الكتاب: الأزمنة وتلبية الجاهلية المؤلف: محمد بن المستنير بن أحمد، أبو علي، الشهير بقُطْرُب (المتوفى: 206هـ) المحقق: د حاتم صالح الضامن الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الثانية، 1405 هـ - 1985 م   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- الأزمنة وتلبية الجاهلية قطرب الكتاب: الأزمنة وتلبية الجاهلية المؤلف: محمد بن المستنير بن أحمد، أبو علي، الشهير بقُطْرُب (المتوفى: 206هـ) المحقق: د حاتم صالح الضامن الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الثانية، 1405 هـ - 1985 م   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخُ أبو الحسين المباركُ بنُ عبدِ الجبارِ بنِ أحمدَ الصيرفيّ (1) ، رَحِمَهُ اللهُ، قراءة عليه وأنا أسمعُ. أنبأَنا أبو تغلب عبدُ الوهابِ بن عليّ المُلْحَمِيّ (2) قراءةً عليه وأنا أسمعُ في شهرِ ربيعِ الأَوَّلِ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وأربعمائةٍ. أنبأنا القاضي أبو الفتح المُعافى بنُ زكريا بنِ يحيى بنِ حمّاد الجَرِيريّ (3) في يوم السبتِ لأربعٍ خَلَوْن من جُمادَى الآخرةِ سنةَ خمسٍ وثمانينَ وثلثمائةٍ. حدَّثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ موسى بنِ العباس بنِ مُجاهِد (4) قراءةً عليه من كتابِهِ في سنةِ اثنَتَيْنِ وسبعينَ ومائتينِ من أَصْلِهِ. قالَ: أَخبرنا محمدُ بنُ الجَهْمِ (5) قالَ: أَمْلَى عَلَيْنا أَبو عليّ قُطْرَبٌ محمدُ بنُ المُسْتَنير هذا الكتابَ في سنةِ عشرٍ ومائتينِ: هذا كتابُ الأَزْمِنَةِ في تسميةِ سمائِها وشَمْسِها وقَمَرِها ونجمِها وليلِها ونهارِها وساعاتِها، نقرأها أَوّلاً فأولا، ولا قُوَّةَ إلاّ باللهِ. قالَ: السماءُ مؤنثةٌ (6) . وأمّا سماءُ البيتِ فزَعَمَ يونسُ (7) أَنَّهُ يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ. وكان أبو عمرو بن العلاء (8) يقولُ: السماءُ سقفُ البيتِ.   (1) من رواة الحديث، توفي سنة 500 هـ. (لسان الميزان 5 / 9، الأعلام 6 / 151) . (2) من فقهاء الشافعية، توفي سنة 439 هـ. (تاريخ بغداد 11 / 33، طبقات الشافعية الكبرى 5 / 229) . (3) من الفقهاء الأدباء، توفي سنة 390 هـ. (الفهرست 292، طبقات الفقهاء 93) . (4) صاحب كتاب السبعة في القراءات، توفي سنة 324 هـ. (الفهرست 34، غاية النهاية 1 / 139) . (5) روى عن الفراء تصانيفه، توفي سنة 277 هـ. (المحمدون من الشعراء 253، الوافي بالوفيات 2 / 313) . (6) المذكر والمؤنث للفراء 102، المذكر والمؤنث لابن الأنباري 366. ونقل المرزوقي كلام قطرب في الأزمنة والأمكنة 2 / 2. (7) يونس بن حبيب البصري، توفي سنة 182 هـ. (المعارف 541، معجم الأدباء 20 / 64) . (8) أحد القراء السبعة، توفي سنة 154 هـ. (أخبار النحويين البصريين 22، نور القبس 25) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 قال ذو الرُّمَّةِ (9) : (وبَيْتٍ بموماةٍ خَرَقْتُ سماءه ... إلى كوكبٍ يَزْوِي له الوَجْهَ شارِبُهْ) وقد يجوزُ أنْ يكونَ جمعَ سَمَاوَةٍ. والسمَاوَةُ: أَعْلَى كلِّ شيءٍ، فيصيرْ مذكَّراً في لغةِ مَنْ ذَكَّرَ جراداً وجرادةً، وتَمْراً وتَمْرَةً، ويكونُ قولُ اللهِ تعالى: {السماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} (10) على ذلك. قال رجلٌ من بني سعد (11) : (زهْرٌ تَتَابَعُ في السماءِ كأنَّما ... جِلْدُ السماءةِ لؤلؤٌ منثورُ) فأدخلَ الهاءَ فأَنَّثَ. قالَ جَنْدَلُ بنُ المثنَّى الطّهوِيّ (12) : (يا ربّ ربّ الناسِ في سماتِهِ ... ) فقَصَرَها وأَدْخَلَ الهاءَ أيضاً. وقالوا: سماءٌ وأَسْمِيَةٌ. فهذا إنَّما يجيءُ على جَمْعِهِ (2 أ) مذكَّراً لمن قالَ: هذا سماءٌ، لأنّ (أَفْعِلَة) مِن جمعِ المذكّرِ، مِثل غطاءٍ وأَغْطِيَةٍ ودواءٍ وأَدْوِيَةٍ. وقد يكونُ على (أَفْعُل) مثل ذِراعٍ وأَذْرُعٍ. وقالَ العَجَّاجُ (13) : (تَلُفُّهُ الرياحُ والسُّمِيُّ ... ) كأَنَّهُ جَمْعٌ على تأنيثِ السماءِ، مِثْلُ عَناقٍ وعُنُوقٍ. وقالَ: هذا بَطْنُ السماءِ، وهذا ظَهْرُ السماءِ، لظاهِرِها الذي تراهُ، قالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {رَواكِدَ على ظَهْرِهِ} (14) . وقالوا: الظَهْرُ الوَجْهُ. [ومن أَسماءِ السماءٍ] (15) : بِرْقِعُ (16) ، وقال أُمَيَّةُ (17) : (وكأنّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَها ... سَدِرٌ تواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَدْ)   (9) ديوانه 852. (10) المزمل 18. وينظر: المذكر والمؤنث للمبرد 103 - 104، المذكر والمؤنث لابن التستري 83. (11) الأزمنة والأمكنة 2 / 3. (12) الأزمنة والأمكنة 2 / 3. (13) ديوانه 1 / 512. (14) الشورى 33. (15) يقتضيها السياق. (16) الأزمنة والأمكنة 2 / 4، المخصص 9 / 6. (17) ديوانه 358. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 فكَسَرَ القافَ، أي لا قوائم له. تواكله الناسُ أي تركوه يتمايلُ، من المواكَلَةِ. سَدِرٌ: بَحْرٌ. والبِرْقِعُ: اسمٌ للسماءِ السابعةِ. أبو عَمْرو: لا أَعْرِفُ (سَدِر) . أَجْرَدُ أي أَمْلَسُ. ورُوِيَ عن الحَسَن (18) : {بطائِنُها من اسْتَبْرَقٍ} (19) . وقال ظواهرها. ومن أسماءِ السماءِ: (الخَلْقاءُ) و (الجَرْباء) (20) ، وكأنّها سُمِّيَت خَلقاء لأنَّها مَلْساءُ كالخَلْقاءِ من الحجارةِ، قالَ الأعشى (21) : (قد يتركُ الدهرُ في خَلْقاءَ راسِيَةٍ ... وَهْياً ويُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعَا) وقال الأعشى (22) أيضاً يذكر بعضَ لفظِ الجَرْباءِ: (وَخَوَتْ جِرْبَةُ النجومِ فما تشربُ ... أُرْوِيَّةٌ بمَرْيِ الجَنُوبِ) وفُسِّرَت الجِرْبَةُ فقيل: ما زُرِعَ من القَرْيَةِ فهو جِرْبَةٌ. وكأنَّها سُمِّيَت جَرْباء لما فيها من آثارِ المَجَرَّةِ والنجومِ كأثَرِ الجَرَبِ في الدابةِ، واللهُ أعلَمُ. ومن أسماءِ السماءِ (الكَحْلُ) (23) . وقالوا: الكَحْلُ أيضاً السنةُ القليلةُ الخَيْرِ. وزَعَمَ يونسُ أنَّ قولَ الشاعر (24) : (باءَتْ عَرارُ بكَحْلَ فيما بيننا ... والحقُّ يعرفُهُ ذوو الأَلْبابِ) فزَعَمَ أنّ (عَرار) و (كَحْل) ثَوْرٌ وبَقَرَةٌ. ومن أَسماءِ السماءِ: (الرَّقيعُ) (25) . وقالوا: ما تحتَ الرَّقيعِ أَرْقَعُ من فُلانٍ (26) وهو اسمٌ للسماءِ كزيدٍ وعَمْرٍ و. ومن أسمائها (الجَوْنَةُ) (27) ، وهي عينُ الشمس، قالَ الشاعر (28) :   (18) الحسن البصري، توفي سنة 110 هـ. (حلية الأولياء 2 / 131، وفيات الأعيان 2 / 69) . (19) الرحمن 54. وينظر: الأضداد لابن الأنباري 342، تفسير القرطبي 17 / 179. (20) الأزمنة والأمكنة 2 / 4. (21) ديوانه 73. (22) ديوانه 219. (23) الأزمنة والأمكنة 2 / 5، اللسان التاج (كحل) . (24) عبد الله بن الحجاج الثعلبي في اللسان (كحل) . وفي الأصل: بانت. (25) الأزمنة والأمكنة 2 / 5، المخصص 9 / 7. (26) اللسان (رقع) . (27) اللسان (جون) . وهي من أسماء الشمس. (28) الخطيم الضبابي في اللسان (جون) . وفي الأصل: تغيبا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 (يُبادِرُ الآثارَ أنْ تَؤوبا ... ) (وحاجِبَ الجَوْنَةِ أنْ يَغِيبا ... ) (2 ب) وقال آخر (29) : (غَيَّرَ يا بِنْتَ الحٌ لَيْسِ لوني ... ) (طولُ الليالي واختلاف الجَوْنِ ... ) وقالوا: الجَوْنُ النهارُ. والجَوْنُ، في لُغَةِ قُضَاعة: الأسودُ، وفي ما يليها الأبيضُ. وهذا من الأضداد (30) . ومن أسمائِها: (ذُكاءُ) (31) . قالَ الشاعرُ (32) : (أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ ... ) وقال آخر (33) : (فوردتْ قبلْ انبلاجِ الفَجْرِ ... ) (وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ ... ) وقالَ الزُّبَيْرِيّ (33 أ) : (ولستُ بمؤتيكَ الذي أَنْتَ مُغْرَمٌ ... بتسآلِهِ ما أَبْرَقَ ابنُ ذُكاءِ) فابنُ ذُكاء ها هنا الصبحُ. ومن أسماء الشمس (34) : (الإلاهة) و (الألاهة) : بالفتح. ويجوز أنْ تكونَ قراءة ابن عباس (35) : {ويَذَرَكَ وإلاهتك} (36) ، أراد الشمسَ وأَنَّثَ الإله بالهاء. وقال الشاعر (37) :   (29) بلا عزو في الأضداد للأصمعي 36 والأضداد لابن الأنباري 113. (30) الأضداد لقطرب 256. الأضداد لأبي الطيب 151. (31) تهذيب الألفاظ 231. الزاهر 1 / 362. وهي من أسماء الشمس أيضاً. (32) ثعلبة بن صعير المازني في إصلاح المنطق 49 وتهذيب الألفاظ 231. وصدر البيت: (فتذكرا ثقلا رثيداً بعدما ... ) (33) حميد الأرقط في الصحاح واللسان (كفر) . ونسبه الصغاني في التكملة والذيل والصلة 3 / 190 إلى بشير بن النكث. (33 أ) الأزمنة والأمكنة 2 / 44. (34) ينظر في أسماء الشمس وصفاتها: تهذيب الألفاظ 231، الألفاظ الكتابية 285، الأزمنة والأمكنة 2 / 39، المخصص 9 / 18، نظام الغريب 185. (35) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، توفي سنة 68 هـ. (المعارف 123، نكت الهميان 180) . وينظر: شواذ القرآن 45، المحتسب 1 / 256. (36) الأعراف 127 هي في المصحف الشريف: وآلهتك. (37) مية بنت أم عتيبة بن الحارث في اللسان (أله) . وقيل: غيرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 (تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً ... فأَعْجَلْنا إلاهةَ أَنْ تَؤوبا) وهي الشمس. وأمَّا (الفَلَكُ) فمستدارُ قَطْبِ السماءِ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (38) . وأمَّا (العَفَرُ) و (السّهام) فالذي يُسَمَّى مُخاطَ الشيطانِ في الشمس. وأمَّا (العَبُ) (39) ، بتخفيف الباء، مثل الدمِ، فهو ضَوْءُ الشمسِ وحُسْنُها. ومن ذلك: عَبُ شَمْسٍ، فيمن خَفَّفَ. ومَنْ ثَقَّلَ قالَ: هذه عَبُّ الشمسِ، ورأيتُ عَبَّ الشمسِ: يريد: عَبْدَ شَمْسٍ، فأدغمَ الدالَ في الشين، كما تقولُ: ثلاثةُ دراهِمَ، فتُدغم التاء في الدال (40) . وبعضُهُم يقولُ: هؤلاءِ عَبَ الشمسِ، بالفتح، في كلِّ وَجْهٍ، قالَ الشاعرُ (41) : (إذا ما رأتْ شمساً عَبَ الشمسِ شَمَّرَتْ ... إلى أهلِها والجُلْهِمِيُّ عَمِيدُها) وقالوا: (الضِّحُّ) : الشمسُ. وقال ذو الرُّمَّةِ (42) : (تَرَى صَمْدَهُ من كلِّ ضِحٍّ يُعينُهُ ... حَرُورٌ كتسفاعِ الضِّرامِ المُشَعَّلِ) وأمَّا (الأَيا) ، مقصورٌ، فهو ضوءُ الشمسِ وحُسْنُها. والأيا: أيا النبتِ: حُسْنُهُ (3 أ) وزَهْرُهُ. قال الشاعرُ (43) ، فمدَّه وكَسَرَ الأَلِفَ: (يُنازِعها لونانِ وَرْدٌ وجُؤوةٌ ... ترى لإياءِ الشمسِ فيه تَحَدُّرا) وقالوا: إياةُ الشمسِ: شُعاعُها. وقال طَرَفَة (44) فكَسَرَ الألفَ: (سَقَتْهُ إياةُ الشمسِ إلاّ لِثاتِهِ ... أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثْمِدِ) وقالوا (الشٌّ عاعُ والشُّعاعَةُ والشُّعُّ) كُلُّهُ للضياء.   (38) الأنبياء 33. (39) نقل المرزوقي قول قطرب في الأزمنة والأمكنة 2 / 45. (40) في الأزمنة والأمكنة 2 / 45: كما قيل: ثلث الدرهم فيدغم الثاء بالدال. (41) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 2 / 45. (42) ديوانه 1492 وفيه: كتشعال. (43) بلا عزو في اللسان (جواً) . والجؤوة: سواد في غبرة وحمرة. (44) ديوانه 11. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وهذا ما يُذكرُ من جَرْيِ الشمسِ إلى مغيبِها قالوا: شرقتِ الشمسُ وأَشرقتْ. وقال بعضُهُم: شرقَتْ: طلعتْ. وقالوا: جئتُكَ عندَ مُشَيْرِقانِ الشمسِ. والذُّرورُ: أَوّلُ طلوعها. ويُقالُ: رَكَدَتِ الشمسُ تَرْكُدُ رُكُوداً، وهو غايةُ زيادتِها. والتَّطْفِيلُ: قالوا: جُنوحُ الشمسِ. يُقالُ: طَفَّلَتْ تَطْفِيلاً، حينَ تهمُّ بالوجوبِ. وقال الراجزُ (45) : (قد ثَكَلَتْ أُختْ بني عَدِيِّ ... ) أَُخَيَّها في طَفَلِ العَشِيِّ ... ) وقالوا: قَسَبَتِ الشمسُ تقسبُ، وصَغْتْ تصغو صَغْواً: إذا رَسَبَتْ. وقالَ أبو النجم (46) : (صَغْواءَ قد هَمَّتْ ولمّا تَفْعَلِ ... ) وقالَ أَعْشَى جَرْمٍ (47) : (تمادَتْ ولو كانَ التمادي إلى مَدًى ... فَتَسْلُو ولكنَّ التمادي قُسُوبُها) ويُقال: قَنَبَتِ الشمسِ تقنبُ قُنُوباً. وإذا لم يبقَ منها شيءٌ قيل: دَلكتْ براحة. ٍ وغربت غروباً مثل دَلكتْ براحة. وقالوا: دلكتْ بَراح يا هذا، مثل حَذامِ. وبِراح بكسرِ الباءِ. ودَلَكَتْ بَراحُ يا هذا، فضَمُّوا، وقال الراجز (48) : (هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ... ) (للشمسِ حتى طَلَعَتْ بَراحِ ... )   (45) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 2 / 43. وهو محرف فيه. (46) ديوانه 205. (47) الصبح المنير 274. (48) بلا عزو في معاني القرآن للفراء 2 / 129 ومجاز القرآن 1 / 387 والنوادر في اللغة 315 وتفسير الطبري 15 / 136 وتهذيب اللغة 5 / 30. