينٍ} بالظاء، بمعنى: أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء. هذا وقد أخرج ابن جرير 30/81 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} قال: الظنين: المتهم. وفي قراءتكم {بِضَنِينٍ} والضنين: البخيل، والغيب: القرآن. ثم اختار ابن جرير قراءة الضاد. قلت: وكلا القراءتين متواتر، ومعناه صحيح، كما قال ابن كثير 8/362. وقد أخرج ابن جرير 30/82 من طريق سعيد، عن قتادة، قوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} قال: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمداً، فبذله وعلَّمه ودعا إليه، والله ما ضنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل بلَّغه ونشره وبذله لكل من أراده. وكذا قال عكرمة، وابن زيد، وغير واحد. وانظر: إبراز المعاني من حرز الأماني 4/249-250، والبدور الزاهر ص336. أما بخصوص هذا الأثر فلم أقف عليه مسنداً، إلا أن ابن حجر قد بين أن إسناده صحيح - كما في الأعلى -. هذا وقد نقل ابن كثير في تفسيره 8/362 عن سفيان بن عيينة قال: ظنين وضنين سواء، أي: ما هو بكاذب، وما هو بفاخر، والظنين: المتهم، والضنين: البخيل. أهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1320 سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} الآية: 3 [3282] قال عبد بن حميد حدثنا مُؤَمِّل1 وأبو نعيم قالا: حدثنا سفيان هو ابن سعيد الثوري عن أبيه2 عن أبي يعلى هو منذر الثوري عن الربيع بن خُثيم {فُجِّرَتْ} قال: فاضت3. [3283] قال عبد الرزاق أنبأنا الثوري مثله وأتم منه4.   1 هو مُؤَمِّل - بوزن محمد - ابن إسماعيل البصري، أبو عبد الرحمن، نزيل مكة، روى عن شعبة والحمادين والسفيانين وغيرهم، وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وبندار وأبو كريب وغيرهم. قال ابن حجر: صدوق سيء الحفط، وذكره ابن حبان في الثقات مات سنة ست ومائتين، وقال ابن سعد ثقة كثير الغلط. انظر ترجمته في: التهذيب 10/339-340، والتقريب 2/290. 2 هو سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، والد سفيان، ثقة، مات سنة ست وعشرين ومائة، وقيل بعدها، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/73، والتقريب 1/305. 3 فتح الباري 8/695. ساقه ابن حجر في تغليق التعليق 4/362-363 به سندا ومتنا. وأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/362 ثنا سفيان، قال: بلغني عن ربيع بن خثيم في قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} قال: فاضت. قال ابن حجر: والمنقول عن الربيع "فجرت" بتخفيف الجيم وهو اللائق بتفسيره المذكور. 4 فتح الباري 8/695. لم أجده عند عبد الرزاق، وفيه 2/354 عن معمر، عن الحسن في قوله {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} قال: فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها، قال معمر وقال الكلبي: ملئت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1321 قوله تعالى: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} الآية:4 [3284] أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} أي: بُحثت1. قوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} الآية: 8 [3285] وقد وقع في حديث مالك بن الحويرث2 رفعه "إذا أراد الله خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله ثم أحضره كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبه" وفي لفظ "ثم تلا: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} " 3.   1 فتح الباري 8/695. أخرجه ابن جرير 30/85 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 مالك بن الحُوَيْرث - بالتصغير - ابن أشيم، أبو سليمان الليثي، صحابي، نزل البصرة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في شَبَبَة من قومه، فعلّمهم الصلاة، وأمرهم بتعليم قومهم إذا رجعوا إليهم، مات سنة أربع وتسعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/18،رقم4586، والإصابة 5/532،رقم7633، والتقريب 2/224. 3 فتح الباري 11/480. أخرجه الطبراني في الكبير ج19/رقم644، والأوسط مجمع البحرين، رقم3411، والصغير رقم106 حدثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء البغدادي، حدثنا شباب العصفري، حدثنا أنيس بن سوار الجرمي، حدثنا أبي، حدثنا مالك بن الحويرث، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/137 وقال: رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في الكبير - الموضع السابق نفسه - من طريقين عن أنيس بن سوار، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/439، ونسبه إلى الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه - بسند قال إنه جيد - والبيهقي في الأسماء والصفات. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1322 [3286] وله شاهد من حديث رباح اللخمي1 لكن ليس فيه ذكر يوم السابع2.   1 رباح بن قصير اللخمي، من بني القشيب، مصري، جد موسى بن علي بن رباح. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في زمن أبي بكر، حين قدم حاطب بن أبي بلتعة رسولا من أبي بكر إلى المقوقس، فنزل على رباح بن قصير، فأسلم رباح حينئذ. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/250، رقم1613، والإصابة 2/375، رقم2566. 2 فتح الباري 11/480. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/439 ونسبه إلى البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه من طريق موسى بن علي ابن رباح، عن أبيه، عن جده. ولفظه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما ولد لك؟ " قال: يا رسول الله، ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية. قال: "فمن يشبه؟ " قال: يا رسول الله، ما عسى أن يشبه أباه وإما أمه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عنده: "مه، لا يقولنَّ هذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} من نسلك ما بينك وبين آدم". هذا وقد أخرج هذا الحديث ابن جرير 30/87، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/365، والطبراني في الكبير ج 5/رقم4624 كلهم من حديث مطهر بن الهيثم، قال: حدثنا موسى بن علي بن أبي رباح اللخمي، قال: حدثني أبي، عن جدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له، فذكره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/138 وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك. قال ابن كثير - عقب ذكره - "وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلا في هذه الآية، ولكن إسناده ليس بالثابت، لأن "مطهر بن الهيثم" قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن موسى بن علي وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات". ولكن يشهد لبعضه ما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاما أسود؟ قال: "هل لك من إبل؟ " قال: نعم. قال: "فما لونها؟ " قال: حُمر. قال: "فهل فيها من أوراق؟ " قال: نعم. قال: "فأنى أتاها ذلك؟ " قال: عسى أن يكون نزعه عرق. قال: "وهذا عسى أن يكون نزعه عرق". صحيح البخاري: في الطلاق، باب إذا عرَّض بنفي الولد، رقم5305. ومسلم: كتاب اللعان، رقم1500-18، 19، 20. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1323 سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} الآية:1 [3287] أخرج النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال "لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا، فأنزل الله {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فأحسنوا الكيل بعد ذلك1. [3288] أخرج هناد بن السري في الزهد من طريق عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عمرو قال: قال له رجل: إن أهل المدينة ليوفون الكيل، فقال: وما يمنعهم وقد قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} - إلى قوله – {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: إن العرق ليبلغ أنصاف آذانهم من هول يوم القيامة2.   1 فتح الباري 8/695-696. أخرجه النسائي في تفسيره رقم674، وابن ماجه رقم2223 - كتاب التجارات، باب التوقي في الكيل والوزن - كلاهما من طريق علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي، عن يزيد، به. وقد صحّح ابن حجر هذا الإسناد كما في الأعلى. وأخرجه ابن جرير 30/91 من طريق يحيى بن واضح، والحاكم 2/33 من طريق علي بن الحسين ابن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، به. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/441 وزاد نسبته إلى الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح عن ابن عباس. 2 فتح الباري 11/392-393. أخرجه ابن جرير 30/90-91 حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن فضيل، عن ضرار، عن عبد الله، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1324 قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} الآية: 6 [3289] وأخرج أبو يعلى وصححه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: "مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى أن تغرب" 1. [3290] وأخرجه أحمد وابن حبان نحوه من حديث أبي سعيد2. قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الآية: 14 [3291] وروى ابن حبان والحاكم والترمذي والنسائي من طريق   1 فتح الباري 11/394. أخرجه أبو يعلى رقم6025، وابن حبان الإحسان، رقم7333 كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به مرفوعا. وإسناده صحيح، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/340 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير إسماعيل بن عبد الله ابن خالد وهو ثقة. 2 فتح الباري 11/394. أخرجه ابن جرير 29/72، وابن حبان الإحسان، رقم7334 كلاهما من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولفظه "قال: {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] فقيل: ما أطول هذا اليوم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخفَّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا". وأخرجه الإمام أحمد 3/75، وأبو يعلى 1390 من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/340 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في راويه. قلت: ومحل هذا الحديث في سورة المعارج، ولكن لما لم يسق لفظه وإنما أشار إليه عقب حديث أبي هريرة، اضطررت إلى ذكره هنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1325 القعقاع بن حكيم1 عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه، فإن هو نزع واستغفر صقلت، فإن هو عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو الران الذي ذكر الله تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} 2. [3292] وروينا في "فوائد الديباجي" من طريق عيسى3 عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} قال: ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرتها. انتهى4.   1 القعقاع بن حكيم الكناني، المدني، روى عن أبي هريرة وقيل لم يلقه وجابر وعائشة وابن عمر وغيرهم، وعنه محمد بن عجلان وزيد بن أسلم وسعيد المقبري وغيرهم، ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/342، والتقريب 2/127. 2 فتح الباري 8/696. أخرجه الإمام أحمد 2/297، والترمذي رقم3334 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة "ويل للمطففين"، والنسائي في التفسير رقم678، وابن ماجه رقم4244 - في الزهد، باب ذكر الذنوب، وابن جرير 30/98، وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم930، والحاكم 2/517 كلهم من حديث محمد بن عجلان، عن القعقاع ابن حكيم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2654. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/445 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. 3 هو عيسى بن ميمون الجُرَشي، أبو موسى، ثقة، وهو صاحب التفسير، روى عن مجاهد وقيس بن سعد وابن أبي نجيح، وعنه السفيانان وأبو عاصم وكيسان. انظر ترجمته في: التهذيب 8/211، والتقريب 2/102. 4 فتح الباري 8/696. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/363 بسنده إلى سهل بن أحمد الديباجي، ثنا خليفة، ثنا يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم، عن عيسى، به. وأخرجه ابن جرير 30/99 حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1326 [3293] وصل الفريابي من طريق مجاهد {بَلْ رَانَ} ثبت الخطايا1. [3294] وروينا في "المحامليات" من طريق الأعمش عن مجاهد قال: كانوا يرون الرين هو الطبع2. قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ} الآيتان 25- 26 [3295] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} قال: الخمر ختم بالمسك 3. قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} الآية: 26 [3296] أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الدرداء4 قال في قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} قال: هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم5.   1 فتح الباري 8/696. انظر ما قبله. قال ابن حجر: والران الرين الغشاوة، وهو كالصدى على الشيء الصقيل. 2 فتح الباري 8/696. أخرجه ابن جرير 30/98-99 حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن مجاهد، نحوه. 3 فتح الباري 6/321 و 8/696. أخرجه ابن جرير 30/106 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. 4 اسمه عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، أبو الدرداء، مشهور بكنيته، صحابي جليل، أول مشاهده أحد، وكان عابداً، مات في آخر خلافة عثمان، وقيل عاش بعد ذلك. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/94 رقم5765، والتقريب 2/91. 5 فتح الباري 6/322. أخرجه ابن جرير 30/107 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1327 [3297] وعن سعيد بن جبير: ختامه آخر طعمه1. [3298] وصل ابن أبي حاتم من طريق مجاهد في قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} قال: طينه مسك2. قوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} الآيتان: 27- 28 [3299] وصل عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: التسنيم يعلو شراب أهل الجنة، وهو صِرْف للمقربين،   = أبو حمزة، عن جابر ابن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي الدرداء، نحوه. و"ابن حميد" ضعيف، وله طريق أخرى فقد ذكر ابن القيم في حادي الأرواح ص272 أن الحاكم أخرجه من حديث آدم، حدثنا شيبان، عن جابر، عن ابن سابط، به. وأخرجه ابن المبارك في زوائد الزهد ص 78 وقد ذكره ابن كثير 8/375 برواية الطبري، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/452 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر والبيهقي. وقد رجح الطبري هذا القول قائلا: "وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معنى ذلك: آخره وعاقبته مسك: أي هي طيبة الريح، إن ريحها في آخر شربهم يختم لها بريح المسك، لأنه لا وجه للختم في كلام العرب إلا الطبع والفراغ. انظر: تفسير الطبري 30/107. 1 فتح الباري 6/322. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/451 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد. 2 فتح الباري 6/321. أخرجه ابن جرير 30/107 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص 272 تفسير مجاهد هذا يحتاج إلى تفسير، ولفظ الآية أوضح منه، وكأنه والله أعلم يريد ما يبقى في أسفل الإناء من الدُّرْدِي. أهـ. والدُّرْدِي: ما رسب أسفل العسل والزيت ونحوهما من كل شيء مائع كالأشربة والأدهان. انظر: القاموس: باب الدال، فصل الدال، مادة درد، ص 254، والمعجم الوسيط ص 278. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1328 ويمزج لأصحاب اليمين1. قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} الآية: 36 [3300] وصل الفريابي عن مجاهد {ثُوِّبَ} قال: جُوزِي2.   1 فتح الباري 6/321 و 8/696. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/501 أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/357، به نحوه. وأخرجه الطبري 30/109 من طريق عطاء بن السائب، به نحوه. 2 فتح الباري 8/696. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/363 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/453 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1329 سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} ، {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} الآيات: 2، 4 [3301] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} أي: أطاعت1. [3302] ومن طريق سعيد بن جبير {وَحُقَّتْ} أي حُقّ لها أن تطيع2. [3303] ومن طريق الضحاك {لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} أي سمعت3. [3304] قال مجاهد: {أَذِنَتْ} سمعت وأطاعت لربها، {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} : أخرجت ما فيها من الموتى، {وَتَخَلَّتْ} أي عنهم أخرجه ابن أبي حاتم من طريقه4.   1 فتح الباري 6/294. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/455 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقد أخرج ابن جرير 30/113 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد في قوله: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سمعت وأطاعت. 2 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 30/113 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، به. 3 فتح الباري 6/294. أخرج ابن جرير 30/113 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سمعت وأطاعت. 4 فتح الباري 8/697 و 6/294. أخرج ابن جرير 30/113، 114 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه مفرقا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1330 [3305] وقد أخرجه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن عباس، وصله بذكر ابن عباس فيه لكنه موقوف عليه1. [3306] أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير: ألقت ما استودها الله من عباده وتخلت عنهم إليه2. قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} الآية: 10 [3307] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال في قوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} قال: تُجعل يده من وراء ظهره فيأخذ بها كتابه3. قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} الآية: 14 [3308] وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} أن لن   1 فتح الباري 8/697. أخرجه الحاكم 2/518 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس. ولفظه "قال في قوله عز وجل {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سمعت {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} قال: يوم القيامة {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} قال: أخرجت ما فيها من الموتى. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. 2 فتح الباري 6/294. لم أقف عليه مسندا، وقد أخرج ابن جرير 30/114 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه. 3 فتح الباري 8/697. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/457 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد، نحوه. ولفظه "تجعل شماله" بدل "تجعل يده". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1331 يرجع إلينا 1. قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} الآية: 17 [3309] وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس في قوله: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} قال: وما دخل فيه، وإسناده صحيح2. [3310] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَسَقَ} جمع من دابة 3. [3311] وصل عبد بن حميد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} أي وما جمع4. قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} الآية: 18 [3312] وصل عبد بن حميد أيضا من طريق منصور عن الحسن في قوله: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} قال: استوى5.   1 فتح الباري 8/697. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قال ابن حجر: وأصل يحور الحور بالفتح وهو الرجوع. فتح الباري 8/697. 2 فتح الباري 8/697. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 187/ أثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/458 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم. 3 فتح الباري 8/697. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/298. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/493 حدثنا هاشم بن القاسم، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، به. 5 فتح الباري 6/298-299. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/493 أخبرني عمرو بن عون، عن هُشَيم، عن منصور، عن الحسن، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1332 قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} الآية: 19 [3313] أخرج الطبري عن الحسن وعكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم قالوا: {طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} يعني حالا بعد حال1. [3314] ومن طريق الحسن أيضا وأبي العالية ومسروق قال: السماوات2. [3315] وأخرج الطبري أيضا والحاكم من حديث ابن مسعود إلى قوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} قال: السماء3.   1 فتح الباري 8/698. أما أثر الحسن فأخرجه الطبري 30/123 قال: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوفي، عن الحسن، به. وأما أثر عكرمة فأخرجه ابن جرير أيضا: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن نصر، عن عكرمه، به. ومن طريق أبي الأحوص، عن سماك، عنه، به. وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير أيضا: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، به. هذا وقد رجّح الطبري هذا التفسير، ثم قال: والمراد بذلك وإن كان الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موجها جميع الناس أنهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالا. 2 فتح الباري 8/698. أما أثر الحسن وأبي العالية فأخرجه ابن جرير 30/124 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن وأبو العالية، فذكره. 3 فتح الباري 8/698. أخرجه ابن جرير 30/124-125 بأسانيد متعددة عن مرة الهمذاني والأعمش عن إبراهيم عن عبد الله ابن مسعود، به. وأخرجه الحاكم 2/518 من طريق الحسن ابن عطية، عن حمزة بن حبيب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي قائلا: كذا قال ولم يخرج للحسن شيئا وفيه ضعف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1333 [3316] وفي لفظ للطبري عن ابن مسعود قال: المراد تصير مرة كالدهان، ومرة تشقق ثم تحمر ثم تنفطر1. قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ} الآية: 23 [3317] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يُوعُونَ} يسرون2. [3318] وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة {يُوعُونَ} قال: في صدورهم3.   1 فتح الباري 8/698. أخرجه ابن جرير 30/124 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن وهب، عن مرة، عن ابن مسعود، نحوه. وأخرجه من طريق علي بن غراب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله، بنحوه. 2 فتح الباري 8/697. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/460 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر. 3 فتح الباري 8/697. أخرجه عبد الرزاق 2/360 به سندا ومتنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1334 سورة البروج قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} الآية: 4 [3319] وأخرج مسلم والترمذي وغيرهما من حديث صهيب قصة أصحاب الأخدود مطولة، وفيه قصة الغلام الذي كان يتعلم من الساحر، فمر بالراهب فتابعه على دينه، فأراد الملك قتل الغلام لمخالفته دينه فقال: إنك لن تقدر على قتلي حتى تقول إذا رميتني بسم الله رب الغلام، ففعل، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فخدّ لهم الملك الأخاديد في السكك وأضرم فيها النيران ليرجعوا إلى دينه. وفيه قصة الصبي الذي قال لأمه: اصبري فإنك على الحق، صرح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم1 والنسائي وأحمد2. [3320] ووقفها معمر عن ثابت، ومن طريقه أخرجها الترمذي، وعنده في آخره: يقول الله تعالى {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} - إلى - {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} 3.   1 أخرجه مسلم في صحيحه رقم3005-73 - في الزهد والرقائق، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام - من طريق حماد بن سلمة، به مطولا. 2 فتح الباري 8/698. أخرجه أحمد 6/17، والنسائي في التفسير رقم681 كلاهما من طريق حماد بن سلمة - بالإسناد المذكور. 3 فتح الباري 8/698. أخرجه عبد الرزاق 2/362-364، ومن طريقه الترمذي رقم3340 في التفسير، باب ومن سورة البروج - عن معمر عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، به مطولا مرفوعا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1335 [3321] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الْأُخْدُودِ} شق بنجران كانوا يعذبون الناس فيه1. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية: 10 [3322] وصل الفريابي من طريق مجاهد {فَتَنُوا} عذبوا2. قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} الآيتان 14، 15 [3323] وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قال: الودود الحبيب 3. [3324] وفي قوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} يقول: الكريم 4.   1 فتح الباري 8/698. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/699. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/699 و 13/408. أخرجه ابن جرير 30/138 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 5/345 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 4 فتح الباري 8/699 و 13/408. اختلفت القراء في قراءة قوله {الْمَجِيدُ} ، فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين رفعا، ردّا على قوله {ذُو الْعَرْشِ} على أنه من صفة الله تعالى، وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة خفضا على أنه من صفة العرش، والقراءتان مشهورتان متواترتان، فبأيهما قرأ القارئ فمصيب. انظر: تفسير الطبري 30/139، وفتح الباري 13/408. والأثر أخرجه ابن جرير 30/138 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 5/345 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1336 سورة الطارق قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} الآية: 3 [3325] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الثاقب المضئ1. [3326] وأخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله2. [3327] وصل الفريابي والطبري من طريق مجاهد {الثَّاقِبُ} الذي يتوهج3. [3328] وأخرج الطبري من طريق السدي قال: هو النجم الذي يُرمَى به4. [3329] ومن طريق عبد الرحمن بن زيد قال: النجم الثاقب الثريا5.   1 فتح الباري 8/699. أخرجه عبد الرزاق 2/365 به سندا ومتنا. 2 فتح الباري 8/699. أخرجه ابن جرير 30/141 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. 3 فتح الباري 8/699. أخرجه ابن جرير 30/142 من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/699. لم أجده في تفسير الطبري. 5 فتح الباري 8/699. أخرجه ابن جرير 30/142 حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1337 قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} الآية: 4 [3330] وصل ابن أبي حاتم من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} إلا عليها حافظ من الملائكة، وإسناده صحيح1. قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} الآية: 8 [3331] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} : النطفة في الإحليل2. قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} الآيتان 11، 12 [3332] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قال: يعني ذات السحاب تمطر ثم ترجع بالمطر 3.   1 فتح الباري 6/365 و 8/699. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/3 حدثنا علي بن الحسين، حدثنا علي ابن بكر، ثنا علي بن الحسين هو ابن شقيق، ثنا الحسين يعني ابن واقد، ثنا يزيد هو النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. 2 فتح الباري 6/365. أخرجه الفريابي في التفسير كما في تغليق التعليق 4/4 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/699. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1338 [3333] وفي قوله {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} : ذات النبات1. [3334] وللحاكم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله {ذَاتِ الرَّجْعِ} المطر بعد المطر. وإسناده صحيح2.   1 فتح الباري 8/699. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/699. أخرجه الحاكم 2/520 من طريق خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قال: المطر". قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. كما صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وقد أخرجه - باللفظ الذي هنا - إبراهيم الحربي في غريب الحديث له كما في تغليق التعليق 4/365 قال: حدثني عبيد الله، ثنا ابن مهدي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1339 سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} الآية: 3 [3335] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} قدر للإنسان الشقاوة والسعادة وهدى الأنعام لمراتعها، ووصل الطبري من طريق مجاهد، به1. قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} الآية: 5 [3336] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {غُثَاءً أَحْوَى} هشيما متغيرا2. قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} الآية: 6 [3337] وعن الحسن وقتادة {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} أي قضى أن ترفع تلاوته3.   1 فتح الباري 11/515 و 8/700. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/193-194 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/152 من طرق، عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/700. أخرجه ابن جرير 30/153 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 3 فتح الباري 9/85. لم أجده بهذا اللفظ عنهما، قال ابن حجر: وقد اختلف في الاستثناء في هذه الآية، = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1340 [3338] وعن ابن عباس: إلا ما أراد الله أن ينسيكه لتسن1. قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} الآيتان: 14- 15 [3339] أخرج ابن أبي حاتم من طريق جيدة أن قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} نزلت في صلاة العيد وزكاة الفطر، وسنده حسن2.   = فنقل عن الفراء قال: هو للتبرك وليس هناك شيء استثنى، ثم نقل هذا القول عن الحسن وقتادة، والذي يأتي بعده عن ابن عباس، ثم قال: وقيل: لما جبلت عليه من الطباع البشرية، لكن سنذكره بعد. وقيل المعنى {فَلا تَنْسَى} أي: لا تترك العمل به إلا ما أراد الله أن ينسخه فتترك العمل به. وقد اختار ابن جرير هذا القول ورجّحه قائلا: "والقول الذي هو أولى بالصواب عندي قول من قال: معنى ذلك: فلا تنسى إلا أن نشاء نحن أن نُنسيكه بنسخه ورفعه". وأخرج - أي ابن جرير - 30/154 من طريق سعيد، عن قتادة في قوله {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} قال: كان صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئا {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} . وقد نقل ابن كثير عن الطبري ترجيحه هذا وارتضاه. انظر: تفسير الطبري 30/154، وتفسير ابن كثير 8/401، وفتح الباري 9/85. 1 فتح الباري 9/85. ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/483 عن ابن عباس {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} يقول: إلا ما شئت أنا فأنسيك، ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 7/262. لم أقف على إسناده، ولا بين ابن حجر قائله. هذا وقد أخرج البزار كما في كشف الأستار 1/429، رقم905 من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده " عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلي صلاة العيد ويتلو هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} . وأخرج البيهقي في السنن الكبرى 4/268 من وجه آخر عن كثير بن عبد الله عن أبيه، عن جده قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1341 ........................................................................................   = عن زكاة الفطر قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} فقال: هي زكاة الفطر. وقال الهيثمي في مجمع (1) الزوائد 7/139 رواه البزار، وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، وقد حسّن الترمذي حديثه. أهـ. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/485 ونسبه إلى البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في سننه. وقال: سنده ضعيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1342 سورة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} الآية: 1 [3340] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الغاشية من أسماء يوم القيامة1. قوله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} الآية: 3 [3341] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} النصارى2.   1 فتح الباري 8/700. أخرجه ابن جرير 30/159 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وزاد في آخره "عظَّمه الله، وحذَّره عباده". 2 فتح الباري 8/700. وذكره البخاري عنه تعليقا. لم أقف على إسناده كاملا، ولم يذكر هذا الأثر في تغليق التعليق أيضا. إذ أن هناك بياضا في مكانه. ويشهد له ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/368 عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه براهب فوقف، فنودي الراهب فقيل له: هذا أمير المؤمنين، قال: فاطلع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: إنه نصراني فقال عمر: قد علمت ولكن رحمته ذكرت قول الله: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار. وأخرجه الحافظ أبو بكر الرقاني فيما نقل عنه ابن كثير في تفسيره 8/406-407 حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا هارون ابن عبد الله، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، به نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1343 [3342] ومن طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس وزاد: اليهود1. [3343] وذكر الثعلبي من رواية أبي الضحى عن ابن عباس قال: الرهبان2. قوله تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} الآية: 5 [3344] وصل الفريابي من طريق مجاهد {عَيْنٍ آنِيَةٍ} بلغ إناها وحان شربها3. قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} الآية: 6 [3345] وأخرج الطبري من طريق عكرمة ومجاهد قال: الضريع الشِّبْرق4 5.   1 فتح الباري 8/700. لم أقف عليه مسنداً، وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/491 ونسبه إلى ابن أبي حاتم، وزاد "تخشع ولا ينفعها عملها". أما "شبيب بن بشر" الذي في إسناده فصدوق يخطئ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيراً. انظر ترجمته فيما تقدم برقم 1924. 2 فتح الباري 8/700. 3 فتح الباري 8/700. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/365 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/161 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/492 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 4 الشِّبْرق: نبت تسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، ويسميه غيرهم: الشبرق، وهو سمّ. انظر: تفسير الطبري 30/161. 5 فتح الباري 8/701. أما قول عكرمة فأخرجه ابن جرير 30/161 حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال محمد: ثنا، وقال عباد: أخبرها محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة، به. وأخرجه عن يعقوب، قال: ثنا إسماعيل ابن علية، عن أبي رجاء، قال: ثني نجدة - رجل من عبد القيس - عن عكرمة، بنحوه. وأما قول مجاهد فأخرجه 30/162 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، به. وأخرجه من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "الشبرق اليابس". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1344 [3346] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الضريع شجر من نار1. [3347] ومن طريق سعيد بن جبير قال: الحجارة2. قوله تعالى: {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} الآية: 11 [3348] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} شتما3. [3349] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما4.   1 فتح الباري 8/701. أخرجه ابن جرير 30/162 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. 