الكتاب: البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات، كمال الدين الأنباري (المتوفى: 577هـ) المحقق: الدكتور رمضان عبد التواب الناشر: مكتبة الخانجي - القاهرة - مصر الطبعة: الثانية، 1417 هـ _ 1996 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث أبو البركات الأنباري الكتاب: البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات، كمال الدين الأنباري (المتوفى: 577هـ) المحقق: الدكتور رمضان عبد التواب الناشر: مكتبة الخانجي - القاهرة - مصر الطبعة: الثانية، 1417 هـ _ 1996 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله المتفرِّد بِجلَال الأحَدِيَّة، وَالصَّلَاة على نبيه مُحَمَّد سيد البريَّة، وعَلى آله وَصَحبه وعِترته الطاهرة الزكيَّة، وَبعد، فقد ذكرت فِي هَذَا الْمُخْتَصر بُلْغَةً فِي الْفرق بَين الْمُذكر والمؤنث، على سَبِيل الِاخْتِصَار، فَالله تَعَالَى ينفع بِهِ، إِنَّه كريم غفار. أعلم أَن الْمُذكر أصل للمؤنث، وَهُوَ ماخلا من عَلامَة التَّأْنِيث، لفظا وتقديراً، وَهُوَ على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا حَقِيقِيّ، وَالْآخر غير حَقِيقِيّ. فَأَما الْحَقِيقِيّ، فَمَا كَانَ لَهُ فَرْج الذَّكَر، نَحْو " الرَّجُل " و " الجَمَل ". وَأما غير الْحَقِيقِيّ، فَمَا لم يكن لَهُ ذَلِك، نَحْو: " الْجِدَار " و " العَمَل ". والمؤنث مَا كَانَت فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، لفظا أَو تَقْديرا، وَهُوَ على ضَرْبَيْنِ حَقِيقِيّ وَغير حَقِيقِيّ. فَأَما الْحَقِيقِيّ، فَمَا كَانَ لَهُ فَرْج الْأُنْثَى، نَحْو: " الْمَرْأَة " و " النَّاقة ". وَأما غير الْحَقِيقِيّ، فَمَا لم يكن لَهُ ذَلِك، نَحْو: " القِدْرِ " و " النَّار ". وَهُوَ أَيْضا على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا مَقِيسٌ، وَالْآخر غير مَقيِس. فَأَما المقِيس، فَمَا كَانَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث لفظا، وعلامة التَّأْنِيث على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا ألفٌ، وَالْآخر تَاء، فَأَما الْألف، فعلى ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَلف مَقْصُورَة، نَحْو: " حُبْلَى " و " بُشْرَى ". وَالْآخر ألف ممدودة، نَحْو: " حَمْرَاء " و " صحراء ". وَأما التَّاء، فنحو: " ضاربة " و " ذَاهِبَة ". وَأما غير المقِيس، فَمَا لم يكن فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث لفظا، وَإِن كَانَت فِيهِ تَقْديرا، وَقد جَاءَ ذَلِك فِي كَلَامهم كثيرا، فَمن ذَلِك " السَّمَاء " الَّتِي تُظِلّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 الأَرْض، مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {والسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} . و " الأَرْض " الَّتِي تُظِلُّها السَّمَاء، مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا} . فَأَما قَول الشَّاعِر: (فَلَا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَهَا ... وَلَا أَرْضَ أبقْلَ إبْقَالهَا) فَإِنَّمَا