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 وقالوا: دَلَكَتْ بِراحٍ يا هذا، إذا غابتْ أو كادَتْ، وهو ينظرُ إليها براحته. وقال ابنُ عباس (49) : {لدُلُوكِ الشمسِ} (50) : لزوالها الظهر والعصر. وقال رؤبة (51) : (شادخةُ الغُرَّةِ غَرَّاءُ الضَحِكْ ... ) (تَبَلُّجَ الزَّهراءِ في جِنْحِ الدَّلَكْ ... ) فَجَعَلَ الدَّلْكَ غيبوبةَ الشمسِ. وقال ذو الرُّمَّةِ (52) : (مَصَابِيحُ ليستْ باللَّواتي تقودُها ... نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ) (3 ب) ويُقالُ: أَفَلَتِ الشمسُ تأفِلُ وتأفل أَفْلاً وأُفُولاً: غابَتْ، وقالَ اللهُ عزّ وجلّ {فلمّا أَفَلَتْ} (53) . وحُكِيَ لنا أَتَّهم كانوا يقولون: جئتُكَ عند غَبِيَّةِ [الشمسِ أي] (54) عندَ مغيبِها، كأنَّهُ قَلَبَ فقدَّمَ الباءَ. وقالوا: شَمْسْنا: آذانا حرُّ الشمسِ. وأَشْمَسْنا: أصابنا حرُّ الشمسِ. وشَمَسَ يومُنا وشَمِسَ وأَشْمَسَ. ويُقالُ: أَزَبَّتِ الشَمْسُ وزبَّبَتْ وزَبَّتْ: إذا دَنَتْ للغروب. ويُقالُ: انصلعتِ الشمسُ انصلاعاً، وهو تكمُّدُها وسطَ السماءِ. وصِلاعُ الشمسِ: حَرُّها. وقالَ الشاعرُ (55) : (يا قِرْدَةً خَشِيَتْ على أظفارِها ... حَرَّ الظهيرةِ تحتَ يومٍ أَصْلَعِ) أي شديد الحرّ.   (49) معاني القرآن 2 / 129. (50) الإسراء 78. (51) ديوانه 116. (52) ديوانه 1734. (53) الأنعام 78. (54) زيادة يقتضيها السياق من الأزمنة والأمكنة 2 / 49 نقلا عن قطرب. (55) البيت بلا عزو في تهذيب اللغة 2 / 32 وعجزه بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 2 / 41. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 وهذا مما يُذْكَرُ من القَمَرِ وما فيه (56) قالوا: الهالةُ: دارةُ القمرِ. والزِّبْرِقان: القمرُ نَفْسُهُ. والزِّبْرِقانُ: الخفيفُ اللحيةِ. ويُقالُ: زَبرَقَ فُلانٌ عمامَتَهُ، أي حَمَّرَها. وكأنَّ الزِّبرقانَ بنَ بَدْر (57) من ذلك، وأظُنُّهُ كانَ يلبسُ ذلك فسُمِّيَ بِهِ. وقالوا: الفَخْتُ: ضوءُ القمرِ أو ظِلُّهُ. يشكُّ قُطْرُبٌ فيه. وقالوا: ضَوْءُ القَمَرِ. وقد ضاءَ القَمَرُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وضِياءً. وأضاءَ يُضِيءُ إضاءةً. ويُقالُ: طَلَعَ القمرُ، ولا يُقالُ: طَلَعَتِ القَمْراءُ. ويُقالُ: أَضاءَ القَمَرُ، وأَضَاءَتِ القَمْراءُ. ويُقالُ: أَقْمَرَ الليلُ، وأَقْمَرْنا نحنُ. ولا يُقالُ: أَقْمَرَ القَمَرُ. ويُقالُ: وَضحَ القمرُ يَضِحُ وُضُوحاً، وبَهَرَ يَبْهُرُ بُهُوراً. وبهورُهُ: طلوعُهُ حينَ يُستَقْبَلُ، فيما زَعَمَ بعضُهُم. وقالَ بعضُهُم: بُهُورُهُ: حينَ يظهرُ فيعلو. ويُقالُ: أسفرَ القمرُ في أَوَّلِ ما يُرىَ ضوءهُ ولمَّا يَظْهَر. وليلٌ أَسْفَرُ. وقالَ الشاعرُ (58) في القَمْراءِ: (يا حَبَّذا القمراءُ والليلُ السَّاجْ ... ) (وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاجْ ... ) والعربُ تقولُ في الليالي كأَنَّهُ في وقتِ بقاءِ القمرِ إلى قَدْر مَغِيبِهِ (59) .   (56) ينظر: تهذيب الألفاظ 235، يوم وليلة 325، الأزمنة والأمكنة 2 / 50، المخصص 9 / 26، نظام الغريب 188. (57) صحابي، توفي سنة 45 هـ. (أسد الغابة 2 / 247، الإصابة 2 / 550) . (58) بلا عزو في الكامل 244 والخصائص 2 / 115 وشرح المفصل 7 / 135. ونسب إلى الحارثي في اللسان (سجا) . (59) ينظر الحديث عن القمر حتى الليلة العاشرة في المصادر الآتية: الأيام والليالي 27 - 29، يوم وليلة 321 - 323، الأزمنة والأمكنة 2 / 60، المخصص 9 / 29، صبح الأعشى 2 / 371، المزهر 2 / 527 - 528. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 قالوا: القَمَرُ ابنُ ليلةٍ، رَضَاعُ سُخَيْلَةٍ، حَلَّ أهلُها برُمَيْلةٍ. وقالَ بعضُهُم: (4 أ) ابنُ ليلةٍ عَتَمَةُ سُخَيلَة، حَلَّ أهلُها بُرَميْلَة. كأنَّ بقاءه (60) في السماءِ بمقدار ذلك. وابنُ ليلتين: حديثُ أُمَّتَيْن، كَذِبٌ ومَيْن. ويُقالُ: بكَذِبٍ ومَيْنٍ أيضاً. وابنُ ثلاثٍ: قليلُ اللّباثِ. وقالوا أيضاً: ابن ثلاثٍ: حديثُ فَتَياتٍ غَيْرِ جدِّ مؤتلفاتٍ. ابنُ أَرْبَعٍ: عَتَمَةُ رُبَعٍ، لا جائعٌ ولا مُرْضَعٌ، وقالَ بَعْضُهُم: عتامُ الرَّبَعِ، يعني الفَصِيلَ. وابنُ خَمْسٍ: عشاء الخَلفِ، قال: تَعشى إلى أنْ يغيب. وقال بعضُهُم: ابنُ خمسٍ: عَشاءُ خَلِفاتٍ قُعْسِ. الخَليِفات: النُّوقُ، والقُعْسُ: التي مالتْ رؤوسُها نحو ظهورها. ابنُ سِتٍّ: سِرْ وبِتْ. وقالوا أيضاً: ابنُ سِتٍّ: حدّث وبت. ابنُ سَبْعٍ: دَلْجَةُ ضَبْعٍ. وقالوا: دَلْجَةُ الضَّبْعِ، فأُدْخِل اللام. وقالوا أيضاً: ابنُ سَبْعٍ: حديثٌ وجَمْعٌ. ابنُ ثَمانٍ: قَمَرٌ إضْحِيان، أي مضيءٌ باقٍ. ابنُ تِسْعٍ: يُلْتَقَطُ فيه الجَزْعُ (61) ، أي من بيانِ القَمَرِ. وقالوا: ابنُ تِسْعٍ: انقطعَ الشِّسْعُ (62) ، أي من طولِ المشي قبلَ أنْ يغيبَ. ابنُ عَشْرٍ: مُخنِقُ الفَجْرِ. وقيل أيضاً: يُؤَدِّيكَ إلى الفجرِ. وقالوا: ابنُ عَشْرٍ: ثُلثُ الشَّهْر. ولم نسمعْهُمْ جاوزوا العَشْر (63) ، لأَنَّهُم جاوزوا القَمَرَ حتى يدنو من الصبحِ، فكأنَّهم تركوا ذلكَ من ذكر القمر، وذكروه إذا كان في بعضِ الليلِ ثم غابَ بعضُهُ.   (60) من اللسان (عتم) . وفي الأصل: كان بقاؤه. (61) الجزع: الخرز اليماني. (62) الشسع: سير النعل الذي تعقد به. (63) ثمة زيادة في قسم من الكتب إلى آخر الشهر. ينظر: يوم وليلة 323 - 324، الأزمنة والأمكنة 2 / 61، صبح الأعشى 2 / 371 - 372، الزهر 2 / 531 - 532. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 ثُمَّ أسماءُ الليالي في ابتداء الهلال إلى آخر الشهر (64) . قالتِ العربُ للهلالِ في أَوَّلِ ليلةٍ يطلُعُ: هلالٌ. والثانية لا يُقالُ له: هلالٌ، إلى مثلِها من الشَهرِ المقبل. وإنْ لم يُر إلاّ بعد الثالثة فهو قَمَرٌ. وقالَ بعضُهُم: يُقالُ له في الثالثةِ هلالٌ أيضاً. وقال بعضُهُم: ما لم يستدِرْ فهو هلالٌ، ثم يُسمَّى قمراً إذا استدارَ بِخَطٍّ دَقيقٍ قبلَ أنْ يَغْلُظَ. ويُقالُ: قد أَفْتَقَ القَمَرُ فهو مُفْتِقٌ إذا أصابَ فُرْجةٌ في السحابِ فخرج منها. وأُفْتِقَ علينا: إذا أَبصرنا الطريقَ. ثُمَّ أَوَّلُ ثلاثِ ليالٍ من الشهر يُقالُ لها: (الغُرَرُ) ، لأنَّ القمرَ كأنَّهُ غُرَّةٌ فيها. وقيل: ثلاث (غُرٌّ) ، فيكون غُرٌّ جمع غرّاء، وغُرَرٌ جمعُ غُرَّةٍ. ثُمَّ ثلاثٌ (شُهْبٌ) ، لأنَّ بياضَ القَمَر (4 ب) مُخْتَلِطٌ بسوادِ الليلِ كالشُّهْبِ من الخيلِ. ثُمَّ ثلاثٌ (بُهْرٌ) ، لأنَّ القَمَرَ يَبْهَرُ فيهِنَّ ظُلْمَةَ الليلِ. ويُقال: يَبْهُرُ، وقد بَهُرَ بُهوراً. وبهورُهُ: طُلُوعُهُ. وقالَ بَعْضُهُم: القَمَرُ الباهِرُ في الليالي البِيضِ، كأَنَّهُ يبهَرُ السوادَ كُلَّهُ، وقال المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ (65) : (إذْ فارِسُ الميمونِ يَتْبَعُهُمْ ... كالطَّلْقِ [يَتْبَعُ] ليلةَ البَهْرِ) ثم ثلاثٌ (عُشَرٌ) ، كأَنَّهُ لأنَّ الليلةَ العاشرةَ فيهنَّ. ثُمَّ ثلاثٌ (بِيضٌ) لأنّ القمرَ في الليلِ كُلِّهِ، فالليلُ فيه أَبْيَضُ. ومن الليالي البِيضِ ليلةُ ثلاثَ عشرةَ، يقال لها: (العَفْراءُ) ، وقد قالوا: ليلةٌ عفراء، وليلةُ السّواء (66) .   (64) ينظر في أسماء الليالي: الأيام والليالي والشهور 25 - 26، يوم وليلة 318 - 320، الأزمنة والأمكنة 2 / 58، المخصص 9 / 30، الأزمنة والأنواء 85 - 86. (65) الصبح المنير 353 و (يتبع) ساقطة من الأصل. (66) الأنواء 134، أدب الكاتب 88. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وليلةُ أربعَ عشرةَ: ليلةُ البَدْرِ، وإنَّما سُمِّيَ بَدْراً لمُبادَرَتِهِ الشمسَ في لَيْلِها ونهارِها (67) . قال أبو عليّ: أَظُنُّهُم يقولونَ: أَبْدَرَ القمرُ: صارَ بَدْراً. ويُقالُ: غلامٌ بَدْرٌ: إذا امتلأَ شباباً قبلَ أنْ يَحْلمَ. ثُمَّ النصفُ الآخرُ يُقال [له] : ثلاثٌ (دُرْعٌ) و (دُرَعٌ) أيضاً. والدَّرْعاءُ من الشَّاءِ: التي مقدَّمُها أسودُ ومؤخَّرُها أبيضُ. ويقالُ أيضاً: (دَرْعاء) للتي مقدَّمُها أبيضُ ومؤخَّرُها أسودُ (68) . فكأنَّ ذلكَ لأنَّ الليلَ في بعضِها أسودُ، وفي بعضها أبيضُ والمعنى الغالبُ أنْ يكون شُبِّهَتْ بالدَّرْعاءِ التي مقدَّمُها أسودْ ومؤخَّرُها أبيضُ، لأنَّ السوادَ في أَوَّلِ الليلِ [والبياضَ] (69) في النصفِ الآخرِ. ثُمَّ ثلاثٌ (خُنْسٌ) لأنّ القمرَ يخنسُ ويُبطيء في طُلُوعِهِ. ثُمَّ ثلاثٌ (دُهْمٌ) لسوادِ الليلِ فيهنَّ، كالأَدْهَمِ من الدوابِّ، وإنّما يطلعُ القمرُ في آخرهن. ثُمَّ ثلاثٌ (قُحَمٌ) لأنَّ القمرَ (70) قَحَمَ في دُنُوِّهِ إلى الشمسِ (71) . ثُمَّ ثلاثٌ (دآدىء) ، والواحدة دَأْدَأَةٌ، على (فَعْلَلَةٍ) والدأدأَةُ أيضاً من عدو البعير أنْ يقدم يداً ثم يُتْبعها الأُخرى من ساعته. فهذا قول. ٌ (72) وقالَ بَعْضُهُم: أَوَّلُ الشهرِ (الغُرَرُ) ثُمَّ (النُّفَلُ) ثُمَّ (التُّسَعُ) ثُمَّ (العَشَرُ) ثُمَّ (البِيضُ) ثُمَّ (الدُرْعُ) ، وقالَ بعضُهُم: دُرَعٌ، ثُمَّ (النُّحْسُ) ، وهي أشَدُّ ظُلْمَةً من الدُّرَعِ وأَبْطَأُ قَمَراً، ثُمَّ (الحنادِسُ) ، وهي أشدُّ من النُّحْسِ ظُلْمَةً، ثُمَّ (الدآدىء) . (5 أ) ويُقال لليلةِ ثمانٍ وعشرين: (الدَّعْجاءُ) ، ولليلةِ تسعٍ وعشرين: (الدَّهْماءُ) ، ولليلةِ ثلاثين: (الليلاءُ) .   (67) الأنواء 134، أدب الكاتب 88. (68) الأنواء 135، أدب الكاتب 89، الاقتضاب 2 / 48 - 49. (69) يقتضيها السياق. (70) من الأزمنة والأمكنة 2 / 59 واللسان (قحم) . وفي الأصل: الشهر. (71) من الأزمنة والأمكنة 2 / 59 والمخصص 9 / 31 واللسان (قحم) . وفي الأصل: الشهر. (72) يوم وليلة 319، سفر السعادة 1 / 258. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 ويُقالُ لآخر [ليلةٍ] (73) من الشهرِ: (المِحاقُ) و (السَّرارُ) . قال الراعي (74) : (تَلَقَّى نوءهنَّ سِرارَ شَهْرٍ ... وخَيْرُ النَوْءِ ما لَقِيَ السِّرارا) والاستسرارُ من لَدُنْ يخفى عليكَ حتى يهلَّ الهلالُ. ويُقالُ: لُحِفَ القمرُ فهو ملحوفٌ: إذا جاوَزَ النِّصْفَ. وامتحقَ القَمَرُ وامتحشَ: أي ذَهَب. ويومُ المَحْقِ: آخرُ الشهر أيضاً، لأنَّ الشَهرَ يمحقُ الهلالَ فلا يُبَيِّنُهُ. ويُقالُ لأَوَّلِ ليلةٍ من الشهر (النَّحِيرَةُ) (75) ، وقال ابنُ أَحْمَرَ (76) : (ثُمَّ استمرَّ عليها واكِفٌ هَمِعٌ ... في ليلةٍ نَحَرَتْ شَعْبانَ أو رَجَبا) ويُقالُ لأَوَّلِ يومٍ [من] (77) الشهرِ: (البَراءُ) ، وكانتِ العربُ تتيمَّنُ به، قال الراجزُ (78) : (يا عين بكِّي نافِذاً وعَبْسَا ... ) (يوماً إذا كانَ البَراءُ نَحْسَا ... ) ويُقالُ لآخر يومٍ من الشهر: (ظُلْمَةُ ابنِ جَمِيرٍ) (79) ، وقال الشاعر (80) : (نهارُهُمُ ظمآن أَعمى وليلُهُم ... وإنْ كانَ بدراً ظُلْمَةُ ابنِ جَمِيرِ) وهذا مما يُذْكَرُ من النجومِ ومنازِلِ القَمرِ فيها والأَزْمِنَةِ والأزمنةُ ستةُ أزمنةٍ: ثلاثةٌ للشتاءِ وثلاثةٌ للصيفِ. فأوَّلُ الشتوية يُقالُ له: (الوسميّ) ، والثاني (الشتويّ) ، والثالث: (الربيعُ) . وأَوَّلُ الصيفِ يُقال له: (الصيفُ) ، والثاني: (الحميمُ) ، والثالث: (الخريفُ) ،   (73) يقتضيها السياق. (74) ديوانه 144. (75) أدب الكاتب 88. (76) شعرة: 42. (77) يقتضيها السياق. وينظر: يوم وليلة 286. (78) بلا عزو في الأنواء 129 ويوم وليلة 286 واللسان والتاج (براً) . (79) يوم وليلة 290، المخصص 9 / 30. (80) ابن أحمر، شعره: 114. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 وقالَ آخرون: السنةُ عند العربِ أَربعةُ أزمنة (81) ٍ: فأَوَّلُها: (الوسميّ) ، والثاني: (الربيعُ) ، والثالثُ: (الصيفُ) ، والرابع، في لغةِ أهلِ الحجاز: (الخريفُ) ، وفي لغةِ تَمِيمٍ: (الحميمُ) . ثُمَّ منازِلُ القَمَرِ (82) فأَوَّلُها: مُؤَخَّرُ الدَّلْوِ: وهو أَوَّلُ الوسميّ، ثم الحُوتُ ثُمَّ الشَرَطُ، وبعضُهُم يقولُ: أَشْراط، وبعضُهم يقولُ: الشَرَطانِ. قالَ ذو الرُّمَّةِ (83) [يصفُ روضةً] (84) : (حوّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ) وقالَ العَّجاجُ (85) : (مِنْ باكِرِ الأَشراطِ أَشْراطِيُّ ... ) أضافَ إلى الأَشْراطِ، والواحدُ شَرَطٌ، وعرَّفَهُ يونسُ. وبعضُهُم يقولُ: (البَطْحُ) . (5 ب) قالَ أبو عبد الله (86) : قالَ بعضُ أصحابنا: (النَّطْحُ) . أبو سعد (87) لم يعرف (البطحَ) ، بالباءِ. ثُمَّ (البَطْنُ) ، وبعضُ العربِ يقولُ: بُطَينٌ، فيُصَغِّرُ. ثُمَّ (النجم) : هو الثّريّا: ثمَّ (الدَّبَرانِ) (88) ، ثُمَّ (الهَقْعَةُ) . فهذه منازِلُ كلِّ الوسميّ. ثُمَّ أَوّلُ الربيعِ (الهَنْعَةُ) ، ثم (الذراعُ) ، ثم (النَّثْرَةُ) ، ثُمَّ (الطَّرْفُ) ، ثم (الجَبْهَةُ) ، ثم (الزُّبْرَةُ) ، ثُمَّ (الصَّرْفَةُ) : وإنّما سُمِّيَتْ صَرْفَةً لانصرافِ الشتاءِ. فهذِهِ منازِلُ كلِّ الربيعِ.   (81) أدب الكاتب 86، التلخيص في معرفة أسماء الأشياء 401، الأزمنة والأنواء 103، صبح الأعشى 2 / 403. (82) الأنواء 4، الأزمنة والأمكنة 1 / 199، المخصص 9 / 9. (83) ديوانه 399، والذهاب: الأمطار فيها ضعف. (84) من المخصص 9 / 10. (85) ديوانه 1 / 505. (86) هو محمد بن الجهم، وقد سفلت ترجمته. (87) هو الأصمعي عبد الملك بن قريب، توفي سنة 216 هـ. (مراتب النحويين 46، إنباه الرواة 2 / 197) . (88) في الأصل: الديدان. وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 ثُمَّ الصيفُ فأوَّله (العَوَّا) ، وبعضُ العربِ يمدُّهُ فيقول: (العَوّاءُ) ، ثمَّ (السِّماكُ) ، ثمّ (الغَفْرُ) ، ثمّ (الزُّبانَى) ، ثمّ (الإِكليلُ) ، ثمَّ (القَلْبُ) ، ثمّ (الشَّوْلَةُ) . فهذِهِ منازِلُ كلِّ الصيفِ. وأَوَّلُ نجومِ الخريفِ، في لغة أهل الحجاز، وفي كلامِ تميم: الحميم. فأوَّلُهُ: (النَعائِمُ) ، ثُمَّ (البَلْدَةُ) ، ثمَّ (سَعْدُ الذابح) ، ثمَّ (سَعْدُ بُلَعَ) ، ثمّ (سَعْدُ السعودِ) ، ثمَّ (سَعْدُ الأَخْبِيَةِ) ، ثُمَّ (مُقَدَّمُ الدَّلْوِ) . فهذه منازلْ كلِّ الحميمِ (89) . والدَّلْوُ: منزلانِ يقال لهما: مُقَدَّمُ الدَّلْوِ ومُؤَخَّرُ الدَّلْوِ، ويُقالُ لهما: (الفَرْغان) . والفَرْغان: أربعةُ كواكب، اثنانِ اثنانِ، كأَنَّهُما الفَرْقَدانِ، بينَ الفَرْغ الأَوّلِ وبينَ الفَرغِ الآخِرِ ثلاثَ عشرةَ ليلةً. فهذه النجومُ التي أكثرُها يقولون لها (90) الأنواء، وإنّما يكونُ نَوْءاً حين يكونُ النجمُ ساقطاً في الأُفُقِ من المغربِ من طلوعِ الفَجْرِ، فبَيْنَ سقوطِ كلِّ نجمِ ثلاثَ عشرةَ ليلةً وثُلْثٌ. فهذا قولُ بَعْضِهِم. وهذه حكايةٌ أخرى عن القشيريين (91) ، قالوا: أوَّلُ المطرِ (الوسميُّ) ، وأنواؤهُ: العرقوتان المؤخّرتان من الدَّلْوِ، ثُمَّ الشرطُ ثم الثُّرَيّا، وبينَ كلِّ نجمٍ نَحْوٌ مِن خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً، ثُمَّ (الشّتويُّ) بعد الوسميّ، وأنواؤه: الجوزاءُ، ثمّ الذراعان ونَثْرتهُما، ثم الجَبْهَةُ، وهي آخرُ الشتويّ وأَوَّلُ الدَّفَئِيِّ. ثُمَّ (الدَّفَئِيٌّ) ، وأنواؤُهُ: آخرُ الجَبْهَةِ والعَوَّاءُ ثمَّ الصَّرْفَةُ، وهي فَصْلٌ بين الدَّفَئِيّ والصيفِ، ثُمَّ (الصَّيْفُ) ، وأنواؤه: السِّماكان: الأَوَّلُ الأَعْزَلُ، والآخرُ الرقيبُ، وما يبنَ السِّماكَيْنِ صَيْفٌ، وهو نحوٌ من أربعين (6 أ) ليلةً. ثمّ (الحميمُ) : وهو نحوٌ من عشرين ليلةً إلى خَمْسَ عشرةَ عند طلوعِ الدَّبَرانِ، وهو بينَ الصيف والخريف، وليسَ [له] (92) نَوْءٌ.   (89) هنا انتهى ما نشر من الأزمنة والأمكنة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق. (90) في الأصل: بها (91) نقلها المرزوقي في الأزمنة والأمكنة 1 / 198 عن قطرب. (92) زيادة من الأزمنة والأمكنة 1 / 199. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 ثمّ (الخريفُ) ، وأنواؤه: النّسْران، ثمّ الأَخضرُ، ثمّ عرقوتا الدَّلْوِ الأوليان. ولكلِّ مطرٍ من الوَسْمِيِّ إلى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ. وإنّما هذِهِ الأَنواءُ في غيبوبةِ هذِهِ النجومِ. فأَوَّلُ القَيْظِ طلوعُ الثُّرَيّا وآخِرُهُ طلوعُ سُهَيْلٍ. وأَوَّلُ الصَّفريَّةِ طلوعُ سُهَيلٍ وأخِرُهُ طلوعُ السِّماكِ. وأوَّلُ الصَّفرِيّةِ أربعون ليلةً، يختلِفُ حرُّها وبَرْدُها تُسَمَّى المُعْتَدِلات. وأمَّا المُعْتَدِلاتُ (93) ، بالذّالِ: فالشَّدِيداتُ الحَرّ. ثمّ أَوَّلُ الشتاءِ طلوعُ السماك وآخِرُهُ طلوعُ الجَبْهَةِ. وأَوَّلُ الدَّفَئِيّ وقوعُ الجبهةِ وآخِرُهُ الصَّرْفَةُ. وأَوَّلُ الصيفِ السِّماكُ الأَعْزَلُ، وهو الأَوَّلُ. وآخِرُ الصيفِ السِّماكُ الآخرُ الذي يُقالُ له: الرَّقيبُ، وفيها أربعون ليلةً أو نحو ذلك. وكانتِ العَرَبُ تجعلُ للصيفِ نجوماً وللشتاءِ نجوماً: فأَوَّلُ نجومِ الصيفِ الثُّرَيّا، وهو النَّجْمُ. فقالتِ العربُ في ذلك: إذا طَلَعَ النَّجْمُ فالصيفُ في حَدَمٍ والعُشْبُ في حَطَمٍ (94) . وقالَ بعضُهُم: إذا طَلَعَ النجمُ جعلتِ الهواجِزُ تحتدِمُ لشِدَّةِ الحرِّ (95) . ثم يطلعُ الدَّبَرانُ. فإذا طلعَ الدَّبَران حميتِ الحِزَّان واستعرتِ الذِّبَّان (96) . وقالَ بعضُهُم: إذا طلعَ الدَّبَران تَوَقَّدَتِ الحِزَّانُ (97) . وهي ظواهِرُ صُلْبَةٌ من الأرضِ ولَيْسَتْ بجبالٍ. ثم تطلُعُ (98) الجوزاءُ. فإذا طَلَعَتِ الجَوْزاءُ حَمِيَتِ المَعْزاء، واكتَنَسَتِ الظِّباءُ، وأَوْفَى في عودِهِ الحرباءُ (99) . وقالوا أيضاً: إذا طلعتِ الجوزاءُ انتصبَ العودُ في الحرباء (100) . يعني: ينتصبُ الحرباءُ   (93) اللسان والتاج (عذل) . (94) المخصص 9 / 15. (95) الأزمنة والأمكنة 2 / 180. (96، 97) الأنواء 39، الأزمنة والأنواء 164. وفي الأصل: حميت. (98) في الأصل: يطلع. (99، 100) الأزمنة والأمكنة 2 / 181، المخصص 9 / 15. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 في العودِ، كقولِ اللهِ عزَّ وجَلَّ: {خُلِقَ الإنسانُ من عَجَلٍ} (101) أي: خُلِقَ العَجَلُ من الإنسانِ. و {ما إنّ مفاتِحَهُ لتنوء بالعُصْبَةِ} (102) . ومِثْلُ ذلكَ قولُ الراجزِ (103) : (يشقى بأُمّ الرأسِ والمُطَوَّقِ ... ) (ضَرْبَ هَدالِ الأَيْكَةِ المُسَوِّقِ ... ) (6 ب) أي: تشقى به أُمُّ الرَّأسِ. ومثلُ ذلكَ قولُ الآخرِ (104) : (وتُركَبُ خَيْلٌ لا هوادةَ بينها ... فتشقَى الرماحُ بالضياطرةِ الحُمْرِ) يُريدُ: وتشقى الضياطرةُ بالرماحِ. وأَظُنُّ ذلكَ مَحْكيًّا عن أبي عَمْرو بنِ العلاءِ. ثُمَّ تطلعُ الشِّعْرى. فإذا طلعَتِ الشِّعْرى جَعَلَ صاحبُ أَرْخُلٍ يَرَى (105) . يعني الرَّخِلَ. قالَ قُطْرُبٌ: لا أدري من سِمَنٍ أو هُزالٍ. ثُمَّ تطلعُ العُذْرَةُ. فإذا طَلَعَتِ العُذْرَةُ فَعُكَّةٌ نُكْرَةٌ (106) . أي جَوٌّ مُنْكَرٌ. وقالوا: إذا طلعتِ النَّثْرَةُ شَقَّحَتِ البُسْتَرَةُ (107) . وإذا طَلَعَتِ الجَبْهَةُ تَزَيَّنَتِ النَّخْلَةُ (108) . ثم يطلع سُهَيْلٌ بعد العُذْرَةِ. فإذا طَلَعَ سُهَيْل بَرَدَ الليل وللفَصِيل الوَيْل وحذى النَّيْل وامتنعَ القَيْل (109) . يعني القائِلة.   (101) الأنبياء 37. (102) القصص 76. (103) العجاج، ديوانه 1 / 181 - 182. وفي الأصل: المشوق. بالشين. (104) خداش بن زهير، شعر العامريين 36. (105) الأنواء 52، الأزمنة والأمكنة 2 / 181، المخصص 9 / 15، الأزمنة والأنواء 170. والراوية فيها جمعيا: صاحب النخل يرى. (106) الأزمنة والأمكنة 2 / 182، المخصص 9 / 15 وفيهما: فعكة بكرة، بالياء. (107) الأزمنة والأمكنة 2 / 182، المخصص 9 / 15. في الأصل: البشرة، بالشين. (108) الأزمنة والأمكنة 2 / 182. المخصص 9 / 15. (109) ينظر: الأنواء 154 - 155. الأزمنة والأمكنة 2 / 182، المخصص 9 / 15 / وفيه: وجرى النيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 وقالَ بعضُهُم: إذا طلعَ سُهَيْل طابَ الثرى وجادَ الليل وكانَ للفصيلِ الوَيْل ورُفِعَ كَيْلٌ ووُضِعَ كَيْل (110) . وأَهْلُ الباديةِ يفطمون الفصالَ عندَ طلوعِ سُهَيْل (111) . وإذا طَلَعَ السِّماكُ ذَهَبَتِ العِكاكُ (112) . وإذا طَلَعَ الإكليلُ أنسابَ كلُّ ذي حليل، ينسابُ منها فيهيج (113) . فإذا طلعتِ البَلْدَةِ زَعَلَتْ كلُّ تُلْدَة (114) . فيقول: نَشِطَتْ. والتُّلْدَة: المالُ من الإبلِ والغَنَمِ. والسِّماكُ آخِرُ نجومِ الصيفِ. وقالوا: نجومُ الشتاء العَقْرَبُ، فقالوا: إذا طلعتِ العَقْرَبُ جَمَسَ المِذْنَبُ وماتَ الجُنْدَبُ وقَرُبَ الأَشيبُ (115) . قالَ: أظنّهُ يريدُ بياضَ الثلجِ. ثُمَّ تطلعُ النعائم. فإذا طلعتِ النعائم ابيضّتِ البهائم من الصقيعِ الدائم ودَخَلَ البردُ على كلِّ سائم وأَيْقَظَ كلَّ نائم (116) . وقالَ بعضُهُم: إذا كَثُرَ النّعام كَثُرَ الغمام (117) . يريدونَ النعائِمَ. ثُمّ يطلعُ النّسْرانِ. فإذا طَلَعَ النّسْران، وهما الهرّاران، هزلتِ السمانُ واشتدَّ الزمانُ ووَحْوَحَ الوِلْدانُ (118) . ثم يطلعُ سَعْدُ الذّابح. فإذا طَلَعَ سَعْد الذّابح انجحَرَتِ الذَّوابح، الذي يذبحون، ولم يهرّ النابح من الشتاءِ (7 أ) البارِح (119) .   (110) الأزمنة والأمكنة 2 / 182. (111) الأزمنة والأمكنة 2 / 182. (112) الأنواء 65، المخصص 9 / 16، الأزمنة والأنواء 137. والعكاك: الحر. (113) في الأنواء 70 والأزمنة والأمكنة 2 / 182 المخصص 9 / 16 والأزمنة والأنواء 140: (إذا طلع الإكليل هاجت الفحول وشمرت الذيول وتخوفت السيول) . (114) المخصص 9 / 16. (115) الأنواء 72، الأزمنة والأمكنة 2 / 181. (116) ينظر: الأنواء 74، المخصص 9 / 16، الأزمنة والأمكنة 2 / 183. (117) الأزمنة والأمكنة 2 / 183. (118) الأزمنة والأمكنة 2 / 183، المخصص 9 / 16. (119) المخصص 9 / 16. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 يقول: [لم] (120) يقدروا على أنْ يذبحوا. وقالَ بَعْضُهُم: إذا طَلَعَ السَّعْدُ كَثُرَ الثَّعْدُ (121) . والثَّعْدُ: العُشْبُ. وقالَ بعضُهُم: الثَّعْدُ: الماءُ نَفْسُهُ. ثم يطلعُ سَعْدُ السُّعُود. فإذا طَلَعَ سَعْدَ السُّعُود ذابَ كلُّ مجمود، واخْضَرَّ كلُّ عود، وانتشَر كلُّ مصرود (122) . ثم يطلعُ الدَّلْوُ. فإذا طلعتِ الدَّلْوُ فهو الربيعُ والبَدْوُ، والقَيْظُ بَعْدَ الشَّتْوِ (123) . وقالَ بَعْضُهُم: إذا طَلَعَتِ الدَّلْوَ كانَ فيها كلُّ نَوْءٍ (124) . أي مَطَر. ثم يطلعُ الشرطانِ. فإذا طَلَعَ الشرطان لانَ الزمان، وباتَ الفقيرُ بكلِّ مكان (125) . وقالَ بعضُهُم: إذا طَلَعَتِ الأشراطُ نَقَصَتِ الأنباطُ (126) . الواحدُ منها نَبَطٌ، وهو ما استنبطتَ من الماءِ. يُقالُ: وَجَدْتُ نَبَطَ مائِهِ قريباً. وقالَ بَعْضُهُم: إذا طَلَعَ الغَفْرُجاءُ القَطْر (127) . وقالوا: إذا طَلَعَتِ الزُّبانى بَرَدَتِ الثنايا (128) . وهي ثَنِيَّةُ الفَمِ. وقالوا: إذا طَلَعَ القَلْب جاءَ الشتاءُ كالكَلْب (129) . وقالوا: فإذا طَلَعَ [سَعْدُ] (130) بُلَعَ تشكَّى كلُّ رُبَع (131) . يقولُ: كلُّ رَبُوعٍ يشتكي مَرْتَعَهُ.   (120) زيادة يقتضيها السياق. (121) المخصص 9 / 16. (122) الأنواء 79، المخصص 9 / 16. (123) الأزمنة والأمكنة 2 / 184، الأزمنة والأنواء 151. (124) الأزمنة والأمكنة 2 / 184. (125) الأزمنة والأمكنة 2 / 184، المخصص 9 / 179، الأزمنة والأنواء 157. (126) الأنواء 19، الأزمنة والأمكنة 2 / 185، المخصص 9 / 17. وفي الأصل: نفضت. (127) المخصص 9 / 16 وفيه: جاد القطر. وفي الأصل: إذا طلعت الغفر. (128) الأزمنة والأمكنة 2 / 183. (129) الأنواء 70، المخصص 9 / 16، الأزمنة والأنواء 141. (130) من الأزمنة والأمكنة 2 / 183 والمخصص 9 / 16. (131) الأزمنة والأمكنة 2 / 183 والمخصص 9 / 16. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 وقالوا: إذا طَلَعَتْ السمكةُ تَعَلَّقَتِ الحَسَكَةُ (132) . يقولُ: يَبِسَ شجرُ (133) الحَسَكِ فعَلِقَ بالغَنَمِ. وقالوا: إذا كانتِ الثُّريّا قِمَّ الرأسِ فَلَيْلَةُ فتىً وفأسِ. قال أبو عليّ: يقول: ليلةُ احتطابٍ. وإذا كانتِ الثُّريّا بقَبَل فَلَيْلَةُ نتاجٍ وجَمَل. وإذا كانتِ الثريّا بدَبَر فَلَيْلَةُ رِيحٍ ومَطَر (134) . وقالوا: إذا طلعتِ الشِّعْرى سَفَرا، ولم تَرَ فيها مطرا، فلا تُلْحِقْ فيها إمَّرَةً ولا إمَّرَا ولا سُقْيَباً ذَكَرَا. أمَّرَةٌ: عَنَاقٌ، وإمَّرٌ: جَدْيٌ. وقالتِ العربُ: سِطِي مَجَر ترطب هَجَر (136) . يريدون المَجَرَّةَ التي في السماء فيُرخَّمُ. وسِطِي من وَسَطَ يَسطُ: إذا صارَ وَسْطا. ويُقال: (أُرِيها السُّها وتُرِيني القمر) (137) . السُّها: بقيةٌ من النجوم. ويُقالُ: هو الكوكبُ الأَوْسَطُ من الثلاثِ من بناتِ نَعْشٍ. وقالوا في بناتِ نَعْشٍ: بنو نَعْشٍ، قال النابغةُ الجَعْدِيّ: ُ (138) (7 ب) (سَرَيْتُ بهم والديكُ يدعو صباحَهُ ... إذا ما بنو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا) وقالَ بَعْضُهُم: أَسألُها عن السُّها وتريني القَمَرَ. وقالوا: هي الزُّهَرَةُ، بالتحريكِ، قالَ الراجِزُ (139) : (قد أَمَرَتْني زَوْجَتي بالسَّمْسَرَه ... ) (وصَبَّحَتْني لطُلوعِ الزُّهَرَه ... ) ِ   (132) الأنواء 85، الأزمنة والأمكنة 2 / 184، الأزمنة والأنواء 156. (133) في الأصل: شجر. (134) ينظر: الأزمنة والأمكنة 2 / 180. وجاءت (فليلة) في المواضع الثلاثة في الأصل: (قليلة) وهو خطأ. (135) الأزمنة والأمكنة 2 / 181، المخصص 9 / 15. (136) الأنواء 123. (137) جمهرة الأمثال 1 / 124، مجمع الأمثال 1 / 291. (138) شعره: 4. وفيه: شربت بها. (139) بلا عزو في النوادر لأبي مسحل 487 والنوادر لأبي زيد 407 والتقفية 417 والاشتقاق 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وقالوا: حَضَارِ يا هذا، مِثْلُ حَذَامِ وقَطَامِ ورَقَاشِ، لكَوْكَبٍ (140) . وقالوا: هذِهِ كَوْكبَةٌ وماءة، للكوكب. وقالوا: هذا كَوكَبٌ دِرِّيٌّ، على فِعْليٍّ، غير مهموز، ودُرِّيٌّ، على فُعْلِيٍّ. يكونُ من قولهم: دَرَأَ الكوكبُ بضوئِهِ دَرْءاً ودُرءاً، أي أضاءَ. وقالوا: دَرَأْتُ له بِساطاً [إذا] (141) بَسَطْته. وقالوا: كوكبٌ درّيءٌّ، على فَعِّيل، بالهمز وفتحة الدال. وقالوا أيضاً: دُرِّيء يا هذا، بالضمِّ للدال والهمز. و (دُرِّيٌّ) (142) ، بغير هَمْزِ، منسوبٌ إلى الدُّرِّ، وهي قراءةُ العامَّةِ. ودُرِّيٌّ، بغير هَمْزٍ: الكوكبُ نفسُهُ. وقالوا في النجوم أيضاً: ناء النَّجْمُ وينوءُ نَوْءاً: إذا سَقَطَ. وقالوا: نُؤْتُ بالشيءِ أنوءُ به نَوْءاً ونُوءاً: إذا نهضتَ به. وتنوءُ بالعُصْبَةِ، من ذلك. وتقولُ: ناءَ بي حِمْلي، إذا نَهَضْتَ به مُتثاقلاً. وأنأتُ الرجلَ اناءة: أَنهَضْتهُ بِحِمْلِهِ (143) . وقالوا: أَخْوَتِ النجومُ تَخْوِيَةً، وجَخَّتْ تَجْخِيَةً، ومالَتْ مَيْلاً، وانصبَّت انصِباباً، وهَوَتْ هَوِيّاً. وكُلُّهُ واحدٌ. وخَوَتِ النجومُ تَخْوِي خَيّاً، وأَخْلَفَت اخلافاً: إذا أَمْحَلَتْ فلم يكنْ لها مطرٌ. ويُقالُ: انْقَضَّتِ النجومُ وانكَدَرَتْ. وقالَ اللهُ تعالى {وإذا النجومُ انْكَدَرَتْ} (144) . قالَ العَجَّاجُ (145) : (أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ ... )   (140) الأنواء 157. (141) من اللسان والتاج (درأ) . وينظر: المخصص 9 / 32 - 34. (142) النور 35. وينظر في قراءات هذه الآية: السبعة في القراءات 455 - 456.