2 فتح الباري 8/701. أخرجه ابن جرير 30/162 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سيعد، به. 3 فتح الباري 8/700. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/365 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/700. أخرجه عبد الرزاق 2/368 به سندا ومتنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1345 قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} الآيات: 21، 22 [3350] عن جابر مرفوعا "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" الحديث، وفي آخره "وحسابهم على الله"، ثم قرأ {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} إلى آخر السورة، أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وإسناده صحيح1. قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} الآية: 25 [3351] وصل ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {إِيَابَهُمْ} مرجعهم2. [3352] وذكره ابن أبي حاتم عن عطاء، ولم يجاوز به3.   1 فتح الباري 8/701. أخرجه مسلم في صحيحه رقم21-35 - في الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ... - من طريق سفيان عن أبي الزبير عن جابر، به. وهو عند الترمذي في كتاب التفسير برقم 3341، والنسائي في التفسير برقم690، والحاكم 2/522. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/495 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر. 2 فتح الباري 8/701. لم أقف عليه مسنداً، وعطاء هو الخراساني، راجع: مقدمة هذه الرسالة، ص 14. 3 فتح الباري 8/701. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1346 سورة {وَالْفَجْرِ} قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} الآيات: 1- 3 [3353] وللحاكم من حديث ابن عباس قال: الفجر فجر النهار، وليال عشر عشر الأضحى1. [3354] وأخرج النسائي من حديث جابر رفعه قال "العشر عشر الأضحى، والشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة" 2.   1 فتح الباري 8/702. أخرجه الحاكم 2/522 حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان عن الأغر، عن خليفة بن حصين بن قيس عن أبي نصر، عن ابن عباس، به. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير 30/168، 169 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، به مفرقا. وابن جميد ضعيف، لكنه توبع في رواية الحاكم كما رأيت. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/498 مختصراً، ونسبه إلى الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان. 2 فتح الباري 8/702. أخرجه أحمد 3/327، والنسائي في تفسيره 2/521، رقم691، وابن جرير 30/169، والبزار كما في كشف الأستار 3/80-81، رقم2286، كلهم من حديث عياش بن عقبة، حدثني خير بن نعيم، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/290 وقال: رواه البزار وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة. وذكره ابن كثير 8/413 وقال: وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن فيه نكارة. أهـ. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/579 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الشعب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1347 [3355] وصل الفريابي والطبري عن مجاهد "كل خلق الله شفع: السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر ونحو هذا شفع، والوتر الله وحده1. [3356] وروى الطبري عن مجاهد قال في قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات:49] : الكفر والإيمان، والشقاء والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإنس، والتوتر الله2. [3357] وروى من طريق أبي صالح نحوه3. [3358] وأخرج عن ابن عباس من طريق صحيحة أنه قال: الوتر يوم عرفة والشفع يوم الذبح، وفي رواية أيام الذبح4.   1 فتح الباري 6/365. ذكره البخاري عنه تعليقا باختصار، بلفظ "كل شيء خلقه فهو شفع، والوتر: الله عز وجل". قال ابن حجر: أراد مجاهد بهذا أن كل شيء له مقابل يقابله ويذكر معه فهو بالنسبة إليه شفع، كالسماء والأرض، والإنس والجن إلخ، وبهذا زال الإشكال بأن السماوات سبع والسبع ليس بشفع. والأثر أخرجه الفريابي في التفسير كما في تغليق التعليق 4/4، وابن جرير 30/171 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 6/365. أخرجه ابن جرير 30/171 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: قال مجاهد في قوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} ، فذكره. قال: وقال في الشفع والوتر مثل ذلك. وانظر ما تقدم برقم 2677. 3 فتح الباري 6/365. أخرجه ابن جرير 30/171 حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} . ولفظه "قال: خلق الله من كل شيء زوجين، والله وَتْر واحد صمد". 4 فتح الباري 6/365. قال ابن حجر: وهذا يناسب ما فسروا به قوله قبل ذلك {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} أن المراد به عشر ذي الحجة. والأثر أخرجه ابن جرير 30/170 من طرق عن عوف، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1348 [3359] وقد أخرج الترمذي من حديث عمران بن حصين "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال "هي الصلاة، بعضها شفع، وبعضها وتر" ورجاله ثقات إلا أن فيه راويا مبهما1، وقد أخرجه الحاكم من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغتر فصححه2.   1 أخرجه أحمد 4/437، 438 والترمذي رقم3342 - في التفسير، باب ومن سورة الفجر -، وابن جرير 30/172 من طرق عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن عمران ابن عصام عن رجل من أهل البصرة، عن عمران بن حصين، به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة. وقد ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم661 وقال: ضعيف الإسناد. قلت: والعلة أن فيه راويا مبهما، وبقية رجاله ثقات كما أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 8/502 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/702. أخرجه الحاكم 2/522 بالإسناد المذكور، إلا أن فيه عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين"، فسقط من الإسناد عن بين "عمران بن عصام " وبين "شيخ من أهل البصرة"، فأوهم أنه صفة لعمران بن عصام، وعلى هذا صحّح إسناده، ولم ينتبّه له الحافظ الذهبي أيضا، فوافق الحاكم على هذا التصحيح. رحمهما الله. وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/415 "عن عمران بن عصام - شيخ من أهل البصرة - عن عمران بن الحصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ". قال ابن كثير: هكذا رأيته في تفسيره، فجعل الشيخ البصري هو عمران بن عصام. وأخرجه ابن جرير أيضا 30/172 حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، حدثني خالد بن قيس، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن عمران بن الحصين - مرفوعا. فأسقط ذكر الشيخ المبهم. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1349 [3360] ولسعيد بن منصور من حديث ابن الزبير أنه كان يقول: الشفع قوله تعالى {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} [البقرة:203] والوتر اليوم الثالث1. قوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} الآية: 7 [3361] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {إِرَمَ} قبيلة من عاد، قال: و {الْعِمَادِ} كانوا أهل عمود أي خيام2. [3362] وقد أخرج ابن مردويه من طريق المقدام   = و"عمران بن عصام " هو الضبعي أبو عمارة البصري، إمام مسجد بني ضُبَيعة وهو والد أبي جمرة نصر بن عمران الشعبي. روى عن عمران بن حصين، وروى عنه قتادة، وابنه أبو جمرة، والمثنى بن سعيد، وأبو التياح يزيد بن حميد. وذكره ابن حبان في الثقات. وذكره خليفة بن خياط في التابعين من أهل البصرة، وكان شريفا نبيلا حظيا عند الحجاج بن يوسف، ثم قتله يوم الزّاوية سنة ثلاث وثمانين لخروجه مع ابن الأشعث. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/300، والثقات لابن حبان 5/221، وتفسير ابن كثير 8/415. 1 فتح الباري 8/702. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/413 حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني، حدثني أبي، عن النعمان - يعني ابن عبد السلام - عن أبي سعيد بن عوف حدثني بمكة قال: سمعت عبد الله بن الزبير يخطب الناس - فذكر نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/504 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/701. أخرجه عبد الرزاق 2/370 به نحوه. وقد رجّح الطبري هذا القول قائلا: "وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد". وقال ابن حجر: "وأصح هذه الأقوال الأول أن إرم اسم القبيلة وهم إرم بن سام ابن نوح، وعاد هم بنو عاد بن عوص بن إرم، وميزت عاد بالإضافة إلى الإرم عن عاد الأخيرة، ثم قال: وقد تقدم في تفسير الأحقاف أن عادا قبيلتان، ويؤيده قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى} ". انظر: تفسير الطبري 30/176، وفتح الباري 8/701. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1350 ابن معديكرب1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {ذَاتِ الْعِمَادِ} قال: "كان الرجل يأتي الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم" 2. [3363] وصل الفريابي من طريق مجاهد بلفظ {إِرَمَ} القديمة، و {ذَاتِ الْعِمَادِ} أهل عماد لا يقيمون3. [3364] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: إرم اسم أبيهم4. [3365] ومن طريق مجاهد قال: إرم أمه5.   1 المقدام بن معديكرب بن عمرو الكندي، صحابي مشهور، نزل الشام، ومات سنة سبع وثمانين على الصحيح، وله إحدى وتسعون سنة، روى عنه ابنه يحيى وحفيده صالح ابن يحيى، وخالد بن معدان، وحبيب بن عبيد، ويحيى بن جابر الطائي، والشعبي، وشريح بن عبيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف وآخرون. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/244، رقم5077، والإصابة 6/161، رقم8202، والتقريب 2/272. 2 فتح الباري 8/701. وهذا الحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/505 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما نقل عنه ابن كثير 8/417 حدثني أبي، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية ابن صالح، عمن حدثه، عن المقدام، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره بنحوه. وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن المقدام. 3 فتح الباري 8/701. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/366 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/701. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/505 بنحوه، ونسبه إلى ابن المنذر فقط. ولفظه قال: "عاد بن إرم نسبهم إلى أبيهم الأكبر". 5 فتح الباري 8/702. أخرجه ابن جرير 30/175 حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/505 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1351 [3366] ومن طريق قتادة قال: كنا نتحدث أن إرم قبيلة1. [3367] ومن طريق عكرمة قال: إرم هي دمشق2. [3368] ومن طريق عطاء الخراساني قال: إرم الأرض3. [3369] ومن طريق الضحاك قال: الإرم الهلاك، يقال أُرِم بنو فلان أي هَلَكُوا4. [3370] ومن طريق شهر بن حوشب نحوه5. [3371] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال {ذَاتِ الْعِمَادِ} القوة6. [3372] ومن طريق ثور بن زيد قال: قرأ كتابا قديما "أنا شداد بن عاد،   1 فتح الباري 8/702. أخرجه ابن جرير 30/175 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة بلفظ "كنا نتحدث أن إرم قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد ". ومن طريق معمر عنه نحوه. 2 فتح الباري 8/702. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/506 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. وأخرج ابن جرير 30/175 حدثني محمد بن عبد الأعلى الهلالي من أهل البصرة، قال: ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، مثله. 3 فتح الباري 8/702. 4 فتح الباري 8/702. أخرجه ابن جرير 30/176 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره. 5 فتح الباري 8/702. 6 فتح الباري 8/702. أخرجه ابن جرير 30/177 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1352 أنا الذي رفعت ذات العماد، أن الذي شددت بذراعي بطن واد"1. قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} الآية: 9 [3373] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {جَابُوا الصَّخْرَ} نقبوا الصخر2. قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} الآية: 13 [3374] وصل الفريابي من طريق مجاهد {سَوْطَ عَذَابٍ} ما عذبوا به3. [3375] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة: كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب4. قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} الآية: 14 [3376] وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: بمرصاد أعمال بني آدم5.   1 فتح الباري 8/702. لم أقف على إسناده، وثور بن زيد هو الديلي، ثقة تقدم برقم 703. 2 فتح الباري 8/703. أخرجه عبد الرزاق 2/370 به سندا ومتنا. وزاد "نحتوا الصخر". 3 فتح الباري 8/702. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/366 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/180 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 4 فتح الباري 8/702. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/507 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 5 فتح الباري 8/702. أخرجه عبد الرزاق 2/371 عن معمر عن الحسن، به. ولم يذكر في الإسناد "عن قتادة". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1353 قوله تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} الآيتان: 19،20 [3377] وصل الفريابي من طريق مجاهد {أَكْلاً لَمّاً} : السَّف، لف كل شيء {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} قال الكثير1. قوله تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} الآية: 23 [3378] عن ابن مسعود رفعه في قوله تعالى {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} قال: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"، أخرجه مسلم والترمذي2. قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الآية: 27 [3379] وأخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال: {الْمُطْمَئِنَّةُ}   1 فتح الباري 8/702. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/366 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/184، 185 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مفرقا. 2 فتح الباري 8/703. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2842-29 - في الجنة، باب في شدة حر جهنم وبعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين - من حديث عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود مرفوعا، من غير ذكر الآية. وهو عند الترمذي رقم2573 أيضا بهذا الإسناد من غير ذكر الآية. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/421، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/512 ونسبه إلى مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. وأخرجه الترمذي - عقب الرواية المذكورة - وابن جرير 30/188 من وجهين آخرين عن العلاء بن خالد، بهذا الإسناد عن ابن مسعود في تفسير الآية موقوفا نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1354 المؤمنة1. [3380] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق الحسن قال: إن الله تعالى إذا أراد قبض روح عبده المؤمن واطمأنت النفس إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله ورضي عنها، أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين. أخرجه مفرقا2. [3381] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: المطمئنة إلى ما قال الله والمصدقة بما قال الله تعالى3.   1 فتح الباري 8/703. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/513 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، في سياق طويل. ولفظه "في قوله {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} قال: المؤمنة {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} يقول: إلى جسدك. قال: نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس فقال: يا رسول الله: ما أحسن هذا! فقال: "أما إنه سيقال لك هذا". وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/423 حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر آخره، ولم يذكر التفسير المذكور في أوله، وهو تفسير "المطمئنة" بالمؤمنة. 2 فتح الباري 8/703. ذكره البغوي في تفسيره 8/423، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 20/39 عن الحسن تعليقا مختصراً، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/514 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. 3 فتح الباري 8/703. أخرجه عبد الرزاق 2/372 به مثله. ولكن عنده في الإسناد "عن قتادة والحسن". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1355 سورة {لا أُقْسِمُ} قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} الآية: 2 [3382] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} : يقول: لا تؤاخذ بما عملت فيه، وليس عليك فيه ما على الناس1. [3383] وقد أخرجه الحاكم من طريق منصور عن مجاهد، فزاد فيه عن ابن عباس بلفظ: أحل الله له أن يصنع فيه ما شاء2. [3384] ولابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس: يحل لك أن تقاتل فيه3.   1 فتح الباري 8/703. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/703. أخرجه الحاكم 2/523 أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق ابن إبراهيم، أبنأ جرير عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 8/703-704. قال ابن حجر: وعلى هذا فالصيغة للوقت الحاضر والمراد الآتي لتحقق وقوعه، لأن السورة مكية والفتح بعد الهجرة بثمان سنين. هذا ولم أقف على إسناده، وقد أخرج ابن جرير 30/194 من طريق العوفي، عن ابن عباس بنحوه، ولفظه "أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من يشاء، وستحبي من شاء، فقتل يومئذ ابن خطل صبراً وهو آخذ بأستار الكعبة، فلم تحلّ لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فيها حراما حرّمه الله، فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1356 قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} الآية: 3 [3385] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} يعني: آدم وما ولد1. [3386] وقد أخرجه الحاكم من طريق مجاهد أيضا، وزاد فيه: عن ابن عباس2. قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} الآية: 4 [3387] وقد أخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد {فِي كَبَدٍ} : حملته أمه كرها ووضعته كرها، ومعيشته في نكد وهو يكابد ذلك3. [3388] عن ابن عباس {فِي كَبَدٍ} : في شدة خلق، في ولادته ونبت أسنانه وسوره وختانه ومعيشته، رويناه في تفسير ابن عيينة بإسناد صحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق سفيان عن ابن جريج عن عطاء عنه4.   