قَالَ: " أَبْقَلَ " بالتذكير، لِأَن تَأْنِيث الأَرْض غير حَقِيقِيّ، وَلَيْسَ فِي اللَّفْظ عَلامَة تَأْنِيث، فَصَارَ بِمَنْزِلَة غير مؤنث. وَهَذَا النَّحْو يجِئ فِي الشّعْر خَاصَّة، فَلَا يدل على التَّذْكِير. و" الشَّمْس " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {والشَّمْسُ تَجْرِى لمُسْتَقَرِّلَهَا} . فَأَما قَوْله تَعَالَى: {وجُمع الشَّمْسُ والقَمَرُ} ، فَإِنَّمَا ذَكَّر، لِأَن تأنيثهما غير حَقِيقِيّ، وَإِذا كَانَ الْمُؤَنَّث تأنيثه غير حَقِيقِيّ، جَازَ تذكير فعله وتأنيثه، إِذا تقدَّم عَلَيْهِ، نَحْو: " حَسُنَ دَارُك " و " اضْطَرَمَ نارُك " و " حَسُنَتْ دَارُك " و " اضْطَرَمَتْ نارُك "، وَمَا أشبه ذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 و " النَّفْس " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْب الله} . فَأَما قَوْله فِي الْجَواب: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتى} بالتذكير، فَحَمله على الْمَعْنى، لِأَن النَّفس فِي الْمَعْنى إِنْسَان، كَقَوْل الشَّاعِر: (قَامَت تُبَكِّيه على قَبره ... مَنْ لِىَ مِنْ بَعْدِك يَا عامِرُ) (تركْتَنى فِي الدَّار ذَا غُرْبَة ... قد ذَلَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ ناصِرُ) فَقَالَ: " ذَا غربَة "، وَلم تقل: " ذَات غربَة "، لِأَن الْمَرْأَة فِي الْمَعْنى إِنْسَان. وَزعم بعض النَّحْوِيين أَن " النَّفس " تذكَّرُ وتؤنث، فَلَا يكون الْكَلَام مَحْمُولا على الْمَعْنى. و" الأذُن " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {وتَعيِهَا أذُنٌ وَاعية} . جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه لما نزلت هَذِه الْآيَة، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اللهمَّ اجْعَلْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 أُذُنَ عَلَّى ". قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ: " فَكَانَ عَلىُّ رَضِي الله عَنهُ أَوْعَى النَّاس " أى أَحْفَظَهم. و" السَّاق " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {والْتَفَّت السَّاقً بالسَّاقِ} . و" القَدَم " مُؤَنّثَة، قَالَ الله تَعَالَى: {فتزل قدم بعد ثُبُوتهَا} و " وَالطير " مُؤَنّثَة قَالَ الله تَعَالَى: {أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلىَ الطَّيْر فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ} . و" البِئْر " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {وبِئْر مُعَطَّلَةٍ} . و" العِيِر " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {ولمَّا فَصَلَت العِيرُ} . ثمَّ قَالَ الشَّاعِر: (ولمَّا أَتَتْها العيرُ قالَتْ أباردٌ ... من التَّمر أمْ هَذَا حَديدٌ وجَنْدلُ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 و " العَصَا " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {قالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} وَلَا يُقَال: " هَذِه عَصَاتى "، بِالتَّاءِ. وَيُقَال [هِيَ] أوّل لْحَنٍة سُمِعَتْ بالعراق. و" الكَأْس " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى " {كأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجبِيَلاَ} والكأس لَا تُسَمَّى كأساً إِلَّا وفيهَا خمر، كَمَا أَن الطَّبَق لَا يُسمَّى مِهْدّى إِلَّا وَعَلِيهِ مَا يُهْدَى، والخِوَان لَا يُسَمَّى مائدةَ إِلَّا وَعَلَيْهَا طَعَام، والجنازة لَا تُسَمَّى جِنارةً إِلَّا أَن يكون عَلَيْهَا مَيَّتٌ. و" العَنكُبوت " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {مَثَلُ الَّذين اتَّخَذُوا منْ دُون الله أَوليَاءَ، كَمَثَل العَنْكَبُوت اتَّخَذَتْ بَيْتاَ} . وَقد يجوز فِيهَا التَّذْكِير. و" النّمْل " مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى {وأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النّمْل أَن اتَّخِذى منَ الجَبال بُيُوتاً} وَقد يجوز فِيهَا التَّذْكِير. و" السَّبيل " تذكَّر وتؤنث. قَالَ الله تَعَالَى: {قُلْ هَذه سَبيلى أَدْعُو إِلَى الله} . وَقَالَ تَعَالَى: {وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْد لَا يَتَّخذُوهُ سَبيلاً، وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الغَىَّ يَتَّخذُوه سَبيلاً} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 و " الطَّاغُوت " يذكَّر وَيُؤَنث. قَالَ الله تَعَالَى: {والذَّينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوت أنْ يَعْبُدُوهَا} . وَقَالَ تَعَالَى: {يُريدُون أنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوت، وقَدْ أُمِرِوا أنْ يَكْفُروا بِهِ} و" الْأَنْعَام " تذكَّر وتؤنث. قَالَ الله تَعَالَى: {وإنَّ لكُم فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} . وَقَالَ تَعَالَى فِي مَوضِع آخر: {نُسْقيكًمْ مِمَّا فِي بُطُونهَا} . و" الرَّيح " وأسماؤها مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {ولِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عاصِفةً تَجْرِى بأَمْرِه} . ثمَّ قَالَ الشَّاعِر: (عجِبتُ من السَّارِينَ والرِّيحُ قَرَّةٌ ... إِلَى ضَوْءِ نارٍ [بينَ] فَرْدَةَ والرَّحَى) و" النَّار وأسماؤها مُؤَنّثَة. قَالَ الله تَعَالَى: {النَّارِ ذاتِ الوَقُودِ} . وَكَذَلِكَ النَّار، إِذا أُرِيد بهَا السَّمَةَ، يُقَال: مَا نارُ بَعِيرِكَ؟ أَي مَا سِمَتُهُ؟ وَأنْشد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 (ثمَّ سَقَوْا آبَالًهُمْ بالنَّارِ ... والنَّارُ قد تَشْفِي مِنَ الأُوَارِ) و" الخَمْر " وأسماؤها مُؤَنّثَة. قَالَ الشَّاعِر: (هىَ الخَمْر تُكْنَى الطَّلاَءَ ... كَمَا الذَّئْبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَة) و" القِتْب ": المِعَى، مُؤَنّثَة، وَجَمعهَا: " أقتاب ". جَاءَ فِي الحَدِيث: " تسْحَبُ أقتابُ بَطْنِه "، أى أمعاؤه. و" الإصْبَع " مُؤَنّثَة، جَاءَ فِي الحديِث: " هَل أنتِ إِلَّا إصْبَعٌ دَمِيتِ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 و " الكَفّ " مُؤَنّثَة. فَأَما قَول الشَّاعِر: (أَرَى رَجُلاً منهمْ أسِيفاً كأَّنما ... يَضُمُّ إلَى كَشْحَيْهِ كَفَّا مُخَضَّبا) فيجور أَن يكون " مخَضَّباً "، وَصفا لقَوْله " كفَّا "، فَيكون مَحْمُولا على الْمَعْنى، لِأَن الْكَفّ فِي الْمَعْنى عُضْو، وَيجوز أَن يكون " مخضبا " لقَوْله " رَجُلاً "، فَلَا يكون مَحْمُولا على الْمَعْنى. و" الذِّراع " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (أرْمى عَلَيْهَا وَهْىَ فَرْعٌ أجْمَعُ ... وَهْىَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإصبًعُ) و" الكَبِد " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (أيا كَبِداً كادتْ عَشِيَّةَ غُرَّبٍ ... من الشَّوْقِ إثْرِ الظَّاعِنينَ تَصَدَّعُ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 و " الَيد " و " الرِّجْل " و " العَيْن " كلهَا مُؤَنّثَة. قَالَ الشَّاعِر: (اليَدُّ سابِحةٌ والرِّجْلُ ضارِحَةٌ ... والعَيْنُ قادِحَةٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ) و" المَتْن " أَيْضا مؤنث. وَأنْشد: (وَمْتنانِ خَظاتانِ ... كزُحْلُوف مِنَ الهَضْبِ) و" اليَمين " و " الشَّمال " و " الفَخِذ " و " الوَرِك " و " الكَرِش " و " العَجُز " و " الضِّلَع " و " البَاع " و " العَضُد " و " الكَتِف " و " الكُراع " كلهَا مُؤَنّثَة. و" العَاتِق " تذكَّر وتؤنث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 و " القَفَا " يذكَّر وَيُؤَنث. وَأنكر الْأَصْمَعِي فِيهَا التَّذْكِير. و" الإِبْط " تذكَّر وتؤنث والتذكير فِيهِ أَكثر وَكَذَلِكَ " الْعُنُق " يذكر وَيُؤَنث. وَقيل: إِن ضُمِّت النونُ كَانَ مؤنَّثاً وَإِن سُكِّنت كَانَ مذكَّراً. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أعرف فِيهِ التَّأْنِيث. و" الإبِل " مؤنثه. و" القَلُوص ": بِإِزَاءِ " القَعُود " مُؤَنّثَة. و" العَنْس ": النَّاقة الصَّلْبة، مُؤَنّثَة. قَالَ الرَّاعِي: (مَا [ذَا] ذَكَرْتُم من قَلُوصٍ عَقَرتُها ... بَسَيْفي وضِيفَانُ الشتاءِ شُهُودُهَا) (وَقد عَلِمُوا أنِّى وفَيْتُ لِرَبِّهَا ... فراحَ على عَنْسٍ بأخرَى يُقودُهَا) و" الجَزُور " مُؤَنّثَة. و" النَّاب ": المُسِنَّة من الإِبل، مُؤَنّثَة، وَأنْشد: (أبْقَى الزَّمانُ ناباً نَهْبلَهْ ... ورَحِماً عِنْد اللَّقاحِ مُقْفَلَهْ) و" الذَّوْد " من الإِبل: من الثَّلَاث إِلَى العَشْر، مُؤَنّثَة، وَقد تذكَّر. وَمِنْه قَوْلهم: " الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إبِلٌ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 و " الأَضْحَى " مُؤَنّثَة، وَقد تذكَّر، يذهب بهَا إِلَى الْيَوْم. وَأنْشد: ( ... ... ... ... دَنَا الأَضْحَى وَصَلَّلَتِ اللّحامُ) و" الحَانُوت " مُؤَنّثَة، وَقد يُذْهَب بهَا إِلَى الْبَيْت فيذكَّر. و" النَّعَم " تذكَّر وتؤنث، والتذكير أَكثر، وَأنْشد: ( ... ... ... . ... حَتَّى إِذا مَا بَدَا للغارَةِ النَّعَمُ) وَأنكر الْفراء فِيهِ التَّأْنِيث، وَقَالَ: هُوَ ذَكَرٌ لَا يؤنث. و" الحِجْر ": الفَرَسُ الْأُنْثَى، مُؤَنّثَة. و" الغَنَم " و " الضَّأن " مُؤَنّثَة. و" الرَّخِل ": من أَوْلَاد الضَّأْن، مُؤَنّثَة. و" المَعِز ": مُؤَنّثَة. و" العَنْز " مُؤَنّثَة. و" العَنَاق ": من أَوْلَاد المَعِز، مُؤَنّثَة. و" الأفَعَى " مُؤَنّثَة. وَمِنْه قَوْلهم: " رَمَاهُ الله بأَفْعىً حَارِيَةٍ "، أَي قد نَقَصَ جِسْمُها، وصَغُرت من الكِبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 و " الأرْوَى ": إناث الوُعُول، مُؤَنّثَة. و " أَرْوَى " اسْم امْرَأَة. قَالَ الشماخ: (كِلاَ يَوْمَىْ طُوَالَةَ وَصْلُ أَرْوَى ... ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظًّنُونِ) (وَمَا أَرْوَى وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا ... بأدْنَى مِنْ مُوَقَّفَة حَرُون) و" الأَرْنَب " مؤنث. و" الخِرْنق ": ولد الأرنب، ويذكَّر وَيُؤَنث، والتأنيث أَكثر. و" الضَّبُع " مؤنث. قَالَ الشَّاعِر: (يَا ضَبُعاً أكَلَتْ آيارَ أَحْمِرَةٍ ... فَفِي البُطُون وقَدْ رَاحَتْ قَرَاقيرُ) و" البَعِير " يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى. و" الفَرَس " يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى. و" الدَّجَاج " يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى، كالإِنسان يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى. و" العَقْرَب " مُؤَنّثَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 و " العُقَاب " مُؤَنّثَة. و " العُقَاب ": الرَّايَةُ أَيْضا، مُؤَنّثَة. قَالَ الشَّاعِر (وَلَا الرَّاحُ رَاحُ الشَّامِ جاءَتْ سَبِيئَةً ... لَهَا غَايَةٌ تَهْدِى الكِرَام عُقَابُهَا) و" العِرْس " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (وهَلْ هِيَ إلاَّ مثْلُ عِرْسٍ تَبَدَّلَتْ ... عَلَى رَغْمِها مِن هاشِم فِي مُحارِبِ) و" الظَّئر ": الدَّابَّة، مُؤَنّثَة، و " الظائِر " من الإِبل: الَّتِي عُطِفَت على غير وَلَدهَا، مُؤَنّثَة. جمعهَا أظْآر. وَأنْشد: (فَمَا وَجْدُ أظْآرِ ثلاثٍ رَوائم ... وَجَدْنَ مَجَرّا مِن حُوَارٍ ومَصْرَعَا) 3 - و " الغُول " مُؤَنّثَة، وَأنْشد: ( ... ... . ... كَمَا تَلَوَّنُ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ) الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 و " الحْرَبُ " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (مَنْ يَذُقِ الحْرَبَ يَجِدْ طَعْمَهَا ... مُرَّاً وتَتْرُكُهُ بِجَعْجَاع) والجَعْجَاع: مناخ السوء، وَقيل: الحَبْس أَيْن كَانَ، وَقيل: كل أَرض جَعْجَاع. وَأما قَول عُبَيد الله بن زِيَاد: " أنْ جَعْجِعْ بالحُسَيْن "، فَمَعْنَاه: أَزْعِجْهُ، من قَوْلهم: جَعْجَعه: إِذا أَزْعَجَهُ. و" ذُكَاء ": الشَّمْس، مُؤَنّثَة. و " ابْن ذُكاء ": الصُّبْح، مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (وابْنُ ذُكَاءَ كَامِنٌ فِي كَفْرِ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 و " النَّبْل " مُؤَنّثَة، وَاحِدهَا " سَهْم "، كالغَنَم وَاحِدهَا شَاةٌ، والإِبل وَاحِدهَا جَمَلٌ أَو نَاقَةٌ. و" السَّرَاويل " مُؤَنّثَة. و" الدَّار " مُؤَنّثَة. و" الرَّحَا " مُؤَنّثَة. و" القِدْر " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (وقِدْر