، حجة القراءات 499 - 500، الكشف عن وجوه القراءات السبع 2 / 137 - 138، مشكل إعراب القرآن 512، الإقناع في القراءات السبع 712. (143) ينظر: اللسان والتاج (نوأ) . (144) التكوير 2. (145) ديوانه 1 / 43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 والبُرُوجُ: النجومُ، كُلُّ بُرْجٍ يومان وثُلُثٌ، وهي للشمسِ شَهْرٌ، وهي اثنا عشرَ بُرجاً، مسير القمرِ في كلِّ بُرْجٍ يومان وثُلُثٌ. والبُرْج أيضاً: القَصْرُ (146) المستطيلُ. وهذا ما يُذْكَرُ من الليلِ والنهارِ وساعاتِهِما فالليلُ، يُقالُ: الليلةُ، لِلَيلَتكَ التي أَنْتَ فيها. والبارِحةُ: لليلةِ الماضيةِ (8 أ) قبلَها، والبارِحَةُ الأولى: للتي كانتْ قبلَ البارحةِ، وكأنَّها سُمِّيَتِ البارحةَ من برحَتْ أي مَضَتْ وذهبتْ. وأَمَّا القابِلةُ فلِما استقبلَ بعد ليلتِكَ التي أنتَ فيها، وكأنَّها مأخوذةٌ من الاستقبالِ. ويُقالُ: قَبَلَتِ الوادي تَقْبُلُهُ قُبولاً، يعني إبِلاً وغَنَماً إذا استقبلَتْهُ من ذلك. فكأنَّهُ من ذلك. ويُقالُ: آتِيكَ القابِلَةَ المُقْبِلَةَ. وليس في الليالي من تسميةِ ما في الأيّام إلاّ ما ذَكَرْنا. فإذا جمعتَ البارِحَةَ قُلتَ: البوارِح. وفي البارحة الأُولى: البوارِحُ الأَوَّلُ. وفي القابلةِ: القوابِل (147) . وهذا ما يُذْكَرُ منِ تَسْمِيَةِ الأَيّامِ فاليومُ ليومِكَ الذي أنتَ فيه. وأمسِ: اليوم الذي أَمْضَيْتَ. وقالوا في (أَمْسِ) : رأيتُهُ أمسِ يا هذا، بالكسر بغيرِ تنوين. وقالوا: رأيتُهُ أمسٍ، فكَسَرَ ونوَّنَ. كما قالوا: قالَ الغرابُ غاقِ يا هذا، وغاقٍ يا هذا، بالتنوين، فحكى صوتَه. ُ (148) . وبنو تميمٍ ترفعُ (أمسِ) في موضعِ الرفعِ، فيقولون: (ذَهَبَ أَمْسُ بما فِيه) (149) . فلا يصرفونَهُ لِما دَخَلَهُ من التغييرِ (150) . وقال الراجِزُ (151) :   (146) في الأصل: العصر. وهو تحريف. (147) ينظر: اللسان والتاج (برج، قبل) . (148) نقل المرزوقي قول قطرب في الأزمنة والأمكنة 1 / 242. (149) الكتاب 2 / 43، شرح الكافية الشافية 1481. (150) ينظر في (أمس) : الكتاب 2 / 43، شرح جمل الزجاجي 2 / 400، شرح الكافية الشافية 1481، المساعد على تسهيل الفوائد 2 / 519، همع الهوامع 3 / 187. (151) من شواهد سيبويه في الكتاب 2 / 44 وهما في المصادر التي سلفت. ونسب إلى العجاج (ديوانه 2 / 296) . وينظر: معجم شواهد العربية 485. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 (لقد رأيتُ عَجَباً مُذْ أَمْسَا ... ) (عجائزاً مثلَ الأفاعي خَمْسَا ... ) فكأنَّهُ تَرَكَ صرفَهُ في لُغَةِ مَنْ جَرَّ بمُذْ. وقالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ (152) : (أَتَعْرِفُ أمسِ من لَمِيسَ طَلَلْ ... مِثْلَ الكتابِ الدارسِ الأَحْوَلْ) من حالَ يحولُ عليه الحَوْلُ. قالَ أبو عليٍّ: أَظنّه حكى عن الخليل (153) ِ أنَّهُم أرادوا بأمسِ، حين خفضوا: رأيته بالأمسِ، حينَ حذفوا الباءَ والألفَ واللامَ، كما قالوا: خَيْرٍ عافاكَ اللهُ، يريدون: بخيرٍ. وكما قالوا: لاهِ أًبوكَ، يريدون: للهِ أبوكَ. وقال ذو الإصبَعِ (154) : (لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفضَلْتَ في حَسَبٍ ... دوني ولا أنْتَ دَيَّاني فتخزوني) أي تقهرني، فحذفَ لامَ الإضافةِ ولام المعرفةِ. وهذا تَقْوِيَةٌ لمذهب الخليلِ. ومثلُهُ قولُ الآخرِ (155) : (طالَ الثواءُ وليسَ حينَ تقاطُعٍ ... لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تَعْدُوه) (8 ب) فإذا أَدْخَلْتَ الألفَ واللام في (أمْس) فبعضُ العَرَبِ ينصبُهُ [ويقولُ] (156) : رأيتُهُ الأَمْسَ. وبَعْضُهُم يخفضُهُ كحالِهِ قبلَ اللامِ، فيقولُ: رأيتُهُ الأَمْسِ يا هذا، فيما زَعَمَ يُونسُ. وقالَ الراجِزُ (157) : (غُضْفٌ طواها الأَمْسَ كَلاَّبِيُّ ... ) فنَصَبَ. وقالَ نُصَيْبٌ (158) : (وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَهُ ... ببابِكَ حتى كادتِ الشَّمْسُ تغربْ)   (152) ديوانه 157. (153) ينظر: الكتاب 1 / 294. والخليل بن أحمد الفراهيدي، توفي سنة 170 هـ. (أخبار النحويين البصريين 30، طبقات النحويين واللغويين 47) . (154) ديوانه 89. (155) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 1 / 244 وفيه: لعدو. وعجز البيت في اللسان (أله) وفيه: والنوى يعدو. (156) من الأزمنة والأمكنة 1 / 244 نقلا عن قطرب. (157) العجاج، ديوانه 1 / 518. (158) شعره: 62. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 فإذا جمعتَ (أَمْسِ) في القياسِ قُلتَ: مَضَتْ ثلاثةُ آماسٍ، لأنَّهُ من الفِعْلِ (فَعْل) مثل فَرْخٍ وأفراخٍ وفَلْسٍ وأَفلاسٍ. وقالَ الراجزُ (159) : (مَرَّتْ بنا أَوَّل من أُمُوسٍ ... ) (تميسُ فينا مِشْيَةَ العروسِ ... ) فَجَمَعَهُ على فُعُولٍ مِثْلُ فُروخٍ وفُلوسٍ. وقال بعضُ الأعرابِ (160) أيضاً: (مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أَمْسَيْنَه ... ) (تَجُرُّ في مَحْفِلِها الرجْلَيْنَه ... ) فثنّى أَمْسٍ. وأَمْسٍ أيضاً إذا أضَفْتَهُ يجُرُّهُ بَعْضُهُم كحالِهِ قَبْلَ أنْ تضيفَ، كما كانَ ذلكَ في الألفِ واللامِ. فأمَّا أَمْسِ فإذا جَعَلْتَهُ نكرةً فلا جَرَّ فيه، ويجري فيه الإعرابُ. (161) وأَمَّا (غَدٌ) (162) فليومكَ الذي يُسْتَقْبَلُ. وبَعْدَ غَدٍ لليومِ الذي بَعْدَهُ. والذي يليه اليومُ الثالثُ. وقالوا في غَدٍ في مَثَلٍ لهم: (غَدْواً انضاجُها وطيبُ لَحْمِها) . يريدُ: غَداً، فَأَظْهَرَ الأصلَ. وقالَ لبِيدٌ (163) : (وما الناسُ إلاّ كالديارِ وأَهْلُها ... بها يومَ حَلوُّها وغَدْواً بلاقِعُ) فأظْهَرَ الواوَ وهي الأصلُ لأَنَّها من غَدَوْتُ. وأَمَّا جَمْعُ غَدٍ فلم نَسْمَعْهُ مجموعاً، والقياسُ فيه: ثلاثةُ أَغْدٍ، مثلُ يَدٍ وأَيْدٍ وجِرْوٍ وأَجْرٍ، لأنَّهُم قالوا: آتيكَ غَدْواً، فصَيَّروهُ على فَعْلٍ.   (159) بلا عزو في اللسان (أمس) وشذور الذهب 100 وهمع الهوامع 3 / 191 وفيه: ميسة، بالسين المهملة. (160) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 1 / 245 وفيه: أمسية الرجلية. (161) نقل المرزوقي أقوال قطرب وشواهده في الأزمنة والأمكنة 1 / 244 - 245. (162) ينظر: اللسان والتاج (غدا) . (163) ديوانه 169. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 وأَمَّا أسماءُ الأَيّام فالسَّبْتُ والأَحَدُ والاثنان والثلاثاءُ والأَرْبعَاء، والأَرْبِعاءُ (164) بالكَسْرِ، والخميسُ والجُمْعَةُ (165) . فإذا جَمَعْتَ السَّبْتَ قلتَ لأدنى العدد إلى العَشرَةِ: ثلاثةُ أَسْبُتٍ، على أَفْعُلٍ. وإذا جاوزتَ العشرةَ قلتَ: سُبوتٌ (9 أ) وسِباتٌ كثيرةٌ (166) ، على فُعُولٍ وعلى فِعالٍ، هذا الأكثرُ، والقياسُ مِثْلُ فَرْخٍ وأَفْرُخٍ [وفِراخٍ] (167) وفُروخ، وكَعبٍ وأَكْعُبٍ وكِعابٍ وكُعُوبٍ. قالَ قُطْرُبٌ: هذا ليسَ بمسموعٍ من العربِ، ولكنَّهُ قياسٌ. فإذا جمعتَ الأحد فالجمعْ الأَقَلُّ ثلاثة وأربعة آحادٍ، على أَفْعلٍ في القياس. وإذا أردتَ الجمعَ الأكثر فعلى فُعُولٍ وفِعالٍ في القياسٍ، تقولُ: مَضَت أُحُودٌ كثيرةٌ وإحادٌ، مِثْلُ جَمَلٍ وأَجْمالٍ وجِمالٍ، للكثيرِ، وجَبَل وأَجْبال وجِبال، وأسَد وآساد، وقالوا: أُسُودٌ، على فُعُولٍ، كما قالوا: ذَكَرٌ وذُكورٌ. ففِعالٌ وفُعُولٌ الأكثرُ، وقد يجيءُ على غير ذلك، وليسَ هذا موضع ذِكْرِهِ. وأَمَّا الاثنان فإِنَّهُما مُثَنَّيان، مِثْلُ رَجُلَيْنِ وغُلامَيْنِ، لا يُثَنَّيان ولا يُجمعان. فإذا أردتَ تثنيتهما ثَنَّيْت اليومَ فأَتَيْتَ على المعنى فقُلْتَ: هذان يوما الاثنينِ، ومضى يوما الاثنينِ، لا يجوزُ: مضى الاثنان، فتُدْخِل الإعرابَ مرَّتَيْنِ، وقد حُكِيَتْ لنا. وإذا جَمَعْتَ أيضاً قُلْتَ: مَضَيْتُ أيامَ الاثنينِ. إلاَّ أنَّهم قد قالوا: اليومُ الثُّنَى، فلا بأسَ أنْ يُجْمَعَ على هذا فتقول: مَضَتْ أَثْناءٌ كثيرةٌ. وحُكِيَ عن بَعْضِ بني أَسَدٍ أَنَّهُ قالَ (168) : مَضَتْ أَثانٍ كثيرةٌ، كأنَّهُ جَمْعُ أثناء، مثلُ قولٍ وأقوال وأَقاويل، واسم وأسماء وأسامي، فلا بأسَ بذلك. وقد حُكِيَتْ لنا: مَضَتْ أثانين، ولا وَجْهَ لها أنْ تُدْخِلَ النونَ فيها آخِرةً، لأنَّ اثنين من ثَنَّيْتُ الشيءَ، فالنون مُقَدَّمةٌ قبلَ الياءِ، وهي عَيْنُ الفِعْلِ.   (164) وتأتي أيضاً بضم الباء. ينظر: الدرر المبثثة 69. (165) نقل المرزوقي في قول قطرب في الأزمنة والأمكنة 1 / 268. وينظر في أسماء الأيام: الأيام والليالي والشهور 3، صبح الأعشى 2 / 361. (166) في الأصل: كثير. (167) زيادة يقتضيها السياق. (168) الأزمنة والأمكنة 1 / 272. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 وأَمَّا جَمْعُ الثلاثاء والأَرْبعاء فثلاثاوات (169) وأَرْبعاواتٌ، بالألفِ والتاء، لأنّ فيهما علمَ التأنيث. وهي الهمزةُ، بعدَ الألفِ، كألفِ حمراءَ وصفراءَ. وزَعَمَ يونسُ (170) أنَّهُ يُقالُ: مَضَتْ ثلاثُ ثلاثاواتٍ وأربعُ أَرْبعاواتٍ، على تأنيث اللفظ. وتقولُ أيضاً: ثلاثةُ ثَلاثاواتٍ وأربعةُ أَرْبَعاوات، على معنى التذكير، لأَنَّهُ اليومُ، واليومُ مُذَكَّرٌ. وأَمَّا الخميسُ فإذا جَمَعْتَهُ لأَقَلّ العَدَدِ كانَ على أَفْعِلَةٍ، [تقولُ] (171) : ثلاثةُ أَخْمِسَةٍ. كما قالوا: جَرِيبٌ وأَجْرِبَةٌ، وكثِيبٌ وأَكْثِبَةٌ، ورَغِيفٌ وأَرْغِفَةٌ. ويكونُ في القياسِ على (فُعْلان) (9 ب) للكثير [نحو] (172) خُمْسان، كما قالوا: كَثِيبٌ وكُثبان، للكثير، ورَغِيفٌ ورُغْفان [وجَرِيبٌ] (173) وجُرْبان. وقالَ يونسُ (174) : أَخْمِسَةٌ في الأَيامِ، وأَخْمِساءُ في الخُمْسِ، تقولُ إذا أَخَذَ الخُمْسَ: قد أَخَذَ أَخمِساءَ مالِهِ. وأمَّا الجُمُعَةُ فإذا جمعتها لأَدْنى العَدَدِ كانتْ بالتاءِ قلتَ: ثلاثُ جُمُعاتٍ فأَتْبَعْتَ الضمةَ الضمة، مِثلُ ظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ. وإنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ فقُلْت: جُمْعاتٌ وظُلْماتٌ فيمَنْ أَسْكَنَ (عَضُد وعُنُق) : عَضْد وعُنْق. وإنْ شِئْتَ فَتَحْتَ فقُلتَ: ثلاثُ جُمَعاتٍ وظُلَماتٍ، وقال النابغةُ (175) : (ومقعدُ أَيْسارٍ على رَكَبَاتِهِمْ ... ومَرْبَطُ أفراسٍ ونادٍ ومَلْعَبُ) وإنْ شِئتَ قُلتَ: ثلاثُ جُمَعٍ، كما تقولُ: [ثلاثُ] (176) ظُلَمٍ، وثلاثُ بُرَمٍ. وإنْ شئتَ على ذلك الكثير.   (169) في الأصل: فثلاوات. وهو خطأ. (170) الأزمنة والأمكنة 1 / 272. وفي الأصل: أنه يقول. (171) من الأزمنة والأمكنة 1 / 272. (172) من الأزمنة والأمكنة 1 / 273. (173) يقتضيها السياق. (174) الأزمنة والأمكنة 1 / 273. (175) ديوانه 74. (176) من الأزمنة والأمكنة 1 / 273. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 وإمَّا الأسماءُ الأُخَرُ (177) فالسَّبْتُ: شِيارُ، وقالوا: أَوَّلُ أيضاً. وقالوا في الأحد أيضاً: أَوَّلُ. والاثنانِ: أَهْوَنُ وأَهْوَدُ (178) ، وقالوا: هذا يومُ الثُنَى أيضاً. والثلاثاءُ: جُبَارٌ، وقالَ بَعضُهُم: دَبَارٌ ودُبارٌ. والأربعاءُ: دُبارٌ وجُبارٌ. والخميسُ: مُؤنِسٌ. والجُمُعَةُ: عَرُوبَةُ، بالألف واللامِ، وحَرْبةٌ أيضاً، كلُّها من أسماءِ الجُمُعَةِ. قال القطاميُّ (179) : (نَفْسِي الفِداءُ لأقوامٍ هم خَلَطوا ... يومَ العَروبةِ أَوْراداً بأَوْرادِ) فأدخلَ الألفَ واللامَ. قالَ ابنُ مُقْبلٍ (180) : (وإذا رأى الروّادَ ظَلَّ [بأَسْقُفٍ] ... يوماً كيومِ عَرُوبَةَ المُتَطاوِلِ) يريدُ يومَ جُمُعةٍ، فطرحَ الألفَ واللامَ. وإذا جمعتَ هذه الأيامَ قُلتَ في شِيارٍ، على القياسِ: ثلاثةُ شُيُرٍ، لِمكانِ الياءٍ، فكانت أَشْيِرَةً مثلُ أَفْرِشَةٍ وأَحْمِرَةٍ، وهي القياسُ (أَفْعِلَةٌ) . فيكونُ على شُيُرٍ، كقولهم: دجاجةٌ بَيُوضٌ وبُيُضٌ، وكَلْبٌ صَيُودٌ وصُيُدٌ. وقالوا أيضاً من الواو خِوانٌ وخُوْنٌ، وسِوارٌ وسُوْرٌ، وقالَ الراعي (181) : (وفي الخِيامِ إذا أَلْقَتْ مراسِيَها ... حورُ العيونِ لإخوان الصِّبا صُيُدُ) فَحَرَّكَ. وقال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ (182) : (10 أ) (عن مُبْرِقاتٍ بالبُرَينَ وتبدو ... بالأَكُفِّ اللامِعاتِ سُورْ) فحَرَّكَ. وأمَّا جَمعُ أَوَّل فالأوائِلُ، للقليلِ والكثيرِ، لأنّ هذا البناءَ لهما جميعاً. وكذلكَ أَهْوَنُ: الأهاوِنْ، و [أَوْهَدُ] (183) : الأواهِدُ.   (177) ينظر في أسماء الأيام في الجاهلية: الأيام والليالي والشهور 6، الزاهر 2 / 369، أدب الخواص 102، الأزمنة والأمكنة 1 / 269، منثور الفوائد 84. (178) وأوهد أيضاً. (179) ديوانه 88. وفيه: نفسي فداء بني أم (180) ديوانه 221. وفيه: الوارد. وما بين القوسين من الديوان. (181) ديوانه 55 (فايبرت) . (182) ديوانه 127. (183) يقتضيها السياق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 وأَمَّا جُبَارٌ ودُبارٌ فتقولُ فيهما (184) على القياس لأدنى العدد: مَضَت ثلاثةُ أجْبرةٍ وأَدْبِرةٍ، كما قالوا: غُرابٌ وأَغْربةٌ، وفؤادٌ وأَفئِدةٌ. وتقولُ في كثيرِ العددِ على القياسِ. ولم يُسْمَعْ: مَضَتْ جِبران ودِبْران. كما قالوا: غُرابٌ وغِرْبانٌ، وغُلامٌ وغِلْمانٌ، [وقُرادٌ] (185) وقِردانٌ. وأَمَّا مُؤْنِسٌ فإذا كانَ مهموزاً من أنسَ يؤنسُ، فجمعُهُ في كثيرِهِ وقليلِهِ: ثلاثةُ مآنس، مثلُ الأوائلِ. وكذلك عَرُوبة، جَمْعُها في قليلِها وكثيرِها: مَضَتِ العَرَائِبُ، عرائِبْ كثيرةٌ، مِثْلُ حَلُوبةٍ وحَلائِبَ، وأكولةٍ وأَكائِلَ. وأَمَّا حَرْبَةُ فتكونُ في أدْنَى العددِ بالتاءٍ: ثلاثُ حَرَباتٍ، إلى العَشْرِ. وعلى فِعالٍ للجمعِ الكثيرِ في القياس: حِرابٌ كثيرةٌ، كما قالوا: ثلاثُ صَحَفاتٍ وصِحافٍ، وجَفَناتٍ وجِفانٍ. وبَعْضُ العَرَبِ يُسَكِّنُ هذه الراءَ في الجمعِ فيقولُ: ثلاثُ حَرْباتٍ، وثلاثُ تَمْراتٍ وضَرْباتٍ. والأكثرُ التحريكُ. قالَ ذو الرّمةِ (186) : (أَبَتْ ذِكَرٌ عَوَّدْنَ أحشاءَ قَلْبِهِ ... خُفُوقاً ورَفْضاتُ الهوى في المفاصِلِ) وليسَ مِن هذا الجَمْعِ شيءٌ مُذَكَّراً كانَ أو مؤنثاً من غير الآدمِييِّن يمنعُ من الجمعِ بالتاءِ أنْ تقولَ: مَضَتْ ثلاثةُ شياراتٍ وثلاثةُ أَهْوِناتٍ مع قِلَّتِهِ، كقول الناس: حَمَّامٌ وحَمَّاماتٌ، ومُصَلَّى ومُصَليَّاتٌ. وقالَ أبو النَّجْمِ (187) : (لَقَدْ نَزَلْنا خَيْرَ مَنْزِلاتِ ... ) (بَيْنَ الحُمَيْراتِ المُبارَكاتِ ... ) ثُمَّ الشهورُ (188) فالمُحَرَّمُ سُمِّيَ المُحَرَّمُ لأنَّهُ (189) حُرِّمَ فيه القِتالُ. وصَفَر: كانوا يخرجون [فيه] (190) إلى بلادٍ يُقالُ لها: الصَّفَرِيَّة، يمتارونَ منها.   (184) في الأصل. فله. (185) يقتضيها السياق. (186) ديوانه 1337. وفي الأصل: رقصات. ورفضات جمع رفضة، وهو الكسر والحطم. (187) ديوانه 71. (188) ينظر: الأيام والليالي والشهور 9، الزاهر 2 / 367 - 368، الأزمنة والأمكنة 1 / 276. (189) في الأصل: بأنه. (190) من الأيام والليالي والشهور 9. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وربيعٌ الأَوَّلُ والآخِرُ لارْتِباعِ القومِ والمقام. والرّباعي: العِيَراتُ والعِيْراتُ معها القومُ يمتارونَ عليها التمرَ، وذلك في أَوَّلِ الربيعِ. وجُمادى الأُولى وجُمادى الآخِرة: لجمودِ الماءِ فيهما. وكانا يُسَمَّيانِ: شِيبانَ ومِلْحانَ. ورَجَبٌ لضَرْبٍ من الفَزَعِ. (10 ب) يُقالُ: رَجِبَ الرجلُ يرجبُ: إذا فَزِعَ. ورَجبتُ الرجلَ رَجباً: هِبْتُهُ. ويُقالُ: عِذْقٌ مُرَجَّبٌ [أي] مَعْمودٌ. وقالَ الراجِزُ (191) : (إذا العجوزُ استَنْخَبَتْ فانْخبْها ... ) (ولا تَهَيَّبْها ولا تَرْجَبْها ... ) ورَجَبٌ أيضاً هو الأصَمُّ ويُسَمَّى مُنْصِلَ الأَسِنَّةِ، لأنَّهُ كانتْ تُنزَعُ فيه الأَسِنَّةُ للأمْنِ والكَفِّ عن القتالِ. وقالَ قومٌ: إنَّما سُمِّيَ الأَصَمَّ لأَنَّ السلاحَ يُغْمَدُ فيه فلا يُسْمَعُ وَقْع الحديدِ بَعْضِهِ على بَعْضٍ. وأمَّا شَعْبان فَلِتَشَعُّبِ القبائلِ واعتزالِ (192) بَعْضِهم بَعْضاً. ورَمَضان لِشدَّةِ الرمضِ فيه والحَرِّ يكونُ فَعلان من ذلك. وأمَّا شَوَّالٌ فلِشَوَلانِ الإِبلِ [فيه] (193) بأَذْنابِها، لأَنَّها تَشُولُ بها عندَ اللِّقاحِ. ويُقالُ لها عند ذلك: الشُوَّلُ، إذا لَقِحَتْ، فهي شائِلٌ. وقالوا في الجميعِ: نُوقٌ شُولان. وذو القَعْدَةِ لقعودِهم فيه لا يبرحون. وذو الحِجَّةِ لحجِّهِم فيه. وكانوا يحجُّونَ ويُلبُّونَ في حجِّهم في الجاهليةِ.   (191) بلا عزو في الزاهر 2 / 367 واللسان (رجب) . (192) من الأزمنة والأمكنة 1 / 279. وفي الأصل: والاعتزال. (193) من الأيام والليالي والشهور 14 والزاهر 2 / 368. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 تَلْبِياتُ العَرَب ِ (194) تلبيةُ مَنْ لبَّى مِن مُضَر: نبدأ بتلبيةِ النبيِّ: حَدَّثَنا بعضُ أهلِ العلمِ يرفعُهُ إلى ابنِ إسحاق (195) قالَ: كانتْ تلبيةُ النبيّ (196) ،: لَبَّيك اللهُمَّ لَبَّيْكَ. لَبَّيْكَ لا شريكَ لك [لَبَّيْكِ] . أنَّ الحَمْدَ [والنِّعْمَةَ] لكَ والملكَ لا شَرِيكَ لكَ. هذه تلبيةُ التوحيد. لبَّيْكَ: من ألبّ بالمكان، وسَعْدَيْك: من السَّعْدِ (197) . وقال ابنُ عباسٍ: كانَتْ تلبيةُ أهلِ الجاهليةِ في حَجِّهم مُخْتَلِفَةً. تَلْبِيَةُ قُرَيشٍ (198) : لبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْكَ. لبيكَ لا شريكَ لكْ. إلاَّ شريكٌ هو لَكْ. تَمْلِكُهُ وما ملكْ أبو بناتٍ في فَدَكْ. وكانتْ تَلْبِيَةُ قَيْسٍ (199) : لبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْكَ. أَنْتَ الرحمنْ. أَتَتْكَ قيسُ عيلانْ. رِجالُها والرُّكبانْ. بشَيْخِها والولدانْ. مُذْلِلَةٌ للدَّيَّانْ. وكانتْ تلبيةُ ثَقِيف. لَبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْكَ. هذه ثَقِيفٌ قد أَتَوك وخَلَّفُوا أوثانَهُم وعظَّموك. قد عَظَّموا المالَ وقد رجوك. عُزَّاهُمُ واللاتُ في يديك. دانَتْ لكَ الأصنامُ تعظيماً إليك. قد أَذْعَنَتْ بسّلْمِها إليك. فاغفِرْ لها فطالما غَفَرْت.   (194) زيادة ليست في الأصل. وينظر: نصوص التلبيات قبل الإسلام. (195) محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية، ت 151 هـ. (تذكرة الحفاظ 172، تهذيب التهذيب 9 / 38) . (196) ينظر صحيح مسلم 841، سنن ابن ماجة 974. والزيادة منهما. (197) ينظر: الفاخر 4، الزاهر 1 / 196، 200، الأتباع 54. (198) الأصنام 7، المحبر 311، رسالة الغفران 535. (199) تاريخ اليعقوبي 1 / 255. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 تَلْبِيَةُ كنانة (200) : لبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْكَ. يومَ التعريفِ يومُ الدعاء والوقوف. وذي (11 أ) صَباحِ الدماءِ مِنْ ثَجِّها والنَّزِيف. وكانَتْ تلبيةُ تَميمٍ (201) : (تاللهِ لولا أَنَّ بَكْراً دُونَك ... ما زالَ منا عَشَجٌ يأتونَك) (بنو عَقَارٍ وهُمُ يلونَك ... يبرُّكَ الناسُ ويَفْجِرُونَك) ويُحكى عن تميمٍ في تَلْبِيَتِها (202) : (لَبَّيْكَ ما نهارُنا نَجُرُّه ... أدلاجُهُ وحرُّه وقرُّه) (لا نتقي شيئاً ولا نضرُّه ... حَجًّا إليكَ مستقيماً برُّه) وكانَتْ تلبيةُ بني أَسَدٍ (203) : لبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْكَ. رَبَّنا أَقْبَلَتْ بنو أسدْ. (أهلُ الوفاءِ والنوالِ والجَلَدْ ... فينا النَّدَى والذرّى والعَدَدْ) (والمالُ والبنون فينا والوَلَدْ ... الواحدُ القَهَّارُ والربُّ الصَمَدْ) (لا نَعْبدُ الأَصنامَ حتى تجتهد لربِّها ونَعْتَبِدْ ... لَحجّه لها الدِّما وحَجّها حتى تَرِدْ) وكانتْ تلبيةُ هُذَيْلٍ (204) : لبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ. لبَّيْكَ عن هُذَيْل. [قد] أَدْلَجَتْ بليل. تعدو بها ركائبُ إبلٍ وخَيْل. خَلَّفَتْ أَوْثانَها في عرض الجُبَيْل. وخَلَّفوا مَنْ يحفظُ الأصنامَ والطَّفَيْل. في جَبَلٍ كأَنَّهُ في عارِضٍ مُخِيل. تهوى إلى رَبٍّ كريمٍ ماجِدٍ جَمِيل   (200) تاريخ اليعقوبي 1 / 255. (201) المحبر 313. رسالة الغفران 536. (202) المحبر 312. (203) تاريخ اليعقوبي 1 / 255. (204) تاريخ اليعقوبي 1 / 255. والزيادة منه. (205) تاريخ اليعقوبي 1 / 256. والزيادة منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ثُمَّ تَلْبِيَةُ مَنْ لَبَّى من ربيعةَ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْكَ. لبَّيْكَ [عن] ربيعة. سامعةً مُطِيعة. لرَبِّ ما يُعْبَدُ في كنيسةٍ وبيعة. ورَبّ كلِّ واصلٍ أو مُظْهرٍ قطيعة. وكانتْ تلبيةُ بَكْر بن وائل، من ربيعة: لَبَّيْكَ حَقًّا حَقّا. تعبُّداً ورِقّا. أتيناكَ للمياحة ولم نأتِ للرَّقاحة. المياحة (207) : العَطِيَّةُ. والرَّقاحةُ: التجارة. وكانَتْ تلبيةُ اليمن (208) : (عَكٌّ إليكَ عانِيه ... عِبادُكَ اليمانِيه) (كَيْما نحجُّ ثانِيَه ... على قِلاصٍ ناجِيه) (أَتَيْناكَ للنصاحة ... ولم نأتِ للرقاحة) وكانَتْ تلبيةُ جُرْهَم، وهم أَوَّلُ سكان البيتِ الحرامِ: (لَبَّيْكَ مرهوباً وقد خَرَجْنا ... واللهِ لولا أنتَ ما حَجَجْنا) (مكَّةَ والبيتَ ولا عَجَجْنا ... ولا تصدَّقْنا ولا ثَجَجْنا) (ولا تَمَطَّيْنا ولا رَجَعْنا ... ولا انتَجَعْنا في قُرىً وصحنا) (على قِلاصٍ مرهفاتٍ هُجْنا ... يقطعنَ سَهْلاً تارةً وحَزْنا) (أَشرق كَيْما ننثني في الدهنا ... لكي نحجَّ قابِلاً ونَعْنا) (نحنُ بنو قحطان حيثُ كُنّا ... ننحرُ عند المَشْعَرَيْنِ البُدْنا) وكانَتْ تلبيةُ حِمْيَر (209) : لَبَّيْكَ اللهّمَّ لَبَّيْكَ. عن الملوكِ الأَقوال. ذوي النُّهِى والأحلامْ. والواصلين (11 ب) الأَرْحامْ. لا يقربون الأثامْ تنزُّهاً وإسلامْ. ذلّوا لربِّ كرَّامْ. وتَلْبِيَةُ الأَزْدِ: (يا ربّ لولا أنتَ ما سَعَيْنا ... بينَ الصّفَا والمَرْوَتَيْنِ فَيْنا) (206) المحبر 312، رسالة الغفران 536.   (207) مكررة في الأصل. وينظر: غريب الحديث للخطابي 2 / 226. (208) الأصنام 7. وفي الأصل: عد إليك. وينظر: غريب الحديث للخطابي 2 / 228. (209) ينظر: تاريخ اليعقوبي 1 / 256. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 (ولا تصدَّقْنا ولا صَلَّيْنا ... ولا حَلَلْنا مع قُرَيْشٍ أَيْنا) (البَيْتُ بَيْتُ اللهِ ما حَيَيْنا ... واللهِ لولا اللهُ ما اهتَدَيْنا) (نحجُّ هذا البيتَ ما بَقَيْنا ... ) وكانت تلبية قُضَاعةَ: (لَبَّيْكَ تُزْجي كلَّ حرس مَلْهُودْ ... ) (ولا حبٍ مثل عجاجاتِ العودْ ... ) (نؤمُّ بيتَ المستجيب المعبودْ ... ) (أنَّ الإلَهَ لَلْحميدُ المحمودْ ... ) (نُعطي إلهَ البيتِ منا المجهودْ ... ) وكانت تلبيةُ هَمْدانَ (210) : (لبَّيْكَ مَع كلِّ قَبِيلٍ لَبُّوكْ ... هَمْدانُ أَبناءُ الملوكِ تدعوكْ) (فاسمعْ دُعاها في جميعِ الأُمْلُوكْ ... كَيْما تُؤَدِي حَجَّها ويُعطوكْ) (لعلّها تأتيكَ حَقًّا لاقوك ... قد تركوا الأوثانَ ثم انتابُوكْ) (لَسْنا كقومٍ جهلوا وعادوكْ ... ) وكانتْ تَلْبِيَةُ مَذْحج: (إليك يا ربّ الحلالِ والحَرَمْ ... ) (والحجرِ الأسودِ والشهرِ الأَصَمّْ ... ) (على قلاص كحنِيّاتِ النَّشَمْ ... ) (جِئناكَ ندعوكَ بحاءٍ ولَمَمْ ... ) (نكابِدُ العَصْرَ ولَيْلاً مُدْلهمْ ... ) (نقطعُ من بينِ جبالٍ وسَلَمْ ... ) (وهول رعدٍ وبُرُوقٍ كالضّرَمْ ... ) (والعِيسُ يحمِلْنَ حلالاً وكَرَمْ ... ) وكانتْ تلبيةُ عَكٍّ ومَذْحِج جميعاً، يخرج رجلٌ مِنْ مَذْحِج ورجلٌ مِنْ عَكٌ فيقولان (211) :   (210) رسالة الغفران 537. (211) من الأصنام 7. وفي الأصل: فتقول. ينظر في الرجز: الزاهر 2 / 112، معجم البلدان 5 / 182، التكملة والذيل والصلة 5 / 238. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 (يا مَكَّةُ الفاجِرَ مُكِّي مَكّا ... ) (ولا تَمُكِّي مَذْحِجاً وعَكّا ... ) (فيترك البيتَ الحرامَ دكّا ... ) (جِئنا إلى رَبِّكَ لا نَشُكّا ... ) يُقال: تَمَككْتُ العَظْمَ: أخذت ما فيه من المُخِّ. وكانت تلبيةُ كِنْدَة: (لبَّيْكَ ما أرسى ثبيرٌ وَحْدَه ... ) (وما أقامَ البَحْرُ فَوْقَ جُدَّه ... ) (وما سقى صَوبُ الغمامِ رَبْدَه ... ) (إنَّ التي تَدْعُوكَ حَقًّا كِنْدَه ... ) (في رَجَبٍ وقد شهدنا جُهْدَه ... ) (للهِ نرجو نَفْعَهُ ورِفْدَه ... ) وكانت تلبية بَجِيلة (212) : لبَّيْكَ اللهُمَّ لبيكَ. [لبَّيْكَ] عن بَجِيلة. ذي بارقٍ مخيلة بنيةِ الفضيلة. فنِعْمَتِ القبيلة. حتى ترى طائفةً بكعبةٍ جليلة. وكانَتْ تلبيةُ خُزاعة: (نحنُ ورثنا البيتَ بَعْدَ عادْ ... ) (ونحنُ من بَعْدِهم أوتادْ ... ) (فاغفِرْ فأنتَ غافِرٌ وَهّادْ ... ) وكانتْ تلبيةُ النَّخعِ: (لَبَّيْكَ ربّ الأرضِ والسماءِ ... ) (وخالِقَ الخَلْقِ ومُجْزِي الماءِ ... ) ((12 أ) مُعَصَّبٌ بالمجدِ والسَّناءِ ... ) (لعائشٍ فضائِل النَّعْماءِ ... ) (في العالمين وجميع بفديةِ الآباءِ والأبناءِ ... )   (212) رسالة الغفران 536. وينظر: تاريخ اليعقوبي 1 / 256. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وكانَتْ تلبيةُ الأشْعَرِيينَ (213) : (اللهُمَّ هذا واحدٌ إنْ تَمَّا ... ) (أَتَمَّهُ اللهُ وقد أَتَمَّا ... ) (إنْ [تغفرِ اللهّمَّ] تَغْفِرْ جَمَّا ... ) (وأيُّ عَبْدٍ لكَ لا أَلَمَّا ... ) وكانتْ تَلْبِيَةُ الأنصارِ (214) : (لَبَّيْكَ حَجًّا حَقَّا ... تَعَبُّداً ورِقَّا) (جئناكَ للنصاحة ... لم نأتِ للرّقاحة) هذا جميع ما سَمِعْنا من التَّلابي. ثُمَّ القولُ في جميعِ الشهور التي بَدَأْنا بذكرها قبلِ التلبيةِ: فمنها المُحَرَّمُ: فإذا جَمَعْتَهُ قُلتَ: المُحَرَّماتُ، بالتاءِ. فإنْ قُلتَ: الشهورُ المُحَرَّمةُ، بالهاء، فجائزٌ إذا جعلتَ المحرَّم صفةً، من حُرِّم فيه القتالُ، مِثْلُ المُكَرَّم [و] (215) المُمَجَّدِ. فإنْ صيَّرْتَهُ اسماً للشهرِ قُلتَ: المُحَرَّماتُ، ولم تَقُلِ المُحَرَّمَةُ، فإنّما يكونُ ذلك في الصفةِ، مثلُ بَعِيرٍ مُقْبِلٍ، وإبلٍ مُقبِلَةٍ، وحِمارٍ مُسْرِعٍ، وحُمْرٍ مُسْرِعَةٍ. إنْ قُلتَ: الأَشْهُرُ المحارمُ والمحاريمُ، على أنْ تعوضَ الياءَ من التثقيل الذي في المُحَرَّمِ إذا أَرَدْتَ الاسمَ كما يُجْمَعُ مُحَمَّدٌ فيُقال: محامِدُ ومحاميدُ. وليسَ بالسهلِ أنْ تقولَ (216) : محارِم، فتكسر الاسمَ، وأنتَ تُريدُ الفِعْلَ. كما أنّكَ لو قُلْتَ في مُكَرَّمٍ ومُمَجَّدٍ: مكارِمُ ومماجِدُ، لم يكن بسهلٍ.   (213) البيتان الأخيران في اللسان (جمم) . والزيادة منه. (214) المحبر 312. وفي غريب الحديث للخطابي 2 / 227 نسبت التلبية إلى نزار ومضر. (215) يقتضيها السياق. (216) في الأصل: يقول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 وأمَّا صَفَر فإذا جَمَعْتَهُ قُلْتَ: ثلاثةُ أَصْفارٍ، كما قُلتَ في أَحَدٍ: ثلاثةُ آحادٍ، لأَنَّهُ (فَعَلٌ) مِثْلُهُ. قالَ النابِغةُ (217) : (لَقَدْ نَهَيْتُ بني ذُبْيانَ عن أُقُرٍ ... وعَنْ تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصْفارِ) وأَمَّا ربيعٌ الأَوَّلُ ورَبيعٌ الآخِرُ، فكَما (218) قُلنا في يومِ الخميسِ: أَخْمسَةٌ، لأنَّه فَعِيلٌ، مِثْلُ: ثلاثةِ أَرْبِعَةٍ، وأَرْبَعَة أَرْبِعَةٍ، وهذه الأَرْبِعَةُ الأوائلُ والأواخِرُ. وأَمّا جُمادَى الأُولى وجُمادَى الآخِرَة (219) فإذا جَمَعْتَهُ قُلتَ: جُمادَياتٌ، فجمعتَ بالتاءِ، لأنَّ فيه ألفَ التأنيثِ، مِثْلُ حُبَارَى وسُمانَى. فإذا قُلتَ: الأولى والآخِرة فعلى تأنيث جُمادَى. فإذا جمعتَ جُمادى الأُولى قُلتَ: الجمادياتُ الأُوَلُ والأُخَرُ، لأنَّ الأَوَّلَ جمعُ الأولى (12 ب) مثلُ الصُّغْرَى والصُّغَر، والكُبرى والكُبَر، قالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {إنَّها لإحدى الكُبَرِ} (220) جمعُ الكبرى. وأمَّا رَجَبٌ فيكونُ جَمْعُهُ: ثلاثةَ أَرْجابٍ، مثلُ أَحَدٍ وآحادٍ، لأَنَّه فَعَلٌ مِثْلُهُ (221) . وأَمَّا شَعْبَانُ فثلاثةُ شَعْباناتٍ (222) . وكذلك رَمضانُ: ثلاثةُ رَمَضاناتٍ (223) . لأنَّ هذا فَعْلانُ، وقَلّما يُكَسَّرُ، كما لا يُكَسَّرُ السَّعْدانُ (224) والضَّمْرانُ (225) وعثمانُ وأكثرُ الأسماءِ. قالَ: وقد حُكِيَ لنا رَمَضَانُ وأَرْمِضَةٌ. وحُكِيَ عن عيسى بن عُمَر (226) : رماضِينُ وشعابِينُ. يُكَسَّرُ الاسمَ،   (217) ديوانه 80. (218) في الأصل: فلما. (219) من الأيام والليالي والشهور 11. وفي الأصل: الأخرى. (220) المدثر 35. (221) الأيام والليالي والشهور 12، الزاهر 2 / 367، الأزمنة والأمكنة 1 / 277. (222) وشعابين. (الأيام والليالي والشهور 13) (223) ورماضين وأرمضة وأرماض. (الأيام والليالي والشهور 13) . (224) النبات 14، معجم أسماء النباتات 72. (225) النبات 18، معجم أسماء النباتات 92. (226) من قراء أهل البصرة ونحاتها، توفي سنة 149 هـ. (مراتب النحويين 21، أخبار النحويين 25) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 والتكسيرُ في جميعِ الاسمِ أنْ تُذْهِبَ لَفْظَ الواحِدِ من ذلكَ الجمعِ، وذلكَ مثلُ رَجُلٍ ورجالٍ، وكَلْبٍ، وكِلابٍ، وغُلامٍ وغِلْمان، وغُرابٍ وغِرْبان، فقد غَيَّر لفظ الواحِدِ وأَذْهَبَهُ، لأنّ (رِجال) مُنكَسِرُ الراءِ مُنْتَصِبُ الجيمِ، ورَجُلٌ منتصبُ الراءِ مضمومُ الجيمِ. وكذلك كِلابٌ مكسورُ الكافِ مُنْتَصِبُ اللام، والواحدُ في كَلْبٍ مُنْتَصِبُ الكافِ ساكِنُ اللامِ. وكذلكَ سائرُ الكلامِ. وأَمَّا الجمعُ على حَدِّ التثنيةِ فهو أنْ لا تُغَيِّرَ لفظَ الواحدِ عمّا كانَ عليه كما تفعلُ ذلكَ بالتثنيةِ، وذلكَ قولك: مُسْلِمٌ ومُسْلِمانِ، وعالِمٌ وعالِمانِ، قلم يُغَيَّرْ لفظُ الواحدِ. وكذلك إذا قُلتَ: عُلماءُ ومسالِمٌ، فَقَدْ كَسَّرْتَ لَفْظَ الواحِدِ، وأَذْهَبْتَ لَفْظَهُ، فهذا التكسيرُ. وكانَ يُونسُ يُكَسِّرْهُ شعابِين ورَماضِين، وقد جاءَ مِثْلُهُ من التكسير، قالَ: سرحانَ وسَرَاحِين، ودُكّان ودكاكِين، وسُلطان وسَلاطِين. وحُكِيَ لنا ظِرْبان وظَرابينُ، وهي قليلةٌ، وللكثيرةِ: ظَرابيُّ، وقد ذكرناها. وأمَّا شَوَّال فإنْ شِئْتَ قُلْتَ: مَضَتْ ثلاثةُ شَوّالاتٍ، وإنْ شِئتَ كَسَّرْتَهُ للجمعِ فقُلْتَ: ثلاثةُ شَواوِيل. وقد حُكِيَتْ عن بعضِ العربِ: شَواوِلُ وشَواويلُ (227) . وأَمَّا ذو القَعْدةِ وذو الحِجَّةِ فالجمعُ فيهما: ذواتُ القَعْدَةِ وذوات الحِجَّةِ. وإنْ شِئْتَ قُلتَ: مَضَتْ ذاتُ القَعْدَةِ وذاتُ الحِجَّةِ. والجمعُ يُصَيِّرُهُ (13 أ) واحداً مؤنثاً لأَنَّهُ صفةٌ في الأصلِ، كقولِ اللهِ عزَّ وجَلَّ: {حدائقَ ذاتَ بَهْجَةٍ} (228) ، ولم يقلْ: ذوات، قالَ الشاعرُ (229) : (دَسَّتْ رسولاً بأنَّ الحَيَّ إنْ قَدَرُوا ... عليكَ يَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوْغيرِ) ولم يقلْ: ذوات، فجاء به على صُدورٍ وَغِرَةٍ. وذوات إذا قالَها تكونُ على صدورٍ وغِراتٍ، ولذلك حَسُنَ.   (227) الأيام والليالي والشهور 14، يوم وليلة 279. (228) النمل 60. (229) الفرزدق، ديوانه 262 وفيه: دست إلي بأن القوم ... يشفوا عليك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 ثُمَّ أسماءُ الشهورِ (230) المُؤْتَمِرُ: المُحَرَّمُ، وصَفَرٌ: ناجِرٌ، وربيعٌ الأَوَّلُ: خَوَّانٌ وخُوَّانٌ وخَوَان، وربيعٌ الآخِرُ: وَبْصان، وحُكِيَ لنا: بُصَانٌ أيضاً، وجُمادَى الأولى: الحَنِينُ، وحُكِيَت الحُنَيْن، وجُمادَى الآخِرة: رُبَّى والرُبَّةُ، ورَجَبٌ: الأَصَمُّ، وشَعْبان: عاذِلٌ، ورمضان: ناتِقٌ، وشَوَّالٌ: وَعِلٌ، وذو القَعْدةِ: وَرْنَة، وذو الحِجَّةِ: بُرَكٌ. ثُمَّ جَمْعُ كلِّ هذه الشهورِ على القياسِ كما جمعنا الأولى: المؤتمر: المؤتمرات. وإنْ كَسَّرْتَهُ للجمعِ، وكان مهموزاً، قُلْتَ: مَضَتْ المآمِرُ الثلاثةُ، والمآميرُ، كما قلنا في المحرَّم. وناجِرٌ إذا جمعتَهُ قُلتَ: النواجِرُ، مثلُ حائط وحوائط. وأَمَّا خَوَّانُ فخوّانات، بالتاء، إذا صيَّرْتَهُ فَعْلان، كشعبان ورمضان. وإنْ صيَّرْتَهُ فَعّالاً من قولهم خَوّان، وخُوَان: فُعَّال، من الخَوْنِ، يصير خَوّان (فَعّال) كشَوّال، وهو الوَجْهُ. فيجوز على هذا: ثلاثة خواوِين، كشوّال وشواويل. [و] وبصان إذا جمعتَهُ قلتَ: ثلاثة وبصات. ومَنْ قالَ: بُصَان لم يكن من وَبْصان، لأنّ الواو لا تجيىء زائدة في الكلمة، فيكون كلُّ واحدٍ منهما بناء على حِدَةٍ. وأمَّا خُوَان وبُصَان فهُما فُعَالٌ، فيكون (231) جَمْعُهُما على القياس: أَخْوِنة وأَبْصِنة، مثلُ غُرابٍ وأَغرِبةٍ للجمعِ الأَقَلّ، وخِينان وبَصنان للجمعِ الأكثر، مثلُ غِلْمان وغِرْبان. وأَمَّا الحَنِينُ فثلاثةُ أَحِنَّةٍ، مثلُ سريرٍ وأَسِرَّةٍ، وحَنينٍ وأَحِنَّةٍ. وإنْ قُلتَ: الحُنُنُ للجمعِ الكثير فجائزٌ في القياسِ، مثلُ سريرٍ وسُرُرٍ، وجَدِيدٍ وجُدُدٍ، وقضيبٍ وقُضُبٍ.   (230) ينظر في أسماء الشهور وجمعها: الأيام والليالي والشهور 17 - 19، الزاهر 2 / 369، الأزمنة والأمكنة 1 / 305 - 306، نهاية الأرب 1 / 157، صبح الأعشى 2 / 378 - 379. (231) في الأصل: فتكون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 وقد (13 ب) ذَكَرْنا في جمعِ فِعِيلٍ للكثيرِ من غيرِ المضاعفِ: فُعْلان، كحُرْبان وقُضْبان وكُثْبان. وأمَّا جمعُ رُبَّى والرُّبَّة فأَمَّا رُبَّى فرُبياتٌ، لأنّ فيه ألفَ التأنيث. قالَ أبو النَّجْمِ (232) : (في لَحْمِ وَحْشٍ وحُبارِياتِ ... ) وأَمَّا الرُّبَّة فالرُّبّاتُ، لأنَّ فيها هاء التأنيث. وإنْ شئتَ قلتَ: الرُّبَبُ، مثلُ قُبَّةٍ وقُبَبٍ، ودُرَّةٍ ودُرَرٍ. وأمَّا جمعُ الأَصَمِّ، إذا صَيَّرْتَهُ وصفاً، قلتَ: الصُمُّ، كما تقولُ: الحُمْرُ والصُّفْرُ. وإنْ جعلتَهُ اسماً قلتَ: مَضَت الآصامُ الثلاثةُ، كما تقولُ: الأباطِحُ والأَحامِرُ والأَشاعِثُ في جَمْعِ [الأبطح و] الأَحمرِ والأَشعثِ، إذا كانا اسمين. وأَمَّا عاذِلٌ وناتِقٌ فعواذِلُ ونواتِقُ، كما ذكرْنا في ناجِر. وأَمّا وَعِلٌ قيلَ: ثلاثةُ أوعالٍ، مثلُ فَخِذٍ وأفخاذٍ، وكَبِدٍ وأَكبادٍ. وأَمَّا وَرْنَة فثلاثُ وَرَناتٍ، فيمن قالَ: تَمَراتٍ وضَرَباتٍ، وهي الجَيِّدَةُ، وقد تُسَكَّنُ أيضاً. قالَ ذو الرُّمَّةِ (233) : (أَبَتْ ذِكَرٌ عَوَّدْنَ أحشاءَ قَلْبِهِ ... خُفُوقاً ورَفْضاتُ الهوى في المفاصِلِ) وأمَّا بُرَك فثلاثةُ بِرْكانٍ إذا جمعتَهُ في القياسِ، كما قالوا: جُرَذٌ وجِرْذان (234) ، وصُرَدٌ وصِرْدانٌ، وخُزَزٌ وخِزَّانٌ. ثُمَّ أَسماءُ السنين بعدَ الشهور (235) فالعامُ، والقابِلُ للثاني لأَنَّهُ يستقبلُكَ. وقُباقِبٌ: العامُ الثالِثُ.   (232) ديوانه 71. يقتضيها السياق. (233) ديوانه 1337 وفي الأصل: رفضات. وقد سلف البيت. (234) وجرذان بضم الميم أيضاً (اللسان: جرذ) . (235) ينظر في أسماء السنين: يوم وليلة 358، الأزمنة والأمكنة 1 / 248 وفيه قول قطرب، المخصص 9 / 43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وكان أبو عَمرو بنُ العلاءِ لا يعرِفُ مُقَبْقِباً في العامِ الرابعِ، لا يعرِفُ إلاّ هذه الثلاثةَ، العامُ والقابلُ وقُباقِبٌ. فإذا جمعتَ [العامَ] قُلتَ: ثلاثةُ أعوامٍ. وإذا جمعتَ القابِلَ قُلتَ: القوابِلُ. وإذا جمعتَ قُباقِب قُلتَ: القَباقِبُ، بفتحِ أَوَّلِهِ للجمعِ، كما تقولُ: عُذافِرٌ وعَذافِر في الجمع. وإن قلت: عذافير وقباقيب، فعوضت أيضا بالياء لذهاب ألف عذافير في الجمع لمَّا كانت ثالثةً. وعلى هذا التعويضِ تقولُ: مَضَتِ القباقِيبُ الثلاثةُ. وهذا ما يُذْكَرُ من ليلِ الأَزْمنةِ ونهارِها وساعاتِها قالوا في الليلِ (236) : خَرَجَ بَعْدَ عَشْوَةٍ من الليلِ، أي عِشاءً، وأَتانا (14 أ) بَعْدَ عشوةٍ، أي عَشِيًّا. والعِشاءُ: اختلاطُ الليلِ إلى أنْ يغيبَ الشَّفَقُ. وقالوا: فَحْمَةُ العِشاءِ: آخِرُهُ. وقالوا: المَلَثُ: بينَ العِشاءِ والعَتَمَةِ. وبَعْضُهُم يقولُ: المَلَسُ، بالسينِ (237) . وقالوا: مَلَثُ الظلامِ حيثُ تقولُ (238) : هذا الذِّئبُ أو أَخوكَ؟ والوَهْنُ بعد ذلك. والرُّوبَة (239) ، لا تُهْمَزُ: الطائِفَةُ من الليلِ. والرُّؤْبَةُ، بالهمزِ، بينَ (240) القومِ: الصُّلحُ بينَهُم، مِن قولكَ: رَأبْتُ الشَّعْبَ. والسِعواءُ بعدَ الوَهْنِ. وفي عجزِ بيتٍ (241) : (وقد مالَ سِعْواءٌ من الليلِ أَعْوَجُ ... )   (236) ينظر: تهذيب الألفاظ 242، الأزمنة والأمكنة 1 / 321، المخصص 9 / 44. (237) الإبدال 1 / 168. (238) في الأصل: يقول. وفي اللسان (ملث) : وأتيته ملث الظلام وملس الظلام وعند ملثه، أي حين اختلط الظلام، ولم يشتد السواد جداً حتى تقول: أخوك أم الذئب؟ وذلك عند صلاة المغرب وبعدها. (239) في الأصل: الربة. والصواب ما أثبتناه ينظر: اللسان والتاج (روب) . (240) في الأصل: من. (241) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 1 / 325. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 ويُقالُ (242) : الصَّرِيمُ أَوّلُ الليلِ، وقالوا أيضاً: آخِرُهُ. فجعلوه ضِدّاً، مِثْلُ: أَمر جَلَل أي هَيِّن، وأمر جَلَل: شديد (243) وقال ابنُ الرِّقاعِ (244) : (فلمّا انجلى الصَّريمٌ وأَبْصَرَتْ ... هجاناً يُسامي الليلَ أَبْيَضَ مُعْلَمَا) وقالَ ابنُ حُمَيِّر (245) : (علامَ تقولُ عاذلتي تلومُ ... تُؤَرِّقُني إذا انجابَ الصَّرِيمُ) وقد مضى بِضْعٌ من الليلِ. والعشواءُ بَعْدَ ساعةٍ من الليلِ. ومَضَتْ (246) جُهْمَةٌ من الليلِ وجَهْمَةٌ. وجَوْشٌ: ساعةٌ. وقال الأسودُ (247) : (وقَهْوَةٍ صهباءَ باكَرْتُها ... بجُهْمَةٍ والديكُ لم يَنْعَبِ) وقالوا: مَضَى هِيتاءٌ من الليلِ. وقالوا: قِطْعٌ من الليلِ. وقالوا: بقِطْعٍ من الليلِ: بسوادٍ من الليلِ، أي بغَلَسٍ. وقالوا القِطْعُ من الليلِ: الطَرْفُ. وقالَ الشاعرُ (248) : (سَرَتْ تحتَ أَقطاعٍ من الليلِ طَلَّتي ... بخِمانِ بيتي فهيَ لا شَكَّ ناشِزُ) ويُقال: مضى جَرْشٌ (249) من الليلِ، أي ساعة. وقالَ الراعي (250) : (حتى إذا ما بَرَكَتْ بجَرْشِ ... ) (أَخَذْت عُسِّي ونفعتُ نَفْسِي ... ) أَكْفَأَ فيه السِين والشِين (251) .   (242) الأضداد لقطرب 266 وفيه بيتا ابن الرقاع وابن حمير. وينظر: الأضداد لابن الأنباري 84، الأضداد لأبي الطيب 426. (243) الأضداد للأصمعي 9، الأضداد لأبي حاتم 84. (244) الأضداد لأبي الطيب 456. (245) من أضداد قطرب والأغاني 11 / 219. وفي الأصل ابن أحمر وليس في شعره. وابن حمير هو عبد الله أخو توبة. (246) من الأيام والليالي والشهور 48 والمخصص 9 / 47. وفي الأصل: مضى. (247) ديوانه 22. (248) بلا عزو في المخصص 4 / 27 وفيه: حنتي ... لخمان. (249) في المخطوطة فوق الشين من جرش: س معاً. أي جرس. وينظر: المخصص 9 / 47. (250) أخل بهما ديوانه بطبعاته الثلاث. (251) الإكفاء من عيوب الشعر، ويكون في الحروف المتقاربة في المخرج. (ينظر: القوافي للأخفش 48، قواعد الشعر 68، ما يجوز للشاعر في الضرورة 55، القوافي للتنوخي 120، العيون الغامزة 245) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 ويُقالُ: مَضَى عِنْكٌ من الليلِ، أي قِطْعَةٌ. ويُقالُ: أَعطيتُهُ عِنْكاً من مالٍ، أي قِطعةً. وقالوا: العَجْسُ الوَهْنُ من الليلِ، وهو الهزيعُ. والجَوْزُ من الليلِ: وَسَطُهُ. وقالوا في واحِدِ (14 ب) الآناءِ من قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {آناءَ الليلِ} (252) : مَضَى إِنْيٌ، منقوصٌ، وإنِىً، مقصورٌ (253) ، وإِنْوٌ وإِنْىءٌ (254) . وقالَ الهُذَليُّ (255) : (حُلْوٌ ومُرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ ... في كُلِّ إنْيٍ قَضَاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ) وأَمَّا الفَحْمَةُ فهي أكثرُ من إفاقَةِ الناقةِ. وهو احتقالُ اللَّبَنِ. وقالوا: الغَبَسُ بعدَ الفَحْمَةِ. وقالوا: غَبَسَ الليلُ وَأَغْبَسَ، وغَطَشَ وأَغْطَشَ، وغَبَشَ وأَغْبَشَ. ثُمَّ الغَلَسُ ثُمَّ العَسْعَسُ. فأمَّا العَسْعَسُ ففي معناه العَسْعَسَةُ، وهما تَنَفُّسُ الصُّبْحِ. والتنفسُ: انْفِضاءُ الشيءِ وانصداعُهُ (256) . وقالوا: عَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَةً. وقالَ اللهُ تبارَكَ وتعالى: {والليلِ إذا عَسْعَسَ} (257) أي أَظْلَمَ. وقالَ بَعْضُهُم: عَسْعَسَ: وَلَّى، وهذا من الأضدادِ (258) . وهو قولُ ابنِ عبّاسٍ، قال: عَسْعَسَ أي أَدْبَرَ (259) . قالَ عِلْقَةُ بنُ قُرْط التيميّ (260) :   (252) الزمر 9. (253) المقصور والممدود للفراء 48، المقصور والممدود لابن ولاد 7، الممدود والمقصور 47. (254) الأيام والليالي والشهور 47. (255) هو المتنخل. ديوان الهذليين 2 / 35، شرح أشعار الهذليين 1283. (256) في المخصص 9 / 50: وتنفس الصبح: انصداعه وانفجاره. (257) التكوير 17. وينظر: تفسير القرطبي 19 / 238. (258) الأضداد للأصمعي 7، الأضداد لأبي الطيب. 