1 فتح الباري 8/704. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/704. أخرجه الحاكم 2/523 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قال: يعني بالوالد آدم، وما ولد ولده. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 8/704. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 187/ أثنا يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن القاسم بن نافع، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 6/365 و 8/704. أخرجه الحاكم 2/523 أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، به. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1357 قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً} الآية: 6 [3389] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لُبَداً} كثيرا1. قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} الآية: 10 [3390] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} : سبيل الخير وسبيل الشر، يقول: عرّفناه2. [3391] وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: النجدين سبيل الخير والشر، وصححه الحاكم3. [3392] وله شاهد عند ابن مردويه من حديث أبي هريرة4.   1 فتح الباري 8/704. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/704. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. 3 فتح الباري 8/704. أخرجه ابن جرير 30/199، والحاكم 2/523، والطبراني ج9/رقم9097 من طرق عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، به. صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/140-141 وقال: وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد حسّن ابن حجر إسناده كما في الأعلى. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 8/521 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم. 4 فتح الباري 8/704. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/522 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولفظه قال "إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر، فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير". ونسبه إلى ابن مردويه فقط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1358 [3393] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنما هما النجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" 1. [3394] عن علي في قوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قال: الخير والشر، ساقه أبو عبيدة في معاني القرآن2. قوله تعالى: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} الآيات: 11-14 [3395] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: النار عقبة دون الجنة، {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} ، ثم أخبر عن اقتحامها فقال: {فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} 3. [3396] وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد قال: إن من الموجبات إطعام المؤمن السغبان4.   1 فتح الباري 8/704. أخرجه عبد الرزاق 2/374 عن الحسن، به مرفوعا. ولم يذكر عنده "معمر" في الإسناد. وأخرجه ابن جرير 30/200 حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا يونس، عن الحسن، به مرفوعا. وإسناده ضعيف؛ لأنه مرسل. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/522 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/560. 3 فتح الباري 8/704. أخرجه عبد الرزاق 2/274-275 به سندا ومتنا. 4 فتح الباري 8/704. لم أجده عند سعيد بن منصور، وله شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ "من موجبات المغفرة إطعام المسلم السبغان"، ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/525 ونسبه إلى الحاكم والبيهقي. وقد أخرجه الحاكم 2/524 وصححه، ووافقه الذهبي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1359 [3397] عن البراء قال "جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، قال: "لئن كنت اقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة أو فك الرقبة". قال: أو ليستا بواحدة؟ قال: "لا، إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها" أخرجه أحمد وابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عنه، وصححه ابن حبان1. [3398] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَسْغَبَةٍ} : جوع2. [3399] ومن وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس قال: ذي مجاعة، وأخرجه ابن أبي حاتم كذلك3. [3400] ومن طريق قتادة قال: يوم يُشْتَهى فيه الطعام4.   1 فتح الباري 8/704. أخرجه أحمد 4/299 ثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا: ثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجلة من بني سليم عن طلحة قال أبو أحمد ثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، به بأطول منه سياقا. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/243 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/524 ونسبه إلى أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي. 2 فتح الباري 8/704. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/704. أخرجه ابن جرير 30/204 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/524 وزاد نسبته إلى الفريابي ابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 8/704. أخرجه ابن جرير 30/204 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1360 قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} الآية: 16 [3401] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَتْرَبَةٍ} المطروح في التراب ليس له بيت1. [3402] وروى الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال: المطروح الذي ليس له بيت2. [3403] وفي لفظ: المتربة الذي لا يقيه من التراب شيء 3، وهو كذلك لسعيد بن منصور4. [3404] ولابن عيينة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو الذي ليس بينه وبين الأرض شيء5.   1 فتح الباري 8/704. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/704. أخرجه الحاكم 2/524 حدثنا علي بن حمشاد العدل، ثنا يزيد بن الهيثم، ثنا إبراهيم ابن أبي الليث، ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن حصين، به. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 8/704. أخرجه الحاكم 2/524 أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ ابن فضيل، ثنا حصين، عن مجاهد عن ابن عباس، مثله. وقد سكت عنه الحاكم والذهبي. 4 فتح الباري 8/704. لم أجده عند سعيد بن منصور، وانظر ما قبله. 5 فتح الباري 8/704. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1361 سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الآية: 1 [3405] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قال: ضوؤها1. [3406] أخرجه الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس2. [3407] وروى ابن أبي حاتم من طريق قتادة والضحاك قال: {وَضُحَاهَا} : النهار3. قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} الآية: 2 [3408] أخرج الطبري من طريق مجاهد {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} : تبعها4.   1 فتح الباري 6/298. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/491-492 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/208 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. 2 فتح الباري 8/705. لم أجده عند الحاكم من هذه الطريق، وإنما من طريق أخرى؛ فقد أخرج 2/524 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في تفسير الآية، فذكره. 3 فتح الباري 6/298. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 30/207 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 4 فتح الباري 8/705. أخرجه ابن جرير 30/207 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1362 [3409] أخرجه الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس1. قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} الآية: 6 [3410] عن مجاهد {طَحَاهَا} : دحاها، أخرجه عبد بن حميد وغيره من طريقه2. قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} الآية: 8 [3411] وقد أخرج الطبري من طريق مجاهد {فَأَلْهَمَهَا} قال: عرّفها الشقاء والسعادة3. قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} الآية: 10 [3412] قال الفريابي حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} قال: من أغواها، وأخرجه الطبري من طريق ابن أبي نجيح عنه4.   1 فتح الباري 8/705. لم أجده عند الحاكم من هذه الطريق، وإنما من طريق أخرى؛ فقد أخرج 2/524 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في تفسير الآية، فذكره. 2 فتح الباري 6/294. أخرجه ابن جرير 30/209 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. 3 فتح الباري 8/705. أخرجه ابن جرير 30/210 من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد - بلفظ "عرّفها". 4 فتح الباري 8/705 و 11/502. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 5/190 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/213 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1363 [3413] أخرجه الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس1. [3414] وأخرج الطبري بسند صحيح عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد وسعيد بن جبير في قوله: {دَسَّاهَا} قال: قال أحدهما أغواها وقال الآخر أضلَّها2. قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} الآية: 11 [3415] وصل الفريابي من طريق مجاهد {بِطَغْوَاهَا} معصيتها3. قوله تعالى: {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} الآية: 15 [3416] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} : الله لا يخاف عقبى أحد4.   1 فتح الباري 8/705. لم أجده عند الحاكم من هذه الطريق، وإنما من طريق أخرى؛ فقد أخرج 2/524 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في تفسير الآية، فذكره. 2 فتح الباري 11/502. لم يقع لي في تفسير الطبري هذه الرواية من طريق حبيب بن أبي ثابت، وإنما من طريق خصيف؛ فقد أخرج الطبري 30/212 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد وسعيد بن جبير، مثله. 3 فتح الباري 8/705. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/369 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/705. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/369 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - بلفظ " الله لا يخاف عقباها ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1364 سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} - إلى قوله - {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} الآيات:5-10 [3417] وقع في حديث جابر عند مسلم "جاء سراقة 1 فقال: يا رسول الله، أنعمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أو فيما يستقبل؟ قال: "بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير"، فقال: ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" 2. [3418] وأخرجه الطبراني وابن مردويه نحوه، وفيه "فقال يا رسول الله ففيم العمل؟ قال: "كل ميسر لعمله"، وقرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} - إلى قوله - {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} قال: الآن الجد الآن الجد" 3.   1 هو سراقة بن مالك بن جُعْشُم بن مالك الكناني المدلجي، يكنى أبا سفيان، صحابي مشهور، من مسلمة الفتح، مات في خلافة عثمان، سنة أربع وعشرين، وقيل بعدها. أسد الغابة 2/412، رقم1599، والتقريب 1/284. 2 فتح الباري 11/497. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2648-8 - في كتاب القدر - بسنده عن جابر. ولفظه قال:"جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله! بيّن لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن. فيما العمل اليوم؟ أفيما جفّت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: "لا، بل فيا جفت به الأقلام وجرت به المقادير" الحديث. 3 فتح الباري 11/497. وهذا الحديث رواه البخاري برقم 6605 من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عود ينكت به في الأرض فنكس وقال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة" فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ قال: "لا اعملوا فكلّ ميسر"، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1365 [3419] وأخرج الفريابي بسند صحيح إلى بشير بن كعب أحد كبار التابعين1 قال: سأل غلامان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم العمل: فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم شيء نستأنفه؟ قال: "بل فيما جفت به الأقلام"، قالا: ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما هو عامل"، قالا: فالجد الآن"2. قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} الآية: 9 [3420] وصل ابن أبي حاتم من طريق حصين عن عكرمة عن ابن عباس {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} بالخلف، وإسناده صحيح3. قوله تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} الآية: 11 [3421] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {إِذَا تَرَدَّى} : إذا مات4.   1 بشير بن كعب البصري أبو أيوب العدوي، روى عن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي ذر، روى عنه قتادة، وطلق بن حبيب والعلاء بن زياد، ترجم له ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وروى عن علي ابن المديني قال: بشير بن كعب معروف عدوي. انظر: الجرح والتعديل 2/395. 2 فتح الباري 11/497. 3 فتح الباري 8/706. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/370 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أيوب يحيى الرازي، عن أبي جعفر، عن حُصين، به. 4 فتح الباري 8/706. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/370 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1366 قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} الآية: 14 [3422] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {نَاراً تَلَظَّى} توهج1.   1 فتح الباري 8/706. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/370 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1367 سورة {وَالضُّحَى} قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} الآية: 2 [3423] وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِذَا سَجَى} : استوى1. [3424] وروى الطبري من طريق قتادة في قوله {إِذَا سَجَى} قال: إذا سكن بالخلق2. قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} الآية: 3 [3425] وفي الطبراني بإسناد فيه من لا يعرف أن سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره صلى الله عليه وسلم لم يشعر به فأبطأ عنه جبريل لذلك3.   1 فتح الباري 8/709. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/371 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/709. أخرجه ابن جرير 30/230 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. 3 فتح الباري 8/710. أخرجه الطبراني ج 24/ رقم636 حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا حفص ابن سعيد القرشي حدثتني أمي عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكرت نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/141 وقال: رواه الطبراني، وأم حفص لم أعرفها. وقد أشار إلى ذلك ابن حجركما في الأعلى، ثم قال - أي ابن حجر: وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهورة، لكن كونه سبب نزول هذه الآية غريب، بل شاذ، مردود بما في الصحيح والله أعلم. قلت: ويريد بما في الصحيح الذي أخرجه رقم4950 من حديث جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا، فأنزل الله عز وجل: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} . والحديث المذكور هنا قد أورده السيوطي في الدر المنثور 8/541-542 ونسبه إلى ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني وابن مردويه عن أم حفص عن أمها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1368 [3426] وورد لذلك سبب ثالث1 وهو ما أخرجه الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: "لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياما، فتغيربذلك، فقالوا: ودّعه ربّه وقلاه، فأنزل الله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} 2. [3427] ومن طريق إسماعيل مولى آل الزبير قال: فتر الوحي حتى شق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وأحزنه فقال: "لقد خشيت أن يكون صاحبي قلاني"، فجاء جبريل بسورة والضحى3. [3428] وذكر سليمان التيمي في السيرة التي جمعها ورواها محمد ابن عبد الأعلى4 عن معتمر بن سليمان عن أبيه قال: وفتر الوحي، فقالوا: لو كان من عند الله لتتابع، ولكن الله قلاه، فأنزل الله: والضحى   1 الأول هو ما في حديث جندب بن سفيان الذي رواه البخاري والذي سبقت الإشارة إليه آنفا. 2 فتح الباري 8/710. أخرجه ابن جرير 30/231-232 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/541 ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه، من طريق العوفي عن ابن عباس. 3 فتح الباري 8/710. 4 محمد بن عبد الأعلى الصنعاني القيسي، أبو عبد الله البصري، روى عن معتمر بن سليمان ويزيد بن زريع وسفيان بن عيينة وغيرهم، وعنه مسلم وأبو داود في كتاب القدر والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/257، والتقريب 2/182. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1369 وألم نشرح لكمالهما "1. [3429] ووقع في سيرة ابن إسحاق في سبب نزول "والضحى" شيء آخر، فإنه ذكر أن المشركين لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين والروح وغير ذلك ووعدهم بالجواب ولم يستثن، فأبطأ عليه جبريل اثنتى عشرة ليلة أو أكثر، فضاق صدره، وتكلم المشركون: فنزل جبريل بسورة "والضحى"، وبجواب ما سألوا، وبقوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} انتهى2. [3430] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ما تركك وما أبغضك3.   1 فتح الباري 8/710. قال ابن حجر: وكل هذه الروايات لا تثبت، والحق أن الفترة المذكورة في سبب نزول "والضحى" غير الفترة المذكورة في ابتداء الوحي، فإن تلك دامت أياما وهذه لم تكن إلا ليلتين أو ثلاثا، فاختلطتا على بعض الرواة، وتحرير الأمر في ذلك ما بينته. انظر: فتح الباري 8/710. 2 فتح الباري 8/710. قال ابن حجر: وذكر سورة الضحى هنا بعيد، لكن يجوز أن يكون الزمان في الفصتين متقاربا، فضم بعض الرواة إحدى القصتين إلى الأخرى، وكل منهما لم يكن في ابتداء البعث، وإنما كان بعد ذلك بمدة والله أعلم. 3 فتح الباري 8/711. أخرجه ابن جرير 30/230 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1370 سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} الآية: 1 [3431] وصل ابن مردويه من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} : شرح الله صدره للإسلام، وفي إسناده راو ضعيف1. قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} الآية: 2 [3432] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وِزْرَكَ} في الجاهلية2. قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} الآية: 3 [3433] وقد أخرج الفريابي من طريق مجاهد بلفظ "الذي أنقض   1 فتح الباري 8/712. أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/373 حدثني محمد بن الحسين، ثنا محمد بن العباس ابن أبوب، ثنا إسحاق بن الضيف، ثنا حجاج، عن ابن جريج، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/547 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. والراوي الضعيف الذي أشار إليه ابن حجر هو "إسحاق" كما بين ذلك ابن حجر نفسه في تغليق التعليق. 2 فتح الباري 8/711. أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/371 وابن جرير 30/234 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ " {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} قال: ذنبك". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1371 ظهرك قال: أثقل"1. قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} الآية: 4 [3434] أخرج الطبري وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه "أتاني جبريل فقال: يقول ربك أتدري كيف رفعتُ ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي" 2. [3435] وهذا أخرجه الشافعي وسعيد بن منصور وعبد الرزاق من طريق مجاهد قوله3.   1 فتح الباري 8/712. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/371 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/712. أخرجه ابن جرير 30/235، وابن حبان الإحسان، رقم3382 كلاهما من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. وأخرجه أبو يعلى رقم1380 من طريق ابن لهيعة، عن دراج، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/257 وقال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن. قلت: وإسناده ضعيف، فإن دراجا - وهو ابن سمعان أبو السمح - في حديثه عن أبي الهيثم - وهو سليمان بن عمرو الليثي - ضعف. وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد برقم 1852 في سورة المؤمنون. والحديث ذكره ابن كثير 8/452 برواية ابن جرير. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/549 ونسبه إلى أبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل. 3 فتح الباري 8/712. أخرجه عبد الرزاق 2/380 عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ، فذكره. ولفظه "قال: لا أُذكر إلا ذُكرتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1372 قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} الآيتان: 5-6 [3436] أخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعود1 بإسناد جيد من طريق قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بهذه الآية فقال: "لن يغلب عسر يسرين إن شاء الله " 2. [3437] وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مرفوعا، وبإسناد ضعيف "أوحي إليّ إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، ولن يغلب عسر يسرين" 3. [3438] وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كان العسر في حجر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ولن يغلب عسر يسرين"، ثم قال: "إن مع العسر يسرا إن مع اليسر يسرا" وإسناده ضعيف4.   1 هكذا ذكر في الفتح "عن ابن مسعود"، ولعله يوهم أنه موصول، ولكنه مرسل من حديث قتادة - كما سيأتي بيانه عند التخريج. 2 فتح الباري 8/712. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/372 أخبرني يونس، عن شيبان عن قتادة، به. قال ابن حجر: وهذا صحيح إلى قتادة. وأخرجه ابن جرير 30/236 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. ولم يذكر في آخره "إن شاء الله". قلت: وإسناده صحيح، لكنه مرسل. 3 فتح الباري 8/712. أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/372 من طريق عطية، عن جابر، به. قال ابن حجر: إسناده ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/550 نحوه مطولا، ونسبه إلى ابن مردويه فقط. قلت: والعلة في عطية، هو العوفي، وقد تقدم مرارا أنه ضعيف. 4 فتح الباري 8/712. أخرجه الطبراني ج10/رقم9977 حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا الحسن بن علي الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أنا مالك النخعي، عن أبي حمزة، عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1373 [3439] وأخرجه عبد الرزاق والطبري من طريق الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم1. [3440] وأخرج مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه 2 عن عمر أنه كتب إلى أبي عبيدة يقول: مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين"، وقال الحاكم صحّ ذلك عن عمر وعلي، وهو في الموطأ عن عمر لكن من طريق منقطع3.   = مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/142 وقال: رواه الطبراني، وفيه إبراهيم النخعي وهو ضعيف. قلت: ولعله محرف من أبي مالك النخعي فهو متروك، أما إبراهيم النخعي فهو ثقة. انظر: التقريب 1/46 و 2/468. وأخرجه عبد الرزاق 2/380-381 عن جعفر بن سليمان، عن ميمون أبي حمزة قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود - موقوفا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/550-551 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود مرفوعا. 1 فتح الباري 8/712. أخرجه عبد الرزاق 2/380، وابن جرير 30/236 كلاهما من طريق معمر عن الحسن في قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول: "لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين، إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ". وأخرجه ابن جرير 30/235-236 من طريق المعتمر بن سليمان، عن يونس قال: قال الحسن: لما نزلت هذه الآية {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين". ومن طريق ابن علية عن يونس، به مثله. ومن طريق عوف، عن الحسن نحوه. قلت: وأسانيده إلى الحسن صحيح - كما أشار إليه ابن حجر في تغليق التعليق 4/372، لكنها مرسلة. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/551 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي. 2 هو أسلم العدوي، مولى عمر، ثقة مخضرم، مات سنة ثمانين، وقيل بعد سنة ستين، وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة، أخرج له الجماعة. التقريب 1/64. 3 فتح الباري 8/712. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1374 [3441] وأخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعود بإسناد جيد1. [3442] وأخرجه الفريابي بإسناد ضعيف عن ابن عباس2. قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} الآيتان 7-8 [3443] وصل ابن المبارك في الزهد عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} في صلاتك {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} قال: اجعل   = أخرجه مالك في الموطأ كتاب الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، رقم6 عن زيد بن أسلم، نحوه. ولم يقل "عن زيد بن أسلم عن أبيه ". ولفظه "قال: كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر ابن الخطاب يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر ابن الخطاب: أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة ... إلخ وفي آخره "وأن الله تعالى يقول في كتابه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200] . وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/418 عند تفسير هذه الآية - أعني آية آل عمران -. وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الفرج بعد الشدة" كما في تغليق التعليق 4/372 قال: ثنا خالد بن خداش، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم، أن أبا عبيدة حضر فكتب إليه عمر، فذكره بنحوه. قال ابن حجر - عقب إيراده -: هذا إسناد حسن. 1 فتح الباري 8/712. أشار إليه ابن حجر في تغليق التعليق 4/372 ولم يسقه، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/551 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود. ولفظه " لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه، ولن يغلب عسر يسرين، إن الله يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} . والأثر أخرجه عبد الرزاق 2/380-381 عن جعفر بن سليمان، عن ميمون أبي حمزة قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود - موقوفا. وقد تقدم عنه - لكن بسند ضعيف - مرفوعا مثله. 2 فتح الباري 8/712. لم أقف على إسناده، إلا أن الحافظ ابن حجر قد بيّن أن إسناده ضعيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1375 نيتك ورغبتك إلى ربك1. [3444] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم قال: إذا فرغت من الجهاد فتعبّد2. [3445] ومن طريق الحسن نحوه3.   1 فتح الباري 8/712. أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 403 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/ 372 0 373 بسنده إلى عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، به. وزاد {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} من دنياك. وذكره ابن كثير 8/455 عن مجاهد تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/552 عنه نحوه، ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن أبي حاتم. 2 فتح الباري 8/712. ذكره ابن كثير 8/455 عنه تعليقا، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/552 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وأخرجه ابن جرير 30/237 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فذكره. ولم يذكر "عن أبيه". 3 فتح الباري 8/712. أخرجه ابن جرير 30/237 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: قال الحسن في قوله: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} ، فذكره. ولفظه "قال: أمره إذا فرغ من غزوه أن يجتهد في الدعاء والعبادة". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1376 سورة {وَالتِّينِ} قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} الآيتان 1-2 [3446] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} قال: الفاكهة التي تأكل الناس {وَطُورِ سِينِينَ} "الطور": الجبل، و"سينين": المبارك 1. [3447] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس2. [3448] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس مثله 3. [3449] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: "التين" مسجد نوح الذي بنى على الجودي 4. [3450] ومن طريق الربيع بن أنس قال: "التين" جبل عليه التين،   1 فتح الباري 8/713. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/373 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/713. أخرجه الحاكم 2/528 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظه. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. 3 فتح الباري 8/713. انظر ما قبله. 4 فتح الباري 8/713. أخرجه ابن جرير 30/239 من طريق العوفي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1377 {وَالزَّيْتُونِ} جبل عليه الزيتون1. [3451] ومن طريق قتادة: في قوله: {وَالتِّينِ} الجبل الذي عليه دمشق، {وَالزَّيْتُونِ} جبل عليه بيت المقدس2. [3452] ومن طريق محمد بن كعب قال: "التين" مسجد أصحاب الكهف، {وَالزَّيْتُونِ} مسجد إيلياء3. قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} لآية: 4 [3453] أخرج الفريابي عن مجاهد {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} في أحسن خلق، {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} إلا من آمن4. [3454] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس بإسناد حسن قال: أعدل خلق5.   1 فتح الباري 8/713. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/556 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. 2 فتح الباري 8/713. أخرجه ابن جرير 30/239 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. ومن طريق سعيد عن قتادة قال: ذُكر لنا، فذكره. 3 فتح الباري 8/713. ذكره القرطبي 20/75 من غير إسناد، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/555 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. 4 فتح الباري 6/365 و 8/713. أخرجه ابن جرير 30/243 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 5 فتح الباري 8/713. أخرجه ابن جرير 30/243 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس، مثله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1378 قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} الآيتان: 5- 6 [3455] وأخرج الحاكم من طريق عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} قال: الذين قرءوا القرآن1.   1 فتح الباري 8/713. أخرجه الحاكم 2/528-529 حدثني علي بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، به. قال الحاكم: هذه حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1379 سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى} الآيات 9-19 [3456] وقد أخرج ابن مردويه بإسناد ضعيف عن علي بن عبد الله ابن عباس1 عن أبيه عن العباس بن عبد المطلب2 قال "كنت يوما في المسجد فأقبل أبو جهل فقال: إن لله عليَّ إن رأيت محمداً ساجداً" فذكر الحديث3.   1 علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد، روى عن أبيه وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم، ثقة عابد، مات سنة ثمان عشرة ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 7/312، والتقريب 2/40. 2 العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصِنْو أبيه، يكنى أبا الفضل، بابنه. وكان أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بثلاث سنين. وكان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، لما بايعه الأنصار، وشهد حنينا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين. وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/163، رقم2799، والإصابة 3/511، رقم4525. 3 فتح الباري 8/724. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/564-565 ونسبه إلى البزار والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب. وتمامه - كما في الدر المنثور - "أن أطأ على رقبته. فخرجت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى دخلت عليه، فأخبرته بقول أبي جهل. فخرج غضبان حتى جاء المسجد، فعجل أن يدخل الباب فاقتحم الحائط. فقلت: هذا يوم شرّ فاتزرت ثم تبعته، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فلما بلغ شأن أبي جهل {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى} قال إنسان لأبي جهل: يا أبا الحكم، هذا محمد. فقال أبو جهل: ألا ترون ما أرى؟ والله لقد سدّ أفق السماء عليّ. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد". وأصله في صحيح البخاري رقم4958 من حديث ابن عباس. ولفظه "قال: قال أبو جهل لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو فعله لأخذته الملائكة". وهذا مما أرسله ابن عباس، لأنه لم يدرك زمن قول أبي جهل ذلك، لأن مولده قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1380 [3457] وأخرج النسائي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة نحو حديث ابن عباس1، وزاد في آخره "فلم يفجأهم منه إلا وهو - أي أبو جهل - ينكص على عقبيه ويتقي بيده، فقيل له، فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهَوْلا وأجنحة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو دنا لاختطفته الملائكة عضواً عضواً" 2. قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} الآية: 17-18 [3458] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الزَّبَانِيَةَ} عشيرته3. [3459] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الزَّبَانِيَةَ} الملائكة 4.   1 حديث ابن عباس الذي أشار إليه، أخرجه البخاري، وقد تقدم لفظه آنفا. 2 فتح الباري 8/724. أخرجه النسائي في التفسير رقم703 أنا محمد بن عبد الأعلى، نا المعتمر، عن أبيه، نا نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره. وأوله "قال: قال أبو جهل: هل يعفّر محمد وجهه بين المشركين، فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته كذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي - زعم ليطأن على رقبته - قال: فما فجاأهم إلا وهو ينكص" فذكر نحوه. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2797-38 بهذا الإسناد. 3 فتح الباري 8/714. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/374 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وقد نقل ابن حجر عن ابن إسحاق في "السيرة " له قال في قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} : النادي المجلس، ويطلق على الجلساء. انظر: فتح الباري 8/428. 