كَكَفِّ القِرْدِ لَا مُسْتَعِيُرهَا ... يُعارُ وَلَا مَنْ ذاقَها يَتَدَسَّمُ) و" الدَّلْو " مُؤَنّثَة، وَقد تذكَّرُ. وَأنْشد: (يَمْشي بَدلْوٍ مُكْرَبِ العَرَاقي) و" الفَأْس ": مُؤَنّثَة. و" القَدُوم " مُؤَنّثَة. و" النَّعْل " مُؤَنّثَة. و" الطَّاس " مُؤَنّثَة. و" الطَّسَ " مُؤَنّثَة. و " الطَّسْت " بِمَعْنى الطَّسّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 و " القَوْسَ " مُؤَنّثَة. و" الفِهْر ": حَجَرٌ، يمْلَأ الكَفَّ، مُؤَنّثَة. و" الضُّحَى " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (سُرُحُ اليَدَيْن إِذا تَرَفَّعَت الضُّحَى ... هَدْجَ الثَّقَال بَحمْلِهِ المُتَثَاقِلِ) و" السُّرَى ": سُرَى اللَّيْل، مُؤَنّثَة. و" النَّوَى ": البُعْد، مُؤَنّثَة. و" الضَّرَبُ ": العَسَل الغليظ الْأَبْيَض، مُؤَنّثَة. [و " العَرُوض ": النَّاحِيَة، مُؤَنّثَة] : وَأنْشد: (لكلِّ أُناسٍ منْ مَعَدِّ عَمَاَرٌة ... عرُوض إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وجانبُ) و" القَلْت ": نُقْرَة فِي الجَبَل تُمْسك المَاء، مُؤَنّثَة، وَأنْشد: (لَحَا الله أعْلَى تَلْعَة حَفَشَتْ بِهِ ... وقَلْتاً أَقَرَّتْ ماءَ قَيْس بن عاصِمِ) و" العَرَب " مُؤَنّثَة، لقَولهم: العَرَب العارِبَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 و " الوَحْش " مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ فِي ظُلُلاَتَها ... سَوَاقطُ منْ حَرَّ وَقد كانَ أظْهَرَا) و" الصَّعُود " و " الحَدُور " و " الهَبُوط " كلهَا مُؤَنّثَة، مبْنى على الْكسر، كحَذَامِ وقَطَامِ. و" أَجَأ ": أحَدُ جَبَلىْ طَيِّئ مُؤَنّثَة. وَأنْشد: (أبَتْ أجَأٌ أنْ تُسْلمَ العَامَ جَارَهَا ... فَمَنْ شاءَ أَن يَنْهَضْ بهَا منْ مُقَاتِل) و" كَحْلُ ": اسْم السَّنَة المجدِبة، غير منصرف. وَأنْشد: (قَوْمٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيُوتَهُمُ ... مَأوَى الضَّريك وَمَأوَى كُلِّ قُرْضُوب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 و " كَبكَبُ ": اسْم جَبَل، غير منصرف. وَأنْشد: (وَمَنْ يغترب عَن قَوْمِه لَا يَزَلْ يَرَى ... مَصارعَ مظلوم مَجَرَّا ومَسْحَبَا) (وتُدْفَنُ مِنْهُ الطالحاتُ وَمَنْ يُسئ ... يَكُنْ مَا أساءَ النَّارَ فِي رَأس كَبْكَبَا) و" شَعُوبُ ": اسْم للمنية، غير منصرف. وَأما قَوْله: (وكل فَتَى سَتَشْعَبُهُ شَعُوٌب ... وإِنْ أثْرَى وإنْ لاَقى فَلاَحَا) فَإِنَّمَا صَرَفَهُ للضَّرُورَة. و" المَنْجَنُون ": الدَّاليَة، مُؤَنّثَة. وَأنْشد: ( ... ... ... ... ... هَل الدَّهرُ إِلَّا مَنْجنَوُنٌ تَقَلَّبُ) و" المَنْجَنِيقُ ": مُؤَنّثَة. و" مُوسَى " الْحَدِيد مؤنثه، لقَولهم: " مُوسَى خَذِمَة ". و" السِّنّ " مُؤَنّثَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 و " طباعُ " الرَّجُل مُؤَنّثَة، وَقد تذكَّر، والتأنيث أَكثر. و" قُدَّام " و " أَمَام " و " وَرَاء " كلهَا مُؤَنّثَة. و" دِرْع " الحَديد مُؤَنّثَة، و " درْع " الْمَرْأَة: أى قميصها مذكرٌ. و" اللَّبُوس ": إِن