49. (259) الأضداد لقطرب 266. (260) الأضداد لقطرب 266 وحُرَّف الاسم فيه إلى علقمة. البيتان لعلقة في الأضداد لأبي الطيب 491. وعلقة راجز إسلامي (الاشتقاق 186) . وحُرَّف إلى علقمة أيضاً في الأضداد لابن الأنباري 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 (حتى إذا الصبحُ لها تَنَفَّساَ ... ) (وانجابَ عنها لَيْلُها وعَسْعَسَا ... ) فالمعنى ها هُنا الظُّلْمَةُ. ومثلُهُ في (261) المعنى: (قوارباً مِن غَيْرِ دَجْنٍ نُسَّسَا ... ) (مُدَّرِعاتِ الليلِ لَمّا عَسْعَسَا ... ) نُسَّسٌ: يُبَّسٌ من شِدَّةِ العَطَشِ (262) . ثُمَّ الشَّمِيطُ (263) من اللَّيلِ، وكأَنَّهُ عندنا مُشَبَّهٌ بالشيب لبياضِ الفَجْرِ في سَوادِ الليلِ، كالشَّيْبِ في الشعرِ الأسودِ. وقالوا أيضاً: انْفَلَقَ الصُّبْحُ. وقالوا: عند فَلَق الصُّبْحِ، وفَرَقِ الصُّبْحِ، بالراءِ (264) . وقالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: {قُل أَعوذُ برَبِّ الفَلَق} (265) مِن ذلكَ. والفَلَقُ أيضاً: الطريقُ لفَلَقِ الجَبَلَيْنِ بينهما. وتَمِيمٌ تقولُ: فَرَقُ الصُّبْحِ، بالراءِ. وقالَ أبو دُوَادٍ (266) : (وحِلالٍ ذَعَرْتُ في فَلَقِ الصُّبْحِ ... بأَرْضِهِ وحَوْمٍ سُكُونِ) وقالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ (267) : (أَشْهَى حديثَ النَّدْمانِ في فَلَقِِ الصُّبْحِ ... وصَوْتَ المُسامِرِ الغَرِدِ) والصَّدِيعُ أيضاً الصُّبْحُ. وقالَ عَمْرو بنُ معدي كرَب (268) : (به السِّرْحانُ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ ... كأنَّ بياضَ لَبَّتِهِ الصَّدِيعُ) (15 أ) والأَسْفارُ أنْ تُرَى مواقِعُ النَّبْلِ. يُقالُ: أَتَيْتُهُ في سَفَرِ الصُّبْحِ والفَجْرِ.   (261) لعلقة أيضاً في الأضداد لأبي الطيب 489. وبلا عزو في الأضداد لقطرب 266 وفيه: ... من عير رحل نسنسا. (262) الصحاح (نسس) . (263) اللسان (شمط) . (264) الإبدال 2 / 66. ونقل المرزوقي قول قطرب في الأزمنة والأمكنة 1 / 327. (265) الفلق 1. (266) أخل به شعره. (267) ديوانه 1 / 279. (268) ديوانه 142. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 ويُقالُ: أَتَيْتُهُ سَحَرِيَّةً وسَحَراً. والدَّيْسَقُ: النّورُ والبياضُ. ويُقالُ: انشَقَّ الصُّبْحُ عن رَيْحانِهِ، أيْ عن تباشيرِهِ. والرَّيْحانُ أيضاً الرِّزْقُ. ويُقالُ: سُبحانَهُ وريحانَهُ، كأَنَّهُ قالَ: واسترزاقاً له. وقالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيْحان} (269) . وقالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب (270) : (عطاءُ الإِلهِ ورَيْحانُهُ ... ورَحْمَتُهُ وسماءٌ دِرَرْ) وقالوا: عَتمَ الليلُ يَعْتمُ عَتْماً، وأَعْتَمَ أَيْضاً. وأَعْتَمَ القومُ. ويُقالُ: إنَّكَ لعاتِمُ القِرَى ومُعْتِمُ، أي بطىءُ القِرى. وعَتَمَةُ الإبِلِ والصلاةِ مِن ذلكَ، لأَنَّها تُؤَخَّرُ قليلاً حتى تُظْلِمَ. وقالَ بعضُهُم: عَتْمَةُ الإبلِ، بالإسكانِ للتاءِ (271) . ويُقالُ: غَسَا الليلُ يَغْسُو غُسُوًّا وأَغْسَى. ودَجَا يَدْجُو دُجُوًّا وأَدْجَى. وجَنَحَ الليلُ وأَجْنَحَ، وهو جِنْحُ (272) الليلِ. وأَغْطَشَ، قالَ اللهُ تعالى: {وأَغْطَشَ لَيْلَها} (273) أي أَظْلَمَهُ. وقالَ الراجِزُ (274) : (أَرْمِيهِمُ بالنظرِ التغطيشِ ... ) (وجَهْدَ أعوامٍ نَتَفْنَ رِيشي ... ) والغَطَشُ أَيضاً ظُلْمَةٌ في العينِ. والرجلُ الأَغْطَشُ: الذي لا يَبْصرْ. ويُقالُ: غَسَقَ الليلُ يَغْسِقُ غُسُوقاً وغَسَقاً، أي أَظْلَمَ. قالَ اللهُ تعالى: {ومِن شَرِّ غاسِقٍ إذا وَقَب} (275) . وقالَ كَعْبُ بنُ زُهيرٍ (276) : (ظَلَّتْ تجوبُ يداها وهي لاهِيةٌ ... حتى إذا ذَهَبَ الإظلامُ والغَسَقُ)   (269) الرحمن 12. (270) شعره: 55. (271) الأزمنة والأمكنة 1 / 321. (272) وجنح الليل، بضم الجيم أيضاً. (الصحاح: جنح) . (273) النازعات 29. (274) رؤبة، ديوانه 79، وفيه: برين ريشي. (275) الفلق 3. (276) أخل به ديوانه. وعجزه لكعب في الأزمنة والأمكنة 1 / 322. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 ويُقالُ أيضاً: سَجَا الليلُ وأَسْجَى. وقالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {والليلِ إذا سَجَى} (277) . ويُقالُ: يومٌ أَسْجَى، ولَيْلَةٌ سَجْواءُ: وهي اللَّيِّنَةُ. وبَعيرٌ أَسْجَى، وناقةٌ سَجْواءُ، أي أَدِيبة. ٌ (278) ويُقالُ: تَحَنْدَسَ الليلُ، من الحِنْدِسِ. وقالَ الراجِزُ (279) : (وأَدْرَكَتْ مِنْهُ بَهيماً حِنْدِسَا ... ) وقالوا أيضاً (280) : ليلةٌ مُدْلَهِمَّةٌ ومُطْلَخِمَّةٌ وخُدارِيَّةٌ. وقالَ الطائيُّ: (15 ب) . (تمرُّ على الحاذَيْنِ جَثْلاً كأَنَّهُ ... كسا مِن خُدارِيٍّ سَوادَ القوادِمِ) وقالوا: القَتَرَةُ: الظُلْمَةُ مع الغُبارِ. وقالَ اللهُ تعالى: {تَرْهَقُها قَتَرَةٌ} (281) . وقالوا: ابْهارَّ الليلُ: اسوَدَّ، ابْهِيراراً (282) . وقالوا: أَتَيْتُكَ بغُطاطٍ من الليلِ، أي وعلينا ظُلْمَةٌ. ويُقالُ: قد عادَ ظِلُّ الليلِ، أي سوادُهُ. ويُقالُ: قد دَلِمَ الليلُ: اسوَدّ. ويُقالُ: إنِّي لفي ظلماءَ وحَنْدَليسٍ (283) يا هذا. وقالوا: السَّمَرُ: الظُّلْمَةُ أَيضاً. وإنَّما يُقالُ لحديثِ الليلِ: السَّمَرُ لهذا، لأَنَّهُ في الليلِ (284) .   (277) الضحى 2. (278) ينظر: اللسان والتاج (سجا) . (279) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 1 / 322. (280) الأزمنة والأمكنة 1 / 322. (281) عبس 41. (282) المخصص 9 / 46، اللسان والتاج (بهر) . وفي الأصل: ابهراراً. (283) في اللسان (حندس) : في ليلة ظلماء حندس، أي شديد الظلمة. وفيه أيضاً (حندلس) : ناقة حندلس: ثقيلة المشي ... (284) الزاهر 1 / 467. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 وقالوا: السُّدْفَةُ: الضياءُ، والسُّدْفَةُ: الظُّلْمَةُ. وهذا من الأضدادِ (285) . وقالَ ابنُ مُقْبِل (286) : (ولَيْلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها ... بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السُّدَفا) لأَنَّهُ يُريدُ الصُّبْحَ ها هُنا. وقالَ الهُذَليّ (287) : (وماءٍ وَرَدْتُ قُبَيْلَ الكَرَى ... وَقَدْ جَنَّهُ السَّدَفُ الأَدْهَمُ) والمعنى الظُّلْمَةُ. والسُّدْفَةُ أيضاً البابُ. وقالت اَمرأةٌ مِنْ قَيْسٍ (288) : (لا يَرْتَدِي مَرَادِي الحَريرِ ... ) (ولا يُرَى بسُدْفَةِ الأَمِيرِ ... ) (إلاَّ لحَلْبِ الشَّاءِ والبَعِيرِ ... ) وقالوا: هِيَ الطِّرْمِسَاءُ والطِّلْمِسَاءُ، بالرَّاءِ واللامِ، ممدودان، للظُّلْمَةِ (289) . وقالَ بَعْضُهُم: الطِّرْمِسَاءُ، بالرَّاءِ: الظُّلْمَةُ في السّحابِ. وهي الطِّرْفِسَاءُ (290) ، وهي من الضّباب أيضاً. وقالوا: تباشيرُ الليلِ والنهارِ: ما بينَهُما من الضوءِ. والتباشيرُ: العمودُ نَفْسُهُ. ويُقالُ: لَقِيتُهُ بأعلى سَحَرَيْنِ، وبالسَّحَرِ الأعلى (291) . ويُقالُ: جَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً: إذا بدا لكَ (292) . ويُقالُ: أَدْمَسَ الليلُ: أَظْلَمَ. ويُقالُ: قَسْوَرَةُ الليلِ: شِدَّتُهُ وغُسُوُّهُ.   (285) الأضداد لابن الأنباري 114، الأضداد لأبي الطيب 349. (286) ديوانه 185. (287) البريق، ديوان الهذليين 3 / 56. (288) بلا عزو في اللسان (ردى) . والأول الثاني في الأضداد لابن الأنباري 114 والأضداد لأبي الطيب 349. والمرادي: الأردية، واحدتها مرداة. (289) الإبدال 2 / 60، الأزمنة والأمكنة 1 / 331. (290) اللسان (طرفس) . (291) الأزمنة والأمكنة 1 / 324. (292) الأزمنة والأمكنة 1 / 324، المخصص 9 / 50. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ويُقالُ: تَطَارَقَ الليلُ: رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً. والطَّرَّاقُ: الليلُ نَفْسُهُ. ويُقالُ: لَيْلٌ أَلْيَلُ. ويُقالُ: نهارٌ أَنْهَرُ، ولَيلَةٌ لَيْلاءُ يا هذا، في تأكِيدِ شِدَّتِها. وقالَ هِمْيانُ ابنُ قُحَافَةَ: (فَصَدَرَتْ تَحْسِبُ ليلاً لائِلا ... ) فقالَ: لائِل، على مِثالِ فاعِل. ويُقالُ: غَيْطَلَةُ الليلِ: ظَلْماؤُهُ أيضاً. فهذا (16 أ) الليلُ (293) . وأَمَّا النهارُ في ساعاتِهِ (294) فأَوَّلُهُ يُقالُ: لَقِيتُهُ سراةَ النهارِ. وقالوا فيه: الإشراقُ (295) ، وهو عندَ استقبالِ الشمسِ. والذُّرُورُ: أَوَّلُ طلوعِ الشمسِ. قالَ الراجِزُ (295 أ) : (كالشَّمْسِ لم تَعْدُ سِوَى ذُرُورِها ... ) ثُمَّ رأدُ الضُّحَى، غيرُ مهموزٍ، وهو هدوء الضُّحَى. وفي معناه: الغَزَالةُ. ويُقالُ: لَقِيتُ فُلاناً قَهْرَ الضُّحَى ورأدَ الضُّحَى. وقالَ الراجزُ (296) : (دَعَتْهُ ليلى دَعْوَةً هَلْ مِنْ فَتَى ... ) (يَسُوقُ بالقَوْمِ غزالاتِ الضُّحَى ... ) وقالَ: أَتَيْتُهُ أَدِيمَ الضُّحَى: أَوَّلُهُ. ولقِيتُهُ شبابَ النهارِ، وفي وَجْهِ النهارِ، أي أَوَّلُهُ. والذّبُّ: ضوءُ النهارِ.   (293) ينظر: اللسان والتاج (ليل) . (294) ينظر: تهذيب الألفاظ 253، الألفاظ الكتابية 287، فقه اللغة 328، الأزمنة والأمكنة 1 / 331، المخصص 9 / 51. (295) في الأصل: الأشراف. وينظر: الأزمنة والأمكنة 1 / 332. (295 أ) أبو النجم العجلي، ديوانه: 109. (296) بلا عزو في اللسان (غزل) . وفي الأصل: القوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وقالوا: التَّرَجُّلُ قَبْلَ المتوعِ، والمتوعُ قبلَ انتصافِ النهارِ. وَتَرَجَّلَ النهارُ عربيةٌ مَقُولَةٌ. ثُمَّ الرُّكودُ. يُقالُ: رَكَدَتِ الشمسُ تَرْكُدُ رُكُوداً، وهو غايةُ زيادةِ الشمسِ. وقالوا: أتانا بعدما انتفخَ النهارُ. ثُمَّ الزّوالُ: يُقالُ: زالتِ الشمسُ زوالاً. وقالوا: الهَجِيرُ نِصْفُ النهارِ. وقالوا: جئتُكَ صَكَّةَ عُمَيٍّ. أي نِصْفَ النهارِ. وقالَ بَعْضُهُم في صِفَةِ أَوَّلِ النهارِ: قالَ اللهُ تعالى: {بُكْرَةً وعَشِيّا} (297) و {بالغَداةِ والعَشِيِّ} (298) . وقالوا: لَقِيتُهُ غُدْوَةً غُدْوَةً وبُكْرَةً بُكْرَةً. وحُكِيَ عن الخليلِ (299) : رأيتُهُ غُدَيَّةَ وبُكَيْرَةَ يا هذا، مَعْرِفَةٌ غيرَ مصروفَةٍ. وقالوا: بكَرْتُ بُكوراً، وأَبْكَرْتُ وبكَّرْتُ. وغَدَوْتُ غُدُوًّا. فهذا من أَوَّلِ النهارِ. ويُقالُ: أَضْحَيْنا في الغُدُوِّ، إذا أَخَّروهُ. ثُمَّ الضُّحَى بعدَ الغُدُوِّ. ثُمَّ الضَّحاءُ بعدَ ذلكَ بالمَدِّ. ثُمَّ تُظْهِرُ بعدَ ذلكَ وتُظَهّرُ، وذلك قُبَيْل نِصْفِ النهارِ إلى أنْ تزيغَ الشمسُ، وزَيْغُها إذا فاءَ الظِّلُّ فعَدَلَ. فإذا زالتِ الشمسُ قيلَ: هَجَّرْنا تَهْجِيراً. فإذا أَبْرَدْتَ، وذلكَ بين الصلاتَيْنِ، فهو الرَّواحُ. ويُقالُ: رُحْتُ أَروحُ رَوْحاً.   (297) مريم 11، 62. (298) الأنعام 52، الكهف 28. (299) ينظر: العين 4 / 437 والكتاب 2 / 48. وينظر أيضاً: الأزمنة والأمكنة 1 / 340. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 ثُمَّ الأصيلُ بعدَ الرَّواحِ. يٌ قالُ: آصلنا إيصالاً. إلى أنْ تغيبَ الشمسُ. قالَ اللهُ جَلَّ ثناؤهُ: {بالغُدُوِّ والآصالِ} (300) والواحِدُ أُصُل (301) . ثُمَّ الطَّفَلُ مِثْلُ الأَصِيلِ. وقد ذكرناه. وقالوا أيضاً: أَتيتُكَ (16 ب) أُصَيْلالاً وأُصَيْلاناً. وقَدْ أَعشينا: دَخَلْنا في العَشِيِّ. قالَ النابِغَةُ (302) : (وَقَفْتُ فيها أُصيلالاً أُسائِلُها ... عَيَّتْ جَواباً وما بالرَّبعِ من أَحَدِ) ويقالُ: لَقِيتُهُ عُشَيَّاناً وعُشَيْشِياناً (303) . وهما من آخرِ النهارِ إلى غُروبِ الشمسِ. وقالوا: عُشَيَّانةٌ. ويُقالُ: لقيتُهُ بالصَّفَرِيِّ، وذلكَ حينَ تَصْفَرُّ الشمسُ. وقالوا: العَصْرُ العَشِيُّ. يُقالُ: أَتَيْتُكَ عَصْراً أَيْ عَشِيّاً. وقولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {والعَصْرِ إنَّ الإنسانَ لفي خُسْرٍ} (304) يكونُ على ذلكَ وعلى الدَّهْرِ. يُقالُ: مَضَى عَصْرٌ من الدهرِ وعُصْرٌ. ويُقالُ (305) : أتانا مُسْيَ خامِسةٍ، وأَتانا لصُبْحِ خامِسَةٍ، وصِبْحِ خامِسَةٍ. وأتانا مُسَيّانَ أَمسِ وأَمساءَ أَمْسِ ومُسْيَ أَمْسِ. وتأتِينا أُمْسِيَّةَ كُلِّ يومٍ وأُصْبُوحَةَ كُلِّ يومٍ، خامِسةٍ كذا وصُبَاحَةَ كذا، وصباحَة أي في سفر الصُّبْحِ. ثُمَّ الأسماءُ التي تَعُمُّ الليلَ والنهارَ فمِنْ ذلكَ قولهم: اختلفَ عليه المَلَوانِ (306) . وقالَ الشاعرُ، هو ابنُ مُقْبِلٍ (307) :   (300) الأعراف 205، الرعد 15، النور 36. (301) فهو على هذا جمع الجمع، قال الزجاج في معاني القرآن وأعرابه 2 / 440: الآصال جمع أصل، والأصل جمع أصيل، فالآصال جمع الجمع، والآصال: العشيات. (302) ديوانه 2. (303) اللسان (عشا) . وفي الأصل: عشيشاناً. (304) العصر 1 - 2. (305) الأزمنة والأمكنة 1 / 340. (306) المثنى 56. (307) ديوانه 335. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 (أَلاَ يا ديارَ الحَيِّ بالسَّبُعَانِ ... أَمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوانِ) يقولُ: طالَ عليها. وقالوا: مَضَتْ مِلاوةٌ ومُلاوةٌ (308) . وقالوا: تَمَلَّيْتَ حَبِيباً، أي عايَشْتَهُ حِيناً. وقالَ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفرُ ويُعْفُر (309) : (فآلَيْتُ لا أَشريهِ حتى يملَّني ... وآليتُ لا أَمْلاهُ حتى يُفارِقا) فقالَ: أَمْلاهُ، والفعلُ منه: مَلَيْتُهُ أَمْلاهُ. وقالَ أبو ذُؤَيْبٍ (310) : (حتى إذا جَزَرَتْ مياهُ رُزُونِهِ ... وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ) بفتحِ الميمِ وكَسْرِها. وقالوا: جلسْتُ عندَهُ مِلْوَةً من الدهرِ ومَلْوَةً ومُلْوَةً (311) . وقولُ اللهِ عزَّ وجَلَّ: {واهجرني مَلِيّاً} (312) من ذلك. وقالوا: أَبْلاكَ الجَدِيدانِ (313) والأَجَدّانِ (314) والفَتَيانِ (315) . أيْ الليلُ والنهارُ. وقال النابغةُ الجَعْدِيُّ (316) : (غَدَا فَتَيا دَهْرٍ وراحا عليهُمُ ... نهارٌ ولَيْلٌ يُكثِرانِ التواليا) وقالوا (317) : لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ ودَهْرَ الداهرينَ. وقالَ الأَعشى (318) :   (308) وملاوة، بفتح الميم، أيضاً. (المثلث 2 / 145، الدرر المبثثة 91) . (309) ديوانه 53 مع خلاف في الرواية. ويعفر، بضم الياء والفاء، رواه يونس عن رؤبة. (طبقات) فحول الشعراء 147، سفر السعادة 1 / 309) . (310) ديوان الهذليين 1 / 5. وجزرت: نقصت. والرزون: أماكن مرتفعة. وحزملاوة: أي حين دهر. (311) الدرر المبثثة 91. (312) المثنى 57، جنى الجنتين 33. (313) (314) المثنى 57، جنى الجنتين 15. (315) المثنى 57، جنى الجنتين 86. (316) شعره: 169 فيه: فمرأ عليهم ... يلحقان ... (317) الأمثال 383، المستقصى 2 / 243 - 244. (318) ديوانه 150. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 (رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَقَاسَمَا ... بأَسْحَمَ داجٍ عوضُ لا نَتَفَرَّقُ) (17 أ) عَوْض: رَفْعٌ ونَصْبٌ. ويُقال: لم أَفْعَلْهُ قُطُّ، لُغَةٌ لبني يَرْبوعٍ، بضَمِّ القافِ. وقَطُّ أَكْثَرُهُ. ويُقال: لا أَفْعَلُهُ دَهْرَ الداهرين. ويُقالُ: غَبَرَ زَمَنَةً من دهرِه وطَرْقَةً وحِقْبةً وهَبَّةً وبُرْهَةً. وقالَ اللهُ جَلَّ ثناؤُهُ: {لابثينَ فيها أَحْقاباً} (319) والحُقْبُ واحِدٌ، وهو بلُغَةِ قيسٍ سَنَةٌ. وقالوا: لا أفعَلُهُ آخرَ المسنَدِ ويَدَ الدَّهرِ. أي آخِر الأبَدِ. وقالوا (320) : لا أَفْعَلُهُ أَبَدَ الأَبِيدِ وأَبَدَ الآبِدِ وأَبَدَ الآبادِ وأَبَدَ الأَبَدينَ، على وَزْنِ العَبَدِينَ. وقالوا (321) : لا أَفْعَلُهُ آخِرَ الأَوْجَسِ وآخِرَ الأُبْضِ. وقالَ رُؤُبَةُ (322) : (في سَلْوَةٍ عِشْنا بذاكَ أُبْضا ... ) ويُقالُ: أَقامَ دَرَجاً من الدَّهْرِ، أي زَماناً، مِثْلُ حَرَسٍ. وقالوا: لا آتيكَ سَجِيسَ عُجَيْسٍ، أي الأَبَد (323) . ويُقالُ: لا أَفْعَلُهُ حِيرِيَّ دَهْرٍ، ولا يُفْلِحُ حِيْرِيَّ دَهْرٍ (324) . ويُقالُ: لا أُكَلِّمُكَ الشَّمْسَ والقَمَرَ، أي أَبَداً. ولا أَفْعَلُهُ ما سَمَرَ ابنا سَمِيرٍ (325) وما أَسْمَرَ. وقالَ بَعْضُهُم: ما عَنَّ نَجْمٌ (326) ، كأَنَّهُ قالَ: ما كانَ نَجْمٌ.   (319) النبأ 23. (320) الأمثال 384، مجمع الأمثال 2 / 229، اللسان والتاج (أبد) . (321) ينظر: الأمثال 382، اللسان والتاج (وجس، أبض) . (322) ديوانه 80. (323) الزاهر 1 / 388، فصل المقال 511. (324) ينظر: اللسان (حير) . (325) الأمثال لمؤرج 74، الأمثال لأبي عبيد 381، الزاهر 1 / 388. والسمير: الدهر، وابناه: الليل والنهار. (326) من الألفاظ الكتابية 190. وفي الأصل: ما أن نجماً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وأمَّا قولُهُ (327) : (أَرَى لكَ أَكْلاً لا يقومُ لَهُ ... من الأَكولةِ إلاّ الأَزْلَمُ الجَذَعُ) فزَعَمَ يونسُ أنَّ الأَزْلَمَ ها هنا الدَّهْرُ. وبَعْضُهُم يقولُ: الأَزْنَمُ (328) . ويُقالُ (329) : مَضَتْ سَنْبَةٌ من الدَّهرِ وسَبَّةٌ وسَبْتَةٌ، أي زمانٌ. ويُقالُ: غَبَرَ مُهْوَأَنّاً (330) من الدَّهْرِ، أي بُرْهَةً، على وَزْنِ مُهْوَعَنَّا. وهذا ما يُذكَرُ من الحَرِّ والبَرْدِ من الأزْمنةِ فقالوا: الشتاءُ والقُرُّ والبَرْدُ (331) . ويُقالُ: قَرَّ يَوْمُنا. وكانَ رُؤْبَةُ يقولُ: هو يَقَرُّ. وغَيْرُهُ يقولُ: يَقِرُّ، فيَكْسِرُ. وقالوا: يومٌ قَرٌّ، وليلةٌ قَرَّةٌ. وقد قَرَرْتُ قُرَّةً وقُروراً. ويُقالُ: صَردْتُ صَرَداً، وأَصْرَدْنا: إذا صَرِدَ الماءُ. وشَبِمَ شَبَماً، وقالَ زُهَيْرٌ (332) : (شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقَا) ويُقالُ لأَوَّلِ يومٍ مِنَ البردِ: صٌ فَيٌّ. والثاني: صَفْوانُ، معرفةٌ لا تنصرف، وذلك إذا اشتدَّ البردُ، والثالثُ: هَمّامٌ، لأنَّهُ يَهُمُّ بالبَرْدِ ولا بَرْدَ لهُ. ويُقالُ: يَوْمٌ أَحَصُّ أُغَيْبِرُ: وهو الذي تبدو فيه الشمسُ ولا يَنْفَعُكَ من البَرْدِ. وقالوا: القَرْقَفُ البَرْدُ من قبل الليلِ، والصِّرَّةُ: شَدَّةُ البَرْدِ، قالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: {رِيحٍ فيها صِرٌّ} (333) . وقالوا: هذا قُرٌّ خَمْطَرِيرٌ، وهو مثلُ الزَّمْهَرِير.   (327) العباس بن مرداس في اللسان (زلم) ، وأخل به ديوانه. (328) تهذيب الألفاظ 301. (329) تهذيب الألفاظ 300، كنز الحفاظ 500. (330) اللسان (هوأ) . (331) ينظر في البرد: الأزمنة والأمكنة 2 / 12 - 22، المخصص 9 / 73 - 77. (332) ديوانه 36. (333) آل عمران 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وقالَ النُّمَيْرِيُّ (334) : قمطريرٌ الشديدُ، والزَّمْهَرِيرُ (17 ب) البَرْدُ. وقد ازْمَهَرَّ ازْمِهْراراً، وزَمْهَرَتْ عيناهُ زَمْهَرَةً: إذا غَضِبَ. وقالَ ابنُ أَحْمَرَ (335) : (ويَوْمِ قَتَامٍ مُزْمَهِرٌّ شَفِيفُهُ ... حَلَوْتُ بمِرْباعٍ تَزِينُ المتالِيا) ويُقالُ: ازمارَّت عيناهُ ازْمِيراراً. وأَمَّأ خَصِرٌ فبارِدٌ. والخَصَرُ: البَرْدُ. ورَجُلٌ خَصِرٌ. ويومٌ هُلْبَةٌ وكُلْبَةٌ، أي بارِدٌ. ويُقالُ: شَهْرا قُماحٍ (336) . شهرانِ شَدِيدا البَرْدِ. وقال الشاعِرُ (337) : (فَتىً ما ابنُ الأَغَرِّ إذا شَتَوْنا ... وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُماحِ) [ورُوِيَ] (338) وحَبَّ الزَّادُ. و (ما) صِلَةٌ. وقالوا: غَداةٌ صِنَّبِرٌ وصِنَّبْرٌ وصِنَّبْرَةٌ، أي ذاتُ بَرْدٍ. وقالَ طَرَفَةُ (339) : (بجِفانٍ تَعْتَرِي نادِيَنَا ... وسَدِيفٍ حينَ هاجَ الصِّنَّبِرْ) ويُقالُ: يومٌ طَلْقٌ، وليلةٌ طَلْقَةٌ لا حَرّ فيها ولا بَرْد. ويُقالُ: طَلُقَتْ ليلتُنا، وليلةٌ طَلْقٌ أيضاً، بغيرِ هاءٍ. ويُقالُ: أَغْضَى علينا الشتاءُ إغضاءً، أي جَثَمَ علينا. وكذلكَ الصيفُ. ويُقالُ: لَقِيتُ فلاناً في عَنْبَرَةِ الشتاءِ، أي في أَشَدِّهِ. ويُقالُ: ما بِها مَضدَةٌ مِن قُرٍّ، أي بقِيَّةٌ. ويُقالُ: أَفْرَشَ عنّا القُرُّ، أي أقْلَعَ. وأفرشتِ السماءُ: أَقْلَعَتْ. ويُقالُ: أَصْبَحْنا مُطْلِقِين، إذا كانوا في طَلْقَةٍ، أي في غَيْرِ حَرٍّ ولا بَرْدٍ. ويُقالُ: السّبْرَةُ البَرْدُ من أوَّلِ النهارِ إلى أنْ يَدْفأَ لكَ النهارُ.   (334) الأزمنة والأمكنة 2 / 13. (335) شعره: 176. وفيه: مزمهر وهبوة. (336) وبكسر القاف أيضاً. (اللسان: قمح) . (337) مالك بن خالد الهذلي، شرح أشعار الهذليين 451. (338) يقتضيها السياق. (339) ديوانه 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 والعُرَواءُ من لَدُنْ أنْ تُواصِلَ إيصالاً، وذلكَ عندَ اصفرارِ الشمسِ إلى الليلِ إذا اشتدَّ البَرْدُ واشتدَّتْ معه ريحٌ بارِدَةٌ. وأَمَّا الحَرُّ (340) فقالوا: هذا يومُ حَرٍّ، ويَوْمٌ حَرٌّ. ويُقالُ: حَرَّ يَوْمُنا فهو يَحَرُّ حَرّاً. وقاظَ قَبْظاً. وباضَ علينا القَيْظُ يبيضُ بَيْضاً: إذا اشتدَّ. ولا يُقالُ ذلكَ في الصيفِ. ويُقالُ: صِفْنا نصيفُ صَيْفاً. ويُقالُ: وَمِدَتْ ليلتُنا تَوْمَدُ، في شِدَّة الغَمِّ وسكونِ الريحِ. وقالوا: الصَّخْدُ: سكونُ الريحِ من شِدَّةِ الحَرِّ، منها الوَمْدَةُ. ويُقالُ: صَخِدَ يَوْمُنا يَصَخَدُ صَخَداناً وصَخَداً. ويُقالُ: يومٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ وصَيْخودٌ وصَخَدانٌ، في شدَّة الحَرِّ. وقالوا للوَمْدَةِ: هي الوَقْدَةُ. ويُقالُ: هاجِرَةٌ هَجومٌ، أي شدِيدةُ الحرِّ. ويومٌ وَهَجَانٌ، ووَقَدَانٌ (18 أ) من التوقُّدِ. ويومٌ لَهَبانٌ. وقالوا: هذا أحمرُ القَيْظِ وحُمْرتُهُ، وحَمارَّةٌ القَيْظِ وحَمَارَّتُهُ، أي شِدَّتُهُ. وحِمِرُّهُ من كلِّ شيءٍ: شِدَّتُهُ. وقالوا: الصيفُ أشَدُّ حَرّاً من القَيْظِ، والصيفُ هو الأَوَّلُ. ويُقالُ: سَخُنَ النهارُ وسَخِنَ وسَخَنَ. ويقالُ: بَلَغَتْ منه سُخُونة القَدَمَيْنِ وسُخْن القَدَمَيْنِ وسُخْنتهُما. ويقالُ: مضى شَهْرُ ناجِرٍ، يُريد شَهْرَيْ ناجِرٍ، وهو وقتٌ من الصيفِ. وقد ذكرْنا ناجِرَ في أسماءِ الشهورِ، فلعلَّهُ تُرادُ ذلكَ الشهرُ، لوَقْتٍ من الحَرِّ كانَ فيه. ويُقالُ: أتانا في رَعْدَةِ القَيْظِ، أي شدَّتِهِ. ويقالُ: يومٌ عَكِيكٌ، إذا سَكَنَتْ ريحُهُ واشتدَّتْ حرارةُ شَمْسِهِ.   (340) ينظر في الحر: تهذيب الألفاظ 228، الألفاظ الكتابية 259، الأزمنة والأمكنة 2 / 22 - 88. المخصص 9 / 67. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 ويقالُ: عَكَّ يَوْمُنا يَعُكُّ، ويومٌ عَكٌّ أَكٌّ، وهي العُكَّةُ (341) . ويُقالُ: عَكَّني بالقَوْلِ يَعُكُّني، إذا رَدَّهُ عليهِ. قالَ طَرَفَةُ (342) : (تطرُدُ القُرَّ بحَرٍّ صادِقٍ ... وعَكِيكَ الصيفِ إنْ جاءَ بِقُرٌ) والعَرَبُ تُسَمِّي أَياماً من أوَّلِ ما يطلُعُ سُهَيْلٌ شدِيداتِ الحَرِّ مُعْتَدِلاتٍ، أي شديدة الحَرِّ. وقالوا: المُعْتَذِلاتُ، بالذّالِ: الشديدةُ البَرْدِ أيضاً. وقالَ ابنُ أَحْمَرُ (343) : (حَلُّوا الربيعَ فلمَّا أنْ تَجَلَّلَهُم ... يومٌ من القَيْظِ حامي الوَدْقِ مُعْتذِلَ) وقالوا: المُعْتدَلاتُ أيامُ الفَصْلِ في دُبُرِ الصيفِ. وقالوا: المَعْمَعَةُ: الحَرُّ الشديدُ. ويُقالُ: هي صَفْحَةُ الحَرِّ وصَمْخَتُهُ. وقالوا: السَّكتَةُ والمُعْتَذِلاتُ سواءٌ، وهي أيامُ الفَصْلِ. والسَّخْتُ مِثْلُ السَّكْتَةِ. ويُقالُ: صَمَخَتْهُ الشَّمْسُ تَصْمَخُهُ صَمْخاً. وقالَ بَعْضُهُم: تَصْمِخُهُ. وما يكونُ من حَرِّ الشمسِ السَّرابُ، وهو الذي يتلألأُ كأَنَّهُ سماءٌ، ويكونُ نِصْفَ النهارِ لازِقاً بالأرضِ، وهو الآلُ. وأَمَّا اللُّعابُ فالذي يتساقَطُ من السماءِ كأَنَّهُ زَبَدٌ. وقالَ النابِغةُ (344) : (يُثِرْنَ الحَصَى حتى يُباشِرْنَ بَرْدَهُ ... إذا الشمسُ مَجَّتْ رِيقَها بالكَلاكِلِ) .   (341) وجاءت بفتح العين وكسرها أيضاً. (الدرر المبثثة 150، القاموس المحيط 3 / 313) . (342) ديوانه 58. (343) أخل به شعره. وهو له في الأزمنة والأمكنة 2 / 259 - 267. (344) ديوانه 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 وأَمَّا الرَّقزاقُ فهو مِثْلُ السرابِ. وأَمَّا الوَدِيقَةُ فهي أَشَدُّ الحَرِّ. ويُقالُ: حَمِيَتِ الشمسُ حَمْياَ وحُمِيّاً. ويُقالُ: أَبَتَ يومُنا يأبِتُ أَبْتا، في شِدَّةِ الغَمِّ والقَيْظِ. ومأَسَ يومُنا مأْساً: اشتدَّ حَرُّهُ. ويُقالُ: غَمَّ يومُنا يَغُمُّ غَمّاً. ويومٌ غَمٌّ، وليلة غَمَّةٌ (18 ب) وغامَّةٌ. ويُقالُ: إنّا لفي حَرٍّ حَمْتٍ، وحَرٍّ مَحْتٍ، للشدِيدِ. وهذا ما يُذْكَرُ من الظِّلِّ الذي يَفِيءُ (345) فقالوا: هو الظِّلُّ، وقد أَظَلَّ يومُنا إظلالاً. وقالوا: التألَبُ ظِلُّ الإنسانِ وغيرِهِ. يقولُ: اسمأَلَّ الظِّلُّ اسْمِئلالاً، إذا صارَ إلى أصل العود. واسْمأَلَّتِ الظهيرةُ، إذا اشتدَّ الحَرُّ. واسمأَلَّ الثوبُ، إذا أَخْلَقَ. وقالَ الشاعِرُ (346) : (يَرِدُ المياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إذا اسمأَلَّ التُّبَّعُ) والتُّبَّعُ: الظِّلُّ. وقالوا: الظِّلُّ بالغَداةِ والعَشِيِّ. وقالوا: بالعَشِيِّ الفَيْءُ. وقالَ أبو ذؤيبٍ (347) : (لعمري لأَنْتَ البَيْتُ أُكْرِمُ أَهْلَهُ ... واقعدُ في أَفيائِهِ بالأَصائِلِ) فجَعَلَهُ بالعَشِيِّ. وقال الآخرُ (348) : (فلا الظِّلُّ من بَرْدِ الضُّحَى نستطيعُهُ ... ولا الفَيْءُ من بَرْدِ العَشِيِّ نَذُوقُ)   (345) ينظر: الزاهر 2 / 74، نظام الغريب 189. (346) سلمى بنت مجذعة الجهنية في اللسان (سمأل) . (347) ديوان الهذليين 1 / 141. (348) حميد بن ثور، ديوانه 40. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 فَجَعَلَهُ بالعَشِيِّ. وكانَ رؤبةُ بنُ العَجَّاجِ يقولُ: الظِّلُّ ما نَسَجَتِ الشمسُ وهو أَوَّلُ، والفَيْءُ ما نَسَجَتِ الشمسُ أَيضاً وهو آخِرُ. تمَّ الكتابُ والحمدُ للهِ وَحدَهُ، وصلّى اللهُ على سيِّدِنا محمدٍ النبيِّ وآلِهِ وسلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66