4 فتح الباري 8/714. أخرجه عبد كما في تغليق التعليق 4/374 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1381 [3460] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي حازم عن أبي هريرة مثله1.   1 فتح الباري 8/714. أخرجه ابن جرير 30/256 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن أبيه، قال: ثنا نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم - هو الأشجعي، به، في قصة أبي جهل وهمّه وطأ رقبة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي آخره {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} يدعو قومه، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} الملائكة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1382 سورة {لَمْ يَكُنِ} "*" [3461] روى الحاكم عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه {لَمْ يَكُنِ} وقرأ فيها: إن ذات الدين عند الله الحنيفية، لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية، من يفعل خيراً فلم يكفره1. قوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} الآية 5 [3462] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مقاتل بن حيان قال: القيمة الحساب المبين2.   * ملاحظة: لم أقف على رواية تتعلق بسورة القدر في فتح الباري، وهذه هي السورة الوحيدة التي لم أجد رواية فيها. 1 فتح الباري 7/127. أخرجه الحاكم 2/531 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن عاصم، عن زر، عن أبي بن كعب، به مرفوعا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي رقم3898 - في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه - من طريق أبي داود، والإمام أحمد 5/131، 132 من طرق أخرى، كلهم عن شعبة، به نحوه بأطول منه سياقا. قال الترمذي: هذا حديث حسن. كما حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم3088. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/586 ونسبه إلى أحمد والترمذي والحاكم. قلت: وإن كان إسناده صحيحا فهو مما نسخ تلاوته، ولم يثبت ذلك في المصحف الإمام، فلا يصحّ أن يقرأ كتلاوة. 2 فتح الباري 8/725. لم أقف عليه مسنداً، ولا وقفت على من ذكره غير ابن حجر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1383 سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} قوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} الآية: 5 [3463] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: {أَوْحَى لَهَا} أوحى إليها1. قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} الآيتان: 7-8 [3464] عند النسائي في التفسير، وصححه الحاكم، ولفظه "قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: "من يعمل مثقال ذرة خيراً يره" - إلى آخر السورة - قال: ما أبالي أن لا أسمع غيرها حسبي حسبي2.   1 فتح الباري 8/727. أخرجه ابن جرير 30/267 حدثني ابن سنان القزاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، به. 2 فتح الباري 13/331. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/59 من طرق، والنسائي في التفسير رقم714، والطبراني في الكبير ج8/رقم7411 والحاكم 3/613 كلهم من حديث جرير ابن حازم، عن الحسن - هو البصري - يقول، نا صعصعة - عم الفرزدق، قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول، فذكره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/144 وقال: رواه أحمد والطبراني مرسلا ومتصلا ورجال الجميع رجال الصحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1385 سورة {وَالْعَادِيَاتِ} قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} الآيات: 1-5 [3465] وعند البزار والحاكم من حديث ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فلبثت شهراً لا يأتيه خبرها، فنزلت {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} ضبحت بأرجلها {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} قدحت الحجارة فأورت بحوافرها {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} صبحت القوم بغارة {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} التراب {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} صبحت القوم جميعا" وفي إسناده ضعف1. [3466] وهو مخالف لما روى ابن مردويه بإسناد أحسن منه عن ابن عباس قال "سألني رجل عن العاديات، فقلت: الخيل، قال: فذهب إلى علي، فسأله فأخبره بما قلت، فدعاني فقال لي: إنما العاديات الإبل من عرفة إلى مزدلفة" الحديث2.   1 فتح الباري 8/727. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2291 حدثنا أحمد بن عبدة، أبنا حفص بن جميع، ثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/145 وقال: رواه البزار، وفيه حفص ابن جميع، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/599-600 ونسبه إلى البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الإفراد وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/727. أخرجه ابن جرير 30/272-273 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه مطولا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1386 [3467] وعند سعيد بن منصور من طريق حارثة بن مُضَرِّب 1 قال: كان علي يقول هي الإبل، وابن عباس يقول: هي الخيل2. [3468] ومن طريق عكرمة عنهما نحوه بلفظ "الإبل في الحج، والخيل في الجهاد" 3. [3469] وبإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود قال: هي الإبل4. [3470] وبإسناد صحيح عن ابن عباس: ما ضبحت دابة قط إلا كلب أو فرس5.   1 حارثة بن مُضَرِّب - بتشديد الراء المكسورة فبلها معجمة - العبدي الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي، ثقة، ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. أخرج له البخاري والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/145، والتقريب 1/145. 2 فتح الباري 8/727-728. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أحدثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب، به. 3 فتح الباري 8/728. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أثنا هشيم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، قال تذاكرت أنا وعكرمة هذه السورة، فذكر نحوه. 4 فتح الباري 8/728. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أحدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، به. 5 فتح الباري 8/728. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أحدثنا سفيان، عن عمرو ابن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1387 قوله تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} الآية: 6 [3471] وصل الفريابي عن طريق مجاهد "الكنود" الكفور1. [3472] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مثله2. [3473] وروى الطبري من حديث أبي أمامة رفعه "الكنود: الذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده" 3. قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} الآية: 10 [3474] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله: {حُصِّلَ} أي أخرج4.   1 فتح الباري 8/727. أخرجه ابن جرير 30/277 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/375-376 بسنده إلى محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن منصور، به. قال ابن حجر: ويقال: إنه بلسان قريش الكفور، وبلسان كنانة البخيل وبلسان كندة العاصي. انظر: فتح الباري 8/727. 2 فتح الباري 8/727. أخرجه ابن جرير 30/277 حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وأخرجه من طريق العوفي، عن ابن عباس، به. 3 فتح الباري 8/727. أخرجه ابن جرير 30/278 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة - مرفوعا. 4 فتح الباري 8/728. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1388 سورة القارعة قوله تعالى: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} الآية: 5 [3475] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: {كَالْعِهْنِ} : كالصوف1.   1 فتح الباري 8/728. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1389 سورة {أَلْهَاكُمُ} [3476] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي هلال قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونها المقبرة1. قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} الآية: 1 [3477] وصل ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: التكاثر من الأموال والأولاد2. قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} الآية: 8 [3478] أخرج الترمذي من حديث الزبير3 قال: لما نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قلت: وأي نعيم نسأل عنه؟ وإنما هو الأسودان التمر والماء4، قال: إنه سيكون5.   1 فتح الباري 8/728. 2 فتح الباري 8/728. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/611 ونسبه إلى ابن المنذر فقط. 3 الزبير بن العوّام بن خُويلد، أبو عبد الله القرشي الأسدي، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، قتل سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل. انظر ترجمته في: الإصابة 2/457، رقم2797، والتقريب 1/259. 4 نقل ابن حجر عن الصنعاني قال: "الأسودان يطلق على التمر والماء، والسواد للتمر دون الماء فنعتا بنعت واحد تغليبا، وإذا اقترن الشيئان سميا باسم أشهرهما". فتح الباري 11/293. 5 فتح الباري 11/293. أخرجه الترمذي رقم3356 - في تفسير سورة التكاثر - حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1390 ......................................................................................   = سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير بن العوام عن أبيه، به. ولفظه "قال الزبير: يا رسول الله فأي النعيم نُسأل عنه " الحديث. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2672 وقال: حسن الإسناد. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي أيضا برقم 3358 بنحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1391 سورة {وَالْعَصْرِ} قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ} الآية: 1 [3479] قال عبد الرزاق عن معمر قال الحسن: {الْعَصْرِ} : العشى1. [3480] وقال قتادة: ساعة من ساعات النهار2. قوله تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} الآية: 2 [3481] أخرج الفريابي عن مجاهد في قوله: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} يعني في ضلال، ثم استثنى فقال "إلا من آمن"3.   1 فتح الباري 8/729. أخرجه عبد الرزاق 2/394 به سنداً ومتناً. 2 فتح الباري 8/729. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/394 عن معمر، عنه، به. 3 قال ابن حجر: وكأنه ذكره بالمعنى، وإلا فالتلاوة {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} . فتح الباري 6/365 و 8/729. أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/4 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1393 سورة {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الآية: 1 [3482] وأخرج سعيد بن منصور من حديث ابن عباس أنه سئل عن الهمزة قال: المشّاء بالنميمة، المفرِّق بين الإخوان1.   1 فتح الباري 8/729. أخرجه الطبري 30/292، وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 3/244 كلاهما من طريق رجل من أهل البصرة لم يسمه، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، بنحوه. وهذا إسناد ضعيف لجهل الراوي عن أبي الجوزاء. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/624 بنحوه، وعزاه لسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس. قال أبو عبيدة: الهمزة الذي يغتاب الناس ويغضهم. مجاز القرآن 2/311. وقال ابن كثير 8/501 الهماز بالقول، واللماز بالفعل، يعني يزدري بالناس وينتقص بهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1395 سورة {أَلَمْ تَرَ} قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} الآية: 1 [3483] وأخرج ابن مردويه بسند حسن عن عكرمة عن ابن عباس قثال "جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح1 فأتاهم عبد المطلب فقال: إن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحداً، قالوا: لا نرجع حتى نهدمه، فكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر، فدعا الله الطير الأبابيل، فأعطاها حجارة سوداء، فلما حاذتهم رمتهم، فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة، فكان لا يحك أحد منهم جلده إلا تساقط لحمه2. [3484] وعند الطبري بسند صحيح عن عكرمة أنها كانت طيرا خضراً خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع3.   1 الصَّفاح: بكسر الصاد وتخفيف الفاء: موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة، من جهة طريق اليمن. انظر: معجم اللبلدان 3/467، ومعجم معالم الحجاز 5/144-146. 2 فتح الباري 12/207. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/629 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل. وقد أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/124 أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، قال: حدثنا أحمد بن عبيد، قال: حدثنا أبو عمران التُّستَري، قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجُمَحِي، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثنا هلال بن خبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. هذا وقد حسّن ابن حجر إسناد ابن مردويه كما في الأعلى. 3 فتح الباري 12/207. أخرجه ابن جرير 30/298 حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. وأخرجه البيهقي في الدلائل 1/123 من طريق سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن عكرمة، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1396 [3485] ولابن أبي حاتم من طريق عبيد بن عمير بسند قوي: بعث الله عليهم طيراً أنشأها من البحر كأمثال الخطاطيف. فذكر نحو ما تقدم1. قوله تعالى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ} الآية: 3 [3486] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله: {أَبَابِيلَ} قال: شتى متتابعة2.   1 فتح الباري 12/207. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/508 حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي شفيان، عن عبيد ابن عمير. ولفظه قال "لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل، بعث عليهم طيراً أنشئت من البحر، أمثال الخطاطيف، كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار مُجزعة، حجرين في رجليه وحجرا في منقاره، قال: فجاءت حتى صفت على رءوسهم، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها، فما يقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره، ولا يقع على شيء من جسده إلا خرج من الجانب الآخر. وبعث الله ريحا شديدة فضربت الحجارة فزادتها شدة فأهلكوا جميعا ". وقد قوّى ابن حجر إسناده كما في الأعلى. وأخرجه البيهقي في الدلائل 1/123-124 من طريق سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/631 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل. 2 فتح الباري 8/729. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/376 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/297 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1397 قوله تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} الآية: 4 [3487] وصل الطبري من طريق السدي عن عكرمة عن ابن عباس {مِنْ سِجِّيلٍ} قال: سنك وكل، طين وحجارة1. [3488] ووصله ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس2، ورواه جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة3. [3489] وروى الطبري من طريق عبد الرحمن بن سابط 4 قال: هي بالأعجمية سنك وكل5.   1 فتح الباري 8/729. أخرجه ابن جرير 30/299 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. ولفظه "سجيل بالفارسية"، ثم ذكره. قال الراغب: "والسجيل: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي معرّب. المفردات ص224. 2 فتح الباري 8/729. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/377 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص المكتب، عن إدريس، عن عكرمة، به بلفظ "سنك وكيل". 3 فتح الباري 8/729. ذكره في تغليق التعليق 4/377 أيضا بهذا الإسناد. 4 عبد الرحمن بن سابط، ويقال ابن عبد الله بن سابط وهو الصحيح، الجمحي المكي، ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثمان عشرة. التقريب 1/470. 5 فتح الباري 8/729. أخرج ابن جرير 30/299 حدثنا أبو كريب قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر ابن سابط، مثله. قلت: ولعله "عبد الرحمن بن سابط"، تصحّف إلى "جابر بن سابط"؛ فليس هناك راوٍ اسمه "جابر بن سابط" من رواة الطبري - حسب ما اطلعت عليه -. هذا وقد تقدمت ترجمة عبد الرحمن بن سابط برقم 29. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1398 [3490] ومن طريق حصين عن عكرمة قال: كانت ترميهم بحجارة معها نار، قال: فإذا أصابت أحدهم خرج به الجدري، وكان أول يوم رؤي فيه الجدري1. قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} الآية: 5 [3491] قال ابن عباس في قوله تعالى: {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} قال: هو الهبور2.   1 فتح الباري 8/729. أخرجه ابن جرير 30/298-299 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، به. 2 فتح الباري 8/621. لم أقف عليه مسندا، وقد أخرج ابن جرير 30/304 بسنده عن الضحاك، في قوله {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} قال: هو الهبور بالنبطية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1399 سورة {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} قوله تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} الآية: 1 [3492] وأخرج ابن مردويه عن مجاهد عن ابن عباس "لإيلاف" ألفوا ذلك فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف1. [3493] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} : لنعمتي على قريش2.   1 فتح الباري 8/730. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/637 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. 