عَنَيْتَ بِهِ السِّلاحَ، فَهُوَ مذكَّر، وَإِن عَنَيْتَ بِهِ درْعَ الْحَدِيد، فَهُوَ مؤنث. و" اللِّسان ": إِن عَنَيْتَ بِهِ هَذَا العُضْوَ، فَهُوَ مذكَّرٌ، وَإِن عَنَيْتَ بِهِ اللُّغَة، فَهُوَ مؤنث. وَقد يجوز فِي هَذَا الْمَعْنى التَّذْكِير. قَالَ الشَّاعِر: (نَدِمْتُ على لسانٍ كَانَ مِنِّى ... فَلَيْتَ بأنَّه فِي جَوْف عِكْم) فَهَذَا لَا يُراد بِهِ الْعُضْو، لِأَن النَّدَم لَا يَقع على الْأَعْيَان، وَإِنَّمَا يَقع على الْكَلَام و" القَلِيبُ ": الْبِئْر قبل أَن تُطْوَى، يذكَّر وَيُؤَنث، والتذكير أَكثر. و" الذَّنُوب ": الدَّلْو الْعَظِيمَة، تذكر وتؤنث. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَا تُسَمَّى ذَنُوباً إِلَّا وَهِي مَلأىْ مَاء. وَكَذَلِكَ: " السَّجْل " الدَّلْو بِمَائِهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 و " السِّلْم ": الصُّلْح، بِكَسْر وتفتح، ويذكَّرُ وَيُؤَنث. وَأنْشد: (والسِّلْمُ تَأْخُذُ مِنْهَا مَا رَضِيتَ بِهِ ... والحَرْبُ يَكْفيكَ منْ أنفاسِهَا جُرَعُ) و" الْمنون " يذكر وَيُؤَنث. وَأنْشد: (وكأنَّ المَنُونَ تَرْمى بِنَا أصحَمَ ... عُصْمٍ يَنْجَابُ عَنْهُ العَمَاءُ) أنْشد: (أمِنَ الْمنون وَرَيْبه تَتَوَجَّعُ ..... ... ... ) ويروى: " ورَيَبِها ". و" المَنِينُ ": الحَبْلُ الخِلَقُ، يذكَّر وَيُؤَنث. و" السُّلْطان " يذكر وَيُؤَنث. حكى الْفراء أَنه سمع بعضَ الْعَرَب يَقُول: قَضَتْ علينا السُّلْطَان. والتذكير أَعلَى، وَمن أنث ذهب إِلَى أَنه حُجَّةٌ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وَذهب بعض النَّحْوِيين إِلَى أَنه جمع " سَليِط "، مثل: " قَضِيبٍ " و " قُضْبَان ". و" السَّلاطين " جمع الْجمع، مثل: " مَصِير " و " مُصْرَان " و " مُصَارِين ". و" الحَالُ " يذكَّر وَيُؤَنث. و" الطَّرِيقُ " يذكَّر وَيُؤَنث و" الصَّاعُ " يذكَّر وَيُؤَنث و" السَّلاح " تذكر وتؤنث و" الصَّلِيف " صَفْحَةُ العُنُق، يذكَّر وَيُؤَنث و" السِّكَّين " يذكَّر وَيُؤَنث و" السُّوقُ " يذكَّر وَيُؤَنث وَكَذَلِكَ كلُّ اسْم من أَسمَاء الْأَجْنَاس الَّتِي تَدخُل التَّاءُ فِي وَاحِدِهِ فرقا بَينه وَبَين الْجمع، نَحْو: نَخْل ونَخْلَة، وتَمْر وتَمْرَة، وشَجَر وشَجَرَة، وثَمَر وثَمَرَة، وبَقَر وبَقَرَة، وبَرَّ وبُرَّة، وشَعير وشَعِيرة، فَإِنَّهُ يجوز فِيهِ التَّذْكِير والتأنيث. وَقد جَاءَ أَيْضا شَيْء من صِفَات الْمُؤَنَّث بِغَيْر عَلامَة التَّأْنِيث، كَقَوْلِهِم: امْرَأَة خَوْدٌ، وضِنَاك، وصَنَاع، وناقة سَرْجٌ، وَامْرَأَة مِعْطار، ومِذْكار، ومِئناث، ومِئْشِير، ومِعْطير، وَامْرَأَة صَبُور، وشَكُور، وَامْرَأَة قَتيل، وكَفُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 خَضِيب، وعَيْنٌ كَحِيل، ولِحْيَة دَهِين وَامْرَأَة حائِض، وحامِل، وطالِق، وطامِث، ومُرْضِع، وقاعِد: اليائِسة من الوَلَد، فِي كَلِمَات كَثِيرَة، لِأَنَّهَا لم تَجْرِ على فِعْلِ. وَفِيه كَلَام لَا يَليقِ ذكره بِهَذَا الْمُخْتَصر. فَإِن صَغَّرْتَ شَيْئا من الْمُؤَنَّث، لم يَخْلُ إِمَّا أَن يكون فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، أَو لَيْسَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث. فَإِن كَانَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، وَجب إِلْحَاق الْعَلامَة فِي مُصَغَّرِه، سَوَاء كَانَ على ثَلَاثَة أحرف، أَو على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف، نَحْو: شَجَرَةَ وشُجَيْرَة، وِشِرْذِمة وشُرَيْذِمة، وَفَرَزْدَقَة وفُرَيْزِقَة، وَمَا أشبه ذَلِك. وَإِن لم يكن فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، لم يَخْلُ إِمَّا أَن يكون على ثَلَاثَة أحرف، أَو على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف. فَإِن كَانَ على ثَلَاثَة أحرف، وَجب إِلْحَاق تَاء التَّأْنِيث فِي مُصَغَّرِه، ليدل على أَنَّهَا الأصلُ فِي مُكَبَّرِه، مثل: دَار ودُويْرة، ونار ونُوَيْرَة، وقِدْر وقُدَيْرَة إِلَّا فِي كَلِمَات يسيرَة جَاءَت على خلاف الْقيَاس، وَهِي نَحْو: قَوْس وقُوَيْس، وفَرَس وفُرَيْس، وعُرْس وعُرَيْس، وحَرْب وحرَيْب، ودِرْع الْحَدِيد ودُرَيْع، ونَاب من الإِبل ونُيَيب. وَإِنَّمَا جَازَ تصغيرها بِغَيْر هَاء، لِأَنَّهَا أُجْرِيت مُجْرَى الْمُذكر فِي الْمَعْنى، لِأَن " القَوْس " فِي معنى العُود، و " الفَرَس " ينْطَلق على المذكَّر والمؤنث، والمذكَّر هُوَ الأَصْل، فَتُرِك لفظ التصغير على الأَصْل، و " العُرْس " فِي معنى التَّعْرِيس و " الحَرْب " فِي الأَصْل مصدر، وَهُوَ مُذَكّر، و " دِرْع " الْحَدِيد فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 معنى الدِّرْع الَّذِي هُوَ الْقَمِيص، و " النَّاب " من الإِبل رُوعِىَ فِيهَا معنى النَّاب، الَّذِي هُوَ السِّن، وَهُوَ مذكِّر. وَإِن كَانَ على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف، فَإنَّك إِذا صغرته، لم تُلْحِق فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، لِأَن الْحَرْف الرَّابِع بِمَنْزِلَة تَاء التَّأْنِيث، فعاقَبَتْهَا، نَحْو: عَنَاق وعُنَيِّق، وعُقاب وعُقَيِّب، وعَقْرَب وعُقَيْرِب، إِلَّا فِي كَلِمَات مَعْدُودَة، وَهِي: وَرَاء ووُرَيِّئَة، وأمام وأمَيِّمَة، وقَُّدام وقُدَيْدِيَمِة، كَقَوْلِه: (قُديْدِيمة التَّجْريب والحِلْم إنَّنِي ... أَرَى غَفَلاتِ العَيْشِ قَبْلَ التَّجَارِبِ) وَإِنَّمَا صُغِّرت هَذِه الْكَلِمَات بِالتَّاءِ، تَنْبِيها على أَن الأَصْل فِي تَصْغِير الْمُؤَنَّث أَن يكون بِالتَّاءِ: كَمَا صُحَّحَت الْوَاو فِي " القَوْد " بِالسُّكُونِ وَالْحَرَكَة، تَنْبِيها على أَن الأَصْل فِي: " بَاب " و " دَار " الْحَرَكَة. وَقيل: إِنَّمَا صُغِّرَت بِالتَّاءِ، لِأَن الْأَغْلَب على الظروف أَن تكون مذكَّرة، فَلَو لم يلْحقهَا تَاء التَّأْنِيث فِي التصغير، لَا لتبست بالمذكَّر من الظروف، فَلذَلِك ألحقت تَاء التَّأْنِيث. وَقد ذكرنَا ذَلِك مُسْتَوفى فِي كتَابنَا الموسوم " بأسرار الْعَرَبيَّة " وَالله أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 تمّ الْكتاب بِحَمْد الله وعونه وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88