2 فتح الباري 8/730. أخرجه ابن جرير 30/306 حدثني عمرو بن علي، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة قال: ثني أبي، عن سعيد بن جبير، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1401 سورة {أَرَأَيْتَ} قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} الآية: 2 [3494] وأخرج الطبري من طريق مجاهد قال: {يَدُعُّ} يدفع اليتيم عن حقه1. قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} الآية: 5 [3495] وصل الطبري أيضا من طريق مجاهد في قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} قال: لاهون2. [3496] أخرج عبد الرزاق وابن مردويه من رواية مصعب بن سعد عن أبيه أنه سأله عن هذه الآية قال: أو ليس كنا نفعل ذلك، الساهي هو الذي يصليها لغير وقتها3.   1 فتح الباري 8/730. أخرجه ابن جرير 30/310 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 2 فتح الباري 8/730. أخرجه ابن جرير 30/312 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/730-731. أخرجه عبد الرزاق 2/400 عن الثوري، عن الأعمش، عن طلحة بن مطرف، عن مصعب بن سعد، فذكره. ولفظه "قال: سئل سعد عن قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} قال: السهو عنها تركها لوقتها". وذكر السيوطي في الدر المنثور 8/642 بنحوه، ونسبه إلى الفريابي وسعيد بن منصور وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1402 قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} الآية: 7 [3497] أخرج الطبري من طريق سلمة بن كهيل1 عن أبي المغيرة2: سأل رجل ابن عمر عن {الْمَاعُونَ} ، قال: المال الذي لا يؤدى حقه. قال قلت: إن ابن مسعود يقول: هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم، قال: هو ما أقول لك3. [3498] وأخرجه الحاكم أيضا، وزاد في رواية أخرى عن ابن مسعود: هو الدلو والقدر والفأس4. [3499] وكذا أخرجه أبو داود والنسائي عن ابن مسعود بلفظ "كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر" وإسناده صحيح إلى ابن مسعود5.   1 سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحيى الكوفي، ثقة، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/137، والتقريب 1/318. 2 لم أقف على ترجمته، وفي تفسير الطبري 30/315 "أبو المغيرة رجل من بني أسد". 3 فتح الباري 8/731. أخرجه ابن جرير 30/315 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، به. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف وقد تقدم مرارا. وله طريق أخرى أخرجها ابن جرير - في الموضع السابق - حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا محمد ابن يزيد، عن إسماعيل، عن سلمة بن كهيل قال: سئل ابن عمر عن الماعون - فذكر نحوه. 4 فتح الباري 8/731. ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/644 ونسبه إلى الفريابي والبيهقي، عن ابن مسعود في قوله {الْمَاعُونَ} قال: الفأس والقدر والدلو ونحوها. وانظر ما بعده. 5 فتح الباري 8/731. أخرجه أبو داود رقم1657 - في الزكاة، باب في حقوق المال -، والنسائي في التفسير رقم721، وابن جرير 30/319، والبزار كشف الأستار، رقم2292 كلهم من = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1403 [3500] وأخرجه البزار والطبراني من حديث ابن مسعود مرفوعا صريحا1. [3501] وأخرج الطبراني من حديث أم عطية2 قالت: ما يتعاطاه الناس بينهم3. [3502] وصل سعيد بن منصور بإسناد إلى عكرمة {الْمَاعُونَ} :   = طريق أبي عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله، به. وأخرجه ابن جرير 30/317، والطبراني في الكبير ج 9/رقم9010، 9011، 9012، 9014 والبيهقي في سننه 4/183 من طرق أخرى عن ابن مسعود، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/146 وقال: " ... ورجال الطبراني رجال الصحيح. كما صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/643 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن ابن مسعود. 1 فتح الباري 8/731. لم أقف عليه مرفوعاً مصرحاً، ولكن العزو إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الذي قبله له حكم الرفع. 2 اسمها نسيبة بنت الحارث، وقيل بنت كعب، صحابية مشهورة، ثم سكنت البصرة. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر، وعنها أنس ومحمد، وحفصة ولدا سيرين، وآخرون. انظر ترجمتها في: الإصابة 8/437، رقم12171، والتقريب 2/616. 3 فتح الباري 8/731. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/644 عن حفصة بنت سيرين قال لنا أم عطية "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمنع الماعون" قلت: وما الماعون؟ قالت: هو ما يتعاطاه الناس بينهم، ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف. وأخرجه الطبراني في الكبير 25/66-67 رقم 162 قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن خلاد القطان المصري، ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا أم عيسى بنت هاشم، قالت: سمعت حفصة بنت سيرين به بلفظه سواء. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/146 وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1404 أعلاها الزكاة المفروضة، وأدناها عارية المتاع1. [3503] وأخرج الطبري والحاكم من طريق مجاهد عن علي مثله2.   1 فتح الباري 8/731. أخرجه سعيد بن منصور كما في تغليق التعليق 4/378 ثنا أبو عوانة وهشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عكرمة، به. 2 فتح الباري 8/731. أخرجه ابن جرير 30/315، والحاكم 2/536 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي رضي الله عنه نحوه، وليس عندهما لفظ "وأدناها عارية المتاع ". قال الحاكم: هذا إسناد صحيح مرسل فإن مجاهدا لم يسمع من علي. أهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1405 سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الآية: 1 [3504] وفي صحيح مسلم من طريق المختار بن فلفل1 عن أنس "بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "نزلت عليَّ سورة". فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إلى آخرها، ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة " الحديث2.   1 المختار بن فلفل المخزومي مولى عمرو بن حُريث، روى عن أنس وإبراهيم التيمي وعمر ابن عبد العزيز والحسن البصري وطلق بن حبيب، وعنه ابنه بكر وزائدة والثوري وعلي ابن مسهر وغيرهم. صدوق له أوهام، وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 10/62، والتقريب 2/234. 2 فتح الباري 8/732. أخرجه مسلم في صحيحه رقم400-53 - في الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، سوى البراءة - من طريق علي بن مسهر، أخبرنا المختار بن فلفل، به. وذكره ابن كثير 8/519 برواية الإمام أحمد، ثم قال: وقد روى هذا الحديث مسلم وأبو داود والنسائي، من طريق محمد ابن فضيل وعلي بن مسهر، كلاهما عن المختار بن فلفل، عن أنس، ثم ساقه بلفظ مسلم أيضا. فائدة: قال ابن حجر: وقد نقل المفسرون في الكوثر أقوالا أخرى غير هذين تزيد على العشرة، منها قول عكرمة: الكوثر النبوة، وقول الحسن: الكوثر القرآن، وقيل: تفسيره، وقيل: الإسلام، وقيل: التوحيد، وقيل: كثرة الأتباع، وقيل: الإيثار، وقيل: رفعة الذكر، وقيل: نور القلب، وقيل: الشفاعة، وقيل: المعجزات، وقيل: إجابة الدعاء، وقيل: الفقه في الدين، وقيل: الصلوات الخمس. انظر: فتح الباري 8/732-733. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1406 [3505] وقد أخرج الترمذي من طريق ابن عمر رفعه "الكوثر نهر في الجنة حاقتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت" الحديث. قال: إنه حسن صحيح1. قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الآية: 3 [3506] وصل ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {شَانِئَكَ} عدوك2.   1 فتح الباري 8/732. أخرجه الترمذي رقم3361 - في التفسير، باب ومن سورة الكوثر - حدثنا هناد، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر، به مرفوعا. وتمامه "تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج ". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2677. وأخرجه ابن جرير 30/320 من طريق هشيم، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، به. وانظر تفسير ابن كثير 8/522. 2 فتح الباري 8/732. أخرجه ابن مردويه كما في تغليق التعليق 4/378 ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل ابن عبد الله، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية، عن علي، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1407 سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [3507] وقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: كف عن آلهتنا فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فنزلت"، وفي إسناده أبو خلف عبد الله بن عيسى، وهو ضعيف1.   1 فتح الباري 8/733. أخرجه ابن جرير 30/331 حدثني محمد بن موسى الحرشي، قال: ثنا أبو خلف، قال: ثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/654 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني. وإسناده ضعيف من أجل أبي خلف عبد الله ابن عيسى كما أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1409 سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} الآيات: 1-3 [3508] وللطبراني من طريق عكرمة عن ابن عباس قال "لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح نعيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة"1. [3509] ولأحمد من طريق أبي رزين عن ابن عباس قال "لما نزلت علم أن نعيت إليه نفسه2.   1 فتح الباري 8/736. أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11903 حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه. وزاد في آخره "وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: "جاء الفتح ونصر الله وجاء أهل اليمن" فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: "قوم رقيقة قلوبهم لينة قلوبهم، الإيمان يمان والفقه يمان". والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/26 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد رجاله رجال الصحيح". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/660 ونسبه إلى النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. 2 فتح الباري 8/736. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/344 حدثنا وكيع، عن سفيان - هو الثوري - عن عاصم - هو ابن أبي النجود - عن أبي رزين، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير 30/334 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأورده السيوطي في الدر المنثور 8/660 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1410 [3510] ولأبي يعلى من حديث ابن عمر "نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق في حجة الوداع، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الوداع1. [3511] وقد أخرج ابن مردويه من طريق أخرى عن مسروق عن عائشة فزاد فيه "علامة في أمتي أمرني ربي إذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيت جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" 2.   1 فتح الباري 8/736. أخرجه أبو يعلى والبيهقي فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/529 من حديث موسى ابن عبيدة الزبذي، عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/659 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وأبي يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. 2 فتح الباري 8/734. أصله في البخاري برقم4967 من طريق الأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق، عنها قالت: ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: "سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، وبرقم 4968 من طريق جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي، يتأول القرآن". ونقل ابن حجر عن ابن القيم قال: كأنه أخذه من قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْهُ} لأنه كان يجعل الاستغفار في خواتم الأمور، فيقول إذا سلم من الصلاة: "أستغفر الله" ثلاثا، وإذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك". وورد الاستغفار عند انقضاء المناسك {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} الآية. انظر فتح الباري 8/734. أما هذا الحديث فقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/663 ونسبه إلى ابن أبي شيبة = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1411 [3512] روى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال "لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعيت إليَّ نفسي"، أخرجه ابن مردويه من طريقه1.   = ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة. ولفظه "قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه"، فقلت: يا رسول الله، أراك تكثر من قول: سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقال: وقال: "خبّرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} ". والحديث بهذا السياق أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم484-220 داود بن أبي هند عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/532-533 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية مسلم. 1 فتح الباري 8/736. ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/660 ونسبه إلى أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه. وقد أخرجه ابن جرير 30/334 حدثنا أبو كريب وابن وكيع، قالا: ثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وزاد في آخره "كأني مقبوض في تلك السنة". قال ابن حجر: "ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث - ثم ذكره - وقال: والصواب رواية حبيب ابن أبي ثابت بلفظ "نعيت إليه نفسه". قلت: ورواية حبيب بن أبي ثابت أخرجه البخاري برقم 4969. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1412 سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [3513] وروى البزار بإسناد حسن عن ابن عباس قال "لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} جاءت امرأة أبي لهب، فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو تنحيت، قال: "إنه سيحال بيني وبينها"، فأقبلت فقالت: يا أبا بكر هجاني صاحبك، قال: لا وروب هذه البنية، ما ينطق بالشعر ولا يفره به. قالت: إنك لمصدَّق، فلما ولتّ قال أبو بكر: ما رأتك. قال: ما زال ملك يسترني حتى ولتّ1. [3514] وأخرجه الحميدي وأبو يعلى وابن أبي حاتم من حديث أسماء بنت أبي بكر2 بنحوه3.   1 فتح الباري 8/738. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2294 حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أحمد، ثنا عبد السلام بن حرب،، ثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. قال البزار: هذا أحسن الإسناد، ويدخل في مسند أبي بكر. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/147 وقال: رواه أبو يعلى والبزار ... وقال البزار إنه حسن الإسناد، قلت - أي الهيثمي -: ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط. 2 أسماء بنت أبي بكر الصديق، زوج الزبير بن العوام، من كبار الصحابة، أسلمت قديما بمكة، وكانت تلقب ذات النطاقين، عاشت مائة سنة، وماتت سنة ثلاث أو أربع وسبعين. انظر ترجمتها في: الإصابة 8/12، رقم10804، والتقريب 2/581. 3 فتح الباري 8/738. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/536 حدثنا أبي وأبو زرعة قالا: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا الوليد بن كثير، عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكر - فذكر الحديث. ولفظه "قالت: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1413 [3515] وللحاكم من حديث زيد بن أرقم "لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} قيل لامرأة أبي لهب: إن محمداً هجاك، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هل رأيتني أحمل حطبا، أو رأيت في جيدي حبلا1. قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} الآية: 4 [3516] وصل الفريابي عن مجاهد {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} تمشي بالنميمة2.   = أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب، ولها ولولة، وفي يدها فهر، وهي تقول: مذمما أبينا ... ودينه قلينا ... وأمره عصينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تراني"، وقرأ قرآنا اعتصم به، كما قال تعالى {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً} [الإسراء:45] . فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر، إني أُخبرت أن صاحبك هجاني؟ قال: لا ورب هذا البيت ما هجاك. فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها. و"ابن تدرس"، لا يعرف من هو، قاله الهيثمي وغيره. انظر: مجمع الزوائد 6/20. وأخرجه الحميدي رقم323، وأبو يعلى رقم53 كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر: تفسير ابن كثير 5/79. 1 فتح الباري 8/738. أخرجه الحاكم 2/526-527 أخبرنا إسحاق بن محمد الهاشمي بالكوفة، ثنا محمد ابن علي بن عفان العامري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، به مطولا. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح كما حدثناه هذا الشيخ إلا أني وجدت له علة. قال - أي الحاكم - أخبرناه أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، يزيد بن زيد قال: لما نزلت تبت يدا أبي لهب، فذكر الحديث مثله حرفا بحرف. 2 فتح الباري 8/738. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/380 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1414 [3517] وأخرج سعيد بن منصور من طريق محمد بن سيرين قال: كانت امرأة أبي لهب تنم على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين1. قوله تعالى: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} الآية: 5 [3518] وأخرج الفريابي من طريق مجاهد قال في قوله: {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} قال: من حديد2.   1 فتح الباري 8/738. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل190/ب حدثنا هشيم، عن عوف، عن ابن سيرين، به. 2 فتح الباري 8/738. أخرجه ابن جرير 30/340 حدثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن أبيه، عن الأعمش، عن مجاهد، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1415 سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [3519] وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس تعوّذ بهن، فإنه لم يتعوّذ بمثلهن" 1. [3520] وفي لفظ "اقرأ المعوذات دبر كل صلاة" فذكرهن2. [3521] جاء في سبب نزولها من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب "أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فنزلت" أخرجه الترمذي والطبري3.   1 فتح الباري 9/62. لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرجه الإمام أحمد 4/148، 153، 155، 158 بأسنيد وبألفاظ متقاربة عن عقبة بن عامر الجهني - مرفوعا. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/546 برواية الإمام أحمد. 2 فتح الباري 9/62. أخرجه الإمام أحمد 4/155 ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب، حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي، عن علي ابن رباح، عن عقبة بن عامر، به مرفوعا. 3 فتح الباري 8/739 و 13/356. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/133-134 والبخاري في التاريخ الكبير 1/245، وابن أبي عاصم في السنة 1/297-298، والترمذي رقم3364 - في التفسير، باب سورة الإخلاص - وابن جرير 30/342، والبيهقي في الأسماء والصفات ص49-50، = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1416 [3522] وهو عند ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" وصححه الحاكم "وفيه: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه ليس شيء يولد إلا يموت، وليس شيء يموت إلا يورث، والله لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} ولم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيء"1.   = وأبو الشيخ في العظمة رقم88 كلهم من طريق أبي سعد محمد بن مُيَسَّر الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. قال الشيخ الألباني: إسناده ضعيف لسوء حفظ أبي جعفر الرازي، وأبو سعد الخراساني هو محمد بن ميسر الصاغاني الجعفي البلجي الضرير ضعفه غير واحد. لكنه قد توبع، تابعه محمد بن سابق، ثنا أبو جعفر الزاري بتمامه. قلت: وهذا إسناد حسن، وإن كان أبو جعفر الرازي صدوقا سيء الحفظ، وكذا الربيع ابن أنس صدوقا له أوهام؛ لأن ما يرويه أبو جعفر ليس من حفظه وكذلك الربيع لا يرويه من حفظه، بل يرويان عن نسخة. وهي نسخة مشهورة. وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد، وأورده ضمن الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين. انظر: مقدمة هذا الكتاب ضمن عرض الأسانيد المتكررة ص 19. أما متابعة محمد بن سابق التي أشار إليها الألباني فقد أخرجها الحاكم 2/540 من طريق محمد بن سابق المذكور، ثنا أبو جعفر الرازي، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ولكن رواه الترمذي - كما سيأتي برقم 3526 - من طريق عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي، به مرسلا بدون ذكر "أبي بن كعب "، ثم قال: وهذا أصح من حديث أبي سعد. وقد أشار إلى هذا الشيخ الألباني قائلا: وقد عرفت أنه ليس كذلك لضعف الرازي على أن الترمذي قد أعله بعلة أخرى وهي الإرسال؛ فإنه رواه من طريق عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي. فذكره دون قوله عن أبي بن كعب يعني أرسله وقال: وهذا أصح من حديث أبي سعد. انظر: ظلال الجنة في تخريج السنة 1/298. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/669 ونسبه إلى أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم في السنة والبغوي في معجمه وابن المنذر في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات. 1 فتح الباري 13/356. المستدرك 2/540 وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد سبق تخريجه في الذي قبله برقم 3524. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1417 [3523] وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي العالية مرسلا، وقال: هذا أصح. وصحّح الموصول ابن خزيمة والحاكم1. [3524] وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى والطبري والطبراني في الأوسط2. [3525] وقد أخرج البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات" بسند حسن عن ابن عباس "أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبد، فأنزل الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها، فقال "هذه صفة ربي عز وجل" 3.   1 فتح الباري 8/739. أخرجه الترمذي رقم3365 - في التفسير، باب ومن سورة الإخلاص - حدثنا عبد ابن حميد، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، فذكره. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آلهتهم فقالوا: انسب لنا ربك، قال: فأتاه جبريل بهذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فذكر نحوه. وانظر التعليق على ما سبق برقم 3524. أما تصحيح الحاكم فقد تقدم في الذي قبله. 2 فتح الباري 8/739. أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم278، والطبري 30/343، والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3422 كلهم من حديث سريج بن يونس، حدثنا إسماعيل ابن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، فذكره. ولفظه - كما في الطبري - قال: قال المشركون: انسب لنا ربك، فأنزل الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . ولفظ أبي يعلى "أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب الله! فأنزل الله ... وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/149 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورواه أبو يعلى ... وفيه مجالد بن سعيد، قال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال ابن حجر: مجالد بن سعيد ليس بالقوي. التقريب 2/229. وذكره ابن كثير 8/538 برواية أبي يعلى. قلت: وباجتماع هذه الطرق يصحّ الحديث. 3 فتح الباري 13/356. وقد حسن إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/670-671 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1418 قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} الآية: 2 [3526] وقد وصل الفريابي من طريق الأعمش عن أبي وائل {الصَّمَدُ} : هو السيد الذي انتهى سُؤدده1. [3527] وجاء أيضا من طريق عاصم عن أبي وائل فوصله بذكر ابن مسعود فيه2.   1 فتح الباري 8/740. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/380 عن سفيان، عن الأعمش، به. وأخرجه ابن حجر بسنده إلى ابن نمير، عن الأعمش، به. تغليق التعليق، الموضع السابق. 2 فتح الباري 8/740. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/380 بسنده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن علي بن حسن ابن شقيق، ثنا أبي، ثنا الحسين بن واقد، ثنا عاصم، عن شقيق - وهو أبو وائل -، عن عبد الله بن مسعود، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1419 سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [3528] في حديث زيد بن أرقم عند النسائي وابن سعد وصححه الحاكم وعبد ابن حميد "سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، فاشتكى لذلك أياما، فأتاه جبريل فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا" وفيه "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين" وفيه "فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال 1. [3529] وقد وقع في حديث ابن عباس فيما أخرجه البيهقي في "الدلائل" بسند ضعيف في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة 2.   1 فتح الباري 10/228، 230. أخرجه النسائي في سننه رقم4080، 7/113 أخبرنا هنّاد بن السري، عن أبي معاوية عن الأعمش، عن ابن حبّان يعني يزيد عن زيد بن أرقم، به. وزاد في آخره "فما ذكر ذلك لذلك اليهود ولا رآه في وجهه قط". وبنحوه ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/687 ولكن من حديث زيد بن أسلم. 2 فتح الباري 10/225. أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/248 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد ابن أبي عمرو، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به. ولفظه "قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديداً فأتاه ملكان فقعدا، أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقا الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1420 [3530] وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع عن ابن عباس "أن عليا وعمارا لما بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة" فذكر نحوه1. قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} الآية: 1 [3531] وصل الفريابي من طريق مجاهد "الفلق" الصبح2. قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} الآية: 3 [3532] وصل الطبري من طريق مجاهد {غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} الليل إذا دخل3. [3533] أخرج الترمذي والحاكم من طريق أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: "يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا"، قال: "هذا الغاسق إذا وقب"، إسناده حسن4.   = طُبَّ، قال: وما طِبُّه؟ قال: سُحِر، قال: وما سَحَره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي. قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركبة فاتوا الركي فانزِحُوا ماءَها وارفعوا الصخرةَ، ثم خُذُوا الكربة فاحرقوها، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمَّار ابن ياسر في نفر فأتوا الركي، فإذا ماؤها مثل ماء الحناء فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكربة فأحرقوها، فإذا فيها وَتَر فيه إحدى عشرة عقدة ... الحديث. إسناده ضعيف بل ساقط؛ لأنه من رواية الكلبي، وقد بين ابن حجر ضعفه كما في الأعلى. 1 فتح الباري 10/225. 2 فتح الباري 8/741. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/381 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 3 فتح الباري 8/741. أخرجه ابن جرير 30/351 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. 4 فتح الباري 8/741. أخرجه الترمذي رقم3366 - في التفسير، باب ومن سورة المعوذتين - حدثنا محمد = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1421 قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} الآية: 4 [3534] أخرج الطبري بسند صحيح عن الحسن البصري: النفثات السواحر1. [3535] وأخرج الطبري عن جماعة من الصحابة وغيرهم أنه النفث في الرقية 2.   = ابن المنثنى، حدثنا عبد عبد الملك بن عمرو العقدي، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث ابن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الحاكم 2/540 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2681 وقال: حسن صحيح. كما ذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم372 وقال: رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن هذا وهو القرشي العامري وهو صدوق كما في التقريب. وأخرجه أيضا النسائي في التفسير من سننه الكبرى فيما ذكره ابن كثير 8/555 من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، به. وهو مذكور بذيل تفسير النسائي برقم 28-763. 1 فتح الباري 10/225. أخرجه ابن جرير 30/353 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن - في الآية بلفظ "السواحر والسحرة ". 2 فتح الباري 10/225. أخرج الطبري 30/353 من طريق العوفي، عن ابن عباس، نحوه. وأخرج من طريق ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، نحوه. ومن طريق سفيان، عن جابر، عن مجاهد وعكرمة، نحوه. ومن طريق ابن وهب، عن ابن زيد، نحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1422 سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} الآيات: 4-6 [3536] أخرج الطبري والحاكم عن ابن عباس: ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس، وفي إسناده حكيم بن جبير وهو ضعيف1. [3537] ورويناه في الذكر لجعفر بن أحمد بن فارس من وجه آخر عن ابن عباس، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي2 وفيه مقال، ولفظه   1 فتح الباري 8/741. أخرجه ابن جرير 30/355، والحاكم 2/541 كلاهما من حديث سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وزادا في آخره "قال: فذلك قوله {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا، فهو سهو منهما - رحمهما الله - فإن "حكيم بن جبير"، ضعيف كما في التقريب 1/193 وكما في الأعلى، وليس هو من رجال الشيخين أو أحدهما، ولم يخرجا له. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/694 ونسبه إلى ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي والضياء في المختارة. 2 محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي، روى عن جرير بن عبد الله وغيره، وروى عنه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ومحمد ابن جرير وغيرهم. وفي التقريب "حافظ ضعيف"، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. مات سنة ثلاثين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/111-115، والتقريب 2/156. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1423 "يحطّ الشيطان فاه على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس" 1. [3538] وأخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر عن ابن عباس ولفظه"يولد الإنسان والشيطان جاثم على قلبه، فإذا عقل وذكر اسم الله خنس، وإذا غفل وسوس"2. [3539] ولأبي يعلى من حديث أنس نحوه مرفوعا، وإسناده ضعيف3.   1 فتح الباري 8/741. أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/381-382 بسنده إلى جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وأخرج ابن جرير 30/355 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن سفيان، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال في قوله {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس". وإسناده ضعيف لأجل "ابن حميد"، هو محمد بن حميد الرازي". 2 فتح الباري 8/741-742. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 190/ ب حدثنا جرير، عن منصور، ورجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وفيه راوٍ لم يسم؛ لذا فهو ضعيف. 3 فتح الباري 8/742. أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم4301 حدثنا محمد بن بحر، حدثنا عدي بن أبي عمارة، حدثنا زياد النميري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. ولفظه " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس". والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/152 وقال: رواه أبو يعلى وفيه عدي بن أبي عمارة وهو ضعيف. وذكره ابن حجر في المطالب العالية رقم3384 وعزاه لأبي يعلى. وقال البوصيري في الإتحاف "رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا والبيهقي كلهم من طريق زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف". وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/694 ونسبه إلى ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وأبي يعلى وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الإيمان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1424 [3540] ولسعيد بن منصور من طريق عروة بن رويم1 قال: سأل عيسى عليه السلام ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم فأراه، فإذا رأسه مثل رأس الحية، واضع رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس، وإذا ترك مناه فحدثه2. [3541] وقد أخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس قال: الوسواس هو الشيطان، يولد المولود والوسواس على قلبه فهو يصرفه حيث شاء، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل جثم على قلبه فوسوس3.   1 عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم، صدوق، يرسل كثيراً، مات سنة خمس وثلاثين على الصحيح. أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. التقريب 2/19. 2 فتح الباري 8/742. أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 190/ ب حدثنا فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، فذكره بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/694 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن المنذر. 3 فتح الباري 8/742. تقدم نحوه عن ابن عباس عند ابن مردويه وغيره، بدون قوله "فهو يصرفه حيث شاء". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1425 الخاتمة وبعد هذه الدراسة العلمية عن الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري، والروايات التفسيرية الواردة فيه، يطيب لي أسجل ما توصلت إليه من النتائج خلال هذه الدراسة: - مكانة الحافظ ابن حجر وشهرته ومنزلته عند العلماء. - قيمة كتابه "فتح الباري" لدى العلماء وطلاب العلم، فإنه يعد موسوعة كبيرة في المعارف الإسلامية. - وأن هذا الكتاب - أعني فتح الباري - يحتاج إلى تحقيق علمي ومقابلة على نسخة خطية متقنة. - اهتمام الحافظ ابن حجر البالغ بجمع الطرق وسردها في تفسير آية واحدة. - غزارة المادة التفسيرية في فتح الباري، حيث بلغ عدد الروايات التفسيرية فيه 3541 رواية من غير المكرر، شملت جميع سور القرآن الكريم ما عدا سورة واحدة، وهي سورة القدر، فلم أعثر على رواية تتعلق بهذه السورة في الفتح. وقد بلغ نسبة الروايات الصحيحة والحسنة "53 %"، والروايات الضعيفة 20%، أما الروايات التي لم أتوصل إلى معرفة درجتها فكان "25%" منها "10%" لم أقف على تخريج لها. - إن الحافظ ابن حجر لم يسرد الروايات بنصها في كثير من الأحيان، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1427 وبخاصة لما تكون الروايات طويلة، فإنه في هذه الحالة يختصر الرواية اختصارا لا يخل بالمعنى. - إن التفسير بالمأثور - أعني تفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبما أثر عن الصحابة الذين شهدوا التنزيل، وبما أثر عن التابعين الذين تتلمذوا على أيدي الصحابة - وهذا اللون من التفسير يعتبر هو الأساس لفهم القرآن الكريم. - إن الروايات التفسيرية ليست محصورة في كتب التفسير بالمأثور، بل كثير منها مبثوثة في بطون كتب أخرى، ككتب التخاريج على التفاسير، وكتب شروح الحديث والجوامع، وكتب المغازي والسير، وغيرها من كتب الفنون الإسلامية. وكثير من هذه الروايات مخرجة في كتب تعتبر في عداد المفقود إلى الآن، فجمع تلك الروايات من تلك المصادر تعتبر محاولة لجمع تلك الكتب المفقودة. - إن إبراز جانب التفسير عند الحافظ ابن حجر يحتاج إلى عمل مستقل، وذلك بجمع أقواله في التفسير - عدا الروايات والنقولات -، وقد قدّم هذا الموضوع إلى جامعة الإمام بالرياض لرسالة ماجستير، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنفال. وفي الختام أقول: لم أدّع أني وفّيت الموضوع حقه، وحسبي أني بذلت فيه قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فذلك من توفيق الله وحده، ومن كان فيه من خطإ فمني ومن الشيطان، وأسأل الله المولى جلّ شأنه المغفرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1428